منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   476_ درب الجمر _ تريش موراي ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t151429.html)

اماريج 19-11-10 09:11 PM

476_ درب الجمر _ تريش موراي ( كاملة )
 

مرحبااااااااااا
راح انزل رواية حلوة كتير وروعة هي من روايات احلام الجديدة
وبتمنى انو تنال رضاكم ياحلوين:flowers2:
للامانة الرواية منقولة وكل الشكر والتقدير لكاتبات الرواية
اسم الرواية :درب الجمر
الكاتبة:
تريش مواري

الملخص
إنه لا يزال ينظر إليها كواحدة من النساء اللواتى يبحثن عن الذهب .
زاين باستيانى يظن أنها حاولت أن تسلب والده كل ما قدرت عليه . وترددت روبى وللحظات قليلة بدت لها إمكانية الرحيل والهروب من هذا الخطر المحدق . أمرا فى منتهى الروعة .
إنها لا تريد العمل بجانب زاين فهذا مخيف . ولكنها تفضل الموت على السماح له بأن يدفعها للرحيل .
قالت له : " أنت لم تفهم ما قلته . أنا لا أريد مالك . لا يمكنك شراء حصتى وإبعادى عن الشركة . "
منتديات ليلاس
- لكل شخص ثمنه .
رفعت روبى نظرها إليه وابتسمت : " إذا ربما عليك مواجهة واقع أنك لا تستطيع تحمل ثمنى "

قال محذرا : " لن تبقى . لن تتحملى البقاء عشر دقائق بعد عودتى من لندن . هذا إذا بقيت حتى ذلك الوقت . عندها ستتوسلين كى أشترى حصتك لتغادرى ... لتأخذى المال وتهربى "
كورت روبى شفتيها قبل أن تجيبه : " ما من سبيل لأبيعك حصتى . أفضل الموت على أن أتركك تتحمل مسؤولية هذه الشركة "

:liilas:
قراءة ممتعة للجميع


اماريج 19-11-10 09:13 PM


1_عودة مفاجئة

مشى زاين باستيانى بسرعة على الإسفلت فى مطار بروومى الدولى ، فشعر بالرطوبة التى تميز فصل الأمطار المتأخرة تطبق عليه بشدة .
رفع نظره إلى السماء بإنزعاج ، إلى حيث تنبعث هذه الحرارة بقسوة وبلا رحمة . نسى أن الطقس هنا يتميز بالحرارة الشديدة . كما غابت عن ذاكرته أمور أخرى أيضا ، مثل السماء الزرقاء الباهرة ، الهواء العابق بطعم الملح والنور الساطع . تسع سنوات عاشها فى طقس لندن الغائم ، حيث الأبنية الرمادية الأسمنتية غيرته تماما ، حتى إنه يشعر الآن بالغربة فى بلده الأم .

تسع سنوات !
من الصعب عليه التصديق أن هذه الفترة الطويلة مرت منذ أن غادر ، وليس لديه إلا إسمه والاقتناع الراسخ بأنه سيحوله إلى إسم كبير لامع .
لم يضيع دقيقة واحدة من وقته ، وهو الآن يملك شقة تطل على البحر فى تشلسى ، وشاليها فى كلوستر ، ويحتل مركز رئيس لجنة أكبر مصرف للتجارة فى لندن ، ولا شك أنه على أفضل حال .

فى كل يوم من تلك السنوات التسع راح ينتظر إتصالا هاتفيا من والده يعترف له فيه أنه أخطأ ، لكن عندما وصل الاتصال أخيرا ، لم يأت من والده على الإطلاق . أكد له الطبيب المتصل قائلا :
" حالته ليست خطرة ، لكن لورانس طلب رؤيتك "
منتديات ليلاس
فى الواقع ، تعرض والده لأزمة قلبية ، لكن بعد تلك القطيعة بينهما ، فلا بد أن أى طلب منه يستحق الاستجابة . أستقل زاين أول طائرة مغادرة من لندن إلى أى مكان يجعل الوصول إلى المنطقة النائية فى شمال غرب أوستراليا أسهل وأسرع .
أمنت له بطاقته المالية البلاتينية كلالتسهيلات الممكنة .
حرك زاين كتفيه ليريح رقبته وظهره ، مستجمعا كل ما لديه من قوة من أجل لقاء والده مرة أخرى .

عندما كان زاين مجرد فتى يافع ، كان لورانس باستيانى أكبر من الحياة ذاتها . لطالما كان الرجل الكبير صاحب الرأى السديد والأفكار الهامة ، التى لم تضعف أو تستسلم يوما ، كما يحصل للأشخاص العاديين . بدا من المنطقى ألا يتوقف عن العمل إلا جراء الإصابة بأزمة قلبية .
لكن حتى لو حدث معه ذلك ، فمن المستحيل أن يتصوره زاين الآن مستلقيا على سرير فى المستشفى . لابد أن والده سيكره ذلك ، ومن المحتمل أنه خرج من المستشفى الآن ، وعاد إلى المنزل .

داخل قاعة الوصول ، راحت المراوح فى السقف تدور ببطء فوق الرؤوس ، وبالكاد تبعث لفحات هواء خفيف باتجاه المسافرين المتعبين ، الذين بدأوا بالتجمع حول مركز وصول الحقائب .
حقيبته الجلدية التى ملأها على عجل وصلت أولا . مد زاين يده وأخرجها من عربة الحقائب ، ثم إتجه إلى المخرج ، ليصل إلى حيث تنتظر سيارات الأجرة ، وقد غزداد بشدة إحساسه بقميصه القطنية الناعمة التى أصبحت أكثر ثقلا بسبب العرق .
منتديات ليلاس
كم يحتاج من الوقت ليتمكن من التأقلم مجددا مع طقس برومى الاستوائى ، بعد مرور تلك السنوات عليه ؟
الأمر غير هام فعلا ، هذا ما فكر به بضيق وهو يصعد إلى سيارة الأجرة ، ويقول بنبرة آمرة ومقتضبة للسائق إلى أين يريد الذهاب . سيعود إلى لندن فى أقرب فرصة ممكنى وقبل ان يحظى بأية فرصة للتأقلم .

نهاية الفصل الاول



اماريج 19-11-10 09:14 PM


2_صفعة من القلب

غادر فريق الإنقاذ ، وتمت إزالة الأنابيب والحقن ، وأطفئت كل الآلات . يا للغرابة ! لكم كرهت روبى هذه الأصوات الدائمة للأجهزة خلال الأيام الأخيرة ، والتى تذكرها بتدهور صحة لورانس . اما الآن ، فى هذه اللحظة بالذات ، روبى كلمنجر مستعدة لأن تعطى اى شئ لتسمع تلك الضجة من جديد .... أى شئ يبعدها عن هذا الصمت المميت فى الغرفة ... أى شئ على الإطلاق ، إن كان هذا يعنى أن لورانس ما زال حيا قربها ، لكن لورانس رحل .....

شعرت بعينيها متورمتين ، وهما تحرقانها بشدة ، لكنها لم تتمكن من ذرف الدموع بعد ، لأن من الصعب عليها أن تتقبل الأمر .
إنه لأمر ظالم جدا ، فلورانس باستيانى ما زال فى الخامسة والخمسين ، وما زال شابا ليموت فى عمر مبكر كهذا ، لا سيما أنه يملك رؤية وطاقة سمحتا له بأن يقود أكبر عمليات اصطياد اللؤلؤ فى العالم من البحر الجنوبى . حتى الآن ما زال يبدو وكأنه نائم ، وما زالت يده دافئة بين يديها ، لكن صدره لم يعد يرتفع ويهبط تحت الغطاء ، ولم تعد رموشه تتحرك كما لو أنه يحلم ، ولم يعد هناك اى إستجابة للضغط على أصابعه .
منتديات ليلاس
تركت روبى رأسها يسقط إلى الأمام فوق صدرها ، وضغطت على جفنيها بقوة محاولة أن تتخطى اليأس العميق فى داخلها . لكن المنطق تخلى عنها الليلة بسرعة ، تماما كسرعة رحيل لورانس غير المتوقع ، والآن كل ما تستطيع التفكير به كلماته الأخيرة لها ... تلك الكلمات التى همس بها وكأنه يختنق .
ضغط بأصابعه بسرعة على يدها ،وتمكن من الهمس قائلا :
" اهتمى به ... أعتنى بزاين ، وقولى له إننى آسف "

بعد لحظة تبدل صوت الجهاز إلى صوت واحد مستمر ، فشعرت روبى بالرعب على الفور . بعدئذ فتحت أبواب الغرفة باضطراب لتدخل الآلات على عربة ، وبحركة سريعة تم إخراجها من الغرفة .

عندما سمحوا لها بالعودة كان الأمر منتهيا ، ولم تحظ بفرصة لتسأله ما الذى قصده بقوله ، ولماذا يجدر بها أن تعتنى بابنه الذى لم يزعج نفسه بالاتصال منذ عدة سنين ؟ أو لماذا شعر لورانس أنه هو من عليه الاعتذار عن هجران إبنه له ؟
كما أنها لم تحظ بفرصة لتسأل لورانس لماذا يتوقع منها أن تكون المسؤولة عن إبنه . لم يكن لديها الوقت لتمعن التفكير بالابن المدلل ، فبعد الطريقة التى تخلى بها عن والده ، زاين ليس مهما بالنسبة لها . إنها الآن تعانى من خسارتها لمعلمها المخلص ، فهو بمثابة الأب لها والملهم لأعمالها .... والأهم من ذلك كله أنها فقدت صديقا عزيزا .
همست ونبرة صوتها ترتجف من شدة الحزن :
" آه .... لورانس ! سأفتقدك كثيرا "

فتح الباب وراءها ، فشهقت وتنفست بهدوء . يتنظر فريق العمل منها أن تغادر ليتمكنوا من إنهاء الأعمال المطلوبة . قالت وهى تستدير نحو الباب :
" احتاج إلى عدة لحظات بعد ، إن كان ذلك ممكنا "

لم تتلق أية إجابة على الفور ، ولم تلاحظ إغلاق الباب ثانية ، راودها شعور غريب من الضيق زحف إلى أعصابها . تصلب ظهرها كردة فعل لما تشعر به ، وشعرت بوخز فى ذراعيها .
- أفضل أن أبقى مع والدى بمفردى

ادارت روبى رأسها بسرعة إلى حيث يقف صاحب النبرة الباردة كالثلج ، وللحظة قصيرة شعرت بقلبها يدق بعنف لأنها تعرفت عليه ، لكن الحقيقة عادت لتسيطر عليها وتبعد تلك اللحظة من الفرح الزائل . آه ! هاتان العينان اللتان تحدقان بها تشبهان عينى لورانس .
إنهما بلون الكراميل الداكن نفسه ، أما الرموش الكثيفة المحيطة بهما فتتمتع بالجاذبية نفسها أيضا . آه ، لا ! هنالك فرق بين هاتين العينين وعينى الرجل الأكبر سنا ، فالأخيرتان مليئتان بمزيح من الحب والاحترام وزاويتاهما تتجعدان جراء الضحك لسماع نكتة لامعة أو بفرح طبيعى عند اكتشاف حبة لؤلؤ رائعة ، أما العينان اللتان تنظران إليها الآن فباردتان ومتعجرفتان .




اماريج 19-11-10 09:15 PM

أدركت أن انطباعها الأول عن زاين هو تحذير شديد ينذر بالخطر . حسنا ! حتى لو كان ابن لورانس ، فهذا لا يجعل منه صديقا لها . لغة جسده تظهر قسوته بمنتهى الوضوح . وقفته الجامدة تنضح بالعداء ، وكذلك وجهه القاسى غير الحليق وشعره الأسود الأشعث القصير .
إنه يقف على الأرض وكأنه يملكها ، اما ثيابه التى هى عبارة عن سورال جيبنز يتناقض لونه الأسود لون قميصه البيضاء فلم تخفف من حدة ملامحه . على العكس من ذلك فهى تظهر بقوة بشرته السمراء وملامحه القاسية . إنه يرتدى القوة والسلطة وكأنهما ولدتا معه .
منتديات ليلاس
دفعت روبى ظهرها المتصلب إلى الوراء على كرسيها ، بينما راحت نظرته الباردة تجول عليها . عندما وصل فى تحديقه إلى حيث تضع أصابعها ، لاحظ أنها ما زالن ملتفة حول يد والده .
شعرت المرأة بموجة من الاعتراض والانزعاج تندفع منه نحوها ، لكنها أبقت يديها مكانهما عمدا . لديها الحق بأن تكون هنا حتى لو لم يعجبه ذلك ، وهو غير راض على وجودها على الاطلاق كما هو واضح . مع ذلك . ومهما كانت أخطاؤه ، فإن جزءا منه يتألم أيضا .

مع أن الرجلين لم يتكلما مع بعضهما لسنوات عدة ، فموت والده ما زال يشكل صدمة كبيرة عليه . قبل يوم واحد فقط توقع الأطباء أن يشفى لورانس تماما ، لذا عندما أستقل زاين الطائرة من لندن ، لم تكن فكرة موت والده احتمالا مطروحا . حتى لو كان منحوتا من الغرانيت ، لابد أن يتأثر بما أكتشفه عند وصوله . لا يمكن لأحد أن يكون بهذه القسوة . لا أحد يمكن أن يكون مجردا من الاحساس .

قالت ، محاولة أن تبعث بعض الحرارة فى هذا الجو البارد القاتم بينهما :
" لا بد أنك زاين ! أنا روبى كلمنجر . كنت أعمل مع والدك "
اجاب بسرعة :
" أعلم من أنت "
رمشت روبى بعينيها ، وتنفست بهدوء . على الفور تذكرت افتراضاتها السابقة . يبدو أنه حقا قاس جدا ومجرد من الاحساس . أصرت على المحاولة من جديد . عليها أن تفعل من أجل لورانس . حتى لو كانت لا تهتم البتة لزاين ، فهى تريد تحقيق آخر أمنية للورانس بكل ما أوتيت من قوة ، هزت رأسها
وقالت بإصرار :
" يؤسفنى ما حدث لوالدك . أراد بشدة أن يراك ، لكنك تأخرت كثيرا "

ضاقت نظرة زاين وهو يحدق بها ، فلاحظت بقوة كما تبدو عيناه ثاقبتى النظرات .
كرر قائلا :
" تأخرت كثيرا ؟ آه ! بالطبع ، يبدو الأمر كذلك بوضوح من حيث أقف "

ارتجفت روبى بسبب الجو الجليدى السائد حولها ، وتساءلت لماذا يساورها إنطباع غريب بأنه يتحدث عن أمر يتعدى موت والده غير المتوقع . حاول زاين بقوة أن يسيطر على توتره المتصاعد . كان عليه أن يعلم أنه سيراها هنا ، فهو لم ير صورة واحدة لوالده فى السنوات الأخيرة إلا وهذه المرأة متأبطة ذراعه .
روبى كلمنجر ، شريكة والده الدائمة ، ويده اليمنى . لطالما كان والده معجبا بالنساء الجميلات ، وبالنظر إلى هذه المرأة الجميلة تأكد زاين أنه لم يتغير . أما هو فكل ما يريده الآن من هذه المرأة هو ان تخرج من هنا . تحمل مشقة السفر لأكثر من أربع وعشرين ساعة لكى يرى والده وجها لوجه . وهو لا يريد أن يشاركه هذه اللقاء أى كان ، فكيف بامرأة مثلها .
منتديات ليلاس
أخيرا بدا كأنها فهمت الملاحظة . خفت شرر الشجار الذى لمع فى عينيها الزرقاوين وهى تنهض عن الكرسى ، تحركت ببطء واحتراس ، وكأنها بقيت جالسة لفترة طويلة . لكنها لم تبتعد عن السرير ، فيما تحركت تنورتها الرقيقة إلى ما فوق ركبتيها .

بالرغم من الارهاق والتعب الذين يسيطران عليه من جراء تحمل مشقة السفر ، لم تستطع عينا زاين إلا أن تلاحظا رشاقة جسمها ورقة ملامحها .
من الواضح ان صفاتها لا تتوقف هنا ، فهى تتمتع ببشرة ذهبية تنضح بالانوثة وبعينين زرقاوين تحيط بهما رموش سوداء كثيفة ، بالإضافة إلى شفتين مكتنزتين ، لا عجب أن والده كان يبقيها دوما إلى جانبه .
تحجرت المرارة فى أعماقه ككتلة من الرصاص . لابد أنها تصغر لورانس بثلاثة عقود على الأقل . مع امرأة بمثل هذا الجمال لا يمكن لوالده أن يتحمل أكثر ، فالأزمة القلبية التى أصابته هى أمر محتم . وقف زاين يراقبها بصمت ، فيما رفعت روبى اليد التى تمسك بها وضعتها على شفتيها برفق قبل أن تضعها إلى جانب لورانس . بعدئذ مالت فوقه ومررت إبهامها على جبهته .



اماريج 19-11-10 09:17 PM

راقبها زاين وهى تحنى رأسها ، فيما انتشرت خصلات شعرها على ظهرها وكتفيها وهى تطبع قبلة على خد والده للمرة الأخيرة .
سمعها تهمس :
" وداعا ، لورانس ! ساحبك إلى الأبد "

أصابته كلماتها بصدمة قوية فى أعماقه المليئة بالضغينة والعذاب . تلك الضغينة وذاك العذاب اللذان رافقاه طيلة فترة عمله فى أكبر الشركات فى أوروبا . لا شك أنها تقوم بهذا العرض لأجله ، فهو يعلم تماما ما الذى يستطيع الناس القيام به عندما يتعلق الأمر بالثروات .
على اى حال ، روبى كلمنجر موظفة فى شركة باستيانى لتجارة اللؤلؤ ، لكن لا شك أن أعمالها تمتد إلى أبعد من تصميم المجوهرات كما هو واضح .
بالطبع هى تعلم أن الشركة تساوى مئات ملايين الدولارات . أهذه هى طريقتها فى المطالبة بالحصول على الشركة بعد رحيل لورانس ؟ شعر زاين أن المرارة تتصاعد من أعماقه حتى حلقه
فقال بنفاد صبر :
" هذا مؤثر ! والآن ، إن كنت إنتهيت ؟ "

تصلب ظهر روبى وتجمدت فى مكانها للحظة قبل أن تمد يدها إلى خد لورانس للمرة الأخيرة ، بعدئذ استدارت ، وبالكاد رمته بنظرة من عينيها الزرقاوين ، ثم مرت قربه وخرجت من الغرفة . انتشر عطرها فى الغرفة وهى تسير . إنه عطر ناعم خفيف لطف أجواء المستشفى التى تفوح فيها روائح المطهرات .
منتديات ليلاس
زفر زاين إحباطه بصوت عال وهو يتحرك ليقترب من السرير الذى يستلقى عليه والده . إنه متعب ويعانى من إرهاق السفر ، كما أنه غاضب جدا ، فالسباق الذى خاضه مسافرا حول نصف الكرة الأرضية ذهب سدى من دون أى طائل ، وهو الرجل الذى يفخر دوما انه يسبق الموعد النهائى فى كل أعماله . حقيقة انه خدع هذه المرة تمزقه وتؤلمه حتى العظم . أما الأسوا من ذلك كله فهو إدراكه مع كل ما يجرى من حوله ، أنه ما زال يترنح بسبب رائحة عطر آخر امرأة يمكنه أن يفكر بها ، وهى عشيقة والده !
* * * * *
- أتريد أن أوصلك إلى المنزل ؟
وقفت روبى خارج غرفة لورانس لمدة عشرين دقيقة بانتظار خروج زاين . عندما فعل ذلك أخيرا ، تجاهلها وسؤالها متعمدا ، وأتجه مباشرة نحو مكتب الممرضات ليتحدث مع الفريق الطبى .
لو عاد الأمر إليها لما أهتمت مطلقا له . ما همها أين سيقيم أو كيف سيصل إلى مكان إقامته ؟ أمنيتها الوحيدة هى أن يبتعد ويختفى ، لكن طلب لورامس بقى يتردد فى رأسها : أعتنى بزاين !
التمس لورانس ذلك منها . إن كان هو قادرا على إظهار حبه لإبن لم يزعج نفسه بالاتصال به طوال تلك الفترة ، فهى على الأقل تستطيع أن تكون لبقة معه ، ولو من أجل لورانس فقط .

أبتعد أحد العاملين بالمستشفى ، ليعود بعد قليل حاملا حقيبة من داخل غرفة الممرضات سلمها إليه . إذا ، أتى زاين مباشرة إلى هنا من المطار ، وهو بحاجة إلى من يقله إلى منزله . نهضت روبى عن الكرسى محاولة أن تنسى كم تكره هذا الرجل
وكررت قائلة :
أتساءل إن كنت ترغب فى أن أوصلك إلى المنزل "
استدار زاين لمواجهتها ، فيما بدت ملامح وجهه أكثر قساوة وهو يرمى بالحقيبة إلى ما وراء كتفه . حركته تلك أبرزت صدره العريض ، عارضه بوضوح قوة عضلات ذراعيه . مع أن قامته مشابهة لقامة والده ، لكنه يفوقه طولا ويبدو أكثر قوة مما كان عليه لورانس يوما . شعرت روبى بنفسها صغيرة بقربه .



اماريج 19-11-10 09:18 PM

- سمعتك .
- وما رأيك ؟
- أستطيع الذهاب فى سيارة أجرة .
- لا جدوى من ذلك ، ما دامت ذاهبة إلى هناك ، فى مطلق الأحوال .
- أحقا ؟
رفع حاجبيه ، بينما لمعت عيناه
وبدا وكأنه أحرز نصرا ما وهو يتابع :
" ولماذا تفعلين ذلك ؟ "
منتديات ليلاس
ترددت روبى للحظة ، فالاتفاق الذى كان بينها وبين لورانس والذى تم كأنه أمر طبيعى ، بدا فجأة كأنه يدق أجراس الانذار حولها و الأمور ستتبدل قريبا جدا ، فمشاركة المنزل مع لورانس الذى كان بمثابة والد لها بدت أمرا طبيعيا ومناسبا ، أما مشاركة المنزل مع إبنه فأمر مختلف تماما ، لا سيما أنه يظهر عداوته الصريحة .
شعرت روبى بالمرارة تجتاحها وتظهر على خديها وهى تجيبه متلعثمة :
" لأننى ... أعيش هناك "

لوى زاين شفتيه باستهزاء وهو يفكر : عشيقة فى المنزل !
قال :
" يبدو ذلك مريحا وملائما ، لا بد ان أبى استمتع برفقتك "
رفعت روبى ذقنها إلى الأعلى ، واستمرت فى التحديق بعينيه وهى تجيب :
" والدك رجل رائع ، كنا نتشارك صداقة قيمة جدا "
علق زاين بلا اكتراث :
" لا شك بذلك "
آخر علاقة كلفت لورانس احترام إبنه له والانفصال الكامل بينهما كأب وابنه ، لذا فإن زاين مصمم على عدم السماح لهذه العلاقة بأن تكلفه أى شئ .
* * * * *
صحيح أن المسافة قصيرة بين المستشفى والمنزل ، لكن الهواء البارد فى سيارة البى أم دبليو جعل الرحلة فى داخلها أفضل من السير . أمضى زاين الرحلة القصيرة محدقا إلى الخارج من النافذة ، ليعاود التعرف على المنطقة المجاورة للمنزل ، ومحاولا أن يتجاهل العطر الذى يذكره بصاحبة هذه السيارة بالتحديد ، ورفيقته فى الرحلة . لحسن الحظ أنها لم تتكلم ، فلديه الكثير من الأمور التى يجدر به أن يتعاطى معها بدلا من الاستمرار فى الشجار ، كما أنه يشعر بآلام حادة فى مختلف أنحاء جسده بسبب الإرهاق الذى لحقه جراء الرحلة الطويلة والخسارة غير المتوقعة . ذلك كله يسيطر عليه ويخدر حواسه وفكره . هناك أمران مؤكدان : الأول أن أباه مات ، أما الثانى فهو أن حياة زاين باستيانى تبدلت بشكل جذرى ، لكن هناك إمكانية ضئيلة فقط بان تكون قد تبدلت للأحسن .

وجهت روبى السيارة إلى الطريق الخصة للمنزل ، وأوقفتها أمام بيت منبسط قديم الطراز . كان هذا المكان منزل زاين خلال السنوات العشرين الأولى من عمره . خرج من السيارة ببطء ، وهو يشعر فجأة بدفق من الحرارة لا علاقة له مطلقا بحرارة الشمس المشعة وهو ينظر إلى المبنى .
بنى المنزل فى العام 1920 عندما كانت أصداف اللؤلؤ توازى ثقلها ذهبا ، وهؤلاء الذين يملكون قوارب صيد اللؤلؤ كانوا كالملوك . أحيط المنزل بشرفات واسعة ، تدعو الهواء المنعش البارد لدخول المنزل عبر نباتات وأزهار البوغنفيلية التى اغطى السياج المتشابك . بدا المنزل فارغا من الداخل .
منتديات ليلاس
تحركت المرارة فى جرح بالكاد شفى بالرغم من كل السنين الماضية . لطالما أحبت والدته هذا المنزل ، فالجدران المغطاة بالنباتات والغرف ذات السقوف العالية والبلاط الخشبى ، كذلك النوافذ الواسعة بنيت لتسمح للنسيم العليل أن يطوف فى أرجائه . كما أنها أحبت الحدائق الاستوائية التى تحيط به ، والتى توشك أن تتحول إلى غابة تخفى المنزل .

لولا تشذيبها والاعتناء بها بشكل دائم . وشعر بشئ يتصلب فى أعماقه . شعر به يكبر ويكبر حتى فتت قلبه
تمتم كأنه سيختنق :
" أهلا بعودتك "
- هل انت بخير ؟
أمتص زاين كلماتها أكثر مما سمعها ، وبدا هذا عنصرا إضافيا جعله يستعيد الذكريات التى جذبته من جديد إلى الماضى . قال من دون تفكير كأنه يسرد قصة سمعها مرارا من أمه : " اشترى جدى هذا المنزل من احد أكبر أسياد اللؤلؤ . كان لورانس حينها طفلا ، وكانت صناعة اللؤلؤ فى تراجع . وضع جدى كل ما يملكه فى إنشاء ثقافة وتكنولوجيا جديدتين لصناعة اللؤلؤ . كان حلمه أن يصبح الأول فى جيل جديد من أرباب هذه الصناعة "



اماريج 19-11-10 09:19 PM

قالت :
" هذا ما فعله بالتحديد ، فجدك ولورانس تركا ميراثا كبيرا ، ولؤلؤ باستيانى الآن يساوى ثروة "
مرت كلماتها كالسكين فى أفكاره ، مقطعة إياها إلى شظايا ، فأعاد إهتمامه إليها محدقا بها .
ما بال هذه المرأة ؟ آنى لم تكن تستطيع التوقف عن التفكير بالمال أيضا ، حتى فى آخر موعد غير متوقع لهما ، وذلك قبل يومين فقط من رحيله البائس من استراليا ، والذى تبين الآن أنه لا جدوى منه .
منتديات ليلاس
دفعته للتعويض عليها كى تقتنع أن علاقتهما انتهت ، وعندما ضحك بصوت عال بدأت بالبكاء ، وألقت اللوم على الفرص التى خسرتها ، مع العلم أن زاين كان يهتم بها كثيرا . ربما كان فى ذلك بعض الحقيقة ، فقد أقدمت على حبك العديد من المؤمرات لتتمكن من الارتباط به ، ومع ذلك لم تستغرق وقتا طويلا لتجد بديلا عنه .
هذا إن لم تكن قد عملت على إيجاد زوج لها حتى وهى معه . إنها فى الواقع فاتنة الجمال ، ذات بشرة بيضاء وأنوثة طاغية جعلته يرغب فى حمايتها منذ البداية ، حتى أكتشف أنها تستغل هذه الأنوثة لأمور أخرى .
على الأقل هو الآن حر بدونها وبدون ميولها الطفيلية ، فقد أكتفى من النساء الانتهازيات حتى آخر واحدة منهن .

سألته روبى :
" هل هناك ما يزعجك ؟ "
بدا واضحا أنها منزعجة من تحديقه بها .
أبعد نظره ، ليأخذ حقيبته من صندوق السيارة ويغلقه بقوة ، قائلا :
" لندخل إلى المنزل "
تطايرت تنورتها حول ركبتيها وهى تصعد الدرجات القليلة لتصل إلى الشرفة . مرة ثانية وجد زاين نفسه متعلقا برائحة عطرها التى تعكس مدى غرورها وكبريائها .
احتاجت عيناه إلى لحظات كى تتمكنا من التأقلم ما إن دخلا المنزل الأنيق . نظر حوله . . . صحيح أن المنزل بنى منذ أكثر من تسعين عاما ، لكن أنه حرصت على تجديده عبر السنين ، وأمنت له كل التسهيلات الحديثة مع الاحتفاظ بالطابع العام للمنزل . تنفس زاين بارتياح عندما أدرك أن سيطرة روبى على المنزل لم تغير رؤية أمه له .

قالت روبى وهى تستدير قليلا نحوه :
" طلبت من كيوتو أن يعد لك غرفتك القديمة إذا ما رغبت فى البقاء فى المنزل "
- أما زال كيوتو هنا ؟ من المؤكد أنه لم يعد قادرا على العمل الآن .
كاد زاين ألا يصدق أن كيوتو ما زال حيا ، فصياد اللؤلؤ اليابانى عمل فى هذا المنزل من كان زاين طفلا . عمل فى البداية طاهيا ثم مدبرا للمنزل ، وكان يبدو عجوزا عندما كان زاين ولدا يلعب فى أرجاء المنزل .
هزت روبى رأسها ، وظهرت ابتسامة ناعمة خاطفة أضاءت ملامح وجهها للحظة قبل أن تقول :
" إنه يشرف على الأعمال الآن . لدينا طاه وعاملة للتنظيف "

لاحظ كيف أختفت إبتسامتها ليعاودها الحزن وهى تتابع :
" لكننى طلبت منه أن يذهب إلى منزله اليوم ، إنهار تماما من الحزن على لورانس "
ضغطت على شفتيها بقوة ، واستدارت لتدير ظهرها له ، لكن ليس قبل أن يلاحظ اضطراب صوتها ، والحركة المرتجفة لفمها وهى تلفظ الكلمة الأخيرة .
إنه إحتمال من اثنين : إما أنها تحاول بشدة ألا تبكى أو أنها تحاول بكل ما لديها من قدرة أن تجعله يعتقد أنها تبكى ، كما كانت تفعل آنى . بإمكان آنى ان تكتب أطروحة عن الاستفادة من دموع المرأة ، مع أنه يشك أنها ذرفت يوما دمعة واحدة صادقة . من المحتمل أن هذه الصفة من مستلزمات العمل لدى المرأة !
منتديات ليلاس
تمتمت روبى وهى لا تزال تدير ظهرها له ، فيما بدت نبرة صوتها منخفضة ومتألمة وهى تحف جبهتها بيدها :
" حسنا ! أنا متأكدة أنك لست بحاجة إلى لأرشدك إلى غرفتك . سأتركك لتستقر وترتاح "
بإمكانه أن يبتعد عنها ، ويسير بشكل مستقيم عبر الممر ليصل إلى غرفته القديمة . بإمكانه أن يتجاهلها ويجعلها تعلم أن كل ما تقوم به لم يؤثر به مطلقا . عليه أن يفعل ذلك . . . لكن الرغبة فى أن يظهر لها أنه لم يسقط فى حبائل خداعها بدت أقوى منه .
عليها أن تعلم أنه يعرف كل الألاعيب التى تمارسها النساء عندما يتعلق الأمر بالمال ، وأن أيا من هذه الخداع لن تنطلى عليه . مد يده إلى كتفها ، متجاهلا ارتجافها المفاجئ من لمسته ، وأدراها لتنظر إلى وجهه .



اماريج 19-11-10 09:20 PM

سيطر على مقاومتها ممسكا ذقنها بيد واحدة ، حتى لم يعد هناك من وسيلة تسمح لها بتجنب النظر إلى عينيه أكثر . ببطء وعلى مضض ، رفعت روبى نظرها حتى بانت عيناها تماما لعينيه .
فى اللحظة الأولى لاحظ زاين الرموش الرطبة والدموع ، وعلم أن عليه الاعتراف أنها ماهرةجدا إن كانت تستطيع إستحضار دموعها بمثل هذه السرعة ، لكنه بعد ذلك رأى ما فى أعماق عينيها ، وهذا أصابه فى الصميم . رأى هناك ألما وضياعا ، وإحساسا بالخسارة . تلك الأشياء لاقت صدى فى مكان دفين فى أعماقه .

بدا كأن شيئا ما يتلوى ويتعذب فى عينيها ، وكأنها تعرى روحها أمامه ، لكن ما شعر به إحساس مقلق وغير مريح ، كما أنه غير مرحب به . لاحظ زاين كيف ضغطت على شفتيها بقوة عندما انحدرت دمعة وحيدة من زاوية عينيها . بسروعة وبدون أى رغبة منه ، تصرف باندفاع غريزى ، فأبعد يده عن ذقنها ، ومسح الدمعة عن خدها بإصبعه بنعومة . أغمضت روبى جفونها ، وفتحت شفتيها وهى تتنفس بسرعة ، فشعر بها ترتجف من جراء لمسته . ليس هذا ما توقع على الاطلاق !
- هل انت حقا تهتمين له ؟
سؤاله أظهر تماما ما يفكر به ، وبانه غير مصدق أبدا لما يحدث أمامه . لكن فات الأوان لإصلاح الأمر . فكرة أن لورانس يعنى لها أكثر من مصدر للرفاهية والمال أزعجته ، وأرهقت أعصابه وحواسه .
منتديات ليلاس
تحركت روبى مبتعدة عنه ، تاركة يده تسقط إلى جنبه ، وهى تتراجع نحو أريكة من الخيرزان .
- هل من الصعب تصديق ذلك ؟ جعل لورانس الاهتمام به غاية فى السهولة .
بدل اعترافها السريع كل شئ ، محولا أفكاره المربكة إلى غضب صارخ فى لحظة واحدة ، ما إن عادت الحقائق تظهر له فى موقعها الصحيح . جعل لورانس الأمر غاية فى السهولة !
لم تتظاهر ، ولم تتوخ الحذر ، بل اعترفت بما كان يجرى بينهما من دون أن يرف لها جفن ! هذا تماما ما توقعه . لا عجب إذا أنها تشعر بمثل هذا الحزن . لقد خسرت من كان يدللها ويغرقها بأمواله .

- صحيح ! أراهن أنه كان كذلك .
اقتربت روبى منه وهى تميل برأسها ، كأنها لم تسمعه جيدا ، قالت :
" لست متأكدة أننى فهمت ما تقوله . ماذا تقصد بكلامك بالتحديد ؟ "
- ليس من الصعب تفسير ما قلته . رجل عجوز ثرى لديه ضعف أمام السيدات الجميلات ، كما انه قادر على الحصول على واحدة بقربه طوال الوقت .
لو لم يكن زاين مرهقا جراء السفر والبقاء مستيقظا خلال عدة رحلات فى الطائرات من تغيير ، لربما كان ليحظى بفرصة لمواجهة هجومها التالى ، أما فى حالته هذه فلم يدرك ما الذى سيحصل له .

صفعت راحة يدها خده ، فشعر كأن رصاصة من مسدس أصابته .
على الفور انسحبت روبى إلى الوراء وهى تشعر بالرعب . اتسعت عيناها ، ووضعت يدها المعتدية على فمها .
بدت بشرة خده حمراء اللون ، لكنه لم يقم بأى ردة فعل حسية . شعرت روبى بالصدمة تنحسر بعيدا عنها ، وبدأت دقات قلبها المتسارعة تهدا لتواجه الغضب الذى يشع من عينيه ويحرقها .
قال :
" يبدو أنك ماهرة جدا بالضرب "
حرك فكيه من جهة إلى أخرى ، ثم ضاقت عيناه من جديد وهو يحدق بها ، كأنه يقيمها من جديد .

- ليس أكثر مما تستحق .
هو من جلد ذلك لنفسه . لماذا يفكر على هذا النحو بلورانس ؟ لماذا يسئ الظن بها أيضا ؟ تابعت :
" ولا تظن أننى سأعتذر ، فأنا لست مستعدة لتحمل تلك التفاهات منك "
- ألأنك لا تستطيعين تحمل سماع الحقيقة ؟



اماريج 19-11-10 09:21 PM

- أنت . . . غير معقول ! هل تصدق حقا أننى هنا لأجل مال لورانس ؟
- معظم الناس يشعرون بالاغواء بسبب المال .
- إذا ، أنا لست مثل معظم الناس . انا لا أريد ماله ، ولم أفكر مرة بذلك .

- لكنك تعيشين معه ، وهو رجل متقدم فى العمر ، ويصلح لأن يكون والدا لك .
وضحكت روبى بصوت عال . علمت أنها إن لم تضحك فقد تبكى بسبب الظلم الذى تشعر به . إنه مخطئ ، فهو لا يعرف والده جيدا ، ولا يعرفها مطلقا . إنه لا يعلم شيئا .
قالت بهدوء يفوق كثيرا ما شعرت به :
" أشعر بالشفقة عليك . من الواضح أنك لا تعرف مطلقا كلمات مثل الصداقة والتعاطف "

أطلق زاين زفرة مظهرا عدم تصديقه ، فارتفع غضبها إلى حالة من الخطر مجددا . لكنها هذه المرة بقيت مسيطرة تماما على نفسها . عليها أن تتذكر ما طلبه منها لورانس ! تنفست بعمق ، محاولة بقوة أن تبقى هادئة ومنطقية على الرغم من تهجمه عليها .
هزت رأسها قائلة :
" إن كنت غير قادر على إظهار أى إحترام أو حب لوالدك ، فهذا لا يعنى أن على الجميع أن يتصرفوا مثلك "
ضاقت عيناه معبرتين عن سخط واضح
قال :
" أتقولين لى إنك توليت الاهتمام به بسبب طيبة قلبك ، وبقيت معه فقط لكى يحظى بشخص قربه ؟ من جهة أخرى ، هل تتوقعين منى أن أصدق أنك أحببتيه ؟ "

- على شخص ما أن يفعل ذلك ، فالله وحده يعلم انه لم يحظ منك إلا بالعذاب والحزن .
ابتعدت روبى بسرعة راغبة فى الرحيل من هنا ، متمنية أن تبتعد عنه قدر ما تستطيع ، لكن قبضة فولاذية على ذراعها اوقفتها فى مكانها ، ومنعتها من الهروب . استدارت وهى تشعر بالسخط ، لكن الاعتراض مات على شفتيها فى اللحظة التى رأت فيها وجهه .
- لا تحاولى مطلقا أن تأخذى دور ممثلة الأخلاق العالية معى . لا فكرة لديك مطلقا عن شعوى نحو والدى او عن أسبابه ، فأنت لا تعرفين شيئا على الاطلاق .
منتديات ليلاس
شدت قبضتها محاولة أن تبعد يدها عن قبضته ، لكنها لم تنجح بذلك . لذلك وبدلا من أن تبتعد أقتربت منه أكثر .
اقتربت إلى درجة استطاعت معها أن تشعر بالغضب ينبعث منه كما تنبعث الحرارة من النار . لكن غضبه لم يكن شيئا بالمقارنة مع غضبها ، قالت توافقه ، وهى تلوى شفتيها بازدراء :
" انت على حق ، لا فكرة لدى مطلقا عما تشعر به ، لكن غلطة من هذه ؟ أهى غلطتى ، لأننى كنت هنا عندما أحتاج والدك إلى المساعدة ، ام إنها غلطتك لأنك لم تهتم بما فيه الكفاية لتكون هنا بنفسك ؟ "

نهاية الفصل الثاني



اماريج 19-11-10 09:22 PM


3-صندوق الاسرار

بعد مرور ساعات ، ومع بزوغ الفجر وانحسار ظلام الليل ، تخلى زاين عن فكرة الاستسلام للنوم . استلقى على سريره فى الغرفة التى كانت غرفته لأكثر من نصف عمره . ما زالت الصور والجوائز التى نالها فى المكان الذى وضعها فيه بالتحديد .
فقط لو انه يستطيع إغماض عينيه لأعتقد أنه لم يغادر هذا المنزل مطلقا . لكنه يعلم أنه لا يستطيع أن يفعل ذلك ، كما ان الساعات القليلة الأخيرة برهنت له ان كل ما يفكر به هو امرأة فى عينيها ألسنة من نار ، ولسانها حاد كالمبرد . امرأة ولدت كحورية وتقاتل كالنمرة .
ليلة البارحة ، عندما ثار غضبها وصفعته ، لم تحاول التراجع قيد أنملة على موقفها . توقع زاين أنها ستواجهه بالمزيد من الغضب والجرأة . حتى عندما وافقته فى آخر تبادل للكلام بينهما ، اجابته بنقد لاذع وهى تغادر . وعندما جذبت ذراعها من قبضته من جديد ، لم يجد أى خيار أمامه إلا أن يدعها ترحل .

يا لها من امرأة شجاعة ! تقلب مرة أخرى فى السرير محاولا أن يجد بعض الراحة . تساءل كيف تراها تتصرف مع عشيقها . . . يمكنه أن يراهن أنها مليئة بحيوية تفوق ما هى عليه فى حياتها اليومية . لكم وسادته للمرة الأخيرة قبل أن يتخلى عن فكرة النوم كليا .
نهض من السرير وأخذ يتجول فى الغرفة . مرر يديه فى شعره الأشعث محاولا التفكير فى المشاكل التى يعانى منها . ما الذى يحدث له بحق السماء ؟ ما همه كيف تتصرف روبى مع عشيقها .
من جهة أخرى ، هناك الكثير من المشاكل الضاغطة التى تشغل باله الآن ، والتى يجدر به التعامل معها . أولا عليه الاهتمام بأمر الجنازة ، كما ان هناك مستقبل العمل هنا . من الطبيعى أن يأخذ مكان والده فى الوقت الراهن كما هو متوقع ، لكن عليه أن يضع خططا أكثر فعالية فى ما بعد .
ربما من الأفضل أن يبدأ بالقيام بذلك قبل أن تتمكن روبى من التدخل . من المحتمل أنها تحتل مكانا رفيعا فى حياة لورانس العاطفية ، لكنه الآن هنا ، ولا شك أن الأمور ستتبدل جذريا .
* * * *
وجد زاين كيوتو بانتظاره ما إن دخل إلى المطبخ . أخيرا ها هو يشعر ببعض الراحة بعد الاستحمام مطولا وارتداء ثياب نظيفة . رحب كيوتو به بصوت عال وهو يقترب منه :
" سيد زاين ! "
بدا كأن وجهه المجعد يتلوى بين الألم والفرح لرؤيته وهو يتابع :
" كم تسعدنى رؤيتك فى المنزل من جديد ! أعددت لك فطورا مميزا "
فجأة لفته ذراعان قويتان بقوة فى عناق خاطف ، قبل أن يتركه كيوتو ويعود بسرعة إلى عمله فى قلى البيض كأنه لم يلمسه مطلقا . ابتسم زاين لنفسه ، فما زالت لغة كيوتو عرجاء كما كانت ، لكنه لا يستطيع أن يتذكر مرة لم يكن فيها قادرا على التعبير عن عواطفه .
منتديات ليلاس
قال له زاين بصدق :
" تسعدنى جدا رؤيتك من جديد ، كيوتو "
هز كيوتو رأسه بأسف وهو يقدم له طبقا مليئا بالطعام :
" أنا آسف جدا لما حدث لوالدك"
- شكرا .
ما إن وضع كيوتو أمامه القهوة الساخنة وطبقا مليئا بالتوست بجانب طبق الطعام ، حتى شعر أن خسارة هذا الخير أكبر من خسارته . ابتعد كيوتو وهو يتحدث مع نفسه ، فيما بدا زاين بتناول الطعام فى الغرفة الواسعة المطلة على الحديقة المليئة بالأزهار .
مضت ساعات على تناوله آخر وجبة حقيقية ، وهو لطالما أحب ما يعده كيوتو من طعام ، فكيف وهو فى هذه الحالة . ثم عاد كيوتو ووضع شيئا ما على الطاولة أمامه . رمش زاين بعينيه من جراء الصدمة الكبيرة التى شعر بها لرؤيته الصندوق الخشبى الصغير المقفل .

صندوق اللؤلؤ القديم الذى كان يحتل المكان الأبرز على مكتب والده هو الآن أمامه يتحداه ويسخر منه . إنه تذكار من عهد قديم . عندما كانت اللآلئ الطبيعية كنزا حقيقيا ، وكان الربح الأكبر النادر عندما يتم العثور على لؤلؤة لا عيب فيها ، من تلك اللآلئ التى توضع داخل الثقب الصغير فى القفل ، وهكذا تبقى بأمان أثناء اصطياد اللؤلؤ فى أعماق البحر . لكنه بالطبع لا يتوقع أن يجد لؤلؤا فى هذا الصندوق . إنه بالأحرى يحتوى على مفاجأت مزعجة .



اماريج 19-11-10 09:24 PM

قال كيوتو مجيبا عن سؤال لم يتفوه به زاين : " قال والدك إن هذا الصندوق لك "
أبعد زاين طبقه جانبا ، ورشف آخر ما فى كوب قهوته ، من دون أن يبعد عينيه عن الصندوق . ازداد قدم الخشب ، وتحول لونه إلى لون نحاسى اكثر مما يتذكره . بدا القفل المعدنى مليئا بالخطوط مع مرور الزمن ، لكن المفتاح الصغير ما زال مكانه ، يدعوه ويعذبه .
من الصعب أن يكون هو ما أراد والده أن يحتفظ به ويقدمه له ، بل ما يحتويه . وزاين يعلم جيدا ماذا هناك فى الداخل . هل أعتقد والده حقا أنه لا يعلم ، أم أنه قصد أن يؤثر به بسبب عودته إلى المنزل عن طريق أكبر تذكار مرير لظروف رحيله ؟ لا مجال لذلك ! اتخذ زاين قراره .
منتديات ليلاس
مما لا شك فيه أن لورانس لم يطلب رؤية زاين لينهى الخلاف بينهما ، بل طلبه لكى يواصل ذكر الأمر له . تجعدت جبهته بسبب تلك الذكريات المؤلمة . كان مجرد شاب يافع يومها. . .

أثناء عودته من عطلة مدرسية تسلل زاين إلى مكتب والده عبر الشرفة ، وبدأ بالبحث والتنقيب داخل أدراج المكتب حتى لمست يده مفتاحا صغيرا . فكر على الفور بالصندوق الموضوع على سطح المكتب . . . الصندوق المقفل منذ أن بدأ يعى الحياة ، والذى كان دائما مصدر حيرة واهتمام له .
وهكذا صعد على مكتب والده محاولا أن يفتح القفل . ما إن وضع المفتاح وأداره حتى فتح من المحاولة الأولى . بإحساس من فرح الاكتشاف رفع القفل والسلسلة المعدنية عن غطاء الصندوق .
ما زال يتذكر كيف حبس أنفاسه وهو يرفع الغطاء لينظر خلسة إلى الكنوز التى توقع ان يراها فى داخله . عاوده الإحساس العميق بخيبة الأمل ، ذلك الاحساس الذى أصابه عندما وجد أنه لا يحتوى إلا على كومة من الرسائل القديمة .
رفع أول رسالة منها . فتح الورقة بلا اكتراث وحدق إلى محتواها . الرسالة من والده إلى الخالة بونى ، الصديقة المفضلة لأمه . وجد فى الرسالة لائحة من الأرقام وشيئا ما يتعلق بمنزل ودفعات شهرية لم تعن شيئا لعقله اليافع . لكن لم يتسن له الوقت للنظر أكثر فقد وجدته مربيته فى الغرفة فمنعته من الدخول إلى هناك ثانية ، وحذرته من الدخول إلى أماكن ليس عليه التواجد فيها .

للحظة تساءل زاين ما الذى تقصده بكلامها هذا ، لكنه سرعان ما وجد لعبة جديدة يتسلى بها ، ثم عاد إلى مدرسته ، ونسى كل ما يتعلق بالصندوق . حتى ذلك اليوم منذ تسع سنوات خلت ، عندما تذكر الرسالة وما حوته ، وفجأة بدا كل شئ أمامه بمنتهى الوضوح . أطلق زاين زفرة قوية وهو ينظر إلى الصندوق ، شاعرا بالمرارة فى أعماقه . ما الذى يقصده والده بلعبته تلك ليترك له الصندوق بهذه الطريقة ؟
هل يتوقع منه أن يقرأ كل ما فى داخله ؟ لاشك أنها رسائل غرامية تؤكد أن زاين عرف الحقيقة القذرة كلها . أهذا ما أعتقد لورانس أن إبنه يستحقه بعد غياب دام تسع سنوات ؟ أهذا هو ميراثه ؟
لم يستطع زاين إلا أن يبتسم بسخرية وهو يتأمل الصندوق . حسنا ! لورانس لم يرغب بأن يمر الأمر بسهولة ، فهو لم يكن شخصا لطيفا أو ودودا ، أما هو فلن يشارك بهذه اللعبة . قرأ بما فيه الكفاية منذ سنوات مضت . بإمكان الصندوق أن يبقى مقفلا إلى الأبد .
منتديات ليلاس
غسل كيوتو الأطباق ، وأكمل تنظيف كل ما أستعمله . بعد مرور دقائق أصبح كل شئ لامعا من شدة النظافة .
سأله كيوتو مقاطعا أفكاره :
" أتريد المزيد من القهوة ؟ "
هز زاين رأسه رافضا ، ثم أبعد الصندوق بدفعة أخيرة قبل أن ينهض ، فهو لا يريد أى ذكريات من الماضى . لديه روبى لتذكره بها .
- شكرا لك ، كيوتو . لا أريد المزيد . على أن أنهى بعض الأعمال الهامة . هل هناك سيارة أستطيع قيادتها أثناء بقائى هنا ؟

- أجل ، بالطبع .
هز رأسه ، وتبع يسأله :
" لكنك عدت إلى المنزل لتبقى فيه دوما . أليس كذلك ؟ "
تنفس زاين بقوة . ما يفكر به الآن بالنسبة إلى الشركة لا يتعلق بالتزامه بها على المدى الطويل ، وهذا يستلزم عودة سريعة إلى لندن وإلى عمله هناك . بالطبع ، لابد من وجود عوائق عليه التعامل معها نظرا لموت والده المفاجئ .
شخص ما عليه إستلام إدارة العمل فى تجارة اللؤلؤ . سيتمكن من وضع مدير إدارى بطريقة ما ، لكن البقاء ليس خياره الآن .
أجاب من دون أن يعطى أى وعد :
" سنرى ماذا سنفعل ، كيوتو . لكن أولا ، على التأكد من أن الشركة ستتابع أعمالها فى هذه المرحلة العصيبة من دون وجود أبى كمدير وحارس لها "

علق كيوتو ملوحا بيده كأنه يبعد عنه قلقه :
" ليس هناك من مشكلة . الآنسة روبى تهتم بكل شئ ، فلا تقلق "
تجمدت ملامح زاين ، كأن سكينا حادة بدأت بتقطيع أفكاره . سأله :
" ماذا تقصد بقولك ؟ "
- الآنسة روبى هى الآن فى المكتب ، تتولى إدارة كل الأمور العالقة .
* * * *
إنها تجلس الآن فى مكتب الده كانها تملكه . تضع الملاحظات على جهاز الكومبيوتر النقال ، وهى تدرس ملفا وضعته أمامها على طاولة المكتب .
قال زاين معلنا حضوره بكلمات قاسية :
" أرى أنك لم تضيعى أى دقيقة من الوقت "
رفعت روبى نظرها ، وللحظة بدت مندهشة ، قبل أن تنزل أهدابها ، وتتحول عيناها إلى لون أزرق بارد كالثلج ، وتمتلآن بالحذر .
- توقعت أن تنام لفترة أطول .



اماريج 19-11-10 09:25 PM

ابتسم بسخرية ، وأجاب :
" وهل أعتقدت أنك ستتمكنين من إدارة الشركة قبل أن أستيقظ ؟ "
قطبت روبى جبينها ، وسألته :
" لماذا تفكر على هذا النحو ؟ "
حرك يده مشيرا إلى المكتب الفخم قائلا :
" لأنك هنا ، وبالكاد مضت أربع وعشرين ساعة على وفاة والدى . أنت فى مكتبه ، تحتلين مركزه "

وضعت روبى قلمها جانبا ، واستندت إلى الوراء على كرسيها ، بل كرسى والده . ضاقت عيناها وهى تنظر إليه قبل أن تجيبه : " أهذا ما يشغل بالك ؟ أتخشى ان آخذ ميراثك الغالى منك ، وأسرق ثروة باستيانى للمجوهرات فيما أنت تنظر إلى وتراقبنى ؟ "
قال زاين من بين أسنانه ، وبنبرة لا تحمل أى شك بما يقوله :
" لن تجرؤى حتى على التفكير بذلك ! "
منتديات ليلاس
ابتسمت ابتسامة لم تظهر إلا أسنانها :
" إذا ربما من الأفضل أن تعلم أننى لست مهتمة للأمر مطلقا "
سألها وهو يسير ليصبح أقرب إلى المكتب العريض :
" إذا كيف تفسرين وجودك هنا . اليوم السبت ، وهو ليس يوم عمل كما تعلمين "
فكرت ، ان على مغادرة المنزل . . . كان على الابتعاد عنك ! لكنها لن تقول له ذلك . لن تعترف بأفكارها تلك حتى لنفسها . بدلا من ذلك ، استجمعت كل ما لديها من قوة لتواجه اقترابه قائلة :
" هناك عمل على القيام به . كنت ولورانس منشغلين بمشروع معا فى الأسبوع الماضى عندما أصيب بالأزمة ، وما زال الملف على مكتبه . كما أننى لا أعتقد مطلقا أنه كان لينزعج لو استعرت مكتبه لفترة قصيرة "

لم يعلق مطلقا على سخريتها . سألها :
" أى نوع من الأعمال ؟ "
تأملته روبى مليا وهو يلتف حول المكتب ليقف بجانبها . لاحظت أنه يرتدى سروالا قطنيا وقميصا ذات قماش ناعم . شعرت بالضيق مع كل خطوة تقربه منها . إنها ترتدى ثيابا رقيقة لتتحمل الحر ، فلماذا تشعر فجأة أن حرارتها ترتفع ؟ تبا له !
هذا ما قالته لنفسها طوال الليل . الآن وبعد أن تخطت صدمة لقائهما الأول ، وأصبح كل منهما يعرف تماما موضعه من الشخص الآخر ، عليها أن تبقى منيعة ضد قوته وجاذبيته الطاغية .
اقنعت نفسها أنها ستجمع كل ما لديها من غضب لمواجهته ، لكنها أدركت أنها تخدع نفسها . لماذا هربت من المنزل ما إن لاح اول شعاع نور فى السماء ؟ ولماذا تشعر بمثل هذه الحرارة لاقترابه منها ، وكأنها تلامس مشعلا من نار ؟
ما زال غضبها كبيرا ، وكذلك انزعاجها منه ، لكن لا قدرة لديها على تجنب التأثر بهالة باستيانى . الابن سر أبيه!

قدرة لورانس جعلت منه شخصا قويا وزميلا يسهل العمل معه ، فلديه روح رائعة وملهمة . غير أن زاين الذى يبدو أنه يحمل السمات الوراثية نفسها يجعلها تشعر بضعف لم تعهده فى نفسها يوما ، وهذا يهدد مقاومتها .
سألها زاين وهو ينظر إلى الرسومات على المكتب ، قاطعا حبل أفكارها :
" ما هذه ؟ "
- المجموعة الجديدة

شعرت روبى بإحساس من الفخر وهو يقلب الرسومات التى ظلت تعمل عليها لستة أشهر مضت .
تابعت بنبرة لا تخلو من الكبرياء :
" أطلقنا عليها اسم " مجموعة الشغف " وسوف يتم طرحها فى السوق بعد ثلاث أشهر فقط "
- أتعنين . . . هنا ؟
- مثل كل مجموعاتنا السابقة ، سنبدا بعرض الانتاج فى بروومى أولا ، ثم سنعرضها فى ستاروى خلال احتفال القمر ، بعد ذلك سنأخذ المجموعة إلى الأسواق المحلية ، فنعرضها فى دار الاوبرا فى سيدنى لمدة أسبوع . يتبع ذلك عقد الاتفاقات مع المستثمرين ، حيث سنختار أصنافا منها للعرض فى نيويورك ولندن . لا شك أنك ستشرف على هذه المعارض آخذا مكان لورانس .

حاولت أن تظهر بعض الترحيب فى نبرة صوتها ، لكن سواء تأثر زاين ببرنامج العمل الطموح أم أنه أراد أن يتواجد فيه ، فهو لم يظهر ذلك مطلقا
بل قال عوضا عن ذلك :
" هذه التصاميم طموحة جدا ، بل هى غير عادية أبدا "
- شكرا لك .
نظر إليها على الفور ، وسألها :
" أأنت من صمم هذه الحلى ؟"
هزت روبى رأسها راغبة فى القول : حتى آخر واحدة منها ! لكنها قالت له وهى تحدق بعينيه :
" لهذا السبب أنا موظفة هنا ، فأنا اصمم المجوهرات لشركة باستيانى العالمية "

- إذا لا بد أنك أدركت أن كلامى ليس إطراء . فهذه المجموعة لن تنجح ، ولن يمكنك بيعها .
لم تصدق روبى ما سمعته ، فقالت على الفور:
" أستمحيك عذرا ! لم أفهم ما تقوله ؟ "
- هذه التصاميم . . . " مجموعة الشغف " أو " عناق المحبين " . . . إنها تحمل مفهوما جيدا ، لكن ألا تعتقدين أنك طموحة جدا لتفكرى فى النجاح باستعمالك الحجارة والذهب واللؤلؤ فقط ؟ لا يمكنك تغطية حاجات السوق ، ولا يمكننا أن نصمم مجموعة كاملة مبنية على فكرة مجنونة . هناك الكثير من المخاطرة فى عملك هذا "
منتديات ليلاس
جادلته بالقول :
" بل سينجح بدون أى شك "
حاولت أن تبعد الشك الذى يغير دائما على فكرها المبدع وفى كل حين ، من دون ملاحظات زاين المذكية له .
- أجل ، إنه عمل طموح وفيه شئ من المخاطرة ، لكنه أصبح فى مرحلة الإنتاج ، كما أن معظمه أصبح جاهزا .
- لكنه لم ينته بعد ، كما لم يتم التأكد من نجاحه . وهكذا ، فإن شركة باستيانى تضع آمالها ومستقبلها على مجموعة قد تنذر بالفشل المطلق .



اماريج 19-11-10 09:26 PM

- كان لورانس متحمسا جدا لهذه المجموعة ، وكان موافقا عليها تماما .
- لورانس ليس هنا الآن .
- لكننى هنا ، وأنا أصمم المجوهرات للشركة منذ ان بدأت العمل هنا ، وحتى الان قمت بنجاح واضح . ليس هناك من سبب للاعتقاد أن هذه المجموعة لن تنجح .
وضع زاين الرسومات التى كان يحملها على المكتب ، واستدار . استند إلى المكتب ، واضعا يديه على جانبى ساقيه .
- من الصعب أن تدعى القيام بأى شئ آخر .
التعامل معه وهو يدير ظهره لها أمر ، أما أن يحدق بها وهو يحوم حولها فهذا أمر مختلف تماما . تمنت روبى لو أنها ارتدت شيئا آخر غير هذه التنورة البسيطة والقميص ذات اللون الأصفر الباهت من دون كمين .

نهضت عن كرسيها متظاهرة بملء كوب من الماء من البراد ، ولم تستدر إلا بعد أن تنفست بهدوء لمرات عدة .
قالت بعد ان استعادت رباطة جأشها :
" حسنا ! أنا لا أرغب فى أن أخذل لورانس أو الشركة الآن . ما دمنا نتحدث عن الأمر ، هل أزعجت نفسك مرة لتقرأ التقارير المالية التى كان يرسلها إليك والدك بشكل مستمر ؟ هل استوعبت مرة ما الذى تعنيه تلك التقارير وكيف أن أرباح مؤسسة باستيانى تتزايد باستمرار ، وبدلا من بيع اللؤلؤ كمواد خام أو كمواد أساسية للتصميم ، بدأنا نبيع مجموعات خاصة بنا مرتين فى السنة ؟ "

لم يزعج زاين نفسه بالاجابة عن سؤالها ، بل رد عليها بنبرة حاقدة :
" وأنت تدعين لنفسك الفضل بذلك ، على ما اعتقد "
هزت روبى رأسها قائلة :
" لا ! لا أدعى أى فضل لى . وظفنى لورانس مصممة مبتدئة عندما أنهيت دراستى . قال إنه يريد مصمما تخرج حديثا ، ليست لديه أفكار قديمة عن العمل أو عما يجب ان تكون عليه المجوهرات المصنوعة من اللؤلؤ . هكذا عملنا معا على مجموعة ذات فكرة موحدة ، وأقمنا معرضا كاملا لمجموعة رائعة تضم أجمل وأغلى اللآلئ فى العالم . كانت لدى لورانس الرؤية والحلم ، فقام بتطوير عمله بطريقة لم تقم بها الشركة من قبل ، لكن التصاميم كلها من عملى "
منتديات ليلاس
توقفت عن الكلام ، إذ شعرت فجأة بألم فى رأسها ، فطوال حديثها المسهب الملئ بالعاطفة ، ظل زاين مستندا إلى المكتب يتأملها بهدوء ولكن بنظرات ثاقبة .
إن لم تكن راضية عن موقفة ، فهى أكثر انزعاجا من تحديقه الصامت . رشفت رشفة من الكوب محاولة أن تنهى هذا الحوار . فجأة شعرت بالفرح لأنها عملت على ملء الكوب ، إذ أحست أن فمها وشفتيها جافة تماما . ما إن حركت الكوب حتى تساقطت منه بضع قطرات من الماء بسبب التبخر ، مرت بين أصابعها . شهقت ما إن سقطت قطرتان من المياة المثلجة على قميصها .

تبعت عينا زاين حركتها . تأثر فعلا بحديثها بالرغم من عدم ادعائها أهميتها فى الشركة ، لكنه الآن أصبح أكثر انفعالا بسبب رؤية قطرتى الماء تنحدران وتستقران على قميصها . رآه ، واستمر فى النظر إليها بدقة ، وكأن هناك دعوة لا يستطيع رفضها تشده إليها أكثر .



اماريج 19-11-10 09:29 PM

تمتم ، وهو يقطع الخطوات القليلة بينهما :
" يبدو أنك امرأة متعددة المواهب "
وقف أمامها تماما . إنها طويلة بما فيه الكفاية ، لكن عليها أن ترفع رأسها إن أرادت النظر إلى عينيه . هذا أمر جيد ، إذ يعطيه فرصة دائمة لينظر إلى عنقها الناعم وبشرتها الذهبية .
ابتلعت روبى غصة ما إن مد يده بينهما . اتسعت عيناها لتصبحا كعينى غزالة خائفة . وضع زاين أصابعه حول حبة اللؤلؤ فى العقد الذى يتدلى من عنقها . رفعه برقة عن بشرتها الحريرية ، شاعرا بدفء الحلية التى كانت ملقاة على جيدها .

- أهذا أيضا أحد تصاميمك ؟
عندما رفع يده فكرت ، آه . . . يا إلهى ! لم تعد روبى تستطيع التنفس أو الحركة . عاودها شعور بالخوف لم تشعر به منذ زمن بعيد ، مهددا بالقضاء عليها ، وعلمت أنها فى خطر . هذا الرجل خطر عليها بلا شك . إنه قريب جدا منها ،وقوى جدا . شعرت بنظرة عينيه تهددها ، كما شعرت بلمسة يده . إن كانت نظرته بتلك القوة ، فما بالك لو مد يديه وضمها إليه؟
منتديات ليلاس
بدلا من ذلك أمسك زاين بالعقد ، فبدا أثر أصابعه على عنقها مروعا بما فيه الكفاية . ارتجفت روبى لمجرد لمسته ، وأدركت بسرعة من خلال الحاسة السادسة أن هذا الخطر لا يشبه أى شئ عرفته من قبل .
قال زاين بنبرة هامسة حميمة أشعلت حواسها وهو ينظر إلى العقد :
" إنها حلية جميلة تماما كمن ترتديها "

رفع نظره إلى عينيها وتابع :
" هل أنت من صممها ؟ "
أخذت روبى نفسا سريعا كى لا تختنق . لن تسمح لنفسها باظهار ما تشعر به من خوف ، مع أن نظرة عينيه الدافنتين تجعلها تنسى كل شئ آخر . عليها أن تركز على العقد وعلى سؤاله . لن يكون الأمر بهذه الصعوبة ، وهى تتحدث عن أفضل حلية صممتها .
لؤلؤة وضعت على طوق من النتريت ، وأحيطت بحبل مجدول من الذهب . أما اللؤلؤة فهى بطول ثمانية عشر مليمترا هى رائعة الجمال والاستدارة . قدم لورانس لها العقد كهدية لنجاح مجموعتهما الأولى ، وبدا لها من المناسب أن تضعه اليوم ، أعترفت أخيرا :
" بالطبع ! "

مدت روبى يدها بلا قصد منها إلى عنقها ، فأجبرت على ملامسة يده التى ما زالت تمسك بالحلية . للحظة تلامست أصابعهما . رأت شيئا ما يلتمع فى عينيه كشرارة من نار ، وعلى الفور شعرت بالإحساس نفسه فى أعماقها .
تمتم زاين من دون أن يبعد يده :
" إنها لؤلؤة مميزة "
لم يكن لديها الوقت لتفكر لماذا يفعل ذلك ، ليس وهو قريب منها . أما الضغط الخفيف الذى كان يضعه على الحلية فجعلها تقترب منه أكثر . حاولت روبى أن تتكلم ، لكن حواسها بدت مغمورة بحضوره .
همست : " شكرا لك . لورانس قدمه لى "
رمش زاين بعينيه وأفلت العقد من يده وابتعد ، ليقف مستقيما من جديد .
- لا شك أنك قمت بمجهود لاستحقاقه .
تبدل الجو تماما بينهما ، مع أن أفكارها ما زالت مضطربة وقلقة . لكن عندما لمست أصابعها الحلية أطبقت عليها كأنها تعويذة غالية جدا ، وتمنت أن تستمد منها القوة الكافية .
استجمعت روبى أفكارها ، وأجابت بلا اكتراث :
" آه ، بالطبع ! أحب فعلا أن أفكر كذلك "

التمعت عيناه اللتان بدتا منذ لحظات مليئتان بالشغف ، فأصبحتا الآن مليئتين بالغضب والاشمئزاز معا .
سألها بنبرة آمرة :
" قولى لى أن ما أقوله غير صحيح . قولى لى إنك لم تكونى عشيقة والدى "
حدقت روبى به ، وسمحت لنفسها أن تبتسم لما سمعته ، إذا هو لا يشعر بالاشمئزاز منها . إنه يشعر بالاشمئزاز من نفسه ، لأنه يشعر بالانجذاب إلى امرأة كانت تخص والده . ربما هدية لورانس ستحميها فى النهاية .
ما دام زاين ينظر إليها كعشيقة لسيد اللؤلؤ ، فستبقى بأمان معه ، والأمر الأكثر أهمية ، انها ستبقى بأمان من عاطفتها .
- ليس على أن أخبرك بأى شئ فهذا امر لا يعنيك مطلقا.

تحركت لتمر أمامه وتعود إلى مكتبها ، لكن يديه أمسكتا بكتفيها . جذبها نحوه ، لتصبح قريبة منه من جديد .
- أكنت كذلك ؟
نظرت روبى إلى يديه ، وعلقت :
" يفاجئنى أنك قادر على لمسى "
ثم ركزت نظرها على عينيه بقوة ، كأنهما ابرتين حادتين .
رفعت حاجبها متسائلة :
" أم أنك راغب بقوة أن ترث كل موجودات والدك "

لم تنتظر إجابته . أبعدت يديه عنها ، وسارت نحو المكتب . جمعت رسوماتها والملف أمامها .
- أعذرنى ! أحب أن أبقى وأتحدث إليك ، لكن لدى عملا على القيام به . بعدئذ سأعود إلى المنزل ، لأجمع كل ما لدى هناك .
- لماذا ؟ إلى أين ستذهبين ؟
- لا أعلم
اعترفت ما إن أصبحت فى وسط الغرفة قبل أن تغادر :
" لكن سيكون العمل معك سيئا بما فيه الكفاية حتى نهاية عرض المجموعة فى الأسواق ، ولا مجال مطلقا لأستوعب فكرة العيش معك فى منزل واحد "
منتديات ليلاس
قال زاين من وراء ظهرها :
" ماذا تقصدين بقولك حتى نهاية عرض المجموعة فى الأسواق ؟ "
تنهدت روبى ببطء ، ثم استدارت . اعتذرت بصمت من لورانس لقيامها بذلك .
- إننى أقدم استقالتى ، زاين . سأبقى فقط حتى نهاية عرض المجموعة الجديدة ، لكن بعد ذلك ليس هناك من داع لتتعامل معى من جديد ، فأنا سأغادر بروومى إلى الأبد .

نهاية الفصل الثالث



sassou 20-11-10 02:01 PM

باين عليها رواية روعةلا تطولي علينا

اماريج 20-11-10 11:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sassou (المشاركة 2533374)
باين عليها رواية روعةلا تطولي علينا


شاكرة لك مرورك وتواجدك فيها حبيبتي
منورة ياعسل وان شاءالله مش راح اتاخر ولايهمك ياعسل:flowers2:
:liilas:

اماريج 20-11-10 11:01 PM


4- اعتراف كاذب

من الواضح ان لدى لورانس افكار اخرى فبعد مرور بضعه ايام جلس كل من روبي وزاين مصعوقين في مكتب لورانس السابق بينما قام محاميه بشرح شروط الوصيه.
قالت روبي بحيره:
-انا لا افهم؟
ليس الامر انها لم تسمع جيدا ماقاله المحامي في المره الاولى بل انها لم تجد اي تفسير منطقي لما سمعته.
تنهد ديريك فينلاسون قبل ان يبتسم معتذرا:
-ادرك ان من الصعب استيعاب ذلك دفعه واحده لكن الامر الاهم هو انك وزاين سترثان متساويه تشكل تسعين بالمئه من مؤسسه باستياني لتجاره اللؤلؤ وهذا يعني ان كلا منكما سيسيطرعلى نسبه قدرها خمسه واربعون بالمئه من اسهم الشركه.
-لكن....!
نظرت روبي حولها طلبا للمساعده لكن زاين لم يقدم لها اي مساعده تذكر بل جلس وقد ظهر عليه التوتر فيما تغلف وجهه بقناع من الصمت والضيق
-لكنني لا اريد اي شئ من ذلك.

ادار زاين راسه على الفور وبدا عدم التصديق على ملامحه كما لو انه يتهمها.
هزت راسها لم تستطع ان تجد اي تفسير منطقي لما يجري امامها خلال الاسبوع الماضي نقلت ممتلكاتها من منزل عائله باستياني الى كوخ في منتجع كاييل بيتش انه منتجع من فئه الخمس نجوم لكن هذا ليس سبب اختيارها له بل لانه ابعد ما يمكن ان تتخيل عن زاين.
منتديات ليلاس
تصورت روبي انها ستعيش هناك لفتره قصيره فقط اذ انها بدات تجري لقاءات ومقابلات مع شركات لصنع المجوهرات في سيدني في السنوات القليله الماضيه تمكنت روبي من اكتساب شهره واسعه من خلال عملها في مؤسسه باستياني وعرض المجموعه الجديده "مجموعه الشغف" سيتوج شهرتها تلك ان سارت الامور على ما يرام ستغادر برومي في غضون اشهر قليله لكن ان بقيت...
لاتستطيع ان تسمح لنفسها بالتفكير بذلك عملت بكل ما لديها من قوه للابتعاد عن زاين وعن الجو السام المحيط به امله ان تتخلص من ذلك كله في غضون ثلاثه اشهر .انها لا تستطيع تحمل مجرد التفكير بان عليها البقاء بقربه اكثر من ذلك.
قالت باصرار وحلقها يعتصر من شده الالم:
-انا لا اريد شيئا ولا استطيع ان افهم لماذا فعل لونس ذلك في الواقع بدات العمل فعلا على مغادره برومي نهائيا لدي عروض عمل وانا لن ابقى في المدينه.
نزع المحامي نظارتيه بدا كانه يريد ان يقول شيئا ما قبل ان يتوقف فجاه كانه يحاول التفكير في الامر اكثر بدلا من ذلك تنهد بصوت مسموع واعاد نظارتيه الى عينيه ثم حدق بقوه من خلالها بعد انزالها حتى ارنبه انفه بدا المحامي كلامه ببطء شديد ليجعله اكثر تأثيرا عليها:
-نظرا لبنود الوصيه من الواضح ان لورنس توقع ان تبقى هناك في بروومي لتشاركي في اداره الشركه مع زاين اما الاسهم العشره المتبقيه فهي مقسومه بالتساوي بين الموظفين هنا وبين عمال المنزل تبعا لسنوات خدمتهم وهم بحاجه الى ادارة العمل بشكل يؤمن الربح لهم بالطبع.



اماريج 20-11-10 11:02 PM

قاطعه زاين:
-دعها ترحل فهي لا تريد البقاء ساشتري حصتها.
رمش ديريك فينلاسون بعينيه ووجه نظرته الثاقبه نحو زاين قبل ان يتابع:
-اتفهم خيبه املك سيد باستياي لكن ما يهمني الان بالتحديد هو تحقيق رغبات والدك لورنس.كما واضح يرغب في ان تتولى اداره الشركه انت والانسه كلمنجر من اجل مصلحه كل اصحاب الاسهم لكن في النهايه الانسه كلمنجر هي من عملت بجانب لورنس في السنوات القليله الماضيه والان هي الوحيده المعتاده على اداره العمل فعليا انه لامر حاسم ان تبقى ولاشك انك ترى ذلك
-انا لم اكن جالسا على يدي طيله حياتي سيدي فلدي عمل خاص بي وعلى الاهتمام به في لندن.

-احتاط والدك لهذا الامر ايضا.
قال المحامي ذلك وهو يقلب اوراقه ثم تابع بهدوء:
-اه اجل... ها هي هنا سيكون لديك ما يكفي من الوقت لتعود الى لندن وتنهي ما لديك من اعمال هناك يمكنني ان اطلعك على التفاصيل في وقت لاحق.
اكمل قائلا:
-والان الانسه كلمنجر...من الواضح ان لورنس علم ماهو شعورك تجاه الشركه وحقوق الموظفين وقد وضع ثقته بك كي تدافعي عن تلك الحقوق وتستمري بتحقيق رؤيته في العمل كما انك ستعملين على ابقاء شركه باستياني في المقدمه في مجال تصميم اللؤلؤ وابتكار طرق جديده لازدهاره وثق لورنس بانك ستهتمين بنجاح الشركه ليس فقط لاجل مصلحتك بل من اجلهم ايضا.هل هناك اي شئ اخر يمكنني ان اقوله ليساعد على اقناعك؟
-لكن ان كانت لا تريد البقاء..

قاطعته روبي على الفور:
-لا!
بعدئذ ادارت راسها فالتقت عيناها الزرقاوان بتحد وغضب بعينيه البنيتين القاسيتين:
-السيد فنيلاسون على حق لورانس اراد ذلك ارادني ان ابقى هنا وانا لن اتخلى عن مسؤوليتي بالنسبه للعمل وللموظفين ليس هناك من مجال لاخذل لورانس مطلقا.
ظهرت ابتسامه غير مالوفه على وجه ديريك فنيلاسون وهو يضرب الطاوله بقبضته قبل ان يقول:
-هذا هو المطلوب لابد ان لورنس كان ليفتخر بك عزيزتي اما بالنسبه لك زاين كم من الوقت ستحتاج لتصفيه اعمالك؟هذا اذا كنت...
منتديات ليلاس
توقف عن الكلام وهو ينظر اليه بعينين لاذعتين ثم رفع حاجبيه واكمل:
-...هذا اذا كنت ترغب بالعوده الى بروومي لتدبير العمل بنفسك؟
-اه بالطبع ساعود.
نظر زاين الى روبي وعيناه المليئتان بالعداوه تحرقان الهواء بينهما وهو يتابع:
-ولاداعي للتفكير بعكس ذلك.
******
-كيف تمكنت من تدبير ذلك؟
غادر المحامي واصبحت الغرفه خاليه من كل شخص ما عدا زاين وروبي بدا الجو ملبدأ ومليئا بالتوتر وكانه عاصف من كلامه الغاضب اما هي فشعرت كانها في قلب زوبعه بالكاد سمعت سؤاله بسبب الافكار المقلقه التي تدافعت الى ذهنها هاقد وقعت في الفخ بعد ان اصبحت على وشك الرحيل نهائيا اعتقدت انها ستغدو حره بعد اسبوع لا غير اما الان فقد اصبحت محتجزه في شركه باستياني هل كان لورانس يعلم تماما مالذي يفعله بها؟توسل اليها قائلا:اعتني يزاين
ارادت ان تضحك بصوت عال فزاين لايحتاج الى اي شخص لكي يعتني به حسنا هي ستهتم بالشركه لا مشكله لديها مطلقا في ذلك اما بالنسبه الى زاين فهو قادر على الاهتمام بنفسه

-ماهذا الانقلاب غير المعقول؟
-ماذا تقصد بكلامك؟
اجابت من دون ان تفكر مليا بكلامه بعد ان تمكنت من سماعه اصبحت اكثر فضولا الان لمعرفه كيف يرى الامور بطريقه مختلفه تماما عنها لماذا بحق السماء يعتقد ان هذا ما ارادته؟
فجاه اصبحت الان تملك ثروه كبيره جدا بالاضافه الى ما امنته لها عائلتها من علاقات لكن ذلك لايعوض عن خوفها المتزايد لم يقدم لها لورنس اي خدمه بعمله هذا فهذا ليس بميراث نافع ومفيد لها.



اماريج 20-11-10 11:02 PM

-انت لست من العائله...بالكاد انت موظفه كيف تمكنت اقناع والدي بترك خمسه واربعون بالمئه من اسهم الشركه لك؟
ابعدت روبي نظرها عن رف الكتب الذي كانت تحدق به ونظرت اليها وحاولت جاهده ان تتخلص من ارتباكها.
-لم افعل شيئا لاقناعه ولم تكن لدي ايه فكره ان والدك قرر ان يضع وصيه بهذه الطريقه كيف لي ان اعلم؟
زفر زاين كانه لم يصدق كلمه واحده مما سمعه:
-الا فكره لديك؟كنت تعيشين معه وتدعين انك لم تعرفي بالامر؟ لاشك انك تدركين ان من الصعب تصديق ذلك.

هزت روبي راسها وعلقت:
-بالطبع لم اكن اعلم قلت لك انني ساستقيل وانت تعلم انني لو اردت ان ارحل لماذا على القيام بتلك الخطط لمستقبلي لو كنت ارعرف اي شئ عن وصيه لورنس ؟
-لاتتضاهر بالبراءه لم تكن لديك ايه نيه بالرحيل اما قولك انك ستبقين هنا حتى نهايه اصدار المجموعه الاولى فليس الا غطاء امنا لك.

تنهدت روبي ورفعت يديها الاثنين بتجاه السقف ما الجدوى من محاوله اقناعه؟ماهمها بما يفكر ؟
قالت محاوله توضيح الامر له:
-لا يهمني مالذي تفكر فيه الحقيقه هي ان لورنس لم يعطيني اي خيار وليس امامي الا البقاء والعمل وفقا لوصيته.
ضحك زاين بقسوه ومراره متمسكا باعترافها
-مضحك جدا كيف ان بضعه مئات من ملايين الدولارات تجعلك تغييرين موقفك.
اكمل ساخرا وعدم تصديقه لايه كلمه قالتها يظهر بوضوح في نبرته:
-بالطبع كلنا نعلم ان لا علاقه للمال بقرارك هذا؟
منتديات ليلاس
-انا لا اهتم للمال لكن الامر لايتعلق بي ان غادرت مالذي سيحدث للموظفين؟ انت ستغادر ومن يعلم كم ستطول فتره غيابك ؟ عندها من سيتولى اداره الشركه؟ ومن الذي سيحقق حلم رؤيه لورانس للعمل؟ لايمكنني ان اتخلى عن الاشخاص الذين عملت معهم والذين اراد لورنس ان نهتم لامرهم لااستطيع ان افعل ذلك مع اشخاص مثل كيوتو بعد كل تلك السنوات من العمل في شركه باستياني
-استبقين في الشركه من اجل الموظفين؟ يالهذه الشهامه والكرم من قبلك.
اقترب زاين منها وتابع:
-اعذريني ان لم اصدق ان ليس هناك اي اهتمام بمصلحتك الشخصيه.
اجابت روبي بنبره مستهجنه:
-لاداعي للاعتذار فانا لا اتوقع منك ان تصدق اي شئ فكيف تراك تصدق الحقيقه؟برهنت لي انك لا تملك هذه الميزه في شخصيتك منذ رجعت الى بروومي.

_وانت اظهرت قدره فائقه بعدم اعترافك بالحقيقه لماذا تتظاهرين بصفات لاتملكينها؟لماذا تتظاهرين انك لا تفهمين ماهو واضح لاي شخص غيرك؟
وضعت يديها على وركيها تبا لهذا الرجل ولاهاناته الدائمه وتلميحاته القذره:
-ماهو الامر الواضح لاي شخص اخر زاين؟ ماذا تقصد بالتحديد ؟ربما من الافضل ان تخرج تلك الكلمات من صدرك.

-اتريدين ان اتفوه بها؟حسنا لماذا بحق السماء سيترك لك والدي حصه كبيره في الشركه؟خمسه واربعون بالمئه انت اعترفت بنفسك ان والدي كان شخصا مميزا بالنسبه لك لماذا يترك لك ثروه لو لم تكوني اكثر من مميزه بالنسبه له؟
اندفع الدم في عروقها كانه يدفعها للشجار والمقاومه
-اتقول ان والدك قدم لي ثروه لانني كنت اعيش معه...كعشيقه له؟
-قلت الكلمه كما هي بالتحديد.



اماريج 20-11-10 11:03 PM

-ليس في ذهنك سوى هذا النوع من العلاقات؟
-اليس ذلك صحيحا؟
ارادت روبي ان تنفي ماقاله لكنها فكرت قليلا اليس هذا ماتريده ان يفكر به بالتحديد ؟ان كرهها زاين لانها كانت عشيقه والده فلن يرغب في التودد اليها وان لم يفعل فهي ستتمكن من مقاومه هذا الانجذاب الغريب نحوه وهكذا ستحظى بفرصه الا تقع ضحيه سطوته.

وهكذا بدلا من الاستسلام لتحريض دقات قلبها المضطرب بالرد عليه بالنفي لكل مايقوله
باشرت بالقيام بامر مختلف كليا رفعت حاجبيها باستفزاز ورسمت ابتسامه مثيره على وجهها ورفعت صدرها بكبرياء
انه معجب بها لقد اظهر ذلك بوضوح ولتتاكد من ذلك راقبت كيف لاحقت عيناه حركات جسدها بعينين جائعتين فاتسعت ابتسامتها
علمت انها انتصرت عليه لكن ليس هذا اكثر مما يستحق فقد كون رايه عنها وهذا يناسب اهدافها لم لا تجاري حكمه المجحف؟لم لا تتلاعب به كما يستحق؟

قالت متعمده ان يبدو صوتها مثيرا:
-حسنا لاشك انك فهمتني جيدا زاين انت تعلم بدون اي شك انني كنت مميزه لديه من الواضح ان علاقتنا كانت تعني له اكثر مما توقعت لم اتوقع مطلقا ان يكون بهذا الكرم معي في المقابل.
تبدل لون بشرته الوردي الى لون احمر قان وبدا احد الاوتار ينبض في خده بقوه ووضوح
قالت روبي بتفهم ساخر وهي تمرر اصبعا على خدها باغراء تنفيذا لخطتها:
-اتعلم؟ ادرك ماهي مشكلتك انا كنت مميزه لديه اكثر من ابنه انه احبني ولم يحبك انت لهذا السبب انت تكرهني كثيرا اليس كذلك؟

اقترب منها زاين خطوه اخرى وحركاته تظهر غضبا صارخا فيما بدت ملامحه مظلله بالانتقام شعرت روبي بقلبها يتوقف عن الخفقان للحظه الغضب المحفور على وجهه اعلمها انها لم تبد فقط ملاحظه عابره بل تمادت اكثر من اللازم تراجعت خطوه الى الوراء ما ن اقترب منها وتمتمت:
-زاين لم اقصد...
لاحظت كيف تحركت جبهته بتوتر واتسعت عيناه من شده الاضطراب فنسيت كل ما كانت ستقوله.
قال زاين بنبره ناعمه تناقض تماما ما يبدو عليه:
-بالطبع احبك اكثر مما احبني كيف لا يفعل ذلك؟

مد يده فلاحظت روبي مدى توتر عضلاته وانكماش بشرته اجفلت عندما لامس بيده شعرها وامسكه بنعومه ثم لف خصله منه على اصبعه بينما راحت عيناه تجولان على وجهها ثم تنحدران نزولا الى كتفيها وعنقها وبعد ذلك الى قوامها كله
همست:
-لا! لم اقصد ذلك اسفه.
منتديات ليلاس
شعرت بقوه الخطر الذي يضاعف ويتجه نحوها باساليب جديده خطر جعل جسدها يتجاوب باهتمام بدلا من ان يتقلص بخوف اسكتها زاين بوضع اصبع يده على فمها مانعا اياها من الكلام ومن التنفس في الوقت نفسه شعرت روبي بعطره يحيط بها ويغمرها كما شعرت بتاثير لمسته الرقيقه مع العلم انه غاضب جدا انها لا تريده ان يكون رقيقا ولطيفا من الافضل ان يبقى دائما غاضبا فالغضب اكثر امانا لها بامكانها التعامل مع غضبه لكن هذه الرقه المفاجئه...
اعترف زاين اخيرا:
-انت على حق.
انزل يده عن فمها واحاط بها عنقها شعرت روبي كانما مسها تيار كهربائي ما جعلها تشهق بقوه.

-من الواضح انك قدمت له ما لا استطيع تقديمه ابدا لكن على ان اسال نفسي سؤالا واحدا مقابل خمسه واربعين بالمئه من اسمهم الشركه اي ما يوازي مئتي مليون دولار...
تردد بالمتابعه فيما وجهه لا يبعد كثيرا عن وجهها استمرت نظرته بقراءه عينيها وشفتيها بوقاحه وكانها نار تحرق جسدها بينما لمسته الرقيقه على شعرها تبقيها قريبه جدا منه مال براسه قليلا وكور شفتيه بابتسامه مليئه بالازدراء فيما تابع يقول:
-حسنا! لابد من السؤال يطرح نفسه :كم انت ماهره في السرير؟

نهايه الفصل الرابع


اماريج 20-11-10 11:04 PM


5-عناق الوداع

تلهفت يدها الى صفعه كما تتلهف يد مبارز الى اطلاق النار وهي تعلم كم ستشعر بالرضى اذا حطمت هذا القناع من التفاخر والكبرياء لكنها مؤخرا تركت عاطفتها تقود افعالها مع هذا الرجل فراحت تندفع بالهجوم عليه بالكلام حينا وبالفعل حينا اخر لتندم بعد ذلك على الفور بسبب فقدانها السيطره على نفسها لن تسمح لنفسها بالاستسلام لتلك الغريزه من جديد

بدلا من صفعه ضغطت روبي بقوه على اصابعها وراء ظهرها واجبرت نفسها على الضحك بالرغم من ان اظافرها راحت تحفر بقوه في لحم راحتها قالت وهي تبعد راسها لتتمكن من ابعاد شعرها عن متناول يده:
-لن افكر بالامر للحظه واحده لان ذلك مالن تعرفه مطلقا.
شعرت بالنصر يتراقص في عروقها وهي تستدير نحو الباب نجحت في القيام بذلك بقيت هادئه ووضعته تماما وعن قصد في موضعه راقبها زاين تسير مبتعده وقد رفعت ذقنها عاليا وكانها ربحت معركه رئيسيه مع ان حركاتها مازالت تبدو مرتبكه منذ لحظات بدت دافئه وناعمه جدا ومليئه بالحيويه فقد شعر بتناسق وكمال جسدها تحت يده كما احس بقوه انوثتها انها فاتنه وهي غاضبه وعندما تكون ضعيفه ورقيقه تهدم كل حدود الحذر والدرايه لاعجب ان والده سقط بقوه صريع غرامها.

سيطر زاين بقوه على نفسه كي لا يزفر فهو لايريد التفكير انها كانت مع والده اليست خساره ان ترمي بنفسها على شخص مثله ؟لكن ان اعتقدت انها ستكون صاحبه الكلمه الاخيره فهي مخطئه تماما قال يذكرها:
-ابي كان دائما مولعا بالنجاح اتمنى بكل صدق ان يكون قد حصل على مقابل للملايين التي قدمها لك.
لمعت عيناها بالغضب وسط وجهها المتقد كالنار بسبب الانزعاج استدارت بسرعه لمواجهته وهي تصرخ به:
-كيف تجرؤ! يمكن ان تقول او تفكر بما تشاء بالنسبه لي فانا لا اهتم لكنني لن اقف مكتوفه اليدين وانا اسمعك تسئ الى ذكرى والدك اي نوع من الابناء انت لكي تقول كلاما مهينا بحق لورنس؟ كان والدك رجلا نزيها بكل ما في الكلمه من معنى وهذا امر لايمكن ان تفهم اي معنى او قيمه له.
منتديات ليلاس
رفع زاين حاجبيه بالرغم من ارادته اما زالت تملك القدره على الشجار؟ عليه ان يعترف انها لن تستسلم بسهوله
قال مؤكدا لها وهو يتكئ بكسل على المكتب:
-ثقي بي اعرف عن والدي اكثر مما تظنين
ضحكت روبي بسخريه وعلقت:
-افضل ان اضع ثقتي باي كاذب عابر.
قال بنبره منطقيه محاولا استرضاءها:
-هيا روبي انت تعليمن انك لست بحاجه لتدافعي عن والدي الان لذا توقفي عن التمثيل حصلت على جائزتك فلم لا تهدأين؟

-ماذا ؟اتعتقد فعلا ان وصيه لورنس هي جائزه بالنسبه لي؟ ان حكما قضائيا بالسجن هو اكثر رحمه بالنسبه لي من الوضع الراهن ..اعني العمل الى جانبك.
ابتعد زاين عن المكتب واتجه نحوها قائلا:
-للمره الاولى اوافقك الراي.
ضاقت عينيها وهو يسير نحوها كانها تفاجات بموافقته السريعه
-من الواضح ان لا احد منا يريد ان تكون له علاقه بالاخر لذا اجد انني املك الحل الامثل
ابتسم قبل ان يتابع:
-ساشتري حصتك ساشتري كل اسهم حصتك في الشركه نقداا وهكذا تتمكنين من مغادره بروومي على متن اول طائره مغادره حيث يمكنك الاستفاده من الفرص المعروضه عليك في اي مكان اخر... مع انك لن تكوني بحاجه لاي عمل بعد اليوم مع ما ستملكينه من مال بعد رحيلك.

اه لاشك ان هذا العرض استدعى اكثر من فكره لديها يمكنه ان يعرف ذلك من حركه راسها ومن البريق الساطع في عينيها هل تفكر بالمبلغ الذي ستطلبه؟انه لاشك بذلك
-قال المحامي...
قاطعها وهو يحرك يده تاكيدا لما يقوله:
-مهما كان ما قاله المحامي فلا اهميه لكلامه الان اصبح الامربيني وبينك فنخن اصحاب الاسهم وما نقرره سيحدث
-ماذا عن المعرض المقبل؟
-انه تقريبا على وشك البدء بالطبع ستحصلين على شهره واسعه في تصميم المجوهرات بفضله بعد ذلك ستصبحين حره للقيام بكل ما تريدينه وهذه المره لن تضطري الى الذهاب بحثا عن اللؤلؤ اذ سيصبح العالم كله رهن اشارتك.

ترددت روبي وعلى زاين انه كاد يقنعها تماما كما ظن انه سيفعل لانه يعرف جيدا هذا النوع من النساء تابع محاولا الضغط عليها بنعومه:
-لديك الفرصه لتبداي من جديد مع هذا المبلغ الضخم من المال.
فجاه هزت راسها بصوره غير متوقعه وقالت باصرار:
-لا!لا مجال لافعل ذلك لورانس ارادني ان ابقى واساعد في اداره الشركه لا ان اخذ المال واهرب كان يعلم ان العمل هنا بحاجه دائمه الى نوع من الاستمرار والعطاء.



اماريج 20-11-10 11:05 PM

رفع زاين يديه في الهواء وهو يشعر بالاحباط تماما لتبدلها المفاجئ واستخفافها بمهارته في تولي اداره الشركه صحيح انه ابتعد عن العمل لسنوات عده لكن من هي بحق السماء لتشك بقدراته؟
-نشات وكبرت في هذه الشركه كما انني اقود اكبر اعمال تجاره الاسهم في اهم المصارف لندن فهل تعتقدين انني غير قادر على تولي مهام العمل هنا بعد والدي؟
حدقت روبي به مليا وببروده واضحه بعد انفجاره الغاضب وقالت:
-من الواضح ان والدك كان يشك بذلك.
منتديات ليلاس
اطبق زاين فمه بقوه بعد ان زفر بصوت مرتفع اه بالنسبه الى امراه تبدو كاالهه للجمال فان كلماتها تخرج من فمها كالاسيد الحارق ان كانت تحاول ان ترفع سعر الاسهم فانها بدون اي شك تقوم بعمل ماهر كرر قائلا والكلمات تخرج من بين اسنانه:
-ساشتري كل ما لديك في الشركه ساشتري اسهمك بالنسبه تفوق العشري بالمئه وهكذا ستغادرين وانت تملكين ثروه لايمكن ان تحصلي على عرض افضل من اي مكان اخر.

استعت عيناها واجابت:
-هل ستدفع لي هذا المبلغ الضخم حقا؟
واكثر اذا كان هذا سيدفعا الى الرحيل:
-اذا هل ستقبلين عرضي؟

هزت روبي راسها وشعر زاين باماله تغوص من جديد.
-احتفظ بمالك الغالي زاين انا لست ابحث عن عرض افضل لانك اكدت لي الان ما شككت فيه منذ البدايه لايمكنني ان بيع اسهمي واتركك تتولى اداره الشركه بشكل كامل اتعتقد حقا انني ساتخلى عن حصه الموظفين واترك اسهمهم العشر تحت رحمتك؟ ايه فرصه لديهم معك؟لابد انك ستفعل كل ما تستطيع القيام به لكي تسحقهم تماما كما حاولت ان تفعل معي.
-ساهتم بهم .لاتقلقي!
-لا اعتقد ذلك ان كانت مهارتك في ادار الاعمال تشبه طريقه تعاملك مع الناس فستكون الشركه في خطر عظيم لامجال لاتركك تتولى اداره الشركه بمفردك.
عض زاين على كبريائه وسالها السؤال الوحيد لذي اعتقد انه لن يسمح لنفسه ان يساله:
-اذا ...كم تريدين؟

انه انتصار بالغ! حتى يمكنها ان ترى ذلك وهو لايزال ينظر اليها كواحده من اولئك النساء اللواتي يبحثن عن الذهب ويظن انها حاولت ان تسلب والده كل ما قدرت عليه ترددت روبي وللحظات قليله بدت لها امكانيه الرحيل امر في منتهى الروعه اما فكرت الهروب من هذا الخطر المحدق بها و عدم رؤيه زاين مره اخرى فبدتا كاغنيه ملائكيه يتردد صداها في عقلها لاسيما ان الخيار الاخر البقاء في بروومي هو اخر امر تريد انها لا تريد العمل بجانب زاين فهذا المستقبل مخيف وملئ بالخطر وبالمشاكل والتعقيدات الدائمه لكنها تفضل الموت على السماح له بان يدفعها للرحيل.
منتديات ليلاس
قالت له:
-انت لم تفهم ما قلته انا لا اريد مالك لايمكنك شراء حصتي وابعادي عن الشركه.
-لكل شخص ثمنه!
رفعت روبي نظرها اليه وابتسمت قائله:
-اذا ربما عليك مواجهه واقع انك لاتستطيع تحمل ثمني.
قال محذرا:
-لن تبقي لن تتحملي البقاء عشر دقائق كامله بعد عودتي من لندن هذا اذا بقيت هنا حتى ذلك الوقت عندها ستتوسلين كي اشتري حصتك لتغادري ..لتاخذي المال وتهربي.
كورت روبي شفتيها قبل ان تجيبيه:
-ما من سبيل لابيعك حصتي افضل الموت على ان تركك تتحمل مسؤوليه هذه الشركه
*****
تبا لهذا الطقس! تراجع زاين الى الوراء على كرسيه الجلدي الفاخر وعقد ذراعيه فوق راسه مدد كتفيه وعضلاته المتعبه من الجلوس لايام وليال طويله على مكتبه وهو يعيد تنظيم اداره اعماله خارج مكتبه ينهمر البرد ويتحطم على النوافذ تاركا الثلج على الزجاج وقد حجب منظر المدينه الرائع ضباب رمادي كثيف يفترض انه فصل الربيع لكن في الايام القليله الاخيره سقط من المطر ما يكفي لعمر كامل لاول مره في حياته شعر زاين انه لايستطيع الانتظار حتى يعود الى بروومي فهو الان بحاجه لى الدفء واشعه الشمس الساطعه انه بحاجه الى الالوان المتنوعه التي لا يجدها الا في بروومي فقط كما انه بحاجه ليرى امراه واحده بالتحديد...



اماريج 20-11-10 11:06 PM

نهض على الفور عن كرسيه وضرب بقبضتيه سطح المكتب تبا لروبي كلمنجر!
منذ الحظه التي وصل فيها لندن بدلا من التركيز على كيفيه اداره اعماله هناك لم يتوقف ذهنه عن تخيل روبي والتفكير فيها ما جعله مشتتا ضائعا لاعجب انه احتاج الى مده اطول لتنظيم عمله تفوق كثيرا ما توقعه بدا له من المستحيل ان يركز على شؤون العمل فيما افكاره منشغله بتلك المراه فخيالها لايفارقه طيله النهار اما حضورها في احلامه فيعذبه اثناء الليل والشوق اليها يلتهم احشاءه
وكان هناك ما يتاكله لطالما حلم انها مستلقيه على سريره وشعرها منتشر على وسادته وعيناها تشعان باللهفه اليه لطالما حلم انهما متعانقان ويعيشان اجمل لحظات حياتهما لكن هذا الشوق هو الاسوأ.
منتديات ليلاس
لابد انه فقد صوابه كيف يسمح لعشيقه والده ان تحرك مثل هذه الافكار في راسه؟ انها جميله بالطبع وهو يشعر بفرح لايوصف لو ضمها بين ذراعيه لكنها ليست له...ولن تكون ابدا
دمدم زاين متذمرا وهو يغلق جهاز الكمبيوتر امامه مضى الوقت طويل على تواجد امراه في حياته قام باجراء عده اتصالات هاتفيه سريعه قبل ان يرتدي معطفه ويتوجه نحو المصعد عمله هنا انتهى تقريبا فمساعده سيتمكن من تولي ايه مساله متبقيه
انه بحاجه الى العوده الي بروومي كلما سهل عليه اصلاح الفوضى والاخطاء الجسيمه التي افترفتها روبي اثناء غيابه
*****
مرت ثلاثه اسابيع حتى اليوم تنهدت روبي وهي تحاول السيطره على ارتجاف عمودها الفقري واجبرت عينيها على النظر الى روزنامه المكتب من الطبيعي ان تبدو قلقه لم يبق سوى شهران قبل عرض مجموعه الشغف وما زال هناك الكثير من الاعمال التي يفترض بها انجازها بالطبع ليس لتوترها اي علاقه بعوده زاين الوشيكه.

ابعدت عينيها عن قطعه لمجوهرات التي راحت تحدق بها للمره الاخيره لتنظر مجددا الى الروزنامه من تراها تحاول ان تخدع ؟
مر واحد وعشرون يوما على رحيله وهي في كل يوم تنظر الى الروزنامه وتتساءل متى سيعود؟ وهل تراه يفكر بها بقدر ما تفكربه؟ تبا له هي لا تريد ان تفكر به البته ولا تريد اي صله من اي نوع به لماذا لا تستطيع ابعاده عن افكارها حتى وهو يعيد؟مالذي يحدث لها؟
حتى اثناء نومها فان احلامها تبدو مليئه بحضور زاين الا يذكر ايه كلمه عن عودته اثناء الاتصالات الهاتفيه التي تبادلاها بشان العمل كما انه تجنب اي ذكر لذلك عبر البريد الالكتروني مع مرور كل يوم راحت مخاوفها تزداد لكن لابد من وضع نهايه لها في وقت قريب فزاين لن يبقى في لندن يوما اضافيا واحدا ما ان ينهي اعماله هناك لابد انه سيعود ليطالب بميراثه سيعود ليحول حياتها الى جحيم.

اصابها الارتجاف فسقطت القطعه المميزه من بين اصابعها على المكتب وايقظتها من افكارها قالت لنفسها بعصبيه:
-تبا!
التقطت الحليه الفاتنه وهي القطعه الرئيسيه في مجموعه الشغف تفحصتها مليا لتتاكد ان القطعه الثمينه المفضله لديها من كل المجموعه لم تصب باي اذى حركت القطعه الرائعه بين اصابعها ببطء شرائط الذهب الصفراء الرقيقه مع مجموعه من حبوب الماس كلها مثبته بمهاره فائقه حول لؤلؤ من البحر الجنوبي من النظره الاولى يدرك المرء انها قطعه جميله انها من اجمل ما يمكن الحصول عليه من امنا الطبيعه.

لكن بعد تدقيق النظر تحت ضوء خاص تظهر العيان صور مختلفه تماما صوره حبيبين متعانقين جسداهما مصنوعان من اللؤلؤ اما اطرافهما فمن الذهب وحبهما الابدي يشع من خلال الف حبه ماس صغيره
سيطر عليها الاحساس بالفرح لانهائيا هذه القطعه النادره فضمتها براحه يدها انها فخوره لقيامها بهذا العمل الرائع انها اجمل قطعه صممتها يوما انها انتصار الوهم اه لماذا تخترق افكارها الان صور من احلامها؟ لماذا تذكرها هذه الحليه بزاين؟

لاول مره رحبت بزاين الهاتف الذي قاطع افكارها اصغت الى مساعدتها الشخصيه لعده لحظات قبل ان تعلق:
-لاباس كلوديت!دعيني اكلمها.
سمعت تحويله سريعه وبعد ذلك
-اريد التحدث مع زاين لا مع سكرتيره اخرى.
تنفست روبي بهدوء:
-اسفه لكن في هذه اللحظه زاين ليس في المكتب انا وروبي كلمنجر هل يمكنني مساعدتك؟
-اه
ساد الصمت للحظات في الطرف المقابل ثم تابعت المراه:
_انت روبي؟ اخبرني زاين كل شئ عنك.
تبدلت نبره صوتها فاصبحت اكثر نعومه واقل حده كما بدت اكثر اثاره وهي تضيف برضى:
-اخبرني زاين انك جميله جدا.
شعرت روبي انها اصبحت عاجزه عن الكلام هل تحدث زاين عنها مع هذه المراه؟ هل قال لها انها..؟ ابعدت عنها هذه الافكار المقلقه وتمكنت من القول اخيرا:
-ومن انت؟
-انيليزا كريستيان.
منتديات ليلاس
توقفت المراه عن المتابعه للحظات ثم اضافت:
-لابد ان زاين اخبرك عني.
فكرت روبي ولا حتى لمره واحده امتزج الفضول مع الشك من الواضح ان هذه المراه ليست احدى شركائه في العمل لكن في الواقع لم يكن لديهما الوقت للتحدث باي امر وهما يتقاذفان الشتائم بسبب الشركه.
قالت كاذبه:
-بالطبع اخبرني عنك اينليزا لكن يؤسفني ان اخبرك انني لا اعلم متى سيعود هل تريدين ان تتركي له رساله؟
-اه كل ما اردته هو التاكد انه وصل سالما الى بروومي فهذه رحله طويله بدا لي متعبا جدا عندما عانقني مودعا.
عانقها مودعا اه لا من الواضح ان انيليزا ليست زميلته في العمل.
شعرت روبي كانها غرقت في بحر من الماء البارد بسبب الحقيقه التي اتضحت لها كالشمس انيليزا هي حبيبه زاين حاولت جاهدا التفكير بمنطق ومع ذلك لم تستطيع التخلص من الافكار التي استمرت في مضايقتها كرؤيه صور لزاين يعانق امراه اخرى..امراه غيرها.



اماريج 20-11-10 11:07 PM

وان عليه ان يبتعد عن الماره صاحبه الصوت المثير ليعود الى بروومي وانه متعب من كثره العناق و... لكن هذا الامر لا يهمها فهي لاتهتم مطلقا لعلاقات زاين العاطفيه انه لا يعني لها شيئا حتى انها غير معجبه به
اذا لم امضت معظم اوقاتها في الاسابيع الاخيره تفكر به؟
ما الذي يحدث لها بحق السماء؟ عرفت منذ البدايه اي وغد هو اذ تخلى عن والده وابتعد عنه لسنوات طويله من دون ان يرسل له كلمه واحده وهو يتحدث عنه كشخص دمر حياته مع ذلك هي مازالت تحلم به في الليل وتفكربه طيله النهار وتشعر نحوه بشوق كبير وكانه كل ما ترغب به في هذه الدنيا كيف سمحت لنفسها ان تقع ضحيه لسطوته حتى في احلامها؟

حسنا لن تسمح بذلك مطلقا بعد الان بعد ان علمت ان الجميله انيليزا بانتظاره في لندن
قالت اخيرا وهي تبعد عنها افكارها:
-لاشك انه سياسف لانه لم يتحدث معك لكنني ساخبره انك اتصلت عندما يعود الى المكتب
-اه اذا ما عاد في ساعه متاخره لاتمكنه من الاتصال بي من فضلك قولي له..
غاب الصوت من الجهه المقابله وسمعت روبي ما يشبه التنهيد قبل ان تتابع المراه:
- انني ابذل كل ما في وسعي للقيام بما قاله لي محاولا الا افكر كم هو بعيد عني.
منتديات ليلاس
وضعت روبي سماعه الهاتف ومزيج من العواطف والافكار تعذبها
لم تراها تشعر بخيبه الامل لان لديه حبيبه ؟ هي لن تكون مطلقا حبيبته فهذا النوع من الرجال له عشرات الصديقات والعشيقات
في الواقع عليها ان تشعر بالامتنان من انيليزا بسبب اتصالها فهي تشعر طوال الوقت ان زاين جذاب ولا يقاوم طوال الوقت راح يخرق الفضاء حولها ويحرق كل ما لديها من هواء تتنفسه عندما امسك بالقلاده حول عنقها شعرت باصابعه كالنار الحارقه وحين مرر ظهر يده على بشرتها بنعومه خارقه فعل ذلك ليزعزع ثقتها بنفسها وليجعلها تشعر بالارتباك وعدم الراحه والخوف تلك الوسائل هي جزء من مخطط يخترعه فهو مصمم على استعمال كل وسيلة ممكنه ليجعلها تغادر لم تنجح تلك الوسائل في اقناعها حتى الان وهي لن تقع فريسه لهذه الامور في المستقبل على الاقل هي لن ترتبك لوجوده قربها بعد اليوم ولن تظهر مدى تأثرها بما يفعل عليها ان تبقى هادئه وعميله ومتمنعه بكفاءه عاليه.

رفعت قلاده الشغف عن المكتب من جديد وادارت هذه القطعه النادره بين اصابعها تساءلت كيف تتمكن من القيام ببعض الاعمال بمثل هذه الجوده فيما تخطئ في امور اخرى؟ كيف تمكنت من تصميم موضوع هو في غايه الغموض بالنسبه لها فما لذي تعرفه عن الرومانسيه والشغف باي حال ؟تاريخها يشهد انها تملك رايا سيئا جدا بشان الرجال
**********
شعر زاين انه بحال افضل لانه عاد الى هنا! اغمض عينيه وترك المياه الحارقه تنهمر على راسه ورقبته وكتفيه لتدلك عضلاته المتعبه بعد ساعات طويله من الجلوس في مقعد الطائره لكن على الرغم من مشقه السفر هو يشعر بحيويه مطلقه وكان مجرد الخروج من الطائره والسير وتنشق هواء بروومي الاستوائي كفيل باحيائه من جديد جفف جسمه وارتدى ثيابه بسرعه
نظر الى الساعه ليدرك ان الوقت تاخر لكن لا شك لديه ان روبي لا تزال في المكتب تجنب متعمدا ذكر ايه كلمه بشان عودته اراد مفاجاتها والتاكد انه لم يعطيها فرصه لتخفي اي شئ لا تريده ان يراه لابد انها ستوافقه الان على انها غير قادره على اراه اي شئ فكيف بعمل في منتهى الصعوبه مثل شركه باستياني لا بد انها الان اكثر من مستعده للقبول بعرضه الكريم
************
مالم يتوقعه زاين هو رده فعله القويه على رؤيتها من جديد وجدها جالسه في المشغل تسجل الملاحظات امام المنصه الرئيسيه وشعرها الذهبي مجدول على ظهرها بدت نظره عينيها ثاقبه وهي تركز على الاصناف المعروضه حولها .



اماريج 20-11-10 11:08 PM

وضعت روبي المزيد من المنصات بجانب الجدران وملاتها بالحلى الدقيقه كما وضعت جداريه ملونه على الجدار الاخير لتبعد اي نور طبيعي ماعدا الضوء القادم من النوافذ الضيقه في اعلى الغرفه
تحت الاضواء الاصطناعيه وحتى وهي محاطه ببعض اغلى الحلي في العالم كله بدت هي الاجمل والاكثر اشراقا الفستان المقلم الذي ترتديه يبدي رشاقه جسدها ودقه خصرها اما الكرسي الذي تجلس عليه فلا يخفي انوثتها وجمال ساقيها الطويلتين شعرزاين بجفاف في فم لاعجب ان والده احبها ولا عجب انه احتفظ بها لنفسه طوال تلك السنين.

شد قبضته بقوه وهو يراقبها مالذي تفعله هنا باي حال؟ هل تلعب بمجوهراتها؟ من المؤكد ان هناك عملا فعليا يجب القيام به
-مالذي تفعلينه؟
قفزت روبي لدى سماعها صوته وادارت راسها على الفور احتاجت الى لحظه واحده لتنعم النظر اليه من الواضح انها تفاجات لرؤيته قبل ان تصبح بارده جدا وعلى الفور عادت مباشره الى العمل وتابعت وضع الملاحظات قالت بلا اكتراث:
-اذا هاقد عدت كانت رحلتك جيده؟
تملكه احساس مزعج بالاحباط لانه توقع اكثر من هذه اللامبالاه الممله كرده فعل لرؤيته اين الرعب الذي ستشعر به؟اين الاسراع لاخفاء ما تفعله؟
سالها:
-اتستعدين لعرض المجموعه؟
منتديات ليلاس
سار من مكانه قرب الباب كانه منجذب بقوه بالرغم عنه ولديه رغبه بعد هذه الاسابيع الطويله ان يستنشق عطرها ان يتاكد ان كان تماما كما يتذكره
قالت روبي من دون ان ترفع نظرها اليه:
-بما ان لم تبق سوى عده اسابيع قبل افتتاح المعرض لاداعي لهذا السؤال
-و...بالطبع لم يحدث اي شئ هام اثناء الفتره المنصرمه في الشركه.
رفعت راسها بقوه وسالته:
-ماذا تقصد بالتحديد؟
-كما قلت ...عرض المجوهرات اصبح قريبا جدا الا ينتظر ما تفعلينه الان حتى وقت مناسب اكثر؟ اليس هناك مسائل اكثر اهميه للتعامل معها في الوقت الراهن؟

-وهل انت مؤهل لتحديد الوقت المناسب لاسيما بعد غيابك لمده ثلاثه اسابيع؟
-لماذا انت دائمه الجدال؟
-يمكنك ان تسال نفسك السؤال ذاته.
ضغط زاين على اسنانه بقوه لدى سماعه اجابتها لكنه اصبح اقرب الان...قريب جدا ليحصل على الاجابه عن سؤاله الصامت الاول تنشق عطرها وشعر باحساس غريب وحراره مالوفه تجتاحه يمكنه ان يقول ان رائحتها افضل مما يتذكر انها اكثر حيويه واكثر نضجا..انها اكثر انوثه...
-فكرت انك قد ترغبين بتناول العشاء معي؟
سمع نفسه يتفوه بتلك الكلمات وتساءل مالذي يفكر به بحق الجحيم لقد خطط اثناء عودته لاطلاق كل ما لديه من اسلحة اما الان فها هو يتابع:
-هناك الكثير من الامور التي حدثت خلال الاسابيع الماضيه والتي يجب ان نتحدث عنها.

اجابت من دون ان تفكر:
-اتعتقد ذلك؟
تعمدت تجاهل وجوده على الطرف المقابل من المنصه ومدت يدها لتمسك بقرطين من اللؤلؤ متدليان على حبال من الذهب بشكل دائري.
نظرت اليهما جيدا قبل ان تكتب المزيد من الملاحظات.
ماهذه اللعبه التي تمارسها بحق السماء منذ ثلاثه اسابيع كانت رده فعلها تماما كاي امراه بدت دافئه وجذابه وقد تجاوب جسدها معه
بينما كان فمها يقذف النيران وهذا تماما ما يريده هو غير مهتم بها لنفسه انه يهتم للاسهم التي اورثها اياها والده ان تمكن من جعلها تشعر بالقلق بشان البقاء وادراه شؤونها فهذا ما يريده بالتحديد لكن مالذي حدث في تلك الفتره وجعلها بارده على هذا النحو ؟

سالها:
-وماذا تعتقدين انك تفعلين؟
-انني اضع تفاصيل العرض على الورق اتفقنا مع ثلاث عارضات من اوربا كل منهن ذات لون بشره مختلف عن الاخرى وانا اعمل على تحديد ما ستضعه كل عارضه صاحبه الشعر الاسود تناسبها بعض التصاميم اكثر مما تناسب صاحبه الشعر الاشقر لكن عليهن ان يتعاون مع مصمم الثياب الذي تعاقدنا معه لاجلهن ايضا من المهم جدا الا نترك اي مجال للصدفه في ليله العرض.

قال زاين باصرار:
-لا لم اقصد ذلك.
سالت ببراءه ومن دون ان تنظر اليه:
-ماذا اذا؟
في الواقع سئم من التحدث الى قمه راسها فقال:
-انظري الي.




اماريج 20-11-10 11:09 PM

-انني منشغله الان زاين كما ان الوقت متاخر الا يمكن لما تريده الانتظار حتى الغد؟
-انظري الي!
جمدت روبي مكانها وللحظات لم تتمكن الا من التنفس وضعت القرطين في مكانهما وضمت يديها الى بعضهما على المنصه ثم رفعت نظرها اليه بدت عيناها كعيني تلميذه عليها القيام بامر ما تحت المراقبه استاذها
-نعم؟
منتديات ليلاس
عيناها البريئتنان وملامح وجهها الصريح اشعلته مالذي يجري هنا؟
انها ليست فتاه بريئه اما هو فكل ما يمكنه القيام به ليبقى سيطرته على نفسه هو الا يميل نحو المنصه لياخذها بين يديه فيعانقها
ماكان عليها ابدا ان ترفع نظرها اليه !
تمنت روبي على الفور لو بامكانها ان تستدير لتتخلص من تينك العينين الثاقبتبن وتلك الملامح القاسيه المسيطره بكل ما فيها لكنها لا تجرؤ على القيام بذلك الان لا يمكنها ان تتراجع وليس عليها ان تفعل لاسيما ان تذكرت اي نوع من الرجال هو ذكرت نفسها بانه متعال ومتفاخر وبدات بوضوح لائحه بنقاط ضعفه وعيوبه انه ملئ بالمراره والكره بسبب معاملت والده له بغض النظر كم يستحق ذلك تذكرت حقيقه انه ابقى امرانيليزا سرا عنها وهذا ليس بالعمل المشرف لاسيما انه اظهر اهتماما بها هل هو وضيع جدا ليقدم على مغازله امراتين في ان معا ؟لايمكنها ان تتساهل بهذا الشان.

قالت وهي ترفع ذقنها عاليا بكبرياء:
-حسنا ! الان اصبحت تملك كل انتباهي ماالامر؟
-هل انتهيت مما تفعلينه؟
-وهل يهمك الامر؟
-التحضيرات لعرض الحلي في الاحتفال هل انتهيت منها؟
وقف قربها يحدق بها واضعا يديه على المنصه وجسده يميل بشكل منذر بالخطر نحوها حاولت جاهده ان تبعد نظرها عن ياقه قميصه المفتوحه عند العنق حيث تشع بشرته تحت شعر اسود
قالت متوتره:
-ربما...في الوقت الراهن لكنني لا ارى...
قاطعها على الفور:
-سنذهب الى مكان ما.
هزت راسها قائله:
-لاداعي لذلك.
-تاخر الوقت ويجب ان تاكلي..

مال نحوها اكثر فملا كل مسافه تستطيع رؤيتها شعرت روبي بهاله من القوه تملا الفضاء حولها لدرجه انها كادت ان تتذوقها لكن الاسوأ من ذلك بل الاشد سوءا بالنسبه لها هو ان حضوره يجعلها تشعر بالشوق لم تعرفه من قبل مع انها قررت الا تتاثر به شعرت بغصه وهي تفكر ان عليها الابتعاد من هنا.
تابع زاين مؤكدا على ما يريده:
-.كما ان هناك امورا علينا بحثها احتاج الى تقرير مفصل عن هذا العرض القادم فانت تنفقين الكثير من المال على احضار العارضات وضيوف الشرف.

-تمت الموافقه على ميزانيه العرض قبل الان
-ليس من قبلي اريد تقريرا كاملا مليئا بالتفاصيل الصغيره.
نهضت روبي على الفور لتتخلص من هذا الاحساس القوي به فهو يكاد يسيطر حتى على تنفسها تبا! كيف يمكن له ان يثر بها بعد كل ما عرفته عنه؟
لابد انها متعبه اكثر مما تعتقد انها بحاجه الى النوم...الى نوم طويل عميق جدا لكي تحظى بفرصه لتبني دفاعاتها وتسيطر على هذا الضعف المزعج الذي يتسبب بارباكها بامكانها التحدث غدا اما الليله فهي مصممه على الذهاب الى للنوم.
-الايمكنني ان اسلمك التقرير غدا زاين؟
ابعدت الكرسي الى الوراء فهي بحاجه لكي تضع مسافه بينهما بدات بجمع اوراقها واعادت المجوهرات الى صناديقها المخمليه ثم تابعت:
-تاخر الوقت ولابد انك متعب بعد تلك الرحله الشاقه.

استدار زاين حول المنصه لياتي الى جابنها محاولا قطع الطريق على ايه خطه لها بالهروب:
-هل تتظاهرين انه لم يحدث في الشركه امر يجب اعلامي به في الوقت الذي كنت فيه بعيدا؟
-ارسلت لك رسائل عبر البريد الالكتروني .الم تقراها؟
-قرات كل ما ارسلته لي.
-اذا هذا كل ما يجب ان تعرفه.
-اليس هناك اي شئ اخر؟اي شئ لديك بعض الشكوك حوله؟
منتديات ليلاس
رفعت روبي نظرها اليه وهي تشعر بالكره بسبب بنره صوته التي تظهر بوضوح عدم تصديقه لما يسمعه منها اذا بالاضافه الى اخطائها السابقه هو يعتقد الان انها غير كفوءه وغير قادره على اداره العمل الذي كانت تساعد في ادراته مع لورانس لسنوات مضت.
-في الواقع انت على حق زاين هناك شئ ما على اخبارك به ويؤسفني انني لم افكر به لكنني لست بحاجه الى وقت طويل لاخبارك به.
قال بنبره راضيه:
-حسنا ماهو؟
اقفلت روبي صندوق اخرحليه امامها ثم وضعت دفتر ملاحظاتها في ملفها ووقفت لتنظر اليه مباشره قبل ان تقول:
-وصلتك رساله من حبيبتك تمنت لك ان تصل بخير الى هنا لانك بدوت متعبا جدا عندما عانقتها عناق الوداع.

نهايه الفصل الخامس



اماريج 20-11-10 11:41 PM

6- شريكين لدودين

بالكاد تردد زاين للحظه قبل ان يقول:
-هل اتصلت انيليزا؟
ما كان لكلامه ان يؤثر مطلقا على رحيلها المنتصر فقد شعرت بالقوه لمفاجاتها لهذا الرجل وكادت تفرح بالفعل وهي تسير خارجه من الغرفه مع ذلك هذه الجمله بالتحديد(هل اتصلت ابتيليزا ؟)
اكدت شكوكها بان هناك امراه بانتظاره عندما يعود الى لندن وان الامر لا يحتمل الخطأ اهتمامه بها لا علاقه له مطلقا باي احساس بالانجذاب نحوها بل علاقه فقط برغبته في السيطره عليها.

بطريقه ما لم يبد نصرها مرضيا لها بالفعل بطريقه ما شعرت باحساس بالفراغ والضياع حسنا لا يجدر بها ان تشعر بذلك فهذا يؤكد انها تهتم به ما يجعلها اكثر غضبا من نفسها
استدارت روبي على الفور وهي تشعر بالسام من الخداع ومن الاكاذيب ومن الضغط القوي الذي تجد نفسها فيه في كل مره تقابل فيها هذا الرجل قالت بسرعه:
-بالطبع انيليزا!لا استطيع ان اصدق زاين قل لي بالتحديد كم حبيبه لديك؟
-من الصعب ان تكون انيليزا حبيبتي!
رمشت بعينيها لتخفي دهشتها اذ ادركت انه اصبح بقربها بينما كانت تسير مديره ظهرها له اصبح قريبا جدا لدرجه انها تراجعت الى الوراء نحو منصه وضعتها قرب الجدار.
-اهي عشيقتك اذا ؟
-وهل يزعجك هذا؟
منتديات ليلاس
-لا! على الاطلاق
تابعت باصرار وهي تنظر الى اي مكان كي لا تنظر اليه:
-حياتك الخاصه لا تعنيني مطلقا.
لم يقل زاين شيئا لكن عندما نظرت اليه ثانيه لمحت ابتسامه على وجهه ولاحظت ان عينيه تلمعان بشيء من الحراره والخطر جعلها تقمع رد فعلها قال زاين وهو يقترب منها:
-انسي امر انيليزا انها مجرد صديقه قديمه وانت لست بحاجه لتشعري بالغيره منها.
اعترضت روبي وهي تهز راسها:
-اه...لا اخطات بما تفكربه.

انها لا تشعر بالغيره ولا تهتم لامره
ابتسم زاين ابتسامه ماكره غير مصدق ما قالته ماجعل ملامحه تتغير بسرعه الى ملامح اكثر تصميما واكثر الحاحا...اكثر نهما وشوقا ..اعترف بصوت منخفض:
-اشتقت اليك اشتقت الى جدالك والى عينيك الزرقاوين المشعتين والاهم من ذلك كله اشتقت الى ذلك الاحساس الرائع الذي اشعر به عندما المسك.



اماريج 20-11-10 11:42 PM

رفع يده ليبعد خصله متدليه من شعرها الى ما وراء اذنها ارتجفت روبي ما ان لمست اصابعه اذنها وشعرت كانها تسمرت في مكانها فيما بدا قلبها يدق بعنف مال زاين براسه نحوها اكثر وعيناه تجبران عينيها على النظر اليه سالها:
-هل فكرت بي اثناء غيابي؟
-انا...انا فعلا لا اتذكر اذا كان لدي الكثير من العمل.
رمشت بعبنيها وقلبت نظرها من جانب لاخر لتجد طريقه للهرب ..هذه المره ضحك زاين بصوت منخفض بطريقه جعلت عمودها الفقري يذوب وجعلتها تنسى كل ما هو متعلق بالهرب.

-هذا امر مؤسف لاني فكرت بك كثيرا كلفتني في الواقع العديد من الليالي بلا نوم.
قالت روبي بنبره فيها الكثير من الشجاعه والثقه اكثر مما تشعر به في الواقع:
-هذا امر مؤسف ربما يمكنك ان تاخذ شيئا ما لتفادي ذلك.
-اه..
تابع قائلا ويداه لاتبعدان كثيرا عنها فيما نظرته تحمل قوه جاذبه كالمغنطيس:
-هذا ما انوي القيام به...
توقف الزمن بينهما ..فجاه تقلص عالمها الى تلك اللحظه من التفاهم الى ذلك التوقع الذي ياتي قبل العناق لاحظ زاين على الفور تبدل نظره عينيها اذ حملت الارتباك والتساءل احاط بذراعه الحره خصرها ليمنعها من اي تراجع مفاجئ اما يده الاخرى فانزلقت لتحيط بعنقها بالرغم من الصدمه الواضحه عليهالم تحاول روبي الهرب بل استسلمت لعناقه...
عانقها زاين بنعومه وشوق تبا ان عناقها رائع كان يعلم انه كذلك كان يعلم انها رائعه لكن لم تكن لديه ايه فكره عما سيشعر به عندما يضمها بين ذراعيه.

وضعت روبي يديها على قميصه بتردد تنفس زاين بصعوبه جراء لمستها تلك...وجد الشريط الذي تربط شعرها به شده قليلا من طرف ما جعله ينفك على الفور تاركا الشعر الطويل ينزلق على كتفيها ترك الشريط يسقط بلا اكتراث على المنصه ليمرر اصابعه عبر خصلات الشعر المتشابكه مستمتعا باحساس الحرير الناعم على يده.
مالذي تفكر به بحق الجحيم؟
احساسها بسقوط رباط شعرها اخترق ستاره الضباب التي تلفها فتحت روبي عينيها بسرعه على ضوء الحقيقه القاسيه بالرغم من احساسها بدفء عناقه كان يدفعا الى اغماض عينيها من جديد حولت يديها الى قبضتين ودفعته بعيد ا عنها محاوله ان تضع مسافه بينهما ادارت راسها وهي تضغط بدون اي امل لتبعده عنها انه قوي جدا وهناك الكثير من العضلات القويه تحت يديها كما ان جسدها يشعر بالضعف .

قالت بسرعه وهي تهز راسها:
-زاين توقف!
لامس بيده جانب خدها وهو يهمس بصوت عميق:
-انت تريدين هذا استطيع ان اشعر بذلك
ارتجفت روبي مقاومه شحنه من العواطف تهاجمها في خضم ياسها استعملت السلاح الاكثر قوه في دفاعها عن نفسها سالته بنبره مرتجفه بالكاد عرفتها هي نفسها.
-مالذي تريده ؟اتريد ان تكتشف براعتك بالمقارنه مع والدك؟
تركها زاين بسرعه كانها ماده سامه دفعها بعيدا عنه من دون ان يتفوه بايه كلمه عادت روبي الى سابق عهدها معه وهي ترتجف ثم اسرعت بالمغادره فورا نظرت اليه بلمحه خاطفه من وراء كتفيها منتظره ان يحاول التقرب منها مجددا لكنه لم يتحرك بل تركها ترحل.
منتديات ليلاس
عندما غادرت المكاتب كليا ترك قبضته تتهاوى على سطح المنصه القاسي...
بالكاد سمع زاين قبضته على سطح المنصه لم يشعر بالسوء يوما اكثر مما شعر به في تلك اللحظه ثلاثه اسابيع لم تغير فيه شيئا الا انها جعلته اكثر شوقا اليها لقد عانق روبي هنا هذه الليله وكاد...كاد يقع في حبائل عشيقه والده!
هذا كثيرا عليه كثيرا جدا انه ليس افضل من والده ليس افضل من الرجل الذي لا يحمل له اي احترام سار نحو سترته وهو يشعر باحساس قوي من الالم وباحساس اكبر من الازدراء بالنفس انه لامر سئ بما فيه الكفايه ان تكون روبي عشيقه والده وانها احبته بالفعل لكن مشكلته الحقيقه انه على الرغم من ذلك كله مازال يتوق اليها
*******
ماكان عليها ابد ا ان تسمح له بمعانقتها كيف ستتظاهر بعد اليوم انها لا تريده ان يتودد اليها وكيف ستدعي انها غير متاثره بجاذبيته الطاغيه؟
تجنبا رؤيه بعضهما ليومين كاملين عملا في معظم الاوقات على ان يبقيا بعيدين عن مجال عمل بعضهما بالكاد تحدثا عندما يتواجهان
لكن ذلك لن يدوم هذا ما فكرت به روبي وهي تشغل جهاز الكمبيوتر على مكتبها وتضع حقيبتها داخل المكتب لن يستطيعا اداره الشركه بهذه الطريقه عاجلا ام اجلا لابد لهما ان يتحدثا نظرت الى دفتر ملاحظاتها اليوميه وابتعلت غصه عندما رات ان مساعدتها الشخصيه سجلت بجوار الساعه التاسعه والنصف "لقاء مع زاين في قاعه الاجتماعات"

تعلم روبي ان هناك مسائل عليهما بحثها فما زال زاين بانتظار تقريرها عن ميزانيه عرض المجموعه الشغف كما ان هنالك زياره لافتتاح حصاد اللؤلؤ الوشيك الحدوث
لكن معرفتها ان هناك عملا عليهما اللقاء لاجله لم يخفف من الاحساس بالخوف المحيط بها انها لا تريد رؤيه زاين لا تريد التعرض له او لجاذبيته الطاغيه لا تريد الاحساس بالانجذاب نحوه قال لها:(انت تريدين ذلك)
وكان على حق حتى لو انكرت الامر فذلك لن يشكل اي فرق تركته يعانقها بخيارها سمحت له ان يضمها اليه واستمتعت بعناقه لكن حتى اثناء ذلك ليس تصميمها.



اماريج 20-11-10 11:43 PM

او ارداتها ما انقذها بل لورانس تماما كما دافع عنها في السابق عندما احتاجت المساعده يبدو انه مازال الدرع الواقي لها حتى الان
لكن الى متى سيصدق زاين انهما كانا حبيبين؟ وماذا سيحدث ان اكتشف الحقيقه؟
****
وجدت روبي زاين بانتظارها عندما ذهبت الى هناك كان جالسا بحزم وقوه على راس الطاوله بدا وجهه غاضبا وصوت ارتطام القلم الذي يحمله بيده على الطاوله يثبت عدم صبره مع ان الساعه على الجدار وراءه تظهر بوضوح انها بالكاد تاخرت دقيقه واحده قال بغضب:
-لطف منك ان تقابليني اخيرا.
ابتسمت له روبي بعذوبه بقدر ما تسمح لها الظروف الراهنه.
واجابت:
-اه! اؤكد لك انني سعيده بلقائك ايضا.
منتديات ليلاس
رات بوضوح كيف ضغط على اسنانه تجبنا لاجابتها بسخريه كما فعلت علمت انه مازال غاضبا من نفسه بسبب ماحدث بينهما منذ ليلتين وهذا يناسبها كلما زاد غضبا كلما سهل عليها نسيان ما تشعر به نحوه وكلما شعرت بقوه اكبر لرفضه.
انتظر زاين حتى جلست على بعد مقعدين منه وهو يحرك القلم بين اصابعه لامجال لان تجلس بالقرب من توتره الواضح قال:
-حسنا لنبدا بذلك التقرير الذي وعدتني به عن ميزانيه العرض.

بعد مرور ساعتين شعرت روبي كانها غدت ركاما جافا فراسها مصاب بالدوار بسبب الاسئله التي لم تنضب بالرغم من طول الوقت ان كان زاين قد اعجب بطريقتها في الاداره واصرارها على شرح ابواب الاتفاق حتى اخر دولار فهو لم يظهر ذلك بدلا من ذلك راح مزاجه يزداد سوءا مع مرور كل دقيقه تحدثا عن الاعمال الباقيه في روزنامه عملهما بسرعه اكبر واتفقا على كيفيه تامين الحراسه الكافيه للعرض.
تشاجرا بسبب تبدل صغير في وضع الموظفين حيث اقدمت روبي على وضع خطه لزياره مزارع اللؤلؤ في الاسبوع القادم ايذانا ببدء الحصاد بالطبع هي ليست راغبه في الذهاب مع زاين لكن العمل في تربيه اللؤلؤ تغير كثيرا منذ كان زاين يعمل فيه ومن المهم ان تنقل اليه الاشياء التي تعلمتها لاسيما ان لورانس ليس هنا ليعلمه هذه الامور بنفسه اخيرا انتهيا من حل هذه المشكله وبدات روبي بجمع اوراقها لتغادر.

-هناك امر اخير اعتقد ان الوقت حان لنضع بعض القواعد الرئيسيه لاداره هذه الشركه وها انا اقدم لك ما اراه مناسبا الان وبعد ان اصبحت بروومي بشكل دائم ساتولى بنفسي اداره الشركه وانت يمكن العوده الى تصميم الحلى بداوم كامل.
شعرت روبي بضغط دمها يرتفع وهي ترمي بنفسها من جديد على المقعد اجبرت نفسها على اظهار ابتسامه مجامله ثم علقت:
-اقدر لك انك مهتم جدا لاعلامي بهذه القواعد الرئيسيه تاركا لي المجال الكافي لعملي في تصميم الحلي لكنني استمتع فعلا في اداره الشركه زاين لهذا افضل ان ابقى في الاداره ايضا اذا كان الامر لا يزعجك.
اجابها:
-لا اجد ضروره لذلك فانا المسؤول الان وانت ستحظين بفرصه التركيز على العمل الذي تم توظيفك لاجله.

-يبدو انك نسيت انني لست مجرد موظفه هنا انا الان بالفعل امتلك تقريبا نصف الشركه شركه كنت اساعد في ادراتها بالاضافه الى عملي في التصميم قبل وفاه لورانس.
-ابي كان مريضا اما انا فلن احتاج الى مساعدتك.
-لم يكن لورانس دائما مريض بالاضافه الى ذلك اعتقد ان حصتي في الشركه تخولني بان اقرر كيف يجب ان يتم العمل هنا تماما كما اراد والدك.

اطلق زفره قويه حذرها بنعومه وعيناه لا تفارقان عينيها:
-لا تجعلي هذا العمل اكثر صعوبه مما هو عليه في الواقع.
بدت كلماته الهادئه كتهديد مباشر فملات الجو بينهما بمزيد من التوتر تمنت روبي فقط ان تحمل عيناها الزرقاوين الباردتان مقدار العداوه التي تشعر بها نحوه الان.
قالت تتحداه:
-اه ماذا؟هل ستعانقني من جديد؟
منتديات ليلاس
انكسر القلم بين اصابع زاين حبست روبي انفاسها وهي تراقب القطعتين تقعان على الطاوله لم يهتم زاين للقلم فراسه يضج بمئات الافكار وعيناه منشغلتان بالنظر الى عينيها وجهها الرائع اه اجل انها شهيه كفاكهه استوائيه ومشتاقه لعناقه بالرغم من اعتراضتها والان هي تتحداه ليعانقها
اعاد نظرته الى عينيها وسمح لنفسه بالابتسام شعر للمره الاولى هذا اليوم ان له الكلمه الاخيره:
-ان كان هذا ما تتمنينه فاخشى ان اقول لك انك ستعانين من خيبه امل كبيره.

غادر الغرفه قبل ان تعترض شاعرا بالرضى لانه حظي بالكلمه الاخيره وسعيدا لانه تمكن من البقاء تحمل هذا اللقاء الطويل مقاوما شوقه لضمها اليه ومتابعه ما بداه منذ ليلتين فقط
بامكانه مقاومتها بالرغم من جمالها وحلاوتها ..سيقاومها بالتاكيد لكنه سيريها اين هو مكانها الفعلي في هذه الشركه

نهايه الفصل السادس



بيشو الحربي 21-11-10 06:29 AM

راااااائعه فديتك ...

بانتظاارك يالغلا ..

يعطيك العافيه ..


بيشوو

اماريج 21-11-10 04:23 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بيشو الحربي (المشاركة 2534118)
راااااائعه فديتك ...

بانتظاارك يالغلا ..

يعطيك العافيه ..


بيشوو



الاروع مرورك وتواجدك فيها يالغلا
وشاكرة لك انتظارك ياحلوة منورة الرواية فيك ياعسل:flowers2:
:liilas:

اماريج 21-11-10 04:23 PM


7_درب الجمر

على مسيرة ساعتين شمالي بروومي , وفي مغارة قديمة على ساحل كيمبرلي ذات الصخور الحمراء والبساتين الخضراء , التقى القارب مع السفينة التى ستتولى الحصاد في أول مزرعة من المزارع العشر التى تملكها عائلة باستياني . المياه هنا صافية وزرقاء .

المحارات الملقاة تحت سطح الماء موضوعة على ألواح مربوطة الى حبال طويلة تسمح لها بأن تتأرجح الى الوراء والى الامام مع كل موجة قادمة . رفعت روبي وجهها الى السماء , وتنشقت الهواء الدافئ المشبع بملح البحر , وهي في اليخت السريع الذى توقف مباشرة أمام سفينة الصيد . إنه لأمر جيد أن تكون بعيدة عن التوتر المتصاعد في المكتب .
منتديات ليلاس
لكن هذا لا يعني ان سبب هذا التوتر بقى هناك . اليوم يبدو زاين مرتاحا اكثر من اية مرة رأته فيها .
انه يرتدى سروالا قصيرا وقميصا رياضية . شعره الاسود الكثيف يتطاير حول وجهه , أما نظارتاه الشمسيتان السوداوان فتخفيان عينيه اللتين تشعر روبي أنهما مركزتان عليها , فهي تشعر بوخز دائم في بشرتها وهذا خير دليل على ذلك .

راحا يتجنبان رؤية بعضهما , وعندما يتعذر ذلك ويفرض عليهما اللقاء , كانا يتواجهان كأنهما شخصان باردان عاطفيا , يمران عبر ممر ضيق جدا . لكن تحت هذه البرودة , كانت روبي تشعر بحرارته , وباستيائه الكبير الذي يرشح منه , كما تشعر بنظراته ترصد حركاتها .
بدا كالقناص الذي يراقبها وينتظر . لكن إن كان قد تقبل انها بعيدة عن متناوله , فلماذا يستمر في مراقبتها ؟ لماذا لا يستطيع تركها وشأنها ؟
اتراه مصمم على التخلص منها بأية وسيلة ممكنة , لذا قرر ألا يتركها تشعر بالراحة ابدا , معرضا إياها بشكل دائم الى توتر حاد ؟ تبا له !
لن يتمكن من التخلص منها بهذه السهولة . جمعت روبي أغراضها القليلة ما إن ارتطم القاربان ببعضهما فوق الامواج المرتفعة . قررت انها لن تسمح له بأن يفسد رحلتها اليوم , فهناك إحساس خفي بالحماس لدى كل شخص هنا بسبب بدء موسم الحصاد , كما أن روبي تشعر بإحساس كبير من التوقع .

استدارت الى جانب القارب , فوجدت زاين يقدم لها يده ليساعدها كي تنتقل من القارب السريع الى قارب الصيد . الضيق الواضح على وجهه جعلها تتراجع الى الوراء .
فكرت انه يقدم لها يده فقط , ومن الحماقة ان ترفض . بتردد قدمت له يدها , سامحة له أن يلفها بيده الكبيرة , ويسحبها نحوه وهي تتسلق الحاجز .
قفزت على ظهر المركب , راغبة في جعل فترة احتكاكهما اقصر ما يمكن , لكنه استعمل قوته ليشدها إليه قبل ان تضع قدميها على الارض , وهكذا اجبرت على أن تمد يدها الى صدره كي لا تقع عليه .

رفعت روبي نظرها الى وجهه . شعرت فجأة بأنفاسها تتقطع , وبقلبها يدق بسرعة , لانها تعلم ان عينيه تحدقان بها بقوة لاذعة تحت هاتين النظارتين السوداوين .
تمكنت من القول :
" شكرا لك "
تراجعت الى الوراء , مبعدة يدها عن صدره , ظهرت ابتسامة مقتضبة على وجه زاين , قبل ان تخفى ابتسامته وراء تنهيدة , ثم ترك يدها , واستدار مبتعدا ليلقى التحية على قبطان سفينة الصيد .
رمشت روبي بسرعة وهي تجمع افكارها , ما إن رحب بهما القبطان , ورافقهما في جولة صغيرة على المركب , معرفا إياهما على فريق العمل . بعد ذلك انتظرا حتى تم سحب اول لوح من الواح المحار من البحر .

راقبا بفرح وذهول كيف تفتح الاصداف بتأن لإزالة الكنز من اعماقها . برهبة وبصمت , راقبا الخبير يستعمل ملقطا صغيرا لينزع اللؤلؤة الرائعة من المحار بمنتهى الدقة والمهارة , قبل أن يضع حبة خرز صغيرة مكانها اكبر قليلا هذه المرة , ثم ينزع الملزمة عن الصدفة , وينهي العملية .
راقبا العملية تتكرر مرات عدة , مبتهجين لرؤية الكنوز التى تنزع من الاصداف التي بقيت في اعماق البحار لسنوات .
همست روبي تحدثه بينما تابع العمال عملهم الدقيق :
" منذ متى لم ترى حصاد اللؤلؤ ؟ "
اعترف زاين بصدق :
" منذ فترة طويلة جدا . لا أتذكر متي كانت آخر مرة "

شعر بالذهول والفرح من عالم يجب أن يكون مألوفا جدا لديه , لكنه فجأة بدا له عالما جديدا مليئا بالاثارة والحماس .
- تبدلت الامور كثيرا . اتذكر انهم كانوا يحضرون الاصداف الي الشاطئ للقيام بمثل هذه الاعمال .
هزت روبي رأسها , وهي تراقب الخبراء يكررون العمل بالمهارة ذاتها مع الواح اخرى , ويخرجون الاصداف القليلة التى لم تنجح في أن تصبح اصدافا كبيرة صالحة لانضاج اللؤلؤ .
منتديات ليلاس
- هذه الطريقة لا تزعج المحار إلا لونت وجيز , وهكذا تزداد المحاصيل بشكل واضح .
انه عمل ناجح بدون أي شك , وهذه ليست المرة الاولى التى يتذكر فيها زاين ما الذى افتقد اليه خلال السنوات الاخيرة الماضية , فيما كان يعمل بجهد قوى ليبنى عمله الخاص في أوروبا , محاولا ان يؤكد وجهة نظره , كان والده يطور العمل هنا . وطوال سنين غيابه , كانت روبي بجانب والده .

من المؤكد انها تعلمت الكثير , وانها تعرف اكثر مما اعتقده منذ النظرة الاولي . تحرك قليلا , وهو لا يشعر بالراحة من المعلومة الجديدة التى بدأت تترسخ لديه .
حصلت روبي من والده على اشياء اخري غير العلاقة الجسدية . حسنا ! هنا في هذا المكان , حيث يحيط بهما طاقم من عشرين رجلا أو اكثر , بإمكانه ان ينظر ليها , وان يعجب بها . ما من ضرر في ذلك .
بإمكانه حتى ان يلمسها , تماما كما فعل عندما امسك بيدها لتنتقل من اليخت ودفعها نحوه . هنا يمكنه ان يلمسها ويقترب منها , من دون الاحساس بالخطر من ان تجرفه العاطفة .



اماريج 21-11-10 04:24 PM

مال نحوها , ليس لأنه يريد ان يسألها سؤالا محددا , بل ليصبح اقرب منها , وضع فمه قرب اذنها وتنشق عطرها ورائحتها الخاصة .
- كم من اللؤلؤ سيجمعون اليوم ؟
استدارت لتجيبه , فرأي الارتباك واضحا في عينيها الزرقاوين .
- تحدثان عن ذلك ونحن نتجه الى هنا . على السفينة ان تصطاد خمسة آلاف لؤلؤة في اليوم . نحن نحتاج الى عشرة ايام لننتهى من الحصاد في هذه المرزعة بالذات .

هل تحدثا عن ذلك من قبل ؟ هذه اخبار جديدة عنه . ربما كان يركز حينها على مظهرها في سروالها القصير الضيق والقميص البيضاء من دون كمين فوقه .
ربما تناسق الثياب مع بشرتها ذات اللون العسلي هو السبب الذى جعله غير قادر على إبعاد عينيه عنها طوال الرحلة , والآن هي قريبة منه لدرجة انه قادر على تنشق رائحتها , وتنشق كل العطور الفريدة الممتزجة معها .

على مضض اعاد زاين انتباهه الى نزع اللؤلؤ , فراح يراقب العمل باهتمام وهو يلاحظ الاختلاف الكبير في اللآليئ المتجمعة , فكل حبة لؤلؤ هي اكتشاف مثير بحد ذاته . بعض اللآلئ مثالي الاستدارة , وبعضها الآخر موشح ببعض الخطوط المتنامية فيها . هناك لآلئ مثالية الشكل والحجم , والبعض الاخر اصغر حجما , اما الالوان فأمر مختلف تماما , فهي تتحول من الابيض الفضي الى الزهري والذهبي مع مختلف تدرجات الالوان بينها .
شارك زاين الاحساس بالفرح مع كل لؤلؤة جديدة , وشعر بخيبة الامل عندما لاتظهر لؤلؤة في المحارة . ادرك كم يفتقد لهذا العمل المثير .
بدا له عمله السابق في المصارف باهتا بجانب هذا العمل المشبع بالحيوية والنشاط في الطبيعة . نظر من جديد الى الوجه الجانبي لروبي , وهى تراقب الحصاد بدهشة ورهبة .

قالت له روبى ما إن بدأت السفينة برحلة العودة :
" سيتم تقييم اللآلئ عندما نعود إلى بروومى . سنترك أفضل الحلى للعروض التى ستقام فى المستقبل ، وما تبقى سيتم بيعه إلى أسواق أخرى عبر البحار "
هز زاين رأسه معلقا :
" أنا سعيد لأننى أتيت اليوم . تبدلت الامور كثيرا فى غضون عشر سنوات . يبدو أن والدى كان يعلم فعلا ما الذى يفعله "
وضعت روبى يدها على ذراعه ، وابتسمت له ابتسامة عريضة . أخيرا تمكن من قول شئ صحيح .
قالت :
" شكرا لك "
منتديات ليلاس
عكست عيناها لون المحيط ، أما شعرها المتدلى حول وجهها فبدا كانه يضج بالحياة . وصلت ابتسامتها إلى أعماقه ، كأنها تمسك به بقوة . لم يرها قط تبتسم هكذا من قبل .
من المؤكد أن هذه الابتسامة ليست موجهة له ، فهى ابتسامة رائعة جدا وغير متوقعة . جاهد زاين كى يقاوم الاحساس القوى الذى اجتاحه ، والذى يدعو ليشدها إليه ويعانقها .

سألها :
" علام تشكريننى ؟ "
بدت الصدمة واضحة فى نبرة صوته لأنه نسى بالفعل عما كانا يتحدثان ، فهو يفكر بما حدث بينهما فى صالة العرض فى الشركة ، عندما استسلم لإغوائها وعانقها . يومها شعر بالاشمئزاز من نفسه لأنه ضعف أمامها وسمح لذلك العناق أن يؤثر به ، لكنه يشعر منذ ذلك الوقت بالأسف لأن الأمور لم تتطور أكثر بينهما .
أجابت روبى :
" شكرا لك ، لأنك أخيرا اعترفت لوالدك بالفضل على القيام بشئ ما "

لم يشأ زاين أن يفكر بوالده فى الوقت الراهن أو برأيه به ، لا سيما أن يدها مرتاحة على ذراعه وخصل شعرها تشكل هالة من النور حول وجهها ، هو يشعر بمثل هذا الشوق نحوها . لكن إن لم يفكر فى والده ، فلابد أنه سيضعف ويتصرف بحماقة معها .
شعر بألم قوى فى أعماقه بسبب توقه إلى شئ لن يتمكن من الحصول عليه . . .
ترك يدها تسقط عن ذراعه وهو يمرر أصابعه فى شعره . روبى لن تكون مطلقا له ، لأنه لن يرضى بأن يأخذ ما تركه والده .

كيف سيتمكن من البقاء فى بروومى مع هذا الاحساس القوى من التوق إليها ، وهو يشعر بهذه الأحاسيس تزداد فى كل مرة تكون فيها قريبة منه ؟
مع ذلك هو يعلم أنه لن يحصل عليها أبدا . لا يمكنه أن يعيش بهذه الطريقة ، لذلك ليس هناك سوى حل واحد : عليه أن يعمل على التخلص منها مهما كلفه الأمر .
* * * *
قاد زاين سيارته نحو الفندق الذى تنزل فيه روبى ، وهو لا يزال ينسج مكيدته الخاصة . ما إن وصل إلى اليابسة حتى وجد رسالة من إنيليزا بانتظاره ، على الرغم من انه طلب منها ألا تتصل به إلى هنا . عليه أن يقوم بشئ ما بشأنها . يكفيه انها ظهرت فى منزله فى لندن من دون دعوة منه ، مستخدمة مفتاحا أقدمت على استنساخه بنفسها ، فكيف بها وهى تلاحقه إلى هنا .



اماريج 21-11-10 04:25 PM


بدا زاين ضائعا فى أفكاره ، وبالكاد لاحظ حلول الظلام . فى البداية عليه ان يتعامل مع روبى . سيذهب لرؤية المحامى فى اول فرصة ممكنة . على ديريك فينلاسون أن يفهم أن هذا الاتفاق لن ينجح . لا يهم ما الذى يعتقده بشأن إرادة لورانس ، فهما لا يستطيعان إدارة الشركة معا والأمور بينهما على ما هى عليه . فكر أنه إذا رفع سعر أسهمها ، فربما يتمكن من جعل فينلاسون يتحدث إلى روبى ويقنعها بالعرض الجديد .
ارتجفت روبى وهى جالسة قربه .
- أتشعرين بالبرد ؟
منتديات ليلاس
تحرك زاين بصورة تلقائية ليعدل مكيف الهواء فى السيارة . كانت تلك الكلمات الوحيدة التى تفوه بها منذ ان دخلا السيارة . فبعد قضاء عدة أسابيع فى لندن شعر أن الهواء فى فترة بعد الظهر حار بالنسبة له ، لكنه يعلم أن الأمر مختلف بالنسبة للسكان المحليين .
أجابت روبى :
" لا ! ليس فى الواقع ، لكن أعتقد أننى لم أدرك كم أنا متعبة . اليوم هو تغيير جيد ، فمن الرائع الابتعاد عن المكتب أحيانا "

راوده إحساس بالذنب غير مرحب به . لقد تركها تتولى إدارة الشركة بمفردها ، بينما قام هو بالاهتمام بعمله فى لندن . فى الواقع ، كان بانتظار فشلها ، بل تمنى لها الفشل ، لكنها تولت القيام بعملها العادى فى التصميم بالإضافة إلى إدارة الشركة التى عمل لورانس على تقسيمها بينهما .
لكن على الرغم من كل شئ فكر به ، فهى لم تفشل . على العكس من ذلك فإن الرسائل الإلكترونية التى كانت ترسلها له أثناء غيابه بدت محددة وواضحة ، ولم يكن هناك من داع ليتدخل بأى أمر ، ولا حاجة له ليسأل عن أى شئ تتعهد به . فالمصائب التى توقعها لم تحدث أبدا .

نظر نظرة خاطفة إليها ، وهو ينتظر كى ينعطف عبر الطريق العام و لا شك أن الإرهاق سيطر عليها ، فهى قد ألقت رأسها إلى الوراء أغمضت عينيها . بإمكانه أن يرى ظلالا تحت عينيها بفضل ما تبقى من أشعة الشمس المشرفة على الباب . مع ذلك ما زالت جاذبيتها على حالها ، حجم عينيها ، خداها ، فمها المكتنز ، كما أن هناك جسدها الرائع . . .
فتحت روبى عينيها ورأته يحدق بها . اتسعت عيناها على الفور ، لكنها لم تنظر إلى البعيد . بدلا من القيام بذلك مالت برأسها قليلا إلى الأمام وسألته :
- لماذا تكره والدك كثيرا ؟

أعاد زاين انتباهه إلى الطريق من جديد ، وقام بالانعطاف عندما تسنى له ذلك .
- من قال أننى أكرهه ؟
- كل ما تقوله أو تفعله تقريبا ، وحقيقة أنك غادرت ولم تحاول حتى الاتصال به طيلة تسع سنوات . اليوم هى المرة الأولى التى سمعتك فيها تقول كلاما محترما عنه ، لكن عندما ذكرت ذلك انكمشت على نفسك ولم تتكلم قط ، وكأنك خنت قسما قطعته على نفسك بألا تقول كلمة لطيفة عنه أبدا .
- انا فقط أتذكر الأمور كما أراها بالضبط .

- ما الذى حدث فى السنوات الماضية فدفعك إلى الرحيل كما فعلت ؟ ما الذى حدث ؟
فكر زاين بصمت :
" حدث ما لم أستطع تحمل رؤيته ! "
- لدى أسبابى الخاصة
بقيت روبى صامتة للحظات قليلة ، ثم قالت : " هل لوفاة أمك علاقة بالأمر ؟ "

أدار زاين رأسه بسرعة
وسألها بخشونة :
" ما الذى جعلك تفكرين بذلك ؟ "
- لا أعلم . لكنك غادرت فورا بعد وقاتها .
- أمى لم تمت . بل قتلت .
بقيت كلماته معلقة فى الهواء لفترة ، ما جعل الجو بينهما مثقلا بالصمت ، لكنها لم تجد ما قاله منطقيا .
- ذكر لى لورانس حادث سير مروع .

- وهل أخبرك من كان يقود السيارة ؟
بجهد ويأس حاولت روبى أن تتذكر القصة التى أخبرها بها لورانس فى إحدى الأمسيات بعد إصابته بأزمة قلبية طفيفة ، يوم شعر بقرب وفاته.
- لست متأكدة ، لكننى أعلم أنه لم يكن سائق السيارة ، إن كان هذا ما تظنه .
ضحك زاين بمرارة وهو يوقف السيارة فى المرآب قبالة الفندق الذى يطل على شاطئ كايبل ، حيث تبدو الشمس كقرص أرجوانى يغطس فى سماء تشع بالاف الظلال الذهبية المختلفة .

- أنت سريعة جدا في الدفاع عن والدي ! لا , لم يكن هو السائق . لكن هل اخبرك شيئا عن المرأة التى كانت تقود السيارة .. المرأة التى اصطدمت بالجسر الذى سبب انقلاب السيارة وتحطمها , الامر الذى ادي الى وفاة والدتي ؟
فكرت روبي قليلا , لكنها لم تستطع ان تتذكر اي حديث عن تلك المرأة .
لذا قالت :
" لا . لا اعتقد . لم لا تخبرني أنت ؟"
اطلق زاين زفرة قوية من صدر ضيق :
- بوني كارتر , صديقة امي المفضلة منذ ايام الدراسة , ووصيفتها في عرسها وعرابتي . فهي كانت كفرد من العائلة .

اعترفت روبي , وهي تهز برأسها :
" لا اري ما اهمية ذلك "
- احقا ؟ ولا انا .. حتى يوم الحادث .
تابع يقول بنبرة خالية من الحياة :
" بعد ذلك كل شئ اصبح واضحا . بوني كانت جميلة جدا . آه ! كنت دائما افكر ان امي جميلة ايضا , لكن بطريقة مختلفة . امي كانت معتدلة القامة ذات ابتسامة تجعل كل شئ دونها لا قيمة له , في حين ان بوني كانت تستطيع ان تعمل عارضة ازياء , فهي طويلة , رشيقة , وذات وجه يدير الرؤوس اينما كانت "
نظر اليها عن قصد قبل ان يكمل :
" كانت تشبهك كثيرا . ولم يحدث انني فكرت مرة حينها لماذا لم تتزوج "
منتديات ليلاس
استدار بجسده كله نحوها . حدق اليها بنظرات قوية مليئة بالالم , ما جعلها تجفل ولا تفكر في مواساته .
- الصديقة المثالية و العرابة الكريمة المحبة كانت تخدع امي طوال تلك السنين . طوال ذلك الوقت كانت عشيقة والدي , وكان يدفع لها المال لتبقي قربه .
فتح زاين باب السيارة , وخرج منها . فجأة شعر بالحاجة الى مكان اوسع و الى المزيد من الهواء .
سار على ممر في الباحة باتجه السياج الخشبي الذى يحدد المسافة الموصلة الى الشاطئ . تنشق بقوة الهواء المنعش للمحيط الهندي , محاولا أن يملأ الفراغ الذى يشعر به في اعماقه , ويتغلب على الذكريات المريرة القادمة من الماضي . في تلك اللحظة غابت الشمس بصمت في الافق .



اماريج 21-11-10 04:26 PM

سمع من ورائه اغلاق باب السيارة . لم يستدر بل استمر فى التحديق مراقبا كيف تضيع الشمس الحارقة شيئا فشيئا خلف المحيط , حتى اصبح الضوء مجرد خيط رفيع ثم تلاشي .
سمع روبي تقول :
" زاين , آسفة لذلك "
اجاب :
" تلك ليست غلطتك "
تجاهلت المرارة في كلماته , وعلقت :
" لايمكنني ان اصدق ما تقوله . لا اصدق ان لورانس يفعل ذلك مع أمك . كان رجلا نزيها وصاحب مبادئ عالية , وكان يحب ماري . اعلم انه كان يحبها . يجب ان تتذكر ذلك "
منتديات ليلاس
استدار متوقفا عن مراقبة البحر والغروب , لينظر الى وجهها ويقول :
" اذا لماذا اقام علاقة مع بوني ؟ نشأت وانا اسمعه يمتدح الاخلاق الجيدة والصدق والنزاهة , وكان يضع العائلة في المقام الاول في حياته , لكن عندما نبحث عن حقيقة الامر , فهو مجرد رجل , ورجل ضعيف كما تبين لي . اعترف لورانس بذلك بنفسه "
- ماذا ؟ متي ؟
- بعد الحادث مباشرة . اصيب والدي بالجنون , وانفطر قلبه حزنا . اكتشفت انه يعمل على تنظيم جنازة مزدوجة لهما , وانه صمم على دفنهما معا فى مدفن العائلة , كنت اعلم ان المرأتين صديقتان مقربتان جدا , لكن هذا جنون . عندما تحديته , وطلبت معرفة السبب , كانت لديه الشجاعة ليقول لي إن بوني أعطته ما لم تستطع أمي إعطاءه اياه ابدا .

- لا استطيع التصديق انه خان والدتك بهذه الطريقة .
حتى فى الظلام لمعت عينا زاين بشدة من الغضب والكره وهو يقول :
" لماذا ؟ هل اعتقدت انك الوحيدة التى نالت استحسانه ؟ هل اعتقدت انك مميزة لديه ؟ "
استدار ليحدق من جديد في البحر , وضع يده على مؤخرة عنقه , ورفع رأسه عاليا وهو يتابع :
" عندما توسلت اليه ان ينكر انه اقام علاقة مع بوني , لم يفعل . لم يستطع , لانه ابقى بوني عشيقة دائمة يدفع لها الاموال باستمرار , وهكذا اقدم على خيانة امي . بسبب ذلك غادرة بروومي في اللحظة التى اصبحت فيها امي تحت التراب , ولم يحاول قط ان يمنعني "

ما زال زاين يستطيع سماع صوت والده يرن في أذنيه : " لن تتمكن مطلقا من النجاح بمفردك , وستعود الي زاحفا على يديك وركبتيك "
لكنه لم يعد زاحفا اليه . اثبت للرجل العجوز انه يستطيع ان يحقق النجاح بعيدا عنه , بل يمكنه ان ينجح اكثر منه . لماذا إذا يشعر بمثل هذا الفراغ ؟ أليس للنصر مذاق عذب حلو ؟ لكنه وصل الى بلاده متأخرا جدا , ليحقق السلام مع والده . فات الاوان ليسمعه معترفا بمدى خطئه , ومتأخرا جدا ليمنعه من الحصول على عشيقة اخرى , وهي هذه المرة عشيقة يريدها لنفسه ...

اختفى النور كليا , وحلت مكانه ظلمة سوداء وبعض الظلال من الاضواء البعيدة , ضمت روبي ذراعيها الى صدرها . لا يمكنها ان تصدق انه يقول الحقيقة , فلورانس الذى تعرفه لم يكن كذلك ابدا . مع ذلك لابد ان شيئا ما حدث . شعرت برجفة تعتري عمودها الفقري . أيمكن ان يكون هذا هو المفتاح للكلمات الاخيرة من لورانس الى ابنه ؟
بدأت بالقول وهي تفكر بصوت عال :
" ربما .. ربما لهذا السبب ... "

توقفت عن الكلام , لكن زاين استدار نحوها وسألها :
" لهذا السبب ... ماذا ؟ "
رمشت بعينيها مترددة , فهي لم تخبره ابدا . لم تجد اي وقت مناسب لتفعل ذلك , لكن ربما الآن هو الوقت المناسب .
قالت بهدوء :
" ربما لهذا السبب اراد والدك الاعتذار "
سألها وهو يقترب اكثر منها :
" ما الذى تتحدثين عنه ؟ متى حصل ذلك؟"
- تماما قبل موته . كنت امسك بيده فقال لي : " قولي لزاين انني اسف "
منتديات ليلاس
قال بنبرة ملؤها الاتهام :
" تلك كانت كلمات الوداع منه , وهي موجهة لي , ولم تفكري في إبلاغها لي ! "
همست روبي :
" انا آسفة حقا "
- اهذا كل ما قاله , ألم يقل اي شئ آخر ؟
نظرت الى البعيد نحو البحر , نحو اي مكان كي لا تقابل تينك العينين اللتين تحدقان بها وتتهمانها , والالم فيهما واضح جدا . حسنا ! لن تخبره انه قال " اعتني بزاين " فهو ليس بحاجة ليسمع ذلك , وهو لا يريد ان يسمعه .
- لم يكن هناك وقت لقول المزيد . بدأت الآلات بالرنين , ودخل الاطباء من كل مكان . هذه كانت آخر كلمات قالها , ولم اجد لها معني بالفعل ..



اماريج 21-11-10 04:27 PM

نظرت اليه من جديد , وتحولت نبرة صوتها الى الاتهام وهي تتابع :
" ... فأنت من غادر بروومي , وانت من ابتعد وتخلي عن والده . لماذا عليه ان يعتذر منك ؟ "
تنفس زاين بسرعة وبغضب صارخ , شاعرا ان صدره بحاجة الى مزيد من الاوكسجين .
- ألهذا اخترت الا تخبريني ؟
ارادت ان تخبره انه كرهها منذ ان وقع نظره عليها , وتفاقم الامر عندما علم ان والده ترك لها نصف ثروته , ارادت ان تعترض لانهما لم يحظيا بفرصة للتحدث من القلب الى القلب . ارادت ان تصرخ به قائلة إن ما قامت به هو رد دين له لاعتقاده انها عشيقة لورانس .
منتديات ليلاس
لكنها ادركت في اعماق قلبها ان ما فعلته ليس له اي تبرير منطقي . هي قررت انه لا يستحق اعتذار لورانس , ولم تقم بأية محاولة لتخبره . احتفظت بالكلمات لنفسها , لانها لم تفهم ما الذى تعنيه له . كما انها اقدمت على خذل لورانس ايضا بعملها هذا .
قالت بدلا من ذلك :
" انا اسفة , زاين . كان على إخبارك "
اجبر نفسه على التلفظ بالكلمات من بين أسنانه :
" سأتحدث الى المحامي في اول فرصة ممكنة . ساعمل على وضع تقرير جديد , لكن اريدك بعيدا عن الشركة وبعيدا عن بروومي كلها "
- لكن العرض ...
- هذه هي مجموعتك الغالية ! ستبقين في الشركة حتى نهاية عرض المجموعة هنا وفي اوروبا ايضا , حيث ستتمكنين من بيع المجموعة بطريقة افضل , لكن بعد ذلك أريدك بعيدا من هنا . سأجعل رحيلك مفيدا لك أكثر من البقاء .

رفعت روبي ذقنها وهي تعلق بصوت مضطرب :
" قلت لك من قبل انني لا اريد اي مال منك "
سار بغضب صارخ نحو السيارة . فتح الباب بعنف , ثم نظر اليها وقد تغلف وجهه بقناع من المرارة .
- إن كان هناك امر واحد تعلمته أثناء عملي فهو أن لكل شخص ثمنه الخاص , لا سيما الغانيات !
ترددت الكلمات فى ذهنها , مسببة جرحا وصل حتى اعماق قلبها , بينما صعد زاين الى سيارته .
في الواقع يحق له ان يغضب منها . لقد فشلت في إتمام واجبها , وخذلت لورانس لانها لم تحقق امنياته عند وفاته . لم تنقل اعتذاره لزاين , وهي لم تقترب حتى من الاعتناء به . طلبان بسيطان , وهي افسدتهما معا . كيف تأمل إذا بتحقيق توقعات لورانس منها في العمل ؟ وكيف ستتمكن من العمل مع ابنه من جديد ؟
منتديات ليلاس
همست ما إن اختفت اضواء سيارته وراء المنعطف :
" أنت الفائز زاين , فأنا راحلة "
* * *
بدا لروبي كأنها قفزت من فصل الامطار الى فصل الجفاف . ذهبت الى المكتب عند الساعة الخامسة من صباح اليوم التالي , وما إن أرسلت رسالة في البريد الالكتروني لزاين تؤكد له فيها موافقتها على الرحيل بعد الانتهاء من ارتباطاتها بالعرض واحتفالات مجموعة الشغف , حتى شعرت كأن الغيوم السوداء رحلت والرطوبة الكثيفة تبخرت .
قريبا لن يكون هناك اي عواطف , وقريبا جدا سيصبح الهواء منعشا ونقيا . شعرت بإحساس غير مألوف لديها بالتفاؤل وهي تتوجه نحو غرفة العمل لتمضي الصباح هناك , وتعاين للمرة الاخيرة قطع المجموعة .

رحيلها اصبح قيد الانجاز . لكن قبل ذلك هناك لقاء مع المحامين لترتيب الامور القانونية لرحيلها , وهذا أمر سيتم بعد ساعات قليلة من الآن .
لابد ان زاين سيعمد الى الضغط عليها لترحل بإعطائها حصة اكبر من المال . لذا أمضت طوال الليل وهي تفكر ما الذى ستفعله بشأن ذلك .
هي لا تريد المال لنفسها , لكن من الافضل ان تضعه في المكان المناسب ومع من يحتاجه . قررت ان القسم الاكبر منه سيعود لمصلحة الموظفين .
ما دامت قد تخلت عنهم فهي ستحرص على ان يتم الاعتناء بهم , ربما ليس بالطريقة التى ارادها لورانس , لكن بطريقة تجعلهم لا يقعون تحت رحمة زاين .
ستطلب من المحامي ان يتم توزيع ربح الاسهم التى تعود اليها على الموظفين . وهكذا , مهما فعل زاين ومهما قرر بشأن الاسهم العشرة التي تعود اليهم , فهم على الاقل سيحظون بدخل دائم لهم في المستقبل .



اماريج 21-11-10 04:29 PM

اما بقية المال , اي العشرين بالمئة الاضافية التى قدمها لها ثمنا لأسهم , فستضعها في المؤسسة التي أنشاتها شقيقتها أوبال في سدني , وهي مؤسسة تقدم الدعم للنساء الضعيفات اللواتي يتعرضن للعنف , إن تمكنت من تحقيق هذين الامرين من دون أي خداع للموظفين , فلن يكون رحيلها سيئا , ولن تسبب الحزن للورانس في قبره .
- يسعدني انك اتخذت القرار الصائب .
رفعت روبي رأسها بسرعة لتجد زاين واقفا أمامها . ابتلعت روبي غصة بسرعة لتخفف من تسارع دقات قلبها , ورفعت جسدها عاليا على كرسيها , فهو ليس الوحيد الرابح في هذه العملية .
منتديات ليلاس
- إذا , وصلك البريد الالكتروني .
اقترب منها اكثر , ولم يجبها . شعرت روبي كأن الهواء يختفي من الغرفة , والحرارة ترتفع فجأة .
سألها وهو ينظر الى القطعة الموجودة بين يديها :
" ما هذه ؟ "
بلا وعي منها ضغطت بأصابعها على القلادة كأنها تحاول حمايتها . تساءلت , هل سيري ما تراه في داخلها ؟ لكن بعد لحظات فتحت يديها , عارضة القطعة الرئيسية في المجموعة امام نظرته الثاقبة ,
وقالت :
" هذه قلادة الشغف . لقد اكتملت "

قطب زاين جبينه , غير مصدق ما يراه , ضاقت نظرته وهو يتعرف علي القطعة .
- اهذه هي القلادة التي صممتها لأجل العرض ؟ تلك التي رأيتها على الورق ؟
هزت برأسها وهو يمسك بالقلادة . شعرت بحرارة يده تلامس بشرتها كالنار . رفعها تحت الضوء , وحركها ببطء بين اصابعه , ملاحظا تلاعب الضوء والظل على وجه الاحجار الكريمة , ورأي بوضوح الصورة التى تظهرها : عناق الحبيبن .

شعر زاين بوخز في جلده ما إن تراءت له حقيقة الصورة , الوهج الرائع لحبات اللؤلؤ , وروعة الاطراف الذهبية الطويلة . انها مليئة بالعاطفة والشغف . تحول الاعجاب الى اشمئزاز ما إن بدت الحقيقة امامه .
هذه المجموعة كلها مهداة الى لورانس الذي كان ملهم روبي . دفع بالقطعة الى يديها , وسار مسرعا نحو الباب .
لابد ان المجموعة ستنجح . لم يعد لديه اي شك الآن . لا سيما ان تمكنت روبي من بث ذلك الاحساس من الحب والعاطفة عبر المجموعة كلها . لكنها على الاقل سترحل , ولن يكون عليه التعامل مع هذا الاحساس المزعج الدائم لعدم إمكانية الحصول عليها مطلقا .

- زاين !
استدار لدى سماعه صوتها قائلا :
" ما الامر ؟"
قطبت جبينها واجابت :
" المحامي .. متي سنراه ؟ "
تذكر بغضب لماذا أتي الى هنا باحثا عنها .
- غادر فينلاسون البلاد . وانا لا اريد التعامل مع مساعديه في هذا الامر .
- حتى متى سننتظر ؟
بدت روبي قلقة . لاشك انها يائسة لشدة رغبتها بالرحيل . أتراها تفكر بالمال فى النهاية , وبكل الاشياء التى تستطيع القيام بها بعد أن تصبح ثرية ؟
- سيعود في غضون شهر واحد . عينت لنا موعدا معه في اليوم الاول لوصوله إلى بروومي , وذلك بعد يوم واحد من عرض المجموعة .

بعدئذ , بطريقة ما اصبح العمل مع زاين اكثر سهولة .
انشغلت روبي كليا بعملها وبوضع الخطط لنقل المجموعة بعد ذلك إلى سيدني , ثم إلى نيويورك ولندن . قرر زاين انه لن يرافقها فى رحلاتها , غير انه قرر أن يحضر عرض سيدني , شعرت بالغبطة لانها قادرة على تركيز قدرتها كلها على تصميم اعمالها من جديد , تاركة زاين يهتم بمفرده بالامور الادارية .

لكن هذا لا يعني انها لم تبق عينا مراقبة على كل ما يفعله . فهي ما زالت شريكة في الادارة , ولن تسمح له ان يقود الشركة الى الافلاس . لكن مع مرور الاسابيع علمت ان عليها الاعتراف ببراعته في العمل , وهكذا اصبحت خلافاتهما اقل , واكثر تباعدا . الاستعداد لعرض المجموعة احتاج الى ايام واسابيع والى عمل لا ينقطع . انشغلت روبي خلالها بالعمل على التفاصيل , والتأكد لاكثر من مرة من كل شئ لتجعل الامسية تمر كما تم التخطيط لها تماما . ما إن بدأ العد العكسي للايام حتى اصبحت تتطلع بقلق الى توقعات الطقس اثناء الليل .

الوقت محدد بالدقائق , حيث سيتم عرض اجمل القطع فى المجموعة , ثم ينتهي الاحتفال قبل خمس دقائق من صعود القمر المتكامل وظهور الدرج الشهير لاسطورة القمر .
هذا هو الامر الوحيد الذى لا تستطيع السيطرة عليه , وهي تعلم أن هناك الكثير من المخاطرة في ذلك . إذا سارت الامور كلها كما تشتهي , فسيبدو البدر كأنه حبة لؤلؤ عملاقة فوق خليج رويباك , وسيسطع نوره على الامواج . يلى ذلك ظهور الدرج الذى سيرتفع من الارض الى القمر . مرور الغيوم سيشوه الوهم , اما ليلة بسماء صافية فستتوج نجاح الامسية .
* * *
قبل عشر دقائق من وصول الضيوف بدا كأن كل شئ في موضعه . وقفت روبي في قاعة الاحتفال في فندق الدرج , تنظر الى الخارج عبر النوافذ الكبيرة الرائعة , محدقة في السماء كأنها تبحث عن اي اثر لغيمة فيها , وتحاول بشدة أن تحافظ على هدوء اعصابها . لم تعمل يوما على مجموعة بمثل هذا الجمال .
لكن هل سيراها المشاهدون كما تراها هي ؟ هناك الكثير من الامور على المحك الليلة .
من ورائها عمل فريق العمل على وضع اللمسات الاخيرة .



اماريج 21-11-10 04:30 PM

- يبدو انك محظوظة جدا .
ظهر زاين فجأة بقربها . بدت نبرة صوته عميقة لكن لا تخلو من التوتر وهو يقول :
" تهاني القلبية . عملت كثيرا على إنجاح هذا العرض , كما انك تمكنت من جعل الطقس يتعاون معك "
نظرت روبي من جديد الى الخليج . سمحت لنفسها بالابتسام كإجابة عما قاله , بينما كل ما تريده بالفعل الآن هو أن تتذكر كيف تتنفس . زاين يجاملها !
صحيح انهما فى الاسابيع القليلة الماضية ومنذ ان قررت الرحيل , التزما بما يشبه معاهدة غير مكتوبة بينهما , لكن ذلك لم يتعد الموافقة على الميزانيات المطلوبة أو وسائل الاعلان .
منتديات ليلاس
نظرت إليه نظرة خاطفة , ولم تتفاجأ عندما رأت انه لا يزال يراقبها , ويؤكد لها ما تشعر به في اعماقها .
- اعتقد انني بحاجة الى بعض الهدوء .
إلا انها تعرف ان ليس هناك مجال لذلك ما دام هذا التوتر يلفها .
لم تفارق عيناه وجهها , وهو يقول :
" ستشعرين بالراحة ما إن يبدأ العرض "
اعترفت قائلة :
" اعتقد اننى متوترة جدا لدرجة انني لا اعرف معني كلمة هدوء "
- لا داعي لذلك . لا ادري كيف فعلت ذلك , لكن من الضجيج حولنا اعتقد ان العرض سيلاقي نجاحا منقطع النظير .

لو أن الامر يتعلق بالعرض فقط ... ابعدت روبي عينيها عنه وحدقت بالبساتين والسهول فى الخارج , طرأ تبدل كبير على علاقتها بزاين خلال الاسابيع الماضية , فقد عملا معا كأنهما فريق حقيقي . اعطاها زاين حق إدارة اعمال العرض , فيما حمل عنها هموم الشركة باكملها , وبدت هي سعيدة جدا لتسلمه تلك المهام .
امام الليلة فهو اكثر اختلافا , والجو المحيط به اكثر غموضا , وهذا يزيد من توترها , ويترك لديها احساسيس لا يحق لها ان تشعر بها . فمن السهل عليها التعامل معه وهو يكرهها , اما الآن ..

شعر زاين بالتوتر المسيطر عليها . بإمكانه ان يراه من خلال تصلب كتفيها . غدا سيذهبان لرؤية ديريك فينلاسون وينهيا معاملات رحيلها , ولاشك انها حينها ستتخلص من توترها .
تملكته الرغبة في ان يمد يده ليمسد كتفيها , ليمسد عضلاتها المضطربة , تلك الرغبة التي سيطرت عليه بقوة . سترحل روبي قريبا , سترحل بعيدا عن بروومي ومن حياته , فما الذى سيحدث إن لمسها ؟ مجرد لمسة واحدة على بشرتها العسلية .

ضغط على يده بقوة , وحولها الى قبضة حديدية , يجب ان الا يفعل ذلك . يجب الا يلمسها . ان وضع يده على بشرتها سيجد من الصعب عليه مقاومة رغبته بمعانقتها .
انها ترتدي ثوبا من اللونين الفضي والزهري يضم جسدها برقة . كل حركة تقوم بها تعطي بعدا إضافيا للأصداف المعلقة على القماش الناعم , اما شعرها فمعقود عند موخرة عنقها لتنسدل منه ضفيرة , ويلتف حبل من اللؤلؤ علقت به قلادة صغيرة من مجموعة الشغف .
رمشت روبي بعينيها , فيما تورد وجهها بسبب تحديقه الواضح بها .
لم يستطع إلا ان يقول لها :
" انت تبدين جميلة , وكانك كنز من كنوز البحر" .
منتديات ليلاس
بقيت عيناها مسمرتين على عينيه لفترة كافية له ليعترف بالباقى من خلال عينيه فقط . . . وأنا أرغب بمعانقتك .
تردد صدى الكلمات غير الملفوظة بينهما ، ما جعل الهواء مثقلا بالمشاعر بينهما قبل ان تخطف انتباهها الاصوات المتزايدة حولهما .
قالت روبى مخطوفة الأنفاس :
" حان وقت العرض "
لم يمر وقت طويل حتى امتلا المكان بالضيوف ، فبدأ الاحتفال الرسمى للسهرة بإلقاء الكلمات . القى زاين كلمة مختصرة عن والده ، وقدم روبى للحضور . فاجأها بالقول أنها العبقرية الحقيقية التى عملت على انتاج هذه المجموعة ، ثم جاء دور روبى . صعدت إلى المنصة وتحدثت عن الجمال الساحر للؤلؤ .

فى ما مضى اعتبر اللؤلؤ هدايا من الالهة ، او حتى دموع القمر ، ولهذا لم تجد توقيتا أفضل من الليلة ، حيث يكتمل القمر ويصبح بدرا ، لتحتفل بمجموعة الشغف . قاومت بشدة الدموع التى تلألأت فى عينيها وهى تهدى المجموعة إلى ذكرى لورانس باستياني . عرفت عنه بقولها إنه رجل طارد حلم ، وجعل ذلك الحلم حقيقة ، حيث يستطيع كل شخص التمتع بمشاهدة أجمل حبات اللؤلؤ فى العالم كله .
بعد ذلك حان الوقت لعرض المجموعة . بدأت العارضات بالسير على الممر الضيق للعرض . بدون فاتنات الجمال بثيابهن البالغة الأناقة ، وكأنهن خلقن لشد الانتباه بقوة .
لكن الحضور أتى لرؤية اللآلئ وهى ما حظى بانتباه الجميع ، بسبب روعة تصاميمها ، عقود من اللؤلؤ والأحجار الكريمة . حبال طويلة من لؤلؤ ذهبى اللون . أساور مصنوعة من الذهب ومرصعة باللؤلؤ من خلال تصاميم مثيرة مزخرفة . أقراط أنيقة لكنها ساحرة فى الوقت نفسه .

تقبل الحاضرون كل قطعة بحماس زائد لينفجر التهليل والتصفيق مع القطعة الأخيرة ، عندما عرضت قلادة الشغف النادرة .
هذا كثير جدا ! انهمرت دموع روبى . . . دموع الفرح والنجاح . ضغط شخص ما على يدها ، وقال :
" تهانى الحارة "
رفع زاين يدها إلى فمه وطبع على راحة يدها .
- والآن أصعدى إلى المسرح ، وانحنى للحضور .
بطريقة ما تمكنت من صعود الدرجات القليلة لتتقبل الترحيب الحماسى من الجمهور . سطعت أنوار آلات التصوير وهى تلتقط لها الصور أثناء معانقة العارضات لها . أوقف العزف على آلات موسيقية قديمة ذلك الحماس ، معلنا أن القمر سيظل قريبا .
فتحت الأبواب التى تصل من قاعة الاحتفال إلى شرفة واسعة تمتد تحت النجوم ، فأسرع الحاضرون إلى الخروج إلى الظلمة الداكنة ، وبقيت أحاديثهم مليئة بالاعجاب والرهبة من المجموعة وهم يحدقون بالأفق .

قدم زاين لها كوبا من العصير الطازج ، ودفعها لتسير معه إلى المنصة المعدة لهما .
صمت الحشد فجأة ، وكأن كل شخص يحبس أنفاسه متوقعا شيئا ما ، اما الموسيقى التى لا تنتمى إلى عصر معين فأضفت سحرا على الأجواء ، بحيث أصبح الجميع مبهورين كأنهم يصلون للقمر كى يظهر .
بعد قليل ، ومن وراء التلال المنخفضة ظهر ضوء زهرى صغير . شهق الحشد جميعهم بينما بقيت العيون مركزة على نقطة واحدة .




اماريج 21-11-10 04:31 PM

بدأ القمر يطل ببطء ، مضيئا جميلا ومكتملا . بالتدريج زحف فوق الأفق كأنه حبة لؤلؤ ضخمة . بدا نوره ساطعا يضئ الأمواج ، كأنه موجة من نور ذهبى تظهر على الأرض . فى هذه الأثناء ظهر الدرج شيئا فشيئا إلى أن أكتمل ظهوره . ارتفع أمام الجميع بحيوية وقوة ليصل من الأرض حتى القمر .
لاشك أن زاين شاهد هذا العمل المميز فى فترة المراهقة مرات عدة ، لدرجة أنه أصبح لديه مشهدا عاديا . أما الآن ، وهو يراقب ملامح وجه روبى تمتلئ بالدهشة والإعجاب ، مع نغمات موسيقى تؤكد عظمة الحدث ، شعر كأنه يراه للمرة الأولى .

وكأنه فهم فجأة سحر هذا العمل ، هذا قمر وجد للمحبين فقط .
فى تلك اللحظة أدرك زاين أن لا خيار آخر أمامه ، إنه يتوق إليها وسوف يعانقها . بالرغم من كل ما يؤمن به ، وبالرغم من الفشل الذى كان متأكدا منه لهذه المجموعة ، تمكنت روبى من الإمساك بروعة الخيال فى تصاميمها ، وتمكنت من الإمساك بجمال القمر وبكل ما تعطيه الطبيعة من روعة متمثلة فى حبات اللؤلؤ . هو يريد أن يضمها إليه مع كل ما حظيت به ، وأن يلفها باللؤلؤ ويرى دفأه على بشرتها ، ويشعر بهما معا . . .
منتديات ليلاس
قالت روبى وهى تميل نحوه بنبرة بالكاد تسمع :
" كم هذا جميل ! "
وافق زاين بنعومة ، وهو يهمس فى أذنها :
" أنت من هى جميلة حقا "
أضاف عطرها أبعادا جديدة إلى كل الصور أمامه ، فزاد الشوق فى أعماقه إلى درجة اليأس . شعر بإحساسه ينتقل إليها ، فلم تبتعد عنه .
لف بذراعه كتفيها ، وبعد لحظات من التردد شعر بها ترتاح . بدت بشرتها دافئة ناعمة ، اما التوتر الذى كان تشعر به قبل العرض فحل مكانه فرح ونشوة زادتا من شوقه إليها . ارتفع القمر أكثر فى السماء وابتعد عن الدرج ، وهكذا وببطء أختفى ذلك الحلم الرائع .
أصبح الدرج مجرد ذكرى ذهبية ، وبدأ الناس يتحدثون ويتحركون ، ثم انتقلوا إلى طاولة ملأى بأشهى المقبلات وضعت أثناء مشاهدتهم لمسرحية القمر الرائعة .

تحركت روبى داخل طية ذراعه ، فعلم أن عليه أن يتركها . فهناك صور بانتظارها ، ومقابلات مع الصحافة ، وعالم من الناس والزبائن عليها أن تؤثر بهم ، أما هو فعليه أن يساعدها بذلك . لكن قبل أن يبتعد عنها ، مال نحوها ، وهمس فى أذنها :
" لابد ان نلتقى فى ما بعد "
فى وقت متأخر من الأمسية ، بدأ الضيوف بالمغادرة ، كذلك غادر الصحفيون والمصورون .
لم تشعر روبى يوما أنها مليئة بالحيوية كما شعرت فى تلك الأمسية ، فالدماء تجرى فى عروقها كأنها تزغرد احتفالا بالنجاح ، ولا شئ قادر على مسح تلك الاتبسامة التى تضئ وجهها الليلة .
استدارت لتودع آخر ضيف فى القاعة ، فإذا هو زاين . امسك بيدها فى راحة يده ، فقالت وهى تشعر كأنها تتوهج من شدة الفرح :
" زاين ! ألم تكن الحفلة رائعة ؟ المجموعة غاية فى الروعة والنجاح "

قال موافقا :
" إنها فوز ساحق ، وأنت نجمة المجموعة كلها "
شدها إليه لتتمكن من رفع نظرها إليه . أصبح قريبا بما يكفى لتتنشق عطره بكل حواسها .
كلماته أضافت سحرا إضافيا على أمسيتها . هى تعرف أنها قامت بعمل جيد ، لكن أن يعترف زاين بذلك . . .
- كما أننى أرغب فى أن أضيف تهانى القلبية على نجاحك الليلة .
همست تجيبه :
" شكرا لك "

لم تعد قادرة على إبعاد عينيها عنه . راقبت وجهه كما لو أنها منومة مغنطيسيا وهى تشعر بإحساس رائع اذاب كل مقاومة لديها .
همس زاين بنبرة حازمة ، ويداه ما زالتا تمسكان بها بقوة :
" تأخر الوقت ، ومن الجنون أن تقود السيارة ، فيما لدينا جناحان محجوزان لنا هنا "
هى أيضا لا تريد المغادر ولا القيادة أيضا ، فهى سعيدة بنجاحها ، سعيدة بكلامه ، وسعيدة بالاحساس الذى سيطر عليها طوال السهرة .

فطوال الأمسية وجدت نفسها تكرر الكلمات التى قالها لها مرارا وتكرارا ، تتذوقها وتتأمل بها . " أنت جميلة وكأنك كنز من كنوز البحر " شعرت أنها كذلك ، تماما كما يراها ، وذلك قبل أن يمسك يدها ويضغط عليها ثم يطبع قبلة عليها . فى تلك اللحظة شعرت كأنها فى حلم .

رفعت نظرها إليه ، وهى لا تزال غارقة فى روعة ما حققته ، مترددة فى إنهاء تلك السهرة التى مضت كأجمل ما يمكن وصفه ، حيث كان زاين جزءا من ذلك الجمال .
- أنا أيضا لا أرغب فى القيادة إلى أى مكان الليلة .
لمعت عيناه بقوة ، وظهرت ابتسامة على شفتيه وهو يقول :
"إذا ساوصلك إلى غرفتك بنفسى "

إلى غرفتها ؟! ارتجفت ما إن تجمعت الأحلام فى رأسها فجأة تصورت زاين يعانقها ، يضمها إليه ، ويغيبان معا فى عاصفة لا حدود لها . مجرد التفكير بذلك جعلها تشعر بالدوار ، فيما غدت حواسها كلها يقظة . تركته يأخذ يدها ويقودها خارج المبنى إلى الحدائق الملتفة بالليل الدافئ .
وضع ذراعه حول كتفيها وهما يتجولان حول بركة السباحة وأشجار النخيل ، حيث الهواء معطر برائحة الأزهار التى تتألق بنعومة تحت ضوء القمر . فى منتصف الطريق نحو غرفهما أقنعت روبى نفسها أن من الأسهل لها أن تضع ذراعها حول ظهره بدلا من تركها فاصلا بينهما ، وعلى الفور كافأها زاين بضمها إليه أكثر .
منتديات ليلاس
تعثرت من شدة اضطرابها ، واحتجز كعب حذائها بين حصى الطريق . فمال زاين بسرعة إلى الأمام ليمسك بها . نظرت روبى إلى وجهه ، ومن خلال ضوء القمر رأت مدى تأثره . وضع يده بلطف عليها ، فرفعت يدها لتضعها فوق يده .
لم تنتظر طويلا لتحصل على جواب منه ، إذ أمسك زاين بيدها الأخرى وعانقها بقوة وشغف عناقا ألهب مشاعرهما التى راحت تغلى طوال الأمسية .
لم تتردد روبى فى الاستجابة لعناقه ، لأنها لو ترددت ستفكر ، وهى لا تريد أن تفكر . غدا سيكون كافيا للتفكير والتخطيط . غدا سيذهبان لزيارة المحامى لينهيا الكره والغضب اللذان سادا طوال الشهر الأول من علاقتهما .
لكن هذه الليلة هى فرصتها الوحيدة لتعيش حلما احتل كل أوقات صحوتها ونومها . تراجع زاين قليلا إلى الوراء ، ونظر إلى وجهها ليتأكد انها بخير ، بعدئذ ومن دون ان يبعد نظره عنها ، رفعها بين ذراعيه وسار بها عبر الحدائق .
لمعت ملامح وجهه تحت ضوء القمر ، فكرت روبى ، انه يشبه القراصنة . هذه الليلة وتحت ضوء القمر المتكامل رأت الوجه الآخر للرجل الذى قض مضجعها خلال الأسابيع الماضية .

نهاية الفصل السابع



اماريج 21-11-10 04:32 PM


8_ معا في الجحيم

وصلا أمام باب جناحها الخاص ، ولم يكن زاين قد وضعها على الأرض بعد . بدا كما لو أنه يحمل كنزا ثمينا يحرص عليه حرصه على حياته . تحركت روبى بين ذراعيه وقالت :
" ها قد وصلنا ! "

فى الواقع كانت تنعم بدفء صدره وصلابة كتفيه ، ولم تشأ أن تبتعد عنه لكنها أجبرت نفسها على التحرك والكلام .
وضعها زاين على الأرض مكرها . وفجأة ، تنشق نفسا عميقا ثم اطلق تنهيدة قوية ، كأنه تذكر أمرا هاما حرمه من التمتع بهذه الفترة من التناغم والانسجام . بالطبع !
أليست هذه نفسها روبى عشيقة والده ؟ كيف يسمح لنفسه بتدليلها والتقرب منها ؟ يا له من أحمق !
وكأن روبى قرأت أفكاره فى تلك اللحظة بالذات . بل ربما أدركت ما يجول بخاطره من التغيير المفاجئ الذى طرأ عليه .
قالت بنبرة مترددة ، لكنها لا تخلو من الشجاعة :
" أنا لم أكن على علاقة مع والدك . كان لورانس بمثابة أب أحببته كثيرا ، لكن ليس كما تظن أنت . أنا ما زلت عذراء "
منتديات ليلاس
بدا زاين كمن تلقى صفعة على وجهه . اتسعت عيناه دهشة ، وفغر فاه للحظات قبل أن تسمعه يقول :
" لكن لماذا لم تخبرينى بذلك من قبل ؟ "
رمته روبى بنظرة باردة كالثلج ، وأجابت :
" وهل كنت لتصدقنى ؟ لا أعتقد ذلك "
- جعلتنى أصدق أنك عشيقة والدى !
- صدقت ما أردت تصديقه . هذا ما قررته فى اللحظة التى التقينا فيها ، ولا شئ مما سأقوله أو أفعله كان سيبدل رأيك . فقد أطلقت على اسم غانية .

استدار زاين وهو يشعر كأن زوبعة تدور فى رأسه . ضغط بيده بقوة على عنقه . إنها على حق ، فقد حكم عليها منذ البداية ، ولم يكن مستعدا لسماع شئ مخالف لما اعتقده . هذا التبدل السريع فى الأجواء بينهما سبب الارباك لكليهما .
- آسف . . . لم أقصد . . .
- وهل يشكل هذا أى فرق ؟
- لم أقصد ان . . . لم أكن أعلم . . .
قالت :
" لا بأس . الآن أصبحت تعلم "
اقترب خطوة منها وقال :
" روبى ! "

شعرت روبى بالخطر يلتف حولها . لا ! لا يجدر بها أن تضعف بعد أن هدمت بنفسها خط الدفاع الأول الذى يحميها منه .
استدارت نحو الباب وهى تقول :
" أعتقد أننا كلانا أخطأنا بحق بعضنا البعض ، لكن ذلك أصبح من الماضى . الأمر الجيد هو أننى سأرحل عن بروومى قريبا "
اقترب منها ، وأمسك الباب بقوة قبل أن تتمكن من فتحه . طوال ذلك الوقت وهو يفكر أنها عشيقة والده . وطوال الوقت كان على خطأ ، فوالده لم يلمسها أبدا . وهذا أمر لا يجد تفسيرا لديه ، نظرا لما يعرفه عنه .
- لا تذهبى الأن . ألا ترين ؟ الانسجام الذى شعرنا به هذه الأمسية يغير مجرى الأمور .

هو لا يعلم كيف . لكن هذا ما يجب أن يحدث .
أجابت روبى بنبرة تكاد تصل إلى حدود الهستيريا :
" لا شئ سيتغير . إنه تأثير النجاح الذى تحقق فى هذه الأمسية . غدا سألقاك فى مكتب المحامى وسنتفق على ترتيبات رحيلى . أنا متأكدة أن ذلك مناسب لنا معا . أما الان ، فأود الخلود إلى النوم بسرعة . أشعر بالارهاق حقا "
نظرت متعمدة إلى ذراعه التى ما زالت تمسك بالباب مغلقا . تأمل زاين وجهها وعضلة فى خده تنبض بوضوح . إنها على حق . من الأفضل لهما معا أن يتظاهرا بأن لا شئ تغير بينهما . ادار مقبض الباب وفتحه على مداه .
منتديات ليلاس
لابد أنها جنت لتسمح لنفسها بمرافقته الليلة ! هذا ما فكرت به روبى ما إن أصبحت فى غرفتها بأمان . نزعت ثوبها عنها ورمته على السرير ، ثم أمسكت بثياب نظيفة وتوجهت إلى غرفة الحمام .
أرادت ان تغسل آثار لمساته عنها ، لكنها لم تجرؤ على البكاء . كانت على وشك البكاء وهما أمام مدخل جناحها ، عندما بدا زاين كأنه تلقى صفعة على وجهه بعد أن علم انها لم تكن عشيقة والده .
لو أنه يكن لها ولو ذرة من المشاعر الحقيقية لشعر بالسرور لمعرفته بذلك . لكن ، يا لها من غبية ! متى ستفهم حقيقة الأمر .
إنه لا يريدها ، بل ما يريده هو أسهمها ، لأنه يؤمن أنها من حقه وحده . حسنا ! بدءا من الغد ، سيحصل على أسهمه الغالية .



اماريج 21-11-10 04:33 PM

اعتقدت أنه يتوق إليها كما تتوق هى إليه ، لكن تبين لها أنها مخطئة . . . مخطئة بشكل فادح . أخطأت أيضا عندما اعتقدت انه سيشعر بالسرور لمعرفته أنها عذراء لم تعرف رجلا من قبل .
هناك أمر واحد فقط أبقاها متماسكة وقوية . غدا سيقابلان المحامى وسينهيان المعاملات القانونية لشراء زاين لأسهمها . بعد ذلك ستحتاج إلى عدة أسابيع حتى تنتهى من المهمات الملقاة على عاتقها بصدد مجموعة الشغف . بعدئذ سترحل ، وستصبح حرة بالفعل .

أصبح الهروب فى متناول يدها ، لكنها لم تشعر بأى حلاوة لمعرفتها بذلك . بسرعة جمعت كل ما لديها من أغراض فى الغرفة . سوف تحظى بوقت كاف فى ما بعد للبكاء والتفكير .
لمحت انعاكس صورتها فى المرآة قرب الباب وهى تغادر ، فجمدت مكانها كأنها فقدت الاحساس والحياة . رأت لطخات من الكحل تحت عينيها ، فيما بدا وجهها شاحبا ، أما ابتسامتها . . . الابتسامة التى انطبعت على وجهها الليلة ، وظنت أنها ستدوم إلى الأبد ، فقد اختفت ولم يعد لها أى أثر .
* * * * *
منتديات ليلاس
بالنسبة إلى رجل أمضى عطلة طويلة ولم يرجع إلى عمله إلا اليوم ، بدا ديريك فينلاسون شديد التوتر . نظر إليهما من فوق نظارتيه باهتمام واضح ، وهما جالسان أمام مكتبه فيما بدت نظراته مليئة بالتوتر والحزم.
سألهما :
" ما الذى أستطيع القيام به لأجلكما ؟ الملاحظة على مذكرتى تبدو غامضة "
نظر زاين نحو روبى ، لكنها لم تتعاطف معه مطلقا ، إنها تمسك بورقة بين يديها ، فيما نظراتها بعيدة تماما عنها .
تجاهلت حضوره منذ أن وصل إلى مكتب فينلاسون هذا الصباح . وصل زاين باكرا ، آملا أن يحظى بعدة دقائق من وقت المحامى من أجل إستشارة خاصة ، لكنه وجدها منتظرة .
إذا هى لا تستطيع الانتظار حتى تغادر بروومى ؟ لماذا لا يعطيه هذا الأمر الاحساس بالرضى الذى يتوقعه ؟ الظلال تحت عينيها هى فقط ما منحه بعض العزاء . إذا هى أيضا لم تتمكن من النوم ليلة البارحة ؟ هذا امر جيد .

قال معيرا انتباهه إلى المحامى :
" نريد منك أن تحضر لنا بعض الأوراق القانونية . قررت روبى مغادرة بروومى نهائيا ، ووافقت على بيع أسهمها فى الشركة لى "
رمش ديريك فينلاسون بعينيه عدة مرات قبل أن ينظر إلى روبى ، ويسألها :
" هل ما يقوله صحيح ، آنسة كلمنجر ؟ "
هزت روبى راسها ، وأجابت :
" على القيام برحلة لأنهى عملى فى المجموعة الحالية . لكن عندما أرجع من نيويورك ولندن بعد أسبوعين أو أكثر قليلا ، أفضل أن يكون كل شئ معدا لرحيلى "
فتحت يديها وقدمت له الورقة التى تمسك بها ، ثم تابعت :
" هذه هى تعليماتى عما سيحدث للأموال العائدة لى ثمنا للأسهم "

نزع ديريك النظارتين عن عينيه ، وحدق فى الورقة على مكتبه بشك وحيرة .
- انتما معا متفقان على ذلك ، إذا ؟
اجاب زاين بتصميم مؤكدا :
" بالمطلق "
- مع أننا تحدثنا مطولا أن عليكما معا أن تعملا على إدارة شركة باستيانى ، لأن هذه هى إرادة والدك بالتحديد ؟
قال زاين :
" ليس للأمر أهمية . هذا الاتفاق غير ناجح ، كما أننا نعتقد معا انه حان الوقت للقيام بشئ ما بشأنه . عرضت على روبى شراء أسهمها بسعرها المطروح فى السوق "

أدارت روبى رأسها بسرعة قائلة :
" ماذا ؟ ذكرت لى ربحا إضافيا بقيمة عشرين بالمئة "
إذا كل ما يهمها هو المال ! وكل ذلك الحديث عن عدم رغبتها به . . . كل ذلك التعالى والتظاهر بأنها لا تريد شيئا . . . وها هى الآن تحمل ورقة كتبت فيها تعليمات واضحة بما يجب القيام به .
حسنا ّ صحيح أنه أخطأ باتهامها بأنها عشيقة والده ، إلا أنها ما زالت تتحين أية فرصة لتحصل على المال بكل جرأة ووضوح . ألهذا السبب بدت لطيفة معه .
ألأنها تصورت أنها ستحظى بنسبة العشرين بالمئة ؟ شعر زاين بغضب صارخ فى داخله .

- وانا الذى اعتقدت أنك لست مهتمة بالمال . أتريدين أية زيادة عن نسبة العشرين بالمئة ؟ هل ترغبين بنسبة ثلاثين فى المئة ؟

حدقت إليه بغضب ، وأجابت :
" أنت من عرض تلك النسبة . بالطبع أنت لا تفكر الآن بالتراجع عن عرضك . . . ليس الآن "
تدخل ديريك بينهما قائلا :
" آه ، عزيزاى ! لا شك أن ليس هناك أى امل فى ظل هذه الظروف الراهنة ، لكن على فعلا أن أسالكما إن كانت هناك أية فرصة لتفكرا معا بالأمر . والدك كان مصرا جدا على أن تديرا الشركة والأعمال كلها معا "
قالت روبى فيما أعادت انتباهها إلى ديريك بنبرة صوت ناعمة لكن حازمة :
" آسفة ، سيدى ! حاولنا ان نعمل معا . حاولنا ذلك حقا ، لكن العمل المتعلق بمجموعة الشغف كاد ينتهى ، وحان الوقت لى لأنتقل إلى بلد جديد . كما أن زاين يمسك تماما بإدارة الشركة الان ، أنا متأكدة ان هذا ما أراده لورانس ، لذا ليس فى الأمر أية مشكلة "
منتديات ليلاس
اضاف زاين :
" كما أنه لا يستطيع أن يدفعنا للقيام بأمر لا نريده ، فنحن مسؤولان عن الشركة الآن "
تنهد المحامى ، ثم قال :
" حسنا ! يؤسفنى أن الأمور جرت بينكما على هذا النحو . أنا آسف جدا ، لكن أخشى القول أن الأمر ليس بهذه البساطة "
فتح الملف الموجود أمامه ، وقلب صفحاته حتى وجد الورقة التى يريدها ، ثم تابع :
" آه ! ها هى . كما تريان . . . عندما أقدم لورانس على كتابة وصيته ، طلب منى ان أخفى أمرا واحدا عنكما معا "



اماريج 21-11-10 04:33 PM

سأل زاين :
" ما الذى تتحدث عنه ؟ "
قطبت روبى جبينها وسألت :
" لماذا فعل ذلك ؟ "
- أن يرث كل منكما خمسة وأربعين سهما من اسهم الشركة ، فيما تكون الأسهم العشرة الباقية للموظفين والعمال ، كلها أمور صحيحة تحت شرط واحد .
- أى شرط ؟
منتديات ليلاس
نقل ديريك فينلاسون نظرته من فوق نظارتيه بينهما ، ثم قال :
" لكى يحصل الموظفون على أرباحهم ، ولكى تتمكنا من الحصول على إرثكما ، عليكما أن تتشاركا فى إدارة الشركة لفترة لا تقل عن اثنى عشر شهرا "
نهض زاين عن كرسيه باندفاع ، وقال :
" اثنا عشر شهرا ! أتقول إن روبى لا تستطيع الرحيل الآن حتى لو اشتريت حصتها ؟ "
- اعتذر منكما . أعلم أية صدمة هذه عليكما معا . لم أوافقه على طلبه هذا ، لكن لورانس أصر عليه . قال لى إنكما إن علمتما بهذا الشرط منذ البداية فستفقان ضده منذ اليوم الأول ، وهكذا لن يسير العمل بشكل جيد . أعترف لكما أننى تمنيت ألا تعلما مطلقا به ، لكن هذا هو الوضع بالتحديد .

تنفس بعمق قبل أن ينظر إلى زاين بحزم وثبات متابعا :
" أنت لست فى وضع يخولك شراء حصة الآنسة كلمنجر ، لا أحد منكما سيملك تلك الأسهم بالفعل قبل مرور سنة كاملة "
- اتعنى أنها لا تستطيع المغادرة ؟
- لا أحد منكما يستطيع الابتعاد عن الشركة قبل انقضاء تلك المهلة ، إلا إذا كنتما تريدان التخلى عن الشركة . لذا ، أخشى القول إن كنتما تريدان تأمين حياة كريمة للعمال مثل كيوتو فعليكما تنفيذ وصية لورانس كما هى ، والبقاء فى الشركة معا لتسعة أشهر إضافية .

قالت روبى بصوت بالكاد يسمع :
" لا يمكن أن يكون هذا حقيقيا . لابد من إيجاد مخرج ما "
نظر زاين إليها وشعر بالصدمة لرؤية شحوبها . كم يسهل رؤية ألمها ! كانت لتتقبل هذا الأمر تحت أى ظروف اخرى ، ولربما تجده تحديا جديدا لها . أما الآن راغبة فقط بالابتعاد عنه .
هز ديريك رأسه معتذرا وقال :
" آسف فعلا ، عزيزاى ! ليس هناك أى شئ آخر أستطيع القيام به "

نهضت روبى عن الكرسى بسرعة . وقبل أن ينهى كلامه ، خرجت من الغرفة وهى تصرخ كأنها طائر مجروح .
- روبى !
- آنسة كلمنجر !
نهض المحامى عن كرسيه وهو يحمل رسالتها بيده .
أمسك زاين بسترته ، وخطف الورقة منه قائلا :
" سأوصلها لها "
منتديات ليلاس
توقفت روبى عن الركض ما إن وصلت إلى الطريق . تنفست بصعوبة وهى تقف فى ظل شجرة فى الحديقة ، محاولة أن تقوى على شعورها بالغثيان . الهروب أصبح الآن وهما هشا . فى لحظة ما بدت الحرية كبيرة جدا وواعدة كالأفق ، وفى اللحظة التالية تبددت إلى غبار كثيف تشتت مع الريح ، تاركا إياها مقيدة إلى الواقع . . . مقيدة فى الجحيم .

كيف يمكن للورانس ان يفعل ذلك بها ؟ ما الذى كان يفكر به ، بحق السماء ؟ طلب منها أن تعتنى بزاين ، فيما هى غير قادرة على الاعتناء بنفسها .
ليلة البارحة برهان ثابت عن ذلك ، فقد تعلقت بزاين واستجابن لعناقه من أعماق قلبها . وضعت يدها المرتجفة على الشجرة لتهدا قليلا ، ووضعت اليد الأخرى على عنقها . كيف يمكنها ان تبقى فى بروومى بعد اليوم ؟
كيف لها أن تواجه زاين يوما بعد يوم بهدوء وتتحدث معه عن العمل ، وهى تعلم أن انجذابها إليه واضح ؟



اماريج 21-11-10 04:34 PM

ناداها زاين عبر الشارع :
" روبى ! "
لم تجب بل تحركت نحو الحديقة الهادئة ، وهى لا تزال تحاول السيطرة على الغثيان فى أعماقها . هى لا تريد أن تتذكر مع من ستبقى مقيدة فى الجحيم .
بعد مرور لحظات قليلة لحق بها ، وسألها :
" هل أنت بخير ؟ "
استدارت لمواجهته وهى تجيبه بغضب :
" ماذا تعتقد ؟ علمت للتو أننى مقيدة هنا معك لمدة تسعة أشهر إضافية . بالطبع ، أنا لست بخير ! "

- وهل تعتقدين أننى سعيد بما حدث ؟
أدارت ظهرها له وهى تجيبه :
" لا أهتم مطلقا لما تفكر به "
- لا تلقى اللوم على بشأن ما حدث ! فأنا لم أفعل ذلك بك . ضعى اللوم على حبيبك لورانس ، فهو من وضع هذه الوصية المجنونة .
- فقط لأنه لا يثق بك ! من يستطيع لومه بحق السماء ؟
منتديات ليلاس
أمسك زاين بذراعها ، وأدارها لتنظر إلى وجهه ، وترى بوضوح الغضب فى عينيه السوداوين ، قال :
" لا أعلم ما هى أسبابه ، ولا أدرى إن كان لديه سبب بالفعل ، لكننى متأكد أننى سأعرف السبب . صدقينى ! أنا مستاء وغاضب مثلك لأننا مقيدان بهذا الكابوس "
قالت :
" لا تلمسنى !"

وأبعدت ذراعها على الفور ، وعيناها تتوهجان كالنار . بالطبع هو مستاء وغاضب ، فهو لا يريدها بقربه ، وهى تملك مثل حصته بالأسهم وتسيطر على الشركة التى يريدها لنفسه . حسنا ! لديها حل سيعطيها الوقت لتفكر ، وتشفى من توقها إليه .
قالت :
" العرض فى سيدنى سيتم بعد أقل من اسبوع من الآن ، لكننى بحاجة إلى بعض الوقت . أفكر فى السفر قبل يومين من العرض . يمكننى أن ألتقى بعائلتى قبل أن أسافر لعرض المجموعة عبر البحار "

قال زاين بحذر :
" حسنا ! سألقاك فى سيدنى قبل العرض "
اعترضت روبى وهى ترطب شفتيها :
" لا ! ما من داع لحضورك . شهدت العرض الأساسى هنا ، واتفقنا على أن أقوم بالجولة بمفردى . أقصد ، إن كنا مضطرين للبقاء معا لأشهر قادمة ، ربما من الأفضل لنا أن نحظى ببعض الوقت بعيدا عن بعضنا "

ضاقت عيناه وهو يراقبها . وشعرت روبى بالامتنان لأنه على الأقل يملك الحس الكافى ليشعر بالارتباك .
- حسنا ! سأبقى هنا . لكن إن حدثت مشاكل ، أريد أن أعلم بها على الفور .
* * * *
تأكد زاين من الرسائل التى وصلته ، واقفل سماعة الهاتف مرة ثانية ، وهو يزمجر . وصلته رسالة من مكتبه فى لندن تعلمه بأن الأعمال تسير على ما يرام ، ولديه ثلاث رسائل من إنيليزا تطلب منه أن يرد على اتصالاتها ، لكن لم يصله أى شئ من سيدنى . غادرت روبى منذ يومين ولابد أن هناك ما يجب أن يعلم به !
ما كان عليه أن يوافق أبدا على ذهابها بمفردها . لكنها لم تكن تستطيع الانتظار لتبتعد عنه . لم تكن تستطيع الانتظار لتحصل على مالها .

شد على أسنانه بقوة . عندما اكتشف أنها لم تكن يوما لوالده ، شعر للحظة بأن الأمور قد تختلف بينهما الآن . صحيح أنه أخطأ بالحكم عليها ، وبشكل سيئ جدا ، لكنه فجأة أدرك أن القواعد الرئيسية تغيرت ، وربما . . . إن كان يستطيع وضع الامور فى نصابها . . . ربما سيحظى بفرصة ليفعل شيئا ما بشأن تلك الرغبة نحوها والتى تسيطر عليه تماما . بدت متجاوبة مع عناقه تلك الليلة .
بدت ناعمة كالحرير بين ذراعيه ، دافئة وحنونه . ما زال يريد أن يقتنع أنها لا تزال تريده ، لأنه ما زال يحترق شوقا إليها !

لكن الحقيقة القاسية شتت تلك الأفكار . إنها فقط تريد المال ، بالرغم من إنكارها لذلك ، فالرعب الذى ظهر عليها عندما اعتقدت أنها خسرت النسبة الإضافية للأسهم يظهر جشعها أكثر من أى شئ آخر . حسنا ! ما زالت قادرة على الحصول على مالها ، كل ما عليها أن تفعله هو الانتظار لفترة أطول لأجله ، ولورانس حدد ذلك بنفسه .

رن جرس الهاتف ، فرفع السماعة على الفور . أخيرا . . .
- روبى !
وكأن رغبته فى سماع صوتها ستجعل من ذلك أمرا واقعا . همس الصوت من الناحية الأخرى :
" أنا إنيليزا ، ولدى أخبار رائعة لك "
تقبل زاين أنه لن يسمع أية أخبار من سيدنى عندما غادر المكتب أخيرا تلك الليلة . ارتدى سترته اتقاء للنسيم البارد وهو يتجه نحو سيارته .
سمع خشخشة غير مألوفة لديه وهو يمد يده إلى جيبه . نظرة واحدة إلى الورقة كانت كافية ليعلم أنها الورقة المطبوعة التى قدمتها روبى للمحامى . نسى زاين أن يعيدها إليها ، لكن على أى حال ليس لها أية قيمة الآن .
منتديات ليلاس
كان على وشك أن يحولها إلى كرة ويرميها بعيدا عندما لمح بعض الكلمات التى أيقظت انتباهه . سيطر الفضول عليه ، فجلس وراء مقود سيارته وأدار المحرك القوى . إذا كانت الورقة تتعلق بشركة باستيانى ، فهذا شأنه أيضا ، وعليه أن يتأكد مما تحتويه . فتح الورقة ، واتسعت عيناه على الفور وهو يقرأ التفاصيل ويجمع الأرقام .
بعد ذلك ، بدا كأن موجة سامة من الرعب سقطت عليه ، موجة لزجة ، باردة ، تمتص الحياة من أوصاله . أصيب بالرعب لأنه أساء الحكم عليها بشدة ، ولأنه أخطأ فى تفسير الأمور من جديد .

روبى لن تأخذ فلسا من ثمن الأسهم لنفسها . لاشئ على الإطلاق ! جزء كبير من ثمنها سيمنح مع نسبة العشرين بالمئة التى قدمها لها إلى " مركز بيرل " وهو مأوى للنساء فى سيدنى . لا عجب أنها قلقت كثيرا بشأن الربح الاضافى . من المؤكد انها ذكرت لأحد ما أنها ستقدم له المال .
ادار المحرك ، لكنه لم يشعر بالراحة من الصمت ، فكيف سيشعر به ودماؤه تجرى بعنف فى عروقه ، وانفجار الاتهامات المضادة تدور فى رأسه كالعاصفة . كيف يمكنه أن يخطئ بشانها مجددا ؟

نهاية الفصل الثامن



اماريج 21-11-10 04:36 PM


9 – هو منقذى

بدا كأن أفراد المجتمع الراقى فى سيدنى أتوا كلهم إلى دار الأوبرا للترحيب بمجموعة الشغف . إنه نجاح خيالى جديد ، لكن الأمر الأهم لروبى أن شقيقتها وأمها هما بين الحاضرين .
مرة ثانية حظيت القلادة الأخيرة بالمزيد من التهليل والتصفيق . إن ترجم هذا الحماس إلى اموال نقدية ، فهذا يعنى أن هذه السنة هى سنة ناجحة جدا لشركة باستيانى ، وأن روبى ستحصل على نسبة جيدة من الآرباح ، وهذا سيعتبر تعويضا لها عن الاقامة الجبرية فى الشركة
اما الآن ، وهى تتقبل تصفيق الحضور ، فلم تستطع إلا أن تشعر بقلبها مغمورا بالفرح والفخر .
منتديات ليلاس
قامت بما وعدت نفسها القيام به عندما غادرت سيدنى إلى بروومى ، وهى لا تحمل إلا إجازة فى تصميم المجوهرات ، والرغبة فى أن تصنع أجمل الحلى فى العالم . والآن ها هى تعيش نجاحها الحقيقى ، تماما كشقيقتيها أوبال وصافى ، فهما ناجحتان جدا فى عملهما . ربما ستشاركهما يوما ما نجاحهما فى حياتها العاطفية أيضا ، مع أنها لا تملك اية فرصة لتحقيق ذلك .
انحنت للمرة الأخيرة ، ونظرت إلى المسرح الملئ بالناس . التقطت نظراتها حركة غير متوقعة سمرت عينيها ، فراح قلبها يدق بعنف . لا يعقل أن يحدث ذلك . . .

زاين ! يبدو غامضا وخطرا ، ويرتدى بذلة رسمية تزيده وسامة . استمرا فى التحديق ببعضهما ، وبدا لها كأن القاعة امتلأت بشحنات كهربائية أثرت فى أعصابها . أصرت روبى على إحساسها بالكره له وهى تبعد عن نفسها مدى تاثرها بوجوده . ما الذى يفعله هنا على أى حال ؟
نزلت عن المسرح بينما استمر التصفيق . رأت أوبال وأمها تشقان طريقهما عبر الحشود نحوها . نظرت بقلق حولها ، لكنها لم تجد أى أثر لزاين قبل أن تنشغل بعناق أفراد عائلتها .
صرخت أوبال وهى ترمى بذراعيها حول عنق أختها :
" روبى ! أنت نجمة بالفعل "

تابعت امها معلقة :
" ما هذه المجموعة المذهلة ؟ ستحظين بإعجاب كل سكان سيدنى ، سيمتدح الناس أعمالك لوقت طويل جدا "
- ليس فقط فى سيدنى ، بل العالم كله .
رحبت روبى بالنبرة الايطالية المميزة وهى تبتسم :
- دومينيك !
صرخت عندما رفعها صهرها الوسيم وأدارها بين ذراعيه .
- تصاميمك شاعرية جدا ، أى شخص سيعتقد أنك إيطالية ، عزيزتى .

ضحكت روبى من تعليقه الساخر ، فهى تعلم أنه لا يحب أحدا غير أوبال كنزه الحقيقى ، مع ذلك تركته يعانقها قبل أن يضعها على الأرض بلطف .
قالت :
" كم هو رائع قدومكم ! "
شعرت بيد تمسك كتفها وهى لا تزال تنظر إلى وجه دومينيك الوسيم ، وما زالت ذراعاهما متشابكتين .
- آسف على قطع هذا الاجتماع السعيد ، لكننى بحاجة فعلا إلى التحدث فى أمر ما مع روبى .

استدارت روبى لتنظر إليه . بدت ملامح زاين متوترة وغاضبة .
- زاين ! ما الذى تفعله هنا ؟ هل حدث شئ ما فى بروومى ؟
لم ينظر زاين إليها ، ومن المحتمل أنه لم يسمع ما قالته أيضا . لأنه راح يحدق بقوة بدومينيك ، وقد بدت ملامح وجهه عاصفة كالرعد .
حدق دومينيك به بالقوة والشدة نفسها . راح الرجلان ينظران إلى بعضهما كأنهما فى حلبة قتال .
منتديات ليلاس
كسرت أوبال الصمت أولا :
" دومينيك ، ألم تسمع الرجل ؟ فهو يحتاج إلى روبى ، دعها لتتمكن من التحدث إليه "
لم تفارق عينا دومينيك وجه زاين وهو يقول : " أتريدين ذلك روبى ؟ "



اماريج 21-11-10 04:37 PM

قالت روبى وهى تحاول أن تركز أفكارها ، بينما الجميع يحدقون بالأصابع التى تمسك بكتفها بتملك ، وبالحرارة الواضحة على وجهها المتورد :
" هذا زاين باستيانى ، شريكى فى إدارة شركة باستيانى للؤلؤ . زاين هذه أمي بيرل ، وشقيقتى أوبال ، وهذا دومينيك سيلفاغنى ، صهرى ، زوج أوبال "
إن كان زاين قد تفاجأ فهو لم يظهر ذلك . أخفى ذلك التوتر بالتصرف بكياسة وسحر وهو يصافح السيدتين . أخيرا قال وهو يصافح دومينيك وقد خفت نظرات القتال بينهما :
" دومينيك . . .! أعرف هذا الاسم من قبل . الفنادق . . . أليس كذلك ؟ مكثت مرة فى فندق سلفيرز فى باريس . أهو أحد فنادقك ؟ "

رفع دومينيك حاجبيه ، وعلق :
" أنا حقا مندهش . اعتقدت انك تعرف سلسلة فنادق كلمنجر ، نظرا للإرث العريق لعائلة مصممتك النجمة "
رماها زاين بنظرة قادرة على تفتيت الرخام ، لكن روبى تجاهلته . وعدت أفراد عائلتها أنها ستلقاهم فى ما بعد ، قبل أن تسمح له أن يقودها إلى مكان أكثر هدوءا .
سألته :
" ما الذى حدث ؟ "
- لماذا لم تخبرينى ؟

لم تفهم ما الذى يقصده . شعرت بأعصاب جسدها تتلوى كأنها فى موقد من نار كلما قرب يده ليلمسها ويرشدها إلى الطريق . شعرت روبى بالغضب من نفسها فهذا نوع من الجنون ، وهى لن تستسلم له . ابتسمت لبعض الضيوف وهى تتقبل التهئنة منهم ، فيما قادها زاين إلى خارج المسرح . سألته , وهي تشعر بالقلق :
" أخبرك .. عن ماذا ؟ "
- انك واحدة من أثرياء كلمنجر !
اجابت بمنتهى الصراحة :
" لم تسأل مطلقا , وكنت تستمتع بوصفي باحثة عن الذهب كلما سنحت لك الفرصة "
منتديات ليلاس
امسك زاين برسغها , وادارها نحوه , فلم يعد لديها خيار إلا ان تنظر الى وجهه . قال :
" لم اكن اعلم "
- هذا امر واضح جدا , لذلك اخترعت ما يحلو لك .
- بل افترضت ذلك .
همست روبي :
" الامر سيان ! ألفت قصة تناسبك , وتناسب كبرياءك المحطمة . قلت لك اننى لا اريد مال والدك , وانت لم تزعج نفسك بمعرفة السبب . اردت ببساطة ان تصدق انني غانية ابحث عن المال بأية وسيلة ممكنة "
لمعت عيناه بالغضب , واستدار وهو يشعر بندم كبير .
- هذا احد الاسباب التى دفعتني للقدوم الى هنا , لكي اعتذر .



اماريج 21-11-10 04:39 PM

نظرت متعمدة الى حيث ما زالت يده ممسكة بيدها بقبضة حديدية .
- اهذه هي فكرتك عن الاعتذار ؟ يا للغرابة ! معظم الناس يبدأون بالقول : " نحن آسفون "
- تبا !
ترك زاين يدها وابتعد قليلا نحو الممر واضعا يديه على جانبي سترته . لا تجري الامور كما خطط لها , لكن المفاجأة المذهلة بأنها تنتمي الى عائلة كلمنجر الثرية هي اكبر المفاجأت التى تعرض لها .
كان بإمكانه ان يعلم بشأن صلتها بالعائلة , لو انه فقط لم ينظر الى صور تمسك فيها بذراع والده . لو انه اخذ الوقت لقراءة المقالات بدلا من رميها فى سلة المهملات طوال تلك السنين , لربما عرف الكثير . على الاقل هذا يفسر سبب عدم حاجاتها للمال , كما يفسر انه ليس من قبيل الصدفة ان تحجز له مساعدته الشخصية في فندق في سيدني يحمل اسم عائلة روبي .
منتديات ليلاس
مر عدد من الحضور فى الممر , فامتلأ المكان فجأة بضحكاتهم ومرحهم ورائحة عطورهم المميزة . أمسك زاين بيدها من جديد , وهو يقول :
" تعالي ! لا يمكننا التحدث هنا "
بدأت بالقول :
" لكن حفل الاستقبال "
قاطعها قائلا :
" لن اؤخرك كثيرا "
قادها من يدها على الدرج , فرفعت روبي حاشية ثوبها باليد الاخري . الليلة تبدو كأميرة قادمة من الامبراطورية الرومانية , فقد لفت شعرها حول وجهها وجمعته بعقد من اللؤلؤ عند مؤخرة عنقها , وارتدت سوارا وقرطين ملائمين للعقد .
اما القماش الناعم لفستانها فيلتف حول كتف واحدة , ثم ينحدر ليضم جسدها الجميل وينساب في طيات ناعمة عند قدميها .

سألته وهي تسحب يدها من يده :
" قل لي ما تريد قوله "
تنهد زاين وهو يحاول استجماع افكاره , وهما يسيران عبر المرفأ .
بدت الامسية رائعة . المرفأ واضواء الابراج العالية والمنازل المنتشرة عند الساحل الشمالي تعكس أضواءها على صفحة المياه الراقصة كالأحجار الكريمة المصقولة . نظرت روبي اليه بعينيها الزرقاوين الواسعتين المتسائلتين , وقد احيط وجهها بخصل من شعرها جراء النسيم العليل , وهذا ما جعلها اكثر جمال ورقة .

رغب زاين في إيقافها عن السير , وضمها بين ذراعيه ليحيي تلك الأحلام التى عذبته منذ فراقهما في بروومي , أحلام مليئة بالعناق والتودد اليها ومعاملتها كما يجب ان تعامل . لكن لا يحق له ان يفعل ذلك الآن اكثر من اي وقت مضي .
وهكذا , بدلا من ان يخبرها كم هي جميلة او يضمها بين ذراعيه , استمر في السير . بدأ بالقول :
" انا مخطئ ... اخطأت بحقك منذ البداية , وكل ما فعلته زاد الامر سوءا . انا آسف على ذلك , آسف جدا "

رفعت روبي نظرها اليه , وبدا القلق على محياها .
- وهل يفترض ان يجعل اعترافك كل شئ جيدا ؟
- من الصعب قول ذلك , لكنني اردت ان اخبرك . لم استطع انتظار عودتك من اوروبا .
توقف زاين عن الكلام , ووقفا جنبا الى جنب عند حافة المرفأ .
ينظران الى المياه السوداء
اعترف قائلا :
" اخطأت جدا بحقك , شككت بموهبتك , وشككت بدوافعك , واتهمتك بكل ما اكرهه في المرآة , وفوق ذلك سببت لك الأذى ايضا "

رفع رأسه الى السماء قبل ان يتابع :
" انت تعلمين .. اشعر بالغيرة من والدي ... غيرة عمياء لانك كنت له . شعرت بالغيرة من علاقتكما حتى بعد موته , وهذا ما اوصلني الى الجنون . شعرت بإنجذاب قوي نحوك , وكنت طيلة الوقت اظن ... "
- تظن اننى عشيقة والدك .
- لست فخورا بما حدث , لكن هل من الصعب تفهم ذلك ؟ أنت جميلة , وكنت تعيشين معه , وقد ترك لك عمليا نصف ثروته , فبماذا يجب ان افكر ؟

اقترحت روبي بقسوة :
" كان بإمكانك ان تسأل , بدلا من ان توجه الاتهامات "
اعترف زاين :
" اجل . انت على حق . لكن تلك الليلة , اثناء عرض المجموعة اردت معانقتك بشدة لدرجة انه لم يعد هناك اي شئ مهم . اردت ان اطفئ نار شوقي إليك قبل ان ترحلي , ولم اهتم لكونك كنت على علاقة مع والدي . شعرت بالصدمة عندما اخبرتني انك ما زلت عذراء , وانك لم تكوني لاحد من قبل حتى لوالدي "
اعترفت قائلة :
" لم اشأ ان تعرف , لكن لم ادرك يومها لماذا اعترفت لك بالأمر "
منتديات ليلاس
استدار لينظر اليها قائلا :
" لكن لماذا ؟ فقد سببت لك الاذي "
- لانني كنت سأغادر بروومي قريبا . وكان ذلك أفضل بالنسبة لي .
- لا الومك ان كنت تكرهينني . اصبت بالرعب عندما اعتقدت انك مهتمة فقط بالمال الذى ستحصلين عليه من الاسهم , ثم اكتشفت ما الذى ستفعلينه بالعشرين بالمئة الاضافية .
قطبت روبي جبينها , ونظرت اليه متسائلة .
- تركت ورقة التعليمات على مكتب ديريك فينلاسون . اسرعت وراءك لاعيدها لك , لكنني وضعتها في جيبي وانا اركض نحوك . عندما وجدتها ثانية كنت انت في سيدني , وادركت اننى اخطأت مرة اخري , لذا لم استطع الانتظار حتى عودتك . كان على ان اخبرك انني اخطأت بحقك , وانني آسف .

وقفا صامتين لفترة , وكل منهما غارق في افكاره .
قالت روبي :
" علي العودة الى حفلة الاستقبال , لكن شكرا لك "
رفع زاين كتفيه وقال :
" هناك امر واحد لم افهمه "
- ما هو ؟
- لماذا عشت في منزل والدي ؟ ادرك انني كنت مخطئا بالقفز الي النتائج , لكن كيف حدث انك تشاركت معه منزل امي ؟
ترددت قبل ان توضح :
" اعتقد ان ما سأقوله سيبدو غريبا , لكنها قصة طويلة . فى الواقع والدك انقذني "



اماريج 21-11-10 04:40 PM

- كيف ؟
تنهدت قبل ان تبدأ القول :
" ذهبت الى بروومي مباشرة من الجامعة , وكانت تلك المرة الاولي التى اعيش فيها بعيدا عن سيدني . عمل جديد , ومدينة جديدة , ومسؤوليات جديدة . كنت متحمسة جدا . احد زملائي في العمل كان يعيش في منزل مشترك مع فتاتين وكانوا يبحثون عن زميلة رابعة لتشاركهم في دفع الإيجار . بالطبع كان بإمكاني العيش بمفردي , لكنني رغبت في إيجاد اصدقاء لي "

تنهدت متابعة :
" راح زميلي هذا يقدم لي كل مساعدة , وكنت اشعر بالامتنان نحوه . كان يوصلني الى الشركة كي لا استخدم وسائل النقل العامة . ثم ينتظرني ليعيدني الى المنزل , حتى عندما كنت اتأخر في تصميم قطعة ما غافلة عن الوقت تماما . لم ينزعج يوما من ذلك . إن احتجت الى أي شئ , وفي اي وقت , كان يعرض علي الذهاب للتسوق أو لإحضار ما أريده . اول من لاحظ تصرفاته الغريبة صديقاتي في الشقة . شعرتا بالقلق لدرجة انهما ذكرتا لي ذلك . في البداية اعتقدت انهما تبالغان , وربما تشعران بالغيرة , فقد وجدته لطيفا , ولم يحاول مرة التودد إلي . لكن بعد فترة بدأت ادرك انهما على حق , فإذا اردت الذهاب الى اى مكان حتى الى المكتبة , كنت اجده هناك , وان رغبت في الخروج كان يصر على الذهاب معي أيضا . الى أن سألني شخص آخر الخروج برفقته "

شعر زاين على الفور بالغضب يجتاحه , فمال برأسه حتى يتمكن من رؤية وجهها , فيما هي تحدق من دون ان تري في الفضاء امامها .
- ماذا حدث بعد ذلك ؟
نظرت روبي الي يديها المتشابكتين , وتنفست بعمق قبل ان تتابع :
" اصيب بالجنون . قال لى انني لا استطيع الذهاب , وانه لن يسمح لي . شعرت بالسأم من تلك التصرفات ومن ذلك الافتنان بي , فقد اصبحت اشعر كأنني اعيش في سجن . عندما طلبت منه ان يتركني وشأني , قال لي إنني له , وإن لا احد غيره سيحصل علي "
توقفت عن الكلام برهة , ولاحظ زاين توترها وارتجافها ما إن تذكرت تلك الايام الماضية . بعدئذ تابعت :
" عندئذ شعرت فعلا بالخوف "

شعر بالغضب يتضاعف في صدره , فهو متأكد من الشعور بالخوف في كلماتها , قاوم بشدة كي لا يضمها بين ذراعيه , ليجعلها تشعر بالأمان .
- ماذا عن الشرطة ؟
- آه ! حاولت الاتصال بالشرطة , اتصلت بهم من الشركة ,وسألتهم ان كانوا قادرين على مساعدتي , لكنهم قالوا إنهم لا يستطعون إدانته قبل ان يقدم على عمل ما .
منتديات ليلاس
ضغط زاين بأظافره على راحه يديه وهو يسأل :
" ماذا عن عائلتك ؟ هل طلبت منهم المساعدة ؟ "
ابتسمت روبي وهي تجيب :
" كانوا كلهم بعيدين جدا , وهل تصدق انني لم ارغب في إثارة قلقهم ؟ اعلم ان الامر يبدو سخيفا الآن , لكن أوبال كانت قد تزوجت منذ فترة قريبة وهي حامل , أما صافي فكانت في ميلان تؤسس عملها في عالم الازياء . كما اننا كنا قد اجتمعنا بأمنا مؤخرا , وذلك بعد عشرين عاما . ولم استطع تحمل فكرة ان اعود الى بلدي فاشلة .كما انني كنت احب العمل باللؤلؤ , وكنت مصممة على النجاح في هذا العمل "

استدار زاين نحوها بشكل كامل , قال وهو يمرر يده على خدها :
" لا يمكن مطلقا ان تكوني فاشلة . انت برهنت عن ذلك بقوة "
ضغطت على شفتيها كأنها لا تصدق ما سمعته , لكنها لم تبتعد عنه ايضا .
- بكل الاحوال , لانهي تلك القصة الطويلة .. اخيرا قام بعمل غبي , وهكذا تمكنت الشركة من الامساك به .
شعر بألم في أعماقه وهو يسألها :
" هل سبب لك الاذي ؟"



اماريج 21-11-10 04:41 PM

لم تقل اي شئ على الفور , لكنه لاحظ كيف اخذت تتنفس بصعوبة , ثم زفرت الهواء بهدوء .
- ليس جسدا , لكن التجربة التي مررت بها اخافتني كثيرا .اعتقدت انني لن اثق بأحد بعد ذلك . وضع لي دواء ما في شرابي , لانني استيقظت في كوخ للصيد . كانت الحرارة مرتفعة جدا في الداخل حتى انني بالكاد استطعت التنفس . صديقتاني في الشقة أرسلتا الإنذار الى الشرطة التى احتاجت الى يوم كامل حتى تجدني . لم اكن يوما سعيدة في التنفس مثل ذلك اليوم . فقد كنت خائفة جدا .
منتديات ليلاس
تنفست روبي بعمق قبل أن تتابع :
" اصيب لورانس بالذهول . وهو كان اول من زارني في المستشفي . كره جدا ان يقدم احد موظفيه على ارتكاب مثل هذا العمل مع موظفة اخري . اعتقد انه شعر بالخيانة من قبل ذلك الرجل , كما انه شعر بالمسؤولية من حدوث مثل هذا الامر في مؤسسته . اتت امي واختاي لزيارتي , ودعانا لورانس جميعا للإقامة في منزله . بعد رحيلهما , لم ارغب في البقاء بمفردي , وعندما اقترح لورانس ان ابقى في منزله حتى اشعر بالراحة اكثر , وافقت فورا على العرض "

ابتعدت روبي عن السياج قليلا , واستدارت لتواجهه :
" قد يبدو لك ذلك مضحكا , لكننا كنا نعمل معا لمدة سنة تقريبا وكنت أثق به . كنت احترم عمله في صناعة اللؤلؤ , وقد علمني الكثير . كان هو الشخص الوحيد في بروومي الذى استطيع الوثوق به , فوالدي توفي منذ عدة سنوات , وكان لورانس أفضل والد يمكن للمرء ان يجده "

رفعت نظرها اليه , وابتسمت :
" والدك انقذ حياتي . جعلني اشعر بالامان عندما كنت خائفة , وعاملني كأنني ابنة غالية جدا له . هل تفهم الآن لماذا أحببته واحترمته كثيرا "
تحرك زاين بقلق . فليس هذا الوالد الذى تركه , والذى تخلي عنه طوال تلك السنوات . روبي وثقت به بدون أي شرط , وهو الرجل نفسه الذى لم يستطع هو الوثوق به ابدا . لماذا حدث ذلك ؟
- بقيت معه طوال تلك السنين . هل كنت خائفة من العيش بمفردك ؟

- لا . بعد مرور عدة أشهر , وعندما علمت ان الرجل اصبح بعيدا فى السجن , بدأت بالبحث عن شقة , لكن في تلك الفترة أصيب لورانس بأول ازمة قلبية له . كانت مجرد ازمة صغيرة , لكنني لم استطع تركه بمفرده , لا سيما انه بحاجة الى شخص يبقى بقربه . كان كيوتر حاضرا للمساعدة , لكنني لم استطع الاعتماد عليه وحده.
شعر زاين كأن هناك عقدا تتمزق في أحشائه . لا بد ان قلب لورانس تعرض لكثير من الأزمات عبر السنين , ووالده لم يخبره بذلك قط , كما أن زاين لم يجد الوقت ليكتشف حقيقة الامر .
اعتقد ان والده القوي سيعيش الى الأبد . سيطر عليه إحساس بالندم والحزن . لماذا لم يخبره والده بكل هذا ؟ كيف سمح للمرارة والغضب أن يملآ حياته ؟
قال : " أنا آسف . اخطأت كثيرا بحقك "

علمت روبي ان ما حدث ليس كله بسبب خطئه . مع انها كرهت تلك الكلمات التى وصفها بها , لكنها تركته يعتقد ذلك , مختارة ان توافق على تفسيره للامور بدلا من إخباره بالحقيقة , لأن ذلك ناسبها . كان ذلك خط دفاعه , لتتمكن من حماية نفسها ومقاومته . بإمكانها ان تقول له ذلك الآن , أو بإمكانها ألا تتحدث عن الأمر مطلقا . فلديهما شهور للعيش معا بعد .
- يجب أن اعود الآن الى حفلة الاستقبال . فإن كان هناك أي شئ آخر ..
منتديات ليلاس
نظر زاين اليها بإستغراب , فيما ظهرت ملامح جديدة من العواطف على وجهه . أخيرا قال كأنه يفكر إن كان عليه إخبارها أم لا :
" في الواقع , هناك شئ ما ... اكتشفت اخيرا لماذا وضع لورانس تلك الوصية المجنونة"
اقتربت روبي منه وهي تشعر بالفضول . سألته :
" بالطبع , فعل ذلك ليتأكد من الاستمرار في العمل بطريقة تسهل عليك الرجوع الى مكانتك في شركة العائلة "
- لا شك لدي مطلقا أن ذلك هو جزء من رغبته , لكن لورانس كانت لديه خطة أكبر . اعتقد انه كان يأمل أن ينتهي بنا الأمر كزوجين .

نهاية الفصل التاسع


اماريج 21-11-10 09:09 PM


10 -كلمات مضيئه

اجابت روبي بدهشه:
-لابد انك تمزح !جنون
-هل ما اقوله لايصدق ام ان كل مافي الامر ان لا احد فكر بذلك من قبل؟
-ماذا تقصد بقولك؟
-لماذا ترك لورانس لكل منا خمس واربعون بالمئه من الاسهم الشرك؟لم يكن يرغب في تقسيم الملكيه الشركه بشكل دائم لكننا معا نملك تسعين بالمئه من الاسهم الا ترين؟لابد ان هذا هو السبب الذي دفعه ليطلب من فينلاسون الا يخبرنا عن شرط الاثني عشر شهرا فهو لايريدنا ان نتخاصم بشان الميراث منذ البدايه لابد انه فكر بان شراكتنا الطويله الامد ستقرب بيننا بشكل طبيعي.
منتديات ليلاس
-لكن...ان نتزوج؟
هزت روبي راسها غير مصدقه فهذا امر خيالي ولايمكن حتى ان تحلم به.
-لما لا؟مالذي سيحدث للشركه ان بقينا فيها لمده سنه كامله وغادرنا بعد ذلك؟سنحصل على الاسهم التابعه لنا لكن من سيدير العمل؟ اذا اضطررت للعوده الى لندن اعلم انك تستطيعين تولي مهام الشركه بجداره لكن متى ستحظين بالوقت الكافي لتعملي على تصاميمك؟
تابع قائلا:
-لكن ان تزوجنا سيتاكد ان الشركه ستبقى قائمه ومزدهره في المستقبل وليس هناك شخصان يتقاتلان على اسهمهما بل يعملان في شراكة متكامله هكذا قرر ان يضعنا طوال تلك الفتره قدم لنا الاسهم والوضع المثالي وطلب منك الاهتمام بمصلحه الموظفين وترك الباقي لي.

لابد ان هذا جنون راحت روبي تهز راسها مؤكده رفضها لما يقول بكل خليه من خلايا جسمها
-لماذا فعل لورانس ذلك؟
حتى وهي تسال تذكرت كلماته الاخيره
-اعتني بزاين
هل الزواج هو ما قصده منذ البدايه.
-عمل لورانس على بناء سلاله حاكمه ثريه واشرف بنفسه على بناء اكبر عمليات زرع الؤلؤ وقطافه لكن وريثه الوحيد تخلى عنه وغادر لهذا لم يكن هناك اي مجال لترك المستقبل رهن الصدف كان عليه ان يعيدني الى هنا ولاشك انه فكر انك الفتاه المناسبه لي وربما هو لم يرا فيك المصممه فقط التي ستقود شركه نحو المستقبل بل ايضا المراه التي ستنجب ابنا للعائله.
منتديات ليلاس
-ان كان يرغب بذلك فعلا فلماذا لم يضع شرطا في الوصيه مفاده امر يفرض ان علينا الزواج لنرث ؟
-لانه كان يعلم اننا عنيدان مثله تماما واننا لن نوافق مطلقا على امر يفرض علينا فرضا.
تخلصت روبي من يده وهي تعلق:
-وهل انت الان تصدق هذه القصه الغريبه؟ لا اصدق ببساطه انك توافق على اي شئ صنع او دبر بواسطه والدك في الواقع توقعت من خلال ما تشعر به نحوه ان تهرب لمسافه اميال اي شئ تعتقد انه قد يجبرك عليه.

ظهر بوضوح كيف تحركت عضلات وجهه بغضب:
-تعلمنا شيئا ما عن بعضنا من خلال عملنا معا كما تقولين لو انني ادركت ذلك منذ البدايه لكانت رده فعلي مختلفه لكنني الان افكر ان هناك وسائل اسوأ من هذه بكثير للتلاعب بي.
-لا اصدق انك جاد في ما تقوله هل انت يائس بشده لتحصل على اسهمي الى درجه تجعلك تفكر بالفعل بالزواج بي؟
-لماذا تظنين ان الامر يتعلق بالاسهم فقط؟
-ماذا هناك غير الاسهم بالنسبه اليك؟




فتاة 86 21-11-10 09:11 PM

رائعة عم ننتظر التكملة على أحر من الجمر
يعطيكي العافية

اماريج 21-11-10 09:12 PM

ابتسم زاين بتردد ثم اقترب منها انعكاس الضوء بالاضافه الى الشوق في عينيه جعلته يبدو كقناص ينتظر فرصه للهجوم
-هناك انت.
انها بحاجه الى اوكسجين لتجعل عقلها يعمل ولتدع عضلاتها تتحرك لكن لم يكن هناك اوكسجين كاف ليمد عقلها او جسدها بالطاقه.
-لا الومك ان كنت لا تريدين مطلقا رؤيتي لكن كل ما حلمت به منذ ان غادرت بروومي هو ان احظى بفرصه ثانيه معك لاعوض عن تصرفي السابق واعاملك كما تستحقين بالفعل.

ابتلعت روبي غصه وهي تشعر بقلبها يقفز في صدرها بينما كانت عيناه تلتهمانها فجاه اصبحت بين ذراعيه وهو يعانقها اعادتها ذاكرتها الى بروومي الى ذلك العناق في الفندق شعرت بالاحاسيس والعواطف نفسها التي سيطرت عليها في تلك الليله
احاطت يداه بها شدتاها بقوه اليه فتمسكت به وهي تشعر بضعف في جسدها هي تتوق اليه كما يتوق اليها حتى انه الان يتحدث عن الزواج بها فهل هذا يعني انه يحمل لها شعورا مختلفا بالرغم من كل شئ؟
رفع زاين ذراعيه عن كتفيها ليمسك بوجهها ويقول:
-انت رائعه لم لا نبقى معا الليله؟
منتديات ليلاس
ارتجفت روبي من شده تاثرها لكنها حاولت ان تتصرف بمنطق قائله:
-على الذهاب الى قاعه الاستقبال.
انزل زاين يده عن خدها الى عنقها ثم قال:
-اعلم لكنني اكره الابتعاد عنك الان.
شعرت روبي بالدوار وهي تقطع المسافه عائده الى الفندق برفقه زاين احست كما لو انها تطفوا على الارض شعرت بيديه تمسكانها وتضغطان بقوه على خصرها مع ذلك لا احد ممن التقت بهم لاحظ شيئا مما تشعر به تشتهر فنادق كلمنجر بالهدوء الذي يسود قاعات الاستقبال فيها لكن في هذه الساعه بدا الجو اكثر سكونا وهدوءا سار زاين باتجاه جناحه من دون ان يبتعد عنها او يسمح ليديه بان تخففا من شده قبضته كي لا يعطيها ايه فرصه لتتراجع.

ادركت روبي انها مشتاقه اليه وكان ما حدث في بروومي مجرد بدايه لكل ما لديهما من عاطفه وشوق همس ما ان اصبحا بامان داخل الغرفه المظلمه:
-هنا يمكننا ان نخظى بالهدوء بعيدا عن اي تطفل.
وعانقها بنعومه فشعرت روبي بشئ اعمق بكثير من الاعجاب اهي الرغبه في الارتباط ؟هل يصدق زاين حقا تلك النظريه المجنونه التي اخبرها بشان الارتباط؟
لم يكن لديها الوقت الكافي لتفكر في الامر فسرعان ما قربها زاين منه ليضمها اليه في عناق محموم اخر لم يتوقفا الا عندما لمس قلاده عنقها انها واحده من قلادات مجموعه الشغف بدا التصميم رائعا بساطه وجماله .
قال:
-ياللجمال.

مدت روبي يدها الى القلاده تتحسسها بصوره لا شعوريه فامسك زاين بيدها .
وقال:
-لا افكر بك الا واللؤلؤ حول عنقك وخصرك ومعصميك.
ابتعد عنها ليضع يده في جيب سترته وياخذ منها حبلا من اللؤلؤ وضعه حول عنقها ثم تابع
-استعرته من المجموعه وانا اعلم انه يجب ان يطوق عنقا جميلا كعنقك ان لم يلامس اللؤلؤ البشره يبهت لونه ويخسر اشراقه.




اماريج 21-11-10 09:15 PM

شعرت بانفاسها تنقطع فقالت بنبره بدت غريبه حتى لاذنيها:
-لبست احدى العارضات هذا العقد الليله.
-اعرف لكنه يبدو مختلفا الان بل هو مثالي عليك فانت كنزي من البحار.
عانقها زاين من جديد ولم يعد للكلام اي معنى بينهما
***
اطل يوم جديد وشعرت روبي بالحماس والحيويه تملانها وهي تقف على الشرفه الصغيره تحدق بالمنظر امامها وهو لم يظهر بوضوح تام بعد, فكرت في ليله البارحه...
بدت الالوان تتغير عبر الخليج وارتفعت اشعه الشمس فوق المدينه التي بدت تستعيد حياتها فتنهدت روبي مالذي كان ليفكر به لورانس؟ اهذا حقا ما تنماه لهما؟

اتراه اراد ان تستمر شراكتهما وتتوطد لاكثر من مجرد اسهم في الشركه؟ هي تعلم ان لورانس يوافق على تقاربهما شكت ان لورانس كان يعلم انها ستقع في غرام زاين في النهايه زاين هو ابنه فكيف يمكن لها الا تحبه؟
تحبه؟!
ارتجفت من بروده الطقس الصباحي وشدت الرداء القطني حولها لا تستطيع ان تحبه ...ليس زاين ...ليس بعد كل ما حدث بينهما من جفاء وشجار مع ذلك راح احساس غريب يتحرك في قلبها لم تستطع تجاهله وكان زاين قد طبع اسمه عليها.
منتديات ليلاس
هو ليس ذلك الوغد الذي تصورته منذ البدايه تماما كما افترض انها الاسوأ بين النساء فهي اساءت الحكم عليه ايضا على الاقل الان لديها بعض الاعذار التخفيفيه لما ظنه بها من قبل لكن هل تستطيع الوقوع في غرامه؟ احقا تستطيع ان تحب زاين؟
وقف زاين صامتا يراقبها وهي تقف تحت الضوء والشمس تضئ ملامحها الرائعه الجمال.
بماذا تراها تفكر وهي تحدق نحو الخليج؟لماذا استيقظت باكرا.
وكان روبي شعرت فجاه بوجوده فادارت راسها واتسعت عيناها وابتسمت له تلك الابتسامه التي راها ذلك اليوم في القارب وهي عائده من مزرعه اللؤلؤ تلك الابتسامه التي اراد ان تكون له وحده فقط انها رائعه جدا لانها تنير وجهها تماما كما تلهب حواسه باكملها اقترب منها وهمس:
-استيقظت باكرا!
ضحكت وهي تقول:
-وانت ايضا.
ضمها اليه فذابت بين ذراعيه وهي لا تفكر الا بكلمتين فقط كلمتان قادرتان على اناره كل الالعاب الناريه في المدينه وعلى اعطائها اجمل احساس تعيشه في يومها الجديد :احبك زاين!


نهايه الفصل العاشر



اماريج 21-11-10 09:15 PM


11- التحدي الاكبر

خرج زاين من غرفه الحمام مرتديا بذله وربطه عنق وقد حلق ذقنه وصفف شعره استعدادا للسفر الى بروومي مجرد النظر اليه جعل روبي تحبس انفاسها نظره الود في عينيه وابتسامته الساحره جعلنا الدماء تزغرد في عروقها سوف يغادر الجناح في غضون خمس دقائق مع ذلك لم يحظيا بفرصه التكلم عماسيحدث عندما تعود الى بروومي قالت وهي ترشف قهوتها متمنيه ان تستمد منها بعض القوه:
-لم نحظ بفرصه للتكلم.

اتسعت ابتسامه زاين وهو ينظر اليها تورد وجهها بسبب نظرته وتابعت تقول:
-على الاقل اظن اننا نستطيع ان ننسى تلك الافكار المجنونه عن الزواج الان.
-ننسى؟!ولماذا تفعل ذلك بحق السماء؟
رمشت روبي بعينيها وقد امتزج لديها الامل مع الارتباك لماذا يريد زاين الاستمرار في التخطيط للزواج الا اذا كان...؟
الا اذا كان يشعر بشئ ما نحوها...شئ يتخطى الاعجاب والانجذاب الحسي
حاولت ان تضحك لتخفي التوتر الذي تشعر به قالت:
-لماذا تفكر بالامر بهذه الجديه ؟ تبدو كانك مستعد لمواجهه مشكله الزواج بي لتتمكن من رؤيتي بقربك.

شرب زاين الفنجان قهوته برشفه واحده وقال:
-من قال ان الزواج بك سيشكل لي ايه مشكله؟
-زاين كن جديا!
-انا كذلك ولا استطيع ان افهم ماهي مشكلتك نحن نعلم اننا مناسبان لبعضنا فنحن نشارك بعمل هام جدا وعلاقتنا العاطفيه اكثر من مرضيه كما ان هناك ما يجمعنا ويميزنا عن معظم الناس اذ يبدو اننا نحظى بمباركه لورانس..معلمك الخاص والشخص الذي اعجبت به واعتبرته افضل انسان في العالم هذا ما اراده لورانس في النهايه ان يجعل منك زوجه ابنه التي يمكنها انجاب ورثة له بالطبع انت لا تريدين ان تخذليه؟
منتديات ليلاس
ابتلعت روبي غصه بضيق وفجاه اصبح فمها جافا ومؤلما ما يحدث بينهما لا علاقه له بما اراده لورانس.
-حسنا ماذا بشان الحب؟ اليس للحب اي دور في هذا الزواج؟
قطب زاين جبينه للحظه ثم تنهد ووضع ذراعه حول كتفيها قبل ان يقول:
-ليس الحب امرا مفروضا واجباريا ان كان هذا ما يقلقك انا متاكد اننا سنحظى بعاطفه مليئه بالاحترام مع الوقت وفي الواقع ذلك افضل كثيرا من الحب.

شعرت روبي بالغثيان من كلماته لكنه على الاقل اجابها عن السؤال الاهم بالنسبه اليها فهو لايحبها ولن يفعل ذلك مطلقا.
-كيف يمكنك ان تقول ذلك؟
رفع كتفيه قائلا:
-اعلم ان الحب لم يساعد امي مطلقا كانت تحب والدي الى درجه العباده فمالذي حصلت عليه من وراء حبها؟خانها وكانها لاتكن له ايه عاطفه احبته اكثر من اي شخص اخر مع ذلك خان لورانس تلك االثقه وذلك الحب واتخذ له خليله لذلك من الافضل الا يقع المرء في الحب ربما من الافضل ان يوفر تلك العاطفه للعلاقه الحميمه.

لامس باصابعه قفا عنقها وتابع:
-...لاشك اننا سنحتاج اليها بعد ان نتزوج!
ان كان تعليقه الاخير محاوله منه لممازحتها والتودد اليها بعد تلك الكلمات البارده التي تفوه بها فقد فشل بشكل مطلق ادارت روبي وجهها ونهضت عن كرسيها وهي تشعر بالرعب والغثيان ما معنى ان تسمع هذا الكلام مقابل حبها؟
مالذي ستجنيه من حبها له ان كان هذا ما يشعر به؟هل تحتمل الارتباط به ان كان لا يحبها ولايتوقع حتى ان يفعل ؟وهل سيفعل هو ايضا ما يقول ان والده فعله؟
لا!لايمكنها تحمل ذلك!
-احب والدك امك وقد اصابه الدمار بسبب خسارتها.



اماريج 21-11-10 09:17 PM

-لو انه احبها فعلا لما اتخذ لنفسه خليله ولما سمح بان تحظى تلك المراه بالمكانه التي كانت لامي.
ارتجفت روبي وعقدت ذراعيها فوق صدرها قوه المراره التي يشعر بها بنت جدارا فاصلا بينهما
-لا اعلم لماذا نتحدث بهذا الموضوع حتى ليس هناك من سبب يدفعنا للزواج فليس شرطا في الوصيه.
-من الواضح ان لورانس يتوقع حدوث ذلك
-انت لا تعلم ذلك بشكل مؤكد وصراحه اعتقد انك مخطئ ان تصورت ان اي زواج قد ينجح ان لم يكن هناك حب يجمع الزوجين.

-لماذا؟هل يمكنك ان تقولي بصدق ان الحب كان مفيدا في علاقه والديك؟
-اعلم ان عدم وجود الحب من ناحيه والدي هو السبب الاساسي لانهيار زواجهما.
تردد زاين ومال براسه وكانه يقيم اهميه كلماتها ثم وقف وسار الى حيث تقف ووضع يديه على ذراعيها قال:
-حسنا!ربما انا متسرع قليلا لدينا تسعه اشهر معا قبل ان نقدم على القيام باي شئ اما في الوقت الراهن فانت ستسافرين لمده اسبوع خذي الوقت الذي تريدينه وفكري بالامر اثناء غيابك وعندماتعودين سنتحدث في الامر ثانيه.

عانقها بسرعه واتجه نحو الباب قائلا:
-عديني انك ستفكرين بذلك.
هزت راسها وهو يغادر بالطبع ستفكر بالامر لكن ذلك لن يقيده فهي لن تتزوج به مطلقا وهو يحمل هذا الحقد على والده وهذه السخريه من الحب والزواج ببساطه لاينجح الزواج ان كان احد الزوجين لايؤمن به
***
-اذا اخبريني عن زاين!
رفعت روبي نظرها عن فنجان القهوه بحيره وشك عندما اقترحت عليها اوبال الاجتماع في شقتها للتحدث ادركت روبي انه لن يطول الوقت حتى تسالها عن زياره زاين السريعه لها
-طريقه بارعه في تغيير الموضوع شقيقتي الكبرى اعتقدت اننا سنتحدث عن سير الاعمال في الفندق.

ضحكت اوبال ورفعت ابنها البالغ من العمر اثني عشر شهرا لتضعه على ركبتيها وتعطيه سندويشا صغيرا لياكله بينما كانت شقيقتها الي تجلس بهدوء على السجاده وهي تقلب مجموعه من الكتب
قالت اوبال:
-اعطني فرصه فانا اعيش في الفندق واعمل فيه واذهب الى النوم مساء وانا افكر بالفنادق افضل اكثر التحدث عن شاب وسيم جدا يمتلك جاذبيه واضحه ...
عليك الاعتراف ان زاين شاب وسيم جدا لاسيما اذا اخذنا بعين الاعتبار كيف ينظر اليك.
منتديات ليلاس
وضعت روبي فنجانها على الطاوله امامها لابد ان زاين في منتصف الطريق نحو بروومي الان وهي غدا ستسافر الى نيوريوك هذا هو الوقت المناسب للتفكير تصورت انها ستفكر بالامر مليا اثناء ساعات الطيران الطويله لكن ربما من الافضل لها ان تتحدث مع شقيقتها عنه.
اولا انها مضطربه المشاعر وهي بحاجه فعلا الى وجهه نظر جديده تساعدها في حل مشكلتها.
-مالذي تريدين معرفته بالتحديد؟
-كما تعلمين..كل الاشياء الجيده ..حدثيني عنه مامدى جديه الامور بينكما بكل الاحوال؟
شعرت روبي بوجهها يتورد فاستدارت لتقول:
-حسنا !هذا لايعني ان هناك اي علاقه بيننا.

-لابد انك تمزحين الم تري كيف تصرف ليله البارحه عندما وصل؟ الم تلاحظي نظرته الى دومنيك ؟.بدا كانه يريد تمزيقه الى اشلاء فقط لانه يلمسك من الواضح ان الرجل متعلق بك كثيرا
رشفت روبي قهوتها وهي تتذكر لحظه عرفت الرجلين على بعضهما هل ذلك ماجرى فعلا؟كانت مرتبكه بسبب ما تشعر به عندما وصل
زاين شعرت بالصدمه بالفعل بسبب امساكه لكتفيها لكنها لاحظت الرضى يغمره بوضوح عندما ادرك ان دومينيك صهرها وان هذه عائلتها حدث الكثير من الامور التي لم تستطع تحليلها وفهمها جيدا هل يمكن ان تكون اوبال على حق ؟
هل يغار زاين عليها حقا؟حسنا حتى لو كان كذلك فهذا لايعني اكثر من انه معجب بها وانه مستعد لمواجهه اي منافس له.
تابعت اوبال وهي تعطي غليغليلمو سندويشا اخر
-اذا كيف تشعرين نحوه؟
تنهدت روبي واجابت بصدق:
-مرتبكه



اماريج 21-11-10 09:18 PM

حاولت الا تفكر بالسعاده التي تشعر بها بقربه وبالحيره والضياع اللتين تبعتا ذلك
-ليتني اعرف حقا في البدايه لم نكن قادرين على تحمل رؤيه بعضنا كرهت كثيرا تخليه عن والده وهو كره التقارب الذي كنت اعيشه مع لورانس اما الان فاحيانا اعتقد انه اكثر الرجال تمييزا في العالم لكن في اوقات اخرى...
ترددت قليلا ثم تابعت:
-...لست متاكده احيانا يبدو غاضبا جدا ولا اعلم كيف سيتمكن من التخلص من غضبه.
-اهو غاضب منك؟

-لا! غاضب من لورانس فهو يشعر بالمراره بسبب وفاه امه يقول ان والده اتخذ له عشيقه طوال فتره زواجه ومن الواضح انها الصديقه الافضل لزوجته وهي من كانت تقود السياره عندما وقع الحادث وتوفيت مع امه.
اتسعت عينا اوبال وهي ترفع ابنها عن ركبتها ونعيده الى الارض
-يالهي وانا التي ظننت ان عائلتنا تملك اكثر القصص غرابه على الاطلاق لكن انت تعرفين لورانس جيدا فما الذي تظنينه؟
-لا اصدق ان لورانس الذي اعرفه يمكن ان يخون ثقه زوجته على هذا النحو.
-اذا الامر سهل جدا عليك ان تقتنعي زاين بذلك.

بالطبع سهل جدا فكرت روبي بذلك وهي تراقب غيغليلمو يحبو بسعاده نحو شقيقته ثم يربض قربها ويمسك بكتاب ابتسمت عندما اخذته ابنه اختها من يده لتضعه فيها ثانيه بالطريقه الصحيحه وقبل ان يبدا الصراخ
من الواضح ان شقيقتها حصلتا على كل ما تريدانه
عملا جيدا لكل منهما وزوجين فاتينين هما ايضا شريكي روحيهما وفوق ذلك كله اصبح لكل منهما عائله رائعه هذا الصباح بالذات سمعت روبي الاخبار الرائعه عن شقيقتها صافي التي تنتظر التوأمين
-غيغليلمو فتى رائع الجمال لابد انه سيبدو وسيما كدومينيك عندما يصبح شابا وسوف يجذب انظار النساء كما ان الي ايضا رائعه ولداك مميزان حقا.
ابعدت اوبال انتباهها عن طفليها ونظرت مباشره الى عيني روبي وهي تقول:
-اتعلمين؟ انت وزاين ايضا ستنجبان اطفال رائعين.
نظرت روبي اليها بتعجب وفكرت:
-اطفال؟
ثم فكرت بهدوء كم سيكون رائعا ان تتزوج بزاين وتنجب منه اطفالا صغارا لتبني عائله كبيره حقا تعوض له عن كل ما فقده لكن هذا كله مجرد خيال...تنهدت روبي وعلمت انه لا يجدر بها ذكر ذلك لشقيقتها لكنها بحاجه الى من تثق به وتخبره عما يؤلمها
-زاين طلب يدي للزواج
-اه...روبي!هذا رائع.
منتديات ليلاس
اقتربت اوبال منها وضمتها اليها وهي تتابع
-اطيب التمنيات لكما متى ستخبرين امي؟
هزت روبي راسها واجابت:
-اجبته انني لم اقرر بعد.
جلست اوبال قربها من جديد سالتها وهي تشعر بالذهول:
-لكن.لماذا بحق السماء؟اقصد... انت تحبينه اليس كذلك؟
حدقت روبي بشقيقتها وسالتها:
-هل هذا واضح جدا؟
-هيا اعترفي ليس زاين وحده الذي يظهر عاطفته الا ترين كيف تنظرين اليه ؟ عندما اصبحتما معا بدوتما كانكما لا تريان احد غيركما في القاعه.

-ربما لكنه مجرد انجذاب وليس هناك اي شئ اخر حتى الان زاين لا يحبني اعترف لي بذلك وهو يعتقد اننا في نهايه الامر ستشكل رابطا قويا من الاحترام بيننا لا اعتقد انني استطيع القيام بذلك لا استطيع ان اتزوج رجلا احبه وانا اعلم انه لا يحبني بدوره فانا لا ارضى بانصاف الحلول لاحظي ماحدث لامي تعذبت كثيرا لانها احبت كثيرا.
رفعت اوبال يد اختها وربتت عليها ثم قالت وكانها شبه متاكده:
-هاي !اين ايمانك؟زاين يحبك انا متاكده من ذلك لكن هؤلاء الرجال يحتاجون احيانا الى مزيد من الوقت ليعترفوا بحبهم ربما هو نفسه لم يدرك ذلك بعد
***
حاول زاين ان ينام اثناء رحله عودته الى بروومي فهو لم يحظ بكثير من النوم ليله البارحه تنهد وهو يتمدد على مقعده الواسع في الطائره مجرد التفكير بروبي يبعد عنه النوم نهائيا انها رائعه ومثاليه وهو سيمضي اسبوعا وكانه في الجحيم بعيدا عنها منتظرا عودتها ربما كان عليه مرافقتها وترك العمل في بروومي على عاتق الموظفين هناك فلربماخفف ذلك توترها وغضبها لكن لماذا تشعر بهذا الغضب والتوتر؟
الا تستطيع ان تفهم ان زواجهما امرمنطقي جدا؟ من الواضح ان لورانس فكربذلك منذ البدايه فهذه هي الطريقه المثلى ليقحم الفتاه الشابه في العمل حتى النهايه اي طريقه افضل من هذه ليعيد ابنه الى البلاد ويبقيه هناك؟



اماريج 21-11-10 09:20 PM

سمح زاين لنفسه بالابتسام ففكره قضاء حياه باكملها مع روبي امر ممتع حقا.
هذا بالطبع لن يعوض عما فعله لورانس مع امه لكن من المؤكد ان عليه الاعتراف بحكمه الرجل العجوز فهذه خطه محكمه للغايه الان كل ماعليه فعله هو اقناع روبي بالموافقه عليها....
لابد انها ستوافق في النهايه.
****
هل يمكن ان تكون اوبال على حق؟
كادت روبي تصاب بالجنون وهي تفكر بهذا السؤال مرارا وتكرارا في الايام القليله التاليه انها متاكده من امرين فقط انها تحب زاين وثانيا انها ستشعر بسعاده لاتوصف بان تمضي ما تبقى من حياتها معه اذا ما تاكدت انه سيبادلها حبها حبا ولن يضيعه سدى
لكن ماذا لو كانت اوبال على حق وهو يحبها الان؟
ماهي فرص نجاح حبهما؟ماذا لو اقدمت على الزواج به وهو لايحبها ولم يتمكن مطلقا من مبادلتها ذلك الحب؟هل تستطيع تحمل المخاطره؟هل عليها ان تفعل؟
منتديات ليلاس
اخيراً جائتها الاجابه على لسان احدى المذيعات في لندن وهي تجري معها مقابله تلفزيونيه انها سونيا كلارك ملكه برامج التافزيون الصباحيه وواحده من اكبر المعجبين بتصاميمها اليوم ستوقع روبي على تسليم طوق من اللؤلؤ الفضي والابيض مع قرطين مناسبين له طلبتها سونيا خصيصا من مجموعه روبي السابقه انه الموعد الاول بين عده مواعيد لهذا اليوم الطويل قبل ان تغادر الليله في ساعه متاخره من مطار هيثرو عائده الى بروومي هكذا ستتمكن من الوصول قبل يوم واحد من موعد عودتها المرتقبه وذلك بسبب اختلاف مواعيد الاقلاع وهبوط الطائرات .

دفعها ذلك لاجراء تغييرات جذريه في برنامج عملها لكنها تمكنت من القيام بكل ما عليها القيام به.
جرت المقابله بطريقه وديه ولطيفه وسرت روبي لمعرفه سونيا الواضحه بصناعه الاحجار الكريمه واللؤلؤ بشكل خاص سالتها سونيا لماذا تعتقد ان تصاميمها ناجحه جدا ومنتشره في كل انحاء العالم فردت انها كانت محظوظه جدا لانها تمكنت من العمل مع اجمل اللالئ في العالم كله كم انها حظيت بالكثير من الدعم من لورانس الذي شجعها لتضع قلبها في عملها في تلك الحظه قالت لها سونيا:
-ان كنت لا تمانعين انا اعتقد ان نجاحك يعود ايضا وبدرجه كبيره الى قدرتك على المخاطره في العمل مجموعه الشغف هي دليل واضح على ما اقوله من يتخيل ان مصممه مجوهرات شابه يمكنها ان تكون بمثل هذه المهاره وهذا الاحساس المرهف لتصميم"عناق المحبيبن" الواضح انك حققت ذلك لانك قادره على مواجهه المخاطر وما كنت لتفعلي ذلك لولا حبك للتحدي.

حدقت روبي بذهول في المراه الاخرى ثم تمتمت ببضع كلمات كجواب لها بطريقه ما تمكنت من تكمله ما تبقى من المقابله لكنها لم تستطيع ان تبعد تلك الكلمات من راسها:
-انها قادره على مواجهه المخاطر.
هذا صحيح فهي تتحمل الكثير من المخاطره في تصاميمها وربما حان الوقت لتخاطر من اجل زاين!
***
سارت روبي على طريق الاسفلت في المطار الدولي في بروومي شعرت بالحراره المالوفه لديها تلفها كانها عناق حميم
"عناق المحبيبن"
لم تشعر يوما في بروومي بمثل هذا الحماس هي لاتستطيع الانتظار حتى تفاجئ زاين انه يوم الاحد ومن المحتمل انه في المنزل لن تنتظر حتى تذهب الى غرفتها في الفندق لتستحم وتبدل ثيابها ستذهب مباشره اليه.
منتديات ليلاس
اوقف سائق السياره الاجره سيارته في الطريق الفرعيه وساعدها في حمل حقائبها من صندوق السياره ماكاد الرجل ينطلق حتى بدا كيوتو بهبوط الدرج بسرعه وركبتاه الضعيفتان لاتساعدانه على النزول بشكل سليم ومريح.

-انسه روبي !انسه روبي!
انه لا يرحب بها بهذا الطريقه عاده عندما تعود الى المنزل سالته:
-كيوتو ما الامر؟
لم يتسنى الوقت لكيوتو كي يجيب اذ ظهرت على الشرفه امراه بكامل اناقتها وجمالها الفاتن واضعه يدا بكل لباقه على الدرابزين ورافعه الاخرى اتقاء لحراره الشمس.
-اذا انت روبي لكن الم تعودي باكرا؟قال لي زاين ان لدينا فرصه حتى الغد.


نهايه الفصل الحادي عشر



اماريج 22-11-10 08:10 PM


12- حبيبه اخرى

تحول دم روبي الى جليد يمزق لحمها هذه المراه الجميله التي تشبه زنبقه بيضاء طويله هي ذات ملامح ارستقراطيه اما ثيابها فهي غايه في الاناقه من الواضح انها ليست مجرد صديقه قديمه لزاين واذا كان الانتفاخ تحت ثوبها الحريري يعطي اي دليل فلابد انها حامل.
شعرت روبي بالغثيان اه يالهي هي حامل بطفل زاين؟

لاعجب انه لم يناقشها ولم يصر على مرافقتها في الرحله عبر البحار هل خطط زاين لدعوه عشيقته الى هنا اثناء غيابها بعد ذلك الحديث عن الزواج؟قالت:
-لابد انك انيليزا
نظرت الى كيوتو الذي بدا مرتبكا ومنزعجا في ان معا وسالته:
-اين زاين؟
دندنت انليزا وهي لا تزال على الشرفه:
-ذهب الى المكتب قال ان لديه عملا عليه القيام به لكنني متاكده انه ذهب ليحضر لي بعض الحلي الجميله انه لطيف جدا بشان هذه الامور سيعود بعد الظهر هل اخبره انك اتيت الى هنا ؟
تجاهتلها روبي كليا وحاولت اكثر ان تتجاهل فكره ان انيليزا ستضع مجوهرات من تصميمها قالت محاوله ان تحافظ على اتزانها:
-كيوتو!مالذي يجري هنا؟

-اسف انسه روبي طلب منها ان ترحل قبل ان تعودي.
همست روبي كانهاتحدث نفسها:
-اراهن انه فعل
دندنت انيليزا:
-لاباس كيوتو انه لامر محتم ان نلتقي في وقت ما لاسيما ان لدينا قاسما مشتركا هو زاين.

ان اعتقدت روبي ان انليزا بدت فاتنه وهي تقف على الشرفه فهذا لاشئ مقارنه بما هي عليه عن قرب هي ذات قامه رشيقه واطراف طويله مع بشره شفافه رقيقه وشعر فضي يعطيها ملامح خياليه نظرت انيليزا الى حقائب روبي وقطبت جبينها ثم سالتها:
-هل كنت تتوقعين ان يقلك زاين الى مكان ما؟
زفرت روبي انفاسها من بين اسنانها في الواقع لا لكن لا مجال مطلقا لتمضي النهار هنا اليوم قالت:
-اجل فقط الى الفندق حيث سنتحدث بالاعمال لكنني ساطلب سياره اجره.
نظر كيوتو اليها معتذرا وانحنى قليلا قائلا:
-سافعل ذلك بنفسي.
ثم توجه نحو المنزل.
وضعت انيليزا يدها على جبهتها وقالت:
-الحراره قويه جدا تحت الشمس اشعر بالدوار.
قطبت روبي جبينها وهي تراقب انيليزا تجلس على الارجوحه المغطاه بستاره وتضع يدها ذات الاظافر المطليه على معدتها
حسنا ذلك الحديث عن اراده لورانس لامعنى له مطلقا فزاين لا يهتم لما يريده لورانس ولم يفعل ذلك يوما كل ما يهمه هو حقه الشرعي بالميراث وهو مستعد للقيام باي شئ ليفقدها السيطره على الشركه حتى الزواج بها سيحصل على اسهمه وعليها ايضا ايه حمقاء هي بالفعل.
منتديات ليلاس
تذمرت انيليزا وهي تلوح بيدها امام وجهها:
-انا حقا لا اعلم كيف تتحملون هذه الحراره المخيفه اعتقدت انه فصل الشتاء هنا.
فكرت روبي ان النهار دافئ لكنه غير مزعج ابدا قالت:
-انه فصل الشتاء لكننا ندعوه فصل الجفاف
-اذا كلما اسرع زاين بالعوده الى لندن كلما كان ذلك افضل لا اعتقد انني استطيع تحمل هذا الطقس اكثر من ذلك لديه منزل جميل جدا في تشلسي يجب ان تزورينا هناك في وقت ما.
ضاقت اانفاس روبي اكثر فاكثر فالحديث مع السيده يزيدها انزعاجا مع كل لحظه تمر
-متى تعتقدين ان ذلك سيحدث؟



اماريج 22-11-10 08:11 PM

-لست متاكده بالتحديد ما ان ينتهي من بعض المشاكل في الاسهم او..اشياء من هذا القبيل.
اصغت روبي بقوه الى كلام المراه ثم سالتها:
-ايه مشاكل ؟
رفعت انيليزا كتفيها:
-من الواضح انها امور تتعلق بمشاكل كل تركها له والده لا اعرف التفاصيل لكن كل ما في الامر انها تبقيه هنا فتره اطول مما يرغب.
منتديات ليلاس
لم تقل روبي شيئا في حين ان ما رادت القيام به هو الصراخ او ضرب احدهم ...وهو بالطبع زاين!
مالذي قصده من ذلك الكلام الذي تفوه به عن اداره العمل معا في المستقبل؟ وماذلك الكلام التافه عن الزواج؟ اهذه طريقه مبتكره تجعله يتزوج من امراه يعلم انه يستطيع الوثوق بها في اداره الشركه وتعطيه الفرصه للسفر الى اوربا حيث تنتظره صديقته الشقراء كلما شعر بالشوق اليها؟
ام ان هذه هي الطريقه المثلى للانتقام من والده بالزواج من الفتاه التي اعتنى بها كابنته وهكذا يستلم زمام الشركه من دون ان ينفق درهما واحدا؟

شعرت بوخز الدموع عينيها من شده المراره تبا له !اخر شئ يمكن ان تسمح لنفسها بالقيام به هو البكاء امام صديقته
فرحت لدى رؤيه سياره الاجره وسمعت صوت انيليزا تقول وهي على الارجوحه:
-اسعدني جدا لقاؤك
اسرعت روبي فرمت بنفسها وبحقيبتها داخل السياره لتسرع في الرحيل
******
-هل حزمت حقائبك؟
تمنى زاين ان تكون قد فعلت ذلك فهو ليس بمزاج يسمح له بتحمل المزيد من الاعيب انيليزا ومحاولاتها للبقاء هنا هو في الواقع ليس بمزاج يسمح له بتحمل انيليزا كلها ابعد نفسه الى المكتب لساعات اليوم كي يتخلص من محاولاتها اللطيفه لاقناعه ببقائها هنا .كورت انيليزا شفتيها وتمددت بدلال على الارجوحه ماجعلها تتحرك بلطف:
-هل علي الذهاب الان حقا؟ انها رحله طويله جدا.
-كان عليك التفكير بذلك قبل ان تدعي نفسك للقدوم الى هنا ستسافرين على متن تلك الطائره اليوم وقبل عوده روبي!

مرتان حتى الان يعتقد انه وروبي وصلا الى مرحله انسجام تام اعتقد انها اصبحت متعلقه به كما هو متعلق بها ليقدم بعذئذ على عمل ما او بقول كلمات غبيه تجعلها تبتعد متعمده عنه ليس مستعدا للمخاطره بحدوث ذلك من جديدي وانيليزا بالطبع ستكون اكبر الاخطاء الفادحه له
-لكن في وضعي هذا...
-كان عليك التفكير بذلك ايضا
كورت فمها اكثر وبدت مرتبكه وهي تقول:
-كنت لطيفا جدا معي في لندن اعتقدت انك تهتم لامري.
منتديات ليلاس
-كنت بحاجه الى المساعده وقدمت لك تلك المساعده كنت لافعل الامر نفسه مع اي صديق قديم لي.
لكنه الان يتمنى لو انه لم يفعل
-اين هي حقائبك؟
-اتتك زائره عندما كنت في الخارج.
-اه!
علق بذلك وهو غير مهتم لما يسمعه فكل ما يهمه هو الانتهاء من هذه المشكله والاعتراف لروبي ان انيليزا اتت الى هنا لكن عليه ان يختار الوقت المناسب فيما لديه الكثير من الامور التي عليه انهاؤها اولا رفع غطاء صندوق السياره ونظرنحو المنزل متوقعا ان يرى كيوتو خلفه حاملا حقائبها.
-فكرت ان لاداعي للعجله في رحيلي في النهايه اقصد الان بعد ان قابلتها فعليا.



اماريج 22-11-10 08:12 PM

-قابلت...من؟
-صديقتك الصغيره روبي بالطبع.
شعر زاين بالم يخترق احشاءه:
-هل جاءت روبي الى هنا؟

ضحكت انيليزا وفي تلك اللحظه فكر زاين انه لم يسمع مره صوتا كريها كصوتها او حتى كره شخصا بمقدار كرهه لها وهو الذي شعر بالاسف نحوه في لندن.
-انها جميله حقا.
اغلق صندق السياره على الفور صرخ وهو يتجه نحو المنزل.
-كيوتو!كيوتو!

-لكنها بدت منزعجه بسبب امر ما.
استدار وهو غير قادر على معرفه ان كان عليه ان يعلم وان كان سيحتمل الجواب ان علم.
-مالذي قلته لها؟
نهضت انيليزا عن الارجوحه وسارت نحوه:
-اه لا شئ بالتحديد لاشئ لم تقله لي في لندن فقط كيف كنت تخطط للعوده بعد ان تنهي مشاكل العمل هنا... مشاكل الاسهم.
ياالهي بامكانه ان يتخيل كيف ستفسر روبي اعترافات كهذه.
-قلت انني عدت الى لندن فلن يحدث ذلك الا بعد مضي وقت ما.
رفعت كتفيها ونظرت اليه ببراءه ثم علقت:
-اليس ما قلته يحمل المعنى نفسه.

تجاهلها زاين كليا فهو منشغل بتقليل قيمه الخراب الذي سببته انيليزا ولاشك لديه ان تعليقاتها اللاذعه محسوبه بدقه لكنها لا تملك ايه فكره عن السموم التي تحتويها صرخ قبل ان يكمل سيره:
-كيوتو! بامكان كيوتو ان يطلب لك سياره اجره اريدك بعيدا من هنا الان ولا اريد ان اجدك هنا عندما اعود.
-لكنك علمت انني قادمه اتصلت بك عندما حجزت بطاقه السفر.
-وانا طلبت منك ان تلغي سفرك.
سالته بنبره صوت تخالجها الدموع مع ان دموعها لا تؤثر به مطلقا:
-الى اين انت ذاهب؟
منتديات ليلاس
-الى اين تظنين انني ساذهب ؟ساحاول ان اصلح بعض الخراب الذي سببته.
دخل زاين الى المنزل البارد فبدا له مظلما بعد اشعه الشمس الساطعه في الخارج اين هو ذلك الرجل؟
-انت تحبها اليس كذلك؟
بدت انيليزا غاضبه فمحاولتها للتاثر عليه بالبكاء باءت بالفشل كما هو الواضح للحظه كاد يصرخ بها انها مخطئه تماما كما هي مخطئه بالتفكير بان هناك اي امل في اعاده العلاقه القديمه بينهما لكن فجاه شعر زاين وكان صدمه اصابته لايستطيع ان يقول لها ذلك لاول مره في حياتها تنطق انيليزا بالحقيقه انها على حق
الالم والغضب من كشف هذه الحقيقه امتزجا معا كيف تراه لم يدرك ذلك حتى الان؟كيف تراه لم ينتبه لامر بمثل هذا الوضوح؟ دخل الى المطبخ كالعاصفه فيما افكاره تتصارع بقوه وقلبه مصدوم هناك وجد كيوتو!

نهايه الفصل الثاني عشر



اماريج 22-11-10 08:13 PM


13 - بين ذكرى ودموع

بدا لروبى أن شاطىء كابيل يمتد الى ما لا نهاية،فرماله البيضاء لانهاية لها،والبحر الفيروزى الرائع لاحدودله الا السماء .
راودها شعور انها ان استمرت فى السير سوف تختفى هى ايضا فى المسافات الواسعة
راحت الرمال تتطاير حول قدميها وتلتصق بوجهه لكنها على العكس من الذين اتجهوا الى المنتجع عندما اشتدت قوة الرياح لم تحاول مطلقا ان تختبىء من الريح.تورمت عيناها واحمرتا ،لكنها لم تهرب .وحدهم الناس يسببون الدمار الحقيقى، ويتسببون بأسوأالجراح.
منتديات ليلاس
سارت لمسافة اطول نحو الشاطىء المهجور، وهى تمسك حذائها بيدها فيما قدماها تغطسان فى الرمال. لم تدرى كم من الوقت بقيت تسير ، فهى حقا لا تهتم . ماذا يمكنها ان تفعل غير ذلك؟ فقد جافاها النوم
استلقت لمدة ساعة فى سريرها تبحث عن السلام الذى لايوفرة سوى النوم العميق ، لكن دون جدوى.
هكذا بدأت بالسير واستمرت على هذا المنوال حتى رأت الشمس تنحنى بأتجاه المحيط، عندما استدارت عائدة الى المنتجع.

لاحظت على الفور زر الرسائل على هاتفها مضاء.كما ان هاتفها بدأ يرن ما ان دخلت. تركته يرن حتى توقف من تلقاء نفسه. ان كان ذلك زاين، فهى لا تريد التحدث اليه.
نزعت ملابسها ثم وقفت تحت رزاز المياه الحاره لمدة طويلة، تاركة المياة تغسل آثار الدموع عن وجهها ، متمنية لو انها تستطيع ان تغسل الآثار المريرة المطبوعة فى قلبها بالسهولة ذاتها.

بعد مرور عدة دقائق سمعت ضجة ما . هناك شخص ما يضرب بقبضته بابها.حسنا !ما من داع لتفتح الباب كى تعلم من الطارق .لاشك انه زاين .ربما ان بقيت هادئة سيسأم فى نهاية الامر ويرحل.
أوقفت انهمار المياة ولفت جسمها بالمنشفة. سمعتة يصرخ
_روبى افتحى الباب.
وضعت يديها فوق اذنيها وفكرت فى ان تفتح المياه مجددا
_روبى!
- ارحل من هنا .لا اريد التحدث اليك.
- عليك ان تأتى. انه كيوتو هو فى المستشفى وقد اصيب بالاغماء

سألته وهى تضع حزام الامان حول خصرها
،متعمدة ان تبعد نظرها عنه :
_ماذا حدث؟.
وضع زاين ذراعة على ظهر مقعدها
وقال:
_روبى ، علينا ان نتحدث.
- لا! حدثنى عن كيوتو فقط.
- لكن !
استدارت روبى ،وضربته بكل ما لديها من قوة بعينيها الحزينتين:
_سنذهب الى المستشفى فقط.
منتديات ليلاس
الحزن الذى بدا ظاهرا بوضوح فى اعماق عينيها جعلة يشعر بالضيق فى صدرة,لكنه ادار محرك السيارة وانطلق.
علم زاين ان ليس من السهل تصحيح ما حدث.
- وجدتة مرميا على ارض المطبخ . الأطباء يعاينونه الان. ربما هو قلبه او اى شىء آخر فهو عجوز جدا ووضعة دقيق,لذلك فكرت انك يجب ان تعلمى بالامر .



اماريج 22-11-10 08:14 PM

- نظر نحوها وتابع :
_ احاول الاتصال بك منذ ساعات .اين كنت؟؟
أجابت روبى بصراحة :
_ ذهبت للسير على الشاطىء.
قال:
_آسف روبى!
- اجابت وهى تديررأسها لتنظر الى خارج السيارة :
_لااريد التحدث عن الامر
***
مازال الوقت مبكرا جدا لتعود الى هذا المكان، وتمسك بيد رجل آخر على فراش الموت. بالكاد رأت كيوتو خلال الاسابيع الماضية، اذ كانت منشغلة جدا بالأحداث التى تجرى معها
شخص ما وضع يدا لطيفة على كتفها
_يجب ان تغادرى الآن.
تركت نفسها تقاد خاج الغرفة وهى تشعر بخدر يحيط بها ،ربما هذا ما يحدث عندما يتعرض المرء لكثير من الصدمات العاطفية.
منتديات ليلاس
نظرت الى زاين نظرة واحدة وهو واقف فى الممر بأنتظارها ، فشعرت بالألم من جديد ، وكأن هناك جرحا بدأ بالنزف فى اعماقها . تنفست بعمق . عليها الان ان تركز افكارها على كيوتو، وان تفكر بايجابية بشأنة . همست :
_هل سينجوا؟
لم تظهر اى تطمين فى نبرة صوتة وهو يجيب :
_انه عجوز جدا وربما ليس هناك ما يستطيعون فعلة من اجله.

امتلأت عيناها بالدموع مانعة عنها الرؤية : _منذ فترة رحل لورانس والآن كيوتو ايضا.
عضت على شفتيها ونظرت الى الأرض .تمكنت بطريقة ما ان تتلفظ بالكلمات قائلة:
_شكر لك لأنك احضرتنى لرؤيتة.
قال زاين من دون ان يلمسها :
_ هيا ! سأقلك الى المنزل.
***
اوقف زاين السيارة فى الطريق الفرعية التى تعرفها جيدا .
فقالت:
_ لا ! قلت انك ستأخذنى الى المنزل . أريد الذهاب الى منزلى .
قال زاين :
_يجب ان نتحدث.

- قلت لك اننى لا اريد التحدث اليك . كيف يمكنك ان تحضرنى الى هنا ؟ لن ادخل الى هناك ، وانا أعلم انها فى الداخل .
- انيليزا رحلت.
- وهل يسوى رحيلها كل شىء ؟ هل غادرت العشيقة الاوروبية وحان وقت العشيقة من برومى لتأخذ مكانها؟ لاأريد الدخول الى المنزل ولا اريد التحدث بالأمر.
- ليست الامور فى الحقيقة كما فى الظاهر .
- حسنا ! لكننى أعلم وبشكل مؤكد أنها ليست مجرد صديقة قديمة كما قلت لى.

تنهد زاين قائلا :
_أعلم . وانا آسف ! كان على ان اخبرك من قبل. كانت هناك علاقة عاطفية بيننا ,لكنها انتهت بسرعة. لم تبد لى امرا هاما للتحدث بشأنة.
- ووجود الطفل اليس هاما ايضا؟
- لا يمكن ان تصدقى انه ابنى!
- لم لا؟ انت أمضيت وقتا معها فى لندن ،ثم تركتنى ارحل بمفردى فى جولة عبر البحار لتتمكن من تمضية بعض الوقت معها هنا .لسؤ حظكما معا رجعت الى بروومى قبل يوم من الموعد المقرر. لابد انها غضبت كثيرا لأضطرارها الى السفر الليلة.
- اتعتقدين أننى كنت لأدعها ترحل لو انها حامل بطفلى ؟ اى نوع من المخلوقات تظنيننى؟
منتديات ليلاسمنتديات ليلاس
- مخلوق قادر على القيام بأى شىء ليحصل على الميراث الذى يعتقد انه سرق منه.
- تنهد زاين تنهيدة طويلة مليئة بالألم ، ثم قال:
_روبي! يمكننى ان اوضح لك كل شىء اعطنى فرصة فقط. هيا !ادخلى ، فنحن بحاجة الى شرب فنجان من القهوة,او اى شىء آخر بعد تلك الساعات العصيبة.كما انهم قد يتصلون من المستشفى.
- لديك هاتف نقال.
- لكنة بحاجة الى الشحن بالطاقة, وانا لا اريد ان افقد الاتصال مع المستشفى .



اماريج 22-11-10 08:15 PM

جلست روبي على أحد المقاعد الواسعة فى غرفة الجلوس . قدم لها زاين فنجان من القهوة ، ولامست يده يدها فأرتجفت .
حدق اليها بقوة وسألها :
_ أتشعرين بالبرد؟
كذبت قائلة :
_اجل ، لكن القهوة ستساعدني.
قال زاين :
_ ربما يعود السبب الى الصدمة التى تلقيتها ، ولأنك تعانين من شدة التعب.
قالت راغبة فى ابعاد الحديث عنها:
_قلت انك ستوضح كل شىء, لذا من الأفضل ان تبدأ.

نظر اليها بهدوء، ثم تنهد وجلس قبالتها واضعا فنجانه على الطاولة بينهما:
قابلت انيليزا فى حفلة عشاء وشعرت بالأنجذاب نحوها .تواعدنا لمرات عدة لكن بعد فترة قصيرة اكتشفت انه ليس هناك اى شىء تحت جمال مظهرها ، وانها هشه جدا كما انها مهوسة بالتملك.عندما قطعت علاقتى بها غضبت منى ، لكن سرعان ما اصبح لديها صديق .بعد فترة قصيرة تزوجت به وسافرت معه.
- لكنك رأيتها فى لندن!
- ما ان علمت بوجودى فى لندن حتى لجأت الى وهى يأسة جدا.اكتشفت انها حامل وقد تخلى عنها زوجها . وجدت لها محللا نفسيا وعيادة لتمكث فيها , وتفكر بما ستفعله . لم ادرك ان مساعدتى لها ستجعلها تعتقد اننى مازلت اهتم بها حتى وصلت هنا البارحة.

- انت تتحدث عنها وكأنها مطاردة مجنونة .
- هذا ما اقصدة بالتحديد.
مال برأسة نحوها قائلا:
_ يبدو ان لدينا شيئا مشتركا . الاتعتقدين ذلك؟
رمشت روبي بعينها ، ولم تجب ، فيما تابع زاين يقول :
_ لكن على العكس من حالتك انت ، فهى لم تسبب لى أى أذى جسدى بل كانت مصدر ازعاج فقط. لم اشعر بالخوف منها الأ اليوم عندما علمت انك أتيت باكرا الى المنزل وألتقيت بها . انها طفيلية ، روبي وانا آسف لانك مررت بأوقات عصيبة بسببها
آسف لاننى سببت لك الالم . هل هناك اية فرصة لمسامحتى؟
منتديات ليلاس
بدا قلقا اكثر من اية مرة شاهدتة فيها . فخطوط وجهه بدت متوترة.
قالت:
_ لااهمية للأمر ، فليست انيليزا هى المشكلة. قد تكون اية امراة آخرى. الأمر يفوق مسألة ان تكون لك خليلة،فأنا لااستطيع ان اثق بك بسبب الأشياء التى أخبرتنى بها.
قفز زاين على قدمية ،قائلا :
_انها كــاذبة .
- ربما ! لكن ما قالته صحيح . ما يهمك هو الأسهم وانت ستفعل أى شىء لتتمكن من الحصول عليها.
- هذا غير صحيح .

بدا ضخما جدا وهو ينحني فوقها ويبدوا مسيطرا على المكان .
نهضت روبي وسارت مبتعدة شابكة ذراعيها على صدرها.
- أخبرتها عن الأسهم عندما كنت فى لندن وقلت لها انك تخطط للعودة الى هناك عندما تحل مشكلة الأسهم.أنا هى المشكلة .اليس كذلك ؟وأخيرا توصلت الى حل بهذا الشأن : تتزوج بي ، وحينها ستتمكن من ادارة كل شىء . بعدها يمكنك ان تحصل على اى امرأة ترغب بها.

- لا !!! انيليزا أرادت مضايقتك . لا تدعى سمومها تصلك . قالت تلك الأمور لأنها تغار منك.
- ولماذا عليها ان تشعر بالغيرة منى ؟ هى لا تعرفنى.
- هى تعرفك لأننى تحدثت عنك فى لندن. أمضيت عدة ساعات قرب سريرها فى العيادة.اخبرتها عن بروومى وعن تصاميماتك ، من الواضح أنها رأتك مصدر تهديد لها
ثم ليس هذا هو السبب الوحيد الذى دفعها لايذاءك.
- ماذا هناك ايضا؟

اقترب منها زاين اكثر، وراحت عيناه تحدقان بها بقوة.
قال :
_ لأنها أدركت أمرا كنت غبيا جدا ولم أدركه بنفسى . انه السبب الذى جعلنى أرغب بأن امضى حياتى كلها معك، وأطلب يدك للزواج .
مد يده ليمسك بيدها وليضغط عليهما بلطف وحنان ، وهو يقول :
_ لأننى احبـــــــــــــــــــــك .


نهاية الفصل الثالث عشر




اماريج 22-11-10 08:17 PM


14- وداعا أيتها الأحزان!

راقب زاين تصارع العواطف في عينيها الزرقاوين , كأنها عواصف في فصل المطر , أمل أن يكون أخيرا قد قام بالأمر الصحيح , وقال ما يشعر به نحوها , سحبت روبي يديها من يديه
وقالت :
" آه , لا!".
رمش بعينيه غير مصدق , لا بد أنه لم يسمعها بطريقة صحيحة.
" ما هذا؟ أهو الفصل الأخير من روايتك الخارقة : الزواج من أمرأة ثرية ؟ أسفة زاين , أسلوبك هذا لن ينجح , سئمت من الكذب , سئمت من الخداع والخيانة , وسئمت من عدم أمكانية الثقة بك , وأدعاؤك بأنك تحبني لن يساعدك".

" أنا لا أكذب , لماذا لا تستطيعين رؤية ذلك؟ أنا أحبك حقا !".
" ما أراه هو أن السبب الوحيد الذي يدفعك للزواج بي هو الحصول على أسهمي التي لم تستطع شراءها , فهكذا تستطيع السيطرة عليها مع أسهمك , بهذه الطريقة ستتمكن من الأنتقام من والدك لأنه خدعك , ومن المحتمل أن تجد أن الأنتقام المناسب هو بأن تعيش حياتك بالطريقة التي تتهم والدك بها".
" أردت الزواج بك لأنني أريد أن أكون معك , أريد أن أمضي حياتي كلها معك , أتركي والدي بعيدا عن هذا , فلا علاقة له بما يجري بيننا ".
منتديات ليلاس
" والدك هو السبب الرئيسي لوجودي هنا , لولاه لرحلت منذ زمن بعيد , فوالدك كان رجلا صالحا بل مميزا جدا , ربما كان قاسيا في بعض الأوقات , لكنه كان صاحب مبادىء عالية , لكنك لا تستطيع رؤية ذلك , وهذا يؤثر على حكمك على الأمور تماما كما يؤثر على شخصيتك , عليّ أن أخبرك , أنك لست نقطة من بحر لورانس , ولست كنصف الرجل الذي كانه".
أندفعت الدماء في عروقه , وأخذت تضج بقوة في رأسه , ولم يعد يستطيع أن يرى ألا الغضب الحاقد , لم يفكر مرة أنه مثالي , لكن أن يقارن بوالده ؟ ربما حان الوقت لتعرف روبي المزيد من الحقائق.
" هل تعتقدين أن والدي كان مثاليا , ولا يمكن لأحد أن يشبهه؟".

نظرت روبي أليه مشككة للحظة
وهي تقول:
" كان لورانس دائما يتصرف بنزاهة , وكنت أستطيع الوثوق به دائما".
" أذا , ألقي نظرة على هذه!".
سحب زاين عن رف الموقد وراءه صندوقا , أنه الصندوق الذي قدم كميراث له , أدار المفتاح الصغير في القفل
فسألته روبي بنبرة ملؤها الشك :
" ما هذا؟".
" أنظري ألى ما بداخله , طلب لورانس من كيوثو أن يقدمه لي عند عودتي , أخبرتك بما فعله عندما توفيت أمي , وأخبرتك كيف رفع عشيقته ألى منزلة أمي , لكنك لم تصدقيني".

سحب القفل , وفتح غطاء الصندوق ,وجد الرسالة التي يريدها
وقدمها لها قائلا :
" قدم والدي لأفضل صديقة لأمي منزلا خاصا , وأسكنها في الجوار , وأمّن
لها راتبا شهريا لمدى الحياة ,لم أفهم معنى ذلك حتى توفيت , وبدأت بالتفكير بالأمر".
" زاين , لا أعتقد.....".
" أقرأي هذه الرسالة , أقرأيها كلها , فهي بدون شك رسائل غرامية تثبت ما أقوله , أقرأيها وأخبريني ما رأيك , أرأيت كم هو رائع معلمك؟".

قرأت روبي الرسالة التي قدمها لها , فأذا هي كما قال تماما , مبالغ مالية مقابل خدمات سابقة , ثم راتب شهري وملكية منزل .
جلست هناك مذهولة , زاين على حق ! رفضت هي تصديقه من قبل , وها هو البرهان في يدها , قالت وهي ترفع نظرها أليه
والحزن يهزها حتى أعماق قلبها :
" زاين!".
" لا تتوقفي الآن , أقرأي رسائل الغرام هذه ما دمت هنا , كي تعرفي الحقيقة كلها".
أمسكت روبي برسالة أخرى , قلّبتها بين يديها قبل أن ترفع نظرها أليه وتقول :
" لكن هذه ليست رسالة غرامية , أنها رسالة من أمك ألى بوني ".
جلس زاين قربها على الأريكة , ونظر ألى الرسالة
قطب جبينه وهو يقول :
" دعيني أرى".



اماريج 22-11-10 08:18 PM

نظر ألى الطوابع الأيطالية على المغلف , التاريخ على طابع البريد الباهت اللون هو بعد سنة واحدة من ولادته تقريبا , فتح الرسالة ,وبدأ يقرأها , أزداد وجهه عبوسا بعد قراءة محتوياتها , أعاد الرسالة ألى المغلف قبل أن يلتقط واحدة أخرى , أنها أيضا من أمه ألى بوني , ألا أنها من نيويورك , مرة ثانية نظر سريعا ألى محتواها , وأعادها ثانية ألى المغلف , بعد قراءة ست رسائل من أماكن مختلفة حول العالم , توقف زاين عن القراءة , بدت الرسائل متشابهة , مقدمة صغيرة من أمه عن مكان أقامتهم وعن أنطباعاتها , ثم وصف دقيق لزاين الصغير :
" زاين قال ذلك , زاين فعل ذلك , زاين سار خطواته الأولى اليوم , أتمنى لو أنك هنا معنا لرؤيته .......".
فيما راح زاين يقرأ الرسائل , راح وخز خفيف يزحف نحو عموده الفقري.

همست روبي:
" كلها رسائل تتحدث عنك , مجرد تقارير عما تفعله , وكيف تنمو وتكبر".
أستقر الأحساس القوي بعدم الأرتياح بين ضلوعه , لكنه قال :
" أعلم".
" هل لاحظت كيف تم توقيع تلك الرسائل؟".
هز زاين رأسه , وهو يشعر بألم مفاجىء في حلقه
فعالمه يتحطم بسرعة تحت قدميه :
" هل لاحظت ذلك أيضا ؟ ماري وقعت كل رسالة : من صديقتك المحبة ألى الأبد و.....".
لم يستطع زاين أن ينهي ما يريد قوله
فأنهت روبي عنه قائلة :
" وشكرا لك على هديتك الغالية".
منتديات ليلاس
نظرت أليه والألم واضح في عينيها , وعلقت :
" أعتقد أنك أنت تلك الهدية الغالية , زاين , ماري كانت تشكر بوني في كل رسالة , لأن بوني هي أمك الحقيقية!".
" لا!".
أنفجرت الكلمة من أعماقه كأنها أنطلقت من صاروخ , مع أنه أستنتج الأمر بنفسه , لكن سماعه لتلك الحقيقة والأعتراف بها بدا أمرا صعبا
قال :
" بوني كانت عشيقة أبي , وهي من قتلت أمي".
وقفت روبي ,ووضعت يدها على ذراعه قائلة :
" زاين! لماذا تكررت العبارة نفسها في كل رسالة؟".

أبتعد زاين عنها وهو يقول :
" هذا مستحيل , لدي شهادة ميلاد عليها أسم أمي , ماري! لا مجال لأن تكون بوني هي من ولدتني".
" ربما يمكنك أن تجد شخصا ما كان حاضرا على ولادتك في المستشفى".
" لم أولد هنا , كان والداي في عطلة في أيطاليا أثناء ولادتي".
جالت أفكارها على كل الأحتمالات , وقالت :
" أذا , ربما بوني كانت معها".
ضرب يده بقوة على رف الموقد , قائلا:
" ليس هناك من ربما , أسم ماري هو على شهادة ميلادي , وليس عليّ أن أصدق أي شيء آخر".



اماريج 22-11-10 08:19 PM

رفعت روبي المزيد من الرسائل من الصندوق , وقدمتها له :
" ربما عليك أن تقرأ المزيد.... أن تقرأها كلها , كم من الرسائل ستحتاج قبل أن تصدق؟".
أبعد زاين يده عنها ضاربا رسغها , ما أدى ألى وقوع الرسائل وبعثرتها على الأرض.
قال وهو يضع يديه على الرف مديرا ظهره لها :
" لا أريد أن أقرأ أي شيء آخر , لا أستطيع تصديق ذلك , ولا أريد تصديقه".
ربضت روبي أرضا , لتجمع الرسائل , وجدت واحدة كتبت على أوراق زرقاء اللون , وقد تبعثرت تلك الأوراق على الأرض , ألتقطتها ووضعتها معا , فلاحظت بسرعة مدى أختلاف طريقة الكتابة , أنها طريقة مألوفة لديها , شعرت بوخز كوخز الأبر في جسمها , هذه الرسالة موجهة ألى زاين!

بأحساس من الأبتهاج أسرعت تضع الأوراق بالترتيب , قالت وهي تناوله الرسالة
وقلبها يضرب بقوة في صدرها :
" زاين , أعتقد أنك تريد أن تقرأ هذه , فهي موجهة أليك , أنها من والدك".
أستدار زاين ببطء , محدقا بشك بهما معا , هي والرسالة , هل تحمل هذه الرسالة المزيد من الجنون , أم أن كلمات والده ستؤكد نظرية روبي الغريبة؟ عيناها تدعوانه لأخذها , وفيهما تحد وتعاطف معا , أخذ الأوراق من يدها
ثم نظر أليها قبل أن يبدأ بالقراءة.
" عزيزي زاين , ولدي هذه الرسالة يصعب جدا على والد أن يكتبها , لكن بعد سنوات طويلة من الفراق , علمت أنه يجب أن أكتبها لك , أقرأها مع الرسائل التي كتبتها ماري ألى بوني , وسوف تفهم كل شيء , وربما تغفر لي في أحد الأيام , كان يجب أن أخبرك الحقيقة منذ سنوات , لكنني أنتظرت طويلا , بدت لي الأمور أسهل كما هي عليه , وكنا سعداء جميعا , علمنا أنك ستعرف الحقيقة يوما , لكننا عملنا جميعا على تأخير ذلك اليوم , بعد ذلك توفيت ماري وبوني معا , وفجأة أصبح توقيت معرفتك بالحقيقة من دون أهمية , بل أصبح جزءا من الماضي".

قيود من حديد أمسكت بأحشاء زاين , وضغطت عليها بقوة , دافعة الهواء من رئتيه , أنهار على الأريكة , ثم تابع القراءة:
" كانت أمك ماري تربيك وترعاك كأنك طفلها المدلل , ألا أن بوني هي من أنجبتك , أرادت ماري بشدة أن يكون لديها أطفال , وأنا أردت أنجاب صبي , تعرضت ماري ألى خمس عمليات أجهاض , وخلال الأجهاض واجهت الكثير من المتاعب , وأكد الطبيب أنها لن تستطيع الأنجاب مطلقا في المستقبل , أصيبت بأنهيار كامل وأنا شعرت باليأس , ولم أملك أية وسيلة لمساعدتها , رأت بوني ما يحصل لماري , وأرادت أن تفعل شيئا لمساعدة صديقتها , ففكرت بحل لمشكلتها , الطريقة الوحيدة لأنجاب طفل هو أن أتزوج بها , ليصبح لدينا الطفل الذي نحلم به أنا وماري.عارضت هذه الفكرة , لأنني لم أرغب في القيام بأي شيء يبعدني عن ماري , فأنا أحبها كثيرا , لكن ماري تعلقت بالفكرة , وأرادت تحقيقها على الفور , بدت متأكدة من نجاحها , فهما تشبهان بعضهما : الشعر الأسود والعيون السوداء نفسها , هكذا , تزوجت ببوني وكان ذلك من أصعب الأمور علي ,ولكن والحمد لله , نجح الأمر , وأصبحت حاملا , شعرت بالأرتياح لذلك , وماري رقصت فرحا , أعتبرت الأمر معجزة , ولمع الأمل في عينيها لأول مرة منذ سنوات".
منتديات ليلاس
رفع زاين عينيه عن الورقة وقال بصوت ضعيف يعبر عما يجري من عذاب في أعماق روحه وقلبه :
" أنت على حق , بوني هي أمي , أبي تزوج بها , ولم تكن يوما عشيقته , طيلة تلك السنوات........".
طيلة تلك السنوات راح يشتم والده , ويشتم بوني المرأة الرائعة , الحنونة , الحاضرة دائما لتضمه ألى صدرها أو تخفف آلامه , والتي شجعته في أيام الدراسة , أحبها زاين طوال تلك السنين وهو يكبر , ثم بدأ يكرهها ويحقد عليها , لأنه أعتقد أنها عشيقة والده , لم يحظ مرة بالفرصة ليقول لها كم كانت شخصا مميزا في حياته , حتى أنه لم يبق الوقت الكافي ليحضر مراسم دفنها , وهي كانت ........ أمه!

شعر زاين بالعذاب والألم يمزقانه , لم يكن يعلم , لم يشك بذلك للحظة واحدة , والآن فات الأوان على ذلك , وتابع القراءة:
" ذهبت بوني ألى قريتنا قبل أسابيع قليلة من ولادتك , وكنت قد طلقتها بعد حملها مباشرة , تمت الولادة على يد قابلة من أقربائي , وهكذا لم يكن من الصعب علينا أن نسجل أسم ماري كوالدة لك , كل تردد راودني بشأن تلك المسألى تبدد وأنتهى في ذلك اليوم , أخيرا حققت ماري حلمها , حملت طفلنا بين ذراعيها , وأنا حصلت على الصبي الذي تمنيته.
أشترت بوني منزلا قريبا من منزلنا , بالرغم من أعتراضها , ماري وأنا أصرينا على أعالتها وأبقائها قربنا , هكذا كبرت وأنت محاط بحب المرأتين معا : بوني وماري , كلتاهما أحبتاك , وأصبحتا مقربتين من بعضهما أكثر من ذي قبل , قلت لنفسي أنني سأخبر زاين الحقيقة يوما , وسيعلم بكل شيء , لكن ماري أحبت كثرا فكرة أمك , وأنا لم أستطع أن أفعل أي شيء يسيء أليها , ليس قبل أن تصبح مستعدة لذلك , كانت تشعر بالفخر لكونها أمك , وتفخر جدا أنك أبنها ,كما أنك كنت تحب بوني كثيرا في مطلق الأحوال , لذا فكرت أن ليس للأمر أهمية لأنك لن تستطيع أن تحبها أكثر لو علمت أنها أمك , لكن عندما توفيتا معا في ذلك اليوم , علمت أنني أنتظرت كثيرا , وأن لا جدوى من أخبارك بالأمر الآن , فأنت ستكرهني على أي حال , ستكرهني لأنك لم تحظ بفرصة لتعلم أن بوني هي أمك الحقيقية , هذا ما حدث بالفعل , كنت غاضبا وحزينا , غاضبا جدا منك كما تتذكر بدون أي شك , في النهاية لم أشعر أن للأمر أهمية لأنك غاضب مني لأسباب خاطئة , فأنا أستحقيت غضبك , وكرهك , غاردت بروومي نهائيا , وأنا تقبلت سخطك كعقاب لي , بطريقة ما أعتقدت أنني خسرتك , عندما خسرت المرأة التي هي حب حياتي , وخسرت أم ولدي , لكنني دائما فخورا جدا بك".



اماريج 22-11-10 08:19 PM

قرأ زاين ما تبقى من الرسالة من خلال غشاء رقيق من الدموع يخفي الكلمات , لكنه كان غير قادر على أخفاء العاطفة , أخيرا تنهد , ووضع الرسالة جانبا , ثم تراجع ألى الوراء على مقعده .
" زاين!".
فتح عينيه فرآها قربه , تميل فوقه برفق وعطف , كأنها ملاك قادم من السماء لرعايته .
" أحضرت لك شرابا دافئا , فكرت أنك قد ترغب به ".
لم يدرك حتى أن روبي غادرت الغرفة , وعادت الآن لتهتم به , كاد يقول لها أنه يحبها من جديد , لكنه لا يستطيع أن يخاطر بأغضابها الآن , في حين أن عليه الأعتذار عن الكثير من الأمور , بعد معرفة هذه الأسرار الليلة , لديه المزيد والمزيد من الأعتذارات , قال :
" شكرا لك".
منتديات ليلاس
رشف رشفة من كوب الشاي بالنعناع , أنه شهي , وقد بعث الدفء على الفور ألى أماكن في جسمه أصبحت باردة وجامدة , بعد قليل فكر زاين بشيء آخر يستطيع قوله , شيء لم يصدقه من قبل أبدا , لكنه علم الليلة أنه صحيح , شيء هو يعلم أنها لا تستطيع رفض سماعه.
" قال:
" كان والدي رجلا صالحا , ليتني أدركت ذلك في وقت سابق".
" أريد قراءة ما تبقى من الرسائل , وبعد ذلك سأعيدك ألى منزلك كما أريدك أن تقرأي رسالة لورانس , بعد أن كنت البادئة في أكتشاف الأمور , فربما تجدين فيها شيئا آخر لم أنتبه له ".
أبتسمت روبي , وكورت جسمها على الأريكة المقابلة له وهي تقول :
" أذا كنت متأكدا من رغبتك تلك , لأنني أستطيع الأنتظار حتى تنتهي ".
سلّمها الأوراق الزرقاء اللون , وقال لها :
" لن أستغرق مدة طويلة من الوقت".

شدّ صندوق اللؤلؤ أليه , وأمسك بكومة الرسائل , رسالة بعد رسالة تبعت ذلك النموذج الذي لاحظاه هو وروبي منذ البداية , لكنه الآن لمراحل طفولته أثناء العطل من خلال عيني المرأة التي كانت أمه القانونية ألى المرأة التي أنجبته , من خلال قراءة تلك الرسائل , بدا واضحا له كم كانت ماري وبوني مقربتين من بعضهما.
أعتقد زاين أنه وصل ألى الرسالة الأخيرة , لكنه عاد فوجد شيئا ما في قعر الصندوق كاد ألا يلاحظه , أنها بطاقة بريدية , أخرجها على الفور , نظر ألى الصورة التي أكملت وزخرفت من جوانبها وزواياها , أنها صورة لديزني لاند في لوس أنجلوس , ما زال يتذكر تلك الرحلة , فقد كان في الثامنة من عمره , ما الذي كتبته ماري عنه ؟ أدار البطاقة , وشعر بالصدمة حين تعرّف على خربشته :
" خالتي بوني الحبيبة : ديزني لاند رائعة , لكنني أشتاق أليك كثيرا , أحبك جدا جدا جدا , زاين".

الحمد لله! مهما حدث بعد موتها , لقد أحب بوني وقال لها ذلك , هذا برهان واضح على أنها كانت تعلم أنه يحبها ,وضع البطاقة جانبا ولاحظ أن روبي قد أستلقت , واضعة رأسها على وسادة , لاحظ أن وجهها نعم بالهدوء أخيرا , فيما شعرها مستلق يتموج حول وجهها , لا بد أنها تخلت عن فكرة أنتظاره , ونامت , لا عجب من ذلك بعد سفرها الطويل حول العالم ,وقدومها البارحة لتعيش يوما كالجحيم , شعر بقلبه يفرح ويحزن في اللحظة نفسها لرؤيتها , فهو يحبها , لكنها لا تريده , لماذا لا يستطيع التواصل معها بصدق كما فعل في تلك البطاقة البريدية عندما كان طفلا صغيرا ؟ لماذا يصعب عليه كثيرا الآن أن يقول ما يجول في أعماق قلبه؟

لم يرغب في أزعاجها بحملها ألى سرير ما , فالأريكة واسعة ومريحة , أحضر غطاء خفيفا , وضعه بلطف عليها , تنفس بأرتياح عندما لامس خدها برقة , ورأى أبتسامة رقيقة حلوة على شفتيها حتى وهي نائمة.
" أحلاما سعيدة روبي!".

جلست روبي على الأريكة , ثم أبعدت الغطاء الذي وضعه زاين عليها , وسارت نحو المطبخ , وجدته هناك , يحمل السماعة ويصغي بأنتباه شديد .
كيوتو! لا بد أن هذا خبر وفاته , جلست على المقعد مترنحة , وضع زاين سماعة الهاتف جانبا , ونظر أليها قائلا
مؤكدا مخاوفها :
" أنها المستشفى".
تقدمت خطوة أخرى , واضعة أصابعها على المقعد , خائفة من الأبتعاد عنه , سألت :
" ماذا هناك؟".
منتديات ليلاس
تنفس بأرتياح , ثم ظهرت أبتسامة حلوة على شفتيه :
" وضعه الصحي أحسن , ولم يعد في غرفة العناية , لكنهم ما زالوا غير متأكدين مما حدث معه , وهم بحاجة ألى أجراء المزيد من الفحوصات , لكنهم يعتقدون أنه بخير , وقد ينجو".
الحمد لله !لفت ذراعيها حوله :
" آه , زاين! هذه أخبار رائعة".



اماريج 22-11-10 08:20 PM

طوقتها يداه , وضغطتا عليها بحنان , أحنى رأسه , وأراحه على رأسها , ثم تنفس بعمق , بدت رائحته عطرة , فقد أستحم للتو , عناق المواساة هذا تحول ألى عناق له معنى مختلف كليا , حين بدأن مشاعر الشوق تلتهب بينهما , تنهدت روبي بعمق , فهي ما زالت غير متأكدة ألى أين سيتجهان , لكنها تعلم أن هذه المرحلة لم تنته بعد , ما زال وجهها مدفونا في صدره , حيث يسهل عليها الأعتراف أنها أخطأت بحقه , قالت :
" آسفة , زاين".

جمدت يداه على ظهرها وهو يسألها :
" ما الذي يجعلك تشعرين بالأسف؟".
" على مقارنتك بوالدك, وعدم التصديق أنه قادر على خداعك".
" مع أنني كنت مخطئا جدا , لا شيء مما كنت أعتقده صحيح".
" لكنه تركك تفكر كما تشاء , وهذا أثر على تصرفاتك وما تشعر به , أعتقادك بأنه خان أمك صبغ كل أفعالك , في الواقع , هو لم يعطك أي خيار , وأنا رفضت أن أرى ذلك , ولم أثق بك".
" والآن....... ماذا؟".

تنفست عطره بقوة قبل أن تقول :
" كان علي أن أثق بك , لا أستطيع التصديق أن لورانس فعل ذلك".
قال :
" أنا أستطيع , علم أن عليه أخباري بالأمر , لكنه أنتظر طويلا , فهو لم يشأ أن يحدث أي خلاف بيني وبين أمي , وعندما توفيتا معا, لم يعد هناك من جدوى في أخباري , فقد فات الأوان لأعرف أن بوني هي من ولدتني , ومن المحتمل أن أكرهه بسبب الخداع الذي مارسوه عليّ".
" لكنك كرهته بأي حال".
" أعلم , أظن أنه لم يسامح نفسه مطلقا على زواجه القصير من بوني , ورحيلي كان عقابه".
" آه , زاين! أسفة جدا".
قال:
" أنا من عليه أن يشعر بالأسف , وضعتك في الجحيم بسبب أعتقادي أنك وأبي....".
منتديات ليلاس
همست:
" صه! أنا تركتك تعتقد ذلك , كان بأمكاني توضيح الأمر لك في أي وقت , لكنني لم أفعل ".
أبعدها قليلا عنه , ليتمكن من النظر ألى وجهها , وهو يسألها :
" ولكن .... لماذا أردتني أن أصدق ذلك؟".
" لأنني شعرت بالخوف منك ".
رأت روبي كيف تبدلت ملامح وجهه
فهزت رأسها بحزم وهي تتابع :
" لا! ليس كمثل شعوري نحو ذلك المعتوه , شعرت بالخوف منك بطريقة مختلفة , شعرت بالأنجذاب نحوك ولم أستطع أن أفهم السبب , أردت أن أكرهك , ومع ذلك لم أستطع أن أتجاهل ما أشعر به نحوك , تركتك تفكر كما تشاء , لأن ذلك سيجعلني بعيدة عن متناولك , ويؤمن الحماية لي , حين أعتقدت أنني سأرحل بعد موعد العرض الأول للمجموعة , فكرت أن أخبرك الحقيقة قبل رحيلي".

قال زاين وهو يبتسم بالرغم من أن أبتسامته بدت ممزوجة بالحزن :
"شكرا لك , مع أن ما فعلته لا يقارن مع السوء الذي أقترفته بحقك , لكن شكرا لك ".
شدها أليه , وضمها بقوة , رافعا أياها عن الأرض , وفمه فوق شعرها , فشعرت بأنفاسه دافئة ومنعشة.
قال بصوت ناعم كالعسل :
" لدينا أعمال لم تنته بعد , لكن الآن علينا الأهتمام ببعض الأمور".
وضعها على الأرض من جديد , سألته روبي :
" هل نستطيع زيارة كيوتو؟".
" هذا هو المكان الذي سنقصده أولا , ثم هناك عمل آخر علي القيام به".

لم تستطع نسائم الشاطىء أن تخترق الهواء الجاف لذلك النهار , فالهواء لاذع حتى أنه يكاد يجرح الشفاه ويحرق الصدور , لكن زاين بالكاد لاحظ ذلك , فلديه أمور أكثر أهمية تشغل باله , حمل بن ذراعيه الأزهار التي أشتراها من البلدة ليضيفها ألى أزهار البوغنفليا الجميلة التي أحضرها من المنزل , لم يذهب ألى هناك منذ جنازة والده , ولم ينظر ألى تلك الناحية ولو مرة واحدة بعد ذلك , لم ير مطلقا الشاهد الحجري ولم يقرأ أبدا الكلمات , لكنه اليوم فعل .

ركع ألى جانب قبر المرأة التي أنجبته ألى الحياة , لمس الحجر الحار , لامس بأصابعه أحرف أسمها المطبوعة على الرخام , تاريخ وفاتها ,وقال لها أنه آسف.
وضع الأزهار على قبرها , وكذلك فعل مع القبر المجاور , القبر الذي كبر وهو يؤمن أن المرأة المدفونة فيه هي أمه , وقال لها بعض الكلمات أيضا.



اماريج 22-11-10 08:21 PM

راقبته روبي من مكانها تحت ظلال شجرة وهو يتحرك نحو القبر الثالث , وكأنه لم ينته بعد , هي تعلم أن هذا القبر لوالده , لم تدرك أنه أراد القدوم ألى هنا بعد زيارة كيوتو الذي بدا سعيدا لرؤيتهما معا , لكنه أعتذر لأنه سبب لهما القلق.

ساعدت زاين في جمع الأزهار من الحديقة معتقدة أنها لكيوتو في المستشفى , راقبته والدموع تغشى عينيها وهو ينحني نحو قبر والده ويقول كلاما لم تستطع أنن تسمعه , ثم رأته يضع شيئا ما في الأرض , شيئا صغيرا , قبل أن يسوي الأرض جيدا فوقه.
بعدئذ وقف زاين وأستدار نحوها , فشعرت كأن حياتها كلها جمدت في تلك اللحظة , رأت الألم الصارخ في عينيه , وكادت تشعر بذلك الألم يصل أليها
فجأة أدركت ما الذي قصده لورانس عندما طلب منها طلبه الأخير : أعتني بزاين!
منتديات ليلاس
كان يعلم أن معرفة الحقيقة ستؤلمه وتحطمه , وكان يعلم تماما مدى تأثره بها , أراد من روبي أن تجمع شتاته وتبدد حزنه .
أصبح زاين بقربها , وما زالت عيناه ترسلان أليها أشارات لا تستطيع تجاهلها , لم تستطع ألا أن تتعاون معه , فتحت فمها لتقول شيئا ما , لكنه منعها .
قال بنبرة صوت مشدودة :
" لا ! لا داعي لنتكلم , ليس الآن".

قاد زاين السيارة عائدا ألى المنزل , وهذه المرة لم تعترض على الذهاب معه , ولم تتحدث مطلقا , أدركت أن الصمت في هذه المرحلة هو أفضل ما يمكنها تقديمه له.
ومن دون أية كلمة أمسك زاين بيدها وقادها ألى الداخل , هناك في غرفة الجلوس ضمها أليه , وعانقها , عناقه ذاك أخبرها بأكثر من ألف كلمة وكلمة , ولقد غيّر عالمها كله.

ضمته روبي أليها , مدركة أن عليها التخفيف من أحزانه , عليها أن تشفي جراحه , وتمحو كل مرارة الماضي من حياته .
بدا عناقه رقيقا , لطيفا لدرجة أنها كادت تذرف الدموع ..... دموع الحب ... دموع تحولت ألى نجوم مضيئة في حياتهما معا.
همست:
" أحبك".
كانت لا تزال بين ذراعيه واضعة رأسها على صدره
رفع زاين رأسه قائلا:
" ما الذي قلته؟".
نظرت روبي ألى وجهه وأبتسمت له , أبتسمت لرؤية الأرتباك الذي لمحته هناك :
" قلت , أحبك".

" هل تفعلين, حقا ؟".
أبتسمت , وهزت رأسها قائلة :
" آه ! أجل , ومن كل قلبي!".
رمش زاين بعينيه متسائلا :
" متى حدث ذلك؟".
" أدركت ذلك في الصباح الذي كنا فيه معا في سيدني , النهار الجديد أخبرني أنني أحبك".
" لماذا لم تخبريني بذلك حينها ؟".

" لم أستطع , ليس بعد ما قلته لي بأن ليس هناك من حاجة للحب , أعتقدت أن ليس هناك أي أمل لنا معا".
" وأنا لم أخبرك ألا ليلة البارحة , عندما تقبلت أخيرا الحقيقة بنفسي".
تنهدت روبي , هل كل ما حدث جرى فقط ليلة البارحة؟ يبدو لها أن الكثير من الأمور جرى في غضون ساعات قليلة.
" أحيانا كنت أشعر أنك تكن لي مشاعر وعواطف , لكن في أوقات أخرى.........".
" لم تكوني واثقة بي ".
" آسفة".
أمسك بيدها بين يديه , وقبّل رؤوس أصابعها.
" لم أكن أستحق ثقتك , ليس في ذلك الوقت , علمت أنني أريدك , لكن لم أعلم لماذا , وجدت نفسي ممزقا بينك وبين أثقال الماضي الكئيب ".
" والآن؟".
منتديات ليلاس
" تلك الأثقال أزيحت عن كاهلي , وأصبحت فعلا من الماضي , أقمت سلاما مع والدي , وكذلك مع أمي... أقصد كلتيهما .. والآن ,لم يعد هناك ألا أنت".
ضغط على يديها معا بين يديه , وتابع :
" شعرت باليأس البارحة عندما أعتقدت أنني خسرتك ألى الأبد , لا شيء يمكن مقارنته بذلك الأحساس بالخسارة , ولا شيء يمكنه أن يكون مدمرا أكثر".



اماريج 22-11-10 08:23 PM

قالت روبي :
" كنت غاضبة جدا , فقد أتيت لأخبرك أنني قررت الموافقة على خطتك المجنونة بشأن الزواج , وكنت مصممة على أن أجعلك تقع في غرامي".

أسقط زاين رأسه قائلا:
" أنا آسف جدا , لا يمكنني أن أتخيل شعورك عندما وصلت ووجدت ....".
وضعت أصبعها على فمه :
" صه ! لا أريد التحدث عن ذلك , هناك أمر قمت به ولم أفهمه ".
" ما هو ؟".
" في المقبرة , رأيتك تضع شيئا ما في قبر والدك , فما هو؟".
تنفس زاين بأرتياح , وثال :
" أنه مفتاح صندوق الؤلؤ ".
" أتعني صندوق الرسائل , لكن , لماذا؟".
منتديات ليلاس
" من المحتمل أنه تصرف جنوني , لكنني بحاجة لأن أفعل ذلك , حان الوقت لدفن الماضي كله , لا سيما ذلك الجزء الذي يتعلق بالمرارة والخداع , لا يمكنني تبديل ما حدث , لكن من الآن وصاعدا لن يكون هناك أي أسرار في حياتنا , الحقيقة فقط".
قالت روبي مستحسنة كلماته وتصرفاته :
" أذا أخبرني الحقيقة , أريد أن أسمعها منك مرة ثانية , وهذه المرة أريد أن أصدقها بالفعل".

لمعت عيناه وهما تحدقان بها:
" أحبك , روبي , بكل ما في قلبي من عواطف وما في روحي من أحاسيس , أحبك ألى الأبد".
تنفست وهي تشعر بقلبها يكبر وينتفخ من الفرح والفخر .
" وأنا حقا أصدقك , لأنني أحبك أيضا , وأقول لك: نعم سأتزوج بك ".
أمال رأسه متسائلا , فكورت شفتيها بمرح , وسألته :
" اما زلت تريد الزواج بي , أليس كذلك ؟".
" بالطبع , أريد الزواج بك , لكنني لا أريد أن أجعلك تتسرعين ".
" لكنني أريد أن أتسرع , لأنني أريد أن أنجب الكثير من الأطفال".
سألها وهي تشد رأسه نحوها :
" أطفال؟".
" آه , أجل , الكثير الكثير منهم , فأنت ستنجب سلالة جديدة من عائلة باستياني".

نظر ألى عينيها قائلا:
" أحب سماع هذا الكلام ".
أبتسمت روبي معلقة :
" في هذه الحالة علينا أن نتزوج في أقرب وقت ممكن".
ضمها زاين أليه وهو يقول :
" آه , حسنا! لا يمكنني أن أوافق على أمر أجمل من هذا".


الخاتمة
عيد الميلاد مناسبة مليئة بالصخب والمرح , أجتمعت العائلة كلها في أحدى قاعات الجلوس الأنيقة في فندق بوتيك كلمنجر , بعد الأحتفال الذي تم في الكنيسة لمباركة زواج روبي وزاين الذي تم بسرعة منذ عدة أشهر .
صممت صافي ثوب الزفاف الثاني لروبي خصيصا للمناسبة , أنه فستان رائع من اللونين الفضي والأزرق المناسب تماما لعيني رووبي , ما جعلها تبدو قبلة الأنظار وهي تسير عبر الممر الذي سارت عليه أختها أوبال منذ أكثر من خمس سنوات.

مضى وقت طويل منذ أن أجتمعت الشقيقات الثلاث , لكنهن الآن لم يعدن ثلاث فتيات فقط , فأوبال هناك مع دومينيك وولديها الصغيرين , آلي وغيغليلمو , أما صافي وخالد فقدما بطائرتهما الخاصة مع طفليهما التوأمين , عماد وخليل , وأم البنات الثلاث بيرل , مستمتعة بتجربة أن تكون جدة للمرة الرابعة.
منتديات ليلاس
لو أن كيوتو بصحة مناسبة للسفر لأحضراه معهما ألى سيدني , لكنه سعيد الآن في المنزل , أصبح ضعيف البنية , لكنه سعيد لأنه ما زال حيا , وهو ما زال مصرا على أدارة المنزل بنفسه.
ثم تبادل هدايا الميلاد وهدايا الزفاف المتأخرة , قدمت روبي هدايا خاصة لكل منهما , أهدت أوبال عقدا من اللؤلؤ والذهب والحجارة الكريمة المشعة , سوارين من الزفير لتوأمي صافي , أما لأمها فقدمت عقدا مزخرفا باللؤلؤ فيه أحجار كريمة ثلاثة تحمل أسماء بناتها , أما للرجال فقدمت أزرارا مميزة لأكمام القمصان.

عرضت آلي سوارها بفخر على الجميع , أما الصغير غيلغيلمو فلعب بألعابه الجديدة وهو يتساءل ما سر هذه الضجة.
مدّ زاين يده نحو زوجته عندما أنتهت من تقديم الهدايا , شدها نحوه لتجلس قربه , مستمتعا بحرارة جسدها , تمنى فجأة لو أنهما في مكان آخر أكثر خصوصية حيث يستطيع أن يضمها أليه ويعانقها , فهي مؤخرا تبدو أكثر جمالا من ذي قبل.
قال وهو يضغط بشفتيه على شعرها :
" أحسنت صنعا , مرة أخرى أثبتت تصاميمك أنك نجمة بالفعل , أنت لست فقط جميلة , زوجتي الموهوبة , بل أنت رائعة".

أقتربت منه روبي أكثر وهمست :
" أذن أتمنى ألا تبدل رأيك عندما تفتح هذه الهدية , فقد صنعتها لك بنفسي".
لمعت عيناها بالمرح والخداع وهي تنظر ألي , الرزمة الصغيرة التي ما زالت في يدها , وشريط ذهبي يقفلها .
شتم زاين نفسه لغبائه , لقد تبادلا الهدايا قبل أن يغادرا بروومي , قدم لها زاين سيارة مرسيدس فضية , أما هي فقدمت له يختا جديدا كبيرا يدعى بوني ماري , كان مفاجأة كبرى , جعلت الدموع تلمع في عينيه , لم تكن لديه أية فكرة أنها تخطط لمزيد من الهدايا هنا.
منتديات ليلاس
" لكنني لم أحضر لك أي شيء".
همست بثقة :
" بل فعلت , قدمت لي هديتك من قبل".
رفعت أحدى يديه , ووضعتها فوق بطنها , ثم تابعت:
" هديتك هنا , وهي أغلى هدية بالنسبة لي, هدية حبنا".
شعر زاين بالدماء تتدفق في عروقه , كأنها تغني وترقص محتفلة بهذا الخبر .
قال بنبرة مليئة بالدهشة :
" طفل!".
" طفلنا".
قال وهو يضمها أليه :
" آه! أحبك..... أحبك كثيرا".

ثم عانقها عناقا طويلا يقول لها أحبك , وشكرا لك ألى الأبد".
لاحظت صافي عناقهما أولا , فقالت :
" هاي , أنتما...... هل هناك ما يدعو ألى هذا العناق ؟".
ضحكت روبي ما أن أبتعد زاين عنها على مضض.
نظر زاين أليها وسألها :
" ماذا ؟ هل نخبرهم؟".
أبتسمت روبي للرجل الذي تحبه , وقالت :
" لا أسرار , ليس الآن وألى الأبد".
نظر أليها بأعجاب وأحترام , وأحبها أكثر من ذي قبل , ثم عانقها من جديد

النهاية



اماريج 22-11-10 08:25 PM

تمت والحمدلله
قراءة ممتعة للجميع للاعضاء وللزائرين:flowers2:
:liilas:

شاهد 23-11-10 09:51 PM

روووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة مشكورة

أحاااسيس مجنووونة 23-11-10 11:28 PM

حلوة كتير كتير

يعطيك الف الف عافية يا حلوة

Rehana 24-11-10 06:54 AM

تسلمى يديك مبين من اسمها انها حلوووة
يعطيك العافية حبيتي لمجهودك الرائع والمميز
دمتي بكل الوود:flowers2:

http://i44.tinypic.com/16i2l2.jpg

اماريج 24-11-10 09:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهد (المشاركة 2537103)
روووووووووووووووووووووووووووووووووووووعة مشكورة


الاروع ياعسل هو مرورك وتواجدك فيها يالغلا كله
والعفوووووو حبيبتي منورة الرواية ياحياتي :flowers2:
:liilas:

اماريج 24-11-10 09:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2537171)
حلوة كتير كتير

يعطيك الف الف عافية يا حلوة



الاحلى مريومة هو مرورك وتواجدك فيه ياحلوة
وسعيدة كتير لتواجدك فيها يالغلا والله يعافيك يارب
وماتحرمنا من هالطلة الحلوة وهالكلام يلي زي العسل منورة يالغلا كله :flowers2:
:liilas:

اماريج 24-11-10 09:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2537415)
تسلمى يديك مبين من اسمها انها حلوووة
يعطيك العافية حبيتي لمجهودك الرائع والمميز
دمتي بكل الوود:flowers2:

http://i44.tinypic.com/16i2l2.jpg



الله يسلمك حبيبتي :flowers2:
وصراحة الرواية حلوة كتيروبتستاهل انو تقرئها عيونك الاحلى ياغالية
والله يعافيك ياعسل وسعيدة كتير:) لمرورك فيها وربي مااتحرم من هالطلة العطرة ابداااا ياغاليتي
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12906272291.gif


فتاة 86 25-11-10 08:07 PM

كل العادة مميزة
عم ننتظر جديدك
يعطيكي العافية

Angel1118 25-11-10 09:52 PM

رووووووووووووووووعة
سلمت اناملك
مع خالص حبي
Angel1118

ليلى3 29-11-10 12:56 AM

نهاية مؤثرة :Taj52::Taj52:لرواية كثييييييييييييييييييير حلوة يعطيك العافية اماريج :55::55: والف الشكر ي حبيبتي

tootty 29-11-10 03:45 PM

واو روعة كتيير مشكورة اختي

شووقهـ 01-12-10 06:09 AM

روووووووووووووووووووووووعة

يعطيك العافية غاليتي اماريج

دائمااا مميزة

مودتي لكِ

اماريج 01-12-10 05:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2539686)
كل العادة مميزة
عم ننتظر جديدك
يعطيكي العافية



الله يعافيك يارب وهذه شهادة حلوة كتير منك يالغلا:lol:
وشاكرة لك مرورك العطر فيها حبيبتي
ومرورك ياعسل دوما بسعدني :) ربي يسعدك ويحفظك ياحلوة دمت بكل الود يالغلا:flowers2:
:liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Angel1118 (المشاركة 2539858)
رووووووووووووووووعة
سلمت اناملك
مع خالص حبي
Angel1118


الاروع هو مرورك فيها حبيبتي
والله يسلمك يالغلا الرواية صدقا منورة فيك ياعسل
كل كل الود الغلا:flowers2:
:liilas:

اماريج 01-12-10 06:07 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى3 (المشاركة 2543718)
نهاية مؤثرة :Taj52::Taj52:لرواية كثييييييييييييييييييير حلوة يعطيك العافية اماريج :55::55: والف الشكر ي حبيبتي



لا عن جد:lol: الاروع والاحلى هو مرورك وتواجدك فيها ياعسل
والله يعافيك يارب والعفوووووو يالغلا كله وسعيدة كتيرررر :) انو الرواية عجبتك
وماتحرمنا هالمرور الحلووالعطر ياحلوة وناطرة دوما تعليقاتك الشيقة عن جد اسلوبك مرررة رائع ياغالية دمت بكل الود يااحلى ليلى:flowers2:
:liilas:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة tootty (المشاركة 2544007)
واو روعة كتيير مشكورة اختي



ياهلا وغلا بالحلوة
بعد زمان حبيبتي والعفوووو ياامورة
سعيدة لمرورك فيها يالغلا كله والاروع صدقا هو تواجدك فيها وخاصة انو الرواية عجبتك حبيبتي ^_* منورة ياحلوة:flowers2:
:liilas:


اماريج 01-12-10 06:10 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 2545650)
روووووووووووووووووووووووعة

يعطيك العافية غاليتي اماريج

دائمااا مميزة

مودتي لكِ


الاروع صدقا هو مرورك فيها وخاصة انو الرواية عجبتك ^_*
منورة يالغلا كله وشاكرة لك هذه الشهادة :lol:والله يعافيك حبيبتي وماتحرمنا من هاطلة الحلوة ابدااااااااا ياغالية:flowers2:
:liilas:

toot toot 05-12-10 06:39 AM

الروايه روعه تسلم أيدج
اماريج

اماريج 09-12-10 02:50 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة toot toot (المشاركة 2549949)
الروايه روعه تسلم أيدج
اماريج

الاروع هو مرورك وتواجدك فيها يالغلا
والله يسلمك ياحياتي وربي مااتحرم من هالطلة الحلوة ابدااااا:flowers2:
:liilas:

زهرة منسية 24-12-10 02:32 PM

:110:
مش بس كده ده كمان أمتنان على الروايه اللى من جملها بتقطع الانفس تصورى ان بدون مبالغه ان فى اوقات من جمال الروايه نسيت اتنفس بجد روعه شكرا على ذوقك الراقى ومجهودك الكبير بجد :rdd12zp1:

طيف السما 08-01-11 01:01 AM

رااااااااااااااااااااائعه جدا واختيارك ممتاز كما هو عهدنا بيكى دائما والى لقاء اخر مع روايه جديده وجميله مثلك:55::55:

ندى ندى 10-01-11 01:11 AM

اروع روايه احلا روايه اجمل روايه

اماريج 22-01-11 08:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nona1979 (المشاركة 2576729)
:110:
مش بس كده ده كمان أمتنان على الروايه اللى من جملها بتقطع الانفس تصورى ان بدون مبالغه ان فى اوقات من جمال الروايه نسيت اتنفس بجد روعه شكرا على ذوقك الراقى ومجهودك الكبير بجد :rdd12zp1:


ياهلا وغلا بالحلوة
وشاكرة لك مرورك وتواجدك فيها ياعسل وثانكس على الكلام الجميل والحلو ياحلوة اسعدني جداااااااا انو اختياري عجبك ياقلبي^_* دمت بكل الحب والود ياغالية:flowers2:
:liilas:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طيف السما (المشاركة 2591841)
رااااااااااااااااااااائعه جدا واختيارك ممتاز كما هو عهدنا بيكى دائما والى لقاء اخر مع روايه جديده وجميله مثلك:55::55:


االاروع ياحلوة هو مرورك العطر وتواجدك فيها وسعيدة كتير :) انو الرواية عجبتك يالغلا ويارب اظل عند حسن ظنكم دوم
وشاكرة لك تعبيرك اللطيف والجميل ياحلوة دمت بكل الحب والود ياغاليتي:flowers2:
:liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ندى ندى (المشاركة 2594261)
اروع روايه احلا روايه اجمل روايه



الاروع ياحلوة هو مرورك فيها يالغلا وسعيدة كتير انها عجبتك ياقلبي^_* دمت بكل الحب والود ياعمري:flowers2:
:liilas:

الدلوعة بنو 23-01-11 09:16 PM

قصة رااائعة جدا جدا جدا
يسلموو يا وردة

سومه كاتمة الاسرار 25-01-11 12:30 AM

روووووووووووووووعه تسلمين ياقلبى تقبلى مرورى
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2:
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

منه_حسام 25-01-11 07:56 AM

الروايه روعه بجد وما شاء الله عليكى تسلم ايدك

اماريج 26-01-11 04:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدلوعة بنو (المشاركة 2613326)
قصة رااائعة جدا جدا جدا
يسلموو يا وردة

االاروع ياحلوة هو مرورك وتواجدك فيها يالغلا
والله يسلمك حبيبتي وسعيدة كتيررررانها عجبتك يالغلا:flowers2:

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 2615446)
روووووووووووووووعه تسلمين ياقلبى تقبلى مرورى
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2:
:8_4_134::8_4_134::8_4_134:


الاروع مرورك وتواجدك فيها حبيبتي منورة يالغلا كله
وثانكس على الوردات الحلوين والله يسلمك ياعمري :flowers2:


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منه_حسام (المشاركة 2615974)
الروايه روعه بجد وما شاء الله عليكى تسلم ايدك



الله يسلمك حبيبتي
وسعيدة انو اختياري للرواية عجبك ياعسل وماتحرمنا هالطلة الحلوة ابداااااااااااا:flowers2:

عصافير الجنة 18-11-11 09:46 PM

:rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd12zp1: :rdd12zp1:

حنان محمد ابراهيم 21-11-11 12:53 AM

الرواية بجد تحفة شكرا لك

ساحرات 16-05-12 10:36 AM

شكرا لكى على الرواية الجميلة

امبراطورية ع 19-05-12 08:24 PM

روايه رااااااااااااائعه جدآ
سلمت اناملك اماريجو

الجبل الاخضر 01-02-13 06:34 PM

رد: 476_ درب الجمر _ تريش موراي (كاملة)
 
:55:تسلم الانامل اخيار رائع ننتظر جديدك :dancingmonkeyff8::peace:

one star 17-02-13 06:33 PM

رد: 476_ درب الجمر _ تريش موراي (كاملة)
 
تسسسسسسسسلم ايدك يا قمر على الروااااية الروووووعة والمدهشة والجميلة

العنود الرشيد 19-04-15 10:11 PM

شكرًا جزيلا

Ghaithi 18-12-16 02:16 AM

رد: 476_ درب الجمر _ تريش موراي ( كاملة )
 
Thanks for the great book 💖

فرحــــــــــة 21-02-17 08:14 AM

رد: 476_ درب الجمر _ تريش موراي ( كاملة )
 
غاليتى
اماريج
سلمت يداكى على الرواية الرائعة
وسلمت اختياراتك المبدعة
لك منى كل الشكر والتقدير
على هذا الفيض الرائع من القصص
دمتى بكل الخير
فيض ودى

كف القدر 14-07-18 06:16 PM

Merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiii bcp

دكتورة بلقيس 22-03-22 02:42 PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الساعة الآن 06:11 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية