منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره .. (https://www.liilas.com/vb3/t151059.html)

yassmin 10-11-10 11:21 PM




.................................................. ..................
*الموجة الثالثه*

استيقظت مرهقه..
لم انم جيدا البارحه
ليس البارحه فقط
ولكن طوال الليالي السابقه وانا اعيش في ارق
والكابوس عاد لي من جديد
صرت اراه في منامي كل ليله.....
وحيده في ممرات المستشفى الذي تعالجت فيه....
لا اشعر الا برائحه التعقيم....
الممرات خاليه... خائفه..
حتى سمعت مواء قطه خلفي
التفت وجدت قطة صغيرة
اقتربت منها
ما ان لمستها
حتى تحولت لكلب اسود يحاول الانقضاض علي...
متى اتخلص من الكوابيس.....
نظرت لنفسي في المراة...
كان واضح علي الارهاق وعدم النوم....
ترددت كثيرا فيما افكر به...ولكن لم الحيره الان؟؟؟
اخذت علبة المكياج.. ووضعت لمسات خفيفه من البودرة... واكثرت منها تحت عيني لاخفي السواد....
مع قليل من الكحل الاسود... و لمعه ورديه على شفتي...
نظرت لنفسي.... لن يلاحظه احد.... فهو لا شئ امام زينة البنات في الجامعه رغم كونها مختلطه....
يبدو شكلي افضل الان... مع البدله نفسها التي اهدتني اياها رجاء.... بلونها البيج الرائع..لاول مرة تعجبني الالون الفاتحه....

دخلت المحاضرة بسرعه...قبل ان تدخل الاستاذه التي اراها من بعيد قادمة...
ربما راتني هي ايضا.....
لم انتبه جيدا لما دار في المحاضرة ... مازلت مرهقه.....لن افيق من تعبي الا بعد شرب كوب من القهوة.. متى تنتهي المحاضرة....لاذهب للمقهى واشرب قهوة ساخنه...قد يوعيني قليلا.....

اخيرا انتهت المحاضرة..اتجهت للمقهى بسرعه..
نادرا ما اذهب الى هناك.... بسبب الفوضى فيه والازعاج من قبل الطلبه والطالبات..لطالما فضلت الجلوس في الاستراحه....
لكني اليوم ساخذ طلبي واجلس بعيدا عن الفوضى....
اتجهت للمقهى... وكان عبارة عن طاولات موزعه في زاوية في نهاية الساحه... وظلل جزء بسيط من المكان.... فقط مكان تقديم الطلبات....
وتوزعت الطلبه والطالبات فيه.... والوضع جدا سئ بالنسبة لي ..فالمنظر يوحي باننا في احد المجمعات...وليس جامعه....
اخذت طلبي وانصرفت من المكان بسرعه.... اتجهت لاستراحة الطالبات... ليست قريبه..ولكن لن اجلس هنا....
اسرعت في خطواتي في الساحة ...
حتى دخلت الممر متجهه لبوابة المبنى الذي فيه الاستراحه ... الجو بارد قليلا..ارى الاشجار على احد جانبي الممر تتراقص مع بعضها مع صوت حفيف اوراقها ..احترت هل اجلس على احد الكراسي الخاليه على جانب الممر لاستمتع بنغمات الطبيعه؟؟ . لكني لم اعتد ذلك.. مكاني الوحيد هو الاستراحه .... ارى البوابه التي تفصل هذا الجو الرائع عن فوضى الطلبه داخل المبنى الذي يتوسطه ممر واسع نوعا ما والغرف الدراسيه على جانبيه... والاستراحه ببداية الممر عند جهة اليسار..
اشعر بحرارة القهوة في الكوب الورقي بيدي بينما ملفي الزهري بما يحويه ضميته الى صدري بيدي الاخرى...
مسرعه بخطواتي نحو البوابه... الذي خرج منها احدهم... نظري للامام...لطريقي الى المبنى.. لكن عيني وقعت عليه غصبا عني....
امامي يخطو بخطوات بطيئه..لم ينتبه لي..كان ينظر للامام. حتى التقت عيني في عينه....
جمدت مكاني..وتوقف الزمن...
اختفى حفيف اوراق الشجر الذي كان يسليني قبل قليل..
.حتى انفاسي احتبست بداخلي...لم اعد ارى ما امامي..لا مبنى ولا بوابه ولا شئ..حتى كوب القهوة الساخن شعرت به كقالب ثلج في يدي...لشدة البرودة التي سرت بجسدي..... نظراتي مازالت تتجه نحوه... ابعد نظره عني.... واعاده مرة اخرى باستغراب....وانا انظر اليه..وتساؤلات لا افمها لى في محياه.... اراه يتقدم..يتقدم اكثر..وانا واقفه..والزمن مازال جامدا ..فقط هو يتحرك امام عيني.. مر من جانبي قريب مني...حتى اني شممت رائحه عطره.... تجاوزني....وانا مكاني.... وقع كوب القهوة من يدي التي بدأ تتراقص فضممتها لصدري..وقد انزلت نظري للارض...
افقت من جمودي على صوت احدهم..( كيف حالك؟؟؟)...اما هو قد ابتعد عن نظري اشعر بان خطواته تبطئ قليلا و تسرع فجأة ....
(0نورس ) انتبهت الى من يقف بقربي ..لا ادري كيف خرجت مني الكلمات..(حاا...حامد؟؟؟؟)
ونظره لى الكوب الذي سقط مني..._(اسف لازعاجك...)
صامته وعيني عليه هو ....الذي بدأ يختفي خياله من امامي... قد يكون التفت ام انا اتخيل..لا ادري؟؟؟؟
حامد ونظراته يوزعها بيني وبين القهوة المسكوبه على الارض ... ( هل تسببت فيـ....)
قاطعته..(لا لا...لقد.. زلق الكوب من يدي..)
سالني..( لديك محاضرة؟؟)
بصعوبه خرجت الكلمات مني +(لا...كنت.... كنت ذاهبه الى .......الاستراحه..)
ابتسم لي والحيرة واضحه عليه_( اذا لم اعطلك.........انا هنا لاقدم طلب الانسحاب عن رجاء...)
اشرت الى مبنى قريب منا... +(من هنا قسم التسجيل..)
رفع ورقه في يده _(انهيت الاجراءات قبل قليل...وجميل ان التقيت بك هنا...)
تائهه لا اعرف ماذا اقول +(........................)
وكأنه يهمس لي _( نورس اعذريني لكني اريد ان احدثك قليلا...)\
صرت اتلفت حولي ..وكأني ابحث عن مفر من هذا الموقف...+( انا ذا.......)
قاطعني..._( نورس اريد منك فرصه لاتحدث معك...)
بقيت تائهه امامه..+(....................)
اشار الى كرسي قريب منا..._( هل لنا ان نجلس على هذا الكرسي؟؟؟)
لم اجبه...لكني اقتربت من الكرسي... وجلست عليه... اسند نفسي بنفسي قبل افقد توازني من هول صدمتي.....
( نورس اخبرتك رجاء اني ارغب بالتقدم لخطبتك..؟؟؟)
لا اعلم هل يسألني ام ان هذا مقدمة لعاصفه ثانيه في دقائق قليله...
فالعاصفه الاولى لم اجمع شتاتي منها بعد....
(نورس انا ارغب في الارتباط بك.... ما رأيك؟؟؟؟)
نظراتي تائهه في المكان.. وقلبي اشعر بنبضاته في حلقي....
( انتظرتك انا ورجاء ان تردي علينا....ولكن...)
تفاجأ هو وتفاجأت انا قبله من نبرة صوتي العاليه..( حامد انا لست موافقه؟؟)
شعرت ان نظراته لي وكانه يبحث عن شئ في ملامح وجهي...لكني تهربت من عينيه..
بصوت منخفض...(نورس ...هل تسرعت في طلب الرد؟؟)
احزنني سؤاله... كان يبحث عن امل لقبول طلبه...
واخيرا نطقتها...( اسفه حامد انا لا استطيع ان ارتبط بك...)
بنظرات حزينه..( هل لي ان اعرف السبب؟؟؟)
غربت بوجهي للجهة الاخرى.... ولم اجبه....فقط اغمضت عيني وحبست دموع تتراقص في عيني....
شعرت كأنه يهمس لي...( نورس اخبريني...)
التفت اليه وانا لم استطع ان اغالب دموعي...
( حامد ارجوك انسى فكرة الارتباط بي..انا لا اناسبك...)
كانت نظراته ستلتهمني...نظرات حيرة وقلق ... لم استطع ان اتهرب منها
كان بودي ان اقف واصرخ بصوت عالي...........
ارفض الارتباط بك وان اردت ان تعرف السبب فهو قد مر من هنا قبل قليل وسلب مني كل حواسي كما حدث في ليلة زفافه..... وقد سلبني اغلى ما املك قبل سنوات وحبسني في سجن الخطيئة اماهو حر في هذا العالم القاسي....
لكني بلعت الكلمات فبل ان تخرج من بين شفتي.....
لا ادري ما يقول..عقلي وكل حواسي ليس معه...نظراتي الى المجهول... الذي اختفى اثره امامي...
واختفى بعده حامد الذي كان يجلس معي..... وانا مكاني...جامده لا اتحرك....




yassmin 10-11-10 11:22 PM

[SIZE="5"

*الموجة الرابعة*


ايقظني من هذا الجمود خطوات مجموعه من الطلبه وازعاجهم....
وقفت بحركة اليه...ومشيت في الممر..بخطوات في الهواء...لا اشعر اني امشي على الارض....
صدمتين في وقت واحد...يفرق بينهم لحظات وربما ثواني.....
لم اجد نفسي الا داخل الاستراحه.... ليس كعادتي لم احيي حتى المتواجدات...جلست في زاويه...
اريد ان استوعب ما حدث...
ان اتمالك نفسي...
فباقي محاضرات اخرى بانتظاري....
( نعم هو الدكتور ناصر )....انها الاجابة لكل تساؤلاتي.... التفت لمن نطقت بأسمه.... انها لولوة... مع صديقاتها....
نظراتي ارتكزت عليهن....
انتظر ان يكملوا حديثهن..
عيني تتلقف الكلمات منهن لاستوعب ما رأيت؟؟؟
*( عرفته ما ان رأيته....لكن لم هو هنا؟؟؟)
_( لابد انه انهى دراسه.... واصبح دكتورا في الجامعه...)
*( كم اتمنى ان يدرسني...لانظر في عينيه فقط....)
* ( اريحي قلبك...سيدرس فقط مقررات الاقتصاد....)
لولوة تقطع حوارهم...
( من العيب عليكما ان تتحدثا بهذه الطريقه عن زوج زميلتكما..)
التفت احداهن..
_ ( سمر لم نراها معه؟؟ ...)
*( وهل سيحضرها معه الجامعه وهي قد انسحبت من الدراسه هنا .....)
_( لم لا؟؟؟ فهو لا يفارقها كما كانت تقول...)
اقتربت لولوة منها اكثر..وكأنها تقول لهما سرا ولكنه بصوت عالي....
( سمر حامل... لذا لم تعود معه من بريطانيا...)
*(حااامل من اخبرك؟؟؟)
لولوة..( هي اخبرتني..اتصلت بي البارحه..تخبرني ان الدكتوووور_ وهي تشدد على هذه الكلمة بقصد انها تقلد طريقه سمر_ سيداوم اليوم في الجامعه ...لانه انهى دراسته وملزم بالتدريس بهذه الجامعه...اما هي فقد انسحبت من الاكاديميه التي كانت تدرس فيها هناك...)

_(سمر لم تخلق للدراسه.... دراستها هنا لم تكملها بحجة سفرها..ودراستها هناك كذلك ستقطعها بحجة حملها..)

*( لا استطيع تصور سمر المدللـة حامل...)

وقفت لولوة..ووضعت يدها على خصرها...و واضح تقليدها لكلام سمر بدلال(حبيبي ناصر يريد طفلا ماذا افعل...)

ضحكن جميعا..ليست لولوة وصديقاتها..انما كل من كن في الاستراحه... شعرت اني لست وحدي من اتابع حديثهن....وانما كل من في الاستراحه يسترق السمع ليأخذ اخبار سمر وزوجها الدكتور ناصر....
خرجت من المكان كما دخلت دون ان انطق بكلمة واحده... لم يشعروا بوجودي اصلا..فلديهن موضوع ساخن للحديث فيه .....

لم اشعر بقدماي اين تاخذني...حتى وجدت نفسي امام سيارتي صعدتها..ولم ابه لحرارة المقعد او المقود...

وكلماتهن في اذني...
الدكتور ناصر .... سمر حامل.... سيدرس مقرر الاقتصاد....

شهقت بصوت عالي..وانا اضع يدي على شفتي..... لم يدعني الصراع الذي بداخلي ان استوعب كلامهن جيدا...سيدرس مقرر الاقتصاد..اي انه سوف يدرسني....

ولكن...هل عرفني الان كما عرفته انا في ليلة زفافه...
هل يميزني من بين كل الطالبات؟؟؟؟

هل سيعلم اني الفتاة التي افترسها بجهالة منها..مستغلا اعاقتها ويتمها ووحدتها...
ادرت محرك السيارة.... ودموعي تنهمرمن عيني...لم اكترث ان لاحظني احدهم..
فهمي اكبر من ذلك...

الذئب ناصر اصبح دكتورا في الجامعه..دكتور محترم...وقد سيدرسني....
زوجته سمر ابنة الدكتور جاسم حامل... ونتظر منه مولودا...

وانا نورس... وحيده غارقه في همومي.... اعيش في سجن صنعته بنفسي لذنبا اقترفته بمشاركته...بمشاركة هذا الدكتور المحترم....
لا اريد شئ الان...اريد فقط ان اصل الى المنزل..واحتمي في غرفتي..وعلى سريري....

اراها كزهرة تذبل امامي
تحبس نفسها في غرفتها

ولاتخرج الا لتناول الطعام
الطعام الذي تنظر اليه وتقلب فيه

اعلم انها تريد فقط ان تجلس معي لتطمئنني
لكنها تتعبني اكثر بما تفعله

تجعلني اشعر ان هناك امر كبير تخفيه عني
فكرت بأن اتصل لصديقتها رجاء لكني اعلم انها قليله الاتصال بها
فرجاء الان حامل..وواضح ان حملها متعب جدا..مما جعلها تترك زوجها وتجلس مع والدتها لترعاها...
لا اريد ان اقلقها اكثر

لابد ان اكلمها هي

نونو ابنتي كم اتمنى ان تصارحي عمتك بما يضايقك ويحزنك

دخلت اليها غرفتها..
كانت مستلقيه على جانبها الايسر
لم المح منها الا سواد
تحت عينيها

اسرعت لها
بينما هي جلست بصعوبة
واستندنت على السرير


وانا امسح على شعرها_( نونو حبيبتي...ماذابك هل انت مريضه؟؟؟؟)
نونو وهي تحاول اخفاء ارهاقها*( لا عمتي ..انا بخير لا تقلقي...)

نظرت لها _(لم لا تذهبين للجامعه..ثلاثة ايام تغيبتي عنها..ليس من عادتك...)
ابعدت نظرها عني..*( عمتي.... الجامعه...اقصد جميع طاقم التدريس اعتذروا عن المحاضرات...)

عقدت حاجباي..._( لم افهم...؟)
اختلطت عليها الكلمات*(اعني... ان ....هناك ورشه......ورشة عمل..وصادف اساتذة المقرارات التي ادرسها مشاركين فيها..)

وانا اهز لها رأسي _( فهمت....ولم تحبسين نفسك في غرفتك...هل هناك ما يزعجك؟؟؟)
وهي تنظر لكتبها على المكتب*(لا عمتي..المقررات هذا الفصل اجدها صعبه...ففضلت التفرغ للمذاكرة)

وضعت يدي على خدها_( عيناك ذابلتان.... اهتمي بصحتك... وان احتجت شئ فأنا موجودة...)

خرجت عمتي من الغرفه....واضح عليها القلق...
حاولت قدر المستطاع ان اخفي عنها المي
لكن حبها لي يدلها عليه
لاتعلم ان ما بداخلي لا استطيع ان ابوح به الان
بعدما اخفيته كل هذه السنوات
حاولت كثيرا...ان اخبرها لكني لم استطع
فليس سهلا ما جرى لي
وكيف لي ان اخبرها
اشعر ان قلقها الان اقل من قلقها ورعبها لو علمت بحقيقة امري








[/SIZE]

yassmin 10-11-10 11:25 PM




الموجة الخامسة*

استندت على السرير..واغمضت عيني.... نزلت دموع اشعر وكأنها شرارة على خدي....
تذكرت حامد...تذكرت حزنه وحيرته عندما رفضت عرضه للزواج....
ليس العيب فيك يا حامد...
العيب احمله انا..
صنعته لنفسي في لحظة تهور وجهالة
والان ادفع الثمن....
رجاء.... كم احبها هذه الفتاة..لا اشعر ان في الدنيا فتاه بهذا الصدق والوفاء
تذكرت مكالمتها بعد لقائي بحامد...
وقتها ترددت في الرد عليها ما ان رأيت اسمها على الشاشه.....
لكن قلبي نبهني
انها لن تلومني ابدا
ولن يضايقها رفضي
وفعلا
حدثتني بشكل طبيعي
لم اعرف كيف ابدأ معها في موقفي مع حامد
لكنها انقذتني عندما بدأت بالكلام
( كنت اعلم انك سترفضين اخي.. لكن.....هو من اجبرني على فتح الموضوع معك..... وعليه ان يتحمل ردك... حتى الاسباب لم افكر في معرفتها..لطالما احتفظت بها لنفسك....لن اضغط عليك لأعرف الا اذا اخبرتني بنفسك....)
كلماتها مازالت تتردد عند مسمعي....
ادمعت عيني من نبرات صوتها ....
دائما هي هكذا ...لا تفكر الا بما يريحني....
كم انا محظوظة بصديقه مثلها...
وكم اتمنى ان استطيع اخبارك بالاسباب كما تقولين...
ولكن لا تعلمي انها الام عمري...
التي خطفت احلامي مني....
وضعت يدي على وجهي...
ومسحت وجهي براحة يدي..
وانا اخذ نفس عميق..
عميق جدا..
وكاني ابتلع همومي....
وتذكرت غيابي...
غيابي عن المحاضرات....
دون عذر مقبول..
لم افعلها قط...
اه كيف لي ان اتصرف الان؟؟؟؟؟
لطالما تمنيت ان التقي به ...
لاعرف منه لم فعل بي كل هذا؟؟؟
ولم تركني بعدها....
كيف يعيش حياته...
هل يتذكرني؟؟؟
والان.................
بعد ان التقيته صدفه
وسالتقيه كل يوم في الجامعه
وسأجتمع معه في محاضرة
يتحدث هو فيها
وقد ينظر الي بعينيه التي سلبتني كل شئ
ولابد ان يحادثني
واناقشه
كيف ساواجه كل هذا
وانا لم استطع ان اواجه ذكرياتي معه؟؟؟؟
سلب مني فرحة كل فتاة
وليس امامي سوى انجازي بالدراسه
وهذا ايضا سيسلب استمتاعي به
وقفت نورس بحركة سريعه....
ودخلت الحمام...
وقفت امام المراه....
نظرت لنفسها..
لعينها الذابله....
فتحت صنبور الماء
غسلت وجهها بالماء البارد
وعادت لتنظر لنفسها مرة اخرى
دون ان تنزل عينها عن صورتها في المراة
ناصر...
لن اضعف بعد اليوم
وجودك لن يضعفني اكثر
بل ساجعله يقويني
سوف استمد ثقتي بنفسي
من مواجهتي لك
لوجودك معي في مكان واحد ساعه كل يوم
لن ادعك هذه المرة تهزمني
وتسلب مني شئ اخر
نعم يا ناصر
سأكون في مواجهة معك
لابد ان استغل كل هذه الصدف
لا...
ليس هناك شئ صدفة....
قدري ان التقيك في الماضي
وقدري ان التقيك في الحاضر
لأنتقم عن شئ فقدته يوما
لن تهزمني هذه المرة
سأواجهك ناصر
حتى لو كانت المواجهه من خلف الستار
لانك الان استاذي وانا طالبتك...


استيقظت نورس مبكرا
وحقيقة فهي لم تنم
فكلما تذكرت ما قد يحدث في محاضر مادة الاقتصاد
تتوتر اكثر....
انها جاهزة للمواجهة
لا تشعر انها ذاهبه للجامعه
ذاهبه للماضي
كأنها ستدخل اله الزمن
لتقابل شخصا حطمها
وستواجهه هي بما تبقى منها
خرجت من غرفتها.....
العمة فريدة بسعادة كبيرة ..( نونو حبيبتي...ستذهبين للجامعه؟؟)
تقدمت منها نورس..( نعم فرووده.....ادعي لي عندي امتحان صعب صعب جدا...)
عمتها انربط لسانها....
انها المرة الاولى التي تناديها فرووده
لا تتذكر من متى افتقدت هذا الاسم....
لكن تتذكر انها افتقدته منذ زمن...زمن طويل
عادت بنظرها الى نورس...
التي بدت مختلفه....
وهي تضبط ياقة القميص الاحمر مع الجاكيت الاسود
لاول مرة ترى نورس تلبس قميص بهذا اللون...
بدى زاهيا ...
وقد وضعت قليل من البودرة لتغطي السواد تحت عينيها مع كحل اسود برز جمال عينها..
ولمعه شفافه على شفتيها...
بدت مختلفه ... كانت ترى فيها شئ مختلف...
مختلفة عن كل يوم.....
حملت حقيبتها الحمراء مع ملفها الزهري.....
وخرجت....
شغل بالها اولا..
كيف لها ان تبرر غيابها في ثلاثة ايام متتاليه ...
ليس امرا مقبولا به في نظام جامعتهم...
التي تهتم لساعات الحضور....
خطر ببالها ان تمر على اساتذتها في مكاتبهم قبل بدء المحاضرات...
وتعتذر للغياب..
اقلها تمنع الاحراج لو سئلت امام زملائها وزميلاتها.......


yassmin 10-11-10 11:27 PM





*الشاطئ السابع*

*الموجة الاولى*

نزلت من سيارتها السوداء....
ومنها الى مبنى الجامعه..
ادخلت بطاقتها... لتسجيل حضورها....
اخذت نفسا عميقا....
مع اول خطوة داخل الجامعه....
انها معركة ...
هذا ما تشعر به....
ليست ذاهبه للدراسه...
انما معركة مع الماضي..
لابد ان تنتصر فيها...
لا احد يشعر بالصراع الذي بداخلها....
في حين تشعر ان كل من حولها...
منتبه لبريق التحدي في عينيها....
صعدت السلم...
الطابق الثاني...
نحو مكاتب الاساتذه.....
5 مقررات...اي 5 اساتذه....
وطبعا بدون استاذ مقرر الاقتصاد....
علي ان اقابل 4 منهم فقط....
ابتسمت لنفسها...
الخطوة الاولى... نجحت فيها...
تذكرته دون ان تبكي او تدمع عينها..او حتى تسرع دقات قلبها....
لم تطول مدة المقابله عند اي منهم...
فجميعهم قد درسوها من قبل..
ويعلمون جديتها واهتمامها بالدراسه...
فلم يكن صعب ان يقبلوا اي عذر منها...
مع وعدها عدم تكرار الغياب...
انتهت ابسط المهمات...
خرجت من القسم... تقنع نفسها ..ان لا شئ يقلقها....
لا شئ....
ولكن رؤيته ..رؤية ناصر هل تقلقها؟؟؟؟
بسرعه كان الامتحان لقدراتها...
هذا ما شعرت به عندما التقت به في الممر...
خارج من احد المكاتب...
مع استاذه مقرر القانون التجاري...
الدكتورة نيرمين....
اكثر اساتذة الجامعه شعبية ...
الكل يحبها للبساطة في تعاملها ...
اقتربت منهم..وضغطت اكثر بيدها على ملفها الزهري...
كانا يتحادثان...
لن تقلقها نظراته...
لن تهزمها هذه المرة...
رفعت راسها...
لتراه وتنظر اليه..
لتهزم ما بداخلها...
ولكنها لم تستطع فقط ابقت نظرها على الدكتورة نيرمين...
لا تعلم لم....
ابتسمت نورس لها....
ببساطة حيتها الدكتورة_( اهلا يا ابنتي..)
زادت ابتسامتها*(اهلا دكتورة...)
حتى اجتازتهما....
لم تستطع تحويل نظرها له...
ولكن..استطاعت ان تتماسك...
ان تتصنع الابتسامه..
واخيرا...
استطاعت ان تنطق ..وتخرج الكلمات من شفتيها..
دون ارتباك او دموع او بكاء
تجاوزته...دون ان تنهار...
نجحت في اول امتحان...
ولكنها الى الان لا تعلم....
هل تذكرها؟؟؟؟


موعد المحاضرة الاولى....
دخلت...
لاحظت انتباه بعض الطالبات لها....
تعلم انهن يجدنها متغيرة بعض الشئ...
رفعت نظرها لهن...
مما جعل احداهن تكلمها..
ربما هذه الفتاة انحرجت لان نورس انتبهت لنظراتهن..
_( تبدين مختلفه اليوم؟؟)
محاولة منها للتبرير ....
لاحظت ان جميعهن ينتظرن تعليق منها...
ابتسمت...( حقا؟؟؟)
وكأنها تفكر او تحادث نفسها..(لا ادري ولكن اجدك مختلفه...)
اكتفت نورس بالابتسامة....
دخلت بعدها الاستاذه....
مر وقت المحاضرة..ونورس مندمجه في تسجيل الملاحظات....
( ما تقوله الاستاذه موجود في المرجع..لا داعي ان تتعبي نفسك)
التفت لمن يحدثها....
ابتسم لها... ( ألديك المرجع؟؟)
وهي تهم بالوقوف بصوت منخفض (نعم... لكني افضل كتابه كل ماتذكره.الاستاذه..)
انصرفت ...
وهي تفكر في تطفل هذا الشاب...
لم تلاحظه من قبل...
اتجهت للاستراحه..في انتظار موعد المحاضرة التاليه...
مر بجانبها الشاب نفسه...
انتبهت انه التفت لها...
الا انها دخلت بسرعه للاستراحه الخاصه بالطالبات...
تذكرته اخيرا.....
كان معها في محاضرات الدكتور هاشم... الذي عرف بالشده مع طلبته......
وقد رسبه الدكتور في المقرر مع اثنين اخرين... بعدما اكتشف انهم يحاولون الغش بقصاصات ورق صغيره...
وحرم من الامتحان النهائي..وكاد ان يحرم من باقي المقررات التي يدرسها حينها...تبعا لقوانين الجامعه...فمن يحرم من امتحان بسبب الغش... فيعتمد رسوبه في باقي مقررات الفصل كلها..
لولا توسط اساتذة المقررات الاخرى عند دكتور هاشم بعدم ابلاغ قسم التسجيل بالامر..حتى لا يخسر نبيل باقي المقررات..
وافق الدكتور بصعوبة الا انه لم يتنازل عن حقه في حرمانه من الامتحان في مقرره....
كم كان هذا الدكتور العراقي الاصل شديد في تعامله.... الا ان الجميع يفضل تسجيل المقرر عنده لشرحه الواضح .. والتزام بانهاء المقرر في وقته...
انه لم يلفت انتباه نورس يوما...
ليس من النوع الذي يعجبها او يمكن ان تهتم لامره..
رغم شهرته في الجامعه...
ليس لتفوقه...وانما لصولاته وجولاته..في الجامعه. والمشاكل التي يتسبب بها....
وغرامياته مع بعضهن رغم ان الجميع يعلم..انه يتسلى فقط....
وربما لم يحب احد الا نفسه....




yassmin 10-11-10 11:30 PM





الموجة الثانية*



انتبهت لنفسها... حان وقت المحاضرة...
محاضرة ناصر...الدكتور ناصر....
ليست قادرة على انكار خوفها وقلقها وارتباكها...
لكن عليها ان تسيطر على كل هذه المشاعر.....
فالنسبه لها... ان نجحت بذلك في اول محاضرة معه...
فسيسهل عليها الكثير....
اسرعت بخطواتها..
ترغب ان تتواجد في الغرفه الدراسيه...مبكرا...
ولتهيأ نفسها لجو المحاضرة..
دخلت بهدؤ...
رفعت نظرها...
لتجد زميله لها في المقرر نفسه مع شاب ...
ارتبكا فور دخولها..
كان ينظران لها بانزعاج..واضح ان هناك ما يقولانه او يفعلانه...
وقد ازعجتهم بتواجدها....
هل ينقصها شئ من الاحراج؟؟؟
هذا ما خطر ببالها لحظتها....
جلست مكانها المعتاد...
فيما انصرف الشاب...
وغيرت زميلتها مكانها...
التفتت لها نورس دون قصد..
لكنها انتبهت انها تنظر لها ليس بانزعاج فقط وانما بغضب..
لم تهتم لها نورس..
وابتسمت في داخلها...لابد ان امر مهم كان يحدث هنا... وانهيته انا في غير وقته...
لحظات...حتى دخل باقي الطلبة والطالبات..الذين اغلبهم يقفون خارجا قريب من الباب..
وما ان يلمحون الدكتور يسرعون بالدخول....
ايقنت ان ناصر ...او الدكتور ناصر..قادم
اغمضت عينها.... واخذت نفسا عميقا
وكتمت كل ما بداخلها.....
دخل الدكتور ..
يحمل بيده جهاز العرض...
تقدم طالب ممن يجلسون بالصف الامامي..
ورفع الجهاز من يد الدكتور ووضعه على الطاولة....

وهو يضع الاوراق التي بيده على الطاولة..
( السلام عليكم....)
سمعتهم يردون التحيه..وهي صامته..
وعينها في ملفها... تتصفحه دون ان تميز ما هو موجود في اوراقه....
رفعت نظرها له اخيرا....
وكأنها تسترق النظراليه...
كان بلباسه الخليجي... يبدوا اكثر وقارا....
كان هناك يرتدي .........قطعت تفكيرها....لا تريد ان تفكر في هذا الان...
( احمد..اريدك ان تحضر المكتب قبل المحاضرة..لتساعدني في حمل الجهاز..)
احمد وهو يجلس مكانه....
( ان شاء الله دكتور...)
كان توزع نظرها على كل ما هو امامها... محاولة في السيطره على نفسها..
فكم تخشى ان يقرأ قائمة الاسماء لتسجيل الحضور...
ومن الطبيعي يسألها عن غيابها ...
وقبل ذلك سيذكر اسمها..
وان لم يميزها عندما راها...
فلابد انه سيميزها الان من اسمها...
لكن ليس شرطا ان يعرفها من اسمها...
فربما لا يتذكره اطلاقا...
حتى هذه الفكرة لم تقلل من خوفها...
_(نورس محمد الـــ.....)
بلعت ريقها...
وهي ترفع يدها...والتي تغلبت على رجفتها
اخذ يبحث بنظره في جهة الطالبات_(نورس ...اين نورس)
بصوت منخفض+(نعم....)
انتبه لها..نظر اليها...(ارفعي صوتك ...)
لم تعلق.. بقيت تنظر للورقه التي في يده...
ابعد نظره عنها بسرعه..
لكنه عاود النظر اليها...
انتبهت له...
_(نورس.....)
زادت دقات قلبها.....
_( 3 ايام غياب؟؟؟؟لماذا يا نورس...)

لم تتوقع سؤاله... مع انه سؤال بديهي..
تاهت الكلمات منها ..كيف ستجيبه
الا انه لم ينتظر منها الرد....بعد ان انتقل للاسم التالي...
قلب الورقه على الطاولة...
وبدأ في الشرح...
ابدت عدم الارتباك والقلق..
وهي تسجل كل ما يقوله...
دون ان ترفع نظرها اليه...
تريد ان تصمد ..
والصمود بالنسبه لها الان على الاقل. ان لا ترتبك..
كانت تهرب من خيال الماضي...
الذي تسترجعه من صوته...
من نبرات صوته...
التي لم تتغير..
في حين تغير مظهره الخارجي كثيرا...
فقد كبر 10 سنوات تقريبا.... وبلباسه هذا...ووقار الدكتور الذي نجح في ابدائه للجميع
بدى مختلفا...
ماعدا عينيه ذات اللون البني....
التي حاولت ان تسترق النظر اليهما..
لا تدري لم...
انتبه لها.... وهو يكمل شرحه...
فيما عادت بنظرها لما تكتبه...
وهي تخفي ارتباكها...........
( اكرهك..كم اكرهك....)
كانت هذه بداية المواجهه
انتهت المحاضرة....
واعطت نفسها درجة 3 من 5.....
لسببين...الاول عجزها عن رفع نظرها للوحة العرض...
والثاني...انها لم تنجح في الرد عليه عندما سالها عن غيابها....
كان عليها ان تتشجع اكثر..وترفع نظرها للامام...نحوه دون ان تبالي...كما كان عليها ان تجيبه دون ارتباك....
تشعر بنفسها هادئة بعض الشئ....
راضيه عن نفسها....
لاول مرة تدخل في مهمة مثل هذه...
انه وقت المحاضرة الاخرى....
اسرعت بخطواتها اكثر...نحو المحاضرة...
وفي عينها بريق الانتصار....
واخيرا انتصرت على مخاوفها من مواجهته.....
وامامها الكثير لتتخطاه...



الساعة الآن 04:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية