منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   477_قصر من سراب_ماريون لينوكس ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t152097.html)

اماريج 02-12-10 10:05 PM

477_قصر من سراب_ماريون لينوكس ( كاملة )
 
http://www.iraqnaa.com/ico/image2/f/hllo001.gif

اليوم ياحلوين راح اباشر في تنزيل رواية حلوة كتيررر وروعة هي من روايات احلام الجديدة
وكلي امل انو تنال رضاكم ياااااااحلوين:flowers2:
للامانة الرواية منقولة
اسم الرواية :قصر من سراب
الكاتبة:
ماريون لينوكس

الملخص

في مكان بعيد قاحل . ومع رجل بالغ الوسامة . وجدت جينا نفسها مهجورة وسط صحراء قاحلة . لا تليفون ولا ماء ...
وحيدة إلا من اختها الطفلة ...
رايلي جاكسون الذى انقذهما . كان شخصا علمته الحياة درسا قاسيا هو أن الحب لا يدوم .
منتديات ليلاس
ولهذا لم يعد يريد الالتزام أو الصحبة . لكن عندما ساعد هذه المرأة الشجاعة . ادركت جينا أن عليها بذل جهدها كي تخلصه من عقدته .
استطاعت جينا ان تسقط الحواجز التى وضعها حول قلبه .
ولكن بقى هناك حاجز منيع لم تستطع تجاوزه ...

:liilas:

قراءة ممتعة للجميع



اماريج 02-12-10 10:07 PM


المقدمة

كان شعوره الأبرز هو الارتياح .
أليس من المفروض ان تثور ثائرته ؟ ان يشعر بالمرارة ؟ بالهجران ؟ والوحشة ؟ هذا ما شعر به في الماضي عندما هجره احبابه . وعندما شحن آخر امتعة زوجته الجميلة في طائرة اعز اصدقائه , توقع ان يسمع ولو صدي لالمه على الأقل .
لكن هذا لم يحدث . لقد اصبحت الطائرة الآن نقطة في الأفق , لكنه لم يشعر بأي وحشة على الإطلاق !
منتديات ليلاس
لعله شفى من ذلك الحب . كان واضحا انه لا يملك المقومات الملائمة لإقامة علاقة , لكن هذا لم يعد مهما .
- ما رأيك يا فتي ؟
طرح هذا السؤال على كلبه " باستل " الذى اخذ يشم يده . باستل لن يفتقد ليزا هو أيضا لأن ليزا لم يكن لديها وقت للكلاب . وعاد يخاطب كلبه :
" أصبحنا بمفردنا الآن , يا رفيقي "
منتديات ليلاس
كان الكلب يعرج بجانبه . سيبقى باستل وفيا الى النهاية بعكس زوجته , وخسارته لباستل ستسبب له ألما حقيقيا , وهذا هو الألم عند نهاية الحب .
عاد باستل يتشمم أصابعه , فتوقف رايلي ليمنحه عناقا رقيقا :
" أنا اعرف انك لن تبقى معي وقتا طويلا وسأفتقدك بشكل جنوني , لكنني لن افتقد أي شخص آخر , لن أعاشر امرأة اخري بعد الآن على الاطلاق "



اماريج 02-12-10 10:09 PM

1_قرار متهور
*****************
انها غلطة , غلطة فظيعة , فجل ما رأته جينا من حولها هو غبار احمر وخط سكة حديد .
رأت أشجارا قصيرة تنمو على طول الخط , وفي البعيد , تحول القطار إلي ضوء وامض خفيف .لم تر شيئا آخر .
منتديات ليلاس
وقفت جينا من دون حراك , محاولة أن تستوعب فداحة ما اقترفته . عندما أعلن المذياع ان القطار سيتوقف في " مرتفعات بارينيا " , افترضت جينا انها مدينة ما . وكانت قد نظرت من النافذة فرأت العديد من الشاحنات التى وقفت الى جانب الرصيف فيما أخذ العمال ينزلون احمالا من البضاعة , وراح رجال يعتمرون قبعات عريضة ونساء يحملون البضاعة في الشاحنات .
قررت أن الرحلة انتهت هنا ..
وهذا أفضل بكثير من قضاء يومين آخرين في القطار , تنظر إلى برايان وهو يذل ابنته الصغيرة .

كانت من الغضب بحيث استعجلت في إلقاء الحقائب من القطار وهي تعلم كارلي انهما ستترجلان من هنا في اللحظة التى ابتدأ القطار يتحرك فيها .
إذن , اين هما الآن ؟
في " مرتفعات بارينيا " ! وهو اسم لا يعني شيئا . والاسوأ من ذلك أن الشاحنات التى رأتها منذ دقائق غابت عن النظر الآن في سحابة من الغبار الأحمر .
لم يكن هناك شئ على الإطلاق .

أخذت تنظر من حولها بفزع , غير مصدقة . ما الذى فعلته ؟ اين تراهما نزلتا ؟ لقد استغرقت رحلتهما من سيدني يوما ونصف ويومين من " بيرت " . وهما لا تدريان أين هما الآن .
- أين نحن الآن ؟
طرحت عليها كارلي هذا السؤال بذلك الصوت الضعيف الخائف الذى تستعمله مع برايان وهذه هي النبرة الوحيدة التى سمعتها جينا طوال اليومين الماضيين .
اجابتها جينا بصوت مرتفع وكأن التفوه بإسم هذا المكان يمنحه معني خاصا :
" نحن في مرتفعات بارينيا "
منتديات ليلاس
لكن هذا لم يطمئن " فمرتفعات بارينيا " هي عبارة عن رصيف من الإسفلت وسقف من الصفيح . ما من شجرة أو هاتف .
وكانت كارلي تقف بجانبها , تنتظر منها أن تخبرها بما عليها أن تقوم به .
يا إلهي .. ماذا تراني فعلت ؟ عادت جينا تخاطب نفسها وهي تتذكر كيف كان أبوها يقول دوما إنها حمقاء ... وهو علي صواب .
لكن رأي أبيها لم يعد يهمها , فتشارلي سفينسن في اميركا . ولعل والدها متواطئ سرا مع برايان .
كان هذا التفكير غير معقول , لكنه ليس مستحيلا , فهي وكيرلي من أم واحدة لكن من أبوين مختلفين , برايان وتشارلي , وهما اكثر من عرفت من الرجال بعدا عن المبادئ الخلقية .



اماريج 02-12-10 10:10 PM

اغمضت جينا عينيها وهي تتذكر وجه برايان بينما كانت تستعد للنزول ثم قوله بخشونه :
" انزلي إذن , فهذا لا يهمني . إننى الفائز "
وكان النصر يرتسم على ملامحه وهو يراها تنزل من القطار مع اختها الصغيرة .
أتراه ادرك نوع هذا المكان ؟ وانحبست انفاسها . اتري برايان ادرك ما تفعل ؟ هل كان يعلم أن " مرتفعات بارينيا " ليست شيئا يذكر ؟
من المؤكد انه لا يريد أن يري ابنته معزولة في مكان غريب موحش .
منتديات ليلاس
جلست على حقيبتها وحاولت أن تكبح ذعرها . انها حمقاء للغاية . كانت كارلي ابنة الاعوام الخمسة تنظر اليها بقلق , فأخذتها ووضعتها على ركبتيها واحتضنتها بشدة وهي تفكر في ان عليها ان تهدأ وتحاول ان تفكر . وسألتها كارلي بثقة تامة :
" هل سيأتي أحد ليأخذنا ؟ "
فحاولت جينا ان تجد جوابا لهذا السؤال . واخيرا , أجابت :
" ربما . على ان افكر في الأمر "

اطاعتها كارلي والتزمت الصمت . وهو ما أمضت سنوات عمرها الخمس تفعله فكان الآخرون يرونها ولا يسمعونها . وقد صممت جينا على ان هذا الصمت يجب ان ينتهي . لكنها شعرت حاليا بالشكر لصمت اختها هذا , فهي بحاجة لأن تفكر في ما عليها أن تعمله . وكان هذا صعبا .
كان الذعر يتملك جينا , كما كانت تشعر بحرارة الجو الخانقة بعد خروجها من القطار المكيف .انه منتصف النهار في براري استراليا .

لكنها ما لبثت ان حدثت نفسها بأن تنسى حرارة الجو وتنتبه لوضعها الحالي .
متى يأتي القطار التالي ؟ وحاولت ان تتذكر جدول المواعيد الذى اطلعت عليه في انكلترا . أدهشها , حينذاك , اقتراح برايان بأن يستقلوا القطار الذى يقوم برحلة طويلة عبر وسط استراليا , وتفحصت طريق القطار وجدول الرحلة عبر الإنترنت .

واخذت تحدث نفسها مرة اخرى بمرارة بأنها مخطئة من دون شك .
لكنها لم تكن كذلك , فهي واثقة من أن هذا القطار يعبر القارة مرتين فقط في الأسبوع , وهو يتوقف في " مرتفعات بارينيا " لينزل حمولته وليسمح للقطار القادم من الجهة المقابلة بالمرور , وقد حدث هذا منذ عشر دقائق ما يعني أن ما من قطارات قبل ثلاثة ايام , واليوم هو الخميس , وبالتالي لن يمر القطار التالي قبل يوم الاثنين .

ازداد شعورها بالغثيان , فاخرجت هاتفها الخلوي وأخذت تنظر إلى شاشته . لم تجد أي اتصال . لكنها طبعا خارج نطاق الخدمة . ما الذى كانت تتوقعه ؟
لكنها رأت اولئك الفتية في الشاحنات فلابد أنهم يعيشون في مكان ما . انزلت اختها من حضنها برقة ثم سارت الى حافة الرصيف , وهذه غلطة اخرى فقد ضربتها شمس الظهيرة .

عادت إلى الظل , وعادت كارلي تندس في احضانها باحثة عن الأمن والاستقرار .
ويا له من استقرار معها !
همست وهي تنظر من حولها مستطلعة بعينين ضيقتين :
" سنكون بأحسن حال , يا كارلي "
رأت طرقا وعرة تقود إلى اتجاهات مختلفة , وما من شئ آخر .لا بد من وجود حياة هنا . فكرت في ذلك وهي تصل إلى آخر الطريق . هل تلك بيوت ؟ انها غير واثقة , فهي أبعد من أن تميزها.
منتديات ليلاس
حدقت في اختها بحيرة , ماذا عليها أن تفعل ؟
كانت خيارتها محدودة , فإما أن تمكثا على هذا الرصيف من دون طعام ومن دون شراب وتنتظرا قدوم القطار التالي . وإما أن تسيرا إلى ما لاح لها عند الأفق . وعادت بذهنها الى التعليمات التى قرأتها أثناء استعدادهما لهذه الرحلة . في حالة تعطل السيارة في البراري , ابق بجانب سيارتك , أخبر الناس بوجهتك , ليرسل اصدقاؤك فرقة للبحث عنك , فالرجل التائه في البراري علي قدميه , قد لا يعثرون عليه ؟



اماريج 02-12-10 10:11 PM

وخطر لها بمرارة ان هذه النصيحة ممتازة , لكن الشخص الوحيد الذى يعرف مكانهما هو برايان .وتراءى لها وجه برايان . لم تر في حياتها قط حقدا كالذى ارتسم عليه .

لقد سارت امامه باعتداد وهي تعلم انه لن يفعل شيئا لإنقاذهما .وهذه الفكرة جعلتها تشعر بالغثيان .كيف أمكنها ان تثق به قط ؟
عليها ان تنسى هذا كله .. ألا تفكر في الأمر على الإطلاق . سيكون عليهما ان ترعيا نفسيهما بنفسيهما .

وهل ثمة جديد في ذلك ؟ وحدثت نفسها بأن عليهما أن تنتظرا , ونظرت الى ساعتها . إنها الواحدة بعد الظهر , والحرارة في ذروتها . قالت تحدث كارلي :
" سنبدل ملابسنا بأخري مناسبة ثم نسير لنري إن كان ما نراه منزلا . إذا لم يكن كذلك فيمكننا أن نعود . يمكننا دوما أن ... "
يمكنها ماذا ؟ ياله من سؤال جدي ! وسألتها كارلي :
" ماذا سنفعل أثناء انتظارنا ؟ "
هذا سؤال جدي آخر ! عليهما ان تقوما بعمل ما وإلا سيكون عليهما أن تفكرا . ومن يريد ان يفكر ؟
اقترحت جينا :
- يمكننا ان نبني قلاعا من التراب .
منتديات ليلاس
بدا الشك على ملامح الطفلة . وقالت :
" لايمكن بناء قلعة من التراب بل من الرمال "
قالت جينا وقد استطاعت اخيرا ان تبتسم :
" نحن في منطقة غير مرسومة على الخارطة يا حبيبتى , وعلى القواعد ان تنقلب رأسا على عقب مثل بناء قلعة من التراب "
* * *
دخل رايلي من الباب الخلفي , وألقى ببقية المؤن على أرض المطبخ , ثم وقف يحدق في الأرض بإشمئزاز . ود لو يكون الآن بعيدا عن هذا المكان . ورغم ان المؤن التى ارسلتها ماغي ضرورية إلا انه ليس مضطرا لأن يرغب فيها ..
بازيلا مشوية , دوما وأبدا ... ومياه غازية .

وحدث نفسه بأنه سيمضى هنا أسبوعا آخر , قبل ان يعود الى العالم المتحضر ... يعود إلى " ماينيرينغ " حيث بيته الجميل وطعام ماغي الرائع وبحيرة السباحة , وكافة التفاصيل التي تجعل الحياة في هذه الحرارة القاسية ,محتملة .لم لم يرسل أحدا من رجاله للقيام بهذه المهمة ؟لأنهم لن يقبلوا بالمجئ ، كما أجاب نفسه بابتسامة جافة .
لكنه يضع وقته بين نفايات المطبخ هذه بينما ليس لديه وقت يضيعه . فثمة أولويات .

أعاد زجاجة المياة الغازية وهو يحدث نفسه بابتسامة آسفة مرة أخرى بأن هذه هى مؤونته . تبا لذلك !
أليس الحديث إلى الذات أولى علامات الجنون ؟ ربما كان عليه أن يحضر كلبا آخر .
كانت الساعة الواحدة بالضبط . ما زال أمامه سبع ساعات من النهار . العمل تحت شمس الظهيرة يؤدى إلى الجنون ، لكن الضجر يزول ، وانتعاش قطيعه يعتمد على إطلاقه له . إذا ما ارتاح ، فقد يموت قطيع آخر من ثلاثين رأس ماشية قبل حلول الليل . وحدث نفسه وهو ينظر إلى المياه الغازية بشوق : " لا بأس ، تلك ستنتظر أما أنا فساعود إلى العمل "
* * *
عندما حل المغيب ، بدا الحال محيرا إذا أصبحت الشمس كرة من نار عند الأفق . وكان وهج النور عبر الصحراء سيحبس أنفاس جينا فى الأحوال العادية .
لكن ليس الآن إذ إبتدأت كارلى تتعثر فى سيرها . وبدت المبانى بعيدة جدا . كانتا قد تركتا أمتعتهما خلفهما وارتدتا سروالين خفيفين وقميصين وحذائين عاديين ، لكن ، رغم ذلك ، بدت المسيرة طويلة حارة ، سيما وأن الرمال حارقة وحذائيهما رقيقان للغاية .

والان . . . كلما ازداد اقترابهما من المبنى ، ازداد هبوط قلب جينا .
بدا المنزل مهجورا ، فهو يتالف من واجهات قديمة غير مطلية ، وسقف حديدى صدئ . ولم تر أثرا لمراوح أو حديقة بل مزيد من التراب الأحمر . أحاطت بالبيت حظائر متداعية ، فيما بدا المنزل نفسه سليما ، لكن النوافذ المحطمة جعلت جينا تدرك أن المنزل هذا لم يسكنه أحد منذ وقت طويل . لكن هذا البيت يمكن أن يكون ملجأ لهما حتى وصول القطار التالى . وركزت على خزان الماء خلف المنزل الذى بدا وكأنه سيقع فى أى لحظة . لكنه يبدو صالحا للخدمة .
منتديات ليلاس
أخذت تهمس وهى تتقدم بكارلى نحو الكوخ : " أرجوك ، أرجوك يا الله "
وفجأة ، جمدت مكانها .
فخلف الكوخ ، وقفت طائرة صغيرة الحجم ، جديدة ، غالية الثمن . لم تكن من نوع الطائرات التى يتركها شخص فى كامل قواه العقلية .
قالت جينا تخاطب كارلى :
" لابد أن شخصا ما هنا "
قالت كارلى بحذر :
" أريد أن أشرب "
فتمالكت جينا نفسها والتفتت تحدق فى الكوخ راجية أن يخرج أحد منه لكن هذا لم يحصل . وقالت للصغيرة :
" فلنقرع الباب "

من هو الذى يسكن فى مكان قذر كهذا ؟ وقادت أختها إلى الكوخ ثم شعرت وكأنها فى مثل سن كارلى تقريبا . . . وربما أكثر خوفا .وطرقت الباب .
لا جواب . وانتظرتا . وقفت كارلى بثقة بجانب أختها ، فتصاعد شعور هذه بالمسؤولية .هيا ، أما من جواب ؟



اماريج 02-12-10 10:13 PM

لم تسمعا سوى صوت الرياح وهى تعصف حول المنزل . وهمست كارلى تطلب منها أن تطرق الباب مرة اخرى ، فحاولت جينا مرة أخرى بقوة أكبر .لا جواب .
قالت كارلى شاكية :
" أنا عطشانة جدا "
اشتدت قبضة جينا على يدها . هنا ليس لندن ، ومن المؤكد ان أى شخص يعيش هنا ، سيتفهم حاجتهما إلى دخول المنزل .
همست جينا :
" دعينا ندخل "
فسألتها كارلى : " لم نهمس ؟ "
- لست أدرى . امسكى يدى بشدة .
- أتظنين أن ثمة أشباح هنا ؟

- أرجو ان تكون قادرة على قيادة الطائرات .
أخذت كارلى تضحك وبدا هذا رائعا لجينا فكارلى لا تضحك كثيرا . وفى القطار مع أبيها لم تضحك أبدا . ورأت جينا ولأول مرة أن مغادرتهما القطار لم تكن كارثة ، إذا وجدتا بعض الماء ، وإذا لم يكن قائد الطائرة قاتلا . لاشك أنها ستصاب بالخبل هنا .
لم يفتح أحد الباب . وعادت تشد على يد كارلى ، محدثة نفسها بأنها تريد بذلك أن تطمئن كارلى وليس أن تطمئن نفسها .
ودخلتا على أطراف اصابعهما .

بدا المكان مهجورا منذ سنوات فالغبار السميك يغطى كل شئ . لكن . . . ثمة أثار أقدام على الغبار . إنها آثار رجل حديثة نسبيا .
اشتد ضغطها على يد كارلى وهى تقودها على الأرض الخشبية العارية عند المدخل وبدت اقدامهما أصغر بكثير بجانب تلك الآثار .

أفضى الباب التالى إلى المطبخ ، حيث لاحظتا وجود آثار للحياة على شكل صناديق مأكولات . معلبة وثلاجة فضلا عن كومة من الصحف على طاولة خشبية واسعة .
وبينما أخذت كارلى تنظر من حولها باهتمام ، تناولت جينا الصحيفة التى يعود تاريخها إلى يومين .شخص ما يستعمل هذا المنزل بكل تأكيد .
ولحسن الحظ كان هناك حوض يعلوه صنبور . تركت جينا يد كارلى وفتحته وهى تحبس أنفاسها ، وإذا بمياه صافية تتدفق منه . أحنت رأسها وأخذت تشرب من ماء لم تذق قط أعذب منه .
منتديات ليلاس
قالت وهى ترتجف قليلا :
" نحن بأحسن حال ، يا كارلى "
بعدئذ رفعت الطفلة بين يديها لكى تشرب هى أيضا ، وهى تتابع :
" نحن آمنتان ، فثمة طعام وماء هنا . يمكننا البقاء هنا طالما نحن بحاجة إلى ذلك "
- إلى جهنم بحاجتك إلى ذلك .
استدارت وهى لا تزال تحمل الطفلة فرأت رجلا عند الباب . ساد الصمت لحظة فيما بقيت كارلى تشرب بلهفة ومنعت الصدمة جينا من الكلام .

كان الرجل طويل القامة ، كما سد الباب بكتفيه العريضين وجسمه المفتول العضلات . كانت بنيته توحى بأنه أمضى حياته فى العمل الشاق .
كانت الشمس قد حولت شعره من كستنائى قاتم عند جذوره إلى ذهبى تقريبا عند أطرافه ، كما بدا لون بشرته برونزيا .
كانت ملابس الرجل مغطاة بالغبار .
لابد انه مزارع . كان يرتدى سروالا من الجلد وقميصا ذا لون كاكى ، ويحمل فى يده قبعة عريضة .
أتراه مزارع ؟ هذا غير معقول .
كان عليها أن تتكلم . . . أن تقول شيئا :
" مر. . حب. . "

لم تستطع ان تتكلم بوضوح ، وبدا صوتها قصيرا حادا أشبه بالصرير . فاتسعت عينا الرجل :
" مرحبا بك أنت "
كان صوته عميقا بعكس صوتها ، ورنانا مليئا بالثقة بالنفس ، وذا لكنة استرالية واضحة . وراحت عيناه تتأملانها بهدوء ، وكأنه يتوقع من هذا الشبح فى مطبخه أن يختفى فى أى لحظة .
كانت جينا لا تزال تمسك بكارلى التى انتهت من الشرب فأبعدت فمها عن الصنبور . انزلتها جينا إلى الأرض فاخذت تحدق فى هذا الغريب بتشكك ثم استندت إلى ساقى جينا .
منتديات ليلاس
وأخيرا استطاعت جينا أن تقول وهى تتمسك بكارلى :
" هل . . . هل هذا بيتك ؟ "
قال وهو يحدق فى كارلى :
" إنه بيتى ، نعم "
لم تنظر إليه كارلى بل اختبأت خلف ساقى جينا وبقيت هناك .ساد صمت طويل ، لم تستطع جينا أن تفكر فى شئ تقوله .
وأخيرا ، بدا وكأنه تمالك نفسه من صدمة عثوره على غريبتين فى مطبخه ، فألقى بقبعته على المائدة ثم توجه إلى الثلاجة وأخرج منها المياة الغازية ثم رفع حاجبيه ساخرا . التفت إلى جينا وهو يقول :
" لا أدرى من أنتما ، وكيف وصلتما إلى هنا ، ولكن هل بإمكانى أن أقدم هذه المياه الغازية ؟ "



اماريج 02-12-10 10:14 PM

- لا . . . لا ، شكرا .
غامرت كارلى بإلقاء نظرة عليه من خلف ساقى جينا ، وإذا به يغمزها ما جعلها تعود إلى الاختباء خلف أختها . وتنفست جينا بعمق ثم قالت وهى تتمالك نفسها :
" لقد وجدنا الماء عندك . . . آسفة ، نحن نعانى من بعض المشكلات "
- لقد تكهنت بذلك فعلا . إما هذا وإما أنكما بائعتا موسوعات متحمستان للغاية .
ابتسم الرجل لها وجل ما استطاعت جينا أن تفعله هو ألا تشهق إذ أنارت هذه الابتسامة وجهه فبدا معها أصغر مما يبدو عليه بسنوات . فى البداية ، ظنت أنه فى الأربعين من عمره ، ولكنه حين ابتسم بدا فى الثلاثين . . . بدا شيئا لا يصدق .
منتديات ليلاس
كان رائعا ، مثيرا ، يتفجر رجولة . وازدحمت هذه الصفات فجأة فى رأسها ، فامتدت يداها غريزيا إلى كارلى تشدها إليها .
يا لسخافتها ! ليس من عادتها أن تتجاوب مع الرجال بهذا الشكل . فلم تشعر أمام هذا الرجل وكأنه نومها . . . مغناطيسيا وأخيرا ، استطاعت أن تقول :
" نحن لسنا بائعتين . إن البيوت متفرقة للغاية هنا وهى لا تصلح للبيع من باب إلى باب "
قال والابتسامة لا تفارق شفتيه :
" هذا مؤسف "

ثم أشار إلى كومة الصحف مضيفا :
" هذا كل ما لدى تقريبا للقراءة . أما الموسوعات فلها استعمالها الخاص "
وتلاشت ابتسامته وهو يتفحص عينيها ثم رقت ملامحه وكأنه شعر بخوفها . وتحولت نظراته مرة أخرى إلى كارلى ، محاولا اختلاس النظر إليها حيث هى خلف ساقى جينا ، وقد ازدادت ملامحه رقة ولينا .
- إذا لم تكونى بائعة فربما بإمكانك أن تخبرينى من تكونين .

- لا أظن . . .
وسكتت جينا . صعوبة شرح وضعهما لهذا الرجل كادت تسحقها . وقالت :
" لن تصدقنى "
- جربينى .
انفجرت تقول : " لكننى لا أعرفك "
فعادت ابتسامته الرائعة وهو يقول موافقا :
" هذا صحيح . أنت لا تعرفيننى . لكن بما أنك فى مطبخى وقد دخلت من دون دعوة ، فربما عليك أن تعرفى عن نفسك أولا . لكن لعلى واهم "
وتناول قبعته عن المائدة ثم عاد فوضعها على رأسه ليرفعها مجددا بشكل تحية وهو يقول : " اسمى رايلى جاكسون "
وغمز بعينيه إلى أسفل حيث وقفت كارلى متشبثة بساقى أختها وأردف :
" اجلسا وارتاحا . اعتبرا نفسيكما فى بيتكما "

نظرت إليه جينا مضطربة ، ولولا وجود كارلى معها لخرجت من هذا البيت لتعود إلى رصيف محطة القطار .
من تراها تخدع ؟ ما كانت لتفعل هذا . وليس لديها خيار سوى الاستمرار فى الحديث . وقالت :
" أنا جينا سفنسن . وهذه كارلى "
- يسرنى التعرف إليكما يا جينا ويا كارلى . مرحبا بكما فى مزرعتى .
مزرعته ؟ ونظرت حولها إلى الغبار المتراكم ثم أخذت تحدق من زجاج النافذة القذر فى المرعى المغطى بالعشب فى الخارج ، وقالت :
" هذه ليست مزرعة فعليا . . . أعنى ، أنت لا تعيش هنا"
منتديات ليلاس
سألها وكأن قولها جرحه :
" ألا يعجبك ديكور بيتى ؟ ما العيب فيه؟ "
أخذت ترمش فتطوعت كارلى لتجيب :
" إنه قذر جدا "
صدمت جينا لقولها هذا ، إذ حيرها ان تتكلم كارلى فى حضور رجل غريب . وعادت الطفلة تتابع حديثها :
" وأنت لا تنظف مائدتك "
كان فى لهجة الطفلة نوع من التوبيخ فقال وهو يبتسم لها :
" لو كنت أعلم بقدومكما لنظفت البيت وأخرجت صحونا من الخزف الثمين وحضرت لكما حلوى أو وضعت فى الثلاجة مزيدا من المياه الغازية والعصائر "



اماريج 02-12-10 10:15 PM

وصمت لحظة ثم أضاف :
" والآن ، أظن أن الدور دورك الآن . لعلى فضولى لكننى أريد أن أعلم أى جهنم . . . "
وتحولت عيناه إلى كارلى ، ثم حاول أن يهذب ألفاظه ، فتابع يقول :
" ما الذى جعلكما تدخلان مطبخى وتنتقدان ربة منزلى ؟ وهذا لا يعنى أننى غير راض فقدوم الضيوف يرضينى دوما . لكنى لست واثقا من مكان قدومكما "
ابتلعت ريقها فهو محق . وأومأت ثم قالت :
" جئت من القطار "
منتديات ليلاس
- هذا منطقى . لكننى كنت هناك أحضر مؤنى ، فلم أركما .
- نزلنا من القطار حالما ابتدأ السير .
- لم تكونا تتوقعان أن يستقبلكما أحد إذن ؟
- لا .
أخذ يفكر فى كلامها وعيناه لا تبارحان عينيها :
" وهكذا ظننت أن بإمكانك أن تتفرجى على بعض المناظر "

فقالت بحدة :
" لا حاجة للسخرية . لم نغادر القطار بإرادتنا "
فابتسم ابتسامته الساحرة تلك وسأل :
" أتعنين أن ثمة من طردكما من القطار ؟ هل أخللت بالنظام ؟ "
وعندما لم تجب ، جلس على كرسى كرجل يستعد لقراءة كتاب جيد :
" حسنا ، يا جينا سفنين ويا كارلى . اجلسا وحدثانى بكل شئ ، رجاء "
رأت أنها تدين له بذلك ، فهى بحاجة إليه ، وبالتالى عليها ان تخبره .
جلست وأجلست كارلى على كرسى بجانبها .
كان الكرسيان متلامسين ما يبقى كارلى على اتصال بها ، لكن الغريب أن الصغيرة بدت مرتاحة .
ما الذى يهدف هذا الرجل إليه ؟

جلست جينا بحذر على حافة الكرسى ، ما جعله يتمايل بشكل واضح فزاد هذا فى توترها . شعرت وكأن عالمها يدور من حولها ولم تعد واثقة من أنها لن تنزلق عن الكرسى .
- لقد حدث اختلاف فى الرأى بيننا وبين شخص فى القطار وغضبنا . . . فتركنا القطار .
- حدث اختلاف بينكم ؟

عادت عيناه المفكرتان تلتمعان مرة أخرى ، وبدت السخرية فى أعماقهما . أخذ يتفحص وجهها ثم كيانها كله . . . نظر إلى سروالها المغبر وبلوزتها وإلى شعرها المشعث حيث انسجم الغبار الأحمر مع لون شعرها الأحمر القاتم ، ثم انحدرت نظراته إلى ذراعيها النحيفتين المتكئتين على الطاولة أمامها .
عادت نظراته إلى كارلى ، متأملا شعرها الأحمر المغطى بالغبار وعينيها الخضراوين الواسعتين ما جعلها نسخة ثانية عن جينا :
" من الذى اختلفتما معه ؟ "

- مع برايان ، والد كارلى .
نظر مرة أخرى إلى أصابعها لكنه لم ير أى أثر لخاتم فيها . وكان هذا بالضبط ما يبحث عنه وهى تعلم ذلك فتملكها الغضب . تبا له ! إنها تعرف بالضبط ما يفكر فيه .
قال :
" هل تركت ثلث أسرتك السعيدة فى القطار ؟ "
فقالت بحدة :
" ما من ثلث اسرة . وصدقنى أنها ليست أسرة سعيدة "
- هذا واضح .
منتديات ليلاس
احمر وجهها ، وفتحت فمها لتتكلم ، لكن لم يخرج من فمها أى كلمة . كيف يمكنها أن تشرح ما حصل أمام كارلى ؟وكيف تبرر حماقتها ؟
قال برقة بالغة بينما عيناه مستقرتان على وجهها المتوهج :
" أنت تعلمين . ما فعلته ليس حكيما تماما . . . "
- أعلم ذلك . لكن عندما نظرت إلى الخارج رأيت أناسا على الرصيف . بدا وكأنها منطقة ريفية صغيرة مأهولة ، فظننت أننا سنجد مكانا نمكث فيه حتى يأتى القطار التالى . لكن ما إن نزلنا من القطار واختفى الناس حتى تذكرت أن القطار لا يمر من هنا سوى مرتين فى الاسبوع .



اماريج 02-12-10 10:16 PM

قال وقد بدا الغضب فجأة فى صوته :
" هل فعلت ذلك مع الطفلة ؟ "
عضت شفتها . لا بأس ، إنه غاضب ولعلها تستحق ذلك . كما انها هى أيضا غاضبة من نفسها ، لكنه لو رأى كيف يعامل برايان كارلى ، وكيف كانت الطفلة منكمشة على نفسها خوفا . .
. وقالت بصوت خافت ظهر فيه الضعف :
" لدى أسبابى الخاصة . . . صدقنى لم يكن لدى أى خيار آخر "
منتديات ليلاس
وترددت . لم يكن سهلا أن تطلب شيئا كهذا من رجل غريب تماما . . . وتابعت :
" لكن لديك طائرة وقد رأيناها عندما درنا حول البيت . إننا . . . "
وترددت وهى ترى بريق الغضب فى عينيه . . . لكنها اضطرت لأن تسأله :
" هل من الممكن . . . ان تأخذنا بها ؟ "
وعندما رأت الغضب يزداد فى عينيه تابعت بسرعة :
" سأدفع لك أجرا طبعا . أنا لا أطلب ذلك كخدمة "

حدق فيها بعينين خاليتين من أى تعبير :
" أتريديننى أن أترك عملى ثم أخذك بالطائرة من هنا ؟ إلى أين ؟ "
- إلى أديليد "
سألها غير مصدق : " إلى أديليد ؟ "
- أرجوك .
واشتدت ذراعاها حول كارلى . يا للسماء ! لقد أوقعت نفسها وأختها فى مثل هذا المأزق . لقد صدقت برايان . ما الذى جعلها تصدقه ؟ لقد أرادت فى الواقع ، أن تصدقه . من أجل كارلى .

وقالت تعترف :
" لا أدرى ما على أن أفعل . لا يمكننا أن نبقى هنا "
فقال موافقا :
" هذا صحيح . لا يمكنك ذلك "
- إذا لم يكن إلى أديليد فإلى أى بلدة تحتوى على فندق وهاتف ووسيلة نعود فيها إلى العالم الخارجى .
- لا .
- لا ؟

- أقرب بلدة بهذه الأوصاف هى أديليد والوصول إليها يستغرق ساعات بطائرتى الصغيرة . بالتالى ، سأحتاج نهارا آخذك فيه وأعود وليس لدى نهار فراغ . آسف لعدم تمكنى من ذلك ،فإقامتى هنا مؤقتة .
- إقامة مؤقتة ؟ اى نوع من الاقامة المؤقتة فى مكان كهذا ؟
ونظرت من حولها غير مصدقة .
جمدت ملامح رايلى كليا وقال بنعومة :
" حذار . لا أريد أى ازدراء فى التعليق من فضلك . إنها مزرعتى التى نتحدث عنها "

- ولكن .
وسكتت . لم تشعر فى حياتها قط بمثل هذه الغربة والوحشة مع أنها وحيدة دوما وأبدا .
واستطاعت أخيرا أن تتمالك نفسها وشجاعتها لتواجهه :
" أنا آسفة . أظن . . . اسمع . أنا لا أفهم شيئا عن المزارع الاسترالية . هذه أول مزرعة احضر إليها "
فقال بفتور :
" حسنا ، لدى سقف فوق رأسى وثلاجة مليئة . ماذا أحتاج أكثر من هذا ؟ "

" أتظن أن أحد الذين يسكنون فى الناحية الأخرى من خط القطار يقبل أن يوصلنا بطائرته ؟ "
- الوصول إلى المزارع الأخرى يتطلب نصف نهار . أقرب جار إلى يبعد أكثر من مئة ميل شمالا فوق طرق وعرة غير مرصوفة . إنهم يأتون إلى هذه المنطقة ليأخذوا مؤنهم من القطار ، وقد لا يعودون إلا بعد أسبوعين . وكان اليوم موعد تسليم المؤن .
يا إلهى ! وهمست :
" لقد علقنا هنا "
- نعم ، إلا إذا طردتكما من هنا .
عندئذ ، رفعت كارلى نظرها بشجاعة فائقة ، وهمست :
" هل ستجعلنا نعود لنجلس على رصيف القطار وحدنا حتى يصل القطار التالى ؟ "
منتديات ليلاس
فتحت جينا فمها ثم عادت فأغلقته محدثة نفسها بأن تقفل فمها .
لا يمكنها أن تطرح عليه ذلك السؤال بشكل أفضل مما فعلت كارلى.
كان رايلى يحدق فيهما ساخطا ، ثم قال للصغيرة :
" أمك مغفلة "
هذا القول جعل جينا تجفل كما فعلت الصغيرة بين ذراعيها التى همست :
" أمى ميتة . ماتت أمس "

نهاية الفصل الاول



اماريج 02-12-10 11:32 PM


2- ضيفتان مزعجتان

مامن سبيل لتلطيف هذا الوضع البغيض .أدرك رايلي أن كارلي صادقة .وراقبت جينا وجهه
فأدركت أنه لمس الصدمة والألم في صوت كارلي ,ولمس اليأس الناتج عن الهجر والفراق .
-أنا آسف .
وأخذ ينقل نظراته بين جينا وكارلي مضيفاً : "ظننتكما أما وابنتها ".
ثم نظر إلى كارلي :
"من هذه السيدة إذن ؟".
فهمست الطفلة :
"جينا هي أختي الكبرى ..إلى حد ما".
-إلى حد ما ؟

فقالت جينا :
"إننا أختان غير شقيقتين .نيكول أمنا , تزوجت مرتين ونحن نتيجة ذلك ".
-مرتان ؟
قالت جينا وقد ابتدأ اليأس يتملكها :
"اسمع ,هذا الحديث لا يحل المشاكل ".
كانت كارلي تندس فيها .إن الصدمة والرعب اللذين أصيبتا بهما في الساعات الأخيرة
تفعلان فعلهما الآن ,وقد حيرها أن تبقى الطفلة صامدة .وجذبتها تجلسها على ركبتيها وهي تسأله :
"إذن.ألا يمكنك أن تأخذنا إلى أي مكان ؟".
منتديات ليلاس
تردد ثم هز رأسه وقال بصوت بان فيه الندم :
"لا .آسف .مجاري المياه مسدودة والماشية لدي تموت عطشاً,فإذا رحلت قبل إصلاحها سأخسر الماشية .لهذا,لا أهتم برغبات الآخرين كما ترين فلدي أولوياتي "
عضت شفتيها وقالت :
"أنا آسفة لأجلك ".
كانت الأمور تزداد صعوبة بين لحظة وأخرى .إنه رجل مشغول وآخر ما يريده هو امرأة وطفلة تعيقانه ويتحمل مسؤوليتهما .
وتابعت تقول :
"أنا آسفة لمغادرتي القطار".
-وهو كذلك .
قالت بغضب مفاجئ شاعرة بالعجز :
"لكن هذا ما حصل ".

والعجز هو آخر ما تحب أن تصف به نفسها فهي كانت مسؤولة عن نفسها منذ طفولتها .
-أيمكنك على الأقل أن تدعنا في بيتك حتى يأتي القطار التالي ؟
ولما رأت تأثير على وجهه أسرعت تضيف :
"أرجوك ,لن نزعجك بشيء ".
كان عليها أن تقنعه ,وماذا يمكنها غير ذلك ؟ وهل لديها خيار آخر ؟
تمتم مردداً صدى أفكارها :
"ليس لدي أي خيار آخر ".

وعاد ينظر إلى كارلي ولان قلبه ,حتى أنه ابتسم مرة أخرى :
"هذا المكان مضحك ,وأراهن على أنه لا يشبه المكان الذي اعتدتالعيش فيه لكن مرحباً بك ".
وابتسم لكارلي فحدقت هذه لحظة طويلة , ثم حاولت أن ترد ابتسامته فبل أن تندس في اختها :
"أنت طيب ".
ونظرت إلى أختها :
"إنه أحسن من بابا ".
قالت جينا ببعض الصلابة :
"نعم ..حسناً,هذا قول فظ".

لكنها عادت تلاطف ضفيرتها ثم نظرت إلى رايلي :
"شكراً إذا كان حقاً لاخيار لدينا ..".
-أنت تعلمين ..يمكننا دوما ً أن نتصل بالطبيب ونطلب منه أن يأتي لنقلك ونقول إنك تعانين من اضطراب نفسي .
-آه ...شكراً.
-هذا قد يفيد فلديهم خدمة للعلاج النفسي .
-أصبحت مهتماً للغاية !
قال وعيناه مازالتا مركزتين على كيرلي باهتمام :
" حسناً..أظنني كذلك تركتك تشربين مائي وتجلسين إلى مائدة مطبخي ,وإذا قررت
قبول ضيافتي السخية للغاية ,فسأدعك تشاركيني ما لدي من بازيلاء مشوية ثم أقدم لكما السرير الاحتياطي عندي ,وأطعمكما وأسقيكما حتى وصول القطار التالي ".



اماريج 02-12-10 11:34 PM

وتردد لحظة ثم عاد يقول :
"أتدركين مدى الخطر الذي عرضت نفسك له ؟وهذا الر جل الذي كنتما معه ,هل سيدرك ذلك ويرسل فرقة للبحث عنكما ؟".
ردت بفتور :
"لا لن يفعل ".
-ألا تريدين أن تتصلي بالشرطة ؟
كانت هذه فكرة حسنة ولكن ..ماذا ستقول الشرطة ؟أنهما خُدعتا ؟سترسل رسالة إلى أبيها ,لكنها ليست واثقة من لم يتآمر عليهما مع برايان كما لم تكن تضمن مساعدته .

قالت في محاولة لإظهار البهجة :
" نحن وحدنا .أنا وكارلي فقط.وإذا أمكنك أن تستضيفنا فسنكون شاكرتين لك جداًجداً".
-وستكونان ميتتين جداً جداً لو ألقيت بكما خارجاً في هذا الجو الملتهب .
-نعم أشبه بمواشيك .سنحاول ألا نكون مصدر إزعاج .
قال وهو يدفع كرسيه إلى الوراء ويقف :
"لا يمكنني احتمال أي إزعاج منكما ".
بدت رغبته بالخروج واضحة وهو يقول :
"أرجو المعذرة .أشعر بحر شديد كما أن جسمي قذر ومرهق وأجد صعوبة في التفكير.أريد أن أستحم بالماء البارد قبل أن ألعب دور المضيف ".
وابتسم مرة أخرى لكارلي ,ابتسامة دافئة تنطق بالاهتمام ..لكنها لكنها لم تتضمن جينا .وقال لها :
"سنتحدث عن الطعام والأسرة عندما أصبح نظيفاً.لا تبتعدي .ولكن إذا فعلت ,فاملئي عدد من زجاجات الماء قبل ذلك ,فهي تنفع للسير أربعة أيام إلى أقرب جار لي .وحسب علمي مامن أحد قطع تلك المسافة من قبل ,فوحده المجنون يفعل ذلك ".

وخرج من المطبخ تاركاً جينا لأفكارها المضطربة .أول ما أرادت أن تركز أفكارها عليه هو كارلي ,فعينا الصغيرة مغمضتان وصدرها يعلو ويهبط .
عادت جينا تفكر في برايان ,وازداد غضبها وأخذت تتمتم :
"تباً له تباًله !.تباًلهم ".
لقد أصبحوا جماعة فجأة والدها ,ووالد كارلي ,وأمهما ورايلي أيضاً...لقد تجمعوا جميعاً ليتحولوا إلى كرة من الغضب البالغ .
لكن من غير المنطقي في رأيها ,فرايلي لا لوم عليه .

لديه طائرة جميلة يمكنها أن تقلهما إلى فندق جميل في مكان قريب من مطار ثم ...
لكن مواشيه ستموت .لم تشك في أنه قال لها الحقيقة .
بدا مرهقاً..بدا كرجل يكد أكثر بكثير مما ينبغي للرجل فالطريقة التي غادر بها المطبخ ليستحم بدت يائسة ...
بدا كرجل تجاوز حدود الإرهاق .
لا ..لا يمكنها أن تلومه .
منتديات ليلاس
فكرت في نكول ثم حاولت أن تنبذ شعوراً بالحزن تملكها .لكن جلً ما شعرت به هو المرارة للطريقة التي عوملت بها والمرارة لما حدث لكارلي . أمهما ماتت وهذا أمر غير مدهش نظرا لنوعية الحياة التي عاشتها . كانت عينا كارلي مغمضتين تماماً,فحملتها جينا ونهضت واقفة .
في مثل هذه السن يفترض أن تكون كارلي أثقل وزناً مما هي عليه . كانت طفلة خفيفة الوزن بشكل خطير .حملتها نحو النافذة المتصدعة , ثم أخذت تحدق في الخارج حيث الظلام يهبط .

أين هي تلك المواشي التي تحدث عنها رايلي ؟أتراها من مخيلته ؟ مالذي يفعله هذا الرجل في هذه المنطقة .ثم عادت وفكرت في طائرته فازدادت حيرة .
بدا واضحاً أن الطائرة باهظة الثمن فكيف يمكن لهذه المزرعة أن تحقق دخلاً يسمح بشراء مثل هذه الطائرة ؟ وقالت تحدث كارلي النائمة :
"على الأقل ليس تاجر مخدرات فما من نبتة خشخاش في هذه البراري ".
وعادت إلى المطبخ حيث الصناديق المتناثرة على الأرض والغبار . تأوهت اشمئزازاً.ماذا عن بقية البيت ؟
لم توجه إليها دعوة للتجول فيه لكنها لا تستطيع أن تحمل كارلي إلى الأبد ,عليها أن تجد مكاناً تمددها فيه .

كان باب المطبخ يؤدي إلى غرفة جلوس تحوي كراسي عدة وكنبة قديمة .وفي الزاوية ,لاحظت "غرامافون "قديم . ماذا بعد ؟ثمة غرفتان تتفرعان من غرفة الجلوس ففتحت جينا البابين على اتساعهما ثم تراجعت مذعورة .
لابد أن هاتين هما غرفتا النوم إذ رأت هيكلي سريرين من الحديد يقفان كجزيرتين وسط الغبار .وكان زجاج نوافذ الغرفتين مكسواً بالغبار.
من المؤكد أن رايلي لا ينام هنا فالغرفتان تبينان بأنهما لم تريا إنساناً منذ سنوات .وتراجعت بسرعة وكانت كارلي تزداد ثقلاً بين يديها .لابد أن رايلي ينام في مكان ما .أين تراه الآن ؟




اماريج 02-12-10 11:36 PM

عادت إلى غرفة الجلوس وحدقت في الخارج ,فرأت خلف النوافذ القذرة شرفة وباباً .لابد أنه الباب الرئيسي . هل جاء أحد إلى هنا قط ؟. خرجت تاركة الباب مفتوحاً,وراحت تسير بحذر على خشب الأرض المحطم .
في داخل البيت كانت الشرفة بعيدة عن الريح ,وبالتالي محمية من الغبار .وفي الضوء الخافت استطاعت جينا أن ترى في إحدى نواحي الشرفة سريراً كبيراً مغطى بالملاءات والوسائد المريحة .لابد أن رايلي ينام هنا .

سواء أكان رايلي ينام هنا أم لا ,بدا هذا المكان أكثر أمكنة هذا البيت إغراء,فوضعت كارلي بحذر على السرير , وأخذت تنظر إلى الصغيرة وهي تندس في الوسائد . ولكن ..هل بإمكانها ذلك ؟
ما الذي ورطت نفسها وأختها فيه ؟إنها مشكلة حقاً,كما أخذت تفكر بحسرة .كيف حدث هذا ؟ كانت جينا تحرص على استقلالها ,لكن كارلي رميت في حياتها عنوة فكيف يمكنها أن تدعها وترحل ؟

مرت بإصبعها على وجه كارلي الملطخ بالغبار وقد تملكها العطف على الصغيرة التي ابتدأت تحبها بشكل لم تكن تظنه ممكناً.إلى أين ستذهب من هنا ؟
كيف يمكنها أن تواجه هذا الوضع ؟ مع رايلي جاكسون ؟مع مستقبلها ؟ خطوة خطوة ...لتعش لحظتها الحالية ,وإلا فستجن . التفتت وأخذت تحدق في السرير الثاني في الناحية البعيدة من الشرفة .
كان عليه فراش ووسادتان وبدا مريحا لكنه أقرب ممما يجب من سرير رايلي . حدثت نفسها بأن البديل هو محطة القطار .وعبست .لن تشارك ذلك الرجل مكان نومه ... وفُتح الباب في آخر الشرفة ,ليبرز ذلك الرجل أمامها . بدا أنه خرج لتوه من الحمام ,فالماء ما زال يقطر من شعره .
لم تجد عيباً في روعة جسد رايلي الذي بدا كتمثال إله إغريقي . وحملت نفسها على النظر إلى وجهه وقد تغير لونها ,بسبب تحديقها فيه . قال وهو يضحك :
"أنا لست معتاداً على استقبال زائرين ,مرحباً بك في سريري ".
منتديات ليلاس
قوله هذا جعل وجهها يزداد احمراراً .إنها في غرفة نومه فماذا تتوقع غير هذا ؟وتمتمت وهي تشير إلى الطفلة النائمة خلفها :
"أنا ..أنا آسفة ..أنا بحاجة ..أنها بحاجة..". نظر إلى حيث أشارت ثم الرقة على ملامحه وقال متفهماً:
"طبعاً.أنا آسف .كان علي أن أفكر في ذلك قبل أن أدخل الحمام سأنقلها من هنا."
وحمل ملابسه من على الكرسي القريب ,وهو يقول :
"سأرتدي ملابسي في غرفة الغسيل ,وسأراك في المطبخ بعد خمس دقائق".
وعندما توارى خطر لها أنه شعر فجأة بمثل الاضطراب الذي يمتلكها . هل هذا ممكن؟ بعد خمس دقائق ,عادا واجتمعا في المطبخ .وكان رايلي قد أحضر مصباحاً يعمل على الكاز فأشعله وأنار ظلمة المطبخ ما جعل لونها يعود إلى طبيعته .
كان يرتدي سروالاً من الجينز الحائل اللون فقط لا غير .عندما كان يرتدي الملابس الخشنة ويغطيه الغبار ,بدا لها وسيماً للغاية ,أما الآن فكافحت لتكبح شهقتها وهي ترى صدره العريض الذي لوحته الشمس ووجهه القوي الملامح بعظامه البارزة .



اماريج 02-12-10 11:37 PM

حدثت نفسها بيأس لا تهتم بالرجال .لم تهتم بهم قط,فقد رأت ما يفعله الحب بحياة النساء وكرهت أن تجرب ذلك .لطالما عاشت مستقلة وهي تريد أن تبقى كذلك .لكنها بعيدة كل البعد عن الشعور بالراحة هنا :
"آسفة لذهبنا إلى غرفة نومك ".
ابتسم ابتسامة رقيقة ساخرة رأتها غريبة بالنسبة لصورته في ذهنها . وعندما تأمل توهج وجهها قال بابتسامة عريضة :
"لم أتعود على وجود نساء في بيتي.سأحرص في المستقبل على أن أبقى محترماً".

في المستقبل ؟يا إلهي !وانحبست أنفاسها ألماًوهي تحدق في هذا الرجل الطويل القامة .ستبقى ثلاثة أيام ...
"أيمكنني أن أثير اهتمامك بالبازيلا المشوي ؟ كان هذا لطيفاً من رايلي .ونظرت إلى وجهه فشعرت وكأنه قرأ أفكارها,ولم يعجبها هذا الشعور , الطعام ...عليها أن تركز على الطعام .
في الواقع ,لابد أنها جائعة لأنها لم تأكل شيئاً منذ الفطور ,كما عليها أن توقظ كارلي لا تكاد تأكل بعض الطعام هي أيضاً.لكن بازيلا مشوية؟
كارلي لا تكاد تأكل شيئاً,وأن تقنعها بأن تأكل البازيلا يبدو مستحيلاً. لابد أن أفكارها ارتسمت على وجهها ,لأن المرح بدا في عيني رايلي السوداوين وهويقول :
"هذا المكان ليس مطعماً خمس نجوم أيتها السيدة ".

فقالت وهي تركع بجانب صندوق المعلبات :
"لا.أليس لديك غير البازيلا؟"
وقف فوقها يفيض بالرجولة إلى حد الإرباك :
"أحب البازيلا ".
-أما أنا فلا.
-أيتها السيدة .
قالت من دون أن تعي أنه يحدق فيها وعلى وجهه تعبير غريب للغاية :
"ولا كارلي تحبه ".
وتابعت تقول :
"عليً أن أجعلها تأكل .من المؤكد أنك لا تعيش على البازيلا فقط .من يمكنه ذلك ؟".
منتديات ليلاس
-أنا معتاد على الخشونة .
-نعم لكنك لست غبياً .
وراحت تتناول علب الطعام واحدة بعد الأخرى وتتفحص ما كتب عليها : سبانخ وبازيلا مشوية ,سبانخ وبازيلا مشوية .لكنها عثرت في القعر على علب مختلفة , ألقيت بإهمال وكأن البائع لا يتوقع استعمالها ,لكنه وضعها ليريح ضميره .
ووجدت بعض الأعشاب والبهارات وبعض البصل الأخضر الذابل الملقى بإهمال تحت هذا كله . كما عثرت على كيس كبير من الأرز.

-أيمكنني أن أستعمل هذه ؟
وقف إالى جانبها ليرى ما تحمله فاحتك صدره العاري بذراعها.
كان قريباً منها للغاية فابتعدت عنه وكادت تقع .مد يده يسندها ,وقال وكأنه غير واع لمدى قربها منه:
"فتحت علبة من هذه ذات مرة وسكبتها فوق السبانخ فكان مذاقها أشبه ..".
قاطعته بفتور :
"يمكنني أن أتصور مذاقها .لماذا تشتريها إذا كنت لا تحبها ؟.

-أنا لا أشتريها .ماغي تشتريها لي .طلبت منها البازلاء والسبانخ ,لكنها تدسً دوما بينها مثل هذه الأشياء الغربية .
وضحك ورفع يده مستسلماً:
"أنت وماغي ستنسجمان معاً,لأنكما تحبان الخضار"
-أنها امرأة ذكية .
وتابعت البحث بين العلب ,فيما إحساسها بقربه لا يزال يربكها :
"من هي ماغي ؟زوجتك ؟".
-زوجتي؟
هل صورت لهاٍ مخيلتها المرارة في كلماته ؟أم أن هناك أثراً لذلك فعلاً؟
-لا ,يا لاسيدتي .ماغي هي ...مدبرة منزلي .
-ألا تقيم هنا ؟
-أنت ذكية جداً,لا ,إنها لا تقيم هنا ,هذا المكان كان خالياً من النساء إلى أن جئت أنت وكارلي ,وآمل أن يعود كما كان قريباً جداً.

-أنت لا تحب النساء إذن .
كان هذا السؤال غبياً,فهذا ليس من شأنها ,لكنه انطلق من فمها من دون تفكير .
وعادت تركز على المعلبات التي أمامها بينما أخذ رايلي يحدق فيها ما جعل الارتباك يتملكها من جديد .
طال الصمت بينهما,وعندما تكلم مرة أخرى أدركت أنها كانت على حق حين شعرت بمرارة في صوته , إذ يبدو أنها لمست وترا حساساً.
-المسألة ليست أنني لا أحب النساء ,لكن لا وقت لدىً لهن .
-لديك وقت لماغي فقط .
فابتسم :
"نعم ,يا لك من حاذقة ".
ورفع علبة بازيلا :
"فلنسخن هذه .أريد أن أذهب إلى النوم ".



اماريج 02-12-10 11:38 PM

فقالت وهي تنهض حاملة معلبات أصغر :
"دعني أطهوها .امنحني عشر دقائق أفرغ فيها المعلبات الصالحة للأكل".
فقال يحتج على قولها :
"البازلاء صالحة للأكل ".
وعندما نظرت إليه ,ياللسموات !بدا أشبه بطفل فلان قلبها :
"اسمع ,جرًب ما سأطهيه .فإذا لم يعجبك ,يمكنك أن تسخن البازلاء لنفسك .ما رأيك ؟".
-هذا سخاء بالغ ..

فقالت ضاحكة :
"لم لا تبتعد من هنا ,وعندما أنتهي أناديك ؟". -ماذا ؟هل أجلس في الصالون وأشاهد التلفزيون ؟
وجلس على كرسي ثم وضع قدميه الحافيتين على الطاولة واستند إلى الخلف ,وكأنه يشاهد التلفزيون ,ثم قال :
"هذا غير ممكن يا آنسة .إذا كنت تطهين طعامي ,فعليً أن أشرف على العمل .أنا لست بالرجل الذي يتهرب من مسؤولياته ".

ابتلعت الغثيان الذي شعرت به وهي ترى نفسها تحت حكم رجل مربك كهذا ,حتى أنها استطاعت أن تبتسم .
وضعت بصلتين على المائدة ثم توجهت إلى الحوض لتحضر سكيناً قبل أن تواجهه قائلة :
"بقي أمر واحد فقط ".
-وماهو ؟
كان رايلي يراقبها بحذر ,ربما بسبب السكين الذي تحمله الآن
وقالت :
"لديك الخيار . الوجبة هي خضار مقلية وأرز على الطريقة الصينية .لكن إذا لم تبعد هاتين القدمين عن المائدة يا رايلي جاكسن ,فسوف أضيف لحمامقلياً".
منتديات ليلاس
ورفعت السكين. ساد الصمت لحظة راح أثناها ينقل نظراته بين السكين وأصابع قدميه ,ونظر إليها وتغير وجه.
بدا وكأنه يظن أنها تعني تهديدها . وأخيراً,أبعد أصابع قدميه المزعجة وهو لايزال ينظر إليها ,ثم قال بلهجة مطاطة :
"آسف ,يا سيدتي ". ك
انت لهجته المطاطة تسعى لإخفاء شعور أعمق ,واستقام في جلسته وهو يتابع :
"أصابع قدميً ليست على لائحة طعام أي شخص ".
-هذا صحيح . وخفضت السكين ونظرت إلى الرجل الذي أمامها بعبوس خفي . شعرت بما يشبه التيار الكهربائي وراء هذا الكلام :
"أراهن على أن كل إصبع من أصابع قدميك بصلابة حذاء قديم ".

نهاية الفصل الثاني



اماريج 02-12-10 11:39 PM


3- قصة من الخيال

إذا كان لدى جينا ما تفخر به ,فهو إجادتها الطهي .
فسنوات الطويلة من العطل المدرسية أمضتها وحدها حيث كانت الخادمات صديقاتها الوحيدات .
وكانت تمضي أوقاتها في مطابخ الفنادق أو بيوت والديها .ولعلها الأماكن الوحيدة التي عرفت فيها العطف والشفقة ,إلى جانب الطهي الرائع .

إنها بحاجة الأن إلى كل مهارتها لتحضير طعام لذيذ من الخضار المعلبة هذه .
-لم لا تخلطين هذا كله معاً وتحركيه ؟
طرح رايلي عليها هذا السؤال ,فأجابت:
"أكون بذلك قد حضرت يخنة ".
-وما العيب في اليخنة ؟
-ربما لا عيب في ذلك بالنسبة إلى شخص يعيش على البازيلاء المشوية لكن البعض منا ذواق .
لاحت على شفتيه ابتسامة خفيفة كسولة وهو يتابع مراقبتها ,ما جعلها تشعر بالاضطراب .
-لم تضعين هذه الخضار جانباً؟
منتديات ليلاس
-سأطعم كارلي أولاً من الأرز والمرق ثم أعيد تسخين الأرز وأضيف إليه الخضار لنأكل نحن .والآن خذ وحرك هذا بينما أوقظ كارلي .
أدهشها نوعاً ما أن يتسلم مهمة تحريك الطعام .وعندما عادت بأختها نصف النائمة إلى المطبخ أدهشها مرة أخرى عندما مد ذراعيه ليتناولها منها.

ترددت ,فلم تكن معتادة على تلقي المساعدة ,وتوقعت تقريباً أن ترفض كارلي وتبتعد حياء ,لكن الطفلة استقرت على ركبتيه من دون اعتراض وهي تحدق في جينا بعينين ساهمتين .أخذت تفتح فمها لتلقي الطعام كطفلة صغيرة ,ولو لم تكن جائعة لما استطاعت أن تأكل على الإطلاق كما خطر لجينا ..
تناولت الطفلة مقدراًجيداً من الطعام قبل أن تغمض عينيها مستسلمة للنوم .

همست شاكر رايلي وهي تحمل الطفلة عائدة بها إلى السرير فأجاب :
"لا داعي للشكر ".
وابتسم لها فعاد إليها ذلك الشعوربالاضطراب ,وحدقت فيه بتشكك ,لكن الوقت لم يكن يسمح بتفحص سبب شعورها هذا .عليها أن تركز أفكارها على كارلي .
استغراق وضع الطفلة في سريرها دقائق عدة ,وعندما عادت إلى المطبخ كان رايلي قد سكب الطعام في طبقين ,وأضاف الخضار إلى الأرز بنفسه .

قال :
"ظننتك لن تأتي أبداً ,وهكذا رأيت أن البازيلاء سوف تفسد ".
-ظننتك لا تهتم بذلك .
حدق في الأرز والخضار المشبعة بالصلصة والتوابل ,ثم أغمض عينيه وأخذ يستنشق الطبق :
" بل أهتم ,صدقيني ".
-ماذا ؟وماذا عن البازلاء ؟
فقال متذمراً:
"أظن أن بإمكاني أن أتكرم وأتذوق هذه ".
وجلس ثم غرف مقداراً كبيراً وضعه في صحنه لكن جينا جذبت صحنه إليها قائلة :
"لا حاجة لأن تكون مهذباً.سآكل حصتك أما أنت فاذهب إلى البازيلاء يا سيد جاكسون "؟

فقال وقد عادت ابتسامته الرائعة :
"هل يمكنني أن أستعيد عشائي يا آنسة سفتسن ؟".
وازدادت ابتسامته اتساعاً عندما أبعدت صحنه أكثر ,وقال :
"أود حقاًأن أجرب عشاءك ,ومن الطمع أن تأكلي هذه الكمية كلها وحدك ".
نظرت جينا إليه بحذر .كانت ابتسامته جذابة ,رائعة ,وأرادت المزيد منها ,فقالت :
"قل من فضلك ".
-من فضلك .
منتديات ليلاس
واختطف الطعام منها وبدأ بالأكل قبل أن تستطيع الابتسام .
اتسعت عيناه ذاهلاًوعلق :
"أوه !".
-ألا تريد البازيلاء؟
-أبداً.
وأخذ يتناول الطعام ملعقة تلو أخرى :
"أفكر في أن أقفل عليك الباب هنا إلى الأبد .ترجلك من القطار لم يكن تصرفاً أحمق إذ أصبح لديك الآن وظيفة إلى الأبد ".



اماريج 02-12-10 11:40 PM

وظيفة إلى الأبد !لم تجب لكن ضحكتها تلاشت فجأة ,فيما ارغمت نفسها على الاستمرار في تناول الطعام .لقد لمست كلماته وتراً حساساً.
استمرت في تناول الطعام لكنها لم تستطع التوقف عن التفكير في عبارة وظيفة إلى الأبد .
ماذا عليها أن تفعل الآن ؟كيف تتصرف ؟

اقترح رايلي إبقاها هنا ..مقفلاً الباب ...ومامن شيء يمنعه من القيام بذلك .هل سيبحث برايان عن ابنته ؟هل سيهتم أبوها بها ؟لن يفعل هذا أحد ؟ونيكول ماتت .
رفعت بصرها فرأت عينيه عليها تتسالان برقة .وتلاشت ابتسامته وهو يقول :
"لن أفعل هذا ,أنت تعلمين ذلك ".
منتديات ليلاس
-لن تفعل ؟
_أعني إبقاك هنا .
وعاد يبتسم ابتسامة غاية في الرقة وهو يتابع :
"إذا أمكنني أخذك إلى "أدليد",فسأفعل .لكن القطار سيعود بعد أربعة أيام فتكونين آمنة .
وأثناء وجودك هنا ستكونين آمنة أيضاً. يمكنك أن تثقي بي يا جينا ".
لقد فرضت نفسها على هذا الرجل بغبائها ...لكنه كان بالغ اللطف .وتملكها غصة في حلقها فقاومتها .متى كانت آخر مرة بكت فيها ؟لا تتذكر فهي لم تبك قط من قبل وهي لا تريد أن تبكي الآن .

عندما رأى اكتئابها ,أراد أن يخلصها منه فسألها :
"هل كان برايان ,والد كارلي ,في القطار"؟
-نعم .
-لو نظر إلى الخريطة لرأى الخطر الذي يتربص بكما .
فقالت بفتور :
"لن ينظر إلى الخريطة .كما لن يفكر فينا أبداً".
أنهى رايلي عشاءه ,فنظر إلى صحنه الفارغ بأسى ثم دفع مقعده إلى الخلف كرجل مستعد للإصغاء طوال الليل .
-أتريدين أن تخبريني عما حصل ؟
-ليس كثيراً.

-إذا كنت سأساعد ..
-لقد فعلت ما فيه الكفاية .
تردد ثم قال :
"أخبريني إذن لأنني أريد أن أعلم .ثمة سبب جعلك تغادرين ذلك القطار ,وأريد أن أعرفه ".
-ما كان ينبغي أن نستقله قط .
-لم فعلت إذن ؟
عضت شفتها :
"أرسلت لنا نيكول التذاكر ,أو ظننت أنها أرسلتها ".
-نيكول ؟
-إنها أمي وأم كارلي .

-السيدة التي توفيت أمس ؟هل لك أن تفصحي ؟
تنهدت ثم جذبت صحنه إليها وهمت بالنهوض ,ولكنه أمسك برسغها يمنعها .كانت قبضته قوية ومع ذلك رقيقة ,متلهفة ومع ذلك صبورة :
"أخبريني يا جينا ".
إنها بحاجة إلى عون هذا الرجل .عليها إذن أن تخبره .قالت :
"نيكول ريزور هي ...أعني كانت أمي ".
-نيكول زيزور .المغنية الأولى في "سكيريزور "؟

أجابت عابسة :
"نعم .المغنية السابقة ومدمنة المخدرات السابقة ,والسابقة في كل شيء يخطر على بالك ".
-أتذكر أنها كانت متزوجة من ..
وتردد ,ورأت في عينيه تتسعان وهو يقول :
"من تشارلز سفينسن ".
-قائد السباق ,نعم هذا أبي .
-لكنه ليس والد كارلي ؟
منتديات ليلاس
-والد كارلي هو زوج نيكول الرابع ..أما فتشارلز ,ولعل برايان كان غلطتها الكبرى .
تزوجته وهي في قمة إدمانها على المخدرات .تزوجها ليتمكن من سلبها ما يستطيع .كل أزواجها تزوجوها من أجل الشهرة .
فقال ببطء :
" أنت إذن مغنية .أنت ابنة تشارلز سفينسن ونيكول ريزور".
ماذا كان يفترض بها أن تقول ؟لقد تعملت ألا تتكلم لكنه ينتظر جوابها .
وبمزيج من المزاح والاشمئزاز ..سلاحها الوحيد ,قالت ساخرة :
"فتاة صغيرة غنية ومسكينة ".
لكن وجهه هادئاً يقظاً ,وسألها :
"وماذا حدث بعد ذلك ؟".
-كما قالت كارلي .ماتت نيكول أمس.
_لست أفهم ؟
ترددت :
"هذا سهل ,لا بل صعب .لكنني سأختصر كلامي .لم ترغب نيكول بي ولا بكارلي .كنا غلطتين منها .كما أن برايان لم يرغب في كارلي يوماً وسرعان ما كره هو وأمي بعضهما البعض ,منحت أمي حق الوصاية على كارلي ,فسارعت إلى وضعها في مدرسة انكليزية داخلية ...".



اماريج 02-12-10 11:42 PM

فقطب رايلي جبينه:
"مدرسة داخلية لطفلة في الخامسة ؟".
أجابت جينا بمرارة :"
الأماكن التي تقبل الأطفال في مثل هذه السن قليلة للغاية فكان عليها أن تدفع مبلغاً باهظاً,وقد فعلت .وجذبتها المدرسة الإنكليزية لأنها كانت في إنكلترا ,وبما أن برايان أسترالي لن يستطيع أن يقترب من كارلي .أرادت نيكول أن تسبب له المزيد من الأذى ".
وفكرت جينا بمرارة في أن أمها تصرفت معها على النحو ذاته لأن أباها كان أمريكياً.
-يا لجهنم !
همست جينا:
"نعم ,كان هذا جهنماً".

لكنها لم تخبره لما تعتبر حياتها جهنماً وتابعت تقول :
"بقيت سنوات من دون اتصال بأمي ,لكنني عندما عرفت بأمر كارلي ,أدركت أن مدرستها لا تبعد سوى ساعة عن مكان عملي ,فاعتدت أن آخذها معي إلى بيتي كلما استطعت .كنت أكره إبقاها هناك ".
-لماذا لم تأخذيها بصفة دائمة ؟
لمعت عيناها وهي تنظر إليه .هل لمست إدانة في نبرته ؟لم تشأ أن تخبره عن السبب .كيف يجرؤ على إدنتها ؟؟
منتديات ليلاس
اشتبكت نظراتهما لحظة ,تتبادل الغضب ,لكن الرقة عادت إلى عينيه أولاً,وسٌألها متجاوزاً رغبته في الحصول على جواب عن سؤاله الأخير :
"وهكذا ,كيف وصلت إلى هنا ؟".
-اتصل بي برايان .
أضافت محاولة ابتلاع غضبها :
"لم أكن أعرف برايان من قبل ,كما لم أر أمي منذ سنوات .وكل ما كنت أعرفه عنها قرأته في الصحف .عرفت أنها نالت حضانة كارلي فيما خسرها هو ,هذا كل ماكنت أعرفه ,وكنت قد أخذت كارلي من المدرسة في عطلتها فاتصل بي ,وقال إن نيكول في استراليا ,في "بيرث"وكنت قد قرأت في الصحف أنها تقوم برحلة سياحيةً".

سألها :
"وهكذا رأيت أن تأتي لرؤيتها ؟".
-لا يمكن لأي شخص أن يرى نيكول .
وترددت محاولة أن تتذكر المشاعر التي تملكتها عندما اتصل بها برايان ,ثم تابعت تقول :
"كان صوت برايان كئيباً حقاً.قال إن نيكول تعاني من الكآبة ,مالم يدهشني فلطالما عانت من شيء ما ,وبعد الحياة التي عاشتها والحبوب التي تعاطتها,قليل من الاكتئاب هو أقل ما يمكن أن يمتلكها .وعلى أي حال ,قال إنها تريد أن ترانا وهي مستعدة لدفع التكاليف إذا جئنا على الفور".
-وهكذا جئتما .

-لم أرغب في المجيء .أعني ,لم قد أرغب في رؤية نيكول ؟لم تكن لي علاقة بها منذ سنوات .لكن برايان أراد أن تأتي كارلي إلى هنا ,وبما أن نيكول مريضة ,فقد جاء قرار الاتصال بنا من برايان .واذا لم أحضر مع كارلي فسنضطر لأن تستقل الطائرة وحدها .أضاف برايان ما حفزنا وهوأننا سنركب القطار .
-لم القطار؟
-قال إن هذه فرصة جيدة علينا ألآ نخسرها ,وبرايان شخص مقنع للغاية ,قال إنه يفتقد كارلي كثيراً ,فإذا جئنا إلى سدني بالطائرة
وركبنا القطار مدة ثلاثة أيام لنصل إلى بيرت ,فلن تكون إجازة مثيرة لنا وحسب بل ستتاح له فرصة ليكون مع ابنته لفترة.

وترددت محاولة أن تتذكر سبب موافقتها ثم عادت تقول :
"بدا لي هذا معقولاً,كنت أعلم أن نيكول ستقيم
الدنيا وتقعدها لكي تبقى كارلي وبرايان بعيدين عن بعضهما وإذا لم يفعل أحد ما تريده نيكول ,فسيتملكها غيظ بالغ .وهكذا إذا قدمت كارلي إلى استراليا ,فسيكون برايان شاكراً إذا اتيحت فرصة تمضية بعض الوقت معها .أنا لم أرغب في المجيء,لكنني عندما أخبرت كارلي عما يحدث انهارت .في النهاية لم أستطع أن أدعها تسافر وحدها ,فوافقت ,وهذه بداية غلطتي .أنها غلطة كبرى ,قامت على كذبة صريحة ".

شعرت بالغثيان.وعاودتها المشاعر التي خالجتها طوال اليومين الأخيرين وأوشكت أن تدمرها ,لكنها أرغمت نفسها على أن تتابع :
"صبر برايان على أن نأتي على الفور.قال إن ليس لديه عطلة سوى أيام قليلة ولعل نيكول تغادر مدينة "بيرث"أو تبدل رأيها فتفقد هذه الفرصة .وهكذا جئنا ,لقد استقبلنا في مطار سدني حيث أخذنا إلى محطة القطار مباشرة .وكان لطيفاً معنا,لطيفاً حقاً ,بقي لطيفاً حتى اللحظة التي صعدنا فيها ثم انهار كل شيء ".
-ما الذي حدث ؟
-أصبح قاسياً .لم يكن قاسياً معي ,بل قذراً فقط .لم يستطع أن يرفع يده عني لكنه أمضى الرحلة في القطار وهو ينهر كارلي .لم أستطع أن أصدق ما أراه ,أن يسخر رجل ناضج من طفلة في الخامسة من عمرها وينهرها .



اماريج 02-12-10 11:43 PM

ورفعت جينا بصرها إليه راجية أن يفهم :
"أنت رأيت كارلي ,والكل يمكن أن يرى مدى هشاشتها .أنها أجمل طفلة خرقاء بعض الشيء .بدا وكأن برايان يريد أن يغريني ,وكأن بإمكانه ذلك .كان يظن أن كارلي تعيقه ".
قال رايلي :
"لكنك بقيت معه ".
فأمأوت :
"نعم رأيت أن أغادر القطار عندما ندخل "أديليد"ولكن .."
وترددت ,كيف تقول إنها لا تحمل نقوداً لتستقل الطائرة إلى "بيرث"؟وإن تذكرة العودة إلى الوطن مدفوعة من مدينة
"بيرث"؟أما أجرة القطار فكانت مدفوعة لذا قررت أن تبقى على ماهي عليه .
منتديات ليلاس
لكنها لن تخبر رايلي بهذا ,ولم تعد تهتم بما قد يظن .وقالت بفتور :
"لكنني لم أفعل .استمرت الرحلة نصف يوم آخر ,ثم سلم الموظف في القطار برايان رسالة وصلت لتوها بالاسلكي ".
وأدرك ما ستقوله :
"هل جاء في الرسالة أن نيكول ماتت؟".
فأجابت بفتور :
"نعم .مسألة الاكتئاب كانت كذبة .وأنا لم أناقشه في الأمر ".
-ماذا حصل إذن ؟
فقالت بصوت فاتر لا حياة فيه :"
كانت قد أخذت جرعة مفرطة من المخدرات .لم نكن نعلم خلافاً لبرايان أنها كانت غائبة عن الوعي منذ خمسة أيام ,وبقيت على قيد الحياة بفضل الأجهزة ".

فقطب حاجبيه :"لكن..".
فقالت :
"لم يكن لدى نيكول أسرة ما عدانا ,أنا وكارلي .يبدو أن إجراءات الطلاق بينها وبين برايان تأخرت فأبقى برايان الأمر سراً,
راجياً كالمجنون ألا تعلم نيكول بالأمر .وهكذا بقي زواجهما رسمياً.ربما كان يرجو أن تموت باكراً.على أي حال ,منع المستشفى من إعطاء الصحف أخباراً عن حالتها الصحية ثم أحضرنا إلى هنا .وحالما أصبحنا في القطار ,سمح بإيقاف الجهاز الذي يساعدها على البقاء.

ساد صمت طويل قال بعده :
"مازالت لا أفهم ".
لم يفهم ؟هي نفسها لا تفهم .رفعت كوب الماء وأخذت تديره وتديره لكن رايلي وضع يده على يدها يرغمها على ترك كوب الماء .
وتركت الكوب لكن يده بقيت حيث هي ,دافئة قوية مرغمة ,وقال:
"أخبريني ".
كان عليها أن تخبره ,ان تقول ذلك بصوت مرتفع :
"هذا بسبب وصية نيكول".
-ماذا عن وصية نيكول ؟
-أذكر فقط ما صاح به برايان ,لكن وبحسب ما فهمت ...عندما تزوجت أمي برايان ,كتبت وصية تركت له فيها ممتلكاتها كلها .لكنها أخذت تكره برايان بقدر كراهيتها لأبي .
وترددت ,محاولة أن توضح أمراً ليس منطقياً..أمر لا يستطيع أن تفسره سوى حقد غير مبرر ,ثم تابعت تقول :
"طوال صغري وصغر كارلي ,بذلت أمنا جهدها لتبعدنا عن والدينا ,فجعلتنا نستقر في إنكلترا .تشارلز في أمريكا وبرايان في استراليا فيما أنا وكارلي في إنكلترا .وإذا اقترح أحدهم أن ننتقل إلى مكان آخر تثور ثائرتها ".
منتديات ليلاس
أوما محاولاً أن يستوعب كلامها :
"وهكذا ؟".
-وهكذا ,يقول ملحق الوصية إنه طالما أننا ,أنا وكارلي ,لا نزال في إنكلترا بعد موتها ,
وليس لدينا اتصال بوالدينا ,سنرث كل ما تملك ,علماً أن هذا يعني ثروة طائلة .لكن يبدو أن الطريقة التي كتب بها الملحق بخط اليد تعني أننا إذا لم نكن في إنكلترا يوم موتها بالذات ,ستبقى الوصية الأصلية شرعية ويرث برايان مالها كله .
أظلمت عيناه وتوهج فيهما الغضب :
"ولهذا أقنعك بمغادرة إنكلترا ".

-هذا لا يهمني شخصياً ,لكن الطريقة التي حصلت فيها الأمور كانت فظيعة .دخل برايان غرفة الاستراحة في القطار حيث جلست امرأة عجوز تحدث كارلي عن الشعب
الذي يعيش في هذه البراري .كانت كارلي سعيدة ,سعيدة لفترة قصيرة قبل دخول برايان .سار مباشرة إلى كارلي وأخذ يصيح بها :
"أمك ماتت ولن تحصلي على شيء .أنا الرابح أيتها الطفلة الغبية .لن تحصلي على شيء".

همس رايلي بذعر:
"كلا".
-لهذا نزلت من القطار .لم أجد أي حل آخر .أخذت كارلي تعرج لهول الصدمة ,فحملتها وأعدتها إلى مقصورتنا ثم أخذت ألقي بأغراضنا في حقائبنا بسرعة لأن القطار توقف .وعندما ابتدأ يتحرك ترجلنا منه.وهكذا انتهت القصة ,فتابع برايان طريقه إلى "بيرث"ليطالب بإرثه من زوجته نيكول ,أما أنا وكارلي ..أنا وكارلي سنعود إلى الوطن .



اماريج 02-12-10 11:44 PM

وتاهت بها الأفكار ..إلى أين في الوطن ؟إلى سريرها الصغير الكئيب ؟البيت مع كارلي .لم يعد لديها نقود لدفع كلفة مدرسة كارلي .من الآن وصاعداً ستعيش كارلي معها .ربما أفضل ,على أي حال .ربما بإمكانها أن ترفع دعوى لتطالب بثروة نيكول لإعالة كارلي .
لكن الواقع عاد يصفعها .هل بإمكانها أن تدفع أجر محام ؟

على أي حال ,عليها أن تعود مع أختها إلى الوطن ,عليها أن تذهب إلى "بيرث "
لتتمكن من أن تستعمل تذكرتهما للعودة .كم سيكلفها الوصول إلى "بيرث"وهل مازالت تذكرتاالقطار صالحتين للاستعمال ؟
بالرغم من حرارة الجو ,أخذت جينا تشعر بالبرد ,وارتعد جسدها ,فجذبت يدها من يد رايلي وشرعت تقف .

رفعت طبقاًعن المائدة لكن رايلي سبقها إليه وأخذه من يدها قائلاًوهو يقف :
"دعيه .سأغسل أنا وأحضر القهوة".
-قهوة؟
قال باعتداد :
"هذا الأمر الذي أجيده .قهوتي هي الأفضل على مدى أميال ".
فردت بحدة :
"لا أهمية لهذا ".
وتجاوبت مع الابتسامة الرقيقة في عينيه .كان يشجعها على استعادة مرحها ...جعلها تبتسم
حين بدا لها الابتسام مستحيلاً,وقالت :
"المنطقة خالية على مدى أميال إلا إذا كانت أبقارك تحضر القهوة ".
-لا تستخفي بمهاراتي .انتظري.
واستدار نحو كوة عند الباب أخرج منها الملاءات حملها على ذراعه :
"خذي ,يا آنسة سفنسن .لا أسمح بأن يقال إن "مرتفعات بارينيا"لا تكرم ضيوفها ".
وضحك وهو يرى نظراتها الحائرة وقال :
"ترسل ماغي معي هذه فيما لو فكرت في تغيير ملاءات سريري وهذا لا يحدث غالباً.
بالمناسبة ,أنت تعرفين مكان الحمام فقد رأيتني أخرج منه عليك أن تحاذري من العناكب .خذي معك المصباح الكهربائي .وإذا عضك عنكبوت,فتأكدي من أن العضة في مكان يمكن الوصول إليه لأضمده لك".

-أنت تمزح .
فقال بلين :
"نعم أنا أمزح ".
ونظر إلى ثيابها سائلاً :
"هل أنت بحاجة إلى ملابس للنوم ؟".
-أظن ذلك .
كانت قد وضعت كارلي في السرير في ملابسها الداخلية ,لكنها لن تنام هكذا هي نفسها وقالت :
"تركت أمتعتنا في الخارج ".
-هذا منتهى الحكمة .الأمر الحسن هو أننا الوحيدون في المنطقة ولا أحد سيسرق ملابسك الثمينة .
منتديات ليلاس
ملابسها الثمينة ؟من يظنها ؟حاولت أن تعبس لكنها متعبة للغاية ,ومربكة و..ولاحظ هوذلك ,فقال :
"سأضع لك أحد قمصاني على باب غرفة الغسيل ".
شعر بالعطف عليها لارتباكها الفجائي ,ووضع يده على كتفها برفق يطمئنها .
كانت حركة يمكن أن يستعملها مع أختها كارلي فلم جعلتها تشعر برغبة مفاجئة في البكاء ؟لم تكن تدري ...
وتابع هو يقول :
"اذهبي إلى الحمام واستحمي ,يا جينا .غداًتقلقين بشأن الغد ,أما الليلة فأظننا جميعاً بحاجة إلى النوم ".

أرادت فعلاً أن تنام ,لكنها أرادت أيضاًأن تستحم .سوت سريرها في الناحية البعيدة من الشرفة ,ثم رفعت كارلي إليه .
كانت كارلي مستغرقة في النوم لشدة حاجتها إلى ذلك ,لكن جينا ليست محظوظة
إلى هذا الحد ,فالغبار يغطي جسدها كله ,والتفكير في المياه الباردة بدا أكثر جاذبية من النوم .
كانت الطفله مستغرقة في النوم ,حتى وهي تتحرك ..وفكرت جينا في لهجة رايلي وهو يتحدث إلى كارلي,كيف ابتسم لها وكيف تجاوبت هي معه .
حتى أنها همست حينذاك :
"أنت ظريف وأظرف من أبي".

إن رايلي جاكسن رقيق ذو حشمة أصيلة جعلتها تدرك أن بإمكانها الاعتماد عليه ؟وهمست لنفسها :نعم ,بإمكانها ذلك .قد يجعل هذا الرجل حواسها تنتعش كما لم يحدث لها من قبل ...
وقد يجعلها تشعر نحوه بما لم تشعر به نحو رجل آخر...لكنها أدركت أنها وجدت في بيته فردوساً لأختها الصغيرة .وهكذا ,يمكنها أن تستحم .
وبدت الفكرة جذابة أن تسمي هذا المكان حماماً هو مجرد مزاح ,فالغرفة المتداعية المائلة على جانب المنزل مؤلفة من أربعة جدران ,وأرض من الاسمنت وأنبوب ينتهي برشاش .

خلعت جينا ثيابها ودفعت يد المضخة بعنف ما جعل الماء يندفع فوق جسدها .
وسمعت صوتاً يسألها :
"أتريدينني أن أدخل وأساعدك ؟".
ردت بصوت كالعواء فانفجر ضاحكاً,ومن الغريب أن ضحكه هذا طمأنها .لكن الباب
انشق قليلاً فسارعت إلى تغطية صدرها .لكن كل ما بدا لها هوذراعه التي لوحتها الشمس ,ممسكة بقميص .وارتفعت الذراع ثم علقت القميص خلف الباب .
منتديات ليلاس
وقال بصوت مجروح :
"لا أريد أن يقال إنني لم أساعدك ,ولكن إذا لم تشائي المساعدة فأنا لا أرغمك أبداً.أنا ذاهب إلى سريري .وضعت القهوة على منضدة سريرك الجانبية ,أتحتاجين إلى شيء آخر ؟".
فأجابت بحدة :
"الانفراد ".
قهقه ضاحكاً:
"أما كلمة شكر؟".
فكرت في كلامه .لا بأس !لعله يستحق ذلك .
وقالت :
"شكراً"!

ساد صمت قصير قال بعده :
"أهلاًوسهلاً".
-أنا أعني ذلك .
كان غريباً أن تقف هكذا عارية والماء يقطر منها بينما هي تتحدث إلى رجل غريب عنها تماماً يقف خلف الباب الآخر من الباب .
لكن كان عليها أن تقول :
"لولاك لكنا في حالة مؤسفة للغاية .نحن شاكرتان للغاية ".
فقال بصوت فارقه الضحك فجأة :
"نعم .نعم .حسناً,هذا حسن جداً.تصبحين على خير ".
وتركها وذهب .



اماريج 03-12-10 01:35 AM

تركها وقد منعها الارتباك من أن تتفوه بأي كلمة .أخذت تضخ الماء ,وهي مشوشة الذهن تماماً.
لماذا ما مثل هذا التأثير عليها ؟أخذ جسمها يغلي بالرغم من برودة الماء ,ماجعلها تشعر وكأنه يحترق.لقد أثار هذا الرجل أعصابها ليس بسبب الغربة والعزلة فقط بل بسبب طريقة تجاوب جسدها معه ,هذا التجارب الذي جعل قلبها يخفق بقوة ,وبشكل مؤلم لم تتصوره من قبل .
كان هذا غباءً حقيقياً منها فهي هنا مع كارلي وعليها أن تهتم بالطفلة أولاً,فالمسؤولية طاغية .
منتديات ليلاس
آخر ما تحتاجه هو أن تعقد حياتها بالانجذاب إلى راعي بقر في براري أستراليا .
والآن يكفي هذا ,سأغسل شعري ثم أخرج من هنا !.كان شعرها مليئاً بالغبار ,ولم يشأ الصابون أن يصدر رغوة رغم جهودها المضنية .فبقي شعرها خشناً أشعث .
جففت جسمها وارتدت قميص رايلي الذي وصل إلى ركبتيها تقريباً.حاولت أن تسرح شعرها بالمشط لكنهالكنها أجفلت لما شعرت به .لم شعرها ليس نظيفاً؟وتملكها الحيرة ,وذاقت الماء على كفها فوجدته مالحاً للغاية ماء غير صالح للإستعمال .

حملت مصباح الكاز الموضوع في زاوية الحمام ثم جمعت أغراضها وعادت إلى الشرفة وهي تخطو بحذر .
كان رايلي في سريره وعندما خرجت إلى الشرفة لم يتحرك فعادت تفكر في وجهه عندما رأته لأول مرة .أول شعور تملكها هو أنه مرهق ,وهو يستحق الآن أن ينام فلن تزعجه .وتحولت لتطمئن على كارلي التي كانت نائمة هي أيضاً ,فألقت بثيابها المتسخة عند قائمة السرير ثم جلست لتشرب قهوتها .تملكها الدهشة وهي تجدها جيدة المذاق .

بعدئذٍ,تجاوزت رايلي عائدة إلى المطبخ حيث مياه المطر .وتنهدت بارتياح .ثم فتحت الصنبور وأحنت رأسها تحت المياه المتدفقة .
-ما الذي تفعلينه ؟
اصطدم رأسها بالصنبور حين أجفلت .وعندما استطاعت أخيراً أن ترفع رأسها ,كأن رايلي يشرف عليها ليقفل الصنبور بشدة ,ولم تكن بحاجة إلى ذكاء بالغ لتدرك أنه غاضب ,بل أكثرمن غاضب .كان ثائراً.
حاولت جينا أن نتكلم ...تنحنحت ثم حاولت مرة أخرى :
"ماذا ...؟ماذا تعني ؟".

أمسك رايلي بذراعيها يبعدها عن المياه ثم رفع ذقنها يرغمها على مواجهته :
"أيتها السيدة .ثمة حقيقة واحدة في الحياة عليك أن تتعلميها هنا وبسرعة .وهي أن ما من شيء ..مامن شيء أثمن من ماء المطر .
ماء المطر هو ما يمكننا أن نشربه .كما أن السماء لم تمطر منذ ستة أشهر بينما أنت هنا تدعينه يتدفق على شعرك ليذهب إلى الصرف
الصحي .أظن أنك بددت لتوك مياهاً للشرب تكفي لأسبوعين ".

فقالت بصوت بدا فيه الذعر :
"لكن ..هل الماء لديك قليل إلى هذا الحد ؟".
_نعم ,إلى حد أنه يكفي أن تغسلي شعرك مرتين لتجعلي المكان غير صالح للإقامة .
حدقت جينا فيه بفزع :
"أنا آسفة للغاية ".
-ستكونين أكثر أسفاً بكثير إذا مت من العطش من أجل تنظيف شعرك .
ساد صمت .وأخيراً قالت :
"وماذا عن الماشية ؟كيف تعيش من دون ماء؟".
إنها تشرب المياه المالحة فقدرتها على احتمال الملح أقوى من قدرتنا .
وخفض بصره يحدق فيها ,ثم ,وقبل أن تدرك نيته ,انحنى ورفعها بين ذراعيه وضمها إلى صدره العاري وكأن لاوزن لها .صرخت :
"ماذا ؟ماذا تفعل ؟أنزلني إلى الأرض ".
قال عابساً:
"أنت يا آنسة سفنسن سببت إزعاجاً كافياً ليوم واحد".
منتديات ليلاس
لكنه بدا وكأنه يكتم ضحكة وهو يتابع :
"لعلك من طبقة مترفة حيث يتيسر لك كل ما تريدينه ,لكن ثمة قواعد في هذا المكان عليك أن تتبعها وإلا دفعت الثمن ".
واستدار عائداً إلى الشرفة بخطوات واسعة .
كانت ساكنة متصلبة بين ذراعيه ,لم يكن أمامها سوى أن تحافظ على كرامتها قدر إمكانها ,ثم تستسلم .
لكن شعورها بذراعي هذا الرجل وصدره العاري..ما الذي يحدث لها ؟؟
لقد وثقت به ,كما أخذت تحدث نفسها ثائرة .وثقت به وغريزتها لا تخطىء..فهل هذا صحيح ؟

استطاعت أن تسأله أخيراً عندما ركل الباب يفتحه ثم سار في المنزل المظلم بثبات :
"ما الذي تفعله؟"
-أنا أفعل ما يفعله أي شخص إزداء الأفعال الصبيانية .
وأضاف وعلى وجهه ابتسامة خفيفة ماكرة :
"أنا أخذك إلى سريرك ".
بقيت صامتة بينما تابع هو طريقه بحزم .وأخيراً وصل إلى السرير حيث كانت كارلي تحتل فسحة تكاد لا تذكر.
وقف رايلي ينظر إلى الطفلة النائمة في ضوء القمر ثم لوى ملامحه وهويقول :
"إنكما مزعجتان".



اماريج 03-12-10 01:37 AM

ثم ألقى بها في السرير بشيء من العنف ما جعلها تشعر بالخزي . تناول منشفة من الكومة الموضوعة بجانب السرير وألقاها على رأسها وهو يقول :
"لو كنت مكانك لجففت نفسي ثم آويت إلى الفراش وبقيت فيه. وإذا وجدتك تغسلين شعرك بماء المطر مره أخرى ,فسآخذك شخصياً إلى الرصيف بجانب القطار وأتركك هناك حتى يصل القطار التالي ".

ونظر إلى كارلي ثم لوى ملامحه مرة أخرى .بدا وكأنه يعاني ألماً,وتمتم :
"كان علي أن أفعل هذا الآن ,لكنني لاأستطيع طبعاً.إنما كان علي القيام بذلك ".
وقف لحظة يحدق إلى الأسفل ,لكنه عاد يحدق في جينا وكأنه يتوقع منها أن تتحداه ,لكنها لم تفعل ,لم تستطع .وأخذت تحدق فيه في ضوء القمر وهي خرساء تماماً.
وابتسم هو بحسرة :
"تصبحين على خير آنسة سفنسن .لا تدعي ضجيج الشارع يؤرقك ".
منتديات ليلاس
تكلم برقة وهو يلامس وجهها متحبباً وبشكل غير متوقع ,ثم ابتعد متوجهاً الى حيث سريره وكأنه تخلص من حشرة.وثارت ثائرتها وهي تسمعه يضحك بصوت خافت وهويجلس على سريره .
سواء أكانت غاضبة أم لا ,فقد استمتع رايلي جاكس.يا له من تافه ! بقيت مستلقية جامدة دقائق عدة وقد احمر وجهها للإهانة ,كما جاهدت لتصرف ذهنها عن أن رايلي
في سريره الذي لا يبعد عنها سوى خطوات .

جلست وجففت شعرها ثم قلبت وسادتها إلى الناحية الجافة وعادت تستلقي محولة وجهها إلى الناحية الأخرى حيث السماء المظلمة .
لكن الإشاحة بوجهها عنه لم ينفع .أنها حمقاء ... مالذي سيظنه بها؟
فمنذأن غادرت القطار ,وهي مثار السخرية .كان عليها أن تتكهن بقضية المياه .
وجاءها صوت رايلي فكادت تقفز من مكانها :
"دعي ذلك .سأنساه أنا وهذا ما ستفعلينه أنت ".
بدأ صوته غريباً في ظلمة الليل .كانا مستلقين في المكان نفسه وكأنهما عاشقان وقد وصلتها كلماته بالغة الرقة إلى حد ظنت معه نفسها تحلم .

همست :
"أنا ..شكراً".
ومرة أخرى سمعته يقهقه بصوت خافت .
-أهلاً بك ,عودي إلى النوم .
النوم ؟وكيف يمكنها أن تنام ؟واندست بين الأغطية .كانت كارلي نائمة بجانبها ,غافلة
عن الاضطراب البالغ الذي تعانيه أختها .ما أروع أن تكون في الخامسة من عمرها ,كما أخذت جينا تفكر بمرارة ,ثم تذكرت ما عانته منذ تلك السن الآن !كلا ..لن يكون الأمر رائعاً.
منتديات ليلاس
أمسكت بيد كارلي فالتفت أصابع الطفلة على أصابعها ,تمنحها ثقتها حتى أثناء النوم .وفكرت جينا في أنها ستفعل كل ما يمكنها لكي ..تباً ..ياللرجال !إنها لن تنام أبداً.كان الفراش والوسائد مريحة ,ورغم ذلك لم تستطيعأن تنام .

لامس نسيم الليل جسدها المتعب مهدئاً مخاوفها ,وهمست لنفسها :
"لا يمكنني أن أنام هنا ".
لكن الكلمات تباطأت .ثم جمدت على شفتيها .وأغمضت عينيها ونامت .

نهاية الفصل الثالث



اماريج 03-12-10 01:38 AM


4- قصور من تراب

غادر عند الفجر .
كانت أعمال رايلى متراكمة وهو يتلهف إلى الرحيل لكنه اتجه بشاحنته أولا نحو محطة القطار فهما بحاجة إلى حقائبهما لم يشأ أن يدعهما تحضرانها بنفسيهما .
خفف سرعة الشاحنة وركنها إلى الناحية الجنوبية حيث لاحظ شيئا فى الظل .ما هو يا ترى ؟
وترجل من الشاحنة وأخذ ينظر : قصور من الرمال ؟ قصور من التراب ؟ ما هذا ؟
إنهما جينا وكارلى . . . ومن غيرهما يمكن أن يفعل هذا ؟ بنتا مدينة كاملة مؤلفة من بيوت صغيرة من التراب ، وشقتا طرقا فيها . ورأى شيئا لعله بركة ، فى وسط البركة ما يشبه الاغصان فتوقف ليرى .
إنه بط . بط فى الصحراء ! وهز رأسه بحيرة وذهول .

ظنهما جلستا على الرصيف شاعرتين بالحزن والحرمان حتى أصبح الجو على شئ من البرودة بما يسمح لهما بأن تحاولا السير إلى البيت . لكنه أخطأ فى ظنه فجينا ليست امرأة مستسلمة ، بل هى امرأة غير عادية ، فليكف عن التفكير فيها ويهتم بشئونه الخاصة .وتحول عن البطات كارها . من غيرها يجلس على التراب ليصنع البط ؟ يا للسخافة .كانت الحقيبتان لا تزالان حيث تركتاهما ، تمثلان شاهدين صامتين على تهورهما فى الترجل من القطار .

احداهما حقيبة حملت اسم مصمم مشهور وهذا ما توقعه بالضبط ، لكنها حملت اسم كارلى ليها .
أما الحقيبة الأخرى فجعلت الفضول يعاوده ، إذ بدت من القدم بحيث كادت تتمزق .
وضع الحقيبتين فى الشاحنة ثم عاد إلى البيت محاولا أن يكون صورة عما حدث .
جينا هى ابنة نيكول ريزور وتشارلز سفنسن .كانت نيكول توصف فى الصحافة بأنها نجمة الروك لكنها كبرت وانهارت وقد قالت الصحافة إنها أمضت نصف حياتها مدمنة على المخدرات .
منتديات ليلاس
اما تشارلز سفنسن فقد شغل الصحافة بالمقدار نفسه ، لكنه وحسب معلومات رايلى ، لا يزال بصحة جيدة . ثريا ومشهورا ، وهو ماهر جدا فى سباق السيارات .
ذات يوم ، منذ زمن بعيد ، كان والد رايلى قد اصطحبه إلى سباق ، وكان تشارلز سفنسن واقفا على منصة الفوز .
فعبس والد رايلى حينذاك باشمئزاز وقال لولده :
" لا يمكننى أن أصفق له . صحيح أن سفنسن سائق ممتاز لكنه ذو أخلاق سيئة ومخجلة للغاية "
حينذاك صدم الصبى ابن الثامنة . فوالده لم يعتد ذكر أحد بالسوء إلا فى ما ندر .

لهذا كان قوله هذا إتهاما فظيعا علق فى ذهنه . وكان قد غطى جدران غرفته بصور أبطال السباق ، لكن صور تشارلز سفنسن غابت منذ تلك اللحظة .وجينا هى ابنته .
مضى وقت طويل منذ كان سفنسن يقود سيارات السباق لكن سمعته السيئة مع النساء ما زالت معروفة ، ولم يستطع أن يتصور لنفسه أبا مثله .
فى الحقيقة ، كانت نيكول وتشارلز أبوين لا أحد يريدهما .لكن لابد أن جينا ثرية فخلاف هذا أمر لا يمكن تصديقه .



اماريج 03-12-10 01:39 AM

ستكون ليزا أخرى كما حدث نفسه وهو ينقل الحقيبتين إلى البيت . لكنه عاد ينظر إلى الحقيبة البالية ، ثم فكر فى البطات الصغيرة المصنوعة من الأغصان وقد عاوده الشك . وعندما وصل إلى الشرفة نظر إلى وجه جينا وهى نائمة ، فازدادت شكوكه . كانت جينا تحمى أختها أثناء النوم .حتى انها بدت شرسة تقريبا.
لكنه لن يتعرف إلى والد كارلى هذا . ولم يتعرف إليه ؟ لا علاقة له بهاتين الفتاتين فهما ستستقلان القطار وتبتعدان عن هذا المكان . عاد إلى المطبخ وهو لا يزال مشوش الفكر ، وأخذ يبحث حتى وجد علبا عدة من عصير البرتقال فحمل إحداها وكأسين وعاد إلى غرفة النوم ثم أخذ ينظر إلى المرأة والطفلة مرة أخرى .
منتديات ليلاس
لا فائدة من ذلك ، فهو يتعلق بها .
لا انه لم يتعلق بها . لكنه حدث نفسه بأن يخرج من هنا الآن فاستدار خارجا قبل أن يمنع نفسه من ذلك .
* * * *
استيقظت جينا لتجد الصمت يحيط بها ،فتحت عينيها وألقت نظرة شاملة على ما حولها بحذر . لم تكن حرارة النهار خانقة بعد ، لكن الشمس ارتفعت فى السماء .
واستطاعت أن ترى ، على بعد أميال الآرض التى تصل إلى الأفق ، مجدبة وقاحلة فى ضوء الصباح هذا .

لقد استقرت الريح ، وغابت سحب الغبار التى غطت المراعى فى الأمس . اغمضت عينيها بارتياح ، وحركت أصابع قدميها على الملاءات النظيفة وهى تفكر بما كان ليحدث لو لم تجد رايلى هنا .
لكنه هنا . . . ولم يتحقق الكابوس .
- ألم تستيقظى بعد يا جينا ؟
التفتت فرأت وجه أختها الصغير يكاد يصطدم بوجهها . كانت كارلى تحتضنها مستمتعة بالدفء والراحة مع أختها الكبري التى عرفتها حديثا .

لقد احتاجت جينا شهورا لتجعل أختها الصغيرة تثق بها , لكنها اصبحت الآن جينا التى لايمكن أن تخطئ بالنسبة إلى كارلي .
- أنا مستيقظة يا حلوتي . هس ... كيلا نجعل السيد جاكسن يستيقظ .
- لقد ذهب .
ذهب ... وحدقت من فوق رأس أختها ,فوجدت سريره خاليا .. وتابعت الطفلة :
" ذهب في شاحنته "
سألتها جينا عابسة :
" متي ؟ "
- قادها بعيدا ثم عاد , لكنه عاد فرحل الآن . تصنعت النوم , وقد وضع شيئا بجانب سريرنا ثم وقف ينظر إلينا , لكنه لم يقل شيئا .

يا الله .. كم كان نومها عميقا ! ودفعت عنها الغطاء ووقفت بحذر .. سواء أذهب رايلي أم لا , فهي لن تغتنم الفرصة , تفحصت أزرار القميص الذى ترتديه , ثم نظرت من حولها . كان سرير رايلي مرتبا , وملابس عمله التى وضعها على الكرسي بجانب سريره الليلة الماضية مكومة على الأرض . ورأت جينا حقيبتي الملابس , وفوقهما كأسان وعلبة عصير برتقال .
منتديات ليلاس
قالت لكارلي وقد تغيرت مشاعرها فجأة بشكل غريب :
" لقد أحضر لنا ملابسنا "
يا لها من لفتة ! يتوجه بشاحنته إلى محطة القطار فيحضر أمتعتهما ثم يعد عصير البرتقال ! لكن شعورها كان ... رائعا .بدا لها وكأنه ... كأنه يهتم بها .
أن يهتم بها شخص ما هو شعور لم تعرفه منذ وقت طويل , هذا إذا ما حدث فعلا . حدقت في الحقيبتين ثم شعرت بغصة في حلقها .
هتفت كارلي وهي تقفز عن السرير :
" عصير برتقال ! "

وفتحت العلبة وأخذت تسكب محتوياتها في الكأسين بدقة بالغة .
اخذت جينا تنظر إليها , ثم رفعت واحدة وجلست الاثنتان على السرير وأخذتا تشربان العصير . وتملكتهما الإثارة فهذه مغامرة حقا كما أن رايلي أحضر لهما عصير برتقال . لكنها عادت وحدثت نفسها بخشونة بأن ليس لرايلي علاقة بهذا .
هذه براري أستراليا , وهما آمنتان , وبعد ثلاثة أيام ستستقلان القطار ولن تريا أمورا كهذه مرة اخرى قط , فلم لا تستمعان بوقتهما ؟لقد ماتت أمهما .



اماريج 03-12-10 01:40 AM

وهزها التفكير في ذلك بعنف , وشعرت بالندم . ها هي سعيدة مرحة بينما أمها ميتة لكن صعب عليها أن تشعر بالأسف . كان رد فعل كارلي على هذا الخبر صدمة وخوفا .
لكن الأمر مرتبط بالطريقة التي أبلغها بها ابوها بالخبر . كان قد مر على إبعاد نيكول ابنتها الصغيرة عنها ثمانية أشهر فقط .
مازالت كارلي تعتبر نيكول أمها , رغم أن كل ما عرفته من الأمومة أتي من امرأة تتقاضي أجرا .وتملكها الأسي .
منتديات ليلاس
حسنا , لقد أبعدت جينا عن امها في مثل عمر كارلي . كان ثمة ذكريات خاطفة تمر بذهنها عن أمها اثناء اقامتها في إنكلترا , لكنها ذكريات مقلقة وحتى مخيفة . عرفت أوقاتا كانت المدرسة تقفل أبوابها أثناء العطلات فتضطر هي لأن ترافق أمها التي كانت تبدو مندفعة وهادئة وفاسدة احيانا أخري , لكنها غالبا ما تتجاهل ابنتها كليا .

ولهذا , لم تشعر بالأسف على نيكول , لم تشعر بشئ .. ماعدا الحرية . فنيكول لم تعد موجودة لتعطي أوامرها مثل ( علي كارلي أن لا تترك المدرسة . أما بريان فلا يهتم بكارلي , وبالتالي قد تسنح الفرصة الآن للصغيرة كي تصبح سعيدة ) .
ابتسمت الطفلة وتعانقت العيون .
تساءلت الطفلة مرددة صدي أفكار جينا :
" هل هذه مغامرة ؟ "
فعادت هذه تبتسم :" أظن ذلك "

ونظرت إلى صورتهما فى المرآة . . . الفتاة الصغيرة المشعثة الهيئة والمرأة فى قميص رجالى فضفاض . صدمتها الصورتان فأخذت تضحك وهى تقول لكارلى :
" انظرى إلينا "
فبادلتها كارلى الضحك ثم وضعت يدها على أنفها مقكرة :
" إلى أين ذهب السيد جاكسن برأيك ؟ "

- كان قد تحدث عن فتح انابيب المياة من أجل قطيعه لنرى إذا ما ترك لنا خبرا .
سارت الاثنتان فى المنزل ، ممسكتين بيدى بعضهما البعض وكانهما تبحثان عن كنز. وكانت فكرة فى وجود رايلى خلف البيت . . . تراودهما .
لكنه لم يكن خلف البيت بل بدا المنزل مهجورا ، ووجدتا على مائدة المطبخ ورقة كتب فيها :
" لن أعود قبل ليلة الغد . اعتبرا نفسيكما فى بيتكما . إذا تملككما الملل فيمكنكما أن تفعلا شيئا بالنسبة إلى نظافة المنزل "
- ما المكتوب فى الورقة ؟

طرحت عليها كارلى هذا السؤال فقرأتها جينا لها ، محاولة أن تبتلع خيبة امل حمقاء تملكتها . أليس هذا حسنا ؟ لم تشأ أن يكون الرجل هنا لئلا يبعق عدم الاستقرار فى كيانها . وعادت بأفكارها إلى المشاعر التى ساورتها الليلة الماضية عندما رفعها بين ذراعيه ، وأدركت أن عليها أن تشكر الله لرحيله قبل أن يصبح خطرا .
- ماذا سنفعل الآن ؟
طرحت كارلى هذا السؤال فدهشت جينا وهى تسمع صدى خيبتها فى صوت كارلى . ما هو سر هذا الرجل ؟
استجمعت أفكارها وقالت :
" أولا ، إننى ساعرفك إلى غرفة غسيل تحير العقل "
منتديات ليلاس
واعتدلت فى وقفتها ، ثم حدقت من حولها :
" بعدئذ ، علينا أن نقوم ببعض الأعمال المنزلية . سنجعل رايلى جاكسن يدرك أن النساء لسن عديمات النفع كما يظن ، يمكننا أن نصلح هذا المكان "
نظرت كارلى من حولها :
" أتعنين أننا سننظف المكان ؟ "
- نعم .
بدا الشك على كارلى :
" هذا المكان قذر تماما تماما "
- نعم ، المكان قذر جدا جدا ، وبهذا يمكننا ان نتسلى بتنظيفه .



اماريج 03-12-10 01:42 AM

- أيمكننا ذلك ؟
- بكل تأكيد .
ونظرت جينا من حولها مرة أخرى محاولة ألا تنهار . ستنهار لو جلست هنا ليومين وفكرت فى مستقبلها . . . فى كل المصاعب التى ستواجهها عند عودتها إلى العالم الخارجى . . . أفضل ما يمكنها عمله هو أن تبقى مشغولة .
قالت كارلى رغم عدم الثقة التى بدت فى صوتها :
" انا ماهرة فى مسح الغبار "
فقالت جينا وهى تعانقها :
" وانا أيضا ، ما يجعلنا نحن الاثنتين ماهرتين فى التنظيف . وبما ان الغبار كثيف ، فلنبدأ فى التنظيف "
* * * *
لم يكن يرغب فى الحضور إلى هنا .
ولم يرغب فى ذلك ؟ الجو هنا شديد الحرارة وقطعان الماشية العجفاء صابرة تنتظر تدفق المياة مرة اخرى فى الأجران المستطيلة . كان منظرها يحطم القلب ، لكنه جاء فى الوقت المناسب لينقذ هذه القطعان نصف الميتى ، ففتح الينابيع وشحم الالات التى لم تر الزيت منذ سنوات . وهكذا عادت المياه تتدفق لكنها عادت وتوقفت .

عليه أن يكبت اللهفة لأن يترك الماشية ويعود إلى المنزل حيث زائرتاه المثيرتان للفضول ، ويتابع العمل . كان الجو حارا ، والعمل شاقا . وبعد ان القى أمتعته على الرمال وألقى بنفسه فوقها .
عاد واستيقظ عند الفجر وكأن أول ما فكر فيه هو حال الفتاتين فى منزله .
لم يكن هذا من شأنه ، لكن فكرة انهما بمفردهما لم تعجبه . ماذا لو مرضت احداهما . . .

حدث نفسه بخشونة أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا بهذا الشأن ، فليس لديه سوى راديو واحد وهو بحاجة إليه . فالخروج إلى البرارى من دون راديو هو انتحار .
لكن إذا عمل هذا النهار وغدا ، فسيتمكن بعد غد من العودة إلى البيت ، وإذا عمل اليوم بكد كما فعل بالأمس ، فسيخفف عطش المواشى ، ويتمكن هو من أن يلتقط أنفاسه .
استدار وفتح الراديو . ليس ثمة ما هو أحسن من الألحان المرحة فى هذه البرارى .
لكن الراديو هو للاتصالات الطارئة فقط . واخذ يبحث فى المحطات فوجد إشارة من " فينيا داونز " إنه " بيل هولمز " جاره الأقرب الذى حاول أن يتصل به . اتصل به فرد بيل على الفور .
منتديات ليلاس
وهتف بيل الذى يحب الاختصار فى الكلام :
" جاكسن ، لقد رأيتك تأخذ موؤنة من القطار يوم الخميس ، فهل وجدت مسافرين ضائعين ؟ "
- ربما .
رد بحذر . فانفجر بيل ضاحكا :
" هذا حسن . أنت لن تقول شيئا قبل أن تعرف غايتى . لكن هل الفتاة والطفلة بخير ؟ "
- همم . . . نعم . كيف عرفت بأمرهما ؟ "
- كان "دوغ ستانلى " الشرطى المسؤول يستعلم . يبدو ان شخصا فى القطار رأى امرأة رجلا يتخاصمان ، وكان الرجل ينهر طفلة فاستاءت المرأة . يظنون أن المرأة والطفلة غادرتا القطار عند وصوله قبل أن يلاحظ ذلك العاملون على متن القطار . لكن هناك من لاحظ ذلك ، أندى أوكونيل . واتصل بى دوغ فأخبرته أننى لم أر أحدا يخرج ، لكنا غادرنا قبل أن يرحل القطار . بيتك هو البيت الوحيد الذى يمكن الوصول إليه سيرا على الأقدام ، فإذا لم ترهما فسيبدأون البحث عنهما .



اماريج 03-12-10 01:43 AM


- إنهما آمنتان عندى ، وستستقلان القطار يوم الاثنين .
- هل ستخبر الشرطة ؟
- سأفعل ذلك حالا .
تردد بيل ، ثم قال مكرها :
" إنهما ابنتا مغنية روك سيئة السمعة ، ويقول دوغ إن قصتهما ذكرت فى الصحف "
فأجفل رايلى :
" أتصور أن هذا ممكن "
- سيحدث صعودهما إلى القطار ضجة .
- نعم .
وتنحنح بيل :
" هذا ليس من شأنى على أى حال . أخبر الشرطة أنهما على ما يرام ، وأنا سأطمئن زوجتى "
- هذا حسن جدا .
منتديات ليلاس
وضع الجهاز من يده ثم تلاشت ابتسامته واستند إلى الخلف فى كرسيه ليستوعب الحديث الذى دار .
لقد اعترف بان جينا وكارلى عنده وأنه مسؤول عنهما . ولم يكن يشك فى أنه إذا لم يصرح بأنه المسؤول عنهما فستحضر الشرطة إلى المكان .
وتنهد وتناول الراديو ليتصل بالشرطة ، لكى يخبرهم بأن الأمور تحت السيطرة . . .
* * * *
بقيت جينا وكارلى تعملان طوال يومين كاملين . وأمضتا وقتا رائعا ، فى حين أن الأوقات التى كانتا تمضيانها معا فى انكلترا ، حفلت بالمشاكل .

كانت جينا ، تحضر أختها إلى شقتها كلما سنحت الفرصة لكن كارلى لم تشعر بالراحة قط فى شقتها ، كما لم تشعر قط بأن علاقتهما دائمة مع أختها .
أما الآن وفى هذا المكان الغريب ، فقد شعرتا بالأمان . صحيح أن عليهما أن تستقلا القطار يوم الاثنين ، لكنهما ستكونان معا . ليس على جينا أن تذهب إلى العمل غدا ، كما أنه ليس على كارلى أن تذهب إلى المدرسة ، كما لا يوجد الآن أى تهديد من برايان ولن تنتظرهما نيكول فى آخر الرحلة ، مستعدة إما لتجاهلهما وإما لاستعمال العنف وإما للانفجار .

وبحرية كهذه ، بدا تنظيف البيت أشبه بنزهة . وكلما طلبت جينا الراحة ، كانت كارلى تضع يديها على وركيها وتقول :
" لكن ما زال هناك تراب "
قامتا بالعمل تبعا لخطة وضعتاها .
اقفلتا غرفتى النوم مقررتين أنهما لن تتمكنا من تنظيف البيت بأكمله . غطتا كل باب ونافذة مكسورة وحشتا كل شق كيلا ينفذ منه الغبار . ثم بدأتا بالتنظيف وأخذت جينا تمسح الغبار والتراب .

كانت جينا لتتوقف عن التنظيف لو أن كارلى كرهت ما تفعلان ، لكن الطفلة عشقته فعلا ، فهو بالنسبة لها ، عبث ولعب .
ارتدتا الملابس التى كانتا ترتديانها فى القطار ، وعصبت جينا رأسيهما فبدتا أشبه بالخادمات . وكانتا تضحكان كلما رأت احداهما الآخرى .
لم يكن يبدو عليهما انهما ابنتا نيكول ريزور ولو رأتهما نيكول الآن لأغمى عليها . وخطر لجينا أن نيكول خسرت الكثير ، وهى ترى كارلى تعض شفتها السفلى متأملة وهى تحاول أن تمسح أرض المطبخ جيدا .
منتديات ليلاس
قد يكون العيش فى فندق خمس نجوم أمرا رائعا لفترة ، لكنها ليست حياة حقيقية . عملتا طوال نهار الجمعة ونهار السبت بطوله . . . وتملكتها الحيرة عندما رأتا فى النهاية المنزل يتحول إلى منزل آخر .
لابد أن شخصا ما احبه ، منذ وقت طويل وكان يفتخر به .
كان المطبخ مطليا بلون أخضر جميل ، أما ألوان الستائر فمناسبة تماما لألوان الجدران . بدا المنزل وكأنه كنز أخفى لسنوات طويلة . أنستهما البهجة والاثارة حرارة الجو تقريبا .
وعند نهاية يوم السبت أعادتا الأثاث إلى الداخل بعد نفضه ، فبدا المنزل مرحبا بالزوار .



اماريج 03-12-10 01:44 AM

وفى السادسة من مساء السبت ، أعلنت جينا أنها قامت بما يكفى وذلك بعد أن تسلقت حتى السقف لتدق مسمارا فى صفيحة كانت تقرقع فى الهواء . كانت مرهقة للغاية وحتى كارلى بدا الاعياء الشديد عليها .
- هذا يكفى يا كارلى . حبيبتى ، لقد حان الوقت لنرتاح .
تأبطت كارلى ذراعها وقالت توافقها :
" هذا جميل حقا . يسرنى إصلاحك السقف "
- نعم لم يعد هناك قرقعة الآن .
- أتظنين السيد جاكسن سيأتى إلى البيت اليوم ؟
قالت جينا محاولة أن تبدو وكأن هذا لا يهمها :
" ربما "
لكن هذا يهمها . وهذه هى المشكلة .
وصل رايلى بعد الغروب ودخل إلى المطبخ ثم جمد مكانه .
منتديات ليلاس
كان الوضع قد تغير إلى حد جعله يرمش بعينيه ، يحاول إقناع نفسه بأنه لا يتخيل .
امضى اليومين الأخيرين يقود سيارته على مدى حدود أملاكه الفسيحة مجتازا ميلا بعد ميل من المناطق التى أدركها الجفاف ، متفقدا ومصلحا ما هو بحاجة إلى إصلاح من سدود وخزانات مياه ، حتى تسرب الغبار والصمت والرتابة إلى روحه .
وفى خلفية ذهنه ، كان تفكيره فى بيته المهمل الذى هو بحاجة ماسة إلى إصلاح ، وفى ضيفتيه اللتين جاءتا من دون دعوة وهو مسؤول عنهما بشكل ما .كان الرعب يتملكه لوجودهما هنا .

لقد عاد إلى البيت الليلة والشعور البالغ بالذنب يتملكه لأنه قادم إلى هنا فقط ليستحم ثم ينام قبل أن يعود إلى عمله الذى لا ينتهى .
لكن . . . ما الذى وجده ؟
وجد المكان قد تغير إلى حد لا يصدق . المصباح المضاء على مائدة المطبخ يرسل شعاعا ذهبيا ناعما ، ورائحة الخبز الطازج تعبق فى المطبخ . . . المطبخ الذى بدا نظيفا . . . جميلا .
كيف امكنهما ان تقوما بذلك ؟واين هما ؟
كان ثمة قهقهة ناعمة من خلف البيت . سمع صوت طفلة تضحك بسعادة ، ثم صوت جينا يعلو بالرد عليها .

كانتا تغنيان أغنية من اغانى البحارة تذكرها بشكل غامض .
- ( شد السمك . . . يا غبى . . . شد )
دخل من باب غرفة الغسيل وقد تملكه السرور ، كانتا الاثنين هناك . وسمع صوت رشهما للماء وضحكهما وأغنيتهما المنفعلة المضحكة .شعر وكأنه عاد إلى بيته .
واهتز لهذه الفكرة . شعوره بأنه دون بيت . . . ضحكات الطفلة . . . جينا . . .كانتا فى المغسل وكانتا تضخان المياه معا ، وترددان أغانى البحارة لكى يتماشى مع إيقاع الضخ ، كانتا تضحكان وتضخان وترشان المياه على بعضهما البعض . . .

وكان على رايلى أن يقف مستندا إلى الجدار عندما تملكته موجة من المشاعر اهتز لها جسده بعنف خاف معه من الوقوع أرضا . وأرتفع صوت جينا الضاحك :
" هذا يكفى . اخرجى من هنا ، يا طفلة الماء . . . لا أدرى كم بقى من مياه البئر . . "
فصاح يقول :
" ثمة الكثير من مياه فى البئر اعبثا بالماء كما تشاءان "

ساد صمت مفاجئ داخل غرفة الغسيل عند سماع الفتاتين صوته . وإذا بصوت كارلى يهتف بابتهاج :
" السيد جاكسن يا جينا . عاد السيد جاكسن . إننا نضخ المياه للاستحمام . هل تريد أن تستحم ؟ "
فقالت جينا بصوت غير ثابت :
" على السيد جاكسن أن ينتظر حتى ننتهى . "
- اما زلت لا تحتاجين مساعدة للضخ ؟
وابتسم ، لكن ابتسامته كانت مهتزة . لقد تملكه شعور ما . . . شعور لم يتملكه منذ وقت طويل ، ولم يكن واثقا من رغبته فى هذا . وأجابت :
" ساعدتنى كارلى فى الضخ "
- القانون يمنع عمل الأطفال .
قالت ضاحكة :
" إياك ان تخبر كارلى بذلك "

واعجبه هذا . . . كثيرا . وتبدد الشعور بالذنب الذى تملكه طوال اليومين الماضيين ، وأخذ يضحك من كل قلبه وصاحت هى تقول :
" سنخرج بعد دقيقة . لا توسخ بيتنا النظيف "
- ومن قال إننى سأفعل هذا .
كان ينظر إلى الشرفة ملاحظا أنهما عملتا هنا ايضا .
- ما الذى كنتما تقومان به .
صاحت كارلى بفخر :
" كنا ننظف البيت . انا وجينا لا نحب الغبار "

وكان تدفق المياه قد توقف . . . واختنق صوتها وكأنها قد لفت بمنشفة .
- أتاتين إلى " مرتفعات بارينيا " وأنت لا تحبين الغبار ؟ قليل من الغبار لا يضر احدا .
- إياك أن توسخ هذا المنزل ، يا رايلى جاكسن . منشفتك فى الخارج . كيف حال بقرات ؟
- أفضل بعد أن حصلت على بعض المياه .
وازداد شعوره بأنهما أسرة واحدة . كيف تحدث الزوجات أزواجهن ؟
كانت الريح تعصف فى الخارج حول البيت بنفس العويل المفجع الذى يسمعه منذ وصوله . لكن . . .

قال وكأنه اكتشف شيئا : " لا اسمع طقطقة فى السقف كالعادة "
قالت كارلى :
" أصلحت جينا السقف . أنا أمسكت بالسلم فيما دقت هى المسامير "
كان غريبا هذا الحديث المتبادل من جانبى باب غرفة الغسيل . جينا أصلحت السقف ؟ بماذا ؟ طرح السؤال فردت جينا وكأنه غبى :
" بالمسامير . وجدنا بعضا منها مع العدة . دققت سبعة واربعين مسمارا كما دققت إبهامى مرتين "

وقالت كارلى تخبره :
" قالت جينا كلمة سيئة "
وأخذت تضحك . لكنه مازال لا يصدق ما سمعه ، كما لم يكن واثقا من أنه لا يحلم :
" أنا لا اصدقك "
وانفتح باب غرفة الغسيل على اتساعه لتخرج الفتاتان ملتفتين بالمناشف . وكان شعرهما مجدولا ومثبتا بالدبابيس إلى اعلى ، وقد توهج وجهاهما وبدا عليه الرضى البالغ عن نفسيهما وهما تستحقان ذلك .
وسألته جينا :
" ما الذى لا تصدقه ؟ "
- أعنى . . . إصلاح السقف .
- بل صدق هذا يا سيدى .
- لكنك ابنة تشارلز سفنسن .
منتديات ليلاس
- نعم . كان عليه أن يتواجد للمساعدة ، لكن هذا ليس من عادته . كما كان على ان استدعى عاملا لإصلاح السطح لكننى لم أستطع العثور على رقمه فاضطررت لإصلاح السقف بنفسى . وبالمناسبة ، انتبه من السلم ، فقد انكسرت منه درجة وأنا أنزل عليه .
وأشارت إلى خدش طويل على ساقها مضيفة :
" أتلفت ثوبى المصمم خصيصا ما سيكلفك علبة بازلاء إضافية "
فعاد يقول :
" لا أصدق هذا "
وتنهدت جينا :
" لا بأس ، أنا كاذبة . اصعد وانظر بنفسك إلى حيث أصلحت السقف ، لكننى أعترف بأننى استدعيت فرقة لاصلاح السقف من أديليد "
قالت كارلى بحيرة :
" لا ، أنت لم تفعلى ذلك "
ابتسمت جينا :
" لا لم نفعل لكن السيد جاكسن لا يحب فكرة أن امراة أصلحت سقف بيته . ستتفهمين شعور الكبرياء عند الرجل ، عندما تكبرين قليلا "

وواجهت رايلى مردفة :
" أريد منك شيئا قد يبدو غير مقبول يا سيد جاكسن . على ان أطردك من غرفتك ، لكى نستطيع أن نرتدى ملابسنا "
- معك حق .
وانسحب ، وماذا يستطيع الرجل أن يفعل غير هذا ؟


نهاية الفصل الرابع:flowers2:



اماريج 04-12-10 01:04 AM


5_حقائق تتكشف

انه بحاجة الى شراب منعش لكنه لم يحضر واحدا,وبدلا من ذلك اخذ يطوف في ارجاء المنزل.
كل شق في المنزل اقفل منعا لدخول الغبار كما غطيت النوافذ المسكورة بالواح خشبية,وغسلت النوافذ الباقية ماجعل ضوء القمر يتسلل منها.

اضاء احد الفوانيس المغسولة في غرفة الجلوس ثم نظر من حوله الى التغيير الذي حدث ,كانت الاريكة الكبيرة والكراسي المناسبة لها نظيفة تغري بالجلوس ,لكنه لم يجلس فهو مغطى بالغبار.
وعندما سمع صياحا من الشرفة يقول ان الحمام غير مشغول اسرع الى غرفة الغسيل.
منتديات ليلاس
بدا يشعر بالغربة فالشعور بان هذا بيته لم يعد طبيعيا .
اغتسل وارتدى سروالا وهم بان يتوجه الى المطبخ ...واذا به يردد ,ثم يتناول قميصا فيلبسه.
عندما دخل الى المطبخ, سره مافعل اذ بدت الفتاتان جميلتين وهما ترتديان ملابسهما, بدت كالي ظريفة للغاية في ثوبها الاصفر المزين بحزام ابيض,بينما ارتدت جينا......
هل كانت ترتدي ثوبا مكشوفا بالغ الجمال ؟كلا.......

وفجاة شعر بجفاف بالغ في حلقه,لم يكن ثوبا جميلا بل بسيطا ذا لون اخضر باهت بفتحه عنق منخفضة,كان الثوب يلتصق بجسدها حتى خصرها ثم يتسع تدريجيا حول وركيها ليصل الى مافوق ركبتيها ,انه من النوع الذي تجده في اي متجر ,لكنها بدت فيه......
كيف بدت فيه؟ مازال شعرها مجدولا ومرفوعا على قمة راسا لعلها رات ان هذه هي الطريقة الوحيدة لتصفيفه حين ليكون بامكانها غسله,لم تكن تضع اي زينة على وجهها, وقد انتعلت حذاء خفيفا .

كانت مختلفة عن كل النساء اللاتي عرفهن في حياته..وهذا ما جعلها تخطف انفاسه.
طرحت كارلي السؤال وقد بدا القلق في صوتها:
_اتظننا نبدو جميلتين ؟
رفعت جينا عينيها عن الاناء الذي تحرك محتوياته وعندما راته واقفا عندالعتبة,ابتسمت فانحبست انفاسه مرة اخرى,بينما قالت هي:
_يجدنا كذلك بالتاكيد ,فنحن في ملابس الاحتفال ياسيد جاكسن.
الحمدلله انه ارتدى قميصا واجاب:
_ماذا؟ احتفال؟
_انها حفلة عيد مولد كارلي الخامس وثلاثة ارباع.
_اصحيح هذا؟
_نعم وجدنا بعض الشموع ماجعلنا نفكر في اعياد الميلاد.
_كانت كارلي في المدرسة يوم عيدها الخامس فلم نستطع الاجتماع معا ماجعلها تشعر بالتعاسة,وهكذا فكرنا ...حسنا,ان عيد مولدها في العاشر من حزيران ,ونحن الان في العاشر من اذار ,مايعني ان اليوم هو عيد مولدها الخامس وثلاثة ارباع.
منتديات ليلاس
كانت عيناها ترسلان رسالة صامتة,ولم يحتج هو اليها فقد قرا الرسالة في عيني كارلي.
وقال باسما :
_هذا حسن جدا ,اذن فقد عدت الى البيت فر الوقت المناسب لحضور عيد الميلاد.
قالت كارلي:
_لقد قدمت لي جينا هدية.
وفتحت يدها ليرى صابونة صغيرة جدا من النوع الذي تجده في فندق رخيص, ثم اضافت ضاحكة:
_انها صابونة برائحة الورد,اردت ان استعملها في الحمام لكن جينا قالت لي الا ابددها على مياهك السيئة هنا.



اماريج 04-12-10 01:06 AM

وغضنت انفها مشمئزة لكنها قالت فجاة وهي تنظر اليه بقلق :
_هذه قلة ادب مني,وانا اسفة,لم اشا ان اكون قليلة الادب,لقد حضرت لنا جينا كعكة.
_كعكة ؟هذا رائع .
وجلس باحتراس وهو يرى جينا تحمل وعاء الطعام.
كانت رائحتها جذابة للغاية,وسالها:
_ماهذا الطعام؟
فاجابت :
_اسمه مفاجاة جينا.
_اثناء تنظيف الخزائن وجدنا مزيدا من العلب ,انه خليط من كل اطعمة العلب ,انه خليط من كافة المعلبات ,وهو طعام لاتتذوقه سوى مرة واحدة في الحياة.
_اراهن على ذلك.
منتديات ليلاس
فقالت كارلي:
_كما وجدنا طحينا وكاكاواوسكرا فحضرنا مايشبه كعكة بالشوكولا.
فقالت جينا :
_انها اشبه بمسحوق الشوكولامنها بالكعكو لكناه شيء يجعلنا نشعل الشموع.
_الشموع؟
_سبق واخبرتك اننا وجدنا شموعا في الدرج السفلي ماجعلنا نتذكر انه عيد ميلادي الخامس وثلثثة اراباع هل تريد ان ترى؟
ونهضت وسارت الى الثلاجة وفتحتها ليرى الكعكة تقف بكل جلالها,بدت كما قالت جينا,اشبه بمسحوق شوكولا.
فابتسم وقال:
_لقد فهمت هذا عمل جيد منكما.

وقال لجينا باسما:
_شكرا لك ياجينا على الطعام.
فبادلته الابتسام.اوه ....ماالذي يحدث هنا؟
كانت تبتسم فقط ....ولكن اي ابتسامة.
نهض ليحضر العصير وبسرعة,ليس لانه يحتاجه بل لانه اراد ان يحطم مايجري بينهما,لكن هذا امر غبي ,فنمط هذه المراة يختلف تماما عن حياته,وهي ستمضي هنا ليلتين اخريين ثم ترحل,لذا ما كان لها ان تبتسم له بهذا الشكل.

استغرق احضاره للعصير وقتا طويلا,وعندما عاد الى المائدة تمالك نفسه مرة اخرى.
تقريبا لم تكن كافية!
لقد سبب لها القلق.
الا يكفيها مالديها حتى تضيف رايلي الى القائمة؟ جلس امامها ثم تناول الطعام الذي طهته بشهية بالغة,لكن كل حركة قام بها انبات بارهارق لايمكن وصفه.
ملا المكان بوجوده كانت ابتسامته جذابة للغاية وظرفه مع كارلي رائعا ,انه من الرجال الذين ينبغي ان يعيشوا في بيت مريح مع زوجة واولاد يحبونه.

لقد صدمها مظهر وجهه,وحين راته يخرج من الحمام كادت تهتف فزعا,كان وجهه اغبر تقريبا من الارهاق كما بدت عيناه حمراوين متعبتين هل عمل طوال اليومين الماضيين وحده؟
كان عليه ان يرقد في سريره الان,لكنها استطاعت ان تطعمه علىالاقل وبد كانه استمتع بكل لقمة.
قالت له:
_يوجد المزيد من الطعام على الموقد.
نظر اليها وضحك, فتسارعت خفقات قلبهاواجاب:
_هذا المزيد لن يبقى طويلا.
_الاتاكل عندما تكون في العمل.
_ان كان لدي علب البازلاء.
_ماذا ؟هل عشت على البازلاء طوال اليومين الماضيين؟لكن لماذا تفعل هذا؟
_ثمة عمل علي ان اقوم به وما من شخص غيري ليفعل ذلك.
منتديات ليلاس
لم تفهم لابد ان هذا الرجل يكسب المال, والا من اين جاءت الطائرة؟
وسالته بتردد:
_هل الطائرة لك؟
نظر اليها بدهشة:
_نعم ياسيدتي.
_لماذا اذن لاتبيعها وتسكن في مكان ما قريب من الحضارة.
_هذه حضارة.
وابتسم رغم انه كان من الارهاق بحيث اصبحت ابتسامته جانبية قليلا, ثم اشار الى انحاء الغرفة وهو يقول:
_في الواقع.... هذه متحضرة الى حد محير ,كيف فعلت ذلك؟ كيف منعت الغبار من الدخول؟
_الصحف كثير من الصحف.
_صحف ؟



اماريج 04-12-10 01:07 AM

_هذا كل مااستطعنا ان نجده, اذا شئت ان تمنع الغبار من التسرب ,بسكل دائم فعليك ان تقوم ببعض اعمال النجارة,استعملنا الصحف لكي ندسها في الشقوق, واخذنا الواحا خشبية من احد السقوف المنهارة ووضعناه على النوافذ المحطمة ,ارجو ان تكون قد قرات اخبار الاسبوع الماضي,ولا فستضطر لان تدور حول البيت من صفحة الى صفحة.
استطاع ان يبتسم مرة اخرى لكن الذهول بقي باديا عليه وقال:
_لم يكن ثمة الكثير في الصحف.
ساد صمت طويل ركز اثناءه على الطعام ثم عاد يحدق فيها,ثم في كارلي التي كانت تلهو بالشوكة
وعاد ينظر الى جينا:
_لااستطيع ان اصدق انكما قمتما بكل هذا العمل المتعب.
منتديات ليلاس
_لكنني استطيع ان اصدق انك انهكت نفسك في العمل .
ليس عليها ان تقلق لاجله, لكنها شعرت بالقلق ,اذ بدا منكها للغاية.
_لكنني لست ابن نيكول ريزور.
جمدت في مكانها, انها الاحكام المسبقة التي تتبعها دوما.
_ماالذي يفترض ان يعنيه هذا؟
_والداك هما نيكول ريزور ,وتشارلز سفينسن مايعني مالا كثيرا, وهذا يجعلني لااصدق انك احتجت يوما ما للعمل.

وقالت بحدة:
_لكنني اعمل.
_لست بحاجة الى ذلك.
_بل بحاجة والا فكيف اعيش من دون عمل؟
_لكنك غنية قلت انك ستدفعين لقاء نقلك بالطائرة الى اديليد .
_كنت يائسة وكنت مستعدة لان استدين من المصرف ثم امضي سنوات في سداد هذا الدين.
_لااصدق .
فقالت بحدة:
_انت دوما لاتصدقني.
ونهضت ثم حملت الصحون الى حوض الغسيل وتابعت هي تدير له ظهرها:
_وهذا سيصبح عادة لديك.

_اذا كان والدك لايعيلك ,فماذا تعملين لتعيشي.؟
_هل هذا من شانك ؟
_لا, ولكن.......
_كيف تنفق على هذا البيت؟ هل لديك حقل ماريجونا تنفق منه؟
فاجاب ضاحكا :
_بالتاكيد ,حقول ماريجونا شاسعة .
_اذا ,انت لن تخبرني ,فلم تريدني ان اخبرك عن مصدر معيشتي ؟
وتطوعت كارلي لتقول:
_جينا ممرضة.
ساد صمت قصير قال بعده:
_شكرا ياكارلي اي نوع من التمريض؟

_انها تساعد الجراحين عند اجرائهم العمليات الجراحية, انها تعمل كثيرا, وهي ترغب دوما في ان تراني لكنها لاتستطيع لان الطريق طويلة وهي لاتحصل على اي يوم اجازة؟
_واين تسكن جينا؟
_كفى ياجاكسن هذا ليس من شانك.
_جينا تعيش في غرفة صغيرة حلوة للغاية ونافذتها تشرف على السطوح والمداخن ,لديها سرير عليه وسائد ارجوانية اللون ,خطناها معا, اريكتها قريبة من السرير وانا انام عليها, انها مريحة حقا وانا احب ان اكون بجانب جينا.
منتديات ليلاس
اصبح صوتها تمردا فجاة,والنظرة التي القتها على رايلي كانت تعني انه ربما يشكل مصدر تهديد.
_اتحبين الذهاب الى هناك.؟
_السيدة في المدرسة لاتنفك تطرح علي هذا السؤال ,نيكول تقول ان علي ان امكث في المدرسة على الدوام لكن السيدة في المدرسة تطرح علي كثيرا من الاسئلة ثم قالت انها لاترى حاجة لان اطلب من نيكول الاذن مادامت جينا اختي.
تحولت عينا رايلي الى جينا:
_اذن لايفترض بكط ان تاخذي كارلي.
فاجابت بحدة:
_بل يمكنني ذلك طبعا.



اماريج 04-12-10 01:09 AM

لكن القلق تملكها انه يكتشف امورا كثيرة عنها مما لايسر ,عليها ان تقفل فم كيرلي ,لكن سماع الفتاة تتحدث امر ممتع ,وقالت تذكرهما :
_لدينا كعكة علينا ان ناكلها , هل لك ان تشعل الشموع ياسد جاكسن؟
القى عليها نظرة مشككة واراد ان يطرح مزيدا من الاسئلة لكن الكعكة كانت تنظر ,اطفا المصباح واصبح ضوء الشموع الكبيرة على الكعكة هو الوحيد في المكان.
وقالت جينا امرة:
_والان فلنغني.
وتملكتها الدهشة وهي ترى رايلي يقف ويغني كان صوته جميلا ,عميقا دافئا رنانا, وابتسم لكارلي عندما اخذ يغني فوجدت جينا صعوبة في الاستمرار في الغناء.
مامشكة هذا الرجل؟

اطفات كارلي شموعها فيما قالت لها جينا:
_كل نفخة زائدة تعني ان لديك صديقا.
ضحكت كارلي في الظلمة وهي تراقب اخر شعاع يتوراى في الظلمة ,وقالت:
_ يااللغباء! الفتى الوحيد هنا هو السيد جاكسن وهو كبير جدا ويمكنه ان يكون صديقك.
احمر وجه جينا وتقدمت تتحسن طريقها نحو القنديل في الظلمة, لكن رايلي سبقها فوصلا الى القنديل في الوقت نفسه وتلامست يداهما, وبقيتا متلامستين.
قال بصوت يرتجف قليلا:
_ساشعل القنديل .
منتديات ليلاس
وبشكل ما استطاعت ان تتراجع فيما عاد الضوء وعادت الغرفة الى طبيعتها تقريبا.
كانت كارلي تبتسم وكانما منحت العالم:
_هذا اجمل عيد ميلاد لي.
_لدي هدية لك.
نادته كارلي:
_جينا تقول انك لن تستطيع احضار هدية لي لعدم وجود متاجر.
كانت جينا تتكئ على المغسلة محاولة ان تتمالك نفسها, فيما رد هو عليها من بعيد:
_لست بحاجة للذهاب الى اي متجر.
ابتدات الاثارة تبدو على كارلي وسالت جينا:
_ما هي الهدية برايك؟

اجابتها ساخرة:
_ربما سيحضر لك بقرة ,لكن لانستطيع ان نضع البقرة في حقيبة سفرنا عندما نعود الى بيتنا.
وابتسمت ونادت :
_كارلي تقول انها لاتريد بقرة.
نظرت جينا الى كارلي فرات وجهها يشرق بالبهجة, انها تدرك بالضبط شعور كارلي في هذه اللحظة, وتمنت لو تستطيع ان توفر لها طفولة سعيدة.
تعالى الطرق على باب الغرفة,ثم ارتفع صوت رايلي ينادي:
_لدي مشكلة في تغليف الهدية, يبدو ان الصحف هنا قليلة فهل يمكنني ان اسحب بعض الصحف من الشوق.
_افعل هذا وتجد نفسك ميتا.

_لاباس الحاجة ام الاختراع اغمضي عينيك ياكارلي.
اغمضت كارلي عينيها فتغضن انفها , بدت اللهفة عليها وكانت جينا قد ابتدات تشعر باللهفة نفسها.
ماذا سيقدم لها رايلي ؟
عاد رايلي الى الغرفة ويداه خلف ظهره ونظر الى عيني كارلي المغمضتين بشدة وابتسم ابتسامة عريضة ثم نظر اليها فانحبست انفاسها توترا.
لتركز اهتامها على كارلي !ويبدو ان رايلي قرر ان هذا هو الافضل.
سالها بابتسامة عريضة:
_هل عينياك مغمضتان حقا؟

اومات كارلي براسها بشدة ؟لكنه انتظر مستمتعا فترة ثم قال لها:
_افتحي عينيك.
فتحت كارلي عينيها ونظرت كان رالي يمسك شيئا طويلا اسود, مهترئا قليلا عند طرفه.
_هذه فردة جورب.
اتسعت ابتسامة رايلي:
_اصبت ياانسة كارلي, انها فردة جورب, خذيها انها لك ,ثمة شيء في الداخل.
نظرت كارلي الى جينا وكانها تطلب نصيحة فابتسمت جينا وقالت:
_احبسي انفاسك ياكارلي بسبب رائحة جوارب الرجال.



اماريج 04-12-10 01:10 AM

فقال وكانها جرحته بالصميم:
_هذه اهانة وتشكيك في نزاهة ماغي.
_لاسمح الله.
ابتسم لها ابتسامة رقيقة ضاحكة ماجعل قلبها يلتوي مرة اخرى تقدم الى الامام والقى بفردة الجورب في حضن كارلي ,ثم عاد فتراجع الى الخلف قال لها:
_عيد مولد سعيد.
اخذت كارلي تتحسس الجواب بحذر:
_اشعر وكان فيها صخرة.
_انت ماهرة للغاية ,ولكن اي نوع من الصخور ؟
صخرة ؟وتملك جينا الحيرة.
وتابع ويقول لكارلي :
_اخرجي مابداخل الجورب .

ففعلت كارلي بحذروكان في الجورب عقربا.
كانت صخرة رمادية ناعمة يعلوها الغبار وكانها اخرجت لتوها من تحت الغبار , وضعها كارلي على المنضدة واخذت تنظر اليها بحيرة:
_ماهذا ؟
سالها رايلي برقة :
_ماذا ترين؟
بدا عليها الارتباك ثم قطبت جبينها وركزت فيما مالت جينا الى الامام لترى.
_ماالذي ترينه؟

طرح رايلي هذا السؤال على كارلي فلمست الطفلة الصخرة بحذر:
_انها اشبه ....... بقنديل البحر؟
فابتسم مسرورا:
_بالضبط .. والان اقلبيها.
قلبتها لتجد على الجانب الاخر صدفة مثبتة في عمق الصخرة بشكل جميل للغاية ,وقالت متسائلة بعجب:
_انها صدفة.
_ليست صدفة وحسب بل صدفة عجبية وغير عادية وقنديل بحر غريب محير.
واخذ ينظر الى اصبعها وهو يمر على الصدفة بعجب ثم قال:
_كارلي !اتذكرين التراب الذي سرت عليه يوم الخميس عندما نزلت من القطار؟
منتديات ليلاس
_نعم.
_منذ مليون سنة, كان هذا التراب رمالا في قاع محيط عميق للغاية, قنديل البحر هذا وهذه الحلزونة الصغيرة كانا في قاع المحيط حيث تجلسين الان, وعصر هذا اليوم وفيما كنت احفر لامد انبوبا لاسقي ماشيتي برزت هذه الصخرة من تحت الارض, يبدو انها انتظرت مليون عاما هذه المناسبة الخاصة بالذات ,مناسبة عيد ميلادك.
رمشت جينا بعينيها فيما راحت كارلي تحدق في رايلي بعينين متالقتين كنجمتين :
_والان اصبحت هذه ملكا لي
_انها لك تتصرفين بها كما تشائين اذا شئت يمكنك عندما تذهبين الى المدينة ان تاخذيها معك الى المتحف لتساليهم عن عمرها بالضبط ,واذا كانت فريدة من نوعها فسيسالونك عما اذا باماكنهم ان يستعيروها ثم يضعونها في صندوق زجاجي ليستطيع الكل رؤية صخرتك هذه, سيضعون ملاحظة عند اسفل الصندوق تقول ان الصخرة ملكك, ان قنديل البحر وحازونتك.

فالتفتت كارلي الى جينا ووجهها يتوهج:
_قنديل البحر وحلزونتي.
_نعم.
كانت نبرات صوت جينا غير طبيعية ,بينما تابعت كارلي :
_انها جميلة ,انها احسن هدية عيد ميلاد في العالم.

نهاية الفصل الخامس



اماريج 04-12-10 01:11 AM


6_لم عادت الحياة كئيبة

لم تكن الكعكة لذيذة لكن كارلى التهمتها وكذلك فعل رايلى . وبعد أن هدأت الاثارة ، تملك كارلى النعاس فحملتها جينا إلى السرير بينما أخذ رايلى يغسل الأوانى .
عادت إلى المطبخ فيما هو يرتب الأوانى المغسولة على الرفوف وكأنه لا يصدق أنها نظيفة .
وقفت لحظة عند عتبة الباب تراقبه . كان طويل القامة ، قد ملأت رجولته المكان .
استدار فرآها تراقبه ، ما جعلها تحمر خجلا .
سالها :
" ماذا ؟ "
ترددت تبحث عن جواب ، ثم قالت باسمة :
" أحب أن أرى رجلا يقوم بالأعمال المنزلية "
منتديات ليلاس
- أنا رجل يحب الحياة العائلية .
إنها لا تعرف عنه شيئا . إنها فى بيته ، وهو يقدم لهما الطعام والضيافة ويتصرف مع أختها بشكل رائع فيما هى لا تعرف عنه شيئا على الاطلاق .
سألته : " أين ماغى ؟ "
- فى ماينيرينغ .
- وأين ماينيرينغ .
- تبعد من هنا حوالى خمسمئة ميل .
- أنت وماغى بعيدان عن بعضكما إذن .
- إنه القرب الذى أريده من أى امرأة تقريبا .
بدا عليه وكأنه لا يعلم لما قال ما قاله ، فأضاف متداركا :
" أعنى . . . إننا منسجمان تماما "
- لكنها ليس زوجتك .
- لا
- وحتما أنت لست متزوجا .

- لا .
- هل تزوجت من قبل ؟
- ما معنى هذا ؟
فقالت :
" لقد عرفت عنى الكثير بينما أنا لا أعرف عنك شيئا . هل تزوجت من قبل ؟ "
- مرة واحدة . ولم ينجح زواجنا .
- هل أنجبتما أولادا .
- لا
- هل لديك أصدقاء ؟
- لا
وجمد فى مكانه فتلاقت أعينهما عبر الغرفة ، فيما قالت برقة :
- ما من أصدقاء ، باستثناء كارلى وهى صديقتك الوفية مدى الحياة . ذهبت لتنام متشبثة بصدفتها كالأطفال الآخرين الذين يذهبون إلى السرير متشبثين بألعابهم .
- لم ليس لدى كارلى ألعاب ؟

- لابد أن أمها أضاعتها أو أعطتها لأحد او لعلها خلفتها فى غرف الفنادق لضيقها بها . عندما افترقتا هى وبرايان ، رمت كل ما جلبه بالتأكيد . لقد تعلمت منذ كنت طفلة ، ألا أظهر حب أو تعلق بأى من ألعابى . إذا كانت اللعبة من أبى ، فأمى ستتلفها ، والعكس بالعكس . فى النهاية ، كان أسهل على ألا أتعلق عاطفيا بأى شئ على الاطلاق .
- وهكذا لم يكن لديك شئ ؟

- لقد تجاوزت هذا . إننا نتحدث الآن عن كارلى .
- كيف يمكنك القول إنك تجاوزته ؟ نحن لا نتجاوز الماضى .
- يا له من كلام يصدر عن شخص يعيش من دون أصدقاء . لا أستطيع ان أصدق أن ليس لديك أصدقاء . إنه تصريح جنونى .
- أنا لا أعيش فى مكان تسهل فيه الحياة الاجتماعية .
- لكنك لا تعيش هنا ، أليس كذلك ؟ اعنى ليس طوال الوقت . هذا مكان تأتى إليه للعمل .
- مقرى الأساسى معزول مثله بالضبط .
- لكنه ليس بمثل هذه القذارة .
منتديات ليلاس
فقال بابتسامة خفيفة :
" لا . لقد قمت بعمل جيد حقا "
- كان ذلك مصدر سرور .
- لم أعرف امرأة قط تعتبر هذا مصدر سرور .
هزت كتفيها قائلة :
" أنت تعيش فى بيئة غير مناسبة "
- على عكسك أنت . أنت ابنة نجمة غناء وسائق سيارات سباق .
- علاقتى بهما مقطوعة ، وأصدقائى يختلفون عن اصدقائهما . غالبية أصدقائى من الممرضات اللواتى يعرفن مقدار مشقة هذا العمل ، لكننا نعلم ايضا كم يجلب السرور .
كان يحملق فيها وكأنه لا يفهم :
" هل أنت ممرضة حقا ؟ "



اماريج 04-12-10 01:12 AM

- نعم انا ممرضة .
- كيف يعقل أن تكون ابنة تشارلز سفنسن ممرضة .
- لا أظنك تفهم شيئا عنى .
- هذا صحيح . أنا لا أفهم فاخبرينى .
ترك الحوض وجلس وهو يشير إلى الكرسى أمامه :
" أنا لا أفهم . . . أخبرينى "
منتديات ليلاس
ترددت لكنها جلست وهى تقول :
" أنت متعب . لا أراك ترغب فى الاصغاء إلى قصة حياتى بينما عليك الذهاب إلى السرير "
فقال بابتسامته الرائعة :
" أنا متعب ، لكننى أرد حكاية قبل النوم "
وفجأة امتدت يده وأمسكت بيدها ، قوية واثقة مرغمة وهو يتابع :
" أريد أن أعرف "
- لا ادرى لماذا .

وحاولت جذب يدها من يده لكن عبثا ، وقال : " ولا انا . لكن أخبرينى . أخبرينى عن أبويك "
- أنا لا . . . أنا لا أعرف أبوى . لم أعرفهما قط .
- لم لم تعرفيهما ؟
تعلثمت . كيف لها أن تصف العلاقة ، أو عدم وجود علاقة ؟ كيف تخبر أى شخص ؟ لكنها شعرت بيده دافئة قوية ، وقد منح كارلى هدية كانت تعلم أن الصغيرة ستحتفظ بها إلى الأبد .
إنها مدينة له بالحقيقة . قالت :
" نيكول أنجبتنى ، وهذا كل ما فى الأمر "

ضغط على يدها . إنها تحب هذا لكنه لا يعنى شيئا .
- وأبوك ؟
- أعترف أبى بأبوته لى وهذا كل ما فى الأمر . كنت أنا الصلة الوحيدة بينهما وكانا يكرهان بعضهما بعضا . وضعانى فى مدرسة داخلية عندما كنت أصغر من كارلى ثم تشاجرا بسبب التكاليف . . . ومن يتحمل مسؤوليتى أثناء العطلات المدرسية ، ومن عليه أن يدفع أجر الفنادق .
- أجر الفنادق ؟
- لا أراك تظن أنهما سيرعيانى بنفسيهما ، أليس كذلك ؟
- لا أظن ذلك .

هزت كتفيها :
" لم أكن أكره الفنادق كثيرا . لكن المدرسة . . . كانت المدرسة تطلب أن يخرجنى أهلى منها لأنهما لا يدفعان التكاليف . وكان الأولاد يعاملوننى بالسوء لأن أبوى الشهيرين لم يأتيا قط لرؤيتى وعندما أصبحت فى الرابعة عشرة ، أرسلت المدرسة رسالة إلى ابواى طالبة منهما أن يأتيا لأخذى "
وترددت ، ثم قررت أن تواصل حديثها إلى النهاية :
" وهكذا زورت رسالة بلسان أمى وأخبرت المسؤولين فى المدرسة أن على ان أستقل القطار لأوفى امى فى لندن "
قطب حاجبيه وبقى ممسكا بيدها :
" لم كذبت ؟ "
منتديات ليلاس
قالت وقد بدا غضبها القديم فى صوتها :
" كل فتاة فى المدرسة كانت تعلم أن كلفة دراستى لم تدفع قط وكرهت ذلك . أظننى . . . كرهت الكل حينذاك . على أى حال ، ركبت القطار إلى لندن وحاولت العثور على عمل . عشت أشهرا عدة كيفما اتفق حتى عثر على صحافى يعمل فى صحيفة شعبية "
راح رايلى يعبث بأصابعها وسألها :
" كيف عثر عليك ؟ "
أجفلت للرقة التى لمستها فى صوته :
" إياك أن تجرؤ على الشعور بالأسى لأجلى "
لوى شفتيه بنصف ابتسامة :
" لن أجرؤ "

- كنت بأحسن حال . كنت أغسل الصحون والاوانى فى مطعم صينى صغير حيث لا يطرح أحد الأسئلة ، وحيث يدفعون أجرى نقدا . لم يفتقدنى أى من أبوى وكان هذا يناسبنى . لكننى كنت من الغباء بحيث أخبرت أحد الشباب عن نفسى فأخبر الصحف بما تفعله ابنة المغنية نيكول ريزور لتحصيل معيشتها . وضجت الصحف بالخبر .
نظرت إليه بإرتياب لكن وجهه كان مجردا من أى تعبير . هذا ما أرادته منه ويبدو أنه لاحظ ذلك .



اماريج 04-12-10 01:14 AM

- وماذا حدث بعد ذلك ؟
- شعر والداى بالإهانة طبعا ، لأن ابنتهما تعيش كفتيات الشوارع . لكنهما لم يشعرا بالاهانة قدر شعورى أنا بها . لقد جرنى أحد موظفى أبى إلى المدرسة . واتصل بى وكيل أمى وأخبرنى بأن على أن أخجل من نفسى وان أحتمل رفيقاتى فى المدرسة اللاتى قرأن قصتى فى الصحف . لا بأس ، يمكنك ان تشعر بقليل من الأسى لأجلى الآن ، إذا شئت .
وابتسمت ابتسامة خفيفة فبادلها ابتسامتها :
" كم على ان أشعر بالأسى لأجلك ؟ "
- قليل جدا . أنا لست بحاجة إلى ذلك ، ولم أكن حينذاك .
- لم لا ؟
منتديات ليلاس
ضحكت :
" منذ ذلك الحين تحسنت ظروفى فقد تعلمت بعض أساليب أبناء الشوارع ما جعل المستبدات فى المدرسة يتركننى وشأنى "
فقال بإعجاب مفاجئ :
" أى امرأة تستطيع أن تصلح سقف بيتى ، لابد أن تهزم عددا من المستبدات فى مدرستها "
قالت وقد اتسعت ابتسامتها :
" وقد فعلت هذا "
كان لدى هذا الرجل المقدرة على إنعاش نفسيتها . . إنعاش . . حياتها .
- وماذا حدث بعد ذلك ؟

أرغمت نفسها على أن تتذكر أين أصبحت فى قصتها الصغيرة ، ثم قالت :
" بقيت فى المدرسة إلى أن أصبحت فى سن تسمح لى بأن أدرس التمريض . لم أتحدث عن أبوى ، كما لم يتحدثا عنى أو معى بعد ذلك على الاطلاق . أنهيت دراسة التمريض من دون أن أطلب أو أتلقى اى عون منهما ، هذه هى قصتى . ولو أننى لم أعلم من الصحف أن لى أختا هى كارلى ، لما اتصلت بهما منذ ذلك الحين "
وساد الصمت . رأت جينا انها تكلمت طويلا ، فجمدت مكانها ويدها لا تزال فى يده .
نادرا ما كانت تتحدث عن نفسها . عندما كانت فى الرابعة عشر من عمرها ، أخبرت شخصا بقصة نشأتها ، وكانت تظن ذلك الشخص صديقا لكنه باع قصتها بالمال ، فتعلمت درسا قاسيا .

يمكن لرايلى أن يبيع هذه القصة هو أيضا ، وسترحب الصحف الشعبية بذلك ، لا سيما ان موت نيكول لم يمض عليه سوى أيام قليلة .
نظرت إليه عبر المائدة ، مستوعبة حقيقة أنه ما زال يمسك بيدها.
- أنا . . . أنت لن تخبر أحدا . . . ؟ هذا شأنى الخاص . . .
- أتظنين حقا أننى سأخونك ؟
طرفت بعينيها . كان رايلى يحملق فيها وكأنه لا يصدق ما يرى ، لكن التعبير الذى بدا على وجهه . . . يمكنها ان تثق بهذا الرجل . إنها واثقة من ذلك .
قال ببطء :
" أنت تعيشين وحيدة الآن "
هزت رأسها نفيا :
" لا ، أنا فى السادسة والعشرين من عمرى . لدى مهنة ولدى أصدقاء . لم أعد وحيدة فى حياتى . كارلى هى الوحيدة إلى حد ميئوس منه . امها ماتت ، لكن برايان لا يزال مسؤولا عن كارلى قانونيا ، لا أدرى ما الذى سيحدث لها الآن "
منتديات ليلاس
كانت عيناه فى عينيها تتساءلان . أتراهما تتلقيان أجوبة ؟
ربما ! يمكن لهذا الرجل أن يرى أعماقها . وكلما اطالت النظر إليه ، كلما أصبحت مكشوفة .
كان لايزال ممسكا بيدها عندما قال برقة :
" ستحاولين طبعا إبقاءها معك "
- نعم .
- ومن سيدفع تكاليف معيشتها ؟
كانت قد أخبرته بكل شئ ، وها هو يتجاوز الحدود فثار غضبها فجأة :
" هذا يكفى "



اماريج 04-12-10 01:15 AM

أدهشها غضبها بقدر ما أدهشه . لكنها وجدت سبيلا للتملص من الجواب ! فى الواقع لم تجد جوابا على سؤاله . ونزعت يدها من يده وحملقت فيه عبر المائدة وإذا بها ترى الذهول يكسو وجهه :
" لن أرغمك على الحديث . إذا لم ترغبى فى ذلك ، فهذا من شأنك"
لعلها بالغت فى تصرفها ، وابتسمت له بأسف لكنها أبقت يدها بجانبها على المائدة وهى تقول :
" آسفة ، لكننى لم أتعود أن يوجه الناس إلى أسئلة عندما لا يريدون شيئا منى "

- أنا لا أريد شيئا منك .
- أعرف هذا .
- أنت تعيشين وحيدة حقا .
على الرغم من ندمها على تصرفها ، بقى الغضب يتملكها ، لكنها حاولت أن تتغلب عليه :
" تعلمت أن الوحدة هى الأفضل وقد اعتدت عليها . لكن كارلى أصبحت معى الآن ، وبالتالى تغير عالمى . ثم ، على أن أجد طريقة تبقيها آمنة ، إذا ما ورثت مالا..."
- لكن برايان سلبها المال .
منتديات ليلاس
جمدت أساريرها . لقد حان الوقت لتغيير الموضوع . لم تخبر هذا الرجل بكل شئونها الخاصة ؟ ألأنه رقيق وقدم هدية لكارلى ؟ وشعرت بأنها على وشك البكاء . . .
كان هو مرهقا . وهى ترى ذلك على وجهه . . .
هى نفسها لم تكن أكثر نشاطا وحيويه منه إذ أرهقت نفسها بالعمل اليوم . قالت :
" حان وقت النوم ، آسفة لأنى أزعجتك براوية قصة حياتى "
- أنا من طلب منك ذلك .
- نعم . هذا ما يفعله الناس لكننى لست من الغباء بحيث أجيبهم.
- لا اظنك غبية .

سد الصمت لحظة . كان صمتا مثقلا اخذت تحدق أثناءه فى يدها ، وتملكها الشوق إلى ملامسة يده مرة أخرى ، وإلى الشعور بدفئها . . . بقوتها .
لكن . . . عليها أن تتعقل . وسألته :
" هل ستخرج مجددا عند الصباح ؟ "
- لدى لمزيد من العمل على أن أنجزه .
- ونحن أيضا ، علينا أن ننظف غرف النوم فى الصباح .
- ما من حاجة إلى ذلك .
- اعتبر هذا أجر استضافتنا . لم يبق سوى يوم واحد نستمتع فيه بوجودنا هنا قبل أن يمر القطار ويأخذنا .
- مستمتعتان ؟
- نستمتع . نحن مستمتعتان هنا و . . .
سرعان ما يحين الوقت لكى تواجه ما عليها أن تواجهه .
- اتعلمين أنك ستواجهين الصحف لحظة تصعدين إلى القطار ؟
جمدت مكانها :
" الصحف ؟ "
- إنهم يعلمون بوجودك هنا .
- الصحف تعلم أننى هنا ؟
منتديات ليلاس
- كنت أتحدث إلى الشرطى المسؤول فى المنطقة اليوم فعلمت أن الصحف مهتمة بأمركما . يمكنك ان تبيعى قصتكما . . .
ولم يكمل حديثه . فقد بدا الغضب على وجهها :
" أنت أخبرتهم بمكاننا . وهكذا ، سأواجه كل صحفى ومصور لحظة صعودنا إلى القطار . أنت حقير قذر وكذاب ومخادع "
قال برفق :
" هيه . . . تماسكى "
لكنها كانت ثائرة :
" كم دفعوا لك ؟ وإلى أى حد زخرفت القصة ؟ وهل تتوجه الآن مباشرة إلى الراديو لتضيف ما أخبرتك به لتوى ؟ ظننت أن بامكانى أن اثق بك يا رايلى جاكسن . إننى غبية غبية غبية "



اماريج 04-12-10 01:16 AM

- الا تظنين أنك تبالغين قليلا ؟
توقفت لتلتقط أنفاسها . يبدو أن هذا الرجل يتسلى . يتسلى !
تبالغ ؟ وأمسكت بأقرب شئ وقعت يدها عليه ، وكانت إحدى تلك الكعكات التعيسة فقذفته بها ، وأصابت صدره مباشرة ، ثم تدحرجت إلى الأرض . فقالت :
" إذا ضحكت فساقتلك "
لوى شفتيه :
" إنه القتل بواسطة كعكة الشوكولا "
- ليس ثمة ما يضحك .
- هذا صحيح . لكن , ليس ثمة ما يبكي أيضا .
منتديات ليلاس
وقفت فيما التقط العكعكة من على الأرض , ثم أخذ يتأملها قبل ان يلقيها في سلة المهملات , وهو يقول ضاحكا :
" إنها قذيفة نووية صغيرة , جاهزة للإستعمال "
ابتلعت ريقها :
" هل لك أن تتوقف عن تغيير الموضوع , أنا كنت.. "
- نعم . كنت على وشك أن تطلقى علي اسماء مثل دودة البطن , ودودة الحقل والضفدع وما شابه ..

وتحولت لهجته فجأة الى الإعجاب :
" كنت تتدربين على الشتائم . إنها جيدة جدا "
فقالت بلهجة لاذعة :
" لحسن الحظ أن لدي مجموعة كبيرة من الناس أتدرب عليها "
قال مفكرا :
" نيكول , تشارلز , برايان , الصبي الذي باع قصتك للصحف . وربما هناك آخرون , لكنني لست مثلهم يا جينا "
- أنت أخبرت الصحافة ..
قاطعها بصوت بدا فيه التحفظ فجأة :
" أنا لم أخبر أحدا . أتذكرين السيدة التى كانت تروي لكارلي قصة عندما دخل برايان إلى عربة القطار ليخبرك بموت نيكول ؟ "

حدقت فيه :
" وما علاقة هذا بذاك ؟ "
- هل لك أن تصغي ؟ يبدو أن تلك السيدة كانت إندي رئيسة محكمة الصلح في غرب استراليا , وهي امرأة متقاعدة بالغة الفطنة والدهاء وقد أرادت أن تعرف ما حدث لك .
- ولكن ...
- وهكذا , استعلمت عنك عندما تابع القطار طريقه . وعندما لم تعد تراك , ازداد قلقها . ومع وصول القطار الى محطة ( كالفورلي ) , عادت للبحث عنك . وعندما لم تجدك أرغمت المسؤولين في القطار على إبلاغ الشرطة . كان على برايان أن يواجه موقفا صعبا للغاية . ثم ابتدأت الشرطة بإقتفاء أثركم . اتصلوا ببعض الأشخاص الذى استلموا بضاعة من القطار . وتذكر أحد المقيمين هنا أنني أسكن في هذا المكان , فاتصل بي بالراديو . اتصلت بدوري بالشرطة لأخبرهم بوجودكما عندي . بعد بحث إندي عنكما عبثا , خرجت الجموع للبحث عنكما وكذلك الطائرات .

أخرستها الصدمة ووقفت تحملق فيه :
" وهكذا , ما كنا سنموت في البراري ؟ "
- كنتما ستمضيان يوما سيئا . لكن إندي كانت سترسل إليكما العون .
- لا .. لا أدري ما علي أن أقول .
عاد يقول ضاحكا :
" حاولي أن تشتميني . إننى حقا أحب شتائمك"
- اخرس ...
اتسعت ابتسامته :
" يمكن أن تأتي بما هو أفضل من هذا "
حملقت فيه فعاد يضحك :
" أنت تتهمينني بأنني أخبرت الصحافة , وقد أوضحت لك بأنني لست الفاعل . أنا من يفترض به أن يحملق بك غاضبا "

لماذا تحملق فيه ؟ لانه كان يبتسم , وليس لديها ما تقوله . كان عليها فقط أن تنظر إلى هذا الرجل لينهار ما بداخلها من دون سبب . وحاولت بيأس أن تتمالك نفسها .
وقالت بصعوبة :
" آسفة "
- لا تفكري بهذا , فقد استمتعت بما وصفتني به . لم يصفني أحد قط من قبل بأنني دودة بطن أو دودة حقل أو ضفدع .
- لا أدري سبب عدم وصفهم لك بهذا كله .
فعاد يضحك وتبدد شعوره بالتعب .
الإرهاق الذى كان يبدو جزءا من هذا الرجل اختفي قليلا , بعد أن جعلته يضحك .
وسرها أن تجعله يضحك . إن هذه منطقة خطرة وما من سبب يجعلها تبقى هنا , عليها أن تتابع سيرها , عليها أن تركز اهتمامها على كارلي .
منتديات ليلاس
- وهكذا , أخبرت الكل أنني هنا .
فتلاشت ابتسامته :
" لا , لقد أبلغت الشرطة لكن الضابط الذى تحدثت إليه قال إن الصحافة مهتمة بالموضوع للغاية . قال ضابط الشرطة إن الصحافيين لا يعرفون مكانكم بالضبط , لكن الكل يعلم أنكما ترجلتما من القطار في مكان ما في هذه الانحاء . لو كنت صحفيا لانتظرت عودتكما بالقطار مرة أخري "
حدقت فيه بضيق بالغ , لكنها لم تر في وجهه ما يطمئنها . كانت عيناه تنطقان بالحقيقة .
كيف أمكنها ان تشتمه بكل تلك الألفاظ ؟
رايلي جاكسن رجل يمكنها أن تثق به . ومهما كانت صفات رايلي الأخري , فهذا لا يعني أنه ليس رجلا صادقا للغاية .



اماريج 04-12-10 01:18 AM

لكن صدق رايلي لم يجعل ما قاله مستساغا .
وعضت شفتها :
" هذا يعني أن كارلي ... "
- سوف تواجه كارلي آلات التصوير والصحفيين فور نزولكما من القطار .
- سيكون هذا فظيعا . هذا آخر ما تحتاجه . ما كان لي قط أن أترجل من القطار .
- إذا كان برايان بهذا السوء , فلم يكن لديك خيار آخر .

- لن يكون على أن أراه مرة أخرى على الأقل . إذا ما ورثت كارلي عن أمها , فسيطلب برايان ضمها إليه . بالتالي سيعتبر نفسه الرابح فيأخذ المال ويتركنا وحدنا .
بقى رايلي صامتا :
" لكن ماذا سأفعل أنا ؟ "
- عودي إلى القطار وواجهي الأمور . إحمي كارلي قدر إمكانك , لكن اشرحي لها أنكما ستعيشان يوما فظيعا قبل أن تتابعي حياتك . اقتحمي مدينة بيرث واجعلي حياة برايان صعبة للغاية .
- لماذا ؟
منتديات ليلاس
- لأنه يستحق ذلك . كل ما يعرفه برايان هو أنك ميتة الآن من العطش . لو أن إندي لم تتصل بالشرطة لما أرسلت الشرطة مجموعة للبحث عنكما .
- يجب ألا يعلم ..
- لابد أنه يعلم , وإلا فهو أحمق ..
ازدردت جينا ريقها :
" لا . برايان ليس أحمق , وهذه التي جازف بها هي ابنته . يمكنها أن تفضحه أمام الصحافة ولكن .. "
وهمست :
" إنه والد كارلي . إى نوع من الميراث يترك لها هذا؟"
وحملقت فيه طويلا تبحث عن جواب .
ولم تجد جوابا , فقالت بفتور :
" أرجو المعذرة . أريد النوم "

- لتواجهي الحقائق غير السارة في الصباح ؟
هزت كتفيها :
" ربما ستبدو لي حينذاك أقل سوء "
- جينا ...
ووقف ينظر إليها في ضوء المصباح المهتز . ما الذى حدث لهذا الرجل ؟ وشعرت جينا بالضآلة والوحدة والحرمان البالغ , وهي مشاعر لم تشعر بها منذ الطفولة . لقد تعلمت أن تكون أكثر صلابة , لكن أين هي الصلابة حين تشتد حاجتها إليها ؟

وعندما امتدت يداه تمسكان بها بشكل بدا غير واع تقريبا , شعرت بتلك الصلابة تتراخى . لقد جعلها تشعر .. لم تعرف بما جعلها تشعر . بأنها مختلفة ! حية وضعيفة للغاية .
لابد أن الرجل الذى أمامها أدرك شيئا من مشاعرها . سيكون أحمق إذا لم ير مقدار اضطرابها لكنها تعلم جيدا أن رايلى جاكسن ليس أحمق .
- ستبدو الأمور أفضل فى الصباح .
لكن شيئا ما فى صوته بأنه ليس واثقا من ذلك مثلها تماما ، فهو يدخل منطقة مجهولة أيضا ، منطقة الرعاية والاهتمام بالغير .
قال :
" ستجاوزين هذا كله "

فهمست :
" أعرف هذا . لطالما تجاوزت الشدائد لكننى لا أعرف كيف أحمى كارلى "
اشتدت قبضته على يدها ، ووقف يحدق فيها وقد بدا على شفتيه تعبير لم تستطع أن تحدده . رفعت بصرها تنظر فى عينيه ثم حولته بعيدا . لم تثق . . . بنفسها !
كان قريبا منها للغاية . . . . قويا للغاية . وقفت حافية بثوبها المشجر وقد بدت ، بشكل ما ، واهية ضعيفة .
منتديات ليلاس
استمر الصمت بينهما . . . صمت مطبق . وتوقفت حركة الكون .شئ ما فى قلب جينا راح يتكون وينمو بسرعة ، هو نما بسرعة هددت أن تكتسحها .
ما عسى أن يكون هذا ؟ حاجة ؟ رغبة ؟
كانت ترغب فى أن تسند رأسها إلى صدره ، أن تجعله مستقرا لها . . . بيتها الذى لم تعرفه من قط .
وفجأة أصبح بيتها هنا ، فى قلب هذا الرجل .
لكن هذا غير صحيح ، غير صحيح طبعا . لا علاقة لهذا الرجل بها ، فهو غريب ، مزارع أسترالى لا تعرف عنه شيئا سوى أنه يعيش فى أكثر مناطق الدنيا قحطا وهو لا يريد علاقة باى امرأة . . .

لكنه كان يمسك بها . وهى تشعر . . . بماذا ؟ ما هو الشعور الذى يتعاظم فى صدرها ؟ يتعاظم إلى حد ظنت معه أنها ستنفجر أو تصرخ او تقوم بشئ أكثر غباء .
أرادت مثلا أن تندفع إليه وتحتضنه بشدة ثم ترفع وجهها إلى وجهه و . . . كلا ؟ واستطاعت بشكل ما أن تبتعد عنه . لكنه بقى يمسك بها ، ووجهه ينطق بالانزعاج والضيق ، والقلق أيضا .
وأخيرا استطاعت أن تقول :
" آسفة . لديك ما يكفيك من المشاكل من دون أن أضيف مشاكلى "
- ربما بإمكانى أن أساعدك .
- سبق وساعدتنى . لكن من الان وصاعدا ساكون وحدى يا سيد جاكسن .
- رايلى .
همست :
" رايلى "
بدت الكلمة غريبة على شفتيها ، بدت وكأنها ذلك العناق الذى كانت متلهفة إليه . . .
- ما الذى يقلقك أكثر ؟
- أن تواجه كارلى الصحف إذا لحق بنا الصحفيون إلى القطار .




اماريج 04-12-10 01:19 AM

- يمكننى أن آخذكما بالطائرة من هنا .
- قلت إنى لا أستطيع على الفور ، وكان ذلك صحيحا .
- لقد وفرت على عمل يومين . كما وأنهيت أنا إصلاح مشاكل المياه المستعجلة . إذا أمضيت نهار الغد فى وضع الخشب حيث دسست أنت صحفا ، وأمضيت يوما آخر فى عد رؤوس الماشية ، فيمكننى بعدئذ أن أنقلكما بالطائرة . وسأفعل هذا يوم الثلاثاء .
- لكن . . . إلى أين ستذهب ؟
- إلى ماينبيرينغ ؟ مزرعتى الخاصة .
- مزرعة أخرى ؟ مثل هذه ؟

ابتسم :
" لا يا جينا ، ليست كهذه . ماينبيرينغ معزولة . لكن لدينا مياه ، وهى فى حال أفضل بكثير "
- وكيف يمكننى ان أتصل بالحضارة من ماينبيرينغ ؟
- أنا ساخذك .
وضغط على يدها مطمئنا .
وخظر لها بيأس أن هذا غريب ، كان رايلى يتحدث . . . وكانه غير واع لتأثيره فيها . وكأنه لا يشعر بما يتسرب إلى يديها . كان ذلك أشبه بتيار كهربائى ينقل الدفء والقوة و. . .
منتديات ليلاس
وأخذت تحدث نفسها بخشونة : حاولى أن تفكرى ! لا تدعى تلك الهرمونات تفعل فعلها !
- سأتزود بالوقود فى ماينبيرينغ ثم أتابع الطريق إلى أديليد يمكنك أن تستقلى الطائرة من هناك إلى أى مكان تريدينه .
إلى اين تريد أن تذهب ؟ طرحت السؤال على نفسها بكآبة فظيعة . لن تجد وطنا قط ! لكن عليها أن تجد لكارلى .
لكنها وجدت أول الطريق على الأقل . سينقذهما رايلى من القطار ، سياخذهما بالطائرة إلى أديليد ثم . . . رفعت بصرها إلى وجهه القلق ، فشعرت بآمالها تتهاوى .
هذا جنون ، ما الذى تفكرفيه ؟

جذبت يدها من يده وهو تشهق . وتراجعت إلى الخلف وكأنها تدفعه بعيدا عنها ، لمن رايلى لم يتراجع . وقالت :
" سأدفع لك أجرا "
- لن تفعلى شيئا كهذا .
- لا أقبل مساعدة من دون أجر .
- تعلمى إذن أن تفعلى هذا . إذا لم يكن من أجلك ، من أجل كارلى .
وتنهدت . . . لم تشأ أن تكون مدينة لهذا الرجل . ليس بهذا الشكل لكن يبدو أن ما من خيار لديها . فهى لم تعد وحدها فى الحياة وعليها أن تفكر فى كارلى .
وهمست : " شكرا "

فقال برقة :
" لا حاجة للشكر . فقد عملتما طويلا وبمشقة بالغة حتى أصبح هذا المكان بيتا صالحا للسكن . أنا من ينبغى أن يشكركما وانا أدفع لكما "
هل يعرض عليهما إخراجهما بالطائرة من هذا المكان لأنه يشعر بالامتنان ؟ هل هذا هو الشعور الذى تريد أن تثيره فيه ؟كلا . . . على الاطلاق .
قال لها بحنان :
" اذهبى إلى سريرك يا جينا . لقد عملت بجد طوال اليومين الماضيين "
وعاد ينظر من حوله وكأنه لا يصدق ما يرى :
" أنا متلهف لأن أراه فى الصباح "

هذا إذا بقى قائما .أيمكن أن يكون هذا الرجل عديم الاحساس إلى هذا الحد ؟ إنها تقف هنا متلهفة لأن يلمسها . . . أن يعانقها ويجعلها تنسى كل الأمور التى تعلمتها عن البقاء بعيدة عن الرجال ، بينما هو يتحدث عن تدبير المنزل .
حدقت فيه ، واعية إلى أن هذا جنون منها ، لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها .
بادلها هو التحديق ثم كسا الغموض ملامحه . وأخيرا مد يده يلامس بخفة خدها وكأنه يلامس شيئا ثمينا ، بعيدا عن متناوله ، ثم قال بفتور وحزم :
" تأخر الوقت يا جينا ، اذهبى إلى سريرك "

اضطربت نظراتها ، ورفعت يدها وأمسكت بيده ثم نظرت فى عينيه لفترة طويلة .
اذهبى إلى سريرك ؟ عليها أن تذهب . لابد من ذلك .
وألقت بيده وكأنها تحرقها ثم استدارت هاربة قبل أن تقدم على شئ قد تندم عليه بقية حياتها .
بقى فى المطبخ فترة طويلة من دون حراك بعد ذهاب جينا . كان مرهقا إلى حد لا يصدق لكن الكسل منعه من الحراك .
لكن هل كان ذلك كسلا حقا ؟ لعلها فكرة لا تطاق تدفعه إلى الخروج إلى الشرفة متوجها إلى حيث تنام جينا ؟
كانت حلوة ، رائعة للغاية . . . فتاة شقت طريقها فى الحياة ، مدافعة عن نفسها وما تملك ، حتى الموت .

فكر فى ما واجهته وهى طفلة فى شوارع لندن مكافحه لتعيش ، وفى والديها الثريين . . . وشعر بالغضب يتملكه . لا عجب فى استعدادها للكفاح من أجل مستقبل كارلى ، هذا إذا كان شعورها نحو كارلى مماثلا لشعوره نحوها . . .
أى حياة سافلة يعيشها هؤلاء الناس ؟ برايان ، وتشارلز ، ونيكول الميتة ؟ ؟
إنهم يستحقون القتل بالرصاص . فكر فى ذلك قبل أن يتذكر أن نيكول ماتت فعلا . ولاحت على فمه شبه ابتسامة . لو لم يكن هنا ليساعد . . .عليه أن يتذكر أن الأمر لا يخصه . عليه أن يصعد إلى طائرته ، ويصطحب الفتاتين إلى أديليد . لقد وجد حلا لأسوأ هذه المشاكل فهو سيأخذهما إلى هناك ثم يعود .

لن يكلفه هذا سوى يوم إضافى . فليفعل هذا ويتخلص منهما بسرعة ليتخلص من المشاكل .
إذا أخذهما الآن ، فسيكون عليه أن يعود . ونظر فى انحاء المطبخ الصغير اللامع ، مفكرا فى الجهد الذى بذلته الفتاتان لإعادته متوهجا كما كان . الغريب أن هذه كانت مشكلته ، أن يأخذهما إلى أديليد ثم يعود إلى هنا ؟ كانت الفكرة غير محتملة .
لماذا ؟ ما الذى فعلته الفتاتان به ؟ إنهما تجعلانه يشعر بعد أن أقسم على ألا يشعر مرة أخرى .
منتديات ليلاس
لم تتملكه مثل هذه المشاعر من قبل . لكنه يعلم نوع مشاعره ، إنها الرغبة لكنها ليست مجرد رغبة جسدية ، بل أكثر من ذلك بكثير . رغبة جارفة فى أن يجعل جينا تبتسم ، أن ترمقه بنظرة شك ، أن يجعل كارلى تقهقه ضاحكة ، أن يمحو الألم . . .
وعاد يحدث نفسه بوحشية : لقد ابتدأتا تسيطران على . حذار ، وإلا وقعت فى الشرك الملعون نفسه مرة أخرى .
وتنفس بعمق ثم خرج من المطبخ سائرا إلى الشرفة .
كانت جينا فى السرير تحيط الطفلة بذراعيها .

أتراها نائمة ؟ لم يكن واثقا . إنه يريدها ، كان شوقه إليها عبارة عن ألم جسمانى عنيف يهدد باكتساحه .
أخذ يشتم همسا بعنف ثم تراجع عائدا إلى غرفة الجلوس المنظفة حديثا وألقى بنفسه على الأريكة القديمة .
لن يتمكن من النوم فى الشرفة ومشاعره هذه تسيطر عليه ؟ غدا سيحضر إلى المنزل ما يحتاجه من مؤونة ثم يخرج من هنا عائدا إلى براريه المملة ، حيث الأمر الوحيد الذى يركز عليه هو العمل الشاق ، حيث يمكن للرجل أن ينسى كل ما يتعلق بالنساء .
سمعته يذهب وأدركت ما يفعله . إنه لا يرغب فى النوم فى الشرفة وأدركت كنه مشاعره .
واستدارت ثم أخذت تحدق فى النجوم المتألقة فى السماء وحاولت أن تفكر فى السبب الذى جعل الحياة تصبح فجأة أكثر كآبة .
ولما أصبحت فجأة باعثة على اليأس .

نهاية الفصل السادس



اماريج 04-12-10 01:21 AM


7- الجنيه الصغيره

-جينا السيد جاكسن يطرق بالمطرقه
تقلبت جينا على كره منها مضت ساعات قبل ان تتمكن من النوم الليله البارحه لتستيقظ قبيل الفجر لكن كارلي راحت تقول
-انه يعمل ويعمل ويجب ان نساعده
تاوهت جينا فقالت كارلي بقلق
-هل انت مريضه؟
-لا بل متعبه
لم تظهر كارلي العطف وقالت:
-علينا ان ننهض لنساعد السيد جاكسن
-اذهبي انت وساعدي السيد جاكسن
-سافعل
منتديات ليلاس
لم تكن الساعه قد بلغت السابعه بعد...وبالتالي يحق لجينا ان تعود الى النوم لكن الطرق استمر
توقف الطرق عند اقتراب كارلي على ما يبدو ثم دار حديث تبعه قهقهات ليعود الطرق بعد ذلك انما مزدوجا
الطرق قبل الساعه السابعه صباحا هو حتما مخالفه لكن لم يبق لها سوى يومين تمضيهما مع رايلي جاكسن وعليها اللعنه اذا كانت ستضيعهما سدى بالنوم
كانا في الخارج جل ما عليها ان تفعله هو ان تتبع صوت الاسئله الطفوليه والاجوبه بذلك الصوت الهادئ الرجولي كان بالغ اللطف مع كارلي وعندما اقتربت منهما ابطات في سيرها وراحت تصغي الى حديثهما
-هل سنذهب في طائرتك؟
-نعم
-الى بيتك الاخر؟
-نعم
-هل بيتك الاخر فضيع مثل هذا؟
اجفلت جينا لكن رايلي قهقه ضاحكا
-انه مختلف

-هل فيه غبار مثل هذا البيت ؟
-ماغي تهتم بازاله الغبار تماما مثل جينا انهما امراتان متشابهتان تماما
-هل ماغي لطيفه؟
-انها لطيفه جدا
-وجينا لطيفه ايضا اتظن جينا لطيفه؟
اتراها تخيلت لحظه تردد في صوته ام حدث ذلك فعلا سمعته يقول بحذر
-انها لطيفه جدا

لم يلحظا اقترابها فوقفت لحظه تتاملهما كان رايلي قد توقف عن الطرق وكان ينشر الواحا خشبيه مستطيله لتغطيه لمنزل من الخارج
وكانت كارلي تجلس على التراب في قميص نومها تدق مسمارا في لوح خشبي
رفع عينيه عن عمله وراها فقال ضاحكا:
-لقد استيقظت الاميره النائمه ظننا انا وكارلي انك ستنامين لمئه سنه اخرى
فقالت:
-هل لي ان اذكرك بان الساعه لم تبلغ السابعه صباحا بعد؟
فقال:
-هل هي السابعه تقريبا ؟يالجهنم لقد اقترب وقت الغداء.
-في اي ساعه استيقظت انت؟
-الخامسه
-لقد غسلت ملابسك اذن
-ملاحظتك حسنه
-الا تغسلها لك ماغي؟
منتديات ليلاس
-بلى لكن لم يعد لدي قمصان نظيفه واريد ان ابدو حسن المظهر لاجل الانسه كارلي.
وناول كارلي لوحا ثم ساعدها على تثبيته ودقا المسامير معا كان يعامل الطفله وكانها تساعده فعلا
وعاودتها تلك الغصه التي لا تفارقها في وجود هذا الرجل لماذا ؟ لكنها تعرف لماذا
عندما تم تثبيت اللوح وقف رايلي والقى نظره شامله على عمله ثم قال لكارلي:
-هذا يكفي فقد حان وقت الغداء
-لم نتناول فطورا بعد
فقال ضاحكا:
-مارايكما في وجبه هي بين الفطور والغداء؟ انني اعلن اليوم يوما عائليا حتى انني استطعت ان اطهو فكرت الليله الماضيه في هاتين الضيفتين القادمتين من العالم القديم وخطر لي انهما تعتبراني مضيفا سيئا دون شك لكني ساريهما انني لست كذلك.



اماريج 04-12-10 01:23 AM

رمشت جينا باهدابها وقالت:
-اتعني انك استطعت ان تسخن البازيلاء؟
اتسعت ابتسامته:
-لا تخليت عن البازيلاء هذا الصباح ماحضرته هو حلوى البانكيك فنذهب الان
وامسك بيد كارلي ثم سارا متجهين الى الباب الخلفي بينما بقيت جينا واقفه شاعره بانها اشبه بجرو صغير مذهول
سالته من خلفه:
-ماذا تعني بقولك البانكيك؟
-اليس لديكم بانكيك في انكلترا؟
-حسنا نعم لكن...
-ثقي بي ايتها السيده.
منتديات ليلاس
واشار الى كارلي بالدخول قبله ثم وقف جانبا ليسمح لجينا بالمرور دخلت فاحتك جسمها بجسمه الديه فكره عن تاثيره فيها ؟
لحسن الحظ ان رايلي لم يلحظ انزعاجها واذا ما لاحظه فقد تجاهله
قالت كارلي:
-انا احب البانكيك فهل يمكنك ان تحضرها حقا؟
-من الافضل ان تصدقي ذلك
واخذتا تراقبانه بعجب وهو يسكب الزبده في مقلاه ساخنه ويتابع التحضير بمهاره
قالت جينا مهتمه بصوت شبه طبيعي كما كانت ترجو:
-انت قمت بهذا العمل مئات المرات.

فقال:
-هذا صحيح.
وضعه كعكه اخرى فوق الكومه ثم جلس
فقالت جينا وهي تحملق فيه بتشكك:
-كيف تحضر هذا من دون بيض؟
فاجاب باختصار باسما:
-عليك ان تكوني طاهيه بالغه الخبره لكي تعرفي ذلك والان كفى طرح الاسئله وكلي.

حملقت حينا فيه مره اخرى لكن رايلي تجاهلها مركزا على الطعام واخذت كارلي حذوه فلم يعد امام جينا ما تفعله سوى التركيز على الاكل هي ايضا
لم يكن الكعك جيدا وحسب بل لذيذا للغايه
او لعله الجلوس الى المائده مع هذا الرجل الذي لا تعرف عنه شيئا
وذكرت نفسها بياس بانها لا تعرف عنه شيئا,لكن عندما اخذ يغيظ كارلي مازحا رواحا يقهقهان وكانهما في يالخامسه من العمر كل ما عرفته هو ان حبها له يزداد بين دقيقه واخرى.

هذا ما يمكن وصفه باللذيذ لذيذ ومنعش الى حد لايمكن وصفه بالكلمات
سالته جينا:
-من علمك صنع البانكيك؟
وكانت كارلي قد توارت عائده الى عملها فحبها المفاجئ للنجاره اهم بكثير من ان تتركه من اجل امر تافه مثل الطعام
لم تسمع اي جواب فرفعت بصرها لترى وجه رايلي وقد كساه عبوس مفاجئ
-قلت انني لا اريد مزيد من الاسئله!
-هل هي امك؟
-هذا غير ممكن.
خرجت الكلمات من فمه بخشونه فنظرت اليه بفضول وقالت:
-يبدو ان طفولتك كانت مشابهه لطفولتي؟
-ماذا تعنين؟
-انت تعرف ما اعنيه.

وترددت ولكن..لن تمثل لهذا الرجل سوى بعض الذكريات..ولعلها ذكريات مزعجه وتابعت تقول وهي تنظر الى وجهه:
_الممرضات اللاتي اعمل معهن ...المرضى الذين اعتني بهم يمكنني ان اميز من هم من خلفيه سعيده كنت اشعر بالغيره بالغه من الاطفال الذين يحبهم اهلهم واراهن على ان والديك ليسا من اسره سعيده.
-هذا ليس من شانك.
هزت كتفيها ثم اخذت تجمع الاطباق:
-المساله فقط...يبدو انك اصبحت تعرف الكثير عنا بينا انا اكاد لا اعرف عنك شيئا.
منتديات ليلاس
-ربما هذه هي الطريقه التي تعجبني.
لا فائده لكن جينا ليست بالفتاه التي تنهزم خصوصا وانها تريد حقا ان تعلم كانت معروفه بين زميلاتها في المستشفى بالاندفاع لمساعده حتى اكثر المرضى عنادا وجعلهم يفضون اليها بمشاكلهم ثمه مشكله خلف هذا الرجل ..وهي واثقه من ذلك مشكله كبرى
لعل الضحك ينفع وقالت مازحه تغيظه
-مالي اراك اصبحت كتوما مهموما يا سيد جاكسن؟
قال وقد تهدج صوته فجاه:
-انني افضل ان تقللي من الفضول اذا لم يكن لديك مانع.
فقالت
-اتظنني فضوليه؟
-نعم انت وماغي
فقالت
-انا احب ماغي رغم انني لا اعرف من تكون واراهن على انك لم تخبرني.
-لا ضروره لان اخبرك لم النساء فضوليات الى هذ الحد اللعين؟

-تعلمنا هذا في المدارس تعلمنا ان البنات يحبون كي الملابس والرجال يحبون اخراج القمامه من البيت لكن الرجال عديمو النفع لكنني اعترف بان للرجال فائده في مجالات معينه مثلا اذا انا غسلت الاطباق فانت تجففها لكني افضل ان تبقى بعيدا عني اثناء ذلك يا سيد جاكسن فليبق كل منا في مكانه
-هذا يناسبني
كان صوته منخفضا لكنها نظرت اليه بتشكك لتدرك انه جاد في كلامه



اماريج 04-12-10 01:24 AM

شئ ما في وجهه حدثها بان التوتر تملكه لقربه منها وانه لا يريدها هنا وابتلعت ريقها ثم سالته:
-رايلي هل كنت تفضل لو بقينا انا وكارلي بعيدتين عنك هذا النهار؟
انها محقه في ظنها ادركت ذلك من الطريقه التي لمعت فيها عيناه وهو ينظر في عينيها
لكنه يعلم ان هذا غباء وابتسم اسفا:
-من الذي سيخبر كارلي بان ليس عليها ان تطرق بالمطرقه؟
-انا من لا تريد قربها اذن؟
-لم اقل هذا
-ليس عليك ان تقوله.
منتديات ليلاس
وتقابلت اعينهما كانا يعلمان ماهي المشكله الاساسيه هنا لكن انجذابهما الى بعضهما ليس له اي مستقبل
-لاباس
بدا وكانه قرر اعاده التواصل بينهما فنظرت اليه بشك وفجاه بدا الضحك في عينيه السوداوين ان هذا الرجل اشبه بالحرباء في سرعه تغير مزاجه
-اذا ابقيتك هنا فما رايك في انهاء العمل في غرف النوم بينما اقوم انا بالعمل الخارجي؟
-لم افهم؟
-اذا سددت الشقوق من الخارج فهل ستتولين التنظيف في الداخل؟

اذا استطاع ان يدعي ان ما من شئ بينهما فيمكنها هي ذلك ايضا.
-مزيد من التراب انني نظيفه تقريبا.
-الم تضعي ثياب العمل في الحقائب؟
وتنهد عندما هزت راسها ثم تابع يقول:
-ماتحضره السائحات من ملابس الى مكان كهذا لارجاء فيه
فقالت بكبرياء:
-لم اضع مكانا كهذا في حسابي بصفتي سائحه كنت ارجو النزول في فندق خمس نجوم يحتوي على بركه سباحه.

-يجب ان تقطعي ثلاثه اميال الى شمال هذا المكان لتصلي الى حيث يمكنك السباحه
-هذا حسن حيث الشمس الساطعه في السماء والكثير من المناشف والخدم يحضرون شرابا غازيا.
-يمكنني تقديم المياه العاديه
انتبهت جينا فجاه كان يبدو جادا
-اتعني ان بامكانك حقا ان تسبح هناك؟
السباحه...حيث الماء يغمرها من دون الحاجه الى ضخه كالمجانين...يبدو عرضا لا يقاوم
-هل انت جاد؟ اذا عملنا طوال النهار فهل من مكان ما يمكننا ان نسبح فيه الليله
اجابها مجفلا:
-اذا لم يكن لديك مانع من مشاركه قطعان المواشي وحيوانات الكنغارو واي نوع اخر من الحيوانات البريه هذه المياه لا يمكن ان تعتبريها مياها مغريه للشرب.
منتديات ليلاس
-اذا امكنني السباحه فيها فهي مغريه حقا دعنا نعقد اتفاقا
-انا وكارلي نعمل طوال النهار مادمت ستاخذنا للسباحه هذه الليله
شعرت بانه سيرفض وادركت سبب رفضه انه السبب نفسه الذي يمنعها من السؤال.ولكن ثمه امر اخر.

شئ ينمو بين لحظه واخرى يحثها على ان تغتنم كل فرصه لتكون مع هذا الرجل ان هذا الرجل مهم بالنسبه اليها من دون ان تدري لماذا....
لكن جسدها يوجه اليها كل انواع الرسائل التي ستكون حمقاء اذا ما تجاهلتها
ان تعود بهدوء الى انكلترا من دون ان تعرف فحوى تلك الرسائل او تعلم ما قد يحدث هو امر غير معقول وهكذا وقفت واخذت تراقب وجهه وتنتظر قال بضيق:
-انها ليست بركه السباحه المناسبه لك بالضبط اننا نتحدث عن اوحال
-اتعني ان بركه السباحه تقع وسط الاوحال؟
-نعم و لكن..



اماريج 04-12-10 01:25 AM


-اتريدني ان اعمل ام لا؟ انا حقا اريد ان اسبح يا سيد جاكسن.
واريد ان اعمل لا ظفر بذلك
وتقابلت اعينهما وبدا التحدي في عيني جينا بينما ظهر في عينيه شعور لم تستطع ان تفهمه واخيرا لان رايلي فقال ببط:
-لاباس يا انسه ستيفسن انك الفائزه
وتردد وكانه ندم على تصريحه هذا فاضاف:
-ولكن انتبهي انني اتوقع عملا شاقا مقابل الاستمتاع باشعه الشمس والوحول والامواج المتكسره على الشاطئ
-الامواج المتكسره؟
-افاعي المياه تسبب تكسر الامواج
سمرته بنظره
-هل الافاعي سامه؟
منتديات ليلاس
فتح فمه ليقول نعم لكن نظراتها كانت متحديه فرق قلبه
-لا لكنها تعض
وقالت بحده:
-سنسبح بسرعه يمكن لكارلي ان تسبح كالسمكه وانا ايضا اذا عضتنا فسنموت سعيدتين وما كان لك ان تقول لنا السباحه ممكنه بينما هي ليست كذلك
حدق فيها بحيره كانت زوايتا فمه ملتوينين وكانه يحاول الا يضحك لكن ذلك الحذر العميق بقي في عينيه كان اشبه بقط كبير يحاذر من كل ما حوله لكنه في الاعماق صريح الى حد الخطر
واخيرا قال:
-لاباس يا انسه ستيفسن اذا كان هذا ما تريدينه فستحصلين على حمام جنوني اذا شئت
كانت جينا قد استمتعت بيومي عملها مع كارلي وقد ازداد استمتاعها باعمل الان صوت تقطيع الخشب المنسجم مع همهمه كارلي الحلوه كان رائعا وجعلها ذلك تشعر بالسلام.؟
.كان هذا غربا وغير مفهوم لكنه شعور لم تعرفه جينا من قبل دخل رايلي الى الغرفه ليساعدها في ازاحه قطع الاثاث لتستطيع التنظيف بسهوله لكنه خرج بسرعه وكانه يقول لها انه سيؤدي عمله بينما تؤدي هي عملها منفصلين.

يناسبها ان يعملا منفصلين شرط الا يكون الانفصال مبالغا فيه كان ولاؤها لهذا الرجل الرائع بالغا ووجود كارلي بجانب رايلي منح جينا شعورا بانها معهما
وعند انتصاف النهار حملت دلوا مليئا بالماء من الخارج لكنها تعثرت به عند العتبه وانسكب الماء على قدميها الحافيتين نظرت الى اصابع قدميها الموحلتين واكتشفت شيئا جديدا اكتشفت انها سعيده بهذا العمل اكثر مما كانت عليه من قبل كان هذا مرحا خالصا
واخذت تقهقه بصوت خافت:
رفعت عينيها واذا بها ترى رايلي يراقبها بتسليه بالغه وقال:
-يالك من غبيه
وسال كارلي:
-هل اختك غبيه دوما؟

فكرت كارلي لحظه ثم اجابت:
-انها مضحكه
-اصابع قدميها مضحكه حقا
فقالت جينا:
-نعم انها قذره انا اكثر قذاره منكما وهذا يعني ان عملي اكثر مشقه من عملكما وبالتالي استحق مده سباحه اطول
فسالها رايلي:
-هل ستعودين الى التمريض عندما تغادرين هذا المكان؟
كان هذا السؤال غير متوقع فبهتت ابتسامتها
-طبعا وماذا استطيع ان افعل غير ذلك؟

-اراهن على ان مرضاك يرونك رائعه لغايه
-نعم انهم يحبونني حتى الموت انني اتقدم منهم حامله الحقنه فيقعون صرى بين يدي
ضحك وعادت السخريه الى عينيه وكانه لا يعرف ما عليه ان يقول هذا حسن فهي تحب ان تراه يخرج عن اتزانه وقابلت نظراته بشئ من التمرد ثم قالت:
-على اي حال ذاك عالم اخر...ووقت اخر الاكثر اهميه الان هو انك تتهرب من العمل يا رايلي جاكسن لدينا موعد مع السباحه بعد الظهر فلنستعد لذلك
-نعم يا سيدتي
انها شجاعه راح رايلي يفكر في وضع جينا طوال النهار.

لم يكن هذا من شانه لكنه لم يستطع ان يحمل نفسه على تجاهل شخصيتها تمردها ما تشكو منه النساء وجلدها وصبرها على المشقات والعمل الصعب كل هذا مكن هذه الفتاه من ان تواجه الحياه وحدها.
نعم لقد وقفت وحدها طوال حياتها وشعر بغضبه يتصاعد لاجلها لم يكن يبدو عليها الغضب و المراره ويبدو ان جينا لا تنوي معاقبه اولئك الذين جعلوا طفولتها تعيسه او الذين وضعوها في هذه المازق لكن رايلي يريد ان يعاقبوا وكلما طال تفكيره بذلك كلما ازداد غضبه في اي جهنم يمكن ابوها؟ وهذا الحيوان برايان الذي ورث من المال ما يكفي لجعل حياه جينا اسهل؟

ودمدم ساخطا اراد ان يشتم لكن كارلي تجلس قربه مستعده لاستيعاب اي كلمه جديده تثير اهتمامها
طفله كهذه هي مسؤوليه كبرى ومع ذلك تولتها جينا من دون تفكير في ما سيكون تاثيرها في مستقبلها
لاشان له بهذا عليه ان يدع هذا المكان ويخرج ثم يعيد الفتاه الى انكلترا قبل ان يتملكه الجنون.
منتديات ليلاس
تابعوا العمل من دون توقف الا لوقت قصير عند موعد الغداء نامت كارلي قليلا مع صخرتها لكن رايلي وجينا لم يرتاحا
واخيرا عندما فقدت اشعه الشمس حدتها اعترف رايلي انه مرهق وقال لكارلي:
-حاون وقت السباحه
وسار حيث جينا تعمل في البيت وناداها فاطلت براسها من النافذه رافعه حاجبيها متسائله فقال امر:
-هذا يكفي انا مرهق
فقالت تغيضه:
-ضعيف الهمه.



اماريج 04-12-10 01:26 AM

حدق فيها لحظه طويله هل لديها فكره عن مدى جمالها,جمال؟ كيف توصف بالجمال والتراب يغطيها ؟
نعم كانت رائعه الجمال لايمكن انكار ذلك
ان جينا سفنسن جميله حقا,يالجهنم ...وقال بصوت اكثر خشونه من العاده:
-اذا اردت ان تسبحي فعلينا ان نتوقف عن العمل الان وعلى اي حال انا عملت لفتره ساعتين قبل ان تستيقظي هذا الصباح
-انت اكثر غباء مما اعهدك ادخل وانظر ماذا فعلت انا.
منتديات ليلاس
دخل فادهشه ما راى كان المكان نظيف تقريبا وقال:
-ثمه خط احمر حول الجدران فهل هذا طراز انكليزي؟
فقالت بكبرياء:
-اذا شئت ان تبلغ النظافه مستوى اعلى فعليك ان تحضر خادمه اطول.
تظاهر بانه يتامل حجمها الصغير فاحمر وجهها تحت تحديقه هذا ثم قال مفكرا:
-ربما انت على حق يبدو فعلا ان لدي مشكله
وعاد يقول:
-هيا لقد عملنا بما يكفي اليوم اذا كان لديك ثوب للسباحه فارتديه الان وبسرعه ساقابلك عند السياره بعد دقيقتين.

ثم خرج وتركها قبل ان تفضحه عواطفه نحو الفتاه التي امامه
كان ابتعاده عنها اصعب ما قام به في حياته فجل ما ماكان متلهفا اليه هو ان ياخذ جينا بين ذراعيه ويضعها في قلبه
كان سد المياه يبعد ثلاثه اميال شمال البيت وكان الوقت متاخرا ما جعل الشمس تقفد حدتها لكن اشعتها بقيت حاره بما يكفي لتجعل السباحه اجمل شئ في العالم جلست جينا بجانب رايلي في سيارته مستغرقه في التفكير وفجاه هتفت كارلي:
-نحن ذاهبون لنسبح...لنسبح.

بددت حماستها ركود الجو والتوتر الذي ساد
وعندما وصلوا اخذت جينا تحدق في الخارج بحيره لم يكن ماتراه بركه سباحه مرفهه ابدا وهذه هي الماشيه التي تحدث رايلي عنها كانت البهائم تقف في هذا المكان التعس المظهر على حافه مياه موحله لم ترا جينا في حياتها مثل هذه الحيوانات المثيره للشفقه
-رايلي انها...
وسكتت مذعوره وعادت تنظر الى الحيوانات التي يمزق منظرها القلب من المؤكد ان هذه الحيوانات لن تستطيع العيش هنا وكانت كارلي قد جمدت بجانبها فادركت ان الطفله تشاركها شعورها نظر رايلي اليهم ففهم ما تشعر به وقال:
- ان مظهرها شنيع لكنها لن تبقى هنا طويلا
-ماذا تعني ؟انت لا تعني انها ...ستموت
-صدقي او لا تصدقي يا جينا هذه الماشيه في طريقها الى الشفاء.
منتديات ليلاس
-لا اصدق هذا
قال متجهم متوتر الملامح:
- لا اريدك ان تظني انني تسببت في ذلك اشتريت هذا المكان لتوي الرجل الذي كان يملكه يستحق الرمي بالرصاص فقد افلس ولم يستطع ان يدفع اجر نقل مواشيه الى السوق فتركها لتهلك وعندما سمعت ان المكان للبيع جئت بالطائره فوجدت الابقار الميته في كل مكان
-منذ متى كان هذا
-منذ ثلاثه اسابيع
همست:
-اليس لديها ما تاكله؟
-هناك ما يكفي من العلف هذه الموشي قويه الاحتمال وسرعان ما تنتعش هنا مادام لديها ماء.



اماريج 04-12-10 01:28 AM


وسالته:
-كم تبغ مساحه المزرعه؟
-حوالي ثلاثه الالف ميل مربع
-ومزرعتك؟ماذا تسميها؟ماينيرينغ؟
-عشره الاف ميل مربع
صمتت مذهوله تركتها ضخامه ارض رايلي خرساء ومع ذلك ...اذا كانت كهذه الارض هجرها ومن يلومه ؟؟ كان رايلي يراقب ملامحها ويبدو انه تكهن بما تفكر فيه
فقال لها برقه:
-سبق واخبرتك ان مزرعتي افضل
هذا هو المفروض كما فكرت جينا عابسه وعادت تنظر الى المواشي كانت كارلي تحدق في بقره باهتمام فيما البقره تبادلها التحديق وبدا الحزن في عينيها البنيتين الواسعتين
همست جينا وهي تنظر الى بقره كارلي.
-قلت ان هذه الماشيه لن تبقى هنا طويلا.
وحولت نظراتها وهي تتابع:
-ماذا عنيت بذلك؟
منتديات ليلاس
-سنشحنها من هنا يمكنها ان تنتعش هنا لكنها لن تنمو بشكل جيد سوف ارسل رجالا لنقل الماشيه الى ما ينيرينغ فثمه ما يكفي من الغذاء والماء
-لكن هذا المكان فظيع كيف يمكن ان يكون مزرعه؟
-انه يعاني من الجفاف يا جينا هذا المكان ليس مزريا دوما عندما يهطل المطر ساعيد المواشي الى هنا اذا تحديت الطبيعه فستخرين دوما
كانت كارلي تحاول ان تتجنب التحديق في البقره بينما جينا تفكر في كلامها ابتسم لها رايلي وهو ينزل من السياره قائلا:
-هل تريدان البقاء في السياره طوال المساء ام انكما مازلتما ترغبان في السباحه؟.

حدقت جينا في الابقار فبادلتها هذه التحديق على الفور قالت بتوتر جعل رايلي يضحك:
-لا ادري ان كان بامكاني السباحه امام الجمهور.
-لا تهتمي بها فهذا سيسليهاجدا اراهن على انها لم تر في حياتها اناسا مثلكما
واعلنت كارلي قائله:
-هذه البقره تحبني
قالت جينا:
-لا اظنني ارغب في السباحه في شراب الابقار.

فقال بحده مبالغ فيها:
-لقد قدت السياره مسافه ثلاثه اميال لكي تسبحي والان هلا ترجلت من السياره لكي تسبحي ؟اذا لم تشائي هذا فامكثي في السياره مع كارلي بينما اسبح انا هل تريدين ان تسبحي كارلي؟
فسالته كارلي:
-هل سيكون علي ان اسير في الوحول لكي اصل الى الماء؟

-نعم انها ستتخلل اصابع قدميك
شهقت كارلي وقفزت من السياره واتجهت نحو الاوحال بينما كان رايلي يسال جينا:
-وماذا عنك يا انسه سفنسن؟
-انا...انا ساسبح؟

_افعلي اذن قبل ان يبدا الجمهور بالتصفيق بفروغ صبر احتجاجا على تاخرنا.
كانت جينا ترتدي ملابس السباحه تحت ملابسها الخارجيه فخلعتها وابتعدت خطوتين عن السياره واذا بقدميها تغوص على الفور في روث بقره فصرخت بصوت كالعواء قال رايلي وهو يبتسم راضيا بما حدث لها:
- هذا هو الدرس الاول انت الان في بلاد البقر فتوقعي قليلا من الروث.

حدقت جينا في اصابع قدميها ثم قالت بحذر:
-اظنني اتمنى لو اعود الى بيتي الان
-ماذا ؟ تعودين الى المنزل
-اعني ان اعود الى انكلترا.
-رباه لكنك الان بحاجه الى السباحه اكثر من اي وقت اخر.
وخلع قميصه والقى به على المقعد الخلفي من السياره ثم خلع حذاءه ثم سرواله فبذلت جينا جهدها لئلا تصرخ مره اخرى
توقف رايلي وسالها ساخرا:
-هل من خطب ما؟
ابتلعت ريقها:
-انت لست محتشما تماما.

-عندما حزمت امتعتي للحضور الى هنا ظننت ان كل من سيراني هي الابقار لو كنت اعلم انك قادمه لحزمت قميصا يصل الى الركبتين
واتسعت ابتسامته قبل ان يضيف:
-ان حشمتي بقدر حشمتك تقريبا!
وعندما اخذت وجنتاها تحمران ابتسم لكارلي قبل ان يضيف:
-لم يصدمني مظهرك بل اعجبني من كل قلبي.
وتصاعد الاحمرار الى وجهها لكنه ابتعد عنها فاصبح بامكانها ان تتمالك نفسها مره اخرى,وجازفت باستراق نظره اخرى اليه.

وحدثت نفسها بياس بان تتوقف عن التفكير بهذاا لشكل لانها في منطقه خطيره وان عليها ان تبتعد عن هذا الرجل ماكان لها ان تاتي للسباحه وما كان عليها ان تاتي الى استراليا.
وكان رايلي يمسك بيد كارلي بينما هذه تشهق مسروره وهما يغوصان في الاوحال الى كاحليهما لكن المياه العميقه تكمن خلف الاوحال.
وهكذا اخذت جينا نفسا عميقا والقت بالاحتراس الى الريح ثم تقدمت نحو حافه المياه.
كان الماء باردا منعشا فغاصت فيه حتى خصرها كان رائعا تماما من يحتاج الى بركه سباحه؟نسيت ماكانت تشعر به ونسيت رايلي والقت بالحذر جانبا وغاصت في المياه العميقه ستسمتع بالسباحه ستنفيه من ذهنها بشكل ما
ماذا لو لم تستطع؟

نهايه الفصل السابع




نجمة33 04-12-10 06:41 AM

شكر ا لك اماريج
كلما رأيت اسمك اعرف اني ساجد قصة ممتعة
جزاكي الله خيرا

اماريج 04-12-10 03:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2548909)
شكر ا لك اماريج
كلما رأيت اسمك اعرف اني ساجد قصة ممتعة
جزاكي الله خيرا

العفووووو حبيبتي
وصدقا انا يلي بشكرك لمرورك فيها يالغلا وكلامك مرررة اسعدني حبيبتي :c8T05285: وشاكرة لك ثقتك فيا وصراحة هي رواية حلوة بس انتي احلى منها بكتير:lol:وربي مااتحرم من هالطلة الحلوة ابداااا
منورة ياغالية لك مني كل الود ياقلبي:flowers2:
:liilas:

اماريج 04-12-10 03:44 PM


8- عناق وفراق

كانت المياه بارده بشكل لا يصدق
وكان العمق يصل الى ثمانيه او تسعه اقدام عند السد وسرعان ما غاصت وبقيت جينا تحت الماء حتى لم تعد تستطيع التنفس فصعدت الى سطح الماء لتعود فتغوص مره اخرى كانت كارلي بامان مع رايلي فاستطاعت ان تركز على تبريد نفسها وتمالك اعصابها
-هل تغوص وتصعد بهذا الشكل؟ هذا مذهل للغايه.
كان قريبا جدا منها وصعدت جينا الى سطح الماء ونظرت من حولها بعنف واذا بها تجد وجه رايلي خلف كتفها الايسر كان طافيا على ظهره فيما كارلي تجلس على صده العريض منفرجه الساقين
لم تعرف ما عليها ان تفعل او ان تقول فغاصت مره اخرى حيث بقيت تحت الماء قدر امكانها وعندما صعدت الى سطح الماء كان هو بانتظارها وكان قد وضع كارلي على لوح خشب طاف فامسك بكتفي جينا يثنيها فوق الماء وهو يقول شاكيا:
-هذا غير مريح على الاطلاق.
فقالت لاهثه:
-غير مريح لمن؟ دعني اذهب.

-اذا وعدتني بالا تغوصي ثانيه فهذا يثير اعصابنا اذ نظن ان التمساح اكلك.
-التمساح؟
وعلى الفور صعدت جينا الى سطح الماء فيما ابتسم رايلي:
-نعم التمساح والسرطانات الصغيره
كان وجهه يلتمع بقطرات الماء وشعره يلتصق بجبينه بدا جذابا للغايه وقريبا جدا بحيث لم تعد تشعر بالارتياح وفجاه لم يعد قريبا الى الحد الذي يرضيها
تملكها اغراء لايقاوم بان تمد يدها لتلمس ذلك الوجه الضاحك بان تدفع الى الخلف ذلك الشعر الذي يسيل الماء منه ان تلتصق في المياه ..برجلها هذا
منتديات ليلاس
وادركت فجاه شعورها نحوه واحساس قلبها به كان في داخلها شعور عميق يحدثها بان رايلي هو رجلها ملجاها سواء ادرك ذلك ام لا
قالت:
-انا لا اخاف التماسيح.
وابتعدت لا بد ان شيئا مما كانت تشعر به بان على وجهها اذ تركها رايلي وقد بدا التفكير على وجهه وهو يقول موافقا:
-لست بحاجه لان تخافي من التماسيح كما لا حاجه لان تخافي مني انا لن اسبب لك اي اذى يا جينا ليس في نيتي القيام بما يخل بالشرف.

وفكرت جينا بياس انها تتمنى لو يقوم بذلك ...لان هذا ما تتمناه
لم تعبر عن افكارها بصوت مرتفع وبدلا من ذلك ابتسمت لكارلي ثم دفعت لوح الخشب االذي جلست الطفله عليها.
وقالت لكارلي:
-ادفعيني الى الاوحال اريد ان اصنع فطائر وحل.
-بكل تاكيد يا سيدتي.
لطالما كانت كارلي فتاه مستقله موهوبه بالفطره وهي ليست بحاجه الى من يسليها كانت جينا تقلق عليها احيانا لكنها تعلمت الا تضغط عليها واستلقت على ظهرها في الماء فيما دفء شمس الغروب على وجهها كان ذلك رائعا.



اماريج 04-12-10 03:45 PM

ولكن كل ما ماكانت تفكر فيه هو رايلي
مااذا لو بقيت متشبثه به؟ ماذا لو تركت نفسها تنجذب اليه بدلا من الابتعاد عنه؟
لكن كيف كان يمكن ان ينجذب اليها؟ لم يطلب منها قط القدوم الى هنا كما انها ليست حره تماما فلديها كارلي.
لابد انه يعتبرها انكليزيه مزعجه نزلت من القطار لتطلب منه المعونه مزعجه ترافقها طفله يشعر نحوها بالاسف..كان رايلي طافيا على ظهره مثلها لكنه بقي في الجانب الاخرمن السد ما جعله ابعد ما يكون عنها ان تفعل اذن؟ لاشئ ماذا عليها ان تفعل اذن؟لاشئ.

غدا صباحا سيرحل ليمضي يوما طويلا لاينتهي ثم يضعها في طائرته ويعيدها الى العالم المتحضر وينتهي كل شئ ستغادر هذا المكان الى الابد وتملكها الاكتئاب فهي وكارلي ستعودان الى انكلترا الى عملها في المستشفى.
كانت حياتها كئيبه من قبل فهي تكافح لسداد الديون التي تراكمت عليها بسبب دراستها كم ستزداد مقدار كآبتها الان؟
لكنها حصلت على كارلي على الاقل وهذه الفكره جيده اذ جلبت الاستقرار الى نفسها
ونظرت الى اختها الصغرى التي ركزت اهتمامها على صنع فطائر الوحل وكانها تقوم بعمليه جراحيه في المخ الحياه ستكون افضل مع كارلي وكانت لتصبح افضل لو لم تعرف رايلي قط لو لم تعرف ان رجلا كهذا يعيش في هذا العالم.

تحولت عيناها عن كارلي لتنظر الى اي مكان ما عدا رايلي
خطر لها ان هذا المكان هو نهايه العالم وعليها ان ترحب بفكره مغادرته لكنها وبدلا من ذلك استدارت نحو رايلي مدركه ان رحيلها سيكون اشبه بسلخ قبلها حدثت نفسها بان عليها ان تعبر له عن مشاعرها لكنها عادت فجمدت مكانها هل يمكنها ذلك؟
وفجاه لم تعد تحتمل اكثر ماذا ستخسر ؟

تخسر رايلي ؟لكنها ستخسره على اي حال ...فهو ليس لها ماعدا انه في قلبها واذا ما وجدت الشجاعه لتخبره...
وتنفست بعمق ثم غاصت تحت الماء متوجهه نحوه مباشره.
ولم يشعر رايلي بها الا حين وصلت اليه وقفز مصدوما وامتدت يداها لتمسكا بجسده وكانها تحاول ان تثبت نفسها لكنه قفز بعيدا فارغمها بذلك على ان تتركه.
-كل هذه المياه وتصطدمين بي؟
-اسفه
نظر اليها بعجب فبادلته النظر بعدم اهتمام وعاد هو الى السباحه على ظهره فقالت له:
-انك كسول للغايه فانت تكاد لا تسبح.
-لقد سبحت بما فيه الكفايه.

وغاصت تحته وامسكت بقدميه فذهل وهو يراها تجره الى الاسفل لكنه طاف على سطح المياه وهو يشهق مصدوما ليراها تضحك وهي تقول:
-انت لا تحبس انفاسك جيدا الست سباحا ماهرا؟
قال رايلي بفتور:
-ربما حان الوقت لنعود الى البيت
ثم تحول مبتعدا.
منتديات ليلاس
اتراه مصنوعا من الحجر؟ستقوم بمحاوله اخيره وجذبت قدميه الى الاسفل بعنف مره اخرى لكنها هذه المره تشبثت به ما جعله يتلوى ثم يمسكها بعنف ويصعد بها الى سطح الماء.
كان يتفوق عليها من حيث القوه ماجعلها عاجزه تماما عن شده الى اسفل لكن عندما صعدا الى الماء كان يمسك بها ولم تدفعه عنها خصوصا بعد ان اصبح ملتصقا بها تقريبا وادركت انها كانت محقه تماما في المكافحه من اجل هذا الوضع سرى فيها شعور هو اشبه بالكهرباء لكن بدلا من الالم شكل التيار الوانا هي اشبه بالوان قوس قزح فراحت تدور كالدوامه داخل راسها وهي تتشبث بالرجل الذي تحب وكانها لا تريده ان يذهب ابدا .

وعادت تتضرع الى الله ارجوك يالله دعه يشعر كما اشعر هذا الرجل هو نصفي الاخر فدعه يدرك ذلك
رفعت بصرها الى وجهه المبلل وجسدها لايزال يرتعش فنظر الى عينيها المتوسلتين ..ورات مقاومته تنهار
من يمكنه ان يقاوم هذا؟من يمكنه ان يبتعد عن هذه الفتاه الجميله هذه الجنيه التي كانت منذ لحظه فتاه لعوبا تغيظه ضاحكه واذا بها الان تتحول الى فتاه خائفه.



اماريج 04-12-10 03:46 PM

لا ليست فتاه بل امراه مليئه بالانوثه شعر بها ناعمه متجاوبه مع صلابه جسده ...وشعر ان ثمه حياه جديده تسري في شراينه شعر بالامل وبثقه مفاجئه في ان الحياه يمكن ان تمنحه مره اخرى الدفء والحب والالفه ولكن هذا جنون... هذا لن يحدث ...خصوصا له .
وامسك بها فرفعت اليه بصرها وقرا في عينيها انها تتوقع منه ان يدفعها عنه
شئ في اعماقه حدثه بانها لم تتصرف على هذا النحو مع اي رجل اخر لكنه لن يسمح للاوهام بان تتمكله..مهما كانت حلاوه الحب الا اانه ليس له ولن يكون كذلك ابدا.

كانت تحدق فيه بنظره موافقه صامته فيما كارلي تعمل بهدوء عند السد المقابل واخذ ينظر الى وجهها الجميل فلم يلحظ اي دفاع او مقاومه على الاطلاق جينا حبيبته؟ حبيبته الان؟
لكن لعل كلمه "الان"هي المهمه وبرقه بالغه ضمها اليه فاندست فيه وشعر باستسلامها فتملكته متعه بالغه كان جنونا منه ان يشعر بهذا ولكن على الرجل ان يملك قدره فوق طاقه البشر كي يستطيع المقاومه لئلا يرغب فيها ليرفض ما كانت تقدمه له كما ان روحه بقيت جائعه طوال السنوات الماضيه وها هي ذي جينا تقدم له الغذاء...مريحه روحه من وحشتها ونفسه من انكماشها.

كانت يداها على كتفيه كان يسندها تماما الان فاذا غرقا يغرقان معا وسرعان ما اخترقت دماغه فكره ان هذا ما ينبغي ان يقوما به ان يموتا الان يموتا سعيدين
كان هذا جنونا فالابقار تعتمد عليه...وهي مسؤوليته كما ان كارلي مسؤوليه جينا..وليس لديه سوى هذه اللحظه يختطفها من الحقيقه
ونظر الى وجه جينا كانت عيناها تلتمعان فهل هي دموع؟
كان هناك ضحك جراه صلابه حفظتها طوال تلك السنوات التي اعالت فيها نفسها بنفسها ولكنها في الداخل بالغه الرقه وتعاني من الالام والحاجه مثله هو لكنه لا يعاني من الحاجه.
منتديات ليلاس
بل انه كاذب من ذا الذي لا يعاني من الحاجه عندما تكون المراه بالقرب منه؟القى نظره سريعه على كارلي راجيا تقريبا ان تكون بحاجه اليها.
ولكن كارلي اكتشفت وجود حيوانات الكنغارو فحملت احدى فطائرهاا المصنوعه من الوحل وخرجت من الماء لتاخذها الى تلك الحيوانات على الضفه كانت مشغوله وامنه تماما
كانت جينا تراقبه منتظره فسالها:
-اتدركين اننا نلعب بالنار؟
-نحن في الماء حيث يمكننا ان نطفئ اي نار.
-هل انت واثقه؟
فاجابت تعترف:
-لا لست واثقه لكن كل ما اعرفه هو انني اريد ان ابقى معك.

-انت...
فقالت برقه:
-اخرس يا رايلي اخرس فقط وعانقني.
وهذا ما فعله في النهايه وبحنان فائق وشكل لا يمكن وصفه فعل رايلي ما عليه ان يفعله احنى راسه وعانقها ..لم يعرف قط من قبل
مثل هذه الحلاوه.
الحاجز الذي اقاماه بينهما بدا وكانه تبدد في هواء الليل الحار وكانه لم يكن بدا وكانهما يتبادلان قسما صامتا بينهما.
في هذه اللحظه نحن شخص واحد الالم والفراق والحياه الكئيبه هي للغد اما الان فهو للبهجه فقط وعلينا ان نغترف من هذه الحظه بايدينا.

هل بامكان هذه اللحظه ان تدوم الى الابد ؟هذه الروعه ؟ ودار راسه بشكل لا يصدق
تراجع الى الخلف فوجد جينا تتامله وعيناها لا تزالان مغروقتين بالدموع هل هذه المراه تبكي من اجله؟
-جينا..لا اريد ان اسبب لك الالم.
-اه يارايلي كيف يمكنك ان تؤلمني ؟انا احبك.
واخذت تتخلل شعره بيديها ثم مالت الى الامام تعانقه مره اخرى بخفه ورقه بالغين هاقد قالتها.كلمه الحب وحدق هو فيها فراى انها تتوقع منه جوابا وكانه سيجيب وهل هو قادر على ذلك؟
وتمتم يقول :
-وانا ايضا يمكنني ان احبك!

كان هذا احتمالا فقط ومع ذلك...هذا يكفي الان وعادت يداها تتخلان شعره وقد ادركت انه يعاني الما هائلا الما يجب ان تساعده لكي يتخلص منه ليتمكن من ان تثق باحد
لكن ماذا لو لم يحدث ذلك؟ ماذا لو لم يتسن لها الوقت ؟ماذا لو اضطرتا هي وكارلي للعوده الى انكلترا خلال اليومين ولم تعد ترى هذا الرجل؟
انها تحبه وهي ستجاهد بكل ما تملكه لقد جاهدت طوال حياتها للحصول على ما تحتاجه ولعل هذا اكبر جهد تبذله.
واخذت تفكر حالمه في انها تنتمي الى هذا المكان كما بين ذراعي هذا الرجل اينما يكون رايلي هو موطنها ويبدو ان كارلي لا حظت فنادت.

-تتعانقان يا جينا؟
ابتعد رايلي عن جينا وهو يقول لكارلي:
-جينا تستحق العناق الا تظنين ذلك؟
فقالت كارلي:
-نعم لكنه عناق طويل جدا!
قال:
-ربما من الافضل ان نذهب.
سالته جينا:
-اتعني ان نكف عن العناق؟
-اظن ...ربما لم نكن حكيمين.
-هل انت خائف مما قد اجعلك تشعر به؟
طرحت عليه هذا السؤال فحبس العالم من حولها انفاسه منتظرا الجواب
واخيرا قال:
-انا لا اثير العواطف.
-لم لا؟
منتديات ليلاس
كان هذا مكانا غير مناسبا لحديث مثل هذا فهما غارقين في المياه الموحله حتى العنق لقد عادت كارلي الى صنع الفطائر وليس حولهما سوى البقر والكنغارو,ورات جينا باكتئاب ان دفاعات رايلي عادت الى مكانها مالذي يحدث؟ ماذا حصل في ماضي هذاا لرجل لكي يجعله يتصرف بهذا الشكل؟
قال وقد بدا صوته ساخرا فجاه:
-انت تقولين انك تحبينني!
-اظنني ...اظنني احبك فعلا.
-عليك اذن ان تتعلمي بسرعه.
-اتعلم ماذا؟
لم تبتعد عيناها عن وجهه وما راته جعلها تنكمش لقد جاهدت لكنها خسرت اذ عادت دفاعاته واصبحت عيناه كئيبتين قاسيتين وقال:
- الحب هو اسم اخر لحاجه انيه انه يخفف من الشعور بالوحده وهذا كل ما في الامر انه لا يربط شخصا باخر الى الابد.
كيف يقول هذا ؟ عندما تحركت مشاعرها نحوه شعرت بانها سوف تتمزق اذا اضطرت الى مفارقته وهمست:
- كيف تعلمت هذا؟



اماريج 04-12-10 03:48 PM

هز كتفيه وهو يتراجع خطوه في المياه مبتعدا عنها
-كنت احمق فتزوجت.
نظراليها ولاحظ صدمتها فاسترخت ملامحه فجاه متفكها:
-لا حاجه لان تبدي بهذا الشكل سبق واخبرتك وقد انتهى ذلك منذ وقت طويل انت لم تعانقي رجلا متزوجا اذ تركتني ليزا منذ سنوات.
ابتلعت جينا ريقها وسالته:
-ولكن...لماذا؟
لم يكن هذا من شانها كانت تعلم ان الجواب هام للغايه
-الناس يفعلون ذلك يهجرون فيتالم غيرهم اذا ارتبطنا ببعضنا ومن ثم انفصلنا فهذا سيمزق كارلي.
منتديات ليلاس
رفعت بصرها اليه حائره وسالته:
-كيف يمكن ان يحدث هذا ؟
-الكل يترك هذا المكان لايمكن لامراه ان تحتمل الحياه هنا.
نظرت جينا من حولها ..بحذر
-اذا ما احضرت زوجتك الى هنا ربما لا يمكنك ان تلومها لرغبتها في ان يكون معها من يسليها اذا كنت قد احضرتها الى مكان كهذا...
قاطعها بخشونه:
-ماينيرينغ ليست مكانا كهذا وكانت هي تعلم...

وسكت وكانه غير رايه ثم اضاف:
-هذا امر لا علاقه له بنا او بك انت وقد مضت سنوات عليه.
-لكنها ليست طويله بما يكفي لتثق بامراه اخرى؟
-اقسمت قبل ان تاتي انت على الا المس اي امراه اخرى مره اخرى.
-وها انتذا قد لمستني هذا رائع.
وتقدمت منه تاخذ وجهه بين كفيها تتامله وهي تقول:
-الان وبعد ان حنثت بيمينك ماذا ستفعل بي؟ هل ستسجنني في دهليز لانني اغويت رجلا؟

-خساره ان اسجنك تحت الارض.
واحاط خصرها بذراعيه لكن بدلا من ان يشدها اليه كما ارادت عاد فابعدها عنه:
-لا ياجينا انت قادره على جعل اي رجل يحنث بيمينه لو ان كارلي ليست هنا ولو لم تقولي انك تحبينني لتطورت الامور بيننا ولامضينا وقتا رائعا وكنا سنتذكر هذه الفتره طوال حياتنا.
وبدا الشك فجاه في عينيه اهي كابه التي اتسمت على ملامحه؟ وكانه يتحدث عن امر لن يحدث قط؟
قال:
-لكنك قلت انك تحبينني انا لا اصدق هذا لكني لا استطيع ان الومك مهما كان هذا لايمكن ان اسمح له بالتطور اكثر فليست حياتك التي تعبثين بها بل حياه كارلي.

تملكها الارتباك
-اتريد ان تقول انني اجازف بكارلي ؟ماذا تعني؟
-انت مسؤوله عن كارلي
وتحول الارتباك الى غضب
-وهل وقوعي في غرامك يعني ان اجازف بها؟
-انت لا تحبنني حقا انت تريدين فقط ان...
-انت لا تعرف شيئا عما اريده ولا تعرف عني شيئا على الاطلاق اذا ظننت اني ساجازف بكارلي باي شكل ليس لديك فكره عن شعوري نحوك لكني اخبرتك انا صادقه ولست مثلك يارايلي جاكسن انت من لايستطيع حتى ان يعترف لنفسه بما يشعر بعد.
منتديات ليلاس
-انا لا...
قاطعته بحده:
-بل تعلم يمكنني ان اشعر بما تشعر به انت لست فتاه مراهقه يمكنك ان تعنفها او تغيظها ليس لدي فكره عن سبب ما بيننا لكنني اعلم انني لم اعرف مثله من قبل وهو شعور رائع لا مثيل له لكنك لست من الشجاعه بحيث تعترف لنفسك بما تشعر به نحوي.
-انا لا اريد ان..
هبت في وجهه
-لا تريد المجازفه
-وانت تريدين؟

بدا الغضب على كليهما وتابع يقول:
-طبعا انت تريدين فانت مخلوقه تحب المجازفه فقد ترجلت من القطار وسط البراري المجهوله مجازفه بحياه اختك الصغيره.
مالذي يقوله؟ لم تستطع ان تصدق ورفعت يدها تريد ان تصفع الاتهام البادي على هذا الوجه لكنها تمالكت نفسها.
قالت عابسه قبل ان تستدير لتخرج:
-اذا كانت هذه هي الصوره التي تريدها عني فلا باس انا وكاارلي سنخرج من هنا باسرع ما يمكن ولن ترانا قط بعد ذلك.



اماريج 04-12-10 03:49 PM

-اتريدين ان تستقلي القطار غدا بدلا من الذهاب معي بالطائره؟
هذا السؤال جعلها تقف
انها تريد ان تستقل القطار انها متلهفه الى الابتعاد ..تحقيره لها اوشك ان يسحقها يمكنها ان تحتمل بعض الصحفيين...ثم نظرت الى كارلي.
بدت كارلي سعيده مره اخرى لقد عانت هذه الطفله الكثير فكم ستحتمل اكثر؟
وهمست:
-كلا انا...ارجوك.
لقد جازفت بالكثير جازفت بسعاده كارلي عندما انجذبت اليه ونسيت مدى اعتمادهما على هذا الرجل.

مضت لحظه مثقله بالصمت وتقابلت نظراتهما فرات ملامحه تتحول الى الاسف وكانه هو ايضا يتذكر ما واجهته
وانتقلت نظراته الى كارلي فظهرت فجاه نبره ندم في صوته وهو يقول:
-لن اضعكما في القطار انا اسف لاني قلت انك تجازفين بكارلي كان هذا سخيفا وليس لي الحق في قوله... لكنني ..اريد ان ابعدك عني ياجينا فانا اعيش وحدي.
اومات جينا باكتئاب لعل رايلي على حق فهو لا يريدها في عالمه ولا يحق لها ان تطلب منه ذلك
ما تشعر به هو الحب وهي تعلم هذا فهي لم تعرف مثل هذا الشعور من قبل لكن مشاعرها اخذت تهدد بسحقها واخذت تفكر بكابه بان مشاعرها مبنيه ربما على حاجه انيه لكن قلبها امتلا الما مما كان يقوله.
منتديات ليلاس
لم تستطع ان تفعل المزيد لقد القت بكرامتها في مهب الريح لقد القت بنفسها عليه وعرضت نفسها للالم و للرفض بشكل لم تفعله من قبل.
قالت بضعف:
-شكرا على السباحه التي استمتعنا بها كثيرت ربما حان الوقت للعوده الى البيت
-انا اسف يا جينا.
نظرت اليه ثم رفعت ذقنها وهمست:
-جبان
-لست جبانا لكني لا اريد ان اسبب لك الالم.
-بل لا تريد ان تسبب الالم لنفسك.

-ربما على اي حال حان وقت العوده الى البيت,واستدار وخرج من الماء متوجها الى حيث كانت كارلي
-هل انت جاهزه للعودة الى البيت؟
ابتسمت الصغيره وردت:
-لاباس هل انتهيت من معانقه جينا؟
نظر الى جينا وازداد جمود وجهه:
-ما كان لنا ان نفعل ذلك قط.

نهايه الفصل الثامن



اماريج 04-12-10 03:50 PM


9_محاولة يائسة

لم يرياه إلا بعد ظهر اليوم التالى . فبعد ان أعادهما إلى البيت أختطف عصاه وبعض المؤونة ، ثم توارى وتركهما تهتمان بنفسيهما ، كعادتهما على الدوام .
- هل تشاجرتما ؟
طرحت كارلى هذا السؤال فهزت جينا رأسها . كانت تحضر العشاء مقاومة دموعها ، محاولة أن تتظاهر بالغضب بدلا من الوحدة .
- ما الذى جعلك تظنين أننا تشاجرنا ؟
- توقف رايلى عن الابتسام ، وأنت توقفت عن الابتسام .

- ربما لأننا راحلتان غدا . وهذا أحزننا .
- اتظنين أننا سنرى رايلى مرة أخرى ؟
- ربما لا .
- هذا محزن حقا .
ونظرت كارلى إلى صدفتها الثمينة :
" أفضل أن أرى رايلى أكثر من صدفتى هذه "
حاولت جينا أن تتمالك نفسها وأن تبدو امرأة ناضجة متفهمة :
" عليك ألا تناديه رايلى بل السيد جاكسن "

- قال إن بإمكانى أن أناديه رايلى . إنه صديقى ، وأظن أن علينا أن نبقى معه فترة اطول .
- وأنا كذلك . لكن ثمة أمور ما كان لها أن تحدث .
نامت كارلى على عكس جينا التى كان نومها لماما تلك الليلة إذ استلقت فى السرير تحدق فى النجوم محاولة ان تفهم مشاعرها . . .وأن تكتشف كيف ستواجه المستقبل .
استيقظتا فى الصباح التالى على صمت مطبق . فرتبتا غرف النوم ونظفتاها .

وبعد الظهر خرجتا فرأتا من بعيد القطار الفضى الذى ترجلتا منه قبل أربعة أيام ، رأتاه وهو يصل وهو يغادر . ربما كان عليهما أن تصعدا على متن القطار ، ربما ما كان عليها أن تثق برايلى .
لكنها وثقت به ، فهو جدير بالثقة ويمكن الاعتماد عليه تماما .
فى الرابعة ، توقفت هى وكارلى عن العمل ، الحماسة والبهجة اللتان رافقتا عملهما فى الأيام الثلاثة الماضية تلاشتا تماما وكانت جينا متعبة حتى العظم .
منتديات ليلاس
وفى الساعة الخامسة ظهرت السيارة من الجنوب ودخل رايلى إلى المنزل . بدا مظهره أسوأ مما تعهده جينا . لعلها تبدو متعبة ، لكن هذا الرجل يبدو على وشك الانهيار . همست :
" رايلى "
لكن مظهره منعها من أن تصيف كلمة أخرى . قال بصوت خال من المشاعر:
" أنهيت العمل المطلوب . أيمكنكما الاستعداد للرحيل خلال ربع ساعة "
قالت كارلى وهى تنقل نظراتها بينه وبين أختها :
" لقد سبق وحزمنا أمتعتنا "
فقال لها باسما :
" هذا حسن "
لكنه لم يبتسم لجينا .

ارتفعت الطائرة فى السماء ، واتجهت إلى الجنوب ، ولاذ رايلى بالصمت وقد تجهم وجهه ، فيما تأبطت كارلى صخرتها وكانها تريد المحافظة عليها .
اسندت جينا وجهها على زجاج النافذة تحدق فى الأسفل حيث راحت " مرتفعات بارينيا " تتراجع . وشعرت بالكآبة فقد وقعت فى غرامها ، كما وقعت فى غرام رايلى .

كان عليها أن تتحدث إلى كارلى ، إلى أن تقنعها بأنهما تعيشان مغامرة . لكن وجه كارلى بدا متوترا فهى تعلم ما خسرناه .
كلما اتجهت الطائرة نحو الجنوب ، كلما بدت البلاد أكثر اخضرارا .
وبعد مضى ما يقارب النصف ساعة وصلا إلى مكان بدا أشبه بالفردوس بعد " مرتفعات بارينيا "
لم تستطع أن تصدق . وعندما أوشكت الطائرة على الهبوط ، نظرت إلى رايلى بارتياب .



اماريج 04-12-10 03:51 PM

لكن وجهه بقى جامدا عابسا . كانت كارلى تحدق فى الاسفل فاغرة فاها ، وشعرت جينا بأنها تريد أن تفعل الشئ نفسه .
بدا المنظر وكأنه نسخة عن الفردوس ، فقالت كارلى وهى تشهق :
" ما أجمل هذا "

ولم تستطع جينا إلا أن توافقها الرأى ، ونظرت إلى رايلى ثم حولت نظرها بعيدا . كان وجهه قناعا حازما.
لكنها تغلبت على تعاستها وقالت له :
" أبسط ملامحك . كيف يمكن ان تبدو تعيسا وأنت قادم إلى هذا البيت الرائع ؟ اعرف أنك ستفتقد غبارك ذاك ، لكن هذه سخرية "

أجاب بابتسامة خفيفة :
" أريد أن اركز على الهبوط "
عضت شفتها وقالت بمودة :
" هذا صحيح . أنت تريد أن تركز اهتمامك على أى شئ ما عدانا "
حطت الطائرة ثم توقفت ، حيث كانت ماغى فى الانتظار . كانت امرأة قصيرة بدينة قليلا فى أواخر الخمسينات من عمرها أو اوائل الستينات . وعندما نزلوا من الطائرة ، ابتسمت لرايلى مرحبة لكن عينيها كانتا على جينا وكارلى .
منتديات ليلاس
ابتسمت للفتاتين وقالت :
" يا للصغيرتين المسكينتين ! كل تلك الضجة . . . وعثور رايلى عليكما فى ذلك الجو الحار . رايلى ، كان عليك ان تحضرهما إلى هنا على الفور "
فأجاب باختصار :
" لم أستطع . كانت المواشى تموت "
عندئذ نظرت ماغى إليه بإمعان ورأت جينا الصدمة التى تملكتها وهى تلاحظ الارهاق والتوتر الذى يبدو عليه .

شهقت المرأة وحاولت أن تتكلم لكن يبدو أنها غيرت رأيها فألقت عليه نظرة طويلة متفحصة ، ثم عادت تنظر إلى الزائرتين . وقالت لجينا :
" تفضلا بالدخول "
ثم نظرت إلى كارلى باسمة :
" أهلا وسهلا بك "
فسألتها كارلى :
" أتريدين أن ترى صخرتى ؟ "
اتسعت ابتسامة المرأة : " طبعا "

- هل ماكس غير مشغول ليأخذ هاتين مباشرة إلى اديليد .
كان سؤال رايلى جافا فجمدت جينا مكانها ونظرت إليه :
" ظننت . . . "
وسالته كارلى :
" ألن تأخذنا أنت ؟ "
أجابها :
" أنا مشغول . ماكس هو مراقب عمال ، وزوج ماغى . إنه طيار مجاز "
وعندما رأى الشك على وجه كارلى ، ابتسم لها وأضاف :
" ستحبين ماكس ، فهو يحب الاولاد وأنا أراهن على انه سيحب صخرتك "

حدقت فيه ماغى بدهشة وارتباك وقالت : "رايلى ما الذى تتحدث عنه ؟ ماكس لن يأخذ أحدا إلى أديليد هذه الليلة "
- لم لا ؟ يمكنه أن يمضى الليلة هناك ويعود غدا .
- لن يستطيع .
- ماغى . . .
- ما من ضوء كاف ، وأنت تعلم أنه يكره الطيران فى العتمة .
- هيا ، يا ماغى ، إنها ليلة رائعة . القمر بدر وما من غيوم .
- إنه لن يفعل هذا .
- لم بحق الجحيم ، لن يفعل هذا ؟
منتديات ليلاس
تمالك نفسه ونظر إلى كارلى التى كانت تنظر إليه مباشرة :
" أعنى . . . سيكون بأحسن حال . اعتاد أن يقود الطائرة فى ظروف جوية أسوأ من هذه "
- لكنه الليلة غير مضطر لذلك . إنه زوجى وأنا أقول إنه لن يفعل هذا .
وشمخت ماغى بقامتها وحملقت فيه :
" أنا لا أعارضك كثيرا يا رايلى جاكسن ، لكننى سأعارضك الآن . دع هاتين الصغيرتين تمضيان الليلة هنا . الارهاق يبدو عليهما بقدر ما يبدو عليك . ساتحدث إلى ماكس ليأخذهما بالطائرة إلى الجنوب عند الصباح .



اماريج 04-12-10 03:52 PM

فقال مزمجرا :
" انا رئيس ماكس "
فألقت عليه ماغى نظرة طويلة مفكرة :
" هذا صحيح . كما أنك رئيسى لكنك لن تكون رئيس أى منا إذا ما رحلنا . وهذا ما قد نفعله إذا أرغمته على القيام بذلك "
بدا لجينا أن الأمور تتفاقم ، فقالت :
" ما هذا ؟ انا لا أريد . . . الأمر غير هام "
وضعت ماغى يديها على وركيها وقالت :
" بل هو هام . إن رايلى سخيف "
والتفتت تواجهه مرة أخرى :
" ادخل واغتسل واستعد للعشاء . سيكون العشاء على المائدة بعد نصف ساعة "
- سآكل مع الرجال .
- ماذا تقول . . . ؟
منتديات ليلاس
- أطعمى جينا وكارلى يا ماغى .
واستدار مبتعدا وكأن الضجر تملكه فجاة :
" اعطيهما فراشا لتناما عليه الليلة ، ثم يأخذهما ماكس فى الصباح "
أخذتهما ماغى مباشرة إلى غرف الضيوف حيث وجدتا سريرين فاخرين ، وفوقهما مروحة تحمل النسيم الهادئ فى انحاء الغرفة الفسيحة . بدت ماغى ذاهلة لكنها اعتنت بهما فترة قصيرة ثم توارت بسرعة ، كى تستحما وتغيرا ملابسهما . وكان الحمام ممتعا ، لكنهما افتقدتا المضخة .

عادت كارلى إلى هدوئها ولم تقل شيئا وهما ترتديان ملابسهما وتذهبان إلى العشاء وازداد هدوء الصغيرة عندما أدركت انهما ستتناولان عشاءهما فى عزلة موحشة رغم فخامة الغرفة وروعتها .
كانت ماغى تدخل وتخرج حاملة أطباق العشاء ، ولم تكد تتكلم . بدا أن شخصيتها القوية توارت ، وفكرت جينا فى انه كان عليهما أن تستقلا القطار .
وبعد العشاء ، بدا المنزل مهجورا ، فحملتا الأطباق إلى المطبخ الريفى الفسيح ، وعادتا إلى غرفة نومهما ، شاعرتين بالضياع .
وضعت جينا كارلى فى السرير ، فهمست هذه قائلة :
" لم يعد رايلى يحبنا "

احتضتنها جينا قائلة إنه يحبهما طبعا ولكنه متعب فقط .
ولم تصدق هى نفسها ذلك . كانت تسرى عن كارلى ، لكنها كانت هى نفسها بحاجة إلى من يسرى عنها .
وعندما رقدت كارلى فى النهاية ، خرجت لتجلس فى الشرفة . غدا تعود إلى المدينة وينتهى هذا كله .
كان الليل رائعا وماينيرينغ رائعة ، فهى أجمل مكان رأته ، إنه مزيج سحرى من أحلام البرارى والراحة الممتعة .

ما الذى جعل زوجة رايلى تهجره ؟يبدو المكان وكأنه مسكون بالاشباح تقريبا .
بدا جرو من خلال الضباب ، فنادته . قفز مسرورا ثم انسل متقدما منها .
كانت ترحب بهذا الرفيق . إنها ستجن . أين رايلى ؟
وسألت الجرو :
" هل هو يتحدث معك ؟ "
- لا .
جاء صوت المرأة من خلال الضباب ،فالتفتت لترى ماغى تراقبها من خلف جذع شجرة . وقالت هذه بمرارة :
"رايلى يتحدث إلى كلب ؟ سيبعث هذا بينهما مودة وهو لا يريد لهذا أن يحصل "
ابتدأت جينا تنهض لكن ماغى أشارت إليها لتبقى :
" لا تذهبى . أنا بحاجة إلى الحديث معك "
- لا أريد أن ازعجك .
- أنت لا تزعجيننى . أنت تزعجين رايلى وهذا ما أريد أن أتحدث عنه معك .
- حسنا . إذا كنت تريدين أن أعتذر عن هذا . . .
منتديات ليلاس
ابتسمت ماغى بقلق :
" طبعا أنا لا أريدك أن تعتذرى ، بل على العكس . فى الواقع ، لم ينزعج رايلى منذ وقت طويل "
- وماذا يعنى هذا ؟
- الوقوع فى الغرام .
حدقت جينا فى ماغى بذهول وبادلتها ماغى التحديق بالمثل . . . حولت جينا نظرها أولا ، وأخذت تنظر إلى البحيرة .
همست جينا :
" من قال شيئا عن الوقوع فى الحب ؟ "
سألتها المرأة " : هل تحبينه ؟ "



اماريج 04-12-10 03:54 PM

- ربما . وما فائدة إنكار ذلك ؟
- حسنا . من المؤكد أنه يحبك هو أيضا .
- لا أظن ذلك .
- هل رأيت وجهه .
- أنا . . .
- طبعا . أنت لا تعرفين عنه شيئا لكى تدركى . . .
تنفست ماغى بعمق ، وألقت بنفسها على الأريكة بجانب جينا :
" آسفة يا جينا . منذ اللحظة التى ترجل منها من تلك الطائرة ورأيت وجهه . . . لم أر تلك النظرة منذ مات أبوه ، وجعلنى ذلك أشعر بالمرض "
- لا أفهم .
- حسنا . . . ربما عليك أن تفهمى . فلا يمكنك ان تحاربى من دون سلاح ، وهذا ما أقوله أنا على الدوام . كنت أتحدث إلى زوجى فقال لى أن أدع ما ليس من شأنى . ولكن متى فعلت أنا ذلك فى حياتى ؟ هل تعلمين أن والدة رايلى هجرته ؟
منتديات ليلاس
أجابت جينا محاولة الحفاظ على هدوئها :
" كلا ، أنا . . . "
- كان والد رايلى مغرما بها إلى حد ميئوس منه . لكنها كانت أميرة صغيرة مدللة ، جاءت إلى هنا فمنحها العالم كله ، لكن هذا لم يكفيها . كان لديهما ثلاثة اطفال . تعرفت إلى مليونير أثناء سباق ما ، فهربت معه من دون أن تلقى نظرة إلى الخلف ، وحطم ذلك قلب أبيه . وحسب علمى ، لم يرها رايلى قط بعد ذلك .
- آه ، لا .
- بل هذا صحيح ، لكنها كانت البداية فقط . كانت الفتاتان مثلها أعنى شقيقتى رايلى . صحيح أن الأم هجرتهما هما أيضا ، لكنهما كانت أكبر منه سنا وقد علمتهما أن تتصرفا مثلها تماما . لم تعجبهما المدرسة العادية هنا ، وذهبتا إلى مدرسة داخلية . كانتا تكرهان هذا المكان وعندما أصبح رايلى فى الثامنة ، رحلتا تاركتين خلفهما غصة . جاهد والد رايلى كى يبقيهم معا لكنه لم ينجح . وهكذا بقى رايلى مع أبيه الذى مات عندما كان رايلى فى الحادية عشرة .

لم تتكلم جينا . لم تستطع . لكن ماغى نظرت إلى وجهها فى ضوء القمر . ويبدو أن ما وجدته أرضاها.
فهزت رأسها وتابعت كلامها :
" كان الأمر بالنسبة إليه أشبه بجهنم . بقى وحيدا من دون أمه ، وشقيقتيه . كنا أنا وزوجى هنا طبعا وتأكدنا من وصول خبر موت الوالد إليهن ، ولكن الأمر الوحيد الذى أثار اهتمامهن هو الإرث . لكن المزرعة بقيت وكان علينا أنا وزوجى ماكس ، أن نطلب رسيما تعيينا وصيين عليه بما أن لا أقرباء له "

وضعت ماغى يدها على يد جينا وقد شعرت بأن جينا مصدومة إلى حد لم تستطع ان تتكلم وتابعت :
" لن أطيل الكلام . بقى رايلى حبيس نفسه ، وانغمس فى العمل . تعلم العمل فى البورصة فأصبح أحد أغنى المزارعين فى استراليا وواحد من أصحاب الملايين القلائل فى بلادنا . ومنذ ست سنوات تعرف إلى ليزا وهى ابنة سمسار مبيعات ، وفتاة رائعة الجمال . كانت مرحة تحب الهزل ، فتزوجها . لكننى أظن ان احد الأسباب التى جعلته يتزوجها هو تحكمها فى مشاعرها . . . إنه لا يثق بالحب ، ولم يثق به ؟ على أى حال ، لم تكن ليزا صالحه له أبدا إذ هربت مع أحد أصدقائه القلائل الذين يثق بهم ، ما ادمى قلبه . هذه هى القصة . منذ رحيل ليزا ، رفض أن يقيم صلة حتى بالكلب "

سادت لحظة صمت ثم شهقت شبه باكية :
" لقد شغل نفسه بالأرض ، وأخذ يهتم بالمزرعة دون سواها . لم يعد يلتزم بأحد ، ثم أتيت أنت "
- أنا . . .
- بدا هذه الليلة كما بدا ليلة وفاة والده ، لا يمكنك أن ترحلى .
- أتظنيننى اريد أن أرحل ؟
- لا . . .
وراجعت نفسها لتقول بعد حين :
" بل أظن ذلك . ألقيت نظرة واحدة على وجهه وأدركت أنه أحب امرأة أخرى ليست بحاجة إليه . وهذا هو السبب . . . السبب الذى جعلنى أترككما وحدكما على مائدة العشاء . كنت قلقة مضطربة للغاية . لكنه كان أيضا السبب الذى جعلنى أرفض أن يأخذكما زوجى إلى أديليد هذه الليلة . أردت أن أعرف . كان على أن أفهم "
- وهل فهمت الآن ؟

- طبعا فهمت . لقد كنت أتحدث إليه .
فقالت جينا :
" أنت تمزحين . رايلى لا يدع الناس تتحدث معه "
ابتسمت ماغى ابتسامة مرتجفة :
" هذا صحيح . ولكن إذا كنت ثائرة فهو يعطيك معلومات . قلت له إننى آسفة لأننى رفضت أن يأخذكما ماكس إلى أديليد الليلة ، أخبرته أننى كنت أصغى إلى الإشاعات فى الراديو ، ويبدو أنك فتاة مدللة فاسدة مثل أمك ثم وقفت أراقبه ، بدت عليه ردة الفعل التى كنت أريدها . وأظننى لو كنت رجلا لتلقيت منه صفعة قوية "

تنفست جينا بعمق ، محاولة أن تركز :
" حسنا . . ماذا تريدين أن تقولى ؟ "
- أريد أن أقول أنه يحبك وأنك تحبينه . أنا لا أدرى ما السحر الذى حدث أثناء الأيام الأربعة الماضية . لكن . . هل كان الأمر كذلك ؟ هل كان سحرا ؟
فقالت جينا :
" نعم ، كان كذلك "
منتديات ليلاس
اتسعت ابتسامة ماغى :
" اسمعى ، إذا ما رأيت أن أربعة أيام فى مرتفعات بارينيا هى سحر ، فأنت إذن مناسبة جدا له . هذا المكان هو قصر بالمقارنة مع مرتفعات بارينيا ."
- هذا المكان قصر بكل تأكيد .
- يمكن إذن أن تبقى هنا إلى الأبد .
- هذا صحيح وكأنه سيسمح هو بذلك .

فقالت ماغى :
" اذهبى إليه ، جاهدت كثيرا لكى يسمح لك بالبقاء ليلة أخرى . دعى الأمر ينجح . إنه فى حظيرة الطائرات الآن يعطى تعليماته لصباح الغد . اذهبى وتحدثى إليه "
- لا أستطيع .
- ألا يستحق أن تحاربى من أجله ؟
- ماغى ، أنا من أخذ المبادرة الليلة الماضية . لا أستطيع الآن أن أذل نفسى أكثر .
- أنا لا أطلب منك إذلال نفسك . أنا أطلب منك ، وبكل بساطة ، أن تذهبى وتتحدثى إليه . لا أدرى . . . اشكريه على إقامتك عنده أو أى شئ آخر . سيرحل غدا قبل الفجر ، ولن تسنح لك الفرصة كى تريه مرة أخرى . . . حاولى . . . حاولى فقط . ماذا ستخسرين ؟



اماريج 04-12-10 03:58 PM

وفكرت فى أنها ستخسر كرامتها . لكن ، هل بقى لديها أثر من كرامة ؟ وهمست :
" يمكننى أن أفعل هذا "
جذبت ماغى الجرو الذى جلس عند قدمى جينا قائلة :
" أفسح الطريق للسيدة ، فلديها رسالة "
وشدت على يد جينا :
" حظا سعيدا يا عزيزتى . آه ، حظا سعيدا "
لن ينجح هذا الأمر !
دخلت جينا إلى حظيرة الطائرات . وعندما التفت رايلى ليرى من الذى يقترب منه تجهم وجهه .لم يكن لديها أمل .
قال باختصار :
" ظننتك فى فراشك الآن "
فأجفلت :
" جئت لأشكرك على ضيافتك "
- مرحبا لك .

واستدار عائدا إلى طائرته فحدقت فيه محبطة وقد تصاعد غضبها ثم قالت :
" أنا لست كذلك "
عاد يلتفت إليها :
" المعذرة ؟ "
- أنا غير مرحب بى على الاطلاق . أنت متلهف لرحيلى .
- أنا لم أقل هذا .
- لست بحاجة لأن تنطق بهذا .
وعندما ازداد جمود وجهه ، شعرت بالغضب يتملكها . تبا له ! إنه بحاجة لركلة :
" لقد أصبحت أنانيا ومملا للغاية ، لا أدرى لما ظننت أن من الممكن أن أحبك "
منتديات ليلاس
سادت لحظة صمت . ثم أخذ يمسح يديه بخرقة ، سائلا :
" مملا للغاية ؟ "
فأجابت وعيناها تلتهبان :
" نعم . كما أنك أقلقت كارلى . إنها لا تفهم لما أصبحت حقيرا بهذا الشكل "
- أنا لم أكن حقيرا ، لقد أحضرتكما إلى هنا ، وانا اخطط لنقلكما إلى أديليد .
فقالت :
" هذا ما ظننته . حدثت نفسى بأنك تتصرف معنا بلطف وأن على ألا أشكو ثم عدت وأدركت أنك تعطينا ما يمكن لأى شخص لديه مال أن يمنحنا إياه ، اعتادت نيكول أن تنزلنا فى فنادق خمس نجوم ، وأن تستخدم مشرفة ترعانا ، لكن أحدا لم يحبها ولا ابنتيها حتى "

- ماذا تعنين ؟
- أنت رفضت حبنا .
كيف صدر عنها مثل هذا التصريح الواضح ؟ لكنه صحيح ، فلم لا تقوله ؟
- أنا لا أريد أن يحبنى أحد .
فازداد غضبها :
" بل تريد ذلك . لكنك لا تريد الاعتراف بالأمر لأنك تألمت فى الماضى . حسنا ، أنت تنظر إلى خبيرة فى الألم ، ومع ذلك ، ها أنذا ألقى بقلبى بغباء ولهفة لشخص أنانى لا يريد حتى أن يخصص نهارا واحدا يأخذنا فيه إلى أديليد "
- كفى يا جينا .
- ولم أسكت ؟

لم يعد يهمها شئ . لم تشأ فى البداية أن تتفوه بأى من هذا الكلمات لكنه حدق فيها بعينين خاليتين من أى تعبير وكأنه يحاول أن يطردها ، فلم تستطع احتمال ذلك . يمكنها أن ترى ما خلف ذلك الجمود فهو يظن أنه إذا سمح لنفسه بأن يحبها ، فستجعله يتألم . . . تماما كما فعل به أولئك الناس .
همست :
" جبان "
- أنا لست جبانا . أنا واقعى .
- أتظن أن ما كان بيننا يجب أن ينتهى ؟
- طبعا يجب أن ينتهى .

فقالت بحرارة :
" طبعا عليه ذلك حين يفرقنا الموت . أرايت ؟ حتى أننى أعرف الوعد المقدس "
فقال مجفلا :
" أتقولين إنك تريدين أن تتزوجينى ؟ "
- أنا أعبر لك عن شعورى نحوك . فلم لا أكون صادقة ؟ وسواء تزوجنا أم لا ، أنت جزء منى لكنك تفتقر للشجاعة لترى ذلك .
- جينا ، هذا مستحيل .
- لماذا ؟
- لأنه لن يدوم .

- هل لك ان تسكت ؟ انت تقول إن حبنا لا يمكن أن يدوم ولهذا تريد أن تنهيه الآن . هذا تعليل رائع . . . أنت أشبه بمن يرى مائدة مليئة بالأطعمة فيقول إنه سيجوع فى المستقبل ولهذا لن يأكل الآن .
- أنا . . .
- ما الفرق ؟ ما الفرق رايلى جاكسن ؟
- لا أريد أن . .
- ان تلتزم . لا . هذا ما أراه .
- جينا ، اذهبى إلى سريرك . لن أغامر بسعادتك وسعادة كارلى .

- سعادتنا تتوقف عليك أيها المغفل .
- كفى يا جينا .
- انت تطردنى ؟
- نعم .
- تقول ماغى إنك تحبنى .
- ماغى لا تعرف شيئا .
- أحقا لا تعرف ؟
وتقدمت خطوتين إلى الأمام ثم واجهته :
" إنها ، إذن ، مخطئة ؟ انظر فى عينى مباشرة وقل إنها مخطئة وإنى أسات الفهم ، وإن هذا الحب من جانب واحد وإنك لا تحبنى "
عض شفته وحدق فيها :
" لا . . "
- لا ماذا؟ لا تحبنى ؟ قلها يا رايلى .
- اذهبى إلى سريرك .

- قلها يا رايلى .
- هل لك أن تخرجى من مطارى "
- لا يمكنك ان تقولها ، اليس كذلك ؟
- ما يمكن ان أقوله أو لا اقوله لا يشكل اى فرق . أنا لا أريد أى علاقة اخرى . أرجوك . . . ودعى كارلى بالنيابة عنى ، وأخبريها أننى سأكتب إليها عندما تعودان إلى إنكلترا .
- ما اعظم هذا !
- هذا كل ما انا مستعد للقيام به يا جينا .
اغمضت عينيها ، إلى أين عليها أن تذهب ، وماذا عليها أن تفعل ؟ أين ذهب الدفء الذى كان ينبعث من عينيه ؟ أين هو رايلى الذى وقعت فى غرامه ؟ أين قهقهته ـ ابتسامته ، اهتمامه ؟
منتديات ليلاس
لقد خسرت إذن لكنها حاولت على الأقل . ستعود إلى إنكلترا بعد أن جاهدت وحاولت . لن تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك .
وعادت تقول :
" هذا حسن . حطم قلبك ، حطم قلبى ، وقلب كارلى "
واستدارت خارجة من طريق المطار ، رافعة رأسها . بدت متماسكة من الخلف ، لكن هذا من الخلف فقط .
كان عليه أن ينهى تفحص المحرك لكنه لم يفعل بل وقف يحدق فى ظلمة الليل والصداع يدور ويدور فى رأسه .
جبان .
نعم إنه كذلك ، ولكن . . . لكنه لم يكن يحمى نفسه فقط .

فى الحقيقة ، لم يكن يعرف ما إذا كان قادرا إلى إعطاء ما يريدونه منه . زوج لجينا ، أب لكارلى . هو الرجل المتحفظ المستقل يتحول إلى رب أسرة هكذا بطرفة عين .
دخل الجرو إلى الطريق المؤدى إلى المطار وتوجه إليه فوجد رايلى نفسه يربت على رأسه قبل أن يدرك ما يفعله . ما اسمه ؟
لم يكن يطلق أسماء على الكلاب .
عندما توارت جينا فى الظلمة ، قال رايلى للجرو بكآبة وهو يدفعه عنه :
" دع عنك هذا ، يا صديقى . انا لا أستحق الحب "



اماريج 04-12-10 03:59 PM

لكن الجرو دس أنفه فى يد رايلى الذى تجاهله ثم عاد وقال :
" هذا يكفى "
بعدئذ ، أخرج مفاتيحه وتوجه نحو أقرب سيارة . يمكن لماكس أن ينهى تفحص الطائرة .

- سأذهب لأطمئن على المواشى فى الناحية الجنوبية وسأتصل بالمنزل ليعرفوا مكانى ، ولن أعود إلا بعد أن ترحلا .
هل كان يتحدث إلى كلب ؟
منتديات ليلاس
نظر الكلب إليه وكاد يقسم على أن الكلب فهم ما يقول . وضب ما يحتاج إليه من طعام أساسى ثم كتب ملاحظة لماغى . فكر فى أن يكتب كلمة لجينا لكن . . يا لجهنم ! ماذا على الرجل أن يقول ؟
لاشئ . . لم يبق ما يقال .

صعد إلى شاحنته وأدار المحرك ، وعندما ابتدأت الشاحنة تتحرك ، قفز الجرو من النافذة المفتوحة ليستقر على ركبيته وهو يلهث مبتهجا .
فكر رايلى فى أن يقذف به إلى الخارج ، لكن الجرو أخذ يلعق يده .
فقال :
" لا بأس ، أنت مجرد كلب بدون اسم ، هل سمعت ؟ "
استقر الجرو على المقعد بجانبه وقد بدا راضيا للغاية . وخيل لرايلى ان الكلب ابتسم ، لكنه لم يحاول أن يتودد إليه .
كلا ، لم يفعل ذلك .

نهاية الفصل التاسع




اماريج 04-12-10 04:02 PM


10_انا احمق

- سنكون على ما يرام .
احتضنت جينا أختها بقدر ما يسمح به حزام المقعد . كان منزل رايلى يتراجع بسرعة تحتهم . كانوا يقصدون أديليد .
فقالت كارلى بعناد :
" لن أكون على ما يرام . أردت أن أبقى مع رايلى "
- أنت تعلمين أن هذا ليس ممكنا .
اللعنة ! لم تجد صعوبة فى الكلام ؟ كل ما شعرت به هو أنها تريد أن تتكور لتصبح كرة صغيرة .

لم تستطع . كان عليها أن تبدو متفائلة مستبشرة ، كما أن عليها أن تخطط للمستقبل ، بشكل ما .
قالت لكارلى :
" علينا أن نستقل الطائرة إلى بيرث لنستعمل تذكرتينا للعودة إلى إنكلترا . سأتصل بوكيلة نيكول ، ربما ستتدبر أمر بقائنا ليلة أو ليلتين فى بيرث قبل أن نرحل "
- ماذا سنفعل فى بيرث ؟
منتديات ليلاس
- بإمكاننا ان نأخذ صخرتك إلى المتحف . هذا ما اقترحه علينا رايلى ، هل نسيت ؟
شهقت كارلى وهى تقول بصوت باك :
" لا يمكننا أن نفعل هذا "
- لم لا ؟
- تركت صخرتى فى بيت رايلى .

- آه , لا .
اللعنة ! لم تفارق الصخرة يدي كاريل منذ اعطاها إياها رايلي . وكانت جينا تظن أنها معها فتملكها الانزعاج البالغ لأنها لم تلاحظ أن يدي الصغيرة فارغتان . حدقت في يدي كارلي بهلع وهي تفكر في استحالة الطلب من أن يعود . قالت :
" كارلي , علينا أن نتصل بماغي ونطلب منها أن ترسلها لنا "
فقالت كارلي :
" كلا "
طرفت جينا بعينيها :" لا ؟ "
قالت مترددة :
" تركتها هناك عدما . أعطيتها لماغي لتعطيها لرايلي "

ثم نظرت في وجه جينا وأضافت باكية :
" تركتها لرايلي "
لم يكن رايلي بحاجة لأن يخيم في الخارج . إذ استلقي مستيقظا طوال الليل محدقا في النجوم .
وجاء إليه الجرو فاحتضنه وقد شعر بحاجة إلى التعزية . قال يخاطب الجرو :
" لا أستطيع أن أثق بنفسي , أو أن التزم . إذا سمحت لنفسي بالعودة إلى هناك فسأصبح أبا . وإذا ما انفصلنا , أنا وجينا , وهذا ما سيحصل , فماذا سيحدث لكارلي ؟؟ "
لم يجد أجوبة على اسئلته , وبقى في مكانه حتى بزغ الفجر . وعندما رأي أخيرا الطائرة ترتفع في الفضاء ثم تتجه جنوبا , توجه إلى البيت .

كانت ماغي بإنتظاره , وما إن دخل حتى ناولته الصخرة .
كان الاتهام يرتسم على ملامحها الجامدة وهي تقول :
" تركت لك هذه . يا للطفلة الصغيرة "
حدق في الصخرة من دون أن يفهم فعادت تقول :
" إنها " صخرة " كارلي "
- نعم
- تركتها خلفها . أعطتني إياها لأعيدها لك .
- إنها هديتي إليها .
شهقت ماغي وكل ذرة في كيانها تنطق بالاستنكار :
" حسنا , لقد أعادتها "
- لا أريد استعادتها .

تحولت عنه تتلهي بتقشير البطاطا عل مشاعرها تهدأ .
قال وهو يحدق في قنديل البحر الصغير ثم يقلبه ويلامسه :
" كانت تعشق هذه الصخرة "
قالت ماغي بصوت باك وهي تعود إلى تقشير البطاطا :
" أعادتها لك "
- لا أفهم .
- قالت ...
وعادت تشهق بصوت مسموع :
" قالت إن لديها جينا لتحبها وإنك لا تحب حتى كلبك . ولهذا أنت بحاجة إلى " صخرتها " أكثر منها "
منتديات ليلاس
وجمد رايلي . وعادت ماغي تشهق .
قال :
" أتظنيني تصرفت بغباء ؟ "
فقالت : " لا أظن هذا فقط "
- ماغي أنا لا أعرف أي شئ عن واجبات الزوج
- لا تكن زوجا إذن . أحبهما فقط , ثم دع البقية تأتي .
- لقد رحلتا الآن . وانتهي كل شئ .
- سينتهي إذا أنت تركته ينتهي . اطلب منهما العودة . ماكس يستمع الآن الى الراديو .
- بكل تأكيد . إذا عاد بهما ماكس فهل سنناقش الأمور ؟ لقد عانتا الكثير , وثارت جينا غضبا الليلة الماضية . أتظنين أن بإمكاني أن أكلم ماكس واطلب منه أن يعيدهما لأنني أريد مناقشة الأمور معهما ؟ لا أظن ذلك .



اماريج 04-12-10 04:04 PM

- ما الذى تقوله ؟ عليك أن تناقش الأمور معها ؟
ونظرت إليه غير مصدقة :
" تناقش الامور معها ؟ "
ووضعت السكين من يديها بحذر ، وكأنها قد تفعل شيئا تندم عليه فى ما بعد ثم قالت بلطف :
" كل ما أعرفه هو انك تتصرف بغباء يا رايلى ، عليك أن تفعل شيئا "
ثم جمدت مكانها بعد أن تناهى إليها صوت طائرة . وقال رايلى :
" هذا غير ممكن . سيكون هذا غباء ، لا يمكن أن تكونا قد عادتا "
وضع الصخرة فى جيبه وكأنه يبعد عنه حلما . قالت هى بحدة :
" أنت هو الغبى "

وعادت تصغى لحظة ثم تلاشى الارتياح عن ملامحها :
" لا أنت محق . إنها ليست طائرتنا . . . إنها طائرة شخص آخر "
وسارت إلى باب المطبخ وأخذت تنظر مستطلعة . رأت طائرة حمراء صغيرة ، تقترب من مدرج المطار . تليها طائرة اخرى . وقالت :
" إنها طائرة بيل ودوت هولمز "
عبس رايلى وتملكه الذهول تقريبا ، ما سبب قدوم بيل ودوت إلى هنا ؟ فبيل يكره مغادرة أملاكه . قالت ماغى وهى تدفعه من كتفه :
" حسنا ، لا تقف بهذا الشكل . الطائرتان تقتربان . فاخرج والعب دور الضابط المراقب "
منتديات ليلاس
ونظرت خلفها إلى البطاطا ، ثم هزت كتفيها ، وأردفت :
" ربما على ان أخرج انا ايضا لأرى ما يجرى "
هبطت الطائرة الحمراء أولا وترجلت منها سيدة عجوز صغيرة الجسم بيضاء الشعر ، ترتدى ملابس عمل فاخرة . ولحق بها رجل ضخم يرتدى ملابس طيار . فهل هو سائق خاص ؟
نظرت السيدة باتجاه المنزل . وعندما رأت رايلى اتجهت نحوه لكنه أشار إليها لتتوقف . كانت فى نهاية الطريق فاضطرت إلى التوقف حتى حطت الطائرة الثانية .

لم تهبط الطائرة الثانية بسهولة ، فهى أكبر واقدم من الأولى . كانت فى الواقع ، أشبه بعلبة ضمت إلى بعضها بأسلاك .
كان راكبا الطائرة المتقدمان فى السن رجلا وامرأة ترتدى ملابس قروية رثة . وعندما أصبحا على الأرض قالت معنفة :
" لطالما أخبرتك أن علينا ان نتخلص من هذه الطائرة الرثة . لدينا مال أيها العجوز البخيل ، وها نحن ذاهبان إلى أديليد . لن تعود إلا بعد ان تشترى شيئا محترما تركبه "
ونظرت حيث كان رايلى يقف ثم لوحت له بيدها بعنف :
" مرحبا ، جاكسن "

وبالرغم من تشتت أفكاره ، ابتسم لها . . . كان بيل ودوت زوجين يعيشان على بعد مئة ميل شمال مرتفعات بارينيا ، وبيل هو من اتصل به بشان جينا وكارلى .
لكن ما سبب حضورهما إلى هنا ؟ إنها امرأة ريفية بدينة ، اجتماعية للغاية تحب الاشاعات ، لكن بيل لا يتحدث كثيرا .
اتجهت المرأة الانيقة وقائد طائرتها نحوه أيضا ، تقدم منهم ليستقبلهم جميعا . وصلت دوت إليه اولا فسالها باسما عن سبب تشرفه بزيارتهما . وأجابت دوت :
" جئنا لنأخذ زائرتيك إلى أديليد "
ومد بيل يده إلى رايلى يصافحه :
" مرحبا يا رفيق ، فكرنا فى ان نخلصك من زائرتيك ، ونأخذهما إلى أديليد لكى نريحك "
فأجاب رايلى : " لقد رحلتا "

لم تعجبه الخيبة التى بدت على وجه دوت ، فهى تشبه كثيرا الخيبة التى يشعر بها . التفت إلى زائريه الآخرين وقال وهو يمد يده ليصافح السيدة : "
آسف ، فأنا لا أعرفك "
أجابت :
" أنا أندى أوكونيل "
وشدت على يده بقوة وقد تغضن وجهها بقلق : " أترانى جئت متأخرة ؟ "
- هل تبحثين عن جينا وكارلى أنت أيضا ؟
عندما رأت الحيرة على وجهه قالت :
" لقد قابلتهما فى القطار . أنا من طلبت البحث عنهما ، وأخبرنى رجال الشرطة أنهما هنا . استطعت أن أحسم قليلا من مشاكلهما ، فقررت أن أحضر لأخبرهما "
لم يتبدد ارتباكه وسأل :
" وكيف استطعت أن تقومى بذلك؟ "
منتديات ليلاس
- كان الأمر سهلا .
وتركت يده ونظرت إليه متأملة . كان هو أيضا يتأملها . ما الذى أخبره بيل عن السيدة فى ذلك القطار ؟ أندى أوكونيل ؟ رئيسة المحكمة ؟ واستطاع رايلى أن يفهم كيف استطاعت هذه السيدة أن تصل إلى مركزها هذا . كانت عيناها حادتين ، وملامحها تنطق بذكاء بالغ .
قالت :
" شعرت بكراهية بالغة تجاه برايان "
- لم أتعرف إلى برايان أبدا ، لكننى أشعر نحوه بالكره نفسه . ولكن أخبرينى مرة أخرى لم أنت هنا ؟ لقد حللت بعض مشاكل جينا ؟ أخبرينى كيف .
فقالت :
" ذلك الرجل تافه وفاسد . لكن اختياره وقع على أناس غير مناسبين ليكونوا شهود على حقيقته . بقينا فى القطار يومين وكان على قائمة الركاب أناس متنوعون . وقبل أن نصل إلى بيرث وجدت ثلاثة محامين وقاض وطبيبا نفسيا . كنت أروى للبنت الصغيرة حكاية عندما ثار برايان وراح يصيح فيها ، قائلا إنه حرمها من حصتها من ميراث أمها ،وأخبرها بموت أمها ، لقد تملك الفزع المسافرين كلهم . على كل حال ، أصبح لدينا القصة بأكملها . فى الواقع لدينا ما يكفى لنذهب إلى المحكمة مباشرة ، فلدينا الآن تواقيع ما لا يقل عن ثمانية شهود اعترف بريان أمامهم أنه كذب ليخرج جينا وكارلى من إنكلترا . وهذه مستندات رائعة تثبت أنه لن ينجو بفعلته "
قالت ماغى :
" كان يكذب "



اماريج 04-12-10 04:05 PM

أومأت أندى راضية :
" ذلك الرجل أحمق . لقد أسكره النصر فأخبر العالم كله عن مدى مهارته . كان بيننا من عرف كيف يستدرجه . على أى حال ، ما من سبيل لإسقاط وصية نيكول بالخداع والتلاعب ، وسترث الفتاتان المال كله "
فكر رايلى فى أن الفتاتين ستصبحان غنيتين ومستقلتين تماما ، ومن الغريب أن هذا لم يمنحه أى بهجة .
لكنه يريدهما أن تكونا مستقلتين ! وهذا طبيعى !

ونظر إلى أندى بدهشة :
" وهكذا قررت أن تستقلى الطائرة من بيرث إلى هنا لتخبريهما بهذا ؟ "
نظرت إليه بجد :
" أنا مضطرة لذلك إذ بقيت أفكر فى ذينك الوجهين الشاحبين منذ رأيتهما . فكرت فى أن جينا قلقة وخائفة من دون شك . وعندما سمعت أنها لم تستقل القطار أمس ، ظننت . . تبا . . . وهكذا ركبت الطائرة لأخبرهما بما حدث "
لعل رايلى شعر بالتشوش ، لكن بقية المجموعة بدت مذهولة .
راحت دوت تتفحص رايلى وقد بدا انها عاجزة عن تفسير التعبير الذى ارتسم على ملامحه .
منتديات ليلاس
قالت :
" أليس هذا رائعا ؟ ألا تظن أن هذا رائع يا رايلى ؟ "
فقالت ماغى :
" رايلى لا يعلم ما عليه أن يظن . إنه يحب جينا "
وجمد العالم كله من حولهم .ما هذا ؟ لم يعرف ما عليه أن يقول .واستمر الصمت وحاول رايلى أن يبدى الغضب ، لكنه لم ينجح . حاول أن يبدو مترفعا . . أو متسليا .
لكنه لم ينجح أيضا .
وأخيرا ، سألت دوت :
" هل يحب رايلى ابنة نيكول ريزور ؟ "
أومأت ماغى . وأخيرا قال بيل :
" هيا يا رفيق ما الذى حدث لتفعل شيئا كهذا ؟ "

فقالت زوجته وهى تلتفت إليه :
" أتعنى لما وقع فى الحب ؟ ولم لا يقع فى الحب ؟ لابد أنهما وقعا فى الحب أثناء وجودهما فى مرتفعات مارينيا . كم هذا رومنسى "
فرد زوجها بخشونة :
" ليس فى ذلك أى رومانسية "
لكنها قالت حالمة :
" نعم ، لكن إذا وقعا فى الغرام هناك . . فيصبحان مثلى ومثلك . لقد وقعت فى غرامك هناك . والزواج يشمل الأحوال الحسنة والسيئة . إذا جاءت الأحوال السيئة أولا ، عندئذ يدوم الزواج إلى الأبد "

وتدخلت ماغى لتقول ببلادة :
" لكنه يظنها ستهجره "
- ولماذا تهجره ؟
طرحت أندى هذا السؤال فقرر رايلى أن الوقت قد حان لكى يتدخل :
" عفوا ، لكن هذا من شأنى "
تجاهلوه جميعا لكن ماغى أجابت من خلفه : " لأن كل امرأة جاءت إلى هذا المكان عادت فهجرته . ولذا يظن أنه إذا وقع فى غرام جينا وتزوجها فسيفشل الزواج ويتألم الاولاد "
فقال لها رايلى :
" هل لك أن تدعى ما لا يعنيك ؟ "

فقالت له أندى :
" جئت بالطائرة من بيرث . ولهذا أعتبر هذا من شأنى "
فقال رايلى بحدة :
" أنا لم أقع فى الغرام "
سألته ماغى وهى تسمره بنظرة لم ير مثلها منذ كان فى الثانية من عمره :
" لم تقع ؟ "
وتابعت تقول :
" هل لك أن تضع عينك فى عينى رايلى جاكسن ، وتخبرنى أنك لا تحبها ؟ وأنك لم تحب الفتاتين معا ؟ "
لم يستطع . لم يستطع ذلك طبعا . ولجأ إلى حيلة أخرى :
" أنا لا أريد أن أؤذيهما "
- لماذا أبعدتهما إذن ؟

- لن ينجح الأمر ، وستتأذيان .
- لا يمكنهما أن تتأذيا أكثر . لقد أحبتاك . انظر فقط إلى صخرة كارلى . أى نوع من الحب هذا ؟
كان عليه أن يسخر منها ، لكنه وبدلا من ذلك ، أخرج صخرة كارلى من جيبه وأخذ يحدق فيها . يا إلهى ! لا يمكن أن تتألما أكثر مما تتألمان الآن .
إن كارلى فى الطائرة الآن من دون صخرتها ، وجينا فى طريقها إلى أديليد من دونه .
وقال : " لا أستطيع "
ابتسمت ماغى : " بل تستطيع "
منتديات ليلاس
وحدق فى ماغى فبادلته التحديق .
ماذا قالت دوت قبل قليل ؟ ( الزواج هو للأوقات الجيدة والسيئة . إذا جاءت الأوقات السيئة أولا ، فسيستمر الزواج إلى الأبد )
لقد وقعت جينا فى غرامه عندما كانوا فى مرتفعات بارينيا . قالت إنها تحبه عندما كانوا فى بركة السباحة الملعونة تلك ، حتى انها لم تكن تعلم بوجود بيته هذا . قالت إنها تحبه ، وهى تعلم أن ليس لديها نقود ، كما كانت تظن أنه لا يملك الكثير من المال هو أيضا ، وأن مرتفعات بارينيا هى مكان إقامته .

وفكر بحذر فى أنه ربما . . . نعم ربما كان أحمق . وتحرك شئ فى قلبه . وانتظر حتى يعود قلبه إلى طبيعته لكن ذلك لم يحصل .
لقد رحلت أمه ، ولحقت بها شقيقتاه . ومات أبوه . ثم رحلت زوجته . هذه المآسى أدمت قلبه لكن الجرح التأم بسبب جينا . وفجأة ، تأكد من أن هذه المرة هى إلى الأبد .
قال بجمود : " ليس لدى طائرة "
كتمت ماغى ابتسامتها :
" ارى اثنين هنا "
- سنأخذك إلى أديليد مباشرة . نحن ذاهبان إلى هناك على أى حال . وثمة أمكنة كثيرة فى المؤخرة .
حدق رايلى فيها ثم فى الطائرة ، ثم تحول إلى أندى .
- لا اظنك تريد أن تستعير طائرتى .

ابتسمت للطيار الذى بدا عليه عدم الاهتمام وقالت :
" إنها ذات مقعدين فقط ، لى ولهارولد . نحن نريد أن نتفرج ، أليس كذلك يا هارولد ؟ "
نظر رايلى مرة أخرى إلى جناحى طائرة دوت وبيل وقال :
" لن نصل إليهما فى هذه الطائرة أبدا "
فقالت ماغى :
" سأتصل بماكس بالراديو وأطلب منه أن يقوم ببضع دورات قبل أن يهبط . أراهن على أن بإمكانه أن يفعل هذا قبل أن تلاحظ جينا "
- هل هى آمنة ؟

طرح رايلى هذا السؤال فهو قد يغامر فى سبيل قلبه ، لكنه غير مستعد للموت فى سبيل ذلك .
- طبعا آمنة . استعملناها لنقل بعض السماد الطبيعى ، ولهذا قد تشتم بعض الرائحة .
قال رايلى : " هذا عظيم "
فقال بيلى :
" ما هم رائحة السماد بالنسبة إلى رجل عاشق ؟ أتريد أن تستعيد السيدة أم لا ؟ "
نظر رايلى إليهم جميعا فبادلوه النظر ، ثم عاد ينظر إلى الحجر الذى بيده . ونظر إلى الكلب الذى أطق عليه اسما هو باستل .
ربما عليه أن يمنح مسألة الحب هذه فرصة أخرى ، لا بل ثلاث فرض : باستل وكارلى وجينا .
وقال : " سأجرب حظى "
توهج وجه ماغى وكأنما بسحر ساحر :
" آه ، يا رايلى إنها تحبك "

فقالت أندى :
" إنها تحبك طبعا أيها الشاب . لو أن هارولد ليس معى هنا لأحببتك أنا نفسى . . . والآن ، استعد ، فأنت تضيع الوقت "
منتديات ليلاس
وقال بيل :
" خذ نفسا عميقا أيها الشاب فسيكون هذا آخر هواء نظيف تستنشقه حتى نصل إلى أديليد "
وشهق عاليا ثم توجه إلى طائرته وهو يقول : " فلنرفع هذه الطفلة فى الجو "
شخرت دوت ساخرة وهى تنطلق خلفه :
" طفلة ؟ بل قل عجوز "
قالت أندى :
" نحن بحاجة للتزود بالوقود قبل الرحيل "
فقال بيل من فوق كتفه :
" سيكون عليك أن تلحقى بنا . ونحن ذاهبان فى مهمة إلى أديليد لإحضار سيدة جميلة "
وقال رايلى بفتور :
" إننى أحمق "
ردت ماغى قبعته إلى الخلف وطبعت قبلة على جبينه ثم قالت بحزم :
" كلا . لست أحمق بل متفهم . اذهب يا رايلى ، اذهب واحضر أسرتك إلى البيت "

نهاية الفصل العاشر



اماريج 04-12-10 04:08 PM

الفصل الحادي عشر
والأخـــــــيـــر
القرار الصعب

يبدو أن هذه الرحلة استغرقت وقتا طويلا.
ونظرت جينا الى ساعتها. لقد مرت ثلاث ساعات تقريبا منذ مغادرتهم ((ميونيرينغ)) التى يفترض أنها ليست بعيدة جدا عن ((أديليد)) .
رد ماكس عليها من فوق كتفه :
_ثمة رياح معاكسة .
كان صامتا معظم الرحلة، ما ناسب جينا.
كما أستغرقت كارلى فى النوم ما منح جينا الحرية للتحديق من النافذة والتفكير فى كل ما خلفته وراءها وكل ما ستواجهه.
منتديات ليلاس
ناداها ماكس:
_ نحن ندخل (أديليد) الآن.تأكدى من ان حزام الطفلة محكم .
-هل يمكننا ان نطير الى( بيرث) من هنا ؟
هز ماك رأسه :
سآخذك الآن الى بارافيلد ، هو مدرج للطائرات الخاصة.عليك أن تستقلى حافلة للذهاب الى ( بيرث).
- لااظن ان بأمكانك ان تتصل بالراديو لتسأل عن امكانية سفرنا بعد ظهر هذا اليوم؟
- لا ادرى كيف اقوم بذلك.

عضت جينا شفتها .لا يمكنها ماديا ان تمضى ليلة فى (أديليد)
وقال ماكس :
_ نهبط الان.
كانت الرحلة فى طائرة بيل ودوت من اكثر الرحلات ارهاقا بالنسبة الى رايلى.
وكانت ماغى تجلس على المقعد بجانب السائق تحيك بصنارتها مبتسمة وتنظر الى الخارج تتفرج على المناظر.
قرار مرافقتهم الذى اتخذتة فى آخر لحظة لم يكن مستغربا. وفكر رايلى بمرارة فى ان احداث هذا النهاركلها ليست مستغربة.
بدا مطار( بافيليد ) صغيرا وموحشا للغاية .ساعدت جينا كارلى على النزول من الطائرة، وكان الهواء هادئا تماما.
فسألت :
_ماذا حدث للريح؟

قال ماكس وقد بدا عليه الارهاق نوعا ما :
_التيارات علوية
نظرت اليه مشككة، ولكنها قالت :
_ شكرا لك.
راتة يلقى نظرة قلقة على السماء أتراه يتفحص الغيوم؟
- أسمعى أنزال أمتعتك سيستغرق بعض الوقت .
- ليس لدينا سوى حقيبتين .
- نعم، لكن علينا ان نمر بالجمارك.
- الجمارك ؟.
- نعم ، الحجر الصحى بسبب الفواكة.
- انتظرى مع الطفلة فى القاعه بينما أرى انا الأمر.

بدا المكان خاليا ، فسألته :
_ألا يمكننا أن نخرج بالحقيبتين مباشرة ؟
فقال بعناد وعيناه تنظران الى أعلى :
_القانون هو القانون. اذهبا واجلسا بينما احضر أنا الحقائب حالما ينتهى التفتيش.
رأت طائرة آخرى تهبط. وعندما رات جينا و كارلى الى الداخل رغما عنهما ،عض هو شفتيه السفلى بهلع ،لم تكن هذه الطائرة المنتظرة.
سألت ادت بينما رايلى يكاد يهلك جزعا :
_كيف لنا ان نعلم ان وزير الزراعة اختار هذا اليوم من بين كل الايام ليزور ( اديلبد) ؟
قال بيل وهو يمسك بطنه :
_سوف اموت.
وسأل رايلى:
_هل لديكا مظلة ؟

لكن درت أبتسمت فقط وأتجهت بالطائرة نحو مساحة أخرى.كانت كارلى من التعاسة بحيث لم تتذمروسألت:
_لم تأخروا فى أخراج حقائبنا من الطائرة؟
كانتا جالستين فى قاعة الانتظار عندما أخذ السياسيون يرحبون ببعض واستغرق ذلك الى الابد. وعندما غادرواأخيرا مستقلين سيارات اللموزين الخاصة ، عبرت كارلى عن عدم صبرها.
فأجابتها جينا !لا ادرى ماذا يجرى لكن سأحضرهما الآن ، هيا بنا يا كارلى.
وسارت الى الباب وفتحتة على مصرعية لتجد رايلى امامها.
منتديات ليلاس
مازالت هنا !بقى رايلى فى الجو مدة ساعة منتظرا السماح له بالهبوط، وتصور جينا تستقل الحافلة الى المطار الرئيسى ثم تستقل الطائرة مباشرة الى ((بيرث))ودفع بيده الباب واذا هى امامه.
هتفت باسمه:
_رايلى
انها هنا.بدت غبية من هتافها وشعرت وكأن العالم ينهار .ومرت لحظة شعرت اثناءها انه يغمى عليها لكن يدين قويتين امسكتا بها تثبتها.
قال بمثل ذهولها :
_ انت هنا ؟
-طبعا نحن هنا



اماريج 04-12-10 04:13 PM

استطاعت ان تنطق بذلك ، ثم حاولت ان تفكرفى ما عليها ان تقوله بعد ذلك:
_انهم يظنون ان لدينا فاكهة.
فقال ببلادة:
_فاكهة؟ اى صنف من الفاكهة؟
- لا ادرى.
منتديات ليلاس
كانت جينا من الذهول بحيث لم تفكر فى ذلك كله
وقال لكارلى :
_جئت ابحث عنكما
كان ينظر الى جينا يمسك بيديها وهو يقول لكارلى:
_ كان على ان احضر لك صخرتك.

فقالت كارلى :
_ تركت لك الصخرة
-لكنها كانت هديتى اليك
_لكنك بحاجة اليها .
_انا لست بحاجه اليها انا اريدك أنت.
واشتدت ذراعاه حول جينا وساد الصمت.

كانوا يسدون الباب ولم تستطع ماغى ودوت وبيل وهارولد وأندى أن يروا شيئا.
- افعل شيئا يا هارولد.
وضع هارولد كتفه على الباب ودفعه بقوة بحيث كادت جينا تقع ارضا.
- لكنها ما كانت لتقع ورايلى يشدها بتلك القوة .
سألت دوت كارلى :
_ألم يعانقها بعد؟
ارتبكت كارلى وقالت :
_ لا
- لم هذا الانتظار اذن؟

وحاولت جينا أن تفهم ما يحدث :
_من ....
أخبرها رايلى من دون ان تغادر عيناه عينيها :
_هذان دوت وبيل جيراننا فى مرتفعات (بارينيا)
أشتدت يداه حول خصرها . كان ينظر اليها بشكل لوى قلبها ولوى عالمها وهو يجيب:
- انت تعرفين ماغى طبعا تلك السيدة الطيبة تدخلت فى الامر وهذه أندى التى فهمت أنك التقيتها فى القطار.
منتديات ليلاس
وتدخلت أندى :
_جينا، لقدحلننا مسألة الوصية ، انت وكارلى سترثان اموال امكما كلها. تكونان امرأتين ثريتين للغاية
ستكون امرأة ثرية ، ماغى هنا ورايلى لديه صخرة كارلى.
كان هذا مربكا للغاية لكن جل ما يهمها هو الطريقة التى يحدق بها رايلى فيها والشعور بيديه على خصرها و....
- و لم انت هنا؟
أشتدت يداه حولها :
_ لأنى كنت أحمق.

فقال بيل :
_هذا سبب جيد يجعلك تجلس فى طائرة محملة بالسماد ثلاث ساعات .هل فعلت ذلك لأنك كنت أحمق؟ عليك أن تجد ردا أفضل.
فقال رايلى لجينا :
_ لأنى أحبك.
رفعت جينا بصرها الى وجه رايلى ،وما رأته على ملامحة كان مرضيا جدا جدا .وسألت: _أحقا ؟
فأجاب :
_ حقاولكن كيف تحبنى وأنت لا تحب حتى كلبك ؟
- لو كان بامكان باستل أن يأتى معى لرأيته هنا الآن.

كانت عيناه لاتتفارقان عيينيها وابتسامته تسرع خفقات قلبها وهو يتابع :
_ أنا احب كلبى ا لغبى كما اننى وقعت فى حب صغيرة حلوة للغاية اسمها كارلى . لكننى أحببتك انت يا جينا سفنسن، احببتك بقوة لا أظننى سأشفى منها كنت مخدرا لكن هؤلاء المحبين جعلونى أفكر بتعقل وارى حبيبتى الرائعة جينا.
تنفست بعمق ثم أخذت تبحث فى ملامحة عما يشير الى أنه يمزح لكنها نسيت كليا ان تتنفس.
وهمست :
_احقا ؟
- لا أبدا
وابتسم ابتسامتة الرائعة قبل ان يشدها اليه مرة آخرى ويضيف:
_ولكن أندى أخبرتنى انك ثرية للغاية وأنا أبحث عن الذهب منذ فترة طويلة.
تجاهلت كلامة هذا وركزة اهتمامها على ما هو ضرورى
- اتحبنى؟
توقف عن الابتسام ثم ابعدها عنه قليلا بشكل يمكنها من النظر فى عينة لترى ما فى قلبة ثم قال برفق:
- نعم احبك احب مظهرك ابتسامتك احب روحك شجاعتك وطريقة ربط شعرك وعندما يكون الغبار على انفك احب ضحكتك والطريقة التى تحملين بها كارلى،ومواجهتك للحياة بكل تلك الشجاعة والمحبة .جينا... لااستطيع ان اصدق انك تحبينى ، لكنك اخبرتنى فى بحيرة السباحة ان بأمكانك ان تحبينى واريد ان اعلم ان كنت دمرت ذلك. اريد ان اعلم ان كنت قد خسرت ذلك أم مازال لدى فرصة . اذا.........



اماريج 04-12-10 04:15 PM

- لم يستطع المتابعة بعد ان وقفت على رؤوس اصابعها ووضعت اناملها على شفتية وهمست :
- آه رايلى يا حبى كيف تشك فى ذلك؟
وعانقها ..............عانقها كما تستحق ان تعانق كما تحتاج لان تعانق الى ابد الآبدين.
وأستيقظت الحياة لتدوم حتى يفرقهما الموت
وعندما انفصلا عن بعضهما البعض اخيرا بدأت حياتهما
قالت كارلى بحدة:
_رائحة رايلى تثير الأشمئزاز.

فقالت لها دوت :
_اذا كانت جينا قد عانقت رايلى ورائحتة كريهه فحبهما جاد تماما.
- اتعنين انهما قد يتزوجان؟
فقالت اندى :
_ طبعا سيتزوجان انا خبيرة فى حفلات الأعراس اعرف سبعين شخصا تقريبا من قطار معين يتلهفون لدعوة
وقالت ماغى حالمة :
_آه انا قادرة على التخطيط لأجمل عرس فى ( ميونيرينغ)
فردت عليها دوت :
_ماذا عن اقامة العرس فى مرتفعات بارينيا ؟
- هناك بدأت القصة ...يكون العرس شاعريا للغاية
_ ايمكننى ان اكون حاملة الازهار ؟
طرحت كارلى هذا السؤال فحملتها ماغى بين ذراعيها وأخذت تقبلها وهى تقول باسمة:
_طبعا يمكنك سنخيط لك اجمل ثوب باللونين الوردى والابيض مع عقدة عريضة وردية اللون.
منتديات ليلاس
سألت أندى :
_ولكن كيف ستعيش امرأة ثرية مثل جينا فى ميولنيرينغ ؟
ردت ماغى :
_انها ممرضة يمكنها ان تتولى ادارة العيادات الطبية .
- لكنة لم يعرض عليها الزواج بعد.
عندما قال هارود هذا جمد الجميع ثم قال بيل :
_ولن يفعل .ما تزال امامك فرصة يا صديقى!

سألت ماغى:
_ أنت تفعل اليس كذلك يا رايلى؟
وقالت اندى :
_عليك ان تفعل ذلك فى الحقيقة لن تحصل على عرض لعقد الزواج مجانا كل يوم.
وسألت كارلى جينا :
_هل تتزوجين يا جينا؟

حمل صوتها رنة الم ،مما اوقف الضحك.لقد ادركت كارلى ان هذا العالم جاد.وهى تدرك ان الامور الجيدة لا تحدث بالضرورة،والحياة قاصية والنهايات العيدة موجودة فقط فى القصص والحكايات.
- قال رايلى جادا :
_يبدو ان الامور السيئة حدثت لنا فى الماضى وانتهينا منها.
ترك جينا مرغما ثم حمل كارلى وابتسم لها وشعرت جينا بأن قلبها يلتوى مرة آخرى ثم قال للطفلة
بحنان :
_كنا انا وجينا وحيدين وقد حدثت لنا امور سيئة، لكن الامور الجيدة تحصل ايضا,لذا يبدوا ان الامور السيئة مرت وانتهت.عشنا وحيدين مدة طويلة وآن لنا الان ان نعيش سعداء.

قالت :
_النهاية السعيدة!
فقال رايلى:
_كلا ما من نهايات سعيدة النهايات السعيدة لا احبها.
فهمست كارلى :
_ ماذا تحب اذا؟
-ما رأيك بالبدايات السعيدة.
_اظنها تعجبنى
لقد بدت لها الفكرة جيدة. وتابعت تقول:
_بدايات سعيدة لى ولك ولجينا ولماغى والكلب.

فقال :
_انها اسرة جاهزة ،حلما توافق جينا على الزواج منى.
فألتفتت كارلى لجينا:
_هل ستتزوجية؟
وقالت اندى :
_لو كنت مكانك لفعلت .هذا الزواج تدبير مناسب جدا
فقال هارولد:
_هذا يعنى انك تتزوجننى
وقالت ماغى :
_اعطنى كارلى.
منتديات ليلاس
أخذت كارلى من بين ذراعى رايلى وهى تقول له :
_أسألها مرة آخرى.
وقال له بيل :
_فكر جدا"
فقالت له زوجتة :
_ ماذا هناك ليفكر فيه، يا صاحب الرائحة الكريهه؟
أخذ رايلي يبتسم ويبتسم ثم ادرك ان العلم كله يراقبة..............
عند ئذن تحرك ليتصرف كما يتطلب الموقف، فركع على ركبة واحدة وسأل :
_اتتزوجيننى يا جينا سفنسن؟
وما هو جواب اى فتاة على هذا؟
ركعت هى ايضاعلى الركبتين وردت:
_نعم .... سأتزوجك.
طبعا فما من جواب آخر

النهاية


اماريج 04-12-10 04:16 PM

تمت والحمدلله
قراءة ممتعة للجميع للاعضاء وللزائرين:flowers2:
وكلي امل انو الرواية والنهاية حازت على رضاكم ياحلوين:Welcome Pills4:
:liilas:

فتاة 86 04-12-10 06:51 PM

شكراً اماريج رومنسية و فيها حس كثير حلو من الفكاهة
و هذا هو النوع يلي بفضلو بالروايات
عجبني أسلوب الكاتبة المرح و السلس
يعطيكي العافية

نجمة33 05-12-10 08:26 AM

شكرا لك اماريج انك رائعه جدااااااااااااااااااااااااااااااااا

Rehana 05-12-10 09:25 PM

تسلمى على اختياراتك الحلوة.. ماننحرم منك يالغلا:flowers2:

http://s3.hubimg.com/u/2643738_f520.jpg

شاهد 06-12-10 11:34 PM

شكررررررررررررررررررررررررا

اماريج 09-12-10 03:04 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2549195)
شكراً اماريج رومنسية و فيها حس كثير حلو من الفكاهة
و هذا هو النوع يلي بفضلو بالروايات
عجبني أسلوب الكاتبة المرح و السلس
يعطيكي العافية

ياهلا وغلا بااحلى ليلاسية
العفوووو حبيبتي انا يلي بشكرك على مرورك العطر فيها ومرورك دوما بسعدني ياحلوة ربي يسعدك ويحلي ايامك ياعسل
والله يعافيك حبيبتي وسعيدة :) انو اختياري عجبك :lol:
منورة يالغلا كله:flowers2:
:liilas:


اماريج 09-12-10 03:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2550072)
شكرا لك اماريج انك رائعه جدااااااااااااااااااااااااااااااااا


ياهلا وغلا بااحلى نجمة
الرواية صدقا نورت فيك حبيبتي ومرورك وتواجدك فيها هو سعادة لالي ربي يسعدك يالغلا كله وسعيدة كتيررر انها عجبتك ^_* منورة ياامورة:flowers2:
:liilas:

اماريج 09-12-10 03:09 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2550811)
تسلمى على اختياراتك الحلوة.. ماننحرم منك يالغلا:flowers2:

http://s3.hubimg.com/u/2643738_f520.jpg


الله يسلمك قمورة
مرورك وتواجدك فيها حبيبتي هو سعادة لالي ربي يحفظك ويسعدك قمورة ومااتحرم ابداااااا من هالطلة الحلوة ياغاليتي:flowers2:
:liilas:

اماريج 09-12-10 03:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهد (المشاركة 2551999)
شكررررررررررررررررررررررررا


العفووووو حبيبتي
وشاكرة لك مرورك وتواجدك فيها يالغلا كله :flowers2:
:liilas:

زهرة منسية 09-12-10 11:57 PM

عزيزتى اماريج الروايه رائعه جدا جداجداجدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا والنهايه اكثر من رائعه لدرجه جعلتن ان ابكى يعطيكى 1000000000000000000000000000000000000000 عافيه كل كلمات الشكر لا تكفيكى على هذه الروايه الرائعه :flowers2::55:

اماريج 11-12-10 06:06 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2555794)
عزيزتى اماريج الروايه رائعه جدا جداجداجدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا والنهايه اكثر من رائعه لدرجه جعلتن ان ابكى يعطيكى 1000000000000000000000000000000000000000 عافيه كل كلمات الشكر لا تكفيكى على هذه الروايه الرائعه :flowers2::55:

ياهلا وغلا بالحلوة صدقا الرواية منورة فيك وبهاطلة الجميلة والعطرة وسعيدة انها عجبتك^_*
وانا كمان مثلك حبيبتي اتاثرت في النهاية وبكية كمان :lol:
والله يعافيك ويسلمك وماتحرمنا هالطلة الحلوة ياعسولة:flowers2:
:liilas:

ليلى3 12-12-10 09:02 PM

لا يمكن وصف مشاركاتك الا بالراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اائعة :55::55:
سلمت يداك اماريج

http://quran.maktoob.com/vb/up/210344722883629926.gif

اماريج 18-12-10 03:53 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى3 (المشاركة 2559756)
لا يمكن وصف مشاركاتك الا بالراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اائعة :55::55:
سلمت يداك اماريج

http://quran.maktoob.com/vb/up/210344722883629926.gif


ياهلا ومراحب بحبيبة القلب ليلى:flowers2:
صدقا ليلى مرورك كتيررر بسعدني:) ياامورة وخاصة لمى بتجي معه كلام حلو:c8T05285::rdd12zp1: وصورة معبرة مثل هذه حلوة كتير وروعة وسامحيني سرقت الصورة هههههه
والله يسلمك ياغالية وسعيدة كتيرر انها عجبتك :lol:
لك كل الحب والود ياغاليتي:flowers2:
:liilase::liilas:


ليلى3 19-12-10 03:29 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2568179)
ياهلا ومراحب بحبيبة القلب ليلى:flowers2:
صدقا ليلى مرورك كتيررر بسعدني:) ياامورة وخاصة لمى بتجي معه كلام حلو:c8T05285::rdd12zp1: وصورة معبرة مثل هذه حلوة كتير وروعة وسامحيني سرقت الصورة هههههه
والله يسلمك ياغالية وسعيدة كتيرر انها عجبتك :lol:
لك كل الحب والود ياغاليتي:flowers2:
:liilase::liilas:


[FONT="Palatino Linotype"][SIZE="5"][COLOR="DarkOrchid"]ولا يهمك اماريج فيك تاخدي الصورة اللي تحبيها بس بعدين راح افرض عليها ضرايب هههههه
ومشكورة حبيبتي على كلامك الحلو و اهتمامك بردودنا :0041: وسامحيني لاني شغلت مساحة للتعليق على الرواية بس ماقدرت اقاوم الرد على كلامك الحلو :Welcome Pills4:

اماريج 20-12-10 03:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى3 (المشاركة 2569719)
[FONT="Palatino Linotype"][SIZE="5"][COLOR="DarkOrchid"]ولا يهمك اماريج فيك تاخدي الصورة اللي تحبيها بس بعدين راح افرض عليها ضرايب هههههه
ومشكورة حبيبتي على كلامك الحلو و اهتمامك بردودنا :0041: وسامحيني لاني شغلت مساحة للتعليق على الرواية بس ماقدرت اقاوم الرد على كلامك الحلو :Welcome Pills4:

ضريبة ياعسل :lol:غالي والطلب رخيص ياعمري:flowers2:
والعفوووووو ياحلوة صراحة لمى بشوف رد رائع من ااااا احلى واطيب نااااااااس قلبي برفرف من الفرح صدقا ياغالية
ومابقاوم الا وارد باحلى منه:Welcome Pills4: لانو يلي كاتبة رد بتستاهل مني انو اعبرلها عن شكري وامتناني لمرورها وتواجدها داخل المشاركة واكيد الاحلى دوما هو طلتكم الحلوة والعطر يلي بتحلي وبتعطر اي رواية صدقيني وربي مااتحرم من تواجدكم ولامروركم يلي دوما بكون سعادة ^_* لالي دمت بكل الحب ياغاليتي:flowers2:
:8_4_134:
http://www.liilas.com/vb3/../up/uplo...2880359431.gif

gog 21-12-10 01:01 PM

ط±ظˆط§ظٹط© ط±ظˆط¹ط© طھط³ظ„ظ…ظٹ ط*ط¨ظٹط¨طھظٹ ط¹ظ„ظٹ ظ…ط¬ظ‡ظˆط¯ظƒ

شووقهـ 26-12-10 09:16 AM

يعطيكِ العافية اماريج

دائما اختياراتك رااائعة

مودتي لكِ

sara00 27-12-10 10:50 PM

شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا
:55:

شهريارا 11-01-11 09:25 PM

تسلمين عالطرح الرائع

لكـ ودي ..*~

arewa 11-01-11 09:43 PM

يعطيكِ العافية اماريج
شكــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا

ساكنه 14-01-11 09:45 PM

:8_4_134::friends::55:واااااااااااااااااااااااو شكلها مررررررررررررررررررررة جناااااااااااااان منتضرين التكملة ياارؤعاماااااااااااااااااااااريج والف شكر وتحية اليك ودمتي لي في قلبي سكنة

ساكنه 15-01-11 05:20 PM

:8_4_134::friends::flowers2:وووووووووووووووووووووووووووووووااااااااااااااااااااااااااووو ووووووووووووووووووووووووتجنن حلو كثير مرة نهاية في غاية الرؤؤؤؤؤؤؤؤعة الف شكر الك يااماااااااااااريج تسلم ادينك ياعسل ودمتي لي في قلبي سكنة

اماريج 22-01-11 07:54 PM



شاكرة لكم مروركم العطر وتواجدكم يلي هو اكثر من رائع
وسعيدة كتيرررررر^_* انو اختياري للرواية عجبكم ياحلوين صدقا الرواية بزيد جمال وحلاوة بطلتكم الجميلة وربي مااتحرم منها ابدااااااا يااحلى واطيب ناس :flowers2:
حبي وودي دوما لكم ياليلاسيات وليلاسيين
:flowers2:اماريج:flowers2:
:liilase::liilas:

nadafha 24-01-11 09:38 PM

اكتييييييييييييييييييييييييييييييييييير حلووووووووووووووووووووووووووووووووووووووه:55::55:

طيف السما 25-01-11 03:47 AM

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااا ويعطيكى الف عافيه:8_4_134:

اماريج 26-01-11 04:32 PM


شاكرة لكم مروركم وتواجدكم فيها يالغلا
الرواية صدقا نورت فيكم ياحلوين ويارب ماتحرم هالطلة الحلوة والعطرة ابداااااااااا ياغوالي
دمتم بكل الحب والود ياحلوين:flowers2:
:liilase::liilas::liilase:

Abeernur 10-03-11 04:43 AM

[U][U]الرواية رووووووووووووووعة يعطيك العافية:55:
[/CODE]

hoob 14-03-11 02:44 PM

حلوة جدا شكرا ليك

سومه كاتمة الاسرار 15-03-11 04:16 AM

تسلم اناملك يقمر مشكوووووووووووووووووووووووره كتيرررررررررررررررر
:liilas:

اماريج 25-03-11 08:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجيتار (المشاركة 2621524)
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية


ياهلا وغلا بالحلوة
منورة حبيبتي وشاكرة لك مرورك وطلتك العطرة فيها وماتحرمينا منها ابداااااااااا ياغالية:flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Abeernur (المشاركة 2666702)
[U][U]الرواية رووووووووووووووعة يعطيك العافية:55:
[/CODE]

الاروع مرورك وتواجدك فيها يالغلا
والله يعافيك يارب منورة ياعسل:flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hoob (المشاركة 2671187)
حلوة جدا شكرا ليك

العفوووووو ياعمري وسعيدة انو اختياري للرواية عجبك^_^
منورة حبيبتي:flowers2:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 2672042)
تسلم اناملك يقمر مشكوووووووووووووووووووووووره كتيرررررررررررررررر
:liilas:


الله يسلمك يالغلا
والعفوووووووو انا يلي بشكرك لمرورك العطر فيها منورة ياعمري:flowers2:
:liilas:

ربي اسالك الجنة 04-05-11 01:01 AM

يسلموووووووووووووووووووووووووووووو حبيبتي على الرواية وتسلم الايادي 0

ندى ندى 07-01-12 04:52 AM

جميله ورائعه جدا

ساحرات 28-06-12 03:06 AM

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا لكى على مجهودك الرائع

الجبل الاخضر 01-07-12 10:01 PM

:55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

دودودندش 08-11-14 12:18 PM

رد: 477_قصر من سراب_ماريون لينوكس ( كاملة )
 
شكرا كتيييييير على اختيارك روايه لطيفه

Solala 13-05-15 06:25 AM

رد: 477_قصر من سراب_ماريون لينوكس ( كاملة )
 
شكرا للمجهود عندى اغلي وردةايضا لماريون لينوكس اظنها الاجمل انا لا احب البراري وهكذا اشياء

doda qr 22-03-17 03:29 AM

رد: 477_قصر من سراب_ماريون لينوكس ( كاملة )
 
جميله يسلمووووووو


الساعة الآن 11:24 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية