منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره .. (https://www.liilas.com/vb3/t151059.html)

yassmin 11-11-10 09:38 AM




الشاطئ الـ18
الموجة الثانية


المكان يسوده الهدؤ
وتخترق هذا الهدؤ
شهقات لم تقدر على كتمانها


لا تدري كيف فكرت بالاتصال بأبو عبدالله
وكيف خطرت هذه الفكرة لعقلها
كان عليها ان تستنجد باحد تعرفه
ولكنها لا تعرف احد هنا
حتى جائت لها الممرضة تحمل كيس ابيض
يحوي حاجيات عمها
ومن بينها جواله والذي كان مغلق لحظتها
فتحت خط الاتصال بسرعة
واخذت تبحث فيه
كانت تأمل ان تلمح اسم احد تعرفه


لم تود ان تتصل بسمر او والدها
حتى لمحت اسمه
ابو طلال...
تذكرت طلال الذي رافقهما في جلستهما احدى المرات
ومقابلتها له مع عائلته
لابد ان يكون هذا رقم والده الذي يعمل في السفارة كما اخبرها عمها ناصر
وبسرعه اجرت الاتصال به
كان الجهاز مغلق
اعادت الاتصال اكثر من مرة
حتى تم الاتصال
لتخبره وهي تبكي
كانت تستنجد به
ان يسااعدها
فهي لا تعرف كيف تتصرف



بعدها....................

هدأت قليلا واستبشرت خيرا
عندما عرفها ما ذكرت له اسم الدكتور ناصر
وواضح عليه الاهتمام
فقد حاول تهدئتها
ووعدها بالحضور حالا
رغم انه لتو عائد من المطار

ارخت جسدها على الكرسي
القريب من غرفة عمها
واسندت رأسها للخلف على الجدار
واغمضت عينها
علها تهدأ قليلا
لا تدري كم مضى من الوقت
لم تغفو عينيها
لكن تفكيرها سافر بها لكل مكان
حتى انتبهت لصوت احدهم
(( زينة...زينة))
بصعوبة فتحت عينيها

لمحتهما واقفين
طلال ووالده
دمعت عيناها
لم تتكلم لسانها لم يقوى على النطق
ولا شفتيها تقوى على الحركة
كانت تنظر اليهما
كما يـتأمل الغريق طوق النجاة وهو متعلق به
لا تدري لم تبكي؟؟؟
كانت تبكي فقط
وهي تشير للواجهة الزجاجية لغرفة عمها
(( اهدئي بنيتي... هو بخير..اخبرنا الطبيب لا تقلقي...))

زينة وهي تمسح دموعها بظهر كفيها اللذان يرجفان
(( امل توفيت..لم يتحمل...كانت صدمه له...لا اعرف احد هنا....))

كانت تتحدث..تحاول ان تربط الكلمات ببعضها
كي يستوعبوا وضعها

اقترب منها ابو عبد الله اكثر
((اهدئي... سيأتي موظف من السفارة يتابع حالة عمك
وننهي اجراءات الطفلة المتوفاه
وانت لابد ان ترتاحي))
زينه وقد هدأت قليلا..
(( نعم..سأبقى على هذا الكرسي...قريبه من عمي..))

طلال (( لا زينة..ستأتين ضيفه عندنا..وكما اخبرك والدي... هناك من يتابع حالته))

زينه بتردد ((ولكن....))

ابو عبدالله(( الطبيب اخبرنا انه لن يستيقظ قبل 24 ساعه... ))

زينة بحزن(( لا اريد ان اتعبكما معي...))
بحده رد عليها ابو عبدالله

وكأنه يريد ان ينهي الموضوع
(( انت في مسؤليتي...لايمكن ان تبقي وحدك هنا... ام عبدالله وابنتي ستكونان معك في المنزل....))

اكمل طلال حديث والده((منزلنا قريب من هنا..ووقت ماترغبين بزيارة عمك..السيارة موجودة..))

كان ابو عبدالله يجري اتصالا حينها
(( ام عبدالله..معنا ضيفه جهزي لها الغرفة مع نورس
لان قريبها سيبقى في المستشفى...))

اعطى ابو عبدالله جهازه لزينة اشاره لها ان تحدث زوجته
نورس بخجل..(( اهلا خالة...ان شاء الله ...اشكر اهتمامك...))
كانت كلماتها مختصرة
كم هي خجله من اهتمامهم بها
لم تعلق اكثر
اعطت ابو عبدالله الجوال
سحبت حقيبتها المرمية على الكرسي
مع الكيس الابيض الذي اخذته من الممرضه وفيه حاجيات ناصر
ملابسه ومحفظته وجواله
وانصرفت من المكان
ونظرها للخلف نحو باب الغرفه
يصعب عليها تركه وحيدا
لكنها اطمئنت لوجودها بقربهم
نادرا ما يخالجها هذا الشعور وهي بعيدة عن عمها
كما ان راحة غريبه احاطة بقلبها
بعد حديثها مع ام عبدالله
واصرارها على الحضور
ليس امامها سوى هذا الان
فهي وحيده في هذا البلد
حتى والدها لم يفكر بالسؤال عنها



مع زحمة المشاعر ,..............


غادرت زينة المستشفى برفقة ابوعبدالله وطلال

الشاطئ الـ18
الموجة الثالثة



في حي راقي من احياء لندن
حيث المجمعات السكنية
والذي يقطن جزء منها
الموظفين الاجانب
للشركات الكبرى
او العاملين في السلك الدبلوماسي
ومن ضمن هذه المنازل
منزل ابو عبدالله
المكون من طابقين
في مقدمته حديقه صغيرة
مفتوحة على الطريق
بدت مكتسية بالثلج الابيض
كحال طريق المدينة
يحوي المنزل في الطابق السفلي غرفتين وصالة بالاضافه للمطبخ
غرفه خاصة بالعم ابوعبدالله وزوجته
والاخرى عبارة عن مكتب
والطابق العلوي يحوي ثلاث غرف
صغيرة نوعا ما مقارنة بمنزلهم في الخليج
لكل من الابناء غرفه خاصة به
والمميزة بين الغرف
غرفه عبدالله
فهي اوسع الغرف
وبها شرفه تطل على واجهة المنزل
وبعد قرار اقامة نورس معهم
تحول المكتب الخاص بهم
الى غرفة نوم....

جهزها عمها باثاث نوم بناتي نوعا ما
فقد اكتفى ان اخبر احد معارفه العاملين بمجال الاثاث
بطلبه لتجهيزه غرفه خاصه لابنة اخيه
وكان ما اراد
احضر الاثاث خلال ايام
ليتفاجأ انه ليس لسن نورس
انما لفتاة صغيرة او في سن المراهقة
سرير باللون الزهري والاصفر
وعليه رسومات لازهار وفراشات
وكذلك الخزانة والمكتب
كما ان السرير منخفض جدا
وبطبع طلال
علق على الغرفه ما ان راها
((واخيرا اثار لنعومة البنات في منزلنا .....))


في هذا العالم الصغير الخاص بعائلة الاستاذ فهد.....

نورس والخالة ليلى
جالستين...بصمت...
كلتاهما لديها ما تفكر به
وتشغل عقلها به
نورس....
لم تستوعب ما يحدث معها
في اللحظات الاولى من وصولها لندن
فقد كانت بانتظارها اخبار ناصر...
رغم انها لم تتأكد الى الان
لكن كل ماحدث وما قيل يؤكد
انه هوناصر
المها ووجعها ...
زاد اضطرابها...
عندما سمعت الخالة ليلى تحادث احداهن المرافقة..لـ..ناصر
وتدعوها للاقامة معهم...
من تكون يا ترى؟؟؟
لابد انها زوجته...هل هناك غيرها ستكون بقربه في هذه اللحظة وتعيش كل هذا القلق؟؟؟؟
وهل لنورس الاحتمال الاقامة معها في بيت واحد ؟؟؟؟

كانت الخالة ليلى في عالم اخر....
تفكيرها في كيفية التعامل مع فتاة غريبه في منزل يقيم فيه 3 شباب
فكرة اقامة نورس معها لم تعارضها مطلقا....
تعرف اخلاقيات نورس....
وسهل التعامل معها....
ولكن الان بالاضافة الى نورس فتاة اخرى تجهلها...
ولكن الاخلاق والواجب تجبرها على الترحيب بها..
كما ان الخالة ليلى تحمل قلب طيب وحنون على الجميع....
ساعدها هذا على تقبل ضيفتها بترحاب...

وسط كل هذه الافكار التي تحوم في هذا المنزل
كان عبدالله......
الذي غادر المكان بسرعه لغرفته..
ما ان سمع والدته ترحب بحضور زينة للمنزل...
لا يعلم لم كل هذا الاضطراب الذي شعر به...
لم يهتم قط بأمر فتاة يوما...
رغم ما يلقاه من اهتمام
من اغلب زميلاته وخاصة العربيات منهن...
والسبب تميزه من بين الطلبه
اخلاقه واحترامه لهن..
وجديته في التعامل معهن...
ولتفوقه المتميز في الدراسة....
لم زينة بالذات من تشغل تفكيره...
رغم ان مظهرها ولباسها ابدا لم يعجبه...
لكن بريق غريب في عينيها
شده لها...
عفويتها الواضحه من تصرفها الاخير مع عمها في المقهى ...
جعله يفكر بها....
ماذا حل بك عبدالله؟؟؟


قطعت الخالة حبل الافكار.......


((نورس... يمكنك ان تدخلي غرفتك...هذه الغرفه في جهة اليسار...))
اكملت الخالة ليلى وهي تهم بالانصراف...
(( نورس ..سمعتي حديثي مع عمك..ستكون معنا ضيفه ...قريبها مريض هنا ...ستبقى معك بالغرفه...))
نورس لا تدري ما تقول...
فهي الى الان تشعر انها كذلك ضيفه ...
لم ترى الخالة ليلى جوابا من نورس...
(( نورس حبيبتي هل وجود الضيفه معك يضايقك؟؟؟ فنحن نعتبرك فرد من هذه العائلة.. تقبلي ذلك لايام فقط))
اربكها تعليق الخالة ليلى
(( لا خالتي..بالعكس...ليس لدي مانع...))
ابتسمت لها الخالة ليلى...
(( ادخلي غرفتك... وارتاحي..حقائبك ادخلها محمد قبل قليل...))
دخلت نورس غرفتها
لا تدري لم ابتسمت ؟؟؟
ابتسامة كبيرة مرسومة على شفتيها
ما ان رأت اثاث الغرفه
اشعرها انها للأن بنوتة في سن المراهقه
كانت تفكر كيف فكروا بتجهيز غرفتها وكأنها غرفة فتاة صغيرة
اكثر ما اعجبها السرير المنخفض..
والذي يكاد يكون على الارض...
اغلقت الباب...
ونزعت الشال الاسود... ومعطفها....
وبهدؤ جلست على السرير...
ضحكت على نفسها لحركتها..
فقد كانت تعتقد ربما السرير لن يتحمل جلوسها عليه...
استلقت على السرير
وتغطت بالبطانية الصفراء
وغفت عينها من شدة الارهاق.....
بعد اقل من نصف الساعة
كانت طرقات على باب غرفتها....
(( نونو.... ))


الشاطئ الـ17
الموجة الرابعة

على ارض الوطن
الذي فارقه احدى بناته بقلب موجوع
كانا معا
يدخلان بيت الزوجية
واخيرا
كان لهما ما تمناه لسنوات طوال
فريدة وسلمان
تقدم سلمان نحو المدخل....
بعد ان اوقف السيارة في الساحة الخارجية للمنزل
او بالاصح الفيلا الفخمة...
كان بناء فخم حقا
ابهر فريده
التي لم تعني لها الامور المادية شئ مهما من قبل
فتح البوابة الداخليه
نحو القاعة الواسعه للفيلا
دخلا معا
وهو يحيط بذراعه على خصرها
(( سلمان بناتك هنا....))
_(( لابد ان يعتدن على دلالي لامهم الجديدة...))
بحركة لا ارادية التفتت فريده الى سلمان...
لكنها لم تستطع ان تعلق على كلامه
الذي قبض على قلبها فجأة
همس لها سلمان لحظتها
_(( مابك فريدة...؟؟؟؟ اعلم انك تتحملين هذه المسئولية))

قطع حديثهم
خطوات طفولية نحوهما
البنات
تجرين نحو والدهن
والذي تقدم نحوهن
وهو ينزل لمستواهن فاتح ذراعيه
ضمهن اليه بقوة
وهن يضحكن
بدون فرحات حقا
التفت الى زوجته
زوجته فريدة
التي كانت تنظر اليه وهو يضمهن اليه بشوق
وشعور غريب نحو هذه اللمة العائلية
في حين مربيتهن ميري
واقفه قرب السلم الذي يتوسط القاعه
رفع سلمان نظره لزوجته
(( فروودة... تعالي...))
تقدمت نحوهم...
(( اميراتي.. هذه فريده تعرفونها؟؟ صحيح؟؟؟))
مريم ومرام بصوت واحد...
(( نعم بابا....))
التفت الى مروة التي بدت صامته
وكان يشير لها بالحديث
فورا نطقت
(( اهلا خالة....))
تقدمت نحوهن اكثر
وضعت راحة كلتا كفيها
على رأسا الطفلتين مريم ومرام
(( اهلا حبيباتي..فلة وستروبري...))
ضحكتا معا على تعليقها
والتفتت بعدها الى مروة
قربتها منها وهي ممسكة بكتفها
(( مروة حبيبتي... كيف حالك؟؟؟))
وهي تحاول ان تتحدث كــ سيدة...
(( الحمدالله....))
فريدة وهي تبحث عن الكلمات
(( اممم اخبار لوحاتك؟؟؟))
نظرت اليها مروة بحده
وكأنها تفهم رغبة فريده بالتقرب منها
(( زوريني في المرسم..سترينها...))
ولكن بدت وكأن سؤال فريده اعجبها

مد سلمان ذراعيه نحو بناته
يجذبهن اليه
نحو احدى طقم الكنبات
يبدو فخم بلونه الماروني المذهب
موضوعه على جانب القاعه
والتي تتزوع فيها اكثر من طقم للكنبات
جلست فريده مقابله له
وهو مع بناته
او كما اعتاد على تسميتهن
اميراته الثلاث

تقدمت المربية من سلمان باشارة منه
(( ميري ...احضري الكيس الزهري..في المقعد الخلفي من السيارة...))
وهو ينظر الى فريدة الجالسه مقابل له
(( لقد احضرت فروودة بعض الهدايا لكن...))
كانت فريدة تنظر باستغراب نحوه
فهي لا تعلم عن الامر شئ ابدا
غمز لها بعينه
كعادته عندما يشعر بارتباكها من مفاجاته
ابتسمت له على حركته
فهمت انه قام بشراء الهدايا باسمها
(( مفاجأة حلوة اميراتي ..صحيح؟؟؟؟))
مريم ومرام...((نعم بابا))
لم تعلق مروة على كلامه.
اكتفت بابتسامة فقط...

لحظات...


تقدمت المربية وهي تحمل كيس الهدايا
اشار لها سلمان ان تعطيه فريده...
امسكت به فريده
واخرجت منه ثلاث علب هدايا
تقدمتا مريم ومرام نحوها
لم تعرف فريدة كيف تتصرف
لا تعرف كيف توزعها بينهن
كانت ممسكة بالعلبة الاكبر...
غمز لها سلمان...
وهو يشير في الخفاء الى مريم...
ابتسمت فريده...
(( مريومة حبيبتي هذا لك....))
رفعت العلبتين الباقيتين
وهي تكتم ضحكتها
اشار سلمان للعلبة الاصغر بينهما
ومن ثم الى مرام
(( مرام حبيبتي هذا لك...))
غمزت لسلمان وهي تنادي مروة
(( مروة..حبيتي الن تستلمي هديتك..؟؟؟))
تباطأت في خطواتها
لكن واضح عليها الاهتمام
اخذتها من فريده
بصوت واحد...للاميرات الثلاث
((شكرا ...خالة...))
وبسرعه اخذن يجرين على السلم
ومن خلفهن المربية
وقف سلمان يراقبهن
واتجه نحو فريده
ليجلس قريب منها
التفتت له
((متى تكف عن مفاجأتي؟؟؟))
وهو يلف ذراعه نحوها...
(( لم تري شئ للان...))
(( كان من الافضل ان تخبرني مسبقا...على الاقل لتسهل علي توزيع الهدايا))
لم يرد عليها
وانما...امسك الشال الذي ترتديه
((ممكن تنزعي هذا من على شعرك...))
اخذت تتلفت حولها
((مابك لا احد هنا....لا رجال في منزلنا..))
وهو يهس لها((فأنا اغار عليك...))
وقفت حينها..
وهي تنزع الشال والعباءة
وتضعهما على ذراعها...
بدت امامه
وسط القاعه
وكأنها سيدة المنزل
بل هي كذلك
يتاملها وابتسامة على شفتيه
تعبر عن فرحه الغامر
كانت امامه بجلابية زيتية...
بتطريز ملون
وشعرها بلونه المدرج المرفوع بمشبك
ونزلت خصلاته منه على كتفها وجبهتها
في منتهى الجمال
قمة النعومة
والخجل
مازالت تخجل منه
انتبهت له لنظراته
تعمدت تجاهلها

((الن تريني منزلك؟؟؟))
وهو يقف مواجه لها
((منزلنا..منزلنا فروودة...))
ضحكت له
(( حسنا منزلنا....))
امسك كفها وبحركة سريعه
(( تعالي اريك الجناح الخاص بنا....))
ابعدت كفها عن يده
وهي تتلفت حولها
(( نبدأ من هذا الطابق سلمان...))
سلمان
وهو يشير بلا مبالاة
(( هذه القاعه.. مقسمة لاربع صالات للضيوف..السلم يأخذك للطابق العلوي....))

اشار ليمينه..نحو مدخل في القاعه نفسها
(( هنا مدخل المطبخ والخدمات....وقسم الخاص بالخدم... وفي الجهه الاخرى غرفة نوم للضيوف وغرفة الطعام ))

((المبنى الخارجي ..عبارة عن استراحة تحوي غرفتين وصالة صغيرة ومسبح...))
تقدم نحو السلم الدائري الذي يتوسط القاعه
((الطابق العلوي يحوي غرف الاطفال وغرفة الالعاب..ومرسم مروة))
اقتربت منه فريدة...
همس لها
((الطابق الاخير الجناح الخاص بنا
تعالي لتريه...))
تقدمت معه نحو السلم...
(( ستكتفي بالكلام لتوصف منزلنااا..._وهي تشد على الكلمة الاخيرة_....الن تريني؟؟))
وهو يلف ذراعه على خصرها
(( ستتعرفين على كل شبر فيه في وقت لاحق... تعالي لتري جناحنا الخاص الان..))
كانت تشعر فريده ان سلمان
قد جهز مفاجأة من مفاجاته...
لهذا تتعمد استفزازه بتباطئها...
كانت تخطو على السلم
وبكل خطوة
تزداد مقدار سعادتها
فرحتها بقربها منه
سلمان
الحبيب الذي لم تتوقع لقائه
فكيف هو شعورها وهي معه تحت سقف واحد؟؟؟
كانت تخفف من وقع خطواتها على السلم
وكأن صوت خطواتها قد يوقضها من حلمها.....

yassmin 11-11-10 09:40 AM



الموجة الخامسة



في ذلك الوقت....
استيقظت نورس على طرقات احدهم
لابد انه طلال
الوحيد هنا من يناديها
نونو
(( حسنا..انا قادمة...))
ارتدت معطفها....
لملمت قصاصات شعرها عن جبهتها
وهي ترتدي الشال الاسود...
خرجت اليه..
توزع نظرها على الجميع
كانت تخشى ان تكون معهم
سمر زوجة ناصر
(( نونو..هل ازعجتك؟؟كنت نائمة؟؟؟))
تصنعت ابتسامة
(( لا بأس طلال..))
(( معنا ضيفه..تعالي لتتعرفي عليها...))
زاد اضرابها
ودقات قلبها
كانت تفكر كيف ستتحمل وجود سمر معها
كانت الخالة ليلى جالسه مع محمد وعمها...
ومقابل لهم
فتاة بشعرها الكستنائي المسترسل على كتفها
لم ترى وجهها بعد
تقدمت مع طلال
التفتت اليها
لم تكن هي
ليست سمر
من تكون؟؟؟ولم هي مع ناصر؟؟؟
كل هذه التساؤلات في وقت واحد
وقفت زينة بسرعه
لتحيي نورس
جلست نورس مقابل لها
اطالت النظر اليها
وقد بدى الحزن واضح عليها
عينها شديدة الاحمرار من كثرة البكاء
وواضح عليها الارهاق...
ولكن كل ما فعلته
وقفت بحركة سريعه
وهي تقترب من زينة اكثر
(( تعالي معي الغرفه...لتستريحي....))
رفعت زينة نظرها لنورس
لكن لم تعلق على كلامها
وكأنها فقدت القدرة على النطق....

(( سأعد لك شيئا تأكليه...))
كانت الخالة ليلى تحدثها...

واخيرا..خرجت بعض الكلمات من بين شفتيها..
(( شكرا خالة... لا اريد ...))

التفت لها العم فهد..
(( كما ترغبين..انت الان في منزلك...لا تخجلي من طلب شئ....اذهب لترتاحي الان...))

بعدها....
كانت زينة مع نورس في الغرفة
التفتت زينة الى نورس
الصمت يسود المكان
رفعت زينة نظرها الى نورس...
(( رأيتها مسبقا ولكن اين؟؟؟؟))
انتبهت نورس لنظرات زينه نحوها
استدركت زينة الموقف....
(( غرفتك؟؟؟))
ابتسمت لها نورس..
((قبل ساعة فقط اصبحت غرفتي..هذه زيارتي الاولى لهذه المدينة.))
النظرات نفسها باتجاه زينة
((انها الفتاة التي لمحتها معه
مع ناصر في موقف السيارات
ماذا تقرب له ياترى؟؟؟))

كانت زينة تهم بالجلوس على الكنبة الصغيرة...
لتفاجأ نورس بسؤالها...
باستغراب واضح على ملامحها...
(( الا تعيشين مع والداك هنا؟؟؟))
نورس وهي تنزع الشال من على شعرها
(( ..ابو عبدالله عمي..))
باستغراب اجابتها زينة
((حقا؟؟؟ كان يحدثني عن ابنته نورس... ضننتك فعلا ابنته..))
ترك تعليقها اثرا كبيرا في قلبها


(( المهم ان ترتاحي الان..الارهاق واضح عليك...))
اشارت نورس الى سريرها..
((هذا سريرك...))

باهتمام سألتها
(( وانت نورس؟؟))
ابتسمت لها..
(( لا عليك الان... ارتاحي اولا...
بعدها نرتب لكل شئ ))
بقي السؤال ماذا تقرب لــ ناصر يزيد من حيرتها

بعد اقل من ربع الساعة.....
جائها جواب مفاجأ...
(( انا هنا ايضا مع عمي ناصر....مثلك نورس...))

كانت زينة مستلقيه على السرير
واثر دموعها على جفنيها
لا تدري لم قالت هذه العبارة لها
ربما لتشعر ان هناك من يعيش مثل وضعها



ولكن نورس................
شعرت بتغير نبرة صوت زينه
ما ان نطقت اسم عمها
لم تجد نورس ما تقوله
صمتتا
رفعت نورس نظرها نحو زينة
نائمة....
لابد انها مجهدة...
وهي كذلك لم ترتاح من تعب السفر للان...

اقتربت من زينة
وغطتها
بالغطاء الاصفر

اما هي....
اخذت غفوتها على الكنبة الصغيرة
وهي تغطي نفسها بشالها الاسود...

لحظتها....

شعرت كلتاهما بالراحه
لانهما لا يعيان بما يحيط بهما
بعيدتان عن المهما ووجعهما

النوم الوسيلة الوحيده للهرب من الضيق
هذا ان غلبهما
ونادرا ما يحدث
ولحسن حظهما
ان النوم غلبهم هذه المرة...

ولكن.........................

هناك من لم يكن من حظه ان يغلبه النوم
رغم تعب السفر....
عبدالله في غرفته...
ورغم برودة الجو
فتح شرفته
وبقي واقفا فيها
يكاد يتجمد من البرد
لكنه لم يقدر على تجميد مشاعره
الضيق الذي الم به
عندما لمحها حزينة
وهي جالسة مع عائلته
كان يسترق النظر من على السلم
لم يرغب ان يشاركهم
فقد ينتبه احدهم لاهتمامه بها
لمحها
وانتبه لقلقها
واثار بكائها على وجهها
لمحها بطبيعتها
وبعفويتها
ابتسم وهو يتذكرها
كيف تحرك شعرها باناملها بين الحين والاخر
ربما لارتباكها او خجلها
يبدو شعرها ناعما
وليس مجعد كما راه في المقهى سابقا



وسرعان ما اختفت هذه الابتسامة...
لكنها حزينة على عمها
قلقه على صحته
تبحث عن من يكون بقربها
لدرجة انها لم تدرك ماعليها ان تلبس
قميصها الابيض وتنورتها البنية القصيرة
لن تحميها من قسوة برد هذه المدينة
هل هذا فقط ما يشغل باله
ام انه لم يعجبه ان تبدو رائعه بهذا اللباس امام الجميع
كان يراها رائعه فعلا
بعفويتها وبساطتها
ولباسها البناتي
شعور لاول مرة يخالجه
امام فتاة
ولكن يرهقه عندما يحل الليل
ليفكر بكل شئ
كل شئ
حتى شعرها وما ترتديه
ماذا عليه ان يفعل
يبقى على صمته
ويكتفي بمراقبتها من بعيد
ام يقترب منها اكثر
ليعرفها اكثر
وان شعرت باهتمامه بها
ماقد يحدث؟؟؟؟
زاد توتره مع حيرته امام هذه الفتاة
فهو لم يضعف امام احداهن يوما
ومن المستحيل
ان يجعلها تلاحظ اهتمامه

دخل بسرعة غرفته
واغلق باب الشرفه
استلقى على سريره
بعد كل الزحام الذي عاشه قبل لحظات
اخذ نفسا عميق
وهو يحدث نفسه
(( فتاة بطريقة لباسها وتصرفاتها العفوية هذه,,, لا تعجبني))
الشاطئ الـ17
الموجة السادسة



سلمان وفريدة
عروسان
في الجناح الخاص بهما
في منزلهما
جناح كبير فاخر
تاهت نظرات فريده فيه
كانت تريد ان تستوعب ما ترى
التفتت الى سلمان

الذي
كان ينظر باستغراب للمكان
وكأنه يراه لاول مرة

كان ما يشد فريدة فخامة المكان
وما يحويه

اما سلمان
فلم يفاجئه فخامة المكان
لانه اعتاد على النوم فيه

الا انه
متفاجأ على ما يحويه
اتفق مع اخته ان ترتب المكان
وتترك لمسات خاصة للعروسين
لكنها لم تخبره ان ستتركه يبدو
وكأنه من صفحات الف ليلة وليلة

كان جناح سلمان واسع وفخم بديكوره واثاثه
اثاثه الاقرب لكلاسيك
بلونه البني القاتم

والكنبات المذهبه
في جانب الغرفة

ومكتبه الخاص
في الجانب الاخر

الستائر تحيط بالجدران
بلونها الاحمر القاتم
وباطراف ذهبية

وارضيتها من الرخام اللامع
وزعت عليها
قطع من السجاد الفاخر بلونه الاحمر القاتم

وفي الزاوية
الحمام تمتد منه واجهه زجاجية
تطل على مسبح مرتفع متوسط الحجم
على شكل دائرة



كانت
الانارة خافته

الورود والشموع منثورة في كل مكان
باشكال مختلفه
منثورة على الارض
على الكنبات

وعلى الرفوف

اما السرير
غطى بمفرش مخملي ابيض واحمر
فيما نزلت من اعمدة السرير
ستارة من الشيفون الابيض
احاطة بالسرير
وبالقرب منه

صندوق كبير بلونه البني مذهب عند اطرافه
كان الصندوق مفتوح
وقطع من القماش بداخله
وكذلك على جوانبه

وعلب بأحجام مختلف مغلفه
واكياس مخمليه

لم يتوقع سلمان
ان اخته رتبت المكان بهذا الشكل
خاصه ان رائحة البخور الذي يحبه
تتسرب الى انفاسه
لتملأ صدره
بقدر ما ملأ
بالفرح لقربه من فريدة
امسك كتفها
وهو يقربها منه
(( ما رأيك...))
نظرت لعينيه...
(( رائع فعلا...))
غرق في بحر عينيها
(( عيناك العسليه تذبحني...))
جذبها نحو لصندوق
اجلسها على السرير بقربه
((ما هذا سلمان؟؟؟))
وهو يقترب بوجهه منها..
همس لها
(( هدايا العروس فرودة..كل شئ حدث بسرعه.. لم اقدم لك شئ.... فجهزت كل شئ في هذا الصندوق))

بهدؤ ردت عليه
((لم كل هذا سلمان...لقد اخذت ما يلزمني..لااحتاج لكل هذا...))
وهو يدخل اطراف اصابع بين شعرها
(( انت عروستي... واريدك عروس دائما...))

ترك مكانه بجانبها
اتجه ناحية الصندق
اخذ كيس مخملي من بين مجموعه من الاكياس
تقدمت هي اليه
نزلت للارض بمستواه
(( ما هذا سلمان؟؟؟))
فتح سلمان الكيس..
اخرج منه سلسال من الذهب الابيض
تتدلى منه ثلاث قلوب باحجام مختلفه
((دعيني البسك هذا))
ابعدت خصلات شعرها عن كتفها
احاط بذراعه على رقبتها
والبسها السلسال
تحسستها باناملها الناعمة
(( رائعه...))
((كل هذا لك حبيبتي..))

كانت الاكياس المخملية
تحوي قطع مختلفه من المجوهرات....
والعلب المغلفه عبارة عن عطورات فاخرة...
ومكياج بأنواع مختلفه,,,
وقطع قماش مطرزة
وملابس نوم من الحرير بالالوان مختلفة

وقفت فريدة بحركة سريعه
وتبعها سلمان
نظر لعينها
(( فريدة ما بك الم تعجبك هذه الهدايا؟؟؟))
اخذت نفسا عميقا
وبريق حزن بدى في عينها
(( بلى...))
واكملت..(( حبيبي...كم انا سعيده معك....ولكن...))
كادت نبضات قلبه تتوقف
وهو يسمع منها كلمة حبيبي
لاول مرة
قاطعها بنفس متقطع...(( ولكن ...ماذا؟؟؟))
(( لا ادري ..كيف هي ابنتي نورس؟؟؟لم اعتد على بعدها..))

اقترب منها اكثر
وكفه خلف راسها
ليطبع قبلتين على عينيها
(( لا اريد ان ارى الحزن في عينيك...ان اردت اخذك الان اليها....))

لم تعتد فريده على الاهتمام من احد
لطالما كانت هي من تهتم بمن حولها
وتوزع حبها وحنانها نحوهم

الا ان شعورها باكتساب الحب والحنان
ارهق مشاعرها
لا تعلم ما تفعل
او ماذا تجزي صاحب هذا الحب

فكان اقل ما لديها
ابتسامة على شفتيها...

وهي تهمس له
(( حبيبي... كيف فكرت بكل هذا؟؟؟))
رغم انه تفاجأ مثلها بتجهيزات بدور
(( لم تري شئ من مفاجات سلمان لصاحبة العيون العسلية...))



yassmin 11-11-10 09:42 AM



الشاطئ الــ19
الموجة الاولى ....


في عالم اخر
هذا ما كنت اظنه
لحظتها
كنت استرجع افكاري
اين اكون
ومن يشاركني هذه الغرفه
وبعد طول تفكير
ادركت اني هنا
في لندن
منزل عمي ابو عبدالله
وهذه زينة...
ابنة اخ الدكتور ناصر
اه...اه يا ناصر....
في كل لفته من لفتات حياتي القاك امامي....
قطع افكاري التائهه
صوت بكائها
ربما كان هذا سبب استيقاظي...
كنت احاول التظاهر بعدم الانتباه لبكائها
ولكن لم استطع الصمود اكثر
فكم اكره التمثيل
بدون تفكير
تحركت من مكاني
بخطوات متردده
نحوها
نحو زينة
جلست على طرف السرير...
وباطراف اصابعي لامست كتفها
اخيرا انتبهت لي...
فتحت عيناها الغارقة بالدموع
تنظر الي
((لم البكاء..زينة....لا تبكي...))
.رفعت جسدها من على السرير بتثاقل
وهي تحاول ان تصنع ابتسامة على شفتيها
(( قلقه على عمي...))
ابعدت نورس نظرها عن زينه
كانت تخشى ان تكشفها نظراتها
زينة...بنبرة عالية..
((كم الساعة الان؟؟؟))
نورس...(( الثامنة تقريبا..))
ابعدت زينة الغطاء عنها....
(( اريد ان ازور عمي.....))
كانت نورس تنظر اليها باستغراب....
(( الان؟؟؟))
جمدت زينة من ردت فعل نورس....
كانت تخشى ان تتقيد بوجودها مع هذه العائلة
اكملت نورس...
(( زينة... فاتتنا الصلاة..لنصلي اولا..بعدها نخبر عمي برغبتك...))
تبدلت لحظتها ملامح زينة
بدت مرتاحه لحديث نورس....
استعدت كلتاهما للصلاة....
وبعدها للخروج...
كانت زينة متحمسة كثيرا
الان حماسها اختفى
عندما عادت لها نورس تخبرها
ان ابو عبدالله ليس في المنزل
(( حسنا اذهب وحدي....))
نورس باستغراب...
((كيف تذهبين وحدك؟؟؟))
زينة وهي تلم شعرها بكفها...
(( بسيارة اجرة.... معتادة على الخروج وحدي....))
نورس...(( لا ادري ان كان هذا ممكن...لاني لم اعتد حتى الان على الخروج..انه اليوم الاول لي...))
ابتسمت لها زينة..
(( لا عليك..الامر جدا بسيط..والمستشفى قريب من هنا...))
بهدؤ اجابتها نورس...
((ولكن لابد من استئذان الخالة ليلى....))
زينة وهي ترتب شعرها باطراف اصابعها
(( حسنا...))

................................
كنت نازلا من السلم بخطوات سريعة
ولكن سرعان ما ابطئتها
عندما رأيتها
كانت زينة تقف مع امي ونورس...
اربكني وجودها...
ولكن حاولت تمالك نفسي..
حتى لا افضح مشاعري امام احد,.,,
كنت اسمع امي تناقشها
لا اعرف سببا لهذا النقاش وبهذا الوقت
واضح على امي الحيرة...
ونورس مكانها صامته توزع نظرها بينهما
اما هي كانت تحبس دموعها
كنت اشعر بذلك ما ان نظرت اليها...
((عبدالله..جيد انك هنا....))
اخذت نفسا عميقا
وانا اتقدم لامي...
(( زينة ترغب في الذهاب للمستشفى وحدها...))
تجنبت النظر اليها..
الى زينة...
(( اين والدي؟؟؟؟))
اجابتني امي وكأنها تبرر لي امرا ما...
(( والدك ليس هنا ..وطلال خرج قبل ساعة.... وهي مصرة على الخروج... هي امانة عندي الان....))
فهمت الان ما يدور بينهم
ومن دون تفكير...
(( حسنا...نورس اجهزي معها اخذكم انا الى هناك...))
لحظتها فقط التفت لها
كانت تحاول ان ترسم ابتسامتها
تعبيرا عن شكرها لي
كنت اشعر انها لو انها نطقت بكلمة واحده
لانهمرت دموعها
(( انا جاهزة....))
قالتها نورس بهدؤ....
(( حسنا لنذهب....))
كم ارهقتني نبرات صوتها الحزينة
بلعت ريقي بصعوبة وانا اتقدم للخارج
حتى سمعت امي تحدثها
(( زينة حبيبتي..الجو بارد... لم لا تلبسي معطف على الاقل...))
بالنبرة نفسها...
(( ليس لدي هنا ملابس....))
اجابتها نورس...
(( اعطيك معطفا من عندي...))
كانت تتقدم للخارج نحوي...
وهي تقول..(( ليس لدينا وقت.....))
التفت لها حينها
ولكن حديث كان لنورس...
(( نورس اذهبي واحضري لها معطفا....))
وهممت بالخروج قبل ان اسمع منها تعليقا





الشاطئ الــ19
الموجة الثانية ....


لحظات...........
عبدالله يقود السيارة
نورس وزينة جالستان في المقعد الخلفي...
كلتاهما في عالم اخر
نورس
تتأمل شوارع هذه المدينة
التي تغربت فيها عن بلادها
لم تشعر بالدفئ منذ وصولها
قسوة البرودة فيها جمدت حتى مشاعرها
فلم تعد تدرك ماتريد
وماعليها فعله
في حين زينة
تسابق السيارة في مشاعرها
للوصول لللمستشفى
رغبة منها للاطمئنان على عمها
حتى رن الجوال....
ببرود اخرجت زينة جهازها...
كان عبدالله يلمحها من المراة الامامية
وكأنه يسرق لفتاتها...
حتى سمعها تحادث احدهم...
ادرك اخيرا انه والدها...
استغرب الجفاء الذي في حديثها....
كانت تتكلم ببرود...
وبألم اخبرته عن حالة عمها....
وتكرر لها انها اتصلت به كثيرا دون جدى...
انهت بعدها المكالمة
والاستغراب واضح..
ليس على ملامح عبدالله فقط
انما حتى على نورس...
وبدون ان تسأل...
(( انه والدي..اخيرا تفرغ ليعرف سبب تكرار اتصالي له...))
(( هو هنا؟؟؟ في لندن؟؟؟))
كانت نورس تسألها بفضول استغربا اسلوبها في الحديث...
ببرود اجابتها زينة
(( لا....لا ادري اين هو الان.... ))
عم الصمت المكان
حتى توقفت السيارة امام المستشفى
وبسرعه......
نزلت زينة....
وتبعتها نورس تود ان تلحق بها
وقبل ان تبتعدا عن السيارة...
وعند اقترابهما من المدخل التفتت زينه الى عبدالله
وهي تشير له بكفها وتبتسم...
توصل شكرها له
لكنها اوصلت تيار كهربائي بحركة كفها
الى جسده كله
بقى جامد يضغط على المقود بكفيه....
قلبه يرتعش من هول التيار...
واخيرا ادرك اين هو..؟؟
ولم هو هنا....
اوقف سيارته في مواقف المستشفى...
لكنه للان غير قادر على كتم مشاعره نحوها
ففضل البقاء في السيارة
وكل حواسه معها
مع زينة...

في ممرات المستشفى...
عاد جوالها لرنين
لكن هذه المرة
لم تكن جافية في كلامها
انما سعيدة جدا
وترحب بمن يحدثها
كانت نورس تائهه مع حديث زينة
حتى انهت المكالمة معه
لتو وصل الى لندن
يرغب في رؤيتها
اخبرته بحماس
انها تنتظره هنا
واعطته عنوان المستشفى...
تبدلت ملامح زينة فورا
ما ان انهت المكالمة....
ووصلت الى غرفة عمها....
التقت بالممرضة خارجة من الغرفه...
اخذت تحدثها....
للان لم يفيق بسبب المهدأ
وكما اخبرها يحتاج الى 24 ساعه
وهذا يعني انه لن يفيق حتى صباح الغد
كل هذه الامور تجول بعقلها
وهي تدخل اليه
بخطوات بطيئة
حتى ابتلعها الباب
امام نورس
الذي ادركت الان فقط انها ربما ستلتقي بزوجته
لابد انها معه

بقيت الواقفه في بداية الممر
لا تدري لم تخشى الاقتراب اكثر
جامدة مكانها
وانفاسها محبوسه
ناصر
المها..وخطيئتها
هنا
على بعد امتار
شعور غريب الم بها
ترغب ان تقترب اكثر
لتلمحه
انتبهت للواجهه الزجاجية
وكما الجندي الجبان الداخل لميدان القتال
كانت نورس
تقترب من الواجهه الزجاجية...
حتى كادت تلتصق بها...
ابقت عينها عليه
ممدد على السرير الابيض
لا يعي لما حوله
وكأنه في سبات عميق
تذكرت الماضي
قبل سنوات
كانت هي كما هو الان
فاقدة للوعي
بعد الحادث
رفعت اناملها تتلمس الزجاج
كانت ترغب ان تمسح الصورة التي امامها
الصورة التي جعلت قلبها يضعف
ودموعها تكاد تنهار
على حال ناصر
ألمها ..ناصر
لانها فقط من تشعر بما في داخله
من اثر فقدان طفليه
الالم نفسه عندما فقدت اسرتها
ولكن اين زوجته..؟؟؟؟
لم ليست معه
هذا ماكان يحيرها..

انتبهت لاحدهم يقترب
لكنها لم تفيق الا بعد ان نادها
(( نورس....))
التفتت بسرعه اليه
انه عبدالله ابن عمها...
(( نورس اين زينة؟؟؟))
وهي تحاول ان تبعد وجهها عنه حتى لا يكشف حزنها
(( مع عمها...))
ابتعدت عن الواجهه الزجاجية
وجلست على كرسي قريب منها
في حين بقي عبدالله امام الغرفه
يلمح زينه مع عمها..
كانت حزينة...
تنظر لعمها بنظرات مكسورة
وهي تمسح على شعره...
وتتمتم ببعض الكلمات...
كان يعيش في عالمها...
عالمها الذي تغير امام عينه فجأة...
من استهتار وعدم مبالاة الى حنان وحزن عميقين
انتبه لنفسه اخيرا...
اخذ يمرر راحة يده على ملامحه المبعثرة...
عله يلملم شتاته ...
ابتعد عن الواجهه باتجاه نورس
التي لا تقل عنه في مشاعرها التائهه...

جلس على كرسي مواجه لنورس..
وكلا منهما في عالمه الخاص...

بعد فترة لا يعلم كلاهما..ان كانت وجيزة ام طويلة
(( هل اخرتكما؟؟؟؟))
التفت لها عبدالله بحركة سريعه
لم يعلق على كلامها...
فيما تقدمت منها نورس
(( لا زينة...المهم انك اطمئنيتي على عمك...))
اخذت نفسا عميقا
(( الحمدلله...لكنه غائب عن الوعي بفعل المهدأ))
وما انتهت من كلامها حتى تغيرت ملامحها
كانت ابتسامة واضحة على محياها
وهي تتقدم اكثر للامام باتجاه احدهم
حتى ابتعدت عن عبدالله ونورس
واقتربت منه
وبنبرات اقرب الى الفرح
(( نبيل...لا اصدق...))
اقترب منها...
(( زينة ..كيف حالك ؟؟؟))
_(( بخير الحمدلله))
(( والدكتور ناصر...))
_(( حالته مستقرة....اخبرني كيف اتيت الى المستشفى؟؟؟))
((كنت اكلمك وانا في طريقي من المطار...))
واكمل وهو يهمس لها
فقط هي من تسمعه
(( قلقت عليك كثيرا زينة وانت وحدك هنا....))
لم تجبه فقط تنظر اليه سعيده
سعيده جدا ان هناك من يحتويها باهتمامه
بان يقطع المسافات من اجل ان يطمئن عليها

لم تشعر بقلب يحترق خلفها لردة فعلها هذه
ونظرات اخرى تائهه

حتى التفتت نحوهما....

واخيرا تذكرت ان هناك من ينتظرها
هذا ما شعر به عبدالله حينها

في حين نورس لم تلمح نبيل جيدا لبعد المسافه بينهما
تقدمت زينة نحوهما....

((هل لي ان ابقى هنا مع عمي للغد؟؟؟))

تقدم عبدالله منها
وكاد يتجاوزها
وبشدة
(( طبعا لا...انتظركما في السيارة... لدي ما انجزه.))
كتمت غضبها من ردة فعله
وهي تنظر اليه حتى غاب عن نظرها

نورس مكانها
تتنتظر منها مرافقتها
حتى ادركت من امامها هو نبيل

باستغراب
(( نبيل؟؟؟هذا انت...))

تقدم اكثر...
(( اهلا نورس..هل تعرفين زينة؟؟؟))
لم تجبه نورس واكتفت بابتسامة
وهو يغمز الى نورس...(( نورس زميلتي في الجامعة...))

زينة وهي مازالت متضايقه من ردة فعل عبدالله
(( انا اقيم مع عائلة عمها الاستاذ فهد ..مسئول في السفارة وهو من ساعدني بعدما مرض عمي...))
اقترب منها نبيل اكثر...
((انا معك زينة لا تقلقي...))
نورس تهمس لزينة...
((زينة لا بد ان نذهب....عبدالله في انتظارنا...))
بضيق التفتت زينة نحو نبيل
(( اسفه نبيل علي ان اذهب الان..غدا صباحا سأكون هنا))
نبيل مبتسما لها..
.((حسنا زينة..انا كذلك سأذهب لارتاح من السفر...نلتقي غدا...))

اخذتا طريقهما نحو الخارج
برفقة نبيل
واخذتا يتبادلن الحديث معه
حتى وصلا للخارج
حيث كان عبدالله ينتظرهما
في السيارة امام المدخل

تقدمت نورس نحو السيارة
فيما التفتت زينة الى نبيل
(( نبيل...اشكر اهتمامك...))
علق على كلامها بابتسامه

فيما انفاسه تكاد تحرق صدره
للضيق الذي يشعر به عبدالله
وهو يراها تتعامل بهذه الطريقة مع هذا الشاب
صعدت زينة للسيارة
جلست بالقرب من نورس
وهي تشد على المعطف
((اشعر بالبرد))
نورس وكأنها تهمس لها
((المعطف لن يدفيك وانت تلبسين تنورة قصيرة...))
بضيق ردة عليها
(( لقد خرجت من المنزل دون وعي لما علي ان البسه من شدة قلقي على عمي...))
ابتسمت لها نورس..
(( يمكنك ان تلبسي ما تحتاجينه من عندي,,,))
لم تعلق زينة على كلام نورس
الا انها التفتت بحركة سريعه
(( نورس... لايمكن ان اعتمد على ملابسك
لابد ان اخذ ملابس لي من الشقه...))
اخذت نورس توزع نظرها بين عبدالله
وبين زينة
فهمت ان زينة ترغب بالذهاب لشقتهم
وان عليها ان تخبر عبدالله
لكنها للان لم تعتاد على الحديث معه
فهو مختلف كثيرا عن اخيه طلال

في حين عبدالله بكل حواسه مع زينة
وسمع حديثهما

لكنه لم يعلق
حتى خرج على الشارع العام
(( هل ترغبين ان اخذك لشقتكم... لتأخذي ما تحتاجينه؟؟؟))

باستغراب نظرت الى نورس...
لم تقدر حتى على التعليق....

كرر لها السؤال ببصوت اعلى...
(( هل ترغبين ام نذهب للبيت ؟؟؟؟))
وبسرعه اجابت...
وكأنها تستدرك الموقف قبل يغير رايه
(( نعم..نعم اخذني لشقتنا....))

ارشدته زينه لطريق الشقه....
وعندما اقترب من المبنى اوقف السيارة
.(( دقائق واعود....))

عبدالله وهو يفتح باب السيارة
(( لن تذهبي وحدك..سنرافقك انا نورس...))
لم تعلق زينه على حديثه
وانما بدى عليها الضيق من شروطه

فيما نورس بدت حرارة تسري في جسدها
رغم برودة الجو

كيف لها ان تدخل مسكنهما
مسكن الزوجية لــ ناصر وسمر؟؟؟
وهل ستلاقي سمر هناك؟؟؟

اي ألم هذا....
دخلوا المبنى
وصلوا لباب الشقه
كانت نورس تشعر ان قدماها لا تحملانها اكثر
وقف عبدالله بعيدا عن الباب
((سأنتظركما...لا تتأخرا))
دخلت زينة
وبحركة سريعه
اضائت النور
ودخلت الغرفة
فيما بقيت نورس جامدة
حتى كادت ان تفقد قواها
اقتربت من الكنبة وجلست عليها
واخذت توزع نظرها في المكان
اثاث راقي جدا
وديكور مميز
اخذت تتصور كيف كان يعيش معها
مع سمر هنا في هذا المكان
تتصوره معها في كل زاوية
كانت تتوقع ان تلمحها في اي لحظة

وهي تهم بالوقوف
لامست جسم صلب بيدها
كان اطار صورة
مقلوب على الكنبة
امسكته بيدها
فيما كانت زينة قادمة نحوها
وهي تحمل حقيبه صغيرة في يدها
((لقد انتهيت...))
نظرت لنورس وواضح عليها ان امرا ازعجها
(( مابك نورس...))
افاقت نورس لما حولها
(( لاشئ...))
كانت زينة تنظر للاطار الذي في يد نورس...
انتبهت لها نورس
رفعته حينها...(( كنت جالسه عليه دون ان اشعر...))
لاتدري لم تبرر لزينة...
مدت يدها زينة لتأخذ منها الاطار...
لحظتها فقط انتبهت نورس للصورة وهي تسلمها لزينة
سمر وناصر امام برج ايفل...
وبدى شرخ في زجاج الاطار...
زينة وهي ممسكة بالصورة...
(( اعتقد ان عمي قد تعمد ان يكسره...))
رمت الصورة على الكنبة بعصبية
فيما نورس تنظر لها باستغراب
الفتت لها زينه..
وبعصبية...
(( لا اعرف كيف تزوجها.... توفي الطفلان والمدللـة في حضن والدها ... ولم تفكر ان تسأل عنه..كم هي تافهه.))

انصدمت نورس من تعليق زينة
لم تستطع ان تفسر كلامها
ماذا كانت تعني؟؟؟

عقلها ليس معها
وحواسها كذلك

خرجتا من الشقه
فيما عبدالله مازال واقفا
رفعت زينة نظرها اليه

وكأنها تراه لاول مرة....
مبهرا امامها
بمعطفه الاسود
وبنطاله الجينز الازرق
رغم طولها
الا انه اطول منها
بشكل ملحوظ
رفعت عيناها لعينه
عيناه الواسعه
ونظراته الصارمة
كما هو في تعامله معها
(( هل ستبقين واقفة؟؟؟؟اعطني الحقيبه...))
انتبهت لنفسها
وبدون وعي اعطته الحقيبة
وتبعته للخارج
وهي في ضيق من معاملته الجافة معها
كانت نورس خلفهما
تائهه بافكارها..
تبحث عن استقرار لعقلها حتى تستطيع ان تجمع افكارها.....



الشاطئ الــ19
الموجة الثالثة ....



على ارض الوطن....
جالسه على طرف السرير
تنظر اليه
وهو نائم
حتى انه لا يشعر بها
وهي تلاعب شعره باناملها
بدى نائم من ارهاق سنوات
وكم عروسته سعيدة
((سلمــــــان))
فتح عينيه بصعوبة
ادرك من امامه اخيرا

انها بقربه....
تبتسم له...
كانت حقا امامه في صورة عروس...
تنظر اليه بعينيها الواسعة العسلية...
والتي زادتها جمالا برسمها بالكحل الاسود...

شعرها الذي بدت خصلاته المتدرجة في الطول متناثرة على كتفها
ولاسفل ظهرها..
بجلابيتها الحرير..المطرزة...
بدى اللون التركوازي مذهل عليها...
والسلسال ذو القلوب الثلاثه يتدلها من عنقها....
((فريــــدة..لمــ اشبع نومـــ ....))
_(( بلا كسل... اختك بدور هنا...))
(( انزلي لها..))
-(( سلمان... اخجل من لقائها بدونك...))
رفع جسده من على السرير
واقترب منها اكثر
(( امممم...ستنهض اخيرا؟؟؟))
وهو يمرر انامله على السلسال
ومن ثم على عنقها
(( لا فقط اتأكد هل مازلت ترتدينه؟؟؟))
وعاد لوضعه السابق...
((سلمان...بدور تنتظر...))

بعد لحظات....

ليست بقليلة....
كانت فريدة وسلمان
ينزلان من على السلم...
لتقترب اليهما اخته بدور...
(( اهلا سلماااااااان....))
والتفتت الى فريدة....
(( اهلا بالعروس....))
اقتربت من فريدة اكثر...
تصافحها..وتقبلها...
كانت فريدة سعيدة بترحيب بدور...
حتى اخذتا مكانا على الكنبة قريبتان من بعض..
بينما سلمان مازال واقفا...
همت بدور بالحديث...
الا ان سلمان قاطعها
وبدى عليه الغضب..
(( ستلصقين باختي...وتأخذك في حديثها الذي لاينتهي... وتتركيني واقف؟؟؟))
تعجبت فريدة من ردة فعل سلمان
بينما بدور كتمت ضحكتها
(( قلت لك انزلي استقبليها ادعيت الخجل....))
فريدة باستغراب...
(( سلمان مابك...؟؟))
جلس على الكنبة الاخرى...
((اريدك ان تجلسي بجانبي....))
ضحكت بدور بصوت عالي
والتفتت الى فريدة التي بدت انها مازالت في هول استغرابها
(( فريدة..قومي واجلسي بقرب زوجك....))
ببرود تحركت فريدة...
وجلست بقرب سلمان...
واخذت تنظر اليه بنظرات تظهر ضيقها...
الا انه لف ذراعه حول خصرها وهو يبتسم...
(( مارأيك..اعرف كيف اغضب؟؟؟؟))
قاطعته بدور..
(( ان كان وقت الغزل الان... سأذهب لغرفتي..مرهقه من العمل والدراسة...))
باحراج اشارت لها فريدة ..
(( لا بدور... اجلسي..اخيك يمزح...))
سلمان...
(( اجلسي بدور..ولكني لم اكن امزح...))
ضحك بعدها مع اخته..
والتي غمزت له..
(( هناك زائرة قادمة الان... الخالة مع بنتاها...))




الشاطئ الــ19
الموجة الرابعة ....



بعدها....
كان اللقاء الاول
بين فريدةوخالة سلمان
وبنتاها....

بدت الخالة ترحب بفريدة....
وتمدح طلتها
طلة العروس...
فيما البنتين بقيتا صامتتين....

تبادلن الحديث مع بعضهن بالاضافة الى سلمان...
كانت فريدة سعيدة جدا ..
احساس جديد بلمة العائلة....
وفي لحظة من لحظات فرحها
لابد ان تتذكر ابنتها...
نورس....
استئذنتهم لحظتها...


وفي مكان
فردان لم يذوقان الدفئ فيه الى الان
قطع حبل افكارهما طرقات الباب
كانت نورس مستلقية على الكنبة ...
وزينة مستندة على واجهة السرير
تضم ذراعيها لصدرها...
(( نورس....هل انت نائمة...؟؟؟))
التفتت زينة لها....
بحركة سريعه تحركت نورس متجهه نحو الباب...
(( نعم خالة....))
__(( فريدة تطلب محادثتك...))
لحظتها فقط
ارتسمت الابتسامة على محياها
ولانها ترتدي لباس النوم
اسرعت لتاخذ لباس الصلاة
ارتدته بحركة سريعه
وخرجت من الغرفه
نحو هاتف المنزل...
لحظات من الفرح ممزوجه بالحزن والشوق
كلا تطمئن على حال الاخرى
وكأن روح في جسدين
وقد التقى الجسدين اخيرا
وان كان عبر اسلاك الهاتف....
كلا منهما تطمئن الاخرى على حالها...
مشاعر واحده
ورغبة واحدة
ودت كل منهما بلقاء الاخرى
وكانهما ترغبان بالتسلل عبر الاسلاك
حديث عن الشوق...
ولهفة اللقاء...

(( بنيتي... ان احتجت لي لا تترددي... عمك سلمان وعدني في اي لحظة اطلب رؤيتك يأخذني لك...))
_(( عمتي... عمي ابو عبدالله يعاملني كأبنته..لا احتاج لشئ اكثر....))
(( لولا مسئولية عمك سلمان لكنت طلبت منه حالا رؤيتك...اعذريني بنيتي...))
_(( لا عمتي.. لا تقلقي... عمي سلمان يستحق كل اهتمامك..لا تشغلين نفسك بي...انا بخير...))
(( لن اطمئن حتى اراك..ماذا عن دراستك؟؟؟))
_(( الى الان لم اقرر ماذا سأفعل...سأحدثك عن هذا لاحقا..))

واخر الحديث بينهما...
دموع من كلتاهما....
انهت نورس المكالمة...
عائدة لغرفتها...
بصمت...
فقط دموعها من تعبر عن مشاعرها...
جلست على الكنبة...
وغرقت في البكاء...
اقتربت منها زينة...
(( نورس...لم البكاء؟؟؟))
_((عمتي...اشتقت لها...))
قربت زينة نورس منها اكثر
(( ليست هنا؟؟؟))
_(( لا في البلاد...كنت اعيش معها والان تزوجت ....))
تاهت كل منهما بأفكارهما...
نورس..
في عالم البعد
البعد عن عمتها
التي هي كل شئ

وزينة..
في عالم الحرمان
الحرمان من هذه المشاعر
الشوق لمن هو بعيد عنها
سواء والدها
او اخيها
لا احد ترغب بلقائه
سوى عمها


وفي تلك الزاوية
من فيلا العروسين
تقدم سلمان خلف عروسته
احاط بذراعه على خصرها
(( مابها العروس؟؟؟))
مسحت دموعها..
والتفتت اليه
(( كنت اكلم نورس..اشتقت لها...))
وهو يمسح دموعها ...والقلق على ملامحه
((لم لا تخبريني..اخذك اليها ان رغبت...))
نظرت لعينيه
(( لا يمكن ترك بناتك في هذا الوقت.))
وهو يمسح على شعرها...
(( المربية وبدور معهن...))
اخذت نفسا عميقا...
((.لا نريد ان نشعرهن اني اخذتك منهن...))
ابتسم لها
لم يستطع ان يعبر عن سعادته بما قالته
امسك بكفها
واصطحبها لضيوفه
وهو يهمس لها
لا اريد ان يروك الا سعيدة
لاني اريدك دائما سعيدة معي...




yassmin 11-11-10 09:45 AM




الشاطئ الــ 20
الموجة الاولى....


اجتمعت العائلة على وجبة الافطار
كعادتها كل صباح
وفي وقت محدد للجميع
الا الفتاتان
ليستا معهم

التفت ابو عبدالله
وكأنه يفتقد احدهما
(( اين البنات ام عبدالله))
ام عبدالله...
((ربما نائمتين...لم ارغب في ايقاظهما))
وقبل ان يهم طلال في الجلوس...
((واخيرا اصبح في بيتنا فتاة....ربما خجلتان من الجلوس معنا))

رفعت ام عبدلله نظرها بسرعة الى ابنها..
(( هل تعتقد ذلك؟؟؟ ))
وبحركة سريعه تحركت من مكانها
نحو غرفتهما
طرقت الباب بهدؤ..
ولا جواب...
لحظات وعادت ادراجها...
(( اعتقد انهما نائمتين...))
مع كل لفته من لفتات اسرتي
والتي تدل على اهتمامها نحو هاتين الفتاتين


كنت صامتا
لم اعلق
كنت اتمنى ان اجتمع معها على وجبة الافطار
لم هذا الشعور ؟؟؟
لاادري
ولكني تراجعت
فكم اخشى ان ينتبه احدهم لاهتمامي بها
ولو بنظراتي نحوها
لذا..فضلت الصمت....
بعد الافطار...
كما هو كل صباح
اسرع محمد للحاق بباص المدرس..
والدي... يجلس على الكنبة في الصاله
يرتب اوراقا في ملف بين يديه...
حتى موعد قدوم السائق
كان هذا ما يفعله قبل الذهاب للعمل يوميا...

اما انا كعادتي كل صباح لدي ما افعله في مكتبة الجامعه...
انتبهت الى طلال يحدثني وهو يصعد السلم...

(( عبدالله..احتاج السيارة لاخذ امي للمركز الاسلامي اليوم...))
التفت اليه وبهدؤ...
(( لابأس... سأخذ سيارة اجرة....))
حتى كان صوت والدتي..
(( بني عبدلله.. لك ان تذهب بالسيارة...ليس من الضروري ان اذهب اليوم....))

اتجهت اليها ووقفت امام باب المطبخ...
(( امي... مفتاح السيارة في مكانه...ساخذ سيارة اجرة..))

حتى سمعت صوت فتح الباب
باب غرفة المكتب..سابقا
انها الغرفة التي تضم الفتاتين
تضم زينة...وابنة عمي
كانت صوت خطوات باتجاهي
رفعت نظري
لمن تقف خلفي
انها نورس
ترتدي لباس الصلاة
اتيه تحادث والدتي
حتى طربت بصوتها...
صوت زينة..

لم اعتد على الامعان في النظر لوجه فتاة
فخمنت انها نورس

لكنها ليست هي..
كانت تخبر امي عن رغبتها في زيارة عمها...
لحظتها فقط رفعت نظري اليها..
تبدو مختلفه..
ملامحها مختلفه..
ليست زينة التي اعرفها..
تبدو اروع بكثير..
وهي تغطي نفسها بلباس الصلاة...
التفتت لها امي...وهي تبتسم...ونظرها لما ترتديه

(( ابو عبدالله سيخرج الان..لم هذا اللباس عليك زينه..))
ابتسمت وهي تنظر للاسفل..لما ترتديه
(( كنت اصلي...))
وبحماس...
((سأجهز في لحظات...))

دخلت الغرفه
لحظتها استيقظت نورس
فتحت عينها على زينة وهي تخلع لباس الصلاة...
(( اين ذاهبه زينة؟؟))
وهي ترتب شعرها...
(( ابو عبدالله سيأخذني لزيارة عمي....))

ثم التفتت الى نورس
(( اسفه نورس..ارهقتك بالنوم على الكنبة...))
ابتسمت لها نورس..
(( لا عليك... اسرعي الان والا ذهب عنك عمي...))
غمزت لها
((اعتدت على الوقوف طويلا امام المراة ...))
خرجت بسرعه...
كان ابو عبدالله يلملم اوراقه في الملف...
((جاهزة بنيتي؟؟؟؟))
((نعم ...))
وهو يهم بالخروج
(( بنيتي... لديك رقم جوالي؟؟؟))
((نعمــ...))
((جيد ان احتجت لشئ وانت هناك اتصلي بي...
خذي ايضا رقم هاتف المنزل...ان انشغلت ولم اجبك..يمكنك محادثة ام عبدالله...))
خرجت خلفه....
وانا افكر بالاستاذ فهد

كم هو مهتم بكل من حوله
وياخذ احتياطاته لكل الامور


كان السائق ينتظر امام مدخل المنزل...
صعدا السيارة

ابو عبدالله وزينة
الاخيرة..لم تنتبه الى عبدالله...
كان واقفا على الطرف الاخر للطريق
ينتظر سيارة اجرة

والحقيقة

انه ينتظرها ان تخرج
يرغب في رؤيتها قبل انصرافه للجامعه....
لم يسعد برؤيتها
كما سعد برؤيتها قبل لحظات

وان كانت تبدو رائعه
كانت ترتدي البنطال الجينز بلونه الازرق الفاتح...
بدى ممزق بعض الشئ عند الركبة...
وجاكيت قصير بنفس اللون...
تحته قميص ابيض....
ولملمت شعرها وغطته بقبعه من الجلد باللون الاحمر بلون حقيبتها....وحذائها الرياضي....

كان يراها رائعه
ولكن ليست اروع من لباس الصلاة

شعر بالضيق فجأة
كيف لها ان تخرج هكذا
لابد انها ستكون بشكل ملفت اكثر
لاي احد يلتقي بها...

ومنذ متى تهتم بما تلبسه الفتيات؟؟؟
هذا السؤال الذي جال في صدره فجأة
ايقظه لما حوله
ولبرودة الجو....
وان عليه ان يوقف سيارة اجرة وبسرعه .....






الشاطئ الـ20
الموجة الثانية


لمحته من الواجهة الزجاجية للغرفه
كان يحادث الدكتور
يبتسم معه
اسرعت بخطواتي نحوه
فتحت الباب
دون استئذان
جريت اليه
وكأني اقطع مسافات طويلة
حتى ارتميت في احضانه
يناديني باسمي
زينة...زينة
ولكني لم استطع ان اجيبه
كنت ابكي
ابكي فرحا
انه بخير
يبدو افضل بكثير
وتجاوز الازمة
اخيرا انتبهت
ان استاذ فهد معنا...
اخذ يحيي عمي...
بينما عمي يشكره لاستضافته لي
لا اعلم ما كان يدور بينهما
الاهم....
ان عمي بخير...
انظر اليه
مازال شئ من الحزن في بريق عينيه
لكنه افضل
افضل بكثير....
وسعدت اكثر عندما علمت....
انه سيخرج اليوم من المستشفى...
انصرف استاذ فهد...
ولم اجد حديث سوى عن عائلة الاستاذ فهد
وحسن ضيافتهم واهتمامهم لي..
رغم اني اريد ان اعرف منه
ماذا عن زوجته سمر
هل تعلم بكل ما جرى
ام مازلت مرتمية في احضان والدها
هاربة مما جرى تاركته يواجه المه لوحده
كنت اعلم مسبقا انها لن تتحمل اي مسئولية
صمت عمي لم يعلق على اي شئ
مما قلته عن عائلة ابو عبدلله
كأنه يفكر في امر ما
فيما ارحت جسدي على الكنبه
لم انم جيدا البارحة كنت في لهفه لزيارة عمي
كمــ اشعر بالنعاس
في اللحظة نفسها.....

كنت المحها
تغالب ارهاقها
والنعاس يداعب جفنيها
لم اعلق
او اتحدث
حتى غطت في النوم
فيما عدت استرجع حديثها
حديثها عن استضافه عائلة ابو فهد لها
وتحدثت عن ابنة اخيه
عن نورس
التي اصبحت تشاركها غرفتها في بيت عمها
لم هي مع عمها هنا في لندن؟؟؟
اتذكر انها تستعد لزواج

افكاري متشتته
لا افهم ماذا حدث معها بالضبط
ولم هي هنا ولم يمضي على زواجها الا ايام

يبدو ان زينة ارتاحت كثيرا معها
فهي تمدح فيها وفي احسن معاملتها
تبدو طيبة
كررتها زينة اكثر من مرة
وكأني لا اعرف ذلك
ولا اعرف نورس نفسها

اعلم كم هي طيبة
وتحسن المعاملة مع الجميع
اعرف ذلك من قبل سنوات مضت
منذ اللحظة الاولى التي لمحتها فيها
بلباسها الابيض
وشعرها الطويل المنسدل على كتفيها
تستند على كرسيها المتحرك
لم تكن قادرة على المشي
نظراتها حزينة تائهه
كنت ارى اعاقتها سببا لحزنها
قد تكون انتبهت لنظراتي نحوها
كان شئ غريب يشدني اليها
لم استطع ابعاد نظري عنها
رغم روعة المكان الذي نجلس فيه
البهو الواسع
والحديقة التي يطل عليها
الا اني لم ارى ما هو اجمل منها لحظتها

كانت برفقتها سيدة
انها عمتها....
كانت مهتمة بها كثيرا
شعور لاول مرة يخالجني اتجاه فتاة
كنت اخشى ان افضح نفسي بنظراتي نحوها
وبسرعه
خرجت من المكان مع والدتي دون ان التفت لها

رغم اني كنت ارغب ان التهمها بنظراتي....


لالمحها في اليوم الثاني
وكأن لا احد غيرها في المستشفى لالتقي به
والحقيقه اني لا ارى غيرها
لمحتها مع عمتها
كانت تمسح بيدها على شعرها الرائع
ونظرها الي
الي انا.....
تجنبت النظر اليها
وتظاهرت بالانشغال مع الطبيب
اتذكر ان عمتها حدثتني
وبسبب ارتباكي...
لم انتبه لما قالت
فاكتفيت بابتسامة
وبسرعه انصرفت من مكان وجودها
وجودها الذي يربكني
يهز كياني
لا اعرف لماذا؟؟؟؟
حتى سمعت نبرات صوتها
ان كان وجودها قادر على ان يهز كياني
فان صوتها
هزم كل شئ بداخلي
سمعت صوتها لاول مرة
عندما وجدتها في بهو المطعم
تعمدت الاقتراب منها
لاسئلها ان تحتاج لمساعده
كانت وحدها
كانت حجه لاحدثها
ولكن لم اتوقع ان تترك نبرات صوتها
كل هذا الاثر علي
اخبرتني انها مع عمتها
وان اسمها نورس
نورس؟؟؟؟
فكرت بكل الاسماء
لكن لم يخطر ببالي هذا الاسم
وبدون وعي مني كررته ورائها
نوووووورس؟؟؟
قطع حديثنا قدوم عمتها
التي اخذت ترحب بي
وتشكرني على اهتمامي بوالدتي
لا ادري بما كنت اجيبها
فعقلي وحواسي كلها
مع هذه النورس
التي امامي.....

كنت اراها كالوردة التي تقاومــ الذبول
وهذا ما قدمته لها في اليوم التالي
وردة بيضاء اختلط اللون الاصفر ببياضها
لمحتها في طرف حديقة المستشفى
قطفتها لها

وكم هي صدفه رائعه
ان تجتمع والدتي مع عمتها في الاستراحه
واعرف لحظتها ان نورس في غرفة الفحص
وبسرعه اتجهت لغرفة الفحص
لالتقي بها برفقة الممرضة
اقتربت منها
وكاني لا ارى في العالم غيرها
نطقت باسمها
(( نورس ))
التفتت الي باهتمام
حادثتها
كانت ترد علي بارتباك واضح عليها
ونظرها للوردة التي في يدي
قدمتها لها
((هذه لك))
لكنها ابقيت يدها في حضنها
لا ادري لماذا؟؟؟
وبجرأة مني
تقدمت لها اكثر
((هل تسمحي لي؟؟))
ووضعت الوردة
ولاول مرة الامس شعرها
كانت اناملي تائهه
بين خصلات شعرها الحريري
كنت قريب منها
كم ارغب في النظر لعينيها
لكنها اغمضت عينيها فجأة
وابت ان تفتحها
قلقت من ردة فعلها
ابتعدت عنها بهدؤ
وانا افكر....
لم هي بالذات؟؟؟
ماذا يشدني نحوها؟؟؟


رن جوال زينه
افاق على اثره ناصر من ذكرياته
بحركة سريعه
افاقت كذلك زينة
وبصوت غلبه النوم
(( اهلا اهلا..انا هنا ...سأخرج لك في الممر...))
وبسرعه وقفت زينه على قدميها
وهي وترتب شعرها..
وتشد من جاكيتها...
((نبيل هنا... قدم لزيارتك عمي...))
خرجت ..
وعادت بعد لحظات...
كانت بصحبة نبيل..
الذي اقترب اكثر من الدكتور ناصر
(( كيف حالك دكتور ناصر...))
_(( اهلا نبيل...))
(( هل تعرفني دكتور؟؟؟))
_(( وهل هناك من لا يعرف نبيل في الجامعه؟؟؟))
زينة وهي تقترب من عمها...
(( نبيل من ساعدني على القدوم الى لندن...))
_(( لن اشكرك على ذلك... فقد ارهقتها بالقدوم الى هنا..))
غمز له نبيل..
(( ان رغبت ارجعها الان..وحالا))
وبحركة سريعه التفت ناصر الى زينه
(( زينة..هل اخذت محفظتي وجوالي من الممرضة؟؟؟))
_(( نعم عمي....))
(( معك الان؟؟؟))
_(( لا....هل تحتاجهم؟؟؟))
(( بالطبع المحفظة بها كل الاوراق الثبوتية..لاكمال اجراءات المستشفى....كما احتاج الجول لابد ان حمد يتصل بي الان....))
بعد صمت من زينه وكأنها تفكر...
(( الكيس في منزل الاستاذ فهد....))
وبحركة سريعه... وهي ترفع جوالها
(( هاتف المنزل معي... ساخبر طلال ان يستطع جلبه لنا او اذهب انا لاخذه....))












الشاطئ الـ20
الموجة الثالثة...

بقيت وحدي في الغرفه بعد خروج زينة
اتلفت حولي
ليس لدي ما افعله
هل لي ان اخرج من الغرفة؟؟؟
مازلت اخجل من مشاركتهم الجلوس
لكني لا اعتقد ان احد منهم متواجد
ماعدا الخالة ليلى
وانا تائهه بافكاري
سمعت رنين جوال
ليس نغمة جوالي
صرت اتلفت حولي
توقف الرنين
وعاد من جديد
انه في كيس مرمي قرب السرير
لم هو الكيس
لا اعتقد انه جوال زينه
رايتها تخرج وهي تحمله بين يديها
رفعت الكيس
لم انتبه
الا وكل ما يحويه على الارض
توقف الرنين حينها
مددت يدي الملم ما سقط منه
جوال... محفظة...قميص اسود..
وقبعه صغيرة وردية اللون
بدت يدي ترجف
وانا المهم في يدي...
حملتهم ووضعتهم على السرير
وانا جالسه على الطرف
انظر لما امامي
جامدة
لابد انها حاجياته
انها لـــ... ناصر
اتت بها زينة
امسكت بالكيس
لاضعهم فيه
بحركة سريعه وضعت الجوال
والمحفظة
لامسك بقميصه الاسود
لم اعيده
صرت انظر اليه
قربته لي اكثر
وانا المه في كفي الذان يرجفان
لاشم رائحته
اغمضت عيني
لا انساها ابدا
رائحة عطره
نفسها رائحته في تلك الليله
ابعدته بهدؤ عن وجهي
واعدته للكيس
وانا امسح دموع الندم لتلك الليله
ليلة ابدا لن تغرب عن ذاكرتي
انتبهت لحظتها
الى القبعه الصغيرة
بلونها الوردي
حملتها بقبضة يدي
انها لابنته
لابد ان تكون لها
طرقات الباب
ايقضتني من رائحة الماضي
(( نورس..هل تأتين معنا؟؟؟))
وبحركة سريعه
وقفت على قدماي
والقبعه الوردية بين يدي
(( الى اين خالة؟؟؟))
الخالة ليلى...(( سيأخذني طلال الى مشوار..تعالي معي بدل البقاء وحدك هنا...))
بهدؤ..(( حسنا خاله...))
وقبل ان تخرج....
(( اتصلت زينة تسأل عن كيس يخص عمها تركته هنا...هل تعلمين اين قد يكون؟؟؟))
كانت نورس توزع نظرها بين القبعه التي بين يديها
وبين الكيس المرمي على السرير
وبصعوبة..(( اعتقد هذا الكيس....))
تقدمت الخالة ليلى
تحمله وهي تهم بالخروج
(( سأعطيه طلال ليوصله لهم...وانت استعدي للخروج...))
لم تعلق نورس
جمدت مكانها
وعينها على ما بين يديها
لم تعدها للكيس
اخذت نفسا عميقا
وهي تنظر لنفسها للمراه
(( علي ان اجهزوبسرعه...))
في السيارة....

نورس في المقعد الخلفي
برفقة طلال ووالدته
لاتدري بما يدور بينهما من حديث
فقط نظرها توزعه على الطريق
والمناظر التي تلمحها للمرة الاولى
(( نورس هل سترافقيني؟؟؟))
انتبهت الى الخالة ليى تحدثها
وبارتباك اجابتها
(( الى اين خالة؟؟؟))
سمعت ضحكات طلال...
لحظتها عادت نبرتها الطبيعيه للحديث مع طلال
(( لم تضحك طلال؟؟؟؟))
وهو يكتم ضحكته
(( عذرا نونو... لكن استغربت انك ترافقينا ولا تعلمين الى اين سنذهب...))
وبشدة قاطعته الخالة ليلى...
(( طلال... يكفي ضحك...))
والتفتت الى نورس..
(( بنيتي... سأذهب الى المركز الاسلامي القريب من هنا.... ان وددت مرافقتي....))
وبهدؤ اجابت نورس
(( كما ترغبين خالة...))
وبجدية رفع طلال نظره للمراة الامامية
ينظر فيها الى نورس
وهو يحدثها(( نونو...امي تذهب لتقديم دروس في اللغه العربية ...ولابد انها ستنشغل عنك هناك...مارايك ان تأتي معي...هناك من اريد ان تتعرفي عليهم...))
غمز لها طلال في نهاية حديثه
لتدرك نورس ان لديه ما يخفيه عن والدته ويريد ان يخبرها به...

التفتت الخاله ليلى الى طلال
(( طلال لا اريد ان اتأخر..و لا تنسى ان تأخذ الكيس الى عم زينة في المستشفى...))
صمتت نورس...
وصمت الجميع...
حتى اقترب طلال بالسيارة امام مدخل مبنى كبير نوعا ما...
((نورس..هل ستأتين معي...))
التفت طلال لوالدته
((امي ..انا ونورس سننتظرك في المقهى على نهاية الشارع...))
لم تعلق نورس بقيت على صمتها..
حتى تحرك طلال بالسيارة
(( طلال...لم تأخذ القرار بدلا عني...))
وهو ينظر لها في المراه..(( ولم لا تعترضي؟؟؟))

وهي تنظر للشارع...(( لنرى مفاجأتك...))
وبنبرة مختلفه منه
_((جلنااااااار))
التفتت له نورس
(( الان عرفت لم مصر على مرافقتي لك..))
_((الاترغبين برؤيتها؟؟؟))
((لم لا؟؟؟))
وهو يسرع بقيادته...
(( اولا نأخذ هذا الكيس الى الدكتور ناصر...فهو يحتاجه الان...))
ارتبكت نورس لحظتها
تذكرت ما قد ابقته لديها بدون قصد
وقد ينتبه ناصر او زينه لذلك
فكرت ان تمنع طلال من اخذ هذا الكيس
لتكون لديها الفرصة لاعادة القبعه
في الكيس...
لكنها لم تعرف كيف لها ان تفعل ذلك...


الشاطئ الـ20
الموجة الرابعة...



نزلت من السيارة
بعد او قفتها في اقرب موقف للمستشفى
ونورس مازالت باقيه في السيارة
اشرت لها بالنزول
وبتردد
لا اعرف سببه
نزلت من السيارة
ورافقتني
وانا احمل الكيس الذي يخص الدكتور ناصر
وقبل دخول المستشفى انتبهت لاحدهم
لم هو هنا؟؟؟؟
ليس لدي الفرصة لايقافه
حتى لو ناديته بصوت عالي
التفت الى نورس
لم تكن منتبه له
كانت في عالم اخر
لابد انه هنا لسبب ما....
سأعرفه فيما بعد..
واصلت طريقي الى الجناح الذي يرقد فيه الدكتور ناصر
فيما نورس مازالت ترافقني
حتى اقتربنا من الغرفه
كنت ارى زينة واقفه مع احدهم في طرف الممر
تبدو بحال افضل
افضل بكثير
اقتربنا منها
ما ان حييتها ومددت الكيس لها
حتى انتبهت لصوته
((طلال...لم اتوقع لقائك...))
تسلمت زينة مني الكيس
ونظري اليه
الى نبيل
باستغراب لوجوده كنت انظر اليه
اقترب مني اكثر ليحييني

لم اتوقع ابدا ان القاه هنا
وبرفقة زينه
لم اتصور ان العالم صغير وله ان يجمعنا
في مكان واحد....


في عالم اخر....


كانت نورس
قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها
لا تعي لما يدور حولها
كانت ترى الترحاب بين طلال ونبيل
وزينه بينهم تشاركهم الحديث
وهي مكانها...
وخلفها باب الغرفه
غرفة ناصر...
كانت تريد ان تهرب
تهرب من المكان
لم تكن ترغب في رؤيته
خاصة وان رائحة عطره مازالت في انفاسها
كيف وقع القميص بين يديها
وكيف ضمته بين كفيها
لتسرق انفاسها رائحته
هل لتزيد الما
ام تجدد حقدها على هذا الرجل
لم تقاوم اكثر
جلست على الكرسي
تكاد تجتمع الرائحة مع صاحبها الان

انتبهت الى طلال يحدثها...
(( نورس...ماذا قلت؟؟؟))
_(( نعم طلال...))
(( سأدخل لارى الدكتور ناصر...هل تنتظريني هنا...))
_(( نعم سأبقى هنا...))
دخل طلال الى دكتور ناصر
برفقة زينه التي تحمل كيس حاجيات ناصر
فيما نبيل ابتعد من المكان
وهو يتحدث في جواله
بقيت نورس وحدها
لحظات...
حتى سمعت صوت خطوات
طلال وزينة خارجان من الغرفه
وهما يتحدثان في امر لم تفهم الا انه يعني باجراءات
خروج ناصر من المستشفى
مرا عليها
حتى كادا يجتازانها
التفت لها طلال
(( عذرا نونو...لحظات واعود,,, ))
ابتسمت له
و ابتعدا عنها...
لا تعلم كم مضى من الوقت
سوى ان انها لحظات سرقتها للماضي...
ومن ثم اعادتها للواقع...
رفعت جسدها بتثاقل من على الكرسي
واقتربت من الواجهه الزجاجية
اخذت نفسا عميقا
وهي تلمحه
مستند على السرير
وجواله في يده
الجوال نفسه الذي كانت تحمله بين كفيها قبل لحظات
قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها
ينبض بسرعه
ومع كل نبضه
كان الم موجع في كل جسدها
وبصعوبة تاخذ نفسها
حتى التقت عينيها
بعينيه
كان ينظر اليها
لقد رأها
لم تعلم ان الزجاج يكشف عن من يقف خلفه
حاولت الهرب منه من نظراته التي تكاد تلتهمها
لم تكن تقوى على الحركة
لم تكن تقوى سوى على الالتفاف للخلف...
لم ترغب في النظر اليه اكثر
ادارت جسدها وكل حواسها للخلف
وابقت عينها مغمضة
هاربه مما راته
وممن راها
فتحتها على صوت خطوات تقترب منها
بعد صوت اغلاق باب
لابد انه هو
خرج من الغرفه
بعد ان لمحها
فتحت عينها
تريد ان تكذب ما ترى
لكنه حقيقه امامها
ناصر
لباسه الابيض
لباس المستشفى
مرهق ومشتت النظرات
السواد يكاد يلتهم عينيه
عيناه التي سلب بها عقلها وقلبها
عندما راته اول مرة

بقيت جامده مكانه
وهو امامها
(( نورس... لم اتوقع رؤيتك هنا...))
افاقت لكلماته اخيرا...
اخذت تتلفت حولها
ربما هناك من ينقذها من انفراده بها
فكل الامها
الام عمرها بسبب
انفرادها به يوما

لكن لا احد
وكأن العالم خلى من الناس لحظتها

لم تقوى على الوقوف اكثر
تكاد تنهار
حتى ارتمت على المقعد القريب منها
لتجده يجلس قربها
لم تلتفت له
لم تقوى على ذلك
لكنه كان يتحدث
يتحدث اليها
سبق وان حادثته عندما كانت في مكتبه
كان يحادثها بتحدي
لكن هذه المرة
نبرة صوته مختلفه
مختلفه جدا
نبرات منهارة
ادركت اخيرا ما يقول
(( نورس... اتيت لتريني؟؟؟))
وبصعوبه
ودون ان تلتفت له
(( القدر يجمعنا ... ليس برغبة مني...))
(( وزوجك اين هو؟؟؟))
التفتت له لحظتها
تذكرت محادثته لها اخر مرة
يمنعها من الزواج
كانت تنظر اليه
لم تكن قادرة على الحديث..
ماذا عليها ان تقول
فهي لا تعلم من اين اتى بفكرة زواجها
ولكن عليها ان تنطق الان...
(( زوجي ؟؟؟؟))
وهي تسرق الحروف لتجمعها ببعض علها تخرج كلمات منها
(( وهل لفتاة مثلي ان تتزوج....))
واكملت...(( بعد ان افقدتني اغلى ما املك..))
كان ردها مثل صخرة
راسخه على صدرها
وارتاحت بعد ار رمتها عليه
لتثقل صدره هو
صمتا كلاهما

لم تسمع منه ردا
لمحته يقف بتثاقل على قدميه...
يقف امامها...
وهو يهم بالانصراف

(( امور كثيره لك ان تعرفيها...))
وهو يبلع ريقه بصعوبه....
(( اهمها....اهمها اني فقدت كل غالي....))
التفتت له باهتمام وكأنها تسرق تفسيرا لكلماته من نظرات عينيه
نظرات تذوب حزنا
(( جزاء ما حدث قبل سنوات اتلقاه ببطئ...
في كل لحظة افقد غالي...))
تغير لون عينيه فجأة
بدت وكأنها قطعة دم حمراء
كان يكتم دموعه
دموع حرقت مقلة عينيه

وبصعوبة تحرك من مكانه
وعاد ادراجه لغرفته
ونورس تتبعه بنظراتها المرتبكه

توقف الزمن لحظتها
حتى افاقت على صوت طلال
(( نورس..نورس... مابك....؟؟؟؟؟))
التفتت له بارتباك
((نعم...))
بنظرات استغراب ...(( نورس لنذهب...جلنار تنتظرنا...هل نسيتي...؟؟؟))

ودون ان تجيبه
تبعته باتجاه المصعد

((ما بك نورس..تبدين متضايقه..))
بلعت ريقها وهي تخرج الكلمات بصعوبه
((( لا...انزعج من وجودي في المستشفيات..))
ابتسم لها طلال
((امرك غريب...لم لا تخبريني...))
وهو يهم بالخروج من المستشفى
(( اسف نورس ارهقتك بمشواري للمستشفى...))
بصعوبة ارتسمت على شفتاها ابتسامه
(( لا بأس ابن عمي..لنسرع لرؤية جلنار...))
ابتسم لها طلال دون تعليق
فيما بقيت صامته ليست قادرة على الحديث اكثر
ما تريده فقط ان تسترجع حديثه
حديث ناصر
لتفهم منه ما يعنيه
قطع الصمت
رنين الجوال
وحديث طلال
وبنبرة ضيق
(( نونو...لن نلتقي بجلنار اليوم.... انشغلت في الجامعه..انها تعتذر منك...))
كتمت نورس ضحكتها
(( لا بأس ..وقت اخر...))
_(( لم تضحكين؟؟؟))
((لم اضحك....))
_(( لكنك تكتمين ضحكتك...))
(( شكلك مضحك وانت منزعج من عدم حضورها...))
وكأن يهرب من تعليقها...
-((حسنا نبقى في المقهى..ننتظر امي...وعبدالله))
(( عبدالله سيأتي؟؟؟؟))
_(( اتصل بي..قبل قليل وقد قرر القدوم الى هنا والعودة معا الى المنزل....فجامعته قريبه من هنا....))



الشاطئ الـ20
الموجة الخامسة...



على ارض الوطن...
مازالت فريدة بزهوة العروس
بلباسها الراقي
وشعرها المرفوع
وخصلات متناثرة منه على جبتها وكتفها
والسلسال ذو القلوب الثلاثه المتدلي على عنقها
تجلس على الكنبة
ومريم ومرام معها..
يتبادلن الحديث
حديث طفولي برئ
كانت فريدة تقترب منها اكثر
بحنانها
ولكن الى الان لم تستطع كسب مروة
لم تهزها الهدايا
او كلام المدح
كما كان مع اختيها
انها عنيدة كوالدها
حتى ملامحها
نظراتها لفتاتها
ولكن لابد ان تملك نقطة ضعف
كما هو والدها
رغم عناده استطاعت
ان تهزمه بنظرات عينيها
ويبقى سنين ينتظر اللحظة التي تجمعه بها

ولابد ان تكون لهذه الطفله نقطة ضعف
تصل بها لقلبها
وتكسبها
...
انتبهت لاحدى الخادمات
تقترب منها
وفي يدها هاتف المنزل
اخذته منها باستغرب
من يطلبها؟؟؟
_(( السلام عليكم...))
(( اهلا فريدة.... كيف حالك..؟؟؟))
اخيرا ادركت من يطلبها...
احدى بنات الخالة ام جاسم
لكن لم تميز صوتها

علياء امــ نجلاء
لكنها
لم تبين لها ذلك
(( اهلا بك..كيف حال والدتك؟؟؟))
+(( بخير..كيف حال البنات معك؟؟؟.))
(( بخير الحمدلله هن معي الان...))
+(( انتبهي لهن فريدة..فهن يهموننا كثيرا...ودائما قلقات ممن ستكون زوجة لوالدهن....لاتزعلي من كلامي لكنها هذه الحقيقة...))
كتمت فريدة ضيقها من كلامها
وهي للان لا تعرف من منهما تكلمها نجلاء ام علياء
(( لن ازعل..ولكن لا تنسي ان قبل ان اكون زوجة لسلمان... قد ربيت ابنة اخي اليتيمة... واعرف كيف اتعامل مع البنات...))
لم تسمع ردا ..
حتى جائها تعليق متأخر
+(( ونتمنى ان يرزق بالولد... فكل رجل يتمنى ولد يحمل اسمه...))
لحظتها ادركت انها نجلاء
المتزوجة والتي تأخرت في الانجاب
لابد انها من تثير هذا الموضوع لنقص بها
(( الله يرزقني ويرزقك نجلاء....))
كان رد فريدة كما اسهم الذي استقر في قلب نجلاء
فلم تتوقع نجلاء هذه الجرأة في الرد
من فريدة خاصة
لطالما كانت هادئة

انهت فريدة المكالمة
مع دخول سلمان
كان يبدو في سعادة
كعادته
عندما يدخل عليهن مجتمعين
في انتظاره لتناول وجبة الغداء
وكعادة البنات جرين نحوه
وهن يحدثنه عن ما فعلنه طوال اليوم
حتى اجتمع معهن على مائدة الغداء
انتبه الى فريدة
ولصمتها
لم يرغب في اثارة النقاش
ولن تنتطق فريدة بشئ بوجود البنات
ففضل الصمت
حتى انهوا الغداء
واجتمع معها في الجناح الخاص بهما...
كعادته
يستند على الاريكة ليشرب الشاي
وهي معه
(( فريدة....لا اريد الشاي الان...))
وضعت كوب الشاي على الطاولة...
وهي تنظر اليه
((مابك حبيبي...))
(( حبيبك؟؟؟))
وهي ترفع نظرها اليه بشئ من الخجل...((بالطبع))
اقترب منها
وهو يفك شعرها
لينسدل على كتفيها
(( احب ان ارى شعرك هكذا دائما...))
ابتسمت حينها فريدة....
(( الان فقط تبدين اجمل....))
واكمل وكأنه يهمس لها
_((لم عيناك حزينة...))
ترددت في الرد..واخيرا نطقت
(( لا..ليس هناك ما يحزنني..))
اقترب منها اكثر
((تزوجتك لاسعدك كما اسعد انا بوجودك قربي..وبقدر سعادة بناتي معك....لا اريد ان اراك حزينة...))
لم تعلق على كلماته التي هزمتها
وجعلت عيناها تترقرق بالدموع....
(( فريدة لا تبكي...لا تبكي...))
كان ينطق باسمها بحزن واضح...
((مالذي يحزنك؟؟؟))
بصعوبة نطقت...
(( هل ترغب بولد واخ لبناتك؟؟؟))
فتح عينيه باستغراب...
(( ومن اين جئت بالفكرة؟؟؟))
وهي تكتم العبرة في صوتها...
(( اخبرني اولا...))
وهو يمسح على شعرها..
((وهل هناك من لا يتمنى ذلك...ولكن هذا رزق من الله ..ان كان كان مكتوب لنا سنحصل عليه...))
لم تعلق على كلامه
ضم وجهها بكفيه
(( اليس كلامي صحيحا؟؟؟))
اخذت نفسا عميقا قبل ان ترد عليه
(( نعمــ.. ولكن هل تعتقد اني قد احقق لك هذا؟؟؟))
ابتسم لها...(( ان اريد تحقيقه...فاتمناه منك انت..اتمناك اما لولدي فريدة.... ))
اخذها اليها
ضمها لصدره
بقدر حبه لها
ولهفته لها
وضيقه من دموعها
في حين هي
تنهار في تلك اللحظة
لتفرغ دموعها على كتفه
ليشد في ضمها اليه
بذراعه
وكفه الاخرى يمسح على شعرها
((فريدة يكفي لاتبكي...لم التفكير بهذا الان؟؟؟ لتو تزوجنا...))
نظر لوجهها
وكأنه وجد الاجابة
((هل هناك من تحدث معك؟؟؟ من كلمك بهذا الموضوع..))
صمتت لم تعلق...
بتساؤل
((بدور؟؟؟ام خالتي....؟؟؟ لم قد تثيران هذا الموضوع؟؟؟))
بسرعه نطقت فريدة
((لا ليست بدور او خالتك...))
((من اذا؟؟؟))
((نجلاء...))
قاطعها بشدة..
(( وما شأنها نجلاء لتتدخل في شؤننا...؟؟؟))
تحرك بسرعه..
واضح انه يبحث عن جهازه
امسك به اخيرا
اقتربت منه فريدة
(( ماذا تفعل؟؟؟))
لم يجبها..
(( سلمان ارجوك لا اريد مشاكل بينكم..))
بحده..(( ولا انا فريدة....))
وبنبرة مختلفه...
(( السلام عليكم خالتي..........))
ابتعد عنها سلمان
اختفى من امامها للخارج
واختفى صوته
امتزج ضيقها بسعادتها
فكم يضايقها
ان تكون سبب لمشكله بينه وبين خالته
وكم هي سعيدة انه يهتم لسعادتها




الشاطئ الـ20
الموجة السادسة...





استأذنت نورس من طلال
لتدخل دورة المياه
كانا معا في المقهى
ينتظران الخالة ليلى
تعمدت نورس الغياب عن طلال
لتهدأ قليلا
فليس من السهل ما دار مابينها وبين ناصر
ومن الجيد ان صديقته جلنار اعتذرت عن القدوم
ليس لديها القدرة على الحديث مع احد الان
نظرت لنفسها في المراه
تبدو شاحبه
نظراتها منكسره فعلا
هذا ماتراه في نفسها فكيف ياترى يراها الاخرون

غسلت وجهها بالماء البارد
رغم برودة الجو
قد تستفيق قليلا لما يحدث حولها
ونظرت لنفسها في المراه
الحزن واضح عليها
بملامحها الحزينة
ولباسها
الجاكيت الاسود مع تنورة بنفس اللون...
وووشاح الاسود بنقوش بيضاء...

في غياب نورس...
حضر عبدالله...
واجتمع مع طلال على نفس الطاولة
كان واضح عليه الارهاق
وهو يضع الحقيبه التي تضم كتبه على الطاولة
نظر لساعته((متى نعود للمنزل...))
_(( بعد نصف ساعه تقريبا تنتهي والدتي...))
وهو يستند على الكرسي
((جيد ..كم انا مرهق...))
_ (( ارهاق ما سببه؟؟؟))
ودون ان يلتفت عبدالله الى طلال...
(( ماذا غير الدراسه والبحوث ))
وهو ينظر بطرف عينيه
(( متأكد ؟؟؟))
نظر اليه عبدالله بحده
(( ماذا تعني؟؟؟))
طلال..(( ارى انه ارهاق نفسي...))
وباهتمام سأله...(( ماذا تعني؟؟؟))
بجديه سأل طلال عبدالله
(( ماذا كنت تفعل في المستشفى اليوم؟؟؟))
بنبرة غريبه من عبدالله
(( ماذا تعني؟؟؟))
طلال...(( كنت في زيارة لدكتور ناصر...رايتك تخرج من المستشفى ...))
بحدة عبدالله القاسيه التي اعتاد عليها الجميع...
(( وما شأنك طلال؟؟؟))
طلال..بهدؤ..(( ليس من شأني...ولكن اعتقدت انك تريد ان تقول لي شئ...))
لحظتها...
تواجدت نورس معهما
شاركتهما الجلوس حول الطاولة...
وبقيت على صمتها..
وعبدالله في تفكيره بتصرفاته التي تكاد تكشف ما بداخله
وطلال
المحتار بين هذان الاثنان اللذان يجلسان امامه
نورس... التي تتغير نفسيتها فجأه دون سبب واضح
وعبدالله بتصرفاته الغريبه...
اهتز جوال نورس في حقيبتها..
وبسرعه..
اخرجته من الحقيبه
وبلهفه اجابت...
بصوتها الهادئ...
(( رجااااااااااء...كيف حالك؟؟؟))
وصوت من الوطن يقدم اليها
+(( بخير نونو...كيف حالك انت؟؟؟))
(( بخير..بخير رجاء.. اخبريني الم يحن موعد الولادة؟؟؟))
+(( لا نورس... باقي شهر على موعد الولادة....))
(( لا اتصور ان يحدث هذا وانا لست معك..))
+(( هذا ما سيحدث نونو... فانت سوف تستقرين هناك في لندن ..اليس هذا صحيح؟؟))
(( لا اعلمــ. رجاء...لا اشعر اني سأبقى طويلا لا ادري لماذا؟؟حتى اني لم اقدم انسحابي من الجامعه..))


الاخوان غارقان في التفكير
كلا منهما فيما يهمه
الا ان حديث نورس الاخير شدهما اكثر...

(( لا تريد البقاء في لندن... ولم تقدم انسحابا من الجامعة ))
وما ان انهت نورس المكالمة
حتى هجم عليها طلال بسؤاله
(( عذرا نورس لتدخلي.. لم تقدمي انسحابك للجامعه؟؟؟))
رفعت نظرها اليه
وبهدؤ..(( لا...لم افعل...))
قرب عبدالله نفسه منهما
(( وكيف ستتصرفين الان؟؟؟؟الظروف تحتم عليك البقاء هنا..))
طلال..(( الست مرتاحه معنا؟؟؟))
عبدالله اهتمام..(( تحتاجين لوقت اكثر لتشعري بالاستقرار هنا...))
كانت نورس تتلقف تعليقاتهم المتتاليه باهتمام
وبضيق لانهما اكتشفا حزنها لوجودها معهم...

وكأنها تحدث نفسها..
(( ليس من السهل تقبل التغيير...
قبلته اول مرة ايمانا مني بالقدر
وانتقلت للعيش مع عمتي..
واحتاج الان للوقت لاقنع نفسي
ان اعيش بعيدا عن عمتي
من اجل ان تعيش هي حياتها....))
طلال ..بهدؤ..
(( ثقي انك ستجدينا اخوة من حولك...))
عبدالله باهتمام
(( وماذا ستفعلين من اجل الدراسه؟؟؟))
نورس بخجل من اهتمامهما بها..
(( باقي فصل دراسي واحد
عبارة عن مقرر واحد ومشروع التخرج...))
عبدالله ..باستغراب
((فقط؟؟؟؟))
هزت رأسها نورس..
(( نعم.... لذا افكر ان اقدم لهذا الفصل الدراسة ذاتيا...))
طلال ..(( وهل مسموح بذلك في جامعتكم؟؟؟))
نورس..(( نعم... علي فقط ان اقدم امتحان المنتصف... والامتحان النهائي...))
عبدالله..(( فكرة مناسبة... والدراسه نساعدك نحن فيها...))

صمتت
لم تعلق
فقط تنظر اليهما
كم هي سعيدة
ان يكونا لها كأخوين
قد يكونان بديلا
لاخ فقدته
اخذت نفساعميقا
الان فقط
حولها رجال
يقفون بجانبها
ويساعدونها
ما ان تواجه اي مشكله
كما هو يحدث مع اي فتاة

yassmin 11-11-10 09:47 AM




الشاطئ الـ21
الموجة الاولــى




ناصر.... بما تبقى له
من احاسيس ومشاعر
يجول بها بتفكيره فيما مر به
كان مسترخيا على الكنبة
يقرأ كتبا
شارحه بين كفيه
عينيه على سطوره
وحواسه ليست معه
كان يفكر فيها
في نورس
وكيف ان القدر يرمي بها في طريقه
عند اهمــ منحنيات في حياته
زواجه
ووفقدانه اطفاله
تراه في قمة سعادته
واسى حزنه....

رفع نظره اليها
الى زينة
الجالسه امامه
تتصف مجلة ازياء
لتلتقي عينيه بعينيها
دون ان ينطق ايا منهما....
فهي كذلك
بداخلها
تساؤلات كثيرة تجول في صدرها
منذ ان قدمت الى هذه المدينة...
وعلى رأس تساؤلاتها
((سمر))
زوجة عمها
ووالدة الطفلين المتوفيين
اين هي من كل ما حدث؟؟؟
ما موقفها؟؟؟
وماذا تخطط له الان؟؟؟
بعد ان انفصلت عن عمها.....
لكنها ابدا لا تجد اجابة لكل تساؤلاتها.....
اخذت نفسا عميقا....
انتبه لها عمها..
(( زينة.... مابك؟؟؟ماذا يضايقك؟؟؟))
اغلقت المجلة ونظرها اليه
لم تجد ما تنطق به
ماذا ستقول؟؟؟
ابتسم لها..(( زيونه مابك؟؟ تكلمي...))
اعتدلت في جلستها
(( سمر ... اين هي..؟؟؟.))
لم يتفاجأ بسؤالها
كما توقعت
او حتى يتضايق
انما اجابها وهو يبتسم لها..(( في منزل والدها....))
كانت نظرات استغراب باديه من عيني زينة

اغلق كتابه ووضعه جانبا
واعتدل في جلسته ليكون اقرب منها
(( زينه ... انا وسمر انفصلنا....))

بهدؤ...(( لم اخذت هذا القرار...))
_(( انه قرارها...))
(( ووافقتها..))
ناصر وقت تغيرت نبرة صوته...
-(( ليس لدي وقت حينها للنقاش...الطفلان اخذا كل تفكيري...))
((والان ماهو قرارك؟؟؟؟))
_(( اخذنا قرارنا ....انتهى كل شئ))
اعتدلت زينة اكثر في جلستها
واقتربت بنظرها الى عمها...
(( ماذا تعني.... ))
_(( كلمتها... واتفقت معها على الطلاق....))
باستغراب...((مع من عمي.؟؟؟؟))
_(( مع سمر طبعا))
(( متى حدث هذا؟؟؟))
_(( قبل ان تأتي لزيارتي مع استاذ فهد...))
(( سمر زارتك ذاك الصباح؟؟؟))
_(( لا...دكتور جاسم كان معي.... وكلمتها من جواله...وانهيت معها كل شئ...))
وهي تعقد حاجبيها...(( بسهولة عمي؟؟؟؟ ماذا قالت هي؟؟؟ كيف بررت تصرفها؟؟؟ ماذا قالت عن وفاة الطفلين....))
ناصر بنبرة عاليه من صوته_ (( زينة..نحن نتكلم عن سمر...واعتقد انك تعرفينها جيدا... ليس لها في هذه الامور... ما يهمها ان تبقى مرتاحه..وليس هناك ما يرهقها.... فهي لا تتحمل شئ...))
زينة وهس تضع كفها على بطنها...(( لا تتحمل ما يحدث لطفلين حملتهما في بطنها؟؟؟))
بنبرة حزينة اجابها_ (( لم تفرح يوما بحملها ..))
وهي تحرك رأسها بهدؤ يمينا ويسارا(( لا استطيع ان استوعب ما تقول..
لم تزوجت اذا...؟؟؟ ))

_ (( اسئليها زينة..))

(( وكيف فكرت انت بالارتباط بفتاة مثلها..لست استوعب ما تقول...))
ناصر وهو يعاود الاستناد على الكنبة_ (( لم يخطر ببالي ان اتزوجها..والدها طلب ذلك....))
باتغراب اكثر...(( ماذا؟؟والدها؟؟؟؟))
_(( نعم الدكتور جاسم..عرض علي الارتباط بابنته سمر.... طبعا بطريقة غير مباشرة... وانا حينها اعلم كم هو معجب بي كطالب عنده....واعلم ما تحمله هي من مشاعر لي...))
زينة غارقه في تساؤلاتها
تبحث معنى لكل كلمة ينطق بها عمها...
(( اي مشاعر؟؟؟))
_(( كنت ارى اهتمامها بي عند زيارتهم..وتواجدها الدائم بمكتب والدها لوجودي فيه....كنت افهم ما تفكر به حينها...))
(( كل هذا جعلك توافق على الارتباط بها؟؟؟))
وهو يعيد شرح الكتب بين كفيه_(( ان لم يكن سبب لاوافق... ليس هناك ما يمنعني...))
تشتت الافكار في رأسها اكثر من قبل...
لم تساعدها ردود عمها على فهم ما حدث...
ولكن ما تأكدت منه
ان سمر لم تكن يوما الزوجة لمناسبة لعمها...
وانها ابدا لم تكن اختياره...
انما هي من اختارته....
اما ناصر فعقله ليس مع الكتاب
انما بحواره مع زينة
الذي جمع خلاله كل افكاره
واولها..
بعد فقدانه طفليه ليس هناك ما يندم عليه
وزواجه من سمر تجربه كسابقتها
ليس له ان يقف عند هذا
لان امامه امور كثير يحلها
ويضع لها حدا...


الشاطئ الـ21
الموجة الثانية




اجتمعنا جميعا على وجبة الغداء
اصبحت نورس جزء من عائلتنا
وجودها اصبح مميزا
ولفتاتها معنا تعطي نوعا اخر في العائلة
ربما وجود فتاة كأخت لثلاثه شباب
يعطي طعما اخر
لكل شئ
لم نشعر به الا بوجود نورس بيننا
اقلها حديثنا مع بعض
فقد اصبح اكثر هدوءا
وصرنا ننتقي الكلمات اكثر
احتراما لمشاعرفتاة بيننا
وليس مستغربا الان
ان يتصل عبدالله قبل وصوله للمنزل
ليسألها ان تحتاج شئ
يحضره لها
وكذلك طلال
لا يبقيها لوحدها في المنزل
يصطحبها في كل مشوار
مع والدتي...
اما والدي
اصبح يسألها قبل الجميع
عن رأيها
ورغم انها تتحفظ كثيرا في ردودها
لكننا نشعر بسعادتها باهتمامنا
كذلك مع والدتي
لابد تسألها ان كانت تحب هذا النوع من الطعام قبل ان تعده لنا
وان شعرت للحظة ان هذا قد لا يعجبها
وان لم تقل نورس ذلك كعادتها
فلن يكون على مائدة الطعام
اما معي انا...
فهي مختلفه كثيرا...
اشعر انها تشبه عمتي فريدة
التي تقربني اليها لاني اذكرها بعمي المرحوم محمد...
لانني احمل اسمه ..والشبه الكبير في الملامح...
هذا ما وجدته نورس فيني....
ورغم انها قليلة الكلام معنا
الا ان كلماتها تبقى عالقه في ذهني

خاصة عندما همست لي
((تشبه والدي ...و اعتقد ان عامر سيشبهك كثيرا لوكان في عمرك..))
كنت ارى دموعا تتراقص في عينها
وكتمت حزني عليها لحظتها
كيف لها ان تتحمل هذا الفراق فعلا
رغم سنوات مرت الا ان ألمها لفراق والديها
مازال كبيرا وواضحا عليها

فـــي عالمــا اخر....
يعيش عبدالله
الابن الاكبر للعمــ فهد
الذي عرفه بصرامته وجديته في الامور
الا معها
مع زينة
التي هزمت كل ما بداخله
وكل اللامبالاة اتجاه اي فتاة
وخاصة ان كانت
بشخصية زينة
شخصيتها التي رسمها من خلال لبسها
واسلوب حياتها المتحرر كثيرا
الذي لم يعجبه يوما
ولكن لم الان يجذبه الى زينة
فكلما تذكر شيئا مما يكرهه فيها
زاد شغفا بها
عض على طرف شفته بضيق
مر اسبوعا لم يتلتقي بها
منذ ان خرجت صباح ذاك اليوم لزيارة عمها
هل من المعقول ان لا يراها مجددا...
ليس هذا ما يجعله مضطربا...
ويفقده السيطرة على مشاعره
انما....
ماحدث في المستشفى...
لا يعلم مالذي جعله يغير مسار طريقه
من الجامعه الى المستشفى
حيث يرقد عمها الدكتور ناصر
شيئا ما يجذبه الى ذاك المكان...
وكم ندم على ذهابه...
كان كل ما يخطر بباله
ان يذهب الى هناك
قد يلمحها
يشبع نظره برؤيتها
فقد يفتقدها بعد ايام
وخاصة ان لديه الحجة لتواجده...
انه هنا لزيارة الدكتور ناصر...
لكنه لم يحتاج لهذا المبرر..
فهو لم يلتقي بعمها اصلا...
فما ان اقترب...
ومع اولى خطواته في الممر
لمحها واقفه
وصوت ضحكاتها تدوي في المكان
ربما لم ينتبه لها احد
فقط هو في هذه الدنيا من يهتم لامرها
هذا ما يشعر به
او ما شعر به لحظتها..
ما أثاره فعلا
وقوفها مع ذاك الشاب مجددا
نفسه الشاب الذي التقته هنا من قبل..
كانت معه تمازحه تضحك معه..
قريبه..قريبه منه كثيرا...
كم تبدو فرحه بوجودها بقربه..
ما قد يكون بينهما؟؟
ام هذا تعاملها مع الجميع؟؟؟
فكمـ هو امر مزعج ان كان هذا صحيح
يزعجني
لدرجة اني
ابقى اتعامل بعصبية مع كل من حولي
بسببها
بسبب زينة التي سلبت مني
هدؤي وصمتي...
كما سلبت مني قلبي...
احببت هذه الفتاة
شدتني لها
وكل ما فيها لا يعجبني
كيف لهذا ان يحدث؟؟؟
والادهى من كل هذا
ان شعروا من حولي بما يجول بصدري
وما احمل من مشاعر اتجاه هذه الفتاة
والاصعب...
ان اجيب على اسئلة طلال
ربما الامر بدى واضح له
كما هو واضح لي اهتمامه بالفتاة التركية
التي يرافقها دائما في الجامعه
ويجتمع معها في احد المقاهي العامة بحجة المذاكرة
لم يهتم يوما لامري
ان علمت ام لا
لم يحاول ان يفسر لي ما يربطه بها
او يبرر لي علاقته بها
لمــ يخشى ان يعلم والدي بالامر
اعتدنا منه الوضوح في كل تصرفاته
كما لم يعتادوا ان اخفي ما بداخلي
وكم اخشى ان يكشفوا يوما
مشاعري نحوها...
وهل من المخجل ان يحمل رجل مشاعر مثل هذه لفتاة؟؟؟
امر طبيعي..الا معه..مع عبدلله...
يعتبر ذلك انهزاما...
وقد هزمته زينة...
هزمته بكل صفاتها التي طالما
اعترض عليها ولم تعجبه يوما...
ولكن هل له ان يقاوم هذا الشعور...
ام ينتهي به الامر
مع زينة
كــ رجل مهزومــ


الشاطئ الـ21
الموجة الثالثة




دفتري العزيز
كم اشتقت لك
واشتقت لسطورك
احتاج لك كثيرا هذه الايام
فليس معي من احادثه وابوح له ما في صدري
دفتري العزيز...
حملت سطورك كل ذكرياتي
والمي
ومعاناتي
واخرها لقائي معه
في المستشفى
والان دفتري العزيز
اليك الجديد
اسرتي الجديدة
وعالمي الصغير
كنت ارى من الصعب ان تعيش فتاه بين ثلاثة شباب
كان هذا ما يزعجني بوجودي بينهم
لا اريد ان اضيق عليهم
لكوني ابنة عمهم وليست احدى محارمهم
ولا اريد ان اتساهل في تعاملي معهم
فهم ليسوا سوى...
ابناء عمي
ولابد من الحدود في التعامل
الا اني وجدت
ان ليس من الصعب
ان نخلق علاقة
اصلها الاحترام
احترام كل شئ
بدء من الرب سبحانه الذي لا يخفى عنه شئ
وحتى انفسنا وما بداخلها
ليس من اصعب
ان اعيش معهم في بيت واحد
ملتزمة بلباسي وحجابي
وحدود تعاملي
وتكون حريتي الاكبر في غرفتي الصغيرة
التي عشقت الحرية فيها
بمن ابدأ ...
عمي العزيز.....
الذي لم ينطق باسمي الا وسبقته كلمة بنيتي...
كم احب حنانه علي...
ما اروع الفتاة في حضن ابيها
اشعر بحضن ابي
في كل مرة يقربني عمي منه...

وليس اقل منه اهتماما
زوجته..الخالة ليلى
كنت اكثر ما اخشاه
ان تتضايق من وجودي
الا اني لم اجد منها الا الحب

وكما تقول
(( كنت اتمنى ان ارزق ببنت....والان اصبحت لدي ابنه كبيرة...نورس..))
لم تفرق بيني وبين ابنائها يوما
وطالما... نبهتهم ليحسنوا المعاملة معي...
(( نورس بنت وليست ولد مثلكمــ... كونوا لطفاء معها...))

وابنه عبدالله...المشغول عن الجميع بدراسته وبحثوه
يبدو غامضا....
الا انه اخذ يبتسم لي كلما لمحني
دون ان يرفع نظره لي
واحيانا لا يلتفت لي حتى وهو يحادثني
اعتدت على اتصاله
ليسألني...(( ماذا تحتاجين ان احضر لك؟؟؟))
مشاعر جديده بداخلي اتجاهه
مشاعر نحو اخ كبير
عبدالله انه اخي الكبير....
واخي الصغير,,
,,محمد,,
احب ان اناديه بأسمه
ليس لانه يحمل اسم والدي فقط
الا اني ارى فيه اخي عامر
لو كان في عمره.....

انظر في عينيه
ارى نظرات والدي
اشعر حتى نبرة صوته
قريبه من نبرة صوت والدي
ربما يتهئ لي ذلك
الا اني احبه
احب هذا الفتى
احب اخي الصغير,,,محمد,,
واحب لباقته في حديثه معي...
(( لو سمحتي نورس..تساعديني في المذاكرة؟؟؟))

واخيرا...

دفتري العزيز...
تتذكر طلال....
طلال ابن عمي
الذي لا يتركنا لحظة انا وعمتي
الا ورسم الابتسامة على شفتينا
انه هنا
معي
كأخ كذلك
فكم يبدو رائع
وهو يبحث عن الكلمات
عندما يرغب ان يبوح لي بسر من اسراره
فأنا الان اصبحت
كاتمة اسراره
والسر الكبير
,, جلنار,,
التقيت بها
مع طلال
كنت متشوقه للقاها
ارغب في ان اعرف من هي الفتاة التي هزت قلب طلال
وجعلته لا يفكر الا بها
وكل ما يخشاه في هذه الدنيا
ان تكون نهاية حبه ليس كما يتمنى

طلت علينا
بابتسامة ناعمة
حقا
كانت مزيج
بين العرب والاتراك
في ملامحها ولفتاتها
حديثها وحتى مصطلحاتها
كانت رائعه
سبحانه الخالق

خليط نعومة الاتراك وجاذبية العرب
البشرة البيضاء
والشعر الاسود سبحانه الخالق
من حقه طلال ان يذوب بها عشقا

رحبت بها
ارغب ان تشعر بالراحه لدخولي بينهما
الا اني وجدتها متقبله وجودي
وبترحاب
اعجبت بشخصيتها
وبأسلوب حديثها
رغم اني لا يعجبني
من يدمج كلماته العربية بكلمات انجليزية
ليظهر ثقافته
الا اني احببت منها ذلك
لأنها ما تفعله هو دمج العربية في حديثها
فعلى ما يبدو لغتها العربية ركيكة نوعاما

الا اني استمتعت بطريقة حديثها الراقي
واسلوبها اللبق
وعند حديثها معي
لابد ان تلتفت له
الى طلال
لترسم ابتسامة على شفتيها الوردية
وهي تبعد خصلات شعرها الحرير الاسود عن كتفها
لمـ تكن متحجبة
هذا مالفت انتباهي ما ان رأيتها...
لطالما الالتزام شئ لابد منه في مجتمعنا
والحجاب فوق الالتزام
الا اني انشغلت بحديثها
عن شكلها
تحدثنا عن كل شئ
وكأننا في برنامج تلفزيوني يناقش كل امور الحياة
بدء من الوضع السياسي المتأرجح في العالم
ختاما
بأخر موضه للازياء

لديها ما تقوله في اي موضوع يطرح
اشعر ان الحياة في هذه المدينة
والاستقلالية التي تعيشها
اعطت لشخصيتها الكثير

فهي..تقيم في لندن مع والدتها
بينما والدها
يزورها شهريا
فهو لديه عائله في بلده
تحدثت لي
عن اخوانها
نعم اخوانها تفاجأت من حديثها
انها تزورهم برفقة والدها
ويزورونها هنا في الصيف
اما حديثها عن طلال
اشعر وكأنها تتحدث عن عمي فهد
هي تراه هكذا رجل كبير بعقله
(( طلال علمني الكثير..وساعدني كثيرا في تجاوز اصعب مشكلاتي..فأنا اعيش برفقة سيدة بلا والد...))
ومازالت صدى نبرة صوتها في اذني
وهي تقول...(( لا انسى لطلال الكثير مما قدمه لي...وأولها انه علمني الصلاة...))
كنت ارى ابتسامة كبيرة على شفتيها وهي تذكر ذلك
وابتسامة اكبر على شفتي طلال
عندما قالت..(( واحببت حديثه عن الحجاب...اشعر انه سيسعد قريبا بحجابي..))
حبست دموعها
عندما حدثتني اكثر عن علاقتها بوالدها
(( افضل في حسن علاقتي بها..يعود الى طلال...شجعني على زيارة بلد والدي...
والتعرف على اخوتي.... لا انسى فضله في ذلك...))

كنت اراها مثل وردة تنمو وسط الصقيع
وتقاوم كل شئ من اجل ان تكون مثاليه
حتى وان كان ما حولها يشجعها لعكس ذلك

كمــ اغبطها
هل تعلم لماذا دفتري العزيز؟؟؟؟
لانها تعلق قلبها وعقلها
بــ طلال
وكما تقول من اول مرة لمحته
كما تعلق بها من اول نقاش بينهما
وكما تبادلا سرد الموقف....
كانا في مكتبة الجامعه
تهم بتجديد استعارة احد المراجع
ليفاجأها هو باحتجاجه
لقد حجز المرجع
فهو من قبل اسبوع ينتظرها ان تعيده
الا انها رفضت وبشدة
لانها تحتاجه لبحثها
كما هو يحتاجه كذلك
وبعد عناد
وشد ورخي
اتفقا ان يشتركا في الرجوع اليه
وكانا يجتمعان معا في المكتبة
يتبادلن الحديث اكثر مما يحويه الكتاب
وكان حجتهما في اللقاء
هذا الكتاب

رائع جدا دفتري العزيز
ان يجمع بين قلبين
شئ راقي
يفخرون بالحديث عنه
بوقت
انا كل ما اخشاه كل ما لقيته
الذكرى
ذكرى ماحدث بيننا
وكيف اجتمعنا على الخطيئة
وهل لنا القدرة على تجاوزها
وان نملك يوما
ذكرى رائعه نحكيها
دون خجل؟؟؟؟؟


الشاطئ الـ21
الموجة الرابعــة


موجة...على شاطئ الوطن
موجة فرح وزغاريد....
زواج بدور
الزواج الذي تأجل اكثر من مرة

لظروف اخيها
اصرت انها لن تترك منزل اخيها
الا بعد ان تطمئن عليهم
والان هي اشد الاطمئنان
وخاصة ان فريدة تحتويهم بحنانها
كانت مشهدا رائعا
سلمان وهو يقربها من زوجها
بدى الجميع سعيد
حتى الطفلات
كن يتنقلن في المكان
كما الفراشات بفساتينهن الزهرية
كانت بدور تبدو قلقله
قلقه كثيرا
كحال اي عروس تترك منزلها
الى منزل زوجها
كان مشهدا مؤثرا للجميع
فريده
تشاركهم هذه المشاعر
من بعيد
تراقب الجميع
تراقب سلمان
وقد امتزج فرحه بحزنه
تعلم جيدا ان يكتم دموعه
بعكس خالته
التي لم تكف عن مسح دموعها طوال الحفل
وبرفقتها ابنتيها اللتان بدتا جامدتين
لم يثرنهن شئ في الحفل
سوى فريدة بالطبع
فريدة بروعتها ونعومتها وبساطتها في الزينة
والتي لفتت انتباه الجميع

رغم انها جلست بعيدا
عندما دخل العريس وبرفقته سلمان
الذي اخذ يبحث بنظره عنها بين الموجودات
ورغم انها متغطيه بالكامل
الا انه استطاع ان يميزها

في جناحهمــ الخاص...
سلمان يرمي بشماغه على الكنبة
وهو ينظر اليها...
مازال جمالها يبهره
وكأنه يراها اول مرة....
وهي ترتدي...فستان من الشيفون الخفيف الواسع..ومزين بورود باللون التركوازي....
بدت اصغر من سنها...
مع شعرها المنسدل كعادته بدى كشلال من العسل...

((لم كنت تنظر الي؟؟؟))
_(( تعجبتي كيف ميزتك عن الجميع؟؟؟))
(( بالتأكيد...))
_(( عرفتك من ظلك تصوري...))
(( لا اصدقك...))
_(( وانا لا اصدق ان زوجتي بهذا الجمال...))

رغم ان هذه الكلمات تتكرر على مسمعها دائما...
الا انها مازالت تخجل
منه...من سلمان
ومن كلمات الغزل اليها...

.




الساعة الآن 04:08 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية