منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   36_رمال في الاصابع _فلوراكيد _روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t151212.html)

اماريج 17-11-10 10:35 PM

وضعت السماعة, وألتفتت الى بن ديفيز والسعادة تطل من عينيها وهي تقول:
" لقد وجدته هناك بالفعل".
فقال بن ديفيز:
" حسنا , أن المكان ليس بعيدا , ولكن المسافة قد تستغرق منك حوالي ساعتين ونصف الساعة و ويستحسن أن تبدأي الآن حتى يمكنك الوصول الى هناك قبل حلول الظلام".
وأستقلت ديليا سيارة أودري الصغيرة , وقبل أن تمضي في طريقها
قال بن ديفيز وهو يودعها:
" يمكنك العودة الى هنا أذا لم تتمكني من المبيت هناك , وأرجو ألا تسرعي فأن الطريق خطر بسبب الأمطار".

وعلى الرغم من هذا التحذير , فقد أنطلقت ديليا بالسيارة بأقصى سرعة لها , وكان الطريق يكاد يكون خاليا بسبب سوء الأحوال الجوية , وبعد حوال ساعة وصلت الى مفترق طرق , فأتجهت الى الطريق المؤدي الى ستورتون وكان طريقا ضيقا يخترق الجبال ثم يعود ليخترق الوديان , ومرت بعدد من القرى الصغيرة , أستمرت ديليا تسير لعدة أميال , وأخيرا وصلت الى ستوتورن , وكانت تشعر بأرهاق شديد , فوضعت سيارتها في الموقف , وأتجهت الى أحد الفنادق الصغيرة حيث تناولت قدحا من الشاي , وقالت لها الخادمة عندما سألتها عن شانس كورت أنها لا تبعد سوى خمسة عشر ميلا.
أستقلت ديليا السيارة ومضت في طريقها من جديد حيث وصلت بعد عشرة أميال الى أحدى القرى الصغيرة.
منتديات ليلاس
وأتجهت بعد ذلك الى اليسار حسب تعليمات الخادمة , فرأت لافتة مكتوبا عليها شانس كورت , فشعرت ديليا بالسعادة فق أوشكت على الوصول.
وما أن أتجهت الى الطريق الموصل الى شانس كورت حتى أزدادت حدة الأمطار حتى أنها لم تتمكن من تبين الطريق.
وأضاءت مصابيح السيارة , ولكنها وجدت بعد فترة وجيزة أنها الطريق الخطأ , فعادت بالسيارة الى الوراء ولم تنتبه الى وجود حفرة في الخلف , نزلت بها أحدى عجلات السيارة الخلفية.

وحاولت ديليا الخروج بالسيارة من الحفرة , ولكنها لم تتمكن فقررت أن تتركها في مكانها وتسير ما تبقى من الطريق الذي كان من المفروض أن تسلكه فوجدت لافتة كتب عليها شانس كورت.
وسارت ديليا وهي تحاول أن تحتمي من المطر الى جوار جدار حجري , وبينما هي تسير تحت المطر , سمعت صوت سيارة قادمة من خلفها , وتوقفت ديليا , ولكن السيارة مرت بها بدون توقف وتطايرت المياه لتغرق ديليا.
ثم توقفت السيارة فجأة , وبدأت في الرجوع الى الخلف , وتوقفت بجانب ديليا
وسمعت صوتا عرفته على الفور يقول:
"هل تريدين الذهاب الى كورت؟ هل تسمحين لي بتوصيلك الى هناك؟".
وتسارعت دقات قلبها , فقد كان صوت أدموند الذي لا يمكن أبدا أن تخطئه , ونظرت الى سائق السيارة , فرأته ينظر اليها بعينيه الزرقاوين , أنه أدموند
قفز قلبها من فرط فرحتها وهي تقول:
" نعم يا أدموند , من فضلك أريدك أن توصلني , فأنني ذاهبة الى كورت لرؤيتك " وأخذ أدموند ينظر وكأنه لا يصدق عينيه
فقالت ديليا:
" نعم يا أدموند , أنها أنا ديليا فعلا , أوه يا أدموند أفتح الباب , ودعني أدخل الى السيارة , فأنني لا أقوى على لوقوف في هذا المطر".

وأنحنى أدموند وفتح باب السيارة , ودخلت ديليا لتجلس الى جانبه , وشعرت بالدفء فخلعت الوشاح من فوق رأسها وألتفتت اليه وهي تبتسم
فقال لها وهو ما زال في دهشته وقد أستند بأحد مرفقيه على عجلة القيادة:
" كيف جئت الى هنا؟".
" بالسيارة , ولكنها تعطلت معي بالطريق".
ونظرت اليه ديليا , وكان مختلفا تماما عن المرة الأخيرة التي رأته فيها , يرتدي ملابس فاخرة وقد قص شعره وحلق ذقنه , فبدا مختلفا.



اماريج 17-11-10 10:35 PM

ومدّ يده فأغلق راديو السيارة , ثم نظر اليها من جديد وبدا عليه وكأنه تغلب على ردة الفعل الأولى التي أحدثتها المفاجأة
ونظر اليها في برود وهو يقول:
" لا أريد أن أبدو فضوليا , ولكن هل يمكنك أن تخبريني أين كنت منذ غادرت بوستو أورلاندو ؟".
" ذهبت مع ريتا الى ريو دي جانيرو كما كان متفقا عليه , وبقيت معها في منزل أسرتها".
" ولكنك لم تكوني موجودة هناك يوم الخميس الماضي".
منتديات ليلاس
ثم بدأ أدموند في التحرك بالسيارة من جديد وبدأت تشعر بالغصبية , فأن القاء بينهما لم يكن كما توقعته , أدموند لا يبدو سعيدا بلقائها.
وقالت ترد على سؤاله:
" كنت مع ريتا في بيتروبوليس".
" وأين تكون بيتروبوليس؟".
" على التلال بالقرب من ريو دي جانيرو".
" ولكنك غادرت ريو دي جانيرو يوم الأربعاء الماضي".
فقالت توضح له الأمر:
" لا , لم أفعل ذلك , أنتظرت عودتك ولكنك لم تعد".

فسألها بجفاء:
" ألم يكن بأستطاعتك البقاء لفترة أطول؟".
" لقد كان الجو حارا , وأقترحت ريتا الذهاب لزيارة والديّ مانويل , أنك لا يمكن أن تتخيل قسوة الأنتظار والقلق من ألا يعود الشخص الذي تحبه".
ثم توقفت للحظة لتلتقط أنفاسها , وأضافت:
" لقد تركنا لك رسالة مع مدبرة المنزل نخبرك فيها أنت ومانويل بأننا سنعود ويجب أن تنتظرانا".
وصمت أدموند قليلا وكانت السيارة قد وصلت الى بوابة كبيرة ودخلت منها ببطء لتجد ديليا أمامها منزلا فخما يرتفع فوق أحد التلال التي تطل على السهول المترامية.

وصاحت ديليا قائلة:
" ما أجمل هذا المكان".
ولم يرد أدموند على تعليقها , وأستمر في قيادة السيارة حتى وصل الى فناء متسع ودخل بها الى الكاراج الموجود به , وبعد أن أوقف السيارة
ألتفت اليها في نظرة قاسية وقال:
" والآن وقد وصلنا, من الأفضل أن تدخلي معي الى المنزل لتوضحي لي بعض الأمور".
فشكرته ديليا وفتحت باب السيارة ونزلت منها مسرعة , كانت تشعر أنها على وشك البكاء , وسارا معا الى باب المنزل الأمامي الذي فتح , ورأت ديليا رجلا طويلا رمادي الشعر يرتدي بذة سوداء وقميصا ابيضا , وما أن رأى أدموند
حتى أبتدره بالتحية وهو يقول:
" مساء الخير يا سيدي".

ثم وجه الى ديليا نظرة تنطوي على الفضول.
فقال أدموند:
" مساء الخير يا جانوس".
ثم أمسك ديليا من ذراعها وصحبها الى داخل البهو الفخم , وقال جان:
" لقد أتصلت بك سيدة شابة يا دكتور تالبوت , ولكنها لم تترك رسالة كل ما قالته أن أخبرك بأن ديليا أتصلت بك".
فقال أدموند:
"هذه هي ديليا زوجتي".
ثم قال موجها حديثه الى ديليا:
" وهذا جانوس رئيس الخدم هنا يا ديليا, وقد مضى عليه هنا ثلاثون عاما".

فقال جانوس:
" أنني سعيد بلقائك يا سيدتي , هل تسمحين لي بمعطفك؟".
فسلمته ديليا المعطف وهي تشكره , فسألها أن كانت تريد بعض الشاي فأجابته بالأيجاب وهي تشكره , فعاد يسألها من جديد أذا كانت تريد تناول الشاي في الصالون , فأجابت ديليا وقد شعرت بالضيق للهجته الباردة:
" هل , هل يكون هذا مناسبا؟".
فقال أدموند في غضب:
" لا لن يكون مناسبا , أنني أفضل تناول الشاي في غرفة الجلوس , هل تركت المدفأة موقدة كما طلبت منك يا جانوس؟ أوف , أن هذه الغرفة فظيعة".

وظهر الأستياء على وجه جانوس وأنحنى لديليا ثم غادر البهو.
فهمست ديليا لأدموند قائلة:
" أعتقد أنك قد آذيت شعوره".
" أنني لا أهتم بذلك , فأنني لا أعجبه ولم أعجبه في يوم من الأيام , فهو يعتقد أنني لا أتصرف بالطريقة التي تليق بسليل عائلة شانس , تعالي لندخل الى هذه الغرفة ونجلس بجوار المدفأة , لا بد أنك تشعرين بالبرد".
وتبعته ديليا الى داخل غرفة متسعة تتوسطها مائدة بيضاوية الشكل , وسحب أدموند مقعدا مريحا وقرّبه من المدفأة وطلب منها أن تجلس , ثم أخذ يدفىء يديه فوق النار
وسألته ديليا:
" هل أنت حقا من سلالة عائلة شانس؟".
منتديات ليلاس
" نعم , فأن جدتي الكبيرة كانت من عائلة شانس وقد توفي والدها بعد أن ترك لها هذا المكان , وتزوجت جدتي من مورتمور تالبوت صاحب مصانع الحلوى لأنه كان ثريا ولأنها كانت في حاجة الى المال , فأن والدها لم يترك لها سوى هذا المنزل , وساعدتها أمواله للحفاظ على هذا المكان".
ولما ماتت تركت المنزل لأبنها الأصغر جوستان , كان الوحيد الذي يهتم بهذا المكان , وما لم أتخذ أجراء سريعا
فأنه سيتركه لي لأنني وريثه الوحيد".
ثم أبتسم بسخرية وهو يضيف:
" أليس هذا عجيبا , فأنا الذي لا أهتم بشيء في هذا الدنيا أرث هذا المنزل؟".
فسألته ديليا:
" أليس عنده أبناء أو أحفاد؟".



اماريج 17-11-10 10:37 PM

" لا , فأنه لم يتزوج , ولكنه كان يظهر تعلقه بي عندما كنت أزوره مع والدي وأنا طفل صغير".
وأخذ أدموند ينظر الى النيران التي تتأجج في المدفأة وبدا على وجهه الحزن وهو يقول:
" مسكين العم جوستون , أنه بالمستشفى الآن حيث كنت أزوره بعد ظهر اليوم , ولا أعتقد أنه سيمكنه التغلب على الأزمة التي هاجمته , ولقد عرفت بأمر مرضه عندما ذهبت الى مقر المنظمة التي أعمل معها بعد عودتي الى لندن يوم الجمعة الماضي".

وأعربت ديليا عن أسفها لمرض العم جوستون , وتقدمت بدورها الى جوار نيران المدفأة , وجذب أدموند مقعدا صغيرا جلس عليه بجانب المدفأة , وسأل ديليا:
"ولكن كيف عرفت أنني هنا؟".
" عرفت من بن ديفيز , لقد أتصل بالمنظمة بعد أن تلقى مني برقية بموعد عودتي , وقد عرف منهم عنوان شانس كورت , ولكنني أريد أن أعرف يا أدموند لماذا طلبت من زانيتا أن تتصل بي في ريو دي جانيرو ؟ ولماذا لم تفعل ذلك بنفسك؟".

ونظر اليها أدموند في حدة , ثم قال:
"لقد فعلت ذلك , فقد تحدثت الى مدبرة المنزل في بيت أسرة ريتا مرتين , كل ما أستطيع أن أقوله أنني لم أستطع فهم حديثها جيدا وفي النهاية تطوعت زانيتا بالأتصال بها نيابة عني , ولكن م قالته لزانيتا أنك رحلت , وأن ريتا ليست في المنزل هي الأخرى , فأعتقدت أنك...".
ثم توقف أدموند عن الحديث فجأة
ووضع يده على وجهه وهو يهمهم قائلا:
" يا ألهي , لا أعرف ماذا ظننت في ذلك الوقت , حاولت كل جهدي لأصل الى ريو دي جانيرو قبل موعد مغادرتك لها , ولكن صادفني الكثير من المتاعب في الطريق , ثم بعد كل ذلك أعرف أنك قد رحلت ولم تنتظريني , لقد تأكد لي في تلك اللحظة ما كنت أتوقعه".

" تعني أنك لم تتوقع مني أن أنتظرك؟".
" كان يراودني الأمل في أن أجدك في أنتظاري , ولكنني لم أكن أتوقع ذلك". وسرح بنظره من جديد الى النار ثم قال:
" عندما سمعت أنك رحلت , سرت وحدي وتركت زانيتا واقفة!".
ثم ضحك وهو يضيف:
" لا أدري ماذا أعتقدت , هذا لا يهم الآن , ولكن الذي لا أفهمه هو لماذا لم تخبر مدبرة المنزل زانيتا بالرسالة التي تركتها أنت وريتا لي أنا ومانويل؟".
" كانت على وشك أن تفعل ذلك , ولكن زانيتا أكتفت بسماع كلمة أنني رحلت , ولم تستمع الى باقي الحديث".
وتساءل أدموند في دهشة:
" ولكن لماذا , لماذا تفعل ذلك؟".
منتديات ليلاس
وقبل أن تتمكن ديليا من الأجابة عاد جوناس وقد تبعته سيدة طويلة القامة وتحمل صينية وضعت عليها أقداح الشاي وبعض الأطعمة.
ووضعت السيدة الصينية فوق المائدة , ووقفت تنظر في فضول الى ديليا , فنهض أدموند على قدميه وقدمها لديليا قائلا:
" هذه هي السيدة فيل مدبرة المنزل".
ثم أشار الى ديليا قائلا:
" سيدة فيل , أريد أن أقدم لك زوجتي".
فرحت السيدة بها وقد أرتسمت على وجهها أبتسامة عريضة وقالت:
" لقد أحضرت لكما بعض الشطاء الخفيفة وكعكة الفواكه , فلا بد أنكما تشعران بالجوع , هل تريد أن نوقد المدفأة في غرفة النوم يا دكتور تالبوت؟".

فسأل أدموند في دهشة:
" وهل هذا ممكن؟".
" بالطبع".
" أذا , فأنني أرجو أن تفعلي ذلك".
ثم ألتفت الى جانوس قائلا:
" أما أنت يا جانوس , فأرجو العمل على أخراج سيارة السيدة تالبوت من الحفرة التي وقعت بها وأحضارها الى هنا , ما نوع السيارة يا ديليا؟".
" أنها أوستن صفراء اللون , وهي ليست بعيدة عن هنا , وها هي المفاتيح".
فأخذ جانوس المفاتيح منها وهو يقول:
" شكرا يا سيدتي , هل هناك خدمة أخرى؟".
فرد أدموند في برود:
" لا , ما عدا أنني والسيدة تالبوت نريد أن نتناول الشاي بدون أي أزعاد, هل هذا واضح؟".

" نعم يا سيدي".
وخرج جانوس والسيدة فيل وأغاقا الباب ورائهما .

أتجهت ديليا الى المائدة لتصب الشاي في الأقداح وقالت وهي تناول أحدها لأدموند:
" أذا فأن جانوس يعتقد أنك لا تعرف كيف تتصرف كسلسل لعائلة شانس , مع أنني أعتقد أنك تقوم بدورك بأتقان كأي لورد".
" لو أنني لم أفعل ذلك , فأن جانوس سيصبح هو الآمر في هذا المنزل كما كان يفعل مع العم جوستون من قبل , كما أنه فضولي للغاية ويريد أن يعرف كل شيء , وأنا متأكد من أنه سيعود الى الغرفة مرة أخرى بعد أن ينتحل أي عذر ليستمع الى ما نقول
ثم تنهد في عمق وهو يقول:
" لا أدري ماذا أفعل بمثل هذا المكان في حال وفاة العم جوستون فأنه سيؤول أليّ بوصفي وريثه الوحيد ولكنني لا أريده".
" يمكنك أن تقيم فيه , أو على الأقل في جزء منه كما كان يفعل العم جوستون".
" تخيّلي أنني أعيش في مثل هذا المنزل , أنه كبير جدا حتى لو..".
وتوقف أدموند عن الكلام فجأة , وبدأ في تناول بعض الساندويشات , فقالت ديليا تستحثه على الحديث:
" حتى لو ماذا يا أدموند؟".



اماريج 17-11-10 10:38 PM


" لا تهتمي بما قلت , ولكن لماذا تعتقدين يا ديليا أن زانيتا وضعت سماعة التلفون قبل أن تستمع الى بقية حديث مدبرة منزل ريتا؟".
" قالت زانيتا لريتا عندما سألتها عن ذلك أنها أعتقدت أن هذا هو كل ما في الأمر , ولكن كارلو يعتقد أنها تعمدت أن تفعل ذلك".
" كارلو , أذا ذهب هو أيضا الى ريو دي جانيرو , ألم يوضح لماذا يعتقد ذلك؟".

" نعم , قال أن زانيتا تشعر بالغيرة مني كما كان يشعر بيتر بالغيرة منك , ولهذا أرادت أن تفرق بيننا , وكانت تعرف أنك تريد العودة سريعا الى ريو دي جانيرو لتلحق بي , فأرادت أن تقنعك بأنني لم أهتم بأنتظارك , وأنني رحلت , لتدفعك على البقاء معها في البرازيل , وبهذا تفرّق بيننا الى الأبد".
وتوقفت ديليا عن الحديث , ولما لم يعلق أدموند بشيء سألته:
" هل تريد المزيد من الشطائر؟".
فسرح أدموند ببصره بعيدا وهو يردد كلامها:
" بعض الشطاءر , أوه , نعم".
ثم أتجه الى المائدة ووضع بعض الشطائر في صحنه , ثم عاد ليجلس الى جانبها من جديد , وأخذ يهز رأسه كمن لا يصدق , ثم قال:
" لا أدري كيف أعتقدت زانيتا أنني مهتم بها , فلم أكن أفكر فيها أبدا كأمرأة , وأهتمامي بها كان بسبب كونها طبيبة ليس الا".

" قالت لي أنها تطوعت للعمل في هذه المناطق لتكون بالقرب منك فقط بعد أن أعجبت بك , وأنها أنقذت حياتك".
" هي قالت لك ذلك؟ ما هذا الهراء؟ أنها لم تفعل لي شيئا سوى أنها كانت تقيس حرارتي كل بضع دقائق , لقد كانت مصدر مضايقة لي أثناء مرضي , وكنت أطلب منها دائما أن تتركني لحالي , كم كنت غبيا لأنني صدقتها عندما قالت لي أنك رحلت".
فقالت ديليا في تعاسة:
" لقد كرّرت ما حدث مع بيتر , صدقت كلامه أيضا , ولكن أين ذهبن بعد أن تركت زانيتا؟".
" لقد أخذت أسير على غير هدى , ثم أتجهت الى المطار لأحجز تذكرة على الطائرة المتجهة الى لندن , وكان حظي سعيدا , وعندما عدت الى لندن , أتجهت فورا الى منزلنا ,حيثأكتشفت أنك لم تعودي اليه لأنه كان واضحا أن قدما لم تطأه منذ مدة , فأتجهت الى مقر المنظمة , وعدت من جديد الى المنزل على أمل لقائك ولكنني لم أجدك أيضا , فطلبت بن ديفيز في مكتبه ولكن الوقت كان متأخرا , فلم أجد أحدا , ولما لم أكن أعرف عنوانه , أتجهت الى شانس كورت".
منتديات ليلاس
ثم توقف أدموند عن الحديث وأتجه ليضع صحنه الفارغ وسألته ديليا في دلال:
" ولكن لماذا كنت تريد رؤيتي؟".
فأجابها أدموند في برود:
" لأنني كنت أريد أن أعرف لماذا لم تنتظريني؟".
فأنفجرت ديليا تبكي وهي تقول:
" أوه يا أدموند , لو أنك كنت تثق بي , لما حدث أي شيء من هذا , لو أنك أتجهت الى منزل ريتا في ريو دي جانيرو بدلا من أن تتجه الى المطار , لعرفت أنني في أنتظارك ولكنك كنت تثق بزانيتا أكثر مما تثق بي , وكنت تثق ببيتر أيضا أكثر من ثقتك بي".

وتوقفت قليلا قبل أن تستجمع شجاعتها لتقول:
"لاأعتقد أنك تحبني , لأنك لو كنت تحبني حقا لوثقت بي , أوه يا أدموند لا تنظر اليّ بهذه الطريقة , ماذا تنوي أن تفعل؟".
وكان أدموند قد مدّ يده وأمسك بعنقها بقوة وهو ينظر اليها في غضب شديد ثم قال:
" من حقك أن تخافي يا عزيزتي , فأنني على وشك أن أحطم عنقك".
" ولماذا ؟ وماذا فعلت الآن؟".
" فعلت ما تعودت أن تفعليه دائما , وهو أتهامي بأنني لا أحبك".

ثم أضاف وقد خفّف من قبضته حول عنقها
وأخذ يتحسس وجهها في حنان:
" تزوجتك لأنني أحببتك , رحلت عنك لأنني أيضا أحبك , ولأنني لم أتحمل فكرة كونك تعيسة بسبب زواجك مني , وأردت أن أمنحك فرصة الحصول على الطلاي , ورحلت بعيدا جدا على أمل النسيان , وكنت أعتقد أنني نجحت في ذلك , ولكنك لحقت بي الى بوستو أورلاندو وفي بداية الأمر حاولت التماسك , ولكن حبي لك أستيقظ من جديد , وبدأت أشعر أنني مجنون بحبك".
وتوقف أدموند عن الحديث , حين دخل جانوس الى الغرفة وهو يسعل لتنبيههما الى وجوده
فزفر أدموند في غيظ وهو يقول:
" أعتقد أنني طلبت منك يا جانوس ألا يزعجنا أحد , ماذا تريد الآن؟".
" لقد أحضر سائق السيد جوستون سيارة السيدة تالبوت وهي موجودة الآن في الكاراج".

وعندما شكرته ديليا لمحت شبح أبتسامة لى شفتيه وهو يسألها أن كانت تريد خدمة أخرى.
فقال أدموند في ضيق:
"لا , شكرا يا جانوس ., وأرجو ألا تعود مرة أخرى لأزعاجنا".
وخرج جانوس بعد أن حمل الصينية معه , وترك باب الغرفة مواربا , وأنتظر أدموند الى أن أبتعد صوت خطواته
فنظر الى ديليا من جديد ورأى عنقها وقد بدت عليه آثار أصابعه وقال:
" يا ألهي , لقد أذيتك مرة أخرى , ولكنني أحبك ولا أحب أحدا غيرك , ولذلك تركت فيتينال قبل الموعد المقرر لألحق بك في ريو دي جانيرو قبل رحيلك ولهذا أيضا تبعتك كما كنت أعتقد الى لندن بأسرع ما يمكن ولهذا أيضا لا أريدك أن تعيشي معي في الأدغال حتى لا تصابي بأي مرض خطير , أنني أحبك يا ديليا , وحبك يسري في دمي ولا أستطيع التخلص منه".



اماريج 17-11-10 10:40 PM

ثم وضع يده فوق جبهته وهو يعترف:
" عشت في نار من القلق خلال الأيام الماضية وأنا لا أعرف مكانك , كنت أعتقد بأنني فقدتك مرة أخرى , ولأنني أحبك فأنني أصاب بالجنون عندما أراك مع رجل آخر , يا ألهي , ماذا تريدين مني أن أقول أكثر من ذلك يا ديليا لأقنعك بحبي؟".
فقالت ديليا وهي تضحك من بين دموعها:
" لا شيء , لا شيء يا أدموند , فأنني مقتنعة بأنك تحبني , أوه أدموند أنني أيضا أحبك , ولهذا أريد أن أكون معك في أي مكان تذهب اليه , أرجوك يا أدموند , هل أستطيع قضاء الليلة معك هنا؟".
منتديات ليلاس
فهمس أدموند قائلا وهو يمسك بوجهها بين يديه:
" وهل تعتقدين غير ذلك يا ديليا؟ هل نستطيع أن نبدأ من جديد؟".
فهمست تقول:
" أعتقد أننا قد بدأنا بالفعل , في لقائنا في الأدغال".
فضحك وأنحنى يعانقها وهو يقول:
" تعنين خلال شهر العسل الثاني؟".
وألتقت الشفاه وأحاطها أدموند بذراعيه , ولكنهما أنتبها فجأة الى صوت جانوس من جديد
فأبتعد أدموند وهو يسأل جانوس في غضب:
" ماذا تريد الآن؟".

" أننا , أعني أنا وبرايس نتساءل عما أذا كانت السيدة تالبوت تريد أستخدام سيارتها الليلة حتى نضعها في الكاراج مع سيارتك , لأن الليلة باردة للغاية والمطر ينهمر بغزارة".
دفع اليه أدموند بمفاتيح السيارة وهو يقول:
" السيدة تالبوت ستقضي الليلة هنا , وستظل معي في المنزل طوال فترة أقامتي , هل هناك شيء آخر يا جانوس؟".
" لا , شكرا يا سيدي".
" أذا تصبح على خير".
" تصبح على خير يا سيدي".
وخرج جانوس , فأمسك أدموند بيد ديليا وجذبها الى البهو فسألته ديليا:
" الى أين نذهب؟".

" الى غرفة النوم , فأنها المكان الوحيد الذي يمكن أن نتحدث فيه معا دون أي أزعاج , على الأقل يمكننا أن نوصد الباب من الداخل".
ودخلا غرفة النوم , وكانت متسعة وأنيقة للغاية , وصاحت ديليا قائلة:
" يا له من فراش رائع وكبير".
فرد أدموند:
" أنه يتسع لستة أشخاص , وهو يختلف الى حد ما عن الفراش المعلق في الكوخ وأصوات الطبول تدوي في الخارج".
وقال ديليا:
" لم أحضر معي رداء للنوم".
فقال أدموند:
"وأنا أيضا , فأن الوقت لم يسمح لي بشراء الكثير من الملابس , المهم هو أن تخلعي ملابسك وتندسي في الفراش بأسرع ما يمكن حتى لا تشعري بالبرد , سأفعل أنا ذلك أولا وأسبقك الى الفراش لأدفئه لك".
منتديات ليلاس
وعلى الفراش الوثير أستلقت ديليا بين ذراعي زوجها وهي تشعر بالسعادة وهمس أدموند قائلا:
" لا أكاد أصدق أننا ألتقينا من جديد".
فسألته ديليا:
"كم من الوقت سنقضيه هنا في شانس كورت؟".
" لا أدري , هذا يتوقف على ما يحدث للعم جوستون , دعينا الآن من هذا الحديث , فأن لدينا ما هو أهم من ذلك , هناك شيء واحد أريد أن أعرفه يا ديليا قبل أن نبدأ من جديد , وهو هل تريدين طفلا آخر؟".
" هل تريد أنت ذلك؟ وأذا حدث وكان لنا طفل , فهل تغفر لي فقداني للطفل الأول؟".

فدفن أدموند وجهه في صدرها وهو يقول:
" ليس هناك ما أغفره لك , أنني لم أغضب لفقد الطفل , ولكن لأنني لم أعلم بذلك في وقته , فقد تحملت الكثير بمفردك ولم أكن بجانبك , ولن أدعك تمرين بهذه التجربة من جديد وحدك".
" ولكن لنفرض أنك عدت من جديد الى بوستو أورلاندو".
" أنني لم أقرر ذلك بعد , وأذا حدث أي حمل , فأنني لن أبتعد عنك بأي حال من الأحوال الى أن تضعي الطفل , والآن كفانا حديثا".
وضمها أدموند اليه في قوة , وشعرت ديليا بأن زوجها قد عاد من جديد أدموند الرقيق الحنون الذي أحبته دائما .
فهمست قائلة:
" أوه , يا أدموند كم أحبك".
" على الرغم من أنني قد أسأت اليك , وربما أفعل ذلك مرة أخرى".
" لقد أسأت اليك أنا أيضا في أية حال , كانت تجربة علمتنا كيف يكون الحب".
وسادت غرفة النوم ظلال المدفأة وهي تخبو شيئا فشيئا.

النهاية



الساعة الآن 08:30 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية