منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره .. (https://www.liilas.com/vb3/t151059.html)

yassmin 11-11-10 04:27 PM





الشاطئ الــ 51
الموجة الاولى...

دخلت المنزل الذي بدى هادئ جدا....
خاليا من اي احد...
حتى انتبهت لوالدي مع الخادمة....
وهو يشير لها ان تضع حقيبتي دا خل احدى الغرف..
كنت اتلفت حولي باستغراب....
ابحث عن اي احد غيرنا....
لم احاول ان اسأل والدي....
عن ما يحيرني...
فأكتفيت بالصمت....
(( اهلا سيدتي.... احضر لك عصيرا؟؟؟))
ابتسمت لها.... دون ان انطق .... انصرفت من امامي...
جلست على طرف الكنبة...
بدى وكأنه احد لم يجلس عليها مطلقا....
حتى عاد ابي من جديد...
تقدم نحوي...
وهو ينظر لساعة يده...
(( لدي مشوار... لقد تأخرت...))
وقبل ان يهم بالانصراف.....
(( ابي... هل انا هنا وحدي...))
لاول مرة ارى ابتسامته...
(( طبعا لا....نسيت ان اعرفك عليها...))
اشار لي ان اتقدم خلفه....
(( من هي ابي؟؟؟))
((جدتك..الا تعلمين انك ستسكنين مع جدتك؟؟؟))
لم اجبه...
لاني كنت احاول ان اكتم عبرتي....
كيف لي ان اعلم؟؟؟؟
انت لم تخبرني بشئ....
فقط اني ذاهبه للعيش معك....
حتى اني لم اتعرف على اخواتي او اخوتي
المفترض ان التقي بهم....
الا اني لم التقي الا بالخادمة هنا....
حتى في المطار لم يستقبلنا احد..
وكأننا جئنا خفيه....
فتح الباب.....
باب احدى الغرف....
كان امراة مستلقيه على السرير....
ما ان رأتنا حتى اعتدلت في جلستها...
وهي تبتسم...
دخل والدي...
وجلس قريب منها..
وقبلها على جبينها....
وهو يشير الي...
(( امي...هذه جلنار... احضرتها كما طلبت مني...))
يحدثها عني وكأنها تعرفني...
ولكن هل انا هنا بطلب منها فقط؟؟؟؟
مازلت واقفه مكاني...
(( جلنار... ادخلي سلمي على جدتك....))
كانت تبتسم لي بترحاب...
احببت ابتسامتها
ونبرة صوتها الهادئة....
(( اهلا اهلا..ابنتي.جولل. اسمك صعب علي.... ))
كانت تمسح براحة يدها على راسي...
وهي تنظر الي...
(( ماشالله.... كم انت جميلة حفيدتي..... لكن لا شبه بينك وبين والدك...))
وهي تشير لوالدي...
(( لا بد انها تشبه اهل والدتها.... ملامح ليست بالعربية....))
(( امي.. هي جمليه مثلك,,,))
لاول مرة اسمعه يمازح احدا...
تشير له بأصبعها...وكأنها تهدده
(( لست بيضاء البشرة مثلها...لا تكذب...))
وهي تهمس لي...
(( رائعة بالحجاب بنيتي...))
والتفتت لوالدي...
(( لم اخبرتني ان علينا تعليمها لبس الحجاب؟؟؟))
ابتسم لها والدي....
(( لم اعلم انها ارتدته امي...كانت مفاجأة لي انا ايضا...))

كان يتحدثان وانا صامته
تبدو هذه السيدة التي تدعى جدتي سعيدة بوجودي...
وابي سعيد كذلك..
ولكن لسعادتها هي....
اخبرني ان غرفتي قريبه من غرفة جدتي....
مازلت في حيرة...؟؟؟
اين هي العائلة التي تنتظرني؟؟؟
جائت الخادمة لتصحبني لغرفتي.....
كانت غرفة واسعه فعلا...
ومجهزة بأثاث راقي....
شئ من الرضا تسلل بداخلي قليلا...
يبدو ان هناك ما فعله ابي من اجلي وان كان قطع من الاثاث...
ولابد ان اشكره على ذلك....

(( والدتي.... هي ستبقى معك..تعرفين ابنة عمي والاولاد يرفضون وجودها في المنزل....
لم يرغبوا حتى في التعرف عليها..... وكما اخبرتك امها رمتها عليّ...وليس لي الا ان احضرها للعيش معك...))
كلماته كانت كما السهام
التي ادمت قلبي....
تسللت من المكان الى غرفتي.....
واغلقتها علي....
بعد ان اصبحت في عالمي الجديد



الشاطئ الــ 51
الموجة الثانية..




كان لقائي بوالدتي مؤثر جدا..
بكت كثيرا وانا مقبل عليها...
فيما والدي رحب بي ولكن...
بدت مشاعر ضيقه من تصرفاتي واضحه من نظرات عينيه الي...
حاول اخي عبدالله وبرفقة محمد ان يغيروا من جو اللقاء
تركتهم بحجة رغبتي في الراحة...
لم انم منذ اكثر من 10 ساعات...
وراحتي بسماع صوتها...
اخبرتها ان تتصل بي...
لكنها لم تفعل للان...
ربما خطها لا يعمل...
تحتاج لوقت لتتمكن من الاتصال بي....
اشعر بالارهاق...
الارهاق من التفكير...
لدي الكثير لمواجهته...
واولها نظرات الضيق من والدي..
ان كانت مجرد نظراته اثرت بي بهذا القدر ..
فكيف لي ان اخالف اوامره....
الامور تصعب اكثر واكثر....
ولكن.......................
حديث عمتي طمئنني كثيرا...
اخبرتني انها ستكون بجانبي...
لن تجعل ابي يغضب مني....
كما ان عبدالله بدى مختلف ...
متحمساً لخوض هذه التجربة معي...
(( اعلم انك متعلق بهذه الفتاة...فكيف لا اكون بجانبك...))
واضح انه غارق في الحب
والا لما جائه هذا الاحساس.....
لن ابعد هذه الافكار عني الا بالنوم...
لابد ان انام الان...
قد اهدأ بعدها...
واعيد التفكير فيما علي فعله....



الشاطئ الــ 51
الموجة الثالثة...


(( اخبرتني انك ترغبين بمناقشة البحث معي.....))
(( لقد ارسلته عن طريق البريد الالكتروني لدكتور سعيد قبل ساعه فقط....))
(( قبل ان اطلع عليه؟؟؟؟))
(( اعتقدت انك مشغول.....))
اطال النظر اليّ
لم يعلق على حديثي....
شعر بعدم رغبتي بالاجتماع معه
والتهرب منه...
منذ تلك الليله...
وانا في صراع بداخلي..
اقلق من انصرافه عني....
وفي نفس الوقت...
اخشى من وجوده معي....

ولكن.............................................. .........
شئ من الهدؤ تسلل بداخلي ما ان استقر في الغرفة القريبه من غرفتي...
كانت غرفة مغلقه مسبقا
لم ادخلها قط...
حتى عندما نقل حاجياته للاعلى رفض ان تدخلها رحمة ...
رتب حاجياته بنفسه....
احترت في امره
كما احترت في امور كثيرة....
ومازالت مشاعري متضادة ما ان ادخل غرفتي...
وألمح العلبة المخملية...
اتجنب فتحها....
لكني لا اقوى على تجنب النظر اليها....
لم اقوى على رفضها....
لم افكر ان اعيدها اليه....
ولكن....
يستحيل ان يراه يزين اصبعي....
احيانا...
اراه يتسلل بنظره لاناملي...
او قد اكون اتصور ذلك....




الشاطئ الــ 51
الموجة الرابعة...


في ممرات الجامعه
الحظ نظرات الجميع
لابد انهم يلحظون التغيير الواضح في لباسي...
وقد لا يعجبهم...
ولكن يعجبني كثيرا....
وهذا ما يهمني الان...
لم احاول ان اشغل نفسي بنظراتهم اكثر...
حتى لمحته معها....
مع الاستاذه غادة...
كان برفقتها ..يتحادثان....
بكل جاذبيتها وفتنتها تقف امامه...
المح نظرات منها اليه
نفهمها نحن الفتيات....
نفهمها جيدا...
ولكن هو...ماذا عنه؟؟؟
لا افهم هذا الرجل ابدا....
هل هو مهتم بها؟؟؟
ام مجرد علاقة عمل ودراسة فقط...
هل يفهم معنى نظراتها وابتسامتها له....
مشاعر غريبه اخترقت وجداني....
لأول مرة اشعر بها....
هل هذا ما يسمى الغيرة....
وما علي ان افعل لحظتها؟؟؟
اصمت؟ انسحب؟ام ادافع عن مشاعري؟؟
وبمكر النساء تقدمت نحوهما....
(( مرحبااااا.......))
بنبرة واحده....
(( اهلا.... زينة...))
لم التفت لها....
نظرت اليه هو فقط....
(( عبدالله ..كيف حالك...؟؟؟ رائع ان التقيك هنا.......))
كنت ابتسم له هو فقط...
سعيدة جدا بوقوفي بينهما....
لا ادري هل هي لحظات ام اكثر....
انسحبت الاستاذه غادة لحظتها...
وانفردت زينة بــ عبدالله رغم جموع الطلبة والطالبات في الجامعه
لكن هذا كان شعوره هو.....
لا يرى غيرها.....
لم يقوى على ابعاد نظره عنها....
سعيد جدا...
بمظهرها المختلف....
تنورة سوداء واسعه.....
وقميص ابيض باكمام طويلة....
وشعرها.... بطبيعته بدون تجعيد...كعادته...
لكن ينقصها شئ واحد....
لحظتها ............................................
(( زينة.... هناك ما احضرته لك....))
ابتسمت لي...
(( حقا؟؟؟ ماهو؟؟؟))
(( افضل ان تريه بنفسك.... اين ذاهبه الان...))
(( سأعود للمنزل.....))
رافقتها لموقف السيارة......
وطلبت منها ان تنتظرني....
(( سأحضر بسيارتي.... لحظات فقط...))
فعلا بعد لحظات.......
عدت اليها.....
نزلت من السيارة وهي بابتسامة تنظر الي....
كنت احمل الكيس في يدي....
تعمدت وضعه في السيارة.....
كي اتشجع في تسليمه لها...عندما نلتقي...
(( هذا لكِ...اتمنى ان يعجبك....))
كنت انظر اليه وابتسامتي لم اقوى على اخفائها
لم تهمني الهدية
الا ان اهتمامه بي وفكرة انه بحث لي عن هدية فهذا يعني اني اشغل تفكيره
كما هو فعل بي.....

انصرف بعدها....
خارج الجامعه...
في غرفتي............................................. ....
اغلقت الباب بحركة سريعه....
كنت متشوقه لاعرف ما يحويه الكيس...
كانت قطعة قماش
من الحرير الراقي
بلون ابيض سكري...
رفعته باطراف اناملي..
قطعه صغيرة....
تكفي ان تكون..........
وفعلا.......
نظرت للمراة....
وانا اضع هذه القطعه على رأسي...
لففتها كما تفعل نورس...
رغم ان الامر بدى صعبا في البداية...
لكن.......
استوعبت معنى هديته....
كانت حجابا لشعري....
بدوت مختلفة.... مختلفه كثيرا....
ما قد تكون ردة فعله لو رأني عبدالله؟؟؟؟

نهاية الشاطئ الــ 51




yassmin 11-11-10 04:29 PM







الشاطئ الــ 52
الموجة الاولى....



قبل منتصف الليل............................................. ...................................
لم يشعر بوجودي ما ان لمحها
تاهت منه االكلمات
بدى مرتبكا وهي تتقدم نحونا
وضاع مع ترحيبها
غاب عن العالم
لا يرى غيرها
فضلت الانصراف لم احتمل هذا الموقف
لم التقي يوما برجل لم يمدح جمالي ولو بكلمة
رغم ان هذا لا يستهويني
ولكن .....
كنت انتظر منه
من عبدالله
الا اني بت شبه متأكده ان اخرى في حياته
وقد تكون هي
(( زينة....))

لطالما كنت واقعيه في كل اختياراتي وقراراتي
والان.....
لابد ان اضع حدا للخيالات التي اعيشها منذ ان عرفته
فكرت بالاتصال به
ترددت كثيرا
ولكني فعلتها
رحب باتصالي
ربما شعر ان لدي ما اقوله
حاولت وحاولت ان اكشف له مشاعري لكني فشلت
فشل ذريع
بعد ان فاجئني بسؤاله
(( هل للحب ان يجمع شاب بفتاة وان كان هناك فارق بالعمر والتفكير؟؟؟))
(( لم لا؟؟؟؟))\
(( حتى وان كانت عشر سنوات فرق في العمر؟؟؟))
ادركت انه يعيش قصة حب
مع فتاة صغيرة
تخالفه في الافكار
وبصعوبة اجبته
(( الحب لا يعرف الارقام....))
(( والتفكير؟؟؟؟ ان اختلفنا فيه؟؟؟))
(( الا تستحق ان تجهد نفسك من اجلها... وتقنعها بأفكارك...))

لا شعوريا صرت اقنعه بها
بالتمسك بهذه الفتاة
وصورة زينة امامي....
لابد انها حبيبته
التي جفاه النوم في هذا الوقت بسببها.....


الشاطئ الــ 52
الموجة الثانية


بعد منتصف الليل............................................. ..........................
لم استطع ان اغالب الارق
وارهقني التفكير...
وهذه العلبة المخملية مازالت امام ناظري....
قلبي يرغب بها
عقلي يرفضها وبشدة
وبهدؤ خرجت من الغرفة
بخطوات بطيئة نزلت للاسفل...

جلست اُقلب في قنوات التلفاز...
لا شئ مهم...
تذكرت عمتي
التي تقضي يومها مع المسلسلات...
كم كانت مدمنه عليها....
صرت ابتسم مع نفسي
وانا اتذكرها كيف كانت تتأثر مع المشاهد
كما انها تبكي احيانا
حتى كان خياله امامي....
جمدت مكاني....
وانا اكتم انفاسي....
والاكثر من ذالك...
اطراف اصابعي تشد على فستاني القصير الذي ارتديه....
اخذت وسادة صغيرة...
ووضعتها على ساقيّ المثنية على الكنبة...
(( نورس......))

التفتت لي ببرود مصطنع
وهي تبتسم
(( ألم تنامي؟؟؟))
لكنها لم ترد علي....اومأت برأسها بالنفي.....
جلست مقابل لها...
(( كنت مع د.سعيد وتحدثنا عن بحثك....))
لحظتها فقط...
تحركت من مكانها....
انزلت ساقيها من على الكنبة.....
واعتدلت في جلستها
لم اعلم ان موضوع بحثها
سيجعلها تفزع هكذا...
وبنبرات متردده...
(( ماذا قال لك؟؟؟))
(( يمدحك كثيرا...))
تغيرت ملامحها
بدى التوتر يتلاشى. شيئا فشئ.....
تحركت من مكاني.....
(( تتابعين القناة؟؟؟))
(( لا...))
كنت اشعر بأن التوتر عاد لها من جديد...
وبين الفينة والفينه تشد اطراف فستانها القصير....
فستان باللون الاخضر القاتم... بأكمامه القصيرة...
والذي اظهر بياض بشرتها....

(( سأعرض لك فيلم لابد انه سيعجبك....))

كنتُ جالسه مكاني....
بل جامدة..
فقط اناملي على اطراف الفستان....
وافكر كيف انه غلبني بحديثه
حتى اتفاعل معه
يعرف نقطة ضعفي...
الدراسة...

والان اخجل من مغادرة المكان....
فيما هو مشغول مع التلفاز...
التفت لي...
(( اشتريت هذا الفيلم منذ فترة... لقد شاهدته في السينما واحببت فكرته...))
لم اعلق على حديثه....
التفت الي..
(( لابد انك تحبين الافلام الرومانسية....))
وبنبرة منخفضه..
(( جميعكن تعشقنها...))
كان يتحدث عن الفتيات...
لابد انه خبير في ذلك....
ان لم يكن لديه معارف فتيات..
تكفيه زوجاته السابقات....
اخذتُ نفسا عميقا ..عندما خَطَرَ ذلك على بالي
هل يقضي مع سمر مثل هذه السهرات....

وكانت بداية الفيلم...
البطل وزوجته يستعدان للحفلة ....
وهما في قمة الرومانسية...
هل سأبقى اشاهد هذه المشاهد معه...
يرقصان معا... يتهامسان..يقبلان بعضهما..
وانا على صمتي...وجمودي.....

حتى كانت نهاية الحفل خروجهما معا...
وينتهي المشهد بحادث سيارة....
وهرولة الجميع في ممرات المستشفى...
(( ان لم يعجبك..لي ان اُبدله بفيلم اخر...))
(( لا بأس به...))
اخذني الفيلم عن كل مشاعر القلق والارتباك...
كنت مستمتعه به...
رغم مشاهده الاولى المؤلمة بعد ان فقد الزوج زوجته....
حيث نفذ وصيتها بأن يتبرع بقلبها لاي مريض...
التفتُ اليه...
((ما اسم الفيلم...))
(( return to me))"ارجع لي"

قالها بنبرة منخفضة...
ونظراته الي
تكاد تلتهمني....
اخذتُ نفسي بصعوبة...
وانا ازيح نظري عنه...
اخذنا الفيلم بأحداثه
لم تكن ابدا مشاهدة الافلام من هوايتي..
لكن ناصر بدى عليه انه مدمن افلام
لا يَفرق عن عمتي في ذلك..

لا ادري كيف بدت لي بعض المشاهد مؤثرة
رغم انها كانت عادية جدا....
كيف تمت عملية نقل قلب زوجته لفتاه اخرى....
و ردة فعل من حولها لنجاح العملية...

كان كل مشهد في الفيلم يعود بذاكرتي لايام مضت....
حاولت تجاهلها.....

ولكن هل كل هذه الاحداث تحدث في الواقع....
هل للبطل ان يعشق الفتاة التي تحمل قلب زوجته دون ان يعلم انها هي من تم التبرع لها بالقلب....

كم هو امر خيالي.....
ليس هو من عشقها..
حتى الحيوانات التي تراعهم زوجته سابقا...
تعلقوا بهذه الفتاة....


كانت مندمجة مع احداث الفيلم

في حين انا اعيش عالمها..
نظراتها وملامحها وجهها التي تتغير مع احداث الفيلم...
كانت متفاعله معه كثيرا...


لم احب الافلام الرومانسية يوما
ولكن شعرت ان قد هذا ما تحبه
ويجعلها تستمتع بالجلوس معي
وان كان لغرض اخر...

كنت ارى ارتباكها
عند اي مشهد يجمع البطل مع البطله.....

تتهرب من النظر الي....

حتى كانت نهاية الفيلم......
ولانه فيلم رومانسي لابد للبطل ان يتزوج البطلة.....
اعتدلت في جلستها
وكأنها تهم بالانصراف...
كنت ارغب ان نبقى مع بعض اكثر....
ففاجأتها بسؤالي...
*(( هل اعجبك الفيلم...))
(( نعم...فكرته بسيطة لكن ادائهما معبّر جدا...))
*(( تعتقدين احبها لانها تملك قلب زوجته؟؟؟ ام لشخصها هي...))
صارت تتحدث بعفوية...
(( قصه ليس لها ان تحدث الا في الخيال..كيف تجذبه هي بالذات ...فقط لأنها تحمل قلب زوجته.؟؟؟..))
*(( وقد تكون الفرصة جمعتهما....))
(( الظروف ساعدتهما لا غير....))
* (( لكن قلبه دله عليها..الا ترين ذلك...؟؟))
(( خيالات المؤلف...))
*(( الحب ليس خيال..انما حقيقة...))
التفتت اليّ بحركة سريعه....
(( الحب خدعه.... يخترعها من يرد ان يصل لغايته..))
تحركت من مكانها...
وقفتُ حينها مواجه لها....
(( لم نكمل حديثنا...))
بدت متوترة...
((ليس لدي ما اقوله ))
امسكت ذراعها (( ولكن لدي ما اقوله لك....))
حولت نظرها لقبضة يدي..
(( ابعد يدك عني... لا اتحملها...))
لم ابعد يدي عنها
بل شددتها لي....
(( لا تقولي خدعه..الحب لم يكن ابداً خدعه...))
(( وما ادراك انت؟؟؟؟))
قالتها بلهجة غريبه
شئ من الاستهزاء بين طياتها...
قربتها اكثر مني...
وانا قابض على ساعدها..وكتفها قريب من صدري....
(( تضنين انك كنت اخدعك؟؟؟؟ الهذا لم تقبلي خاتم الزواج مني..؟؟))
لحظتها رفعت نظرها الي..
نظرات حاده..
قاسية
موجعه ومؤلم لي...
صدرها يرتفع ويهبط...
بدت تتنفس بصعوبة...
(( لا تفكر للحظة انك سترى الخاتم في اصبعي....))
واكملت (( ثم كيف تقول انك لم تخدعني....كل ما فعلته لم تخدعني....سلبت عفتي ولم تخدعني.؟؟؟ رحلت وتركتني مع مصيبتي وانا معاقه مقعده....ولم تخدعني....))
نبرة صوتها كانت مرتفعه....
كتمت انفعالي,,,
وهمست لها
(( نعم...كل هذا حدث... لكن صدقيني لم اخدعك..... ))
وهي تبتعد عني..
(( وماذا يعني ان تتركني ملوثه بخطيئتنا...))
كلماتها كانت كخناجر في صدري....
تخترق قلبي
تدميه بعمق....
(( لم هذا التعبير القاسي...نورس انت انقى من هذه الكلمات.....))
اقتربت لحظتها
ودموع تترقرق في عينها
(( انقى.. عن اي نقاء تتحدث؟؟؟؟))
(( النقاء الذي المحه في عينك..واراه في كل لفتاتك..لست انا فقط..كل من يعرفك يشهد بذلك....))
(( لانهم لا يعرفون نورس الحقيقية..نورس التي دنست نفسها بدل ان تحافظ على اغلى ما تملك...
نورس انسانه لا تستحق تضحية عمتها ولا محبة عمها وابنائه الذين لو علموا بحقيقتها لقتلوها..لقتلوا نورس....))
اخذت نفسا عميقا وواصلت كلماتها...
(( تعلم كم عدد من تقدموا لي...
وانا اخترع الاسباب لرفضهم....
تصور لو لم التقيك...ما قد يحدث بي...))
(( لابد اننا سنلتقي...))
(( كيف وانت تعيش حياتك..وتاركني بخطيئتي اتوجع وحدي...))
ودون وعي مني...
شددتها الي من ذراعيها
وصرخت فيها..
(( نورس....هل تتلذين وانت تعطين نفسك هذه الصفات؟؟؟
تعاقبين نفسك؟؟؟ هل هذا يريحك؟؟؟ يخفف من وجعك؟؟؟ ام يزيد من قهرك وألمك؟؟؟؟
اجيبيني انت الان؟؟؟))

كانت تبكي...
ضممت وجهها بكفي...
(( لا تبكي نورس...))
ابتعدت عني قليلاً
(( لا تريدني ان ابكي و ان اواجه نفسي بحقيقتي...))
(( الحقيقة تختلف عن ما تصفين نفسك به..... لم ارى من هي اروع منك في كل شئ...))
(( اذاً لم فعلت ذلك وهربت عني؟؟؟))
وبدون وعي مني...
صرخت فيها...
(( لم اهرب..صدقيني لم اهرب...))
وكأنها تهمس لي...
((اذا ..ماذا تسمي ماحدث...؟؟))
(( انك لا تعلمين ما حدث معي...))
وبهدؤ اكثر...
(( ماذا حدث؟؟؟ قل لي..تكلم...))
تركتها ..ابتعدت عنها...((لا يهم ان تعرفي الان....كل شئ حدث وانتهى..وما اريدك ان تعرفيه....انك بعيده عن كل الصفات التي تتلذذين بتعذيب روحك وانت تصفين نفسك بها))
كانت مصره على سؤالها....(( لم لا تريد ان تقول ما حدث بعد تلك الليله...))
(( ومقابل ذلك؟؟؟؟ ))
(( ماذا تعني؟؟؟))
(( رفضت خاتم الزواج..اي انك مصرة على شرط الانفصال....
فهل يعني لك شئ تبريري لما فعلته في الماضي... ام انه سيكون مجرد حديث؟؟؟))

رفعت نظرها لي
كنت المح نظرات غريبه
لمعة لم اعدها في بريق عينها
التي طالما عشقتها
(( ناصر... هل تعني ان لديك اسباب لهجرك لي؟؟؟))
كانت قد هدأت قليلا....
اقتربت منها...
وانا امرر راحة يدي على شعرها
(( لم اتعمد جرحك او اذائك...
الظروف اجبرتني
اجبرتني ان اتركك بوقت لابد ان اكون بجانبك...))

كانت تنتظر منه ان يكمل حديثه
لكنه لم يفعل
(( تكلم ناصر...))
رسم ابتسامة على شفته...
(( للمرة الثانية تناديني بأسمي خلال لحظات....))
وأكمل...
(( ما تريدين معرفته احداث قاسية مررت بها...
اعلم انها ليست اقسى مما تحملينه بداخلك من حزن...
ولكن ... هل لي ان اطلب منك ان تنتظري....))
(( لماذا؟؟؟))
(( لست مستعدا للحديث فيها الان...
اعدك بأن اخبرك...
في الوقت المناسب...))








الشاطئ الــ 41
الموجة الثالثة



كانت مواجهه صعبة
لم يستعدا لها ابدا
لم يرتبا الحديث الذي لابد ان يدور بينهما
كانت قد باحت له بكل وجعها
لكنها ابدا لم تكن قادرة على استفزازه
لينطق
ليبرر موقفه
هذه الحقيقه
كانت تنتظر منه ان يبرر لها ما فعله
ان يدافع عن نفسه
ان يعتذر
لكنه ابدا لم يفعل
اكتفى بالدفاع عنها هي...
يبرر تصرفاتها ...
يُحسن من صورتها في عينها...
كان يمنعها ان تتلفظ امامه بصفات سيئة تنسبها لها
خارجة من اعماق روحها

لم تبوح بها يوما لنفسها
والان تصرخ بها في وجهه

كانت تسفزه بهذه الكلمات
ليدافع عن صورتها في عينه
لكنه .....
لمــ يتحدث عن نفسه.....
هل حقا هناك شئ حدث
يبرر هروبه عنها....
ام انها اختلقت امرا وصدقته...
لتعطيه مبررات لموقفه معها..

كانت تدافع عنه امام نفسها....
حاولت وحاولت ان تجعله يتحدث لكنه لم يفعل...
انه ينتظر وقتا مناسبا
لاتدري ما يعني بالضبط
لكنه وعدها ان يفعل


بدى الم جديد يخترق داخلي

ألم لم انتبه له الا بعد هذا الجفا الذي اعتدنا عليه....
هل قدري ان اتحول من ألمــ الى اخر؟؟؟

من ألـــمــ فراق اسرتي
الى ألمـــ خطيئة وقعت بها دون انتبه لنفسيــ

ومن ألمـــ سر اخشى ان ينفضح....
الى ألـــمـ ايام اقضيها مع جلادي....

ألمـــ هذه الايام قاسيه علي....
الم نابع عن قارا صعب
النفصال ام الاستمرار معه
لم اتصور يوما ان اجد حلا لاحفظ سمعتي من ما ارتكبته في الماضي
الا مع جلادي....
مع ناصر....
والان يا نورس....
ليس لديك ما تخشينه....
لك ان تعيشي حياتك....
ماالذي يمزق فرحتك.....
احاول ان اجد جوابا لهذه الاسئله
لكني ابدا لم استطع.....

وقرار الانفصال بات يلوح امام ناظري...
ماذا انتظر....
هل اصدق ما قاله لي؟؟؟
هل انتظر منه ان يخبرني عن كل ما اجهله
وما هي الامور القاسية التي تحدث عنها؟؟؟

وهل هذا سيبعد قرار الانفصال عن تفكيري؟؟؟
كان هذا شرطه ليخبرني بكل شئ؟؟؟


كانت لدي افكار احاول ان ارتبها....

انهي دراسة البكالوريوس..
واقدم لدراسة الماجيستير في الخارج...
ارحل بعيدا....
لعالم لا يعرفني فيه احد..
اعتمد على نفسي....
انال شهادتي...

وبعدها..اعود....
اعود لمن؟؟؟؟
عمتي باتت عائلة تلمها
وعمي لديه التزاماته.....

علي ان افكر جيدا في كل قراره اعتمده

هل ابقى معه...اجد مبرر لكل تصرفاته معي سابقا؟؟؟
ام اترك كل شئ خلفي
واسافر..لاكمال الدراسه
اما ما بعد الدراسة وقتها يمكن ان يمهد الله سبحانه وتعالى لي الطريق...

لا ادري لم خَطَرَ ببالي هذه الفكرة.....
فكرة الزواج
فليس للفتاة الا الزواج....
هل لي ان ارتبط بغيره بعد انفصالي عنه؟؟؟

فكرة بدت غريبه..
بقيت لحظات طويله احاول ان استوعبها...

انفصالي عنه نهاية ما بيننا..
ولي ان اعيش بعدها حياتي كأي فتاة....

ترقرقت دموعي لحظتها.....
هل فعلا الانفصال هو النهاية؟؟؟؟
هل سأنسى كل هذا؟؟؟؟
لطالما ظننت ان خلاصي من هذه المشكلة ينهي كل الامي...
لكني اكتشفت اني لست على صواب....
هناك جرح بداخلي...
لا يندمل ابداً

الشاطئ ال 52
الموجة الرابعه

في زاوية من هذا العالم الصغير.......
وفي بكرة الصباح......
التي تتلون فيه كل الكائنات.....
الا حياتي بلا لون ...
بلا طعم...
و ما يجعل انفاسي متواصله هي جدتي....
جدتي هذه السيدة الرائعه بنظري...
الام الحنون....
بوقت مرمية ببيت كبير لا احد معها....
ولا احد يزورها...
لا ابناء ولا احفاد...
ولكنها...
لا تكف عن السؤال عنهم....
وتبدأمن الصباح الباكر....
بعد الافطار مباشرة...
تنادي الخادمة..
وتطلب منها الاتصال بأحد ابنائها او احفادها...
وكل يوم اتصال لاحدهم....
وان اجاب على مكالمتها.... التي لا تطول كثيرا....
تنتهي عادة بوعد الزيارة لكن....
لا اجد احد يزورها..
حتى والدي....
مرات قليلة خلال الايام التي جلستها معها.....
لم اشعر في هذا البلد ما يشعرني بأني انتمي له...
ولم احبها الا هي.....
لم اجد في والدتي ما وجدته بها....
تدقق بكل شئ....
خاصة اوقات الصلاة.....
وكم يضحكني... شكلها وهي تتسلل لغرفتي عند صلاة الفجر لتتأكد اني اؤدي الصلاة....
وكثيرا ما تحادثني بأمور لا افهمها...
وعن اشخاص لا اعرفهم....
لهجتها صعبه علي..
لكني صرت استوعب شئ مما تقوله....
احب الجلوس معها...
من بعد ان كنت احبس نفسي في غرفتي...
وهي كذلك تعلقت بي....
كانت تماطل في ادويتها..
لكني اصبحت انا من يتابع معها مواعيد الدواء....
وطلال....
بقي على اتصال معي
مان ارسلت له رقمي الجديد
حتى صار يتصل علي دائما
بدى مرتاح كثيرا لوجودي مع جدتي
شعرت به مطمئنا علي
ولكني قلقه عليه
نبرة صوته تدل على ضيق يعيشه
ولكنه يرفض الحديث فيه
حاولت معه
ينكر ذلك ويبرر ضيقه ببعدي عنه
(( قريبا سأكون معك....لأخطفك كما وعدتك....))
((عند الشدائد تعرف الرجال))
(( ماذا؟؟ماذا؟؟؟))
(( اعتقد انك سمعت ما قلت....))
(( ومن اين تعلمت هذا المثل؟؟؟))
(( من جدتي ....))
(( ما اروعها.....))
(( من؟؟؟جدتي؟؟؟))
(( لا امثالك....))
منذ زمن لم اسمع ضحكاته
لقد ضحك كثيرا على اسلوبي في الحديث معه
كان يقول لي صرت اتحدث كما الكبيرات في السن
ربما لأني تأثرت كثيرا بجدتي...
جدتي التي احببتها اكثر من اي شئ في هذا البلد

انهيت مكالمتي معه
جدتي تناديني..
ربما تريدني ان اعطيها الدواء...
كم اسعد بمساعدتها
وكما تقول لي دائما
(( لم احب الالتزام بدوائي الا من يدك يا جميله...))
اعتادت ان تناديني جميله لان اسم جلنار بدى صعب عليها
(( كيف سأعتاد على غيابك بعد الان؟؟؟))
تعجبت من كلامها
كما انها لمحت استغرابي من نظراتي نحوها
حتى كانت كلماتها كالصاعقة
(( ابن عم والدك سعد ... علم بقدومك وطلب من والدك الزواج منك...))
لحظتها لم اتمالك نفسي....
صرخت بأعلى صوتي...
(( لا اريد.... لست لعبة بيده يأتي بي الى هنا ليرمي بي في هذا المنزل الكئيب ويقرر زواجي من شخص لا اعرفه...))
تفاجأت بكلامي..
صمتت لم تتكلم..
لم تعلق...
لكني اعلم انها ستخبر والدي.....
بعد دقائق كان اتصالي مع طلال....
و هذه المرة كانت المكالمة مختلفة...
(( ان كنت فعلا تريدني زوجة.... تعال بسرعه وخذني من هنا.....))



الشاطئ الــ 52
الموجة الخامسة



وفي مساء اليوم نفسه.............................................. .............
(( تفهم ما اقول ....عبدالله...جلنار سيزوجها والدها.... كيف تريدني ان انتظر؟؟؟؟))
(( هل ستذهب لها لوحدك؟؟؟))
(( وان فعلت....))
(( يستحيل ان يقبل والدها خطبتك لها وانت بدون اهلك....))
(( ليس لدي حل....))
كان طلال يحادث اخيه بعصبية...
وهو يضع ملابسه بشكل عشوائي في حقيبه صغيرة....
دون ان يلتفت له...
(( بعد منتصف الليل رحلتي...سأكون هناك الفجر....وفي الصباح التقي بوالدها...))
(( وان رفض؟؟؟))
جمد طلال فقط نظراته المرعوبه باتجاه عبدالله...
وبالكاد اخذ نفس... وهو يسحب حقيبته...
(( اخذها الى بريطانيا ونتزوج هناك؟؟))
(( طلال؟؟؟؟ تريد ان تهرب معها؟؟؟))
(( كما تريد ان تسميه....لكني لن اتركها....))
شعر عبدالله انه غير قادر على اقناع طلال ابدا.....
تركه وقصد غرفته....
واخذه التفكير ان يخبر عمته....
ولكن...ماقد تفعل عمته..والامر ازاد صعوبة....
طلال سيخطبها من والدها وشئ طبيعي انه سيرفض....
وبهذا سيتصرف بجنون ويهرب معها...
عمته حامل ولن تتحمل كل هذه الامور....
ولم يجده الا هو.......................................
(( ناصر... طلال سيسافر الليله الى جلنار....))
لم يستطع ان يعطي ناصر حلا لعبدالله.... الا انه طلب منه ان ياتي له للمنزل...
ليعالجا الامر معا...

خلال عشرون دقيقه............................................. ..........
كان عبدالله امام مدخل منزل ناصر.....
استقبله ناصر....
ودخل معه الصاله....
بدأ ان الحديث نفسه والعبارات نفسها..
ليس هناك من يتنازل العم فهد او طلال...
وفي المقابل الفتاة في بلدها تستنجد بطلال قبل ان يزوجها والدها...

المشكلة باتت في سفر طلال الان....
كيف سيتصرف...وضعه النفسي لن يحتمل رفض والدها الاكيد....
حتى كان قرار ناصر....
(( انا سأسافر معه...))
(( تسافر معه؟؟؟))
(( على الاقل لنطمئن عليه هناك ونتحكم في تصرفاته...))
لم يجد عبدالله ما يقوله لناصر.....
لحظات واتصل ناصر بمكتب السفريات...
الا انه لم يجد حجزا الا في اليوم التالي....
عبدالله...(( من المفترض انا من يسافر...ولكن دوامي الجديد قد بدأ ومن الصعب ان اتغيب...))
ناصر...(( لا تحمل هماً... انا هنا مثل اخيك.... ))
عجز لسان عبدالله عن الحديث امام ناصر....
لا يجد كلمات الشكر التي يستحقها
وكم يرى ابنة عمه محظوظه به
محظوظة كثيرا ان يكون زوجها بهذه النخوة....

غادر عبدالله المكان...
وكل تفكيره مع احداث اليوم المفاجأة
وما قد تكون ردة فعل والده لو علم بما حدث...
وبسفر طلال...
صعد سيارته...
وكل هذه الافكار تتزاحم في رأسه...
حتى انتبه لصوت تنبيه من سيارة خلفه...
وفي اللحظة الاخيرة ...
توقف... نظر للمراة الامامية...
شعرة تفصله عن السيارة التي خلفه...
نزل بسرعه....
بدى مشتت الافكار فعلا...
ولم يميز السيارة ولا صاحبة السيارة
وقف مكانه وهو ينظر اليها يريد ان يستوعب ما يرى...
كانت تتقدم نحوه..
بابتسامة على شفتيها الصغيرة....
(( عبدالله؟؟؟ مابك؟؟))
لايدري ما عليه قوله
كان في صدمة من اخيه طلال
والان صدمة اخرى بمظهر هذه الفتاة التي امامه...
ذات الوشاح الحريري...
ادرك موقفه ونطق اخيرا
(( اسف..كدت اصدمك...لم انتبه....كنت......))
وبلع باقي الكلمات
وهو ينظر اليها...
بدت مرتبكة او خجله
لاول مرة تمر بهذا الشعور..
لم تخجل يوما من شاب او من نظراته او حديثه...
لكن هذا الشاب يختلف عن الجميع...
(( ادخلي.... لا تبقي واقفه في الخارج...))
اومأت برأسها....
وهي تبتسم...
دخلت المنزل...
ومن فرط سعادتها
شعرت بنفسها تطير..لا تسير على الارض....
كان ناصر يحادث نورس في الصاله...
حيتهم بصوت عالي...
فقط التفتا لها...
فيما نورس ابتسمت لها..
عاد ناصر بنظره الى نورس...
(( زينة معك.... ))
والتفت الى زينة...
(( زينة سأسافر لمدة يومين فقط واعود....ابقي مع نورس...))
لم ينتظر منها تعليقا...
غادر المكان بسرعه...
فيما اتجهت لها نورس...
(( زيون...ماذا ارى؟؟))
وهي تبدي عدم الاهتمام...
(( ماذا ترين؟؟؟ وشاح يغطي شعري...الا يعجبك...))
(( تبدين رائعه....))
وبدلال....
(( احضره عبدالله هدية لي..))
(( عبدالله؟؟؟؟))
(( نعم عبدالله...مابك مستغربة....))
(( فقط استغرب تصرفه لا اعتقد انه يحب مجاملة الفتيات...))
(( لكني اختلف عن كل الفتيات...))
(( ماذا تعنين؟؟؟))
(( لم تريه كيف كان ينظر الي.....قبل دقائق..))
(( وماذا قال لك؟؟))
(( لا شئ.... بصوت عالي طلب مني ان ادخل المنزل....))
ضحكت نورس بصوت عالي
هذا عبدالله الذي اعرفه...
وليس صاحب الهدايا....
لحظتها كان رنين جوال زينة....
امسك جوالها...
وغابت نظراتها في الشاشة...
(( زيونه من المتصل..))
ببرود...
(( ليس اتصال انها رساله من عبدالله.....))
اعطت زينة الجهاز الى نورس...
لتقرأ الرساله...
(( رائعه انت بزينة شعرك الجديدة.....))
اعطت نورس الجهاز الى زينة...
(( زينة عبدالله لا يعرف في قصص الحب.... اعتقد انه سيحدثك ليطلب ان يكون كل شئ رسميا...))
ضمت زينة كفيها ببعض...
(( صحيح ما تقولين... تتوقعين ذلك؟؟؟؟))
(( هذا ما اعرفه عن عبدالله.... ان كان يحمل لك مشاعر خاصة..فأتوقع ان يفعلها...))
قطع حديثهما رنين جوال مرة اخرى...
غمزت لها زينة...
(( اعتقد ان هناك عاشق اخر ينتظر حبيبته...))
وهي تتظاهر بالامبالاه...
فتحت الرساله...
رساله ناصر وهل غيره ...
(( هل تقبلين دعوتي على العشاء الليله ...بدون اصطحاب الفضولية التي بجانبك...))

نهـــــاية الشاطئ الــ 52



yassmin 11-11-10 04:30 PM




الشاطئ الــ 53
الموجة الاولى....
(( هل تقبلين دعوتي على العشاء الليله ...بدون اصطحاب الفضولية التي بجانبك...))
بجمود كنت انظر لكلماته في الشاشة...
وبحركة سريعه...
مدت يدها لتسحب الجهاز...
وتسرق كلمات الرساله بنظرات سريعه...
لم تكن لدي اي ردة فعل....
بقيت مكاني...
بعد ان وضعت زينة الجهاز في كفي واتجهت ناحية السلم...
وبصوت عالي.... وكأنها تحادث عمها
(( اطمئن .... الفضولية مرهقة وستدخل غرفتها حالا...))
حينها تحركت ناحيتها...
وشددتها من ذراعها...
وقبل ان انطق...
سمعته يرد عليها...
(( سمعتك.... واتمنى ان تفعليها دون ان تزعجينا...))
كنت تائهه بين مزاحهما....
صعدت زينة السلم..
وانا خلفها بتردد...
لابد انه واقف عند طرف السلم والا كيف سمع صوت زينة...
وفعلا...
كان واقفا ينظر الى زينه...
وهي تتظاهر بالزعل...
وتهم بدخول غرفتها...
فيما انا بارتباك...
اعد خطواتي...
(( انتظرك نونو....))
التفت اليه....
(( نذهب الان؟؟؟))
(( اعتقد ان الوقت مناسب...))
(( اعني ان غدا ستسافر ولابد ان ترتااح...))
اقترب مني..
اقترب كثيرا
حتى اني كتمت انفاسي...
وهو يلاعب خصلات شعري...
(( سأكون مرتاح اكثر وانا معك ...))
لم اعلق على كلامه اسرعت نحو غرفتي...
(( انتظرك...))
دخلت الغرفة وعقلي ليس معي...
فتحت الخزانه..
وجلست على طرف السرير
لست اعرف ما علي ان البس وما علي ان افعل معه
فهذه المرة الاولى التي يدعوني فيها...لطالما انشغل كلانا بالدراسة والعمل
لا اعلم كم مضى من الوقت وانا بوضعي هذا..
حتى سمعا طرق الباب...
فُتِحَ بعدها...
(( نونو انتظرك....))
التفت اليه ببرود لم اجبه
فقط انظر اليه
بعد ان اخترقت رائحة عطره انفاسي
قبل ان تطبع صورته في مقلة عيني...
ادركته امامي
بكامل اناقته
بثوبه الناصع البياض..
اقترب مني وهو يحرك نظارته الطبية ذات الاطار الابيض بطرف اصبعه
(( نونو...مابكِ؟؟))
لم اجبه...
وكأني بلعت لساني...
جلس قريب مني ووضعه ذراعه على كتفي...
وهمس لي...
(( لابد انك سمعت حديث عبدالله...))
واكمل...
(( طلال سافر بدون تفكير الى الفتاة التي يحبها...لم يفكر بعواقب الامور...))
اومأت برأسي
اشارة الى اني اعلم بذلك
ابتسم لي..
(( هل ترين تصرفه مجنون؟؟))
وبالكاد ارتبطت الحروف ببعضها
((ربما يكون جنون..وجلنار هي المحظوظه بهذا الجنون.))
(( ولستِ اقل حظ منها.....))
التفت اليه بحركة سريعه
لم افهم ما يعني...
قرب كفه من ذقني..
وهو يبتسم لي...
(( اصابني الجنون نفسه...
وانا اسمع اسمك...))
فتحت عيني اقصاها...
لا ادري عن ماذا يتكلم
واكمل...والابتسامه واضحه اكثر على محياه
(( ردة فعلك ليلة زفافي من سمر..واضحة في تسجيل الفيديو...))
لم اصدق ما يقول...
(( انا؟؟؟؟؟؟؟))
(( نعم انتِ... لم اصدق ..الا ان المعلومات التي ذكرتها سمر اكدت لي ان الفتاة هي نورس الحلم الذي عشته في المانيا...))
ودون تفكير اخذت قراري بالعودة))
والعمل في الجامعه التي تدرسين بها
وتدريس المقرر نفسه التي تدرسينه
ضاربا بعرض الحائط اصرار زوجتي و رفضها العودة
لأتركها مع والدها))

اقترب مني اكثر واخذ يهمس لي...
(( هذا احد اسراري..قد بحته لك ...
حتى تعلمي ماذا تعنين لــ ناصر قبل ان يتزوجك...))
تحرك من مكانه بعدها
وانا باقية على صمتي
وما ان اقترب من الباب
(( نونو ستبدين رائعه بالعباءة....))
صرت اتحرك في الغرفه دون وعي او ادراك
وافكار كثيرة تجول في عقلي
ولكن ليس وقته
لابد ان اجهز الان



الشاطئ الــ 53
الموجة الثانية....



بعد صمت طوال الطريق
وصلنا لاحد المطاعم الايطالية المعروفه
وكما طلب مني.... لبست عبائتي.... ووشاح اسود....
وهو بثوبه الناصع البياض والشماغ الذي يزيد اناقته...
كنت اراه في منتهى الاناقه
حينها....
اصطحبني لداخل
وهو ممسك بكفي
لاول مرة يفعلها
ولاول مرة لم اعترض على ملامسته لي...
(( هل سبق ان اكلت هنا؟؟....))
(( لا.... ))
لحظات واستقبلنا العامل..
اختار ناصر زاوية مغلقه...
(( ما رايك؟؟؟ ام تريدين مكان مفتوح...))
(( هذا افضل....))
اخذت مكاني مقابل له...
كان الهدؤ واضح عليه
بدى مرتاحا
فيما انا قلقه لا اعرف لماذا...
حتى اني لم افكر في اختيار الاطباق
طلبت منه ان يفعل بدل مني...
كنت صامته فيما بدأ يختلق الحديث..
من موضوع لاخر...
ديكور المطعم... زياراته له في اكثر من دوله..
وانا باقيه على صمتي..
(( نونو لم انت صامته..))
(( ليس لدي ما اقوله...))
(( طبعك... تلتزمين الصمت دائما..لم تتغيري...))
كان ينظري الي وابتسامته المعهودة على محياه
ابتسامه لم تسحب مني الكلام..
جعلتني ابتسم فقط..
غمز لي حينها
(( واخيرا رأينا ابتسامتك...))
قطع حديثه دخول العاملة...
وضع مجموعه اطباق
وعادت ادراجها
بدى شكل الاكل مقبولا بعض الشئ...
قربها مني...
(( سيعجبك ذوقي.. ))
شرعت في تناول الطعام..
وهو كذلك...
فعلا...
اعجبني الاكل...
ونسيت ارتباكي وقلقي...
حتى,,,
حتى انتبهت له...
وهو يمسح ثوبه بالمنديل
واضح انه اتسخ بشئ من الصلصة
(( نونو هل هناك اثر لصلصة على الثوب؟؟))
وهو مازال يمرر المنديل على الثوب,,,
(( لن تزول بالمنديل.....لدي معقم...))

كنت منهمك مع هذه البقعه اللعينه على الثوب....
حتى رأيتها تتحرك من مكانها باتجاهي...
وفي يدها زجاجة معقم صغيرة...
جلست بجانبي..
وضعت شئ من المعقم في المنديل..
واخذت تمسح البقعه...
(( تعلمت هذا من صديقتي...لذا احمله دائما معي..))
واكملت...
(( انظر..ليس لها اثر واضح....))
كانت راحة كفها مازالت على صدره...
وقبل ان ترفعها
وضع كفه على كفها
لحظتها فقط انتبهت نورس لوضعها معه
كانت تشعر بدقات قلبه
رفعت نظرها اليه
كاد يأكلها بعينيه
حاولت ان تسحب يدها من اخطبوط كفه
لكنها لم تقوى
وربما لم ترغب
بقيت على حالها
وقد خملت كل عضلات جسدها
(( هل تخشين قربي...))

قرب سبابته من شفتيها...
اربكتها الحركة اكثر...
وبحروف ترجف..
(( ارجوك ...ناا صر...))
وصار يحرك سبابته بحركة شفتيها
وبحركة سريعه
امسكت بمعصمه وابعدت كفه عنها
كفه التي بقيت قريبه من كتفها
في حين هو يلحظ ارباكها
كان يرى خوفها من ان تضعف امامه
مرر اصابعه على خدها
فيما ذراعه الاخرى على خصرها
(( نونو...اهدئي...))
ودون اي مقاومة منها
بل انها القت بكل اسلحتها امامه
تشعر انها لا تقوى على الحركة
لا انها لا ترغب ان تبتعد عنه
كم تحتاج لحظن يضمها
يعزلها عن الامها وكوابيسها
حظن يكون من حقها
دون ان تشعر انه ثقل مُلزم به
وها هو امامها
زوجها هي فقط
يريد قربها اكثر منها
يحاول ان يجذبها اليه بكل الطرق
لاول مرة تقاوم عنادها
و تستسلم له
افاقت بعدها...
وما كانت ردة فعلها سوى
انها غربت بوجهها عنه..
وهي تدخل قصاصات شعرها تحت الوشاح...
(( اريد ان اعود...))
(( كما تريدين...))
كانت تتبعه..
ومازالت انفاسه بصدرها..
ولمساته على شفتيها...
لم تشعر بمن حولها..
فقط تتبع خطواته..
حتى............................
لمحته قد توقف
مجموعه من الشباب والفتيات....
رحب بهم
وانصرفوا الا واحده
كانت تحادثه
قريبه منه...
قريبه جدا...
لم تلمحها جيدا...
اقتربت نورس نحوهما...
وكانت المفاجأة انها سمر....
نعم لابد انها هي...
ولكن بدت مختلفه بعض الشئ...
بدت اكثر اسمرارا...
وشعرها مجعد...
فهي بدون حجاب...
رفعت سمر نظرها نحو نورس وابتسمت....
لحظتها....
التفت ناصر خلفه...
واشار لنورس..
(( نونو حبيبتي ...لم انت واقفة بعيدا...))
ما ان اقتربت اكثر..
حتى احاط بذراعه على خصرها....
وهو يرسم ابتسامة صفراء وكأنه يودع سمر....
تقدما معا...
لتصبح سمر خلفهما...
في حين هو يقرب شفتيه من اذن زوجته وكأنه يهمس لها
(( اريدك دائما بجانبي..لا تسيري خلفي...فأنت نصفي الثاني...))
حدث كل هذا بسرعه
كانا بعدها في السيارة...
وهي صامته
ولكن لا تقوى على اخفاء ما بداخلها عن نفسها على الاقل
في ماذا كانا يتحادثان؟؟؟
بودها ان تسأله...
لكنها لم تجرأ على ذلك...
حتى بدأ هو الحديث...
(( لم اتوقع لقائها ابدا...))
(( سمر؟؟))
(( نعم....))
(( لم اعرفها في بادئ الامر...))
(( معقول؟؟؟))
(( بدت مختلفه ...))
(( ربما... لكنها تحب ان تضع هذا المكياج الذي يزيد من اسمرارها...
واكمالا للمظهر لابد ان تجعد شعرها...))
(( اعني انها بدون حجاب...))
(( سمر؟؟؟؟ ليست متحجبة... ربما هنا فقط ترتدي ما يغطي شئ من شعرها..ولكن في بريطانيا لا ترتديه ابدا..))
كانت تسمعه
وهو مسترسل في الحديث عنها
ربما انتبه لنفسه..
عندما التزمت نورس الصمت
(( اسف...اسف ان ضايقتك بحديثي...))
ودون ان تنظر اليه..
(( لا داعي للحديث عنها في غيابها...))
التفت لها وهو يبتسم
دون ان يعلق...
وصلا المنزل...
ولكن..
مازال شئ في صدرها
يجول بقسوة...
يحرك مشاعر غريبه
مشاعر تخلصت منها منذ فترة والان تعود اليها من جديد
وقبل ان تنصرف لغرفتها....
التفتت اليه
وبجرأة لم تعدها منه
(( بماذا كانت تحدثك سمر ؟؟؟))
تفاجأ من كلماتها...
ابقى كفه على مقبض الباب وهو ينظر اليها
حتى استوعب ما تعني بقولها
تحرك باتجاهها
وهو يقترب منها
اقترب كثيرا
حتى كاد يلتصق بها
وهو يهمس لها...
(( لا شئ مهم....))
ادركت وضعها معه
ولابد ان موقفها واضح بالنسبة لها..
تسللت من امامه
نحو غرفتها
ولكنها سبقها في الدخول قبل ان تغلق الباب
(( لم تسالين نونو؟؟))
(( مجرد سؤال...))
وهو يقترب اكثر
((فقط؟؟))
وهي تحاول ان تنسحب من جانبه
(( ابتعد عني...))
اقترب منها اكثر ضايقها في الحركة
(( تغارين منها لانها فقط حدثتني...))
وهي تبعد نظرها عنه
(( لا يهمني...))
همس لها حينها
(( بلى يهمك...فأنا زوجك .. لابد ان تغارين من فتاة جميله تحادثني..))
التفتت اليه بعصبية...
(( لا يهمني تفهم... وان كلمتها... لا تنسى انكما عشتما كزوجين.... هل سأغار الان لانك حدثتها))
(( وهل يعني لك شيئا اننا عشنا معا؟؟؟))
نظرت اليه بحده...
وهي تضغط على اسنانها
لم تشعر بانه يحاول ان يستفزها
فقدت اعصابها
لترفع من نبرة صوتها
(( لم تهمني يوما...))
شدها من ذراعها...
ليقربها منه...
وهو يهمس لها..
(( عشت معها شهور..شهور كنت اخونها فيها كل يوم...))
كانت كلمة الخيانه مرعبه بالنسبة لها
بدت رجفه في كفها وهو تبتعد عنه...
وعينها في عينيه
عاد وشدها له من جديد..
(( نعم...كنت اخونها بتفكيري... كنت معها جسدا فقط..وعقلي معك....
طالما قارنتها بفتاة التقيت بها من سنوات وهي من تمنيتها زوجة لي..))

لم تتحمل كلماته...
شئ جديد تكتشفه خلال لحظات فقط...
وقد وعدها ان يعلمها بسبب هجرانه لها
لكنه واضح انه بدأ اعترافاته بالتسلسل...
وقريبا سيصرح بكل شئ...
تركها..
لم ترغب ان تظهر امامه مستسلمة لحديثه
اخذت نفسا عميقا ودون ان تنظر اليه
(( اخبرتك ان كل هذا لا يهمني...))
اقترب منها اكثر
وابتسامة على شفتيه
(( هل لي ان اودعك ... لأني سأخرج غدا مبكرا .. اذهب للجامعه اولا
ومنها للمطار...))
لم تقوى على الانسحاب من امامه
امال برأسه نحوها
وطبع قبلة على خدها
(( تصبحين على خير...))
لم تقوى حتى على رمش جفن عينيها...
جامدة مكانها
في حين هو يقابل ردة فعلها بابتسامة
حتى نبهها رنين الجوال
التفتت ناحية حقيبتها
وباستغراب وكأنها تحادث نفسها
وهي بالكاد تستطيع ان تسترجع انفاسها المكتومة
(( من المتصل هذا الوقت...))
كان يهم بالخروج الا انه تراجع
ووقف ينتظرها ان ترد
استغرابها من الاتصال اثار فضوله
وهي مازالت تحت تأثير ما فعله ناصر معها قبل لحظات
بالكاد خرجت الحروف من بين شفتيها
(( اهلا عمتي... لا..انا مستيقظة.... ناصر كذلك ...هو معي....))
لم تستطع الحديث اكثر
نظرت اليه
وهي تمد يدها بالجهاز ناحيته
فهم ان عليه ان يحادث العمة فريدة
(( اهلا عمة كيف حالك؟؟؟))
(( انا بخير ... هل صحيح انك ستذهب الى طلال؟؟؟))
(( نعم عمة...))
(( لا اعرف كيف يفعلها طلال... وان ذهب وطلبها كيف يخطر ببالها انهم سيوافقون دون حضور اهله...))
(( لم كل هذا القلق عمة..انا سأتصرف...))
(( انا قلقه على طلال..لن يتحمل اي صدمة....لن يتحمل رفضهم وهذا امر مؤكد...))
(( لذا سأكون معه,,, اهتمي بصحتك...لا تحملي هماً....))
كانت تحدثني بقلق..ليس بقلق وانما برعب...
كل ما يهمها مشاعر طلال....
اي قلب تحمل هذه السيدة...
ولكي اهدأ من روعها...
(( عمتي فريدة ...اوعدك بأخبار تسرك خلال يومين....))
لحظتها تغيرت نبرة صوتها...
(( اسمح لي على ازعاجك....وانتبه لنفسك...))
انتهت المكالمة وعقلي مع هذه السيدة
وقلبها الكبير..
كانت نورس جالسه على طرف الكنبة ..
دون ان تلتفت الي ..
اتجهت اليها..
وضعت الجوال بجانبها..
ومحاولا مداعبتها..
ضغطت على خدها بطرف اصبعي..
(( من حقك ان تتدللي عليّ ان كانت هذه عمتك ولديها كل هذا الدلال لابناء اخوتها...))
نظرت اليّ بغضب...
كتمت ضحكتي وخرجت عنها...
لابد انها غضبت لاني وصفت عنادها معي بالدلال...
لكني احببته...
احببت دلالها...
الشئ الجديد الذي اكتشفته بها...



الشاطئ الــ 53
الموجة الثالثة....


انهيت عملي في الجامعه وبسرعه الى المطار
حيث كان عبدالله ينتظرني
حاولت ان اقلل من توتره
ووعدته كما وعدت عمته ان احل مشكلة طلال
لابد انهم يتسائلون عن سبب حماسي هذا لعلاج هذه المشكله
لايدرون ان من اجلها هي
من اجل نورس لي ان اقدم خدماتي لكل من تعزهم
علّها تشعر بالاطمئنان قليلا..
ساعات قليلة...
وكنت امام مخرج المطار انتظر سيارة اجرة
وانا احاول الاتصال بطلال
لكن جواله مغلق
مغلق منذ ان ترك بلده
وصلت للفندق
لحظتها كان اتصال من عبدالله ليطمئن علي
وبعدها اجريت اتصالي لها
(( نونو اعلم انك قلقه علي..انا بخير..لتو قد وصلت..))
لم تجد ما تجيبني به
شعرت بارتباكها من اسلوبي المازح في الحديث
بعدها كررت اتصالي الى طلال لكن...
مازال الجوال مغلقاً...
قررت بعدها ان اخذ قسطاً من الراحة...
واعاود الاتصال به...
فمؤكد انه سيحتاج ان يفتح جواله....



الشاطئ الــ 53
الموجة الرابعة....


لاول مرة ارى والدي بهذه الحالة
كان غاضبا
ويتكلم بصوت مرتفع
حتى اننا لم نستطع ان ننطق بحرف واحد
كل غضبه على ما فعله طلال
كما يقول
توقع ان يفكر مليّاً
ويدرك ان لا احد يستحق ان يفضله على اسرته
ولم يتوقع ان هذا اسلوب طلال
حاولت والدتي الحديث معه
لكنه لم يعطها فرصة ابدا
بدى مصدوما
لكنه في عمق ثورته
كانت عبارات غريبة المعنى
خاصة عندما قال
(( لم يستطع ان يستشيرنا.... ربما لحظتها نرشده لتصرف افضل مما فعله))
تبادلنا النظرات
انا وامي
واخي محمد التائه بيننا
هل كانت هناك فرصة لموافقة والدي
وقد ضيعها طلال بقرار سفره
لم نستطع ان نفعل شئ لحظتها
فليس لدينا ما نقوله او نفعله
حتى نفهم ما حدث مع طلال هناك
وكيف سارت الامور مع ناصر


الشاطئ الــ 53
الموجة الخامسة....
استيقظت بعد نوم ساعه لا اكثر
وقررت بعدها ان اتصل بطلال
ولكن من هاتف الغرفه
وفعلا
لحظتها...رن الجوال....
واجابني....
(( اهلا طلال....))
(( دكتور ناصر؟؟؟ من اين تحدثني...))
(( انا هنا.. من ساعتين فقط وصلت للفندق...))
(( هنا... اين؟؟؟))
(( طلال اين انت ؟؟ لابد ان نلتقي...))

اعطاني اسم الفندق...
وخلال دقائق جهزت..
وطلبت سيارة اجرة...
وذهبت الى حيث يقيم...
استقبلني ما ان دخلت بهو الاستقبال...
بدى شاحبا..
وكأنه لم ينم او يأكل منذ ايام...
(( ما بك طلال؟؟؟ ما سبب هذا الشحوب...))
اشار لي بالجلوس على احد الكراسي الموزعه في المكان...
(( طلال؟؟ ماذا حدث؟؟))
لحظتها..
وضع راحتي كفه على وجهه..
ولم يرغب ان ارى عينيه
عينيه التي بدت وكأنها حابسه دموع سنوات...
بقيت صامتا..
انتظر منه ان يقول اي شئ..
بعدها....
ابعد كفيه عن وجهه ودون ان ينظر اليّ...
(( قابلت والد جلنار.... رفض طلبي دون مقدمات.... رفض الحديث معي...))
كنت انظر اليه
وعقلي يقول له...
الم تعلم ان هذه نتيجة ما فعلته
وشئ متوقع ان يحدث
لايوجد سبب لمجرد ان يفكر بالامر حتى...
لكني... التزمت الصمت..
نظر اليّ..
(( ماذا علي ان افعل الان... هل اترك جلنار بعد كل هذا؟؟))
(( طلال..ما عليك فعله الان...
ان تذهب غرفتك... تستحم... وتحلق ذقنك
وترتدي لبس مناسب..بعدها اخبرك ما عليك فعله.))
وكأنه وجد طوق النجاة..
وبحركة مترددة..
تحرك مكانه...
وانا افكر كيف لي ان اساعده ونحن في بلد غريب...
غريب؟؟؟ لا ليس غريبا.... لطالما نأتي لزيارة ابو ماجد
صديق والدي قبل سنوات..
كنا نزوره سويا انا ووالدي...
وعُرف بكرمه وشيّم اخلاقه...
لحظتها..لمح بريق فكرة قد تساعدنا انا وطلال
ولكن قبلها...
لابد ان اعرف ظروف هذه الفتاة قبل القيام بأي خطوة..
جائني بعد اقل من ساعه..
وبريق من الامل يشع من عينيه..
(( اخبرني كيف سنتصرف الان...))
(( طلال نذهب لتناول الغداء اولاً,,
واضح انك لم تأكل منذ ايام...))
وفعلا بدت شهيته مفتوحة...
بعد ان اعطيته املاً بايجاد حل لمشكلته...
تناولنا الوجبة معاً في مطعم قريب من الفندق...
بعدها حاولت ان افهم منه..
وضع الفتاة التي تدعى جلنار...
اخذ يحدثني عنها...
وكل فعل ينطقه يجمعهما معاً...
ومن كلامه فهمت...
ان جلنار ليس لها علاقة بوالدها حتى قررت والدتها الاستقرار في كندا...
وعادت مع والدها على امل الارتباط بطلال..
الا ان والدها سبقها بقراره...
واتفق لى خطبتها من ابن عمه...
حديثه شجعني اكثر على اتخاذ اي خطوة فقط من اجلهماااا...


نهاية الشاطئ الــ 53

yassmin 11-11-10 04:32 PM



الشاطئ الــ54
الموجة الاولى

كانا معا
ناصر وطلال
ناصر مشغول بالحديث في الجوال
وطلال معه على الخط
لم يبعد عينيه عنه
وما ان انهى ناصر المكالمة

التفت الى طلال
((اعلم انك لم تستوعب للان ما فعلته
كنت اتحدث مع ابو ماجد
وتواعدت معه على لقاءه بعد صلاة المغرب))

طلال.((.ولكن.... لابد ان نفكر بموضوع..))
وقبل ان ينهي طلال حديثه قاطعه ناصر
(( طلال... ابو ماجد سيساعدنا بموضوعك اصبر قليلا))

سحب طلال انفاسه بصعوبة
ونظره لناصر

ناصر.((.مابك طلال؟))

طلال.((. اشعر اني بدوامة..))
ناصر..(( انت من وضعت نفسك بها))

طلال...(( اعلم...لكنك لن تفهم اسبابي الا عندما تعشق مثلي))
ابتسم له ناصر
وهو ممسك بجواله

(( نونو حبيبتي...كيف حالك؟؟؟؟))
**(( بخير ..التقيت بطلال؟؟؟))
(( نعم..هو معي..لذا اتصلت بك..))
**((............................))
(( يقول اني لم اعشق مثله.... ولا يدري اني هنا بعد قطعت اميالا واميال... من اجل ابنة عمه..لا حبا فيه...))
**(( ناصر..ما هذا االكلام...))
(( اريد ان يعلم هذا الفتى الجالس امامي.... انه لم يذق العشق الحقيقي الذي تعلمته من نظرة عينيك ...وصمتك الذي سوف يذبحني...))
**(( ناصر..طلال معك؟؟وتقول ها الكلام؟؟ ... سأنهي المكالمة الان...))

رفع طلال نظره الى ناصر...
ورغم كل الالم الذي يحمله
انفجر ضاحكا
وصوت قهقهته تعلو في المكان

(( كل هذا الغزل لابنة عمي ؟؟وامامي؟؟؟))
ودون ان يرفع نظره لطلال..(( اخيرا سمعنا ضحكتك؟؟؟ هيا بنا نعود للفندق لنرتاح قليلا... وبعدها نزور ابو ماجد..))
طلال..(( الن تخبرني بما تفكر....؟؟))
ناصر..(( يكفي اسئلة... واتصل بأخيك وعمتك... انهما قلقين عليك....))

شاطئ الــ54
الموجة الثانية

تهت مع كلماته
بدى لي انه ليس في وعيه
كيف يتحدث معي هكذا؟؟؟
وعلى مسمع من طلال؟؟؟

هل فقد عقله هذا الرجل
ليشكي حبه امام طلال

كم اربكتني مكالمته
ولكن......................
بدى لي شئ لذيذ
يتسلل بداخلي
يخترق جدران قلبي
اتجهت نحو مراتي...
وصرت انظر لعيني..وانا استرجع حديثه

ناصر يحبني؟؟
يحبني كما يقول؟؟
وهل فعلا ترك سمر وهي حامل بحجة وظيفته من اجل ان يكون قريب مني؟؟
لا ادري لم لاح بذاكرتي ماحدث في لندن
فاول قرار اتخذه بعدما انهى علاقته بسمر هو الارتباط بي
ومن يومها وهو يحاول التقرب مني
ولم يجبرني على شئ وانا زوجته
صرت اشعر بضيق في انفاسي

وانااسترجع مواقفه معي
لمساته لي
همساته في اذني
وانفاسه التي مازالت اشعر بها بداخل صدري

يحبني؟؟؟ ربما.....
لكن الاكيد اني احبه والا لما سلمته نفسي
لما قبلت ان ابقى طوال هذه الشهور ولم اطلب الانفصال

لِم لا اقوى على اتخاذ قرار الانفصال؟؟
اراه صعب عليّ
ولكن قرار بقائي معه اصعب واصعب

بت تائهه من جديد
لا اعرف ما يجب فعله
وكيف ارتب اموري وقراراتي؟؟؟

ليس لي ان ابقى على صمتي
لابد ان اتخذ قراري
وبسرعه...
وبعدها اتحمل كل نتائجه


جذبني من زحمة افكاري اتصالا من العمة فريده
بدت في غاية الهدؤ بعكس اخر مرة حدثتني
وكما اخبرتني ان طلال اتصل بها
وطمئنها انه بخير
وان ناصر معه وسينتهي الموضوع على خير ان شالله

كانت سعيدة ...
سعيدة كثيرا

وارتسمت ابتسامة على شفتي دون ان اشعر بنفسي
وهي تردد
اني محظوظة بزوج مثل ناصر

وقبل ان تنهي اتصالها
طلبت مني ان ازورها مع زينة
كما تقوول سلمان مسافر
ولنا ان نقضي باقي الايام التي سيغيب فيها ناصر معها


شاطئ الــ54
الموجة الثالثة


صرت امعن النظر
لم اصدق حروف اسمه تتلألئ
مع اضاءة شاشة الجهاز

عبدالله يتصل بي...

((مساء الخير))

((اهلا عبدالله مساء النور))

((كيف حالك زينة))

((بخير))

((ما بك؟؟ كنت نائمة؟؟))
((لا ابدا..كنت اتصفح الانترنيت))

((ضننتك نائمة من نبرة صوتك...مابك زينة؟؟؟))
(( لا شئ... ربما تفاجأت باتصالك))

((ولِم هذا شعورك؟))
((لا ادري....))

((زينة كنت ارغب في الحديث معك منذ فترة ولكن امور كثيرة شغلتني))
((................................))

((تعرفين ما حدث مع اخي طلال...وسفره المفاجأ...))
((نعم... فهمت ذلك من حديث عمي بدون تفاصيل))

((الموضوع معقد ولا ادري على ماذا ينتهي...وكنت قلق جدا حتى اني لم اذق طعم النوم منذ ان سافر طلال))
(( ولِم كل هذا القلق))

((القلق على ما يبدو قد زال بعد اتصال طلال شعرت انه سيحل المشكله بمساعدة عمك))

((اذا عليك ان تنام لترتاح))
(( هل تعنين انك لاترغبين بالحديث معي))
(( لا عبدالله لم اعني ذلك ابدا))
((زينة كنت رائعه...رائعه بالحجاب))

((.......................................))
(( زينة يبدو ان هناك امور كثيره في اسلوب حياتك بدأت تتغير ))

(( وهل ترى انها تغيرت للافضل ))
(( بالطبع ))

(( ربما كنت بحاجة لصفعه لتوقضني من سباتي))
شعر عبدالله بتغير نبرة صوتها
وكأنها تكتم عبرتها

(( زينة لنطوي هذه الصفحه.... لابد ان تنسي ماحدث ))
((وهل نسيته انت؟))


(( نسيته ما ان رأيت بريق عينيك اخر مرة
كنت فتاة مختلفه....
لا اعني الحجاب فقط
ولكن شعرت ان شئ بداخلك تغير..تغيير جذري))

(( فعلا هذا ما حدث... ولكن كيف شعرت به انت؟؟؟))

(( انت تعيشين بداخلي
منذ ان رأيتك اول مرة....
زينة.... اسمحي لي بان اخبرك عن ما يجول بخاطري))

((..........................................))

(( لم تشغلني فتاة يوما.......ولم احاول ان اشغل نفسي بأمور الحب والفتيات
ولكن ما ان رأيتك لم اقوى على مقاومة شعور جديد بدأ يتغلغل بداخلي....

صرت اراك في كل مكان
رغم ان كل ما فيك لم احبه))

(( لم تحبني؟؟؟؟ ))
(( لا ادري ماهذا الشعور المتناقض اتجاهك زينة ))

واكمل...(( لم احب لباسك ولا اسلوب حياتك ولا تعاملك مع من حولك
لكن....
جذبتني عفويتك... خاصة عندما تتحدثين عن نفسك شعرت بان داخلك فتاة اخرى
تختلف عن هذه التي اراها امامي....
بفستان قصير او بنطال ضيق...وضحكات عالية....
ورفقة الغرباء دون مبالاة ))


همس لها بعدذلك..(( لم صمتِ؟؟؟))
(( لا شئ اسمعك... ))

(( ضايقك حديثي؟؟؟ ))
(( ابدا....))

وكأنه سيبيح لها بسر...
((زينة اريد ان اتقدم لخطبتك.... لا احب ان تكون علاقتنا بهذه الصورة..اريدها في النور))
((.........................................))

(( زينة...ما ردك))
(( لا ادري...))

(( ماذا تعنين؟؟؟))
(( فاجأتني عبدالله))

وكأنه بدى قلقا من ردة فعلها...
(( زينة اعطني اشارة قبول منك... لاكلم عمك بالموضوع بعد ان ننتهي من مشكلة طلال ))

(( وكيف هي الاشارة برأيك))

(( كما تريدين.... ))

(( امممم الا يكفي ان يكون حجابي هو الرد ))

(( احببته...احببت حجابك لكنه ليس لي...هو لخالقك سبحانه وتعالى))

((احترت معك ))

(( هاااا....ماردك؟؟؟ ))

((انت تعرف ردي ))

(( اريد ان اسمعه منك ))

(( امممم حسنا لك ان تكلم عمي....والى ذلك الوقت افكر واعطيك الرد))

(( تفكرين؟؟؟؟ ))

(( نعم لم اقرر بعد ))

(( بعد كل هذا الحديث ولم تقرري بعد....))

(( انت طلبت رأيي وانا اخبرك...))

(( واضح ان هناك ما تحتاجين لتغييره ))

(( ماذا تعني ))
(( هذا الدلال لا يتناسب معي......))

لم تكن مجرد مكالمة
كانت بداية ونهاية

نهاية للحيرة والحنين الذي عاشاه القلبان في الايام الاخيرة

وبداية امل يجمعهما ...
امل لحياة واحدة توحدهما....

الشاطئ الــ 45
الموجة الرابعةا


وصلنا لفيلا العم ابو ماجد
كان صعبا علي استدلالها

ولكن اوصلتنا سيارة الاجرة اخيرا
ومازال طلال لا يعرف ما يجول في تفكيري

كان العم ابو ماجد في استقبالنا
لم يكن وحده
معه مجموعه من الرجال والشباب

بدت الديوانية مزحومة فعلا

استقبلني بترحيب حار

ابقى كفيه على ساعدي
وهو يسألني عن احوالي

اجلسني بعدها بجانبه....
وطلال قريب مني

همس لي طلال...
(( لم اعرف ان لك معارف هنا....افهمني ماذا نفعل معهم الان؟؟))
ابتسمت له...
(( لا تستعجل ستفهم الان...))


استمر العم ابو ماجد في السؤال عن احوالي
وكم اسعده اني اتممت دراستي...
ومستقر بزواجي كما فهم مني

الا انه همس لي...
(( يبدو ان لديك ما تريد قوله...والديوانية مزحومة...فاليوم هو اليوم المخصص لاستقبال الجميع...))

(( لم ارغب بازعاجك عمي ابو ماجد...ولكن...هناك ما اجبرنا.))

واشار ناصر لطلال

(( هذا نسيبي طلال... وهو هنا لايجاد حل لمشكلته..ورايت ان لك ان تساعدنا....))

وبنبرة صوته الحنونه كما اعتادها ناصر منذ صغره

(( من عينيّ اقدم لكما ماتريدان...))

لحظتها فقط نطق طلال

(( يحفظك الله عم بو ماجد اخجلتنا بكلامك...))

وباشارة منه لنا ان نتبعه...

تحرك من مكانه...وتبعناه انا وطلال

العم ماجد بعمره الذي تعدى الستين
عُرف بصرامته في التعامل.... وحكمته في ايجاد حلول لاي مشكله
وشدته مقابل اي امر يخالف المبادئ التي يعتقد بها

ومبادئه ليس لاحد ان يعترض عليها
فهي قائمة على ايمانه وتقواه


اخذنا لزاوية معزولة في هذه الديوانية الكبيرة
واشار لاحد الصبية ان لا يزعجه احد

وفي لحظة... ازال قناع الصرامة والشدة
ليبتسم لنا...
(( اخبراني..كيف لي ان اساعدكما؟؟؟؟))

اخذت بداية خيط الحديث....

واخبرته بكل شئ يتعلق بطلال وبالفتاة جلنار....

كان يسمعني دون ان يعلق
وطلال يوزع نظره علينا
بدى قلقا بعض الشئ

(( ماذا قلت اسم والد الفتاة؟؟؟))

التفت الى طلال اشارة مني ليجيبه
(( يوسف.... يوسف بن عبدالله الــ.......))

اشار ابو ماجد لصبي القريب منا..والذي بدى وكأنه ينتظر امر العم
(( يا ولد.... احمد ابن اخي جاسم.... اخبره اني اريده ))

اختفى من امامنا...
ليعود وبرفقته احد الرجال...

بدى في بداية الاربعينات من العمر

وبكل احترام...
(( تفضل عمي...))

اشار له بالجلوس....


(( بو جاسم.... لي ان اسألك عن نسيبكم يوسف بن عبدالله..))
وبدون تردد..
(( بالتأكيد تفضل..))


(( اخبرني......... لديه ابنه من ام اجنبية؟؟؟))

ابقى نظره على العم ابو ماجد
ونظرات استغراب غزت ملامحه

(( هل لديك فكرة عن ذلك؟؟؟))

وبارتباك...
(( نعم ..نعم.. زوجتي ابنة اخته حدثتني عن هذا الامر.. ))
واكمل

((ابو عاصم.... كان متزوج من سيدة تركية...وله ابنه قدم بها للبلاد منذ فترة وجيزة لكن لم يلتقي بها احد بسبب رفض عائلته لوجودها بينهم..))
لم يكن كلامه سهلا على طلال...
بدى وان الكلمات الاخيرة ازعجته فعلا
ولكنه كتم ردة فعله

بقي الجميع على صمتهم بعد ان انهى ابو جاسم حديثه عن ابو عاصم والذي يعني به والد جلنار

حتى نطق ابو ماجد..وهو يشير الى طلال...
(( ابننا قدم من بلاده لخطبة هذه الفتاة....بحكم معرفته بها خلال دراسته.. ويريد منا ان نكون واسطه بينه وبين ابو عاصم))
ودون تردد...
(( ولم لا؟؟؟ ان كنت ترى ذلك...))
ابو ماجد,,,وهو يشير لطلال
(( تحدث مع والدها لكنه اخبرها انها مخطوبة لابن عمه...))

ابو جاسم...(( ليس لدي علم بذلك....))
واكمل...
(( ولكن ان كان صحيحا مخطوبة ابن عم ابو عاصم فلابد ان يكون سعد بن سالم.....))

وباستغراب (( هل متاكدين انه ابن عمه....))

نطق طلال لحظتها.
(( نعم..ابن عمه .... وكما قلت اسمه سعد..اخبرني والدها باسمه عندما التقيت به...))

باستغراب اجابهم ابو جاسم...
(( سعد متزوج...وابنائه بعمرك تقريبا...))

زادت ملامح طلال ضيق وتوتر

الا ان ابو ماجد اشار الى ابن اخيه...
(( اتصل بأبو عاصم الان... واخبره اني سأزوره في ديوانيته عصر غد....))

واكمل وهو يلتفت الى ناصر وطلال
(( تفضلا معنا الان على العشاء.... ))

لحظتها اقترب طلال اكثر من ناصر...
(( ناصر.... ماذا سيحدث الان؟؟))

(( طلال؟؟؟ افهم من بعد حديث العم ابو ماجد ان ننتظر.....انتظر يا طلال...))
تبعهم طلال وهو يسحب انفاسه بكل ضيق وقلق





الشاطئ الــ 45
الموجة الخامسةا

لم اقوى على رد هذين الشابين
رغم ان الامر ليس سهلا
الموضوع بشأن خطبة فتاة
من عائله معروفة
والدها سبق وان رفض الشاب
والسبب ليس بسيطا
فهي مخطوبة لقريبها

لكن رغم كل هذه العقبات
احببت ان اقدم مساعدتي لهما
لطلال والذي بدى قلبه منفطر على هذه الفتاة خاصه عندما سمع التفاصيل من ابو جاسم
وطبعا من اجل ناصر.... لم ارغب في رد طلبه وهو يفعل ذلك لاول مرة منذ ان عرفته
فرغم الظروف التي مر بها مسبقا
لم يحاول ان يشكي امر لي...


رحب بي ابو عاصم
في ديوانيته الخالية تماما من الناس
فقد تعمدت ان اختار هذا الوقت بالذات

فيما هو كان متفرغ تماما...
لابد انه شعر بأهمية ما انا قادم من اجله

(( تزورنا في اي وقت ابو ماجد...))
(( تسلم يا بو عاصم..ولكن هذه المرة اتمنى ان لا تردني...))
(( انا؟؟؟؟ اطلب ولك ماتريد...))
(( لا تستعجل الامر ابو عاصم....))
(( اقلقتني هل الامر صعب لهذه الدرجة؟؟))

(( يعتمد على موقفك......الامر يتعلق بابنتكم...))
(( ابنتي؟؟؟؟))
(( جلنار كما اعتقد اسمها....))
(( ............................))
(( جئتك وسيط لخطبتها...واريد ان اعرف ردك....))
(( وسيط؟؟لمن؟؟))
(( السيد طلال..... اعتقد انك تعرفه...))
(( طلال؟؟؟؟))
((.......................))
وهو يشبك اصابع كفيه ببعضها...
(( والله...انه زارني وطلب مني خطبة ابنتي....لكني اخبرته ان ابن عمي سبقه بخطبتها....))

وبنظره مربكة فعلا (( وهل لي ان اناقشك في ذلك؟؟؟مع احترامي))
بارتباك....(( لك ذلك.ابو ماجد..))

واسترسل في الحديث بهدؤ(( الشاب اخبرني انه ...وعذرا على هذه الكلمة.....انه على معرفه بالبنت بحكم دراسته معها ...
واغترابهما معا في بريطانيا.... وكان ينتظر عودتها معك ليتقدم لها....اي قبل ان تتم خطبتها على ابن عمك كما اخبرتني...))

وبسرعه كان رد ابو عاصم...
(( ربما خطبة سعد امر حدث مؤخرا...لكن معرفتهما مسبقا ليس سببا لاوافق على طلبه وارفض طلب ابن عمي....وانت تعلم ان هه الامور غير مقبوله عندنا...))

وبهدؤ ابو ماجد...(( اسمح لي ابو عاصم...عندما تتحدث عن احدى بناتك اللاتي تربين هنا...في حضنكم ووسط مجتمعنا ..يكون لك كل الحق...ولكن....ما اعرفه ان هذه الفتاة لا تعرف شئ عن بلدها وهذه زيارتها الاولى..ويكفي ان اسرتها رفضت عيشها بينهم..فقد يكون هناك مجالا لتفكير بالامر مجددا.))

كم اربكته ملاحظات ابو ماجد
لم يقوى على الرد عليه خاصه مع اسلوبه المرن في الحديث
كان ابو ماجد في حديثه يؤيد كل ما يقوله ابو عاصم ويتفق معه ولكن بالنهاية
يعارضه على قراره بموافقته على خطبة ابن عمه على ابنته التي تعتبر غريبه
وان كانت تحمل اسمه وجنسيته


وبنهاية اللقاء
ابو عاصم..
(( والله يشرفنا حضورك..ويعز علي رفض طلبكم....لذا اتمنى ان تعطيني وقتا
ارتب فيها الامور واخبرك بما انتهى عليه الامر..))

ابتسم له ابو ماجد وهو يودعه
(( لا استغرب كرم اخلاقك معي..وننتظر اخبار طيبه بطيبتك ابو عاصم...))


الشاطئ الــ 45
الموجة السادسةا

(( غدا صباحا سنعرف ان كان هناك نتائج ايجابية لكل ما اجتهدنا به مع ابو ماجد))

طلال بلهفة(( مااذ تعني؟؟؟ ماذا اخبرك ابو ماجد..وماذا قال له ابو جلنار..؟؟))

(( طلال من لقائنا بأبو ماجد عرفت كيف هو قليل الحديث بالتفاصيل.))

وهو يتصنع الهدؤ....(( ماذا اخبرك اذن؟؟))

ناصر وهو يعبث بجواله..(( ان نصبر لصباح الغد...اصبر يا طلال ....غدا صباحا يكون كل شئ واضح...))

(( كيف سأصبر للصباح؟؟؟))

وهو يبتعد عن طلال (( هذه مشكلتك ...دعني الان اتصل بزوجتي...لقد اشغلتني عنها بما فيه الكفاية...))



ادار بظهره لطلال....
بعد جائه الرد

(( نونو كيف حالك؟؟؟))
(( بخير....))

(( وحشتيني.....))
(( ............................))

(( نورس... البعد عنك يصنع العجائب واولها كل كلماتي لك...))
(( واضح واضح...))
(( يعني لي ان اقول كل عجائبي؟؟؟))

بنبرة جديدة عليه (( ماشالله على هذه عجائب...))
(( بمستوى شوقي لك....))
وبحدة...(( ناصر ....))
(( عيون ناصر.....اعيدي اسمي ...))

((.........................))
وهم يسحب انفاسه يتظاهر بالضيق...
(( حسنا اخبريني ما تريدين قوله بدل هذا الصمت...))

بهدؤ(( عمتي فريدة طلبت مني زيارتها مع زينة..والبقاء معها لحين عودتك بما ان زوجها مسافر وهي لوحدها مع البنات...))

وهو يبدي لا مبالاة (( لك ماتريدين.....))
((...............................))
همس لها (( الن تسألي عن احوالي؟؟؟))
بترد ...(( ماذا حدث معكما؟؟كيف هو حال طلال؟؟))

(( مازال الموضوع معلق ولكن نستبشر خير.... ))
واكمل..(( مازلت انتظر ان تسألي عن زوجك....))

((......................................))
همس لها بنبرة يعرف انها تؤثر بها كثيرا
(( اعرف كيف اسحب الكلام منك عندما اراك انتظريني فقط....))


yassmin 11-11-10 04:33 PM





الشاطئ الــ 55
الموجة الاولى

تعالَ صوتيهما كالعادة
لطالما كان يجبر زوجته على التراجع
ولكن هذه المشادة لم تكن كسابقتها


فهذه المرة بدت امامه سرشه
تكاد تفترسه
لم يقوى على اسكاتها

خرج من منزله وصعد سيارته
(( ابو عاصم انقذني من الورطة...))

((..اي ورطة؟؟ لا افهم ماذا تقصد))

(( ام اولادي... علمت بخبر زواجي.... ))

(( وماذا في ذلك...؟؟؟))
(( ليس سهلا ابو عاصم... مشاجرة كل يوم لابد منها لكن هذه المرة شككت انها تنوي قتلي...))

(( هل كنت ترغب باخفاء الامر عنها؟؟؟))
(( على الاقل الان....))
(( كيف عرفت بالموضوع اذن؟؟؟))
(( لا ادري... جائها اتصال من احداهن وحدث ما حدث..))

في الوقت نفسه.............................................. .................................................. .
(( بنيتي الجميله لابد ان تأكلي.... لك ايام وانت على هذا الحال..))
اومأت برأسها
ترفض الاكل..
وقد اذبلت الدموع عينيها

خرجت الجده من غرفة جلنار
اخذت مكانها على الكنبة في الصاله

وتظرات قلق وضيق ترصد بها باب غرفة هذه الفناة


فهي لا تقوى على الحركة
ونادرا ما تغادر غرفتها
ولكن ما ان دخلت الجميلة كما تناديها منزلها
تغير روتين يومها
صارت تتناول وجبة الطعام معها في الصاله
وتستمتع بسر حكاويها لها
التي بالكاد تستوعب كلماتها

حفيدتها الغريبة
والتي استصعبت حتى نطق اسمها
ولكن بسهولة اصبحت قريبه منها لتناديها دوما بالجميلة

لم تكن تعرفها الا من ايام قلائل
لكنها اجبرتها على محبتها
واسعدتها عنايتها بها

شعرت بقربها
احبتها ..احبتها كثيرا
احبت حنانها
وعنايتها لها

احبت لكنتها الغريبه
وكلماتها التي لا تستوعبها غالبا

الا انها....
لا تعلم ما حدث
فبعد ان علمت بخبر خطبتها من سعد

حتى بات والدها لا يزورهما في المنزل

حتى عندما اعلمته بسؤ حالها
ابدى عدم اهتمامه


والان هو في المكتب............................................ ....................
تزحمه الافكار
محتار فيما عليه ان يفعل
ابنته في المنزل بحالة سيئة
ومشكله جديدة لـ سعد اضافة لمشاكله مع زوجته

ما يضايقه في الامر
ليس حال ابنته فهي لم تعنيه يوما
ولا مشكلة سعد لانه اعتاد على المشاكل مع زوجته

ما يضايقه المسؤلية الجديده التي وقعت عليه
مسئولية فتاة
بعمر صغير
عاشت وتربت في مجتمع لا يعرف عن عادات وتقاليد اسرتها او من المفترض ان تكون اسرتها

الجيد في الامر انها لم تجلب له مشاكل ولم تتعبه في اتخاذ اي قرار يخصها
لطالما كانت راضيه بقراراته

وكل ماهو رائع بها
اكتسبته من نفسها

ارتسمت ابتسامة على شفتيه
عندما تذكرها بحجابها الملون


وبدون تردد ادار رقم سعد
(( لا اريد ان ان ادخلك في متاهات جديدة مع زوجتك....))

(( ماذا تعني؟؟))

((برأيي نصرف نظر عن خطبتك لأبنتي جلنار.. ان رغبت انت بالطبع))

(( كم انا خجل منك....ولكن اعتقد انه قرار صائب لنا جميعا....))


بعد اقل من ساعة....
جاء اتصال ابو ماجد
كما اتفقا مسبقا
لم تطل المكالمة.....

فقد دخلت مكالمة والدته..
انهى بسرعه مكالمته مع ابو ماجد ليحدث والدته..
وقبل ان يسمعها

(( امي..اخبري جلنار ان موضوع زوجها من سعد صرفنا نظر عنه ...اما الولد طلال...))

وقبل ان يكمل قاطعته والدته بنبرة خائفة....
(( يوسف..بني... اسرع الينا... ابنتك فقدتوعيها في الحمام.....))

الشاطئ الــ 55
الموجة الـثانية

في ذلك الحين
ناصر وطلال في احد المقاهي
طلال صامت تائه وكأنه في عالم ثاني
*(( طلال ما بك؟؟))
(( لا شئ))

*(( لم انت صامت؟؟))
قطع حديثهم رنين جوال ناصر
*(( اهلا ابو ماجد ..نعم ...ان شالله...سنكون هناك..))


رفع طلال نظره لناصر...
(( هل من جديد.؟؟))

ويرتشف القهوة
*(( قبل قليل شككت انك قد بلعت لسانك...))
(( ناصر اخبرني...))

*(( يدعونا على الغداء...))
(( فقط؟؟))

كان ناصر يتعمد اغاضة طلال ببروده...
(( ناصر ماذا قال عن لقاءه بوالد جلنار؟؟))
*(( سيكون لقائنا مع والد جلنار بعد الغداء...جيد؟؟))
(( هل حصل على موافقته؟؟))

*(( لم يقل هذا بالضبط...))
(( ماذا تعني؟؟؟))
*(( تفائل بالخير ...))
.................................................. ...................
اجتمع ابو ماجد مع ضيوفه
ناصر وطلال...
كان نظر ابو ماجد الى طلال طوال الوقت....
في حين طلال مستعجل
ينتظر معرفة نتيجة اللقاء
وقد ارهقه صمت هذا الرجل

والذي اخيرا نطق
(( بني طلال ..كيف هي دراستك؟؟))
(( الحمدالله تخرجت هذا العام ,,,وسأواصل دراسة الماجيستير...))

(( هذا جيد..لكن اسمح لي..والدك اليس من المفترض ان يكون معك الان؟؟))

سحب طلال انفاسه ونظره الى ناصر..
ليأخذ ناصر طرف الحديث

(( عمي ابو ماجد...كل شئ حدث بسرعه بدون ترتيب مسبق..وان شالله سيكون كل شئ كما هو متعارف عليه...))

شرعوا في تناول الغداء

كان الحديث متبادل بين ابوماجد وناصر
بعيدا عن طلال الذي حاول ان يتظاهر بالاكل
فكل ما يفكر به
هو حبيبته جلنار
لابد انها مرهقه من التفكير
بعد ان اخبرها بموقف والدها معه
خاصة ان مكالماته الاخيرة معها
كانت تلتزم الصمت

ولم تبدي تجاوبا لفكرة وساطة ابوماجد في الموضوع
بعد الغداء............................................ .............
بدأ الصبي بتقديم الشاي لابو ماجد وضيوف
(( كان من المفترض ان استضيف رجال العائلة...ترحيبا بكما...))

ناصر بكل احترام(( ليس هناك اي تقصير منك ابو ماجد..))

ابو ماجد..(( تسلم بني... الا اني رغبت ان اعطي موضوعكم بعض الخصوصية..))

كان طلال يفكر بأمر والده
كيف اخذته جلنار عنه
وهل يعقل ذلك
استئذن طلال بالخروج ليجري اتصالا

طلال وهو يهمس اثناء حديثه في الجوال
(( عبدالله افهمني والد جلنار ابدى موافقه مبدئية...بعد ان كان يرغب بتزويجها لابن عمه..))

(( وانت تتوقع موافقة والدي؟؟))
((......................))

(( سافرت فجاة...حتى دون ان تعلمه او تسأله عن رأيه..))

وهو يشعر بغصه تخنقه...((هل هو متضايق كثيرا مما فعلته؟؟))

(( متضايق؟؟؟ ما يعيشه والدي اكبر من ذلك...هو مصدوم من فعل ابنه العاقل... غير انه قلق عليك...))

وباستسلام...(( وماذا علي ان افعل.؟؟))

(( اعطني فرصه لاتصرف))
(( اعتمد عليك اخي,,,))

(( اطمئن اخي... رتب امورك مع اسرة الفتاة وانا أمهد الموضوع لوالدي...))

(( اخبره اني اعتذر عن كل مافعلته...مشاعري جعلتني اتصرف دون تفكير... تحدث مع والدتي فانا خجل منها كثيرا...))

دخل بعدها طلال
كان ناصر وابو ماجد صامتين
ونظرات غريبه منهما
طلال وهو يهم بالجلوس
همس الى ناصر...
(( ماذا حدث؟؟))
رفع ابوماجد نظره الى طلال...
(( ابو عاصم يعتذر عن لقائنا..))

انصدم طلال من تعليق ابو ماجد
فلم يقوى حتى على السؤال عن السبب

الا ان ناصر انجده (( اخبرنا انه في المستشفى..مع ابنته..))

وبحركة سريعه وقف طلال (( جلنار؟؟ما بها؟))



الشاطئ الــ 55
الموجة الثالثه

(( لا تقلق مجرد ضعف عام نتيجة سؤ التغذية....))
كان الدكتور يحدث ابو عاصم
عن حالة ابنته جلنار

قد تكون كلماته لتزيل قلقه على ابنته
كعادة الاطباء

رغم ان هذا الاب لم يبدي قلق واضح على الفتاة المستلقية على السرير

خرج الطبيب
لتدخل الجدة بخطوات متثاقلة
(( امي مالذي اتى بك الى هنا...))
(( الا تريد ان اطمئن عليها؟؟؟))

(( هي بخير الطبيب...))
وقبل ان يكمل كلامه...
مدت ذراعها نحوه تبعده عن طريقها

(( يوسف ابتعد..دعني اطمئن على جميلتي...))
ودون اكتراث لابنها الواقف امامها

اقتربت من جلنار...
واخذت تمسح على شعرها....

(( جميلتي..ماذا حدث لك لتتعبي فجأة؟؟؟))
كانت نبرات حزينة من الجدة وهي تهمس لحفيدتها

ابو عاصم واقف يتأمل المشهد الذي امامه
اخذ نفسا عميقا
(( امي... هي بخير لا تقلقي..))
اشارت له باصبعها ان يصمت...

كانت تردد المعوذات عليها.....
وما ان انتهت...
وبصوت منخفض...
(( اسمع يوسف... البنت ما ان عرفت بامر خطبتها تغير حالها.... هذه الخطبة لن تتم....ثم انك طوال تلك السنين لا تعلم عنها شئ.... فقط زيارة كل سنه لتتأكد ان مازالت هناك ابنة لك في بلاد غريبه.....))

وقبل ان يبدا بالحديث قاطعته....
(( اتركها تفعل ما تريد.... انظر اليها كيف ذبلت فجأة....
اين هي جميلتي عندما رأيتها او مرة...))

لم تكن تعجبه كلمات والدته العاطفيه

الا انه ابتسم لها...
((اطمئني امي..سافعل ما تريدين....))

سمعا طرقا على الباب

خرج ابو عاصم
ليلتقي بأبو ماجد وبصحبته ناصر وطلال

كان الحديث بين ابو ماجد وابو عاصم
فيما طلال يدور بنظره على المكان
بوده ان ينهي كلمات المجامله ويقلع الباب الذي يفصله عن حبيبته

انتبه ناصر لتوتر طلال....
امسكه من ذراعه وشده بعيدا

(( طلال ...مابك؟؟؟ اهدأ؟؟))
(( لا يمكنني... تصور انها في هذه الغرفه وليس لي ان ادخل...))

(( على الاقل احتراما لابو ماجد ولما فعله معنا....
انتظر قليلا..... وكل شئ سيكون كما تريد...))

قطع حديثهما رنين جوال طلال...
وهو ينظر للجوال باستغراب...
(( امي.... كيف حالك؟؟؟))

(( بخير بني... كيف حالك انت...ماذا حدث معك؟؟))
(( امي..جلنار في المستشفى.... ))

(( ماذا حدث لها؟؟))
(( للان لا اعلم عن شئ... والدها معنا.... امي لا يمكنني تركها... اخبري والدي.... سأتي اليكم وهي معي...لاعتذر منه....))

صار طلال يقترب من كرسي في الممر...
حتى استقر اليه
فهو غير مصدق لما يسمعه

وبنبرة تخفي بكاءه
(( ابي.. انا اسف... سامحني والدي... فعلت كل هاذا غصبا عني...))

(( لقد فعلت ماتريد طلال... واتمنى ان تكون مرتاح الان...))
(( دون رضاك والدي لن يتحقق شئ.ولن ارتاح...))

(( لا تبكي بني... انت رجل الان...وستتزوج قريبا..لاتدع احد يرى دموعك...))

(( هل تعني انك رضيت بزواجي من جلنار...))

(( ان وافق والدها طبعا...))
لحظتها اشار لهما ابو ماجد بالتقدم نحوه...

انتبه له طلال....وهو يحدث والده
(( ابي... الان سأتحدث مع والدها واخبركم بكل شئ...))

واخيرا استطاع ان يكسب رضا والديه
لم يتصور ان ينهي الامر في هذا الوقت بالذات

كان يشعر غضب والده سبب لعدم تيسر الامور معه
والان بعد هذه المكالمة بدى واثقا ان كل شئ سينتهي على خير

ما ان اقتربا...
ابتسم ابوماجد وهو يربت بكفه على كتف طلال
(( بني طلال.... لابد تحيي عمك ابو عاصم وتشكره على موافقته على الزواج من كريمته...))

لم يصدق طلال نفسه

تقدم من ابو عاصم
وشد على كفه بحراره
وبنبرة عاليه ...وسعيدة...
(( شكرا عمي... شكرا.... والدي اتصل الان يبلغك سلامه...))

لم يعلق ابو عاصم على حديثه فقط ابتسم له
ليشير بعدها لباب الغرفه
(( جلنار تحتاج للراحة اليوم وغدا ننتفق على كل شئ...))
طلال..(( هل نتم عقدالقران غدا...))

وهو ينظر الى ابو ماجد وكأنه يستنجد به
(( ما رأيكم نستعجل في ذلك...))

ابوماجد ونظره على ابو عاصم...
(( الرأي لوالدها......))

لحظتها ابو عاصم يشعر انه ارهق نفسه بمسئولية هذه الفتاة
وانه لو تركها تسافر مع والدتها لارتاح من كل ذلك

كان ينظر الى طلال ويرى كيف هو متحمس للارتباط بابنته
شعر انه يمكنه ان يعطيه موافقته وبذلك يحل كل المشاكل
التي حاصرته ما ان احضرها معه
بدءا من رفض زوجته وابنائه...حتى مشكله خطبتها...

قطع افكاره صوت ابو ماجد
(( ابو عاصم ماذاقلت.؟؟؟))
(( خير البر عاجله...))

ابو ماجد...
(( حسنا..غدا العقد والعشاء عندي في مجلسي,,,))
ابو عاصم..(( ليس هذا المتعارف عليه..لابد ان يكون عندي..))
(( لا فرق بينا.... اتمنى ان تدعو رجال العائلة غدا لمجلسي ليتم العقد. نتشرف بحضوركم..))

الشاطئ الــ55
الموجة الرابعه

ناصر وطلال معا
في المقهى الذي اعتادا الجلوس فيه
بدى طلال حاله افضل بكثير عن قبل...
ناصر...(( كيف تجرأت ان تطلب منه ذلك؟؟))
طلال...(( لم اقوى على الصمت اكثر....))

ناصر...(( انت صامت طوال الوقت ...وتنطق على تحديد موعد عقد القران؟))
طلال...(( نحن في عصر السرعه ...))

طلال وهو يستند على الكرسي...
(( كلمت والديّ... واخبراني بموافقتهما على الخطبة..))

وقد ارتسمت ابتسامة على شفتي ناصر
(( حقا؟؟؟ لا اصدق.....فعلها عبدالله...))
(( معك حق...لابد ان عبدالله هو من اقنعهما...))

(( الامر ليس صعبا..هما لن يرفضا هذه الخطبة للابد...لكنك انت من تسرعت...))
بنبرة ملؤها السعادة...(( والنتيحة غدا عقد القران....))

اقترب ناصر بنظره الى طلال...
(( طلال...هناك ما عليك ان ترتب له...))
(( ماذا تقصد؟؟؟))
(( مهر العروس..تجهيزاتها.... وانت تحتاج لثوب جديد ...فأنت العريس...))
(( تصور اني نسيت كل هذه الامور؟؟؟))
(( تعتقد انه عقد وينتهي الامر به؟؟؟))

(( مهر العروس... هدية من ابو ماجد لك ياطلال...))
باستغراب...(( ماذا؟؟؟ كيف عرفت؟؟))
(( هو اخبرني...))

(( لا ناصر.... يمكنني ان ادبر الامر مع اخي عبدالله...
لا يمكن اقبل هدية مثل هذه..))
(( لماذا طلال...))

(( يكفي ان سيكون العقد في مجلسه ويتحمل مصاريفه...))
(( ماشالله ارى ان زواجك لم يكلفك شئ...))

(( لا تقل ذلك..فكم انا خجل من ابو ماجد...))

بدى طلال متوترا من موقف ابو ماجد
وكله خجل من كرمه


انتبه لرنين جواله
رقم غريب

بلهفة واضحه...
(( جلنار..حبيبتي..كيف حالك الان؟؟؟))
(( بخير... لا تقلق...))

(( كيف تريدني ان لا اقلق؟؟؟))
(( جدتي اخبرتني انك كنت هنا..مع والدي في المستشفى...))

(( نعم... وقد اتفقنا على عقد القران..))
(( لا اصدق طلال....))

(( لا تصدقي ماذا؟؟؟))
(( البارحة فقط بدى لي ارتباطنا مستحيلا واني ساكون لغيرك بعد ايام...كيف تحول الامر فجأة.))


(( رضا والديّ جلنار..سهل لنا الامر...))
(( ما ذا تعني؟؟))
(( كلمني والدي..واخبرني انه موافق على زواجنا...))

كان معا بقلبيهما
بدا كل منهما يتنفس السعادة اخيرا

طلال..(( حبيبتي...هل انت مستعدةة للغد,,صحتك تساعدك؟؟))
جلنار..(( قلت لك انا بخير..غدا صباحا اخرج من المستشفى...))
طلال..(( اليس هناك من ترتيبات؟؟؟))
جلنار..(( لا يهمني شئ الان الا ان اكون معك....))

طلال..(( لكني اعلم ان العروس تحتاج لامور كثيره اقلها فستان..الا تريديني ان اراك عروس...))
جلنار..(( لن نقيم حفله..لذا ما احتاجه فستان بسيط... وهذا متوفر لدي...ثم ان هذه امور نساء لا تشغل نفسك بها...))

ابتعدت عن طلال
الذي لم يشعر اني اجلس معه

وصرت انظر اليه من بعيد
كان سعيدا..في منتهى السعادة

هل احسده
لا طبعا
لكني تذكرت نفسي

وناا في هذا العمر تزوجت ثلاث مرات
لم امر بالسعاده التي يعيشها هذا الفتى

حتى نورس الوحيده التي احببتها وتمنيتها زوجه
لم اعش معها هذه اللحظات

شعرت بأني اريدها
اريد ان اتحدث اليها

(( نونو حبيبتي....))

(( اهلا ناصر...))
(( كيف حالك.؟؟))
(( بخير...مابك.. نبرة صوتك متغيرة..حدث شئ...))

(( غدا عقد قران طلال...))
(( رائع...كم انا سعيـــ......))
(( نورس احبك... احبك كثيرا... لا اقوى على فراقك...))
((...................................))
(( الم تقرري بعد ما مصيري معك؟؟؟ لقد تعبت...))
(( ناصر اهدأ...))
(( احتاجك نورس ...احتاجك كثيرا.....))

(( ناصر ارجوك ليس وقته..عندما تعود نتحدث...))

لم يكن ناصر الذي يحدثني
شعرت به وكانه يبكي
لا انه يبكي بالفعل

لم اتصور انه يحمل كل هذه المشاعر
مشاعر صعقت كل العناد الذي بداخلي

لانطق اخيرا...
(( حبيبي... اهدأ الان...وعندما تعود نتحدث في الامر...))

لا اعرف كيف نطقت بها
لكني شعرت ان من حقه ان يسمعها مني
تالمت كثيرا لحديثه ولكلماته

ناصر الذي تمنيت ان لم التقيه
اناديه الان حبيبي

لاول تجتمع هذه الحروف مع بعضها
واطلقها علانيه لاحدهم

ليكون ناصر
ناصر الذي سلبني اغلى ما املك
وتركني
نعم تركتي

ودون وعي مني صرت اشحن نفسي بكل ما فعله ناصر معي في الماضي

لاندم على اللحظة التي تجمعت حروف كلمة حبيبي ونطقت بها له هو....


الشاطئ الــ55
الموجة الخامسه

في سيارة حديثه ارسلها لهما ابو ماجد مع السائق
لتقلهما الى مجلسه


فالكل هناك بانتظارهما

طلال الذي ارتدى ثوب ناصع البياض
(( ناصر..اخبرني العقال وضعه مرتب..))
(( مرتب..مرتب...كم مرة اقولها..))

لاول مرة يلبسه
لم يعتد عليه
لكن احب ان يكون بزيه الخليجي المميز
في ليله عمره

كم يتمنى ان يكون والده واخيه برفقته
كان متضايق لهذا الامر..الا ان عبدالله اخبره ان والده رتب له حفله زواج فور عودته

كان هذا الامر قد قلل من ضيقه بعض الشئ
وصلا لمجلس ابو ماجد

سيارات كثيرة على جانبي الطريق
وما ان دخلا حتى تفاجا بعدد المدعوين
الذين وقفوا ما ان لمحوهما..
وصار في المقدمة وكل منهم يأتي ليبارك للعريس ونسيبه

تقدم ابو عاصم.....
ومعه شابان..احدهم اكبر من طلال والاخر اصغر منه....
عرف انهما اخوان جلنار

ومن ثم تعرف على ابناء عمومتها....

واضح انهم متواجدون لزوم العادات والتقاليد فقط..
فمن العيب الابنه تتزوج في غياب افراد عائلتها من الرجال....

كم تمنى والده واخيه معه....
لم يشعر بحلاوة تبريكات الزواج...

وبدى مرتبكا اكثر....
عندما انصرف عنه ناصر...
والذي قد اختفى فجأة دون سابق انذار....

كان طلال يتلفت يمين يسار يبحث عنه
لكن لا اثر له..

اتجه نحو الصبي الذي يسكب الشاي
(( هل رايت ناصر؟؟))
(( لقد خرج قبل قليل.....))

اين ذهب الان؟؟؟ بدى محتارا ومرتبكا

ولكنه لم يقوى اخفاء صدمته
ما ان لمح ناصر وهو يدخل معه

والده واخيه عبدالله

طلال وهويسرع باتجاهما

اقبل الى والده..
قبّل كفه...وجبينه..وضمه اليه

وبعدها.... تقدم لاخيه عبدالله

(( لا اصدق... ))
عبدالله..(( تظن اننا سنتركك وحدك....))

تقدم ابو ماجد نحوهم...
فيما طلال لا يقوى على كتمان سعادته
(( عمي ابو ماجد.. والدي ...وعبدالله اخي الاكبر...))

ومن ثم اتجهوا الى ابو عاصم...
الذي رحب بوالد طلال...

وتبادلا الحديث....

استوعب ابو عاصم ان هذا الفتى ابن عائلة معروفه
ووالده يعمل بالسلك الدبلوماسي

لا يدري لم ظنه في بداية الامر فتى لا يرتقي لمستواهم

اخذهم الحديث ابوعاصم وابو ماجد وبالطبع والد العريس ابو عبدالله

وتمــ عقد القران اخيرا

ظن طلال ان توتره سيزول ما ان ينتهي الشيخ من العقد

الا ان توتره بدأ يزداد...

الان جلنار اصبحت زوجته
وله ان يخطفها لجزر الواق واق

(( اجهزي حبيبتي... لحظات واخطفك لجزر الوااق واق))

بعد هذه الرساله جاءه اتصال من جلنار
لكن ليست هي من تحدثه

لابد انها جدته
(( طلال...))
(( نعم جدتي..طلال معك...))

(( مبروك بني...))
(( الله يبارك للجميع جدتي...))

(( جميلتي امانه لديك...))
(( هي في عيوني اطمئني..))

(( لا اعرف كيف اقنعت والدها بزواجها منك..بعد ان اعتدت على وجودها معي...))
(( سنزورك ونتصل بك دائما...))

(( اخجل من اقول ما اريد ..لكن.............))
(( انت تأمرين جدتي....قولي ما تريدين..))

(( سفركم يوم غد صحيح؟؟))
(( لا جدتي ....موعد عودتي غدا لكني لم احصل على حجز على نفس الطائرة لجلنار فأجلته لبعد غد.))

(( هل لك انت تترك جلنار معي الليله...وغدا تاتي لاخذها.... تعلم اني قد التقي بها مجددا..ستسافران لبلاد بعيده... والعمر لا احد يضمنه))

((كما تريدين جدتي))


الشاطئ الــ55
الموجة السادسه

تعالت الضحكات في السيارة
وهم في طريق العودة للفندق

عبدالله...(( بعد كل هذا يا طلال تعود معنا وحدك؟؟))
ناصر..(( كل شئ في هذا الزواج غريب....))

ابو عبدالله...مازحا...(( اشك باننا كنا في مشهد تمثيلي.... خلال اين عروستك..يا ولد.))

طلال الذي بدى خجلا من تعليقاتهم
(( ابي...جدة جلنار طلبت ان تبقى معها الليله....لم استطع ان ارفض طلبهااا...))

ناصر ونظره لابوعبدالله..(( هذه البداية عمي....))
ابو عبدالله...(( تعلم ان ليلة زواجي من والدتك بقيت تبكي عند والدتها...لكني لم اخرج الا وهي معي....))

تعالت الضحكات اكثر....

كان جو من المرح بين الرجال في السيارة الى ان وصلا

اقبل ابو عبدلله نحو طلال
(( بني ... جيد ما فعلته بقبول طلب الجدة...
لا اعرف حسن التصرف هذا اين كان قبل الان؟؟))

انصرف عنه مبتسما...
فيما عبدالله...همس في اذنه...(( كلاَ يدخل غرفته بعدها لك ان تذهب اليها...فهي زوجتك الان...))

كان ناصر قريب منهما
سحب عبدالله من ذراعه
(( طلال... لا تفعلها.. والا طلقت الجدة منها....))

كان طلال ينظر اليهما باستغراب
لم يستوعب حديثهما
بينما هو الاثنان يكتمان ضحكاتهما

طلال...(( ارى ان من الغباء ابقى معكما....))



في صباح اليوم التالي............................................ .....

العم فهم وعبدالله وناصر يهمان بالخروج من الفندق للمطار

فيما طلال استعد لزيارة زوجته

كان سيارة خاصة بابو ماجد تنتظرهم
اوصلتهم للمطار
وقبل صعودهم الطائرة
اجروا اتصالا لابو ماجد
تحدث كل واحد منهم اليه

كانوا يشكرونه على كل ما قدمه من خدمات وكذلك على حسن ضيافته وكرمه

لحظتها........
الجدة تتحدث مع ابو عاصم في الهاتف
(( يوسف..كيف يحضر ليرى زوجته وانت غير موجود...))
(( انت قلتها امي..هي زوجته.... لم وجودي...))
(( لانك والدها....))
(( انت معها امي...ليس لدي وقت....))

كانت جلنار تعلم بما يجري...
وكم ترغب ان يأتي طلال بسرعه
وينتشلها من كل هذا الضيق
الا ان كل ما يؤلمها
هو فراق جدتها الحنونه

حتى كان صوت الجرس...
اشارت لها الجدة بحركة يدها ان تدخل غرفتها
ابتسمت لها جلنار

التي باتت لا تستغرب من اي شئ تأمر به جدتها
فهي تقوم بالواجب كما تقول

كانت جلنار في غرفتها
تنظر لنفسها في المراة

ترتب خصلات شعرها الذي يصل لكتفها
و بفستان راقي
من الدانتيل السكري....
بأكمام قصيرة....
ويحيط على خصرها قطعه من الشيفون الذهبي.....
تتدلى اطرافها على شكل فيونكه...

ووجهها خالي من المكياج...
ما عدا الكحل الاسود....
ولمعه زهريه...
فبشرتها الناعمة...
وخدها الوردي بطيبعته.
لا تحتاج لاي نوع من الكريمات او الزينة....

حتى سمعت صوت جدتها تناديها....
وكمااتفقت معها.....

عليها ان تخرج وتقف بعيدا حتى تطلب منها جدتها ان تسلم على عريسها....


خرجت اليهما
كان طلال مع جدتها في الصاله
ما ان لمحها قادمة حتى وقف بحركة مرتبكة

ينظر اليها وابتسامة على شفتيه
لم يقوى على النطق ليرحب بها
بقى واقفا صامتا فقط يمعن النظر لهذه الاميرة

اميرته التي تحقق حلمه معها
بان يخطفها لجزر الواق واق كما وعدها

فيما هي واقفه قرب جدتها....
دون ان تنظر اليها....

(( جميلة... تقدمي نحو زوجك...لا تخجلي....))

بدت وكانها تطير في الهواء
وهي تتقدم اليها....
امسك كفها وقربها اليه
جلسا معا على الكنبة

تشعر وانها تطير فعلا في السماء
وقد جلسا على السحاب

قرب شفتيه من اذنها
(( كم انت فاتنه...))
لم تجبه....
فقط ابتسامة وهي تنظر اليه

استئذنتهم الجدة حينها
ليلتفت طلال بحركة سريعه الى حبيبته

(( جلنار.... لا اصدق...انت زوجتي الان...))
(( لا.... صدق يا طلال...))
(( حتى تعرفي ماذا لي ان افعل من اجلك...))
(( وهل نسيت ما فعلته انا؟؟؟))

اقترب منها اكثر...
(( تضنين هل هناك حب اكبر من حبنا....))
(( لا... لااظن.....))

كان مغمض عينيه
(( طلال مابك؟؟؟؟لم انت مغمض عينيك...))
(( اخاف ان افتحها ولا اراك امامي...))

وهي تربت على كتفه
(( انا معك اطمئن....))
وضع كفه على كفها....
وسحبها اليه...
قبل راحة يدها...
(( جلنار... رائحتك احبها...رائحة الياسمين...))
بدلال...حقا.....
(( اترك يدي فجدتي قادمة...))
وبحده مصطنعه...(( جلنار اسمعي... تركتك البارحه احتراما لجدتك...لكن اليوم لن ابتعد عنك...))

لم يكمل حديثه حتى اعتدل في جلسته
بعد ان ابعد كفه عن زوجته
وهو ينظر للجدة قادمة...

(( جدتي انا وجلنار سنتغدى خارجا....))
(( هي زوجتك الان.... لك ان تاخذها لاي مكان...))

قرب شفتيه من اذنها
(( هيا بنا نهرب... اشعر باني في معسكر...))

الجده باستغراب..(( مابك طلال؟؟))
جلنار وهي تكتم ضحكتها...

(( جدتي..طلال يريدك ان تذهبي معنا ))
وهي ترفع جسدها من الكنبة بصعوبة
(( لا..اذهبا انتما... انا سأدخل غرفتي لارتاح قليلا....))

نهاية الشاطئ الــ55





الساعة الآن 04:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية