منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره .. (https://www.liilas.com/vb3/t151059.html)

yassmin 11-11-10 09:27 AM



الشاطئ الـ15
الموجة السابعة



نورس في غرفتها
مستلقية على السرير
توزع نظرها لما حولها في الغرفه
ولكن عقلها ليس معها
مع ذلك الصوت الذي سمعته قبل قليل
صوت سلمان
سلمان القادم من الماضي
ليأخذ عمتها منها
ويتركها تغادر بلادها
بكل ما تحويها من ذكريات
الى عالم اخر
لم تعتاد عليه
وان كانت بقرب عمها فهد
ولكن.....
لابد انها ستفتقد عمتها
كيف لها ان تعيش بدونها
كانت تفكر كيف استطاعت ان تقنع نفسها بزواج عمتها
والابتعاد عنها

اخذت نفسا عميقا
تتذكر عمتها
والتغيير الذي حدث لها ما ان دخل سلمان حياتها من جديد
السعادة واضحة عليها

فمن حق عمتها ان تعيش حياتها
يكفي ما مضى من عمرها
بين جدران هذا المنزل
حرمت نفسها من كل شئ
من اجلها
كانت نورس تحاول تقنع نفسها
ان ما فعلته هو الصحيح

من حق عمتها ان تعيش حياتها
ان تنعم بحياة اسرية بقرب رجل يحبها
فكيف ان كان سلمان
سلمان حلم الماضي
الذي عاد لها
كما لم تتوقع
وفي يده المصباح السحري
الذي سيحقق به
حلمهما الذي تبدد
بعد ان تنازلت عنه من اجلها هي
ومن اجل جدتها رحمها الله


نهضت من السرير
واستندت على واجهة السرير
وهي تمسح وجها بكلتا يديها
وتلم بهما شعرها بعدها
اخذت نفسا عميق
ابتسمت اخيرا
شعرت ان ما تفعله هو التصرف السليم
ومن الان
ليس لها ان تفكر بحياتها مع عمتها
بل تقنع نفسها اكثر
بالغربة
بالقرب من عمها وابنائه
طلال
وكذلك عبدالله ومحمد
اللذان تعرفت عليهما سابقا
وكانا رائعان معها في التعامل
وزوجة عمها
الخالــة ليلى
التي عرفت بطيبتها واهتمامها الكبير باسرتها
وقد يصل للاهتمام المبالغ فيه
ربما الوحده في الغربة
اجبرتها ان تكون اسرتها كل شئ في حياتها
ولا ترى في العالم شئ اخر غيرهم
شئ من الراحة دخل قلبها
فليس من الصعب العيش مع افراد هذه الاسرة




الشاطئ الــ 16
الموجة الاولى

صعدت السيارة مع عمتي
لم تتردد في الذهاب للمشغل كما توقعت
ربما الحماس الذي احتواها فجأة استمدته من مكالمتها معه
لم اسألها
ولم تخبرني هي
هل لي الحق ان اعرف ما يدور بينهما
لم ابوح لها يوما بأسراري
او ما اكنه في قلبي
وليس لي الحق الان ان اطالبها باخباري عن كل شئ
كل ما حدث وكل ما تفكر فيه
انها صامته لم تتكلم

لكني لن ابقي هذا الصمت طويلا....

(( عمتي..نذهب اولا للمشغل.... لتري ما يناسبك...))
..
_(( كما اخبرتك..لا ارغب بفستان مبالغا فيه...))

(( كما تريدين... ولكن بعدها نذهب للمركز التجاري.... لابد ان هناك ما ينقصك....))
لم تتحمس
ولم تعترض

بقيت صامته حتى وصلنا للمشغل

دخلت معها ....
صارت تتلفت على ما هو معروض
بينما تقدمت لنا العاملة في المشغل
تحمل بعض مجلات الخاصة بالازياء

صرنا نتصفحها بصورة سريعه
حتى تفاجأت بعمتي

(( نونو... هذه التصاميم لا تناسبني...
ولا حتى المعروض منها...))

لا اعرف ما علي ان اقوله لها

انتبهت لنا الفتاة....
لابد انها اعتادت على كل انواع الزبائن

وقد تكون التقت بمن تشبه ذوق عمتي

(( اختي...لدينا مصمم ازياء...يمكن له ان يصمم ما تريدانه...))
بحماس اجبتها..
(( جيد.... فليس من المعروض ما يناسبنا...))

لحظات فاذا به امامنا
شاب صغير في العمر

يبدو في بداية العشرين من عمره وربما اصغر

تبادلنا النظرات انا وعمتي

كانت ملامح الاستغراب واضحه علينا
لكنه ابدا لم يهتم

اقترب منا
ووضع اوراقه على الطاولة التي نجلس امامها
مع قلمه الرصاص
وبعض الالوان

وبدون مقدمات رفع نظره الينا...(( لمن الفستان..؟؟؟))

اشرت لعمتي..(( لها...))

(( ماهي المناسبة؟؟))
اخبرته...(( زواج...))


كان يسأل وانا اجيب باختصار
(( زواج.....عروس؟؟؟))

(( نعم...))
كانت عمتي صامته

((اي انك تريدين فستان ابيض...؟؟))

نطقت حينها عمتي..
(( انه مجرد عقد قران...))

ابتسم لها..(( لابد ان تحددي فستان زواج او عقد؟؟))
اجبته انا..(( انها حفلة عقد وزواج في نفس الوقت...))

مسك قلمه الرصاص..والتفت لعمتي
(( اخبريني اختي..ما هو التصميم الذي ترينه مناسبا لك؟؟؟))

بتردد اجابتها
(( اريد فستان بسيط جدا...وليس مهم ان يكون لونه ابيض...))

اخذ يرسم خطوط على ورقته البيضاء
(( حفله عائلية ام كبيرة؟؟؟))
اجبته باستغراب...
(( هل يفرق؟؟؟))

وهو مشغول بما يرسمه (( بالتأكيد... ))
وعيني عمتي على ورقته ((حفلة عائلية))

واكملت..(( اريده باكمام طويلة...))
نظرت باستغراب لعمتي...

في حين هو يهز راسه لها
وهو ينظر لعينيها

كان نظره فعلا لعينيها كلما حادثته

خلال لحظات ارانا ما بين يديه
بعد ان ظلله ببعض الالوان
وهو يشيير للخطوط المرسومه

(( هذا تصميم جدا بسيط... يتناسب لحفلتك...
قماشه من الشيفون الخفيف...
لانه سيكون مزموم عند الصدر حتى الخصر...
ونهايته تصميم بذيل السمكة...
وكما طلبت.... الاكمام طويله ...وواسعه...
وعند المعصم ستكون ضيقه...)) وهو يضغط على معصمه باصبعي كفه الاخرى
واكمل
(( ممكن ان تتصورينه مثل اكمام علاء الدين....))

وقتها فقط شعرت ان عمتي استوعبت ما يريد ان يقوله...
لكنه لم ينتظر منا اي تعليق...

واكمل....
(( سيكون الصدر واسع.بشكل قلب..)) وبسرعه رسم خطوط اسفل الصفحه للتصميم من الخلف...
(( ومكشوف من الخلف...))
وقتها فقط نطقت عمتي...

(( لا لا...لا اريده واسع من الامام..ولا مكشوف من الخلف...))
رمى قلمه على الطاولة والتفت لعمتي وهو يحدثها بحماس

(( لا يمكن ان يكون فستان زواج باكمام طويله ومغلق من الامام والخلف....))
كانت عمتي مصره
(( لا ....يستحيل ان ارتديه...)))

هز راسها لحظتها...
(( حسنا اخبريني..كيف هي تسريحتك؟؟؟))

التفت باستغراب لعمتي....
لكن جوابها كان جاهزا...

(( تسريحة؟؟؟؟ لا؟؟؟؟ سأبقيه منسدل من غير تسريحه...))

كنت مستغربه من قرارات عمتي
لكنني لم ارغب في التدخل لان يستحيل اقناعها بعكس ما تريد

خاصة في هذا الامر
فهي لم تعتاد على لبس الحفلات ولا التسريحات

(( حسنا ..حسنا.....)) اجابها وكانه وجد حلا..
(( ان كان شعرك طويل سيغطي ظهرك المكشوف فيلس هناك مانع..ويمكن ان اغطيه بالشيفون الخفيف ..وقتها سيكون شفاف فقط ما رايك؟؟))

اقتنعت عمتي اخيرا
(( ممكن..مادام شعري سيغطيه....))
ولكنه قاطعها...(( اما من الامام لابد ان يكون واسع...ليس جميلا ان يكون فستان مكتوم بالكامل...))

اخذ نفسا عميقا وكانه ارهق من الحديث
وفعلا كان حديثه كثيرا وبسرعه...

واكمل(( مثل هذا التصميم لابد ان ترفعي شعرك بتسريحه بسيطه... ولكن على رغبتك... انصحك ان يكون شعرك بقصه مميزة))

كنا انا وعمتي مستغربين بالتفاصيل التي يتحدث بها

ابتسمت له عمتي..
(( وماذا ايضا...))
لحظتها ابتسم لعمتي..
(( عيناك لونها طبيعي...؟؟))

وبحده سالته عمتي..
(( وما شأنك بلون عيني؟؟؟))

وقتها رغبت في الضحك حقا...
ولكن كتمتها..
فنادرا ما تعصب عمتي بهذه الطريقه

ابتسم لها...
(( ان كان لونه طبيعي او انك ستلبسين نفسها العدسات الملونة... من رايي...ان ازين الفستان بحبات من اللؤلؤ باللون البيج والعسلي...نهاية الاكمام عند المعصم.. والصدر....

وطبعا الفستان لونه بيج مائل للابيض...
والطرحة منثور عليها حبات من اللؤلؤ

(( لا اريد طرحة....)) قالتها عمتي بحده

وهو يخط في الورقه
(( كما تريدين....))

اخذ اللون الاصفر يوزع نقاط به على الفستان...
عند الصدر ونهاية الاكمام...

(( هكذا سيكون توزيع حبات اللؤلؤ...))
والتفت لعمتي
(( وسيكون مناسبا... لو صبغت شعرك بدرجات البني حتى اللون العسلي...))
كنا متعجبين مما يقوله هذا الفتى
وهو يدقق في كل شئ

انتبهت الى ان عمتي لم يعجبها تعليقاته
لكنها اهتمت لها....

خرجنا من المكان.
بعد ان اتفقنا على كل شئ

رغم معارضتهم على الموعد...

لكن وافقوا بالاخير على تجهيزه

.وانا اكتم ضحكتي على ردة فعل عمتي
حتى صعدنا السيارة
_(( معقول؟؟؟ انه في عمر طلال او اصغر؟؟؟ ))
((هذا عمله عمتي...))

وهي تهز راسها
_(( ابدا لا يناسبه كشاب.... والغريب انه مهتم بالشعر وتسريحته ولونه...وحتى لو عيني...))

(( لكن لاحظتي ان كل هذه الامور مهمه له ليصمم ما يناسبك....))
_(( لا انكر ذلك...لكن من الصعب للفتاة ان تتعامل مع شاب لمثل هذه الامور...))
ابتسمت لها
(( عمتي...الفتيات الان اجرأ مما تتوقعي.لتتعامل مع شاب مثله..))
.................................................. .........................




الشاطئ الــ 16
الموجة الثانية



اتفق فهد مع عائلته على السفر
لحظور زواج العمة فريدة
وحقيقة الامر
ان الجميع تحمس لذلك

لطالما كانت قريبه منهم رغم بعد المسافة
فالمحبة لا تعني القرب فقط
قد يكون هناك من يجمعهم منزل واحد
ولكن ليس هناك اي مشاعر مشتركة بينهم

عبدالله اكبرهم سنا رغم انشغاله بالتحضير لشهادة الدكتوراه
ابدى استعدادا لتفرغ اسبوع واحد
والسفر لحظور الزواج وهذا امر نادر ان يحدث منه
لحبه لدراسه واندماجه فيها
ولا يوجد ما يشغله عنها


محمد اصغرهم
الذي لا يلتقي عمته الا في الاجازات
لكنه تعلق باهتمامها به
كلما اتصلت
(( محمد الغالي....))
انه سمي اخوها محمد والد نورس

لذا كانت له محبة خاصه عن اخوته

اما طلال فلابد له من الذهاب
لم يصدق متى يحتفل بزواج فريدة
فهو الوحيد الذي لا يناديها عمتي
يعلم ان هذا يزعجها
ولطالما احب ازعاج من حوله بمرحه متعمدا

في حين ام عبدلله لم تبدي اي اهتمام سوى رفض او موافقه
دائما هي هكذا
الظروف من حولها تسيرها
رغبة زوجها
وطلبات ابنائها
فهي ليس لديها غيرهم يشغلها

واين ما كانوا هي معهم


.................................................


yassmin 11-11-10 09:29 AM




الشاطئ الــ 16
الموجة الثالثة


وفي ليل لندن البارد
والذي لايظهر فيه سوى بياض الثلج

كان فهد وسلمان مجتمعين في احد المقاهي
الذي يعتاد العرب في لندن الاجتماع فيه

وقد حددوا السفر معا
على نفس الرحلة

كان واضح على سلمان الفرح بما هو اتي
وفرحته ليست اكبر من فرحة فهد
فهذه اخته فريده
لطالما خاف عليها من وحدتها

والان جاء من ياخذها لحياة افضل

لحظات ودخل عبدالله وطلال
طبعا ترحيب خاص للعم سلمان

فقريبا سيكون صهرهما
التفت طلال لاخيه (( لم اتقوعها عمتي ابدا...))
باستغراب اجابه عبدالله (( تتوقع ماذا؟؟؟))
وهو يتصنع الجديه (( ان توقع شخص بوجاهة سلمان ...))

نظر اليه عبدالله وهو يعقد حاجبيه
وكأنه غير راضي على تعليقه

لم يهتم طلال لردة فعل اخيه

وانما نهض من مكانه بحركة سريعه
وهو يشير لمن يهم بالجلوس في احد زوايا المقهى بعيدا عن زحمة رواده

التفت طلال لوالده
(( ابي... هذا الدكتور ناصر....سأذهب لأحيه...))
التفتوا اليه جميعهم...

(( طلال... اجلس مكانك الا ترى زوجته معه؟؟؟))
كان عبدلله يحدثه بصوت منخفض

ابتسم له طلال
(( انها ابنة اخيه التقيت بهما مسبقا...وتحادثنا....))

لحظتها... نهض ناصر من مكانه
واتجه نحوهم

وبحرارة كان ترحيب ابو عبدالله
ومن ثم سلمان وعبدالله وطلال

اخذ ابو عبدالله يسأله باهتمام عن وضعه
كان ناصر سعيدا باهتمامه

ابو عبدالله لم ينتبه الى ان زينه كانت معه
(( تفضل بالجلوس معنا ))

ناصر..(( الن اقطع حديثكم؟؟؟))
ابو عبدالله..(( ابدا تفضل بالجلوس ))

ابتسم له ناصر وهو يشير الى زينة
كانت تاخذ طلبها ...
(( اوصل ابنة اخي...واعود..))




لم يكمل كلامه حتى كانت زينة قريبه منهم
بالباسها المعتاد...
تنورة قصيرة باللون الاحمر الداكن...
مع بنطال جينز اسود ضيق للغاية
و جاكيت زيتي اللون..
بدت ياقته مشدودة تغطي رقبتها المكشوفة

مع قبعه حمراء تلم شعرها بالكامل
ما عدا خصلات مجعدة تنزل على كتفها

كانت تحمل الكوب البلاستيك المخصص للقهوة
كانت زينة تتصرف بعفوية مع الجميع
اعتاد من يعرفها على ذلك
خاصة تصرفاتها الطفولية في تعاملها
وليس هناك ما يمنعها ان تقترب من عمها\
ومجموعه الرجال التي معه

وهي تهمس لعمها
(( عمي انا سأعود للشقة....))

لم يتفاجأ ناصر ابد من تصرفها
(( انتظري اوصلك...))

زينة..(( لا تزعج نفسك اذهب وحدي..الشقة قريبه...))

انتبهت الى ابو عبدالله يحدثها
(( لا..كيف تذهبين وحدك بنيتي....لا تدعها تفعل ذلك دكتور ناصر))

ابتسمت زينة الى ابو عبدالله
وانتبهت لعمها وهو ممسك بها من عضدها
وهما يهمان بالخروج

(( متى ستعقلين؟؟؟ كيف تأتين لي وانا واقف من الرجال؟؟؟))

بعفوية وهي تخرج مع عمها من المقهى
(( كيف اخبرك اني خارجة؟؟؟))

ناصر..(( ابدا لن تغيري من تصرفاتك زيون...))
ابتسمت له وهي تحرك راحة يدها على الكوب
تستمد الدفء من سخونته

كان لحظتها طلال يحدث والده عن لقائه مع ناصر
واهتم عبدالله وسلمان بموضوعه
وتعاطفوا مع وضعه كثيرا
همس عبدالله لاخيه..(( طلال هذه الفتاة تدرس هنا؟؟))\
اجابه طلال...(( ومن متى تهتم بالفتيات؟؟؟))
بحدة يحاول ان يكتمها..(( طلال اجبني....))
وهويبتسم له...(( حقيقة لا اعتقد..لكني فهمت من حديثها عندما كنت معهم انها هنا من ايام ...))
تصنع عبدلله عدم الاهتمام...
بينما اكمل طلال..(( هل تريد ان تعرف اسمها..))
كان عبدالله ينظر اليه ينتظر منه ان يخبره
غمز له طلال...
(( لا تريد ان تعرف؟؟؟ كما تريد))
عبدالله..(( طلال لا تمزح معي...))

طلال وهو يبتسم له...
(( زيون...اقصد زينة...عمها يناديها زيون))


بعدها عاد ناصر لهم في المقهى
واشترك معهم في الحديث
بعد ان عرفهم عليه
(( الدكتور ناصر...دكتور في الاقتصاد...))
اشاربعدها نحو عبدالله (( هذا ابني الكبير عبدالله..يحضر لدكتوراه هنا...))
ومن ثم اشار الى سلمان...(( صديق العمر سلمان...صاحب الشركة العالمية للتجارة....))
ابتسم لهم ناصر..(( يشرفني لقائكم))
التفت ابو عبدالله الى ناصر(( غدا ساعود للبلاد هل تحتاج لشئ قبل سفري؟؟؟))

ناصر (( شكرا استاذ فهد....))
ابوعبدالله(( وكيف حال الطفلة الان؟؟؟))
ناصر..(( الحمدلله ....))
التفت له سلمان...(( اخبرنا ابو عبدالله عن ماحدث معك... ربنا يصبرك..هذا امتحان .... وان شالله لا ترى الا الخير وتعود للبلاد مع عائلتك...))

كلمات مواساة من سلمان
كانت تثلج قلب ناصر الملتهب من حرارة الالم
((الحمدلله على كل شئ...))

ناصر (( هل العودة نهائية للبلاد؟؟؟))
ابو عبدالله وهو يتنهد...
(( كم اتمنى...سنبقى اسبوع ولابد من العودة بعدها...))

ناصر باستغراب..(( اسبوع فقط؟؟؟))
ابتسم له طلال..(( سرقنا هذه الايام غصبا ... لنحضر الزواج ونعود...))

ابو عبدالله مباشرة قال..(( سلمان صهرنا الجديد..))
((مبروك استاذ سلمان...))
قالها ناصر وقد هزته كلمة صهرنا الجديد
ياترى ماذا يعني بذلك
اصبح صهره لزواجه ممن؟؟؟
معقول يكون من.....؟؟؟

اصبح تائها بتفكيره
غاب عن الحديث بينهم
يريد ان يربط ما سمعه بما يعرفه
ونظره الى سلمان
معقول ان نورس ترتبط به

انه في عمر والدها تقريبا
حتى وان كان يبدو اصغر من عمره
باناقته..والوسامة الواضحه من ملامحة وحديثه اللبق

انتبه الى طلال الذي كان يحادث والده
(( ابي... ماهو ترتيبكم للزواج؟؟؟هل اسبوع يكفي لانهاء كل شئ هناك؟؟؟))

ابتسم ابوعبدلله وهو ينظر الى سلمان
(( العجلة من عمك سلمان...يريد العقد والزواج في يوم واحد...))

سلمان وكأنه يبرر لهم موقفه
(( الامور معقدة..انت في بلد ونحن في بلد...وليس امامنا الوقت الكافي...))
عبدالله بجدية..(( معك حق عمي..الاستعجال في هذه الامور لابد منها....))
طلال (( لا اصدق انها وافقت....))
ابوعبدلله يقاطعه بمزح..(( ماذا تعني؟؟؟ هل لها ان تتردد في خطبة سلمان؟؟؟))
بان الاحراج على طلال
(( ابد ابدا عمي... لك كل الاحترام...استغربت ذلك لاني اعرف انها ترفض فكرة الزواج....))
همس له اخوه دائما لسانك يضعك في مواقف محرجة

كعادته طلال عندما يتحدث غمز وهو يقول..(( الا تريد ان تعرف المزيد عن زينة؟؟؟)) يحاول ان يغيضه
في حين ناصر عقله مشغول بأمر زواج نورس من استاذ سلمان الذي يجلس امامه


لكم نهاية الشاطئ الــ16

مع خالص تحياتي



الشاطئ الـ16
الموجة الرابعة

_(( عمتي بسرعه....))
(( نونو لم انت مستعجلة...))
_(( انا لست مستعجله انت بطيئة جدا...))
نورس وهي تهمس لها
(( خطواتك البطيئة هذه ليست مناسبة للتسوق وانما للمشي على البحر مع العم سلمان))
العمة فريدة وهي تحاول ان تظهر انزعاجها
(( الا تخجلين؟؟؟ لم اتوقع هذا الكلام منك نونو))
(( عمتي لم اقل شئ... ))
كانتا تسيران بين المحلات في المجمع التجاري
بدت نورس سعيدة لما تفعله من اجل عمتها
في حين العمة فريدة
في غاية الارتياح لموقف نورس
وحماسها للتجهيز لزواجها

نورس (( عمتي... انتهينا من فستان الحفل...واخذنا بعض العطورات وادوات التجميل... باقي...))
قاطغتها العمة فريدة..(( لا ادري لم كل هذا المكياج الذي اجبرتني على شرائه...))
نورس وهي تبتسم لعمتها
(( عمتي...انت عروس...ولابد ان تتجملي...
كنت دائما تجيدين وضع المكياج الا تتذكرين؟؟؟))
العمة فريدة...(( تصوري انه من هوايتي سابقا))
نورس..(( اعلم عمتي..وستعودين لهذه الهواية من اجلك انت....))
واكملت نورس...
((لابد ان تشتري بعض الملابس..جلابيات و فساتين....))
العمة فريدة باستغراب...
(( يكفي الجلابيتين التي اخذناهما قبل قليل...))
نورس ..(( لا يكفي عمتي... على الاقل اول اسبوع ملابسك كلها جديده..ومميزة....))
العمة فريدة..((لا ادري نصائحك الى اين ستأخذني...))
نورس وهي تكتم ضحكتها
(( الى العم سلمان مباشرة,,,))

لم تعلق العمة فريدة على ما قالته نورس
حتى لمحتها تدخل محل لملابس النوم النسائية...
((عمتي هذا المحل لديه ملابس نوم رائعه...للعروس طبعا...))
توقفت عمتها وهي تحادثها
((كيف عرفت ؟؟؟))
نورس وهي تشدها من يدها
(( رجاء اخذت منه جميع ملابسها..تقول انه الافضل...))

اخذهما الوقت فيه
والعمة فريدة تبحث عن مايناسبها كانت فعلا خجله من نورس في البداية
لكن حماس نورس معها في الاختيار
جعلها تنسى كل شئ وتفكر بشئ واحد
انها ستصبح عروس
ولابد ان يراها سلمان دائما مختلفة عن غيرها
كان يربكها هذا التفكير
لكنها بدئت تنجح في ابعاد هذا الارباك عنها
في حين نورس
شعور غريب يخالجها
هل سيأتي اليوم الذي تجهز لنفسها
وهي عروس
كباقي الفتيات
شعرت بدوار
وعدم اتزان
كادت ن تقع على الارض
تماسكت حتى جلست على كرسي
قريب منها في المحل
(( انها ليست كباقي الفتيات...))
انتبهت الى عمتها تحادثها
العمة....دون ان تنتبه لما حل لنورس من لحظات
(( نورس... اخذت 4 قطع اعتقد انه يكفي....))
اكملت بصوت خافت
(( لا ادري الى اين ستأخذني مشورتك..؟؟))
(( الى بيت الزوجية...عمتي...))
كانت نورس تحاول ان تغالب حزنها
بالمزاح مع عمتها
الاحساس بالحزن نفسه الذي شعرت به
عندما دخلت هذا المحل مع رجاء
ولم تحتمل حتى البقاء فيه

لانها تشعر حينها
انها ليست كباقي الفتيات

_(( الى البيت بسرعه نونو ...تعبت...))
((والصالون عمتي...))
_((ليس اليوم...))
(( عمتي تحتاجين لكثير من الامور في الصالون
قد نحتاج ان نذهب اكثر من مرة...))
(( لهذه الدرجة بي عيوب جماليه...))
لم تستطع نورس ان تكتم ضحكتها
_((لم تضحكين؟؟؟))
(( على العيوب الجمالية...))
كانت فريدة تعلم ان ذهبت لصالون الحلاقة لابد
انها ستقص شعرها وتعيد صباغته كما اشار عليها مصمم الازياء الذي جهز لها تصيمم فستانها

وقد يظهر تغييرا واضح عليها
وينتبه لها الجميع...
وهي تخجل من ذلك
لذا اجلته
لوقت تضمن ان احدا لن ينتبه له
الشاطئ الـ16
الموجة الخامسة


(( لقد فتحت عينيها...))
_(( هل تميزنا؟؟؟))
(( لا اظن....))
ناصر وزينة...ملتصقين بالواجهة الزجاجية
لغرفة الاطفال الخدج

يتأملون الطفلة امل
بحجمها الصغير
وعينيها الصغيرة
التي تجول بنظرها
ببراءة خلف زجاج الحاضنة
ناصر ينظر اليها بألم
يشعر وكأنها تبحث عن الحياة
لتتشبث بها
التفت الى ابنة اخيه
زينه...
لمح دموعها
وضع كفه على كتفيها....
(( زينة..لنذهب....))
انصرفا بهدؤ..
صوت خطواتهم في الممر
بقيا على صمتهما....
حتى خرجا من المستشفى
الى المقهى القريب منه
حيث اعتادا الجلوس فيه...
بعد كل يوم كئيب في المستشفى...
اخرج ناصر سيجارته...
اخذ يدخنها وواضح على ملامحه الضيق...
لم تكلمه زينه
بقيت على صمتها
فليس لديها ما تقوله
ابعدت كرسيها قليلا عن الطاولة..
وابقت نظرها للخارج...
بدت وكأنها تتأمل المارة...
الا ان عقلها يستعيد ما حدث معها....
كانت في الجامعة...
جالسة على الكرسي
في جانب الممر
وقد انهت الامتحان لتو...
تقلب في الاوراق...
تتأكد من بعض اجاباتها كعادتها...
انتبهت الى احدهم يحدثها....
((زينة كيف حالك؟؟؟))
_(( بخير......))
كانت تنظر اليه باستغراب
لانها لا تعرف من يكون...؟؟؟
(( لم تعرفيني...انا يوسف... التقيت بك عند موقف السيارات ...))
ابتسمت له زينة...((نعم..تذكرتك... اسفه..ربما ازعجتكم بذلك اليوم...))
(( تسمحين لي بالجلوس اولا؟؟؟))
ابتسمت له..(( بالطبع ...تفضل...))
شاركها الكرسي الذي يسع لثلاثة افراد
التفت اليها يوسف..
(( الاهم انك بخير اليوم...))
_(( الحمدلله....اعتقد ان احدهم كان معك لحظتها...))
((نعم...انه نبيل صديقي...))
_(( ناديتني باسمي...هل تعرفني مسبقا؟؟؟))
(( بالطبع من لا يعرف زينة...))
ضحكت زينة كعادتها...
_(( قول لي كيف تعرفني؟؟؟))

(( كنت معك في احد المقررات....))
_(( حقا ؟؟لا اتذكر....))
(( بالطبع لا تذكرين.... فأنت لا يشغلك شئ عن المحاضرة ....))
_(( حق الدراسة علي....))

وقتها اقترب منهما نبيل....
(( مرحبا...كيف حالك؟؟؟))
كان يوجه سؤاله الى زينه...
(( بخير شكرا....))
التفت نبيل الى صديقه..
(( يوسف ..الم نتواعد على اللقاء في المقهى؟؟؟))
يوسف..(( التقيت بزينة و وددت ان اطمئن عليها...))
ابتسم لها نبيل...(( تبدين افضل.... لقد اقلقتنا عليك..وخاصة انك خرجت مسرعه من الموقف....))
يوسف..(( دائما هي مسرعة في سياقتها))
زينة وهي تنظر الى يوسف...
((واضح انك تعرف الكثير عني..))...
غمز لها وهو يهم بالوقوف....
(( قلت لك...وهل يخفى القمر؟؟؟))
كان نبيل ينظر اليها
والى حركة يديها في شعرها
يـتأمل شفتيها وهي تحدث يوسف
انتبهت زينه لنظراته
بدى يتأمل بطريقة غريبه
نظرات مع ابتسامة على شفتيه
وكأنه وجد شئ في قمة الروعه امامه
اثارتها كثيرا نظراته
اثارت شئ غريب بداخلها
جعل قلبها يخفق بقوة
لم تعلق على حديث يوسف اكثر...
انما بقيت تتامله
نبيل....
الا انه لم ينظر لعينيها...
حتى ابتعدا عنها....

اعتادت على نظرات الشباب من حولها
وعلى تعليقاتهم مرات كثيرة
لكنها ابدا لا تهتم لهم
لكن نظرات نبيل لها
تختلف كثيرا
ااحبتها
احبت نظرته نحوها...
لاتدري لحظتها ماذا يفكر هو؟؟؟
(( زيون...الا تسمعيني؟؟))
كان عمها ناصر يحدثها...

(( نعم عمي...قلت شئ؟؟؟))

ناصر بهدؤ..(( هل ترغبين بشرب شئ؟؟؟))
زينة...(( شيكولاته ساخنه...))
كان الجرسون واقف..يأخذ طلبهم
لم تنتبه زينة لوجوده
ولا لصوت عمها وهو يحدثها....
عقلها مع نبيل....

الذي صارت تهتم له كثيرا
كما لاحظت اهتمامه لها....

تذكرت كيف صارت تلتقي به بعد كل امتحان...
كان يتعمد ان ينتظرها عند سيارتها
ويبقى يحدثها....

تسعد بحديثه كثيرا...
ولمزاحه معها....

تذكرته اخر مرة التقته...كانت تتحدث في الجوال
تبحث عن حجز لتسافر لعمها بعد الامتحان مباشرة

كان بجوارها
يسمع نقاشها مع كل مكتب طيران تتصل به
والذي ينتهي لا يوجد حجز خلال 24 ساعة
اخبرته ان عمها الدكتور ناصر في لندن
وترغب في زيارته لانه يحتاج لتواجدها معه

اخبرها انه يمكنه ان يحصل على حجز كما ترغب هي

لم تصدق كلامه
حتى اجرى مكالمته
وانتهت بعد ان اخذ اسمها الكامل
فأخبرها..انه حجز لها بعد 5 ساعات
عليها فقط ان تستلم التذكرة من المطار مباشرة

ابدت له شكرها....
بعد ان لاحظت كم كان مستعدا لمساعدتها

بسرعة...ذهبت للمنزل...
جهزت حقيبتها
واتصلت بوالدها تخبره بسفرها لعمها ناصر
وطبيعي انه لن يرفض ابدا

اخذت كل ما تحتاجه
والى المطار مباشرة

تفاجأت بوجود نبيل ينتظرها
كان قد استلم تذكرتها بدلا عنها
ورفضت ان يستلم تكلفتها منها
رغم اصرارها
فقط طلب منها ان تطمئنه بوصولها
اخذت رقم جواله
كانت تشعر بسعادة غامرة
ان هناك من يهتم بها حقا
وان يتفرغ ليأتي يودعها في المطار
في حين والدها
لم يسألها سوى عن ما تحتاجه من نقود
(( سعيدة بصداقتك نبيل))
_((انتبهي لنفسك....ولا تنسي ان تطمئنيني))
اعادها لعالمها...
صوت عمها..

((زينة....مابك تفكرين بشئ؟؟؟))
(( لا عمي... احتاج ان اجري مكالمة ....))
لم يعلق على كلامها
انما اشعل سيجارة للمرة الرابعه
منذ جلوسهما معا
وكل منهما في عالم اخر

كان يفكر بحال ابنته
وامله بانقاذها كبير
رغم انه يراها صغيرة
صغيرة جدا على تحمل الادوية
وعلى العملية الجراحية

يغالب دموعه بصعوبة
تذكر حينها
انه نسى ان يتصل بالاستاذ فهد ليودعه
تذكر الاستاذ سلمان
زوج نورس كما يظن
فهذا الموضوع اشغله طول الليل
كان يحاول ان يقنع نفسه
ان نورس ستتزوج
كيف قررت الزواج ؟؟؟
وهي ترفض فكرة الزواج كما فهم من الجميع...

نورس لا يمكن ان تتزوج.....
مستحيل ان يحدث....
اخذ قلبه ينبض بقوة...
يفكر ماقد يحدث لها ان تزوجت....

نهض من مكانه...
واتجه الى ابنة اخيه زينه...
وهي واقفه جانبا تتحدث في الجوال...
بسرعه زينة نعود للشقة..
هناك ما احتاج اليه....

تفاجأت بحركته...
لم تسأله...
انما تبعته...
بعد ان ركب سيارة الاجرة...
وبسرعه الى الشقة...
كان واضح عليه الارتباك....
بينما زينة في عالم ثاني...
كانت تفكر بما فاجئها به نبيل...
لقد نسيت ان تتصل به...
انشغلت بمشكلة عمها....
ولم يخطر ببالها ان تتصل...
والان بعد اتصالها...
اجابها بلهفة واضحة...
كان قلق عليها...
كان يريد ان يطمئن انها وصلت ...
وان الامور تحسنت مع عمها....
بقدر ما كان غاضب منها لاهمال الاتصال
كانت هي سعيدة...
سعيدة انها سبب كل هذا الارباك في حياته..
لدرجة انه يقرر المجئ الى لندن في الاجازة...
بحجة زيارة اخيه وابن عمه اللذان يدرسان فيها...
وغرضه اساسا..ان يطمئن على زينة....
(( هل استحق ان تقطع من اجلي كل هذه المسافات لتطمئن علي؟؟؟))
وصلا اخيرا الى الشقة...
وبسرعة دخل ناصر غرفة المكتب..
اغلق الباب عليه..
وفتح جهاز الكمبيوتر الخاص به....






yassmin 11-11-10 09:31 AM




الشاطئ الـ16
الموجة السادسة

ناصر في غرفة المكتب...
غائب عن العالم من حوله
وهو امام شاشة الكمبيوتر...
مرتبك كثيرا...
فكلما ادخل كلمة السر..
لم يقبلها الموقع...
اخذ نفسا عميقا..
وهو يمسح على شعره....
واعاد ادخال كلمة كان متأكد منها...
الان فقط فتح الموقع...
موقع الجامعه...
ولابد من كلمة السر الخاصة به ..
ليفتح الصفحة الخاصة بهيئة التدريس...
وبذلك يمكن له ان يدخل على مجموعه مقرر الاقتصاد التي نورس من ضمن طالباته
وبذلك يستخرج بياناتها

نورس محمد الــــ
بكالوريوس محاسبة
وكل بيانتها...
عنوان صندوق البريد...
رقم الاتصال...
الجوال...
المنزل....

لابد ان يتصل على الجوال مباشرة....
ادخل رقمها...
ينتظر منها الرد...
لا احد يرد....
اعاد الاتصال...
لكنها لم تجبه...
كاد ان يحطم الجهاز الذي في يده...
لكنه تماسك....
هدأ قليلا..وهو يستند على الكرسي...
لينتظر قليلا...
ويعيد الاتصال....

في ذلك الحين...
كانت نورس...مشغولة مع عمتها في الصالون...
بعد محاولات اقناع منها...
وطبعا خدمة تجهيز العرائس تحتاج وقت...
لذا قضت يومها بطوله مع عمتها..
من الصباح الساعة العاشرة...
حتى هذا الوقت... الثالثه عصرا....
الليله سوف يصل عمها ابو عبدالله مع اسرته...
لكنها تذكرت ان طلال لم يؤكد موعد وصول الطائرة بالضبط....
بسرعه...
اخرجت جوالها..
علها تلحق قبل ان يكون صعد الطائرة....
انتبهت الى مكالمتين لم يرد عليها....
رقم خارجي...
لابد ان يكون طلال...
هذا ما خطر لها...

اقتربت من عمتها فريدة...
(( عمتي طلال اتصل ولم انتبه...سأخرج من هنا عن الازعاج واتصل به...))
اومأت لها براسها...
فهي لا تستطيع الكلام وهذا القناع على وجهها
ابتعدت نورس عن مصدر الازعاج في الصالون...
واعادت الاتصال على نفس الرقم....
((طلال....كيف حالك؟؟؟))
(( نــــورس؟؟؟))
(( اسفه لم اسمع رنين الجوال..تعلم العروس في الصالون منذ الصباح والمكان فوضى...))

كانت تحادثه بحماس وسعادة واضحه...
تنتظر منه الرد...
في حين ناصر شعر وانه فقد قدرته على الكلام...بعد كل ما سمعه...
(( تسمعني؟؟؟؟))
وبصعوبة همس لها
بصعوبة اخرج جيش الكلمات الذي انسحبت قبل دقائق
(( نورس..لا تتزوجي.. لايمكن ان يحدث ذلك...))
ابقت الجهاز على اذنها...
انتبهت لصوته...
انه الدكتور ناصر...
خرت على الكرسي ..
اخذ قلبها يدق بسرعه..
والعرق بدأ يتصبب منها...
حرارة تسري في جسدها....
(( نورس انا ناصر...تسمعيني؟؟؟))
وبصعوبة...(( ماذا تريد؟؟؟))
(( نورس لا يمكن ان تتزوجي...))
باستغراب...
(( لا اتزوج؟؟؟؟))
((نورس..افهمي ما اعنيه...لا اريد لك المشاكل...))
انقطع الاتصال
لاتدري ان كان قطعه هو
او هي قطعته دون ان تنتبه...
في حين هو رمى جهازه بعد انقطع الاتصال فجأة
ولا يعلم هو كذلك .... هو من قطعه دون ان ينتبه او العكس؟؟؟؟


الشاطئ الـ17
الموجة الاولى

وصل العم ابو عبدالله البلاد
مع ابناءه عبدالله وطلال ومحمد
وطبعا والدتهم الخالة ليلى كما اعتادت نورس ان تناديها

اقاموا في الفيلا الخاصه بالعم بهم
رغم اصرار فريدة بالاقامة في منزلها
لكن هذا كان قرار فهد اخيها الكبير
فهو يريد ام يجهز الفيلا لحفلة اخته الوحيدة
حفلة عقد القران والزواج

وافقت العمة فريدة على اقامة الحفلة في الفيلا
والرجال في الديوانية الخاصة به

لكنها اشترطت عليه
حفلة بسيطه جدا
المدعوين بالاضافة اليهم
عائلة سلمان بالطبع
وجارتين لها قريبتان منها
ودائما ما ترافقانها الى مركز القران


بعد يوم من وصول العم ابو عبدالله
كانت زيارة سلمان الرسمية لخطبة فريدة
كان برفقته زوج خالته واعمامه..
بالاضافة اخته بدور...وخالته ام ابراهيم
وابنتاها نجلاء وعلياء
كانت الزيارة اقرب الى اعادة ذكرى الماضي عن كونها
خطبة فريدة الى سلمان

اجتمعت العمة فريدة بقريبات سلمان
في منزل العم ابو عبدالله
وكانت لمسات نورس واضحة عليها
كانت ترتدي جلابية باللون العنابي
تحمل تطريز ذهبي بسيط
زادها نعومه
رفعت شعرها بمشبك كريستال
لونه البني المتدرج الى اللون العسلي
زادها جمالا
وقليل من البودرة والكحل البني
الذي اظهر لون عينيها المميز

كانت البساطة بقدر نعومتها التي اعتاد عليها الجميع
حديثها اللبق معهن
قربها منهن اكثر
خاصة ان ابنتا الخالة لا يعرفانها مسبقا
نجلاء الكبرى...وعمرها 35 سنة..
متزوجة قبل سنتين فقط..من رجل متزوج ولم تجنب للان
في حين اختها علياء اصغر منها بعام واحد وهي ليست متزوجة
تبدوان اكبر من عمرهما
ربما بسبب طريقة لبسها...
وعدم الاهتمام الواضح منهما
فقط اخته بدور وخالته من يتذكرن اخر زيارة لهما بعد وفاة والدتها

اخذهم الحديث
كانت فريدة هادئة
هادئة جدا
لانها تعرف ان سلمان لن يطلب رؤيتها
هذا ما اتفقت عليه معه
وافق ليرضيها رغم شوقه لرؤيته
ولا تنكر انها
كانت مشتاقة لتراه
متشوقة اكثر لتعرف
ما ترك الزمن على ملامحه
هل هي كما كانت
مثل نبرة صوته الحنونه
التي لم تتغير

كانت جلسه هادئة جدا
الا ان وجود هاتين الفتاتين بعث لها شعورا غريبا
نجلاء وعلياء
كانتا صامتتين
فقط تنظران اليها
والى عينها ان نطقت باي كلمة
كانت تشعر باهتمامهما
لم تتعرف عليهما مسبقا...

كانت فريدة ترسل ابتسامة لهما
كلما وقعت عينها في عينهما
وهما ينظران لها
وكأن يتفقدان شئ جديد
لكنهما لا يردان الا ابتسامة جافه



ما اربكها في اخر الزيارة
دخول الاطفال
كانت مفاجأة لها
مروة ومرام ومريم
دخلن برفقة بدور بعد ان استئذنت للخروج
وعادت بهن
اتى بهن السائق بطلب من والدهن
باخر الجلسه
ليتعرفن على العضو الجديد في الاسرة
ببراءة الاطفال
دخلن عليهن
واقبلن يسلمن على الجميع
كانت فريدة متأثرة جدا بمنظرهن
شعرت بأن مسؤلية جديده على عاتقها
مسئولية تحمل البراءة والجمال الرائع
كانت تراهن بمنتهى الجمال
جلسن فقريبات منها....
ومع اشتراك الجميع بالحديث
كانت فريدة تحاول ان تقترب منهن اكثر
كن خجلات من الحديث معها
وبالكاد تستوعب كلامهن
كانت مريم تقودهن في الحديث....
(( انا مروة...وهذه مرام ... وهذه مريم ..انا الكبيرة...))
(( ماشالله انت الكبيرة...واضح فانت اطول منهن...))
مرام بخجل...(( انا اكبر من مريم....))
تقاطعها مريم..(( لكننا في نفس المدرسة..))
ابتسمت لحديثهم من كل قلبها(( رائع جميعكن في المدرسة...))
مريم..(( انا صديقتي فله...تعرفينها...وهذه الوردة مثل التي عندها..ترينها؟؟؟))
كانت مريم تشير لوردة على جانب شعرها
قربتها منها فريدة...(( رائعه..تبدين احلى من فله...))
التفتت الى مرام التي اخذت تحدثها...(( تحبين ستروبري؟؟؟))
فريدة باستغراب...(( الفراولة؟؟؟))
مرام تقاطعها..(( لا صديقة مرام..اسمها ستروبري...حتى ان ابي اشترى لها سرير مثل ستروبري...))
لا تعرف فريدة ما كن يقصدن بشخصية ستروبري...لكنها اظهرت العكس...
(( نعم..انت جميله مثلها....))
والتفتت الى مروة..(( مروة حبيبتي..وانت ؟؟ماذا تحبين ان تقولي؟؟؟))
مروة تحدثها وهي تحاول ان تظهر وكأنها اكبر من سنها...(( انا كبيرة على ذلك...انا مشغولة بالرسم..ابي سوف يفتح معرض باسمي قريب....))

كانت فريدة غارقة في برائتهن
تحاول ان تستوعب انها اصبحت مسئولة عنهن
وعن المحافظة على كل هذه البراءة

دلال مرام ومريم وتعلقهن بالشخصيات
الكرتونية امتعها...

وحديث مروة عن مشروع معرض للوحاتها
اثار اعجابها بها...

كانت ترى مروة بشخصية والدها سلمان
شخصيتها قوية...قيادية
كما انها اقربهن لملامحه...
بشعرها الاسود الداكن الذي زاد من بياضها
كان هكذا سلمان في شبابه

اما اختاها كانتا متاشبهتين وقريبتين في السن
بدتا كالتوأم...

كانتا بجمال طفولي واضح
بدتا اكثر بياضا من مروة
مع شعرهن الاشقر وعينين باللونهم البني
رأت صورة والدتهن امامها..
لابد انها كانت شقراء...
قطع تفكيرها....
نغمة رسالة على جوالها..
بهدؤ فتحت الرساله...
(( تبدين رائعه والبنات من حولك....))
ردت عليه
(( ما ادراك؟؟؟))
وبسرعة جائها الرد
(( العصفورة...))
كانت تعلم انها بدور..كان لديها مكالمة قبل لحظات
ولابد معه ..مع سلمان

مع كل هذه الزحمة
نورس اختفت من المكان....
وبسرعة غادرت المكان
تبحث عنها....
وجدتها في المطبخ
جالسة لوحدها...
بدت صامته...
ولكن تاخذ نفسها بصعوبة
وواضح التوتر عليها...
((نونو حبيبتي...ما بك؟؟؟))
_(( لا شئ عمتي...))
(( انت متضايقة؟؟؟))
_(( بالعكس عمتي... سعيدة..سعيدة جدا ))
فعلا كانت سعيده...
وواضح عليها ذلك...
لكنها كانت متوترة...قلقة
لم تستطع ان تنكر ذلك
_(( عمتي.... كل هذا لاني سأفتقدك...))
كتمتا دمعه في عينيهما
شدتها فريدة من كفها
(( تعالي معي...اريدك ان تكوني بقربي...))
لمــ تكذب نورس في كلامها مع عمتها
لكن شئ اخر كان بداخلها
حيرة تكاد تقتلها
ماذا كان يعني ناصر بحديثها
لم الان فقط
نطق بما كان يجمعهما ذات ليلة
ولم تكلم عن الزواج الان بالذات؟؟؟
كانت تبحث عن تفسير..لكنها لم تجد...
لم تستوعب لم قال ناصر كل هذا؟؟؟؟
الشاطئ الــ 17
الموجةالثانية


الليلة سوف يكون حفلة الزواج...
في فيلا العم ابو عبدالله...
جهز ابو عبدالله القاعة الرئيسية في الفيلا للنساء...
وزعت باقات ورود بيضاء في زوايا المكان...
وفي مقدمة الصالة
كرسي مزدوج شبيه بكراسي الحدائق...للعروسين..
ومن خلفه خليط من الورود الاحمر والابيض
بدت وكأنها حديقة مصغرة...
كان المدعوين قليل جدا...
كما رغبت فريدة....
فقط نفسهن من كن في ليلة الخطبه..

دخلت العروس...
بخطوات بطيئة اقرب الى الارتباك
القلق والخجل مزيج واضح على ملامحها
نظرها للاسفل لم ترفعه عن الارض
انها خجله
خجلة جدا
كانت تصحبها نورس وبدور
سعيدتان بهذه اللحظة
كلا منهما لديها مشاعرها الخاصة
نورس...التي لم تصدق انها بقرب العمة فريدة وهي عروس....
وبدور...التي لم تصدق ان اخاها تحقق حلمه بعد كل هذه السنوات...
اخذت فريدة مكانها على الكرسي
لحظتها رفعت راسها
تنظر لمن حولها
نظرات كلها ارتباك
ابتسامة رائعه كانت تزين وجهها
كان الجميع ينظر اليها باعجاب
فلم يتصورن انها سوف تظهر بهذا الجمال
ليس تقليلا من جمالها
لكن فريدة اعتادت على اظهار نفسها اكبر من سنها دائما

فستانها اللؤلؤي....
يرسم تضاريس جسدها بكل نعومة...
كنعومة اطرافها وملامحها....
كان الفستان كما تصورته من وصف المصمم...
بسيط جدا
من الشيفون الناعمــ
بأكمام طويلة واسعه...
تضيق عند المعصم....الذي زين بحبات من اللؤلؤ
مثلها عند الصدر..
التصميم عند الصدر المكشوف على شكل قلب... واسع
اظهر بياض بشرتها..
ويرسم خصرها بشكل واضح ويزيد اتساعا للاسفل

ولان فستانها مكشوف تقريبا من الخلف...
مغطى بالشيفون الشفاف فقط...

والذي كان من المفترض يزيد من من روعتها
الا ان الاروع من كل هذا....
شعرها الغليظ المتناثر على كتفها....
حيث يصل لمنتصف ظهرها....
مع قصه مميزة اظهرت جماله
فبدى كالشلال المتدفق....
بلونه البني المتدرج ...
والذي بدى اقرب للون عينيها الرائع...
كانت خصلات قصيرة متناثرة على جبهتها بشكل عشوائي....
ووضعت حبات لؤلؤ بشكل متتالي في خصلة واحدة من شعرها متدلية على كتفها ...
زادتها نعومة...

انشغلت فريدة عن قلقها بالتبريكات من الجميع
كن فرحات من اجلها
فهي تستحق هذه الفرحة
من يضحي مثلها
لابد ان يحصد كل الفرح والمحبة ممن حولها

ترتبك في اللحظة التي تتذكر فيها انها ستلتقي بحلمها
سلمان...
والاكثر من كل هذا...
انها بهذه الزينة...
ولاتدري ما هي ردت فعله لحظتها
تريد ان يراها اجمل مما تصور
ولكنها لا ترغب ابدا ان يظهر هذا امام الجميع
تعرف انه متهور دائما في كل ما يتعلق بها
فهي ستخجل من ذلك كثيرا
يكفي ارتباكها قبل قليل
عندما دخل عليها فهد
لتعطي موافقتها حتى يتم عقد القران
وتوقع على العقد
انبهر منها كثيرا
فلم يتصور ان كل هذا الجمال تحمله اخته فروودة
وهو يراها دائما

فكيف بسلمان .؟؟؟؟
الذي لم تلقتي به الا مرات معدودة
ولم تستطع في من هذه اللحظات
حتى ان ترفع نظرها اليه....

اقتربت منها بدور...
(( سلمان سيدخل...))
تاهت بنظراتها..
كانت توزع نظرها لمن حولها..
جميع الحاظرات تغطين....
حتى بدور ونورس..
والخالة ليلى...

لحظات....
ورأتهم قادمين...
فهد وبجانبه احدهمـــ
وهل احد غيره
انه سلمان
رفعت نظرها اليه
وبسرعه اخفظت رأسها..
سلمان بشخصه
ملامحه نفسها
ابتسامته الجذابة
وما زادت عليه السنين سوى وقار اكثر
وبعض الشعر الابيض في لحيته

ابتسامة واضحة على وجه اخيها
اما سلمان
عيناه كان تقص حكايا في تلك اللحظة فقط...
كانوا يقتربون منها..
ومن خلفهم الشباب
ابناء فهد...
لم تلمحهم فريدة لارتباكها....
كان الرائع في الجميع لبسهم...
الثوب الخليجي...
والشماغ...
بدوا بوجاهة الشيوخ...
هذا ما شعر به الجميع من مظهرهم..وشكلهم...
اقترب منها فهد...
امسك بكفيه ساعديها...
وقفت لحظتها...
(( انظري لي فريدة..لا تخجلي...))
لحظتها رفعت عينها اليه
لتلمح من خلفه سلمان
التفت له فهد بحركة سريعه
وبصوت خافت
(( عروستك يا سلمان امانه..ليس هناك من هو اغلى منها عندي...والان هي معك...))
وعينه على فريدة...ونظرته التي لم تنتهي الحكايا فيها...
(( في عيني ...))
ابتعد فهد للخلف..
وعينه عليهما
فريدة وسلمان
بجانب بعظهما
ابتسامة خجله على ملامح وجه العروس
وفرحة تائهه على ملامح العريس
انتبه لحظتها لابنائه من خلفه
تقدمن لعمتهم
يباركون لها...
عبدالله... بعنفوان الرجولة الواضحة على ملامحهة
طوله الملفت و...لكونه عريض المنكبين
ولحية خفيفة على عارضيه زادته وسامة
وبلباسه الخليجي..
همست له عمته(( ماشاء الله اراك عريس امامي...))
لم يعلق
اكتفى بابتسامة
فهذا طبعه قليل الكلام

ثمـ..... طلال
الذي تقدم لها بعد اخيه عبدالله
بارك لها بحرارة
وابتعد عنها خطوة وهو يغمز لها كعادته
((فروودة ما رايك بمظهري الجديد... بدون شعر القنفذ...الست اجمل منهم....؟؟؟)) نظر لحظتها الى سلمان ومن ثم الى عبدالله
ابتسمت فريدة له...
(( دائما الاجمل...))
وبسرعه التفتت الى محمد...
بدى اطول عن ما رأته مسبقا
(( محمد... الغالي....))
قربته اكثر منها وقبلته....
كان محمد بطبعه خجول
كما انه لم يعتاد على لبس الثوب والشماغ
بدى مرتبكا امام الجميع
وبعد فوضى التبريكات
انسحب الرجال من المكان
ما عدا....
حلمها الذي اصبح حقيقه بقربها
سلمان....
اقتربت منهما بدور
وهي تبتسم...
((الن تجلسا؟؟؟))
التفت سلمان الى فريدة
اشارة منه للجلوس
جلسا معا على نفس الكرسي
كان الارتباك واضح على العروس
ويزيدها ارتباكا نظرات سلمان اليها
(( ما بك فريدة؟؟؟لم كل هذا خجل؟؟))
رفعت نظرها وكأنها تنظر للجالسات في القاعه..
وهي تبتسم...
(( الن تنظري الي؟؟؟))
التفتت اليه لحظتها
وهي تبتسم...
(( لا بد ان تذليني لارى عينيك؟؟؟))
(( لا تقل هذا..ليس هناك من يذلك...))
(( ما اروع هذا الكلام))...وهو يرفع حاجبيه
التفتت بسرعه للامام
الا انها شعرت بحركة خلفها
نظرت بطرف عينها اليه
(( واضح اني سأقص شعري...))
كانت اصابع تلاعب خصلات شعرها خلف ظهرها
لمساته لظهرها كهربتها....
ولم تستطع ان ترد على تعليقه..
كان اتفاقا بينهما
ان اعجبه طول شعرها
سيقص شعره الذي لم يعجبها طوله...
(( مع انه ليس طويلا وملفتا كالسابق..لكنك ستقصه...)) كانت تقولها بكل جرأة
(( حسنا قفي اريني جمالك...)) وهو يهمس لها....
(( سلمان....اعقل ...ليس امام الناس...))..بصوت منخفض...
ابتسم لها..(( بدور اخبرتني ان نقف عندما البسك شبكتك...))
لم تنتبه فريدة الى بدور القادمة نحوهما
وهي تحمل صينية مذهبه مزينة بالورود
وفيها علبه مخمليه كبيرة نوعا ما...
(( فريدة.... هل اتفقت مع اخي على عقد اللؤلؤ حتى يتناسب مع الفستان؟؟؟))
فريدة اخجلها التعليق...(( ابدا ..لم يعلم عن الفستان....))
بدور وهي تقترب من اخيها..(( ذوقكم واحد....))
وقفت لحظتها فريدة مع سلمان..وهو ممسك بخصرها
التفتت له دون ان تتكلم
عرف انها تريده ان يبعد ذرعه عنها
ابتسم لها بخبث

((اعتقد انا من يلبسك العقد..بدور قالت..)) وهو يغمز لها
ادارت له ظهرها...
ليحيط بذرعه عليها
وبيده العقد...
الذي زين عنقها...
كان عبارة عن سلاسل كثيرة من اللؤلؤ ملتصقه من الجانب ببعض...
وتنتهي بربطة كربطة العنق لكنها قصيرة...
اغمضت عينها وهي تسمعه يهمس لها...
((رائع العقد عليك...ولكن..شعرك اروع... وبياضك اروع منه...))
وهو يحرك اطراف انامله على ظهرها المكشوف...
اعتدلت في وقفتها بارتباك,,,
والتفتت له (( اعقل سلمان...))
وهو يغمز لها..(( هذا يعني انك تعلمين عن جنوني بك...لا تلوميني))
امسك بالاسوارة ....
التي بدت مثل العقد ولكنها بحجم اصغر..
قربها من يدها....
وهو يتعمد ان يلامسها باطراف اصابعه...
كانت هذه الحركة تزيد ارتباكها...
تجعل جسدها متكهرب....
((بدور لا اعرف كيف اغلق الاسوارة..))
وهي تهمس له(( ان كنت لا تعرف اترك الامر لاختك...)) قالتها فريدة بحده
الا انه رد عليها ببرود...وهو ممسك بفردة حلق الؤلؤ...
(( مع اني متفق مع بدور انها تلبسك الحلق لاني لا اعرف..الا اني سأقوم بها عنادا لعيونك الحلوة))
كانت بدور مشغولة لا تنتبه للمعركة الكلامية الدائرة بين العروسين
((سلمان.. عرفت كيف تلبسها الحلق؟؟؟))
(( فريدة اصرت ان البسها بنفسي...))
لحظتها فتحت عينها بقوة وهي تنظر اليه
ضحكت بدور على حركتهما
واعطته فردة الحلق الثانية...
(( اريني لون عينيك..والا قبلتك امام الجميع...))
وبسرعه التفتت اليه...
وهو ينظر لعينيها...
(( رائعه..دائما رائعه...))
ابتسمت اليه....وهوالوحيد الذي يعلم انها تتصنع الابتسامة...
(( انتظر ماذا سأفعل بعد ان ينصرف الجميع...))
لم يعلق على ردها
رفع كفها الايمن...
واخذ الخاتم...من يد اخته...والبسها ...
سحبت يدها بهدؤ...
(( فريدة يدك اليسار....سوف يلبسك الدبلة...))
ببرود رفعت كفها الايسر...
وضعته في راحة يده...
والبسها دبلة ذهبية خالية من النقوش...
وبعدها اخذ من اخته...دبلة الماس..بدت اروع في اصبعها بعد ان البسها فوق الدبلة الاولى...
((لم دبلتين؟؟؟))وهي تنظر الى بدور..
اشارت بنظرها الى اخيها
الذي رد عليها وهو يبتسم...
(( تستحقين الاكثر حبيبتي...))
وهو يرفع كفها ويقبلها امام الجميع...
دبت في جسدها حرارة
لا تدري من اين
حمرة بدت تائهه في وجهها
ونظرتها خجلة اليه
بقدر وجعها من ملمس شفتيه
واحساسها بانفاسه على اصابعها
ارعبته فعلا بنظراتها
همس لها..((لم اعلم انك لا ترغبين...))
بلعت ريقها دون ان ترد عليه
الا انه استعاد نشاطه لارباكها اكثر...
وهو يحرك اطراف اصابعه خلف ظهرها...
وليس امامها غير التجاهل...
لقد انتبه الحظور له وهو يقبل كفها...
حيث ابتسم الجميع لحركته معها...
مما جعل الصمت يسود المكان...
وفريدة لا تسمع الا نبضات قلبها...
الذي يكاد يخرج من بين ضلوعها...

لحظات...واقترب منها سلمان
(( سأعطيك فترة راحة مني..سأذهب لديوانية الرجال...))
ردت عليه دون ان تلتفت له
(( افضل ما تفعل الان...))
كان لحظتها غاضبة من جرئته امام الجميع
ولكنها عقلها مشغول بنورس...
فهي تبحث عنها بين الحظور.....
حتى لمحتها وهي تتقدم نحوها..
بفستانها الحرير الزهري....

وهي تمسك بكفها وتجلس بالقرب منها
(( عمتي..لا اصدق اني اراك عروس...))
(( كنت اتمنى انا من اراك عروس نونو...))العمة وهي تحبس دموعها...
(( عمتي...لا نريد ان نبكي... اليوم فرحك... لابد ان تكوني سعيدة...))
ضغطت العمة بكفها على كف نورس...
(( ابقي جالسه بقربي... لاني..سأشتاق اليك كثيرا..))
كانت العمة فريدة..تحاول ان لا توصل مشاعر الحزن لفراق نورس..
وفي المقابل نورس تمنع نفسها وعمتها من اظهار لوعة الفراق....
فكل ما يشغل عقل نورس الان...
ان عمتها تستحق السعادة
وهذه ليلة عمرها لابد ان تفرح....
لذا كتمت كل مشاعرها...
فليس هذا الوقت لتفرغها...
لحظتها....
تفاجأت باحداهن تقترب منهما..
كانت رجاء
بملامح متغيرة...
فهي في الشهر الثامن من حملها..
وذلك لم يمنعها ابدا من الحضور ومشاركتهما فرحتمها...
تقدمت من نورس التي تفاجأت بها...
دعتها لكنها تعلم انها مرهقه من الحمل فلم تتوقع حظورها,,,
ضمتها لها نورس بقوة
بقدر شوقها وفرحها
((لم اتوقع حظورك رجاء...))
نظرت رجاء للعمة فريدة...
(( كيف لا تتوقعين؟؟..هذه العمة فريدة...؟؟))
اقتربت من العمة فريدة...وباركت لها...
(( تبدين رائعه.... اين كنت تخبين هذا الجمال؟؟؟))
العمة فريدة بعفوية...(( عيونك الاجمل رجاء...))
واكملت..((الم تحضر والدتك؟؟؟))
رجاء..(( لا... مسافرة مع والدي للعمرة...))
التفتت لها نورس..(( تعالي اجلسي لا تستطيعين الوقوف اكثر.....))
ابتسمت لها رجاء..(( لا نورس..علي ان اذهب..حضرت لابارك لكما.... الا ترين الوضع الذي انا عليه..))
((حسنا ساوصلك...))
تقدمت نورس مع رجاء حتى مدخل القاعة...
وودعتها....
والتفتت نحو عمتها..وهي تحبس دموعها....
ليس وقت الدموع الان....
وعادت للجلوس قرب مصدر الحنان والحب لها
في هذا العالم كله
والذي تشعر انها ستفقده بعد لحظات....
.................................................. ......



yassmin 11-11-10 09:34 AM






الشاطئ الـ17
الموجة الثالثة


انتهى الحفل

وكانت بداية حياة جديده للجميع....

وبداية البداية...
دموع الفراق
تنهمر من اعين الجميع
دموع مكتومة منذ ايام
كلما تذكروا هذه اللحظة
فهد اخيها...
اخيرا تحقق رغبة والدته...
فريدة بقرب من يصونها..ولا شك في ذلك

كذلك ابنائه...
كانوا يشعرون باحساس القرب منها
من بعد كل اتصال لها
والترحيب في كل زيارة لهم


لا يصدقوا انها استقرت اخيرا
حالها كحال باقي من في عمرها

نورس....
التائهه بين الجميع
لا شئ يفسر ما تشعر به
كانت ترى نفسها
كما كانت قبل سنوات
تستيقظ لتجد نفسها يتيمة ووحيده
انه اليتم للمرة الثانية
هذا اقل ما كانت تشعر به لحظتها
فريدة وهي تحتظن نورس
تشعر بأنها ترغب ان تدخلها بين ضلوعها
كي تكون اقرب لها
بينما نورس متشبثه بذراعيها على كتف عمتها
وفقط صوت شهقات حزينة
تخترق هدؤ هذا المكان
فيلا العم ابو عبدالله
الذي كتم الوحده بين جدرانه
الا انه في يوم واحد
ضج بالفرح والدموع معا
لم تتنازل اي من نورس او فريدة
حتى تقدم ابو عبدالله من نورس
يشدها اليه
قربها اكثر منه
بينما انصرفت فريدة
وعينها تنهمر منها الدموع
ولونها كقطعة دمع
غطت وجهها
ونظرها الى نورس ابنتها

وانصرفت.....
حيث كان الحلم القادم من الماضي ينتظرها
بينما نورس
بقيت جالسه على احد الكراسي
في القاعة
الذي تعج ببقايا الحفل

كانت ترتدي العباية
ووشاح اسود طويل
تغطي زينتها
عن ابناء عمها
كانت صامته
تريد ان تستوعب
الحياة الجديده...

الا ان دموعها بدأت تداعب خدها
من جديد
تذكرت كيف لملمت حاجياتها من الغرفة
ملابس وكتب والعاب
وكل الذكريات....

وغطت الاثاث باغطية بيضاء
كما طلبت منها عمتها
حتى يحميه من الغبار

بينما هي غطته باحكام
عسى ان يبقى عبق ذكريات سنواتها مع عمتها باق

الامها شكل البيت
وهو متشح بالاغطية البيضاء
صامت
لا يعبر عن اي شئ
وكأن لم يكن يوما
حضن لها ولعمتها...

بصيص من الامل لمحته في حديث عمتها
عندما همست لها
كلما اشتقت الي
ساكون بقربك
يكفي مكالمة واحد لالتقيك
وكم اتمنى ان يكون لقائنا هنا

(( نورس حبيبتي.... الن تنامي...غدا سيكون السفر...))
_((نعم خالة ليلى....سأدخل الغرفة الان...))
(( هل جهزتي ما ستأخذينه معك....))
_(( نعم خالة.... كل شئ جاهز....))
لملمت نورس بقاياها
وهي تدخل غرفة الضيوف في فيلا عمها
وكم تتمنى ان تغفو
علها تريح تفكيرها قليلا....


الشاطئ الـــ 17
الموجة الرابعة


توقفت السيارة قرب احد الفنادق...


نزل منها سلمان..
بسرعه...
فتح الباب لفريده...
نزلت بهدؤ
تتلفت حولها...
(( سلمان..الن تأخذني لمنزلك؟؟؟))

_((بالطبع...لاااا...لقد حجزت لنا جناح هنا..))
لم تعلق على كلامه
فما يهمها الان ان تتخلص من الضيق الذي تشعر به منذ ان لبست هذا الفستان الذي بدى لها ثقيل على جسدها حتى انها لا تستطيع الحركة
لحظات
وجاء عامل الفندق
اخذ اغراضهما
وتبعهما الى الجناح....

فريدة داخل الغرفة
تتفقدها بنظرها
بينما سلمان في الصاله يحدثها بصوت عالي

((فريدة... هل اعطيت بدور ملابسك وما تحتاجينه لتاخذهم للمنزل...))
(( نعم سلمان...احضرت معي الان حقيبه صغيرة فيها ما احتاجه....كما اخبرتني بدور...))
سلمان وهو يرفع الشماغ من على رأسه
وقد بان شعره الاسود الغليظ وقد اختلط فيه الشعر الابيض
وقد وصلت نهايته حتى بداية كتفه
((انا طلبت منها ان تخبرك بذلك....))
لم تعلق فريدة على كلامه
يبدو لها سلمان انه لم يتغير عن السابق
مازال يفعل مايريد
ويفاجأها بأمور لا تتوقعها

ما يشغل بال فريدة لحظتها غياب بناته عن الحفل...
(( سلمان..لم البنات لم يحضرن الحفل؟؟؟))
تغيرت نبرة صوته بجدية اكثر
(( فضلت ذلك... فمن الصعب ان يستوعبن ما سيرونه في الحفل..))

بصوت منخفض اجابته
((معك حق...امامنا الكثير لنفعله ليستوعبوا وجودي...))

الا انها صدمتها كلمته
(( لقد احبوك فريدة...صدقيني...))


لحظتها فقط....

شعرت براحة
من كلامه

فبقدر فرحها بوجودها قرب سلمان يلقها
المجهول مع بناته فهذا امر ليس سهلا
وقلقها الاكثر
والموجع
فراق نورس

بعدها.....

رفعت العباءة عن الفستان
واخذت تنظر لنفسها في المراة
تشعر انها ليست هي
فتاة اخرى
اصغر منها سنا
بدت كعروس حقا
صارت تلتف وهي تنظر لنفسها في المراة
كان شعرها يبدو كما الشلال
بلونه الرائع
لمحت تصميم الفستان من الخلف
تذكرت حركات سلمان وعبثه معها
لم يأخذها تفكيرها اكثر لما حدث امام الناس
لان سلمان فاجأها بدخوله
لمحته في المراة يتقدم نحوها
جمدت مكانها
في حين هو امسكها من خصرها
وسحبها جانبا نحو مدخل الغرفة
(( ستبقين كثيرا امام المراة... انا جائع...))
لم تعلق على كلامه
تقدمت ببرود معه
كانت تشعر بحرارة تسري بجسدها بدءا من خصرها
بينما اناملها تتلاعب على جانبها
اخذت مكانها في الصاله
(( سيبرد الاكل...))
(( تناوله انت قبل ان يبرد...))
(( الا تريدين؟؟؟))
(( لا...))
كان سلمان يكلمها وهو يقرب كوب العصير لها
رفع نظره لها
نظره خبيثه
نفسها كانت قبل قليل في الحفل
((ان لم تاكلي معي..اكلتك...))
كتمت ضحكتها لما ستقوله
(( متى ستذهب الى الحلاق؟؟؟))
نظر اليها
وهو يتصنع عدم الفهم
(( ولم الحلاق؟؟؟))
(( ارى ان شعرك طويل قليلا....))
اقترب منها جانبا
وهو يمسك نهاية شعرها بانامله

(( هل لي ان ابدل ملابسي؟؟؟))
كانت تريد ان تتهرب منه
كما ترغب في التخلص مما عليها
ابعد ذراعه عنها
وبحركة سريعه ابتعدت عنه
كما يهرب الطير من القفص
دخلت الغرفه..
اغلقت الباب لتسمع تعليقه
(( لا تخافي لن استرق النظر اليك....))
ضحكت على تعليقه
وببرود
فتحت حقيبتها المتوسطة الحجم
لم تعلم بما رتب له
لكنها جيد انها احضرت
على الاقل
بعض من الملابس وما قد تحتاجه
اخرجت
ملابس نوم قطنية من قطعتين
نظرت لهما في يدها
ومن ثم للقطعه الحرير البيضاء داخل الحقيبه
جمدت مكانها
فقط عقلها يفكر
لتقرر ما قد تلبسه الان
وليس لديها خيار سوى القطعة القطنية
البنية اللون
كم تخجل من سلمان
(( فرووودة..لقد تاخرت....))
بسرعة
اخذت ملابسها ودخلت الحمام
لحظات وخرجت اليه
بلباسها الحريري
الذي بدت به
كأميره خرجت من قصص الاطفال
كانت ترتدي قطعه طويله من الحرير
مكشوفة الاكمام بشكل واضح
وعليها قطعه من الدانتيل
بشكل ورود متراصه
وتزينه قطع من الكريستال الصغيره
اعطته بريق كبريق لمعة عينيها الخجلة
تقدمت اليه وهي تنثر شعرها
الذي بدى كشلال من العسل
زاد من جمال عينيها
كانت تراه امامها
لا يعلق كعادته
صامت
ينظر اليها فقط
وكأنه شبح الصمت حل في المكان
الذي يجمعهما لاول مرة

لم يرمش حتى باهدابه
كان يضنها حلم
ويخشى ان تختفي من امامه
اقتربت اكثر
لتعود لمكانها
كان يشعر برجفه بداخلة
هزت كل ما يحويه من مشاعر
بقدر ما جمدت اطرافه وحتى شفتيه


اخذت مكانها بقربه
لحظتها
دبت الحياة في شفتيه فقط
همس لها...
(( لم اتصور شعرك بهذه الروعه...))
وبحركة عفوية...
رفعت شعرها بكفها وتركته باكمله على كتفها
والتفتت له..
كانت تظن بانها تغيضه لانها ابعدت شعرها عنه
الى انها تفاجأت انه يوزع نظره عليها
ومن ثم لعينيها
همس لها في اذنها
بصعوبة كان يخرج الكلمات من شفتيه
((لم اتوقعك بهذا البياض فروودة.... وعيناك اجمل من قبل ....اجمل بكثير...))
كان ينظر لعينها الفاتنه
واهدابها الطويلة
بريق عينه يتسع
يكاد يلتهمها بنظراته
واخيرا عادت الحياة لجسده
ليبعد خصلات شعرها عن جبهتها
انتفض شئ بداخلها
ما ان قرب راحة يده لخدها اكثر
اغمضت عينيها
لتسمعه يهمس لها
(( فريدة...لا اصدق اننا معا....))



الشاطئ الــ17
الموجة الخامسة


كانت تلمح خيوط النور
وهي تتسلل من نافذة الغرفة

اليوم ستفارق كل ما يهمها في هذا البلد
ولا تعلم متى ستعود مجددا...

طرقات على الباب نبهتها
(( نعم...))
(( نورس... اجهزي خلال ساعة سنخرج للمطار...))
ليس لديها رد
فهي جاهز منذ شهور
قدمت حقيبتها نحو الباب...
بعد ان ادخلت فيها بقايا ملابس الحفل
وكل ما استخدمته بعد استحمامها
انتهت من شد الوشاح الاسودعلى شعرها
بعد ان ارتدت قميص طويل من الصوف الاسود المحدد باللون الابيض
مع جاكيت ابيض
وبنطال جينز اسود...
فهل هناك غير السواد ليعبر عن ما بداخلها؟؟؟
امسكت حقيبة يدها الصغيرة....

فتحت باب الغرفة الذي يطل على الممر المؤدي للصاله
كانت تسمع اصوات من ناحيتها
اتجهت نحو الصاله
كان مجموعه من العمال
يزيلون ما تبقى من احتفال البارحة
(( نورس..الن تفطري؟؟))
كان عبدالله يناديها
نادرا ما يحدثها
تشعر انه نسخه من عمها في طيبته واخلاق وجديته
(( قادمة....))
دخلت لغرفة الطعام
كانت الاسرة مجتمعه على الوجبة
((تعالي بنيتي اجلس بقربي...))
كان عمها يشير لها للجلوس بقربه

لم تعلق
لم تبدي اي ردة فعل
فقط تقدمت نحو عمها تشاركه الافطار
اجتماع عائلي
لطالما تمنته
الا انها لم تتمنى ان تفتقد عمتها لحظتها
ابقت يدها على كوب الحليب

حتى انتبهت الى طلال..
((نونو الم تتصلي بفروودة؟؟؟))
رفعت راسها وهي تكتم عبراتها
(( لااا.....لا لم اتصل....))

عبدالله بحده
(( نونو؟؟؟ فرودة؟؟؟ اليس هناك شئ من الاحترام...؟؟؟))

ابتسم طلال...
(( ان لم يعترضوا لم انت تعترض....))

قاطعهم والدهما..
(( اتصل سلمان...واخبرني انه سيلاقينا مع فريده في المطار....))

رفعت نورس راسها بحركة سريعه
بعد ان سمعت ما قاله عمها...

كانت ترغب بداخلها
ان تتصل بعمتها مان رات خيوط الفجر
الا انها تراجعت
الا انه اخبرها انها ستلاقيها بعد اقل من ساعة...







وكان اللقاء.........................


العمة فريدة ممسكة بساعدي نورس
وهي تكتم دموعها
بينما نورس لم تستطع ان تحبس مشاعرها اكثر
كلتاهما لا تجدان الكلمات التي يستحقها هذا الموقف
فما كان من العمة سوى ان توصيها على نفسها
اهتمي بنفسك... لا تخجلي من طلب اي شئ من عمك
ابنائه هم اخوة لك... كوني على اتصال

كل هذه الكلمات لم تشبع نورس
كانت تنتظر ان يوقظها احدهم
او بالاصح عمتها
كما هو كل صباح
لتستعد للذهاب للجامعه
لكنها ابدا لن ينتهي بما تتمنى



قبل سنوات ...................


المشهد نفسه
عندما تتمنى ان تاتي والدتها لتوقظها
ولتكتشف ان كل ما حدث مجرد كابوس

انتبهت لكف احدهم يشدها
(( نورس بنيتي.... عمك والاولاد ينتظروننا بالداخل))
قبل ان تترك كف عمتها الممسكة به
ضغطت عليه بكل قواها
حابسه كل ما ترغب ان تبوح به
بداخلها
ولكن لابد من الفراق
غادرت نورس صالة المسافرون
بخطوات بطيئة
هنا اخر انفاس لها في بلادها
ولا تعلم متى ستعود ؟؟؟؟
كانت العمة فريدة برفقة سلمان...
حتى صعدا السيارة...
وهي تبكي بصمت
وتمسح دموعها بين الفينة والفينة
لم يعلق سلمان بقى صامتا
الا انه سمع شقتها فجأة
شعر بان قلبه انفطر لصوت بكائها
اوقف السيارة جانبا
والتفت لها وهو يمد ذراعيه
يقربها اليه
(( فروودة حبيبتي...يكفي بكاء...))
لتزيد من بكائها
وهو يقربها اكثر منه
انتبهت فريدة لموقفها معه
ابعدت رأسها عن صدره بكفيها
ومسحت دموعها
(( سلمان نحن في الشارع..))
لن اتركك حتى تسكتي...
اخذت نفسا عميقا
وهي تهز راسها
اشارة منها انها لن تبكي
حتى ترك كفه عنها
وامسك بالمقود...
_(( سلمان سنعود لمنزلك اليوم...))
(( تكفين عن البكاء لتقولي هذا؟؟؟...باقي يومان..انا في اجازة عائلية..))
_(( لا سلمان..البنات لوحدهن..))
(( بدور معهن...))
-((سلمان ..لا يصح ذلك...))
(( قولي انك تريدهن لا تريدنني...))
ردت عليه بخبث مصطنع
_(( ها قد عرفت....))



yassmin 11-11-10 09:36 AM



الشاطئ الـ 17
الموجة السادسة


بين السماء والارض..........

نورس تحلق عاليا

مهاجرة لموطن اخر
تاركة كل شئ
في بلادها
الالم يعتصر قلبها
لم يحادثها احد
الجميع فضل الصمت
كما هي بقيت صامته
حتى انها استندت على الكرسي
وغطت وجهها بوشاحها الاسود
واخذت تبكي بصمت
لا تدري لم هي تبكي
ولكنها استمرت في البكاء

كما اخذتها هي كذلك نوبة البكاء فجأة

انها.....زينة

التي لا تعي لما يحدث معها
انها في المستشفى
امام حاضنة خالية
الحاضنة التي تحتضن الطفلة امل
لا تجدها فيها
تتلفت حولها
لاتدري تسأل من؟؟؟
تتصل في عمها
جهازه مغلق
وما يزيد قلقها
انها افتقدته منذ الفجر
ظنت انه ذهب لصلاة الفجر في المسجد القريب منهم
لكنه تأخر
فتوقعت انه جاء ليرى ابنته
لم تتردد في الذهاب للمستشفى وحدها
وفي المستشفى...
لم تفهم ما حدث
انما ازدادت حيرة
حيرة تقتلها
حتى لمحت ممرضة شقراء
تخرج من الغرفة
جرت نحوها
وقبل ان تكمل سؤالها عن الطفله اجابتها بلا مبالاة
وانصرفت عنها
((الطفلة توفيت البارحة))
((اخبرنا والدها))
لم تستوعب
تبحث عن ما يكذب هذا الكلام
فقط اشخاص يمرون نحوها
يجدونها منهارة
تائهه
لم يتفرغ احدهم ليقدم المساعدة
كانت تتلفت اين ناصر اذا؟؟؟؟

خرت على الكرسي القريب منها
وهي تلم شعرها الحريري عن وجهها
وتضغط بكفيها على رأسها
نادرا ما تترك شعرها بطبيعته دون تجعيد
فليس لديها الوقت
حتى ان ترتدي ما يناسب هذا الجو البارد
في هذه البلاد التي لم تجد منها الا القسوة
كانت ترتدي قميص ابيض باكمام طويلة
وتنورة بنية اللون قصيرة
وحذاء جلد يصل لركبتيها
وقصاصات شعرها الحريري الكستانئي
على وجهها وكتفيها

قبل لحظات كانت تشعر بالبرد
الا انها الان
تشعر بحرارة تسري في جسدها
وتكاد جدران المستشفى تخنقها....

امسكت جوالها لتتصل بوالدها
الا انها انهت الاتصال بعصبية
هاتفه مغلق كالعادة

بعد ساعة تفكير
ذهبت لقسم الاستقبال
ما ان سألتهم عن الطفله
حتى اخبروها
ان والدها اتى فور اتصالهم به
لكنه لم يتمالك نفسه
فأنهار وهو في قسم الاطفال
واخذوه لاسعافه في قسم اخر
واخير استوعبت زينة
ان عمها ناصر
اصيب بصدمة عصبية
وهوالان في العناية المركزة
ودون اكتراث لمن حولها
اخذت تجري باكية في ممرات المستشفى
تبحث عن الغرفة التي وصفها لها الموظف




ثمــ.......

وجدت زينة الغرفة
التي تنتهي بواجهه زجاجية صغيرة
تكفي لرؤية عمها
على السرير
فاقد الوعي
وعليه الاجهزة
وضعت كفيها على الواجهة
واخذت تبكي بحرارة
لا تعلم لم كل هذه الدموع بالضبط
حزن على وفاة الطفله
امـــ....على حال عمها
امــ.... على وحدتها مع كل هذه المصاعب



الشاطئ الـ 18
الموجة الاول


تتلفت حولها
مكان غريب
جو غريب
ملامح غريبه من حولها

انها............................

الساعات الاولى في الغربة

(( نورس استبدلي المعطف الذي ترتدينه بهذا المعطف ...الجو هنا بارد جدا..))
انتبهت نورس الى الخالة ليلى
وهي تخرج لها معطف من الجلد من احدى الحقائب
لم تعلق نورس
اكتفت بابتسامة صفراء



بعدها............

انتبهت نورس الى ان رحلتها انتهت...
كما انتهت اجراءات المطار
وهم يهمون بالخروج الان
لم تتصور ان من السهل الانتقال من وطنها
الى بلد اخر بهذه السرعه
بينما مشاكلها لها سنوات غارقة فيها
لم تستطع ولو لحظة تجاهلها

كان هناك من ينتظرهن
السائق الخاص بالعائلة
الموكل من السفارة

بالاضافه لسيارة اخرى
فلابد انهم يحتاجون لاكثر من سيارة...

كانت نورس صامتة
لا شئ يحركها
تشعر انها مصدومة
لا تعي لمن حولها
تمتمات حديث العائله مع بعضها

وصوت احتكاك عجلات الحقائب الصغيرة وهي تجر للسيارة

حتى اشار لها عمها بالركوب في السيارة
كان برفقتها الخالة ليلى ومحمد في المقعد الخلفي
وعبدالله في المقعد الامامي

اما طلال ووالده في السيارة الاخرى

لحظات وتحركت السيارتان
كانت نورس تنظر من نافذة السيارة
ترى الثلج الابيض يكسو هذه المدينة

تحاول ان يجذبها شئ
ان تشغل عقلها بما تراه

لكن عقلها ليس معها
مع عمتها
في بلدها الذي تركته
من اجل ان تنعم عمتها بحياة سعيدة

والان............

هي في هذه المدينة
لا تحمل سوى حزنها
وسرها الذي بات يقتلها ببطئ

انتبهت ان السيارة توقفت فجأة
على جانب الطريق

وقبلها سيارة العم ابو عبدالله
الذي نزل منها بحركة سريعه
ومن خلفه طلال

لم تعي لما جرى الا عندما سمعت الخالة ليلى
(( عبدالله ...مابه والدك؟؟؟ لم اوقف السيارة...))
عبدالله وهو يهم بالنزول_(( لا ادري....))

كانت تلمح عمها يحدثهم باهتمام
وهو يقترب من السيارة
(( ام عبدالله..تقدموا للمنزل..وسالحق بكم...))
طلال باهتمام..(( ابي انا ساتي معك.....))
كانت نورس تائهه اكثر من حديثهم
محمد يقتل صمته فجأة(( بابا الى اين تذهب؟؟؟))
ابو عبدالله(( هناك مشكله لدى احدهم... ولابد من وجودي معه...))

عاد عبدالله للسيارة...
واشار للسائق ان يكمل طريقه...
فيما اختلف مع سيارة العم عبدالله في الطريق....
لا تدري نورس ماذا يجري بالضبط...

محمد وكأنه يحدث نفسه..(( اكثر من 5 ساعات في الطائرة... لابد ان يرتاح... لكنه لا يترك عمله..))
الخالة ليلى بضيق...((هذا طبع والدك...))
الا انها رفعت صوتها الى عبدالله
(( عبدالله... لهذه الدرجة الموضوع لا يؤجل؟؟؟))
كان عبدالله في عالم اخر...
كما كانت نورس..
ربما نورس وعت لما يجري
بينما عبدالله لحظتها واضح عليه القلق والربكه
((عبدالله ..تسمعني...ماذا حدث؟؟؟))
انتبه عبدالله لوالدته
(( لاشئ امي... تعرفين والدي..ما ان يسمع ان احد المواطنين بمشكله حتى فزع له..))

وكأنها تهمس له بقلق...(( هل هو شخص نعرفه؟؟؟))
التفت لها عبدالله وهو في المقعد الامامي.وواضح عليه الضيق ..

(( لا ادري ان كان اخبرك به والدي..انه شخص توفي ابنه بعد الولادة بايام.....))

الخالة ليلى باهتمام..
(( نعم ..اخبرني والدك قبل سفرنا للبلاد... وٍسألني ان كنت اعرف زوجته...لكني لم اتعرف عليها....))

واكملت,,((مابه؟؟؟))
(( اتصلت مرافقه معه بوالدي تخبره.... انه فاقد الوعي في المستشفى ..وهي وحيدة هنا لا تعرف كيف تتصرف..))

الخالة ليلى بضيق...
(( ما اصعب هذه المواقف في الغربه خاصة...))

كانت نورس تسمع حديثهم
ولكن شدها تعليق عبدالله
(( الله يكون في عونه..لقد رزق بتوأم فقد الطفل قبل اسابيع..وبالامس فقد الطفلة ... كان على امل علاجها كما اخبرنا عندما التقينا به اخر مرة...))

لا تدري نورس ما دار من حديث بعدها
كانت تحاول ان تربط حديثهم
بألمها
بوجعها
بــ ناااصر
هل هو ناصر؟؟؟


الساعة الآن 01:52 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية