منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره .. (https://www.liilas.com/vb3/t151059.html)

yassmin 10-11-10 10:15 PM

نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره ..
 


السلام عليكم ورحمه الله

هذي اول مشاركه لي في منتدى القصص والروايات وحبيت نقل لكم روايه جميله جدااا

تميزت بقصتها الغريبه نوعا ما واسلوب الكاتبه الجميييل ...

روايه طويله وفيها من المشاعر والاحزان الشيء الكثير واكيد سوف تأثر بكم كما فعلت بي

ولهذا اتسأل هل يمكن ان يحكمنا الخطأ الذي ارتبكناه في بدايه حياتنا على كل شي فيها وهل يمكن

ان يكون حبنا سبب لخطيئتنا وايضا يكون سببا لخلاصنا منها ...........

هذا ماسنجده في روايه ..

(( نورس على شطان الماضي )) للكاتبه غيوره

***

***

***

***


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبق وان كتبت قصتين
((الخيانة العقيمة))
((ورود حبيبتي...اسئلك لا تذبلي))


وهذه قصتي الثالثه
اسمها ((نورس على شطان الماضي))



اتمنى انها تعجبكم


نورس على شطاّن الماضي


ستعلم يا جلادي
انك سلبتني ابتسامتي
وكسرت مرايا احلامي
وبت نورس بلا صوت ولا جنحان
فلم يعاود الغناء ولا الطيران
ولم يعد قادرحتى على صيد الاسماك
ومع هذا لم افتح فمي
هل لي ان احاكمك؟؟
ام ابقى في مكاني صامته
اجبني يا جلادي..
هل تسمعني..؟؟؟؟


yassmin 10-11-10 10:21 PM




الشاطئ الاول*

*الموجه الاولى*



بخطوات بطيئة... على اطراف اصابعها.. دخلت نورس المنزل. وما ان اقتربت من باب غرفتها.
واذا بصوت يخترق هدؤ المكان ....

(نورس حبيبتي هل اجهز لك العشاء؟؟؟).انها العمة فريدة تناديها بصوتها الحنون دائما ....
نورس (هل ايقضتك؟؟؟ )
العمة فريدة (وهل انام قبل عودتك؟؟)
تقدمت لها نورس وقبلت راسها... وهي تهمس لها (الله لا يحرمني منك يا احن عمة في العالم...لقد تناولت عشائي مع صديقتي رجاء.. )
العمة فريدة( اتمنى انك استمتعت بوقتك )
نورس( اكيد عمتي )
العمة فريدة وقد غلبها النعاس(..تصبحين على خير)
انصرفت العمة فريدة الى غرفتها المقابله لغرفة نورس ...
ابقت نورس نظرها عليها الى ان اغلقت الباب ...
ومن ثم دخلت غرفتها هي الاخرى..وجلست على طرف السرير.. وقد بدى عليها التوتر والضيق..

نزعت الوشاح الزهري من على شعرها... رمته على السرير ووضعت يدها على وجهها...

علها تمسح شئ من الارهاق عنه...وماان ابعدت يدها حتى لمحت رفيقها...

رفعت جسدها عن السرير ومدت يدها اليه ,,,اخذت دفترها رفيقها في الغرفه..والذي يحمل في صفحاته كل اسرارها التي لا يمكن ان تبيح بها لاحد ابدا...


الاهو..
رمت بجسدها وما يحمله من تعب وارهاق على السرير..وضمت الدفتر على صدرها...
اغمضت عينها.. تذكرت ذاك الكابوس المزعج الذي يلاحقها في منامها...نفسه الكابوس بين ليلة واخرى منذ 9 سنوات تقريبا.. مما جعلها تخشى النوم ويزيد قلقها كلما حل الليل.. و كما كل ليله قبل نومها تعود بها الذكريات لتترقرق عينيها بالدموع...ولكن هذه الليله تختلف عن كل الليالي...


ففي نفس هذه الليله قبل تسع سنوات انتهت حياتها الحقيقه وبدات حياة ما هي الا سراب بالنسبة لها ... فهذه السنوات التسع لم تشعر فيها بالحياة اصلا.
قربت دفترها اليها اكثر وهي مستلقية على جانبها الايمن....وعاد بها شريط الذكريات لاحداث تلك الليلة...
كانت برفقة والديها واخيها عامر الذي يبلغ من العمر 7 سنوات... وهي قد اكملت 16 ربيعا...
عائدين من منزل جدتها.... وقد قضوا سهرة مميزة ...ربما لانها كانت السهرة الاخيرة... انها لا تتذكر ما حدث بالضبط..



لا تتذكر سوى...
ام نورس وهي تضع يدها على بطنها وقد اتضحت عليها علامات الحمل ( عامر ونورس هم من يحددون اسم المولودة)
ابو نورس(ماذا تقصدين؟؟؟ الا يعجبك اختياري لاسم دانة؟؟)
نورس(لا ابي ..لا يناسبها دانه... انا نورس ولابد ان نختار اسم لاختي يتناسب مع اسم نورس)
عامر بصوت عالي وهو يقفز من مكانه( وجدتها...حمامة...نسميها حمامة....)



غرق الجميع في الضحك....
لا تتذكر ماذا حدث بعدها... فقط صوت ضحكاتهم التي امتزجت مع صوت احتكاك اطارات السيارة بالشارع...ومن بعدها فتحت عينها.. لتجد نفسها على سرير المستشفى... وبقربها جدتها تمسح على شعرها..وعمتها في الطرف الاخر تقرا القران ..


وبعد ايام علمت ان الذي قطع صوت ضحكاتهم... هو اصطدام سيارة احدهم بسيارة والدها وجها لوجه... ونتج عن هذا الحادث وفاة والديها واخيها عامر... ونجت هي بعد ان قضت اكثر من شهر في غيبوبة لا تعي لما حولها ولا للمصيبة التي حلت بها.



مسحت دموعها...وهي ترفع جسدها لتستند على واجهة السرير..
ليت الامر توقف عند هذا ...فان كان وفاة افراد اسرتها في الحادث قد جعل منها وحيدة وحزينه... الا ان ما حدث بعد ذلك جعل منها بقايا فتاة.. اذاب كل مشاعرها واحساسها بكل ما هو جميل في هذه الدنيا... تشعر بغصة تخنقها كلما عادت بها الذاكرة لتلك اللحظات المؤلمة...


لم تفقد نورس اسرتها الصغيرة..الا انها فقدت قدرتها على المشي...
تتذكربانها وقتها لا تعي لحقيقة ما حدث..فكل شئ حدث بسرعه.. الحادث..وفاة اسرتها...

عدم قدرتها على المشي..انقطاعها عن الدراسه... انتقالها للعيش مع عمتها وجدتها...
كل هذا حدث خلال ايام قليله...لكنهاا كانت عن ايام عمرها كله...كان كالف سنه او اكثر....

لا تتذكر انها نامت ليلة دون ان تغرق في البكاء..رغم اهتمام وحنية عمتها وجدتها... الا ان هناك ما يجعلها تفقد الاحساس بالحياة...
بعد الحادث بشهور.. تسلمت نورس مبلغ كبير ما هو الا تعويض عن التسبب في وفاة افراد اسرتها الصغيرة وعن ما الم بها اعاقة... كم شعرت بقسوة الحياة لحظتها هل من المعقول ان يعوضها هذا المبلغ عن حرمانها من حنان امها ودلال والدها لها...وشوقها لشقاوة عامر وهل يعوضها عن لهفتها لرؤية اختها الجديدة...


قد تكون نورس استسلمت لحظتها للكرب التي المت بها الا ان كل من حولها معارفها واصدقاء العائلة بالاضافه الى اسرتها الجديده العمة فريده وجدتها قد وجدوا ان الحل لاعادة البسمة لروح نورس هو علاجها عن الاعاقه... لتمارس حياتها بشكل طبيعي وتتاقلم مع ظروفها اكثر..


تذكرت كيف اخبرتها عمتها بقرارها بانها سوف تذهب معها للعلاج في الخارج بتوصية من الدكتور الذي يتابع حالتها.... كانت جدتها وعمتها متحمستان لعلاجها وبالمقابل هي لا تبدي اي اهتمام لحالتها او علاجها....فليس هناك ما يستحق العيش من اجله...


فتحت نورس رفيقها الدفتر ذو الغلاف الازرق الداكن.... ولا اراديا وقعت عينها على الصفحة الاكثر الما في حياتها. ذكريات رحلتها للعلاج في المانيا..برغم ان بريق للامل في السطور الاولى الا ان الصفحات التي تليها مباشرة تحمل على سطورها مقتل هذا الامل....


واخذت تقرا سطور ذكرياتها التي كانت احاديث مراهقه لدفتر مذكراتها.. تتالم كلما قرئتها لكنها اعتادت على هذا الالم شئ يشدها لهذه الصفحات وكأن عقلها الباطن يقول لها لا تنسي ابدا ما جرى لك هناك.. لقد استعادت قدرتها على المشي..ولكنها فقدت شئ اكبر من قدرتها على المشي....


واخذت تقرأ....
(( رفيقي العزيز كم لدي الكثير لاخبرك به وصلت المانيا برفقة عمتي فريدة... كم هي متحمسه لهذه الرحله...العلاج ليس لي فقط..وانما لها ولجدتي..اشعر بان نجاح العملية قد يعيد الفرحة لقلبيهما..وهذا سبب وجودي هنا بما ان نجاح العملية او فشلها لا يعني لي انا شيئا..


المستشفى كبير..وكلمة كبير قليلة عليه... كم هو واسع وغرفه واسعه..و متصل به مبنى عبارة عن فندق لمرافقين المرضى... ارى جميع الجنسيات,,, لابد ان العالم كله يقصده للعلاج...


اخذوني ولكن لست وحدي انا والكرسي المتحرك... فقد اصبح صاحبي منذ شهور مرت علي كسنوات طوال....
ادخلتني الممرضه غرفة واسعه... واول ما رايت نافذة كبيرة تطل على الحديقة وسرير واسع يتوسط الغرفه..وهناك اريكة قريبه من النافذة وامامها طاولة صغيرة...


واضح على ملامح عمتي فريدة الارتياح..وهذا المهم..قد استمد جزء من الراحه من ملامحها الحنونه...اي قلب تحملين يا عمتي... قلب احن على الناس من نفسك..رفضت كل من طلب منك الزواج لتبقي لرعاية جدتي..لا ترغبين في تركها وحيده..واضافه على هذا بدات في حمل هم مرضي وعجزي ...

تركتني عمتي وذهبت تبحث عن هاتف دولي لتتصل لجدتي لتخبرها بوصولنا ...


هذا اول يوم لي في المستشفى.وانا اشعر بشئ من الامل نعم بصيص من الامل بان اعود لجزء من سعادتي السابقه ,,نعم جزء منها وليس كلها ..فكيف لي ان اسعد بدونكم اسرتي الحبيبة...))



(( معك فقط دفتري العزيز احس بالالفه لاني اشعر باني ضائعه هنا وسط حديث الطبيب مع الممرضات..لست افهم اللغه التي يتحدثون بها... ولكن انقذني من هذا الموقف هذا المترجم العربي الاصل... انه يرافقني عند زيارة الدكتور لي ويقوم بترجمة حديثه معي.. اعتقد ت انه موظف هنا في المستشفى..الا اني علمت بالصدفه من عمتي انها هي من اتفقت معه على مرافقتنا ومساعدتنا في فهم ما يقوله الطبيب ... لم اعلم انك قادرة على تدبر هذه الامور يا عمتي..فكل يوم اكتشف فيك شئ جديد ورائع))



((صباح الخير دفتري العزيز مضى اسبوعا في هذه الغرفة وقد ضاقت علي الان لطول بقائي بها.. فلا اخرج منها الا من اجل الذهاب لغرفة الاشعه.. او العلاج الطبيعي.. او لغرفة الفحص. رغم ان عمتي تبقى معي طوال اليوم ماعدا اوقات الصلاة ونومها فانها تذهب لغرفتها القريبه في المبنى الملاصق للمستشفى المخصص لمرافقي المرضى. وتبقى الممرض المناوبة لرعايتي بغياب عمتي ووجودها كذلك))



(( خبر رائع دفتري العزيزوعدتني عمتي اليوم بان نتناول وجبة الغداء في مطعم المستشفى... اسعدني ذلك... وطلبت منها تبدل لي ملابس المستشفى... لقد البستني فستان ابيض تزينه ورود حمراء صغيرة...جعلني ابدو فتاة كبيرة... واسدلت شعري الاسود على كتفي ... وستاتي بعد قليل لاخذي بعد ان تستاذن من الممرضة المناوبة... وعندما ان اعود اخبرك بما هو جديد...))



(( اشتقت اليك دفتري العزيز... اخبرتك باني ذاهبة اليوم لتناول الغداء ... شعرت بشئ من الحرية وانا اجول ممرات المستشفى برغم اني على الكرسي المتحرك.... الى ان وصلنا الى بهو واسع تتوزع فيه طاولات مجهزة لتناول الطعام .... ونهاية البهو مفتوح على الحديقه ..والذي تتوسطه طاولات الطعام...


طلبت من عمتي ان تصحبني قرب الحديقه اريد ان استمتع بمنظرها.... اخذتني الى هناك و ذهبت هي لطلب الطعام.. هل اخبرك بسر..طبعا كل ما اكتبه لك ما هو الا اسرار بيننا لا يمكن لاحد ان يطلع عليها..وسرنا الجديد..


.نظرات ذلك الشاب الذي كان يجلس امامي... لم انتبه اليه في البداية...ولانه كان يلاحقني بنظراته صرت استرق النظر اليه... كانت برفقته امراءة كبيرة في السن جالسه على كرسي متحرك....


لابد انه مرافق لها..قد تكون والدته... وقف فجاة ليقرب صحن الطعام لها كان طويلا وشعره بني طويل نوعا ما .. عيناه واسعه ذات رموش طويلة... كل هذا لاحظته في لحظة واحدة نظرت فيها اليه.. لا اعلم مالذي جعلني امسح بيدي على شعري ربما كنت اطمئن بان يبدو مرتبا...


حتى حضرت عمتي ويرافقها الجرسون وقد وضع الاكل على الطاولة لا يمكنني ان اخبرك ماذا اكلنا فبرغم من احساسي بالجوع قبل دقائق ولكن نظرات ذلك الشاب جعلتني افقد رغبتي بالاكل..


بعد لحظات من قدوم عمتي انصرف هو مع السيدة التي يصاحبها لكن دون ان يلتفت لي..ربما يكون قد فعل ذلك لكني لم انتبه... يا ترى لماذا عقلي مشغول بكل هذا؟؟؟))



(( دفتري العزيز كم انا مرعوبة... حدد الطبيب العملية بعد اسبوع من اليوم...

لا اعلم لم هذا الشعور الذي انتابني فجأة .. نسيت ان اخبرك ان الشاب الذي حدثتك عنه اسمه ناصر و اننا من نفس البلد؟؟... كيف عرفت اسمه؟؟؟


الان ساخبرك...في الصباح كانت الممرضة تصحبني لغرفة الفحص وبرفقتنا عمتي فريدة ... وقبل دخولنا الغرفة خرج هو منها .... مع والدته... لقد حيتها عمتي..سمعتها تحادثها ( اهلا ام ناصر كيف حالك؟؟) لا اعلم ما الحديث الذي دار بينهم لاني رفعت نظري اليه ورايته مشغول في الحديث مع الطبيبة... لا اعلم اذا انتبه الي...


برغم ان عمتي تحدثت اليه سمعتها تقول له( الله يجزاك خير على اهتمامك بوالدتك يا ناصر) اجابها بابتسامة فقط لم اسمع حتى صوته... ليس هذا فقط الذي ازعجني هناك امر اخر كنت ارتدي لباس المستشفى الابيض الواسع كم اكرهه لاني ابدو به كالعجوز...وشعري لم يكن مرتب...

لكني لا اعتقد بانه انتبه لوجودي اصلا... اذا لماذا كان ينظر الي وقت الغداء؟؟؟ ولم شعرت بقلبي وكأنه سيخرج من بين ضلوعي عندما رايته ..ويدي بقيت في حضني ترجف بشكل ملحوظ؟؟؟ شعور غريب...

حاولت ان اعرف اكثر عنه من عمتي لكن لم استطع ان افتح معها الموضوع فقط سالتها(هل تعرفين هذه السيدة؟؟) اخبرتني باختصار( تعرفت عليها هنا كم نشعر بالالفه عندما يلتقي اهل البلد الواحد).... ))


(( سعيدة سعيدة سعيدة..كم انا سعيدة. يا رفيقي العزيز... لاول مرة من بعد الحادث اشعر برغبة في الحياة ..واتمنى ان اعود لبلدي وقد تغلبت على اعاقتي... هناك شئ غريب في صدري..


منذ ان التقيت به و لمحت نظراته لي...وكل ما تذكرته... اشعر باني اريد ان اعيش من جديد وابحث عن الحياة .. يارب تنجح العملية واعود لبلدي انسانه طبيعية..كباقي الفتيات...


من فرط سعادتي نسيت ان اخبرك ..لقد تحدث معي اليوم..ناصر..نعم ناصر . التقيت به... مر بالقرب من الطاولة التي اجلس عليها في البهو ومعه والدته..اوقف والدته قرب الطاولة التي اجلس عليها حيتني و سالتني عن عمتي فاخبرتها انها تطلب لنا الغداء...

ارتبكت كثيرا لانه كان ينظر الي... قرب كرسي والدته لطاولة القريبه مني تكلم معها وانصرف ... كنت انظر الى قدميه وهي تقترب تقترب اكثر مني.. حتى توقف قربي..(هل تحتاجين للمساعدة؟؟) ارتبكت كثيرا..وضعت يدي على شعري كعادتي كلما رايته..(لا..شكرا عمتي معي) .. ما زلت انظر الى الارض.. الى قدميه ..


..سمعته يقول( هل هناك من يرافقكما؟؟) اجبته بهدؤ بعد ان رفعت نظري اليه ( لا..لا انا وهي فقط) كنت احدثه بنبرات هادئة حزينه لا اعلم لم سؤاله اثر بي كثيرا... شعرت باني وحيده وسط عالم كبير..

(نسيت ان اخبرك..اسمي ناصر...) كان يقول اسمه وهو مبتسم لي .. ونظره علي قد ينتظر ان اخبره باسمي.. شعرت وقتها اني نسيته او ربما ضاعت حروفه... تداركت نفسي (نورس اسمي نورس..)..(نـــوورس) وهو يمط في الاسم وكأني اسمع اسمي لاول مرة .

.لحظتها وصلت عمتي تحمل كوب العصير والجرسون يحمل باقي الطلب... كانت يدي ترجف لم استطع حتى ان امسك بكأس العصير بعد ان قربته عمتي الي وهي تحدثه..ولا اعلم حتى ما الحديث الذي دار بينهما.... حتى انصرف... رفيقي العزيز بقدر ما اشعر بشئ من الامل الا ان الخوف بدأ يعتريني ..اني خائفه من ما هو قادم ....)


((رفيقي العزيز .. مشاعر كثيرة تجول في صدري لا اعرف ما هي وكيف لي ان افسرها.. خوف من شئ جديد.. اشعر ان امر جديد سيحصل معي منذ ان وصلت لهذا البلد..لا اعلم هل ستنجح العملية..واعود لبلدي؟؟؟ واعيش حياة طبيعية؟؟لا اعلم لم تغير تفكيري لهذه الدرجة ...

وناصر نعم ناصر الذي صار يشغل عقلي يوما بعد يوم..احساس غريب يعتريني كلما رايته او تذكرت نظراته لي..انه نادرا ما يحدثني فقط ينظر يبتسم واحيانا يحيني..

. لا اعلم لم اشعر ان يدي ترجف كلما لمحته وابدا في النظر لما ارتديه وكأني لست انا..دائما اريده ان يراني جميله.. فأصبحت ارفض لباس المستشفى الابيض الواسع.

لا احب ان يراني به ..كذلك اهتم بتسريح شعري بنفسي... لم اريده ان يراني جميله دائما؟؟))


(( رفيقي العزيز .. اليك سر جديد لا يمكن ان ابوحه لغيرك... لقد التقيته قبل قليل عندما كنت خارجة من غرفة الفحص كانت الممرضة ممسكة بالكرسي المتحرك.. اوقفني نادني باسمي..(نورس) كم هو رائع اسمي..


توقفت الممرضه عن دفعي.. وتقدم هو لي اكثر..كان يحمل في يده وردة اختلط اللون الاصفر بالابيض .. (كيف حالك؟؟) ..اجبته بتردد(بخير الحمدلله) انتبه لي وانا انظر للوردة التي في يده..رفعها الي (هذه لك..) وهو يبتسم ... زادت الرجفه في يدي لم استطع ان ارفعها لاخذ الوردة.. الا انه اقترب اكثر ونزل لمستواي ..


والتقت نظراتنا لحظتها(هل تسمحين لي) ووضع الوردة في شعري خلف اذني.. رفيقي العزيز لا اعلم مالذي حدث.. شعرت بحرارة تسري في جسدي.. وهو يقترب لقد شعرت بانفاسه قريبه مني...اغمضت عيني بسرعة..ولا ادري ماذا قال بعدها او ماذا حدث.. انتبهت الى الممرضة وهي تقول لي (كم هو لطيف صديقك ..لنذهب للغرفة الان)...


اماهو فقد انصرف... لم اره لابد انه خلفي.. لا يمكنني ان التفت للخلف وانا مقعده على هذا الكرسي اللعين.. لم اشعر بالكره اتجاهه الا الان بالرغم رفقته لي منذ شهور طويله....))




yassmin 10-11-10 10:24 PM





*الموجة الثانية *


وضعت دفترها ورفيق ذكرياتها تحت الوسادة..واغمضت عينيها.. لن تقرا باقي ما كتبته..لان ماحدث بعد هذا مازال محفور في الذاكرة...اكثر من اي شئ اخر..قد تنسى شئ من ما حدث في الحادث الذي فقدت فيه اسرتها..لكن ما حدث في المانيا لن تقدر لم محوه عن ذاكرتها..ولن تحتاج لان تقرا ما خطه قلمها وقتها..لانه بذاكرتها صوت وصورة لكل ماحدث بعد ذلك... وبدا شريط الذكريات المؤلم...


سمعت طرق على الباب.. باب غرفتها في المستشفى...من قد يكون..عمتها لابد انها غارقه في النوم والممرضه لا تستئذن لدخول....
نورس (من الطارق؟؟)
صوته جعلها ترتبك (انا..انا ناصر)
لم تستوعب نورس ما سمعته...
ناصر(هل تسمحين لي؟؟)


اخذت تتلفت حولها لاتدري ما عليها ان تفعل...نظرت لنفسها وما ترتديه..لباس نومها اختلطت به اللونين الاصفر والبرتقالي و تتوسطه صورة ميكي ماوس...وبحركة سريعه ادخلت اصابعها بين خصلات شعرها الناعم..ورفعته بالمشبك كالنافورة...


ناصر من خلف الباب( اسف ..ازعجتك..تصبحين على خير)
نورس تتدارك نفسها( اهلا ناصر تفضل)
دخل ناصر غرفتها..رفعت نظرها اليه لا تصدق ما تراه... هل حقا قدم لزيارتها...
ناصر وهو يتقدم نحوها(هل كنت نائمة؟؟)
بارتباك واضح عليها(لا..لكني لم اعتد على زيارة احد )
وهو يضم كفيها ببعضهما(اعتذر ان ازعجتك)
وقد ارتفعت نبرة صوتها(لا لم اعني ذلك... تفضل بالجلوس)
لا تعلم مالذي حدث لكنها شعرت بهدؤ غريب وصارت تتحدث معه بتلقائية...


ناصر:(متى موعد العملية؟؟؟)
نورس:( بعد ايام قليلة..وماذاعن والدتك؟؟؟)
ناصر وهو عينيه تتامل وجهها:(لم تحدد العملية الى الان تحتاج الى وقت فهي لم تكمل باقي الفحوصات)
واكمل:(لقد كنت مار قريب من غرفتك ورايت اسمك المميز... فخطر ببالي ان ازورك..لم اعلم انك وحدك ..كنت اعتقد ان عمتك معك...)
نورس:(عمتي تعود لغرفتها في مبنى قريب للمستشفى لترتاح..لكنها تحضر مبكرا..وتفطر معي..)
(نعم نعم انه المبنى المخصص للمرافقين... انا كذلك اسكن فيه..ولكن افضل ان ابقى اكثر الوقت بالقرب من والدتي... لا اطمئن عليها الا وهي معي ... وان انشغلت عنها لاي سبب يبقى فكري معها..اخشى ان تحتاج لشئ وانا بعيد عنها... لا احبها ان تطلب من احد غيري..)



كان يتكلم عن والدته بكل حب... وكأن العناية بها شئ ممتع..لم يكن يتذمر او اي شئ من هذا القبيل...
نورس نست كل ما حولها وابقت كل حواسها له...شعور غريب ينتابها ان نظر اليها فكيف ان زارها وتحدث معها؟؟؟؟


قطع الصمت بقول:(لابد ان اذهب ربما تحتاجني والدتي)
بارتباك نورس: (نعم ..نعم بلغها سلامي)


خرج من غرفتها... بعد ان خدرها بكلامه واهتمامه..لم تستطع النوم..بقيت تعيد كل ماقاله..وكيف كانت نظراته اليها..واهتمامه بها... اخذت نفس عميق..وخطر ببالها..هل هذا من سيعوضها عن فقدانها لاسرتها.... لم تخبر عمتها بزيارتها..شعرت ان هذا من خصوصيتها,,عليها ان تحتفظ بها لنفسها ...


ورغم انها ترغب بمعرفة المزيد عنه ...الا انها فضلت الصمت على ان تسأل عمتها... لا تريدها ان تشعر باهتمامها نحوه ... وخاصة انه ليس هناك مالذي يربطها به .... سوى كلمات ونظرت ووردة زين بها شعرها.... كانت تريد ان تعرف كل شئ عنه منه هو...


وفي الليلة التالية..انتظرت منه زيارة اخرى... نظرت لساعتها انها العاشرة مساءا..البارحة قدم قبل هذا الوقت..لكن لم هي في انتظاره؟؟لم يوعدها بتكرار الزيارة..شعرت بانقباض بقلبها قد يكون شئ من الحزن او الخوف .. لا تجد تفسير لمشاعرها....


اخذت دفتر مذكراتها هو الوحيد الذي تبيح له بما يجول بقلبها..وقبل ان تفتحه... سمعت طرقا خفيفا على الباب...
بحركة سريعه اعادت الدفتر مكاانه..( من الطارق)
ناصر(انا ناصر ..ازعجتك؟؟)
نورس وهي تبعد خصلات شعرها عن وجهها.. (تفضل ناصر..)


دخل عليها . لقد كان يلبس قميص ابيض بكم قصير وبه نقوش زرقاءناعمة مع بنطال جينز ازرق... وبدى شعره وكأنه رطب او مبلل بالماء,,وكانت رائحة عطره تفوح في المكان..واضح انه مهتم بمظهره كثيرا.


.كما سعت هي ان تهتم بمظهرها مع احتمال زيارته لها ..كانت ترتدي لباس نوم قصير ذو كم طويل من الحرير.. بلونها المفضل وهو الزهري.. واسدلت شعرها الاسود الطويل ..


وغطت ساقيها بمفرش السرير الابيض.. .. تقدم ناصر نحوها وهو ينظر اليها بتمعن( اعذريني نورس اعلم انه وقت متاخر.. لقد كنت ذاهب لوالدتي بعد ان اخذت وجبة عشائي لاتناولها معها..لكنني وجدتها نائمة...)لم تنبه الى الكيس الذي بيده الا بعد ان اخبرها...


ابتسمت له(الم تتعشى الى الان؟؟)
اخفض صوته وهو يقترب اكثر...( لا ..يا نورس... لقد انشغلت مع والدتي طوال اليوم ..وذهبت لارتاح قليلا..ما هي الا ساعه نمت فيها حتى فزعت لاطمئن على امي.. تعلمين ليس لها احد الا انا ... اخذت عشائي الذي لم يسعني الوقت لاتناوله ..ولكني وجدتها قد نامت...)
بقيت صامته لا تعلم ما عليها ان تقول....
ناصر وهو يشير الى الكنبه: (الن تسمحي لي بالجلوس ام علي ان انصرف..)
نورس بارتباك:( طبعا لا..اقصد تفضل..)
جلس على الكنبة ووضع الكيس على الطاولة الصغيرة القريبه منه...
اخذ ناصر مكانه على الاريكه بشكل مريح..ونظره على نورس(هل تناولت عشائك)
نورس :( بصراحه .. لم يعجبني ما احضروه لي اليوم..كم اكره اكلهم .وخجلت ان اطلب من عمتي ان تحظر لي وخاصه ان الارهاق بدى عليها .. ففضلت ان اكتفي بعصير ..)
ناصر: ( هل يعني اني وجدت من يشاركني الوجبة..اكره الاكل وحدي...)
نورس بخجل:( لا ..لا ارغب في الاكل الان..)
ناصر وعينه على الكيس: (اذا احمل عشائي وانصرف..)
نورس: (لا..اعني تناوله هنا معي)
ناصر وهو يبتسم: (بشرط ان تشاركيني.. اعلم ان الوقت متاخر لتناول العشاء لكنها فطائر خفيفه..ستعجبك )
لم تجبه نورس اكتفت بابتسامة.. الا انها تفاجأت به يتقدم نحوها..(ولكن كيف تشاركيني وانت على السرير؟؟؟) نظرت نورس اليه باستغراب...(لا يمكنني...) وقبل ان تكمل كلامها...
ناصر:( اسف لم اعني ذلك ..يمكنني ان اساعدك..)
نورس لا تعي لما يقول او بماذا يرغب بالضبط...



اقترب منها اكثر.. ونظر لعينيها... (نورس حبيبتي....)توقف عن الحديث وشعرت هي بسرعة نبضات قلبها...وبحرارة تسري بجسدها
ناصر يهمس لها..(هل تسمحين لي ان اناديك حبيبتي...)
مازالت نورس غارقه في صمتها....
اكمل ناصر حديثه( نورس انا احبك..نعم احبك..منذ ان رايتك اول مرة..اعلم انها فترة قصيرة... لكن في كل مرة المح الحزن في عينك يكبر هذا الشعور بداخلي.. )


اقترب منها ..وعينها على كفيها التي بدت ترجف في وسط حضنها... اغمضت عينها ..وكل ما شعرت به انه يحملها بين ذراعيه متجه نحو الكنبة...لا تدرك ما يحدث ..

شئ بداخلها يرفض ما يحدث معها ..لكنها لا تعلم لم لا تقوى على ابداء اي ردة فعل..كل ما شعرت به ان ليست ساقيها فقط المصابة بالشلل انما كل حواسها....


انزلها على الاريكة.. جلس بقربها... ودون ان يلتفت لها فتح الكيس الذي امامه..( سوف نتشارك في الاكل..وفي كل شئ منذ هذه اللحظة... مارايك؟؟)
هدأت قليلا..هزت راسها بالايجاب... اخذ قطعه من الفطيرة وقربها من فمها..( تذوقيها ستعجبك...) اخذتها من يده..وابقتها في يدها..


ترك ما في يده ..(هل تخجلين مني؟؟)
انزلت نورس نظرها للارض..لا تعرف ماذا تقول..انها حقا خجله.. ولكنها لم تقوى على الاعتراض على اي شئ يقوله..


وهو ينظر اليها(كم انت رائعه..احبك نورس... هل توقعت شعوري هذا اتجاهك..اريد ان اسمع صوتك..)
وهي تحرك قطعة الفطيرة الصغيرة باصابعها ..اجابته وكأنها تهمس له( لم اتصور كل هذه المشاعر)
وهو يلاعب خصلات شعرها...(ماذا عنك..الن تخبريني بمشاعرك..ام انك لا تبادليني نفس المشاعر؟؟..)
وبدون تردد(لا تقل هذا...)وصمتت


ابتسم لها (هل افهم انه شعور متبادل؟؟)
نظرت لعينيه ولم تعي لما حولها..بعد ان وقعت قطعة الفطيرة من يدها..
تسترجع نورس هذه اللحظات المؤلمة وهي تجهش بالبكاء... وضعت يدها على فمها حتى لا يرتفع صوت بكائها اكثر... تذكرت كيف اغرقها في الحديث عن مشاعره وحبه لها,,,ولهفته عليها.. حتى استسلمت لكل رغباته... وهذه بداية النهاية لها...



رفع راسها لينظر اليها....دون ان يتكلم. حملها بين ذراعيه .. واعادها الى السرير.. وهو يداعب خصلات شعرها ..همس في اذنها احبك اكثر الان.. وهي جامدة مكانها لا تعي ما حدث بينهم .. الى ان اختفى من امامها..

yassmin 10-11-10 10:27 PM





*الموجة الثالثه*


ايقضها من الماضي طرقات على الباب..
العمة فريدة( نورس حبيبتي... هل انت مستيقظة؟؟؟ اذن الفجر)
نورس وهي تمسح دموعها (نعم عمتي ..ساجهز للصلاة ..)


رفعت نورس جسدها من على السرير وبخطوات متثاقله اتجهت نحو الحمام... بعدها خرجت منه وكانها قد ازاحت جزء من ارهاقها والمها بعد استحمامها...بدأت تجفف شعرها بالمنشفه وهي ترتدي بيجاما زهرية.. كم تعشق هذا اللون... كانت جدران غرفتها باللون الابيض ما عدا الجدار الذي خلف السرير زينته بورق جدران مخطط بدرجات اللون الزهري..وكذلك مفرش السرير واكسسوارات المكتب ..والكنبه الصغيرة ... وكل الدمى القطنية الموزعه في غرفتها باللون الزهري... مازالت تشعر نفسها طفله تجمعهم حولها ان ضاقت بمن حولها...



رفعت شعرها بعد ان جففته..مسحت قطرات ماء نزلت من شعرها على جبهتها..جلست بضعف على الكنبة الصغيرة..وعاد بها شريط الذكريات..عندما اخذتها مساعدة الممرضة للحمام تساعدها على الاستحمام.. كانت تشعر بانها تغسل ما ارتكبته من جرم في حق نفسها واهلها والاكثر اتجاه ربها... وحتى عندما انتهت من الاستحمام..كانت تجد هذا الجرم مازال ملتصق بها...



خرجت مساعدة الممرضة من عندها ومباشرة دخلت عليها عمتها...تقدمت نحوها قبلتها على خدها كعادتها...نظرت اليها وهي تمسح على شعرها..(مابك نونو الم تنامي؟؟)
لم تكن نورس قادرة لحظتها على الرد..ما كانت تريده ان ترتمي في حظن عمتها وتفضي ما في قلبها... شعرت بها عمتها ضمتها الى صدرها( اعذريني نونو تاخرت عليك هذا الصباح... لا اعلم ماالذي جرى لي البارحه رغم الارهاق الا اني لم استطع النوم... وبكرت بالخروج كي الحق على الحاجة ام ناصر )



ابتعدت نورس عن صدر عمتها ما ان سمعت اسم ناصر...ولا اراديا... (مابه ناصر اعني مابها ام ناصر)
اطمئني ليس هناك ما يقلق..لكنها اخبرتني قبل يومين ان عمليتها تاجلت لظروف خاصة بها...وستعود هذا الصباح للبلاد؟)



وبصوت عالي( تاجلت؟؟؟ وستعود للبلاد؟)
العمة فريدة بهدؤ( لقد سافروا في وقت مبكر... اعلم ان فكرة العملية توتر اعصابك لكن لا تخافي الطبيب طمئنني..وغدا الساعة العاشرة سيدخلونك غرفة العمليات )


لا ادري ماجرى..بعدها فقدت الاحساس بكل شئ..حتى عمتي لا استطع رؤيتها..رغبت في الاستلقاء وان ابقي عيني مغمضة. وبدات اشعر بحرارة كالجمر تسري في دمي..وددت ان اصرخ ... اصرخ بقوة اعبر عن كل ما بداخلي ..لكن ليس لي الا ان اصمت..واكتم كل شئ .وادفن ما حدث معي في قلبي بعد ان سافر وتركني..لا لم يسافر لقد هرب وتركني بمصيبتي... تركني اواجه ما حدث وحدي... كان يعلم بموعد عودته للبلاد وبتاجيل موعد العملية... لكنه لم يخبرني... كان يستغفلني... لقد استغل كل الظروف ليفرغ عن رغباته..


وبضعف واضح وقفت وهي تمسح الدموع من عينيها ..وارتدت لباس الصلاة... واتجهت نحو القبله... انها اللحظة الوحيدة التي تشعر فيها بالراحة والاطمئنان....وما ان انتهت من الصلاة... رمت نفسها على السرير تحاول ان تنام...



(لم اتصور انه قد مضى كل هذا الوقت) ... نورس وهي تضع كلتا كفيها على ركبتيها ضغطت بقوة.... ( الحمدلله الذي شافني بعد ان ابتلاني) قالتها بصوت حزين..رفعت ركبتيها واسندت وجهها عليها... وعادت للبكاء.... تبكي بحرقة..كل لحظة تتذكر فيها الماضي...وكل ما حولها يذكرها..هذا ما يجعلها طوال الوقت في حزن دائم... لا احد يقدر على تفسيره....


بعد يوم واحد من ما حدث..أدخلت غرفة العمليات..وبقدر ما كانت تتمنى ان تعود لبلدها فتاة طبيعية...خاصة بعدما تعلقت بنظرات الشاب ناصر... الا ان اللحظات التي تسبق دخولها غرفة العمليات ..كانت تتمنى بداخلها ان يقبض الله روحها..كانت تتمنى الموت على ان تعود لبلدها تمشي على قدميها وفاقدة اغلى ما تملكه اي فتاة....
عمتها بقربها تقرا عليها بعض الايات والادعية... وحتى بعد دخولها بقيت عمتها تدعو لها ..كما كانت جدتها تذكرها بكل وقت وعند كل صلاة...



واستجاب الله دعاء العمة والجدة.... نجحت عملية نورس..وبقيت لمدة اسبوعين اخرين من اجل العلاج الطبيعي....
وعادت للبلاد..استقبلها الجميع ...كم فرحوا لعودتها ... كانت تمشي على قدميها الا ان حالتها النفسية اسؤ من قبل..غلب على ظنهم وحدتها وفقدانها لاسرتها سبب حزنها الدائم. ولكن لا احد ممن حولها يدرك ما بها...
استلقت على جانبها الايمن ..تتمنى ان يغلبها النعاس ... وكعادتها بدأت تلوم نفسها ...



تذكرت جدتها كيف كانت تحن عليها..تريد ان تعوضها حنان وحب والديها..حتى قبل وفاتها.كانت تحب ان تدللها...وتطلب منها دائما ان ترى ابتسامتها..(((كم اسعد عندما اراك مبتسمة وسعيدة))) عبارة تكسر قلبها كلما تذكرتها..لانه لم تكن قادرة حتى على اظهار السعادة لمن حولها...


هل استحق ؟؟؟الاهتمام؟؟ تضحيات عمتي..؟؟؟ نعمة الشفاء؟؟؟ بعد ان اضعت اغلى ما عندي؟؟؟ سلبني ا اغلى ما تملك الفتاة وغادر... رحل بعيد عني ..دون ان اعرف عنه شئ سوى اسمه..ناصر...

yassmin 10-11-10 10:31 PM




**الشاطئ الثاني**

*الموجة الاولى*


ازعجها صوت المنبه...لم تكن قادرة على ايقاف صوته المزعج... حاولت فتح عينيها لترى الوقت... دققت بنظرها للساعه.. السابعه والنصف..وبسرعة تركت سريرها..

واخذت تجهز نفسها لذهاب لجامعة.. خرجت من غرفتها بخطوات سريعه... كانت ترتدي قميص ابيض عليه جاكيت كحلي..وتنورة كحلية واسعه..وغطت شعرها بوشاح اسود...اعتادت على هذا النوع من اللباس..... ولطالما فضلت الالوان الكاتمة ... كما اعتاد الجميع ان يراها هكذا ..


العمة فريدة تطل عليها من باب المطبخ( لم كل هذه العجلة)
نورس ( صباح الخير...اسفه لقد تاخرت كثيرا)
العمة فريدة (الن تفطري... كوب حليب على الاقل)
نورس وهي تشير لساعة يدها (لا ..ليس لدي وقت ..سافطر في الجامعه..لا تقلقي..)
العمة فريدة (كما تريدين..انتبهي لطريق لا تسرعي...)
نورس وهي تهم بالخروج..(حاضر عمتي )


اتجهت نحو سيارتها السوداء... كم هي دافئة في الشتاء ولكن مع حرارة الصيف لا يمكنها حتى لمس طرف المقود... فتحت الراديو على قناة القران.. كما هي معتادة ..

كم تشعر براحة نفسية غريبة.رغم كل همومها واحزانها .. ليس هناك ما تفعله سوى الدراسه ..لم تتوقف عنها... لانها الشئ الوحيد الذي يشغلها عن الحياة ومشاكلها...

لم تكن تسعى للعمل... الدراسة والدراسة فقط.. فهي تعتمد على مدخول شهري لاجار بناية كان يمتلكها والدها بالاضافة مبلغ من ما حصلت عليه تعويض بعد الحادث ولكون المتوفين ثلاثة افراد فكان مبلغ التعويض كبير..

وكذلك مخصص شهري من حقوق والدها في العمل.. وبذلك يكون وضعها المادي لا بأس به وتعلم ان عمها ابو عبدالله الذي يعمل بالسلك الدبلوماسي يرسل لها ولعمتها مبلغ بين فترة واخرى. ومع حب عمتها واهتمام عمها فان كل الظروف من حولها لابد ان تجعل منها فتاة متفائله لكن يبقى الحزن على قسمات وجهها لا يخفى عن اي احد..ولكن الكثير يفسرونه بالغرور والتكبر وهذا لا يعني لها شيئا ..


اوقفت السيارة... نزلت منها متجهه بخطوات واسعه نحو المدخل كأي طالبة تأخرت عن موعد محاظراتها.. اخرجت البطاقة الجامعية من محفظتها وادخلتها في الجهاز عند المدخل لتسجيل الحضور.. سحبت البطاقة وهي تقول بصوت منخفض( سجل تاخير للانسة نورس يا ذكي) ..سمعت ضحكات مكتومة خلفها..التفت لترى من خلفها... ( وتاخير اخر للانسة رجاء )...
نورس( رجاء لم التاخير اليوم؟؟)
رجاء وهي تسحب بطاقتها من الجهاز( ولم كل هذا الاستغراب لابد انكم تعودتم على تاخيري..انت اخبريني مالذي حدث لتفعليها وتحضري متاخرة ... التاخير ليس من عادتك)
نورس وهي تتقدم نحو المصعد( لا شئ ..)
وقفتا امام المصعد..لحظتها سمعتا صوت خطوات احدهم يتقدم....(اهلا بنات)
رجاء باستغراب( اهلا حسن.. متاخر؟؟)
حسن وهو يضبط ربطة العنق ( من يتكلم ؟؟رجاء تسال عن التاخير؟؟)
رجاء تقلد على صوته( رجاء تسال؟؟) ...
قطع حديثهم جرس باب المصعد... دخلت نورس ورجاء وتبعهم حسن....
كانت رجاء زميلتها وصديقتها الوحيدة. .اما حسن زميلهم عرف بحسن اخلاقه كانت رجاء تتعامل معه بعفوية فهو انسان محترم ومحبوب ...

اما نورس فهي بعيده كل البعد عن اي حديث او لقاءات بعيدة عن الدراسة..ليس مع حسن فقط وانما مع جميع زملائها وزميلاتها ما عدا رجاء ..فهي قريبه منها كثيرا... وقد تكون صديقتها الوحيدة..وكثيرا ما يتزاورون...واعتادوا على الخروج معا.


رجاء وهي تضم كتبها لصدرها (نونو لم كل هذا الصمت..الم تعتادي للان على الحديث مع حسن)
نورس ( رجاء ارجوك لا تناديني نونو هنا...هذا اولا
رجاء دون ان تلتفت لها(وثانيا.....؟؟؟)


نورس وهي تتوقف امام باب غرفة المحاضرات (وثانيا لابد ان تكوني اعتدتي على طبيعة تصرفاتي... فليس هناك ما يجعلني احادثه بمواضيع خاصه فيني او اي شئ بعيد عن الدراسة...)
رجاء وهي تضع طرف اصابعها اشارة لها للسكوت
ودخلوا بهدؤ للمحاضرة متاخرين... نظر لهما الدكتور من طرف عينه بعد ان انزل النظارة باصبعه...
التفتا له وبهدؤ نورس( اسفه على التاخير)
وقبل ان تعلق رجاء...
اشار لهما بالجلوس....


.................................................. ........
كانت العمة فريدة مسترخية على الكنبة ..كعادتها في ضحى كل يوم وهي تلبس نظارتها الطبية وبيدها المصحف... سمعت رنين الهاتف... بهدؤ وضعت المصحف على الطاولة وتقدمت للهاتف...


العمة فريدة (السلام عليكم)
ابو عبدالله (وعليكم السلام ..كيف حالك فريدة)
العمة فريدة بفرح واضح (اهلا ابو عبدالله ..انا بخير كيف حالك؟؟)
ابو عبدالله (بخير الحمدلله...)
العمة فريدة ( كم يسعدنا اتصالك اخي)
ابو عبدالله بسعادة (كيف حالك وحال ابنتي نورس)
بنبرات حزينة (نورس بخير...)
ابو عبدالله ( لماذا تقولينها بحزن هل حدث امر لا اعلم به )
اكملت العمة فريدة (لا يا اخي.. ليس هناك امر محدد..نورس بخير طالما هي مشغولة بدراستها التي تاخذ كل وقتها)
ابو عبدالله وكأنه يطمنها (هذا امر جيد ان هناك ما يلهيها قليلا)
العمة فريدة (لكني قلقه عليها..الى متى حياتها فقط دراسة..انهت شهادة البكالوريوس في الحاسوب ..واخذت دورة في اللغه الفرنسية ..والان دراسة جديدة )
ابو عبدالله ( الدراسة امر جيد ولكن هل تكلمت معها)
العمة فريدة (كثيرا يا اخي.. مازالت في ضيق وحزن دائم )
ابو عبدالله (هل من المعقول ان تبقى في حزنها طوال عمرها )
العمة فريدة (هذا ما اسال نفسي دائما متى ياتي اليوم الذي اجدها سعيدة بمعنى الكلمة )
ابو عبد الله (لا تقلقي عليها اختي... قد يكون امرها طبيعي لكن من حبك لها يزيد من قلقك )
العمة فريدة (اتمنى ذلك )
ابو عبدالله وهو يحاول ان يقلل من قلقها (مادام هي لا تشتكي من سؤ فالحمدلله )
العمة فريدة (اخبرني عنك متى ستعود للبلاد..)
ابو عبدالله ( لا اعلم يا اختي لقد اشتقت لكم..لكنك تعلمين عملي في السفارة لن ينتهي الا بعد التقاعد)
العمة فريدة بحماس (ومتى التقاعد؟؟)
ابو عبدالله وهو يتصنع الغضب (فريدة؟؟ تسالين عن التقاعد بقي الكثير عليه ..مازلت صغيرا)
العمة فريدة وهي تضحك (حقا نسيت انك تكبرني بخمس سنوات وبما ان عمري 18 يكون عمرك 23)
ابو عبدالله يضحك بصوت عالي
العمة فريدة وبدت ملامحها سعيدة بسماع ضحكات اخيها (يعطيك طول العمر اخي)
ابو عبدالله (تسلمين اختي..بلغي سلامي لنورس طمنيني عنها دائما)
العمة فريدة (ان شالله..وانت كذلك بلغ سلامي لام عبدالله والاولاد)
ابو عبدالله (ان شالله مع السلامة )
العمة فريدة (مع السلامة)

اغلقت العمة فريدة الهاتف وعادت مسترخية على الكنبة وهي تفكر باخيها ابو عبدالله وهو الاخ الاكبر ويبلغ من العمر 48 سنه ..اما هي فقد اكملت 43 سنه ..

واخيها المتوفي ابو نورس هو الاخ الاصغر المحبوب وفقدوه فجأة قبل ان يكمل 30 عاما كم كان قاسيا عليها فراق ابو نورس .... كم اشتاقت له... كذلك ابو عبدالله مرت اكثر من سنه منذ ان جاء ليودعها قبل سفره...لقد اعتادت على غيابه بسبب ظروف عمله.. ولكن لا يمر اسبوعا واحدا دون ان يتصل يطمئن عليها... كما يهتم بابنة اخيه اليتيمة نورس..

ودائما يسال عنها..ولا ينساها من الهدايا كلما عاد للبلاد ... لطالما يحب التواصل ..فلا يقطع اتصاله بعم كانت ظروفه..وخاصة عندما
كانت والدته على قيد الحياة ...لقد مر على وفاتها 6 سنوات...بعد ان عانت كثيرا مع المرض واشتد عليها بعد وفاة ابنها الاصغر ابو نورس..

وقتها شعرت فريدة ان امها استسلمت لمرضها وتوفيت بعد ان اوصتها على نورس...
بقيت صلة الرحم بينها وبين اخيها الوحيد ..كما اعتادت ان تتلقى اتصلا من ابنائه الثلاثة من فترة لاخرى ..ربما يتصلون بطلب من والدهم ولكن يبقى الامر مفرح لها ...
اقتربت نحو المرايا المعلقه عند المدخل واخذت تنظر لقسمات وجهها..لقد اخذتها السنين دون ان تعي.. مسئولياتها الكثيرة والصعبة اشغلتها عن نفسها ..لم تكن تفكر سوى بوالدتها رحمها الله وابنة اخيها اليتيمة..


ومثل كل مرة يتصل بها ابو عبدلله تعود بها الذكرة الى سلمان..سلمان ذاك الشاب الذي تتمناه اي فتاة وهو لم يتمنى سواها..

كان يرغب في الزواج منها..وقتها كانت متعلقة كثيرا بوالدتها التي تعاني من امراض مزمنة... رفضت فكرة الزوج ..رغم الحب الذي تحمله له. حاول اخويها ان يقنعانها...ولم تقبل حتى وعدها اخوها ابو نورس انه سوف يبقي والدته معه يعتني بها ..ولانها تثق بكلامه وافقت...وقبل موعد العقد باسبوعين كان الحادث..

واصبحت مسئوله عن ابنته التي نجت من الحادث بالاضافة لوالدتها ..ومن يومها رفضت الزواج من سلمان ... ولم تفيد اي محاولات من اخيها ابو عبدالله او والدتها في الرجوع عن رايها..حنيتها غلبت حبها لسلمان..واخذت مسئولية امها العجوز ونورس اليتيمة التي كانت لها الام الحنون حقا..خاصة ان ظروف عمل ابو عبدالله تجبره على الانتقال من بلد لاخر ..

فيصعب عليه تحمل مسئولية نورس ووالدته.. بعدها علمت ان سلمان تزوج من قريبته وانتقل للعمل في منطقة بعيدة عنهم.. تعلم فريدة كم يحبها وكيف كان يتعهد لها بانه سوف يتحمل مسئولية والدتها ونورس معها ..لكنها لم تقتنع بالفكرة ابدا..

مسحت العمة فريدة دموعها وهي تسترجع ذكرياتها مع اخويها ووالدتها المتوفاة وسلمان طبعا..يبقى هو الحب الاول والاخير .
خرجت نورس من المحاضرة مع رجاء... ومنها الى الاستراحة القريبه منهم...
نورس بصوت متعب( هذه المحاضرة الاولى وانا اشعر بالارهاق)
رجاء(واضح عليك نورس..الم تنامي؟؟؟)
نورس ( لا... لكن اشياء كثيرة خطرت ببالي البارحة)
رجاء (الى متى يا نورس ؟؟؟)
نورس(غصبا عني ... تسع سنوات مرت على وفاة امي وابي وعامر وكأنها البارحة)
رجاء تمسك كف نورس وتنظر لدموعها تترقرق في عينيها (نورس انت اقوى من هذه الذكرى..لا تجعلي الحزن يغلبك..)
نورس وهي تكاد تبكي(رجاء لا اريد الحديث الان لاني سأبدا فعلا في البكاء...)
رجاء( بكائك لا يغير فيك شئ..فالحزن واضح عليك من قبل ان اعرفك... هل تعلمين ان كثير من زميلاتنا يسالوني لم انت صامته حزينه لا تتكلمين مع احد..)
نورس وهي تمسح دموعها وبصوت عالي(هل اخبرتيهم بشئ؟؟؟؟ )
رجاء(نورس ..وعدتك ان لا اخبر احد بظروفك .... انه سر بيننا..)
نورس( ليس سرا ما حدث لعائلتي... لكن لا داعي لان اقوله لاحد...)
رجاء تحاول تلطيف الجو ( ماذا عن خروجنا اليوم لتسوق..زواجي قريب ولم اجهز للان...)
ابتسمت لها نورس ( اليوم ان شالله نخرج معا ....)
قطع حديثهم رنين جوال رجاء..نظرت للرقم وابتعدت قليلا تتحدث بصوت منخفض.... لم تطيل المحادثة ... وعادت ادراجها قرب نورس
نورس ( عندك اسرار..؟؟؟؟)
رجاء وهي ترفع حاجبيها(حتى تعرفي انك لست الوحيدة التي تملك اسرار)


yassmin 10-11-10 10:34 PM



الموجة الثانية*

وفي منزل نورس...
العمة فريدة:( (نورس اسرعي رجاء تنتظرك في سيارتها)
نورس : (اعلم عمتي..انا خارجة)

فتحت نورس باب غرفتها وهي ترتب الوشاح على شعرها...
نورس:لا اعلم لم مواعيدها مضبوطة للتسوق فقط
ضحكت العمة فريدة :اسرعي الان ..اعتقد الجيران سيخرجون للشارع من ازعاجها...
خرجت نورس من المنزل ..ومباشرة للسيارة...وما ان اغلقت باب السيارة..التفت لرجاء قبل ان تنطق بكلمة: (لم اتاخر انت هنا قبل الموعد...)
رجاء..وهي تحرك المقود: (ليش لدينا وقت...)
نورس: (عمتي انزعجت منك واظن الجيران كذلك الكل يعلم اني ساخرج معك اليوم..)
ضحكت رجاء... والتفت لها نورس باستغراب...(لم انت غارقة في الضحك؟؟؟)
رجاء(ليس فقط الجيران...)
نورس (ماذا تقصدين؟؟؟)
رجاء ( ليس الان..عندما ننتهي اخبرك بكل شئ)
نورس: (تخبريني بماذا؟؟؟)
رجاء : ( ليس الان )
وبعد رحلة للتسوق....
رجاء ونورس وقد جلستا على مقعد لاحد المقاهي القريب من محل الملابس ...
نورس (رجاء ارجوك...تعبت ..اطلبي لي عصير وبعدها للبيت مباشرة)
رجاء محتجة ( ماذا؟؟؟ باقي محل العطورات )
نورس بحده (لن نشتري كل شئ نشتريه في يوم واحد...هناك وقت صدقيني..)
رجاء باستسلام (حسنا...فقط لان امي اخبرتني انها ستاتي برفقتنا المرة القادمة..)
نورس (ولم لم تاتي معنا اليوم ...فهي تحب التسوق مثلك ..)
رجاء (تمزحين؟؟؟؟ وكيف اخبرك بالموضوع...)
نورس بصوت عالي : (لقد نسيت ...ما الموضوع الذي تقصدينه؟؟)
رجاء تعاند نورس:( نطلب العصير اولا..)
تحركت رجاء من مكانها وخلال دقائق حضرت ومعها كوبين من العصير...
نورس: (ماذا لديك؟؟ تكلمي)
رجاء: ( بعد ان نشرب العصير...)
نورس: (ليس وقت المزاح ...تكلمي واضح ان الموضوع مهم..)
رجاء بجدية : (نعم نورس الموضوع مهم..ومترددة في الحديث..ولكن هو طلب مني ان اكلمك...)
نورس.. : (من؟؟؟)
رجاء : (حسن...؟)
نورس باستغراب...: (وماذا يريد حسن؟؟؟)
رجاء : (ماذا يريد؟؟هل الموضوع يحتاج لتفكير؟؟؟..حسن يريد ان يتقدم لك..)
نورس بصوت منخفض..: (يتقدم لماذا؟؟ )
رجاء : (للزواج طبعا )
نورس وكان ماء بارد انسكب عليها فجأة..صمتت دون اي تعليق...لا تدري ما عليها ان تقوله...
لم تكن قادرة على معرفة التفاصيل..متى كلمها حسن وماذا قال بالضبط... ما يشغلها فقط كيف تنهي الموضوع..فالمشكلة ليست حسن المشكلة بالنسبه لها الزواج نفسه...
رجاء : (نورس مابك؟؟؟)
نورس: ( لا شئ ..دعينا نرجع للمنزل..)
رجاء : ( حسنا لكن اخبريني ماذا بك؟؟)
وفي السيارة....
نورس: ( رجاء ردي اقوله لك الان وتوصليه لصاحب الطلب... لست موافقه ..)
قاطعتها رجاء : ( نورس فكري..لا تتسرعي..)
نورس : (رجاء اسمعي جيدا..الرفض ليس لحسن...ولكن موضوع الزواج نفسه..ولا اريد ان اتناقش فيه مرة اخرى.. )
رجاء ليس لديها رد على كلامها.. لان هذا ما توقعته.. وتعلم ان نورس رفضت قبل حسن اكثر من شخص بدون نقاش او تفكير. .........بقيتا في صمتهما ... وفقط صوت محمد عبده يتردد في السيارة... حتى اوصلت رجاء نورس لمنزلها..

نزلت من السيارة.. ودون ان تكلمها..اشارت فقط بيدها... تودعها بابتسامة صفراء...
دخلت نورس المنزل...لم تجد عمتها تنتظرها في الصالة كعادتها.... قد تكون بغرفتها..لم ترغب في ازعاجها...

دخلت غرفتها... وابدلت ملابسها... لطالما احبت لباس النوم الواسع والقصير في نفس الوقت... منذ ان كانت صغيرة...حيث كانت امها تختار لها هذا النوع من اللباس...( يالله كل شئ يذكرني بما مضى... ) تقولها وهي ترتدي لباس النوم الاخضر الواسع..ورمت بنفسها على السرير...
نظرت جانبا...الى رفيق عمرها... سحبته بتثاقل.. فتحته..وسحبت القلم الذي في وسطه...
((رفيقي العزيز... كم انا مرهقه.. اخيرا قضينا بعض حاجيات رجاء للعرس..رجاء ستصبح عروس..وستحقق حلم الطفولة .. زواجها من سعود ابن عمها...
قصة حب عاشاها معا..كم انا فرحة لها... وانا يا رفيقي.. طارق جديد..يطرق بابي... حسن الـ...... تقدم لي...وهل هناك فتاة عاقلهة ترفض شاب مثله؟؟؟ باخلاقه وثقافته وعائلته ووسامته؟؟؟ لا انكر اني لمحت من بعض تصرفاته ما يدل على اهتمامه بي...

لكن لم اعطه اي اشارة لاتخاذ اي خطوة... ارفضك يا حسن... واقولها بصمت وبسرية...ارفضك والسبب الماضي...))

واخذت في البكاء... انها لا تملك اي مشاعر خاصة اتجاه حسن... وتقدمه لخطبتها لا يعني لها شئ سوى انها لا داعي للتفكير لابد من الرفض..فتاة مثلها ... لافضل ان ترفض دون نقاش او تفكير...لان لا يحق لها ان ترتبط باي احد دون ان تكشف له عن ماضيها...

وفي كل مرة تتلفظ بهذه الكلمة ( الماضي ) تشعر بجرم قذر يلتصق بها... تغرس اظافرها في ساعديها وهي تضم راسها على ركبتيها... وبعدها بسرعه الى الحمام..لتستحم.وكأنها تريد ان تمسح القذارة التي بجسدها....


كم اتمنى ان اغط في نوم عميق دون كوابيس مزعجه... لطالما ازعجني الكابوس نفسه حيث ارى اني اسير في ممرات المستشفى... حيث راحة التعقيم منتشرة... وهي خاليه من الناس..عداي انا ... ابحث عن المخرج وكاني في متاهه ..

حتى اسمع صوت مواء قطة قريب مني... التفت للخلف... قطة صغيرة بيضاء..واقفة تنظر الي..اتجهت اليها بخطوات ببطئ..امد يداي نحوها لحملها..وفجأة تتحول الى كلب اسود ضخم.. استيقظ حينها من النوم على الصرخة نفسها..في كل مرة...

صباح اليوم التالي...
كعادتي متجهة للمحاضرة...في ممرات الكلية.... كنت ارتدي تنورة باللون الاخضر الغامق مع قميص اصفر فاتح ويغطيه جاكيت بنفس لون التنورة ... وغطيت شعري بوشاح اسود..لطالما احببت الالوان الداكنة واللباس الرسمي ...

من بعيد لمحت رجاء... كانت واقفه في الممر تتحدث مع زميل لها.. لابد ان يكون حسن... ابطأت في خطواتي.. ونظراتي للارض... لا اريد ان تلتقي عيني بعيني حسن... لا ادري ما السبب ..شعرت ان لابد من الهرب من اي حديث يجمعني به...

وما ان اقتربت اكثر فاذا به ينصرف ورجاء تلتقي نظراتها بي... اقتربت مني... وقبل ان تصبح علي.... ( اخبرته برفضك...تضايق كثيرا) لم اعلق على كلامها ولم تنتظر مني اي رد... كما انها لم تنطق بكلمة اخرى حتى دخلنا المحاضرة....

لا اعلم ماذا دار في المحاضرة...كنت الاعب القلم في يدي... قد تكون رجاء منتبهه لي...لكني كنت في عالم اخر.... ابحث عن مبرر لرفضي امام الجميع لو علموا بالموضوع... واولهم رجاء...التي لم تسالني عن السبب .. تعلم اني لن اخبرها لو سالت طالما لم اخبرها من البداية.

لم تعيد فتح الموضوع معي..ربما نسيته هي لكني انا من انشغلت به..لا اعلم لماذا..هل اهتمام بحسن نفسه او بالموضوع؟؟؟؟
انتهت المحاضرة..وبدون اي كلام خرجنا واخذتنا خطواتنا الى الاستراحه... لم تكن هناك مقاعد فاضية الا مقعدين قرب طاولة تجتمع عليها مجموعه من الفتيات.. لا عرف سوى اثنتين منهم..وحقيقة لا استلطفهن...تقدمت رجاء وجلست قريبه منهن... وتبعتها انا....
رجاء وهي تلتفت لاحداهن..( اهلين. لولوة ...اهلين بنات.. كيف حالكم؟)

لولوة (اهلين رجاء ..منذ فترة لم التفيك هنا...)
رجاء ( انهي محاضراتي واعود للبيت )
لولوة وهي تغمز لها ( اكيد مشغولة بالتجهيز للزواج..)
رجاء وكأن لم يعجبها الكلام ( ليس هذا السبب لكني اعتدت على هذا...)
لولوة ( حالك من حال سمر ...)
رجاء ( اي سمر تعنين؟؟)
لولوة ( سمر ابنة الدكتور جاسم ..سوف تتزوج .)
تدخلت احدى الفتيات في الكلام ( لقد سمعت انها ستتزوج دكتور يدرس في بريطانيا)
لولوه باسلوب استهزاء (ليس دكتور انه استاذ هنا في الكلية ابتعث لبريطانيا من اجل الماجيستر ليس الا,,)
رجاء (وماذا يزعجك في ذلك..)
لولوة وهي تحاول ان لا تبدري اي اهتمام..( ولم انزعج..بالعكس سمر قريبة مني كثيرا... والان ساتصل لها لقد اخبرتني انها ستلتقي بنا هنا)
كنت استغرب رد هذه الفتاة التي تدعى لولوة...تتحدث باسلوب استهزاء عن الفتاة التي تدعى سمر ثم تقول انها قريبه منها كثيرا..
رجاء تلتفت لي ( الا تعرفين سمر جاسم... كانت معنا في مقررين الفصل السابق) وهي تهمس لي ( البنت الدلوعه ..) وقبل ان تكمل حديثها..دخلت سمر..لقد تذكرتها... زميله لنا لطالما شعرت ان الدراسة لا تعني لها شئ..فهي تهتم باناقتها اكثر من دروسها..والكل يجاملها حتى الاساتذه لانها ابنة الدكتور جاسم...
دخلت علينا وهي تلبس قميص من الحرير بالوان مختلفه مع بنطال ابيض وتغطي نصف شعرها بوشاح اصفر... ويغطي وجهها كل الوان المكياج.. شعرت بانها ذاهبة لحفلة وليست للجامعة...
سمر بصوت عالي وهي ترفع ظرف ابيض في يدها....( مرحباااا بنات...كيف حالكم..وحشتووووووني)
تقدمت لها لولوة بحركة سريعه وصافحتها وقبلتها... وكأن حديثها عنها لم يكن قبل لحظات...
سمر ( حضرت اليوم من اجلكم ..لقد احضرت لكم بطاقة الدعوة..)
احدى الفتيات القريبات مني ( سنحظر جميعا ... ونرقص ايضا )
سمر بدلع ( بالتاكيد سترقصون لقد احضرت افضل فرقة اعراس في البلد )
لولوة (وشهر العسل؟؟)
سمر ( طبعا بريطانيا..كنت ارغب في النمسا لكن حبيبي ملتزم بالدراسه هناك...)
والتفت الى رجاء ( رجااااء اين اختفيت ؟؟لابد ان تحضري ....)
اصبح المكان تعمه الفوضى ..كانت سمر تتحدث وتتحدث..ماذا ستفعل وماذا فعلت..وتتفاخر بتجهيزات عرسها..وديكور قاعة الزواج..وبين كل كلمة والاخرى..تتلفظ بكلمة حبيبي قال وحبيبي وعدني... كم كانت تتفاخر به .لا تخجل من اي شئ..


لم يعجبني ما دار من حديث ولكن بقيت مكاني صامته لسبب واحد ان رجاء كانت تتحدث معها عن بعض الامور بخصوص تجهيزات الزواج.. من اسماء محلات وارقام هواتف .. حقيقة لا اعرف بالضبط لهذه الامور... وشعرت نفسي تائهه بينهم..وقفت اشارة لرجاء برغبتي في الانصراف...


وقبل ان اخطو خطوة واحده..وبحركة سريعه..مدت سمر يدها لرجاء لتعطيها بطاقة دعوة
وتفاجأت بها ( نورس.. لابد انك ستحضرين مع رجاء...) اعطتني بطاقة اخرى
اخذتها بتردد وانا ابتسم وكان واضح علي الاستغراب ..
رجاء وهي توزع نظرها بيني وبين سمر (نعم..نعم..سنحضر انا ونورس )
لم انطق بكلمة واحده ... وانتبهت الى رجاء تسحبني من ساعدي... الى الخارج...
رجاء ( نورس..على الاقل قولي مبروك ) لم اعلق على كلامها ... واعطيتها البطاقة وقد
استغربت من ردة فعلي...
اخبرتها ( تعلمين اني لا اسهر خارج المنزل...ولا احب حظور الحفلات )
رجاء وهي تضع البطاقه بين كتبي ( تريدين ان اذهب لوحدي .. نذهب نغير جو عن الدراسة قليلا )
كنا قد خرجنا من مبنى الجامعه الى مواقف السيارات... صعدت سيارتي وقد بدت كالفرن من حرارتها...
وواضح علي الضيق بعد ان جلست... انتبهت لرجاء تكلمني بصوت عالي..( حرارتها مرتفعه طبيعي من لونها ..)
ابتسمت لها دون ان اعلق...
فعلا لون السيارة الاسود يجعل منها فرن متنقل..حاولت رجاء ان تصرفني عن هذا الاختيار.. لكني اصريت... كانت تريدني ان اخذ لون ابيض مثلها... لطالما الاسود هو لوني المفضل
وصلت للمنزل...بعد اكثر من نصف ساعة في الطريق..لم اشعر بالوقت..لان عقلي مشغول ما جرى اليوم... في الاستراحه...


استغربت اهتمام البنات بحفلات الزواج والمظاهر والمجاملات...والاكثر حديث سمر عت تحظيراتها وعن حبيبها الذي تزج به في كل حديثها.. لكني اراها لا تصلح لزواج مطلقا...انه فقط تجيد كيف تلبس وتضع المكياج وتتفاخر بسفراتها ورحلاتها ... قد يكون هذل سبب للزواج لمن هن مثل تفكيرها..


دخلت المنزل ووقد وضح علي الشرود. عمتي فريدة ليس هنا لابد انها في مركز القران..لقد اعتادت على الذهاب قبل صلاة الظهر من اجل حظور دروس التجويد...


دخلت الغرفه ..وبحركة سريعه...رميت كتبي على المكتب..ورميت بنفسي بعد ذلك على السرير ... واغمضت عيني...لا اعلم لم خطر ببالي حسن..ورفعت جسدي من على السرير..وسريعا الى الحمام.... علي ان اغتسل بالماء البارد بعد كل هذا الارهاق وحرارة الجو التي لا تطاق... كنت اعلم اني اهرب من شئ ما ...ومازلت اهرب منه...

خرجت من الحمام...وانا ارتدي لباس فستان من القطن الواسع والقصير... كم اشعر بالراحة عندما اجلس في البيت بهذا النوع من اللباس خاصة اني هنا وحيدة مع عمتي ..لا اولاد يشاركوننا المنزل.


الامتحانات اقتربت .. وليس لدي وقت كافي للمذاكرة علي ان اجتهد هذا الفصل ...فالسنة القادمة انهي دراستي ...وبعدها علي ان افكر بجدية في البحث عن عمل...

وبدات افكار مزعجة تخطر ببالي ...اغير من اسلوب حياتي ..واتجه للعمل..وبعد ذلك؟؟؟
لمحت صورة سمر امامي..فرحتها بخطيبها وتفاخرها بتجهيزاتها...ورجاء معها تتناقش ويتابادلون الافكار...وعيون الفتيات عليها يتمنين ان يسرقهن فارس الاحلام كما حصل مع هذه الفتاة المدللـة..عدا انا..صامته مكاني..ليس لي حق ان افكر مثلهن ولا اتناقش معهن..ولا احلم... فقط اشغل نفسي عن نفسي... لا اريدها ان تحلم مثل باقي البنات....



هذا قدري..وبسبب خطيئة اجهل عواقبها احرم من الفرح في حياتي......اطفات الانوار التي في الغرفه..واغلقت ستارة الغرفة جيدا..حتى اصبح المكان مظلما....هذه حياتي...والان ارمي نفسي على السرير..واضع الوسادة على راسي...واغرق في بدموعي.....

((سامحني يارب))



yassmin 10-11-10 10:37 PM



الشاطئ الثالث*ا

*لموجة الاولى*


اجتمعت مع عمتي فريدة بعد الغداء..كعادتي اشرب معها الشاي وهي تتابع مسلسلها المفضل..كم تحب المتابعه لا تفوتها الحلقات وتندمج معهم لدرجة البكاء في المشاهد الحزينة..

لا احب هذا النوع من المسلسلات لكني اجلس من اجلها فقط... الوقت الوحيد الذي نجتمع فيه ونتحدث....

واليوم فاجئتني باقتراح جديد..وما اكثر اقتراحاتها عمتي...
(لم لا تاتين معي الى مركز القران؟؟)
تعجبت من كلامها واعجبتني الفكرة في نفس الوقت.. ( اذهب معك؟؟؟)
عمتي باهتمام اكثر ( نعم ...لم لا ..هل هناك اروع من تعلم القران؟؟)
عجبتني الفكرة اكثر واحببت ان ابين لها ذلك..( معك حق عمتي.. ما رايك بعد الامتحانات تاخذيني معك... )
عادت بنظرها للتلفاز ( سنرى ان فعلتها )

وقفت امامها متعمده وانا احمل كوب الشاي.. لاني اعلم انها لا تحب هذه الحركة ..( بعد الامتحانات ستاخذيني معك..وستتركين متابعة الحلقات )

عمتي وهي تاشر بكفها ان ابتعد ( بعد الامتحانات..ابتعدي لارى هذا لمشهد )

انصرفت عنها وانا اضحك في داخلي..نادرا ما تخالجني مشاعر تشبه الفرح خاصة عندما امازح عمتي..هي الوحيدة التي لا اتردد فيما ساقوله رغم قلة كلامي... وهي تعلم ان بداخلي الكثير اخبئه عنها... ودائما تقول لي ( متى اراك عروس في منزل زوجك ...)
موضوع الزواج يلاحقني في كل مكان..جميع من اعرفهن من البنات انخطبن او تزوجن ومنهن من لديه اطفال..
ولو اني وافقت على الشخص الذي تتمناه اي فتاة لكنت متزوجة من سنوات... تسعد الفتاة عندما يكثر خطابها ... او عندما تلاحقها نظرات الاعجاب..الا انا... اتعس لحظات حياتي ندما يفتح موضوع الزواج..وكم انا تعيسه هذه اللحظة...

صديقتي رجاء ستتزوج قريبا...وحديثها اصبح فقط عن التجهيزات...ولا اعتقد انها ستنال مجموع مرتفع هذا الفصل...


كم اكره الامتحانات..وقتها اشعر اني في سباق مع الجميع ومع كل شئ... واخر يوم في الامتحانات كأني اضغط على الفرامل لاتوقف عند نهاية المطاف...
ولكن تبقى الدراسة ما يشغلني عن كل شئ..عن الماضي وعن المستقبل...
,................................................. .................................................. ................
رجاء ونورس متجهتان نحو مواقف السيارة..اليوم هو اخر يوم للامتحانات...
خطواتهم بطيئة فيها شئ من الراحه في الحركة...ملامحهم بدت مسترخية بعكس الايام السابقه من شدة الضغط بسبب الامتحانات..


رجاء..( اخيرا تفرغنا )
التفتت لها نورس بابتسامة ( ماذا لديك اليوم؟؟)
رجاء (ليس اليوم... غدا تذهبين معي للخياطة...وبعد غد.....؟)
قاطعتها نورس ( وماذا بعد غد؟؟ )
رجاء (نسيتي مو عد زواج سمر...وعدتها ان احضر..)
نورس دون اهتمام (وما شأني انا؟؟؟)
رجاء (لقد دعتك لزواج )
نورس وهي تبحث في حقيبتها عن مفتاح السيارة (ومنذ متى احضر اعراس؟؟ )
رجاء (من بعد غد..ستحظرين معي... )
نورس بملل ( ولكن ...)
رجاء ( لن تخسري شئ..نحظر الحفله ..ووقت ما ترغبين في الانصراف لن اعارضك )
نورس.. (غدا اذهب معك لا تقلقي..)
رجاء وهي تبتعد عنها متجهه نحو السيارة ( وبعد غد ستذهبين ايضا..الى اللقاء )
.................................................. .................................................. ..............
اصطحبت نورس معي للمشغل ..لاختار تصميم لفستان الزواج.. من المفترض ان تكون امي معي...


لكنها منشغله هي الاخرى بالتجهيزات... لديها الكثير من الامور لتهتم بها..وتركت ما يخصني اتحمل مسئوليته..لطالما اعتمدت على نفسي في كل شئ خاصة تجهيزي للحفلات سواء حفلات زواج او استقبال او غيرها...



صديقتي نورس فتاة رائعة الجمال...لا امدحها لانها صديقتي لكن بشهادة الجميع هي فاتنه... شعرها الاسود الناعم الطويل... وعيناها الواسعه بلونها الاسود..بعكس بشرتها البيضاء..ويميزها طولها الذي زادها فتنه... مع شفايفها الصغيرة بلونها الوردي الدائم..وهي بعكس الكثير من البنات في عمرها تحب الملابس ذات الالوان القاتمة وبتصميمات رسمية جدا...تعطيها مظهر رسمي وكانها خارجة دائما للعمل ...
هي فقط من احب ان تكون بصحبتي... ليس لديها ما تساعدني به سوى الرفقه الطيبة والرأي السديد في كل الامور ما عدا ما يخص تجهيزات الزواج... اشعر انها تتهرب من كل شئ يعني بالزواج. رغم اصطحابي لها دائما للتسوق.. لا اعرف السبب...حاولت ان افهم منها...لكني لم استطع..
خاصة ان كثير تقدموا لها..ولكنها ترفض قبل ان تفكر... واخرهم حسن..كم اشفقت عليه عندما رايت الحزن في عينيه...بعد ان اخبرته برفضها... ربما لم يتوقع ذلك..حاول ان يعرف السبب لكن الاجابة عندها هي فقط...

دخلت المشغل معها..كنت انظر لملامحها وهي تناظر الفساتين المعروضه..نظرات غريبه..قد تكون نظرات حزن او تجاهل او اهتمام لا اعرف انها انسانه محيرة وكتومة...


وقع نظري على فستان من الحرير الرائع. وما يميزه اللون الازرق لورود ناعمة وكريستالات وبسيطه على الصدر و الذيل والطرحة.... ومع لونه ناصع البياض....بان الورد وكأنه طبيعي... لكن ما لفت اتباهي هي نورس...الذي بقيت تتامله... سالتها وانا انظر اليها باستغراب ( هل اعجبك )


ولم اتوقع ردها ( كثيرا,,, انه مميز.. ناصع البياض مثل اي فستان عروس... لكن هذه الورود تختلف..) كانت تكلمني وهي تمرر اناملها على الفستان ....


انتهت زيارتي الاولى للمشغل ..بعد ان انتفقت مع الخياطة على فستان مقارب في التصميم للفستان الذي اختارته لي نورس مع تغيرات بسيطه في شكل الورد...

كنت سعيده جدا لمشاركتها لي في الاختيار..وجدت ان لديها ذوق رائع بعيد عن الالوان الداكنه التي تحب ان ترتديها.....
.................................................. .................................................. ..................
اوصلتني رجاء للمنزل... وبصمتي المعتاد لكن عقلي ليس معي... انه هناك في المشغل..مع فستان الزفاف..كم هو رائع..اعجبني كثيرا..كذلك اللون الازرق فيه... كم هو رائع لو ارتدته رجاء...

وانا؟؟؟الا يحق لي ان احلم بارتدائه؟؟؟؟ كانت الدموع تتراقص في عيني... رجاء ستتزوج .. وستنشغل بحياتها مع زوجها عني. اهذا سبب دموعي؟؟

..لا ادري... علي ان افكر بنفسي اكثر... تذكرت ما قلته رجاء لي بعد ان اوصلتني ( ساكون غدا هنا لاخذك معي الى حفلة سمر..)


ولا اراديا..اسرعت الى خزانة ملابس..فتحتها...وصرت ابحث عنه فستان ابيض.. بدون اكمام احضره لي عمي ابو عبدالله من لندن... لم يعجبني لونه او ربما لم اعتاد على لبس اللون الابيض...وبحثت بين ملابسي المعلقه عن جاكيت احمر قصير ...


وضعتهما على السرير ..وصرت انظر لهما ...لم لا اجرب ان ارتدي مثل هذه الالوان..غدا زواج سمر..ٍوسوف اذهب مع رجاء...وسارتدي هذا الفستان الابيض مع الجاكيت الاحمر..ووشاح من الحرير الابيض المزين بورد باللون الاحمر والاسود... وحقيبة يد سوداء صغيرة... لا لن اتردد هذه المرة... انها حفلة زواج تستحق كل هذا التغيير
.................................................. .................................................. ..................
وقفت العمة فريدة تتامل نورس... لم تكن قادرة على النطق.... تجمدت مكانها...
كانت نورس ترتدي ما جهزته مسبقا. ورغم ترددها الا انها اقنعت نفسها بالتغيير على الاقل هذه الليلة....

حاولت نورس ان تتجاهل نظراتها لها وهي تحادثها (عمتي فريدة...ساحضر حفلة زواج مع رجاء وقد اتاخر ...)
العمة فريدة تمازحها بنبرات بان عليها الفرح ( انتظري لحظة..ماشاء الله من يكلمني؟؟؟؟ نونو ابنتي؟؟)
نورس بخجل واضح ( ماذا بك عمتي...الا تريني جيدا )
لم ترغب في احراجها اكثر..العمة فريدة ( انتظري قليلا هل ستذهبين وحدك؟؟؟ )
نورس وهي تقترب منها ( عمتي..ساذهب مع رجاء... اطمئني سيوصلنا خطيبها ... لان الحفله في قاعة فندق وقد نتاخر...)
ابتسمت لها العمة فريدة وهي تدخل خصله قصيرة بانت من تحت الوشاح على جبهة نورس..( لطالما تعرفين ما عليك فعله دون ان انبهك )
لم استطع ان ارد على كلام عمتي فريده لا تعلم ما بداخلي... حتى تقول لي هذا الكلام...كم انا خجلة منك عمتي....
لم ارد ان ابقى اكثر معها ..خرجت من الصاله وبقيت واقفه قرب البوابه... انتظر رجاء.... لابد انها ستاتي في موعدها بعد دقائق ...فهذه حفلة ليس محاضرة... سمعت صوت السيارة تقترب..فتحت البوابه لاجدها تأشر لي بأن اسرع....

دخلت بهدؤ ...وحيتيهم بالسلام..لا ادري ان ردوا علي ام لا ... فقد خجلت كثيرا من نظرات رجاء..كان الاستغراب واضح عليها وهي تنظر الى ما ارتديه.....

وبقيت صامته ولم اكن احرك حتى اناملي ..وبعد فترة وصلنا للمكان الذي فيه الحفله...

وقفت السيارة فتحت الباب لانزل منه...( لا تخرجي حتى اكلمك سأتي لاخذك بنفسي ..) وردت عليه رجاء ( حسنا ...) وفتحت الباب ونزلنا معا.

وانا اشعر بالاحراج... كانت رجاء تلبس عباءة على غير عادتها.... حتى انها لا تستطع ان تمشي بها. لكنها ترتديها في كل مرة تحضر حفله تلبس فيها فستان قصير....لم نتكلم... دخلنا بسرعه من مدخل جانبي...

كانت مراة كبيرة مواجهه لي فور دخولي...وقفت اناظر صورتي في المراة ..وانا ارفع الوشاح عن شعري.. بان شكلي مختلف... ونظراتي تختلف هي الاخرى..اللونين الاحمروالابيض برزا شيئا لطالما اخفيته حتى عن نفسي.. ابتسمت لنفسي في المراة (كم انا جميلة) كنت اقول لنفسي

انتبهت الى رجاءواقفة بفستان اسود قصير ..( نونو..ما هذا..لم اكن قادرة على التعليق بوجود اخي...)
سالتها ولا اخفي عنها خجلي ( مارايك جميل؟؟؟)
رجاء وهي تنثر خصلات شعري الطويل على كتفي..( طبعا ..رائع ما ترتدينه..لا ادري ما ذا يعجبك بالالوان الداكنة )
غمزت لها ( لست اروع منك...جميل هذا الفستان مع شعرك الاسود القصير...وكأنك طفله )

دخلنا معا القاعه..كان صوت الفرقه الموسيقيه عالي جدا..تبعت رجاء نحو طاولة خالية...
جلسنا معا.. وفورا توقف صوت غناء الفرقة الموسيقيه..صرنا نسمع همسات النساء في القاعه ... وقتها رايت لولوة قادمة نحونا... ليست وحدها وانما معها باقي صديقاتها ...

يبدون جميلات حقا..اول مرة التقي بهن خارج الجامعة. وعليهن لباس سهرة.. حقيقة انها المرة الاولى التي احضر فيها حفلة زفاف من فترة طويله... جلسن معنا حول الطاولة...وبدأن في الحديث كل فتاة عن فستانها وبكم اشترته ومن اين... وكلام البنات الذي لا ينتهي.. لم اركز معهن. التفت لي لولوة ( اهلا نورس مختلفة اليوم )
تفاجات بتعليقها لكني اجبتها بخجل واضح ( شكرا لولوة )

كانت ستعلق على ما ارتديه قد يكون اعجبها هذا ما شعرت به من نظراتها..لكن احدى الفتيات الاتي بصحبتها بدأت تهمس ( سمر تكلفت كثيرا في هذه الحفله الا تلاحظون؟؟؟)وقبل ان تكمل كلامها ..


.التفتت لولوة ( بالنسبة لها غير مكلف والدها مقتدر..و زوجها كذلك من عايله معروفة وغنية..)
قاطعتها فتاة اخرى ( زوجها كان طالب عند والدها ومقرب منه كثيرا.وهو من رشحه للبعثه الدراسيه في بريطانيا.)
تدخلت رجاء في الحديث( لكني اشعر ان بينهم قصة حب ..هذا ما فهمته من كلامها....... )
قاطعتها لولوة وكانها ستقول شئ خطير ( قصة حب كبيرة .... كان يزورهم ويتلاقى معها اثناء زيارته لوالدها..وخاصة في لندن ..عرفت منها ان قصة حبهم بدات هناك حيث كان يحضر فصل صيفي في احدى الجامعات في العطلة الصيفية....)
قطع كلام لولوة صوت الموسيقى الذي بدى لي مزعجا ربما لاني لم اعتد عليه...لا ادري كم مر من الوقت..كانت رجاء مندمجه مع الموسيقى ومع حديث البنات الذي لا اسمع منه شئ مع الازعاج...
انصرفت لولوة بعدها مع صديقاتها متجهات للمقدمة... قد يرغبن بالرقص..وهذا ما حدث...صرن يشاركن باقي الفتيات الرقص..وانا مندمجه مع كل ما يحدث... لا انكر ان الجو مزعج قليلا لكن هناك شئ من المتعه...

فجأة بدت حركة غريبه في الصاله.. من العاملات واهل العروس والعريس وكذلك البنات الاتي يرقصن...والسبب انهم اعلنوا دخول العروسين... اخذت الوشاح من على الطاولة غطيت شعري وكذلك رجاء التي اسرعت بارتداء العباءة وتغطية شعرها...

تقدمت لولوة وصديقاتها وبحركة سريعه تغطين وجلسن معنا حول الطاولة..وارتفع صوت الموسيقى من جديد...اطفئن الانوار... وبدت انوار مخفيه تظهر من السقف ومن خلف الديكور عند مدخل العروسين....كان شكل القاعه رائع ...وبدات زفة العروسين...

دخلن بخطوات بطيئة كان علي ان انظر للخلف حتى اراهما جيدا... بدأ قلبي يخفق بقوة لاادري لماذا ..ربما لان المرة الاولى التي احضر فيها عرس بهذا التنظيم... لم تكن طريقة جلستي مريحه اعدت نظري للامام لابد انهم سيجلسون في المقدمة واراهما جيدا... الا ان رجاء ضربت يدي بقوة..( نونو انظري..روعه) وهي تشير للعروسين ..

التفت بحركة بطيئة للخلف ارى سمر بروعتها وجمالها وتختال في مشيتها كأنها ملكة وقد بانت وكأنها اكبر من سنها وهي سعيده ممسك بها زوجها وقد بدى في قمة السعادة.. فجاة انقطع صوت الموسيقى... وجمد العروسين امامي.. كما جمدت انا في مكاني ...حتى انفاسي اختنقت في صدري...

لا اشعر باي شئ من حولي..لا صوت موسيقى ولا ارى اناس حولي... ولا عروس امامي... فقط اراه هو...ناصر..انه ناصر امامي.. انظر اليه... لا يمكن ان انسى هاتين العينين.... شعرت ان قلبي سوف يتوقف عن النبض حتى بدأ صوت الزفة يزداد تدريجيا عند مسمعي وصرت اراه يتحرك مع عروسته . حتى اقترب مني بما اني جالسه على الطرف.. وضعت قبضة يدي على صدري كنت اشعر بنبضات قلبي وكانها سوف تفضحني...

وما ان ابتعد خطوات..حتى حاولت ان احرك قدامي...شعرت بثقل فيهما.... وبصعوبة تحركت وقفت عليهما وبسرعه تحركت قاصدة دورة المياه.. لا اعتقد ان احد انتبه الي...الجميع نظرهن الى العروسين... حتى وقعت على الارض وانا اشهق بصوت عالي كنت ابكي لكن لم ينتبه لي الا عاملة امسكت بيدي ..فلم اكن ارى ما امامي...

عادت تمسك بي عند مدخل دورة المياه..دون ان تتكلم... فقط تنظر الي باستغراب.. .وقتها لم تحملني قدماي اكثر.. فاجلستني على كرسي صغير... وضعت يدي على وجهي..وارتفع صوتي بالبكاء ..كنت اشعر اني ساغرق وسط الدموع لشدة بكائي..

حاولت العاملة تهدئني..لكنها لم تفلح في ذلك..بقيت مكاني وحدي..الجميع مشغولون بالعروسين..انا هنا وحدي ابكي لماض سلبني كل فرحي... وكلما تذكرت نظراته وابتسامته اليها زاد وجعي ودموعي وشهقاتي..كنت ارجف بصورة واضحه... لا استطيع رؤية ما هو امامي... حتى انتبهت لصوتها

(نونو..نورس.... ماذا بك ) انها رجاء...انتبهت لعدم وجودي وجائت الى هنا تبحث عني... ضمتني بقوة الى صدرها..وهي تمسح على شعري..(نونو اهدئي ..انا رجاء ..) لم اكن قادرة على الكلام ولا على التركيز لما تقوله ...كانت تحدثني لكني لاادري ما تقول... قربت العاملة مني كوب ماء مسكته بيد ترجف وشربت منه قليلا.... مما جعلني اهدأ بعض الشئ..واخذ نفس عميق.وانا مغمضة العينين..كنت اسمع العاملة تتحدث بقلق مع رجاء تخبرها بما حدث...

فاجأت رجاء بوقوفي...( اريد ان اذهب للمنزل) لا ادري ماذا تقول لكنها تحاول ان تمنعني من الخروج...لم تستطع ذلك..واتجهت لبوابة الخروج دون ان انتبه لما امامي... ورجاء خلفي.. تناديني... امسكتني من كتفي بعد ان وصلت للخارج... (..كيف ستذهبين؟؟)وعيت لما قالته..وقفت انظر اليها..كانت مرعوبة امامي..

كانت تمسح دموعي بيد ترجف....وعيناها هي ايضا غارقة في الدموع... حتى سمعت صوت احدهم(ماذا تفعلا خارجا..اصعدا السيارة ) ...اقتربنا من السيارة فتحت رجاء الباب الخلفي.. هذا اخر ما اتذكره من تلك الليله...


اني مصدومة من حالة نورس.... فقدتها بعد ان كانت جالسه جنبي...بحثت عنها حتى وصلت لدورة المياه ..وجدتها في حالة يرثى لها ..تبكي وترجف وتقول كلام غير مفهوم..اخذتني للخارج..لم تكن تعي لما تفعله...ولست فاهمه ما يجري لكلتينا... حتى سمعت صوت اخي حامد بغضب يسالني عن سبب خروجنا بهذا الشكل...لكنه ما ان راى نورس صمت وابقى نظره عليها... اشار لي ان اصعد معها السيارة.... وما ان صعدنا حتى فقدت وعيها..ضميتها الى صدري..وانا اصرخ فيه (حامد..الحقني نورس لا تكلمني..فقدت وعيها.... )

كان حامد مرتبك لا يدري ما عليه ان يفعل... ينظر امامه ويعاود النظر للخلف بنظرات قلقه...مازلنا داخل مواقف الفندق حيث اوقف السيارة جانبا.نزل منها ..وفتح الباب...وصرخ بي( ادخلي اكثر...السيارة واسعه...مدديها على الكرسي...) ما كان صراخه علي وعباراته المتقطعه الا اوامر لما علي ان افعله ...فقد كانت سيارته الجيب واسعه نوعا ما بما يكفي ان ابقي راس نونو بحضني وانا جالسه عند الطرف...


ارى صدرها يرتفع وينخفض بسرعه ...وهذا ما طمئنني قليلا... رجع حامد لمكانه ...وقاد السيارة لخارج المواقف... سالني (ما بها؟؟هي مريضة؟؟)..اجبته بصوت مرعوب( لا ليست مريضه... اختفت من امامي لاجدها منهارة تريد العودة..)
وهو ينظر للمرايا الامامية للسيارة( واضح انها في صدمة. ربما تشاجرت..)


صرت امسح على شعرها وخدها وانا اناديها... لكنها لم تعي لي... حتى انتبهت الى حامد وهو يبحث في الدرج الامامي للسيارة ومن ثم مد يده فيها زجاجة عطر... وقربها مني..( قد تنبهها رائحة العطر..) وفعلا ما ان قربت الرائحة... حتى حاولت ان تفتح عينها...( نونو ..اصحي..؟؟؟) ..

نظري اوزعه بينها وبين الشارع..كنت اشعر بالخوف عليها ..من الحالة التي هي عليها... لاول مرة اتعرض لمثل هذا الموقف..مالذي حصل لها لتنهار بهذه الصورة...اطرافها ترجف..وعيناها لا تقوى على فتحهما.... كانت تهمس لاختي رجاء... نظرت لاختي وكأني اسالها ما تريد...( تريد ان ناخذها للبيت ) .. اومأت براسي لها.... ومازلت استرق النظر اليها بين الفينة والاخرى...
شئ ما يجذبني لها..لملامح وجهها البرئ... وكفيها اللذان يرجفان بشكل ملحوظ... كانت تغمض عينيها لبرهه لتنهمر الدموع منها فتمسحها بكفها الصغير...
( لا تتحركي..) كانت رجاء تحاول ان تبقيها مستلقيه لكنها كانت تهم بالجلوس...( لا رجاء.. دعيني اجلس..)
انتبهت اني اقتربت لمنزلها... ( رجاء وصلنا..)..
كنت التفت لها ولرجاء لا اعلم ما علي ان افعل وكيف لي ان اساعدها... اشارت لي رجاء ان افتح الباب... وبسرعه اتجهت نحو باب السيارة وفتحته ابتعدت عنهما.. كانت قد عادت لوعيها...ومدركة لما حولها لم ارغب في احراجها فلم اوقف قريب منهما لكن لم استطع ان ابعد نظري عن عينيها... (امسكيها جيدا رجاء,,,) خرجت مني الكلمات بشكل عفوي...

فيما كانت تخطو على الارض ... قد تكون انتبهت لما قلته لانها بحركة سريعه وضعت كفها على جبينها تخفي ما ظهر من شعرها... مازالت نظراتي تلاحقها..حتى اختفت من امامي...
كنت واقفه عند مدخل الصالة بعد ان سمعت صوت محرك السيارة يتوقف امام بيتنا... كان احساس مزعج انتابني منذ ان خرجت نورس مع صديقتها...ولم يخيب ضني..دخلت نورس المنزل ممسكة بها رجاء..شعرت وكان ماء بارد انسكب علي..جمدت مكاني..

لم استطع حتى التقدم نحوهما... شعرت كل ما بي يرجف لحظتها...حتى صوتي...( نورس مابك..؟؟؟ رجاء مالذي حدث..)
دخلت معهم الصاله.... واجلسنا نورس على الكرسي.... رفعت رجاء الوشاح من على شعر نورس..نظرت لرجاء بهلع..(ماذا حدث الن تخبروني؟؟)
نظرت رجاء لي نظرات لا افهمها...
واخيرا نطقت نورس...(عمتي لا تقلقي... تعبت قليلا في السيارة اثناء عودتنا) نبرات صوتها متغيرة.. لا اعلم ماذا بها...
اختفت رجاء من امامي دون اشعر بها.... وكنت وقتها ممسكه بيد نورس تارة وامسح على شعرها تارة اخرى..( ماذا بك هل انت مريضه؟؟)
لم الحظ غياب رجاء الا عندما عادت وهي تقدم كوب ماء الى نورس التي امسكت الكوب بيد ترجف...
رجاء( عمتي فريدة لا تقلقي...نورس مرهقه... وتعلمين ان المسافه طويله من مكان الحفله)
لم اقتنع بكلامهما... الا اني فضلت الصمت لاني اعلم اني لا استطيع ان اجبر نورس على الحديث في ما لا ترغب...
امسكت رجاء جوالها هو يرن...(انه اخي ينتظرني في الخارج...) ثم اقتربت اكثر من نورس (هل تحتاجين لشئ قبل ان اذهب؟؟؟)
نورس تهمس لها (شكرا رجاء.. علي ان ارتاح فقط..)
رجاء(حسنا تصبحون على خير..)
.................................................. .................................................. .................

yassmin 10-11-10 10:40 PM




الموجة الثانية*



دخلت غرفتي...وعيني تبحث عن السرير فقط من شدة الارهاق...كانت عمتي فريده خلفي... اسمعها تهمس ببعض الايات والمعوذات... وكما كانت تفعل معي وانا طفلة صغيرة.. اجلستني على السرير واتجهت للخزانة واخرجت منها لباس للنوم


(عمتي لا داعي..ساغير ملابسي بنفسي..)
اجابتني ( لكنك تعبة )
ابتسمت لها ( لا عمتي انا بخير )
وهي تضع الملابس في يدي..( حسنا ساحضر لك كوب حليب..)
امسكت بيدها (ارجوك عمتي..لا اريد شئ... لقد اكلنا الكثير في الحفل)
لم تطيل الحديث معي... فهي تعلم ان كل ما اريده ان ابقى وحدي...كانت قلقة علي..وهذا طبعها معي منذ كنت طفله ..
انصرفت وبقيت وحدي... ابدلت ملابسي وانا على السرير..اشعر ان قدامي لن تحملني...بعدها اسلقيت على السرير..وكعادتي وضعت الوسادة على راسي كلما ارهقني الماضي.. كنت ابحث عن شئ يهدئني..يبعدني اكثر عن ما حدث... شعرت وكاني نعامة ادفن راسي في الرمل هربا مما حولي..

نهضت فجاه..وبقيت جالسه على طرف السرير...وانا انظر لشكلي في مراة الخزانه المقابله لي...كنت ارتدي فستان برتقالي من القطن به ورود صفراء... وشعري منسدل على كتفي..وخصلات قصيرة تنزل على جبهتي.. انظر الى نفسي وانا ابعد هذه الخصلات عن وجهي... لأتذكره.. واتذكر لمساته لي..وهو يلاعب شعري...

كماتذكرته وهو ممسك بيد سمر عروسته والسعادة واضحه عليه..وابتسامة كبيرة مرسومة على وجهه... ملامحه هي نفسها ما تغيرت ربما زاد وسامة... كنت اسمع البنات يتحدثن عنه ..عن خطيب سمر لكني لم اعرف انه هو.كان معي في نفس الجامعه لكني لم التقي به.. او ربما سافر فور التحاقي بالكلية بما اني التحقت بهذه الجامعه من فترة قصير..لابد ان هذا ما حدث....

تذكرت كيف كانوا يتحدثون عن قصص ومواقف له مع طالباته اللاتي يحاولن لفت انتباهه او التقرب منه...لكنه عرف بطبعه الصارم مع الكل وخاصة الطالبات..احاديث كثيرة تتداولها البنات.. . كن يمدحن كل شئ فيه ومنهن من يتغزلن به. ..

كن يعنين ناصر..ناصر الذي سلبني اغلى ما املك وهرب عني..هو .استاذ الجامعه ..المحبوب من بين الاساتذه..لدرجة ان يرشحوه لبعثه دراسية للخارج... وان يكون قريب لافضل دكتور بالجامعه... وكما تقول صديقات سمر,,كان يستضيفه في منزله..والاكثر من هذا رحب بخطبته لابنته المدللـه..

في الوقت الذي حرمت انا من كل شئ..اخاف من الفرح..واهرب من الضحك..وترهبني احلام الفتيات بالزواج من فارس الاحلام... وكل مرة يتقدم لي احدهم اشعر بطعنة سكين في صدري..

هل من المعقول ان تحصل على كل هذا الاحترام ومن الكبير والصغير..وانت في يوم من الايام قضيت على سعادة فتاة معاقة مشلولة...

عدت لبلادك لتعيش حياة طبيعيه..تكمل دراستك وتتفوق فيها,,وتحب وتتوج قصة حبك بالزواج... اتذكرك وقتها كنت في عمر 23 سنه..والان تكمل 32 سنه من عمرك تقريبا..اكثر من 9 سنوات مرت .. ياترى تذكرتني ولو لحظة خلالها؟؟؟
ان كنت اخطأت فيما فعلته انا هناك في بلاد غربة وعلى السرير المرض..فانا اعاقب نفسي الان ..وفي المقابل لا يعني لك ما حدث شئ..مجرد لقاء تعارف وانتهى..لا شئ جديد..ولا يهمك عواقب الامور...

هل تعلم ان نورس المعاقة عادت تمشي على قدميها؟؟؟
وهل كنت تتصور انها حظرت حفلة زواجك؟؟
ياترى لو علموا بحقيقتك مالذي سيحدث؟؟؟

كل مشكله ولها حل..ويا ترى ما هو الحل لمشكلتي؟؟؟
كيف لي ان اعيش حياتي مثله...حياة طبيعية...
هل اقبل باي شخص ..واخبره بجرمي ..هل استطيع ذلك؟؟وان حدث هل سيرضى بي زوجة وام لابنائه؟؟؟
فكلما رفضت شاب تقدم لي ..ليس لديهم مبرر اخر لتصرفاتي...سوى اني انسانه معقدة لفقداني اسرتي...
لست ادري ماعلي فعله..تعبت من كل شئ..قضيت سنوات عمري منذ كان عمري 16 سنه ..والان ساكمل 26 في الدراسه لا غير..لا ارغب بان يكون لي وقت فراغ ..كنت اتهرب عن التفكير بما حدث..رغم ان الحادثه راسخه بعقلي... لن انساها ابدا..
اتعبني التفكير والسهر.. والصدمة كانت كبيرة..اشعر بثقل في راسي... ارحت جسدي على السرير... واغمضت عيني...علي اخلد للراحة....


.................................................. .................................................. ..................
اجتمعت رجاء مع والدتها واخيها الوحيد حامد لتناول وجبة الغداء ... كان حامد يشبه اخته رجاء كثيرا.. ملامح وجهه قريبه منها..... ويبلغ من العمر 26 اي اكبر من رجاء وقد يبدو اكبر من عمره بما انه ملتحي وطويل القامة...انهى دراسة ادارة الاعمال في امريكا..وعاد منها قبل اشهر...
كان حامد يتناول غداء وشئ يجول في صدره اسئله كثيرة..ولكن كيف له ان ان يسال؟؟؟
وما ان انتهوا من تناول الوجبه ...وقد اختفت رجاء من امامه..حتى صار يجول بنظره يبحث عنها...
دخل حامد المطبخ حيث وجد اخته تحضر العصير...
(الم يجهز العصير؟؟)
رجاء وهي تقطع الفواكه (دقائق وكوكتيل الفواكه جاهز)
اقترب حامد منها اكثر..وجلس على الكرسي..واخذ يتصفح كتيب وضع على الطاولة لايدري ماذا يحتوي..لان باله مشغول بما حدث معهم البارحه...
حامد(متى استيقظت رجاء؟؟)
وهي تقطع الفواكه(تاخرت في النوم اليوم.. )
حامد يتظاهر بالقراءة(هل كنت قلقه على صديقتك؟؟)
بدون ان تلتفت اليه(اكيد حامد..انت رايتها كيف كانت)
حامد (الم تخبرك ما حدث؟؟)
رجاء(لا لم تخبرني...)
حامد وهو يلتفت لها (لم تساليها؟؟)
نظرت اليه رجاء(حتى لو اني سالتها نونو اذا اخفت شئ مستحيل تبوح به..)
اغلق الكتيب ونظر لاخته(نونو؟؟اسمها نونو؟؟؟)
رجاء وقد جهزت العصير(لا...... نورس)
وقف حامد في مكانه (نورس؟؟)
رجاء تحمل العصير وهي تشير لاكواب خاليه امام حامد (حامد لو سمحت احمل الاكواب )
رفع حامد الاكواب وهو يدندن بصوت منخفض (نووووورس)
.................................................. .................................................. .................
لم اشعر بنفسي الا وعمتي تحاول ايقاظي..مازال القلق مرسوم على محياها... انتبهت لها..نهضت قليلا..
العمة فريدة (صباح الخير)
وانا الم شعري جانبا (صباح الخير عمتي)
ابتسمت لي (كيف حالك اليوم؟)
بصوت مبحوح (بخير الحمدلله)
كلمتنب باهتمام(هل تشعرين بشئ؟؟ نمت جيدا)
اجبتها(نعم عمتي لا تقلقي...)
عمتي وهي تضغط على يدي(اريد منك ان تتناول غدائك جيدا...لانك لم تفطري..)
صرت التفت يميني ابحث عن المنبه(كم الساعة الان؟؟؟)
اجابتني عمتي (انها الواحدة والنصف)
وانا احاول ان اتحرك من السرير(حقا...لم اشعر بالوقت..)
ضغطت على يدي(ابقي مكانك ساحظر لك الاكل هنا..)
اجبتها (لا عمتي...)
عمتي وقد تغيرت نبرات صوتها(قلت لك ابقي مكانك)
عدت لوضعي على السرير(حسنا عمتي لكن بشرط لا اريد سوى شوربة ...)
وهي تمسح على شعري(لكنك لم تاكلي شئ)
نظرت لها بابتسامه (عمتي .....)
تحركت من مكانها وهي تقول(حسنا ابدلي ملابسك والشوربه تجهز في دقائق...)
انه النهار الاول لي بعد لقائي بناصر..ومضى كما غيره من الايام..في صمت..لم استطع ان ابوح ما بداخلي لاحد
ليس لدي ما اقوله امام تساؤلات عمتي وصديقتي رجاء...
وحاولتا معي سابقا ان ابوح ما في قلبي.. ولاني التزم الصمت دائما لم يعاودا المحاولات مرة اخرى...



yassmin 10-11-10 10:45 PM




*الشاطئ الرابع *

الموجة الاولى
مضت ايام وليالي صعبه علي... اشعر احيانا اني لو اغمضت عيني لن اصحى في اليوم الثاني من الالام التي اشعر بها...

وصورة ناصر ممسك بعروسته والسعادة واضحه عليه لا تفارقني ابدا...بدا عقلي يستبدلها بصور الماضي... ولم تكن اقل منها قساوة...

وما اصعب الاجازة علي..الجميع يبحث عنها عداي..كم احب ان اقضي وقتي في الدراسة ولا شئ غيرها..انها الشئ الوحيد الذي يلهيني عن التفكير ولو لبعض الوقت...

والحل الوحيد هو ان اشغل وقتي باي شئ...
وكان راي عمتي في محله..لقد اقترحت علي ان احضر معاها دروس تجويد القران..لطالما اهلكنا عمرنا في الدراسة ولكن قليل منا من يفكر في مثل هذه الدروس...

وكانت الفرصه كي اشغل نفسي..واتقرب من ربي اكثر..(الا بذكر الله تطمئن القلوب) ولابد باني
سأنال جزء ولو بسيط من الراحة النفسيه...

وكان اليوم الاول لي هناك... كنت متحمسة كثيرا... استعديت للذهاب قبل عمتي.. لبست هذه المرة عباءة ووشاح اسود طويل...شعرت عمتي بحماسي ..وكانت سعيده بذلك..... وقد اصطحبت معنا جارتنا فاطمة...التي رحبت بي كثيرا عندما وجدتني مع عمتي في سيارتها الرصاصية الصغيرة والتي نادرا ما ارافقها فيها ..لقلة خروجنا معا..
اليوم الاول لذهابنا كنت اشعر بقليل من القلق او ربما كان خجلا من الذهاب..كنت اظن ان من يدرسن هن من النساء..الا اني تفاجات ان عدد الفتيات كبير... وحتى من تقوم بالتدريس شابة صغيرة..بدا على ملامحها الايمان.. كان النظر اليها يعطي راحة غريبه...


لم ينتبه لوجودي احد..كلا مشغول بالدرس... وعمتي كانت تنظر لي من وقت لاخر..وارى ارتياحها من قربي منها في هذا المكان وخاصة انها تراني متحمسه كثيرا.


المكان مميز..رغم صغر المساحه..الا ان ليس هناك سوى ذكر الله .. شئ روحاني غريب ... لم اعتد عليه في اي مرحلة من دراستي..فليس هناك من يتفنن في اللبس او المكياج او التحدث بامور الدنيا..

كانت دراستي الجامعية بين اكثر من جامعه..فقد حصلت على البكالوريوس في الحاسوب من جامعة العاصمة... وبعدها درست في احد المعاهد الكبيرة وحصلت على دبلوم في اللغه الفرنسية..وكان لدي فرصة للسفر لباريس لاكمال الدراسه...

لم ارغب ان اترك عمتي وليس هذا طموحي...وفي نفس الوقت لم ابحث عن وظيفة لاني وجدت المتعه بالدراسه..والتحقت لجامعه اخرى لادرس المحاسبة... هذه كان حياتي دراسة لا غير
والان في هذه العطلة لدي دراسه جديده وممتعه ومميزة ...

كنت اعود من المركز لغرفتي مباشرة ووقتها يكون وقت صلاة المغرب ومن ثم ابدا بمراجعة الدروس التي اخذتها في التجويد

كنت استمتع بطريقه المذاكرة الجديده..حيث كنت اسجل صوتي وانا اقرا واعود لاستمع اليه لاعرف اخطائي... كنت ارى عمتي تفعل ذلك واتعجب منها..والان عرفت المتعه بما كانت تفعل.
ولا انكر اني اكتشفت اني جاهله باحكام قراءة القران ..وجهلا ليس بسيطا...
صديقتي رجاء افتقدتني كثيرا... مع اني حاولت دعوتها لكنها امتنعت بحجة لا وقت لديها فزواجها قريب ....
حتى اتصلت لي احدى المرات بعد عودتي من مركز القران...
رجاء(نونو كيف حالك)
اجبتها بترحيب (اهلا رجاء وحشتيني)
وانخفض صوتها(لو كان كلامك صحيح لاتصلت)
وبنفس حدة صوتها(ولم لا تتصلين انت)
بدلعها المعهود(تعلمين اني مشغولة...عروس جديدة)
وكأني اجهل ذلك(حقا؟؟لم اعلم)
وصارت تحدثني بجدية(نونو اليوم اريد ان تاتي معي..)
سالتها (الى اين؟؟)
اجابتني(نذهب للمشغل لاستلم فستاني)
باستغراب واضح سالتها(هل هو جاهز؟؟؟)
تحدثني وهي تلمح لشئ (اكيد... كنت اذهب لاتاكد من قياساته من فترة لثانية وحدي ..بما ان صديقتي مشغولة)
اجبتها (فهمت قصدك... ساذهب معك حتى لا ترددي اني مشغولة عنك فقط)
قاطعتني (ليس هذا فقط..سنذهب لتسوق...احتاج لبعض الاشياء البسيطه)
بهدؤ(وهل لدينا الوقت)
رجاء(نعم انت اجهزي الان وساتي لاخذك)
انهيت المكالمة مع رجاء... رغم التعب الذي اشعر بها خاصة اني لتو عدت من المركز الا اني لم ارغب برفض طلبها خاصة اني انشغلت عنها بالمركز في الفترة الاخيرة
وكعادتها رجاء تحضر قبل الموعد فقط لانها ستتسوق...
خرجت لها ..وكنت وقتها البس العباءة التي اذهب بها للمركز...الا اني ابدلت الوشاح الاسود باخر بالون البني الفاتح وبه نقوش بيضاء وحملت حقيبتي البيضاء الصغيرة..
تفاجأت انها لم تكن سيارتها... انها السيارة الجيب نفسها التي ذهبنا بها للحفل... تغيرت ملامحي فجاة وشعرت بنبضات قلبي السريعه,,وبهدؤ فتحت الباب وصعدت...حييتهم بصوت منخفض وبقيت صامته ..حتى رجاء لم تحادثني ربما لانها تعلم اني لن ارد عليها..كانت تلفت لاخيها لتحادثه بصوت منخفض...
وما ان وصلنا للمشغل ودخلنا...حتى هجمت عليها بكلامي
مسكت ساعدها بقوة (رجاء... لم تخبريني ان اخيك هو من سياخذنا..)
التفت لي (وماذا في ذلك)
بعد ان تركتها (لديك سيارتك ..وممكن ناخذ سيارتي لا داعي لان نذهب معه)
وهي تتلفت تبحث عن العامل (نونو ليس وقته..ثم ان نحتاج وقت واخاف ان نتاخر..وتعلمين ان خطيبي يرفض ان اعود للبيت وحدي بوقت متاخر )


ضايقني انها لم تخبرني ان اخيها من سيصحبنا...فما زلت اخجل منه على ما حدث لي بوجوده تلك الليله...
انتبهت لصوت رجاء تناديني في غرفة القياس... دخلت لها وكانت الخياطة تضبط ذيل الفستان... كانت رائعه به ..وكلمة رائعه قليله عليها....


فستان ابيض ناصع البياض... مزين بورود زرقاء بلون زاهي ونفسه موزع على الذيل الطويل...كما في طرف الفستان من الامام... هو نفسه الفستان الذي اخترته معها اخر مرة جئت معها هنا..لكني لم اتوقع ان يظهر بهذه الروعه... لحظات ولبست الطرحة كان موزع عليها كريستال باللون الازرق بمثل لون الورد..مع ورود صغيرة زرقاء في اعلى الطرحة فقط..

كانت رائعه..منتهى الروعه...بصعوبة امسكت دموعي..لم اقوى على التعليق..واكتفيت بابتسامة...


انشغلت مع الخياطة في تضبيط الفستان ..كنت سعيده به..رائع وانا ارتديه..وسعدت بنظرات نورس الي..كنت المح دمعه تتراقص في عينيها...اعلم انها سعيده برؤيتها لي وانا ارتدي فستان الزواج....ولما خرجت من غرفة التبديل...امسكتني نورس...(رائعه رجاء..ومع المكياج الازرق ستظهرين احلى عروس..)

من دون قصد وانا اضع الوشاح على راسي.... (تظنين اني ساكون احلى من سمر ليلة عرسها فقد كانت رائعه)
لم تجبني نورس التفت لها ...لقد تغيرت ملامحها فجاة...هل لاني ذكرتها بحفلة سمر؟؟؟
صرت اتامل نظراتها التائهه في المكان...التفت لها وانا ارفع من صوتي(نونو رائعه انت بالعباءة)
نظرت لاسفل العباءة والتفت لي( حقا؟؟ لقد اعتدت على لبسها عندما اذهب لمركز القران)
تعمدت تغيير الموضوع ونحن خارجتين من المشغل...


لمحتهما خارجتين من المشغل..كانتا تتحدثان معا وصمتا فور صعودهما السيارة..التفتت لي اختي...(حامد روعه روعه الفستان)
ابتسمت لها دون ان اعلق...
بحدة سالتني (الا تصدقني؟؟؟...)
غمزت لها دون ان اجيب...
التفت الى نورس في الخلف..(نورس مارايك في الفستان )
وبالكاد سمعتها ترد(جميل)
التفت الى رجاء (قالت الفستان جميل..وليس انت )
اعتدلت رجاء في جلستها وبتحدي قالت ( ستراني عندما ارتديه)
ضحكت بصوت عالي... رغم انها ستصبح عروس قريبا الا اني لازلت اراها طفلة...مدللـه...
وصلنا قريب من بوابة المجمع,,, اوقف حامد السيارة والتفت لاخته ( اتصلي بي فور انتهائك من التسوق..)
رجاء وهي تنزل من السيارة ( حسنا ..)


نزلت قبلها وانا افكر(هل حملت الجوال).ابتسمت لا اراديا ما ان وقعت يدي عليه داخل الحقيبه..رفعت نظري..لاجده ينظر الي.... التفت للجهه الاخرى باحراج... بينما هو تحرك بالسيارة...
*



yassmin 10-11-10 10:47 PM




الموجة الثانية*



وبدأ مشوار التسوق مع رجاء الذي لن ينتهي اما تصرف كل مالديها من مال او ان تغلق المحلات...

دخلنا محل العود والبخور... واشترت منه عدد من انواع العود... كنت اشعر بان رائحته علقت بملابسنا لكثرة الانواع التي جربها لنا صاحب المحل...

انتبهت الى رجاء تخرج من المحل وهي تتلفت..سالتها (عن ماذا تبحثين...؟؟؟)
مازالت تتلفت(محل الفساتين الذي دخلته معك اخر مرة..)
مسكتها من يدها ومشيت معها خطوات نحو المحل المقابل...( امامك الا ترينه..؟؟)

ابتسمت دون ان تعلق... كان يعرض فساتين رائعه موديلات بسيطه... ومن اقمشه ناعمه...
اسعارها كنت ااجدها خياليه.... الا ان صاحب المحل سمعته يقول لرجاء انها الماركة الاصليه من اوربا...
اكتفيت بالنظر...بينما رجاء اخذت قطعتين تقيسهم.... انتبهت لها تنادي..دخلت لها..كانت ترتدي فستان من الحرير به خطوط بلون فاتح من تدرجات البني. بنفس ماركة بربيز.. بدى قصير اوباكمام قصيرة.. ..وهي تنظر لنفسها في المرايا. وتبتسم (مارايك؟؟).
( بسيط وراقي....)اجبتها وانا انظر لسعره قد يكون مرتفع لكنه يستحقه فعلا...

نادتني مجددا وهي ترتدي... الفستان الاخر ..باللون التركوازي طويل وبدون اكمام.... قماشه به لمعه فضيه عطته لمسة جمال..بدى رائع عليها...بان قوامها الرشيق اكثر.. ( كم هو رائع عليك...اراه افضل من الفستان القصير)..

غمزت لي ( سعود تعجبه الفساتين القصيرة..رائع لو لبسته في شهر العسل)
تركتها انتظرها عند المحاسب.. بعدها تقدمت رجاء اليه..( اعطني الفستانين بنفس القياس..)
انصرفنا من المحل..وانا افكر بكلامها تبحث عن كل ما يعجب زوجها... ليست هي فقط..كل البنات لابد ان يكونون مثلها..اغمضت عيني فجأة وانا واقفه مكاني بين المحلات...(الا انا )
انتبهت لي رجاء...(نونو اسرعي..مابك؟؟)
(لا شئ رجاء... انا معك ...).... مررنا باكثر من محل... لم تفكر ان تنظر لداخل...حتى وصلنا لمحل واضح عليه يختص بالملابس النسائية...


دخلت معها...كان يعرض اقمصة نوم نسائية...بعضها بدا لي وكأنها فستان سهرة...
(سانتظرك خارجا على الكرسي..) قلت لها وانا خارجه من المحل..لم اسمع تعليقها.. هل كل الزوجات يرتدين مثل هذا اللباس... ياترى كيف ينظر الزوج لزوجته لحظتها؟؟؟؟ وضعت كفي على وجهي... لا ادري بم افكر؟؟؟ والى اين ياخذني تفكيري....


خرجت من المحل دون ان اشتري..كنت ابحث عن نورس..اين ذهبت هذه الفتاة..لم مزاجها يتعكر فجاة...

قد ترغب في العودة للمنزل... لا ادري متى سافهمك يا نورس...وجدتها جالسه على كرسي
قريب من المحل.... كفيها على وجهها..اسرعت نحوها بهلع( انت بخير نورس؟؟)
وقفت مباشرة امامي...( رجاء ..هل اشتريتي شئ؟؟)
(لا... كنت اتفرج عليها لاني اشتريت منها من قبل الا تذكرين؟؟)
لم تكن نورس معي...كان عقلها شارد... مشينا قليلا... كان المقهى امامنا...التفت الى نورس..
( نونو مارايك نجلس قليلا...ام نتصل باخي حامد )
التفتت لي ( هل انتهيت من التسوق؟؟)
بهدؤ اجبتها ( التسوق لا ينتهي..كما اجدك مرهقه..مابك نونو؟؟)
لم تجبني..حتى اقتربنا من اول طاولة عند الطرف...
وهي تهم بالجلوس ( معك حق.. خرجت معك مباشرة بعد عودتي من مركز القران)

حملت الجوال لاتصل باخي حامد..الا اني انتبهت الى انه جالس امامي..مع شاب اخر...


حقا كنت مرهقه جدا..والمشي في المجمع ارهقني اكثر... كانت رجاء ستتصل باخيها... الا اني لاحظتها تنظر لاحدهم بالجهه الاخرى ...التفت خلفي فوقعت عيني في عينه..كان حامد جالسا وانتبه لنا كما انتبهت له رجاء..الا ان ما اربكني هو ابقاء نظره علي..في حين اني لم استطع ابعد نظري عنه لا ادري لماذا؟؟؟
(لا داعي للاتصال لقد رانا) عندها عدت بنظري لرجاء...
سالتها ( حامد اخبرك انه هنا؟؟)
اجابتني وهي تهم بالوقوف (لا ..رايته الان)
اخذت من يدها احد الاكياس احمله عنها..وتقدمنا نحو البوابة وحامد خلفنا لم انتبه له الا بعد ان سمعته يكلمنا...(السيارة جهة اليمين..)

كانت نبرة صوته متغيرة هذا ما شعرت به... وتاكدت عندما صعدنا السيارة جلست جامدة مكاني.. حتى انفاسي كتمتها... لم انتبه لحديثهم الا بعد ان رفع صوته غاضبا..(رجاء اما قلت لك اتصلي بي فورا بعد انتهائك من التسوق؟؟)

رجاء دون ان تلتفت له..( نعم..كنت ساتصل... لكني وقتها وجدتك امامي..فلم اتصل؟؟)
وبحده اجابها مما جعلها تلتفت له ( ولم جلوسك في المقهى؟؟؟)
نظرت اليه لم تجبه الا بعد ان حرك السيارة...( ولم انت غاضب؟؟؟)
لم يجبها او يعلق على كلامها....
وبقى الجميع على صمته حتى اوصلوني المنزل...وكعادة عمتى كانت تنظرني ولم تدخل غرفتها الا بعد ان دخلت غرفتي... ابدلت ملابسي بسرعه كنت اشعر ان النوم سيغلبني باي وقت...
وضعت راسي على الوسادة ولم اشعر بما حولي......
.................................................. .................................................. ................
لم اتكلم مع رجاء حتى وصلنا البيت ..ونزلت هي تحمل الاكياس بيدها..لم تتركها لاحملها كالعادة..وبسرعه صعدت لغرفتها...دخلت انا كذلك غرفتي... اعلم ان رجاء تضايقت من حديثي علني.... غضبت منها دون سبب واضح لها..

جلست على طرف السرير اتذكر ما قاله الشاب الذي يجلس مع صديقه قريب مني في المقهى
..( انظروا من اتى..)
*(اليست هذه نورس... تحضر معنا محاضرة الدكتور امجد)
.. (نعم .. تشد الانتباه لا ادري لم؟؟..)
* ( لانها جميله)
..( وكئيبة)
*(جميله ولكنها مثل الجوال دائما على الصامت )
وغرقا في الضحك...
تضايقت من تعليقاتهم على نورس وقتها..ولكني صرت افكر بكلامهم..هل يعني هذه طبيعة نورس..دائما صامته وشاردة في عالم اخر... اشعر بان امور كثيرة ترهقها..نظراتها جدا حزينه..وبريق عينيها غريب... لدرجة اني لم اقوى على ابعاد نظري عنها.. عندما التفت الي في المقهى..اهتمام كبير نحوها لا ادري ما سببه..


yassmin 10-11-10 10:49 PM




الموجة الثالثه*


لم يرهقني الاستيقاظ لصلاة الصبح..لاني نمت مبكرا البارحة..حتى ان عمتي لم تحضر لايقاضي الا بعد ان صليت ..
اخذتني القراءة في القران..كم اشعر نفسي خفيفة..بلا هموم... احساس صار يلازمني من بعد مداومتي على مركز القران...
الا ان هناك ما يعكر تفكيري..عندما يجرجرني موقف امامي للماضي
استلقيت على سريري ...حاولت ان اغمض عيني..
بدى احساس غريب ي صدري جعلني اتقلب اكثر على سريري
مسكت قلمي...
(( اشتقت لك دفتري العزيز
ان حامد...بنظراته لي التي توترني تمنعني من النوم
نورس...
هل نسيتي؟؟؟ نسيتي مالذي جرى من وراء مثل هذه النظرات
هل ستستمرين في السير خلف هذه المشاعر الغريبة لتنتهي بك في ماساة اكبر))
اسقطت القلم من يدي..
صرخت باعلى صوتي... وبدت يدي ترجف..ودموع تنهمر دون ان اشعر بها
غطيت وجهي بصفحات الدفتر...

((اعذرني دفتري العزيز
..ارجو ان عمتي لم تسمع بكائي
لا ..لن استسلم لمثل هذه الامور
مستحيل ان اعيش الوهم مرة اخرى
وحتى ان كان حقيقة..
ماذاستكون نهايته..؟؟
لان النهاية الطبيعيه لمثل هذه المشاعر انا لا استحقها
ولن يرضى بها اي شاب..
كم اكره ما احمله بداخلي...
اعادني لشطان الماضي...
ليعصف بي الموج والريح..
لن يريحني من هذا كله سوى الموت..
نعم الموت

استغفر الله....
اعذرني دفتري العزيز...من بعد يومياتي المفرحه في المركز ومع رجاء ..اعود لاسطر في صفحاتك الام جديده...وقد تكون الام ماضيه احييها كل لحظة غصبا عني..))
.................................................. ..................................................
كم هو مؤلم ان يمضي بك الزمن وانت مكانك ...لا تتحرك ولا تنجز لنفسك ما يرضيها..
لقد انقطعت عن رجاء متعمدة...ارفض ان اخلق مواقف جديدة تجمعني باخيها... وارفض اي احساس جديد قد يختليني...
تهربت من صديقة عمري في احلى ايامها وهي تجهز لزواجها... اخلق الحجج لها..ولانها اعتادت على طبعي..لم تعد تسالني او تلومني

حتى كلمتني البارحة تؤكد على حظوري الحفل مع عمتي... حفل زواجها... واخيرا تحقق حلمك انت وسعود...كم انا سعيده لك ...
احترت فيما سأرتدي...
هل فستان ناعم بسيط...ام اختار فستان فخم اظهر به كأخت للعروس... لم اعرف بالضبط ان اختار...
انهيت دروس المركز مبكرا...وقد اخذت احتياطي ان لا اذهب بمرافقة عمتي..وانما ذهبت بسيارتي .. لاخرج بعد الدرس مباشرة الى المجمع التجاري...اعجبتني الفساتين التي اختارت منها رجاء اخر مرة كنت معها..
اوقفت سيارتي قريب من المدخل..ومنه مباشرة الى المحل...
لحسن حظي عروض رائعه على فساتين السهرة.....

من بين كل الفساتين شدني فستان واحد... فستان من الشيفون برسومات جلد النمر... باللون البني والاسود.... تصميمه خيال... يثبت بربطه عريضه على العنق..وبذلك سيكون بدون اكمام..والقماش مشدود على الجسم..مع ذيل بسيط..نظرت لنفسي في المراة ...بدوت وكاني سمكه حقا.. ضحكت على تشبيهي..
.اخذت باقي اكسسواراته..من حلق واسوارة وحذاء بكعب عالي...لم اهتم لكلفته...

انتهيت من الاختيار..ودفعت المبلغ..اخذت الاكياس منصرفه باتجاه السيارة السوداء
كنت اشعر بالسعادة... اشعر باني فتاة مثلكن..فرحة لزواجي صديقتي واختي... واحب ان البس واظهر نفسي رائعه امام الجميع...

وانا في السيارة افكر...
ساحتاج للون ذهبي وبني لظلال المكياج فوق الجفون... لابد ان يكون لدي في مجموعه
ادوات التجميل التي اهدتني اياها رجاء في عيد ميلادي....تعجبت من نفسي ..اول مرة اهتم بكل هذا... لم تكن الزينه تعنيني في يوم من الايام... ولكنه زواج اختي وحبيبتي وصديقتي رجاء..
.................................................. .................................................. .............
اعتذرت نورس اليوم من الذهاب معي الى مركز القران..ستجهز نفسها لحفلة زواج صديقتها..لم ابدي اي اعتراض..لطالما رغبت ان تخرج قليلا لمثل هذه المناسبات على امل ان تتغير نفسيتها بعض الشئ...

كان الجميع في المركز يسال عنها ..رغم هدؤها الدائم الا انها لفتت انتباه الجميع هناك... وقد احبوها النساء والفتيات.... وهذا ما شعرت به هي ايضا وشجعها على الاستمرار...

عدت من المركز متاخرة عن كل يوم... رغبت في الاعتذار عن الذهاب مع نورس لحفلة رجاء..ولكني ترددت ... لابد ان اذهب لاسباب كثيرة..وهي انها المرة الاولى ان تكون المناسبه تعني ابنتي نورس... ولا اريدها ان تظهر لوحدها هناك... وقد تتاخر فلابد ان ابقى معها حتى لا تعود لوحدها.... ثم ان رجاء اعتبرها كأبنه لي ..وتستحق ان البي دعوتها...

لم اشعر بوجود نونو في المنزل لابد انها مشغولة بغرفتها فلم ارد ازعاجها... دخلت غرفتي لارتاح قليلا ومن ثم ارافقها للحفله....


قضيت ساعات في الغرفه اجهز نفسي..اشعر ان طاقتي نفذت وقد اصل للحفل وابقى جالسه لا اتحرك... لا اعلم تلك الفتيات الاتي يظهرن بزينتهن شعر ومكياج كم يكلفهن من وقت وجهد كل يوم؟؟؟... ربما لاني لم اعتد على ذلك لذا اخذت كل هذا الوقت...

خرجت من غرفتي للصالة ولم اجد عمتي..ذهبت لغرفتها..ما ان طرقت الباب حتى خرجت لي... كانت ترتدي عبائتها الحرير ....ولكنها ما ان راتني حتى بقيت مكانها ...تنظر الي... لقد ارتديت الفستان الذي اشتريته ومع الكعب العالي بدوت كاني عارضة ازياء... وكان تصميم الفستان في غاية الدقه وكما تسميه رجاء تصميم حورية البحر...
فعلا هذا ما قالته عمتي.( .تبدين وكانك حورية البحر...)

وكنت قد تركت شعري الطويل الاسود منسدل دون اي تغيير... ووضعت مكياج بدون مبالغه...باللونين البني والذهبي اضافة للاسود... ولاول مرة اضع عدسة ملونه...وبدت عيني عسليه..رغم ان لونها يعجبني.الا اني فضلت التغيير...
مسكتني عمتي من يدي..واجلستني على الكنبة...حركتها اقلقتني لا اعلم ما ذا تريد؟؟؟

وضعت يدها على راسي واخذت تقرا المعوذات وتردد الاذكار...ابتسمت لها ولم اعلق..وعندما انتهت نظرت لها..وقبل ان اتكلم قالت لي..( لا اريد ان يصيبك الحسد مثل اخر مرة) كانت تعني ما حدث في حفله سمر..انها لا تعلم السبب الحقيقي..

الا اني طمئنتها (عمتي لا تقلقي..لقد قرات المعوذات وارددها دائما ولم انسى اذكار اليوم ..اطمئني..)

وقبل ان اخرجت لبست جاكيت اسود طويل يصل لاعلى الركبة ..مع شال اسود.... لا ادري كيف يخرجن بهذا اللباس انها المرة الاولى التي ارتدي فيها فستان سهرة مثل هذا.. حتى اني لا اعرف كيف اخطو بقدمي ...

طلبت من عمتى ان نذهب بسيارتها..فطبيعي اني لن اعرف ان اقود السيارة...
خلال اقل من نصف ساعة وصلنا الحفل..
. كان في قاعه افراح واسعه

.. دخلنا القاعة..واخترنا طاولة في المقدمة...
لم التفت للموجودات... كنت فعلا خجله...
جلست على الكرسي وما ان التفت لعمتي حتى رايت ام رجاء تتقدم نحونا..
وقفت لها..كان كل من تقع عيني عليه ينظر الي..تجاهلتهم وتقدمت لها ...
حيتني بحرارة..كما رحبت بعمتي...
كانت سعيدة.وكلمة سعيدة قليلة في حق مشاعرها الواضحة...
فجاة ارتفع صوت الموسيقى ..
كم اكره هذا النوع من الازعاج..
لم اعد اسمع ما تقوله ام رجاء لعمتي الا اني انتبهت لها وهي تقول..
( عقبال فرحتكم بنورس..)
لم اعد اسمع بعدها شئ حتى ازعاج الموسيقى.
.جلست على الكرسي واخذني المي لابعد ما اتصور..امي ... امي هل ستفرح بهذا الشكل لو كانت على قيد الحياة..
وكيف هي مشاعر الاب والاخ؟؟؟...
عمتي كذلك ما ذنبها اني احرمها هذا الشعور ان تراني عروس...
تذكرته مع عروسته ليلة زواجهم...
انا وهو ارتكبنا نفس الخطيئة..
الا انه قادر على الحياة بشكل طبيعي بعكسي انا..لقد تحطم كل شئ..
كل شئ..
بدا الدمع يترقر في عيني...
انتبهت لنفسي..اخذت نفسا عميقا...
حاولت الهروب من هذه الافكار..
من حقي ان افرح ولو هذه الليلة فقط..
مضى الوقت بنا مندمجين مع رقص البنات على منصة القاعه..
الاغاني لم تتوقف وهن كذلك مع كل اغنية رقصه مختلفه...
لم اجرب مرة واحده ان ارقص ...
والحقيقه اني لا اذهب حفلات حتى اجرب الرقص...
كم هي ممتعه الحفله.
.بكل ما فيها..وقد اجادت رجاء اختيار ديكور القاعه...
كان كل شئ مزين . ورود وشراشف وشموع وشرايط تزين الاكواب....
كل شئ باللونين الابيض والازرق...


yassmin 10-11-10 10:52 PM



الموجة الرابعه*



اعلنوا دخول العروس..وتغطى اغلب الحاظرات ..وطبعا منهن لسن متحجبات..
بينما انا لبست الجاكيت مع الوشاح الاسود.. اطفئوا الانوار...واضائوا الشموع على الطاولات وعند المدخل وفي المقدمة كذلك على جانبي كرسي العروس الذي بدى وكانه غيمة وخلفه ديكور سماء زرقاء وغيوم صغيرة بيضاء...
كاننا في السماء وليس في الارض..
فتحوا البوابة الكبيرة... ودخلت رجاء بفستانها الابيض...والطرحة تغطي وجهها المزينه بالازرق ... كان على جانبيها اربعة رجال..لم اميزهم من بعيد...

تقدموا معها بخطوات بطيئة ...وعلى انغام الزفة الخليجية... كان مشهد رائع ومؤثر... تمالكت نفسي فلم احضر من اجل البكاء؟؟؟

اصبحت رجاء قريبه مني كان نظري عليها..لم اقدر حتى ان احرك رمشي... اتاملها واتامل ابتسامتها وخجلها...

سعيدة جدا.. وانا اكثر منها سعادة... انتبهت لرجال الذين معها..انه والدها ابو حامد مع اخيه عم رجاء الكبير... والطرف الاخر ربما خالها وحامد... الذي لم اميزه الا هذه اللحظة ...

في الوقت الذي هو ينظر الي بشكل ملحوظ ولم يرفع عينيه حتى عندما انتبهت له... ابعدت نظري عنه..لا ادري لم عاودت النظر اليه...لأراه مازال ينظر...

شعرت بحرارة تجري بجسدي.... لابد انه انتبه لي من البداية... التفت الى الامام جهة المنصه..وابقيت عيني مغمضه..وفتحتها وهم يصعدون عليها جميعهم... حتى اوصلوا رجاء الى الكرسي.. كان هناك من يقمن بالتصوير... الا اني تحركت من مكاني ..

بعد التصوير نزل الرجال متجهين للبوابة..بخطوات سريعه..وما ان وصل حامد قرب الطاولة التي اجلس عليها حتى ابطأ في خطواته...
وصار يتلفت نحو مكان جلوسي..لكنه لم يجدني لقد تعمدت ان اغير مكاني واغطي وجهي بالكامل بالوشاح الاسود...واصبحت وكاني احدى المتغطيات ..لم يميزني..ولكن بدى محتارا...حتى اني كتمت ضحكتي...

ما ان خرج حتى بدأت موسيقى الزفه الاخرى..لابد انه العريس...التفت الى عمتي...
(عمتي ساذهب لدورة المياه ..)

تحركت من مكاني الى نهاية القاعة..كنت ابحث عن مدخل دورة المياه...
اشارت لي العامله قبل ان اسالها نحو المدخل الذي دخلت منه رجاء وقفت عنده ووجدت باب اصغر على الجانب الايمن...
دخلت مسرعه لدورة المياه... الاني وجدتها غرفة الانتظار للعروس...
لم اشارت لي ان ادخل الغرفه؟؟؟ كم هي غبية..
الا اني انتبهت لوجود مغسله ومرايا كبيرة في الجانب...اتجهت اليها...
ازلت الوشاح والجاكيت ونظرت لنفسي ..لم يتغير شئ..
ومالذي يغيره فانا منذ حضوري الحفل لم اتحرك من مكاني..
كنت انظر لطول شعري.. بدى لي طويلا..لم انتبه لذلك الا عندما كنت اسرحه في المنزل قبل حضوري...
ولكن الان صار يذكرني بشئ اخر.. انه مثل شعر امي عندما توفيت..كانت اكبر من سني الان قد يكون عمرها 32 سنه عندما حصل الحادث...
دمعت عيني..وانا اتذكر... كل شئ يذكرني بحزني حتى الافراح..نظرت الى نفسي وانا امسح دموعي.اكلم نفسي.(الا تعرفين كيف تفرحين يا نورس بلا دموع؟؟),,
مسحت دموعي دون ان اخرب المكياج... ورفعت شعري بكفي لاعلى..ونظرت لشكلي..لو اني رفعته لبدوت اجمل.... لان حتى وهو مرفوع يصل لمنتصف ظهري...
وضعت يدي على ظهري..كم اشعر بالتعب..اغمضت عيني وتذكرته...
جلست على الكنبة اخذت نفسا عميقا...من هول صدمتي بنظرات حامد الغريبه...
كان صوت الموسيقى منخفض...وضعت يدي على راسي... لشعوري بشئ من الهدؤ...
استندت واغمضت عيناي....

اختفت نورس من المكان..قالت لي انها ستذهب الى دورة المياه واتاخرت...
حتى انها لم تحظردخول سعود الصاله مع اخوانه وابيه....
تقدمت لنهاية القاعه سالت العاملة عن دورة المياه..
اشارت الى جهة اليسار اخر الممر...كانت خالية..لا يوجد بها احد.من سيترك الزفه لذهاب الى دورة المياه,,
نورس طبعها غريب.صرت اتلفت...ابحث عنها..العاملة تتقدم لي..
(تبحثين عن احد؟؟) بصعوبة سمعتها من ازعاج الموسيقى,,,(نعم ابنتي..لا اجدها)
اشارت لي للجهة الاخرى..كانت البوابة مفتوحة..وفي باب اصغر ...قريب مني مفتوح اقتربت... الا اني سمعت صوت اغلاق باب اخر كان في نهاية الممر.....اتجهت للداخل..كانت نورس..مستندة على الكنبة,,
( نونو انت هنا..)
فزعت نورس ما ان سمعت صوتي..( عمتي...)
_(ماذا تفعلين هنا)
*( لا شئ...)
-(دخل سعود مع اهله وخرجوا ولم ترينهم
*(ليس مهم...المهم رايت رجاء)
مسكت بيدها لتقوم معي ..(ماشالله عليها...منتهى الجمال..)
خرجنا من الغرفه الى داخل القاعه وفي طريقي التقيت بالعاملة..(اسالك عن دورة المياه تشيرين لي للغرفه؟؟)
ابتسمت العاملة..ربما لم تفهم ما قلت...
عدت لمكاني... كانت اختا سعود ترقصان..ورجاء وسعود في عالم اخر.... كنت اشعر وكانهما ليس معنا في الحفل.... وقد اختفى خجل رجاء.....

انتهى الحفل مع ساعات الفجر الاولى..كم اشعر بالتعب وعمتي واضح عليها النعاس...ولكن بقينا لاخر الحفل..ولم تعترض عمتي...فهذه حفلة رجاء وتعتبرها مثل ابنتها...
ارتديت الجاكيت ...وغطيت شعري... واتجهنا نحو المخرج...
كان عدد الحضور قليل وقت خروجنا فقط اقارب رجاء وسعود... كان هناك عدد من الرجال امام البوابة الخارجية..لم اراهم جيدا..

لمحتهم وقد سمعت اصواتهم العالية..مشيت بجانب عمتي حتى ابتعدنا عنهم ..وقفت عمتي امام موقف السيارات ..

وصارت تتلفت..(اين السيارة..لقد تغير علي المكان بعد اختلى من السيارات..)حتى تقدم لنا العامل الاسيوي المسؤل عن تنظيم موقف السيارات..

وقبل ان يتكلم انتبهت لصوت احدهم..( خاله.هل تحتاجين لشئ ....) في حين اشار بيده للعامل ان ينصرف..

كان حامد..انتبهت اليه.. يحدث عمي وهو يوزع نظراته بيني وبينها..وبحركة سريعه التفت للجهة الاخرى ووضعت الغطاء على وجهي..ولم التفت له
عمتي ( لا اعلم اين اوقفت السيارة؟؟)..
سالها (ما هو نوع السيارة..)
اجابته ( اكورد رصاصي..)
مد يده لها (اعطني المفتاح انا ساقربها لك..)

اخذ المفتاح من يدها... واتجه للجهه الاخرى..لم تكن بعيده لكن من الصعب ان نميزها..كنت انظر اليه داخل السيارة..بدى وسيم حقا كما تمدحه رجاء دائما... صرت اتامل شكله من تحت الغطاء... وانتبهت لعمتي تناديني (نونو هيا )

لم اعي لنفسي.. الا وعمتي قريبه من السيارة وهو بجانبها..صعدت بسرعه...وبقى هو مكانه..وعندما تحركت عمتي بالسيارة,,,انتبهت له يشير بيده يودعنا...

كنت مرهقه حقا..وليس لدي قوة كافيه لافكر بتصرفاته اكثر..اريد فقط ان اصل للسرير وانام...انتبهت لعمتي..(ماذا يعمل؟؟) لم افهم ما تعني..(ماذا تقصدين عمتي؟)..
*( هذا اخ رجاء الوحيد ما ذا يعمل..)
+( حامد؟؟ لا اعلم)
*(اسمه حامد؟؟)
+(نعم عمتي..)لا ادري لم شعرت بالاحراج..
*(لم اره من قبل..)
+( اين سترينه عمتي..ثم انه كان يدرس بالخارج ومن اسابيع تخرج )
*(ما شالله لديك معلومات عنه )وهي تلتفت وتبتسم
+( رجاء اخبرتني....)
ساد الصمت بعدها...
وغلبني النعاس...
ومن السيارة..الى المنزل... الى الغرفة بسرعه ابدلت ملابسي..وبصعوبة ازلت مكياجي وانا نصف نائمة..ووضعت راسي على الوسادة وغطيت في النوم...

كان الارهاق واضح على نونو لكن بالي اصبح مشغولا...بقيت سهرانه حتى اذان الفجر..افكر في حامد ..

شعور غريب الم بي منذ ان رايته في زفة رجاء... كانت نظراته نحونا..
وحتى تصرفه معنا عند موقف السيارات... كان واضح عليه الاهتمام..
وكذلك نورس واضح عليها الارتباك... تصارعت الافكار في راسي..هل هناك امر تخفيه نونو عني...

وبسرعه ادركت سؤ تفكيري..مستحيل ان يكون هناك امر مثل هذا وتخفيه عني نورس... اعرف كم ترفض فكرة الارتباط..
ربما هناك شئ من ناحيته هو..هنا شعرت ببرودة الفكرة..
اهتمام منه هو... ابتسمت لا اراديا...
لا ادري لم خطر ببالي فكرة ان ترتبط نونو بشخص مثل حامد...
كم اتمنى ذلك..فهو شاب من عائلة معروفة ومحترمة...
وحاصل على شهادة من الخارج... قل حماسي فجأة هل المشكله في وجود شخص بمواصفاته فمن تقدم لنورس كثيرين واغلبهم حلم لاي فتاة الا ابنتي..ولا اعرف السبب...انقطعت افكاري مع صوت اذان الفجر

بقيت اتقلب على السرير ...
رغم الارهاق الا اني لم استطع النوم ...
حزنت كثيرا عندما عدنا للبيت بدون رجاء...
سنفتقدها كثيرا....
ليس هذا فقط ما يمنعني عن النوم....
فكل ما حدث هذه الليله كان مميز....
يكفي اني رايتها..
كانت رائعه فعلا....
لم اتمالك نفسي عندما لمحتها...
لقد ميزتها من بين كل الموجودات...
صرت انظر اليها..الى ان اصبحت قريب منها..اانتبهت لي ...
ابعدت نظرها عني....
ولكنها عاودت النظر الي..
شعرت بارتباكها.... تجاوزتها الى مقدمة القاعه...
انشغلت بعدها برجاء والتصوير معها...
وعند انصرافي افتقدتها..
صرت ابحث عنها بشكل ملحوظ..
لكني لم اراها....
خرجت من القاعه وانا افكر اين اختفت؟؟ قبل لحظات كانت امامي...
انتبهت الى سعود بانه سيدخل مع اخوته ويصحبه عمي...
كان يبدو عليه الفرح كيف لا والليله سيتحقق حلمه بالزواج من رجاء...
بحثت في جيبي عن الجوال...
اسرعت نحو ممر الخدمات المؤدي للغرفة التي كانت بها رجاء...
دخلت من الباب الصغير ومنه الى الغرفة...
وقفت جامدا مكاني..
انها هي ... امامي..لم تنتبه لي ابدا....
كانت مشغوله بنفسها ...وهي تستعرض شعرها امام المراة....
وعيت لنفسي..لم انا اقف هنا بوجودها....
خرجت بسرعه ...لا اريد احراجها....
خاصة اني انتبهت الى ان هناك من هو قادم....
خرجت من الباب نفسه الذي دخلت منه...والذي يؤدي لممر الخدمات...ومنه للخارج...
الا اني انتبهت لصوت ناعم ينادي..
( اهلا حامد...)
التفت للخلف...باستغراب ....وقع نظري على الفتاة..لم اميزها.... صرفت نظري عنها..الا انها اقتربت اكثر..(ماذا تفعل هنا؟؟؟المكان خاص للنساء..)

واضح انها تريد الحديث فقط..( وما شانك انت؟؟)
(انت؟؟الم تعرفني ؟؟انا اميرة ...ابنة عمك...)
التفت لها (اميرة لم انت هنا؟؟)

استغربت وجودها امامي... اول مرة اراها من غير حجاب... لم اميز حتى صوتها..
وشكلها بدى لي غريبا.... اردت الانصراف...كان موقفا محرجا حقا
بصوتي العالي (ادخلي بسرعه.... قد يمر الرجال من هنا...)
بقيت مكانها (انت اخبرني ماذا تفعل معها في الغرفة..؟؟؟)
التفت لها بحركة سريعه...وتقدمت نحوها (ماذا تقصدين؟؟؟)
وهي تغمز ( رايتك خارج من الغرفة .. )
بحدة اجبتها..(احترمي نفسك...)
وبجراة اقتربت اكثر ( ..هل تعجبك هذه الفتاة المتكبرة؟؟؟)
(اغربي عن وجهي ..) قلتها وانا ابتعد عنها.
( انك لم تبعد نظريك عنها داخل القاعه....)

لم ابدي اهتمام لتعليقها لابد انها تريد ان تغيضني ..
تمالكت نفسي ..وابتعدت عنها للخارج.. لم تفكيرها قذر باتجاه نورس... وكيف تظن بها... وتجرؤ على الحديث في امور غاية في الحساسية بهذه البساطه...

كم هي قليلة ادب..و جريئة.. لتقف امامي بهذا الشكل ...كانت شكلها ملفت للانتباه.... فستان احمر.. ملتصق بجسمها حتى انها تتحرك به بصعوبة .

وتسريحة شعرها الغريبه ومكياجها الصارخ....كيف لها ان تخرج بهذا الشكل...

لقد تسببت لك بسؤ الظن بدون قصد يا نورس... ولاادري هل لي ان اكلم اميرة وانبهها لسؤ فهمها... ام انسى الموضوع حتى لا يكبر في نظرها...وتشعر باهتمامي اتجاه نورس... التي لا تدري عن شئ ابدا..

كيف تتوقع هذا من نورس.. انها بنت نفسها ولابد ان تفهمها اكثر مني ..

تذكرت نورس ما ان راتني اقترب منها هي وعمتها في موقف السيارات حتى غطت وجهها... كل يوم يزيد اعجابي بها... وليتني اعرف سبب حزنك والدموع التي تراقص في عينيك دائما...
حامد مازال يتقلب على سريره وصورة نورس امامه وبريق الحزن الذي في عينيها يحيره كثيرا...




yassmin 10-11-10 10:54 PM




الشاطئ الخامس*

*الموجة الاولى *



انهيت مكالمتي مع رجاء وانا في قمة السعادة...كم انا فرحة لعودتها من شهر العسل. افتقدتها كثيرا مر على زواجها اكثر من 3 اسابيع.... فلم يعد جوالي يرن ابدا... فليس هناك اتصالات مع غيرها...

ولكن هل ستعود علاقتنا مثل السابق
ام انها ستنشغل بالحياة الجديده
قد يؤثر هذا علي كثيرا
بما ان ليس لدي صديقة غيرها
ولكني سعيدة من اجلها...
غدا سأراها ستقيم حفل استقبال في الاستراحة الخاصة بوالدها
دعتني مع عمتي فريدة
وكعادتها لابد ان تعطيني بعض الملاحظات على لباسي

( حذاري ان تلبسي لباسك القاتم الرسمي..اكرهه...اريدك الاجمل بينهن..كما كنت في حفلة زواجي..)

اعتادت على ان تراني بلباس يظهر عليه الرسمية وبالالوان القاتمة..
ورغم امتعاضها الا اني لا اغير من ذوقي في الاختيار....

اتذكر اننا نذهب لشراء لباس للجامعه..نختار الطقم نفسه الا انها باللون الاحمر وانا باللون الكحلي..
لطالما حاولت ان تغير من اختياري لكن لا جدوى
اشعر ان عقلي بدأ يفكر مثل باقي الفتيات...(ماذا سأ لبس غدا؟؟؟)
.................................................. .................................................. ..
جهزت مبكرا.... فاليوم ساستقبل صديقتي العزيزة بعد طول غياب..
كم اشتقت لها...
نظرت الى نفسي في المراة...
انها المرة الاولى التي البس فيها فستان قصير...
لونه اسود.... ولانه عاري عند الصدر ارتديت عليه قميص من التور باللون التركواز...
مع مكياج بسيط وضعته بنفسي....
وهذه المرة رفعت شعري ولانه طويل بدى حقا وكانه ذيل حصان...
شعرت وكاني اصغر من سني... لا ادري لم...
ففضلت ان لا البس حذاء بكعب عالي..
واكتفيت بحلق دائري وخاتم تركوازي اللون ....
ارتديت العباءة التي ارتديها دائما لمركز القران لانها غير مفتوحه من اسفل..
فسيسهل علي المشي بالفستان القصير...
ولم انسى هديتها.... فتحت درج المكتب... واخرجت العلبة المخملية الحمراء
وقبل ان اضعها في حقيبتي السوداء الصغيرة..
فتحتها...
اعلم كم يعجبها الذهب الابيض...
لذا اخذت لها هذا الخاتم ونقشت بداخله اسم سعود..
خرجت لاجد عمتي مندمجة مع مسلسل جديد....
انها لم تجهز لذهاب معي... رغم اني اخبرتها البارحة...

*(عمتي الن تأتي معي؟؟)
_(لا نونو ..اعذريني..لن استطيع الذهاب..) دون ان تلتفت الي..في غاية الاندماج مع المسلسل
*(هل هو مسلسل جديد)
_(لا..لكني لا ارغب في الخروج ... اذهبي انتي واستمتعي مع صديقتك..)
خرجت بالسيارة... متجهه الى الاستراحه...اتصلت برجاء حينها لكنها لم ترد..لابد انها مشغولة...

بعد ثلث ساعة وصلت للمنطقه ولكني لم ادل طريق الاستراحه....
وقفت جانبا..وصرت اتصل على جوالها مرة اخرى..الا انها لم ترد....
طال وقوفي في المكان...

وقليله هي السيارات التي تمر من هذا الطريق لانها منطقه سكن خاص...
حتى اتصلت رجاء...

(اسفه نونو الجوال ليس معي..)
_(انا واقفه على جانب الطريق منذ ان اتصلت لك..)
(الا تعرفين الطريق الاستراحه..جئت معي من قبل ..)
_(لا اذكر رجاء..)
(حسنا سارسل لك السائق وانت اتبعيه...اين انت بالضبط؟؟)
انهيت المكالمة مع رجاء...بعد ان اخبرتها بمكاني..وبقيت انتظر السائق...

بعد اقل من 5 دقائق انتبهت لاضاءة قوية نحوي من سيارة خلفي... واشار الي ان اتبعه... تحركت من مكاني وصرت امشي خلف السيارة.... وبروده غريبة تسري في دمي...

رجاء اخبرتني ان السائق من سيدلني على مكان الاستراحه... لكن من هو امامي هو حامد اخيها.... لا اعلم لم تحب احراجي هذه الفتاة,,,,


بقيت ورائه كان الطريق ليس سهل علي ان اتذكره... مرة واحده فقط لاني جئت الى هنا وكانت رجاء هي من تقود السيارة...

انتبهت لمجموعه من السيارات واقفه امام المدخل....
هنا تكون الاستراحه...
الا اني لا اجد موقف لسيارتي....

انتبهت الى حامد ينزل من سيارته الجيب السوداء ويتجه نحو البوابة...
فتح البوابة بحركة سريعة..واشار الي ان ادخل...

المدخل واسع جدا..ولا توجد سيارة بالداخل غير سيارتي..اوقفتها جانبا...دون ان التفت خلفي او حتى ان اشكره..شعرت بارتباك شديد وقتها... لا ادري من اي جهه ادخل المبنى...
( ادخلي من جهة اليسار.... المدخل الذي امامك..)

جمدت مكاني..لازال واقفا خلفي..وشعر بارتباكي... الا اني تقدمت نحو المكان الذي دلني عليه... وما ان قطعت الممر حتى وجدتهن متجمعات قرب المسبح الكبير....

صرت اتلفت ..جتى لمحت خالتي ام حامد...
اسرعت لها...
(اهلا خالتي..كيف حالك؟؟)
_(اهلا بك نورس.. هل دلك حامد؟؟؟)
(نعم..اتى بي الى هنا..)
_( اخبرتني رجاء انك واقفه على جانب الطريق... فطلبت من حامد ان يدلك...... ادخلي ابنتي رجاء هناك) وهي تشير نحو احدى الطاولات....

كانت الاضاءة في المكان رائعه..واصايص الورد موزعه بشكل جميل... والطاولات في جانب واحد قرب المسبح. والجانب الاخر طاولات البوفيه... كان عدد المدعوات ليس بكثير,,,

تقدمت اكثر... وقفت رجاء ما ان راتني.. اخذتني في احضانها...
(نونو اشتقت لك...)
ابتسمت لها(كم انت جميله رجاء..)

كانت في منتهى الجمال... اشعر انها تغيرت كثيرا..وكبرت ايضا..هل كل هذا التغيير من الزواج؟؟؟
امسكتني من يدي..وادخلتي في غرفة جانبية بها خزانة كبيرة...

(هيا اخلعي العباية وتعالي معي ..)بقيت مكاني... وانا افك ازرار العباءة ببطء..
رجاء وهي تساعدني..(بسرعه نونو ...انهن يردن ان يتعرفن عليك..تحدثت لهن عنك كثيرا..)
لا ادري من تعني بكلامها... وضعت عبائتي في الخزانه... والتفت لها..(مارايك؟؟)

_(رائعه نونو..تعالي بسرعه..)
خرجت معها وهي ممسكة بيدي...
(رجاء.. )
_(لا تخجلي... انهن قريبات سعود ..خالته وبناتها...)

اتجهت معها اليهن..كن جالسات على الطاولة التي تتوسط المكان... قربت احداهن الكرسي... جلست بعيده عن رجاء..لكن مقابله لها...

ارتحت بالجلوس معهن..انهن لطيفات... وواضح عليهن الاناقه...
التفت لي احداهن(رجاء لا تتوقف عن الحديث عنك..)
_(منذ قدومنا نسالها ..اين صديقتك؟؟)
ابتسمت لهن وقد خجلت حقا من كلامهن..(تشرفت بمعرفتكن..)

*(هل انت في سن رجاء..او اصغر؟؟)
التفت لمن سالتني كان واضح انها والدتهن (لا انا اكبر منها بعامين..صح رجاء؟؟)
ضحكت رجاء بصوت عالي(اول مرة فتاة تتكلم عن عمرها...وتقول انها الاكبر)
ضحكن جميعا على تعليقها...

رجاء وهي تلتفت للسيدة التي سالتني..(خالتي...هل ابدو اكبر منها...)
اجابتها (بصراحه ..نعم..)

لا ارديا وجدت نفسي اضحك بصوت مرتفع....
تصنعت رجاء الغضب...( ابدوا اكبر منها ربما لاني متزوجة...)
التفتت احداهن باستغراب..( نورس انت لست متزوجة؟؟)
ابتسمت لها (لا..)
انفعلت احدى الفتيات تبدو اكبر مني سنا (لتتأكدوا ان الرجال ليس لديهن نظر..)
نظرت لي رجاء وبصوت منخفض..( نورس تقدموا لها الكثيرين ولكنها تفضل الدراسة على الزواج)
التفت لي والدتهن..(لم يا ابنتي... البنت مستقبلها بالزواج...)
البنت نفسها انفعلت اكثر( ومن لا يتقدم لها الا اسؤ الشباب؟؟؟)
ضحكن على انفعالها...

yassmin 10-11-10 10:56 PM



الموجه الثانية*

اخذني الوقت وانا مندمجة في الحديث معهن... احببتهن فعلا.... وقد شاركنا الحديث بالاضافه الى خالة سعود وبناته..اخوات سعود امل واميرة...
واضح ان امل هي الصغرى كانت مشغولة برضيع في حضنها....
كم هي رائعه الامومه.. الابتسامة لا تفارقها وهي تداعبه ( سعود حبيبي سعود)....

بينما اختها اميرة صامته لا تتكلم..لفت انتباهي فستانها الاحمر ..كان قصير جدا..
بدت لي وهي جالسه وكانها ترتدي قميص فقط...
وشعرها مصفف بتسريحه غريبه...

كان واضح انه مجعد بشكل متعمد.وبه خصل بلون احمر ناري..وقد رفعته لاعلى..
مع مكياج صارخ...تذكرت انها لبست ليلة حفلة الزواج احمر كذلك....

كلما التفت باتجهها رايتها تنظر الي بشكل غريب..وكأنها تعرفني من فترة....
احاول تجاهل نظراتها...مع اني اشعر ان لديها ما تقوله لي... لكني لم ارتح لوجودها.....

قطعت تفكيري رجاء ( نونو انظري الى سعود الصغير..)
نظرت اليه وانا ابتسم (ماشالله يشبه والدته..)
سالتها ( من اختار الاسم؟؟)
التفتت امل الى رجاء وهي تغمز لها (انا اخترته لان رجاء ستنجب بنت اسمها امل)
ردت عليها رجاء ( امل؟؟...اسم قديم..سأسمي ابنتي نورس)

قطعت اميرة صمتها و نظراتها مازالت علي وهي تقول (نورس) تقوله باستهزاء...(سميها عصفور افضل...) وتحركت من مكانها مبتعدة اما ذهول الجميع....

التفتت لي امل وبان عليها الاحراج..( لا عليك نورس... انها تمزح)
لم اعلق بقيت صامته...وانشغل الجميع بالحديث... كانت رجاء تستاذن منا لتستقبل ضيوفها وتعاود الجلوس معنا...

تحركت من مكاني باتجاه اميرة..لقد ازعجني تعليقها على اسم نورس... واعلم ان نورس حساسة جدا... واكيد ضايقها هذا التعليق...

ما ان اقتربت منها..وقبل ان اكلمها . رفعت صوتها علي(لا تزعجيني بنصايحك هذا اسلوبي ولن تمنعيني ان اقول رايي في صديقتك المتكبرة واسمها..)

ليس لدي اي رد على كلامها..انها فعلا قليلة ادب... ولا احد يسلم من لسانها...
نظرت اليها و بحده ( لن ادعك تعكرين علينا الحفل... لذا لن ارد عليك..)

انصرفت عنها..وانا اراها تحترق من الداخل..انها انسانه غريبه..لطالما تصنعت المشاكل بيني وبينها.. وقد حذرني منها سعود كثيراومن مشاكلها المفتعله

اما نورس..بقيت هادئة كعادتها... ليست هادئة ولكنها في منتهى الروعه... بدت لي اصغر من عمرها بكثير... واسعدني مشاركتها الحديث معنا...

رغم اني توقعت انها ستاتي غاضبه لان حامد من دلها الطريق بدل السائق... فقد طلبت من امي ان ترسل السائق..ولكنها ارسلت حامد بدلا عنه... لاتثق بذكاء السائق الاسيوي...

وقد اضحكتني كثيرا بردها ( لو ارسلته لنورس سياتي لك بفتاة اخرى... انه لايفهم..)

(رجاء انا اكلمك..)
اتبهت الى امي بقربي...( نعم ..ماما ..)
_( ادعي ضيوفك للبوفيه)
*(ماما ...انا من ادعيهم..)وانا اغمز لها (هل نسيتي اني عروس)
تقدمت نحو الطاولة لتي تجلس عليها نورس ...( تفضلن للعشاء...)
فيما امي تقدمت لباقي المدعوات على الطاولات الاخرى,,,,
تجمعن على طاولة البوفيه... عداي انا عدت للطاولة نفسها جلست عليها واحذت نفسا عميق..اشعر بالتعب..

منذ الصباح وانا واقفه على قدمي اجهز للحفل... تفرقن بعضهن وهن يحملن الصحن باتجاه طاولاتهن...

كنت المح من بعيد نورس واقفه ممسكه بصحنها..ولا تتحرك..(كم هي خجولة هذه البنت... ) انتبهت الى اميرة تقترب منها... وابتعدتا عن البوفيه..كانت اميرة تتحدث ونورس ممسكه بصحنها الخالي صامته...

وقفتا بعيدا عن الجميع... احترت فيما تتحدث اميره معها ..هل من المعقول انها تعتذر منها..ربما؟؟؟ رغم ان هذا الاسلوب ليس من عادتها....

اميرة اخذها الكلام... تتكلم وتتكلم..وانا الدنيا تدور بي..
لا ادري عن ماذا تتحدث... كانت تقول كلاما غريبا لا افهمه...
اخذتني من بين المدعوات متعمدة....

لتسألني عن علاقتي بحامد..لم اتحمل سؤالها ...
ليس سؤالا واحدا وانما استجواب عن شئ لا اعرفه..
بنبرات صوتي المتقطعه ( لا ادري عن ماذا تتحدثين..)

_( اتحدث عن تواجدك مع حامد في الغرفة ليلة زفاف سعود ورجاء)
*زادت دقات قلبي ( اي غرفه؟؟)
-( لا تتصنعين البراءة؟؟غرفة الانتظار التي كانت فيها رجاء ...)
*وانا ابرر لها بحسن نية ( كنت هناك وحدي)
-(لا تكذبي..رايته يخرج من الغرفة. في الوقت الذي كنت جالسه على الكنبه.. اسمعي يا قليلة التربية لن نقبل بك بينا..ومن الافضل ان تحترمي من تجلسين معهن.........)

بقى نظري عليها ..والدموع تتراقص في عيني حتى اني لم انتبه لباقي كلامها... تتهمني بوجود علاقة مع حامد..واننا اختلينا ببعض في غرفة الانتظار..


لم اتمالك نفسي ... حتى يدي لم تقوى على امساك الصحن.... الذي بدى يتراقص في يدي..حتى وقع على الارض ...واحدث ازعاجا لم ينتبه اليه احد..ربما اصوات المدعوات مع اصوات الملاعق والصحون غلب على المكان فالكل مشغول بالاكل...

اسرعت بعيدا عن هذه الفتاة..للغرفة الجانبية...
فتحت الخزانة... وصرت ابحث عن عبائتي في كومة سوداء امامي..
وبصعوبة ميزتها مع الوشاح الاسود المزين بورود بيضاء صغيرة...
ارتديته بسرعه...وهممت بالخروج من الغرفه...

تفاجأت برجاء امامي... تمنعني من الخروج...
بصعوبة نطقت (رجاء ارجوك اريد الانصراف بسرعه )..
شعرت بنفسي كاني ريح عاصفه... لم تستطع رجاء الوقوف امامي..
خرجت باتجاه الممر ورجاء خلفي..حتى وصلت للساحه قرب السيارة.. اعلم انها لن تلحقني الى هنا بلا حجاب...

صعدت لسيارتي بسرعه... ولم اعرف كيف لي الخروج من المكان والبوابة مغلقه..
وضعت راسي على المقود.... وانخرطت في البكاء,,كنت ابكي على حالي...
لو كان لي ام بقربي لما تجرات هذه الفتاة ان تتهمني بكل هذا.... اين انت امي....؟؟؟؟
انتبهت الى طرقات على النافذه..رفعت راسي... رايت رجاء امامي.
بعد ان غطت نفسها بالعباءة.. مسحت دموعي ... وفتحت النافذه,,,
(ماذا جرى نونو..اميرة ماذا قالت لك..)
_(رجاء ارجوك... اريد ان اذهب الان واعدك غدا اخبرك بكل شئ)
(وهل انت قادرة على القيادة بهذا الوضع...)\
_(نعم..اخبريهم ان يفتحوا البوابة)

التفت للجهة الاخرى... وبنبرات قلقة..
( حامد اخبرهم ان يفتحوا البوابة ..مصرة على الخروج..)

انقبض قلبي فجأة حامد هنا ايضا؟؟ماذا يفعل؟؟؟ انها المرة الثانية التي يراني بهذا الوضع... وان عرف سبب بكائي الان ماذا سيحدث؟؟؟؟

قطع تفكيري ... صوت البوابة وهي تفتح ... رجعت بالسيارة للوراء,,,
وانا انظر للمرايا حتى لا اصطدم بسيارة في الخارج كانت قريبه من البوابة...
توقفت فجاة بعد ان لمحت حامد ينظر الي .. في المرايا نفسها لانها تعكس صورتي...
كانت نظرات غريبه..لم افهمها... شعر بارتباكي...ابتعد عن نظري...
بعدها خرجت من المكان.. وبسرعه اتجهت لطريق العام....

لاادري ماذا جرى في الحفل بعد ذلك...بقيت صامته وقد تغيرت ملامحي..
لا استطع ان افهم الموضوع من نونو وفي نفس الوقت لم اشأ التحدث مع اميرة امام الجميع....

شعرت بان الوقت طويل حتى انصرف جميع المدعوات.... كما تجهزت انا للعودة للمنزل مع سعود...

كنت مرهقه جدا ..وعقلي مشغول على نورس..لم ارد الاتصال بها..اعلم ان تضايقت ترفض الحديث مع اي احد....

دخلت للغرفه الداخلية ابدلت ملابسي..لبست ملابس مريحه....مع العباءة وخرجت انتظر سعود..

كان سعود مع حامد ... اقتربت منهما..
_(سعود بسرعه خذني للبيت اشعر بالارهاق...)
وقبل ان يتكلم حامد....التفت له( ساتصل بك غدا..)
كان واضح علي القلق والاضطراب... وفي السيارة لم اتمالك نفسي مع سعود...

ما ان سالني عن سبب انزعاجي..حتى اخبرته بما حدث من بداية احراج اميره لنورس امام خالته وبناتها...حتى رؤيتي لها من بعيد تحدثها ..وانصراف نورس تبكي....

لم يعلق سعود على كلامي..بقيت صامتا...

الا انه نطق اخيرا (اعرف طبع اميرة جيدا... يسعدها احراج من حولها..لكن علينا ان نعرف ماذا دار بينهما..فانت لا تدرين في امذا تتحدثان..)

لم اعلق على حديثه..رغم كل ماحدث فهذه اخته... وسيبحث لها عن اعذار... لذا فضلت الصمت... حتى اعرف ما حدث بالضبط...
لم انم جيدا تلك الليله... انتظر متى تشرق الشمس ويذهب سعود الى اخته ليسالها...لابد ان يحدثها باسرع وقت.. خاصه اننا نسكن معهم في البيت في جناح خاص بالطابق الثاني...

لا تعلم كيف وصلت للمنزل بهذه السرعه..كانت تشعر ان السيارة تسير لوحدها...
ما ان دخلت الغرفه حتى رمت بنفسها على السرير واخذت في البكاء...كانت تشعر كفاها ترجف كلما تذكرت كلام اميرة..( انت وحامد لوحدكما بالغرفة...) كيف يقال عنها هذا الكلام الخالي من الصحه....

كيف للناس ان تستصغر مثل هذه الامور لتتحدث بها بسهولة.... رغم هدؤها وقلة حركتها في اي مكان تتواجد فيه الا ان هناك من يخطئ في حقها,,,, فكيف ان انكشف سرها يوما... ماذا سيقول الناس عنها... كيف لها ان تواجه الناس وكلامهم ان ارغمت على الزواج يوما وانكشف انها........
بقيت جالسه على السرير..وقد غطت وجهها بكفيها ووضعت راسها على ركبتيها.... وهي تبكي....
.................................................. .................................................. ................
.)



yassmin 10-11-10 10:58 PM



الموجه الثالثه



(نعم تكلمت مع تلك الفتاة التي تدعى نورس)

كانت تتكلم بكل ثقه..وكأن لديها الكثير لتقوله ..حتى اني شعرت انها فرحة بموقفها هذا...

سالها سعود..( عن ماذا تكلمتما؟؟)
نظرت الي..كنت جالسه على الكنبه ..واهز احدى ساقي بعصبية؟؟؟
بنبرات حادة(اجيبي....)
التفت لي سعود اشارة لي ان اصمت...
ابعدت نظرها عني تتظاهر بعدم الاهتمام...
وعاد سعود لسؤالها..( ماذا قلت لها لتخرج باكية؟؟)
(كلام اخجل ان اقوله لك...)

وترني كلامها اكثر.... انتبه لي سعود... لكنه عاد يسالها..( قولي بالضبط ما جرى....)
( صديقة زوجتك...)وهي تشير لي... وقفت في مكاني... انتظر ما ستقول..( رايتها مع حامد في غرفة الانتظار ليلة زواجكم)
تقدمت لها اصرخ في وجهها دون وعي (كاذبة...انت كاذبة)


رفعت صوتها اكثر..(انا لست كاذبة..اساليها..او اسالي حامد..ماذا يفعلان في الغرفه بعد دخولك بينما نحن مشغولون بالزفه..انا رايتهما بعيني..)وهي تشير الى عينها..(وان لم تصدقوني اسالوا حامد...)

واكملت بتحد( لما التقيتها في حفل الاستقبال اخبرتها ان مثل هذه التصرفات غير مرغوبة عندنا...ولو علم سعود لمنعك من الحضور او لقاء زوجته..)
التفت الى سعود وانربط لساني هذا ما شعرت به لحظتها... لم استطع على التعليق..كيف لنورس ان تتحمل كل هذا الكلام....

افكار كثيرة تتصارع في داخلي.... ولكني تمالكت نفسي امام سعود... الذي طلب منها الانصراف..
انصرفت هي وانهرت على الكنبه لم اتحمل ما قالته...

رفعت راسي لارى سعود واقفا امامي..(اكره التدخل في امور النساء.. ولكن انت اصريت على ذلك...) واكمل...0( بعد ما قالته اميرة لا اريد هذه الفتاة ان تدخل بيتنا او حتى تلقتي بها..)

بصعوبة نطقت برجاااء(سعووووود)

رفع كفه لي اشارة ان انهي الموضوع.... وهذا يعني ان لا افتح معه الموضوع والا ستبدأ مشكله بيني وبينه... ماذا علي ان افعل..وكيف اكشف كذب اخته الحقيرة...

في هذا الوقت كانت اميرة واقفه خلف الباب لم تنصرف ..وانما تتصنت على ما سيقوله سعود لرجاء..وما ان انتهى من كلامه...وساد الصمت المكان..

نزلت بسرعه لغرفتها..وفي عينيها بريق الانتصار.... لقد انتصرت على هذه الفتاة التي ستسلبها حبيبها حامد املها في ان يتزوجها قبل ان تكمل عامها الثلاثين.

لا تريد ان يلقبها احد بكلمة عانس.....هذا ماكان يدور في عقلها...

استيقظت نورس وتفاجات انها لم تبدل ملابسها وتمسح مكياجها... تذكرت ما حدث معها..
وضعت راسها بين كفيها...ماذا عليها ان تفعل الان... تحركت من سريرها بسرعه...

اتجهت للحمام..شعرت انه الوقت المناسب للاستحمام بالماء البارد كعادتها لتزيل الارهاق..وتمسح ولو جزء بسيط من الحزن عن ملامح وجها...

كان عقلها مشغول برجاء اكثر.. تشعر انها افسدت عليها الحفله... وعزمت على الاتصال بها... والاعتذار.. وستحاول التهرب منها ان سالتها عن ما حدث.. لانها تشعر ليس هناك ما تقولها امام هذه الاتهامات الكبيرة...

ما ان انتهت من الاستحمام حتى اتصلت بها اكثر من مرة لكنها لاترد على جوالها... وضعت نورس جهازها جانبا... وذهبت لتجهز نفسها للصلاة.. بعدها ستتصل برجاء مرة اخرى...

انهت نورس صلاتها... وعاودت الاتصال..الا ان رجاءلا ترد عليها... ربما تصلي او مشغولة
هذا ماخطر في ذهن نورس...وضعت جهازها وهي تعتقد ان رجاء لابد انها ستتصل بها فور رؤيتها مكالمتها...

في الحقيقه رجاء كانت ترى اسم نونو يظهر على الشاشه الا انها لا ترد... لا ترغب في فعل ما منعها عنها زوجها.. خشيت ان يغضب سعود منها... واحتارت بين شخصين.. زوجها اوصديقتها.. قررت اخيرا .. فاخذت جهازها وادارت الرقم...

نورس مازالت محتارة وقلقه على رجاء... اخذت جوالها وصارت تبحث بين الارقام... حتى وجدته..الرقم الارضي لذي اتصلت به رجاء.. لتدعوها لحفل الاستقبال
(السلام عليكم..)
_(وعليكم السلام)
*(هل لي ان اكلم رجاء)
-( من انت؟؟)
*(نورس ..صدي.....)
_(اسفه..رجاء لا تريد محادثتك...وسعود منعها من ذلك ايضا بعد ان عرفوا حقيقتك يا...)
( قليلة الادب قطعت المكالمة وانا تكلم...)اكملت اميرة تحادث نفسها بعد ان ابتسمت بخباثه...(لحسن حظي انا من اجبت ...الان ان تملك كرامةحقا لن تتصل برجاء..وتقطع علاقتها بها وبحامد...)


لقد انقطعت المكالمة من نورس... لم تتحمل كلام اميرة,,, كيف لها ان تتحمل كل هذه الصدمات...
وماذا قالت لهم اميرة ليرفض سعود صداقتها مع زوجته... لا تشعر بما حولها... كل شئ من الماضي تراه امام عينها..
كانت ترى نفسها مقعدة..تبكي فراق اسرتها الصغيرة...وكذلك خطيئتها مع ناصر ووحدتها ودموعها لتخترق كل هذه الالام كلمات اميرة.. (قليلة التربية لن نقبل بها بيننا..ومن الافضل ان تحترمي من تجلسين معهن .............)
(رجاء لا تريد محادثتك...وسعود منعها من ذلك ايضا بعد ان عرفوا حقيقتك يا...)
وضعت كفيها على اذنيها..وهي تصرخ بصوت عالي ((امـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي))
.................................................. .................................................. ......

yassmin 10-11-10 11:12 PM




الموجه الرابعه*


دخل حامد المجلس بسرعه.. ومعه رجاء.... كان في غاية القلق ...وواضح عليه الارهاق وعدم النوم....

التفت حامد نحو رجاء بعد ان اغلقت الباب بهدؤ..( اخبريني متى حدث كل هذا؟؟)
(اهدأ حامد واجلس. لم اتصل بك واخبرك بما جرى لتنزعج هكذا..)
جلس حامد.. وهو يمسح براحة يده على وجهه.. (ماذا تريدني ان افعل بعد ان سمعت منك كلام هذه التافهه....)

رجاء وهي تنظر اليه بجدية...( حامد ..اهدأ سعود منعني من محادثة نورس لهذا السبب... )
_(وكيف يصدقها..ان اخته تكذب...)
*(حسنا اخبرني بالحقيقه....)
_(لا لن اتكلم الا بعد ان يأتي سعود..اتصلي به واخبريه اني انتظره...)

لم ينتظرها تتصل اخذ جهازه وضغط على رقم سعود ومد يده لرجاء.وهو يقول ( اريده ان يعرف ان هذه الفتاة بريئة من كلام اخته..)

. وهي تنظر الى حامد..وكأنها تسمع دقات قلبه (الو سعود...انزل ...حامد ينتظرك بالمجلس...)
*(سينزل الان..ولكن اهدأوانت تكلمه لا اريد مشكله اخرى بينك وبينه..)
_(تأكدي ...لا انا ولا نورس ننزل للمستوى الذي وصفتنا به هذه التافه..ولن اخجل من اي شئ...)

ابتسمت رجاء واخذت نفسا عميقا..تأكدت اكثر الان ان ما قلته اميره ما هي الا اكاذيب .... ولابد ان سعود سيتاكد من ذلك ان تحدث مع حامد....

دخل سعود عليهم..التفت الى رجاء باستغراب..واتجه بعد ذلك الى حامد وصافحه...
(اهلا حامد....ماذا بك...؟؟؟)
انا اخته استغربت من هدؤه ( سعود جئت لاحل مشكلة اختك مع نورس..)

شعرت بحامد وهو ينطق اسم نورس كأنها انسانه قريبه منه..حتى نظرته وقتها كانت مختلفه..لا ادري لم عاد القلق ن جديد..
سعود بهدؤ...
(حسنا حامد... بما انك اتعبت نفسك بالمجئ في هذا الصباح... فانا اسمعك. .)
والتفت لي(احضري ماء او عصير لاخيك...)
اشار لي حامد بيده ان اجلس( لا اريد شئ..انت ايضا اسمعي ما ساقوله..)
ساد الصمت المكان..وحامد يمسح براحة يده وجهه.
.انها الحركة نفسها يفعلها كل ما تضايق من شئ..
سعود ( اخبريني شئ واحد... هل كلامها صحيح انكما التقيتما في....)
وقبل ان يكمل سعود كلامه..
(نعم رايتها في الغرفه....) تفاجأ الاثنان....

نظر للحيرة في عينيهما و اكمل ( لكنها لا تعلم..نورس لا تعلم اني رايتها... كنت ذاهب للغرفه ابحث عن جوالي...سقط مني-وهو ينظر لاخته - عندما ذهبنا لاصطحابك داخل القاعه....)

حول نظره الى سعود ( لم اعلم انها هناك... ما ان انتبهت لوجودها غادرت المكان..حتى اني لم ادخل فقط لمحتها وانا قرب الباب.. خرجت بعدها مباشرة...)

سعود(وكيف عرفت اميرة بهذا؟؟)

بسرعه اجابه...( لابد انها راتني اخرج..لكني متاكد انها لم ترني داخل الغرفه لاني لم ادخل..)
رجاء بصوت منخفض..( وربما اميرة لم تراك...احد غيرها لمحك واخبرها وهي فسرتها على مزاجها...)

سعود التفت الى حامد (ولله اني لا احب اضع نفسي بين كلام النساء الذي لا ينتهي....ورجاء اصرت ان اسال اميره عن ما حدث بينهما من كلام)

واكمل وهو يقترب من زوجته...( بعد ان اخبرتني الموضوع اغضبني بما انها صديقة زوجتي.... واي شخص مكاني بيامر زوجته بانهاء هذه الصداقه..)

سعود وعينه على حامد واضح عليه الضيق..( اعذرني فكما قلت لك الموضوع ازعجني...)

رجاء وكأنها تحادث نفسها ( ولم اميرة تركت الحفل ذاهبه الى نورس؟؟؟؟)

حامد باستهزاء(قولي كيف تتحرك بفستانها الاحمر...؟؟؟؟)

قالها بصوت منخفض...الا ان سعود انتبه له .... رفع راسه ونظر الى حامد ومن ثم الى رجاء...رجاء بقى نظرها على حامد..(وكيف عرفت ان اميرة تلبس فستان احمر ضيق..)

انتبه حامد الى نفسه.. وبتردد وهو يرى السؤال نفسه في عيني سعود...( ضنك ان احدهم اخبر اميرة ليس في محله.. ولم ارد اوضح لك اكثر... لكن بما انك سالتني كيف عرفت لون فستانها..فلانها لحقت بي للخارج...لم اعرفها من التغيير الذي في شكلها..حتى اخبرتني هي..)

وقف سعود بعصبية..( اميرة خرجت وراءك؟؟؟ ماذا بعد)

وجد حامد انه لابد ان يوضح الصورة كاملها لهما...واميرة هي من فضحت نفسها...

( خرجت من المكان ووجدتها خلفي تناديني... صرخت فيها ان تدخل ... حاولت ان تستفزني وسالتني مثل ما سالت نورس...)
سعود بحده(كان من الواجب عليك تخبرني عن سؤ تصرفها..)
التفت الى سعود( اميرة ابنة عمي..ومن العيب ان اتكلم عنها..فاخفيت ما حدث عنكما..)

قطعت كلامهما رجاء...(يكفي انتهى الكلام في هذا الموضوع..الان على احدكما ان يتحرك ويأخذني الى نورس.... اريد ان اطمئن عليها)
سعود وهو يهم بمغادرة المكان...( حامد سياخذك..)
التفتت رجاء الى حامد (انتظرني ساجهز واتي معك..)
خرجت رجاء بسرعه وراء سعود..وقبل ان يصعدا السلم انتبها لصوت اميرة..

وقف سعود جامد مكانه..ونظرات قاسيه باتجاه اميرة..التي لم تشعر بنظرات اخيها.... ما يهمها الان ان تخبر رجاء كيف ازعجت صديقتها للمرة الثانية...

(رجاء اتصلت تلك الفتاة التي تدعى نورس... واخبرتها ان لا تعاود الاتصال..كما ان سعود لا يريدك ان تحدثيها او تستقبليها هنا....)

لم تنتبه لخطوات سعود نحوها...كان همها تضايق رجاء.. حتى صفعها على وجهها..صرخت بصوت عالي....

صرخت معها رجاء لشدة خوفها...

سعود باعلى صوته( رجاء اجهزي بسرعه واذهبي مع حامد الى صديقتك.....) كان كلامه صفعه ثانية الى اميره.... التي ابقت كفها على خدها .. وهي تنظر اليه.....
.................................................. .................................................. ..........

yassmin 10-11-10 11:14 PM




الموجة الخامسه*


كان حامد ورجاء في السيارة صامتين لا يتكلمان ....
اوقفتهم الاشارة..لحظتها التفت حامد الى اخته(..رجاء..)
_ بضيق واضح (نعم حامد...)
ونظره على الشارع ( ارغب في الارتباط بنورس..)
_ لم تعلق على كلامه (................................)
التفت لها (لم انت صامتة؟؟)
_ نظرت اليه وبهدووووؤ(بالعكس كنت انتظر منك هذا الحديث منذ فترة..)
باستغراب (ماذا تعنين؟؟؟)
وهي تنظر اليه _(اعلم با عجابك بها من اول يوم التقيت بها...)
وبسرعه سالها..(وما رايك...هل تناسبني كزوجه؟؟)
وهي تهز راسها _(لا اظن,,,,)
بحده سالها (ماذا تعنين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
انخفض صوتها _(نورس رفضت الكثير قبلك....)
هدأ قليلا (ولم ترفض؟؟؟؟)
_(لا ادري لم تخبرني..)
(انت صديقتها لا تخبرك؟؟؟)
_(نورس كتومة...لا تبوح بما داخلها.... لا احد يعرف بماذا تفكر..)
(ولم هي حزينه دائما)
_( قلت لك كتومة لا تخبر احد بما يجول بصدرها.....توقف لقد وصلنا....)

نزلت رجاء ..وكان حامد متاثر بكلام اخته..هل يعني حلمه بالارتباط بنورس انتهى؟؟؟ ان نورس لا تعلم عن الموضوع حتى الان..لن يسبق الاحداث من الافضل ن ينتظر...

انتبه الى اخته تصعد للسيارة... الباب مغلق... دقت الجرس لااحد يرد...
باهتمام ملحوظ (حسنا اتصلي عليها ربما خرجت..)
رجاء وهي تتصل..( واين ستخرج؟؟؟..........لا ترد..)
اعادت الاتصال اكثر من مرة....انها لا ترد.......(ساتصل بالعمة فريدة...)
(اهلا عمتي... نورس معك؟؟)
التفت رجاء برعب نحو اخيها ( اهدئي سنأتي خلال دقائق...)
حامد جامد مكانه..ينتظر من رجاء ان تنطق..
(اانها في المستشفى.... اخذتها عمتها الى هناك...)
اتجه حامد مع اخته الى المستشفى..
وقد زاد توترهم وقلقهم اكثر على نورس....
حامد اسرع في قيادته للسيارة اكثر...
رجاء ممسكه بجوالها تتصل بزوجها..
اخيرا اجابها...
صمتت قليلا....( سعود ماذا حصل؟؟........)واكملت(حسنا..نورس في المستشفى ساذهب اليها مع حامد..مع السلامة)
انهت المكالمة وعينها على الجهاز...
( مابك رجاء؟؟؟)
_(صوت سعود متغير.... كما سمعت صوت اميرة تبكي....معقوله انه عاد لضربها؟؟؟)
لم يعلق على كلامها... ولكنه اشفق على سعود ان يكون له اخت مثل اميرة... وقد بانت ابتسامة صغيرة على شفتيه..
التفت اليه رجاء باستغراب..( ما الذي جعلك مبتسم؟؟؟)
وهو يبتسم اكثر(ان لا تكون لي اخت مثل اميرة...)
ردت عليه(حتى تعرف قيمة اختك الوحيدة..)
نظر اليها وبنبرة كلها جدية..( مالذي اخذ نورس للمستشفى؟؟)
بصوت منخفض..( لا اعلم .. كلمتني عمتها وهي قلقة لم افهم منها شئ...) واكملت..( هل تتصور ان تتحمل نورس كلام اميرة عندما كلمتها اليوم؟؟)
لم تنتبه ان اخيها لا يعلم بامر المكالمة....
التفت اليها بسرعه (اميرة كلمت نورس اليوم...)
اومأت رجاء برسها بالايجاب....
واكملت..(اتصلت تطلبني ..وردت عليها اميرة... وقالت لها ان سعود يرفض ان تربطني صداقه بفتاة مثلها .....)
حامد وهو يضرب بقبضة يده على المقود...( الحقيرة... كيف تتجرأ على قول هذا الكلام....)
رجاء وهي تخفي عبرات البكاء في صوتها..( نورس انسانه حساسه لن تقدر على تحمل مثل هذا الكلام... مسكينة نورس...)
وصلا للممستشفى...واتجهوا لقسم الطوارئ....

رجاء وحامد يتلفتن في القسم... يبحثن عن وجه احداهن من بين الوجوه... حتى سمعت رجاء صوت قريب منها.... (رجاء ابنتي....) كانت العمة فريدة..امسكت بيد رجاء التي بقيت صامته لصدمتها من ملامح العمه القلقة....( رجاء هنا ادخلوها...ولا ادري عنها...نزفت كثيرا...انظري نظري) كانت تشير ليدها وعبائتها الملوثه بالدم...
رجاء مازالت صامته لم تعلق.... فقط قلبها تتسارع دقاته....
انتبه حامد لشدة الموقف على كلتاهما... ( تعالي عمة استريحي هنا..رجاء لم انت واقفه... اجلسي ..)
رغم اني اشد ارتباك منهما..الا ان اهدأ من روعتهما..جلستا على الكرسي... واقتربت من العمة اكثر...(اخبريني عمتي ماذا جرى...وكيف نزفت نورس..)

لم اشعر بنفسي وانا اسالها كنت قلق عليها .. لا ادري ان انتبهت لاهتمامي بنورس.... وانا اسالها..الا انها اجابتني..وهي تمسح دموعها..( لا ادري ماذا حدث... سمعت صرختها... اسرعت الى غرفتها..رايتها مرمية على الارض... كان مغمى عليها...حاولت ارفعها فتفاجات بالدم في راسها...)
بهدؤ سالتها ( النزيف من الراس؟؟؟)
وهي تبكي..( لا ادري..كان شعرها كله دم... لم استطع ان اكشف مكان الجرح...لقد ضربت راسها بالكنبة...اعتقد ذلك...)
رجاء صامته لا تتكلم..انظر اليها...عيونها غارقه بدموعها ...وهي تنظر الى العمة فريده...
رفعت العمة فريده نظرها لي..( بني اذهب اسال عنها.... لقد رفضوا دخولي للغرفة...)
لم ارد عليها... ولكني اسرعت بخطواتي نحو الغرفه التي اشارت عليها.... طرقت الباب... لحظات وخرجت ممرضة ...( اسال عن المريضة نورس... )
الممرضة دون ان تلتفت.. ( الطبيبة تفحصها....)
وانصرفت..وتركتني واقف امام الغرفه.... حتى سمعت حركة قرب الباب..فخرجت ممرضة اخرى مع الطبيبه...
( عذرا دكتورة..اخبريني...نورس ما بها..)
+(ماذا تقرب لها؟؟)
( نورس قريبتي وعمتها هناك ) وانا اشير الى مكان الانتظار (اريد اطمئنها عليها )
+( واضح ان ا اغمى عليها .. وارتطم راسها بكنبة او سرير....وهذا سبب النزيف... حالتها مستقرة..النزيف توقف..لكن لابد من اخذ اشعه للرأس ...وبقائها تحت الملاحظة...تعلم ان الاصابه في الرأس تقلق كثيرا...)
انتبهت الى العمة قادمة بسرعه مع رجاء....( اخبريني ابنتي ما بها..)
وضعت كفها على كتف العمة(خاله...لا تقلقي... ابنتك بخير... تحتاج للراحه فقط.. وسناخذها للاشعه بعد قليل...) وانصرفت ...
اقتربت من رجاء.. ونظري للعمة..( لاتقلقي..)
واخيرا تكلمت رجاء ( ماذا قالت لك؟؟؟)
تصنعت ابتسامة ونظري مازال الى العمة..( بخير لا تقلقا... )
العمة وهي تقترب من الكرسي..( وكل هذا الدم؟؟)
التفت لها ..( جرح بسيط وقد توقف النزيف... تقول الطبيبه ربما ارتطم رأسها بالكنبة.. عندما اغمى عليها... اطمئنوا هي بخير....)
العمة فريدة..( لا ادري ماذا جرى لهذه الفتاة.... كانت سعيدة البارحه وهي ذاهبه اليك... لكني لم ارها عند عودتها.... وتفاجأت بحالتها هذه في وقت مبكر من صبا ح اليوم...)
نظرت الى رجاء التي بدورها نظرت الي وكأنها تشعر بالذنب لما جرى لصديقتها..
واجهشت العمة في البكاء وهي تتمتم ( انا قلقه عليها..لا اعلم ما بها هذه الفتاة... حزينه دائما..وقتها لدراسه فقط او انها في غرفته ..تغلق عليها الباب ولا اسمع لها صوت...)
نظرت الى رجاء ( فرحت كثيرا عندما رايتها تخرج معك .... اقلها تغير جو عن الدراسه وعن غرفتها... اراها مستمتعه ان حدث واجتمعت مع الاخرين..ذهبت معي مركز القران..كم احبوها هناك..كنت اراها مستمتعه بذلك.... مستعدة ان افعل لها اي شئ فقط لاراها سعيده..لاادري ما الهم الذي تعيش فيه..)
رجاء حاولت ان تهدئها..( عمة لا تقلقي كل الفتيات في سنها مثلها..)
اجابتها العمة وهي تمسح دموعها..( الفتيات في سنها تزوجوا وكونوا عائلة ......نورس امانه عندي.. ..وفرت لها كل شئ.... لا اعلم هل لانها يتيمة تشعر بكل هذا؟؟.... تنازلت عن كل شئ لاربيها واهتم بها.... لكني لا اجدها الا حزينة .....)
كنت اشعر ان العمة تريد ان تبوح بكل ما في قلبها ..والسبب قلقها على نورس.... واضح ان نورس كتومة وتعيش في عزلة عن الجميع... حتى ان رجاء صديقتها لا تعرف ابسط الاشياء عنها.... تهت من جديد في عالم هذه النورس.... التي لم تتوقفت عن التحليق امامي منذ ان رايتها اول مرة......
لمحت شخص قادم نحونا..انه سعود..... اتجهت اليه...وحدثته بوضع نورس وارتباك رجاء وقلقها.... بعدها تقدم الى رجاء...(رجاء انت بخير؟؟؟)
وقفت رجاء.... بصعوبة..والارهاق واضح عليها...امسكها سعود بقلق...
ونظر للعمة فريده..( خالة.. لا تقلقي ابنتك ستكون بخير...)
ودون ان تنظر اليه ( ان شالله )
اصطحب سعود رجاء معه بعيدا... واشار لي ان ابقى مع العمة فريدة...
لا ادري الى اين اختفا..كان منظر رجاء مقلق..لكني لم ارغب في اخافة العمة اكثر.... لذا طلبت من سعود ان ياخذها لتشرب بعض الماء....
مضى وقت طويل.... لم يعد سعود..ولم يتصل,, جهازه خارج التغطيه... والعمة فريده مكانها,,, وواضح ان قلقها لم يقل عن قبل....
وخلال وجودنا... امام غرفة نورس... جائت الممرضة تاخذ نورس لغرفة الاشعه... لم ارغب في زيادة قلق العمة.... وقفت امامها احدثها متعمد ان امنعها من رؤيتهم ياخذون نورس....
_( عمة... لا تقلقي..الدكتورة طمئنتنا..)
+(لن اطمئن حتى اراها.. وتكلمني..)
_( حسنا تأتين معي لتاخذي شئ تاكليه..لم تاكلي شئ اليوم..)
+(شكرا بني... لا ارغب بشئ الان..)
اشغلتها قليلا بكلامي..حتى انصرفن الممرضات ومعهن نورس....
_(هل حان وقت صلاة الظهر؟؟؟)
وانا انظر للساعه ( نعم عمة..مارايك نذهب لمصلى المستشفى للصلاة...)
اصطحبتها لمكان الصلاة.. واشرت لها لقسم النساء.... في حين دخلت قسم الرجال ...

كم هو طيب حامد... اخجلني بتصرفاته معي واهتمامه.... انه بنفس اخلاق اخته رجاء....
دخلت لمكان الوضوء... نظرت لعبائتي ويدي .. انه دم نورس..,,نزعت عبائتي وغسلت يدي جيدا...وتوضأت....دخلت للمصلى...وجدت لباس للصلاة... الان يمكنني الصلاة..

انتهيت من صلاتي... وبقيت خارجا انتظر العمة فريدة.... ان لقب عمة اشعر بانه كبير عليها.... من يسمعه يظن انها سيدة كبيرة بالسن..في حين تبدو لي في نهاية الثلاثين...
من يراها مع نورس سيظن انها اختها الكبيرة ليس اكثر.... ولكن سيدة مثلها لماذا لم تتزوج للان.... هل كان هذا ما تعنيه... بكلامها عندما قالت انها ضحت بالكثير من اجل سعادتها؟؟؟

قطع تفكيري..صوتها من بعيد..
+(حامد..انت هنا؟؟)
_(انتظرك عمة..)
+( لا اريد ان نشغلك اكثر...)
_( سنبقى معك حتى تطمئني على ابنتك..ورجاء ستعود بعد قليل...)
+( تظن ان نورس استيقظت الان؟؟)
_(ربما,,,ساخذك لغرفتها....)
ما ان اكملت كلامي حتى تغيرت ملامح وجهها واصبحت خطواتها سريعه كم هي حنونه عليها..وكم هي قلقه عليها...
+( من هنا عمة...)وانا اشير لغرفة نورس..
واخير ا رايت ابتسامتها +( طننت انها من هذه الجهه)
بسرعه دخلت الغرفة..شعرت ان الباب ابتلعها.... لاادري بالضبط هل نورس انتهت من الاشعه..هل هي موجودة بالغرفه؟؟وان كانت موجوده..هل هي بخير..... انتظر من العمة فقط ان ترد علي..لكن لا اثر لها....

كانت رجاء قادمة مع سعود...
تقدمت نحوها _(رجاء اي ذهبت ؟؟)
+(كنت مع سعود.....)
وقبل ان تكمل _( رجاء...العمة فريدة داخل .. ادخل وطمنينا عليها)
دخلت رجاء بسرعه........
التفت لي سعود (حامد مازلت هنا؟؟؟)...........

وانا اقلد على كلامه (مازلت هنا.... اخذت زوجتك واختفيت..وتركتني مع هذه السيده المسكينه... كيف لي ان اتركها)......
وهو يضحك ( لم تستطع ترك من؟؟؟؟؟ ).........
.................................................. .................................................. ...............

yassmin 10-11-10 11:16 PM




الموجة السادسة*


كانت نورس مستلقيه على السرير..والمصل في يدها.... والشاش الابيض على راسها من جهة اليمين..لابد انه مكان الجرح...
تقدمت نحوها...والدموع تغلبني...نورس كيف حالك الان..)
لم تستطع ان تصطنع الابتسامه ( بخير رجاء... زوجك يعـــ.....)
نظرت في عينها ...( نونو سعود معي...منذ ان دخلت لك الطبيبة... وينتظر خارجا ان اطمئنه انك بخير...)
تغيرت ملامحها كثيرا.... التفت للعمة فريده..( عمتي انظري نونو بخير..ماكان لك ان تقلقي عليها..)
العمة فريده وهي تمسح على شعر نورس..( هذه نورس الغالية...).....
ما ان ابتعد العمة قليلا...
حتى اقتربت من نورس اكثر وهمست لها.. ( نونو انا اسفه ...اميرة انسانه حقودة ... وتحب ان تصطنع المشاكل.... )
نورس بصوت حزين..( انها تكذب ..انا لم...)
حاولت ان اهدئها ( اعلم نونو..دون ان تبرري ما حدث...)
قطع كلامهم طرقات على الباب....
عضت رجاء شفتيها...( نسيت سعود وحامد..لم اطمئنهما...)
خرجت رجاء بسرعه..
العمة فريدة ( رجاء تحبك كثيرا..انها معي من الصباح..هي وحامد اخوها وزوجها..)
نورس مبتسمه (اعلم عمتي..) لقد هدأت كثيرا وارتاحت من كلام رجاء..يكفي انها معها الان وسعود من اصطحبها...
العمة فريده (ابنتي ماذا حدث معك اليوم؟؟؟ قلقت عليك كثيرا....)
نورس وهي تبتسم اكثر لتبعد القلق عن عمتها ( شعرت بالم في راسي ... لم اتمالك نفسي صرخت بصوت عالي وسقطت على الارض.. عمتي انا بخير..لا تقلقي..)
العمة فريده..( اتمنى ذلك...)
.................................................. ..........................................
_( كيف هي نورس؟؟؟) حامد يساأل رجاء ما ان خرجت ..
+( بخير... انها مستيقظة....)
اخذ حامد نفسا عميقا....
سعود..( اطمئنيتي عليها؟؟؟؟ الان نذهب... لا اريد ان تجهدي اكثر..)
حامد (اتركها مع صديقتها ...24 ساعه معك؟؟؟)
سعود ..( طبعا... اريد ان اكون قرب زوجتي وابني..)
حامد باستغراب وهو يلتفت لرجاء..( ابن من؟؟؟)
ضحك سعود..( رجاء حامل... تاخرنا في العودة اليكم لاننا ذهبنا لعمل التحليل..)
حامد ( مبرووك رجاء....)
رجاء استأذنتهم ودخلت الغرفه.. صوت سعود مع فتح الباب ( بسرعه لا تتاخري..)
دخلت رجاء الى نورس...
(هل تحتاجين لشئ...؟؟؟)
_(شكرا رجاء...لن ابقى اكثر هنا... ساخرج بعد قليل الطبيبه اخبرتني.....)
+( قبل ان اذهب..اخبرك بشئ....)
التفت العمها لها..( خير ابنتي..)
_(انا حامل نورس..)
رفعت نورس جسدها بصعوبة من على السرير... وضمت رجاء اليها..(مبرووووووك...منذ متى لديك هذا الخبر)
التفتت رجاء للعمة فريده..( كنت اشك بكوني حامل من يومين... وتعبت كثيرا من خوفي على نونو ...فاخذني سعود لعمل التحليل. قبل القليل....)
نورس..(اسفه رجاء لم ارد ان اقلقك... اذهبي لزوجك الان...)
العمة فريده..( شكرا لاهتمامك ..واشكري حامد كثيرا بقي معي طوال انتظاري هنا...)
مع كلامهم... دخلت الطبيبه...
+( نورس كيف حالك؟؟؟ هل انت جاهزة للخروج؟؟؟)
العمة فريدة..( والاشعه؟؟)
+( قمنا بالاشعه قبل قليل والنتيجه ممتازة لا تقلقوا....)
التفت لها رجاء..( هل لها ان تخرج الان؟؟؟)
اجابتها الطبيبة..( نعم..هي بخير..فقط تذهب لاقرب مركز صحي لتداوي الجرح كل يومين..)
والتفتت الطبيبه الى رجاء..( انتبهي لنفسك مرة ثانية... انظري كيف اقلقت اختك عليك...)
ابتسمت نورس..( هذه عمتي...)
الطبيبه وهي ترفع حاجبيها..( ضننتها اختك.. كما انها تشبهك.. المهم ان تجهزي نفسك للخروج.)



yassmin 10-11-10 11:18 PM




الشاطئ السادس *

*الموجه الاولى*



لم اصدق ان نورس ستعود لها صحتها بهذه السرعه...
وجود رجاء بقربها غيّر منها الكثير..كم هي طيبه رجاء...
ونورس سعيده بصداقتها...
لفت انتباهي اهتمام حامد..و سعود ............
اشعر ان هناك امر يخفونه عني...
وهل امر واحد لا اعلم به...
كل ما يخص هذه الفتاة..نورس...لا اعلم به... لااعلم الا بما هو ظاهر
كم هي كتومة... لا احد يعرف ما بداحلها هو حزن ام فرح....
يرهقني التفكير بها ايام العطل للفراغ الذي تعيشه..
وجميل انها قضت هذه العطله معي بمركز القران...
بعد يومين ستعود لدراستها في الجامعه....
كم هي مختلفه عن كل البنات..راحتها بدراستها...
لا اظن ان هناك من يحب الدراسه مثلها...
انظر لنفسي في المراة...
ابدو بشكل مختلف جاكيت بيج مع تنورة بنفس اللون... وقميص بدرجة البني الفاتح...
ارتديت معه الوشاح البني..وحقيبتي البنية الصغيرة...
.اهدتني هذا الطقم رجاء... هديتها لي من شهر العسل....
واصرت ان ارتديه اول ايام الدراسه...
ترددت في البداية بسبب لونه... ولكن التصميم عجبني كثيرا...
حملت ملفي..ومبكرا الى الجامعه

دخلت ممرات الكلية...لقد اشتقت لها كثيرا
قليل هم الطلبة والطلبات الموجودات
ربما حظروا مبكرا من اجل تعديل الجدول الدراسي
لا اظن انه حبا في الدراسه مثلي...
وطبعا رجاء لن تحظر اليوم...
من قبل وهي تتهرب من الحضور اول ايام الدراسه...
وكيف وهي زوجة وحامل ايضا...
بحثت عن جدولي بين دفتري الصغير والملف الذي بيدي..
واخيرا وجدته...
خمسة مقررات جديده
لم استطع انزال مقرر سادس... رفض قسم التسجيل بحجة اني لست على وشك التخرج...
بعد ربع ساعه تبدأ المحاضرة الاولى....
وقفت امام غرفة الدراسه ... واجتمع قريب مني عدد من الطلبه ..لم اجتمع معهم قط في مقرر..
دخلت واخذت مكاني ... ما ان جلست حتى دخل الباقي...
اصبح المكان ملئ بالفوضى..
تعليقات الشباب... وكذلك مجموعه الفتيات الاتي رحن يتبادلن السلام والقبلات....
قطع فوضى المكان دخول الاستاذه...
وكالعادة بدأت بقراءة الاسماء....
كم اكره هذه العاده من جميع الاساتذه...
لا اعلم لم عندما يصلون عند اسمي يتوقفون ويرددونه...وكأنهم يقرئونه اول مرة...خاصه ان القائمة تكون باللغه الانجليزية فيصعب عليهم استيعابه من البداية....
_( ن..و..نورس... نورس محمد الــ,,,,ـ)
+(نعم...موجوده..)
وباللهجة المصريه..( جميل اسمك يا نورس...)
تعليق لطيف منها عكس اغلبهم...
اتذكر اول مرة قرأ الدكتور اسمي وانا طالبة في الجامعه..( نورس؟؟؟ اسمك نورس؟؟؟ اتخيل بيتكم وسط البحر...)
وطبعا كل من الطلبة يبحث عن فرصه للضحك والتعليق....
بالمقابل انا صامته......
لم نتاخر كثيرا في هذه المحاضرة لانها الاولى اكتفت بتحدد اسم المرجع للمقرر.... وكيف هي توزيع الدرجات....
ولم تختلف هذه المحاضرة عن باقي المحاظرات.... وقد التقيت بوجوه جديدة من الزملاء والزميلات.... كما اتوقع ان باقي الاساتذه لا بأس بهم....
.................................................. .................................................. ..........
فتحت نورس باب المطبخ وهي تبتسم( السلام عليكم..)
+( وعليكم السلام...ابدلي ملابسك وتعالي للغداء...)
_(حسنا عمتي...لن اتاخر...)
اجتمعت مع نورس على وجبة الغداء,,وطبعي ان اسالها ماحدث معها اليوم والا لن تنطق بشئ...
+(كيف هي الجامعه في اول يوم..)
_(لا بأس... الطلبه قليلين...والمحاضرات مختصرة....)
+(رجاء قابلتيها؟؟؟)
_( لا اليوم غياب... لا تحضر الا بعد 3 ايام )
+(كيف ستداوم وهي حامل؟؟؟)
_( بصراحه اتوقعها تنسحب....)
+( ان كان دوامها الى العصر مثلك لن تستطيع...)
_( لا عمتى رجاء فقط 3 مقررات يعني بعد 12 هي في البيت...)
+( لم تأكلي شئ نونو......)
_(الحمدلله عمتي...)
لا اعتقد ان هذه اللقميتن قد اشبعتها.... وقفت تلم الصحون الفارغه من على الطاولة,,,لتغسلهم..... وما انتهت.....
التفتت لي... ( سأعد الشاي....لنشربه معا...)
ابتسمت لها فرحه ... كم اسعد بجلوسنا معا بعد الغداء....

سبقتني الى الصاله..... ومعها الشاي...
دخلت عليها وفي يدي قطع من الكعك....
( هذا الكعك احضرتها ام كريم جارتنا.... لقد انجبت كنتها ولد...)
لم تعلق نورس على كلامي...سوى بكلمتين ( واضح انه لذيذ) وهي تقدم لي كوب الشاي....
تعمدت ذكر اسم كريم لها...لكنها لم تبدي اي اهتمام... او حتى ردت فعل...
لقد تقدم كريم الى نورس قبل 3 سنوات...ولم توافق...والحت والدته في طلبها...لكنها دائما ترفض..بعدها تزوج ابنة جارة لنا اصغر من نورس.....
مضت اربعة ايام على بدءالدراسه....
ولا اثر لرجاء.....
اتصلت لها اكثر من مرة لا ترد علي........
واخر مرة اتصلت بها بعد صلاة المغرب........
الا انها اجابتني وصوتها متغير.............
قلقت بالبدايه....
لكنها تطئنتني.......
انها في منزل والدها......
متعبه من الحمل..........
وطوال اليوم نائمة.......
ضحكت عليها من قلب......
ولم تبالي بضحكاتي.........
طلبت مني ان اقدم عنها طلب انسحاب......
كما توقعت ستنسحب لظروف حملها............
حان وقت محاضرتي الاولى.......
دخلت لغرفة الدراسه.... ولاحظت ان عدد الطلاب والطالبات ازداد عن اول يوم دراسي....
الان فقط سيلتزمون بالحضور......
المقرر ليس به اي صعوبة......
كنت اتابع مع الاستاذه....
واكتب الملاحظات......
وانا مندمجه في الكتابة....
وعيني على طاولتي.....
انتبهت الى ان دفتري العزيز معي.........

وبحركة سريعه فتحت ملفي الزهري......
واستغربت....
كيف وصل الى هنا....
لابد اني وضعته من غير ان انتبه......
اعتدت ان احتفظ به بين اغراضي على مكتبي........
لا احب ان يلمحه احد......
حتى عمتي لا ارغب ان ان تشعر بوجوده....
اتعامل معه وكانه صديق اخفي علاقتي به عن الجميع....
ليس مجرد دفتر وصفحات ......
لان باخله كل اسراري......
وضعت يدي على الطرف الظاهر منه......
وانا اقول بصوت منخفض( اخر مرة تحضر معي المحاضرة )........
انتهت المحاضرة.....
وانصرفت منها الى قسم التسجيل....
وهنا رفضوا ان اقدم الطلب عن رجاء...
الا بوجود بطاقتها الجامعيه...
او ان تحضر شخصيا..
خرجت من قسم التسجيل الى محاضرتي الثانية بسرعه حتى لا اتاخر......
ومن محاضرة الى اخرى..حتى ينتهي يومي الدراسي....
وانا اشعر اني نسيت الكلام.....
صامته طوال الوقت......
رجاء ليست معي لاحادثها...
وقليلا ما احادث زميلاتي ...
اعلم انهم يضنون اني متكبرة...
لكن تعودت على ذلك.......
بطبعي احب العزلة... لا احب ان يدخل حياتي احد.... لاني ساواجه كثير من التساؤلات
وليس كلهم مثل رجاء وعمتي يقتنعون باجابتي المختصرة..او يرضون بصمتي...
.................................................. ..................................................

yassmin 10-11-10 11:19 PM




الموجة الثانية*

بصوت عالي..._(رجااااااء كيف حالك؟؟)
اجابتني+( بخير وانت؟؟)
نبرات صوتي مازالت تحمل فرحي بسماع صوتها_(بخير الحمدلله.... ماهذه المفاجئة؟؟؟)
واضح من صوتها الارتياح+(غريب اتصالي؟؟؟؟)
بلهفخ اجبتها _( كثيرا...فانا لم اتوقعه..)
فجأة تغيرت نبرة صوتها+( اعذريني..فالحمـــ....)
قاطعتها..._( اعلم بظروفك واعذرك..اهم شئ راحتك...)
سألتني ...+( لم تخبريني هل قدمت طلب الانسحاب؟؟)
بتردد اجبتها_ ( لقد نسيت.......)
ببرود سألتني +( نسيتي ان تقدميه؟؟؟)
اجبتها..._(لا نسيت ان اخبرك... لقد ذهبت واخبروني لابد ان يكون معي بطاقتك الجامعية او الحضور الشخصي..)
كان واضح عليها عدم الاهتمام....+( لا يمكنني ان احضر....لكني ساتصرف انا..)
قلقت من صوتها..._(رجاء يمكنني اتي لاخذ بطاقتك وبعدها اقدم الطلب..)
اجابتني+( تشرفينا نورس لكني لا اريد ان اتعبك..ثم ان هذا ليس سبب لاتصالي...)
وانا امازحها..._(تقصدين انك اشتاقيتي لي؟؟؟)
وقد اخذت نبراتها شئ من الجدية...+( نورس لست انا من اشتاق لك)
بهدؤ سالتها.._(ماذا تقصدين؟؟؟؟)
رفعت من نبرات صوتها..+( باختصار وبدون مقدمات..... حامد يرغب في التقدم لخطبتك...)
كتمت صرخة بداخلي..._(,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,)
+ ( نورس؟؟؟ مابك؟؟؟)
احاول ان اتصنع الهدؤ-( معك رجاء.....)
بضيق سألتني _(مابك نورس انصدمت؟؟)
بعد طول صمت +( حقيقه ...نعم....)
بنفس الهدؤ _( لابد ان تتوقعي ذلك...)
اجبتها...+( لم اتوقعه...)
رفعت من صوتها قليلا _(ليس هذا المهم.....مارايك؟؟؟ ام ستفكرين بالموضوع...)
بسرعه اجبتها +( رجاء.... لا داعي لاضاعة الوقت معي.....)
قا طعتني وكأنها قلقه من ردي..._( ولم تقولين اضاعة الوقت....؟؟؟؟)
اجبتها بحزن....+(رجاء ارجوك افهميني....)
بهدؤ مصطنع ..._( نورس... لن اضغط عليك...لكن سأخذ منك الرد بعد ايام.... ساتصل بك...)
لم اعلق على كلامها...+(...................................)
واكملت...._( نونو حبيبتي..اعذريني على اني اتصلت ولم اتي للزيارة فعلا انا مرهقه كثيرا..... حتى ان هذا طلب حامد من فترة طويله لكن الارهاق يمنعني حتى من الاتصال بك...)
هدأت قليلا واجبتها...+( الأهم ان تهتمي بصحتك.....)
بصوتها الحنون دائما _( وانت كذلك اهتمي بنفسك.... واذا احتجت اي شئ اتصلي لا تترددي....)
مازحتها...+( ستستيقظين من اجلي؟؟؟)
حاولت ان اغير من الجو المكالمة الكئيب...
فقد انهت رجاء مكالمتها وهي تضحك على تعليقي...

انهت رجاء المكالمة ونظرت الى حامد وهو بجانبها... ( هل انت سعيد الان؟؟؟)
وهو يسحب خدها بشويش...( حتى تعطينا موافقتها....)
نظرت اليه دون ان ترد عليه؟؟؟
سالها بجدية..( لم تضايقت ؟؟ هل هناك امر تخفينه؟؟؟هل نو....)
رجاء وهي تخفي قلقها...( حامد ارجوك... اني لا اخفي عنك شئ... نورس لم تقل انها غير موافقه....)
حامد بقلق واضح..( اذا اخبريني... مابك بالضبط؟؟؟)
رجاء ونتظر لعينيه..( حامد رجاء لو اعطيتها فرصه للرد الان لرفضت...) وقبل ان يتكلم حامد...
(لا تقاطعني ... اخبرتك ان نورس تقدموا لها الكثيرين وهي ترفض حتى قبل ان تراهم....
دون سبب واضح...حتى انا لا اعلم...وعمتها كذلك....)
سالها حامد ونبرات صوته متغيرة.....
(وكيف عرفت ان عمتها لا تدري؟؟؟؟؟؟)
رجاء وهي تسند ظهرها على الاريكه...( هي اخبرتني..اتصلت فيني احدى المرات.... بعد ان رفضت قريب لها.... كان واضح انها محتارة لرفضها .....)
حامد وهو يحاول ان يهدأ من نفسه...( سننتظر ....وقتها سنعرف..)
رجاء وهي تمسك يده قبل وهو يهم بالانصراف...( سترضى باي قرار من نورس....لاني لا استطيع اقناعها ان رفضت....)
اومأ حامد براسها...بانه موافق على كلام رجاء..وانصرف عنها...


وكعادتي.....
عدت لسريري.... وضميت وسادتي لي...
وتركت لدموعي العنان
لم ابكي بهذه الصورة منذ فترة
يالله ..ماذا علي ان افعل؟؟؟؟
ارفض..وهل هناك غير الرفض؟؟؟؟
ورجاء؟؟؟؟
هل ستعذرني؟؟؟؟ام ماذا؟؟؟؟
في كل مرة ارفض من يتقدم لي كنت اجد تساؤلات في نظراتها لي ....
ولكنها تحترم صمتي...
فليس لدي سلاح اواجه به تساؤلات الجميع سوى الصمت...
ولكن هذه المرة....
هل ستكتفي بصمتي بعد ان ارفض اخيها حامد؟؟؟؟؟؟؟؟؟
حامد..وهل من فتاة ترفض شاب مثلك؟؟؟؟ اعذرني ليس لي ان ابرر لك موقفي
واجهشت بالبكاء.....
حتى سمعت صوت اذان الفجر....

انهيت صلاة الفجر... وانا افكر بخطبتي لنورس ....نورس...ماذا تخفين بداخلك؟؟ اشعر بفضول كبير اريد ان ادخل الى عقلك واعرف كيف تفكرين؟؟؟؟
كلام رجاء اقلقني.... وسبب لي الارق.....ماذا علي ان افعل ان رفضت الخطبه؟؟؟؟
بحركة سريعه..عدت الى السرير.كأني اهرب من فكرة رفضها.....عسى ان يغلبني النوم.... وارتاح من هذه الحيره....

منذ اتصال رجاء الاخير وانا اقلق من ان تتصل بي ولا اعرف بم اجيبها.....ماذا علي ان افعل....حتى عمتي انتبهت للحيرة التي اعيشها...اه لو تعلمين يا عمتي ان حامد الذي كدت تنشدين فيه شعرا قد تقدم لي... وان موقفي نفسه لن اغيره...ارفضه نعم... علي ان ارفضه ودون تفكير....

.................................................. .................................................. ..

yassmin 10-11-10 11:21 PM




.................................................. ..................
*الموجة الثالثه*

استيقظت مرهقه..
لم انم جيدا البارحه
ليس البارحه فقط
ولكن طوال الليالي السابقه وانا اعيش في ارق
والكابوس عاد لي من جديد
صرت اراه في منامي كل ليله.....
وحيده في ممرات المستشفى الذي تعالجت فيه....
لا اشعر الا برائحه التعقيم....
الممرات خاليه... خائفه..
حتى سمعت مواء قطه خلفي
التفت وجدت قطة صغيرة
اقتربت منها
ما ان لمستها
حتى تحولت لكلب اسود يحاول الانقضاض علي...
متى اتخلص من الكوابيس.....
نظرت لنفسي في المراة...
كان واضح علي الارهاق وعدم النوم....
ترددت كثيرا فيما افكر به...ولكن لم الحيره الان؟؟؟
اخذت علبة المكياج.. ووضعت لمسات خفيفه من البودرة... واكثرت منها تحت عيني لاخفي السواد....
مع قليل من الكحل الاسود... و لمعه ورديه على شفتي...
نظرت لنفسي.... لن يلاحظه احد.... فهو لا شئ امام زينة البنات في الجامعه رغم كونها مختلطه....
يبدو شكلي افضل الان... مع البدله نفسها التي اهدتني اياها رجاء.... بلونها البيج الرائع..لاول مرة تعجبني الالون الفاتحه....

دخلت المحاضرة بسرعه...قبل ان تدخل الاستاذه التي اراها من بعيد قادمة...
ربما راتني هي ايضا.....
لم انتبه جيدا لما دار في المحاضرة ... مازلت مرهقه.....لن افيق من تعبي الا بعد شرب كوب من القهوة.. متى تنتهي المحاضرة....لاذهب للمقهى واشرب قهوة ساخنه...قد يوعيني قليلا.....

اخيرا انتهت المحاضرة..اتجهت للمقهى بسرعه..
نادرا ما اذهب الى هناك.... بسبب الفوضى فيه والازعاج من قبل الطلبه والطالبات..لطالما فضلت الجلوس في الاستراحه....
لكني اليوم ساخذ طلبي واجلس بعيدا عن الفوضى....
اتجهت للمقهى... وكان عبارة عن طاولات موزعه في زاوية في نهاية الساحه... وظلل جزء بسيط من المكان.... فقط مكان تقديم الطلبات....
وتوزعت الطلبه والطالبات فيه.... والوضع جدا سئ بالنسبة لي ..فالمنظر يوحي باننا في احد المجمعات...وليس جامعه....
اخذت طلبي وانصرفت من المكان بسرعه.... اتجهت لاستراحة الطالبات... ليست قريبه..ولكن لن اجلس هنا....
اسرعت في خطواتي في الساحة ...
حتى دخلت الممر متجهه لبوابة المبنى الذي فيه الاستراحه ... الجو بارد قليلا..ارى الاشجار على احد جانبي الممر تتراقص مع بعضها مع صوت حفيف اوراقها ..احترت هل اجلس على احد الكراسي الخاليه على جانب الممر لاستمتع بنغمات الطبيعه؟؟ . لكني لم اعتد ذلك.. مكاني الوحيد هو الاستراحه .... ارى البوابه التي تفصل هذا الجو الرائع عن فوضى الطلبه داخل المبنى الذي يتوسطه ممر واسع نوعا ما والغرف الدراسيه على جانبيه... والاستراحه ببداية الممر عند جهة اليسار..
اشعر بحرارة القهوة في الكوب الورقي بيدي بينما ملفي الزهري بما يحويه ضميته الى صدري بيدي الاخرى...
مسرعه بخطواتي نحو البوابه... الذي خرج منها احدهم... نظري للامام...لطريقي الى المبنى.. لكن عيني وقعت عليه غصبا عني....
امامي يخطو بخطوات بطيئه..لم ينتبه لي..كان ينظر للامام. حتى التقت عيني في عينه....
جمدت مكاني..وتوقف الزمن...
اختفى حفيف اوراق الشجر الذي كان يسليني قبل قليل..
.حتى انفاسي احتبست بداخلي...لم اعد ارى ما امامي..لا مبنى ولا بوابه ولا شئ..حتى كوب القهوة الساخن شعرت به كقالب ثلج في يدي...لشدة البرودة التي سرت بجسدي..... نظراتي مازالت تتجه نحوه... ابعد نظره عني.... واعاده مرة اخرى باستغراب....وانا انظر اليه..وتساؤلات لا افمها لى في محياه.... اراه يتقدم..يتقدم اكثر..وانا واقفه..والزمن مازال جامدا ..فقط هو يتحرك امام عيني.. مر من جانبي قريب مني...حتى اني شممت رائحه عطره.... تجاوزني....وانا مكاني.... وقع كوب القهوة من يدي التي بدأ تتراقص فضممتها لصدري..وقد انزلت نظري للارض...
افقت من جمودي على صوت احدهم..( كيف حالك؟؟؟)...اما هو قد ابتعد عن نظري اشعر بان خطواته تبطئ قليلا و تسرع فجأة ....
(0نورس ) انتبهت الى من يقف بقربي ..لا ادري كيف خرجت مني الكلمات..(حاا...حامد؟؟؟؟)
ونظره لى الكوب الذي سقط مني..._(اسف لازعاجك...)
صامته وعيني عليه هو ....الذي بدأ يختفي خياله من امامي... قد يكون التفت ام انا اتخيل..لا ادري؟؟؟؟
حامد ونظراته يوزعها بيني وبين القهوة المسكوبه على الارض ... ( هل تسببت فيـ....)
قاطعته..(لا لا...لقد.. زلق الكوب من يدي..)
سالني..( لديك محاضرة؟؟)
بصعوبه خرجت الكلمات مني +(لا...كنت.... كنت ذاهبه الى .......الاستراحه..)
ابتسم لي والحيرة واضحه عليه_( اذا لم اعطلك.........انا هنا لاقدم طلب الانسحاب عن رجاء...)
اشرت الى مبنى قريب منا... +(من هنا قسم التسجيل..)
رفع ورقه في يده _(انهيت الاجراءات قبل قليل...وجميل ان التقيت بك هنا...)
تائهه لا اعرف ماذا اقول +(........................)
وكأنه يهمس لي _( نورس اعذريني لكني اريد ان احدثك قليلا...)\
صرت اتلفت حولي ..وكأني ابحث عن مفر من هذا الموقف...+( انا ذا.......)
قاطعني..._( نورس اريد منك فرصه لاتحدث معك...)
بقيت تائهه امامه..+(....................)
اشار الى كرسي قريب منا..._( هل لنا ان نجلس على هذا الكرسي؟؟؟)
لم اجبه...لكني اقتربت من الكرسي... وجلست عليه... اسند نفسي بنفسي قبل افقد توازني من هول صدمتي.....
( نورس اخبرتك رجاء اني ارغب بالتقدم لخطبتك..؟؟؟)
لا اعلم هل يسألني ام ان هذا مقدمة لعاصفه ثانيه في دقائق قليله...
فالعاصفه الاولى لم اجمع شتاتي منها بعد....
(نورس انا ارغب في الارتباط بك.... ما رأيك؟؟؟؟)
نظراتي تائهه في المكان.. وقلبي اشعر بنبضاته في حلقي....
( انتظرتك انا ورجاء ان تردي علينا....ولكن...)
تفاجأ هو وتفاجأت انا قبله من نبرة صوتي العاليه..( حامد انا لست موافقه؟؟)
شعرت ان نظراته لي وكانه يبحث عن شئ في ملامح وجهي...لكني تهربت من عينيه..
بصوت منخفض...(نورس ...هل تسرعت في طلب الرد؟؟)
احزنني سؤاله... كان يبحث عن امل لقبول طلبه...
واخيرا نطقتها...( اسفه حامد انا لا استطيع ان ارتبط بك...)
بنظرات حزينه..( هل لي ان اعرف السبب؟؟؟)
غربت بوجهي للجهة الاخرى.... ولم اجبه....فقط اغمضت عيني وحبست دموع تتراقص في عيني....
شعرت كأنه يهمس لي...( نورس اخبريني...)
التفت اليه وانا لم استطع ان اغالب دموعي...
( حامد ارجوك انسى فكرة الارتباط بي..انا لا اناسبك...)
كانت نظراته ستلتهمني...نظرات حيرة وقلق ... لم استطع ان اتهرب منها
كان بودي ان اقف واصرخ بصوت عالي...........
ارفض الارتباط بك وان اردت ان تعرف السبب فهو قد مر من هنا قبل قليل وسلب مني كل حواسي كما حدث في ليلة زفافه..... وقد سلبني اغلى ما املك قبل سنوات وحبسني في سجن الخطيئة اماهو حر في هذا العالم القاسي....
لكني بلعت الكلمات فبل ان تخرج من بين شفتي.....
لا ادري ما يقول..عقلي وكل حواسي ليس معه...نظراتي الى المجهول... الذي اختفى اثره امامي...
واختفى بعده حامد الذي كان يجلس معي..... وانا مكاني...جامده لا اتحرك....




yassmin 10-11-10 11:22 PM

[SIZE="5"

*الموجة الرابعة*


ايقظني من هذا الجمود خطوات مجموعه من الطلبه وازعاجهم....
وقفت بحركة اليه...ومشيت في الممر..بخطوات في الهواء...لا اشعر اني امشي على الارض....
صدمتين في وقت واحد...يفرق بينهم لحظات وربما ثواني.....
لم اجد نفسي الا داخل الاستراحه.... ليس كعادتي لم احيي حتى المتواجدات...جلست في زاويه...
اريد ان استوعب ما حدث...
ان اتمالك نفسي...
فباقي محاضرات اخرى بانتظاري....
( نعم هو الدكتور ناصر )....انها الاجابة لكل تساؤلاتي.... التفت لمن نطقت بأسمه.... انها لولوة... مع صديقاتها....
نظراتي ارتكزت عليهن....
انتظر ان يكملوا حديثهن..
عيني تتلقف الكلمات منهن لاستوعب ما رأيت؟؟؟
*( عرفته ما ان رأيته....لكن لم هو هنا؟؟؟)
_( لابد انه انهى دراسه.... واصبح دكتورا في الجامعه...)
*( كم اتمنى ان يدرسني...لانظر في عينيه فقط....)
* ( اريحي قلبك...سيدرس فقط مقررات الاقتصاد....)
لولوة تقطع حوارهم...
( من العيب عليكما ان تتحدثا بهذه الطريقه عن زوج زميلتكما..)
التفت احداهن..
_ ( سمر لم نراها معه؟؟ ...)
*( وهل سيحضرها معه الجامعه وهي قد انسحبت من الدراسه هنا .....)
_( لم لا؟؟؟ فهو لا يفارقها كما كانت تقول...)
اقتربت لولوة منها اكثر..وكأنها تقول لهما سرا ولكنه بصوت عالي....
( سمر حامل... لذا لم تعود معه من بريطانيا...)
*(حااامل من اخبرك؟؟؟)
لولوة..( هي اخبرتني..اتصلت بي البارحه..تخبرني ان الدكتوووور_ وهي تشدد على هذه الكلمة بقصد انها تقلد طريقه سمر_ سيداوم اليوم في الجامعه ...لانه انهى دراسته وملزم بالتدريس بهذه الجامعه...اما هي فقد انسحبت من الاكاديميه التي كانت تدرس فيها هناك...)

_(سمر لم تخلق للدراسه.... دراستها هنا لم تكملها بحجة سفرها..ودراستها هناك كذلك ستقطعها بحجة حملها..)

*( لا استطيع تصور سمر المدللـة حامل...)

وقفت لولوة..ووضعت يدها على خصرها...و واضح تقليدها لكلام سمر بدلال(حبيبي ناصر يريد طفلا ماذا افعل...)

ضحكن جميعا..ليست لولوة وصديقاتها..انما كل من كن في الاستراحه... شعرت اني لست وحدي من اتابع حديثهن....وانما كل من في الاستراحه يسترق السمع ليأخذ اخبار سمر وزوجها الدكتور ناصر....
خرجت من المكان كما دخلت دون ان انطق بكلمة واحده... لم يشعروا بوجودي اصلا..فلديهن موضوع ساخن للحديث فيه .....

لم اشعر بقدماي اين تاخذني...حتى وجدت نفسي امام سيارتي صعدتها..ولم ابه لحرارة المقعد او المقود...

وكلماتهن في اذني...
الدكتور ناصر .... سمر حامل.... سيدرس مقرر الاقتصاد....

شهقت بصوت عالي..وانا اضع يدي على شفتي..... لم يدعني الصراع الذي بداخلي ان استوعب كلامهن جيدا...سيدرس مقرر الاقتصاد..اي انه سوف يدرسني....

ولكن...هل عرفني الان كما عرفته انا في ليلة زفافه...
هل يميزني من بين كل الطالبات؟؟؟؟

هل سيعلم اني الفتاة التي افترسها بجهالة منها..مستغلا اعاقتها ويتمها ووحدتها...
ادرت محرك السيارة.... ودموعي تنهمرمن عيني...لم اكترث ان لاحظني احدهم..
فهمي اكبر من ذلك...

الذئب ناصر اصبح دكتورا في الجامعه..دكتور محترم...وقد سيدرسني....
زوجته سمر ابنة الدكتور جاسم حامل... ونتظر منه مولودا...

وانا نورس... وحيده غارقه في همومي.... اعيش في سجن صنعته بنفسي لذنبا اقترفته بمشاركته...بمشاركة هذا الدكتور المحترم....
لا اريد شئ الان...اريد فقط ان اصل الى المنزل..واحتمي في غرفتي..وعلى سريري....

اراها كزهرة تذبل امامي
تحبس نفسها في غرفتها

ولاتخرج الا لتناول الطعام
الطعام الذي تنظر اليه وتقلب فيه

اعلم انها تريد فقط ان تجلس معي لتطمئنني
لكنها تتعبني اكثر بما تفعله

تجعلني اشعر ان هناك امر كبير تخفيه عني
فكرت بأن اتصل لصديقتها رجاء لكني اعلم انها قليله الاتصال بها
فرجاء الان حامل..وواضح ان حملها متعب جدا..مما جعلها تترك زوجها وتجلس مع والدتها لترعاها...
لا اريد ان اقلقها اكثر

لابد ان اكلمها هي

نونو ابنتي كم اتمنى ان تصارحي عمتك بما يضايقك ويحزنك

دخلت اليها غرفتها..
كانت مستلقيه على جانبها الايسر
لم المح منها الا سواد
تحت عينيها

اسرعت لها
بينما هي جلست بصعوبة
واستندنت على السرير


وانا امسح على شعرها_( نونو حبيبتي...ماذابك هل انت مريضه؟؟؟؟)
نونو وهي تحاول اخفاء ارهاقها*( لا عمتي ..انا بخير لا تقلقي...)

نظرت لها _(لم لا تذهبين للجامعه..ثلاثة ايام تغيبتي عنها..ليس من عادتك...)
ابعدت نظرها عني..*( عمتي.... الجامعه...اقصد جميع طاقم التدريس اعتذروا عن المحاضرات...)

عقدت حاجباي..._( لم افهم...؟)
اختلطت عليها الكلمات*(اعني... ان ....هناك ورشه......ورشة عمل..وصادف اساتذة المقرارات التي ادرسها مشاركين فيها..)

وانا اهز لها رأسي _( فهمت....ولم تحبسين نفسك في غرفتك...هل هناك ما يزعجك؟؟؟)
وهي تنظر لكتبها على المكتب*(لا عمتي..المقررات هذا الفصل اجدها صعبه...ففضلت التفرغ للمذاكرة)

وضعت يدي على خدها_( عيناك ذابلتان.... اهتمي بصحتك... وان احتجت شئ فأنا موجودة...)

خرجت عمتي من الغرفه....واضح عليها القلق...
حاولت قدر المستطاع ان اخفي عنها المي
لكن حبها لي يدلها عليه
لاتعلم ان ما بداخلي لا استطيع ان ابوح به الان
بعدما اخفيته كل هذه السنوات
حاولت كثيرا...ان اخبرها لكني لم استطع
فليس سهلا ما جرى لي
وكيف لي ان اخبرها
اشعر ان قلقها الان اقل من قلقها ورعبها لو علمت بحقيقة امري








[/SIZE]

yassmin 10-11-10 11:25 PM




الموجة الخامسة*

استندت على السرير..واغمضت عيني.... نزلت دموع اشعر وكأنها شرارة على خدي....
تذكرت حامد...تذكرت حزنه وحيرته عندما رفضت عرضه للزواج....
ليس العيب فيك يا حامد...
العيب احمله انا..
صنعته لنفسي في لحظة تهور وجهالة
والان ادفع الثمن....
رجاء.... كم احبها هذه الفتاة..لا اشعر ان في الدنيا فتاه بهذا الصدق والوفاء
تذكرت مكالمتها بعد لقائي بحامد...
وقتها ترددت في الرد عليها ما ان رأيت اسمها على الشاشه.....
لكن قلبي نبهني
انها لن تلومني ابدا
ولن يضايقها رفضي
وفعلا
حدثتني بشكل طبيعي
لم اعرف كيف ابدأ معها في موقفي مع حامد
لكنها انقذتني عندما بدأت بالكلام
( كنت اعلم انك سترفضين اخي.. لكن.....هو من اجبرني على فتح الموضوع معك..... وعليه ان يتحمل ردك... حتى الاسباب لم افكر في معرفتها..لطالما احتفظت بها لنفسك....لن اضغط عليك لأعرف الا اذا اخبرتني بنفسك....)
كلماتها مازالت تتردد عند مسمعي....
ادمعت عيني من نبرات صوتها ....
دائما هي هكذا ...لا تفكر الا بما يريحني....
كم انا محظوظة بصديقه مثلها...
وكم اتمنى ان استطيع اخبارك بالاسباب كما تقولين...
ولكن لا تعلمي انها الام عمري...
التي خطفت احلامي مني....
وضعت يدي على وجهي...
ومسحت وجهي براحة يدي..
وانا اخذ نفس عميق..
عميق جدا..
وكاني ابتلع همومي....
وتذكرت غيابي...
غيابي عن المحاضرات....
دون عذر مقبول..
لم افعلها قط...
اه كيف لي ان اتصرف الان؟؟؟؟؟
لطالما تمنيت ان التقي به ...
لاعرف منه لم فعل بي كل هذا؟؟؟
ولم تركني بعدها....
كيف يعيش حياته...
هل يتذكرني؟؟؟
والان.................
بعد ان التقيته صدفه
وسالتقيه كل يوم في الجامعه
وسأجتمع معه في محاضرة
يتحدث هو فيها
وقد ينظر الي بعينيه التي سلبتني كل شئ
ولابد ان يحادثني
واناقشه
كيف ساواجه كل هذا
وانا لم استطع ان اواجه ذكرياتي معه؟؟؟؟
سلب مني فرحة كل فتاة
وليس امامي سوى انجازي بالدراسه
وهذا ايضا سيسلب استمتاعي به
وقفت نورس بحركة سريعه....
ودخلت الحمام...
وقفت امام المراه....
نظرت لنفسها..
لعينها الذابله....
فتحت صنبور الماء
غسلت وجهها بالماء البارد
وعادت لتنظر لنفسها مرة اخرى
دون ان تنزل عينها عن صورتها في المراة
ناصر...
لن اضعف بعد اليوم
وجودك لن يضعفني اكثر
بل ساجعله يقويني
سوف استمد ثقتي بنفسي
من مواجهتي لك
لوجودك معي في مكان واحد ساعه كل يوم
لن ادعك هذه المرة تهزمني
وتسلب مني شئ اخر
نعم يا ناصر
سأكون في مواجهة معك
لابد ان استغل كل هذه الصدف
لا...
ليس هناك شئ صدفة....
قدري ان التقيك في الماضي
وقدري ان التقيك في الحاضر
لأنتقم عن شئ فقدته يوما
لن تهزمني هذه المرة
سأواجهك ناصر
حتى لو كانت المواجهه من خلف الستار
لانك الان استاذي وانا طالبتك...


استيقظت نورس مبكرا
وحقيقة فهي لم تنم
فكلما تذكرت ما قد يحدث في محاضر مادة الاقتصاد
تتوتر اكثر....
انها جاهزة للمواجهة
لا تشعر انها ذاهبه للجامعه
ذاهبه للماضي
كأنها ستدخل اله الزمن
لتقابل شخصا حطمها
وستواجهه هي بما تبقى منها
خرجت من غرفتها.....
العمة فريدة بسعادة كبيرة ..( نونو حبيبتي...ستذهبين للجامعه؟؟)
تقدمت منها نورس..( نعم فرووده.....ادعي لي عندي امتحان صعب صعب جدا...)
عمتها انربط لسانها....
انها المرة الاولى التي تناديها فرووده
لا تتذكر من متى افتقدت هذا الاسم....
لكن تتذكر انها افتقدته منذ زمن...زمن طويل
عادت بنظرها الى نورس...
التي بدت مختلفه....
وهي تضبط ياقة القميص الاحمر مع الجاكيت الاسود
لاول مرة ترى نورس تلبس قميص بهذا اللون...
بدى زاهيا ...
وقد وضعت قليل من البودرة لتغطي السواد تحت عينيها مع كحل اسود برز جمال عينها..
ولمعه شفافه على شفتيها...
بدت مختلفه ... كانت ترى فيها شئ مختلف...
مختلفة عن كل يوم.....
حملت حقيبتها الحمراء مع ملفها الزهري.....
وخرجت....
شغل بالها اولا..
كيف لها ان تبرر غيابها في ثلاثة ايام متتاليه ...
ليس امرا مقبولا به في نظام جامعتهم...
التي تهتم لساعات الحضور....
خطر ببالها ان تمر على اساتذتها في مكاتبهم قبل بدء المحاضرات...
وتعتذر للغياب..
اقلها تمنع الاحراج لو سئلت امام زملائها وزميلاتها.......


yassmin 10-11-10 11:27 PM





*الشاطئ السابع*

*الموجة الاولى*

نزلت من سيارتها السوداء....
ومنها الى مبنى الجامعه..
ادخلت بطاقتها... لتسجيل حضورها....
اخذت نفسا عميقا....
مع اول خطوة داخل الجامعه....
انها معركة ...
هذا ما تشعر به....
ليست ذاهبه للدراسه...
انما معركة مع الماضي..
لابد ان تنتصر فيها...
لا احد يشعر بالصراع الذي بداخلها....
في حين تشعر ان كل من حولها...
منتبه لبريق التحدي في عينيها....
صعدت السلم...
الطابق الثاني...
نحو مكاتب الاساتذه.....
5 مقررات...اي 5 اساتذه....
وطبعا بدون استاذ مقرر الاقتصاد....
علي ان اقابل 4 منهم فقط....
ابتسمت لنفسها...
الخطوة الاولى... نجحت فيها...
تذكرته دون ان تبكي او تدمع عينها..او حتى تسرع دقات قلبها....
لم تطول مدة المقابله عند اي منهم...
فجميعهم قد درسوها من قبل..
ويعلمون جديتها واهتمامها بالدراسه...
فلم يكن صعب ان يقبلوا اي عذر منها...
مع وعدها عدم تكرار الغياب...
انتهت ابسط المهمات...
خرجت من القسم... تقنع نفسها ..ان لا شئ يقلقها....
لا شئ....
ولكن رؤيته ..رؤية ناصر هل تقلقها؟؟؟؟
بسرعه كان الامتحان لقدراتها...
هذا ما شعرت به عندما التقت به في الممر...
خارج من احد المكاتب...
مع استاذه مقرر القانون التجاري...
الدكتورة نيرمين....
اكثر اساتذة الجامعه شعبية ...
الكل يحبها للبساطة في تعاملها ...
اقتربت منهم..وضغطت اكثر بيدها على ملفها الزهري...
كانا يتحادثان...
لن تقلقها نظراته...
لن تهزمها هذه المرة...
رفعت راسها...
لتراه وتنظر اليه..
لتهزم ما بداخلها...
ولكنها لم تستطع فقط ابقت نظرها على الدكتورة نيرمين...
لا تعلم لم....
ابتسمت نورس لها....
ببساطة حيتها الدكتورة_( اهلا يا ابنتي..)
زادت ابتسامتها*(اهلا دكتورة...)
حتى اجتازتهما....
لم تستطع تحويل نظرها له...
ولكن..استطاعت ان تتماسك...
ان تتصنع الابتسامه..
واخيرا...
استطاعت ان تنطق ..وتخرج الكلمات من شفتيها..
دون ارتباك او دموع او بكاء
تجاوزته...دون ان تنهار...
نجحت في اول امتحان...
ولكنها الى الان لا تعلم....
هل تذكرها؟؟؟؟


موعد المحاضرة الاولى....
دخلت...
لاحظت انتباه بعض الطالبات لها....
تعلم انهن يجدنها متغيرة بعض الشئ...
رفعت نظرها لهن...
مما جعل احداهن تكلمها..
ربما هذه الفتاة انحرجت لان نورس انتبهت لنظراتهن..
_( تبدين مختلفه اليوم؟؟)
محاولة منها للتبرير ....
لاحظت ان جميعهن ينتظرن تعليق منها...
ابتسمت...( حقا؟؟؟)
وكأنها تفكر او تحادث نفسها..(لا ادري ولكن اجدك مختلفه...)
اكتفت نورس بالابتسامة....
دخلت بعدها الاستاذه....
مر وقت المحاضرة..ونورس مندمجه في تسجيل الملاحظات....
( ما تقوله الاستاذه موجود في المرجع..لا داعي ان تتعبي نفسك)
التفت لمن يحدثها....
ابتسم لها... ( ألديك المرجع؟؟)
وهي تهم بالوقوف بصوت منخفض (نعم... لكني افضل كتابه كل ماتذكره.الاستاذه..)
انصرفت ...
وهي تفكر في تطفل هذا الشاب...
لم تلاحظه من قبل...
اتجهت للاستراحه..في انتظار موعد المحاضرة التاليه...
مر بجانبها الشاب نفسه...
انتبهت انه التفت لها...
الا انها دخلت بسرعه للاستراحه الخاصه بالطالبات...
تذكرته اخيرا.....
كان معها في محاضرات الدكتور هاشم... الذي عرف بالشده مع طلبته......
وقد رسبه الدكتور في المقرر مع اثنين اخرين... بعدما اكتشف انهم يحاولون الغش بقصاصات ورق صغيره...
وحرم من الامتحان النهائي..وكاد ان يحرم من باقي المقررات التي يدرسها حينها...تبعا لقوانين الجامعه...فمن يحرم من امتحان بسبب الغش... فيعتمد رسوبه في باقي مقررات الفصل كلها..
لولا توسط اساتذة المقررات الاخرى عند دكتور هاشم بعدم ابلاغ قسم التسجيل بالامر..حتى لا يخسر نبيل باقي المقررات..
وافق الدكتور بصعوبة الا انه لم يتنازل عن حقه في حرمانه من الامتحان في مقرره....
كم كان هذا الدكتور العراقي الاصل شديد في تعامله.... الا ان الجميع يفضل تسجيل المقرر عنده لشرحه الواضح .. والتزام بانهاء المقرر في وقته...
انه لم يلفت انتباه نورس يوما...
ليس من النوع الذي يعجبها او يمكن ان تهتم لامره..
رغم شهرته في الجامعه...
ليس لتفوقه...وانما لصولاته وجولاته..في الجامعه. والمشاكل التي يتسبب بها....
وغرامياته مع بعضهن رغم ان الجميع يعلم..انه يتسلى فقط....
وربما لم يحب احد الا نفسه....




yassmin 10-11-10 11:30 PM





الموجة الثانية*



انتبهت لنفسها... حان وقت المحاضرة...
محاضرة ناصر...الدكتور ناصر....
ليست قادرة على انكار خوفها وقلقها وارتباكها...
لكن عليها ان تسيطر على كل هذه المشاعر.....
فالنسبه لها... ان نجحت بذلك في اول محاضرة معه...
فسيسهل عليها الكثير....
اسرعت بخطواتها..
ترغب ان تتواجد في الغرفه الدراسيه...مبكرا...
ولتهيأ نفسها لجو المحاضرة..
دخلت بهدؤ...
رفعت نظرها...
لتجد زميله لها في المقرر نفسه مع شاب ...
ارتبكا فور دخولها..
كان ينظران لها بانزعاج..واضح ان هناك ما يقولانه او يفعلانه...
وقد ازعجتهم بتواجدها....
هل ينقصها شئ من الاحراج؟؟؟
هذا ما خطر ببالها لحظتها....
جلست مكانها المعتاد...
فيما انصرف الشاب...
وغيرت زميلتها مكانها...
التفتت لها نورس دون قصد..
لكنها انتبهت انها تنظر لها ليس بانزعاج فقط وانما بغضب..
لم تهتم لها نورس..
وابتسمت في داخلها...لابد ان امر مهم كان يحدث هنا... وانهيته انا في غير وقته...
لحظات...حتى دخل باقي الطلبة والطالبات..الذين اغلبهم يقفون خارجا قريب من الباب..
وما ان يلمحون الدكتور يسرعون بالدخول....
ايقنت ان ناصر ...او الدكتور ناصر..قادم
اغمضت عينها.... واخذت نفسا عميقا
وكتمت كل ما بداخلها.....
دخل الدكتور ..
يحمل بيده جهاز العرض...
تقدم طالب ممن يجلسون بالصف الامامي..
ورفع الجهاز من يد الدكتور ووضعه على الطاولة....

وهو يضع الاوراق التي بيده على الطاولة..
( السلام عليكم....)
سمعتهم يردون التحيه..وهي صامته..
وعينها في ملفها... تتصفحه دون ان تميز ما هو موجود في اوراقه....
رفعت نظرها له اخيرا....
وكأنها تسترق النظراليه...
كان بلباسه الخليجي... يبدوا اكثر وقارا....
كان هناك يرتدي .........قطعت تفكيرها....لا تريد ان تفكر في هذا الان...
( احمد..اريدك ان تحضر المكتب قبل المحاضرة..لتساعدني في حمل الجهاز..)
احمد وهو يجلس مكانه....
( ان شاء الله دكتور...)
كان توزع نظرها على كل ما هو امامها... محاولة في السيطره على نفسها..
فكم تخشى ان يقرأ قائمة الاسماء لتسجيل الحضور...
ومن الطبيعي يسألها عن غيابها ...
وقبل ذلك سيذكر اسمها..
وان لم يميزها عندما راها...
فلابد انه سيميزها الان من اسمها...
لكن ليس شرطا ان يعرفها من اسمها...
فربما لا يتذكره اطلاقا...
حتى هذه الفكرة لم تقلل من خوفها...
_(نورس محمد الـــ.....)
بلعت ريقها...
وهي ترفع يدها...والتي تغلبت على رجفتها
اخذ يبحث بنظره في جهة الطالبات_(نورس ...اين نورس)
بصوت منخفض+(نعم....)
انتبه لها..نظر اليها...(ارفعي صوتك ...)
لم تعلق.. بقيت تنظر للورقه التي في يده...
ابعد نظره عنها بسرعه..
لكنه عاود النظر اليها...
انتبهت له...
_(نورس.....)
زادت دقات قلبها.....
_( 3 ايام غياب؟؟؟؟لماذا يا نورس...)

لم تتوقع سؤاله... مع انه سؤال بديهي..
تاهت الكلمات منها ..كيف ستجيبه
الا انه لم ينتظر منها الرد....بعد ان انتقل للاسم التالي...
قلب الورقه على الطاولة...
وبدأ في الشرح...
ابدت عدم الارتباك والقلق..
وهي تسجل كل ما يقوله...
دون ان ترفع نظرها اليه...
تريد ان تصمد ..
والصمود بالنسبه لها الان على الاقل. ان لا ترتبك..
كانت تهرب من خيال الماضي...
الذي تسترجعه من صوته...
من نبرات صوته...
التي لم تتغير..
في حين تغير مظهره الخارجي كثيرا...
فقد كبر 10 سنوات تقريبا.... وبلباسه هذا...ووقار الدكتور الذي نجح في ابدائه للجميع
بدى مختلفا...
ماعدا عينيه ذات اللون البني....
التي حاولت ان تسترق النظر اليهما..
لا تدري لم...
انتبه لها.... وهو يكمل شرحه...
فيما عادت بنظرها لما تكتبه...
وهي تخفي ارتباكها...........
( اكرهك..كم اكرهك....)
كانت هذه بداية المواجهه
انتهت المحاضرة....
واعطت نفسها درجة 3 من 5.....
لسببين...الاول عجزها عن رفع نظرها للوحة العرض...
والثاني...انها لم تنجح في الرد عليه عندما سالها عن غيابها....
كان عليها ان تتشجع اكثر..وترفع نظرها للامام...نحوه دون ان تبالي...كما كان عليها ان تجيبه دون ارتباك....
تشعر بنفسها هادئة بعض الشئ....
راضيه عن نفسها....
لاول مرة تدخل في مهمة مثل هذه...
انه وقت المحاضرة الاخرى....
اسرعت بخطواتها اكثر...نحو المحاضرة...
وفي عينها بريق الانتصار....
واخيرا انتصرت على مخاوفها من مواجهته.....
وامامها الكثير لتتخطاه...


yassmin 10-11-10 11:32 PM




الموجة الثالثة*

واخيرا رفعت جسدها من على السرير...
وهي تنظر لساعتها...
انها السابعه والنصف صباحا....
لم تكن نائمة....
ولكن هذه عادتها....
من السهل ان تستيقظ من النوم...
ولكن من الصعب ان تتحرك من السرير .....
ابتسمت...وهي تنظر لنفسها في المراة....
اليوم الجمعه ولديها الكثير لتفعله..
امور افتقدتها منذ زمن....
رفعت شعرها.....
تحتاج لكوب من القهوة الجاهزة ....
فالقهوة الحل الوحيد للكسل الغريب الذي يعتريها فجأة...
وخاصة بعد الاستيقاظ من النوم....
خرجت من غرفتها ترتدي لباس النوم القصير والواسع ...
ذو لون ابيض تتوسطه كلمة Sweet Girl باللون الزهري....
كانت العمة فريده مستلقية على الكنبه ...والمصحف بين يديها....
( صباح الخير فروودة.....) وهي تدخل المطبخ...
اندهشت العمة من نورس...
ماذا حل بالبنت هذه الايام....
تبعتها الى المطبخ....
( نونو ماذا تفعلين..؟؟؟)
_(كوب من القهوة الجاهزة ....)
(اشربي الحليب افضل بكثير...)
_( لن اصحى من هذا الخمول الا بالقهوة...)
وقبل ان تنصرف العمة ....
_( فروودة سنخرج اليوم ما رأيك؟؟؟)
( الى اين؟؟؟)
_( لدينا الكثير لنفعله....)
كانت العمة مستمتعه بالتغيير المفاجئ الذي حل بنورس.....
( وماذا لديك؟؟؟) وهي تجلس على الكرسي
التفتت لها نورس وكوب القهوة في يدها...
_( اولا نذهب لشراء حاجيات المنزل....)
( وثانيا؟؟؟؟) تقولها دون ان تخفي سعادتها...
_( نتسوق قليلا... احتاج ملابس جديده.... وانت ايضا عمتي....)
( وثالثا؟؟؟؟)
تكمل نورس _( نتغدى في المطعم الايطالي سيعجبك كثيرا؟؟؟)
( ورابعا؟؟؟)
نظرت نورس الى العمة....( عمتي.... لا امزح...اتكلم عن جد..)
العمة فريده..( وهل يسعنا الوقت لكل هذا؟؟؟؟)
نورس وهي تهم بالخروج...( كل هذه الامور نقضيها في مكان واحد..في المركز التجاري بالعاصمة...)
( كما تريدين....) اجابتها العمة فريده.... ومازالت محتارة من هذا التغيير....
دخلت نورس غرفتها...
جلست على مكتبها...
واخذت المصحف....
وبدأت في القراءة كعادتها كل يوم جمعه...
بعدها...
اخرجت ملابسها من الخزانه....
ودخلت الحمام لتستحم....
ارتدت ملابسها...
فستان باللون الازرق الفاتح... به ورود بيضاء كبيرة...
وارتدت عليه قميص ازرق قصير...
ووشاح ابيض غطت به شعرها....
ووضعت قليلا من البودرة وكعادتها الكحل الاسود ...
واللمعه الوردية على شفتيها....
فتحت باب غرفتها...
اخرجت راسها تنادي عمتها...
(عمتي انا جاهزة.....)
عادت لغرفتها..
تبحث عن دفترها ورفيقها..
اخذت تقلب صفحاته الاخيرة...
شعرت بغصه بداخلها....
لقد انتهت صفحات الدفتر....
لا تدري لم اشعرها هذا بالحزن....
فكل مرة تنتهي صفحات احد دفاترها والذي تكتب فيه اهم اللحظات التي مرت بها..
يجتاحها الشعور بالحزن....
فكل دفتر يحمل لمحات من حياتها...
واقربهم لها...
الدفتر ذو الون الازرق الداكن....
الذي يحمل سر عمرها...



( نونو... انتظرك...)
كانت عمتي تناديني.... اغلقت الدفتر وخرجت اليها...
لفت انتباهها ما ارتديه...
لابد انها لاحظت هذا التغيير....
لكنها لم تعلق....
خرجنا بسيارتي السوداء... متجهتين الى المركز التجاري الكبير....
صعدت نورس السيارة مع العمة فريدة
متجهتان نحو المركز التجاري
امام بوابة المجمع
العمة فريدة (منذ فترة طويله لم نخرج معا)
نورس (نعم عمتي...الدراسة اشغلتني كثيرا..)
العمة فريدة ..وهما تهمان بالدخول...( كم اتمنى ان لا تشغلك عن نفسك..)
نورس وهي تحاول ان تغير الموضوع ..(يبدو ان المجمع مزدحم اليوم..)
العمة فريدة..وهي تتلفت نحو واجهات المحلات (اليوم الجمعه ....لندخل هذا المحل..)
كانت نورس تبدو مستمتعه مع عمتها...
فنادرا ما يخرجن معا لتسوق...
كانت تشعر بشئ من التغيير...
(نونو...انظري لهذا الفستان يبدو رائعا عليك..) كانت العمة تشير لاحد الفساتين المعروضه في المحل..
نورس وهي تنظر نحو الفستان ( جميل ولكني ....)
العمة فريدة..(اعلم انك لست معتادة على مثل هذا التصميم ..لكني اراه جميلا..)
اخذت نورس الفستان..تتامله..كانت تراه جميلا ( لم لا اجربه..) كانت تكلم نفسها...
فيما كانت عيون تراقبها من بعيد...
دخلت نورس قسم التبديل..
ارتدت الفستان ...
كان من القماش الشيفون الاسود وتتوزع فيه ورود بالوان مختلفه..ابيض واحمر وكحلي ..بدى رائعا عليها...
كان يظهر لون بشرتها البيضاء....
الا ان هذا الفستان يبدو مختلفا ربما لانه مختلف عما اعتادت ان تلبس ...
ما ان راتها عمتها (جميل جدا...ستبدين مختلفه به في الجامعه..)
لم تعلق نورس ...فقط تنظر لشكلها في المرايا كم تبدو مختلفه في كل شئ..
خرجتا بعدها الى محل اخر...
ومازال هناك من يتبعها بعينيه...
نورس( عمتي انظري لهذا الفستان..)
العمة فريدة..(دعيني اراه...)وهي تلمس القماش باطراف اصابعها...
انشغلت العمة بالحديث مع البائع
بينما نورس تتامل ما هو معروض...
انتبهت لمن كان يراقبها....
رفعت راسها ...
تنظرت اليه....
(من هذا؟؟؟) تتحدث لنفسها....
لاحظ نظراتها اليه...فبدلها بابتسامة
(ماذا بك نورس؟؟؟) صوت عمتها وهي تحدثها...
التفتت نحو عمتها بسرعه
وبارتباك..( لا شئ..)
العمة فريده وهي تحمل ما اشترته...
(نورس هل تعرفين هذا الشاب؟؟؟)
نورس دون ان تنظر لعمتها..(من تعنين عمتي؟؟؟)
العمة وكأنها تشر بعينها...((ذاك الشاب الذي امامنا...كان يراقبنا ...انت تشترين الفستان..؟)

نورس تظهر عدم الاهتمام (شكله ليس غريبا...ربما زميل لي في الجامعه..)
لم تعلق العمة فريده على كلام نورس ....
في حين ان نورس بدى عليها الارتباك...
كانت تعلم ان هذا الشاب هو نبيل...
لكنها لا تعلم ماذا يريد منها؟؟؟
انشغلت العمة بالتسوق في المحلات...بينما نورس ظل عقلها مشغول بنظرات نبيل اليها... لطالما نظرات الشباب نحوها تزعجها,,,
لكن هذه المرة انتابتها الحيرة..
فهذا شاب عرف بعلاقته المتعدده مع زميلاته في الجامعه..ولا تدري ماذا يريد منها

بدى عليها الضيق والانزعاج...
نورس..( عمتي..دخل وقت الصلاة هل لنا ان نذهب للمصلى..)
العمة فريدة..( نعم نونو...اين المصلى)
نورس ..وهي تشير بيدها نحو جهة اليمين..( من هنا عمتي...)
وبعد 15 دقيقه ..خرجت من المصلى..
العمة فريدة..( اخذنا الوقت في التسوق...نذهب الان للغداء ما رايك؟؟؟)
نورس..( نتغدى الان وبعدها نذهب لشراء حاجيات المنزل...)
العمة فريدة...ونظرها على نورس وهي تعقد حاجبيها.... (تصوري اني نسيت اننا هنا من اجل شراء حاجيات المنزل...)
ضحكت نورس على كلام عمتها...
لحظات واقتربتا من المطعم الايطالي...
كان النادلة واقفه امام المدخل ...تعرض قائمة الطعام..ابتسمت لها نورس...فاخذتها النادلة نحو احدى الطاولات ...بينما العمة تتبعها كان بديكور من الخشب...
اعطى بساطه وروعه في الوقت نفسه...
كان المكان رائع...وجلستهما..مع بعض اروع...ونادرا ما تخرجان مع بعض ماعدا الاعياد والمناسبات...
العمة فريدة وهي تنظر للقائمة...( لا اعرف اطباقهم...اختاري لي معك...)
نورس تبتسم لعمتها...( ستاكلين على ذوقي اليوم...)
بينما نورس تحدث النادلة...رن جوال العمة فريدة اخذت العمة تبحث عن جوالها في حقيبتها. عشوايا والجوال مازال يرن...( انه اخي ابو عبدلله)
مازالت تبحث عن الحقيبه....تتحسس بيدها على جوانب الحقيبه... تسمع صوته حتى توقف الرنين...
واخيرا اخرجته من الجيب الجانبي للحقيبه وصارت تنظر اليه بأسى..وكأنها فقدت شئ ..
نورس..( عمتي ما بك؟؟؟ )
العمة فريدة وهي مازالت تنظر لشاشة الجوال...( عمك اتصل وانقطع التصال قبل ان اجيبه...)
(لا تقلقي لابد ان سيعيد اتصاله) قبل ان تكمل كلامها عاد الجوال لرنين من جديد..
وبسرعه اجابته العمة فريده بلهفه كبيرة واضحة على ملامحها..( اهلا اخي كيف حالك؟؟؟)
_(الحمدلله)
+(اتصلت على هاتف المنزل...لم يجيبني احد..)
_(نعم..انا مع نورس خرجنا للغداء..)
+(رائع لابد انكما تستمتعان...)
_(وهل لي ان اخرج مع نونو دون ان استمتع معها...)
+(كيف هي الان؟؟)
_( بخير..بدأت الدراسه للفصل الجديد... تريد ان تكلمك..)
*(اهلا عمي كيف حالك؟؟..)
+(بخير يا ابنتي..طمئنيني عنك وكيف هي الدراسة؟؟؟)
*(انا بخير والدراسة كما هي..)
كانت تتحدث اليه بعاطفه غريبه..عاطفه تشعر بها فقط عندما تحدثت ....
كم هو حنون هذا العم...
انهت المكالمة...
وبدئتا بعدها في تناول طعامهما...
كانت لحظات مميزة نادرا ما تشعر نورس بروح الاسرة والان هي تعيش هذه اللحظة ....
كانت تتلفت حولها ترى مجموعه من العائلات تتوزع على الطاولات في المطعم..
.ونظرت بعدها لعمتها...
وهمست...
(انا كذلك لدي اسرة طالما عمتي وعمي معي...)



yassmin 10-11-10 11:33 PM




الموجة الرابعة*

((رائعه بهذا الفستان..اختارته والدتك؟؟))
غمز لها نبيل وهو يحدثها...
كان واقف امامها...وهي جالسه تتصفح ملفها الزهري...تنتظر دخول الاستاذة...
لا يعلم لم رفعت نظرها بسرعه اليه
واخذت تنظر اليه بحده... وقفت بحركة سريعة.. ابتعد بخطوات عنها
بينما هي خرجت من المكان
قبل ان تسقط الدموع من عينيها...

وسط ذهول الجميع....
ومن بينهم نبيل الذي وقف مكانه
وقد استغرب ردة فعلها كثيرا
فيما اسرعت نورس بعيدا
لا تعلم الى اين هي متجهه...
لا تشعربما حولها
فقط كلمة نبيل
اليها
كان يتكلم عن عمتها...
ضنا منه انها والدتها....
هل ما قاله يستحق كل هذا الانفعال؟؟؟
جلست على احد الكراسي جانب الممر
وبعد لحظات
((اسف هل ضايقتك...؟؟؟))....انتبهت الى نبيل واقفا...امامها ...لم تجب ....
جلس قريب منها على نفس الكرسي,,
(نورس هل هناك ما ازعجك ..لم خرجت من المحاضرة؟؟؟)
بحدة وهي تهم بالقيام (لا احب ان يتدخل احد في اموري..
واكملت...(كما لا احب ان يتبعني احد بنظراته...)
قبل ان تخطو بعيدا عن نبيل.... اصطدمت بنظرات ناصر الذي كان قادما يحمل ملفا في يده ويتبعه احد الطلبه وهو يحمل جهاز لعرض...
كانت تشعر ان ناصر ينظر اليها باهتمام...وقد حول نظره الى نبيل الجالس قريب منها...
بعدها التفتت نورس الى نبيل الذي وقف امامها
(لم اعتد على الاعتذار من اح..ولا اعلم للمرة الكم اعتذر لك انت بالذات...)
وانصرف عنها..
بقيت نورس جامده على الكرسي
تشعر انها لا تقوى عىلى شئ حتى على فتح عينها
ابقت عينها مغمضه..
وهي تضم ملفها الزهري الى صدرها....
لا تعلم كم مر من الوقت فاتتها المحاضرة الاولى..
وعليها ان تستعد للمحاضرة التالية...
محاضرة الدكتور ناصر...
فتحت عينها..
اخذت نفسا عميقا..
ورفعت جسدها...من على الكرسي...بصعوبة متجهة لدورة الماه
تريد ان تجدد من نشاطها
فهي تحتاج ذلك لمجهود نفسي في المحاضرة التاليه
كي تواجه نظرات ناصر..
وكذلك...نبرات صوته التي تؤثر فيها كثيرا...
دخلت دورة المياه
وراحت تنظر لنفسها في المراة
حقا تبدو مختلفه بهذا الفستان
ربما المرة الاولى التي تحضر الجامعه بفستان ...
اعادت ترتيب الوشاح الكحلي على شعرها..واخذ نفسا عميقا...
وهي تنظر الى عينها في المراة..
خرجت من دورة المياه
واتجهت الى المحاضرة
كم اشعر بالارتباك لا ادري لماذا هل بسبب انزعاجي من كلام نبيل


دخلت المحاضرة مبكرا...
لا احد غيري في المكان
صرت اتصفح الملف
احاول ان اشغل نفي قليلا..
باقي اكثر من ربع ساعه على بدء المحاضرة..
بعد قليل... قطع تفكيري... زميلي احمد وهو يفتخ الباب..
وفي يده جهاز العرض...
وضعه على الطاولة وهو يحدث نفسه..
( من الصعب ان التزم باحضاره كل يوم )
في حين نورس تنظر اليه وتضحك بداخلها لانه لم ينبه لها...
تفاجا هو بوجودها... ولكنه لم يبدي اي اهتمام...
اقترب من الباب..ليخرج ..ما ان فتحه..
تفاجأ بالدكتور ناصر...
( اهلا احمد...هل احضرت الجهاز؟؟؟)
ابتسم احمد...(نعم دكتور..)
لم تلاحظ نورس دخوله كانت مستغرقه في تصفح الملف...
اخذ الدكتور ناصر مكانه على الكرسي
قبل ان يفتح الملف الذي في يده...
التفت الى نورس
اخذ ينظر اليها..
ولانه يرتدي نظارة طبيه
قربها بطرف اصبعه الى عينيه..
مازال ينظر اليها....
رفعت نورس راسها ما ان سمعت حركة الباب...
كانت مجموعه من الطلبة والطالبات نظرت الى ناصر باستغراب...
الذي لم تشعر بوجوده...زاد ارتباكها..كيف تنفرد مع ناصر في مكان واحد دون ان تشعر...
لا تعلم منذ متى هو يجلس امامها
شعرت بنبضات قلبها السريعه
واغمضت عينها...
واخذت نفسا عميقا...
كعادتها كلما شعرت بالارتباك...
وهي تردد بداخلها ( اهدئي ..اهدئي يانونو..)
فتحت عينها على صوته ...صوت ناصر... نبرات صوتها نفسها...
(نورس محمد ال...)
انتبهت اليه انه يسجل الحضور...
رفعت كفها دون ان تنظر اليه..
(نعم موجودة...)
وكعادتها ابقت نظرها بعيدا عنه..
وانشغلت بتسجيل كل الملاحظات حتى انتهى وقت المحاضرة
لتخرج هي مباشره
قبل انصراف الدكتور ناصر



yassmin 10-11-10 11:36 PM





الشاطئ الثامن

الموجة الاولى


مر اليوم بصعوبة ..
امور كثيرة حدثت اربكتها...
لم يكتفي عقلها بكل ما يعني الدكتور ناصر...
انما اصبحت ايضا....
تفكر بتصرفات نبيل معها....
وكأن عقلها تنقصه امور لينشغل بها....
قد لا تكون المرة الاولى التي تتعرض لهذا الموقف...
فهي فتاة مثل كل الفتيات في الجامعه المختلطه....
وقد تتعرض للمضايقه من زملائها...
حتى ولو كانت بنظراتهم لها ....
كما ان هدؤها وانعزالها جعل الفضول يحيط بها...
سواء من زملائها او زميلاتها...
وكثيرا ما تسمع تعليقات منهم لكنها ابدا لا ترد عليهم....
في حين انجميع الاساتذه الذين درسوها احبوها لاهتمامها بالدراسه وتفوقها..
وقد يكون هذاسبب المزيد من الفضول..
ممن حولها....
وامام كل هذا تبقى نورس صامته لا تعلق على اي شئ ....
فهناك اسؤ من الاهتمام من نظراتهم وتعليقاتهم..
فكل شئ من حولها ياخذها للخطيئة التي ارتبكتها...
فكلما شعرت باعجاب احدهم حدثت نفسها
(لو يعلمون...لما كان هذا شعورهم..)

حتى حنان عمتها وحبها يعذبها..
فهي تشعر انها لا تستحق هذه المشاعر..ابدا...
ولا تدري ما هي ردة فعل عمتها لو علمت بخطيئتها...

عاد نورس للمنزل وهي تحمل هذا الصراع بداخلها...
تناولت الغداء مع العمة فريدة..
بعدها دخلت غرفتها...
لديها الكثير من المذاكرة ...
هذا ما خطر لها حينها...
الا انها شعرت بقلبها انقبض فجأة...
وهي تفتح الملف...
وهي تقرأ التاريخ...
28 \فبراير... ذكرى ميلاد اخيها عامر...
نزلت دمعة من عينها...
لم تستطع ان تتوقف عن البكاء...
تتذكر عامر ذاك الفتى الشقي ....
الذي لا يترك مكانا الا وبه اثر من شقاوته...
كم اشتاقت اليه...
والى والدها ووالدتها...
نظرت الى الصورة المعلقه امامها....
صورة تجمع اسرتها الصغيرة ومن دون قصد...
فتحت الدرج...
واخرجت من بين مذكراتها...
اقربهم الى قلبها...
ذو اللون الازرق الداكن...
فهو يحمل اخر ذكرياتها مع اسرتها الصغيره...
كما يحمل في صفحاته الاخيره بداية الماساه التي تعيشها الان...
هذا حالها كلما عادت بها الذكرى لاسرتها الصغيره....
او حين تمر عليها ذكرى اعياد ميلادهم....

حضرت نورس محاضرتها الاولى....
والارهاق واضح عليها....
لم تنم جيدا البارحة....
كانت ذكرى عيد ميلاد اخيها عامر...
قضت الليله مع دموعها...
وبين مذكراتها والصور التي تجمعها مع عائلتها....
كانت الاستادة مستغرقه في الشرح....
في حين نورس ملتهية بالارواق في ملفها الزهر ي....
الا انها انصدمت من دفتر مذكراتها الازرق الداكن...
كان ما بين الاوراق داخل الملف....
لم تلاحظ الا الان....
انها المرة الثانية التي تحمله معها دون ان تنتبه...
لطالما اخفته بين حاجياتها على المكتب...
كانت تكره ان تجده خارج جدران غرفته...
فهو يحمل كل اسرارها.....
اغلقت الملف بضيق....
وهي تنظر الى ساعتها....
واخيرا انتهى وقت المحاضرة...
حملت ملفها الزهري وما يضمه من اسرار...
متجهه الى المكتبه....
انه المكان الوحيد الذي يعمه الهدؤ...
في الجامعه كلها....

دخلت المكتبة...
وجالت بنظرها في ارجائها...
المكان واسع....
وتتوزع فيها الطاولات بشكل طولي ومنظم....
وعلى الجانبيين غرف دراسية مغلقه...
التي عادة ما يجتمع فيها الطلبه والطالبات...
للدراسه في مجموعات....
فضلت ان تجلس على احدى الطاولات في الزاوية....
وضعت ملفها على الطاولة...
وضعت راسها عليه...
واغمضت عينيها...
هدؤ المكان لم يجعلها تشعر باي حركة من حولها...

لا تعلم كم مضى من الوقت...
الا انها وعت لنفسها وهي مازالت مرهقه...
وربما زاد الارهاق بعد الغفوة السريعه في هذا المكان الهادئ ....
مسحت براحة يدها على وجهها...
وادخلت شعرات على جبينها بأناملها تحت الوشاح....
تشعر انها لن تعي الا بعد ان تغسل وجهها بالماء البارد....
تركت مكانها...
ودخلت دورة المياه الخاصة بالمكتبه....
ازاحت الوشاح عن شعرها....
وغسلت وجهها بالماء البارد...

وهي تتسلل بالنظر الى نفسها في المراه من بين اصابعها...
مررت اناملها المبلله بالماء بين خصلات شعرها....

((يستحيل ان احضر جميع المحاضرات..))
كانت تكلم نفسها وكأنها تقنعها بالنصراف والعودة للمنزل...
خرجت من دورة المياه وبالها في التهرب من باقي المحاضرات...
اتجهت لمكانها على الطاولة....
سحبت ملفها الزهري...
وضمته اليها..
وهي تشد من ظهرها اكثر....
ما تشعر به اكثلر من ارهارق السهر....

خرجت من المكتبه....
متجهه الى مواقف السيارات...
((ليتني لم اذهب للجامعه اليوم
لم اجني سوى المزيد من الارهاق...))
كانت تحادث نفسها وهي تهم بالدخول للصاله
العمة فريدة بقلق
((نونو..ماذا بك؟؟؟لم عدت مبكرا...؟؟؟))
نورس وهي تزيح الوشاح من على شعرها ((لا شئ عمتي...اشعر بالارهاق ففضلت العودة..))
العمة باهتمام((جيد انك عدت..ادخلي لتستريحي))
رمت نورس بجسدها على السرير ....
وكأن ثقل جبال تحمله على ظهرها...
وغطت في نوم عميق...



yassmin 10-11-10 11:38 PM




الشاطئ الثامن
الموجة الثانية



بعثرت كل ما كان على الطاولة
واخرجت كل ما في حقيبة يدها ورمته على الارض
وقفت مكانها
وكتمت صرخة بداخلها
وهي تضع كفها على شفتيها
صارت تفتح ادراج المكتب بشكل عشوائي
مع انها تعلم انه ليس هنا...
في الصباح كان في ملفها الزهري بين الاوراق...
التفتت الى ملفها الزهري والاوراق المبعثرة على الارض...
والدموع تتراقص في عينيها....
جلست بضعف على الارض
واستندت على السرير...
ودخلت في نوبة من البكاء
لقد فقدت سر عمرها
بل كل اسرارها
دفترها ورفيقها الازرق الداكن
ليس على مكتبها
ما تتذكره انها لمحته في ملفها وهي في المحاضرة
اين قد يكون والملف معها
فتحت عينها...
واعادت شريط الذاكرة...
دخلت المكتبة..
والملف في يدها..
ووضعته على الطاولة واسندت راسها عليه...
بعدها.....
كانت في دورة المياه...
والملف تركته هناك..
على الطاولة...
في المكتبة...
فكيف يختفي الدفتر ويبقى الملف...
الا اذا سقط منها سهوا دون ان تنتبه....
ليس امامها الان سوى الذهاب للجامعه ...
والبحث عنه في المكتبة...
لاتدري كيف مر عليها الوقت...
وهي على فراشها...
جامدة لا تتحرك...
فقط صدرها يرتفع ويهبط...
وعيناها في السقف
عقلها خيل لها كل شئ
كل ما ممكن ان تتصوره
لو ان احدهم فتح الدفتر
وقرأ صفحاته
وليس من الصعب معرفة صاحبته
فالكثير من المعلومات بين صفحاته
يكفي ان يذكر اسم نورس فيه
ليتعرفوا عليه
هل من المعقول؟؟
بعد كل هذه السنين...
ان يفتضح امرها بهذه الصورة؟؟؟
وفي الجامعه؟؟؟؟

اخذت نفسا عميقا...
شدت بيديها شعرها للخلف اكثر....
وخطر ببالها شئ اخر...
قد يكون وقع منها...
وسلم للامانات...
دون ان يفتح...
وما عليها الا ان تذهب صباحا وتسأل...
ولكن متى يأتي الصباح؟؟؟؟؟؟؟

تسلل النور لغرفتها ...
فتحت عينها الذابله من الدموع...
مازال الوقت مبكرا...
الا انها رفعت جسدها المتهالك من السهر...
ببرود... وبيدين ترجف..
وقلب يكاد يخرج من ضلوعها...
كانت تجهز نفسها للذهاب...
نظرت لنفسها في المراة...
انها المرة الاولى التي ترتدي العباءة للجامعه...
غطت شعرها بوشاح حرير اسود...
حملت ملفها وحقبتها السوداء الصغيرة
وخرجت قبل الوقت بساعه...
كانت الشوارع تبدو خاليه بالنسبة لما هي عليه وقت خروجها كل يوم...
اخذت المسار الايمن في الطريق...
وهي تقود ببطئ...
ودموع عينها لم تتوقف...
ولسانها لا يتلفظ الا بكلمة واحدة....
(( يــــا ربي))

حتى وصلت للجامعه...
اوقفت السيارة...
وبخطوات قلقه اتجهت للمدخل...
قليل من هم حولها...
فقط وظفين امن الجامعه...
ادخلت بطاقتها في الجهاز...
تسجيل للحضور....
وما ان دخلت المبنى...
بسرعه اتجهت للمكتبه...
وصلت للمدخل...
دخلت..وهي تشعر ان قلبها تسمع دقاته...
كانت خاليه الا قليل من الطلبة والطالبات ربما مبكرين في الحضور للمذاكرة...
اتجهت للموظفه....
-(( صباح الخير..))
+(( اهلا..تفضلي؟؟؟))
_((نسيت دفترا بالامس هنا...))
وقبل ان تكمل... اشارت لها الموظفه...
+(( هنا توضع كل ما تركه الطلبه قبل ان نسلمه للمفقودات... ما هو لونه؟؟؟))
_((ازرق داكن..))
اخذت الموظفه تبحث من بين عدد قليل من الكتب والدفاتر...
وعينا نورس تبحث معها....
اقتربت منها...
+(( اسفه..ليس هنا... ربما اخذوه للمفقودات..متى تركته؟؟بأي وقت؟؟))
_((بالامس قبل الساعه العاشرة...))
+(( الساعه العاشرة؟؟؟ بما انه في وقت مبكر ربما اخذ للمفقودات.. لان هذه الكتب جمعناها من على الطاولات باخر الوقت... ))
بيأس اجابتها..((شكرا..))
اخذت خطوات مرهقه الى مكتب الامن....
لا تشعر باي شئ حولها...
حتى وصلت للمكتب...
قابلها الموظف...
_(( تفضلي...))
+(( ابحث عن دفتر لي... ))
_(( متى فقدتيه؟؟))
+((بالامس..ربما في المكتبه..لونه ازرق داكن..))
التفت للخلف..حيث ادراج توزع عليها المفقودات...
رفع لها ملف ابيض...
_((هذا فقط من مفقودات الامس..))
لا يمكن ان تصف شعورها وقتها
اين هو...؟؟؟
واين اختفى فجأة؟؟؟
ان عقلها توقف عن التفكير...



yassmin 10-11-10 11:41 PM






الشاطئ الثامن
الموجة الثالثه



لا شعوريا اتجهت لمكان محاضرتها الاولى...
دخلت وكان خاليا من الطلبة...
وضعت ملفها واسندت رأسها على الطاولة...
وهي تفكر...
او تحاول ان تفكر....
قطع خلوتها ازعاج طالبتين...
رفعت رأسها...لم يلتفتوا لها..
الا انها فتحت الملف..
واخذت تتصفحه...
لحظات وقد امتلأ المكان
بوجود الاستاذه...
كانت تريد ان تشغل نفسها بالشرح...
الا انها لم تستطع...
اخذت تهز احدى ساقيها بتوتر...
تريد ان تخرج من المكان..
ومن الجامعه...
وحتى من هذا العالم كله...
ومع انتهاء المحاضرة...
بقيت مكانها...
ليست قادرة على الوقوف
هذا ما تشعر به...
بدى المكان خاليا..
فقد خرج الجميع...
لاتدري ماذا عليها ان تفعل...
هل تحاول البحث عنه؟؟؟
ام تواصل حضور ما تبقى من محاضرات؟؟
تذكرت تهربها بالامس عن المحاضرات
اي ان عليها الحضور اليوم...
التفتت نحو احدهم يحدثها...
(( اهلا نورس..))
كان نبيل يقف امامها..
لم يخرج مع باقي الطلبه..
وقفت نورس وهي تحمل ملفها...دون ان ترد عليه
وقبل ان تخرج ...
(( هل اضعت شئ مهم؟؟؟))
وبسرعه...
اغلقت الباب... دون ان تخرج
والتفتت اليه...
لاتدري بأي الحروف تنطق...
كانت تبحث عن رد لكلامه..
تنظر في عينيه بحده...
وهو مازال ينظر اليها...
(( مختلفة بالعباءة))
كان يريد فقط ان يقطع الصمت بينهما...
((ماذا تقصد بشئ ابحث عنه؟؟)) قالتها بصوت يرجف
(( لا شئ لكن هذا ما شعرت به عندما نظرت لملامح وجهك...))
كانت تراه يتقدم نحوها...
وبحركة سريعه تقدمت نحو الباب
خرجت من المكان وكأن قنبله سوف تنفجر فيه
وبخطوات سريعه...
لا تدري الى اين...
الا انها شعرت به خلفها..
يناديها..
((نورس..نورس..))
توقفت في الممر... التفتت له..
_((ماذا تريد؟؟))
(( لم انت غاضبه..))
_((لست غاضبه اريد فقط ان اذهب..))
ليست المرة الاولى التي يوقفها وسط المبنى للحديث معها..
ربما ان الامر عادي بما انهم في جامعه مختلطه
لكنها ليست معتادة ابدا...
كانت تتلفت حولها...
لاتحب ان يراها احد واقفه مع هذا الشاب بالذات...
(( لم تتهربين من الحديث معي؟؟))
_(( ليس هناك ما نتحدث عنه...))
((نورس))
_(( لدي محاضرة...))
تذكرت محاضرة الدكتور ناصر...وهذا هم اخر...
اكملت طريقها باتجاه الغرف الدراسيه...
باقي عشرون دقيقه على المحاضرة...
اخذت تسير ببطء..
عيناها تائهه..
تحبس دموع تخشى ان تفضحها...
دخلت الغرفة الدراسية...
وبضعف جلست على الكرسي...
وغطت وجهها براحة يدها...
وعادت تسمع الصوت نفسه..
(( نورس لا تكوني عنيده...))
ابعدت كفها عن وجهها وبحده اجابته
(( نبيل لو سمحت توقف عن ازعاجي..))
ابتسم لها بمكر...
((مزعج؟؟ انا مزعج... حسنا كما تريدين...مع اني كنت اريد ان اساعدك...))
_((ومن طلب منك المساعدة))
(( لا احد..مجرد تخمين مني ان هناك امر يقلقك وتريدين من يساعدك..))
نظرت نورس اليه... باستغراب من كلامه
تشعر انه يشير لشئ في كلامه...
وهو يقترب اكثر..(( سألتك ...ولاخر مرة اسألك...هل فقدت شئ؟؟؟))
رفعت نظرها له...
واكمل (( شئ لونه ازرق...))
كانت يدها في حضنها ترجف...وعينها لم تكن قادرة على كتم الدموع اكثر...
انهمرت الدموع من عينيها..وهربت الكلمات من لسانها..
ولكنها بقيت تنظر اليه...
وحولت نظرها الى ما يحمله من اوراق ...
((ليس هنا..لم احمله معي))
عقلها استوعب كل شئ الان
الدفتر مع نبيل
وهو يلاحقها منذ الصباح ليخبرها بذلك
مسحت دموعها (( اين هو؟؟؟))
همس لها (( وهل مثل هذا الدفتر احمله معي؟؟))
بصوت يرجف (( كيف اخذته..؟؟))
رفع صوته اكثر..(( ليس هذا المهم....))
وهي تغالب دموعها..(( اريد دفتري..نبيل ليس لك الحق في اخذه))
((ومن قال اني لن اعطيك الدفتر...انا اليوم هنا من اجل هذا))
((اعطني الـــ))
(( قلت لك ليس معي الان...وان كنت تريدينه علينا ان نتفق))

نظرت اليه باستغراب ...
اخرج قلم من جيبه...
وقرب ملفها وفتحه...
(( هذا رقمي اتصلي وقت ما ترغبين في استلامه ))
وقفت بحركة سريعه..
وسحبت الملف...
(( نبيل الدفتر لي... وعليك ان تعيده...))
لم تنتبه للحركة في المكان من شدة الانفعال...
وهي تمسح دموعها..
لمحت من ينظر اليها باستغراب...
انه الدكتور ناصر...
وكأنها تجيب على كل التساؤلات في عينيه
نظرت اليه..الى عينيه...بحده
لتقول له انت السبب في دموعي
ونقلت نظرها الى نبيل... نظرات قاسية
كانت تشعر ان بداخلها شئ غريب
ها تريد
سوى بأن تنقض عليهما وتنهي كل المها...
كانت عيناها تدمع دون توقف...
لا تستطع فعل شئ ...
فهي اضعف مما تخيل لها...
ابتعد نبيل ببرود عنها..
وتبعته عينا ناصر حتى خرج...
ودخل بعدها زميلها احمد يحمل جهاز العرض...
وكأنه انقذها من الانفراد مع ناصر
(( صباح الخير دكتور...))
اومأ له الدكتور ناصر برأسه وابتسم دون ان يجيبه
وجلس على الكرسي... ونظره الى نورس..
التي خرت على الكرسي من شدة الالام التي تحملها في قلبها...
واخذت تمسح دموعها ..فتحت الملف..
نظرت الى الرقم المسجل على الورقة الاولى ..
تشعر بأنها اصبحت اسيرة لهذا التافه...
لكنها للان لا تعرف..
هل قرأ صفحاته؟؟...
الاجابة التي خطرت ببالها اربكتها..
شعرت بقهر يمزق قلبها...
رفعت عينها الى ناصر...
ولاول مرة تظر اليه..
دون ان تخجل...
التقت نظراتهما...
مع دخول باقي الطلبه والطالبات...
الان فقط دخل وقت المحاضرة...
مع ازعاج دخولهم..
الا انهما لم يتنازل ايا منهما عن ابعاد نظره للاخر...
كانت تشعر انها تحدثه...
تلومه...
تلومه على كل شئ حدث لها سابقا...
وكل شئ يحدث لها الان
حتى لمحت ورقه بيضاء امام نظرها
كانت ورقة تسجيل الحضور...
التي شعرت بأن الدكتور حاول بها ان يتفادي نظراتها له..
ولاول مرة...
في محاضرة مادة الاقتصاد...
ترفع رأسها..
لتنظر للامام..
اليه..الى الدكتور...
الدكتور ناصر....
بصوت منخفض ونظره اليها...
((نورس))يناديها لتسجيل الحضور
الا انها شعرت انه ينادي فتاة يعرفها ...
+((نعم دكتور...)) وهي مازالت تنظر اليه
بنظرات يملئها الالم والكره والخوف في نفس الوقت...
حرك نظارته بطرف اصبعه..
واخذ نفسا عميقا...
((نــور خالد الــ))
تراه يهرب منها
يهرب من مواجهتها
كما حدث في المانيا
بعكسها هي
التي باتت تشعر انها تقوى امامه..
برغم انها في موقف صعب...
ان سرها يكاد ينكشف...
انه لا يقوى حتى ان ينظر في عينيها....
مر وقت المحاضرة...
وهي في صراع مع الماضي والمستقبل....


بقيت نورس في حالة الالم
طوال وقت دوامها...
كان تواجدها مجرد تسجيل حضور لا غير...
اعتادت على الالم والحزن
لكن هذه المرة تشعر ان الامر ضاق عليها..
ولا تستطيع تحمله...
ليس امامها سوى الاتصال على رقم نبيل
محاولة منها لاستعادة مااخذه منها



yassmin 10-11-10 11:43 PM





الموجة الرابعة

دخلت نورس غرفتها..
والضيق يخترق قلبها..
تبحث عن ما يريحها
ويهدأ من توترها
لا شئ...
ولا احد معها...
امسكت جوالها...
وهي تفتح ملفها الزهري...
لتأخذ الرقم المدون فيه
رقم نبيل...

وجلست على طرف السرير...
تتأمل شاشة الجوال..
وتكاد الدموع تنهمر من عينيها...
بلعت ريقها..
وهي تضغط على الزر الاخضر...
اشارة الرنين تظهر على الشاشه
تتأملها بالم
لتضغط على الزر الاحمر...
بحركة سريعه...
((ماذا علي ان افعل؟؟)) تقولها بصوت باكي...
رمت الجهاز على السرير
كما رمت جسدها..
وغطت وجهها بالوسادة...
وغرقت في البكاء
ما تفكر به الان
نبيل
لابد انه قد قرأ كل صفحاته
وكشف امرها...
نهضت من فراشها
مسكت الجهاز من جديد
ليس لديها الا هذا الحل
لانها لا تستطيع تحمل الامر لوحدها
يكفيها الم طوال السنين التي مرت
وقد تضاعف هذا الالم خلال هذا اليوم فقط...
وهي تخفي عبرات البكاء...(( اهلا رجاء كيف حالك؟؟))
بنبرات تملئها الفرح ((بخير نونو...اشتقت لك كثيرا))
(( وانا كذلك رجاء..))
وقد تغيرت نبرات صوتها فجاة... ((نونو..لم لاتزرويني اليوم؟؟؟...))
نورس...(( هل حدث امر ما؟؟ انت بخير؟؟))
رجاء...(( انا بخير نورس لا تقلقي...))
نورس...(( اشعر من صوتك ان هناك امر تخفينه..))
رجاء...((وانت كذلك واضح ان لديك ما تخبريني به .... تعالي لنتحدث...))
انهت المكالمة مع رجاء
بعد ان اتفقت معها على زيارتها بعد ساعتين...
دخلت الحمام
للاستحمام ... علها تستعيد جزء من نشاطها...
لتخرج بعدها... وهي تلم شعرها لاعلى...
وتنظر لنفسها في المراة...
ترى هالات سوداء تحت عينيها...
بدت وكانها لم تنم منذ زمن...
ارتدت بنطال جينز ازرق..
وقميص اسود قصير بكم قصير...
وضعت بعض البودرة على وجهها وتحت عينيها ...
لتخفي اثار الارهاق عليها..
وكعادتها الكحل الاسود ..
و لمعه شفافه على شفتيها....
لبست عبائتها..مع وشاحها الحرير الاسود...
حملت حقيبتها...
وخرجت...

التفتت لها عمتها بعد ان ابعدت نظرها عن جهاز التلفاز,,,
((نونو هل استيقضت؟؟لم تتناولي غدائك...))
نورس وهي تتتصنع ابتسامه على شفتيها...
(( تناولت وجبة في الجامعه..سأذهب لزيارة رجاء..))
العمة فريدة... (( حسنا ابنتي..بلغيها السلام...))..........((وانتبهي للطريق))
غطت نورس عينيها بنظارتها الشمسية السوداء...
(( ان شاء الله عمتي..)) وهي تهم بالخروج...
خرجت من المنزل لتصعد سيارتها السوداء...
لم تشعر بحرارة المقعد او المقود بفعل حرارة الشمس..
كانت في عالم اخر.
ماذا ستخبر رجاء..؟؟؟
امور كثيرة تزدحم في عقلها...
ان اخبرتها بأمر الدفتر ونبيل
لابد ان تخبرها باهمية الدفتر كذلك حتى تستعيده...
وتبرر لها قلقها...
ففكرة ان مجرد دفتر مفقود لايعتبر مشكله لاحد
الا اذا كان يحوي شئ مهم بين صفحاته...
وبذلك لابد ان تخبرها باهمية ماهو مكتوب فيه...
وان قرأ نبيل كل صفحاته لابد انه كشف امرها...
فهل هناك مانع في ان تكشف هذا السر الان الى صديقتها الوحيدة رجاء...
افاقت من كل هذه الاسئله..
على صوت تنبيه من السيارة التي تدخل بوابه المنزل...
لم تنتبه لها..
اوقفت السيارة بسرعه..
مع صوت احتكاك اطارات السيارة بالطريق...
كانت سيارة حامد ...
اخذت نفسا عميقا...
وهي تضغط على المقود لاحساسها بالاحراج...
لم تدرك انها وصلت لمنزل رجاء...
حركت سيارتها جانب المنزل..
اوقفت المحرك....
وهمت بالنزول..
وهي تنظر بطرف عينيها لسيارة حامد التي دخلت المنزل...
تشعر انها في موقف لاتحسد عليه...
لم ترغب في ان تلتقي به ابدا ...
خاصة بعد موقفها معه اخر مرة...
اغلقت باب السيارة ..
اقتربت من المدخل...
تفكر بالاتصال برجاء...
لم ترغب بالدخول بعد حامد مباشرة
(( اسف.. لكنك ظهرت فجاة.))
التفت لجهته ونظرها بعيدا عنه...
وكأنها تنظر لشئ خلفه...
(( انا اسفه لم انتبه ..))
ابتسم لها..(( المهم انه لم يحصل شئ...تفضلي رجاء تنتظرك))
وقتها التفتت اليه ...
ولكنها سرعان ما ابعدت نظرها عنه...
وهي تتصنع ابتسامة...
ابتسامة صفراء...
لاتدري لم اهتمت ان تنظر اليه...
لملامح وجهه..
دخلت المنزل..بعد ان سبقها حامد لداخل...
وعقلها مشغول..
بهذا التغيير الذي حل بحامد...
تراه مختلف...
وكأن هناك امر يقلقه..
او مشكلة يعاني منها....
كان الامر واضح على ملامحه...
هل من المعقول ان الحزن واضح عليها هي كذلك...؟؟
وان من هم حولها يشعرون ان امر يقلقها؟؟؟؟



yassmin 10-11-10 11:45 PM




الشاطئ الثامن
الموجة الخامسة


ما ان تقدمت داخل المنزل...
((( اهلا نونو...وحشتيني...)))
اقتربت منها رجاء وقد بانت اثار الحمل عليها..
ضمتها اليه بكل شوق...
اغمضت نورس عينها لحظتها..
تغالب دموع عينيها...
نظرت الى رجاء...
(( كيف هو الحمل معك..لقد تغيرت...))
ابتسمت لها رجاء...
((تغيرت كثيرا...تفضلي..لم انت واقفه..))
دخلت الصاله الواسعه وسط المنزل...
كانت رجاء ترتدي فستان حوامل رائعا عليها
بدى واسعا بلونه الزهري الفاتح...
(( رائعه بفستان الحمل رجاء..))
وهي تبتسم لها..
كانت تشعر بشئ من السعادة...
وهي مع صديقتها...
رجاء وهي تبعد خصلات شعرها عن عينها...
*((لم اتوقع ان الحمل متعب لهذه الدرجه...))
&((تحملي لم يتبقى الا القليل...))
*((قليل؟؟باقي 5 شهور..))
&(( ما شاء الله... ))
*(( اخبريني انت كيف حالك؟؟وكيف هي الدراسة..بدوني طبعا))وهي تغمز لها..
&(( لاول مرة اسأم من الدراسة تصوري...))
*(( لطالما عشقتي الجامعه والمذاكرة..))
&(( الوضع مختلف هذا الفصل..))
قطع حديثهم صوت حامد وهو ينادي رجاء...
*(( اعذريني ...حامد يناديني...))
لحظات وعادت رجاء..
وواضح عليها الضيق...
&؛(( رجاء مابك؟؟))
وهي تلتفت نحو الغرفه التي خرجت منها..(( انه حامد ...))
شعرت نورس ان هناك امر مقلق...
امسكتها رجاء من يدها..
تعالي معي الغرفه...
وبحركة سريعه...
قامت نورس من مكانها...
وصعدتا السلم معا...
&(( الى اين رجاء..؟؟))
*((الى غرفتي..))
&(( لم تعودي لمنزلك مع سعود..))
*(( اخبارك قديمة نورس..سعود مسافر منذ اكثر من 3 اسابيع...))
&(( مسافر؟؟؟))
*((رحلة عمل...)) وهي تفتح باب الغرفة...
&(( كم اشتقت لهذه الغرفه..))
*(( تحمل اسرارنا و كل احاديثنا..))
ما ان جلست نورس على طرف السرير...
مكانها المعتاد في الغرفة
حتى وقعت عينها على صورة تجمع رجاء مع حامد...
اخذت تتأمل الصورة...
*(( بماذا سرحت؟؟؟))
خجلت نورس من تعليق رجاء...
&((جميله الصورة..ولكنما تغيرتما كثيرا..))
*(( غيرني الحمل كثيرا...))
واكملت بنبرات حزينه..(( اما حامد فقد...))
صمتت ولم تكمل...
التفتت لها نورس..
((ماذا حصل رجاء.؟؟ ))
*(( نورس كم ارغب في الحديث لاحد عن مشكلتنا...ولكن....))
&(( حسناا رجاء .. لا اريد ان اتدخل..))
*(( لدي الكثير لاقوله..اريد احد ان يسمعني...))
نورس باهتمام (( رجاء اقلقتني..اخبريني ماذا حدث؟؟))
بصوت منخفض...
*(( قبل سفر سعود باسبوع واحد وقع حادث لاخته أميرة..))
بهلع سألتها..((ماذا حدث لها؟؟))
*((لم يحدث لها شئ...ولكن لم تكن لوحدها..))
باستغراب&((ماذا تعنين؟؟))
*(( اميرة كانت برفقة شاب...))
واكملت رجاء بصوت حزين...
(( وقد توفي الشاب في الحادث...))
نورس وهي تحاول ان تكتم صرختها...
((توفى؟؟؟ ومن هوهذا الشاب؟؟قريبها؟؟))
بضيق اجابتها *(( لا..زوجها...))
باستغراب اكثر&(( اميرة تزوجت؟؟؟))
*(( لا..لم تتزوج...))
همست لها نورس((رجاء لا افهم ما تقولين..))
رجاء بحزن..(( تفاجأنا بخبر تواجد اميرة في المستشفى...ذهب سعود مع حامد..
كنا نظن انها مع صديقتها... ولكن تفاجأ سعود ان الشرطي ينتظره ..ليخبره ان اخته كانت برفقة شاب وقد توفي في الحادث..))
نورس وهي تعقد حاجبيها ((ماذا حدث لاميرة و كيف تقولي انه زوجها وهي لم تتزوج؟؟))
اكملت رجاء (( كانت اصابتها بسيطه... بعدها عرفنا انها تزوجته بعقد اخترعاه كلاهما...))
&(( ماذا تقصدين؟؟؟))
*(( عقد زواج غير رسمي فقط موافقتهما وشاهدين لا تعرفهم هي..اعتقد انهما اصحاب ذاك الشاب..))
بانفعل سألتها نورس (( لم فعلت ذلك؟؟؟))
*(( ليس لديها اي تبرير لفعلتها... ماقالتها انها احبته... وتحجج بظروفه عندما طلبت منه ان يتقدم لها... واقنعها بهذا العقد حتى تسمح له ظروفها بالتقدم لها رسميا...))
وهي تخفض صوتها&((وما دخل حامد في كل هذا؟؟؟))
*(( نورس هذا الامر لا احد يعرفه... سوى حامد وسعود وعمي ووالدي..وانا عرفته بالصدفه من سعود...حتى اهل الشاب لم يفكروا ان يعرفوا من هي التي بصحبته...))
&(( هذا طبيعي..ولكن لم تخبريني ما دخل حامد بكل هذ؟؟؟))
*(( نورس ...هل تعلمين معنى ان اميرة ارتبطت كزوجة باحدهم في السر..))
وهي تاخذ نفسا عميقا&(( نعم رجاء..اعلم جيدا..))
*(( عمي كان يريد قتلها....لولا تدخل والدي وحامد....))
بصوت حزين&(( وسعود..))
*(( الحمدلله ان سعود وقتها مضطر للسفر... وبصعوبه اقنعناه ان يسافر ويترك الموضوع لعمي ووالدي...حتى وجدا الحل..))
&(( وما حل هذه المشكله...؟؟؟))
*(( طلب والدي من حامد ان يتزوجها..ويعلن زواجه منها.... ومتى يرغب يطلقها...او يبقيها على ذمته ويتزوج بمن يرغب ... فالمهم ان يستر على فضيحة ابنة عمه..))
اكملت رجاء.*(( كان الامر صعب على حامد... رغم انه غير مجبر..لكنه يعلم ان رفض لن يبقيها عمي على قيد الحياة...))
بسرعه سالتها نورس(( ووافق حامد..؟؟))
*((طبعا..هذه سمعة العائلة....))
وقفت نورس...وتقدمت خطوات نحو نافذة الغرفه التي تطل على حديقة المنزل...
كانت تهرب من رجاء..تشعر بأنها سوف تشعر بارتباكها..وبدقات قلبها الذي يكاد يخرج من بين ضلوعها...
*(( نونو مابك؟؟))
&(( افكر في كلامك...وفي موقف حامد...))
*(( حامد؟؟؟ ظلم كثيرا في هذه المشكله...ولكن ليس بيده فعل شئ.... ومن يومها اشعر بأنه يعيش في اكتئاب...))
تقدمت رجاء الى نورس...
(( حامد كان يرسم له خطه مستقبليه بعيدة عن كل هذا))
وهي تنظر الى نورس...
(( وكنت جزء من الخطه نورس...))
بلعت نورس ريقها بصعوبه..
والتفت نحو رجاء وهي تحبس دموعها...
(( رجاء ...حامد تتمناه اي فتاة..ولكن انا لا ناسبه...))
بضيق سألتها(( لماذا نونو؟؟؟وهل اميرة تناسبه؟؟؟))
(( رجاء.. قدرنا ان ارفض الخط ليتمكن هومن الستر على ابنة عمه...))
وهي تنظر الى نورس (( هذا رايك...؟؟؟))
وهي تهرب بنظرها عنها(( رجاء..مهما كان خطيئة اميرة... فلابد ان يكون هناك من يقف بجانبها...))
بحدة ردت رجاء(( حامد ليس له ذنب فيما فعلت... والكل مستغرب من فكرة خطبته لها..فهي من دون هذه الفضيحة لا تناسبه ابدا..فكيف الان.))
باهتمام سألتها (( هل ترفضين ارتباطه بها.؟؟؟))
(( احيانا افكر ان اقنعه في العدول عن هذه الخطوة ولكن اتراجع ليس من اجلها..ولكن من اجل سعود...))
وهي تضع كفها على كف رجاء(( لا رجاء... لا تظلميها اكثر مما ظلمت هي نفسها..هي بحاجة ان تكونون قريبين منها...فقد فقدت اغلى ما تملك...ومن حسن حظها ان هناك من يساعدها ويستر عليها...))
*(( غريب كلامك...))
&(( رجاء لننهي الموضوع.. وحامد سيجازيه رب العالمين على موقفه الطيب مع ابنة عمه... وليس علينا سوى ان ندعو ربنا ان يستر علينا وعليها...))
*(( كلامك هو نفسه كلام والدي.. من اين تأتين به؟؟... ))
بضيق سالتها(( واميرة كيف حالها؟؟))
*(( اميرة.. احيانا اشعر انها نادمة خاصه في بداية المشكله...وكادت ان تموت من الرعب عندما هددها عمي بالقتل.... ولكن الان تبدو طبيعيه..فزواجها من حامد حلم حياتها وسيتحقق...))
&(( غريب امرها..))
*(( هناك من يخفون اسرار في حياتهم ولو كشفها من حولهم لفقدوا الاحترام...))
بنبرات حزينه(( معك حق...))
قطع كلامهم طرقات الباب..
دخلت الخادمة تحمل كأسي العصير...
*(( والان نشرب العصير و تخبريني ماذا لديك..ولم هذا الشحوب على ملامح وجهك...))
اخذت نورس نفسا عميق..(( بعد كلامك هذا ليس لدي ما اقوله...اقصد ليس هناك شئ مهم...))

كم كانت محتارة كيف تفتح معها الموضوع...
والان ابعدت هذه الفكرة من عقلها...
بعد ان سمعت تجربة اميرة القاسيه...
قد تختلف عن تجربتها قليلا..
ولكن النتيجة نفسها...
الا ان اميرة وجدت من يستر عليها...
شعرت بغصه في قلبها...
كم ترغب في الانصراف..
تريد ان تنفرد بنفسها...

استأذنت نورس في الانصرف بحجة ان عمتها تنتظرها لتذهب معها مشوار...
ودعتها رجاء... بعد ان وعدتها نورس بتكرار الزيارة...
ما ان خرجت نورس..حتى هرع حامد لاخته...
((مابها نورس؟؟))
باستغراب اجابته..(( لاشئ؟؟لماذا تسأل؟))
بارتباك..(( لا..لاشئ..فقط شعرت انها قلقه او ربما متعبه..))
ضحكت رجاء على تعليق حامد...
الذي سرعان ما سألها..(( لم الضحك؟؟))
ابتسمت له..(( لانها سالتني هي كذلك...))
واكملت ببرود ..(( حامد تغير كثيرا مابه؟؟؟..))
بحده سالها..(( وهل اخبرتها؟؟))
بارتباك اجابته..(( اخبرتها انك ستتزوج اميرة فقد لا غير.....)
وهو ينظر لها بحده..(( هذا فقط؟؟؟.....انتبهي رجاء انها اسرار وشرف عائلة... ليس لك ان تتحدثي بالامر لاحد ابدا..))
بارتباك اجابته (( اعلم..اعلم اخي))
وقبل ان ينصرف اخفض صوته وهو يحدثها...((وما هي ردة فعلها..اخبريني رجاء...))
رجاء..(( اخبرتك مسبقا نورس لا تفهم ماذا بداخلها..لكني شعرت باهتمامها فقط...وعندما حاولت ان افتح موضوع رفضها... انهت الحديث بانها لا تناسبك ...))

تألمت رجاء وهي تسمع تعليق حامد وهو يهم بالانصراف...
(( لا اناسبها؟؟؟؟ وهل اميرة من تناسبني؟؟؟))




صعدت نورس سيارتها خارجة من منزل صديقتها رجاء
كم ترغب في ان تفرغ كل حزنها بصمت ولوحدها..
ادارت المحرك...
وبعد لحظات وجدت نفسها امام ساحل البحر...
فتحت نافذت السيارة...
وانزلت الكرسي للخلف...
واغمضت عينها....
وهي تصارع الحزن الذي بداخلها..
كانت ذاهبه لصديقتها علها تبوح لها بهمها
الا ان الظروف ابدا لم تسعفها
موضوع اميره
شل كل تفكيرها
انها تعيشه
نفسه الموقف
وربما قريبا يفتضح امرها
الا ان لا احد له ان يستر عليها كما فعل حامد
اخذت نفسا عميقا لحظتها
وخطر ببالها
لو انها اباحت بسرها لحامد هل سياخذ نفس الموقف
ضاقت من هذه الفكرة
وعادت تتأمل امواج البحر في صمت...
حتى انتبهت لسيارة تقترب منها...
كان فيها شباب..
وقد رفعوا صوت الموسيقى عاليا...
اغلقت النافذة بسرعه...
وادارت المحرك...
بعد ان راتهم يشيرون لها... محاوله منهم لمعاكستها...
عادت نورس للمنزل مع صوت اذان المغرب...
وقبل ان تدخل..التقتها عمتها...
(( جيد انك عدت تعالي معي..))
(( الى اين؟؟))
(( نذهب للصلاة جماعه ... منذ فترة لم ترافقيني...))
(( وهل هناك مكان للنساء؟؟))
((بالتاكيد وهل سأصلي مع الرجال... ))
لم تتردد نورس في الذهاب معها...
ربما تغير من الحزن الذي بداخلها...


عادت نورس مع عمتها من الجامع
وهي تحمل شعور مختلف
مختلف كثيرا عن ما كانت عليه قبل ساعة واحدة فقط
الجو الذي قدمت منه
غير من نفسيتها كثيرا..
حتى انها اقترحت على عمتها ان تساعدها في اعداد وجبة العشاء
استغربت العمة من نورس
فهي نادرا ما تدخل معها المطبخ
كان احساس مختلف لكلتاهما
لا تدري نورس مالذي ينتظرها
ولكنها تعلم ان الله سبحانه وتعالى لن يخذلها ابدا
لطالما اتجهت اليه سبحانه
في كل شدائدها
ولم تشتكي يوما لاحد غيره....

وفي جانب اخر
على شاطئ البحر
وقف مع صديقه المقرب حمد
كعادتهما بعد صلاة المغرب
وبصمت
فقط صوت امواج البحر
عادت لذاكرته موقفه معها اليوم



yassmin 10-11-10 11:47 PM





الشاطئ التاسع

الموجة الاولى

تذكر كيف دخل الغرفه الدراسية
وراها معه
مع نبيل
نبيل ذاك الطالب الذي عرف بين كل الاساتذه انه هنا في الجامعه ليس من اجل الدراسه
وانما تغيير للجو ومعارف جدد
فاكثر من مرة يلتقي بها في الجامعه ويلاحظ ان نبيل يحدثها او قريب منها
ولكن اليوم يختلف عن كل يوم
كأن امر بينهما
لاحظ حزنها والارهاق واضح على محياها
في حين كان نبيل يحدثها بلا مبالاة
وما اثر فيه نظراتها
نظراتها التي اخذت توزعها بينهما
عندما انفعلت فجأه مع نبيل ووقفت مواجهه لهما
كأنها تحدثه هو
تخبره بامر ما
لكنه لا يدري ماهو..
ولا يدري..
ماذا يجمعه مع نبيل في نظرها هي...
واضح ضيقها منه..
ولكنها في الوقت نفسه تكلمه باهتمام وبحزن واضح...
يكفي لباسها للعباءة..
جعلها مختلفه...
مختلفة كثيرا...
كانت في حالة حزن غريبه..
بوده وقتها ان يقترب منها يحدثها...
يسألها عن سبب كل هذا الحزن في هذا اليوم بالذات...
وخاصه انها قد تغيبت في المحاضرة السابقه...
الا ان احمد وحضوره وقتها ...
منعه من ابداء اي ردة فعل...
لكنه بقي ينظر اليها...
الى نورس
التي التقى بها في المانيا
تلك الفتاة التي يتباهى الجمال في طلتها
نعومتها ورقتها كلما نظرت اليه بعينيها التي يملئها حزن غريب

وهي تمسح بيدها على شعرها الذي بدى كقطعة حرير
لتحادثه كانت تتحدث بشفتين رقيقتين
ترجف حياء من نظراته اليها
والتي يراها بنفس الحزن ولكن ليس غريبا عليه
يعلم سببه
ولا يعلم ما نتيجته
لا يصدق انها امامه
كبرت اصبحت فتاة ناضجة
جميله بما تحمل الكلمة من معنى
رقيقه بحركاتها ولفتاتها التي بدت له مدروسه خاصه كلما التفتت اليه هو بالذات
بدت طويله عن السابق. واكثر جاذبية...فقد مرت سنوات...
ربما 10 سنوات
نبرات صوتها تخترق ضلوع صدره كلما نادى باسمها
لتجيبه ((نعم دكتور..))
لكنه الان
يريد ان يفهم سبب الدموع المحتبسه في مقلتيها اليوم...
كان يشعر انها تريد ان تكلمه...
واخذ يهمس بنبرات حزينه...
(( ياترى ما كل هذا الحزن؟؟؟
ماذا حدث معك اليوم؟؟؟
وماذا حدث بعد ان.......))
لم يستطع ان يكمل
فقط اشعل سيجارة
واخذ يحرقها
بقدر ما قد تلفت اعصابه من الحيرة
رمى سيجارته على الارض وبعصبية ضغط بقدمه اليمين عليها....
( مابك ؟؟؟ لم كل هذه العصبية؟؟؟؟)
ناصر وعينه على امواج البحر التي ترتطم بالصخور....( اشعر بالضيق.....)
ابعد حمد السيجارة عن شفتيه والتفت الى ناصر...
( كل هذا من فراق زوجتك؟؟؟ لم اتوقع انك تحبها لهذه الدرجة...)
وكأنه يكلم نفسه....( انك لا تفهمني..)
شعر حمد بجدية حديث ناصر معه.... التفت له...( ناصر تكلم ما الذي يضايقك؟؟؟)
ناصر وعيونه تائهه على امواج البحر....(التقيت بها....)
حمد باهتمام..( التقيت بمن؟؟؟؟)
التفت اليه ( نورس..التقيت بها...تصور...)
حمد تحرك من مكانه واقترب منه...
( نورس... اين التقيت بها؟؟؟)
وبصعوبة نطق..( في الجامعة....)
وضع حمد كفيه على كتف ناصر اشارة له بالجلوس....محاولا ان يهدئه....
(ناصر انت متأكد انها هي؟؟؟؟)
بعد ان جلس..( نعم..هي نفسها...كنت اشك في هذا سابقا ولكن الان تأكدت...)
حمد..(وهي؟؟؟ عرفتك؟؟؟)
ناصر..( نعم..عرفتني....متأكد انها عرفتني...)
حمد (وكيف تأكدت؟؟؟؟)
ناصر( تتصور لم تركت زوجتي في بريطانيا وهي حامل ورجعت؟؟؟؟)
حمد (لم هذا السؤال الان؟؟؟؟)
ناصر(اجبني اولا...)
حمد(عدت من اجل العمل ...التدريس في الجامعه...بما انك انهيت البعثة الدراسيه واصبحت دكتورا)
ناصر( كنت استطيع ان اؤجل العودة فصل دراسي كامل.... على الاقل حتى موعد ولادة سمر..)
حمد ( ماذا تريد ان تقول....؟؟؟؟؟؟)
ناصر( حمد..انا عدت من اجل نورس....عدت لتدريس في الجامعه من اجل ان اقابلها...ولا اعرف هل ما فعلته هو الصواب..؟؟)

كان حمد يرغب في تهدئة اعصاب ناصر....
فهو صديقه المقرب وصداقتهما عمرها اكثر من 8 سنوات...

في بداية تعارفهما كان يلاحظ تغير مزاجه فجأة وانزاعجه وعندما يسأله حمد عن السبب يقول فقط انه تذكرها..
تذكر نورس...وسرعان ما يغير الحديث عنها...

ما يعرفه حمد ان صديقه ارتبط بفتاة منذ زمن..
.لا يعرف تفاصيل علاقتهما...ما يعرفه فقط ان اسمها نورس ...وافترق عنها.....
ولم يقابلها بعد ذلك....

وضع كفه على كتف صديقه..
( ناصر ...تكلم ان كان هذا يريح اعصابك....)
التفت ناصر الى حمد.... واخذ في الحديث..وهو يوزع نظره بين صديقه وبين حركة موج البحر....

كان حمد يسمعه باصغاء...
فهذه المرة الاولى الذي سمع تفاصيل عن علاقته بهذه الفتاة...
ولم يرغب ان يقاطعه حتى بحركه منه..

يشعر ان صديقه يريد البوح عن ما بداخله....
وهذا نادرا ما يحدث...

(حمد الجميع يعلم اني عدت تنفيذا للشرط الموجود في العقد بما اني مبتعث من الجامعه لدراسة الدكتوراه فانا ملزم بالتدريس فيها ما ان انهي الدراسه...
كنت استطيع ان اؤجل عودتي للفصل القادم بعد ولادة زوجتي....
لكني عدت من اجلها..من اجل نورس...)

كان يرى علامات التساؤل على ملامح وجه صديقه( تصور يا حمد كيف عرفت بوجودها...
لن تصدق ان اخبرتك)
اكمل ناصر حديثه دون ان ينتظر تعليق منه..
كان يتحدث وكأنه يصف مشهد امامه....

( زوجتي تشاهد تصوير الحفل..
وانا ممسك بكتاب واوزع نظري بين صفحاته والشاشه...
كان بداية التصوير دخولي مع سمر....
كانت سمر تدقق في كل شئ ظاهر بالتصوير...
كانت متوترة من حركة احدى المدعوات بعد مرورنا قريب منها في الزفه.... كان الموضوع فارغ بنظري...
لم اعطه اهميه... في حين هي مصره تعرف من هذه المدعوة التي تنصرف قبل ان تنتهي الزفه...
صارت تعيد اللقطه اكثر من مرة ... لمعرفة من تكون...؟؟؟ وانا اضحك عليها ...
هدا توترها قليلا وباستغراب قالتها ( هذه نورس ..عرفتها... )
لم اعرف ان كلمتها ستهزني ...
اسقطت الكتاب من يدي... واقتربت من سمر اكثر وعيني على ما تشاهده....والاسم الذي نطقته..نورس؟؟؟ معقولة تكون هي؟؟؟)
حمد باستغراب..( كيف عرفت انها هي نفسها نورس...)
ناصر ونظرات حزينه في عينيه..
( شئ بداخلي يقول انها هي... وتأكدت من ذلك....)
بانفعال اكثر ( اعدت اللقطه في غياب سمر...
وصرت ادقق اكثر.... الفتاة بالفستان الابيض والاحمر....
جالسه على الطرف... لم تكن تنظر الينا..
التفتت فقط ماان اقتربنا منها..و ما ان تجاوزناها تحركت من مكانها بحركة سريعه ووضحت جزء من ملامحها...
التي ميزتها سمر بصعوبة....)
حمد ( هل تعني انك عرفتها من شكلها..)
ناصر ( طبعا لا...قلت لك ملامحها لم تكن واضحة.... ومستحيل ان اميزها من هذا التصوير...عرفتها من اسمها ,,و ردة فعلها ما ان التفت لنا .....تأكدت انها هي...)

تغيرت نبرة صوته.. نبرات حزينه... اقرب الى البكاء...
( رأتني يا حمد...في ليلة زواجي ممسك بعروستي...
لم تتحمل المشهد... فانصرفت من المكان... )

غطى ناصر وجهه ليمنع نفسه عن اظهار مشاعر اكثر..حتى لو كانت لصديقه المقرب...
لكنه رفع نظره اليه ... وبضعف لا يعرف حمد اي تفسير له...
(لا ادري يا حمد هل ما افعله هو الصواب....
اخذت بياناتها من قسم التسجيل...
وعرفت المقررات التي تدرسها....
وطلبت تدريس مجموعتها بالذات لمقرر الاقتصاد...

تعمدت ذلك.... ولكنها تغيبت ....
تغيبت عن المحاضرة 3 ايام متتاليه..لابد انها علمت وتهربت مني....
لكني رأيتها بعد ذلك..
حضرت اولى محاضرتها معي
.لمحتها ما ان دخلت..
لم ترفع رأسها لتنظر الي ....
كانت تشغل نفسها باوراق في يدها....
بينما شغلت نفسي بجهاز العرض....)
وقف ناصر وكأنه يحادث البحر..وحمد خلفه... يسمعه باستغراب...
( قرأت الاسماء التي في القائمة دون ان اهتم لتسجيل الحضور لهم...
عيني فقط على اسمها...
نورس...نورس...
وهل هناك غيرها نورس...
صرت اكرر الاسم..
اريد منها ان تنطق تتكلم...
لم اسمع صوتها...
صرت اردده مرة ثانية..
.رفعت كفها الذي بدى لي كأنه يرجف...)
التفت الى حمد وارتفعت نبرات صوته..( الرجفه نفسها في كفيها قبل 10 سنوات عندما......)
واكمل وهو يغالب شعور قاسي......
(كم انا قاسي.. عليها حتى بعد هذه السنوات....
لم يكفيني كل هذا..عدت لاناديها مرة اخرى...
نورس...
واخيرا سمعت صوتها تجيبني...
وهي تقول نعم...
كنت اريد ان اسمع نبرة صوتها مرة اخرى..
حتى اصدق انها امامي وانا اناديها. عدت وكررت اسمها وانا اسالها عن سبب الغياب...
لم تجبني...
كدت اكشف عن كل ما بداخلي لحظتها...
تجاهلتها غصبا عني...
واكملت باقي الاسماء ....
تظاهرت بانشغالي في الشرح ....
وهي منشغله بالكتابه...
اخطف نظري اليها...
لا ترفع نظرها ابدا....
حتى لمحتها فجأة تنظر الي ....
وما ان انتبهت حتى هربت ...هربت بنظراتها..........كانت.....)

وهذا حال كلانا في كل محاضره...
تصور ان في احدى المحاضرات انفردنا في الغرفه الدراسيه
لم تكن تعلم بوجودي
لم اتحمل ذلك
كنت اخشى نظراتها لو انتبهت لي
ولكني سعدت بذلك لا ادري لم....
((كل هذا الصراع
تعيشه منذ قدومك الى البلاد دوم ان تفضفض لصديقك؟؟؟))
ناصر بصوت منخفض...
(( لان ما حدث اليوم هزني كثيرا... طوال تلك الفترة كنت صامدا امامها..وامام ذكرياتها...
وحديث نظراتها اليوم.لم افهمه ياحمد ..لم افهمه......)) وهو يتذكر نظراتها اليه والى نبيل...
حمد يقاطعه..( ناصر...اهدأ يا ناصر. وضعك تغير ..لا بد ان تتغلب على كل ذكرياتك معها...فلو انك التقيت بها قبل شهور لكان الامر مختلف...)
التفت ناصر لصديقه الذي لم يستوعب بعد علاقته بنورس..
اكمل حمد..( ناصر انت متزوج... وتنتظر مولود.. اترك الماضي.)
تاهت نظرات ناصر في البحر... فصديقه لا يعلم عن شئ...
ولو عرف الحقيقه لما قال عن نورس ماضي....
لو عرف الحقيقه لفقد احترامه...
( دعنا نذهب....) ناصر باستسلام....
تقدم معه حمد وهو ينظر اليه بقلق لاول مرة يرى ناصر بهذا الوضع...
يشعر ان ما بينهما ليست علاقه عابرة...هناك شئ اكبر... لا يفهمه....
انصرف كلا منهما بسيارته....



yassmin 10-11-10 11:49 PM





الشاطئ التاسع
الموجة الثانية



( ياترى من هي سعيدة الحظ التي اخذتك منا هذه المرة؟؟؟)
التفت لمجموعة الشباب الذين يلعبون الورق...
وبقى على صمته ونظراته لهم...
كررها محمود ( نبيل... اين ذهبت؟؟؟)
دون اهتمام رد عليه نبيل..( معك محمود.... معك...)
ضحك الجميع بصوت عالي..وواصلوا اللعب....
ترجل نبيل من مكانه...
مبتعدا عنهم
خرج من الديوانية...
وقف قريب من المدخل..
وهو يشعل سيجارته..( نبيل ... مابك...؟؟؟)
التفت اليه نبيل...
(لا شئ محمود..)
*(لا اعتقد)
نبيل بضيق..(محمود...)
*(نبيل هناك امر يشغل بالك ..الا تريد ان تتحدث لي.....لن اضغط عليك)
امسكه نبيل من ذراعه قبل ان ينصرف...
( محمود... )
*(تحدث نبيل...اشعر ان الامر يتعلق بفتاة)
(وكيف عرفت؟؟؟)
*(وهل هناك ما يلهيك ويشغلك غير الفتيات؟؟)
(وهل تراني بهذه الصورة محمود)
*(الجميع يراك هكذا )
بنبرة صوت غريبه(وانت؟؟؟)
(انا؟؟؟؟انا مختلف عن كل من حولك)
ابتسم له نبيل
وهو يغمز له*(ولكني متاكد ان ما يشغلك احدى الفتيات)
(معك حق محمود)
*(ومن هذه التي فعلت بك كل هذا؟؟)
(نورس..)
*(اي نورس؟؟؟)
(اسمها نورس)
*(وهل هذا اسم فتاة)
(نعم...اسمها نورس..اول مالفت انتباهي فيها اسمها
ومن ثم لمعه غريبة في عينيها كلما لمحتها
فتاة غريبه..مختلفه عن كل الفتيات)
باستغراب رد عليه محمود (ماذا حدث نبيل؟؟؟ لم اتصور ان ياتي يوم تقول شعر في احداهن..لطالما اعتبرتهن تافهات)
(هذه تختلف يا محمود..تختلف كثيرا)
*(اين التقيت بها؟؟)
(في الجامعه...)
*(ولم تشغل بالك بهذه الصورة... ماذا قالت لك؟؟؟)
وهو ياخذ نفسا عميقا (ان ابتعد عنها ولا ازعجها..تصور؟؟)
محمود وقد ارتفع صوته (نبيل من صدى مغامراته تتردد في كل ارجاء الجامعه ومحيطها تطلب فتاه منه عدم الازعاج...)
قطع حديثهم رنين الهاتف...
نظر نبيل الى رقم المتصل
وبحركة سريعه قطع المكالمة
((اخبرتها ان لا تتصل ..لقد مللت منها ...))
*(من ؟؟نورس؟؟)
(طبعا لا..نورس امر اخر...)
*(معك حق مادام قالت لك ان لاتزعجها فلابد انها امر مختلف)
اخذ نفسا عميقا ( امر مختلف معك حق ولكن.....)
*(لكن ماذا؟؟؟)
(لدي ما يجعلها تترجى كلمة مني؟؟؟)
*(نبيل ..لا افهمك)
(ليس المهم ان تفهم...)
سمعا نداء احدهم من داخل الديوانية
*( نحن هنا..ثواني فقط..)
(ادخل لهم..وانسى ما قلته لك...)
*(الى اين؟؟؟)
وهو يرمي بقايا السيجارة تحت قدميه
(الى البيت)
والتفت له قبل ان ينصرف
(انسى كل ما قلته لك)

صعد نبيل سيارته الهمر بلونها الاسود
وما ان ادار المحرك
حتى ارتفع صوت الموسيقى الصاخبه بصوت عالي
لطالما عشق هذا النوع من الموسيقى
اشعل سيجارة اخرى
وعينه على الطريق
اما عقله في مكان اخر
هناك ..
في اروقة الجامعه
حيث يلتقي بها كل يوم
وفي المقابل هي تصده
انها المرة الاولى التي تتعامل فيها فتاة معه بهذه الصورة
لقد تعرف على الكثيرات
خاصة من طالبات الجامعه
حتى وان لم تكن الفتاة ترغب بمصاحبته وهذا نادرا مايحدث معه
كانت تكتفي معه بعلاقة زماله
هذا النوع من الفتيات
التقى بهن
يشعر بشئ من الاحترام اتجاهن
بعكس الاخريات الاتي ما ان يلتفت لهن حتى استقبلته بابتسامه وماهي الا ايام حتى تكون جالسه بقربه في هذه السيارة...
لكن هذه تختلف عنهن جميعا...
تصده ترفض حتى ان يحييها اوان يحدثها بأمر الدراسه...
احتار معها كثيرا...
لا يعرف باي طريقة يجبرها على قبول الحديث معه...
حتى وقعت مذكراتها في يده...
اخذ نفسا عميقا وتذكر كيف لحقها الى المكتبة دون ان تنتبه له...
راها من بعيد...
تضع راسها بارهاق على ملفها...
نظر اليها...
الى البراءة في وجهها...
وهي مغمضة العينين...
لم تكن تشعر بما حولها...
واضح عليها الارهاق مع ان الوقت مازال مبكرا على ذلك...
بعد اقل من ساعه انصرفت من مكانها....
الى دورة المياه...
تحرك بسرعه...
نحو الطاولة الجالسه عليها...
بعد ان لمح الملف عليها...
لايدري لم فعل هذا...
لم يكن يعلم ان هناك ما يهمه داخل هذا الملف...
وما ان وقع نظره على الدفتر..
سحبه بسرعه..نظر خلفه...
الكل مشغول بالمذاكرة...
وهي ليست هنا...
واختفى من المكان بالسرعه نفسها التي سلب بها الدفتر...
لا يدري لم فعل ذلك...
ليس هذا ما قصده....
لكنه فعلها وانتهى الامر....
تذكرها كيف كان شكلها في اليوم الثاني...
بدأت مرهقه حزينه....
ولاول مرة يراها بالعباءة....
بدت مختلفه كثيرا...
حاول ان يربط هذا الحزن بما سلبه منها...
شعر وقتها ان ما اخذه شئ مهم....
بينما هو لم يفكر ان يفتح صفحاته....
فقط مرة واحده...
فتحه قبل ان يخفيه في درج السيارة الامامي...
وجد مجرد خواطر واسماء لافراد لا يعرفهم....
لم يحب القراءة يوما...
لذا اغلقه دون اهتمام...
ولكن ما راه منها بعد ذلك...
شعر بان امر مهم يحويه هذا الدفتر...
لتحزن عليه بهذا القدر...
تذكر دموعها لحظة ماعرفت انه معه..
نظراتها...
الرجفة التي في يدها...
شعر بها وكأن طير سقط في المصيدة...
لم يكن يتوقع ان هذا الدفتر سيخرج منها كل هذه المشاعر وردة الفعل الغريبه...
رغب وقتها ان يعرف ما يحويه بين صفحاته...
انه الفخ الذي به سيصطاد النورس اخيرا...
رفع جواله بحث في المكالمات الواردة اليه...
لمح رقم غريب...
ذو ارقام متناسقه...
رنه يتيمة منه عصرا وانقطع الاتصال بعدها...
ربما هي...
ترددت في الاتصال...
لم يعتاد على الاتصال بفتاة...
فهن من يصرون على الاتصال به...
ليس هذا السبب الذي منعه من الاتصال...
انه لايدري مايريد منها...
والى الان لايدري ماذا يحوي هذا الدفتر...
شئ غريب يمنعه من فتحه...
اوقف السيارة جانبا...
فتح درج السيارة...
واخرج الدفتر...
فتح اول صفحه منه...
(( دفتري العزيز
ستكون رفيقي من اليوم
وسأحدثك دائما...
وستحمل كل اسراري مثلما كان مع من سبقوك من مذكراتي...
واول اسراري اني لم اجب جيدا في الامتحان
ولا اعتقد ان نتيجتي سوف تعجب والدتي
كم انا قلقه.... كما تضايقت من عناد عامر معي
لا اعرف كيف اتعامل مع شقاوته....))
اغلق الدفتر...
وقبض عليه بيده...
يفكر فيما قراه...
انه يحمل مذكراتها..
واسرارها...
يبدو انه قديم...
ومن التاريخ المكتوب عليه...
يبدو انه قد مر عليه سنوات كثيرة...
ربما وقتها هي طالبه في المدرسة...
ماذا قد يحمل اكثر...
قطع تفكيره رنين الهاتف مرة اخرى...
ندى تتصل بك...
انها ابنة خالته...
اكبر منه بسنوات...
ولكنها قريبه منه كثيرا...
يعتبرها كأخت له...
فتح الخط بسرعه...
(اهلا ندى)
*(كيف حالك نبيل)
(بخير...غريب اتصالك في هذا الوقت)
*(اعلم انك لا تنام مبكرا لذا اتصلت بك)
(ولم اتصالك؟؟؟)
*(اشتقت اليك)
(ندى بلا مجاملات ارجوك...)
ضحكت ندى بصوت عالي...
(قولي ماذا تريدين؟؟)
*(نبيل.. غدا عيد ميلاد سامي)
(وما شأني انا بعيد ميلاد زوجك؟؟)
*(نبيل اسمعني..اريد ان اشتري له هدية...)
(وماذا علي ان افعل؟؟)
*(افكر ان اشتري له قلم...وانت من ستشتري له..غدا انا مشغولة كثيرا ليس لدي الوقت ..ماذا قلت؟؟)
(ليس لي ان ارفض طلب لاختي ولكن لم قلم بالذات؟؟؟
*(لان هذا الشئ الوحيد الذي لم اقدمه له هدية)
*(اريده من افضل الماركات)
(وهل سامي يعرف الكتابه؟؟؟؟؟؟؟)
*(نبيل كم مرة قلت لك لا تستهزئ بزوجي انه محامي وليس فاشل مثلك)
(ندى؟؟؟)
*(امزح نبيل....)
(ندى؟؟)
*(ما بك؟؟؟)
(لدي سؤال...)
(ماذا قد يحمل دفتر مذكرات فتاة ؟؟؟)
*(نعم؟؟؟)
(ندى اسمعيني...اريد ان اعرف ماذا قد يحمل مذكرات فتاة مما يجعلها تفقد صوابها بعد فقدانه)
*(لابد ان بداخل شئ مهم او امور خاصة بها..لم تسأل؟؟؟)
(مجرد سؤال...)
*(نبيل... اخبرني... واضح ان هناك امر يشغلك...)
(لم تقولين هذا؟؟؟)
*(مر اكثر من اسبوع لم تتصل او حتى تزورنا على الاقل لرؤية ابنتي مريم كعادتك...
كما ان سامي افتقد ازعاجك لنا...نبيل تكلم)
(ندى لا استطيع ان اتكلم اكثر...ولكن اسمعي...
هناك فتاة يهمني امرها
وقع دفتر مذكراتها بيدي
لا انكر اني فتحته..
قرات صفحته الاولى..
عرفت انه يخص مذكراتها قبل سنوات)
*(وماذا تريد به اعده لها)
(انا لم اخذه حتى اعيده لها)
*(ولم اخذته)
(لا ادري..)
*(ومن هي الفتاة)
( لا تعرفينها ...زميله لي في الجامعه)
*(فهمت الان لابد انها من احداهن...)
(لا ندى..انها تختلف كثيرا عنهن...لم تقبل ان احدثها الا عندما علمت ان دفترها معي)
*(وهل انت مرتاح لما تفعله.. هل تجبرها على اقامة علاقة معك مثل باقي الفتيات الاتي تعرفهن)
(ندى افهميني)
*(نبيل..انا افهمك اكثر من اي احد في هذا العالم)
*(ليس كل الفتيات مثل من تتعرف عليهن...
ان كن قبلن منك اي شئ...
فعلم ان هناك فتيات لا يرضين بمثل هذه العلاقات...
نبيل الا تخاف من ربك..
نبهتك كثيرا من لهوك واستهتارك...
ابتعد عن هذا الجو وفكر نفسك ومستقبلك..
فثروة والدك لن تدوم لك....)

(ندى كل مرة تقولين هذا الكلام)

*(لانك اخي الاصغر..ولااريد ان تقع في مشاكل..
وهذه الفتاة ابتعد عنها ان كانت لا ترغب بك..
ولا تظن ان كل الفتيات ينتظرن منك نظرة...)

(ندى انا اجدها فتاة غريبة اريد ان افهمها اعرف ما بداخلها)

وهو يرفع الدفتر بيده
(وهذا الدفتر لابد ان يكون بداخله كل شئ يخصها وبه سافهم شخصيتها)

*(نبيل انتبه....انت تقتحم اسرار فتاة ذنبها فقط انها رفضت ان تكون مثل باقي الفتيات الاتي تعرفت عليهن...
تصور ان هذه الفتاة هي انا..هل تقبل احد ان يتعامل معي بطريقتك...
فكر نبيل جيدا....
ان كنت تشعر انك ستنتصر على جفاها اتجاهك بكشف خصوصياتها...
فأنت ستهزم نفسك بنفسك....
فكر جيدا...
ماذا ستجني بعد ذلك؟؟..
سوى اذاء فتاة خاصة وان كان هذا الدفتر يحوي شئ مهم..)

صمتا...
وقطعت ندى الصمت...
*(شئ جميل منك انك الى الان لم تفكر ان تعرف ما قد تخفيه
لابد ان طيبة قلبك التي عرفتك بها مازالت محتفظ بها)
واكملت...(مريم تبكي اتركك الان...)
انهت ندى المكالمة
وهو مازال ممسك بالجهاز في يده...
يفكر فيما قالته لها..
رمى الدفتر على الكرسي الامامي...
واكمل طريقه بسرعه جنونية

فكر ان تعامل بدناءة مع بعض الفتيات فذلك لدناءة اخلاقهن
لكن فتاة مثل نورس تختلف عنهن
تجبره على احترامها
يكفي انها الوحيده التي اجبرته على الاعتذار منها
لانه تكلم معها
وليس من الرجولة ان يبتزها بمذكراتها
ضغط بقوة على المقود
واخيرا ارتسمت ابتسامه على شفتيه
نادرا ما يخالجه هذا الشعور
اتجاه فتاة
كم يرغب بان يأتي الصباح
فلديه الكثير ليفعله
اوقف سيارته امام المنزل
ورمى مفتاحها على الحارس..
(ادخلها)
ودخل بسرعه وهو ممسك بالدفتر بيده...
ومن المدخل الى الجناح الخاص به
دون ان يشعر به احد..
كعادته كل يوم...



yassmin 10-11-10 11:51 PM




الشاطئ التاسع
الموجة الثالثة




وصل ناصر لمنزله
دخل بخطوات متثاقله...
متجه نحو السلم.... التفت الى الكنبة في الصاله...

تنهد وهم بالصعود....
تذكر والدته... كانت تجلس على هذه الكنبه دائما ...
تنتظر عودته....
ومنذ ان توفيت قبل 4 سنوات فقد السعادة التي تملئه...
ليس له غيرها...
فأخويه مشغولين عنه...
والحقيقه انهما دائما بعيدين عنه وعن والدته ما ان تزوجا وانشغل كلا منهما بالزوجة والابناء....
دخل غرفته... ابدل ملابسه... واراح جسده على السرير..
لن يهدأ حتى يدخن سيجارة.... بعدها قد ينام قليلا...
اعتدل في جلسته... واشعل السيجارة...
اغمض عينيه..واخذ نفسا عميقا.... كان يحرق طرف السيجارة..
في حين يشعر بحرارتها في صدره... مع دخانها المزعج الذي يملأ غرفته ....
كان يتذكر نظراتها ما ان لمحته اول مرة في الجامعه خارجا من المبنى...
جامدة مكانها.... لم تكن قادرة حتى على تحريك رمش عينها...

بينما هو استطاع اظهار عكس ما شعر به..بدى غير مهتم...
او حتى ان هناك فتاه امامه...
راها تسقط كوب القهوة من يدها عندما اقترب منها اكثر...
ولو كانت اقرب اكثر لسمعت دقاته..وشعرت بحرارة انفاسه لحظتها....
لاحظ احدهم يقترب منها..يحدثها....
بينما هو كتم كل ما كان يشعر به... حتى ابتعد عنها...
. كان يشعر انه يريد الهرب منها لا يعلم لماذا...
ولكنه يعاود البطئ في خطواته.... وكأنه لا يريد ان يبتعد عنها اكثر..
التفت خلفه..
مازالت تنظر اليه وذاك الشخص معها يحدثها....
تذكر ملامحها وهي مصدومة....
وعاد يسترجع الماضي امامه وهو يتحرك بعصبية في غرفته الواسعه...
والسيجارة بين اصابعه....
اطفأ سيجارته وعاد لسريره...
وخيالها امامه..

عندما لمحها في قسم الاساتذه..
تقترب لتحيي الدكتورة...
كانت ابتسامتها الرائعه....
تصورها انها تبتسم اليه هو..
اغمض عينيه وابتسامة على شفتيه ..
وكأن الصراع الذي بداخله قبل لحظات لم يكن....
حتى قطع مخيلته رنين هاتفه.....
.................................................. .................................................. ......
في ظلمة الليل الساكن
توزعت قلوب
ساهرة
تحاكي ظلمة الليل
كلا منها يبحث عن راحته
واطفاء المه
عند الاخر
ولكن
مازالت القلوب غير قادرة على التواصل
طالما المشاعر المتبادلة ليس لها مكان
فكل ما يملا هذه القلوب الحزن والالم فقط
والكثير الكثير من الحيرة

نورس ...
بقلبها الملئ بالحزن والالم
فيما تحاول ان تجد للاطمئنان مكان فيه
وقد نجحت هذه الليله بالذات
طريقتها الوحيدة لراحة والاطمئنان
هو قربها من الله سبحانه وتعالى
فبعد خروجها من صلاة الجماعه
شعرت بهدؤ غريب
وتفائلت كثيرا
تفاؤل من لا شئ
لكن هذا ما شعرت به
كانت تشعر ببرودة تسعد قلبها
فسرها كالكنز الدفين
حافظت عليه طوال السنوات التي مضت
وفي كل لحظة تتقرب فيها من رب العالمين
لا تدعو الا بالستر
ويبقى هذا السر دفين لا يعلم به احد
والشئ الوحيد الذي بعث في قلبها الاطمئنان
هي الثقة برب العالمين
فمن اهم شروط استجابة الدعاء الثقة بالله عز وجل
وهذا ما زرعته في نفسها
واثمر عنه الراحة والاطمئنان كلما زاد عليها الم الذكرى
اخذت نفسا عميقا
والسبحه بين اناملها
تردد الاستغفار كعادتها
كلما ضاقت بها الام قلبها
حتى تغط في النوم
لكنها الى الان لم تنتصر على ارقها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فيما كان قلب اخر
قلب نبيل
غارق في حيرة
لا يجد لها حلا
وهو ممسك بالدفتر
يستمع لموسيقاه المفضلة
الموسيقى الصاخبة
ومع كل هذا الازعاج
لا يشعر بها
عقله ليس معه
تفكيره لما بين صفحات هذا الدفتر الازرق
الذي بين يديه
شئ بداخله يشده الى صفحاته
يرغب ان يلتهم ما بها من ذكريات
فيما شئ اخر يمنعه
كلام ندى
يجعل انامله جامدة عند اطراف صفحات الدفتر
يصارع رغبته في كشف ذكريات هذه الفتاة
واخيرا...
رمى الدفتر جانبا....
ماذا قد يكون سوى مذكرات فتاة مراهقه
ماذا سأستفيد ان قرئته
سوى اني اظهر لها بصورة اسوء مما تتصور هي
اريدها ان تعرف فقط ان نبيل قادر على كل شئ
قادر على اجبارها على فعل مايريد
ولكني لن افعلها
هذا ما كان يحدث عقله به
او ربما قلبه
عله يطمئن قليلا
تهدأ دقات قلبه
خاصة عندما يتذكرها
كان يرغب ان ترى نورس فيه صورة افضل مما هي تتصور
فمتى يأتي الصباح
ليفاجئها
بشخص نبيل
الذي لا تعرفه
.................................................. .................................................. ...........
قلب اخر
تائه بين القارات
فتارة
يشعر ببرد قارس
يكاد يجمد قلبه
ويوقف نبضه
وهو يتذكر زوجته
في مدينة الضباب
واحيانا اخرى
يشعر بدفئ يجعل دقات قلبه تتسارع مع ذكرياته
ففي هذه اللحظة البرودة تكاد توقف نبضه
ليس شوقا لبعدها
وانما مشاعره المتجمدة في قلبه اتجهها
هي من تبعث له الاحساس بالبرودة
بنبرات هادئة..وبحروف تكاد تخرج من بين شفتيه
*( كيف لك ان تسافري وانت بهذا الوضع؟؟)
( عن اي وضع تتحدث.؟؟؟)
*( هل نسيتي انت حامل...؟)
(طبعا لم انسى... لكن هذا لن يمنعني من السفر)
*( سمر... لقد انسحبت من الدراسه بحجة ارهاق الحمل...)
( السفر امر اخر...)
*( ان كنت اخذت القرار...لم تستشيرني؟؟؟)
( ابي طلب ذلك....)
*( الان فهمت...)
(افهم ماتريد ناصر... سافرت وتركتني.ولا تريدني ان اقضي اسبوع اجازة مع والدي...)
*( انت من رفضت العودة للبلاد بحجة الحمل... هل نسيتي؟؟)
( والان ناصر؟؟ هل لي ان اسافر مع والدي جنيف ام لا؟؟؟)؟

*(ان اخذت القرار مسبقا لم تسالين؟؟؟؟)
انهى المكالمة باعصاب متوترة
لا يعلم سبب هذا التوتر
مكالمة سمر ام موقفه مع نورس؟؟؟
رمى بجسده على السرير...
وهو يفكر...
بكل شئ...
كيف له ان يتحمل دلال هذه الزوجة
مع المواجهه الصعبه مع نورس التي لم يتوقعها يوما....
كيف له
ان يتأقلم مع الاحساس المتضارب بين ضلوعه؟؟؟؟
فهل للبرودة ان تجتمع مع الدفء دون تاثير عليه؟؟؟
.................................................. .......................................


yassmin 10-11-10 11:54 PM






الشاطئ العاشر

الموجة الاولى


استيقظت نورس على رنين الجوال
صارت تحرك كفها بكسل
تبحث عن جهازها
ودون ان تنظر الى رقم المتصل
لانها لا تكاد تفتح عينيها
نورس بصوت يغلب عليه النعاس...(الو..)
صوت منخفض ( صباح الخير...)
نورس وهي تعتدل في جلستها ( صباح النور ..من معي؟؟)
رفع صوته قليلا..( نورس؟؟؟؟)
بحيرة اجابته..( نعم نورس من يريدني؟؟؟)
حتى بدى صوته واضح.. (نبيل ..انا نبيل)
نورس..وقد جمدت مكانها...وتسارعت دقات قلبها:.....
نبيل (نورس...؟؟؟)
نورس بعد ان اخذت نفسا عميقا..: نعم ...
نبيل (ازعجتك؟؟ )
نورس ( لا تفضل....)
نبيل ( انها المرة الاولى التي لا تظهرين انزعاجك مني)
نورس ( لان هناك ما علينا الحديث فيه)
نبيل ( حسنا نورس....
دفترك بين يدي الان...)
شعرت برجفه في يديها...وصلت حتى الى نبرات صوتها...
بلعت ريقها بصعوبة...لكنها لم تستطع ان ترد عليه
نبيل (نورس انت معي؟؟؟)
نورس ( الن تعيد الدفتر؟؟؟)
نبيل (الدفتر لك..)
نورس (جيدا انك تعرف)
نبيل (نورس..اسمعيني..الدفتر معي الان..وساعيده لك اليوم
متى محاضراتك؟؟؟؟)
صمتت نورس..وكأنها لا تصدق ما يقول...
نبيل (انت معي؟؟؟)
نورس (نعم .. سنلتقي في المحاضرة الاولى كالعادة)
نبيل (كما تريدين...)
نورس ( نبيل.........)
نبيل ( نعم...)
نورس (كيف اخذته ؟؟؟ولم فعلت ذلك؟؟؟ وهل قرئته..اجبني نبيل هل قرئته؟؟؟)
نبيل (هل لنا ان نتكلم في هذا لاحقا..اسلمك الدفتر اولا)
نورس ( حسنا نبيل...)
انهت نورس المكالمة..
وتحركت ببطئ من على السرير
وعيناها تائهه في الغرفه
تحاول ان تدرك معنى كلام نبيل معها
((لم بسهولة يتجاوب معي ليعيد الدفتر بعكس موقفه اخر مرة التقيت به))
قد غزت الحيرة قلبها
بقدر ماكان الحزن والخوف من كشف سرها قبل ليلة واحده فقط

دخلت الحمام ربما الماء البارد يوعيها قليلا لتفهم موقف نبيل الذي تغير
او ربما اعتقدت انه تغير...
فيما كان نبيل مستلقي على السرير
يفكر هل ما فعله هو الصواب
وان كان هذا الصواب
هل هذا لصالحه؟؟؟
ومتى كان الصواب ليس في صالح الفرد؟؟؟
فكر في نورس
وشخصيتها
وموقفها منه
لا يعلم ان كان سيستفيد من اشباع فضوله بما يحوي هذا الدفتر...
لكنه متاكد ان هذا الامر سيضايق نورس
ولن يستفيد شئ من مضايقتها
افكار كثيرة تتصارع بداخله
ولكن موقفه هو لن يغيره
سيلتقي بنورس
وسيكون دفترها سببا لتعرف
من هو نبيل فعلا....

في منزل نورس
التي استعدت للخروج...
وهي تحاول ان تغير من نفسيتها بتغيير لباسها
لطالما شعرت ان ما ترتديه يعكس ما بداخلها
ارتدت تنورة مع جاكيت باللون البني
وقميص ابيض تحت الجاكيت
غطت شعرها بوشاح ابيض...
وقليل من البودرة والكحل الاسود
ولمعه شفافه على شفتيها

سمعت صوت عمتها...
وكأنها تحادث احدهم...
نبرات صوتها سعيدة
ربما اكثر من سعيده
باستغراب وقفت نورس مقابلها
العمة فريدة..( نورس عمك ابو عبدلله سيكون هنا...)
نورس..( متى؟؟؟)
العمة فريدة بفرح بالغ..( بعد ايام لم يحدد بالضبط...لكنه اكد لي انه سينزل في اجازة وسيزورنا..)
نورس (رائع عمتي..لقد اشتقت له كثيرا....)
تركت نورس عمتها التي غمرتها السعادة لمجرد اخبارها بزيارة ابو عبدلله لها
كما لم تنكر نورس فرحتها
فهذا عمها
الذي طالما يسال عنه رغم مشاغله الكثيرة وهو بعيد عنها
لكن عادت تشعر بالقلق بشأن موعد لقائها مع نبيل
لا تدري ماذا يريد منها نبيل
وهل سيعيد لها الدفتر فعلا
اخذت نفسا عميقا وهي تقود سيارتها
لن تقلق نفسها اكثر
بعد لحظات ستصل الجامعه وتلتقي به....
وستعرف كل شئ
كان هناك بصيص من الامل او التفاؤل لديها
لقد طلبت الستر من رب العالمين
ولن يخيب ضنها ابدا

وصلت نورس جامعتها
اوقفت سيارتها
وبحركة سريعه دخلت بعد ان سجلت حضورها
وكانها تسارع دقات قلبها في خطواتها
لتصل للغرفة الدراسيه
حيث كان موعد لقائها مع نبيل
باقي على موعد المحاضرة 5 دقائق فقط
وجميع زملائها وزميلاتها ينتظرن حضور الاستاذة خارجا
بينما طالبتين فقط يجلسن بالداخل
انضمت نورس لهما
وعيناها على الباب
لم تهدا انفاسها
ولا دقات قلبها
وهي تلمح تسلل الطلبه الواحد تلو الاخر
لابد ان الاستاذه حضرت الا ان نبيل لم يكن من بينهم
بدات المحاضرة
بينما عقلها مشغول
لا تعلم ما عليها فعله
هل من المعقول انه كذب عليها
وخدعها بهذا الموعد
مرت اللحظات عليها بصعوبة
كانت تنتظر نبيل ان يفي بوعده
حتى انتهت المحاضرة
ونبيل لم يتواجد
شعرت بان الدنيا تضيق بها
ماذا كان يريد منها اذا..
لم وعدها ان كان لا يفكر باعادة الدفتر
خرجت من المكان
وهي تسير بخطوات بطيئة
لاتدري الى اين تأخذها
اخرجت الجوال من حقيبتها
تأملت رقم نبيل في الشاشه
اعادت الاتصال بتردد
لكنه لم يجيبها
اعادت الاتصال مرة اخرى
انقطع الاتصال دون ان يجيبها
شعرت باحباط
خرجت من المبنى للممر الذي يؤدي لبهو الجامعه..
كانت تشعر بالبرودة تتسلل اليها
برودة الطقس
...
وبرودة الاحباط الذي اصابها جراء اخلاء نبيل بوعده
جلست على احد الكراسي
الكثير من الطلبة والطالبات
يمرون من امامها
لكنها لا تشعر باحد
لا تشعر بمن حولها
تريد نبيل فقط
ذلك الشاب الذي طالما تهربت منه
وتهربت من الحديث اليه
الا انه الان هو من امتنع عن لقائها
كان الالم يعتصر قلبها...
حتى لمحت احمد زميلها
كعادته
يحمل جهاز العرض متجه للمحاضرة
نظرت للساعه
باقي دقائق على موعد محاضرة الدكتور ناصر
هذا الاخير الذي لاتدرك الى الان ما يدور بداخله ناحيتها
فهي تاكدت الان انه عرفها
ولابد انه يتذكر كل ماحدث بينهما
فهذا امر لا ينسى
الا....الا لمن اعتادوا على ارتكاب هذه الخطايا دون احساس
انها لا تعلم لم تتخاطر عليها افكار مؤلمة
كلما لمحت بصيص من الاحساس بالفرح
هذه الافكار جعلتها
تتردد في حضور المحاضرة
الا انها تذكرت انه اتفق معهم على تحديد يوم امتحان منتصف الفصل
فلابد من الحظور
اخذت نفسا عميقا
وهي تخطو ببطئ
لقد انقضى منتصف الفصل
وهي مازالت تائهه مع مشاكلها
ماذا ستفعل في الامتحانات
وصلت لمكان المحاضرة مع دخول زملائها وزميلاتها
نظرت امامها كان الدكتور ناصر قادما
يحمل بين يديه ملفه
وهو يرتدي لباسه الخليجي مع نظارته الطبيه
نظره للامام بطوله الفارع اعطى شكلا ملفتا
وقد يكون جذابا ,,
كانت تنظر اليه حتى لمحها
ابعدت نظرها عنه
(نورس انا اسف)
التفت لجهة الصوت
كان نبيل خلفها....
( غلبني النوم بعد الاتصال بك حتى اني لم اسمع رنين الجوال وقت اتصالك...)
مازال الدكتور ناصر يقترب من باب الغرفة الدراسيه التي هي ممسكه به اصلا
وما ان اقترب اكثر
تركت مقبض الباب
ضمت ملفها لصدرها
امسك الدكتور ناصر المقبض
يفتح الباب
اخذت نفسا عميقا
وكل ما تشبع به صدرها هو رائحة عطره
التي اربكتها اكثر من نظراته
( نورس..نورس..)
كان نبيل بجانبها
يحدثها
وهي تائه مع هذا المارد الذي ظهر امامها فجأة
هذا ما شعرت به
خاصة عندما وقف قريبا منه
رغم طولها الا انها تصل لكتفيه
يالله
ما اقساها من ذكرى
اعادت الرجفه ليديها
ابتعدت اكثر عنه
والتفتت الى نبيل...
لم تنتظر لقائها به مع تواجد ناصر في المكان
( نورس ..المحاضرة..)
بصوت قوي مع خليط من الشدة
هذا ما شعرت به من صوت الدكتور ناصر ناحيتها
التفتت اليه
مازال واقفا ممسكا بمقبض الباب

لم تقوى على النظر في عينيه
يكفي صوته ورائحة عطره
كل هذه اللحظات القليلة
حدثت فيها امور تحتاج لساعات لتستوعبها
زاد ارتباكها
( نورس بعد هذه المحاضرة نتكلم..سأنتظرك هنا..)
كان نبيل يحدثها وهو يبتسم
ابتسامة لم ترها من قبل
شعور غريب من الاطمئنان حل بها فجأة
(حسنا ...) بعدها التفتت لجهة الباب
مع دخول ناصر
وقبل ان يغلق الباب
مسكته بيدها لتدخل
الا انها شعرت
وكأن موجات كهربائية تسري في جسدها
لامست يده باناملها دون ان تقصد
لم يلتفت لها
ولم تلتفت له
دخلت بسرعه
عم الهدؤ فجاة مع دخولهما
****** انتهت الموجة الاولــــــى********




yassmin 10-11-10 11:57 PM





وقبل ان يغلق الباب
مسكته بيدها لتدخل
الا انها شعرت
وكأن موجات كهربائية تسري في جسدها
لامست يده باناملها دون ان تقصد
لم يلتفت لها
ولم تلتفت له
دخلت بسرعه
عم الهدؤ فجاة مع دخولهما

******************************

الشاطئ العاشر

الموجة الثانية

صارت تسمع صدى دقات قلبها
في ارجاء المكان
وبارتباك جلست
دون ان ترفع نظرها اليه
فتحت ملفها
وتظاهرت بالانشغال
تشعر انها غير قادرة على الاحتمال اكثر
رائحة عطره
نظراته
اقترابه منها
صوته يناديها
وصولا لملمس كفه
الذي هزم كل قواها
لاتدري لو ناداها بأسمها هل ستكون قادرة حتى على رفع كفها الذي تكهرب بفعل كفه
( لنحدد موعد الامتحان؟؟؟)
سادت الفوضى المكان
مع تداخل الحديث بين الطلبه
بين معارض ومؤيد ليوم الامتحان
بينما هي صامته
حتى تقرر ان يكون بعد اربعة ايام
ومازالت همسات البعض احتجاجا
لابد ان الموعد يتزامن مع امتحان اخر
في مثل اليوم
او ان هناك مشاريع لابد ان تسلم هذا الاسبوع
لاتدري ماذا كان نصيبها
لم تكن قادرة على استيعاب شئ
ما تفكر به
لم كل المواقف الصعبه تحدث لها في وقت واحد
لم يقرا الدكتور الاسماء لتسجيل الحظور
قلل ذلك من الارتباك الذي الم بها
بقيت جامدة مكانها فقط ساقها تهزها بارتباك....
ونظرها للساعه..
متى ينتهي موعد المحاضرة...
حتى اشغلت نفسها بالكتابة
انتهت المحاضرة
فيما بقي الدكتور..
يقلب في الاوراق
ساد المكان همس زملائها وزميلاتها لبعظهم
مازال موضوع موعد الامتحان يربكهم
( نورس هل يمكنك ذلك؟؟؟)
التفتت ناحية مريم...
زميلتها في التخصص نفسه...
(نعم مريم..ماذا قلت؟؟) بارتباك ردت عليها نورس
مريم ( نريد ان نكون مجموعه للمذاكرة للامتحان....ما رأيك؟؟)
نورس(ان شالله)
مريم ( نورس لابد ان تكوني معنا..انت ملمة بالمادة اعرف ذلك ..)
نورس ( و متى ذلك؟؟)
مريم (نحدد يوم نلتقي في المكتبه في احد الغرف الدراسيه هناك... ونتشارك في المذاكرة
اعتقد ان المادة تحتاج لمذاكرة جماعية بمشاركة من هم ملمين بالمقرر)
جائها صوت اخر...زميلها احمد...( المقرر يحتاج لمذاكرة جادة ... لذا لنتفق من الان..)
احمد بصوت عالي..( ولكن متى نكون جميعنا متفرغين في نفس الوقت؟؟؟)
مريم ( معك حق احمد..صعب ان نتفرغ كلنا في وقت واحد..)
نورس باهتمام..( لم لا.. بعد غد خلال النشاط الطلابي نلتقي في المكتبه ما رايكم؟؟)
احمد ( كيف لم نفكر بذلك؟؟؟)
مريم ( هذه نورس..الا تعرفها لا يصعب عليها شئ..لذا هي متفوقه )
ابتسمت لها نورس... وقد التقت عينها بعين الدكتور
تجاهلته والتفتت لزميله اخرى تفاعلت معهم بالحديث
( اعتقد انه افضل وقت يكون الجميع متفرغ بلا محاظرات...ولنا ان نؤجل اي نشاط مشتركين فيه)
مريم..( نورس لابد ان نخبر الجميع وسيكون زملائنا الطلبة معنا..)
نورس ( ليس لدي مانع...)
همست لها مريم وهي تقترب منها (اعلم انك قليلة الاندماج معنا وحتى مع باقي زملائنا ارجو ان لا اكون احرجتك بطلبي..)
ابتسمت لها نورس..( لا مريم... كلك ذوق... الامر لا يتعدى مشاركة في المذاكرة لا غير لابد لنا ان نتعاون)

الدكتور ناصر ونظره الى نورس ( ماذا الان..؟؟؟ هل اتفقتم على المذاكرة جميعا ؟؟)
مريم ( نعم دكتور ... )
احمد وهو يوجه حديثه للجميع ( بعد غد جميعنا في المكتبه بوقت النشاط الطلابي للمذاكرة اتفقنا؟؟)

الدكتور ناصر ( لا اؤيد المذاكرة الجماعيه ....ولكن بالتوفيق)
التفت حسام وهو كذلك زميل نورس ومعها في اغلب المحاضرات
( دكتور مادام نورس ومريم معنا في المجموعه ستكون هناك جديه ...)
كان حديثه معهم
الا انه يتأملها
هــــي
لم يبعد نظره عنها
كان يحدثها
نعم يحدثها بعينه
الا انها هربت منه
هي الان من تهرب منه
ليس لديها ما تقوله او تفعله
ما يشغل بالها فقط نبيل الذي ينتظرها..
رفعت جسدها من على الكرسي
في حين الدكتور ناصر خارج من المكان
اسرعت بخطواتها
تريد لقاءه وانهاء موضوع الدفتر معه
ابتسمت ما ان رأته واقفا
كان ينتظرها
لعل ابتسامتها لسبب انها كانت تشك في انتظاره لها
( نبيل ...)
ابتسم لها نبيل..( نورس تأخرتي..)
وهي تضم ملفها اليها ( كنا نتفق على ..... ليس مهما ..ماذا عن...)
قاطعها نبيل...( لنبتعد عن زحمة الطلبة ...)
اخذت نفسا عميقا
وهي تتقدم معه خارج المبنى
الى ان هناك من شدها للالتفات جانبا
كان الدكتور ناصر
واقف مع باقي الطلبه
ولكن
عينه عليها
لم يكن بعيد عنها
لابد انه سمع مادار بينها وبين نبيل
ولكن لم يهمها الامر
عليها الان ان تحصل على الدفتر...
نبيل (نذهب الى المقهى؟؟)
وقفت نورس وهي تنظر اليه بضيق..( نبيل ..لن اذهب انا معك لتعطيني الدفتر...)
خرجا من المبنى...
دون ان يجيبها
الا انه التفت لها...
(نورس الدفتر معي..ولك ان تاخذيه الان ... لكن لابد ان تسمعيني على الاقل..)
لم تلتف له..ولم تفكر ان تمد يدها لاخذ الدفتر حتى
لانها تذكرت ما تعمدت تجاهله
هل نبيل عرف ما يحمل الدفتر
زاد ارتباكها..
صمتت ... بقيت صامته حتى وصلا الى المقهى الذي تتجنب دائما الجلوس فيه
كانت تكتفي باخذ القهوة اوشراب الشيكولاته الساخنه منه
ولكنها اليوم مجبرة على الجلوس فيه
لتنهي موضوعها مع نبيل
اخذا مكانا جانبيا
بعيدا عن ازعاج الطلبة والطالبات
وضعت ملفها جانبا..
بينما هو بقي واقف.
_(ماذا تشربين؟؟)
(لا شئ نبيل..)
_(لابد ان اطلب لك شئ..)
( نبيل ارجوك علينا ان ننهي الموضوع الان..)
نظر اليها نبيل بنظرات غريبه
اربكتها كثيرا
سحب الكرسي للخلف وجلس عليه
وضع ملفه الاسود
و بحركة بطيئة اخرج منه الدفتر...
لم تستطع ان تتمالك نفسها..
وضعت يدها عليه..
سحبته بهدؤ.. وعيناها عليه على الدفتر وكأنها تحادثه..
( هل ابحت بسري رفيقي العزيز؟؟)
_( لا لم افعلها...) كان نبيل يجاوبها
تعجبت من كلامه رغم انها لم تبوح بما داخلها..كانت تحدث نفسها فقط...
_( اعلم انك تفكرين ان قرات ما يحويه الدفتر...)
نظرت اليه وكأنها تنتظر من الحديث اكثر...
تريد ان تصدق ما قاله
_( نورس ...الدفتر له ايام معي..البارحة فقط فتحت اول صفحة منه... لا اعرف لم فتحته...ولم اغلقته بسرعه... تصدقيني نورس؟؟؟)
لم تجبه بقيت ساكته...
انها تتمنى ان تصدقه..تريد ان تقنع نفسها بكلامه
_( نورس ... اقسم لك بالله ان ما قلته صحيح... تصدقيني)
لا اراديا هزت نورس راسها وهي تشعر براحة غريبه..
الا ان هناك امر يحيرها..
( لم اخذته..وكيف فعلت ذلك..)
نبيل وهو ينظر اليها...
_( هل لك ان تعفيني عن الجواب... مقابل ان يكون الدفتر بين يديك؟؟)
واخيرا؟؟؟؟ لا تصدق نورس ما حدث لها الان
لابد انه من دعاء عمتها لها دائما
وتوسلاتها هي لرب العالمين ان يستر عليها
نبيل وهو يغير نبرة صوته ( احببت دفترك كثيرا..)
باستغراب ( دفتري؟؟؟)
_(نعم نورس... ها نحن نجلس مع بعض ونتحدث دون ان تمانعي..)
ابتسمت له نورس ( والان بما اني اخذت دفتري هل لي ان اذهب؟؟)
_(وهل تواجدي معك يضايقك لهذا الحد؟؟)
نورس اخذت تتلفت حولها..
ونظرت اليه وهو يقول لها ( لا تريدين ان يراك احد معي؟؟)
نورس بارتباك ( لا نبيل ليس هذا ما اعنيه لكني لم اعتد على مرافقة اي زميل ..)
نبيل ( وهل لك ان تعتبريني مختلف عنهم؟؟)
صمتت نورس لا تدري بم تجيبه
الا انه اكمل حديثه..( لك ما تريدين... لكني اريد ان اعلمك بشئ... اني تعاملت معك بكل احترام...تصورتك وكأنك اختي... وهذا سبب اني تجاوبت لطلبك واعدت لك الدفتر...)
انحبست الكلمات بين شفتيها
الا انه اكمل..( موقفي هذا دليل على احترامك... احترمك نورس واحترم رفضك في التجاوب معي في اي موقف افتعلته بيننا...)
مازالت نورس صامته..
_( الن تقولي شئ؟؟؟؟)
( لا ادري لم ارى شخص مختلف عن نبيل الذي اعرفه يجلس امامي..)
همس لها نبيل ( هذا نبيل الحقيقي... لا تعرفه الا فتاة مثلك..)
ارتبكت نورس من طريقة حديثه ومن حديثه نفسه
( حسنا نبيل..شكرا على الدفتر.. علي ان اذهب...)
همت بالوقوف..وهو يقول لها ( هل لي ان اتصل بك او احادثك؟؟؟)
هزت رأسها بالنفي وهي تقولها ( لا نبيل ما بيننا انتهى الان )
ابتسم لها رغم شعوره بالاحباط..( كما تريدين..لكن...احتفظي برقمي ربما تحتاجيني في يوم ما)
لم تجبه فقط ابتسمت له وانصرفت
ضمت ملفها الذي يحوي رفيقها ..ضمته بقوة..
لا تصدق ان بهذه السهولة تجاوب معها نبيل واعاده اليها
وهي واثقه من ان كلامه صحيح
انه لم يقرأ مافي الدفتر
لا تعلم لم وثقت بكلامه
ولكنها اطمئنت كثيرا
لقد فاتتها المحاضرة وعليها ان تستعد للمحاضرة التالية....
وبراحة واطمئنان اكملت نورس يومها الدراسي
خاصة وان رفيقها معها
وفي طرق عودتها تذكرت
تذكرت كلام عمتها في الصباح...
ابو عبد الله سيكون هنا لزيارتهم
غمرتها فرحة نادرة
فرحة تسعد قلبها من اعماقها
فنادرا ما تجتمع الامور المفرحه في وقت واحد
لطالما اعتادت على المواقف الصعبه فقط
اخذت نفسا عميقا
لتهدأ قليلا وتريح عقلها عن التفكير...
.................................................. .........................

بينما الدكتور ناصر في مكتبه
بين اوراقه وكتبه
يعود بذاكرته لما مر عليه اليوم
كل موقف جمعه بها
كان شئ بداخله
يرهقه
لا يعلم ان كان حيرة
او غضب من شئ اخر
كان يفكر بموقفها مع نبيل
فقبل ايام
كانت حزينه وواضح عليها الضيق منه
لكنها اليوم مختلفه
سعيدة
سعيدة جدا بلقائه
لدرجة انها لم تكتم فرحتها بلقائه قبل المحاضرة
مثلما كانت غير قادر على اخفاء ضيقها وحزنها قبل ايام
تذكر ندائه لها
وتنبيهه لها بوقت المحاضرة
لم تلتفت اليه
لم تنظر اليه
ابعدت نظرها عنه
ولم ترد عليه
صمتت
بقت صامته
لكنها لم تنصرف حتى طلب نبيل منها ذلك
نبيل.... طلب منها ان تدخل وسينتظرها لبعد المحاضرة
لحظتها همت بدخول الغرفة الدراسيه
بقدر ما كان يظهر تجاهله لها
بقدر ما رصد كل حركاتها ولفتاتها
رفع كفه يتامله
تذكر لمستها لكفه بدون قصد
لم يلتفت لها لحظتها
ربما لم يرغب في احراجها
او ربما لم يرغب ان يظهر تأثير هذه اللمسة عليه
اخذ نفسا عميقا
غطى وجهه بكفيه
عادت به الذكرى الى هناك
برلين...المانيا
لحظة تعرفه عليها
(( دكتور... دكتور ناصر...))
التفت ناحية الصوت....
كانت ... واقفه امامه...
((اطرق الباب لم ترد علي..ادخل اكلمك لا تجيبني؟؟؟))
بارتباك....(( اهلا زيونه....))
زينه وهي تضع كتبها على المكتب ..((اريد ان ترجعني معك للمنزل...))
د.ناصر(( واين سيارتك؟؟؟))
زينه وهي تنظر اليه بطرف عينها(( في التصليح... ))
رد عليها باهتمام اكثر..((والسبب؟؟؟))
زينه بارتباك..((اممم حادث ..حادث بسيط...))
رفع صوته قليلا..(( بسيط؟؟؟ لا اظن ...اكيد بسبب السرعه...))
بدلال (( والان هل سترجعني معك؟؟؟))
د.ناصر (( سأرجعك ولكن كلامي ليس معك... مع من هو اكبر منك...))
بحركة سريعه قامت من على الكرسي واتجهت اليه..وهي تضع كفها على كتفه..
(( لن تفعلها..اليس كذلك؟؟؟.. والدي يريد اشارة من اي احد ليمنعني من القيادة...))
التفت لها..(( زيونه ولله اننا نخاف عليك...لا تعلمين ماذا نجني من السرعه هذه))
ابتعدت عنه. اخذت كتبها التي وضعتها على مكتبه...
(( نتحدث في هذا لاحقا... سأنتظرك الساعه الثالثه عند موقف السيارات...))

كانت زينه فتاة مدللـه في بداية العشرين من عمرها
بقدر ما هي مهتمة بدراستها
تهتم بشكلها واناقتها
لم تكن محجبة
لباسها المعتاد هو البنطال الجينز مع قميص قصير نوعا ما
وبالوان مميزة
مع شعرها الكستنائي
المنسدل على كتفها دائما
وقد تعمدت على اظهاره مجعد
بدرجة بسيطه
رغم نعومته
اشارت له بكفها تودعه وهي خارجه
ابتسم لها
كم تعجبه هذه الفتاة
يستمتع بالحديث معها وبدلالها
فهي الابنة الوحيده لاخيه يوسف
من بين ثلاثة اولاد
فلابد ان تحصل على الدلال من الجميع.................................................. ...................



yassmin 11-11-10 12:00 AM




الموجة الثالثة


استغلت نورس الهدؤ الذي حل مع عودة رفيقها الدفتر
في الاهتمام اكثر بدراستها
فجهزت لنفسها ملخصات لكل مادة
استعدادا لامتحانات منتصف الفصل...
كما جهزت ملخص لمقرر الاقتصاد
ليسهل عليها ا لمذاكرة
وكان اليوم الذي اتقفت فيه مجموعة الطلبة والطالبات
ليلتقين في مكتبة الجامعه
حظرت المحاضرة الاولى....
وبما ان النشاط الطلابي يبدأ من الساعه العاشرة حتى الواحده
فيكفيها ثلاث ساعات لاكمال اهم ما يحويه المقرر
طبعا اذا جدوا في المذاكرة
انتهت المحاظرة الاولى..
ومنها الى المكتبة.. الطابق الاول
حيث تتوزع في بهو المكتبه الطاولات المفردة
بشكل مرتب ومنظم
والغرف الدراسيه على الجانبين
تطل على بهوالمكتبة بواجهه زجاجية
تكشف عن من في الغرفه
و قرب احد الغرف الدراسيه
التقت بمريم واقفه مع فاطمة احدى زميلاتها...
اقتربت منهم نورس...
نورس ( السلام عليكم..)
مريم وفاطمة ( وعليكم السلام...)
نورس وهي تلتفت ( الم يحظر باقي المجموعه؟؟؟)
مريم ( لا... فقط احمد وحسام دخلوا الغرفة الدراسيه ) وهي تشير لاحد الغرفة الدراسيه المغلقه
نورس ( حسنا لندخل ..لابد ان نبدأ الان حتى نكمله مع نهاية الوقت )
فاطمة ( معك حق..ومن يرغب حقا في الذاكرة لابد انه سيأتي...)
تقدمت مريم معها فاطمة ونورس ...
دخلن معا...
كانت الغرفة واسعه
وتحتوي على طاولتين مستطيلتين تسع الطاولة الى 8 افراد...
جلسن في الجهه المقابله لزميليهما احمد وحسام المواجهين للباب
كانت نورس على طرف الطاولة
مريم وفاطمة جلسن يسار نورس
لحظات حتى تسلل بعض
من زملائها وزميلاتها بالتدريج
جلس الشباب قرب احمد وحسام
والبنات قرب زميلاتهن
بدأن المذاكرة وتشاركوا فيها
كان اغلب الحديث الى مريم والتي تعتبر من المتفوقات في تخصصها
وكذلك نورس التي كان واضح عليها الخجل في البداية
ولكن مع الاندماج اكثر
ومشاركة باقي الزملاء والزميلات
اصبح الوضع طبيعي لها
وانهين جزء لا بأس به من دروس
كان من بين زملائها رائد
الذي عرف بمزحه الدائم
الذي اخذ يصفق ويصفر بحركة مفاجاة للجميع
وقف بعدها ( ساعه..ساعة كاملة... الن ناخذ فترة راحه؟؟؟؟)
احمد ( رائد اجلس لنكمل ....)
رائد يتظاهر بالجدية...
( اسمعوا جميعا ..ان الحديث في موضوع واحد اكثر من ساعه يسبب لي حساسية...)
مريم ( حساسية ؟؟؟؟)
رائد وهو يمسح براحة كفيه على كلتا عضديه
( نعم ..صدقوني... انظروا ماذا تفعل الحساسية؟؟)
ضحك الجميع على حركة رائد...
فاطمة( وماذا تفعل في المحاضرة ؟؟؟؟ ساعة وربع)
حسام وهو يضحك( ينام الربع الساعه الاخيرة ..ليبعد عن نفسه الحساسية...)
نورس بهدؤ...(ناخذ 10 دقائق راحة ونعاود من جديد ما رأيكم؟؟)
رائد... وهو يبتعد عن مكانه...( 10 دقائق واعود...)
حسام ( انتظرني اعلم انك ذاهب للتدخين خارج المكتبه...)
تفرق الطلبه خارج الغرفه الدراسيه فيما بقيت الطالبات مع بعضهن...
فاطمة ( نورس اول مرة تشاركينا في المذاكرة..)
قاطعتها مريم ( ولو لم اطلب منك لما اتيتي معنا....)
نورس بهدؤ..( انت قلتها مريم..ان طلبتن مني لن امانع ابدا...)
فاطمة ..( لا تزعلي نورس لطالما ضننا انك مغرورة ومتكبرة ..)
مريم.. ( عن نفسي انا اعرفك جيدا نورس...)
نورس...( لن ازعل منكن... ولكن لم اتكبر؟؟؟؟ )
فاطمة..( يكفي تفوقك..وغير جمال طلتك..في نظري على الاقل...بصراحه من حقك ان تتكبري )
نورس ( لا فاطمة ... لا يميزني عنكن شئ..الا اني اكتفي بوجودي في الجامعه لحظور المحاضرات وبمجرد الانتهاء منها اعود الى البيت..فليس هناك الوقت للجلوس مع زميلاتي..)
نور احدى الطالبات التي تجلس بعيدا عنهن.... ( المهم اننا تعرفنا عليك اكثر الان... وكرري تواجدك معنا )
ابتسمت لها نورس.. ( اكيد... بصراحه تواجدي معكن تغيير بالنسبة لي )
مريم وهي تنظر لساعتها ( الم تنتهي العشر دقائق؟؟؟)
فاطمة ( وهل تصدقي ان الشباب تكفيهم عشر دقائق ..هذا ان لم يتهربوا...)
نورس وهي تشير لاحد الكتب..( لابد انهم سيعودون كتبهم هنا...)
مريم وهي تضحك ( كتبهم اخر اهتماماتهم...)
نور وهي تشير لهم وتكتم ضحكتها ( هدؤ... لقد حظروا جميعهم...)
دخل زملائهم على ضحكاتهن المكبوته...
احمد وقبل ان يجلس...( رائد ... مستعد..؟؟)
رائد..وهو يشد ذراعيه لاعلى وهو يشبك اصابع كفيه..( اكيد ... ولكن لابد انها ستعود...)
حسام باستغراب (من؟؟؟؟)
رائد يتصنع الجدية في الحديث...( الحساسية..بعد ساعه اذا بقينا على حالنا...)
ضحك الجميع على تعليقه..
وعادوا للمذاكرة
اندمج الجميع في محتوى المقرر...
وكما كان في البداية اغلب الشرح موزع بين مريم ونورس...
كانت نورس تمسك بطرف القلم بيدها...
وهي تتحدث لهم...
قاطعتها نور..( نورس ارجوك اعيدي ما قلته اشعر ان هذا الدرس مستحيل ان استوعبه..)
حسام..( معك حق نور..رغم شرح الدكتور ناصر الوافي الا اني اجد صعوبة في هذا الدرس بالذات..)
نورس رغم ارتباكها من ذكر اسم الدكتور ..( حسنا اعيد اهم النقاط وركزوا معي....)
عادت نورس لشرح ما طلبوا منها...
بالحركة نفسها... القلم في يدها...
تشير به على الملخص الذي بيدها...
وتعاود النظر لهم...
لتجدهم مندمجين مع شرحها...
بينما كانت توزع نظرها عليهم جميعا...
وللاوراق الذي بين يديها...
للتفاجأ باحدهم خلف الزجاج الفاصل بين الغرفه الدراسية وبهو المكتبه
كان ينظر اليها...
وبالاصح يراقبها..
نظراته اربكتها..
حاولت ان تتجاهل نظراته...
لكنها لم تقوى على ابعاد نظرها عنه...
ما ان ابعدته لحظات حتى عادت للنظر اليه...
مازال ينظر اليها...
انتبه لها احمد...
التفت اليه..
وقف بسرعه
واشار اليه....
((دكتور نحن هنا؟؟؟))
لايمكن ان يصل صوته اليه
لكنه تقدم نحو الغرفه ودخل...
صمتت نورس..
بلعت ريقها بصعوبة..
وهي تقرب ملخصها اليها...
دون ان تنظر الى ناحيته بعكس الجميع
الذين بدأن في الحديث اليه...
احمد ( اهلا دكتور )
حسام... وهو يقوم من على الكرسي...
( تفضل دكتور ...)
الدكتور ناصر مازال واقفا قرب الباب..
( اولا السلام عليكم..)
رد الجميع ماعدا نورس ( وعليكم السلام...)
كان الطلبه متوزعين في جهه واحده المقابله للباب..
فيما كان الطالبات في الجهة المقابله لهم ونورس في طرف الطاولة.. ومعاكسين للباب
التفتت الطالبات للخلف..
مريم...( دكتور ستنظم لنا؟؟؟)
وهو يقترب من الطاولة...
( لاذاكر معكم؟؟؟؟؟)
ضحك الجميع على تعليق الدكتور..
احمد ( على الاقل تشير لما هو مهم...)
وقف عند مقدمة الطاولة...
وكانت نورس على يساره واحمد على يمينه
( كل ما هو في المقرر مهم...هل تجدون صعوبة في نقطة معينه؟؟؟)
نور ..( بصراحه هناك نقاط كنا نحتاج لشرح اكثر لنستوعبها..لكن نورس ومريم ما شالله عليهم كفوا..)
التفت ناحية الشباب...
( نورس ومريم فقط؟؟ والشباب ما دورهم؟؟؟)
رائد( مستمعين دكتور... فقط مستمعين..تاركين الاجتهاد لهن...)
ضحك الجميع على تعليقه...
ابتسم له الدكتور ناصر..
والتفت الى نورس
التي كانت في عالم اخر
بعيد عن زملائها وزميلاتها ..
بعيد عن المكتبه...
والجامعه,,,
بعيد حتى عن حدود هذه البلاد....
لفظ نورس على لسانه
وهو قريب منها
ارهقها
بل اوجعها
خاصه انه استرسل في الحديث بعيد عن موضوع الدرس
يأخذها الى هناك
الى غرفتها البيضاء
في بلاد الغربة..
على سرير المرض...
كتمت عبرة من الحزن بداخلها
اخذت نفسا عميقا وكتمته كذلك بداخلها...
ولكنها تماسكت اكثر...
حتى لا يظهر كل هذا الضيق والالم على محياها...
انتبهت الى تنبيه من مريم...
بصوت منخفض ( نورس الدكتور يكلمك..)
التفت لجهته..
لكنها لم ترفع نظرها اليه...
بما انه واقف جانبها
لم ترغب في النظر لعينيه
ولا تعرف نتيجة ما قد يحدث
فالربما تنهار
نظرت للامام
بصوت يقاوم الارتباك..( نعم دكتور؟؟)
الدكتور ناصر ( واضح ان شرحك لهم وافي..)
تصنعت ابتسامة دون ان ترد عليه
تشعر ان ليس لديها القدرة على الحديث معه
يكفي ان حركة الابتسامة المصطنعه اخذت منها جهد كبير

خاصة انه قريب منها لهذه الدرجة
وبوجود جميع زملائها وزميلاتها
الدكتور ناصر( لن اعطلكم اكثر... سأترككم للمذاكرة..)
وقف رائد فجأة( دكتور لم نتفق على هذا...)
الدكتور وهو يمازح..( لا تحاول رائد لن اسرب الاسئله.. اعلم ان هذا مقصدك..يكفي نومك في المحاضرة.)
ضحك الجميع على تعليق الدكتور...
قاطعهم ( الا اذا هناك نقطة معينه تحتاج لشرح مني؟؟؟)
حسام ( تفضل دكتور...اجلس مكاني...)
اشار الدكتور الى حسام ان يجلس
في حين سحب هو كرسي من الطاولة الاخرى
لمقدمة الطاولة
جلس قريب منهم
قريب من نورس
بين نورس واحمد...
ساكون معكم 40 دقيقه فقط...
لكم فيها ان تستفسروا عن ما تريدون...
كان واضح الارتياح من الجميع لتواجد الدكتور معهم
نادرا ما يجتمع دكتور المقرر مع مجموعه من طلبته
في غير وقت الامتحان ليذاكر معهم
ولكنه فعلها
اخذ كل منهم يطرح عليه سؤال لما يحتاج لشرح اكثر منه
بينما هي صامته
وربما جامدة
لا تتحرك
فقط اناملها تلاعب بصعوبة اوراق ملخصها..
تتصنع الاندماج لشرحه
بينما هي
في اصعب مواقفها
لا تدري ماذا عليها ان تفعل...
لا يمكنها الاندماج معهم بوجوده...
ولا التركيز لشرحه
رغم اهمية ما يقوله
ولابد انه سيشير في حديثه لما هو مهم للامتحان
لكنها ترغب في مغادرة المكان ..
مغادرة الجامعه...
والعودة لغرفتها..
الملاذ الوحيد الذي يحميها مع ذكرياتها المؤلمة
(نورس الديك سؤال؟؟؟)
ارتبكت
لحديثه
ونبرة صوته المتغيرة
تشعر بانه يهمس لها
يوجعها كثيرا كلامه معها
( لا ..دكتور....)
رائد ..( دكتور هذه نورس... من غير مذاكرة تحصل على الدرجة كاملة )
ضحك الجميع على تعليق رائد...
قاطعتهم مريم ( قل ما شالله..)
وهو يحرك كفيه اتجاهها ( ماشالله.... ماشالله)
وهو يضحك من تعليق رائد ( لانها لا تنام مثلك...)
حسام وهو ينظر الى رائد ( حتى الدكتور كاشف امرك رائد ...)
نورس مكانها لم تعلق لم تبتسم حتى....
صامته...
فنبرة المزح من صوته اخنقته




(نورس الديك سؤال؟؟؟)
ارتبكت
لحديثه
ونبرة صوته المتغيرة
تشعر بانه يهمس لها
يوجعها كثيرا كلامه معها
( لا ..دكتور....)
رائد ..( دكتور هذه نورس... من غير مذاكرة تحصل على الدرجة كاملة )
ضحك الجميع على تعليق رائد...
قاطعتهم مريم ( قل ما شالله..)
وهو يحرك كفيه اتجاهها ( ماشالله.... ماشالله)
وهو يضحك من تعليق رائد ( لانها لا تنام مثلك...)
حسام وهو ينظر الى رائد ( حتى الدكتور كاشف امرك رائد ...)
نورس مكانها لم تعلق لم تبتسم حتى....
صامته...
فنبرة المزح من صوته اخنقتها ...
حتى سمعت صوت حركة الكرسي
وقف الدكتور ناصر...
( استئذنكم الان ..اتمنى اني لم اعطلكم ...)
احمد ( بالعكس دكتور...)
وهو يقترب من الباب ( اكملوا مذاكرة...موفقين)
نور وكأنها تهمس لهم ( نادرا ما تجدين دكتور متواضع مثل الدكتور ناصر..)
احمد ( معك حق ... )
رائد بجدية ( كم عمره؟؟؟ )
حسام ( لم تسال عن عمره ؟هل ستخطب له ؟؟)
ضحك الجميع
ونورس تتصيد الفرصة للانصراف
تشعر ان ليس لها القدرة على اكمال اجتماعهم في مدح الدكتور
بعد العاصفه التي احدثها لها بوجوده قبل لحظات...
رائد بجدية اكثر..( ما اريد قوله..هو ان لقب دكتور لا يناسب شاب في سنه..)
مريم( من يجتهد يحصل على اعلى الالقاب ...رائد)
فاطمة تهمس لمريم ( هو متزوج من ابنة الدكتور جاسم..)
مريم دون ان تنظر لها وهي تقلب الاوراق في يدها ( ولله خسارة ان تكون سمر المهمله لدراستها زوجته )
كان صوتها منخفض الا ان نورس انتبهت لها
وكذلك احمد... الذي قطع الحديث( بدئنا في ثرثرة الفتيات)
فاطمة...( لا عليك..نتحدث فيما نريد....)
مريم..( يكفي لنكمل ما تبقى لنا..)
لم يتبقى على نهاية الوقت سوى عشرون دقيقه..
كانت نورس صامته خلالها
لا تدري ما يدور بينهم بخصوص المذاكرة
فقد اكتفت بحديثهم في مدح الدكتور
الذي تشعر انها وحدها التي تعرف حقيقته
في هذا العالم
انتبهوا لحركة الطلبه خارج الغرفه الدراسيه
لابد ان وقت النشاط الطلابي انتهى
وحان موعد باقي المحاضرات
بحركة سريعه
لملمت نورس اوراقها..
وهمت بالانصراف قبل الجميع
احمد( سعدنا بتواجدك اخت نورس....)
رائد(نعم نورس نريدك دائما معنا..ربما تنتقل لنا عدوى التفوق)
ابتسمت لتعليقه... ( انا كذلك استفدت من اجتماعنا اليوم..وان شالله نتائج افضل في الامتحان..)
انصرفت نورس..
هاربه من حرارة الجو الذي تركه ناصر بتواجده في المكان
الا ان شعورها بالحرارة مازال مستمر
وتزداد كلما تذكرت حديثه
وكلامه لها بالخصوص...



yassmin 11-11-10 12:02 AM




الموجة الرابعة


خرجت من مبنى الجامعه
الى مواقف السيارات
متجهه لسيارتها السوداء
لمحت نبيل يمشي امامها
لم ينتبه لها
متجه لسيارته المتوقفه بعكس اتجاه سيارة نورس
اقتربت نورس من سيارتها
فتحت الباب
الا انها بقيت واقفه
تنظر الى نبيل
وهو يضع ملفه في السيارة قبل ان يصعد
الا انه بقى واقفا يتلفت حوله
كم تتمنى لو ان لها اخا بعمره
قريب منها
كم هو نبيل بمعنى الكلمة
تأكدت الان انه صادق معها
ولم يكذب عليها بشان الدفتر
ابتسمت مع نفسها
حقيقة الناس لا نعرفها الا اذا تعاملنا
انتبه لها نبيل
رسم على وجهه ابتسامة كبيرة
واخذ يلوح لها بيده
تقدم نحوها بحركة سريعه
حتى انه ترك باب السيارة مفتوح
وقبل ان يقترب منها
(( نورس...كيف حالك؟؟؟))
كان يكلمها بتلقائية
بنبرة جديدة
مختلفه عن كل مرة
ابتسمت له
(( اهلا نبيل ..انا بخير...))
وهو يمسح على شعره بيده وهو يضحك
نورس باستغراب (( نبيل ..لماذا تضحك؟؟؟))
_(( لا..فقط مندهش انك تكلميني بدون انزعاج))
ابتسمت دون ان ترد عليه
اخذ يتلفت حوله
_(( انتظر صديقي لا ادري لم تاخر؟؟؟))
(( لم تحضر محاضرة اليوم؟؟؟))
_(( امممم اخذني النوم وتأخرت في الحضور...))
(( وكيف ستستعد لامتحان للمقرر؟؟؟))
_(( مثل كل مرة... لابد من هناك من قد ذاكر وساجلس جنبه....الصديق وقت الضيق)) وهو يغمز لها
ارتبكت من حركته
(( السنا صديقين؟؟؟))
فهمت نورس ما يقصده
يريد ان تساعده في الامتحان
او بالاصح تغششه
(( مستحيل ..لا تفكر ان اساعدك بهذه الطريقه))
اخذ يضحك بصوت عالي...
_(( كنت متأكد من ردك...امزح معك..))
كانت ترغب في الانصراف
لم يعجبها اطالة الحديث معه في مواقف السيارات
الا انها خطرت لها فكرة...
(( نبيل يمكنني ان اساعدك))
نظره لمن هو قادم باتجاه سيارته...
(( جاء احمد اخيرا......))
ثم التفت لها
_(( كيف ستساعديني؟؟؟))
(( اعطيك ملخص المقرر تذاكر منه... جمعت اهم النقاط في ملخص واحد....))
_(( لم لا اعطيني الملخص لاطبع لي نسخه....))
(( نورس انا اطبعه لك واسلمه لك غدا...))
بصوت منخفض..(( سيبدو شكلي مضحكا وانا غارق في المذاكرة...))
ضحكت على تعليقه...
وهي تشير لشاب قريب من سيارته
(( جاء صديقك... دعني اذهب...))
ابتعد عنها خطوات
وقبل ان يبتعد اكثر
(( رائعه بدون ان تتوتري من الحديث معي....شكرا نورس))
ابتعد عنها بعد ان لوح لها بيده
فيما هي صعدت سيارتها
وتفكر بهذا الشخص المتقلب
في كل مرة تكتشف فيه شئ مختلف....

yassmin 11-11-10 12:04 AM





الشاطئ العاشر
الموجة الرابعة





خرجت من مبنى الجامعه
الى مواقف السيارات
متجهه لسيارتها السوداء
لمحت نبيل يمشي امامها
لم ينتبه لها
متجه لسيارته المتوقفه بعكس اتجاه سيارة نورس
اقتربت نورس من سيارتها
فتحت الباب
الا انها بقيت واقفه
تنظر الى نبيل
وهو يضع ملفه في السيارة قبل ان يصعد
الا انه بقى واقفا يتلفت حوله
كم تتمنى لو ان لها اخا بعمره
قريب منها
كم هو نبيل بمعنى الكلمة
تأكدت الان انه صادق معها
ولم يكذب عليها بشان الدفتر
ابتسمت مع نفسها
حقيقة الناس لا نعرفها الا اذا تعاملنا
انتبه لها نبيل
رسم على وجهه ابتسامة كبيرة
واخذ يلوح لها بيده
تقدم نحوها بحركة سريعه
حتى انه ترك باب السيارة مفتوح
وقبل ان يقترب منها
(( نورس...كيف حالك؟؟؟))
كان يكلمها بتلقائية
بنبرة جديدة
مختلفه عن كل مرة
ابتسمت له
(( اهلا نبيل ..انا بخير...))
وهو يمسح على شعره بيده وهو يضحك
نورس باستغراب (( نبيل ..لماذا تضحك؟؟؟))
_(( لا..فقط مندهش انك تكلميني بدون انزعاج))
ابتسمت دون ان ترد عليه
اخذ يتلفت حوله
_(( انتظر صديقي لا ادري لم تاخر؟؟؟))
(( لم تحضر محاضرة اليوم؟؟؟))
_(( امممم اخذني النوم وتأخرت في الحضور...))
(( وكيف ستستعد لامتحان للمقرر؟؟؟))
_(( مثل كل مرة... لابد من هناك من قد ذاكر وساجلس جنبه....الصديق وقت الضيق)) وهو يغمز لها
ارتبكت من حركته
(( السنا صديقين؟؟؟))
فهمت نورس ما يقصده
يريد ان تساعده في الامتحان
او بالاصح تغششه
(( مستحيل ..لا تفكر ان اساعدك بهذه الطريقه))
اخذ يضحك بصوت عالي...
_(( كنت متأكد من ردك...امزح معك..))
كانت ترغب في الانصراف
لم يعجبها اطالة الحديث معه في مواقف السيارات
الا انها خطرت لها فكرة...
(( نبيل يمكنني ان اساعدك))
نظره لمن هو قادم باتجاه سيارته...
(( جاء احمد اخيرا......))
ثم التفت لها
_(( كيف ستساعديني؟؟؟))
(( اعطيك ملخص المقرر تذاكر منه... جمعت اهم النقاط في ملخص واحد....))
_(( لم لا اعطيني الملخص لاطبع لي نسخه....))
(( نورس انا اطبعه لك واسلمه لك غدا...))
بصوت منخفض..(( سيبدو شكلي مضحكا وانا غارق في المذاكرة...))
ضحكت على تعليقه...
وهي تشير لشاب قريب من سيارته
(( جاء صديقك... دعني اذهب...))
ابتعد عنها خطوات
وقبل ان يبتعد اكثر
(( رائعه بدون ان تتوتري من الحديث معي....شكرا نورس))
ابتعد عنها بعد ان لوح لها بيده
فيما هي صعدت سيارتها
وتفكر بهذا الشخص المتقلب
في كل مرة تكتشف فيه شئ مختلف....




.................................................. .......................................



توزع الجميع بشكل عشوائي في الغرفه الدراسيه
بانتظار حضور د.ناصر لتقديم الامتحان
ولابد من اللغو والفوضى
كل من يسترجع ما ذاكره
والمهم منه
نورس مكانها
مازالت تشعر بالارتباك
والقلق من الامتحانات
رغم تفوقها
وحبها للدراسه
كانت تضع يدها اليسار على خدها
بوقت تحرك انامل اليد الاخرى على طرف الطاولة
و تهز احد ساقيها
القلق المعتاد
مع كل امتحان
اغمضت عينيها
تذكرت والدتها
كيف كانت تحاول ان تقنعها ان تكون طبيعيه
حتى تؤدي بشكل افضل
تذكرت كيف تحضر معها الدروس للامتحانات
وكيف تردد لها بعض الايات القرانية
قبل خروجها للمدرسه
سقطت دمعه يتيمة من عينها
مسحتها بطرف أناملها
( نورس...)
انتبهت لمن يناديها
احدهم يقف قريب من طاولتها
رفعت راسها قليلا
لتلمحه
الدكتور ناصر
ينظر اليها...
نفسها العينين
ونفسها النظرات
حينما التقت به
في المانــ.......
ابعدت نظرها عنه
نظرت للامام
(( انت بخير؟؟؟))
يكلمها بصوت منخفض
وكأنه يهمس لها
اومأت براسها
تريد ان تنطق
تقول له
((نعم))
لا ليس بنعم...
كان بداخلها كلمة اخرى...
(( كم اكرهك..ابتعد عني...))
لكنها فضلت الصمت
ليس الوقت المناسب لعاصفة جديده
المهم ان تنتهي من هذا الامتحان
والجو المربك
ابتعد عنها
ليحادث حسام الجالس امامها
شعرت به يحادثه ولكن تركيزه ليس معه
نعم انها تشعر انها تربكه
او تثير بداخله شئ ما
ربما ذكرياته
معها
لكنه
كيف يراها الان
قطع تفكيرها
صوت احدهم وهو يدخل بحركة سريعه
(( اسف دكتور ..ارجو ان لا اكون تاخرت..))
رفعت نظرها لمن يتحدث
صوت ليس غريبا عليها
انه حسن...
د.ناصر(( دقيقتان واوزع اوراق الامتحان ....اختر لك مكان..))
حاولت ان تظهر عدم الاهتمام
مر حسن من بين الطاولات
واقترب من الطاولة التي خلف نورس
وقبل ان يجلس
(( اهلا نورس.... لم اعلم انك في هذه المجموعه...))
لم تعلق على كلامه
اكتفت بابتسامة مصطنعه
(( رجاء ليست معك؟؟؟))
بصوت منخفض..(( لا ..انسحبت هذا الفصل..))
وهو يهم بالجلوس.. (( امتحان مجموعتنا الساعه الثالثه فضلت ان اقدمه معكم...))
اقترب منه د.ناصر
(( حسن... انت هنا للامتحان ام للحديث؟؟؟))
ضحك حسن ..(( عذرا دكتور...نورس لاول مرة التقيها هذا الفصل...لكن اخبرني دكتور هل امتحاننا اسهل من امتحان مجموعة الساعه الثالثه))
وهو ينصرف متقدم بخطوات بطيئة للامام...
(( لا يوجد فرق ان كنت قد ذاكرت جيدا...))
بدأ الدكتور في توزيع اوراق الامتحان بحركة سريعه....
واخذ مكانه على الطاولة
اخذت نورس نفسا عميقا
جيد انه لم يحدثها ليزيد من ارباكها
يكفي حديث حسن معها
والذي شاركته اكثر من مقرر لم يحدثها الا الان
لا تعلم سبب هذا التصرف منه
وضعت كفيها على ورقة الامتحان
(( بسم الله الرحمن الرحيم..))
وهمت في الاجابة....
الان فقط تهدأ
تعود لطبيعتها
هكذا هي اعتادت
بمجرد الاندماج في الاجابة
تنسى كل من حولها
حتى قلقها وارتباكها
تشعر براحة غريبه كلما اكملت سؤال
وتحولت لسؤال الذي يليه
د.ناصر(( باقي نصف ساعة....))
لحظتها رفعت نظرها عن الورقة
اخذت نفسا عميقا
واخيرا انتهت من الاجابة
لكنها لم تنتبه
لما دار بين الطلبه والدكتور
او ما قد قاله من ملاحظات
كانت في عالم اخر
وحدها هي وورقة الامتحان
عادت تتصفح الاوراق...
تتاكد من اجابتها...
اغلقت الاوراق...
حملت حقيبتها...
وهمت بالوقوف...
د.ناصر(( انتهيت نورس؟؟؟))
نظرت اليه
وهي واقفه
لم تجبه
كعادتها
بقيت صامته
كانت تردد بداخلها
(( لقد انتهيت منذ تلك الليلة...))
كان يرد عليها بنظرات لم تفهمها
ربما كانت استغراب او حيرة
او ربما شئ اخر...
لم تجبه
انصرفت من المكان دون ان تلتفت اليه
او تستئذن منه
او حتى تعطيه ورقة الامتحان
التي تركتها على طاولتها
كانت تبدو
صلبه كالثلج
لكنها تغلي في داخلها
..
ما ان خرجت حتى ارتمت على اقرب كرسي...
تفكر فيما فعلته...
تصرفها مع الدكتور
لم تعتد ان تتعامل مع احد بهذه الطريقه
فكيف مع دكتور في الجامعه
كل ما يشغلها ان لا يكون احد قد انتبه لها...
(( نورس... كيف كان الامتحان...))
رفعت نظرها اليه
الى حسن
وبسرعه التفتت للامام..
(( لم يكن صعبا...))
_(( ما عدا السؤال الثالث..الا انه شاملا للدروس ))
(( لن يكون صعبا لمن اعطى المقرر حقه في المذاكرة...))
_(( ليت الجميع لهم استعدادك لكل امتحان...هل لديك امتحان اخر اليوم..؟؟؟))
(( لا ...امتحانين في هذا الاسبوع...واخران في الاسبوع القادم))
_( الا تشعرين بالوحده بدون رجاء؟؟؟))
تاثرت من كلامه
رغم ارتباكها في بداية الحديث معها
اومأت براسها بالايجاب
_(( نورس..اعلم ان ليس لك علاقة باي زميلة غير رجاء..........اذا احتجت لشئ لا تترددي فانا مثل اخيك...))
كان وقتها باب الغرفه الدراسيه ينفتح
ويخرج منه الطلبة والطالبات بالتدريج
مع احداث الفوضى المعتادة بعد كل امتحان
خرج بعدهم الدكتور ناصر يحمل الملف الذي يحوي اوراق الامتحان
لم يلتفت لها..
في حين التفتت نورس الى حسن..
(( شكرا حسن... ))
لاول مرة تتلفظ باسمه وهي تحادث
لم تنتبه لنفسها
كان عقلها مشغول لما ردده قبل قليل
انه يعتبرها اختا له
(( مع السلامة نورس...))
انصرف عنها
مع انصراف الدكتور ناصر
الذي تنظر اليه
وهو يمشي بعكس اتجاهها
تنظر اليه من الخلف
كم تراه مميزا عن الجميع
ترى نظرات الطالبات نحوه
نظرات اعجاب
وهمسات من حوله
في حين يحيه الطلبه بكل احترام
وهو يمشي بوقار
مع هذا الطول الفارع
والاناقه الملفته
ابتسمت
وهي تتذكر تصرفها معه
كم اسعدها انها استطاعت ان توصل اليه شئ ولو بسيط
مما تحمله له بداخلها
.................................................. ..........................................
(( ماذا تعني بتصرفها هذا؟؟؟))
ضربت بقبضة يدها على الطاولة
استرجع موقفها الاخير
وهي تنظر اليه
نظرات كريهه
نظرات تحمل مشاعر كره
كره واضح
لكنه تذكر دمعتها
قبل الامتحان
ما سببها؟؟
وجد نفسه يفتح الملف
ويتصفح اوراق الامتحان
باطراف انامله بحركة سريعه
نورس محمد الـــ
سحب ورقتها
نظر لاسمها
ونظرة سريعه لاجابتها
كان يتامل خطها الصغير
حروفه المتراصه مع بعضها
بكل ترتيب
كان يقرأ الاجابات
رغم قرائته السريعه لها
الا انها كانت اجابات نموذجية
تعجب من دقة اجاباتها
اغلق الملف وابعده عنه بما فيه من اوراق
استند على الكرسي
وعاد للتفكير لما بداخله..
ماذا يريد منها الان؟؟؟
ماذا حدث معها بعد ذلك اللقاء؟؟؟
هل تعيش حياتها طبيعيه؟؟؟
ام ان ما حدث اثر عليها؟؟؟
انه يجدها
انسانة متفوقة
محبوبة من الجميع
رغم قلة كلامها
الا انها تلفت انتباه من حولها
هذا شئ ليس له ان ينكره
ربما اول الشباب الذي لفتت انتباهه
وجذبته اليه
وجعلت لنفسها ذكرى مختلفة
لكنه لا يعلم الى الان اثارها النفسية عليها
وليته يعلم
تذكر حديثها مع حسن
هذا الطالب المميز لديه
تفوقه واخلاقه العالية يشهد بها الجميع
انتبه له
عندما دخل للامتحان وراها
اسرع الى اقرب كرسي لها
واخذ يحدثها
باهتمام
كان يلاحظ اهتمام حسن
وخجلها منه
نورس نفسها
لم تتغير
كانت كذلك عندما تراه في ممرات المستشفى
تكسو خديها حمرة رائعه
وتتوه نظراتها
هربا من من عينيه
التي تكاد تلتهمها
يتذكر
لفتاتها
وحركاتها
كيف تمسح على شعرها
وكانها ترتبه كلما لمحته
صوتها مازال هادئا
تتخلله نبرات حزينه
لكن نظراتها الاخيرة
مختلفه
مختلفه كثيرا
بدت كالانثى عندما تنتقم
فتح عينيه
ورفع النظارة الطبية
تنتقم؟؟؟؟؟؟؟؟
هل لنورس ان تنتقم لما تسببت به لها
هل من المعقول ان هذا ما يدور بخلدها
انقبض قلبه
وشعر بصداع
اعتاد ان يشعر به كلما ارهقه التفكير في امور حياته
رنين جواله يعود به لعالمه
لمكتبه في الجامعه
مكالمة خارجية
لابد انها سمورة
كما اعتاد ان يناديها
(( الو... اهلا سمورة.....))
...............................................
.................................................. .................................................. ............
العمة فريدة وهي تقرب الصحن لنورس...
(( اخبرني انه سيأتي في اجازة الكريسمس... وسيبقى اسبوعا او ربما اكثر))
نورس وهي تهم بتناول طعامها
(( رائع... كم اشتقت له... لا اصدق انه سيبقى عندنا كل هذه المدة...))
العمة فريدة(( ابنه طلال فقط سيحضر معه...))
بضيق سالت عمتها..(( وخالتي ام عبدالله ؟؟؟؟عبدلله ومحمد الن يأتيان؟؟؟))
العمة فريدة..(( عبدلله ومحمد لديهما امور متعلقه بالدراسه تمنعهم من القدوم... واعتقد ان ام عبدلله لن تقوى على ترك احدهم هناك لوحده..وخاصة محمد الصغير....))
نورس(( معك حق انها تقلق عليهم بصورة غير طبيعية ..))
العمة فريده..(( قلتها بنفسك هي تقلق عليهم لسبب وبدون سبب... وفهمت من اخي ان خواتها ربما يزورونها هناك....))
نورس وهي تتامل عمتها (( لابد ان عمي لم تمنعه كل هذه الامور عن زيارتنا.... اشتاق لنا..صحيح عمتي؟؟؟؟؟؟؟...))
العمة فريدة (( اكيد ابنتي.... هذا فهد الحنون...رغم بعده وسفره لم يتغير ابدا))
.................................................. .................................................. .....
ناصر في طريقه للمنزل
والضيق واضح على ملامحه
وكأن لم تكن تكفيه حيرته من نظرات نورس له
وتصرفها الاخير معه
حتى تأتيه مكالمة سمر
كم هو قلق عليها
منذ عودته للبلاد بدونها
وهو يشعر ان شئ ينقصه
ربما دلالها وطفولتها في تعاملها معه
والان يزيد قلقه
لسؤ صحتها
لم يستطع ان يلومها بانها السبب في ذلك
لابد ان السفر الى جنيف مع والدها ارهقها
وسبب لها متاعب في الحمل
جعلت منها طريحة الفراش
على الاقل حتى تصل للشهر السابع
باوامر من الطبيب
كان يتمنى ان يلتقيها
يرى كيف يكون شكلها مع الحمل
او ربما الان مع مضي الوقت
شعر بالحنين اليها...
لكن رغبته في العودة للبلاد اقوى
وكعادته كل يوم...
دخل منزله
بكابة
وحزن يتزايد
كلما التفت لزواياه
وعاد بذاكرته
الى اللحظات التي كان يقضيها مع والدته
وكيف كان هذا البيت الكئيب
يشع بالحياة
دخل غرفته الواسعه
واستلقى على الكنبة
بين السرير ومكتبه
مدد جسده المثقل
بالذكريات
والحنين
والحيرة...الحيرة المميته
اشعل سيجارته
واخذ نفسا عميقا
يحرقها
يحرقها كما يرغب ان يحرق كل الهم الذي بصدره
سحق عقب السيجارة على زجاج الطاولة التي بجانبه
وغطى عينيه بساعده
وغط في النوم
دون حتى ان يبدل ملابسه.................................................



yassmin 11-11-10 12:14 AM



ساكمل الروايه غدا ان شاء الله صار عندي مشكله في جهازي
انتظروني غدا

yassmin 11-11-10 08:45 AM

الشاطئ الــ11
الموجة الاولى



مضت الايام بصعوبة على نورس
غارقه في المذاكرة
اليوم تقديم اخر امتحان
من امتحانات منتصف الفصل
انهتها بعد ان فقدت كل طاقتها
اعتادت ان تعطي الدراسة اكثر من حقها
فهذا الشئ الوحيد
الذي تظهر به نفسها
وقدراتها

وصلت الى المنزل
والارهاق واضح عليها
ما تفكر به ان تدخل غرفتها
وتغط في نوم عميق
تعويض عن سهر الليالي
في المذاكرة

دخلت الصاله...
انتبهت لحركة غريبه في المكان
وكأن ضيوف مع عمتها..
في هذا الوقت؟؟؟؟
بصعوبة استوعبت
ان من يجلس مع عمتها
عمها ابو عبدلله
ومعه ابنه طلال
(( واخيرا عادت نورس...))
عمتها تقولها بفرح

وقف لها عمها
وبصوته الحنون
_(( نورس بنيتي... تعالي كم اشتقت لك))
كان واقفا مكانه
فاتح ذراعيه
عادته منذ ان كانت طفله
لابد ان يأخذها بين ذراعيه
تقدمت نحوه
وشئ من الخجل
واضح عليها
_(( تعالي نورس...))
اخذها بين احضانه
دون ردة فعل منها
سوى انها ابتعدت عنه قليلا
لتقبل جبينه
*نورس(( الحمدلله على السلامه عمي..لم اعلم بوصولك..))
العمة فريدة ((انا مثلك نونو... تفاجأت بدخوله علينا))
_ابو عبدالله(( اتمنى ان تكون مفاجأة حلوة))
العمة فريدة((بالطبع))
التفتت الى ابنه
الذي بادر بالتحيه
(( اهلا نورس ..تتذكريتي))
نورس بهدؤ(( اهلا طلال..كيف لي ان انساك؟؟...))
كان جالس قريب من والده
بدى مختلف قليلا عن اخر مرة راته فيها
قبل اكثر من سنه تقريبا
ربما ازداد طولا
كان يرتدي
تي شيرت اسود مع بنطال جينز
مع قصة شعر غريبه نوعا ما
استرسل معها بالحديث..

+طلال (( نورس للان في الجامعه الم تملي؟؟؟))
*نورس (( لا امل من الدراسه))
+طلال(( ماذا تدرسين؟؟؟))
*نورس(( بكالوريوس محاسبه))
التفت لها عمها
_ابو عبدالله (( الم تنهي بكالوريوس حاسوب؟؟؟))
*نورس (( نعم عمي... رغبت في دراسة المحاسبه بعدها))
+طلال(( لم لا تدرسين الماجيستير؟؟ بدل الدراسه بنفس مستوى الشهادة))
بنبرة حزينه او ربما تائهه
*نورس(( لا ادري..لم افكر بالماجيستر رغبت في الدراسه فقط...
معك حق كان من الافضل ان افكر في الماجستير..))
_ابو عبدالله(( لا عليك.... انهي دراستك وتعالي معنا بريطانيا واكملي دراسات عليا هناك..ما رايك؟؟؟))
تفاجأت نورس من اقتراح عمها
نظرت الى عمتها
*نورس(( مستحيل افعلها... وعمتي؟؟؟))
_ابوعبدالله(( عمتك ترافقك...))
لا تدري لم تشعر ان هذا الامر صعب عليها
حتى ان عمتها لم تعلق
تعلم ان عمتها رفضت اكثر من مرة فكرة العيش برفقة نورس مع اخيها في بريطانيا
وفضلت البقاء مع نورس
_ابو عبدالله (( المهم كيف هو الامتحان؟؟ فرووودة اخبرتني ان اليوم اخر امتحانات المنتصف))
*نورس (( نعم عمي..انهيت اخر امتحان..ان شالله النتائج جيده))
ابتسم لها طلال
+نورس (( بل ممتازة..لايوجد مثلك من يحب الدراسه))
التفت له والده
_ابوعبدالله(( تعلم منها ..ياليتك ترغب في الدراسه مثلها))
كانت الجلسه مختلفه على نورس
شئ مختلف تماما
عن ما اعتادت عليه
ففي كل مرة تعود للبيت
تتناول غدائها وترتاح بعدها من ارهاق الدراسه
لكن هذه المرة
مستمتعه
وسعيده بالجلسة العائلية
مع عمها فهد
كم هو رائع هذا اللقاء
كان ما يشدها اكثر
ابن عمها طلال
الذي يصغرها بأربعة اعوام
ترى فيه بساطته في الحديث معها
وكأنها معتاد على الجلوس والحديث معها
اخذ يكلمها عن دراسته في بريطانيا
وكيف هو مستمتع بالعيش هناك
وان انتهت فترة عمل والده
سيواصل دراسته هناك
كان حماس الشباب يملئه
بشكله ولباسه
وقصة شعره الغريبه
لكنه
مهتم بالتفكير بدراسته
ومستقبله هذا ما شعرت به
لا تدري لم اعجبت بشخصيته
فهو يظهر اكبر من سنه
كما انه قضى اكثر عمره في بريطانيا
وما اعجبها فعلا
اصراره على مشاركتها اعداد طاولة الطعام
+طلال وهو يوزع الصحون على الطاولة
(( اعتدنا على مساعدة امي في المنزل كلا له مهمته))
لم تعلق
او تكثر الحديث معه
ترغب في ان تستمع فقط
ان تشعر
ان هناك افراد يقربون لها
معها الان
يشاركونها في ابسط الامور
حتى لو كان تجهيز للغداء...
كم هو رائع هذا الاجتماع...
.................................................. .........................................
دخلت غرفتها
تسترجع احداث الساعات الاخيرة
التي قضتها وسط اسرتها
سهرة ممتعه
وتجمع رائع
شعور نادرا ما يخالجها
تتذكر ما حدث
وخاصة بعد اقناع العمة فريدة اخاها فهد بالعدول عن رايه
بخصوص الاقامة في منزله
وان يبقى معهم في المنزل
كان جو اسري رائع
يبعث بداخلها راحة غريبه
خاصة عندما جهزت غرفة خاصة لابو عبدالله
واخرى لطلال
المنزل من دور واحد لكنه واسع
توسطه صاله واسعه وتحيطها الغرف من الجهتين
والمطبخ وغرفة الطعام في جهة اخرى
تذكرت همسات عمتها مع اخيها ابوعبدالله
(( لا تقلق بشأن نورس وطلال..نونو طوال النهار في الجامعه... وابنك ماشاء الله عليه لا داعي لمدحه امامك))
ابو عبدالله(( اعلم يا فروودة لكني لا اريد ان اضايق نورس...))
فما كان منها الا ان تقدمت بسرعه
دون ان تشعرهم بانها سمعت حديثهم
(( رائع عمي ان نجتمع في منزل واحد..على الاقل نشعر بان هناك رجال من حولنا ...))
كان كلامها غريب بالنسبة لعمتها...
التفتت لعمتها
(( عمتي ..على الاقل يمكننا النوم في المنزل دون ان نقلق من اي حركة غريبه حتى لو كان حفيف اوراق الشجر على نافذة الغرفه..))
كان حديث نورس مختصر لكل ما بداخلها
ربما اسعد عمها وعمتها
لكن ملامح شئ من الحزن بدى عليهما
كان فهد ينظر الى فريدة
الى اخته الوحيده
ويلتفت مرة اخرى الى ابنة اخيه اليتيمة
كم هو فرح لهذا الاجتماع
وكم هو حزين ان عمله وغربته تحرمه من ابعاث الامان لكلتيهما

اما العمة فريدة كانت في عالم اخر....
اخذها كلام نورس...
لكل لحظات الرعب التي تمر بها لو شعرت بصوت غريب كما قالت نورس...
حتى وان كانت متاكده ان مصدر الصوت ليس من داخل المنزل....
قطع كل تزاحم هذه الافكار صوت طلال..
(( نورس... نعلم اننا ضيوف مزعجين... لكن تحملي.. ))
وهو يغمز لها..
(( انا احب الجلوس في هذه الصاله الواسعه....))
وهي تهم بمغادرة المكان
(( اطمئن لن يزعجني لوبغقيت بحجابي...يعني انت تحمل وجودي))
تتذكر نورس كل هذه الاحاديث
وهي مستلقية على السرير
وعيناها في السقف
تبتسم لكل كلمة دارت بينهم
حتى غطت في نوم عميق
.................................................. .................................................. ..................

yassmin 11-11-10 08:47 AM




.................................................. ..................
الشاطئ الـ11
الموجة الثانية



استيقظت مبكرا
تستعد للذهاب للجامعه
ارتدت فستان قصير بااللون الاسود مزين بورود بالونين الاصفر والبني بكم قصير
وعليه قميص اسود من القطن
مع بنطال جينز ازرق
غطت شعرها بشال من الحرير باللون البني
حملت حقيبتها وملفها الزهري
وما ان خرجت من الغرفه
تفاجات بعمها فهد يجلس على الكنبة وسط الصالة...
في حين صوت عمتها مع طلال داخل المطبخ...

وقفت وهي تحضن ملفها الزهري
(( صباح الخير....))
طلال وهو يطل عليها من المطبخ
(( صباح الخير...كنا ننتظرك..))
ابتسمت لم تعلق
فقط تنتظر اليه وهو يحمل الصحون الى غرفة الطعام القريبة من المطبخ
العمة فريدة(( لم انت واقفه تعالي لتفطري... حتى لا تتاخري...))
التفتت لاخيها فهد(( ابو عبدالله ... تفضل للافطار...))
اجتمع الجميع حول الطاولة
(( نورس تذوقي طبق البيض مع الخضار...اعده طلال...))
العمة فريدة تحادث نورس
نورس بسعادة تشاركهم الوجبة...
(( واضح ان لديك خبرة في المطبخ...))
وهو يغمز لها
كانت حركة معتادة منه عند الحديث معها
(( وواضح انك لا تدلين طريق المطبخ...))
ضحك الجميع على تعليق طلال
الذي كان يلبس بدلة رياضية باللون الابيض والازرق
في حين والده يرتدي بدلة باللون الاسود والاحمر
(( ذاهبين للمشي عمي؟؟؟))
_(( انتهينا قبل ساعه... انا وطلال...))
(( طلال...ما هذا النشاط..لم اعلم انك تسيقظ مبكرا...))
طلال..(( هذا برنامج دائم ... الرياضة في الصباح الباكر... لست كسولا مثل ابنة عمي...))

ابتسمت وهي تهم بالوقوف..
(( سأترككم .... محاضرتي بعد 40 دقيقة))
وهي تبتعد عنهم...
تبعتها عمتها...
كعادتها
(( لاتسرعي نونو...))
_(( ان شالله عمتي..))
(( سننتظرك على الغداء...وانتبهي للطريق عند عودتك))
_(( حسنا عمتي...مع السلامة..))
عادت فريدة ادراجها...
(( مازلت اراها طفله صغيرة...))
ابو عبدالله(( احساس طبيعي..ولكن لا تبالغي في ذلك..))
العمة فريدة..(( والله ان كان لي نفس في هذه الدنيا من اجلها هي فقط...))
صمت الجميع لتعليقها..
قطع طلال الصمت
((نحتاج لسيارة والدي))

ابو عبدالله (( السيارة في منزلنا... لنا ان ناخذ سيارة عمتك لنحضرها...))
التفت نحو عمته ((تسمحين لي ان استخدم سيارتك ..اعلم ان ابي سيحتاج لسيارته وانا اريد ان اخرج ...))
العمة فريدة..(( بالطبع بني... فانا لا احتاجها ...))
ابو عبدلله (( واين ستذهب؟؟؟؟))
طلال ..(( اليس لي ان ارى بلادي...اشتقت للمرور في شوارعها...وزيارة اصحاب لي هنا.. هل ستتفرغ لمرافقتي؟؟؟))
ابو عبدلله وهو يهم بالقيام..(( سيارة عمتك موجودة..))
ضحكت العمة على حديثهما
فهي لا تراهما سوى اصحاب او اخوان فعلاقتهما بسيطه
وكلها احترام في نفس الوقت

انهت نورس المحاضرة الاولى
تذكرت زميلها نبيل
منذ ان اتفقت معه على تسليمه ملخص للمقرر لم تلتقيه
حتى انه لم يحضر لتقديم الامتحان
اخذتها خطواتها البطيئة نحو الغرفه الدراسية لمحاضرة مقرر الاقتصاد
محاضرة الدكتور ناصر
اخذت نفسا عميقا
عندما تذكرته
هو..
الدكتور ناصر
دخلت الغرفة الدراسية
وحيدة في المكان
لا احد من الطلبة او الطالبات
باقي 10 دقائق على المحاضرة
اخذت مكانها المعتاد
وصارت تتصفح ملفها الزهري
تذكرت وجبة الافطار مع عمها وطلال
كانت تبتسم وهي تسرجع تعليقاته
تحاول ان تفهم هذا الفتى
تراه اكبر من عمره
بتصرفاته وتفكيره
وبسيطا في تعامله مع الجميع
لم يتاثر بالحياة في بريطانيا
الا انه اخذ كل ما هو جميل منهم
مع خليط من الملامح العربية
والاخلاق العالية

لم تنتبه لمن حولها
الا عندما سمعت صوته انه ناصر
الدكتور ناصر
اعتدلت في جلستها
واعادت ترتيب غطاء شعرها
((نورس محمد الـــ))
اخذت نفسا عميقا
وهي ترفع نظرها اليه
(( نعم دكتـــ.....))
صمتت لم تكمل
لا تدري لم بلعت باقي الحروف
ارتبكت
اربكتها نظراته
اربكتها كثير كثيرا
اعادتها لابعد ما يمكن ان تتصرف
كادت ان تجعلها تنهار..او ربما تقتلها
كانت كطلقات الرصاص
كانت نظرات غريبه
لا تفهم معناها
لكنها تعني شئ عميق بداخله
كان ينظر اليها
يتأملها
بدى مستاء منها
او ربما متضايق
وهو ينظر اليها بطرف عينيه
معقد الحاجبين
نظرات حادة
ارتبكت كثيرا..
رغم انه ابعد نظره عنها
الا انها شعرت ان نبرات صوته متغيره
لم يشارك اي احد في حديثه كعادته
اسرع في بدء الشرح
بدى غريبا
بقيت وكانها جندي هزم في معركة
حرارة تسري في جسدها
تستغرب هذا الشعور
لم تشعر بالضيق
لتغيره المفاجأ
تضايقت لان بدى عليه شئ من الغضب او استياء
منها هي
هل هي فعلا نظرات استياء وغضب؟؟؟؟
لكن لم هي شعرت بالضيق والانهزام
ماذا يعني لها
لتتضايق من اجله
كانت في دوامة
لاتدري ماذا قال الا انها انتبهت
انه اعلن عن ظهور نتيجة الامتحان
وسيعرضها على لوحة الاعلانات عند مكتبه
خرج من المكان
بحركة سريعه
وسط اندهاش الجميع
لم تستطع المكوث اكثر في المكان
خرجت مسرعه
شعرت وكأنها ستختنق
ان بقيت اكثر في المكان
اسرعت خارج المبنى
وقفت في الممر
جلست على الكرسي
كان الجو بارد
وحركة الجميع في الممر سريعه
لم تشعر بنفسها
الا وهي متجهه الى داخل المبنى من جديد
الطابق الثاني
قسم الاساتذه
اتجهت ناحية مكتب الدكتور ناصر
انتبهت لصوت مجموعه من الطلبه
كان زملائها وزميلاتها يعلقون على نتيجة الامتحان
انتبهت الى مريم تحدثها..
(( نورس كيف هي درجتك؟؟))
نورس وعينها على اللوحة..
(( لا ادري..الان فقط قدمت الى هنا.الم تريها..))
مريم (( لم يكتب الاسماء فقط الرقم الجامعي..لا اعرف رقمك نورس...))
نورس وهي تتقدم بلا مبالاه نحو اللوحة..
جمدت نظراتها في اتجاه واحد
وبقيت مكانها
اصوات تختلط مع بعضها
خلقت ازعاج في هذا المكان الهادئ
_حسام(( الدرجات كلها عاليه))
+احمد(( الدراسه في مجموعه اعطى نتيجة))
_نور (( ضمنا اجتياز المقرر))
• رائد(( هذا وانا انام في المحاضرة وانجح بتفوق في الامتحان..كيف لو اني اتابع الدكتور في الشرح؟؟؟))

فقط هي صامته
لا تتكلم
تفرق الجميع ما ان خرج احد الاساتذه من مكتبه وهو يبدي انزعاجه منهم
مريم وهي تمسك عضد نورس((نورس مابك؟؟؟))
نورس تهمس دون ان تلتفت لها(( 15 من 20 ...تصوري؟؟))
رفعت مريم صوتها دون وعي..(( مـــــــاذاااااا))
التفتت لها نورس(( لم احصل على هذه الدرجة في اي امتحان منتصف من قبل))

مريم بهدؤ((لابد ان هناك خطأ...اذهبي وراجعي دكتور ناصر))
نوررس(( مستحيل....))
مريم(( لا تقلقي الدكتور متفهم كثيرا...ولا تستبعدي ان يريك تصحيح الامتحان))
صمتت نورس
لم تعلق على كلام مريم
فالاخيرة لا تعلم عن شئ
ولا تدري ان ما بين الدكتور ناصر ونورس اكبر من علاقة طالبه ودكتور جامعي

مريم(( ساذهب معك...))
نظرت اليها نورس... وهي تشعر بنار في داخلها
وبعد لحظات طويله
(( تكلمي بدلا عني مريم))
مريم بعد طول انتظار لرد نورس..
(( كما تريدين..تعالي نستفسر منه.....))


yassmin 11-11-10 08:49 AM




الشاطئ الـ11
الموجة الثالثة



وقفتا امام الباب..
نظرت مريم باستغراب نحو نورس...
كان الارهاق والضيق واضح عليها
لدرجة انها لم تقوى على رفع يدها لطرق الباب

طرقت مريم الباب بحركة سريعه

(( تفضل....))
فتحت مريم الباب..
((ممكن دكتور؟؟؟))
(( تفضلي مريم))
دخلت مريم..وامسكت طرف الباب من الداخل...وهي تنظر الى نورس... وتشير لها بالدخول
كانت الدكتور ناصر..يتصفح ملف ..رفع نظره الى مريم
وقطع تحيته التي كاد ان ينطق بها ما ان لمح نورس تدخل بعدها
تركت مريم الباب مفتوح
وتقدمت اكثر مع نورس
التي بقيت واقفه
تحضن ملفها الزهري
وعينها على المكتب
تحاول ان تتجاهل نظراته اليها
(( دكتور ..نورس تريد ان تتاكد من درجتها))
كانت مريم تحادثه
حول نظره اليها
(( ولم لا تطلب هي ذلك..))
التفتت مريم الى نورس. وكأنها تطلب منها الحديث
.. رفعت نورس نظرها اليها...
ومن ثم اليه...
(( دكتور هذه ليست درجتي انا متاكدة...))
لاتدري كيف نطقتها
فقدت استنفذت كل طاقتها
حتى انها شعرت بأنها لا تقوى على الوقف

دفع طرف الطاولة بيده فبتعد الكرسي الجالس عليه عن المكتب قليلا...
(( تتصورين ان درجتك اعلى؟؟))
مريم..(( هل لك ان تتأكد من ورقة الامتحان دكتور))
د.ناصر وهو ينظر الى نورس..(( هي من عليها ان تطلب ذلك..))
مريم..((اسفه..))
قطع حديثهم رنين جوال..
بارتباك اخرجت مريم جهازها من الحقيبه..
وضعته على الصامت...
(( اسفه.مرة اخرى...))
ومن ثم التفتت الى نورس...وكأنها تهمس لها
(( اختي تنتظرني في الاستراحة... ان انتهيتي تعالي هناك..))
التفتت الى الدكتورناصر(( عذرا دكتور على الازعاج...))
لم تنتظر رد نورس
تركت المكان بسرعه
كانت نورس توشك على مسك طرف عبائتها
وكأنها تستنجد بها

الا انها خرجت بسرعه
حتى انها اغلقت الباب خلفها دون قصد

تركت نورس بشعور الغريق الذي يوشك ان يتلفظ انفاسه الاخيره

(( نعم نورس....هل تريدين ان تري ورقة الامتحان))
وهو يحرك نظارته الفضية بطرف اصبعه

(( ممكن دكتور؟؟؟))
وهي تاخذ نفسا عميقا
وكأن المكان خلا من الهواء

فتح احد ادراج. مكتبه.
رفعت نظرها له وهو يبحث بين الاوراق
اخذت نفسا عميقا
لابد ان تصمد
ليس عليها ان تضعف
هي لاتستحق درجتها الحالية

كما انها لا تستحق ما فعله معها من قبل
وان لم تستطع ان تاخذ حقها منه مسبقا
على الاقل الان تواجهه ولو على شئ تافه مثل درجة امتحان


شعور غريب
كيف اصبحت الدرجات شئ تافه الان..


قطع تفكيرها..
حركته وهو يهم بالوقوف...
وفي نفس الوقت يشير اليها بالجلوس
وهو يضع ورقتها على المكتب


اقتربت اكثر
بقوة استمدتها من تحدي بداخلها
بلعت ريقها
وهي تسحب الورقه من على المكتب

((اجلسي نورس ..وتأكدي من تصحيح الاجابات...))
كم هي فعلا محتاجة ان ترمي بجسدها على الكرسي
فكم هي القوة التي تحتاجها لمثل الموقف

اخذت تقلب ورقة الاجابة...
اربعة اسئله...
واجابة وافية
استحقت الدرجة الكامله لكل سؤال

حتى وصلت للسؤال الرابع

لم يقم الدكتور بتصحيحه
رفعت راسها بحركة سريعه
(( دكتور..السؤال الرابـــــــــ))

التفتت اليه
لقد ابدل مكانه
اصبح جالسا مقابل لها..
على كرسي قريب منها...

مد يده...
(( اريني الورقة..))

مازالت متماسكة..
مدت اليه الورقه
...
سحبها من الطرف الاخر..
اخذ يتامل...
وهو يقرب نظارته الفضية اكثر...

((امممم.... السؤال الرابع لم اضع درجته...))
صمتت لم تعلق...


كانت تنظر ناحية الباب
لقد اغلقت مريم الباب بعد خروجها
انها معه
في مكان مغلق
الان فقط خلا المكان من الاكسجين فعلا
بعد ان اغلق عليها الباب

صارت تفرغ توترها بحركة اناملها وهي تلعب بالورق الذي في ملفها...
(( اجابتك نموذجية..لك فيها 5 درجات..وهذا يعني انك حصلت على درجة كاملة..))
لم تعلق...
صمتت
ما تريده فقط
ان تخرج من المكان وبسرعه

وقفت بحركة سريعه...
وقبل ان تخطو ...

(( سعيد ان اراك بدون الكرسي المتحرك))

جمدت مكانها
وهي في اتجاه الباب
لم تقوى حتى على اخراج انفاسها من صدرها
التي شعرت بأنها تحرقها
او ربما تخنقها

اغمضت عينيها
لقد بدأ هو بفتح صفحات الماضي
هل يعني انه مستعد للمواجهه
انها اللحظة التي انتظرتها طوال السنين التي مرت

انتظرتها لكنها ابدا لم تستعد لها
عليها ان تظهر له صورة مختلفه عن نونو البريئة
التي يمكن استغفالها بكلمتين
هذا ما خطر ببالها لحظتها

اخذت نفسا عميقا
اخرجت كل احساس بالانهزام داخلها
وابدلته بقدرة خارقة للمواجهه

رفعت نظرها
نظرات تحدي
او ربما الم
وقد تكون استياء
او شئ من الغضب

تذكرت السرير الابيض
والممرات المعقمة
وصوت حركة عجلات الكرسي

همسات المرضات مع الدكتور بلغه لا تفهمها
وطعم قطعة الفاطيرة التي قدمها لها تلك الليله لتشاركه العشاء

كل هذا تذكرته في ثواني قليله
الان فقط عرفت من اين لها ان تستمد قوتها

من كل هذه الذكريات

انزلت الملف الزهري الذي تضمه الى صدرها بيديها
لتمسكه بطرف يدها اليمنى وكأنها تكاد ترميه على الارض

(( هذا يعني انك تتذكرني؟؟؟))
كانت نبرة هادئة لكنها تحمل معاني كثيرة

مازال جالسا على الكرسي
ينظر اليها وهي واقفه
وبهدؤ غير متوقع
اجابها

(( تتوقعين اني نسيتك؟؟))

لم تجبه ...
لانها لاتريد ان تقول حرفا واحدا وتندم عليه
الا انه اكمل
(( بطبعي لا انسى احدا))

ابقى نظره عليها
كما بقيت تنظر اليه

لم تبعد عينيها عن عينيه
وهو كذلك

كان كمثل التحدي بينهما

(( عيناك لديها كلام..))

اخفضت جفنيها لثواني
وهي تضغط بطرف اصابعها على ملفها
الذي كاد يسقط منها
فتحت عينيها
لتراه واقف امامها
قريب منها

ابتعدت بخطوة للخلف

(( ليس لدي شئ لاقوله سوى......))

ورفعت نبرة صوتها
لتعيد الكلام نفسه
لانها تفاجأت هي ان نبرتها ماعادت ترجف
(( ليس لدي شئ اقوله سوى... اكرهك))

كان ناصر كمن تلقى رصاصة في صدره
جعلته يبتعد خطوات عنها
وهو ينظر اليها
معقد الحاجبين
وبريق غريب في عينيه

شعرت نورس لحظتها بتأثير هذه الكلمة عليه
اثرها واضح في ملامحه الشاحبة

الا انه رفع نبرة صوته بثقه
(( لم اسال عن مشاعرك؟؟))

كم اغضبها رده
الا انها شعرت ان عند هذا الحد عليها ان تنهي هذه المواجهه
قالت عبارتها الاخيرة اليه بتحدي اكبر

(( امر طبيعي فأنت لا تفهم للمشاعر لانك لا تملكها))

وابتعدت عنه
متجهه نحو الباب

(( هذا اسلوبك في الحديث مع دكتورك في الجامعه))
لم تجبه تقدمت اكثر...
امسكت مقبض الباب...
وقبل ان تفتحه...
التفتت اليه...

(( عندما اراك كدكتور... لك ان تسألني....))

لم يمهلها
حتى ان تحرك المقبض لتفتح الباب

تقدم اليها بحركة سريعه
والغضب واضح عليه
وكانها سيهجم عليها

جمدت مكانها
لم تقوى على تحريك اطرافها
فقط تنظر اليه
بهلع واضح

اغمضت عينيها
بلعت ريقها بصعوبه
وتمتمت بكلمات

بصعوبة استوعبها هو
كانت تقول له
(( لا تلمسني... لا تلمسني ))

انهارت
ما ان اقترب منها
لم تقوى على المواجهه اكثر
فقد اصبح قريب منها

حتى انها تشعر بانفاسه
لابد انه قريب منها اكثر
وقد يحاول ان يلمسها الان

بضعف واضح
(( ناصر اتركني..))

التصقت بالباب اكثر

وهو مازال ينظر اليها
نظرات مؤلمة كلها وجع
من كلماتها له

(( لم المسك نورس..اهدئي...))
ما ان انهى كلمته
فتحت عينيها بهدؤ
وهي تكتم نفسها
كان قرب منها فعلا
الا انه لم يحاول لمسها

(( نورس لا تفكري اني سأضرك بشئ... لم ارغب سوى في الحديث معك...هناك امور .....))
وقبل ان يكمل حديثه
بنبرات ترجف نبرات كلها هلع
(( ضررك لي لم يبرأ الى الان ناصر...اتركني لالمي...ماذا تريد مني؟؟؟))
فتحت بعدها الباب
وهو ينظر اليها
يريد ان يستوعب كلماتها الاخيرة
حتى شعر ان الباب ابتلعها
وقد اختفت من امامه





yassmin 11-11-10 08:50 AM




الشاطئ الـ11
الموجة الرابعة


تفاجأت بها امامي وانا قريب من مكتب الدكتور ناصر ..كادت ان تصطدم بي لو لا اني ابتعدت عن طريقها
كان اقل ما يمكن ان اصف ملامحها انها مرعوبة
مابها نورس؟؟؟
دخلت بعدها لمكتب الدكتور بعد ان طرقت الباب للاستئذان
دخلت لاجد الدكتور ناصر واقفا امامي
ينظر للباب
وكأنه ينتظر احدهم يدخل
كان يحرك اطراف اصابعه في لحيته الخفيفة
لم يرد على تحيتي
وقفت مكاني انتظر منه اي ردة فعل
لحظات بدت لكلانا ساعات
هذا ما شعرت به
وكما لمحت في نظراته
(( اهلا حسن))
كان يقولها بصوت منخفض
(( اسف دكتور..هل ازعجتك؟؟؟))
وهو يحاول ان يستعيد توازنه..
(( لا ابدا..تفضل))
جلس بسرعه على كرسيه.. بدى عليه فعلا انه فقد توازنه لصدمة ما
ولكن ماعلاقة هذا بحالة نورس التي وجدتها عليها؟؟؟؟
(( مابها نورس؟؟؟))
تفاجأ ما ان نطقت اسمها
رفع رأسه بسرعه وهو ينظر لي
(( من؟؟؟ نورس؟؟؟ ما بها؟؟))
اجبته بهدؤ...
(( كانت خارجه من هنا بدت لي متضايقه او شئ من هذا القبيل))
كان هادئا وهو يحادثني...
(( كانت تتأكد من درجتها... كانت ناقصه 5 درجات بسبب خطأ في التصحيح))
حاولت ان اقنع نفسي ان هذا سبب انفعالها
علقت على كلامه
(( لا استغرب منها كل هذا الضيق..))
سالني الدكتور ناصر((ماذا تعني؟؟؟))
اجبته(( نورس مهتمه كثيرا بدراستها لا يشغلها شئ عن تفوقها ... ودائما تحصل على اعلى الدرجات))
باهتمام سألني
(( هل تعرفها شخصيا ؟؟؟))
شعرت ان الدكتور لديه امر ما يتعلق بهذه الفتاة...
لكني اجهله...
حاولت ان اخمن في تلك اللحظات لكني لم اجد تفسيرا
لكني متأكد ان الامر لا يسئ لها
فهي فتاة تميزها اخلاقها العاليه
والدكتور ناصر معروف باحترامه..
(( انها زميله لي في الفصل الفائت...ولكن هذا الفصل حاولت ان لا تشاركني اي مجموعه من المقرارات))

اجبته وانا احاول ان اعطيه معلومة جديده

لا اعلم لم لمحت لشئ اخفيه يخصني
ربما لاني اريد ان افهم ماذا يريد الدكتور بالضبط
وهذا ما حصل..
(( لم فعلت ذلك؟؟))
اجبته دون ان انظر اليه..
(( لفتت انتباهي منذ ان رايتها.. واعجبني احترامها لنفسها...حتى طلبت التقدم للزواج منها ولكنها......لكنها رفضت ))
بقى صامتا لم يعلق
كان نظره للقلم الذي بيدي وانا احركه على المكتب بطريقه عشوائيه
شعرت انه يريد ان يعرف المزيد والمزيد عنها
قطع صمته
(( ولم رفضت..لا اجد سببا لرفضها...))
اجبته ..(( رجاء قالت مثل هذا الكلام))
سألني ((من رجاء؟؟))
مع كل هذه الاسئله تاكدت ان هناك امر مهم يجمعهما..وفي نفس الوقت يجهل الكثير عنها..
(( رجاء صديقتها هي من فاتحتها بموضوع الخطبة ..وطلبت منها ان تسالها قبل ان اخطو باي شئ بشكل رسمي....الا انها رفضت..رفضت ان اطلبها من اهلها..و حتى انها رفضت الفكرة قبل ان تعرف من الذي تقدم لها..وفهمت منها ان حتى لم تطلب وقت للتفكير...))
كان يسمع كلامي باهتمام كبير....
واكملت حديثي معه...
(( عرفت منها انها لا تخصني بالرفض لانها ترفض اي احد تقدم لها .....علمت ان احد الاساتذه الذين يعملون في مختبر الحاسوب عرض عليها الزواج.... وقد رفضت... ...))
تحرك الدكتور ناصر من مكانه...
وجلس على الكرسي المقابل لي...
(( متأكد من ذلك؟؟))
(( بالطبع لانه من اخبرني... ))
واكملت حديثي معه..
(( نورس فتاة طيبه... تشاركت معها اغلب المقررات ..لم ارى منها اي شئ يعيبها..الا انها صامته دائما..لا تتشارك مع زملائها وزميلاتها ماعدا صديقتها الوحيدة رجاء..انتبه لها دكتور انها حساسة جدا..))
رفع نظره الي ما ان نطقت الكلمة الاخيرة
استئذنته في الخروج
خرجت من المكان
لا اعلم لم تحدثت عن نورس بهذه الطريقه
ولم اعطيته كل هذه المعلومات
وقد نسيت لم كنت متواجد في مكتبه
نعم
كنت ارغب في معرفة درجتي في الامتحان
كنت محتار من استفسارات الدكتور
وعقلي مشغول بماحدث
وبالحوار الذي دار بيننا
لم اهتمامه بها؟؟
ولم هذا الانفعال منها؟؟؟
حاولت ان اضع تفسير
لكني لم استطع
لا اجد اي تفسير
ربما احد غيري يجد اكثر من تفسير
و لاني اعرف من هي نورس
واخلاق الدكتور ناصر
اكيد ان ليس هناك ما يسئ الى كلاهما
ولابد من سر يجمعهما
والا لما اهتمام الدكتور بكل ما يخصها
ولا اعلم لم بحت له بموضوع خطبتي لها والذي لا يعلمه احد ماعدا هي ورجاء..
قطعت كل هذه الافكار
وانا احدث نفسي
(( سأعود في وقت لاحق واخذ درجتي منه...))
.................................................. .................................................. ........


yassmin 11-11-10 08:51 AM




الشاطئ الـ11
الموجة الخامسة


كعادتي وحيدا مع رفيقتي
التي تؤنس وحدتي في هذا المنزل الواسع
وزادت رفقتي بها بعد فقدان الغالية قبل سنوات
اعتدت على ان احرقها بين شفتي بعصبية
والان وانا اتذكرها امامي
نفسها لفتاتها
ونبرة صوتها الحزينة
لم اتصور ان التقي بها يوما
كانت قوية صامدة امامي وهي تحادثني في بداية لقائنا
تطلب مني بهدؤ اعادة تصحيح ورقة الامتحان
حاولت ان احرك شئ فيها
او اخلق شئ من الانفعال على ملامحها
اوفي نبرة صوتها
لكنها كانت متماسكة
قوية
حتى حصلت على ماتريد
بعد ان وضعت لها درجتها التي تستحقها
لم يخطر ببالها اني تعمدت ان اتجاهل درجة السؤال الاخير
ولكن لم فعلت هذا؟؟؟
ربما حتى اجبرها على الحديث
اريد ان اكتشف ما بداخلها
تعمدت ان ارغمها على البقاء والحديث معي
وكان اقرب شئ على لساني
تذكيرها بالكرسي المتحرك
خاصة بعد ان رايتها تخطو بعيدا عني
شعرت باني اثرت شئ بداخلها
وقد شعرت بالندم على قولي هذا
لاني لم اتوقع ردة الفعل هذه منها
لكنها استطاعة ان ترد على كل كلمة قلتها
وهذا ما شدني لها اكثر
وكم استطاعت ان تقلب الموازين
وتستفزني.... لقد استفزتك يا ناصر
تتهمني باني عديم المشاعر
واني في نظرها ليس كما يتصورني الجميع
ولكن بعدها انهارت فجأة
ضعفت امامي
مثل الفريسة التي تسقط في الشرك بعد مواجهه قوية
اصبحت ترجوني
وهي ملتصقة بالباب
نفسها العينين
وبريقها الحزين
نفسها الحمرة التي تكسو خديها
ورجفة يديها
وهمساتها لي
وهي ترجوني ان لا ألمسها
حقا كانت كالفريسه التي ترجو مفترسها ان يتوقف
هل من المعقول ان اكون امامها بهذه الصورة
هل فعلا كالمفترس في نظرها
اخذت اجول في غرفتي الواسعة بعصبية
وضيق
صوت خطواتي مع صوت انفاسي
اشعر باني ابحث عن الهواء
عن شئ ان ابعثه لصدري
ليعيد لي الحياة
ما انا سوى جثة تتحرك
بلا روح ولا احساس
حتى ارهقني التفكير
لأرمي بجسدي على السرير
وأضع وسادتي على وجهي
ربما اغط في النوم


yassmin 11-11-10 08:53 AM





الشاطئ الــ11
الموجة السادسة


نفسه الاجتماع العائلي كل ليلة
عمي فهد مع عمتي فريدة على الاريكة يشربون الشاي
وانا جالسه والوشاح الابيض على شعري
وقد ارتديت قميص اسود طويل مع بنطال من القطن الخفيف
هذا ما اعتدت على لباسه بوجود طلال
طلال الذي كان يجلس على الارض
مقابل لي ومستند بظهره على ساقي عمتي
كان يرتدي لباس رياضي
وشعره منكوش
وهو يشرب الشاي
مع المكسرات كعادته
تسحب عمتي شعره باطرف اصابعها وهي تتصنع الضيق
(( ماذا به شعرك طلال؟؟))
كان يقرب كوب الشاي لشفتيه
بقى على حركته لحظتها


وعينيه ثابته للنظر لاعلى
ولم ينطق او يتحرك
يتظاهر بالحرج
كان شكله مضحك فعلا
وقد اخذ لحظات كالتمثال الذي يحمل كوب الشاي بصمت
لم اتمالك نفسي
صرت اضحك على شكله
وبسرعه التفت الى عمتي
(( هذا ما تريدينه؟؟ ان تضحك نونو علي؟؟؟))
يقولها بطريقة الطفل المدلل
التفت له عمي
(( اعقل يا ولد))
انزل كوب الشاي
وبنبرة حزينة
(( دائما تستهزؤن بي حتى تضحك علي هذه الفتاة))
اخذت عمتي تمسح على شعره
(( طلال حبيبي... ليس هنا من يستهزء بك..لكن شعرك ابدا لم يعجبني....))
لحظتها رفعت يدها من على شعره بحركة سريعه
وكانها كارهه لمسه
مما جعلني اضحك اكثر
بما انه جالس قريب من قدميها ولا يرى ملامح وجهها

التفت طلال الى عمتي
(( فروودة؟؟ماذا تفعلين من خلفي تجعلين من هذه الفتاة تضحك))
ضربته عمتي بخفه على راسه
(( لاتقل فروودة قل عمتي...))
رفع جسده من على الارض بحركة سريعه
وشاركها الاريكه مع عمي فهد
وضع ذراعه على كتفها
(( ولم اكبرك عمتي؟؟؟ ولله اني لو امشي معك لن يصدقوا ابدا انك عمتي...))
التفتت له عمتي باهتمام
ماذا تعني؟؟0
(( قد يقولون انك اختي ... ))
التفت له عمي...
(( وانا اخوك؟؟؟؟ لان ليس هناك من فرق بيني وبينها))
نظرت عمتي الى فهد وبانفعال

(( فهد..ماذا تقول... انت اكبر مني...ومحمد هو الاصغر....))
وكنا غارقين في الضحك على انفعالها المفاجئ
نبقى نتحدث
نستعيد ذكرياتنا
وقد تعلو ضحكاتنا
ولكن يسود الصمت عندما نتذكر من فقدنا
امي ابي اخي عامر
كيف رحلوا فجاة ومن بعدهم جدتي
يبقى الجميع يترحم عليهم
الا انهم يروني
اني وحدي التي تعديت معاناة رحيلهم
وان كانوا يلتفتون لي بعدها بابتسامة واضحة
لاني بينهم
احيا حياة طبيعية بعد ان تغلبت على اعاقتي بالعلاج
ولايعلمون
ان اعيش معاناة اخرى والسبب
ماحدث خلال رحلة علاجي
لا ادري
لم استرجعت هذا الامر الان بالذات
ربما بسبب موقفي مع ناصر اليوم
كم اكرهه
ماذا كان ينتظر مني
هل متصور ان ارحب به
او ابدي اعجابي لما وصل اليه
لطالما كان بلا احساس او مشاعر
كل ما يفعله دليل على امر واحد
انه شخص اناني
لا يفكر الا في نفسه او ما يريده هو
ولا يعنيه امر اخر
(( نورس مابك؟؟؟))
التفت الى عمي
الذي لاحظ شرودي
وتغير مزاجي فجأة
(( لا شئ... متعبة قليلا.... سأخلد للنوم...))
قد يدركون ان ليس هذا السبب
ولكن علي ان ابقى لوحدي قليلا
افكر بما علي فعله
بعد ما حدث مع ناصر
لكني ما ان دخلت غرفتي وابدلت ملابسي
شعرت بان النعاس يداعب جفوني
وما هي لحظات حتى اخذني النوم لعالم اخر

الشاطئ الــ11
الموجة السادسة


نفسها الممرات ذات الرائحة المعقمة
وصدى خطواتي فيها
المكان خالي من حولي
حتى اسمع مواء القطة نفسها
لاذهب اليها
اقترب منها اكثر
ولكنها تهرب مني
وتغيب عن نظري
ا ستيقظت من نومي
واعتدلت في جلستي
وانا مستندة على واجهة السرير
وضعت يدي على وجهي
افكر في هذا الحلم الغريب
لطالما كان كابوس بالنسبة لي
اصحى قلبي تكاد تتتوقف دقاته
من الرعب

ولكن مالذي تغير
هروب القطة من امامي
من بعد ان كنت اراها تتحول لكلب يحاول ان يهجم علي
شغل الكابوس بالي
لا ادري لم؟
استغرقت وقت طويل حتى اتحرك من السرير
اخذت نفسا عميقا وانا اتحرك متجهه نحو الحمام
تذكرت ناصر
ومحاضرته بعد ساعات
علي ان اتجهز لها نفسيا
خرجت بسرعه من الحمام
بعد ان استعدت نشاطي بالاستحمام
ارتديت فستان
باللون الاسود
وعليه جاكيت جينز باللون الازرق الفاتح
مع وشاح اسود تتوزع فيه
ورود زرقاء
حملت حقيبتي الجينز الصغيرة
مع قليل من البودرة
وكحل ازرق في عيني
انه امر جديد
شئ من التغيير
ولمعة وردية لشفتي
خرجت بعدها مسرعه
وقفت في الصاله الواسعه
ونظري نحو الصوت في غرفة الطعام
التفت نحو من هم حول الطاولة
ابتسمت من اعماق قلبي
لقد تذكرت لقد اصبحت لي عائلة
حتى لو كان بشكل مؤقت
اتجهت نحوهم
وسحبت الكرسي
لاجلس
واشاركهم الافطار
سعيدة جدا بوجودهم حولي
فأنا اصبحت استمد طاقتي منهم
طلال يحادث عمتي...
(( عمتي..حبيبتي اليوم سوف اهرب بسيارتك...))
عمتي فريدة اجابته ..
(( طلال السيارة لك لكن ليست للهرب))

التفت اليه والده
(( استعمل سيارتي..لن احتاجها الا بعد الظهر ))
وهو يبعد كوب الحليب عن شفتيه
(( ربما اتأخر.... لا احب ازعاجك))
التفت اليه وانا اهم بالانصراف...
(( رائع انك لم تطلب سيارتي...))
غمزت له كما يفعل معي...وانا اضحك
ولما ابتعدت عنهم
سمعته يقول
(( سيأتي دورك قريبا.... لن تصحي الا والسيارة هاربة بنفسها))
اشرت لهم بكفي اودعهم

وما هي الا اقل من نصف ساعة
حتى وصلت للجامعه
دخلت الغرفة الدراسيه
واغلب الطلبة والطالبات متواجدات
وكذلك نبيل
ولا اراديا ابتسمت له ما ان التفت لي وحياني وهو يرفع كفه
جلست مكاني كعادتي
لحظات ودخلت الاستاذة
مضى الوقت وانا اسجل كل ما تقوله الاستاذه
وما ان انتهت
حتى اغلقت الملف وانا اخذ نفسا عميقا
وكأني قد ارهقت من الكتابه
مع اني معتادة على الامر
الا اني انتبهت الى نبيل يقترب مني
(( اخبرتك ان لاداعي لان تكتبي... ))
ابتسمت له
(( اهلا اخ نبيل.... ))
نبيل ويعبث بجواله
(( غدا امتحاني لهذا المقرر؟؟؟ طلبت تأجيله مسبقا))
وانا اهم بالوقف..
(( حقا؟؟؟ لقد بحثت عنك قبل الامتحان لاعطيك الملخص..))
نبيل باهتمام
(( جيد هل هو معك الان؟؟؟ ظروفي كانت صعبه في الايام الاخيرة لم استطع الحضور...))
وانا اخرج الملخص من بين الاوراق في الملف الزهري
(( دائما ظروفك صعبة نبيل...))
سلمته الملخص (( جيد اني حملته معي اليوم... ذاكر جيدا وستنجح))
سحبه من يدي..(( اعتمد عليه؟؟؟؟؟؟))
وانا ابتعد عنه ((كما تريد))
اسرع قبلي للخروج ما ان سمع جواله يرن
(( شكرا نورس....))
لم استغرب تصرفه
اعتدت منه على مثل هذه الحركات واللامبالاة
خرجت وانا انظر لساعتي
باقي 15دقيقة على محاضرة مقرر الاقتصاد
ابتعدت خطوات
الا اني سمعت صوت احدهم
ليس غريبا علي
كان واقفا مع نبيل
وهو يرتدي بنطال جينز اسود
مع تي شيرت سماوي
وشعره بنفس التسريحة التي استائت منها عمتي البارحة
انه طلال
مع نبيل
وقفت انظر اليهما
حتى لمحني طلال الذي يقف مواجها لي
رفع يده لي
(( نونو... انت هنا؟؟؟))
التفت نبيل خلفه
ينظر الي...
ويعاود النظر الى طلال الذي تقدم الي...
(( معقولة..تدرسين في هذه الجامعه؟؟؟))
بهدؤ اجبته
(( لم الاستغراب؟؟))
وهو يشير الى نبيل
(( لم اعلم انك مع صديقي في جامعه واحده...))
اجبته(( وفي تخصص واحد...))
تقدم نبيل بعدها...
(( هل تعرف نورس؟؟؟))
طلال وهو يغمز لي...
(( دلوعتنا نونو كيف لي لا اعرفها..))
فتحت عيني وانا اتصنع الغضب
(( اعقل يا ولد فانا اكبر منك..))
ضحك طلال على حركتي
في حين نبيل مازال مستغربا...
اشار لي طلال..
((نبيل ..انها نورس ابنة عمي...))
التفت طلال بعدها بسرعه الى نبيل ومن ثم الي..
(( هل ضايقك نبيل؟؟؟ اخبريني لتري ماذا افعل به))
بسرعه اجابه نبيل
((بالعكس فأنا ساعدها في الدراسة..وقد اعطيتها ملخص تستفيد منه للمذاكرة..))
باستهزاء واضح..(( انت تساعدها....كيف وانت تحتاج من ينتشلك من اهماك للدراسة))
واضح ان لا كلفة في التعامل بينهما
لابد انهما اصحاب منذ فترة طويلة
لم اعلق على كلامهما
وددت ان اتركهم لاذهب لمحاظرتي
(( انه وقت محاضرتي انا ذاهبه...))
طلال ونظره الى نبيل
(( نوصلها لمكان المحاضرة ونذهب للمقهي ما رايك..))
نبيل يتقدم
(( حسنا... مكان محاضرتها قريب من المقهى...))
مشينا معا
انا وطلال يتوسطنا نبيل
لا ادري لم شعرت بشئ غريب بداخلي
شئ رائع
نوع من الامان
وشئ من الفرح والسعادة
فأنا لدي قريب هنا
يمنع عني اي اذى
قطع تفكيري طلال
(( نبيل ...كيف تعرف مكان محاضرة نونو؟؟؟))
التفت الى نبيل بسرعه
دون قصد مني...
سمعته يقول
(( انها زميلتي.. اخبرتك منذ قليل))
التفت لي طلال يحادثني بمزح
(( هل ضايقك اخبريني...واريك ما افعل به))
ضحكت على حركته...
(( اخبرك هو زميلي..))
وصلت لمكان المحاضرة...
وقبل ان ادخل التفت لي طلال
(( هل تريدين ان انتظرك؟؟؟))
(( لا طلال... لدي محاظرات اخرى...ومن ثم اذهب للمنزل...))
اشار لي بكفه وهو ينصرف عني يودعني
ابتسمت له وان لم ينظر لي
عدت بنظري ناحية الباب
كان ناصر واقفا امامي
وقد راني مع طلال ونبيل
وسمع حديثي الاخير مع طلال
بقينا واقفين لم اتقدم ولم يفتح هو الباب
حتى سبقنا احمد
(( اسف دكتور تأخرت بالجهاز...)) وهو يفتح الباب
دخل بعدما ان امسك الدكتور الباب
واشار لي بالدخول
دخلت بعدها
واخذت مكاني بهدؤ
ولم اتكلم وارفع راسي حتى وهو يسجل الحضور
بقيت صامته
ونظري لما اسجله في الملف
اشعر باني استفزه اكثر بتجاهلي
حتى انتهت المحاضرة
هم الجميع للخروج
وقبل ان اتحرك من مكاني
كان قد تقدم لي
اقترب اكثر
وهو يهمس لي
(( كيف حالك اليوم؟؟؟))
بقى نظري على الطاولة
وانا مازلت جالسه على الكرسي
لم اجبه ..بقيت صامته
ربما كان يتوقع هذا مني
الا نه عاد لتصرفه الذي يستفزني...
اعلم انه يريد ان اتحاور معه
ولكن سؤاله زاد من استغرابي
(( من اين تعرفين طلال؟؟؟))
التفت اليه بحركة سريعه
انظر اليه بحده
والاستغراب واضح علي
كيف له ان يعرف طلال؟؟؟؟
في بريطانيا؟؟
هل التقى به هناك؟؟؟
لكن كل استغرابي الواضح على ملامحي تغلبت عليه
وانا اجيبه
(( ليس من شأنك ...دكتور...))
دكتور تلفظت بها بنبرة لم اعتد عليها
ربما نبرة استهزاء
نعم انها استهزاء
تعمدت ذلك
لاستفزه اكثر من استفززاه لي
ابتعدت عنه وانا اجهل ردة فعله
لاني لم اجهد نفسي في ان التف اليه وقتها
تعمدت تجاهله
والخروج من الغرفة الدراسية...





yassmin 11-11-10 08:56 AM





الشاطئ الـ12
الموجة الاولى


حياة جديدة
علاقة جديدة
مرحلة جديدة
يعيشها كلاهما
فبدأ كلاهما لعبة الشد والرخي
كلما شعرت بالامبالاة منه
تبدأ باستفزازه
هي تستفزه بطريقة مختلفه
تستفزه بتجاهلها
وان تجاهلته استفزها ليخلق اي حديث بينهما
وهكذا كانت العلاقة فيما بينهما
كم هو محتار
بطريقة حياتها
وعلاقتها بكل ما حولها
واهمهم طلال ونبيل
كذلك هي
دائما تفكر
كيف يراها؟؟
وكيف يفكر بها؟؟
وهل يعني له شئ ما حدث بينهما؟؟
هل يشعر بمعاناتها الان؟؟
ومازالت تبحث عن حل لما هي فيه
كيف تنقذ نفسها من فضيحة
قد تحطمها
ليس هي فقط وانما كل افراد عائلتها
لو اكتشفوا ذلك يوما
الى متى سوف تبقى بدون زواج؟؟؟؟

لا تعلم لم كل هذه الافكار الان
هل لانها سوف تحرم من الجو الاسري الذي تعيشه مع عمها وابنه
ولكن لم يبقى سوى ايام ويعود عمها وابنه الى بريطانيا
هناك اشغال كثيرة تنتظر كلاهما
اشغال بعيد عنها وعن عمتها
ايام قليله وتعود كلتاهما كما كانتا
وحيدتين
عمتها تقضي يومها بين المطبخ ومتابعة المسلسلات
والمداومة على مركز تعليم القران
اما هي بين كتبها وملخصاتها
والهم الجديد
تواجد ناصر امامها
الذي عاد لحياتها
دكتور جامعه
متزوج
وينتظر مولود
اي انه يحيا حياة طبيعيه عكسها هي
المها بات يتزايد
لابد من حل لما هي عليه
ولكن ما هو؟؟؟؟؟؟؟؟؟
******************************


الشاطئ الـ12
الموجة الثانية



لا تعلم كيف فكرت بهذا
لكنها تعلم ان لا حل لمشكلتها الا هذا الحل
وعليها ان تبدأ هي بهذه الخطوة
لابد ان تترك كل سلبيات هذه الخطوة خلفها
وتفكر ان هذا ما يجب فعله
لانقاذ ما تبقى لها من فرح في الايام القادمة
علها بعد ذلك تستطيع ان تفكر بمستقبلها بايجابية اكثر دون خوف او رعب
ولكن هل تملك الشجاعه
هل هي قادرة على فعل ذلك
ان كان ليس امامها الا هذا
لم لا؟؟؟
لتأخذ القرار الان
وتبدأ بالخطوة الاولى
نورس: مرحبا..اين انت؟؟؟؟
طلال : في طريقي الى البيت....
نورس:انا انتظرك
طلال:هل حدث شئ؟؟
نورس:لا طلال ..تعلم انك بعد يومين سوف تعود الى بريطانيا
فقط نريد ان جتمع مع بعض قبل عودتكم
طلال: حسنا اقل من ربع ساعه وانا في البيت

لا تعلم كيف ستبدأ معه الحديث
وتبوح له بما في قلبها
او بالاصح ما تفكر فيه
بدأ قلبها تزداد نبضاته
وربما مرعوبة من البوح بكل هذا الى طلال
لكن
عليها ان تصمد
ان تتمالك نفسها
وفي نفس الوقت ان تتقبل النتيجة
مهما كانت

حتى سمعت صوت طلال في الخارج..
نظرت الى نفسها ي المراة
وهي ترتدي
قميص ابيض ذو تطريز خفيف باللون البنيي
مع بانطلون قطني باللون البني
ووشاح بني طويل
اخذت نفسا عميقا
وهمت بالخروج
تفاجأت به امامها
مما زاد من دقات قلبها
((نونو.. اين انت ؟؟ ابي وعمتي في الصاله..))
كان امامها بكل شباب وعفوية
يلبس بنطال ارزق داكن وتي شيرت ابيض
وتسريحة شعره الغريبه والمميزة
(( امامك ... الا تراني.؟؟؟..))
كانت تحاول ان تغير الجو وتزيده مرح
اقترب منها طلال...وكأنها يهمس لها
(( نورس..كنت افكر لم ابي يحب متابعة المسلسلات....))
كتمت نورس ضحكة بداخلها...
واكمل طلال
(( اعتقد انه شئ متوارث في العائلة..انت مثلهما ؟؟؟.))
(( لا... لا احب التلفاز بتاتا...))
غمز لها..
(( اذا انت مثلي...))
سمعت صوت عالي من الصالة الواسعه
(( طلال اين الشاي الذي سوف تعده..))
ابتعد طلال خطوات للخلف...
ونظره لجهة فهد والعمة فريدة
(( سأعده خلال دقائق...))
التفت الى نورس
(( اعد الشاي واتي لكم دقائق فقط..))
لا تعلم لم تبعته للمطبخ
وهل هذا مكان مناسب لتحادثه بموضوع مهم
تراجعت قليلا
التفت لها طلال وفي يده اكياس الشاي..
(( نونو مابك؟؟ اشعر انك تريدين الحديث في امر ما...))
لقد كشف طلال سبب ارتباكها
وسهل عليها البدء في الحديث..
(( نعم طلال اريد ان اخبرك بامر ما.... ولكن لا ارغب بالحديث فيه امام احد..))
كان يسمعها..
وهو يضع اكياس الشاي في الماء المغلي الذي جهزه...
وكأنه لم يستغرب كلامها...
(( لا تقلقي نورس... سنتحدث كثيرا قبل انا نسافر... اوعدك... اشعر ان بيننا الكثير لنقوله....))
كانت تنظر اليه لا تفهم ما يعنيه ...
واكمل..
(( علينا ناخذ الشاي قبل ان يهجما علينا...))
ضحكت نورس على تعليق طلال
وخرجا معا من المطبخ الى الصاله

(( كل هذا من اجل الشاي؟؟؟))
(( ابي... المهم انه جاهز امامك... وتأكد انه سيعجبك))

اخذهم الحديث
فهد وفريدة وطلال
وغلب على الجلسه الضحك والمتعه
فيما كان نورس صامته
تفكر في ردة فعل طلال بمجرد انها طلبت منه ان تتحدث معه
وكيف كان الامر سهل ..وتفهم طلال طلبها بسرعه
تشعر ان مهمتها باتت سهله اكثر مما تتصور
وغدا يوم حاسم بالنسبة لها
وقد تحل فيه اكبر مشكلاتها
وربما مشكلتها الوحيدة
(( ما بك نونو لم انت صامته؟؟؟))
التفتت لعمتها
(( استمع لكم... فبعد ايام سنفتقد هذه الجلسه..))
قالتها بعفوية دون قصد
لكن كلامها كان مؤثر على الجميع مما جعلهم صامتين
دون تعليق






yassmin 11-11-10 08:58 AM





الشاطئ الـ12
الموجة الثالثة



وقت النشاط الطلابي


في الجامعة انتظر حضور طلال
او اتصاله كما اتفقنا
لم يتأخر
لكني مستعجلة
اريد ان انهي كل ما افكر به اليوم
رغم اني لست كعادتي
لم ارتب ما سأقوله له
سأترك الكلمات ترتب نفسها بنفسها
فكل ما أريد قوله لا يمكن اعداده مسبقا
كما ان ردة فعل طلال حينها لها دور في ما سأقوله
قطع افكاري رنين الجوال
انه طلال
كما اتفقت معه
ينتظرني في المقهى على شارع الجامعه
اي بعد اقل من 10 دقائق اصل اليه
لا ادري لم زادت دقات قلبي
رغم اني حاولت اهدأ من نفسي
لكني لم استطع
خطواتي تتسارع مع دقات قلبي
حتى وصلت لمواقف السيارات
انتبهت لصوت ضحكات عاليه
كانت احدى الطالبات
بلبس رياضي
ممسكة بمقبض باب السيارة الرياضيه الحمراء الصغيرة
المتوقفه قرب سيارتي
(( لا تقل انك مرعوب من قيادتي...؟؟؟))
(( حسابك ليس الان....))
صوته ليس غريبا علي
التفت اليه
انه ناصر
ينزل من نفس السيارة
حامل ملفا في يده
وهو يرتب شماغه
لاادري لم جمدت مكاني
انظر اليهما
هذه الفتاةالتي بدى عليها عنفوان الشباب
من ضحكاتها
ولباسها الرياضي باللونين الابيض والزهري
وشعرها الكستنائي يداعبه الهواء البارد
اننا في شهر ديسمبر
والجو بارد جدا
(( زينة... لا يعجبني تهورك....))
وهي تجيبه بدلال
(( وانا تعجبني نصائحك ))
كنت اريد ان اتحرك
افتح باب السيارة لأصعد
لكني لم استطع
لم اقوى على ذلك
حتى التفت لي
ازددت جمودا
كما حدث معه
بات نظره علي فقط
وانا اريد ان اقاوم نظراته
ابتعد عنه
لكني لم اقوى
سوى على الاستناد على سيارتي
انتبهت الفتاة لنظراته نحوي
التفت الي باستغراب
صارت تتأملني
وتعاود النظر اليه
نظراتها نبهتني لما انا عليه
اسرعت بحركتي
فتحت باب السيارة
حركت السيارة
وخرجت من الموقف بسرعه
دون التفت اليهما الا عندما ابتعدت عنهما
نظرت لهما من المراة الامامية
كان مازال واقفا
ينظر نحو سيارتي
لا ادري
بماذا شعرت حينها
ربما حيرة
بمن تكون هذه الفتاة
ولم هو معها قادم الى الجامعه
واضح ان علاقتهم قوية لتكلمه بهذا الاسلوب
ولم كل هذا الاهتمام نحوهما
الامر لا يعنيني
لحظات وانا على الشارع
في طريقي الى المقهى...

لمحت سيارة عمتي في موقف السيارات
والتي باتت تدل شوارع كثيرة بعدما استلمها طلال في جولاته
حيث كانت لا تدل مكان ابعد من مركز القران
اوقفت سيارتي
وبسرعه
وبدون تفكير
لا اريد ان افكر في شئ
لا اريد ان ان تخطر لي فكرة تجعلني اتردد
ولكن خطر ببالي امر غريب
انها المرة الاولى التي ادخل فيها مقهى لوحدي دون رجاء
وعلى موعد مع شاب
انتبهت له امامي
طلال باللباسه الاعتيادي
بنطال جينز باللون الازرق الداكن مع تي شيرت احمر بأكمام بيضاء
وطبعا نفسها تسريحته الغريبه
لا اعلم لم تذكرني بالقنفذ
ارتسمت ضحكة على شفتي
(( لم تضحكين؟؟؟))
(( لا ادري لم تذكرت القنفذ))
ابتسم لي
واشار نحو طاولة في جانب بهو المقهى
المكان مفتوح
كما انه يطل على الخارج بواجهه زجاجية
+(( ماذا تشربين نونو))
((اشعر بالبرد... شيكولا ساخنه.))
تحرك من مكانه
ربما ذهب ليطلب لنا الشراب
وانا في المكان
اشعر ان دقات قلبي سوف تخرج من ضلوعي
+(( نورس..ما بك؟؟؟))
(( لا شئ))
+((اشعر انك مرتبكة قليلا...))
(( لم يسبق ان تواعدت مع احد ...))
لا ادري لم قلت له
الا انه لم يستغرب او يبدي اهتماما
+(( طبيعي مجتمعنا هنا مختلف عن الغرب))
شدتني كلمة مجتمعنا
(( هل تشعر انك تنتمي الى هنا...))
بجدية واهتمام
+(( طبعا نورس... رغم السنوات الطويله في اوربا... الا اني اشعر بالانتماء الى هنا فقط...اما هناك..فقط استمد منه ما احتاج اليه لاكمل من نفسي..))
(( مثل؟؟؟))
+(( شهادتي...وتعليمي..اما ثقافتي فهي عربية وباصالتها..))
(( رائع ان يكون هذا تفكيرك...))
اشبك اصابع كفيه مع بعضها..
وهو يضعها على الطاولة
+(( والان اخبريني ماذا تريدين ان تقولي؟؟؟؟))
لحظتها
دارت بي الدنيا
وشعرت ان الجميع يسمع دقات قلبي
واضح الارتباك علي
+(( نورس لا تخجلي تكلمي... ))
ابقيت نظري اليه وانا صامته
لم استطع ان اعلق على كلامه
+(( نورس.. سعيد انك طلبتي ان تحادثيني...
لاني اشعر انك منعزلة عن العالم بحجة دراستك...
تكلمي نورس....هذه فرصة ان نتحادث مع بعض
فبعد غد انا لست معك...))
كلمته الاخيرة ارعبتني
لماذا؟؟لا ادري...
شعرت بانه سيتركني وحيده
بدون امان
اخفض صوته..وكانه يخبرني بسر...
+(( الامر يتعلق باحدهم..))
رفعت نظري اليه بانهزام
وكأني اؤكد كلامه
اريد ان اكشف كل اوراقي الان
+(( نورس لا تخجلي... سأتفهم ما تقوليه.. وان كنت بمشكلة صدقيني سأساعدك...))
اشعر بانه اختصر علي الكثير
لكني مازلت صامته
هربت جيوش الكلمات من لساني
+(( نورس ...ستبقين صامته...))
ابتسمت له بصعوبة... اخفي ما بداخلي
(( اخذتني كلماتك طلال...))
وهو يغمز لي
+(( كلماتي ام صوتي... اغني لك نونو؟؟؟))
لا ادري لم ارتفع صوتي فجأة صرت اضحك
رفعت نظري للنادل
وهو وقفا امامنا
ساد الصمت بعدها
وما ان ابتعد
امسك طلال كوبه بيده
وكأنه يدفي يديه
في هذا الجو البارد
+(( نورس انا اخبرتك اني كذلك اريد الحديث معك بموضوع ما.. ))
اومأت له اشارة الى اني اتذكر ذلك..
+(( حسنا سأتحدث انا اولا ما رايك.؟؟؟))
وانا اقرب الكوب الساخن مني
(( نسمعك.....))
وهو يخفض من صوتي
+(( ابن عمك وقع في الحب...))
ارتبكت لحظتها
كلمته هزت شئ بداخلي
صرت انظر اليه
+(( ما بك نورس؟؟؟ للان لم اكمل حديثي...))
واكمل..



*****************************

الشاطئ الــ11
الموجة الرابعه


(( فتاة بسيطة بمعنى الكلمة..اخذتني برقتها... جذبتني برائتها... شدني تفكيرها وثقافتها العاليه..رغم صغر سنها....فتاة صغيرة..بعقل كبير....))
كتمت انفاسي
وبقيت دقات قلبي
كدقات طبل
هل من الطبيعي ما يحدث لي
هل يحتمل جسدي كل هذا الدم المتدفق من قلبي وبهذه السرعه
كنت اريده ان يصمت
ان يصمت لاتحدث
حديثه يجعلني اتراجع
اتراجع الاف الاميال
الاميال التي قطعتها بقراري في الحديث اليه
كنت اخشى ان ينطق باسم لا اعرفه
كنت ابحث بين كلماته عن حروف اسمي
اني اريده ان يقول انه احبني
انه يرغب بي زوجه
كم سيكون الامر سهل علي
سهل علي حينها
ان ابوح له بسري
فأنا هنا
معه
بعيدة عن الجميع
طمعا فيه
كم اطمع ان يكون بمكان حامد ابن عم اميرة
وانا اكون بمكان اميرة الذي ينقذها ابن عمها من الفضيحه بالزواج منها
(( طلال..تزوجني.... احمني من خطيئة الماضي... اجعلني احيى حياة طبيعيه.... حتى وان قررت بعدها ان تتركني.... لكن اخذني من الماضي وخطاياه...ابعدني عن كلب مازال يلاحقني في ممرات المستشفى التي تغزوها رائحة التعقيم الكريهه...))
لم اقوى على نطق حرف واحد
مجرد حديث لنفسي
يتردد صداه مع دقات قلبي
كان يتحدث ويتحدث...
ولم اركز الا لعبارته الاخيرة

+(( لا ادري نورس هل هذا هو الحب؟؟؟ هل هي الفتاة التي ساعيش معها باقي حياتي..ام مجرد نزوى .وعلاقة عابرة بما انها العلاقة الاولى في حياتي؟؟؟؟ هل تعتقدين ان من الممكن ان اول حب هو من اكمل معه حياتي ..ولن امر بالالم والفراق الذي يعيشه اغلب الشباب مع حبهم الاول..... اخبريني نورس.. .))
لا ادري بم اجيبه
لكني وجدت سؤال على لساني..
(( من تكون...؟؟؟))
(( جلنار... من اب خليجي وام تركية...))
هل هو احساس بالوجع
ام الفشل
ام الهزيمة
وماذا علي ان افعل
اداوي نفسي من الوجع بابتسامة
او اهرب من الفشل والهزيمة وانسحب
وانا اجر اذيال الخيبه من ورائي

صمت
صمت مزمن
صمت عميق
قاسي
حطم كل امالي في ابن عمي
الذي كدت اقع في خطأ فادح واطلب منه الزواج
وهو يعيش قصة حب يخشى ان لا تكلل بالاستمرارية والنجاح
الم قارس..
اكثر من برودة ديسمبر....
لماذا يا ابن عمي؟؟
كنت اريدك سند لي
منقذ لي
+(( نورس... لم انت صامته ))
رفعت نظري اليه
وانا اغالب كل صراع المشاعر التي بداخلي
(( لا شئ طلال استمع اليك.... فقد فاجئني حديثك..))
+(( اريدك ان تتعرفي عليها...))
ابتسمت باعجوبة...
(( متأكدة ذوقك راقي..يكفي اسمها....))
بحماس وهو يقترب اكثر وكأنه اخذه الحديث اليها
+(( اخبرتك والدها خليجي وامها تركية..وهي مزيج بين العرب والاتراك... رائعه يا نورس رائعه...))
(( ان كانت تستحق منك كل هذا الحب لا تقلق من شئ... ستتغلبان على اي مشكلة تواجهكما...))
+(( مختصر مفيد كلامك.. لن اطيل النقاش في موضوع جلنار...اخبريني الان...حكايتك يا نورس الكتومة...))
عبارة اختلط اسمي باسمها
لكن نبرات صوته الموسيقية وهو ينطق اسمها مختلفه كليا عن اسمي الذي مر مرور الكرام على لسانه...
(( لا طلال ..انت فهمتني خطأ..فليس من احد في حياتي..فأنت كما ترى حياتي عمتي والدراسة... ولحظات قلائل من لقاكم...))
يالله ماذا جرى
ماذا حدث
لينقلب كل شئ فجاة
واصبح كاتمة اسرار طلال بدل ان يكتم سري ويستر على خطيئتي....
مع سرك هذا يا طلال لابد ان انسحب
واحمد ربي ان هذا حدث قبل سفرك بايام
فليس بمقدوري ان اواجهك كل يوم
بعد هذه الهزيمة
الهزيمة الشنيعه
امام فتاة غريبه
نعم غريبه
لاني انا القريبه ابنة عمك
((هل لنا ان نذهب؟؟))
وانا واقفه
ممسكة بحقيبة يدي...
واشد معطفي البيج اكثر...
وبقدر سرعة حركتي
في الابتعاد عن مكان المعركة
مكان هزيمتي
كان هو بنفس سرعتي
بابتسامة المتأمل لحياة دائمة لحبه الاول
نظري لخطواتي
التي تسرع
اكثر نحو المخرج
اشعر وانا قدماي تكان تصدم ببعضهما
صرت اتأمل بنطالي الجينز الازرق الداكن
والذي يغطيه معطفي الى حد الركبة
تذكرت اني تعمدت ان ارتديه
لاني رأيت طلال يرتدي مثل لونه في الصباح
كم ابدو سخيفه
اين هي سيارتي؟؟؟؟
(( لسنا في سباق.... لهذه الدرجة تشعرين بالبرد...؟؟؟))
التفت الى طلال
وقد توقف قبلي امام سيارته الاقرب للباب المقهى...
ابتسمت له
ابتسامة مجامله
مجامله من اعماق قلبي
(( لدي محاضرة... علي ان اعود للجامعه...))
اشار لي بيده
يودعني
(( سأسبقك للبيت....تحملي بنفسك نونو))
صعد سيارت..
وانا ببرود
ابحث عن مفاتيح سيارتي...
بينما هو بقى خلف سيارتي بعد ان خرج من الموقف
ينتظر مني ان اتحرك
ابتسمت له اشارة له ان يذهب
وانا افتح باب السيارة...
صعدت سيارتي..
وانا انظر للمراه الجانبية..
لمحته .. لقد انصرف...
لحظتها...
استطعت ان اعبر عن كل المشاعر المكبوته
مشاعر الانهزام التي بداخلي
اخذت انظر لنفسي في المراه الامامية
انظر لعيني
كم انا تعيسه
اسندت جبهتي على مقود السيارة
واخذت في البكاء
بكاء شهور كتمته بداخلي
بكاء كتمته بحجة المواجهه والانتقام
بكاء كتمته بحجة الانتصار القريب
بكاء كتمته بحجة ان ما هو اتي جميل
لكنه اتضح انه كريه كماضي

لم تكون دموع
انما انهار من دموع الانهزام
كل ما حولي هزمني
ثقة اهلي
مستقبلي
فرحي
حياتي
نجاحي
رفعت راسي عن المقود
وانا اهم بتحريك السيارة للخلف
افزعني صوت تنبيه من السيارة
متوقفه خلفي
تمنعني من الخروج
ضغطت على الفرامل لاوقف حركة السيارة
الان انها لم تتحرك من خلفي
اوقفت السيارة
وخرجت منها بعصبية
عصبية غريبه
لم اتعامل بها مسبقا
ابدا لم اعرفها في تصرفاتي
لاجد السيارة نفسها
الحمراء الرياضيه
نظرت لها باستغراب بقدر العصبية التي تغلي في دمي
مالذي اتى بها الى هنا؟؟؟
ولم هي متوقفه خلفي
زجاجها مظلل
يمنع من الرؤية
اشرت بيدي ان تبتعد...
وصعدت سيارتي من جديد...
اخذت نفسا عميقا
لاجده قريب من نافذة السيارة

يطرقها بانامله
لا ادري ماذا بداخلي لحظتها
حركت مقبض الباب
اشارة لنزولي
في حين ابتعد هو عن باب سيارتي
نزلت من السيارة
وانا اقف امامه
اواجهه
بنظرات لا افهمها
لم اعد افهم نفسي
ونظراته نفسها
نظرات ناصر
نعم انه ناصر امامي
بنظراته التي لا افهم معناها
نظراته نفسها عندما كان في المحاضرة
وعندما كنت معه في المكتب
وهاهي تتكرر معي الان في الطريق
(( نعم ناصر....ماذا تريد؟؟؟))
لاول مرة انطق باسمه
لا اتذكر مسبقا ان ناديته
((ما بك نورس؟؟))
نبرات هادئة
لطيفه
اطفأت كل العصبية التي تغلي في دمي
هل من المعقول
ان يكون هناك ما يغير المشاعر والاحاسيس فجأه هكذا
حتى ولو كانت نبرات صوت احدهم
وان يكون احدهم هو
ناصر
الذئب الذي افترسني
وافترس برائتي
مستغل كل الظروف حينها
صمت
جمدت
سكنت كل ايماءاتي
بدوت بلا مشاعر
ولا احاسيس
فقط قالب ثلج
متجمد
في هذا الجو القارس
(( نورس ماذا بك؟؟؟ لم كل هذا الضيق؟؟؟ لم كنت تبكين؟؟؟))
ينتظر مني اجابة او ردة فعل
ولكني بقيت
كما انا قالب ثلج يزيد جمودا
(( طلال ضايقك؟؟ كنت معه صحيح؟؟؟))
كان يبحث في وجهي عن اجابه
لكني كنت متاكدة انه لم يجدها
كان يقف مقابل لي
وعلى يميني سيارتي
وسيارة احدهم على يساري
ومسافة اقدام بيني وبينه
هل العالم صغير لهذه الدرجة
ليجمعنا في هذا اليوم بالذات
يوم انهزامي امام اول خطواتي لحل مشكلتي
وخطيئتي معه
في هذه البقعه الصغيرة
في هذا اليوم الشتوي القارس
وغيوم غطت كبد السماء
لتعطي جو يزيد النفس كابة
امامي بطوله الفارع
وعينيه البنية نفسها
وخصلات شعره البنية الطويله نوعا ما من تحت الشماغ
رفع كفه
يكاد ان يقربه الي
واناجامدة مكاني
انظر لانامله
افكر ماذا يريد ان يفعل؟؟؟
احرك رأسي مع حركة يده
التي اقتربت اكثر
جمدت بل زدت جمودا
حتى رأيت انامله
تنثني في راحة يده
وهو يبعدها عني
(( لم دموعك نورس؟؟؟))
ربما كنت قالب ثلج امامه
كنت اظن ذلك
لاني لم انتبه
لدموع تنهمر بعفوية من عيني
وانامله تقترب من خدي تريد ان تمسحها
تمسح دموعي
ماذا علي ان افعل
انا اذيب هذا الجمود
وانقلب الى شعله نار تحرقه
وتحرق كل ما حولي
بقدر الالم الذي بداخلي
ام ازيد ن هدؤي
وابتسم له
وانا اسأله
((لم تركتني ياناصر
هل استحق ذلك؟؟))
ادرت جسدي جانبا
لاصعد سيارتي
امسك الباب
وانا داخل السيارة
يمنعني من اغلاقه
رفعت نظري اليه
اغالب دموعي
(( ابتعد عني....))
همس لي
((لا تبكي نورس...))
واكمل
((ارجوك...لا تبكي...))
لم اتحمل نبرات صوته
ونظراته
التي ارجعتني
لايام مضت
اوجعتني لسنوات
لكني احببتها
عشقتها
لدرجة ان فقدت كل شئ بسببها
(((ماذا تريد الان ياناصر؟؟
زوجتك وابنك ينتظرانك
ماذا تريد مني؟؟؟))
قلتها له بصوت يرجف متقطع منهار
ابتعد
وكأني قد اطلقت عليه شئ شبيه بالرصاص ارعبه
وكاد ان يقتله
وبسرعه تحركت من مكاني
لا ادري الى اين علي ان اذهب....



yassmin 11-11-10 09:01 AM




الشاطئ الــ11
الموجة السادسة




احاسيس غريبه
تتصارع داخلي
لا افهمها
هل تعني
طلال
ام تعنيه هو
ناصر
دارت بي الدنيا
ليس لي احد
ابوح له بألمي وصدمتي
وكعادتي
في كل مرة
اغرق على شطان الماضي
لا اذكر سواها
رجاء
اختي الغاليه
بكف يرجف
ابحث عن جوالي
في حقيبتي الفرو البنية
وعيني على الطريق
-اهلا رجاء..كيف حالك
.....................................
- انا كذلك اشتقت لك...هل انت مشغولة؟؟؟
- .................................................. ...
- حسنا ....بعد قليل اكون امام منزل والدك..
- .................................................. ....
- الى اللقاء..........................


دائما هي هكذا
ترحب بي في اي وقت
حتى وان كان هناك ما يشغلها
لتو خارجة من شقتها
في زيارة لمنزل والدها
فضلت ان تلتقي بي على ان تجتمع مع اسرتها
بعد اقل من ربع ساعة
كنت امام المنزل
ترددت في النزول ربما لم تصل بعد
ادرت المراة الامامية نحوي
صرت اتأمل عيني
وملامح وجهي
اخذت منديلا
امسح به بقايا اثارهما
البحر الذي غرقت فيه
وطوق النجاة الذي فقدته
اخذت نفسا عميق
وانا المح سيارة تقترب اكثر من المنزل
انها سيارة حامد
تذكرت
سعود مازال مسافرا
انه حامد اخيها
لمحت فتاة اخرى معه في السيارة
ليست رجاء
لا ادري لم زاد اضطرابي
تجنبت النظر اليهما
لكني انتبهت الى نغمة اتصال رجاء من جوالي
مسكت جوال اتأكد
التفت جانبا
كانت تعطيني اشارة لوصولها
انها في سيارة حامد
في المقعد الخلفي لم انتبه لها

نزلت من سيارتي
بعدما تقدمت هي لي
رحبت بي كثيرا
بدت علامات الحمل واضحة عليها كثيرا
وشحوب وجهها غير من ملامحها
كنت اتامل كل هذا التغيير
(( لندخل نونو...))
تقدمنا معا نحو بوابة المنزل....
وقبل دخولي انتبهت لصوت من خلفي...
_(( حبيبي... سأتقدم انا...))
لا ادري لم التفت خلفي
وكأني ابحث عن شئ يزيد من ضيقي والمي
لمحته
حامد
ينزل من السيارة
ونظراته نحوي
ينظر في عيني
في جهي
وكانه يبحث عن شئ في ملامحي
ابعدت نظري عنه
لالتقي بها
اميرة
بدت اطول بكعبها العالي
الذي يخترق صوته مسعي
همست لي رجاء
(( دعينا ندخل....))
كنت اريد ان نبتعد عن جو اميرة وحامد
كما شعرت بضيق رجاء من نبرات صوتها
تقدمت معها لداخل المنزل
وصورة اميرة لا تفارقني
اميرة مع حامد
وانوثه طاغيه
واضحه
في ملامحها
ومكياجها
والعباءة الضيقه التي ترتديها
وخصلات شعرها
التي تتبعثر على جبينها
هل هذه زوجة حامد
هل هذه الزوجة التي يستحقها هو؟؟؟؟
شعرت بشئ غريب
هل هو حقد
هل صرت احقد عليها
لا اعلم
فتاة مثلها
لها ان تحصل على شاب مثل حامد؟؟؟؟
حلم اي فتاة...
وبسهوله؟؟؟؟
رغم انها يوما كانت..........؟؟؟؟
لا ادري ماذا يسمى هذا الاحساس؟؟؟؟
ليس حقدا
متأكدة من ذلك
فأنا لم اعرف الحقد يوما
افقت من تساؤلاتي على صوت خالتي ام حامد
وهي ترحب بي
وتقبلني
كانت سعيدة بلقائي
كنا واقفات في وسط الصاله
دخل لحظتها حامد وزوجته اميرة
لكن خالتي ام حامد لم تلتفت لهما
او تنطق بكلمة واحده
تقدمت بخطوات امامنا
وهي تشير لباب المجلس الذي يطل على الصاله
(( تفضلي المجلس نورس... رجاء ادخلي معها هنا...))
شعرت انها لا ترغب بتواجدنا مع اميرة...

اخذتنا كلمات الاشتياق انا ورجاء
كم اشتقت لها واشتاقت الي
اخذتني منها همومي والدراسه
واخذني منها حملها ومتاعبه
وبسبب غياب سعود
كانت كابة غريبه واضحه عليها
دخلت خالتي ام حامد
وهي مازالت ترحب بي وتسأل عن عمتي فريدة
اتجهت
نحو المدفأة
تهم بتشغيلها
كان الجو بارد فعلا
(( رجاء لا اعرف كيف يتم تشغيلها....))
رجاء (( هل هي جديدة؟؟))
ام حامد(( نعم احضرها والدك لكننا لم نستعملها))
قاطعت كلامها
((لا داعي لذلك خالتي...))
وكأنها تستنكر كلامي
(( كيف ذلك الجو بارد... سأحضر لكما الشاي... ))
وقبل ان تخرج....
ممسكة بباب المجلس
(( حامد..بني..تعال شغل المدفأة ...))
ارتبكت كثيرا
هل سيدخل هنا
مكان وجودي؟؟؟
شعرت بارتباكي رجاء
التي امسكت بكفي
وهمست لي..
(( اخبريني عنك نونو... رسائل الجوال لا تكفيني...))
ابتسمت على تعليقها
فكلتانا لم ننقطع عن الرسائل كل يوم
مع قلة لقاءاتنا
_(( انهيناا امتحانات منتصف الفصل منذ اسبوعين او اكثر...))
+(( وكيف هي النتائج؟؟؟))
قطع حديثنا
طرقات خفيفه على الباب
حل بعدها الصمت في المكان
(( رجاء ....))
+(( حامد ادخل....))
دخل المكان
لم ارفع نظري اليه لحظتها
كأني اهرب من شئ
(( السلام عليكم..))
لم اقوى على رد تحيته
تجنبت كل شئ منه
لا ادري لم؟؟؟
اتجه نحو المدفأة
وبحركة سريعه منه
كان صوت المدفأة
رجاء وعينها على المدفأة
(( شكرا حامد...))
(( جعلتها منخفضة..ليس من المناسب ان يكون المكان دافئا اكثر من اللازم))
وهو يتقدم نحو الباب
فتحه احدهم
كانت اميرة
واقفه كالجندي
بين حدود المجلس والصاله
وهي تشد من ظهرها..وترفع صدرها
ونظراتها متعالية
(( حبيبي..كنت ابحث عنك...))
تجنبت النظر اليها
وحقيقة حاولت ذلك
لكن شئ شدني
لها
لنظر اليها
مع مرور حامد امامي
كانت توزع نظرها بيني وبينه
التفت بسرعه الى رجاء
ربما كنت استنجد بها
من نظراتها
التي ارعبتني فعلا
فيما حامد اسرع بخطواته
وسبقها للخارج
دون ان يكلمها
فيما بقيت واقفه لحظات
وقبل ان تخرج
قالتها باستهزاء؟؟
(( هل هناك من لا يعرف كيف تعمل المدفأة؟؟من اي زمن قادمون؟؟؟))
خرجت بعدها دون ان ترد عليها جاء
بقيت صامته
الهي نفسي بالعبث بمقبض حقيبتي
فيما قامت رجاء من مكانها
لتقفل الباب
تعجبت من حركتها
رجاء..(( اعلم انها ستعود لترمي بسمومها علينا))
(( لا تقولي هذا..))
رجاء((انت لا تعرفينها...))
(( اعرفها جيدا..لكنها تبقى ابنة عمك...))
رجاء..(( واخت زوجي الذي ابتليت بها..وكأن هذا لا يكفي لتتزوج بأخي ..))
لم اعلم بزواجه منها
وعندما سألت رجاء
اخبرتني
انهم لم يقيمون احتفال
اكتفوا بحفله ليلة العقد
كان حديث رجاء عنها يدل على الضيق الشديد
فهمت من كلامها
ان الجميع غير متقبل هذا الزواج
اولهم حامد
الذي تغيرت نفسيته للاسؤ بعدها
وكذلك والدتها
التي تتجنب الحديث مع اميرة
تجنبا للمشاكل
كذلك تفعل رجاء
فيكفي ما يعيشه حامد من ضيق

هذا كان نتيجة ارتباطه بها
ليس هي الفتاة التي احبها وتمناها زوجه
اخذها لغرض اخر
النتيجة ضيق وكابة
صرت افكر في طلال ابن عمي
هل من المعقول
ان اضعه مكان حامد
لكني لست باخلاق وتصرفات اميرة
مهما يكن فأنا في الاخير لست الفتاة التي يرغب في الارتباط بها
قطع تفكيري
صوت عالي قادما من الصاله
لم استطع ان اميزه فقد اختلطت وقتها الاصوات
التفت الى رجاء بنظرات استغراب
لتقول لي
(( لا تهتمي... انه حامد واميرة كعادتهما..نقاش يتحول الى عراك..))
شدت رجاء على كفي مرة اخرى...
ابتسمت لها
(( اخبريني... كيف انت بدون سعود؟؟))
ارتسمت على شفتيها ابتسامة حقيقية
(( سعود؟؟؟؟ لقد كان هنا من ايام .... وعاد من جديد...))
هل سيطول هناك؟؟؟
(( اخبرني سيكون هنا قبل ولادتي...))
تبدل كل شئ لحظتها
خرجت من عالم الحزن والكابة
وانا معها
مع رجاء
غرقنا في الحديث
انا اخبرها بيومياتي في الجامعه
كما تخبرني
باخبار حملها
ومتاعبه
تجنبنا الحديث عن حامد
ولم انطق بأسم ناصر او حتى مقرره
حتى لا تسألني رجاء عنه
الحديث لا ينتهي بيننا
فمن اخبار الجامعه
الى اخبارالحدث الجديد
زيارة عمي فهد وطلال
التي اصبح الحديث عنها
يمدني بشئ من الطاقة
لا افهم معناه
اصبحت مثل رجاء
هناك افراد من حولي اخبرها عن مواقفي معهم
اخذنا الوقت في الحديث ولم انتبه الى اني تاخرت عن موعد العودة للمنزل
حتى انهم اصروا على مشاركتهم وجبة الغداء
خجلت من دعوتهم
ومن زيارتي المفاجأة من دون موعد
رغم ترحيبهم لي
لكن اخذت تواجد عمي معنا حجة لارفض الدعوة
ودعت رجاء بكل محبه
كما كان ترحيبها بي
كذلك خالتي ام حامد
فيما لاحظت تواجد اميرة
في الصاله
تتظاهر بقراءة مجله
وحامد يتابع مباراة
همست لي رجاء وهي تهم بتوصيلي للبوابه
(( بعد خروجك ستبدأ عاصفه.... فالغيرة تحرق قلبها...انظري لنظرتها نحونا..))
لم اعلق على كلامها
ولكن شعرت بحزن على حامد
الذي كنت اتمنى له حياة افضل من هذه...
قدت سيارتي
نحو المنزل
بنفسية مختلفه عنها قبل ساعات
كيف للفرد ان يتغير هكذا
ان تتبدل نفسيته بهذه السرعه
ليس لي ان اتعجب من هذا
انها لحظات الصداقة الحقيقية
التي احظى بها مع رجاء فقط
كم انا محظوظة
(( سبحانه مغير الاحوال..))
قلتها وانا انزل بكسل في هذا الجو البارد من السيارة
وانا اشد على معطفي
مسرعه نحو المنزل
.................................................. ...................................

yassmin 11-11-10 09:02 AM




الشاطئ الــ11
الموجة السابعة


رغم برودة الجو
الا اني لم اجد طريق اسلكه
الا الطريق البحري
نحو الشاطئ
اوقفت سيارتي
رميت شماغي على المقعد
ونزلت من السيارة
رغم الثوب الشتوي الذي ارتديه
الا اني اكاد اتجمد من البرد
جلست على الرمل الرطب
لم اعد اشعر بشئ من حولي
وانا اتذكرها
نورس
ذاك البحر العميق
الذي لم اعد ادرك فيه شئ
هدؤها وتفوقها ومدح الجميع لها من جانب
ومن جانب اخر علاقتها الغريبه بنبيل وملامح الضيق من لقائه تارة
والفرح بلقياه تارة اخرى
وطلال ما علاقتها به هو الاخر
هل هي معتاده على مواعدته في المقهى؟؟؟
ولم هذا الضيق والحزن من بعد لقائه
رغم اني لمحتها معه في المقهى تمزح وتضحك
لم غرقت في البكاء ما ان انصرف عنها
هل من علاقة بينهما؟؟؟
كيف عرفته وهو مقيم في بريطانيا؟؟؟
زاد اضطرابي وانا اتذكر قوله
بانه سيسبقها الى المنزل
اخذت نفسا عميقا
امور كثيرة لا افهمها تتعلق بها
رنين الجوال نبهني
لكل ما حولي
كانت رساله نصية من سمر..
سمر زوجتي
هل نسيتها؟؟؟
وان نسيتها لحظتها
هي من ذكرني بها
نورس
من تنبهني لزوجتي
وابني المنتظر
تريد مني ان ابتعد عنها
اتركها
من اجلهم
كانت تقولها وهي تبكي
تتألم ... تتوجع
نورس انا لا افهمك.........
كما لم اعد افهم نفسي
وماذا اريد
زوجتي هناك تنتظرني
وانا هنا
قدمت من اجلك
لاراك
لاعرف ماذا حكم عليك الزمن من بعدي؟؟؟
ماذا جرى معك نورس
كلميني
اخبريني
كيف تكون لي القدرة على ان اترك زوجتي
وهي حامل؟؟؟
من اجل ان اتقترب اليك واعرف ماذا حصل معك؟؟؟
الان رغم صدك لي
لا اقوى على تركك
من اجل زوجتي
التي ارهقها الحمل ومتاعبه
هل انت قادرة يا نورس على حل هذه المعادلة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
البرودة تكاد تخترق عظامي
تكسره
لكني لم اشعر بها وانا وسط صراعي مع ذكرى نورس...
بصعوبة تحركت من مكاني
نحو السيارة
احتميت بها بعد ان اغلقت الباب
وصرت ادعك راحة يدي ببعضها
قد اشعر بشئ من الدفء
تذكرت رسالة سمر...
فتحتها ببرود
وكان ما اذاب الصقيع الذي بداخلي
(( ناصر..انا على وشك ولادة مبكرة...تعال بسرعه))


الشاطئ الــ11
الموجة الثامنة


اقتربت من منزلنا
كان سيارة مرسيدس حديثه متوقفه عند البوابة
وفي صفها جيب سوداء
سيارة عمي فهد
هل لدينا ضيوف؟؟؟
وانا اتقوف جانبا
فتحت البوابة
ليخرج منها
عمي وطلال وشخص ثالث
بدى لي ليس غريبا
لكني لم اعرفه
كان يلبس ثوب بني داكن مع الشماغ
دققت اكثر في ملامحه رغم اني في سيارتي
وهو واقف قريب من السيارة المرسيدس
يودع عمي وابتسامة كبيرة واضحة على ملامحه
بدى سعيدا
سعيدا جدا
بدى لي في سن عمي فهد
او ربما اصغر
رجل اربيعيني ولكنه وسيم..
شديد الوسامه
مع طوله الفارع...
اقرب الى البياض مع سكسوكة اختلط فيها الشيب الابيض ...
مما زاده وقارا...
مع هذه الاناقه...
كانت نظراته ساحرة....
وسيارته المرسيدس باللون العودي..وبرقم مميز جدا

منذ متى وانا اتأمل احدهم بهذه الطريقه؟؟؟؟
لكني استمريت في تأمله مع عمي...

شعرت بانه يودع عمي..

وفي نفس الوقت يرغب في المزيد من الحديث معه...
انتبه لي طلال
اشار لي بيده ...
وكأنه يسألني لم انت متوقفه في الطريق؟؟؟
لحظات وتحركت السيارة المرسيدس بصاحبها الاربعيني الوسيم
مرت السيارة من جانبي..التفت اليه لالمحه عن قرب
نظرات جريئة
باهتمام
لا ادري لم شدني هذا الرجل اليه
شعور غريب انتابني منذ ان رايته
لا ادري لم؟؟؟
انتبهت لنفسي
ولنظرات عمي وطلال....
اقتربت اكثر من بوابة المنزل
اوقفت المحرك
ونزلت من السيارة...
عمي وهو يهم ابالدخول...
(( من اين انت قادمة نونو؟؟؟))
بارتباك...
(( كنت مع صديقتي رجاء...))
باهتمام اكثر..
(( تناولت غدائك؟؟؟))
اجبته
(( لا عمي.... مبكر جدا على الغداء...))
قاطعنا طلال
(( اذا نتغدى معا..ابي تغدى مع صاحبه...))
غمز لي طلال اثناء حديثه
كعادته
هذه المرة شعرت بشئ يرغب ان يوصله لي...
دخل عمي...
وهممت ان اسبق طلال لداخل..
تبعني طلال بسرعه
(( نونو ماذا تفعلين في السيارة...؟؟؟))
دون ان التفت اليه...
(( كنت انتظر هذا الرجل ان يبعد سيارته لاوقف سيارتي..))
(( متأكده؟؟؟ ))
قالها لي وكأنه يتقصد شئ بكلامه...
التفت اليه بحركة سريعه...
(( كنت اراك تتأملينه باهتمام.... نونو.....))
يقولها وهو يغمز ....
احاول ان اتصنع عدم الاهتمام
(( لم اهتم لامره طلال دعنا من الحديث عنه...))
اخفض صوته...
(( متأكدة؟؟؟ لا تريدين معرفه من يكون؟؟؟))
كنت اغلي بداخلي....
بسبب رغبتي في معرفه من يكون..
لكني لم ابين ذلك لطلال
حينها وصلنا لغرفة الطعام....
كانت عمتي تعد طاولة الطعم...
او بالاصح قد اكملت اعدادها
وهمت بالخروج...
كانت ملامحها متغيرة
حتى نبرة صوتها
لم ترحب بي كعادتها
نظراتها تائهه في المكان
لم ارغب في الحديث معها
انها المرة الاولى التي ارى في عينيها هذه النظرات
وهذه الرجفه وهي تهم بوضع الارز في صحن طلال
كنا نتبادل النظرات انا وطلال
مع ابتسامه غريبه ايضا على وجه طلال
بدى يعرف شئ ويخبئه عني
خرجت عمتي دون ان تنطق بكلمة واحده
بقي الباب مفتوحا
نلمح عمي وهو مستلقي على الاريكه في الصاله
امسكت ملعقتي...وانا انظر الى طلال الجالس امامي
بهمس...
(( طلال ..مابها عمتي..؟؟؟))
تعمد تجاهلي وهو يقلب في الاكل...
(( اين الليمون؟؟؟؟))
وانا اكتم حدة في صوتي..
(( طلال اخبرني...))
بدون اهتمام...
(( اخبرك بماذا؟؟؟))
بصوت منخفض...
(( عمتي فريدة... مابها؟؟))
كنت اعيد في نفس السؤال
وطلال يتعمد تجاهلي تارة
او يرد علي بسؤال اخر...
حتى صرخت في وجهه
(( طلاااااال تكلم....))
التفت باستغراب نحوي..
كما لمحت عمي وهو مستلقي على الاريكه قد نهض بحركة سريعه
(( ما بك نورس؟؟؟؟))
نهضت بسرعه من على الكرسي,,,
(( اسفه عمي...لم اقصد ازعاجك... كنت احادث طلال...))

لمحت طلال وهو يكتم ضحكته
((لم تضحك؟؟؟؟))

وبتصنع في اجابته قد وترتني اكثر
(( لا شئ...))
وضعت ملعقتي في صحني..
وانا اهم برفع صحني من على الطاولة
اشارة لطلال برغبتي في الانصراف..
التفت لي...
(( ان ذهبت لن اخبرك بشئ....وتأكدي ان عمتي مستحيل ان تخبرك...))
وضعت صحني..
(( حسنا تكلم...))
ودون ان ينظر الي..
(( قبل كل شئ... بعد الوجبه هذه... تسوف تغسلين انت الصحون بدل الاختباء في غرفتك كعادتك..لان عمتي لابد انها ستكون في غرفتها..وانا مللت من غسل الصحون...))
لم يضحكني تعليقه
(( حسنا تكلم..))
((وستعدين لي عصير برتقال ...))
قالها ببرود اكثر...

(( طلال ولله العظيم ان لم تنطق...سوف......))
قاطعني بعبارة الجمتني...
(( صديق والدي جاء ليخطب عمتي فريدة...))
تحركت من مكاني
بحركة اّلية
دون ان اعلق
او حتى التفت اليه
كان طلال ينظر الي باستغراب
خرجت من المكان...
وهو يقول..
(( كنت اعلم اني سأغسل صحون الغداء....))
لم اعلق على كلامه
اسرعت الى غرفتي
اقفلت الباب خلفي
وانا اشعر ان قلبي سيخرج من بين ضلوعي
دقات تخترق سمعي
نظرات عيني تائهه في الغرفه وكأني المحها لاول مرة
ودون وعي مني
ذهبت لخزانتي الخشبية الصغيرة
واخرجت مجموعه من الصور القديمة
الصور العائلية التي يحتفظ بها والدي رحمه الله
بعثرتها بشكل عشوائي
حتى لمحت احدى الصور
صورته هو مع والدي وعمي فهد في البر
اكثر من صورة لهذه الرحلة
كنت احب ان اتأملها لانها الصور الاخيرة لوالدي
كان هو... سلمان
تذكرته الان
سلمان صديق والدي
جمدت يدي وهي تحمل الصورة امام عيني
اتأمل ملامحه مع والدي...
تذكرت تلك الليله
اخر ليله قضيناها هنا
كان عمي سلمان
كما كنت احب ان اناديه
معنا
لم اكن صغيرة
بالعكس
كنت مراهقه اتطفل لمعرفه هذه الامور
كان يتفق مع ابي وعمي فهدعلى موعد عقد قرانه على عمتي فريدة
لم اصدق وقتها ان عمتي فريدة سوف تصبح عروسا
كانت تاخذني الغيرة وقتها ولكني كنت سعيده لانه سيصبح لدينا مناسبة نحتفل بها
وستلبس عمتي الفستان الابيض
لم تكتمل فرحتنا
انتهت ليلتها
مع الحادث الذي اودى بحياة اسرتي الصغيرة
ليحرمني منها
ويحرم عمتي كذلك من فرصه الزواج بمكن تعلق قلبها به
كنت اعلم كم تحبه
وكم تفرح بزيارته لنا
كنت صغيرة ولكني ادقق لهذه الامور...
رميت الصورة جانبا
ورميت نفسي على السرير
انها حزينه
لانه عاد ليطلب منها الزوج مرة اخرى
وزوجته؟؟؟
لقد علمت انه تزوج واصبح لديه عائله
والاهم من هذا كله الضيق الواضح على ملامح عمتي
تاهت الافكار مني ...
وعدت لترتيبها من جديد
عمتي فريدة
جاء عمي سلمان ليخطبها من جديد
كانت ترفضه سابقا من اجلي انا وجدتي
جدتي وتوفيت وبقيت انا معها
والان يعيد طلب الزواج منها
يتزوجها..
لتصبح معه
وانا نورس...
ماذا سيحل بي؟؟؟



yassmin 11-11-10 09:05 AM





الموجة التاسعة

اخذت اغالب الارق الذي سيطر علي
لكن لم استطع
كل ما حولي يشغلني
وكأن همي لا يكفيني
اتقلب على سريري
يمين تارة ويسار تارة اخرى
وانتهى بي الامر مستنده على واجهة السرير
وانا اضم ركبتي لصدري
وعيني جامده
ايقضني من شرودي صوت الاذان...
تحركت من سريري ببرود
لن استعيد قواي الا بعد الاستحمام والصلاة....
بعد اقل من ساعة...
صوت احدهم في الخارج
لم اعتد على ذلك مسبقا
فقط خطوات عمتي
او صوتها تنبهني للصلاة
لكن هذه المرة هناك من يشاركنا المنزل
اقتربت من باب الغرفه
فتحته بهدؤ
لم ارغب ان يشعروا بي
لم افعل ذلك؟؟؟ لا ادري؟؟؟؟
ربما لاني سمعت اسمي يتكرر اكثر من مرة
همسات عمي وعمتي
تخترق هدؤ المكان
لتصل لمسمعي
كنت اتصنت عليهم دون ان ينتبهوا لي
حتى اخذهم الحديث
وصار صوتهم ارفع
وصرت انا اسمعهم وانا واقفه داخل الغرفه والباب مفتوح
كنت اغمض عيني
وانا استند اكثر بظهري
وكأني سوف اخترق هذا الحائط
دمع عيني يتسلل من بين جفوني
وانا اعظ على شفتي..........
كنت احاول ان استوعب ما يقولانه؟؟؟
افهم ما نتيجة كل هذا....؟؟؟
وبعد كل ما سمعته...
هل ابقى مكاني صامته؟؟
ام اخرج اليهما؟؟؟
وان خرجت ماذا اقول....
اغلقت الباب بهدؤ
وعدت لسريري
ارتميت عليه
وتكورت تحت الغطاء
لانخرط في البكاء
وانا استرجع كل ما كانا يقولانه...

عمي فهد يقنع عمتي بالموافقه...
يذكرها بصديق العائلة سلمان..
يذكرها بمن يكون...
وكيف ان من المفترض تكون هي زوجته ام اولاده...
زوجته توفيت منذ اكثر من ستة شهور
تاركة له ثلاث بنات...
والان عاد يطلبها زوجة له كما يتمنى دائما
(((هذه فرصتك يا فريدة فرصتك))
((فكري جيدا))
كان يكررها لها بين الحين والاخر
واجابتها الوحيده...
كنت انا...
(( ونورس يا اخي...من لها؟؟؟))
((كيف اترك نورس؟؟؟؟))
هذه كانت عادة عمتي تفكر بمن حولها قبل ان تفكر بنفسها...
اصبحت عقبه في طريق سعادتها....
لو اني تزوجت لكان لها حرية التصرف...
ولكنها الان مكبلة بمسؤليتي....
فعلا من لي من بعدها...

(( رفضت سابقا من اجل والدتي..ونورس...
والدتنا توفيت يا فريدة..ونورس غدا تتزوج وتتركك))
كان يحاول اقناعها
ويؤكد لها ان لا سبب مقنع لرفضها
حتى انا لم اعد سببا لرفضها
لاني لابد ان اتزوج
عمتي تعرف جيدا اني لو كنت افكر بالزواج لما رفضت من تقدموا لي
عمتي محتارة بسببي
لا تدري ماذا ترد عليه
اعرفها جيدا
اعرف انها تخبئ عنه رفضي للزواج
حتى لا يضغط علي عمي انا كذلك
فهذا عمي فهد
يعرف كيف يمشي الامور كما يريد
وكم اخشى قراراته
لقد اقترح عليها ان توافق وتتزوج
ويأخذني انا معه الى بريطانيا
اعيش مع عائلته هناك
هل هذه النهاية
تتزوج عمتي وتتركني
هل لي القدرة ان اعيش بعيد عنها
حتى وان كان مع عمي فهد
اعتدت على عمتي وحبها وحنانها
بعد ان فقدت كل هذا من اسرتي الصغيرة
عمي لا يقل عن عمتي حنانا وعطفا
ولكن لن يفهمني كما تفهمني عمتي
لن استطيع العيش خارج البلاد
عمتي لم تعد ترفض فكرة الزواج
انها محتارة... مترددة
حتى كان سؤالها
(( وهل ستوافق نورس؟؟؟))
بسببه اخنقتني العبرة
ليجيبها عمي...
(( نورس لن تتصرف بأنانية.....ان كان هذا سيجعلك توافقين على الزواج متأكد ان نورس لن ترفض....))
ارتفع صوتي بالبكاء....
وانا اخذ نفسي بصعوبه....
من تحت الغطاء....
(( لن اوافق عمي على العيش من دون عمتي ... هل لك ان تسمعني؟؟؟))
وضعت كفي على فمي...
اكتم بكائي وحزني ورفضي ...
وهل لي الحق ان احرم عمتي من الحياة الطبيعيه...
ان يكون لها زوج واولاد وعائلة....
الى متى ابقى على هذا الحال.....
لا يعرفان ان سمعت حديثهما....
وغدا سفر عمي....
ولابد انه سيفاتحني بالموضوع اليوم....
وليس هناك وقت للتفكير....

***********8

الموجة العاشرة


(( نورس ابنتي..تعالي اريد ان اتحدث معك....))
تظاهرت بجهلي لكل الامور
وكأن شئ لم يحدث
وما كنت اتمناه لحظتها
ان ما سمعته فجر اليوم ليس حقيقة
جلست معهم في الصاله الواسعه
اخذت مكانا بجانب عمتي
تعمدت ذلك
ربما ارغب ان التصق بها اكثر
فيما كان عمي فهد يجلس مقابلا لي
وطلال مكانه على الارض مستند بظهره الكرسي كعادته
وحين شعر ان هناك امر مهم
اعتدل في جلسته على الكرسي
ونظراته تائهه بيننا
وانا صامته
لم اتكلم
لم اسأل عن شئ....
(( نورس..ابنتي اسمعي ما اقوله لك...واريد بعد ذلك ان تعطينا رأيك....))
وانا استجمع قواي
(( تفضل عمي...))
شبك اصابع كفيه
وهو يتقدم بجسده على الكرسي للامام
(( هناك من تقدم لطلب الزواج من عمتك فريدة...؟؟؟))
صمت
مع صمت الجميع
وانا لم ابدي اي ردة فعل
قبلها عمتي توزع نظرها على المكان
لكن لحظتها التفت لي تريد ان تسمع مني اي تعليق
لكن لم استطع ان اقول شئ
(( نورس حبيبتي... عمتك لم توافق لا تريد تركك من اجل الزواج....))
قاطعت كلامه بحركتي
وانا اقترب من عمتي
لطالما اخجل من التعبير عن مشاعري
ولكن لا ادري لم لحظتها وددت في ضمها
التصقت بجانبها وانا اضع ذرعي حول كتفها
واستند برأسي عليها
(( لن اقف في طريق سعادتك عمتي... ليس لي ان امنعك من الزواج))
كان حديثي كما الماء البارد الذي انسكب على الجميع
وجعلهم جامدين
ونظرهم الي باستغرب
حتى نطقت عمتي اخيرا
(( نورس انا لم افكر في تركك ابدا... حتى لو....))
قاطعتها
(( عمتي... اعلم ان عمي سلمان تقدم لك....))
كنت اقولها وانا انظر الى طلال
فلم اقوى على النظر لعمتي او عمي فهد

(( عمي سلمان كان يرغب بالزواج منك منذ سنوات...لم ترفضينه؟؟من اجلي؟؟؟؟
سعادتي ان تستقري...))
واخيرا ابتسم عمي...
(( هذا كلام العاقلة ابنة اخي...الم اقل لك يا فريدة ان نورس ستتفهم الموضوع.. ثم انها ستكون مع عمها))
التفت الى عمتي..وواضح على ملامحها انها غير مصدقه ما اقول...
(( لا تقلقي عمتي.... لابد اني سأتضايق في البدايه لبعدي عنك وهذا شئ طبيعي... لكن اطمئني طالما سأكون مع عمي فهد....))
اجدت دوري جيدا
اجدت اظهار السعادة من اجل عمتي
بدى عمي سعيدا
ولكن عمتي تائهه ومحتارة
ربما لم تصدق ان الامور ستنتهي بهذه الصورة وبهذه السرعة
وطلال لم يعلق بأي كلمة
واضح انه لم يفهم الوضع جيدا
كان صامتا
خرج عمي بعدها
لديه مكالمة مهمه
لابد انه يبشرسلمان بموافقة عمتي
عمي سلمان
الذي جاء ليخطف عمتي مني
يخطفها بموافقتي
ليس لي ان ارفض
غادرت عمتي المكان لغرفتها
وانا مكاني لم اتحرك
اضم كفاي في حضني
ونظري للسجادة المزخرفه على الارض
وكأني لاول مرة المح هذه النقوش
(( اذا لم كنت تبكين فجرا؟؟؟؟))
رفعت نظري اليه بسرعه
(( نورس سمعت صوت بكائك فجرا....))
تظاهرت بعدم الفهم...
(( ماذا تقصد؟؟؟))
همس لي...
(( لمحتك عند باب الغرفه... كنت تسمعين حديثهما..))
-(( اي حديث تقصد..؟؟؟))
رفع من نبرة صوته اكثر
(( نورس...لا تنكري... سمعت حديثهما كما سمعته انت.... وسمعت صوت بكائك بعدها...))
وقفت بسرعه
(( كيف لك ان تتجسس علي؟؟؟))
بهدؤ اجابني
(( لست من طبعي ان اتجسس..سمعت حديثهم لاني كنت في المطبخ لحظتها...ولمحتك عند باب غرفتك..... احببت ان اطمئن عليك... وقفت عند باب الغرفه اناديك لم تسمعيني...لكني سمعت صوت شهقاتك..وبكائك....))
بانهزام كان ردي...
(( طلال..كل شئ انتهى..كما انتهت نورس قبل سنوات...لن يفرق عندي شئ الان الا راحة العمة فريدة..))






yassmin 11-11-10 09:11 AM





الشاطئ الـ 13
الموجة الاولى


كان يوم امس كئيب جدا
واليوم اشد منه كابة
سيغادرنا عمي فهد وطلال
انتهت اجازتهما
ولابد لهم من العودة
سيتغير من بعد هذه الزيارة امور كثيرة
كثيرة لم اتصورها ابدا
سنفتقدهما
سنفتقد الاحساس بالعائله
والجو الاسري
احساس مؤلم
حزين
جهزوا حقائبهم
ولملموا اغراضهم الموزعه في المكان
وكعادته
طلال
همس لي ونحن في السيارة
وهو يغمز لي
(( كوبتي البرتقالية اللون في المطبخ تركتها لك لذكرى ..تشربين فيها قهوتك كل صباح))
_(( ما اجملها من ذكرى))
اجبته باستهزاء مصطنع
ليرد علي..
(( الذكرى انك ستغسلينها..تركت بقايا الشاي فيها...))
اغرب وجهه عني بقصد انه لا ينتظر مني اجابة
كتمت ضحكتي لحظتها
طلال لا يغفل عن شئ ابدا
ولكن احساس موجع بداخلي
كم ارغب ان يجمد الوقت لا يتحرك
اريد ان ابقى اكثر بقربهما
استغرب لامري
ان كان قربهما يسعدني
فلم الضيق من قرار عمي بالاستقرار معه في بريطانيا
الحقيقه اني ارفض بعد عمتي
معادلة صعبه
صعب على الفرد ان يفهم ما بداخله
يرغب بامور كثيرة متناقضه
لا يعرف كيف يحققها في نفس الوقت....

دخلنا المطار
(( لم ارغب ان توصلانا الى هنا..))
عمي يقولها وهو ممسك بحقيبته السوداء الفخمة
(( نريد ان نكون معك لاخر لحظة...))
عمتي تقولها..تقطع قلة كلامها خلال اليومين الماضيين
ابتسم لها عمي
(( سأعود قريبا ونحتفل بك فريدة... عودتي قريبه انتظريني..))
انتبهت الى طلال
ينظر الي
لابد انه لاحظ ضيقي من تعليق عمي
فكلنا فهمنا قصد عمي بكلامه
انه يعني خطبة عمتي

(( طلال الـــ....؟؟؟ كيف حالك...؟؟؟))
كانت صدمتي من نبرات هذا الصوت
ناصر يقترب منا اكثر
كان طلال واقفا على يمين عمتي وانا على يسارها...وعمي فهد مشغول مع موظف المطار
طلال بدى مستغربا
وكأنه لا يعرفه
(( لا تقل انك لم تعرفني؟؟؟))
مد يده طلال يصافحه
(( اهلا بك...ولكن اعذرني لا اتذكرك...))
نظري اوزعه بينهما
اريد ان افهم
كيف يعرف طلال
كان قد ذكر اسمه مسبقا عند المقهى
واضح انه يعرفه جيدا

انتبه لنا عمي لحظتها
والتفت باهتمام نحو ناصر
(( اهلا ناصر..كيف حالك...؟؟))
بدأ ناصر بمصافحة عمي...
(( اهلا ابو طلال..تذكرتني وابنك لم يتذكرني...))
طلال بصوت عالي وكأنه استطاع حل لغز...
(( ناصر... تذكرتك....اعذرني فالحادث كان منذ فترة طويله...))
ابتسم له ناصر
(( لكني لم انساك او انسى موقفك ابدا))
وكعادتها عمتي..يربكها نطق كلمة حادث
(( اي حادث طلال؟؟؟))
ابتسم لها طلال
(( عمتي مابك..حادث منذ اكثر من سنة... تسبب به احد اصدقائي..ونتج عنه اصابة ناصر...))
التفت بعدها الى ناصر
(( ناصر..هذه عمتي جئنا لزيارتها ...))
ناصر وهو يمسك كتف طلال
(( ماشاء الله على اخلاق ابن اخيك يا خالةتسبب صاحبه في حادث لي وشهد ضده من اجلي ..))
لم تعلق عمتي
فقط ابتسمت وهي تنظر الى طلال
وانا وسط هذا الزحام
والتفاصيل التي شاركت بها حتى عمتي
اشعر باني جثه متصلبه في مكاني بلا احساس
لا اشعر بشئ
ولا افهم شئ
فقط شخوص تتحرك امامي
وتتحدث
عمي فهد...(( هل انت في زيارة هنا؟؟))
_(( لا..انا استقريت هنا ..انهيت الدكتوراه وادرس الان في جامعه العاصمة))
طلال وعينه على حقيبة ناصر المتوسطة الحجم
((لكنك مسافر معنى الى بريطانيا صحيح؟؟؟))
فجأه تغيرت نبرة صوته
شعرت بنظره الي
(( نعم زوجتي هناك... والبارحة وضعت..))
هزني كلامه
ايقضني
احيى الجثه المتصلبه
تحركت اخيرا
رفعت نظري اليه
كان يتحدث بضيق ونظره علي انا...
عمتي باهتمام
(( مبروك ما جاك.... بنت او ولد؟؟؟))
ابتسم لها
(( توأم يا خالة..بنت وولد...))
(( ماشاء الله ما شاءلله يتربون بعزك بني...))
ولكن لم هو حزين؟؟؟
سؤال احترت في اجابته
حتى اجاب هو
(( شكرا خالة... ربي يسمع منك... انهما في الحاضنه..ولدا في بداية الشهر السابع...))
اكمل عبارته بنبرات حزينه
وبدى الحزن واضح على ناصر
لاول مرة المح هذه النظره في عينيه
هل اشعر بالالم لاجله؟؟
لا اعلم
ما اعرفه
انه مسافر الى زوجته سمر
بعد ان رزقهما الله بتوأم
بدى قلقه عليهما واضح
التزمت صمتي
وتعمد عدم الحديث معي
تصنع عدم معرفته بي
كم هو يجيد التمثيل
لكنه لابد ان يذكر عمتي
ويعرف صلة القرابه بيني وبين طلال
لا ادري لم ركزت على هذه النقطة
ربما كنت ارغب ان يشعر بالحيرة في علاقتي بطلال
خاصة عندما لمحني معه في الجامعه
وراى بكائي من اجله في المقهى
اوقات كثيرة لا نفهم ما بأنفسنا او ماذا نريد
وانا لا ادري
لم رغبت في ان اجعله محتار بعلاقتي مع طلال


ودعنا عمي وطلال
وغابا عنا وسط زحام المسافرين
رافقهما ناصر حينها
واخر نظرة اليهما
لمحت فيها ناصر
ينظر الي
بنظراته التي لا ادركها
لا افهمها
هي نفسها
ماذا تحمل هذه النظرات ناصر؟؟؟؟



الشاطئ الـ 13
الموجة الثانية


ماذا احمل بداخلي
هل هو فرح ام حزن
كعادتي كل ليلة
ابقى جالسة امام مراتي
اتأمل ما تركته الايام في ملامحي
واليوم؟؟؟
بعد كل هذه الضجة
التي احدثتها خطبت سلمان لي
الضجة التي بداخلي
وازدحام الاحاسيس
التي لم اعد افسرها
اتأمل بريق عيني
اشعر بان شئ تغير في عيني
نزعت النظارة الطبية
واقتربت للمراة اكثر
عيني العسليه
(( احببت طعم العسل من لون عينيك...))
قالها لي سلمان
قبل سنوات
هل مازال يتذكر كل ذكرياتنا سابقا
عادت بي الذكرى
للايام الماضية بحلوها ومرها
اول لقاء جمعني به
ما كان الا مشاجرة
وليست اي مشاجرة
كنت اقود سيارتي
عائدة الى المنزل
تجاوزني بحركة سريعه
تفاجأت به وكدت ان اصدمه
لحظتها لم يتوقف صوت التنبيه من السيارة
لم ارفع يدي عنه
حتى لحقت به
وصرت اشير له بيدي
بأنه اعمى لا يرى
واسرعت بعدها
وصار يسير خلفي بسيارته
حتى وصلت الى البيت
كل الشجاعه التي واجهته بها قبل لحظات اختفت
اصابني الرعب
ماذا يريد؟؟
ولم هو يلحقني
اوقفت سيارتي عند بوابة المنزل
واوقف سيارته خلفي
بقيت في السيارة
لا اقوى على الحركة
ماذا سيفعل بي
اتلفت حولي
لا احد في الطريق
كنت المحه من المراة الامامية
ينظر الي
حضنت حقيبتي
لاستعد لدخول البيت بسرعه
هربا منه
وما ان نزلت من السيارة حتى لمحته امامي
(( اسف..لمـــــ.............))
وبقي بعدها صامتا جامدا امامي
وانا لا اعرف كيف تحملت قدماي ان تحملني لحظتها
كان امامي ينظر لعيني
لم يكمل حتى كلامه
بقى صامتا...
(( لو سمحت ابتعد عن طريقي....))
ابتعد عن طريقي بحركة الية
ونظره مازال الى عيني
وبسرعه
وربما كنت اجري لحظتها لداخل المنزل
لاصطدم باخي فهد...
(( فروودة مابك؟؟؟))
بقيت صامته لم اجبه
تجاهلني
وانا واقفة مكاني امام البوابة
حتى سمعته يرحب به
(( اهلا سلمان.... لم تاخرت؟؟؟ كنت في انتظارك...))
ما اروع اول لقاء جمعنا
وكم هو مؤلم اخر حديث بيننا
اتذكر عباراته لي...
(( لم تحرمين نفسك من السعادة؟؟؟))
مسحت بيدي على شعري
هذا قدري يا سلمان
نصيبي بالدنيا
لم استطع ان افارق والدتي
وعندما اقنعني اخي بأن يأخذ مهمتي بالعناية بوالدتي المريضة
لم اتردد في الموافقه
فأنا اثق به
اثق في محمد كثيرا
واعلم انه لن يقصر مع والدتي
لكن الموت لم يمهله
وافقت
في تلك الليله
حددواعقد القران بعد اسبوعين
وفي الليله نفسها انتهى كل شئ
وصرت بعدها اتحمل مسؤلية والدتي وابنة محمد اليتيمة
وحتى بعد وفاة والدتي
لم تيأس
طلبتني
وطلبت ان تتحمل مسؤلية نورس
ولكنها فتاة
يتيمة
تحتاج عناية خاصة
وهي في هذا السن الحرج
صعب ان انشغل عنها
لم تصمد حينها يا سلمان
رحلت
وعلمت بعدها انك تزوجت
اذكر اني قضيت ليالي ابكيك
ابكي احلامي
وكل ما خططنا من اجله مسبقا
وتعود من جديد
بعد سنوات ليست بقليلة
ولكن حالي هو نفسه
لم يتغير
مازال كل اهتمامي بنورس فقط
والان
هي من تطلب مني ان لا اتخلى عن فرصتي الاخيرة بالارتباط بك
سلمان هل مازلت بالوسامة نفسها
ام اخذ الزمن منها
شعرك الاسود الذي دائما تبقيه طويلا بقصه مميزة
ابتسمت مع نفسي في المراة
وانا اتذكر حديثي معه
بعد خطبته لي
عندما اتصل يسألني عن تجهيزات الحفل
كنت خجله من طلبي...وانا اقوله..
(( لابد ان تقص شعرك لا اريده طويلا...))
قال مازحا....
((وما شأنك انت بشعري.؟؟؟))
استرسلت معه في الحديث...
((لم احبه))
ليهمس لي...
(( وانا..؟؟؟))
استغربت سؤاله
(( ما بك؟؟؟))
ليجيبني...
((هل احببتني؟؟؟))
وبحده اجبته...
(( سلمان انا اتكلم عن شعرك....))
وبالحده نفسها...ولكنها نبرة مزاح...
(( لا اسمح لك ان تتكلمي عن شعري...))
لاسأله....
(( حقا ؟؟؟عن ماذا اتكلم اذا؟؟؟))

وهمس لي....
(( تكلمي عن شعرك.... هل هو طويل؟؟؟))
بخجل اجبته...
(( مفاجأة....))
وبجديه اجابني...
(( حسنا نتفق.. ان كان شعرك طويلا اعدك ان اقص شعري...))
ضحكت من قلبي على شرطه وقتها
(( ما اجملها من ضحكة...))
صرت اتحسس شعري
مازال طويلا
تركته طويلا كما تحب
ربما هناك امل ان نلتقي يوما
ويجمعنا الزمن
والان؟؟؟
بعد قرار نورس
وموافقتها
هل لي الحق ان اوافق على الارتباط لك؟؟؟؟
يا ترى كيف هي ظروفك الان؟؟؟؟؟
لملمت شعري...
وابدلت ملابسي
وهربت من كل ذكرياتي
الى سريري....


yassmin 11-11-10 09:14 AM





الشاطئ الـ 13
الموجة الثالثة

في الوقت الذي هربت فيه العمة فريدة الى سريرها
تتهرب من كل ذكرياتها
كان هو في الفيلا الخاصة به
كان سلمان
يتفقد بناته الثلاث
في الطابق العلوي
دخل غرفة ابنته الكبرى
كانت نائمة
وسط اوراقها والوانها
كم تحب الرسم...
وسوف تعرض لوحاتها في افضل المعارض الفنية
هذا كان حلم مروة ذات السبع سنوات
ابعد كل ما حولها عنها
ورتب الغطاء عليها
واطفأ انوار الغرفة...

اتجه بعدها لغرفة اخرى
غرفة مرام ومريم
لم يدخل..
طرق الباب...
لتخرج المربية...
(( تفضل...مريم ومرام يغطون في النوم... ))
كانت اضاءة الغرفه خافته جدا
بالكاد اقترب من مريم
ذات اربعة اعوام
كانت نائمة على سرير ستروبري
كم تعشق هذه الفتاة هذه الشخصية الكرتونية
لتجعل كل ما حولها ستروباري بدء من السرير
حتى الحلق في اذنيها
اقترب بعدها من مرام
ذات 5 اعوام
والتي بدورها نائمة على سرير فلة
ولطالما احبت ان تكون فله
كما اعتادت ان تزين شعرها بوردة
ليتذكر الجميع ان اسمها فلة
خرج من الغرفة ليلمح المربية تنتظره خارجا..

(( اين بدور...))
(( لتو دخلت غرفتها...هل تود ان اناديها؟؟))
(( لا... اتركيها نائمة..))

انصرف سلمان نحو الجناح الخاص فيه
بعد ان اطمئن على بناته كعادته
وكذلك بدور
اخته الوحيده
التي اخذت تعتني ببناته بعد وفاة زوجته
فلا يصح ان يبقى وحده مع بناته بالاضافة الى المربية
كما لا يمكنه الاستغناء عن المربية
قد يكون مرهقا على اخته انشغالها بهم بوقت تحضر لدراسة الماجيستير وكذلك زواجها

اخذ نفسا عميقا وهو يتجه الى جناحه الخاص
(( متى تتكرمين بالموافقة يافريدة وتريحين قلبي وعقلي؟؟؟))
كان فهد ابو عبدالله قد ابلغه بموافقتها المبدئية
وسيبلغه بكل شئ لاحقا
لان لابد له من العودة فاجازته انتهت
وعندما يرتب اموره في العمل
سيعاود الاتصال معه
ليرتبا الامور
دخل الغرفة واغلق الباب
نزع شماغه ورماه على الكنبة
كعادته يرمي بكل شئ على الكنبه
ويمكن للخادمات ان يعيدوا ترتيب كل هذا صباحا
بعد ان يخرج للعمل
ابدل ملابسه
واستلقى على سريره
شبك اصابع كفيه خلف رأسه
واخذ ينظر للسقف
يتأمل بريق النجوم الفضيه التي تزين سقف الغرفة
ومع الضؤ الخافت وقت النوم
تصبح الغرفه كأنها فضاء شاسع
وهو هائم فيه
اخذ يتقلب على سريره
كعادته
حتى قبل وفاة زوجته ام مروة
التي عانت ويلات المرض اكثر من عامين
وقضى فيها كل وقته ما بين المستشفيات للعلاج
ومن بلد لاخر بحث عن امل لانقاذها من المرض الخبيث
الذي استفحل في جسدها الضئيل
وكانت ما تردده دائما
(( اشعر ان عمري قصير..ولا اوصيك بشئ الا بناتي...))

كانت تذكره بهن في كل مرة تنام في المستشفى
او تدخل لاخذ العلاج الذي اهلكها
حتى حدثته في احدى المرات بشأن زواجه
استغرب من ذلك كثيرا
لطالما كانت تغار عليه حتى من زميلاته في العمل
(( سأتركك وحيدا..واعلم ان من حقك الزواج... طلبي ان تفكر ببناتي قبل زواجك... لتكن اما حنونه...اوعدني ابو مروة بذلك...))
كان وعده لها
ان يختار ام حنونه
يؤمنها على بناته
وهل هناك اكثر حنية من فريدة
حلمه في الماضي
التي تركته من اجل ابنة اخيها اليتيمة؟؟؟
الان عاد به الزمن اليها
ليعيد امله في تحقيق حلمه بالارتباط بها
يعلم انها لم تتزوج
فهو مازال على اتصال مع اخيها فهد
ولان ليس من الذوق ان يسأل عنها
ولكن يصادف ان يأتي ذكرها
ويعرف اخبارها بالصدفه
انها للان تتحمل مسؤلية نورس ابنة محمد اخيها المتوفي
هل سيتحقق حلمه اخيرا
ام يكون هناك ما يعكر كل ترتيبه
فهذه المرة لن يترك الفرصه لها ان ترفض
لانه مجبر على الارتباط
فمن الصعب ان يبقى مع بناته لوحده بعد زواج اخته
لانهن يحتاجون عناية خاصة في هذا السن ولكونهن بنات
ولا يمكنه الاستغناء عن الخادمات او المربية
ولا يصح بقائهن معه وحيدا في مسكنه
كل الامور مترابطه مع بعضها
والحل لها
الــزواج
والــزواج من فريدة
فقط فريده هي من تصلح ان تكون له زوجه
وام لبناته
ابتسم مع نفسه
وتذكر مزاحه معها
كان يتحجج بالاتصال ليطلب اخيها لتجيبه
ويأخذ في المزاح معها ويسفتزها
لتعصب عليه في النهاية
ولكن عصبيتها دائما بهدؤ
(( ما شاء الله عليك حتى عصبيتك بهدؤ..؟؟؟))


فقد الامل بالارتباط بها مرتين
وفي المرة الثانية لم يكن متوقع ان ينتهي مشروع الخطبة بوفاة اخيها محمد
الذي يعتبره صديق عزيز


اخذ نفسا عميقا
كم يرغب
ان يبعد كل ذكرى مؤلمه
فهو يبحث عن الامل من جديد
ابتسم وهو يتذكر حديثه معها
بوقت تجهيزهم لحفلة الخطبة

وخاصة عندما اصرت ان يقصر من شعره
سحب شعره باصابعه للخلف
لم يغير من طوله الى الان
مازال يصل لبداية كتفه
كان سابقا ربما اطول قليلا
ولانه غليظ
مع لونه الاسود الداكن
يبدو ملفتا
ولم تحتج فريده حينها الا عليه
ولكنه شرط عليها
ان يقصره ان كان شعرها هي طويلا



تذكر اول لقاء
في الطريق

عندما رغب في الاعتذار منها
لينبهر بعينيها العسلية
ويبقى غارقا فيها
وهي ترجف خوفا
كانت المرة الاولى والاخيرة التي يبقى فيها قريبا منها
ويلمح صورتها
سلبته عقله وقلبه لحظتها


لم يراها كثيرا
لمحها عدة مرات مع اخويها
لكنه لم ينسى لون عينيها
(( احببت العسل من لون عينيك))
عبارته التي لا ينساها
كلما وقعت عينيه على العسل
في اي مكان واي وقت
كانت ذكرى هذه العبارة تزعجه تارة
وتجعله يبتسم لوحده لا اراديا تارة اخرى


كم هو متفائل هذه المرة
احساسه بالسعادة يختلف عن كل مرة
كم يحبها
ويعشقها
انها حبه الاول
حتى ام مروة
رغم قربها منه
وحسن العشرة بينهما
لم تستطع ان تاخذ منه حب فريدة
لكنه لم يشعرها ابدا بذلك
كانت حياته معها هادئه
كلها احترام
وحب
الحب الذي تخلقه العشره
وحتى في مرضها وفر لها كل شئ
ولم يبخل عليها بوقته ليقضيه بقربها
ومع بناتها
كعلاج نفسي لها
كما انفق الكثير من اجل علاجها
فهي ام بناته
كما ان في فترة زواجهما
وصل لاعلى المناصب
فاصبح من افضل رجال الاعمال
ويملك اقوى الشركات
عند وفاتها
حزن كثيرا..كثيرا عليها
فهي تستحق ان يفتقد وجودها كل لحظة في زوايا منزله
وخاصة مع اهتمامها الكبير ببناته
فهو لم يشكو يوم تقصيرا في تربيتها
كانت كل مسؤلية البنات
على عاتقها..حتى وقت مرضها
والان المسؤلية على عاتقه
ولا يعرف كيف يتصرف

وقريبا تكمل عاما على رحيلها
ولابد من اخرى تقوم بمهام الام والزوجة
ولن يكون غيرها
ذات العيون العسلية
فريدة
ابتسم عندما تذكرها
وهو ينقلب على جانبه الايمن
ليغلبه النوم
.................................................. ...




الشاطئ الـ 13
الموجة الرابعة

اخذت مكاني في الطائرة...
كان مقعدي في المقدمة ...
فيما لمحت طلال ووالده معي...
في الصفوف الاخيرة ...
في الدرجة الاولى...
اخذت مكاني...
ووضعت اشارة عدم الازعاج...
اغمضت عيني...
كنت اهرب من ما يجول في عقلي...
او بالاصح اهرب منها....
ولكن حتى وان كنت بين الارض والسماء....
لا يمكنني الهروب ابدا...
خاصة ان كان الامر يتعلق بتلك الفتاة....
نورس....
هل قدري ان التقي بها في اهم لحظات حياتي؟؟؟
فعلا هذا ما يحدث معي....
لاني الان التقيها...
وانا في اصعب اللحظات....
السفر من اجل طفلاي اللذان ابصرا النور في غيابي
شعرت باهتمامها عندما سمعتني اتحدث...
عن زوجتي وظروف ولادتها...
ولا اعتقد انها لم تنتبه لاهتمامي ان اقترب من عائلتها...
واتعمد الحديث معهم...
طلال التقيته اكثر من مرة ولم اعرفه بنفسي...
الان فقط فعلتها...
والسبب الذي اتهرب منه يلوح امامي....
كنت اتوق لاعرف علاقتها بــطلال...
وفي النهاية اكتشف انه ابن عمها....
لم اخشى ان تكون نورس قريبه من شاب مثل طلال...؟؟؟؟؟
ليس لامر سئ يحمله...حتى اخشاه...
انا لم اخشى طلال...
ربما ما كنت اخشاه ان تحمل في قلبه شعور يخص طلال
فشاب بأخلاقه يستحق ذلك...
الى اين يأخذني تفكيري؟؟؟
كم كنت معجب بشخصيته واخلاقه...
فكم كان صعبا موقفه في اول لقاء بيننا...
كنت على شارع ادجورد....
خلال منتصف الليل....
خارج من المطعم الفارسي....
احمل وجبة العشاء المفضله لدي....
اشارة عبور المشاة مضاءة....
اخذت خطواتي على خطوط المشاة....
اتذكر حينها انوار سيارة قادمة ....
لم يستطع السائق السيطرة عليها...
من شدة السرعة...
لاكون ضحية تهوره...
وابقى بعدها في المستشفى...
اعاني من رضوض وكسر مضاعف في الكتف...
والاصعب من هذا كله...
موعد زواجي قريب...
وعلي العودة للبلاد لترتيب امور الزواج...
وخلال التحقيق في الحادثه كان السائق يرفض الاعتراف بخطأه...
واني عبرت الطريق قبل اضاءة اشارة عبور المشاة...
ولان قوة الحادث رمتني لعدة امتار جانب الطريق...
فأنه انكر كذلك ان عبوري على خطوط المشاة...
حتى كانت شهادة رفيقه في السيارة...
الذي أكد كلامي....
وعليه تم محاسبة السائق ...
الذي هو اساسا صديق طلال...
وقد شهد الاخير ضده...
اتذكر اني التقيت طلال مرتين...
خلال التحقيق في الحادث...
الا ان والده استاذ فهد....
كان يتابع حالتي ...
بما انه يعمل في السفارة التابعه لبلادي...

كما اني ازدادت معرفتي به خلال ذهابي للسفارة...
لاكمال اي اجراءات رسميه...
اتشرف بمساعدته لي...
وتقديم اي خدمة احتاجها...
كم كان انسان محترم....
ولم اتعجب من موقف ابنه ان يشهد ضد صديقه....
ان كان تربى على يد رجل فاضل ومحترم مثل الاستاذ فهد...
وعلي ان اتذكر ان هذا الرجل الفاضل...
ما هو الا عم نورس...
نورس......

واخيرا اخذني النوم ....
وانقذني من كل افكاري المرهقه...
حتى هبطت الطائرة...
في وطن اخر...
غير وطني....
حيث مولد طفلاي...
كان مولدهما في غير موعده...
سبقى الموعد بشهرين....
وكانت صرختهما الاولى في غيابي...
لم اصدق نفسي ليلتها....
كيف اقنعت نفسي بالعودة وتركها وحدها...
وانا اعلم ان الحمل ارهقها...
كما انها مازالت تجهل مثل هذه الامور....
اراها صغيرة جدا على تحمل المسئولية...
سمر زوجتي....
اعرفها جيدا...
فهي لم تتحمل مسؤلية ابسط الامور وان كان اعداد الافطار...
فكيف هي الان....
عقلي مشغول على طفلاي...
وعليها.....
هل فعلا ظلمتها بقرار عودتي للبلاد من دونها...
لحظات والتقي بالدكتور جاسم...
يعلم بموعد عودتي....
ولابد انه سيأتي لياخذني للمستشفى...
لأرى زوجتي...
ولاشبع عيني بطفلي...
كيف هما؟؟
من يشبها؟؟؟
ياترى ما لون عينيهما..؟؟؟
اتوق للقياهم...
هل هذه هي مشاعر الابوة...
انها شئ جديد...
تجول بصدري...
دفعتني بالامس...
ان اقطع تذكرة...
بسعر خيالي...
حتى اكون هنا في هذا الوقت...
كما دفعني هذا الشعور...
لاذهب بعدها مباشرة لاقرب محل اطفال...
واشتري قبعتين من القطن....
الاولى زرقاء والاخرى وردية...
هذا ما عرفته...
ان الولد له الازرق والبنت لها الوردية...
ياترى ماذا اطلقت عليهما سمر؟؟؟
اننا لم نتفق حتى على الاسماء...
سأترك لها حرية الاختيار...
امور كثيرة تشغل تفكيري...
متى علي ان اعود؟؟؟
لا استطيع ان اتغيب عن التدريس اكثر من 5 ايام....
ولا ادري ان كان باستطاعتي ان نعود جميعا...
انا وزوجتي واطفالي...
كم هو رائع هذا الشعور...
ان اكون خلال ايام رب اسرة...
وسط زحام افكاري انتبهت...
الى اني انهيت اجراءات الدخول...
لالمح لوحة تحمل اسمي مع احدهم...
لابد ان الدكتور جاسم ارسله لي...
لهذه الدرجة هو مشغول؟؟
او ربما لم يرغب في ترك سمر وحدها....
اشرت اليه اني صاحب الاسم...
وهممت بعدها بمرافقته للسيارة...
تذكرت بطاقة الاتصال...
استبدلتها في جوالي...
وبسرعه اجريت اتصالي على رقم زوجتي...
زوجتي سمر...
لكنه مغلق...
اعدت الاتصال ولكن على رقم والدها...
لم يتأخر في الرد...
اجابني بسرعة...
(( اهلا بني؟؟؟ حمدلله على السلامة....))
((اهلا عمي..كيف حالك وكيف هي سمر والطفلان؟؟؟))
امور كثيرة كنت اريد معرفتها...
لكنه اختصرها لي في حديثه...
سمر بخير...
وهي الان في المنزل...
والطفلان في المستشفى...
لابد من وجودهما في الحاضنه...
كما انها للان لم تختار لهما اسم...
هل تنتظرني لتشاركني الاختيار؟؟؟
ولكني احترت كيف لها ان تترك المستشفى...
ويبقى الطفلان فقط؟؟؟
لا اعلم لهذه الامور...
وكل تساؤلات سأجد لها جوابا لا حقا...
ولكن اين علي ان اذهب اولا؟؟؟
هل لارى طفلاي...
ام اذهب لأرى زوجتي...
احترت في البداية...
قلبي وكل المشاعر المتزاجمة فيها تجعلني افكر بالذهاب.. للمستشفى...
ولكن.............
سمر لابد ان اطمئن عليها...
لا اريد ان تشعر انها اقل اهميه من الطفلين...
طلبت منه ان يأخذني لمنزل والدها...
لحظات بعدها...
وكنت امام المنزل...
رغم برودة الجو...
وقد اكاد اتجمد فيه...
من بعد اعتيادي على شمس بلادي الدافئة في الشتاء...
كانت حرارة انفاسي ترسل دفئ غريب لكل ما حولي...
هذا ما شعرت به...
وجدت نفسي...
امامها...
في غرفتها في منزل والدها....
كانت مستلقيه على فراشها الزهري...
والدها وزوجته البريطانية برفقتها...
كانت تنظر الي بينما اقترب مني والدها يحيني بحرارة..
كان شئ غريب بينهم جميعا...
لم افهمه...
لحظتها...
كانت سمر صامته...
ترد على تحيتي بهدؤ...
لم يبدي منها اي ردة فعل...
مازال والدها ممسك بكفي...
وهو يشير لي للخارج...
لابد ان هناك مايريد قوله...
تركت الغرفه برفقته...
اخذني لغرفة المكتب...
لابد ان الامر مهم للغاية....
كان يتحدث ويتحدث ....
كانت الدنيا تدور بي...
لا افهم مايريد من كل هذا الكلام...
خرجت بسرعه من منزله...
لاجد السائق مازال في السيارة...
اشرت له ان يأخذني للمستشفى...
كل كلامه يدور في رأسي...
كل كلمة...
وكل حرف...
الى ماذا يريد ان يصل؟؟؟....
لااريد ان افكر اكثر وارهق نفسي...
علي ان اطمئن على طفلاي اولا...
بعد اكثر من نصف ساعة...
كنت امام بوابة المستشفى....
اخذت المعلومات من الاستقبال....
وبسرعه الى قسم الخدج في المستشفى....
كانت خطواتي تتسارع مع دقات قلبي....
ومع الاشارات المعلقه في الممرات...
وجدت نفسي...
امام غرفة واسعه....
تطل على الممر بزجاج يكشف عن ما بداخلها...
مجموعه من الحاضنات...
وكل حاضنه تحتضن طفلا...
يبحث عن الحياة بانفاس مجهده...
وعيني مغمضه...
وانبوب يمر على جسده لا ادري لم؟؟
اي منهم طفلاي...
لمحتني الممرضه...
غارق امام هذا الزجاج...
لتسألني عن سبب وقوفي...
بصعوبة نطقت...
فكنت اقرب الى البكاء من الحديث...
اعطيتها اسم سمر بالكامل...
ابتسمت لي...
وهي تخبرني انهما توأمان بنت وولد...
بهدؤ..
حركت احدى الحاضنات...
قربتها اكثر من الزجاج...
لتخبرني انها ابنتي..
والحاضنة الاخرى القريبه منها تحتضن طفلي...
اشرت لها ان كنت استطيع الدخول....
اشارت بالايجاب...
خرجت لي وانا اقترب من باب الغرفه....
لتعطيني...
قطع من القطن زرقاء اللون...
وهي تشير لما تغطي به شعرها ووجهها...
فمهت انها تريد مني ان استعمل هذه القطع...
وبحركة سريعه...
ارتديتها..
ودخلت..لطفلتي...
المحها من زجاج الحاضنة...
كنت اقرب اناملي منها..لابعدها بسرعه....
اخبرتني الممرضة ان يمكنني لمسها....
قربت اناملي من خدها كان ورديا ناعما....
وحولت لمستي الى اصابعها المجعدة...
كم هي رائعه ابنتي...
كما انها صغيرة الحجم....
صغيرة جدا...
تكاد اصابعها تتوه في كفي...
رفعت نظري للحاضنة الاخرى...
اقترب منها...
فهذا طفلي...
كم هو رائع...
وصامد من الان مع هذا الانبوب الذي بدى مرعبا على جسده النحيل...
كلاهما يتشابهان...
ولكن ملامحهما غير واضحه....
كل ما فيهما صغير...
كم ارغب في حملهما وضمهما لي...
بقيت واقفا اتأمل في صمت...
انظر اليهما..
ابحث في ملامحهما عن شئ يخصني...
حتى فتحت البنت عيناها...
لا ادري لم دمعت عيناي لحظتها....
اقتربت منها اكثر...
لون عينها الفاتح
بدى يشبه لون عيني...
كنت اقاوم دموعي
حتى انتبهت للممرضه تشير لطفلي الاخر
لقد فتح عيناه هو الاخر
اتجهت اليه
نفس العينين
كم هما رائعان
على الاقل ادركت انهم اخذا لون عيناهما مني انا
وانا في غمرة هذا الشعور
شعور الابوة الغريب
انتبهت للمرضة تشير لي بالخروج
لم ارغب في ذلك ابدا...
كنت ارغب في البقاء
لكني لمحت احدهم يتقدم
كان الطبيب واقف ينتظر مني الخروج
بهدؤ وببطئ خرجت من المكان
وعيني عليهما
ارى ابتسامة على وجهه
وكأنه يهنيني بالمولوديين
بعدها اخذني لمكتبه...
اعتدنا منهم ...الانجليز الوضوح في كل شئ
وهذا ما لمسته من حديثه معي
كان يحدثني عن حالة سمر وقت الولادة
ووضعية الطفلين حاليا
كان كل كلمة ينطق بها ماهي الا جمر
يسري في عروقي
خرجت من عنده
اخذتني خطواتي نحو غرفة الخدج
ولا اراديا اقتربت من زجاجها وكأني احضنه
بودي ان اخترقه لاصل اليهما
لارى عيناهما مرة اخرى
كانا مغمضا العينين
لكني بقيت جامد انظر اليهما
وصرت اتنفس بصعوبة
وانا استرجع حديثه
غير مصدق ما قاله
وبالاصح لم اتوقع هذا ابدا
الطفلان يعانيان من عيب خلقي في القلب
الامر يتكرر معي....


yassmin 11-11-10 09:16 AM





الشاطئ الـ 13
الموجة الخامسة


انهيت محاضرتي الاولى...
وعقلي ليس معي...
مشغول بوضع عمتي...
اشعر انها مرهقه...
مرهقة من التفكير...
لا ترغب ان اشاركها بشئ...
وانا احترم رغبتها....
كما تحترم رغبتي في صمتي وكتماني لامور كثيرة...
لكني لا اشعر بالراحة...
طالما هناك ما يتعبها ويرهقها...
وما يزيد انزعاجي...
شعوري انها كانت بموقفي هذا ...
طوال السنوات التي عشتها معها....
لكنها تحملت ولم تضغط علي ابدا...
والان جاء دوري...
لاني احترم صمتها...
ومع كل هذه الافكار...
وجدت نفسي امام استراحة البنات..
دخلت...
ورميت ملفي على اقرب طاولة...
انه وقت محاضرة مقرر الاقتصاد...
والدكتور ناصر مازال غائبا...
واضح ان الجميع يجهل سبب غيابه...
عداي انا...
القدر جمعنا في ارض المطار...
ليكشف لي سبب سفره...
ولكن لا انكر اني هنا..
في الاستراحة...
لغرض ما...
جلت بنظري في وجوه البنات...
كنت ابحث عن احداهن...
حتى دخلت مع باقي صديقاتها...
رحبت بي بابتسامة ..
وجلست معهن على الطاولة المقابلة...
فتحت ملفي الزهري...
اتظاهر بالمذاكرة....
(( نورس... لديك محاضرة الاقتصاد الان....هل مازال الدكتور ناصر غائبا؟؟؟))
رفعت نظري الى لولوة...
(( لا لم يحضر...))
تبادلن الحديث....
وكل حواسي معهن....
كن يتسائلن عن سبب غياب الدكتور ناصر...
حتى لولوة تجهل السبب...
مع انها صديقة سمر....
كما تقول....
وواضح ان لا علم لديها بولادة سمر المبكرة....
وسفر ناصر لها...
كان الامر يهمني....
لا انكر هذه الحقيقه...
ولكن....
لم اهتم لأمره؟؟؟؟
لدرجة اني ابحث عن من يوصلني لاخباره





الشاطئ الـ 13
الموجة السادسة


لتو عدت من المستشفى
كنت قد حملت معي اول هداياي الى طفلي
قبعتين صغيرتين من القطن
طلبت من الممرضة ان تلبسهما لطفلين
كنت اراقبهما من خلف الواجهة الزجاجية
وانا احبس دموعي
بدى كالبدر بالقبعة الزرقاء...
لذا أسميته(( بدر))
كذلك هي...
فتحت عيناها ما ان البستها القبعة الوردية
ربما تشكرني عليها
عيناها الصغيرة تبحث عن شئ
ربما الامل بالحياة
(( امل))
بدر وامل...
يقاومان بقلب ضعيف
كم انا مرهق...
لم اغفو الا لساعات محدودة منذ ان وصلت الى هذه البلاد
ورغم البرد القارس
الذي يخترق عظامي
لا اشعر الا بحرارة الجمر الذي يسري مع دمي في عروقي
فأنا بوضع لا احسد عليه
تائه بين الماضي والحاضر...
لا اعلم لم كل هذا يحدث معي...
وليس امامي الا ذكر الله سبحانه وتعالى لحظتها
الحمدلله على كل حال...


قسوة الموقف...
ارجعني لما هو اشد قساوة...
ارجعني لزواجي الاول من ابنة عمي...
والذي نتج عنه ولادة طفل...
يحمل قلب ضعيف...
لم يكن قادر على النبض...
او على الحياة...

ما زلت اتذكرنظرتي الاولى له...

ابحث عن مشاعر الابوة...
المشاعر الذي يتحدث عنها الرجال من حولي...
المشاعر التي يتباهون بها كلما لمحتهم يصحبون ابنائهم معهم...
لكني لم اجد هذه المشاعر...
لم تكن هي التي شعرت بها
عندما لمحته حينها...
كانت مشاعر مؤلمة وموجعة...
لم افرح برؤيته كما كنت متوقعا..
انما كساني حزن غريب..
لم اشعر به مسبقا...
وانا المحه للمرة الاولى والاخيرة..
كان شديد الزرقة ويعاني ضيق في التنفس...
حتى لفظ انفاسه الاخيرة...
كانت صدمة للجميع...
لم اتحملها انا...
ولم تتحملها هي...
فقدنا طفلنا (( احمد))...
لقد اخترنا له هذا الاسم تيمنا بما كان يجول بصدرنا...
الحمد والشكر له سبحانه...الذي لا يحمد على مكره سواه...
بعدها قررنا الانفصال...
كان قرار مشترك بيني وبينها...
فكلام الاطباء يؤكد ان سبب هذا المرض زواج الاقارب...
وليس لنا القدرة على تحمل هذا الوضع ان تكرر...
مر على هذا الحدث سنوات..
تزوجت خلالها ابنة عمي...
لتنجب طفلين اصحاء...
سعدت لذلك...
فهي تستحق ذلك...
وحقيقة..لم يصعب علي قرار الانفصال عنها..
فزواجنا كان تقليدي..
كلانا لم يحمل مشاعر عشق للاخر...
وفترة زواجنا لم تستمر عامان....
لكن في نفس الوقت ليس بسهولة التي توقعتها...
فالفشل ليس من طبعي...
ولاتجاوز كل هذا...
كان علي ان افكر ان نجاحي هو من خلال اقتناعي بقدري...
وان استمر في ما اخطط له ...
ان اكمل دراستي..
وبعدها اقرر الزواج...
من فتاة بعيده عن العائلة...
وكانت سمر...
لكني لم اتوقع ان يتكرر الامر معنا...
سمر لم تتحمل فكرة خسارة الطفلين...
حالة غريبه اعترتها لحظتها...
رفضت رؤيتهما...
او ارضاعهما...
حالة نفسية كما اخبرني الطبيب...
فسرها انه خوف من تعلقها بهما..
وهي تعلم انها قد تفقدهما في اي لحظة...
كم هو صعب على فتاة بشخصية سمر ان تتحمل كل هذا...
وجعي يزداد..
الم يخترق شراييني
ليصل لاعماق قلبي...
فيما طفلاي بقلب عليل..
وبجسدهما النحيل...
تلتف عليهما انابيب ...
اشعر بأنها تفترسهما ..
لا تساعدهما على التنفس...
وتجعل من قلبهما صامد...حتى انتهاء الفحوصات...
في عمرهم هذا القصير جدا ....صارت الادوية تتسرب الى جسديهما..
محاولة لانقاذهما...
جسدهما لن يتحمل مثل هذه الادوية اكثر من اسبوعين..
فلابد من اجراء العملية...
وللان لم يتقرر الموعد...
فوزنهما منخفض جدا...
الطفل لم يتعدى الكيلو جرام...والطفله بالكاد اكملت الكيلو جرام...
لذا كنت اراهما اصغر حجما...
كانا اصغر من احمد...اصغر منه حجما...
ولكنهم صمدوا اكثر منه...
كتب لهم ربي ان يبقوا لاراهم...
وليعطني الاطباء الامل بعلاجهم...
تفاصيل كثيرة تحدث عنها الطبيب..
احاول ان استوعبها...
الامر بات يخنقني...
وليس امامي سوى الصبر على هذا البلاء...
عاد تفكيري الى سمر...
هل لي ان الومها ام اعذرها...
هي تعلم عن زواجي السابق...
وتعلم عن حالة الطفل الذي انجبته وفقدته بسبب المرض نفسه...
وحقيقة لم نقلق من تكرار الامر..
بما ان السبب زواج الاقارب...
وسمر لا تقرب لي...
اكاد الوم نفسي لارتباطي بها
بــ سمر
كان علي ان افكر جيدا..
وان اضع احتمال تكرار الامر معي...
وان حصل فــسمر ليست بالزوجة التي تتحمل كل هذا...

هذه النتيجة
رفض الدكتور جاسم ان ابقى مع سمر
بحجة نفسيتها مرهقة جدا
وهل للام ان ترفض ارضاع طفلها رضاعة طبيعية
وترفض حتى رؤيتهما او حتى البقاء في المستشفى الذي يضمهما؟؟؟
هذا ما اخبرني به الطبيب
سمر رفضت رضاعتهما وطلبت خروجها فورا من المستشفى وستتابع العلاج في المنزل

هل هي فعلا تعيش حالة نفسيه صعبة
تخشى ان تفقدهما بعد ان تتعلق بهما
ام تخشى تحمل مسؤلية طفلين عليلين
والدها هو من اكمل اجراءات بقاء الطفلين في المستشفى...
ودفع مصاريف العلاج مقدما
وزارهما خلال اليومين اكثر من مرة
ليطمأن عليهما
اعلم ان الدكتور جاسم لا يمثل ابنته ابدا
لكن في نفس الوقت لا يمكنه اجبارها على شئ ابدا
فهذه سمر المدللة...................



عادت بي الذكرى عندما عرض علي الدكتور جاسم الزواج من ابنته
استغربت كثيرا موقف الدكتور الذي احترمه كثيرا
ان يقوم بطلب مثل هذا مني
بحجة ان ابنته معجبه بي كثيرا
ولا ترغب بالارتباط بغيري
هل يمكن لأب ان يستجيب لطلبات ابنته لهذه الدرجة
لدرجة ان يطلب من شاب الزواج منها لانها معجبة به كثيرا
عرفت بعدها ان الدكتور جاسم متوقع منه اي شئ اذا كان بطلب من سمر ابنته المدللة
فهو لا يرفض لها طلب ابدا ابدا
كما انها تربت على يد زوجته الاجنبية
وعلى عادات تختلف كثيرا عن عاداتنا
حتى وان كانت في بلاده
بوقت لم اجد مبررا لرفض هذا العرض
سمر فتاة من عائلة معروفة
ووالدها دكتور جامعي محترم
هي جميله..وجمالها يفوق الوصف
دلالها اضفى لها شئ مميز في تصرفاتها
رغم اني وجدتها طفلة
لكني احببت البراءة التي تحتويها
ولم اكتشف الا الان...
اي طفله لها ان تتحمل مثل هذه التجربة الصعبة؟؟؟








الشاطئ الـ 13
الموجة السابعة




اجتمعت مع عمتي فريدة بعد تناولنا وجبة الغداء
لم نتطرق لموضوع خطبتها لسلمان
احترمت كثيرا رغبتها في ذلك
او ربما انها رغبتني انا
لم ارغب ان اشعر ان عمتي التي تحيى من اجلي انا تنشغل بغيري
وتفكر بتركي من اجل شخص اخر
من اجل سلمان...
عمي سلمان الذي فقد زوجته بعد ان تركت له ثلاث بنات
ثلاث بنات سوف تكون عمتي فريدة مسؤله عنهن ما ان تنتقل للعيش معهن
وتتركني...
لم افكر ان ارافقها..
مستحيل ان اقبل هذا الامر
وان قبلته لن يرضاه عمي ابدا...
الان عرفت لم عمتي لم تتكلم بموضوع الخطبة
لانها لم ترى مني اي قبول في الحديث عنها
وليتها فعلت بدل ان تلجمني بسياط تساؤلاتها
حينما التفتت لي وهي تضع كوب الشاي...
(( نونو تذكرين الشاب الذي التقيناه في المطار...))
لحظتها... ابتلعت قطرة الشاي الساخنه
دون اشعر بسخونتها حتى...
التفت الى عمتي...
لم اعلق...ابتعلت كل الكلمات لحظتها...
(( اعتقد انه ناصر الذي التقيناه في المانيا....تذكرين؟؟؟))
مازلت صامته...لم اعلق على شئ انتظر منها ان تكمل الحديث دون ان انهار امامها
(( ناصر... كان وقتها في بداية العشرين من عمره على ما اعتقد..يرافق امه....ورحلوا قبل ان يكملوا العلاج....))
كانت تنتظر مني ردة فعل..او اي تعليق...
وبصعوبة نطقت...
(( اعتقد اني تذكرتها ام ناصر...))
ابتسمت لحظتها عمتي...
(( نعم ام ناصر.... كنت احاول ان استرجع اين لمحت هذا الشاب لحظتها ولم اتذكر الا البارحة....))

واكملت...(( كان بودي ان اساله عن والدته..ماذا حدث معها... وهل عادوا بعد ذلك لاكمال العلاج...))
اخذها الحديث عنه لا اعلم لماذا...
(( تعتقدين انه تذكرنا؟؟؟ ))
ببرود اجبتها....
(( لا اعلم عمتي....))
وتعمدت تغيير الموضوع وبنبرة صوت مختلفه جدا..
(( اشتقت لعمي وطلال...))وانا ارفع كوب الشاي الخاص بطلال
ضحكت عمتي لحظتها....
(( طلال له حضور في اي مكان.. ما ان ادخل المطبخ والمح هذا الكوب... ابدأ في الضحك لوحدي...))
اخذت تضحك عمتي..وانا اشاركها الشئ نفسه
(( لقد تركها متسخه ببقايا الشاي... حتى تبقى ذكرى تصوري...))
كانت عيني عمتي تدمع من شدة الضحك
وهي تحاول ان تخبرني بشئ....
(( تفاجأت انه ترك لي علبة كريم الشعر الخاصة به في غرفتي وكتب عليها لذكرى تسريحة القنفذ...))
اخذني الضحك معها....
بدأ البيت يضم ضحكاتنا واصواتنا من جديد
من بعد صمت قاتل كان يحيط به
بعدها
بعد كل هذه الضحكات اخذتني الشجاعة
للحديث بموضوع عمي سلمان
(( عمتي... ماذا حدث بشأن موضوع عمي سلمان؟؟؟))
اخذت عمتي نفسا عميقا
رفعت عينها لي
ولكنها صمتت
ربما تبحث عن كلمات تاهت منها
بعدها نطقت
(( نورس... هل انت موافقه؟؟؟؟))
_(( هذه سعادتك عمتي...))
(( سعادتي بدونك يا نونو.؟؟؟.هل تتصورين ذلك؟؟؟))
_(( عمتي من حقك ان تعيشي حياتك..سنين من عمرك قضيتيها من اجلي..))
(( لا اعرف كيف سأتركك...))
_(( عمتي.. سأكون مع عمي فهد اطمئني... قولي بصراحة الم تتمني لحظة ان تكون لك عائلة؟؟؟))
(( نونو...تمنيت ذلك بعد ان اطمئن عليك في بيت زوجك...))
لا اعرف كيف اخذني الحديث معها
تجرأت بكلام لم اقوى من قبل حتى على التفكير به
كنت احاول ان اقنع عمتي بأن تفكر بنفسها ولو لمرة واحده
شعرت انها كانت تنتظر مني هذا الحديث
لتعطي موافقتها لعمي فهد
وهذا ما حدث
بعد صلاة العصر
كانت تحادث عمي فهد
وتؤكد له بموافقتها
ولكن لابد من امور يجب الاتفاق عليها
لا اعرف ماذا كانت تعني
لكنها في الاخير اعطت موافقتها
وبدى الارتياح واضح على ملامحها
ربما منحتها شئ من القدرة على الاتخاذ القرار بمجرد حديثي معها
وتشجيعها على الموافقة
امور بيدنا قد تبعث لنا ولغيرنا الراحة
ولكننا لا ندركها او ربما نتجاهلها




yassmin 11-11-10 09:18 AM




الشاطئ الـ 13
الموجة الثامنة




حزني يكاد يقتلني
يذبحني
ارغب فيمن احادثه
اكلمه
ادرت رقمه
(( اهلا حمد ...كيف حالك؟؟؟))
_(( اهلا ناصر...لم لاترد على مكالمتي؟؟؟ كيف حال الطفلين؟؟؟))
(( اعذرني حمد...امور كثيرة حدثت..انا اعيش في صدمة...))
_(( ناصر تكلم ماذا حدث؟؟؟ ))
(( الطفلان.... الطفلان يحملان عيب خلقي في القلب ...))
_(( لاحول ولا قوة الا بالله))
(( نعم يا حمد...ان الامر يتكرر..))
_(( اذكر الله يا ناصر...))
(( الحمدلله على كل حال...))
_(( وماذا قال الطبيب ؟؟؟))
(( اخبرني قد يكون هذا مرض وراثي ...ليتكرر معي...))
_(( ناصر... عزيزي..لا تقلق توكل على الله ... لكن لابد ان تتابع مع اخصائي امراض قلب...))
(( هذا ما حدث... حولنا الطبيب لأخصائي معروف ))
_(( وماذا قال لك الاخصائي؟؟؟))
(( كما كانت حالة طفلي الاول...عيب خلقي مركب في القلب))
_(( وما هو العيب بالضبط؟؟))

(( ثقب كبير بين البطينين مع عدم اكتمال الشريان الأورطي بحيث أن الدم المؤكسد لا يصل إلي المخ بصورة صحيحة..هذا كل ما فهمته منه.. ))

_(( اخبرني...كم وزنهما؟؟؟))
(( الولد...بدر..وزنه اقل من كيلو بجرامات قليله..بعكس اخته ..أمل تزيد عن الكيلو كذلك بجرامات قليلة...))
_(( هل اخبرك الطبيب ان لابد من عملية؟؟؟))

((نعم... اخبرني ان الان علاجهم بالادوية ومن ثم لابد من اجراء العمليه...لكن هل يصمدون لوقت اجراء العملية...))
_(( ناصر اعتقد ان الطبيب وضح لك... ان من هم في مثل حالتهما يعتمدون على الوصلة الشريانية))
(( حمد هذا ما لم استوعبه ....))
_(( ناصر ركز معي.... الوصلة الشريانية عبارة عن شريان يربط الشريان الأورطي بالشريان الرئوي داخل الرحم حيث أن الجنين لا يحتاج لرئتيه داخل الرحم وفور ولادته وتنفسه الأكسجين تغلق هذه الوصلة تلقائيا حيث لا فائدة لها بعد الولادة عند الأطفال الطبيعيين , أما الأطفال الذين يعانون من نفس هذه الحالة فتكون حياتهم متوقفة على بقاء هذه الوصلة الشريانية مفتوحة.))
(( والى متى يمكن الاعتماد على هذه الوصلة الشريانية؟؟؟))
_(( من اسبوعين الى 4اسابيع مع الادوية طبعا))

(( هل يعني لابد من العملية وهم في عمرهما الصغير؟؟؟؟))
_(( يحتاجان لعمل جراحة سريعة كونهما لا يستطيعان الحياة علي الأدوية مدة تزيد علي اسبوعين الى 4 أسابيع كحد أقصي , ولو تأخرت الجراحة فأن قلب الطفل سيعاني هبوطا لفترة طويلة مما يجعل نجاح الجراحة اصعب))
(( شرحك لحالتهما مثل ما حاول الطبيب يفهمني... لكني لم استوعبها الا الان..لا ادري ياحمد اشعر ان امور كثيرة تدور في عقلي يصعب علي استيعابها ...عقلي غير قادر على التفكير...))

_(( ناصر سأكون عندك في اقرب وقت...))
(( لا حمد... لا تزعج نفسك...))
_(( عن اي ازعاج تتحدث؟؟))
رغم كون حمد طبيب عام الا انه استطاع ان يوضح لناصر حالتهما ويخفف من قلقه ...بوقت لم يستطع الطبيب الاخصائي المعروف ذلك...
كم يحتاج الان لرفيق يكون معه في محنت هذه...

و واضح ان حمد مصر على الحضور
لا يرغب ان يتركه وحده في هذا الموقف الصعب
ولان يعلم كونه طبيب ان حالتهم تزيد صعوبة بسبب وزنهم المنخفض عن الطبيعي لكونهم لم يكملوا تسعة اشهر...

ولكون ناصر بعيد بصلته عن اهله
الى الان لم يخبرهم بأمر الطفلين
فقط هي زينة ابنة اخيه
على اتصال معه
الا انه اخفى عنها مرض الطفلين


الشاطئ الـ14
الموجة الاولى



الاجتماع الاسبوعي لمجلس ادارة الشركة
الجميع مندمج في الحديث
مع رئيس مجلس الادارة
حتى انتبه الجميع لاضاءة الجوال
هناك مكالمة تنتظره بينما هو يتحدث
حتى ادرك هو ذلك
لطالما نبه الجميع من ابقاء اجهزتهم تعمل
حتى لو كانت على الصامت
كما يفعل هو
لا يتركه مفتوح حتى لو كان على الصامت
الا اذا كان ينتظر مكالمة مهمة
وهل هناك اهم من مكالمة ابو عبدالله
كان اسمه الذي يظهر لى الشاشه
قطع حديثه ورفع جهازه
وهو يغادر مكانه متجه نحو الواجهة الزجاجية الكبيرة
التي تطل من الطابق السابع على الخارج
بدى هادئا
ويتكلم بصوت منخفض
لكنه انهى المكالمة وهو يكاد يطير من الفرح
لم يستوعب ما قاله ابو عبدالله
فريدة موافقه
كم هو سعيد
سعيد بهذا الخبر

انتبه لمن ينتظره
التفت لهم وهو يرسم ابتسامة على وجهه
اجتماع اليوم انتهى...
انهى الاجتماع وهو في بدايته
فلديه الاهم
عليه ان يخبر اخته بدور...
ويهيأ بناته للفرد الجديد في العائلة
كما عليه ان يخبر عمه واخوته
كي يكونوا معه يوم خطبته
الارتباك..والرهبه التي يعيشها
الان لم يشعر بها عندما قرر خطبة زوجته ام مروة
لكنها مشاعر تتجدد في كل مرة يأخذ قرار بالزواج من فريدة
انها المرة الثالثة
ولابد ان تكون الاخيرة
وبعدها تكون فريدة زوجته
تعيش معه تحت سقف واحد
هل لهذا الحلم ان يتحقق؟؟؟؟


الشاطئ الــ 14
الموجة الثانية...



خرجت من بوابة الجامعه
نحو مواقف السيارات
سريعة بخطواتها
رغم شمس الشتاء الدافئة
ولباسها...
البنطال الجينز الازرق الذي يضغط على ساقيها الطويلة
مع الجاكيت الاسود فوق الـ تي شيرت الاحمر
وقبعه بناتية من الجلد الاسود تلم قصاصات شعرها الكستانئي المبعثرة
الا انها ترجف من البرد
تحمل اوراق وملفات وكتب
حتى وصلت لسيارتها
الرياضية...
وكعادتها تبحث عن مفتاح السيارة
في حقيبة يدها الجلد الكبيرة المليئة بالاغراض
لكنها لا تجده الا بعد ان تنثركل ما تحويه الحقيبه
رنين الجوال اوقفها عن البحث
لتسحب الجوال من جيب البنطال
(( عمي... كيف حالك؟؟؟))
_(( اهلا زينة... انا بخير... كيف حالك؟؟))
(( بخير عمي... كيف حال الطفلين..بدر وأمل...اعتقد ان امل تشبهني ما رأيك...؟؟؟))
_(( أمل مازالت صغيرة ملامحها غير واضحه... ان شالله ترينها وتحكمين بنفسك....))
((ماذا عن بدر ... لابد انه كالبدر... ستقول يشبهك...؟؟؟))
_(......................)
(( عمي مابك...؟؟))
_(( لا شئ زينة... قد اتأخر في العودة لدي بعض الامور العالقه ..وقد اخذت اذن من ادارة الجامعه وهم مقدرين الظروف.... ساتركك الان..))
(( اي ظروف؟؟؟ انت تخبئ علي امرا ما؟؟ ؟))
_(......................)
(( عمي..ارجوك تكلم انت بخير؟؟؟ ماذا حل بالطفلين؟؟))
(( انا بخير ..بخير يا زينة... ولكن الطفلين بوضع حرج قليلا....))
واكمل..(( الطفلان مريضان..بمثل مرض ابني احمد... مرض في القلب...))
صمتا...
لم يقويا كلاهما على الحديث اكثر
ناصر غرق في بكاء كتمه منذ لحظة وصوله لمدينة الضباب
اما زينة...
فقدت توازنها
القت كل ما بيدها على الارض
وبقيت حقيبتها معلقه في ساعدها
وهي مستندة على سيارتها
حتى خرت على الارض
تريد ان تستوعب كلام عمها
لكنها لم تقوى الا على البكاء
تبكي طفلين يقاومان من اجل الحياة
لا يلمسان
منها غير الحاضنة
كما تبكي اكثر وحدة عمها
قلقها عليه
انه وحيد هناك في الغربة
تعلم ان اباها لم يفكر ان يسأل عنه
علاقته به ضعيفه جدا
ليس لخلاف معين
ولكن انشغاله بعمله يأخذ كل وقته
ليس لديه الوقت ليسأل عن اخيه
(( انت بخير؟؟؟))
رفعت رأسها بصعوبة
كان شابان واقفان بقربها
نزل احدهما لمستواها
(( هل حدث لك مكروه؟؟))
كانت تنظر اليه
لم تجبه
لا تدري ما عليها ان تقول
انتبهت اخيرا لما هي عليه
وقفت بحركة سريعة
وكل الكتب والاوراق والملفات مبعثرة عند قدميها
مسحت دموعها
(( انا بخير))
اخذت تبحث في حقيبتها
عن مفتاح السيارة
علها تجده الان
في حين كان الشاب
يلملم ما هو مبعثر على الارض
فتحت السيارة
بعد ان وجدت مفتاحها
ترى الشاب يقترب منها
ويضع كتبها واوراقها على السيارة
((ممكن ان اضعهم لك داخل السيارة))
صامتة لم تعلق على كلامه
بينما هو محتار في صمتها
ودموعها
لا يدري لم هي منهارة
هذا كان طبع
(( نبيل)) دائما
لا يغفل عن موقف امامه
فكيف ان كان مع بنت مميزة
مثل زينة
ابتعد نبيل مع صاحبه عن موقف السيارة
وكانا يرمقونها من بعيد
وهي تخرج السيارة من الموقف بسرعه
وابتعدت عنهم باقصى سرعتها
صوت احتكاك الاطارات يعم المكان
مع الرائحة الناتجه عنه
حتى انتبه لصاحبه...
((دائما هي مجنونة ...زينة...كيف تتفوق لا ادري؟؟؟))
التفت له نبيل
(( اسمها زينة؟؟))






yassmin 11-11-10 09:20 AM





الشاطئ الــ14
الموجة الثالثة...



بعد ايام من المعاناة
في جو المستشفى الخانق
وبقرب ملاكين لا يعلمان ما يدور حولهما


كان احساس بالكابة يعتريني
حاولت النوم لكني الارق غلبني
ارتميت على الكنبة التي تتوسط شقتي
كم كنا نتشارك عليها
انا وسمر
وغالبا ما يغلبها النوم عليها
ونحن نتابع قناة الافلام
لم تكن تحب ذلك
بعكسي انا
لكنها تبقى معي حتى يغلبها النوم
اخذت نفسا عميقا
ونظري للنافذة
للسماء الملبدة بالغيوم
الساعة السادسة صباحا
وضوء الصباح ليس له اثر
كم اكره هذا الجو
الذي يبعث لي الاكتئاب
وكأني ينقصني هذا الاحساس
وخاصة في هذا الوقت
تذكرت حمد صديقي
اتصل بي ليعتذر
لا يمكنه ان يحضر
ظروف عمله لم تساعده
كان خجلا مني
وفي الوقت نفسه كنت اكثر خجلا
لا اريد ان ازعج احدا
وان كان اقربهم الي
وان حمد لم يستطع القدوم
اعلم ان زينة ستفعلها
خاصة عندما اخبرتها اخيرا بوضع التوأم
بكائها جعلني اذرف دموع
دموع كانت محبوسه منذ ان رأيت الطفلان
قلبها لا يتحمل مثل هذا الخبر
ولابد انها قلقه علي
الوحدة تكاد تخنقني
قطع كل هذه الاحاسيس الكئيبة رنين الجوال
من يكون؟؟؟
كاد قلبي يخرج من بين ضلوعي
ما ان لمحت اسمه
الدكتور جاسم
كنت اكلمه..
ونظراتي تتوزع في كل مكان
ابحث عن من يسندني
لكني انا هنا لوحدي
ارتميت على الكنبة
بعد ان انهيت المكالمة

اريد ان استوعب كلامه
انه في المستشفى
اتصل به الطبيب يستعجله في الحضور
لم يتصل بي مباشرة
لا ادري لماذا
علي ان اذهب بسرعه
لا اعلم كيف ابدلت ملابسي
ولا كيف خرجت من المبنى
ما اعرفه اني امام المستشفى
ورغم برودة الجو
الا اني لا اشعر بشئ
الا بنبضات قلبي
الذي يكاد يخرج من بين ضلوعي
وبسرعة
وصلت الى الجناح الخاص بالاطفال
وجدت الدكتور جاسم يحادث احدى الطبيبات
وقفت على بعد امتار منهما
وانا انظر لملامح الدكتور جاسم
ابحث عن شئ يطمئنني
لكني لم اجد
لم اجد الا حزن واضح على ملامحه
(( عمي..ماذا حدث.. الطفلان بخير؟؟))
وهو يضع كفه على كتفي...
(( اذكر الله... الطفل توفي من ساعة تقريبا..))
انظر اليه بحده
ابحث عن تكذيب لكلامه
حتى لمحت الممرضه قادمة نحونا
وبيدها القبعة القطنية الزرقاء
حتى اقتربت مني
لا اعلم ماكانت تقول
لكنها سلمتني القبعة وانصرفت بعدها
(( اهدأ بني... سأقوم بكل الاجراءات... لا ترهق نفسك..))
كنت صامت لا اتكلم..
بصعوبة اقتربت من الكرسي على جانب الممر
بضعف واضح جلست عليه
وانا اغطي وجهي بكفي
اغالب دموعي
وانا اكلم نفسي..
(( بدر..هل رحلت حقا؟؟؟ ))
اخذت نفسا عميقا
وانا ارفع رأسي اليه
(( عمي...ماذا عن امل.. ابنتي امل..))
بهدؤ اجابني
(( بخير بني.. لا تقلق... مقاومتها اكبر من اخيها..
فالطفل لم يساعده وزنه كما قال الطبيب...))

اخطو خارج المستشفى
بخطوات عجوز اثقلته السنين
وهل هناك اصعب من فقد الاب لابنه
فقدت بدر
بدر حياتي
كان قبل ساعات امام ناظري
اتامله
انتظر منه ان يفتح عينه
لأرى لونها
كم هي رائعة عيناك
كنت تجول بها
في عالمك الصغير
خلف زجاج الحاضنة السميك
هل كنت تعلم
ان والدك هنا
امامك
ينتظر منك ان تستفيق
جسمك الضئيل كسر كل الصمود الذي بداخلي
وذاك الانبوب اللعين
الذي يلتف عليك كالثعبان عندما يفترس عصفورا
ألامس راحة يدك المجعدة
بأصابع يدي
اود ان تأخذ من عمري
ان تستمد شبابي لك
ولكن قلبك الضعيف هزمني
وقهرني
لم اخشى الموت الا عليك
رايتك بدرا
كما كان يرى يعقوب يوسف

لم يعميني قميصك

بل ذبحتني قبعتك الزرقاء

اخرج ناصر القبعه من جيب المعطف الجلدي الاسود
قربها لوجهه
واغمض عينيه
ليخر على كرسي على زاوية الرصيف
الجو بارد
بل شديد البرودة

وكل ما حوله ابيض
وكأن العالم قد كسوه بالقطن
كم تمنى ان يبدل لونه للاسود
حدادا على عزيز فقده

ابتلع ريقه بصعوبة
وشد ظهره على الكرسي
وابقى نظره لشجرة على الجهة الاخرى للشارع
رغم قساوة الجو
صامدة مكانها
تحركها الريح يمينا وشمالا
لكنها تبقى غارسه جذورها
صامدة بشموخ

ليعيد نظره
الى كفه الذي يرجف
وهو يضغط على القبعة الزرقاء
كم هو ضعيف
مهزوم امام قدر ابنه
قدر بدر
كما كان قدر احمد من قبله
يا ترى ماذا سيحل بــ أمل
هل ستكون نهايتها كأخويها؟؟؟
قرب القبعة الى وجهه
واخذ في البكاء
دموع تنهمر على خديه
يشعر بها كشرارة تحرقه
بقدر حرارة فقدان ابنه في قلبه

لا يعلم كم مضى من الوقت
بدأ الشارع ينبض بالحياة
وشكله مهزوما على الكرسي بات ملفتا

انتبه لوضعه اخيرا
لملم بقاياه
وهو يضم القبعة الزرقاء

وغادر مكانه
اليها
الى ام بدر…

الى سمر…زوجته…



الشاطئ الـ 14
الموجة الرابعة



رذاذ الثلج قد غطى معطفه
\وهو يتقدم نحو منزل الدكتور جاسم؟؟؟\

فتحت له الخادمة الباب بعد ان طرق الباب ببرود
كان الدكتور جاسم في استقباله
الضيق والحزن واضح على محياه
الا انه تحرك من مكانه
وتقدم اليه
وامسكه من ذراعيه
(( بني ناصر... الحمدلله على كل شئ..لا تحزن بني..مازلتم في شبابكم...وان شالله الطفله تكون بحال افضل...))
اومأ له ناصر برضاه عن قضاء الله وقدره

دون ان يتكلم
يشعر انه لو نطق بكلمة واحده ستنهمر دموعه
وانه هنا ليقابل سمر
وليعرف اكثر عن حالتها
وليطمئن عليها
اقترب كلاهما من الاريكة

ومان جلسا عليها
حتى سمع ناصر صوت بكاء
انه بكاء سمر
لطالما كان سلاحها امامه
دموعها وبكائها

ولكن شهقاتها هذه المرة تختلف
صار يمعن في سمعه اكثر


هذا ما شعر به
حتى سمع صوت اغلاق الباب

التفت نحو غرفتها
كانت زوجة الدكتور جاسم تتقدم نحوهم
وبلغتها العربية المكسرة
(( اسفه ناصر لما جرى...))
بنبرات واضح عليها الحزن
(( شكرا... سمر كيف حالها؟؟؟))

ببرود اجابته
(( تبكي كثيرا..جيدا انها لم ترى الطفل... ولا تريد رؤية الطفلة كذلك....تريد ان تتطلق ناصر))

التفت الى الدكتور جاسم بحركة سريعة
في حين ننظراته الى زوجته ووواضح الضيق عليه

(( عمي..سمر تريد الطلاق؟؟؟))
اخذ نفسا عميقا وهو ينظر اليه
(( نعم بني... نفسيتها دمار.... وكل ما تريده الانفصال...سمر لن تتحمل كل هذا...))

وهل ناصر يتحمل وفاة ابنه وطلب الطلاق من زوجته في نفس الوقت

نهض بسرعه...(( هل لي ان اقابلها؟؟))
(( بني سمر ترفض الحديث مع اي احد,..))
بجديه اجابه ناصر
(( عمي... انا لست اي احد... انا زوجها..وان كانت تريد الطلاق... لها ذلك ولكن اكلمها اولا...))
اطال الصمت بينهما

حتى سمعا صوت خطوات تقترب
كانت سمر
وهي ترتدي لباس النوم القصير....
وشعر ها الذي اختلطت فيه الالوان
منسدل باهمال على كتفها

وواضح الارهاق عليها

(( ناصر كما قال لك والدي...... طلقني))
واننخرطت في البكاء
اقترب منها ناصر خطوة وبينما تقدم والدها خطوات وضمها لصدره
(( ابنتي لا تبكي..))
ناصر بألم..(( سمر..أمل ابنتنا مازالت تقاوم من اجل الحياة..))
نظرت اليه سمر باهتمام...

ما ان سمعت اسمها...((أمل...))
بنبرات متقطعه(( أمل......؟؟؟؟ وما ادراك اننا لن نفقدها هي الاخرى؟؟؟))
انصدم ناصر من كلامها

(( سمر... لك ان تبقي بجانبي نواجه مشكلتنا... وان لم ترغبي احقق طلبك في الطلاق...))
ابتعدت سمر عن والدها
(( نعم ناصر ..طلقني... اريد ان انسى كل هذا..انها تجربة صعبة لا اتحملها...))

لحظات وخرج ناصر من منزل الدكتور جاسم

والضيق يعتصر قلبه
هل له ان يتحمل كل هذا

كيف له ان يرتبط بفتاة مثل سمر..
ما هي الا طفلة مدللـه
مستعدة ان تترك طفليها لمجرد انها لا تقوى على الحزن ولا تحمل المسؤلية....

وحيد ليس هناك احد بقربه ابدا

تجمدت ملامحه في هذا البرد القارس
وهو يدخل شقته

الا انه لمح احدهم...
مستند على باب الشقة...
وحقيبة السفر على الارض

كانت زينة...

لم تنتبه الى عمها... كانت مغمضة العينين

تفاجأ بها ناصر كثيرا

(( زينة حبيبتي منذ متى وانت هنا؟؟؟؟))
.................................................. ............

الشاطئ الـ 14
الموجة الخامسة



كان جالسا بجانبها على السرير
بينما هي تلتف بالبطانية لشدة البرد

تنظر في عيني عمها
ترى حزن دفين بين جفونه

كان سارحا كيف لها ان تقرر القدوم بهذه السرعة
كم هي حنونه
وكل شئ يؤثر فيها


ووالدها للان لم يكلف نفسه الاتصال به


(( اسبوعان عمي تغيب عنا ...ولا ترد على اتصالاتي...))

(( زينة... لم ارغب في اشغالك عن امتحاناتك..))
(( لا تقلق عمي... بالامس انهيت اخر امتحان...ومن الجامعة الى المطار...))
كان يفكر كيف يتزامن قدومها مع وفاة بدر
دون ان تعلم هي عن وفاته
شعر بشئ من الراحة معها
اخيرا هناك من يبقى قربه
وهو يمسح على شعرها...
(( كيف حال والدك..؟؟؟))
(( مسافر.... واخي مراد لن يزورنا الا في الصيف...مللت من الوحدة))

نظر اليها
كان يرغب بان يهمس لها
يخبرها انه اضحى وحيدا هو الاخر


لكنه تراجع
ليس هذا وقته

ولايريد ان يشغلها اكثر
زينة...(( عمي.. كيف عن دوامك في الجامعة؟؟؟))
ناصر...(( لا تقلقي.. اتصلت بادارة الجامعه كما اخبرتك ...واخذت الاذن بتمديد الاجازة حتى اجازة ما بين الفصلين؟؟؟))
زينة...((هل يعني انك ستعود قبل بداية الفصل الثاني؟؟؟))
ناصر..(( لا ادري زينة...هذا يعتد على ظروفي هنا...))
زينه..(( لا تقلق عمي سيكون الطفلان بخير...وتعود بهما ...))

ناصر يحاول ان يتهرب من اسئلتها
فهناك ما لا تعرفه للان
(( زيونة حبيبتي.... نامي انت الان ....وسأدخل لارتاح...))
زينة...(( حاضر ناصر...))
وهو يشد انفها الذي زاد احمرار من شدة البرد بطرف اصبعيه...(( قولي عمي))

زينة(( حسنا عمي ناصر...))
حاول ان يتصنع ابتسامة
ليخفي عنها المه
الا انه ذلف من امامها قبل ان ان ينهار

وما ان دخل غرفته...
رمى جسده المنهك على السرير

وغط في النوم من شدة الارهاق



yassmin 11-11-10 09:21 AM




الشاطئ الــ14
الموجة السادسة


استيقظت زينة على صوت عمها ناصر
خرجت اليه بسرعه
لتراه جاهز للخروج
_(( عمي الى اين؟؟؟))
(( الى المستشفى..))
_((سأتي معك...))
((لا زينة ابقي هنا...))
_(( عمي اريد ان ارى الطفلين ارجوك...))
بقى مكانه ينظر اليها لايدري ما يقول
لا يستطيع ان يخفي خبر وفاة الطفل اكثر
اقترب منها
وهو يمسح على شعرها
((زيونه بسرعه...))
وقبل ان تتحرك امسكها من عضدها
((زيونه لابد ان تعرفي...ان بدر توفي..))
قالها بصوت مخنوق
خرج منه غصبا
بقيت مكانها
جامده
لا تتحرك
ضمها بقوة اليه
اخذت تجهش بالبكاء
وهو يحاول ان يهدئها...
(( زيونه...ارجوك لا تبكي..يكفي الالم الذي اعيشه...))
_(( اسفه عمي...))
نظر لعينيها...
(( انت اكبر من اي حزن ...اريد ان اعتمد عليك الان..))
وبهدؤ اتجهت للغرفة تستعد للخروج معه

اخذت زينة ترافق عمها عند زيارته لطفلته
تحاول ان تبعث له الامل
حاولت كثيرا ان تخفف عنه وحدته
خاصة عندما عرفت بالظروف النفسية السيئة
التي تعاني منها سمر...
في حين كان ناصر يشعر بها
وكأنها رجل بجواره
يتحمل معه كل هذه الالام
وليست فتاة برقة زينة وشقاوتها



الشاطئ الــ14
الموجة السادسة



بعد يومين من وفاة بدر...
ابو عبدلله في مكتبه
وكان معه احد موظفي السفارة
كان من ضمن عمله
متابعة المواطنين الذي يتعالجون في بريطانيا
على حساب الدولة

كان حديثهم عن بعض الحالات المهمة
وما يحتاجون من رعاية
من السفارة نفسها
فتح الموظف ملفا في يده
واخرج منه بعض الاوراق...
الموظف(( هذه التقارير الطبية التي تسلمتها عن كل الحالات التي انتهى علاجها خلال الشهرين الماضيين...))
ابو عبدالله وهو ممسك بالاوراق..(( جيد...ماذا عن الطفل محمد عبدالعزيز الــ))
الموظف..(( تعني الطفل الذي يعالج عن فتحة في القلب؟؟؟))
ابو عبدلله ..(( هو نفسه...))
الموظف...(( الحمدلله حالته مستقرة حتى الان...ولكن يحتاج لبعض الوقت...))
كانت هذه عادة ابو عبدلله
لكونه موظف في سفارة بلاده
يتابع امور المواطنين من احتاجوا للمساعدة من السفارة

وقبل ان يخرج الموظف
التفت الى ابو عبدلله
(( استاذ فهد.... تذكرت امر ما...))
واقترب من المكتب مرة اخرى
(( عندما كنت في زيارة للطفل محمد... عرفت من والده ان احد المواطنين ابنه توفي من فترة من يومين... طفل رضيع كان يعاني كذلك مشكله في القلب...))

ابو عبد الله باهتمام...
(( متأكد؟؟؟؟))
الموظف...(( نعم ..لاني تابعت الموضوع في المستشفى....عرفت ان هذه الحالة لم تمر على السفارة..ربما عائلته تعيش هنا.... او علاجهم على حسابهم الخاص...))

ابو عبدلله..(( لابد ان نكون على دراية بالامر...))
الموظف..(( نعم استاذ فهد... اخذت البيانات من المستشفى....))

فتح الموظف الملف الذي بين يديه..واعطى ابو عبدلله الاوراق المتعلقة بهذه الحاله....

كانت هذه الاوراق تحمل التقرير الطبي للحاله
ونسخة من شهادة الوفاة
وكل البيانات التي تعني بها

ليكتشف ان هذا الطفل هو
بدر ناصر الـ.....
ابن الدكتور ناصر
الذي التقى به في المطار
وبسرعه اتصل على الرقم المدون في الورقة
وكان رقم الدكتور جاسم
هو المدون في بيانات الطفل المتوفي
بما انه كان يتابع حالة ابنته وولادتها
من قبل حضور زوجها ناصر

تأكد منه ابو عبدلله ان الطفل هو ابن الدكتور ناصر
سأله ان يحتاجون مساعدة لا يترددوا ابدا
كما اخذ منه رقم جوال ناصر

شعور بالضيق الم به
تذكر لقائه به في المطار
وكيف اخبرهم انه مسافر لزوجته التي وضعت طفلين توأم
(( ياترى كيف حال الطفلة الاخرى؟؟؟))
وبسرعه اتصل على رقم الدكتور ناصر...

ابو عبدالله..(( السلام عليكم....))
ناصر((وعليكم السلام...))
ابو عبدالله...(( ناصر الـ...))
ناصر(( نعم...من معي...))
ابو عبدالله (( معك فهد ال... والد طلال الا تتذكرني؟؟؟))
ناصر (( اهلا استاذ فهد.... تشرفنا باتصالك...))
ابو عبدالله ((كيف حالك ناصر؟؟؟ يؤسفني ما حدث لطفلك.لم نكن نعلم عن حالته,,))
ناصر(( لقد حدث كل شئ بسرعة..لم اعلم بمرضهما الا بعد حضوري))
ابو عبدالله (( وكيف حال الطفلة..لاني اتذكر انك قلت توأم ولد وبنت...))
ناصر بضيق واضح عليه (( نعم... الطفلة لديها نفس المشكلة...وننتظر موعد عمليتها...))
ابو عبدالله (( دكتور ناصر ان كنت تحتاج لاي مساعدة لابد ان تخبرنا....نحن هنا لمساعدتكم.))
ناصر...(( نتشرف بذلك استاذ فهد..اشكر اهتمامك...انا الان في المستشفى منذ الصباح...والطبيب اخبرني ان الطفله تحتاج لوقت حتى اقرار العملية....))
ابو عبدالله (( هل هناك مشكلة..... اخبرني ان تحتاج لشئ...))
ناصر(( لا ..المشكلة طبية فقط..الطفلة وزنها اصغر من ان تتحمل عملية..... ما نحتاجه هو دعائكم فقط...))

ابو عبدالله ....(( ان شالله ينعم عليها بالصحة والعافية وتعوضك عن فقدان اخيها...واكرر ان احتجت اي شئ لا تتردد في الاتصال.... او الحضور للمكتب...))

انهى ابو عبدلله مكالمته وهو في غاية الضيق
ولابد ان يخبر ابنه طلال بما انه على معرفة بالدكتور ناصر
...
لحظات واتصل في ابنه طلال
الذي تفاجأ بالموضوع

كان هذا طبع ابو عبدلله دائما
تشغله هموم ومشاكل من حوله
حتى وان لم يطلبوا مساعدته
لذا هو محبوب محترم من الجميع



ما ان انهى ابو عبدلله مكالمته مع ابنه طلال
حتى حدثه السكرتير
احدهم يرغب في زيارته
رغم انشغاله الا انه لا يرد اي مواطن يطلب رؤيته
لكنه ابدا لم يتوقع هذه الزيارة
حتى انه بقى واقفا امامه
وعينيه في اقصى اتساع لها


الشاطئ الــ14
الموجة السابعة



كان ناصر في ذلك الوقت في المستشفى
وبرفقته زينه

(( عمي من المتصل؟؟؟))
(( احد معارفي يعمل في السفارة هنا.))

تغيرت ملامح زينه فجاة وبدى عليها الضيق اكثر مما قبل...
(( مابك زينة؟؟؟))
دون ان تلتفت اليه..\((كنت اظنه والدي...))
لم يعلق ناصر على حديثها
يعلم ان زينه متضايقه كثيرا من اهمال والدها بالاتصال به رغم علمه بالوضع من زينه
كذلك اخيه عبدالرحمن.. الذي لا يعلم بالامر اساسا
ولطالما كانا بعيدا عنه
فهو لا يلتقيه الا في الاعياد
ان ذهب ناصر بنفسه للمعايده...
باعتباره هو الاصغر....
اما والد زينه فابنته هي وسيلة الاتصال بينهما....

كان ناصر وقتها يتصنع القوة والاحتمال
من اجل زينة
التي لم تتحمل رؤية امل
فما ان راتها حتى انهارت في البكاء

وضع ناصر كفه على كتف زينه
((مارايك نذهب لنشرب لنا قهوة ساخنه...))
هزت راسها اشارة لموافقتها
وهي تعلم انه يرغب فقط في ان يغير الجو الذي يحيط هما
خرجا من المستشفى
نحو مقهى قريب منه
كان ناصر يرتدي معطفه الجلد
وما يشعر به اقسى من برودة شتاء لندن
وزينه
بلباسها المعتاد في الشتاء
البنطال والجاكيت الجينز
مع قبعة بناتية باللون البرتقالي
وتي شيرت باللون البرتقالي ايضا...
لطالما احبت الالوان المميزة

دخلا المقهى
اخذا مكانا على احدى الطاولات

كانت زينة تمسح عيناها كل حين
وناصر يتأملها
(( زيون حبيبتي..انت هنا لتقفي بجانبي..لا تقلقيني عليك..))
وهي تنظر للخارج من الواجهة الزجاجية(( اسفه عمي...))
ابتسم لها ناصر..اريني ابتسامتك الان

بصعوبة ارتسمت ابتسامة على وجه زينه...
كان كل منهما يحاول ان يطمئن الاخر
كانت هذه طبيعة علاقتهما
ليست علاقة عم وابنة اخ
فهي اقرب للاخوة

كان ناصر يرى زينة اخته الصغرى
التي تصغر باكثر من عشر سنوات
ولكن تحمل عقل واهتمامات اكبر من سنها

كان يخشى عليها من اهمال والدها بعد وفاة والدتها
ومع انشغال اخوها مراد بالسفر بحجة الدراسة

لذا قربها منه كثيرا
حتى انها اعتادت على السكن معه
عندما تبقى وحدها في المنزل مع الخادمات

التفتت اليه فجاة
((عمي...سمر كيف حالها..لم التقيها؟؟؟))
ناصر وهو ياخذ نفسا عميقا..
(( سمر في منزل والدها.... ترغب في الانفصال))

لم تعلق على كلامها
كانت صدمتها اكبر من اي كلام

اكمل ناصر حينها
(( سمر لم تحتمل مرض الطفلين..ولا وفاة بدر...))


بحدة وواضح على زينه الضيق,,
(( سمر لم تعتاد الا على الدلال ..ولا تقوى على تحمل المسؤلية.... اعذرني عمي..... كما قلت لك مسبقا سمر لم تناسبك ابدا))

لم يعلق على كلامها
بقى ساكتا
تذكر كيف كانت زينه تغار من زوجته سمر
والعكس كذلك
ودائما كانتا على خلاف
وهو بينهم وكأن اب لطفلتين تغاران من بعضعهما

كانت سمر مجرد طفله امام زينة التي تصغرها باعوام

سمر وحيدة والدها ترتبت على الدلال وعدم الاكتراث لاي شئ
في حين زينه تربت وحيدة هي اخرى وفي المقابل تحملت مسؤلية تربيتها لنفسها

وضعت خطة لحياتها
قد تظهر بعض الاستهتار
في بعض تصرفاتها لانها لا تجد من يرشدها
لكنها تعرف جيدا ماتريد

ينظر لابنة اخيه ويفكر
في ان ما تحتاجه لفت الانتباه لامور اخرى
لباسها واستهتارها في القيادة

في حين هي مواصلة تفوق في دراستها...

(( عمي...نحن هنا....بماذا تفكر...))
لم ينتبه لما تقوله ابنة اخيه
ولكن نبهه رنين الجوال
(( الو....))
(( السلام عليكم...))
(( وعليكم السلام...))
(( كيف حالك دكتور ناصر؟؟؟))
(( الحمدلله... عفوا من معي؟؟؟))
(( انا طلال..طلال فهد...))
(( نعم..نعم تذكرتك..كيف حالك طلال؟؟؟))
(( الحمدلله... لتو علمت من والدي لما حدث معك..كيف حالك الان؟؟ .))
(( انا بخير...يشرفني اهتمامكم طلال... ))
(( نحن اخوة في الغربة دكتور ناصر... ))
(( شكرا طلال... ))
((دكتور ناصر ان كنت في المستشفى لوحدك يمكنني ان اتي اليك...انا قريب من المستشفى ))
(( خرجت لتو..انا في المقهى القريب للمستشفى...))
(( هل لي ان اقابلك الان؟؟؟))
(( بالطبع طلال....))

انهى ناصر المكالمة
وقد ارتسمت ابتسامة حقيقية على وجهه
(( عمي من المتصل؟؟؟))
(( احد معارفي هنا....سوف ياتي للقائي..))
(( ولم كل هذه الابتسامة لم ارها منذ وصولي...))
وهو يغمز لها..(( تغارين من معارفي....))


لحظات وكان طلال امامهم
يشاركهم جلستهم
اخذوا يتبادلون الحديث
ناصر وطلال
بكل ما يخص دراسة طلال
وطبعا كانت زينة تشاركهما الحديث بعفوية

اخذهم الوقت في الحديث
كان وقتها ناصر يشعر بشئ من الارتياح
ان يكون هناك من فكر ان يسأل عنه ويكون بجانبه
حتى وان كانت علاقته به بسيطه

هكذا كانت

علاقة بسيطه
لكنها تعمقت الان بينه وبين طلال
كان ينظر لعيني طلال
يرى فيها بريق يعرفه
لمحه مسبقا

انه يشبه نورس
ابنة عمه
هل هذه حقيقه انهما يتشابهان؟؟
ام يرى في عينيه ما يرغب فقط؟؟

ولم يشعر بالراحة معه الان؟؟
وبالحديث المشترك بينهم؟؟

yassmin 11-11-10 09:23 AM




الشاطئ الـ14
الموجة الثامنة




(( سلماااااااااااان))
وهو يقترب منه ويحيه
(( نعم سلمان...تاخرت في الاتصال جئت لك الى هنا))

ابو عبدالله بابتهاج...(( لا اصدق ذلك ....))
سلمان (( لابد ان تصدق..كيف حالك؟؟؟))
ابوعبدالله...(( بخير .. الحمدلله...كيف حالكم وكيف هو الوطن؟؟))
سلمان(( يسأل عن عودتكم...))
ابو عبدالله...(( كلام سر تحفظه...اشعر ان يكفيني غربة ولابد من العودة..))

سلمان..(( انا معك في ذلك...))

ابو عبدالله ...(( اترك الكلام عني..لم انت هنا؟؟؟ لا تقل لتحدد موعد الزواج..))

سلمان...(( لدي بعض الاعمال هنا لانجزها...وقبلها طبعا موضوع الزواج))
ابو عبدالله ..(( واضح من حماسك))
سلمان..(( ماذا قلت يا اخي؟؟؟ متى نحدد العقد والزواج؟؟؟ ظروفي صعبه ...))
ابو عبدالله (( اعلم يا سلمان... لكن فريدة لديها كذلك بعض الامور..))

ابو عبدالله (( ماذا تعني ببعض الامور؟؟؟))
سلمان....(( هي لم تكلمني بوضوح... لكن اعتقد انها تنتظر نورس ان تنهي امتحاناتها...وترتب امورها معها..))
صمت سلمان وهو يشبك اصابع كفيه ببعضها
كان واضح عليه القلق او ربما الضيق

ابو عبدالله ...((سلمان.. ماذا يقلقك؟؟؟))
سلمان...(( فهد ساكون واضح معك... تعلم ان بناتي معي في البيت والمربية والخادمات يتابعن امورهن...وذلك كله بوجود اختي... فلا يصح تواجدهن بدونها في المنزل.... ولكن اختي على وشك الزواج..وان اجلت زواجها من اجلي.... واخبرتك سابقا.... لا اريد اما بديله لبناتي الا اختك....لابد ان نستعجل في الموضوع..))

ابو عبدالله (( معك حق سلمان... ظروف عملي هنا لم تساعدني ان اتابع الموضوع معها..لكني اخبرتك.... انها وافقت وعلينا فقط الاجتماع بها ليكون كل شئ رسمي...))

سلمان..(( وبأسرع وقت ...))
ابو عبدالله ..(( متى تعود؟؟؟))
سلمان..(( بعد ثلاثة ايام...لماذا؟؟))
ابو عبدالله ...(( مارايك اكون معك ونحدد وقتها كل شئ؟؟؟))
سلمان(( ترجع البلاد معي؟؟؟ مارايك مباشرة يكون العقد والزواج؟؟؟))
ابو عبدالله ..((من عيني.. لو الامر بيدي..لكن لابد من موافقة فريدة..))
سلمان...(( اسئلها..اتصل واسئلها...))
ابو عبدالله ((الان؟؟؟))
سلمان...(( نعم الان....))
كان واضح الاستعجال على سلمان
لم يرغب ان يرفض طلبه

مباشرة اتصل فهد باخته فريدة...
كان نظر سلمان لنافذة التي تعكس صورته
يتامله ملامحه القلقه
يسمع حديث فهد مع اخته وقلبه يكاد يخرج من ضلوعه
ياترى ما هو قرارها...
ومع كل رد من فهد او تعليق يتصور سؤالها او ردها عليه...
كا ن فهد يخبرها بزيارته لها خلال ثلاثة ايام....
ويطلب رايها في ان يكون العقد والزواج
خلال اسبوع لظروف سلمان..

انهى فهد مكالمته...
وهو يتصنع البرود...
(( اخ سلمان...))

سلمان(( فهد لا تلعب باعصابي...ماذا قالت؟؟؟))

وهو يكتم ضحكته
(( اخبرتني ان نورس ستنهي اخر امتحاناتها غدا...
يعني ممكن كل شئ يتم مثل ما خططنا...))

ابتسامة كبيرة مع نفسه المتسارع من الفرح
(( حقا...هي اخبرتك))

ابو عبدالله (( سلمان فريدة متعلقه كثيرا بنورس....وهناك امور لابد ان تتفاهم معك عليها \...))

سلمان بسعادة واضحة(( تأكد اننا لن نختلف..))
ابو عبدالله (( ان شالله... انا سأرتب ان اكون في البلاد مع العائله خلال ثلاثة ايام... ونمكث هناك اسبوع على الاقل بحسب ظرف عملي ودراسة الاولاد...وسيكون العقد والزواج خلال هذه الفترة..))

نهض سلمان سعيدا من مكانه
(( حسنا فهد..انا سانهي اعمالي بسرعة...لارتب اموري هناك...))

كانت ردة فعل سلمان سريعة
لا يدري ما عليه فعلا ان يفعل بهذا الوقت

كل ما فعله ودع فهد بسرعه وهم بالخروج
ليعود بعد لحظات
وهو بالكاد يظهر جسده من خلف الباب
(( اخ فهد..هل من مانع ان اكلمها ..اعتقد ان زواجنا خلال اسبوع ويحتاج ترتيب...))
كان ينتظر رده باحراج واضح
تعمد فهد البرود في رده

( سلمان..........سلمان..... مـــــن حقك تطلب تكلمها...)
ابتسم له سلمان لا يعرف ماذا يجيبه

واكمل فهد...
(( تعرف رقم هاتف المنزل؟؟؟))
(( ان كان هو نفسه القديم مازلت احتفظ به...))
وهو يبتسم له ....
(( هو نفسه...))

الشاطئ الــ15
الموجة الاولى


انهت العمة فريدة المكالمة مع اخيها فهد
وقلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها
لم تتوقع كل هذا يحصل وبهذه السرعة

لكنها سعيدة
سعيدة جدا
ولم تستطع ان تخفي سعادتها
فالابتسامة واضحه على محياها
وهي تدخل غرفتها
حتى انها لم تنتبه الى نورس
واقفة عند باب المطبخ
وتنظر اليها باستغراب

اتصال اخيها فهد كان يحمل اخبار رائعه

سيكون هنا بعد ثلاث ايام
وحينها سيكون موضوع سلمان
بشكل رسمي

اي انها ستعيد ما حدث من سنوات

وكم تتمنى ان ينتهي كل هذا كما تتمنى

اخذت نفسا عميقا

وهي تغطي وجهها بكفيها
نورس؟ هل لها ان تتركها

ليس لها ان تبتعد عنها
لكن كلام نورس معها شجعها كثيرا
على اتخاذ هذا القرار
كانت العمة فريدة تفكر
ان هذا التغيير يجبر نورس على الزواج

والحياة مع عمها ستجعلها تفكر بمستقبلها اكثر

<<<مسائل صعبة تمر علينا في حياتنا
نتردد في اتخاذ القرار فيها
ولا نعلم ان القرار السليم
يكون غالبا قرار صعبا
ولكن في الاول والاخير لصالح الجميع>>>

والقرار السليم في مسألة خطبة العمة فريدة
هو الموافقة

وهذا القرار في صالح العمة فريدة وسلمان
فكلاهما محتاج للاخر

ولصالح نورس
لانها ستواجه الحياة دون ان تكون عمتها عائق لها
سوى دراسه او عمل او زواج

وبذلك يطمئن العم فهد على اخته
وتبقى ابنة اخيه قريبه منه اكثر




الشاطئ الــ15
الموجة الثانية

دخلت نورس غرفتها
وعينيها باتجاه غرفة عمتها
وبابها الموصد باحكام على غير عادتها
لا تعلم لم هي كذلك
كانت ابتسامة واضحه على محياها
لفت اصابعها على كوب القهوة الساخنه
شرابها المفضل في هذا الجو البارد

ومازالت تفكر بعمتها
كم كانت سعيدة
لدرجة انها لم
تراها واقفه امامها

هل هذه السعادة بسبب مكالمة
قد تكون من العم فهد

او ربما من سلمان
ربما اصبح يحادثها
فهو خطيبها الان وهناك امور لابد ان يتفاهمان عليها



لا تدري لم القلق والضيق لم يمران بها هذه اللحظة
رغم ان تفكيرها مشغول بخطبة عمتها
ربما لانها وجدت مشاعر جديدة على ملامح عمتها
لم ترها من قبل

شعور بالرضا يحيط بها...

وبعد ان استمدت الدفء من كوب القهوة الساخنة
وضعته على المكتب وفتحت ملف مقرر الاقتصاد
غدا الامتحان النهائي
والدروس الاخيرة منه لم تستوعبها من شرح الاستاذ البديل عن الدكتور ناصر

كان ما يشغلها
طول غيابه
لم تتوقع ان ينتهي الفصل
وهو غائب

اخذت نفسا عميقا
وهي تنظر بلا مبالاة الى الاوراق
وتفكيرها معه
لابد انه مع زوجته وطفلاهما
لم يقدر على فراقهما
لابد انه سعيد لكونه اصبح ابا

الشاطئ الـ15
الموجة الثالثة


زاوية اخرى
من هذا العالم
كان هناك عاشق
اتعبه السهر
وحرارة شوقه الى حبيبته
تدفيه في هذا الجو البارد

سلمان كعادته
كلما زار مدينة الضباب
وهي ترتدي الثوب الابيض
يجلس في احد المقاهي
القريب من شقته
يشرب الشاي الساخن
وعينية ناحية الواجهة الزجاجية
منظر الثلج بالنسبة له شئ ممتع
فمستحيل رؤيته في بلاده
لكن هذه المرة
ما يلمح امامه
هي عروسته
بالفستان الابيض
هل سيتحقق حلمه اخيرا
ويرتبط بها
فريدة
ذات العيون العسلية

وهل له اخيرا ان يخالجه شعور العريس
الذي لا يعلم كيف ستبدو زوجته

انه
يتذكرها قبل سنوات
قبل اكثر من 8 سنوات

هل تغيرت كثيرا؟؟؟

وان كان........
ستبقى عيناها عسلية

لحظتها
وضع اطراف اصابعه على شعره الخفيف
مازال بالطول نفسه
لكنه لم يبقى ملفتا كما السابق
ابتسم مع نفسه
وهو يرشف من الشاي

قرب جواله يتأمل شاشته
وبطرف اصبعه
ضغط على رقمها
رقم فريده
لم ينساه ابدا ابدا
رقم هاتف المنزل
الذي يدير رقمه قبل سنوات مضت
كلما اشتاق لصوتها
ليطلب اخاها فهد
يصمت ما ان يسمع نبرات صوتها
ولكنه ينطق في الاخير
((فهد موجود؟؟؟))
لا ينتظر ردا منها
انما ينتظر تغير نبرة صوتها
بعد ان تعرف انه هو
لكنها ابدا لم تسأله من يكون
سوى كان فهد موجود
او غير موجود

كان رقم الهاتف مميز بالنسبة له رغم السنوات التي مرت
كان ينتهي الرقم بــ 355
فاصبح اي رقم ينتهي بــ 355ملفتا له
حتى وان كان رقم لوحة لسيارة
فكيف ان مر عليه اتصال
يحمل في نهايته هذا الرقم؟؟؟\
..كان يتجمد مكانه يتامله
لكنه يتذكر انه ليس رقمها
ولم ستتصل اصلا
واحيانا يضغط على الرقم ويبقى يتأمله\
يتصور لو ظهر الرقم على الشاشة
كيف هي ردة فعله

لكنه الان
له ان يتصل
فقد استأذن من اخاها
قد يكون نسى فارق التوقيت
لكن ما يمنعه
انه غير قادر على تماسك اعصابه
لا يمكنه ان يكلمها وكل هذا التوتر يحتويه


ابعد اطراف اصابعه عن جواله
واخذ يطرق باصابعه الواحد تلو الاخر على طرف الطاولة
عادته كلما زاد توتره
اخذ نفسا عميقا
وارتشف الشاي
هل لأمراة تقلب موازينه بهذه الصورة
انها
الوحيدة التي فعلت به كل هذا

فريدة بعينيها العسليه
هي فقط من تهز ما بداخله
لا يفهم سببه
هل هو الحب؟؟
احبها...نعم
واحب زوجته كذلك...
لكن لا يأتيه هذا الشعور ابدا مع زوجته
ربما حبه لها مختلف عن حب فريدة

طبيعة عمله
جعلته يلتقي بكثير من سيدات الاعمال وبكل الجنسيات
يتذكر كيف لهذه ان تلمح باهتمامها به
وتلك تكرر دعوتها له للغداء دائما
واخرى تتعمد ان تشركه باي عمل معها
ولكن ابدا لم تكن هناك من تجعله يشغل عقله بالتفكير بها
وفاءا واحتراما لزوجته ام مروة
ولان فريدة هي فقط من سحرته برقتها وبنظرات عينيها



yassmin 11-11-10 09:25 AM




الشاطئ الـ15
الموجة الرابعة



دخلت نورس المنزل
وكان واضح عليها الارهاق
فهو نتيجة سهر ليال من المذاكرة
واليوم اخر امتحان تقدمه

بالها مشغور بأمور كثيرة
ولكن ما ترغب به فقط
ان تدخل غرفتها
وتغط في نوم عميق
لا تريد ما يزعجها

كانت العمة فريدة في الصالة
والغريب في الامر انها لا تشاهد مسلسلا
او تقرا القران كعادتها
كان التلفاز يعمل على القناة الاخبارية
امر غريب
شعرت نورس ان هناك امر يشغل عمتها
لابد انه اتصال البارحة
جلست نورس مقابل لعمتها
تنتظر منها الحديث دون ان تعلق على شئ
كانت تشعر ان عمتها ترغب في فتح الموضوع بدون مقدمات

(( نورس عمك اتصل البارحة..))
(( كيف حاله؟؟؟))
(( بخير... لكنه ... اخبرني انه سيأتي لزيارتنا))
(( حقا؟؟؟ ))
(( نورس.. فهد قرر ان يكون العقد والزواج في يوم واحد... يقول ان ظروف تجبر سلمان على ذلك...))
كانت نورس تنظر اليهاغير مستوعبه ما تقوله
لم تتوقع ان الامر سيكون بهذه السرعه
بارتباك....(( اعتقد ان الموضوع يحتاج الى وقت,,,))
اجابتها فريدة(( لا ادري نورس.... علينا ان ننتظر عمك ونفهم منه كل شئ...))
كانت تشعر نورس ان عمتها مضربه
او قلقه من ردة فعلها
وكان عليها ان تقول ما تفكر به
لتريح نفسها قبل عمتها
(( عمتي سواء الزواج تم بسرعه او تأجل النتيجة واحده لكلانا...عمتي ارى ان ناخذ بكلام عمي.... ))

كان واضح على ملامح عمتها تغير مفاجئ
ربما ارتاحت اخيرا
وزال قلقها بشان ردة فعل نورس

(( عمتي متى سيأتي عمي؟؟؟وهل طلال معه؟؟))
(( خلال 3 ايام...سيمكث اسبوعا حتى يتم الزواج...وقد يكون ابنائه معه...))
كانت نورس تهم بالانصراف
ما ان اكملت العمة كلامها
حتى التفتت لها نورس...

(( اسبوع؟؟؟؟ عمتي ليس لديك وقت..لديك الكثير لتقومي به...))
باستغراب اجابتها عمتها
(( ماذا تعنين نورس))

عاودت الجلوس
((عمتي... ستتزوجين..يعني لديك الكثير لتفعليه..تجهيزات العروس... الا تعلمين؟؟؟؟))

بهدؤ اجابتها
(( نورس لن نستعجل ..ثم ماذا تتوقعي ان افعل..انا لست صغيرة.))

ابتسمت لها نورس
((عمتي... تعلمين ان رجاء تجهز لزواجها من قبل 8شهور؟؟؟))
((انت قلت رجاء..))
(( وهل انت اقل ممن تزوجن..))

((لم اقل هذا...لكن ماذا نجهز...انا حفل كبير لا اريد,,عقد قران ويكفي...))
(( حسنا... حفل العقد يكون بسيط هنا او في منزل عمي فهد.... لكن تحتاجين لفستان.... ولابد ان تذهبي لصالون الحلاقة ....وهناك الكثير من الاشياء التي تحتاجينها وانت عروس...))

(( وانت كيف تعرفين كل هذه الامور؟؟؟))
(( لا تتحججي بي عمتي...هل نسيتي اني كنت مع رجاء وقت تجهيزها لحفل زواجها...))
واكملت...(( عمتي... الفستان يحتاج وقت ولابد نجهز له من الان....))
(( لن البس فستان...........))
(( ماذا؟؟؟؟))
تداركت العمة حديثها
(( اقصد لن البس فستان عروس..قلت لك حفل بسيط...))

(( حسناا..ما رايك بعد صلاة المغرب نذهب انا وانت للمشغل الذي اخذت منه رجاء فستانها.... ستجدين ما يعجبك....))
(( لا مانع..لكن لن البس فستان مبالغ فيه...))
نورس وهي تضحك...
(( اختاري ما يعجبك...))

انصرفت نورس عنها بداخلها صراع غريب
فهي لا تريد ان تفارق عمتها
او ان تنشغل عنها
وفي نفس الوقت ترغب ان تخلق لها السعادة
وان تكون معها في ليلة عمرها
وتشاركها كل شئ


الشاطئ الـ15
الموجة الخامسة


كانت فريدة تفكر فيما قالته نورس
واضح انها متحمسه لزوجها
ولم يبدي عليها الضيق
هل الامر عادي بالنسبة لها
لم يكن كذلك في البداية
لكن لابد ان نورس
فكرت بمنطقيه
كان ما يضايق فريدة
انها لم تفكر يوما ان تتزوج هي قبل نورس وتتركها


تتذكر حديث نورس معها بشان التجهيز للحفل

فستان وصالون وتجهيزات العروس

هل ستحتاج لكل هذا؟؟؟
الموضوع شغل عقلها كثيرا

حتى قطع تفكيرها رنين هاتف المنزل

ببرود رفعت جسدها من الكنبة

فتحت باب الغرفه
كانت نورس تهم في الخروج لرد على الهاتف

(( ربما عمي فهد يحدد لنا موعد قدومه...))

وقفت فريدة تنتظر من نورس ان تخبرها

كانت تسمع تمتمات نورس
دون ان تفهم بالضبط
شئ ما اقلقها من نظرات نورس

اقتربت خطوات اكثر

تركت نورس سماعة الهاتف

وهي تغمز لها...
(( هناك من يطلبك.... ))

كانت فريدة تقترب ببرود
اشارت لها نورس بيدها...
(( بسرعة عمتي... سلمااان))

زاد ارتباك فريدة

فيما انصرفت نورس لغرفتها

(( السلام عليكم..))
قالتها بهدؤ..وبالكاد خرجت من بين شفتيها

(( وعليكم السلام..))
كان صوته
صوت سلمان نفسه
لم يتغير
اغمضت عينها
وبلعت ريقها بصعوبة
((فريدة كيف حالك؟؟؟))

بهدؤ..(( الحمدلله..))
صمت كلاهما

ليس هناك كلام يكفي غياب كل هذه السنين
فلابد من الصمت
فوقتها يكون ابلغ من الكلام

(( فريدة..طلبت من ابو عبدلله ان اكلمك..ولم يمانع..الم يخبرك؟؟))
(( لا..لم يخبرني..))

بسرعه رد عليها..
(( لم يخبرك انه سيكون هنا خلال 3 ايام؟؟؟))

بارتباك اجابته
(( بلى... اخبرني ... لكنه لم يقل انك ستتصل...))

بهدؤ رد عليها..
(( هل يعني انك لا ترغبين في الحديث...))

بصعوبة نطقتها
(( تفاجأت فقط))

(( انت مشغولة الان؟؟؟))
(( لا...))

(( ان كنت مشغولة اكلمك في وقت لاحق...))
(( افضل ان اكلمك من جوالي...))

(( ليس لدي رقمك... اتصلت على الرقم القديم المحفوظ في ذاكرتي.))
كان الحديث يحمل عبق الماضي مع كل نبرة صوت من كلاهما

ارهقمها الحديث الذي لم يطيل اكثر من 7 دقائق
استنفذ كل طاقتهما

انهى سلمان المكالمة بعد ان اخذ رقم جوال فريدة
ليعاود الاتصال عليه مباشرة

كان في شقته في لندن

وقلبه وعقله وكل حواسه في بلاده

حيث تكون فتاته
ذات العيون العسلية


انه صوتها يتردد في اذنه
صوت فريده

لم يتغير...الهدؤ نفسه
والارتباك نفسه كلما ميزت صوته

وهذا رقم جوالها
رقم جديد يدخل ذاكرته
ليصبح شئ مميز

بينما هي دخلت غرفتها
واغلقت الباب
وبسرعة امسكت بجوالها

استندت على الكنبة
وهي ممسكة به

تنتظر ان تسمع رنينه

حتى كانت النغمة مع ظهور رقمه المميز جدا
ارتبكت كثيرا
ضغطت باصبعها لتجيبه
ودون ان تقصد
قطعت المكالمة.........



الشاطئ الـ15
الموجة السادسة


ابقت عينها مفتوحه
تتامل
العبارة
((ارسلت اشارة مشغول للمتصل))
فيما جمد مكانه
وهو ياخذ نفسا عميقا

((لماذا قطعت المكالمة...))
تردد في الاتصال بها
وهو في غاية التردد


عاود الاتصال
وكان رقمه في جوالها من جديد....

ارتبكت اكثر
وبهدؤ ضغطت على الزر الاخضر

(( مرحبا فريدة...))
بهدؤ..(( اهلا....))

باستغراب سألها (( لم قطعت الاتصال))
اجابته ((لم اقصد ذلك...))

سمعت ضحكته
(( لم تضحك؟؟؟))

بنبرة صوته المميزة
(( لم تتغيري فريدة ...ترتبكين دائما))
(( ماذا تقصد؟؟؟))
(( تتذكرين اول لقاء بيننا ؟؟؟))
واكمل..(( بارتباكك كدت تصدمينني....))
((انت فاجأتني في مساري...))


((وتتذكرين عندما حدثتك اول مرة لنحدد موعد العقد))
صمتت لم ترد على سؤاله

سمعته يهمس لها...
(( كنت دائما تخجلين مني وتقطعي المكالمة لارتباككي))
((وقتها كنت صغيرة..ولكن الان حدث دون قصد,,))


(( هل كبرت فريدة؟؟؟))
(( كما كبرت انت...))

(( انا لم اكبر؟؟؟))
(( حقا؟؟؟ هل يعني الــ10 سنوات الاخيرة لم تحسب من عمرك؟؟؟))

(( لا ...وانت؟؟))
((مثلك...))

ضحك على ردها ...
(( اخبرك فهد انه سيكون هنا بعد 3 ايام))
(( نعم... اخبرني امس..))

(( مارأيك ان يكون العقد والزواج في نفس اليوم؟؟؟))
((و لماذا الاستعجال؟؟؟))
(( وضعي صعب فرودة....))

ارتبكت كثيرا ما ان سمعت اسم فرودة
لها سنوات لم تسمعه منه هو بالذات

في حين هو اكمل
"(( تعلمين بناتي يحتجن لرعاية ومتابعه..ووجود المربية والخادمات لابد منه..ويصعب ذلك دون وجود سيدة في المنزل.))


صمت قليلا واكمل...
(( فهمت ما اعني...؟؟))

باهتمام اجابته..
(( معك حق..ولكن من معهن الان ...))
(( اختي بدور....))

باهتمام سالته..(( بدور... كيف حالها..لم التقيها منذ اخر زيارة لكم هنا...))
بنبرة هادئة ..(( بدور تحضر الماجيستير الان...ومن المفترض ان تتزوج هذا الشهر....))

(( اذا انت شغلتها برعاية البنات...))
(( سأكون صريح معك فريدة.... فقدان والدتهن صعب عليهن وهن في هذا السن.... واشعر بصعوبة في رعايتهن.... احتاج لمن هي مثلك بحناك وطيبتك تحتويهم ....))

كانت تستمع لما يقول...وكانه يفضفض عن هموم بداخله
ازداد شعورها بقربه
اكثر من السابق

واكمل...(( ليس البنات فقط من هن بحاجة لك....انا كذلك...))
شعرت وكان ماء بارد انسكب عليها....
(( فرودة..كم كنت اتمنى ان يتحقق حلمي باجتماعنا تحت سقف واحد..... ))
ازدادت فريدة ارتباكا
وبقيت على صمتها

(( مابك صامته؟؟؟اليس لديك ما تقولين؟؟؟))

(( اسمعك ....))
((وانا اريد ان اسمعك فرودة... ))

(( ماذا اقول..؟؟؟))

(( اخبريني ماهي الامور التي لابد ان نتفق عليها ...فهد لم يوضح لي..))

حينها شعرت فريدة ان لديها الكثير لتقوله...
(( نورس ابنة اخي... سوف تبقى مع اخي فهد... ولكن ان احتاجت لي لابد ان اكون معها اين ما كانت وباي وقت...ليس لها غيري....))

(( لن نختلف في ذلك..ولكن لم لا تأتي لسكن معنا بدل ان تسافر...؟؟؟))
(( لا اعتقد بأنها ستوافق او اخي فهد سيوافق...))

(( لمحتها عندما جئت لزيارتكم..لقد كبرت..اتذكرها وهي طفلة.. والان تشبهك كثيرا...))
(( مازلت اراها صغيرة وتحتاج لرعايتي...اعتدنا على الحياة معا...))

(( هذا ما احبه فيك..اهتمامك بمن حولك...))
(( نورس امانة عندي... صعب ابتعد عنها...ولكن ...))

بكل حماس رد عليها وبنبرة عالية...
(( فرودة... لا تقولي انك مترددة.... اتي الان لأخذك انت ونورس عندي في المنزل لن احتمل فقدانك للمرة الثالثة....))

غرقت في صمتها
لاتجد ما تقوله
اما اصراره وتمسكه بها
كان صوته المميز
يخترق قلبها
يجبرها على الصمت اكثر

لم يتغير صوته
ولكن تغير اسلوبه

اصبح يحدثها وكأنها الفرصة الاخيرة بينهما

يترجى منها القرب اكثر
يريدها زوجة له
واما لبناته

وهذه المرة واضح عليه الاصرار
والتمسك بها اكثر
مهما كانت الظروف التي تمنعهما

اخذ يحدثها عن بناته
مروة..التي تشعر بانها كبرت بعد وفاة والدتها وعليها ان تتحمل مسئولية والدها واخواتها

مريم ومرام...اللاتان لا يدركان الى الان معنى وفاة والدتهما

وكل وقتهما مع الالعاب والدمى

اخبرها عن منزله الكبير والواسع
صممه كما اخبرها قبل سنوات

كما كان يخطط ان يجمعهما

ولم يتناسى ذكر زوجته ام مروة
((ام مروة رحمها الله))كما اعتاد على ذكرها
اخبرها كيف كانت زوجة وفيه ومخلصة

وكيف استطاعت ان تلبي كل متطلبات اسرته

لكنها ابدا لم تنسيه حبه الاول
لم تنسيه فريدة

(( فريدة... لنتمسك بهذه الفرصة لنكون مع بعض...
بعد ايام اتفق مع فهد على كل شئ...
وخلال اسبوع يكون العقد والزواج...
جهزي كل ما تحتاجينه...
ولا تخجلي من طلب اي شئ...))

كان هذا اخر ما قاله لها
بعدها رمت جوالها على الكنبة
واسندت راسها عليها
واخذت تستعيد كل كلمة قالها

كما اعتادت في السابق
فلا تنسى اي كلمة مما يقوله لها

هل للحلم ان يتحقق؟؟

هذا ما تفكر به فريدة

فريدة في بداية الاربعينات من عمرها
وقد تبدو اصغر بكثير
من يراها لا يعطيها عمر اكثر من 36 عام

بشرتها البيضاء الصافيه
طولها الملحوظ
عيناها العسلية الواسعه

نعومة واضحه في ملامحها واطرافها

لطالما اهتمت بنفسها
وصحتها...

لكنها عزلت نفسها عن العالم بانشغالها بابنة اخيها
وما اعتادت على فعله هو المداومة على مركز القران

وزيارات قليله متبادلة للجيران
ليس اكثر....

وهذه الصفه التي اخذتها منها نورس
فقدت اعتادتا على العزلة

والان جاء الوقت
الذي تنصرف فيه عن نورس
لتنشغل باخرين

حلم صباها سلمان

وبناته الاتي يعيشون مأساة نورس سابقا
ولكن بعمر اصغر بكثير

تحمست لهذه التجربة وهي تتذكر حديث سلمان معها

((سلمان عدت من جديد..؟؟ لا اصدق....))



yassmin 11-11-10 09:27 AM



الشاطئ الـ15
الموجة السابعة



نورس في غرفتها
مستلقية على السرير
توزع نظرها لما حولها في الغرفه
ولكن عقلها ليس معها
مع ذلك الصوت الذي سمعته قبل قليل
صوت سلمان
سلمان القادم من الماضي
ليأخذ عمتها منها
ويتركها تغادر بلادها
بكل ما تحويها من ذكريات
الى عالم اخر
لم تعتاد عليه
وان كانت بقرب عمها فهد
ولكن.....
لابد انها ستفتقد عمتها
كيف لها ان تعيش بدونها
كانت تفكر كيف استطاعت ان تقنع نفسها بزواج عمتها
والابتعاد عنها

اخذت نفسا عميقا
تتذكر عمتها
والتغيير الذي حدث لها ما ان دخل سلمان حياتها من جديد
السعادة واضحة عليها

فمن حق عمتها ان تعيش حياتها
يكفي ما مضى من عمرها
بين جدران هذا المنزل
حرمت نفسها من كل شئ
من اجلها
كانت نورس تحاول تقنع نفسها
ان ما فعلته هو الصحيح

من حق عمتها ان تعيش حياتها
ان تنعم بحياة اسرية بقرب رجل يحبها
فكيف ان كان سلمان
سلمان حلم الماضي
الذي عاد لها
كما لم تتوقع
وفي يده المصباح السحري
الذي سيحقق به
حلمهما الذي تبدد
بعد ان تنازلت عنه من اجلها هي
ومن اجل جدتها رحمها الله


نهضت من السرير
واستندت على واجهة السرير
وهي تمسح وجها بكلتا يديها
وتلم بهما شعرها بعدها
اخذت نفسا عميق
ابتسمت اخيرا
شعرت ان ما تفعله هو التصرف السليم
ومن الان
ليس لها ان تفكر بحياتها مع عمتها
بل تقنع نفسها اكثر
بالغربة
بالقرب من عمها وابنائه
طلال
وكذلك عبدالله ومحمد
اللذان تعرفت عليهما سابقا
وكانا رائعان معها في التعامل
وزوجة عمها
الخالــة ليلى
التي عرفت بطيبتها واهتمامها الكبير باسرتها
وقد يصل للاهتمام المبالغ فيه
ربما الوحده في الغربة
اجبرتها ان تكون اسرتها كل شئ في حياتها
ولا ترى في العالم شئ اخر غيرهم
شئ من الراحة دخل قلبها
فليس من الصعب العيش مع افراد هذه الاسرة




الشاطئ الــ 16
الموجة الاولى

صعدت السيارة مع عمتي
لم تتردد في الذهاب للمشغل كما توقعت
ربما الحماس الذي احتواها فجأة استمدته من مكالمتها معه
لم اسألها
ولم تخبرني هي
هل لي الحق ان اعرف ما يدور بينهما
لم ابوح لها يوما بأسراري
او ما اكنه في قلبي
وليس لي الحق الان ان اطالبها باخباري عن كل شئ
كل ما حدث وكل ما تفكر فيه
انها صامته لم تتكلم

لكني لن ابقي هذا الصمت طويلا....

(( عمتي..نذهب اولا للمشغل.... لتري ما يناسبك...))
..
_(( كما اخبرتك..لا ارغب بفستان مبالغا فيه...))

(( كما تريدين... ولكن بعدها نذهب للمركز التجاري.... لابد ان هناك ما ينقصك....))
لم تتحمس
ولم تعترض

بقيت صامته حتى وصلنا للمشغل

دخلت معها ....
صارت تتلفت على ما هو معروض
بينما تقدمت لنا العاملة في المشغل
تحمل بعض مجلات الخاصة بالازياء

صرنا نتصفحها بصورة سريعه
حتى تفاجأت بعمتي

(( نونو... هذه التصاميم لا تناسبني...
ولا حتى المعروض منها...))

لا اعرف ما علي ان اقوله لها

انتبهت لنا الفتاة....
لابد انها اعتادت على كل انواع الزبائن

وقد تكون التقت بمن تشبه ذوق عمتي

(( اختي...لدينا مصمم ازياء...يمكن له ان يصمم ما تريدانه...))
بحماس اجبتها..
(( جيد.... فليس من المعروض ما يناسبنا...))

لحظات فاذا به امامنا
شاب صغير في العمر

يبدو في بداية العشرين من عمره وربما اصغر

تبادلنا النظرات انا وعمتي

كانت ملامح الاستغراب واضحه علينا
لكنه ابدا لم يهتم

اقترب منا
ووضع اوراقه على الطاولة التي نجلس امامها
مع قلمه الرصاص
وبعض الالوان

وبدون مقدمات رفع نظره الينا...(( لمن الفستان..؟؟؟))

اشرت لعمتي..(( لها...))

(( ماهي المناسبة؟؟))
اخبرته...(( زواج...))


كان يسأل وانا اجيب باختصار
(( زواج.....عروس؟؟؟))

(( نعم...))
كانت عمتي صامته

((اي انك تريدين فستان ابيض...؟؟))

نطقت حينها عمتي..
(( انه مجرد عقد قران...))

ابتسم لها..(( لابد ان تحددي فستان زواج او عقد؟؟))
اجبته انا..(( انها حفلة عقد وزواج في نفس الوقت...))

مسك قلمه الرصاص..والتفت لعمتي
(( اخبريني اختي..ما هو التصميم الذي ترينه مناسبا لك؟؟؟))

بتردد اجابتها
(( اريد فستان بسيط جدا...وليس مهم ان يكون لونه ابيض...))

اخذ يرسم خطوط على ورقته البيضاء
(( حفله عائلية ام كبيرة؟؟؟))
اجبته باستغراب...
(( هل يفرق؟؟؟))

وهو مشغول بما يرسمه (( بالتأكيد... ))
وعيني عمتي على ورقته ((حفلة عائلية))

واكملت..(( اريده باكمام طويلة...))
نظرت باستغراب لعمتي...

في حين هو يهز راسه لها
وهو ينظر لعينيها

كان نظره فعلا لعينيها كلما حادثته

خلال لحظات ارانا ما بين يديه
بعد ان ظلله ببعض الالوان
وهو يشيير للخطوط المرسومه

(( هذا تصميم جدا بسيط... يتناسب لحفلتك...
قماشه من الشيفون الخفيف...
لانه سيكون مزموم عند الصدر حتى الخصر...
ونهايته تصميم بذيل السمكة...
وكما طلبت.... الاكمام طويله ...وواسعه...
وعند المعصم ستكون ضيقه...)) وهو يضغط على معصمه باصبعي كفه الاخرى
واكمل
(( ممكن ان تتصورينه مثل اكمام علاء الدين....))

وقتها فقط شعرت ان عمتي استوعبت ما يريد ان يقوله...
لكنه لم ينتظر منا اي تعليق...

واكمل....
(( سيكون الصدر واسع.بشكل قلب..)) وبسرعه رسم خطوط اسفل الصفحه للتصميم من الخلف...
(( ومكشوف من الخلف...))
وقتها فقط نطقت عمتي...

(( لا لا...لا اريده واسع من الامام..ولا مكشوف من الخلف...))
رمى قلمه على الطاولة والتفت لعمتي وهو يحدثها بحماس

(( لا يمكن ان يكون فستان زواج باكمام طويله ومغلق من الامام والخلف....))
كانت عمتي مصره
(( لا ....يستحيل ان ارتديه...)))

هز راسها لحظتها...
(( حسنا اخبريني..كيف هي تسريحتك؟؟؟))

التفت باستغراب لعمتي....
لكن جوابها كان جاهزا...

(( تسريحة؟؟؟؟ لا؟؟؟؟ سأبقيه منسدل من غير تسريحه...))

كنت مستغربه من قرارات عمتي
لكنني لم ارغب في التدخل لان يستحيل اقناعها بعكس ما تريد

خاصة في هذا الامر
فهي لم تعتاد على لبس الحفلات ولا التسريحات

(( حسنا ..حسنا.....)) اجابها وكانه وجد حلا..
(( ان كان شعرك طويل سيغطي ظهرك المكشوف فيلس هناك مانع..ويمكن ان اغطيه بالشيفون الخفيف ..وقتها سيكون شفاف فقط ما رايك؟؟))

اقتنعت عمتي اخيرا
(( ممكن..مادام شعري سيغطيه....))
ولكنه قاطعها...(( اما من الامام لابد ان يكون واسع...ليس جميلا ان يكون فستان مكتوم بالكامل...))

اخذ نفسا عميقا وكانه ارهق من الحديث
وفعلا كان حديثه كثيرا وبسرعه...

واكمل(( مثل هذا التصميم لابد ان ترفعي شعرك بتسريحه بسيطه... ولكن على رغبتك... انصحك ان يكون شعرك بقصه مميزة))

كنا انا وعمتي مستغربين بالتفاصيل التي يتحدث بها

ابتسمت له عمتي..
(( وماذا ايضا...))
لحظتها ابتسم لعمتي..
(( عيناك لونها طبيعي...؟؟))

وبحده سالته عمتي..
(( وما شأنك بلون عيني؟؟؟))

وقتها رغبت في الضحك حقا...
ولكن كتمتها..
فنادرا ما تعصب عمتي بهذه الطريقه

ابتسم لها...
(( ان كان لونه طبيعي او انك ستلبسين نفسها العدسات الملونة... من رايي...ان ازين الفستان بحبات من اللؤلؤ باللون البيج والعسلي...نهاية الاكمام عند المعصم.. والصدر....

وطبعا الفستان لونه بيج مائل للابيض...
والطرحة منثور عليها حبات من اللؤلؤ

(( لا اريد طرحة....)) قالتها عمتي بحده

وهو يخط في الورقه
(( كما تريدين....))

اخذ اللون الاصفر يوزع نقاط به على الفستان...
عند الصدر ونهاية الاكمام...

(( هكذا سيكون توزيع حبات اللؤلؤ...))
والتفت لعمتي
(( وسيكون مناسبا... لو صبغت شعرك بدرجات البني حتى اللون العسلي...))
كنا متعجبين مما يقوله هذا الفتى
وهو يدقق في كل شئ

انتبهت الى ان عمتي لم يعجبها تعليقاته
لكنها اهتمت لها....

خرجنا من المكان.
بعد ان اتفقنا على كل شئ

رغم معارضتهم على الموعد...

لكن وافقوا بالاخير على تجهيزه

.وانا اكتم ضحكتي على ردة فعل عمتي
حتى صعدنا السيارة
_(( معقول؟؟؟ انه في عمر طلال او اصغر؟؟؟ ))
((هذا عمله عمتي...))

وهي تهز راسها
_(( ابدا لا يناسبه كشاب.... والغريب انه مهتم بالشعر وتسريحته ولونه...وحتى لو عيني...))

(( لكن لاحظتي ان كل هذه الامور مهمه له ليصمم ما يناسبك....))
_(( لا انكر ذلك...لكن من الصعب للفتاة ان تتعامل مع شاب لمثل هذه الامور...))
ابتسمت لها
(( عمتي...الفتيات الان اجرأ مما تتوقعي.لتتعامل مع شاب مثله..))
.................................................. .........................




الشاطئ الــ 16
الموجة الثانية



اتفق فهد مع عائلته على السفر
لحظور زواج العمة فريدة
وحقيقة الامر
ان الجميع تحمس لذلك

لطالما كانت قريبه منهم رغم بعد المسافة
فالمحبة لا تعني القرب فقط
قد يكون هناك من يجمعهم منزل واحد
ولكن ليس هناك اي مشاعر مشتركة بينهم

عبدالله اكبرهم سنا رغم انشغاله بالتحضير لشهادة الدكتوراه
ابدى استعدادا لتفرغ اسبوع واحد
والسفر لحظور الزواج وهذا امر نادر ان يحدث منه
لحبه لدراسه واندماجه فيها
ولا يوجد ما يشغله عنها


محمد اصغرهم
الذي لا يلتقي عمته الا في الاجازات
لكنه تعلق باهتمامها به
كلما اتصلت
(( محمد الغالي....))
انه سمي اخوها محمد والد نورس

لذا كانت له محبة خاصه عن اخوته

اما طلال فلابد له من الذهاب
لم يصدق متى يحتفل بزواج فريدة
فهو الوحيد الذي لا يناديها عمتي
يعلم ان هذا يزعجها
ولطالما احب ازعاج من حوله بمرحه متعمدا

في حين ام عبدلله لم تبدي اي اهتمام سوى رفض او موافقه
دائما هي هكذا
الظروف من حولها تسيرها
رغبة زوجها
وطلبات ابنائها
فهي ليس لديها غيرهم يشغلها

واين ما كانوا هي معهم


.................................................


yassmin 11-11-10 09:29 AM




الشاطئ الــ 16
الموجة الثالثة


وفي ليل لندن البارد
والذي لايظهر فيه سوى بياض الثلج

كان فهد وسلمان مجتمعين في احد المقاهي
الذي يعتاد العرب في لندن الاجتماع فيه

وقد حددوا السفر معا
على نفس الرحلة

كان واضح على سلمان الفرح بما هو اتي
وفرحته ليست اكبر من فرحة فهد
فهذه اخته فريده
لطالما خاف عليها من وحدتها

والان جاء من ياخذها لحياة افضل

لحظات ودخل عبدالله وطلال
طبعا ترحيب خاص للعم سلمان

فقريبا سيكون صهرهما
التفت طلال لاخيه (( لم اتقوعها عمتي ابدا...))
باستغراب اجابه عبدالله (( تتوقع ماذا؟؟؟))
وهو يتصنع الجديه (( ان توقع شخص بوجاهة سلمان ...))

نظر اليه عبدالله وهو يعقد حاجبيه
وكأنه غير راضي على تعليقه

لم يهتم طلال لردة فعل اخيه

وانما نهض من مكانه بحركة سريعه
وهو يشير لمن يهم بالجلوس في احد زوايا المقهى بعيدا عن زحمة رواده

التفت طلال لوالده
(( ابي... هذا الدكتور ناصر....سأذهب لأحيه...))
التفتوا اليه جميعهم...

(( طلال... اجلس مكانك الا ترى زوجته معه؟؟؟))
كان عبدلله يحدثه بصوت منخفض

ابتسم له طلال
(( انها ابنة اخيه التقيت بهما مسبقا...وتحادثنا....))

لحظتها... نهض ناصر من مكانه
واتجه نحوهم

وبحرارة كان ترحيب ابو عبدالله
ومن ثم سلمان وعبدالله وطلال

اخذ ابو عبدالله يسأله باهتمام عن وضعه
كان ناصر سعيدا باهتمامه

ابو عبدالله لم ينتبه الى ان زينه كانت معه
(( تفضل بالجلوس معنا ))

ناصر..(( الن اقطع حديثكم؟؟؟))
ابو عبدالله..(( ابدا تفضل بالجلوس ))

ابتسم له ناصر وهو يشير الى زينة
كانت تاخذ طلبها ...
(( اوصل ابنة اخي...واعود..))




لم يكمل كلامه حتى كانت زينة قريبه منهم
بالباسها المعتاد...
تنورة قصيرة باللون الاحمر الداكن...
مع بنطال جينز اسود ضيق للغاية
و جاكيت زيتي اللون..
بدت ياقته مشدودة تغطي رقبتها المكشوفة

مع قبعه حمراء تلم شعرها بالكامل
ما عدا خصلات مجعدة تنزل على كتفها

كانت تحمل الكوب البلاستيك المخصص للقهوة
كانت زينة تتصرف بعفوية مع الجميع
اعتاد من يعرفها على ذلك
خاصة تصرفاتها الطفولية في تعاملها
وليس هناك ما يمنعها ان تقترب من عمها\
ومجموعه الرجال التي معه

وهي تهمس لعمها
(( عمي انا سأعود للشقة....))

لم يتفاجأ ناصر ابد من تصرفها
(( انتظري اوصلك...))

زينة..(( لا تزعج نفسك اذهب وحدي..الشقة قريبه...))

انتبهت الى ابو عبدالله يحدثها
(( لا..كيف تذهبين وحدك بنيتي....لا تدعها تفعل ذلك دكتور ناصر))

ابتسمت زينة الى ابو عبدالله
وانتبهت لعمها وهو ممسك بها من عضدها
وهما يهمان بالخروج

(( متى ستعقلين؟؟؟ كيف تأتين لي وانا واقف من الرجال؟؟؟))

بعفوية وهي تخرج مع عمها من المقهى
(( كيف اخبرك اني خارجة؟؟؟))

ناصر..(( ابدا لن تغيري من تصرفاتك زيون...))
ابتسمت له وهي تحرك راحة يدها على الكوب
تستمد الدفء من سخونته

كان لحظتها طلال يحدث والده عن لقائه مع ناصر
واهتم عبدالله وسلمان بموضوعه
وتعاطفوا مع وضعه كثيرا
همس عبدالله لاخيه..(( طلال هذه الفتاة تدرس هنا؟؟))\
اجابه طلال...(( ومن متى تهتم بالفتيات؟؟؟))
بحدة يحاول ان يكتمها..(( طلال اجبني....))
وهويبتسم له...(( حقيقة لا اعتقد..لكني فهمت من حديثها عندما كنت معهم انها هنا من ايام ...))
تصنع عبدلله عدم الاهتمام...
بينما اكمل طلال..(( هل تريد ان تعرف اسمها..))
كان عبدالله ينظر اليه ينتظر منه ان يخبره
غمز له طلال...
(( لا تريد ان تعرف؟؟؟ كما تريد))
عبدالله..(( طلال لا تمزح معي...))

طلال وهو يبتسم له...
(( زيون...اقصد زينة...عمها يناديها زيون))


بعدها عاد ناصر لهم في المقهى
واشترك معهم في الحديث
بعد ان عرفهم عليه
(( الدكتور ناصر...دكتور في الاقتصاد...))
اشاربعدها نحو عبدالله (( هذا ابني الكبير عبدالله..يحضر لدكتوراه هنا...))
ومن ثم اشار الى سلمان...(( صديق العمر سلمان...صاحب الشركة العالمية للتجارة....))
ابتسم لهم ناصر..(( يشرفني لقائكم))
التفت ابو عبدالله الى ناصر(( غدا ساعود للبلاد هل تحتاج لشئ قبل سفري؟؟؟))

ناصر (( شكرا استاذ فهد....))
ابوعبدالله(( وكيف حال الطفلة الان؟؟؟))
ناصر..(( الحمدلله ....))
التفت له سلمان...(( اخبرنا ابو عبدالله عن ماحدث معك... ربنا يصبرك..هذا امتحان .... وان شالله لا ترى الا الخير وتعود للبلاد مع عائلتك...))

كلمات مواساة من سلمان
كانت تثلج قلب ناصر الملتهب من حرارة الالم
((الحمدلله على كل شئ...))

ناصر (( هل العودة نهائية للبلاد؟؟؟))
ابو عبدالله وهو يتنهد...
(( كم اتمنى...سنبقى اسبوع ولابد من العودة بعدها...))

ناصر باستغراب..(( اسبوع فقط؟؟؟))
ابتسم له طلال..(( سرقنا هذه الايام غصبا ... لنحضر الزواج ونعود...))

ابو عبدالله مباشرة قال..(( سلمان صهرنا الجديد..))
((مبروك استاذ سلمان...))
قالها ناصر وقد هزته كلمة صهرنا الجديد
ياترى ماذا يعني بذلك
اصبح صهره لزواجه ممن؟؟؟
معقول يكون من.....؟؟؟

اصبح تائها بتفكيره
غاب عن الحديث بينهم
يريد ان يربط ما سمعه بما يعرفه
ونظره الى سلمان
معقول ان نورس ترتبط به

انه في عمر والدها تقريبا
حتى وان كان يبدو اصغر من عمره
باناقته..والوسامة الواضحه من ملامحة وحديثه اللبق

انتبه الى طلال الذي كان يحادث والده
(( ابي... ماهو ترتيبكم للزواج؟؟؟هل اسبوع يكفي لانهاء كل شئ هناك؟؟؟))

ابتسم ابوعبدلله وهو ينظر الى سلمان
(( العجلة من عمك سلمان...يريد العقد والزواج في يوم واحد...))

سلمان وكأنه يبرر لهم موقفه
(( الامور معقدة..انت في بلد ونحن في بلد...وليس امامنا الوقت الكافي...))
عبدالله بجدية..(( معك حق عمي..الاستعجال في هذه الامور لابد منها....))
طلال (( لا اصدق انها وافقت....))
ابوعبدلله يقاطعه بمزح..(( ماذا تعني؟؟؟ هل لها ان تتردد في خطبة سلمان؟؟؟))
بان الاحراج على طلال
(( ابد ابدا عمي... لك كل الاحترام...استغربت ذلك لاني اعرف انها ترفض فكرة الزواج....))
همس له اخوه دائما لسانك يضعك في مواقف محرجة

كعادته طلال عندما يتحدث غمز وهو يقول..(( الا تريد ان تعرف المزيد عن زينة؟؟؟)) يحاول ان يغيضه
في حين ناصر عقله مشغول بأمر زواج نورس من استاذ سلمان الذي يجلس امامه


لكم نهاية الشاطئ الــ16

مع خالص تحياتي



الشاطئ الـ16
الموجة الرابعة

_(( عمتي بسرعه....))
(( نونو لم انت مستعجلة...))
_(( انا لست مستعجله انت بطيئة جدا...))
نورس وهي تهمس لها
(( خطواتك البطيئة هذه ليست مناسبة للتسوق وانما للمشي على البحر مع العم سلمان))
العمة فريدة وهي تحاول ان تظهر انزعاجها
(( الا تخجلين؟؟؟ لم اتوقع هذا الكلام منك نونو))
(( عمتي لم اقل شئ... ))
كانتا تسيران بين المحلات في المجمع التجاري
بدت نورس سعيدة لما تفعله من اجل عمتها
في حين العمة فريدة
في غاية الارتياح لموقف نورس
وحماسها للتجهيز لزواجها

نورس (( عمتي... انتهينا من فستان الحفل...واخذنا بعض العطورات وادوات التجميل... باقي...))
قاطغتها العمة فريدة..(( لا ادري لم كل هذا المكياج الذي اجبرتني على شرائه...))
نورس وهي تبتسم لعمتها
(( عمتي...انت عروس...ولابد ان تتجملي...
كنت دائما تجيدين وضع المكياج الا تتذكرين؟؟؟))
العمة فريدة...(( تصوري انه من هوايتي سابقا))
نورس..(( اعلم عمتي..وستعودين لهذه الهواية من اجلك انت....))
واكملت نورس...
((لابد ان تشتري بعض الملابس..جلابيات و فساتين....))
العمة فريدة باستغراب...
(( يكفي الجلابيتين التي اخذناهما قبل قليل...))
نورس ..(( لا يكفي عمتي... على الاقل اول اسبوع ملابسك كلها جديده..ومميزة....))
العمة فريدة..((لا ادري نصائحك الى اين ستأخذني...))
نورس وهي تكتم ضحكتها
(( الى العم سلمان مباشرة,,,))

لم تعلق العمة فريدة على ما قالته نورس
حتى لمحتها تدخل محل لملابس النوم النسائية...
((عمتي هذا المحل لديه ملابس نوم رائعه...للعروس طبعا...))
توقفت عمتها وهي تحادثها
((كيف عرفت ؟؟؟))
نورس وهي تشدها من يدها
(( رجاء اخذت منه جميع ملابسها..تقول انه الافضل...))

اخذهما الوقت فيه
والعمة فريدة تبحث عن مايناسبها كانت فعلا خجله من نورس في البداية
لكن حماس نورس معها في الاختيار
جعلها تنسى كل شئ وتفكر بشئ واحد
انها ستصبح عروس
ولابد ان يراها سلمان دائما مختلفة عن غيرها
كان يربكها هذا التفكير
لكنها بدئت تنجح في ابعاد هذا الارباك عنها
في حين نورس
شعور غريب يخالجها
هل سيأتي اليوم الذي تجهز لنفسها
وهي عروس
كباقي الفتيات
شعرت بدوار
وعدم اتزان
كادت ن تقع على الارض
تماسكت حتى جلست على كرسي
قريب منها في المحل
(( انها ليست كباقي الفتيات...))
انتبهت الى عمتها تحادثها
العمة....دون ان تنتبه لما حل لنورس من لحظات
(( نورس... اخذت 4 قطع اعتقد انه يكفي....))
اكملت بصوت خافت
(( لا ادري الى اين ستأخذني مشورتك..؟؟))
(( الى بيت الزوجية...عمتي...))
كانت نورس تحاول ان تغالب حزنها
بالمزاح مع عمتها
الاحساس بالحزن نفسه الذي شعرت به
عندما دخلت هذا المحل مع رجاء
ولم تحتمل حتى البقاء فيه

لانها تشعر حينها
انها ليست كباقي الفتيات

_(( الى البيت بسرعه نونو ...تعبت...))
((والصالون عمتي...))
_((ليس اليوم...))
(( عمتي تحتاجين لكثير من الامور في الصالون
قد نحتاج ان نذهب اكثر من مرة...))
(( لهذه الدرجة بي عيوب جماليه...))
لم تستطع نورس ان تكتم ضحكتها
_((لم تضحكين؟؟؟))
(( على العيوب الجمالية...))
كانت فريدة تعلم ان ذهبت لصالون الحلاقة لابد
انها ستقص شعرها وتعيد صباغته كما اشار عليها مصمم الازياء الذي جهز لها تصيمم فستانها

وقد يظهر تغييرا واضح عليها
وينتبه لها الجميع...
وهي تخجل من ذلك
لذا اجلته
لوقت تضمن ان احدا لن ينتبه له
الشاطئ الـ16
الموجة الخامسة


(( لقد فتحت عينيها...))
_(( هل تميزنا؟؟؟))
(( لا اظن....))
ناصر وزينة...ملتصقين بالواجهة الزجاجية
لغرفة الاطفال الخدج

يتأملون الطفلة امل
بحجمها الصغير
وعينيها الصغيرة
التي تجول بنظرها
ببراءة خلف زجاج الحاضنة
ناصر ينظر اليها بألم
يشعر وكأنها تبحث عن الحياة
لتتشبث بها
التفت الى ابنة اخيه
زينه...
لمح دموعها
وضع كفه على كتفيها....
(( زينة..لنذهب....))
انصرفا بهدؤ..
صوت خطواتهم في الممر
بقيا على صمتهما....
حتى خرجا من المستشفى
الى المقهى القريب منه
حيث اعتادا الجلوس فيه...
بعد كل يوم كئيب في المستشفى...
اخرج ناصر سيجارته...
اخذ يدخنها وواضح على ملامحه الضيق...
لم تكلمه زينه
بقيت على صمتها
فليس لديها ما تقوله
ابعدت كرسيها قليلا عن الطاولة..
وابقت نظرها للخارج...
بدت وكأنها تتأمل المارة...
الا ان عقلها يستعيد ما حدث معها....
كانت في الجامعة...
جالسة على الكرسي
في جانب الممر
وقد انهت الامتحان لتو...
تقلب في الاوراق...
تتأكد من بعض اجاباتها كعادتها...
انتبهت الى احدهم يحدثها....
((زينة كيف حالك؟؟؟))
_(( بخير......))
كانت تنظر اليه باستغراب
لانها لا تعرف من يكون...؟؟؟
(( لم تعرفيني...انا يوسف... التقيت بك عند موقف السيارات ...))
ابتسمت له زينة...((نعم..تذكرتك... اسفه..ربما ازعجتكم بذلك اليوم...))
(( تسمحين لي بالجلوس اولا؟؟؟))
ابتسمت له..(( بالطبع ...تفضل...))
شاركها الكرسي الذي يسع لثلاثة افراد
التفت اليها يوسف..
(( الاهم انك بخير اليوم...))
_(( الحمدلله....اعتقد ان احدهم كان معك لحظتها...))
((نعم...انه نبيل صديقي...))
_(( ناديتني باسمي...هل تعرفني مسبقا؟؟؟))
(( بالطبع من لا يعرف زينة...))
ضحكت زينة كعادتها...
_(( قول لي كيف تعرفني؟؟؟))

(( كنت معك في احد المقررات....))
_(( حقا ؟؟لا اتذكر....))
(( بالطبع لا تذكرين.... فأنت لا يشغلك شئ عن المحاضرة ....))
_(( حق الدراسة علي....))

وقتها اقترب منهما نبيل....
(( مرحبا...كيف حالك؟؟؟))
كان يوجه سؤاله الى زينه...
(( بخير شكرا....))
التفت نبيل الى صديقه..
(( يوسف ..الم نتواعد على اللقاء في المقهى؟؟؟))
يوسف..(( التقيت بزينة و وددت ان اطمئن عليها...))
ابتسم لها نبيل...(( تبدين افضل.... لقد اقلقتنا عليك..وخاصة انك خرجت مسرعه من الموقف....))
يوسف..(( دائما هي مسرعة في سياقتها))
زينة وهي تنظر الى يوسف...
((واضح انك تعرف الكثير عني..))...
غمز لها وهو يهم بالوقوف....
(( قلت لك...وهل يخفى القمر؟؟؟))
كان نبيل ينظر اليها
والى حركة يديها في شعرها
يـتأمل شفتيها وهي تحدث يوسف
انتبهت زينه لنظراته
بدى يتأمل بطريقة غريبه
نظرات مع ابتسامة على شفتيه
وكأنه وجد شئ في قمة الروعه امامه
اثارتها كثيرا نظراته
اثارت شئ غريب بداخلها
جعل قلبها يخفق بقوة
لم تعلق على حديث يوسف اكثر...
انما بقيت تتامله
نبيل....
الا انه لم ينظر لعينيها...
حتى ابتعدا عنها....

اعتادت على نظرات الشباب من حولها
وعلى تعليقاتهم مرات كثيرة
لكنها ابدا لا تهتم لهم
لكن نظرات نبيل لها
تختلف كثيرا
ااحبتها
احبت نظرته نحوها...
لاتدري لحظتها ماذا يفكر هو؟؟؟
(( زيون...الا تسمعيني؟؟))
كان عمها ناصر يحدثها...

(( نعم عمي...قلت شئ؟؟؟))

ناصر بهدؤ..(( هل ترغبين بشرب شئ؟؟؟))
زينة...(( شيكولاته ساخنه...))
كان الجرسون واقف..يأخذ طلبهم
لم تنتبه زينة لوجوده
ولا لصوت عمها وهو يحدثها....
عقلها مع نبيل....

الذي صارت تهتم له كثيرا
كما لاحظت اهتمامه لها....

تذكرت كيف صارت تلتقي به بعد كل امتحان...
كان يتعمد ان ينتظرها عند سيارتها
ويبقى يحدثها....

تسعد بحديثه كثيرا...
ولمزاحه معها....

تذكرته اخر مرة التقته...كانت تتحدث في الجوال
تبحث عن حجز لتسافر لعمها بعد الامتحان مباشرة

كان بجوارها
يسمع نقاشها مع كل مكتب طيران تتصل به
والذي ينتهي لا يوجد حجز خلال 24 ساعة
اخبرته ان عمها الدكتور ناصر في لندن
وترغب في زيارته لانه يحتاج لتواجدها معه

اخبرها انه يمكنه ان يحصل على حجز كما ترغب هي

لم تصدق كلامه
حتى اجرى مكالمته
وانتهت بعد ان اخذ اسمها الكامل
فأخبرها..انه حجز لها بعد 5 ساعات
عليها فقط ان تستلم التذكرة من المطار مباشرة

ابدت له شكرها....
بعد ان لاحظت كم كان مستعدا لمساعدتها

بسرعة...ذهبت للمنزل...
جهزت حقيبتها
واتصلت بوالدها تخبره بسفرها لعمها ناصر
وطبيعي انه لن يرفض ابدا

اخذت كل ما تحتاجه
والى المطار مباشرة

تفاجأت بوجود نبيل ينتظرها
كان قد استلم تذكرتها بدلا عنها
ورفضت ان يستلم تكلفتها منها
رغم اصرارها
فقط طلب منها ان تطمئنه بوصولها
اخذت رقم جواله
كانت تشعر بسعادة غامرة
ان هناك من يهتم بها حقا
وان يتفرغ ليأتي يودعها في المطار
في حين والدها
لم يسألها سوى عن ما تحتاجه من نقود
(( سعيدة بصداقتك نبيل))
_((انتبهي لنفسك....ولا تنسي ان تطمئنيني))
اعادها لعالمها...
صوت عمها..

((زينة....مابك تفكرين بشئ؟؟؟))
(( لا عمي... احتاج ان اجري مكالمة ....))
لم يعلق على كلامها
انما اشعل سيجارة للمرة الرابعه
منذ جلوسهما معا
وكل منهما في عالم اخر

كان يفكر بحال ابنته
وامله بانقاذها كبير
رغم انه يراها صغيرة
صغيرة جدا على تحمل الادوية
وعلى العملية الجراحية

يغالب دموعه بصعوبة
تذكر حينها
انه نسى ان يتصل بالاستاذ فهد ليودعه
تذكر الاستاذ سلمان
زوج نورس كما يظن
فهذا الموضوع اشغله طول الليل
كان يحاول ان يقنع نفسه
ان نورس ستتزوج
كيف قررت الزواج ؟؟؟
وهي ترفض فكرة الزواج كما فهم من الجميع...

نورس لا يمكن ان تتزوج.....
مستحيل ان يحدث....
اخذ قلبه ينبض بقوة...
يفكر ماقد يحدث لها ان تزوجت....

نهض من مكانه...
واتجه الى ابنة اخيه زينه...
وهي واقفه جانبا تتحدث في الجوال...
بسرعه زينة نعود للشقة..
هناك ما احتاج اليه....

تفاجأت بحركته...
لم تسأله...
انما تبعته...
بعد ان ركب سيارة الاجرة...
وبسرعه الى الشقة...
كان واضح عليه الارتباك....
بينما زينة في عالم ثاني...
كانت تفكر بما فاجئها به نبيل...
لقد نسيت ان تتصل به...
انشغلت بمشكلة عمها....
ولم يخطر ببالها ان تتصل...
والان بعد اتصالها...
اجابها بلهفة واضحة...
كان قلق عليها...
كان يريد ان يطمئن انها وصلت ...
وان الامور تحسنت مع عمها....
بقدر ما كان غاضب منها لاهمال الاتصال
كانت هي سعيدة...
سعيدة انها سبب كل هذا الارباك في حياته..
لدرجة انه يقرر المجئ الى لندن في الاجازة...
بحجة زيارة اخيه وابن عمه اللذان يدرسان فيها...
وغرضه اساسا..ان يطمئن على زينة....
(( هل استحق ان تقطع من اجلي كل هذه المسافات لتطمئن علي؟؟؟))
وصلا اخيرا الى الشقة...
وبسرعة دخل ناصر غرفة المكتب..
اغلق الباب عليه..
وفتح جهاز الكمبيوتر الخاص به....






yassmin 11-11-10 09:31 AM




الشاطئ الـ16
الموجة السادسة

ناصر في غرفة المكتب...
غائب عن العالم من حوله
وهو امام شاشة الكمبيوتر...
مرتبك كثيرا...
فكلما ادخل كلمة السر..
لم يقبلها الموقع...
اخذ نفسا عميقا..
وهو يمسح على شعره....
واعاد ادخال كلمة كان متأكد منها...
الان فقط فتح الموقع...
موقع الجامعه...
ولابد من كلمة السر الخاصة به ..
ليفتح الصفحة الخاصة بهيئة التدريس...
وبذلك يمكن له ان يدخل على مجموعه مقرر الاقتصاد التي نورس من ضمن طالباته
وبذلك يستخرج بياناتها

نورس محمد الــــ
بكالوريوس محاسبة
وكل بيانتها...
عنوان صندوق البريد...
رقم الاتصال...
الجوال...
المنزل....

لابد ان يتصل على الجوال مباشرة....
ادخل رقمها...
ينتظر منها الرد...
لا احد يرد....
اعاد الاتصال...
لكنها لم تجبه...
كاد ان يحطم الجهاز الذي في يده...
لكنه تماسك....
هدأ قليلا..وهو يستند على الكرسي...
لينتظر قليلا...
ويعيد الاتصال....

في ذلك الحين...
كانت نورس...مشغولة مع عمتها في الصالون...
بعد محاولات اقناع منها...
وطبعا خدمة تجهيز العرائس تحتاج وقت...
لذا قضت يومها بطوله مع عمتها..
من الصباح الساعة العاشرة...
حتى هذا الوقت... الثالثه عصرا....
الليله سوف يصل عمها ابو عبدالله مع اسرته...
لكنها تذكرت ان طلال لم يؤكد موعد وصول الطائرة بالضبط....
بسرعه...
اخرجت جوالها..
علها تلحق قبل ان يكون صعد الطائرة....
انتبهت الى مكالمتين لم يرد عليها....
رقم خارجي...
لابد ان يكون طلال...
هذا ما خطر لها...

اقتربت من عمتها فريدة...
(( عمتي طلال اتصل ولم انتبه...سأخرج من هنا عن الازعاج واتصل به...))
اومأت لها براسها...
فهي لا تستطيع الكلام وهذا القناع على وجهها
ابتعدت نورس عن مصدر الازعاج في الصالون...
واعادت الاتصال على نفس الرقم....
((طلال....كيف حالك؟؟؟))
(( نــــورس؟؟؟))
(( اسفه لم اسمع رنين الجوال..تعلم العروس في الصالون منذ الصباح والمكان فوضى...))

كانت تحادثه بحماس وسعادة واضحه...
تنتظر منه الرد...
في حين ناصر شعر وانه فقد قدرته على الكلام...بعد كل ما سمعه...
(( تسمعني؟؟؟؟))
وبصعوبة همس لها
بصعوبة اخرج جيش الكلمات الذي انسحبت قبل دقائق
(( نورس..لا تتزوجي.. لايمكن ان يحدث ذلك...))
ابقت الجهاز على اذنها...
انتبهت لصوته...
انه الدكتور ناصر...
خرت على الكرسي ..
اخذ قلبها يدق بسرعه..
والعرق بدأ يتصبب منها...
حرارة تسري في جسدها....
(( نورس انا ناصر...تسمعيني؟؟؟))
وبصعوبة...(( ماذا تريد؟؟؟))
(( نورس لا يمكن ان تتزوجي...))
باستغراب...
(( لا اتزوج؟؟؟؟))
((نورس..افهمي ما اعنيه...لا اريد لك المشاكل...))
انقطع الاتصال
لاتدري ان كان قطعه هو
او هي قطعته دون ان تنتبه...
في حين هو رمى جهازه بعد انقطع الاتصال فجأة
ولا يعلم هو كذلك .... هو من قطعه دون ان ينتبه او العكس؟؟؟؟


الشاطئ الـ17
الموجة الاولى

وصل العم ابو عبدالله البلاد
مع ابناءه عبدالله وطلال ومحمد
وطبعا والدتهم الخالة ليلى كما اعتادت نورس ان تناديها

اقاموا في الفيلا الخاصه بالعم بهم
رغم اصرار فريدة بالاقامة في منزلها
لكن هذا كان قرار فهد اخيها الكبير
فهو يريد ام يجهز الفيلا لحفلة اخته الوحيدة
حفلة عقد القران والزواج

وافقت العمة فريدة على اقامة الحفلة في الفيلا
والرجال في الديوانية الخاصة به

لكنها اشترطت عليه
حفلة بسيطه جدا
المدعوين بالاضافة اليهم
عائلة سلمان بالطبع
وجارتين لها قريبتان منها
ودائما ما ترافقانها الى مركز القران


بعد يوم من وصول العم ابو عبدالله
كانت زيارة سلمان الرسمية لخطبة فريدة
كان برفقته زوج خالته واعمامه..
بالاضافة اخته بدور...وخالته ام ابراهيم
وابنتاها نجلاء وعلياء
كانت الزيارة اقرب الى اعادة ذكرى الماضي عن كونها
خطبة فريدة الى سلمان

اجتمعت العمة فريدة بقريبات سلمان
في منزل العم ابو عبدالله
وكانت لمسات نورس واضحة عليها
كانت ترتدي جلابية باللون العنابي
تحمل تطريز ذهبي بسيط
زادها نعومه
رفعت شعرها بمشبك كريستال
لونه البني المتدرج الى اللون العسلي
زادها جمالا
وقليل من البودرة والكحل البني
الذي اظهر لون عينيها المميز

كانت البساطة بقدر نعومتها التي اعتاد عليها الجميع
حديثها اللبق معهن
قربها منهن اكثر
خاصة ان ابنتا الخالة لا يعرفانها مسبقا
نجلاء الكبرى...وعمرها 35 سنة..
متزوجة قبل سنتين فقط..من رجل متزوج ولم تجنب للان
في حين اختها علياء اصغر منها بعام واحد وهي ليست متزوجة
تبدوان اكبر من عمرهما
ربما بسبب طريقة لبسها...
وعدم الاهتمام الواضح منهما
فقط اخته بدور وخالته من يتذكرن اخر زيارة لهما بعد وفاة والدتها

اخذهم الحديث
كانت فريدة هادئة
هادئة جدا
لانها تعرف ان سلمان لن يطلب رؤيتها
هذا ما اتفقت عليه معه
وافق ليرضيها رغم شوقه لرؤيته
ولا تنكر انها
كانت مشتاقة لتراه
متشوقة اكثر لتعرف
ما ترك الزمن على ملامحه
هل هي كما كانت
مثل نبرة صوته الحنونه
التي لم تتغير

كانت جلسه هادئة جدا
الا ان وجود هاتين الفتاتين بعث لها شعورا غريبا
نجلاء وعلياء
كانتا صامتتين
فقط تنظران اليها
والى عينها ان نطقت باي كلمة
كانت تشعر باهتمامهما
لم تتعرف عليهما مسبقا...

كانت فريدة ترسل ابتسامة لهما
كلما وقعت عينها في عينهما
وهما ينظران لها
وكأن يتفقدان شئ جديد
لكنهما لا يردان الا ابتسامة جافه



ما اربكها في اخر الزيارة
دخول الاطفال
كانت مفاجأة لها
مروة ومرام ومريم
دخلن برفقة بدور بعد ان استئذنت للخروج
وعادت بهن
اتى بهن السائق بطلب من والدهن
باخر الجلسه
ليتعرفن على العضو الجديد في الاسرة
ببراءة الاطفال
دخلن عليهن
واقبلن يسلمن على الجميع
كانت فريدة متأثرة جدا بمنظرهن
شعرت بأن مسؤلية جديده على عاتقها
مسئولية تحمل البراءة والجمال الرائع
كانت تراهن بمنتهى الجمال
جلسن فقريبات منها....
ومع اشتراك الجميع بالحديث
كانت فريدة تحاول ان تقترب منهن اكثر
كن خجلات من الحديث معها
وبالكاد تستوعب كلامهن
كانت مريم تقودهن في الحديث....
(( انا مروة...وهذه مرام ... وهذه مريم ..انا الكبيرة...))
(( ماشالله انت الكبيرة...واضح فانت اطول منهن...))
مرام بخجل...(( انا اكبر من مريم....))
تقاطعها مريم..(( لكننا في نفس المدرسة..))
ابتسمت لحديثهم من كل قلبها(( رائع جميعكن في المدرسة...))
مريم..(( انا صديقتي فله...تعرفينها...وهذه الوردة مثل التي عندها..ترينها؟؟؟))
كانت مريم تشير لوردة على جانب شعرها
قربتها منها فريدة...(( رائعه..تبدين احلى من فله...))
التفتت الى مرام التي اخذت تحدثها...(( تحبين ستروبري؟؟؟))
فريدة باستغراب...(( الفراولة؟؟؟))
مرام تقاطعها..(( لا صديقة مرام..اسمها ستروبري...حتى ان ابي اشترى لها سرير مثل ستروبري...))
لا تعرف فريدة ما كن يقصدن بشخصية ستروبري...لكنها اظهرت العكس...
(( نعم..انت جميله مثلها....))
والتفتت الى مروة..(( مروة حبيبتي..وانت ؟؟ماذا تحبين ان تقولي؟؟؟))
مروة تحدثها وهي تحاول ان تظهر وكأنها اكبر من سنها...(( انا كبيرة على ذلك...انا مشغولة بالرسم..ابي سوف يفتح معرض باسمي قريب....))

كانت فريدة غارقة في برائتهن
تحاول ان تستوعب انها اصبحت مسئولة عنهن
وعن المحافظة على كل هذه البراءة

دلال مرام ومريم وتعلقهن بالشخصيات
الكرتونية امتعها...

وحديث مروة عن مشروع معرض للوحاتها
اثار اعجابها بها...

كانت ترى مروة بشخصية والدها سلمان
شخصيتها قوية...قيادية
كما انها اقربهن لملامحه...
بشعرها الاسود الداكن الذي زاد من بياضها
كان هكذا سلمان في شبابه

اما اختاها كانتا متاشبهتين وقريبتين في السن
بدتا كالتوأم...

كانتا بجمال طفولي واضح
بدتا اكثر بياضا من مروة
مع شعرهن الاشقر وعينين باللونهم البني
رأت صورة والدتهن امامها..
لابد انها كانت شقراء...
قطع تفكيرها....
نغمة رسالة على جوالها..
بهدؤ فتحت الرساله...
(( تبدين رائعه والبنات من حولك....))
ردت عليه
(( ما ادراك؟؟؟))
وبسرعة جائها الرد
(( العصفورة...))
كانت تعلم انها بدور..كان لديها مكالمة قبل لحظات
ولابد معه ..مع سلمان

مع كل هذه الزحمة
نورس اختفت من المكان....
وبسرعة غادرت المكان
تبحث عنها....
وجدتها في المطبخ
جالسة لوحدها...
بدت صامته...
ولكن تاخذ نفسها بصعوبة
وواضح التوتر عليها...
((نونو حبيبتي...ما بك؟؟؟))
_(( لا شئ عمتي...))
(( انت متضايقة؟؟؟))
_(( بالعكس عمتي... سعيدة..سعيدة جدا ))
فعلا كانت سعيده...
وواضح عليها ذلك...
لكنها كانت متوترة...قلقة
لم تستطع ان تنكر ذلك
_(( عمتي.... كل هذا لاني سأفتقدك...))
كتمتا دمعه في عينيهما
شدتها فريدة من كفها
(( تعالي معي...اريدك ان تكوني بقربي...))
لمــ تكذب نورس في كلامها مع عمتها
لكن شئ اخر كان بداخلها
حيرة تكاد تقتلها
ماذا كان يعني ناصر بحديثها
لم الان فقط
نطق بما كان يجمعهما ذات ليلة
ولم تكلم عن الزواج الان بالذات؟؟؟
كانت تبحث عن تفسير..لكنها لم تجد...
لم تستوعب لم قال ناصر كل هذا؟؟؟؟
الشاطئ الــ 17
الموجةالثانية


الليلة سوف يكون حفلة الزواج...
في فيلا العم ابو عبدالله...
جهز ابو عبدالله القاعة الرئيسية في الفيلا للنساء...
وزعت باقات ورود بيضاء في زوايا المكان...
وفي مقدمة الصالة
كرسي مزدوج شبيه بكراسي الحدائق...للعروسين..
ومن خلفه خليط من الورود الاحمر والابيض
بدت وكأنها حديقة مصغرة...
كان المدعوين قليل جدا...
كما رغبت فريدة....
فقط نفسهن من كن في ليلة الخطبه..

دخلت العروس...
بخطوات بطيئة اقرب الى الارتباك
القلق والخجل مزيج واضح على ملامحها
نظرها للاسفل لم ترفعه عن الارض
انها خجله
خجلة جدا
كانت تصحبها نورس وبدور
سعيدتان بهذه اللحظة
كلا منهما لديها مشاعرها الخاصة
نورس...التي لم تصدق انها بقرب العمة فريدة وهي عروس....
وبدور...التي لم تصدق ان اخاها تحقق حلمه بعد كل هذه السنوات...
اخذت فريدة مكانها على الكرسي
لحظتها رفعت راسها
تنظر لمن حولها
نظرات كلها ارتباك
ابتسامة رائعه كانت تزين وجهها
كان الجميع ينظر اليها باعجاب
فلم يتصورن انها سوف تظهر بهذا الجمال
ليس تقليلا من جمالها
لكن فريدة اعتادت على اظهار نفسها اكبر من سنها دائما

فستانها اللؤلؤي....
يرسم تضاريس جسدها بكل نعومة...
كنعومة اطرافها وملامحها....
كان الفستان كما تصورته من وصف المصمم...
بسيط جدا
من الشيفون الناعمــ
بأكمام طويلة واسعه...
تضيق عند المعصم....الذي زين بحبات من اللؤلؤ
مثلها عند الصدر..
التصميم عند الصدر المكشوف على شكل قلب... واسع
اظهر بياض بشرتها..
ويرسم خصرها بشكل واضح ويزيد اتساعا للاسفل

ولان فستانها مكشوف تقريبا من الخلف...
مغطى بالشيفون الشفاف فقط...

والذي كان من المفترض يزيد من من روعتها
الا ان الاروع من كل هذا....
شعرها الغليظ المتناثر على كتفها....
حيث يصل لمنتصف ظهرها....
مع قصه مميزة اظهرت جماله
فبدى كالشلال المتدفق....
بلونه البني المتدرج ...
والذي بدى اقرب للون عينيها الرائع...
كانت خصلات قصيرة متناثرة على جبهتها بشكل عشوائي....
ووضعت حبات لؤلؤ بشكل متتالي في خصلة واحدة من شعرها متدلية على كتفها ...
زادتها نعومة...

انشغلت فريدة عن قلقها بالتبريكات من الجميع
كن فرحات من اجلها
فهي تستحق هذه الفرحة
من يضحي مثلها
لابد ان يحصد كل الفرح والمحبة ممن حولها

ترتبك في اللحظة التي تتذكر فيها انها ستلتقي بحلمها
سلمان...
والاكثر من كل هذا...
انها بهذه الزينة...
ولاتدري ما هي ردت فعله لحظتها
تريد ان يراها اجمل مما تصور
ولكنها لا ترغب ابدا ان يظهر هذا امام الجميع
تعرف انه متهور دائما في كل ما يتعلق بها
فهي ستخجل من ذلك كثيرا
يكفي ارتباكها قبل قليل
عندما دخل عليها فهد
لتعطي موافقتها حتى يتم عقد القران
وتوقع على العقد
انبهر منها كثيرا
فلم يتصور ان كل هذا الجمال تحمله اخته فروودة
وهو يراها دائما

فكيف بسلمان .؟؟؟؟
الذي لم تلقتي به الا مرات معدودة
ولم تستطع في من هذه اللحظات
حتى ان ترفع نظرها اليه....

اقتربت منها بدور...
(( سلمان سيدخل...))
تاهت بنظراتها..
كانت توزع نظرها لمن حولها..
جميع الحاظرات تغطين....
حتى بدور ونورس..
والخالة ليلى...

لحظات....
ورأتهم قادمين...
فهد وبجانبه احدهمـــ
وهل احد غيره
انه سلمان
رفعت نظرها اليه
وبسرعه اخفظت رأسها..
سلمان بشخصه
ملامحه نفسها
ابتسامته الجذابة
وما زادت عليه السنين سوى وقار اكثر
وبعض الشعر الابيض في لحيته

ابتسامة واضحة على وجه اخيها
اما سلمان
عيناه كان تقص حكايا في تلك اللحظة فقط...
كانوا يقتربون منها..
ومن خلفهم الشباب
ابناء فهد...
لم تلمحهم فريدة لارتباكها....
كان الرائع في الجميع لبسهم...
الثوب الخليجي...
والشماغ...
بدوا بوجاهة الشيوخ...
هذا ما شعر به الجميع من مظهرهم..وشكلهم...
اقترب منها فهد...
امسك بكفيه ساعديها...
وقفت لحظتها...
(( انظري لي فريدة..لا تخجلي...))
لحظتها رفعت عينها اليه
لتلمح من خلفه سلمان
التفت له فهد بحركة سريعه
وبصوت خافت
(( عروستك يا سلمان امانه..ليس هناك من هو اغلى منها عندي...والان هي معك...))
وعينه على فريدة...ونظرته التي لم تنتهي الحكايا فيها...
(( في عيني ...))
ابتعد فهد للخلف..
وعينه عليهما
فريدة وسلمان
بجانب بعظهما
ابتسامة خجله على ملامح وجه العروس
وفرحة تائهه على ملامح العريس
انتبه لحظتها لابنائه من خلفه
تقدمن لعمتهم
يباركون لها...
عبدالله... بعنفوان الرجولة الواضحة على ملامحهة
طوله الملفت و...لكونه عريض المنكبين
ولحية خفيفة على عارضيه زادته وسامة
وبلباسه الخليجي..
همست له عمته(( ماشاء الله اراك عريس امامي...))
لم يعلق
اكتفى بابتسامة
فهذا طبعه قليل الكلام

ثمـ..... طلال
الذي تقدم لها بعد اخيه عبدالله
بارك لها بحرارة
وابتعد عنها خطوة وهو يغمز لها كعادته
((فروودة ما رايك بمظهري الجديد... بدون شعر القنفذ...الست اجمل منهم....؟؟؟)) نظر لحظتها الى سلمان ومن ثم الى عبدالله
ابتسمت فريدة له...
(( دائما الاجمل...))
وبسرعه التفتت الى محمد...
بدى اطول عن ما رأته مسبقا
(( محمد... الغالي....))
قربته اكثر منها وقبلته....
كان محمد بطبعه خجول
كما انه لم يعتاد على لبس الثوب والشماغ
بدى مرتبكا امام الجميع
وبعد فوضى التبريكات
انسحب الرجال من المكان
ما عدا....
حلمها الذي اصبح حقيقه بقربها
سلمان....
اقتربت منهما بدور
وهي تبتسم...
((الن تجلسا؟؟؟))
التفت سلمان الى فريدة
اشارة منه للجلوس
جلسا معا على نفس الكرسي
كان الارتباك واضح على العروس
ويزيدها ارتباكا نظرات سلمان اليها
(( ما بك فريدة؟؟؟لم كل هذا خجل؟؟))
رفعت نظرها وكأنها تنظر للجالسات في القاعه..
وهي تبتسم...
(( الن تنظري الي؟؟؟))
التفتت اليه لحظتها
وهي تبتسم...
(( لا بد ان تذليني لارى عينيك؟؟؟))
(( لا تقل هذا..ليس هناك من يذلك...))
(( ما اروع هذا الكلام))...وهو يرفع حاجبيه
التفتت بسرعه للامام
الا انها شعرت بحركة خلفها
نظرت بطرف عينها اليه
(( واضح اني سأقص شعري...))
كانت اصابع تلاعب خصلات شعرها خلف ظهرها
لمساته لظهرها كهربتها....
ولم تستطع ان ترد على تعليقه..
كان اتفاقا بينهما
ان اعجبه طول شعرها
سيقص شعره الذي لم يعجبها طوله...
(( مع انه ليس طويلا وملفتا كالسابق..لكنك ستقصه...)) كانت تقولها بكل جرأة
(( حسنا قفي اريني جمالك...)) وهو يهمس لها....
(( سلمان....اعقل ...ليس امام الناس...))..بصوت منخفض...
ابتسم لها..(( بدور اخبرتني ان نقف عندما البسك شبكتك...))
لم تنتبه فريدة الى بدور القادمة نحوهما
وهي تحمل صينية مذهبه مزينة بالورود
وفيها علبه مخمليه كبيرة نوعا ما...
(( فريدة.... هل اتفقت مع اخي على عقد اللؤلؤ حتى يتناسب مع الفستان؟؟؟))
فريدة اخجلها التعليق...(( ابدا ..لم يعلم عن الفستان....))
بدور وهي تقترب من اخيها..(( ذوقكم واحد....))
وقفت لحظتها فريدة مع سلمان..وهو ممسك بخصرها
التفتت له دون ان تتكلم
عرف انها تريده ان يبعد ذرعه عنها
ابتسم لها بخبث

((اعتقد انا من يلبسك العقد..بدور قالت..)) وهو يغمز لها
ادارت له ظهرها...
ليحيط بذرعه عليها
وبيده العقد...
الذي زين عنقها...
كان عبارة عن سلاسل كثيرة من اللؤلؤ ملتصقه من الجانب ببعض...
وتنتهي بربطة كربطة العنق لكنها قصيرة...
اغمضت عينها وهي تسمعه يهمس لها...
((رائع العقد عليك...ولكن..شعرك اروع... وبياضك اروع منه...))
وهو يحرك اطراف انامله على ظهرها المكشوف...
اعتدلت في وقفتها بارتباك,,,
والتفتت له (( اعقل سلمان...))
وهو يغمز لها..(( هذا يعني انك تعلمين عن جنوني بك...لا تلوميني))
امسك بالاسوارة ....
التي بدت مثل العقد ولكنها بحجم اصغر..
قربها من يدها....
وهو يتعمد ان يلامسها باطراف اصابعه...
كانت هذه الحركة تزيد ارتباكها...
تجعل جسدها متكهرب....
((بدور لا اعرف كيف اغلق الاسوارة..))
وهي تهمس له(( ان كنت لا تعرف اترك الامر لاختك...)) قالتها فريدة بحده
الا انه رد عليها ببرود...وهو ممسك بفردة حلق الؤلؤ...
(( مع اني متفق مع بدور انها تلبسك الحلق لاني لا اعرف..الا اني سأقوم بها عنادا لعيونك الحلوة))
كانت بدور مشغولة لا تنتبه للمعركة الكلامية الدائرة بين العروسين
((سلمان.. عرفت كيف تلبسها الحلق؟؟؟))
(( فريدة اصرت ان البسها بنفسي...))
لحظتها فتحت عينها بقوة وهي تنظر اليه
ضحكت بدور على حركتهما
واعطته فردة الحلق الثانية...
(( اريني لون عينيك..والا قبلتك امام الجميع...))
وبسرعه التفتت اليه...
وهو ينظر لعينيها...
(( رائعه..دائما رائعه...))
ابتسمت اليه....وهوالوحيد الذي يعلم انها تتصنع الابتسامة...
(( انتظر ماذا سأفعل بعد ان ينصرف الجميع...))
لم يعلق على ردها
رفع كفها الايمن...
واخذ الخاتم...من يد اخته...والبسها ...
سحبت يدها بهدؤ...
(( فريدة يدك اليسار....سوف يلبسك الدبلة...))
ببرود رفعت كفها الايسر...
وضعته في راحة يده...
والبسها دبلة ذهبية خالية من النقوش...
وبعدها اخذ من اخته...دبلة الماس..بدت اروع في اصبعها بعد ان البسها فوق الدبلة الاولى...
((لم دبلتين؟؟؟))وهي تنظر الى بدور..
اشارت بنظرها الى اخيها
الذي رد عليها وهو يبتسم...
(( تستحقين الاكثر حبيبتي...))
وهو يرفع كفها ويقبلها امام الجميع...
دبت في جسدها حرارة
لا تدري من اين
حمرة بدت تائهه في وجهها
ونظرتها خجلة اليه
بقدر وجعها من ملمس شفتيه
واحساسها بانفاسه على اصابعها
ارعبته فعلا بنظراتها
همس لها..((لم اعلم انك لا ترغبين...))
بلعت ريقها دون ان ترد عليه
الا انه استعاد نشاطه لارباكها اكثر...
وهو يحرك اطراف اصابعه خلف ظهرها...
وليس امامها غير التجاهل...
لقد انتبه الحظور له وهو يقبل كفها...
حيث ابتسم الجميع لحركته معها...
مما جعل الصمت يسود المكان...
وفريدة لا تسمع الا نبضات قلبها...
الذي يكاد يخرج من بين ضلوعها...

لحظات...واقترب منها سلمان
(( سأعطيك فترة راحة مني..سأذهب لديوانية الرجال...))
ردت عليه دون ان تلتفت له
(( افضل ما تفعل الان...))
كان لحظتها غاضبة من جرئته امام الجميع
ولكنها عقلها مشغول بنورس...
فهي تبحث عنها بين الحظور.....
حتى لمحتها وهي تتقدم نحوها..
بفستانها الحرير الزهري....

وهي تمسك بكفها وتجلس بالقرب منها
(( عمتي..لا اصدق اني اراك عروس...))
(( كنت اتمنى انا من اراك عروس نونو...))العمة وهي تحبس دموعها...
(( عمتي...لا نريد ان نبكي... اليوم فرحك... لابد ان تكوني سعيدة...))
ضغطت العمة بكفها على كف نورس...
(( ابقي جالسه بقربي... لاني..سأشتاق اليك كثيرا..))
كانت العمة فريدة..تحاول ان لا توصل مشاعر الحزن لفراق نورس..
وفي المقابل نورس تمنع نفسها وعمتها من اظهار لوعة الفراق....
فكل ما يشغل عقل نورس الان...
ان عمتها تستحق السعادة
وهذه ليلة عمرها لابد ان تفرح....
لذا كتمت كل مشاعرها...
فليس هذا الوقت لتفرغها...
لحظتها....
تفاجأت باحداهن تقترب منهما..
كانت رجاء
بملامح متغيرة...
فهي في الشهر الثامن من حملها..
وذلك لم يمنعها ابدا من الحضور ومشاركتهما فرحتمها...
تقدمت من نورس التي تفاجأت بها...
دعتها لكنها تعلم انها مرهقه من الحمل فلم تتوقع حظورها,,,
ضمتها لها نورس بقوة
بقدر شوقها وفرحها
((لم اتوقع حظورك رجاء...))
نظرت رجاء للعمة فريدة...
(( كيف لا تتوقعين؟؟..هذه العمة فريدة...؟؟))
اقتربت من العمة فريدة...وباركت لها...
(( تبدين رائعه.... اين كنت تخبين هذا الجمال؟؟؟))
العمة فريدة بعفوية...(( عيونك الاجمل رجاء...))
واكملت..((الم تحضر والدتك؟؟؟))
رجاء..(( لا... مسافرة مع والدي للعمرة...))
التفتت لها نورس..(( تعالي اجلسي لا تستطيعين الوقوف اكثر.....))
ابتسمت لها رجاء..(( لا نورس..علي ان اذهب..حضرت لابارك لكما.... الا ترين الوضع الذي انا عليه..))
((حسنا ساوصلك...))
تقدمت نورس مع رجاء حتى مدخل القاعة...
وودعتها....
والتفتت نحو عمتها..وهي تحبس دموعها....
ليس وقت الدموع الان....
وعادت للجلوس قرب مصدر الحنان والحب لها
في هذا العالم كله
والذي تشعر انها ستفقده بعد لحظات....
.................................................. ......



yassmin 11-11-10 09:34 AM






الشاطئ الـ17
الموجة الثالثة


انتهى الحفل

وكانت بداية حياة جديده للجميع....

وبداية البداية...
دموع الفراق
تنهمر من اعين الجميع
دموع مكتومة منذ ايام
كلما تذكروا هذه اللحظة
فهد اخيها...
اخيرا تحقق رغبة والدته...
فريدة بقرب من يصونها..ولا شك في ذلك

كذلك ابنائه...
كانوا يشعرون باحساس القرب منها
من بعد كل اتصال لها
والترحيب في كل زيارة لهم


لا يصدقوا انها استقرت اخيرا
حالها كحال باقي من في عمرها

نورس....
التائهه بين الجميع
لا شئ يفسر ما تشعر به
كانت ترى نفسها
كما كانت قبل سنوات
تستيقظ لتجد نفسها يتيمة ووحيده
انه اليتم للمرة الثانية
هذا اقل ما كانت تشعر به لحظتها
فريدة وهي تحتظن نورس
تشعر بأنها ترغب ان تدخلها بين ضلوعها
كي تكون اقرب لها
بينما نورس متشبثه بذراعيها على كتف عمتها
وفقط صوت شهقات حزينة
تخترق هدؤ هذا المكان
فيلا العم ابو عبدالله
الذي كتم الوحده بين جدرانه
الا انه في يوم واحد
ضج بالفرح والدموع معا
لم تتنازل اي من نورس او فريدة
حتى تقدم ابو عبدالله من نورس
يشدها اليه
قربها اكثر منه
بينما انصرفت فريدة
وعينها تنهمر منها الدموع
ولونها كقطعة دمع
غطت وجهها
ونظرها الى نورس ابنتها

وانصرفت.....
حيث كان الحلم القادم من الماضي ينتظرها
بينما نورس
بقيت جالسه على احد الكراسي
في القاعة
الذي تعج ببقايا الحفل

كانت ترتدي العباية
ووشاح اسود طويل
تغطي زينتها
عن ابناء عمها
كانت صامته
تريد ان تستوعب
الحياة الجديده...

الا ان دموعها بدأت تداعب خدها
من جديد
تذكرت كيف لملمت حاجياتها من الغرفة
ملابس وكتب والعاب
وكل الذكريات....

وغطت الاثاث باغطية بيضاء
كما طلبت منها عمتها
حتى يحميه من الغبار

بينما هي غطته باحكام
عسى ان يبقى عبق ذكريات سنواتها مع عمتها باق

الامها شكل البيت
وهو متشح بالاغطية البيضاء
صامت
لا يعبر عن اي شئ
وكأن لم يكن يوما
حضن لها ولعمتها...

بصيص من الامل لمحته في حديث عمتها
عندما همست لها
كلما اشتقت الي
ساكون بقربك
يكفي مكالمة واحد لالتقيك
وكم اتمنى ان يكون لقائنا هنا

(( نورس حبيبتي.... الن تنامي...غدا سيكون السفر...))
_((نعم خالة ليلى....سأدخل الغرفة الان...))
(( هل جهزتي ما ستأخذينه معك....))
_(( نعم خالة.... كل شئ جاهز....))
لملمت نورس بقاياها
وهي تدخل غرفة الضيوف في فيلا عمها
وكم تتمنى ان تغفو
علها تريح تفكيرها قليلا....


الشاطئ الـــ 17
الموجة الرابعة


توقفت السيارة قرب احد الفنادق...


نزل منها سلمان..
بسرعه...
فتح الباب لفريده...
نزلت بهدؤ
تتلفت حولها...
(( سلمان..الن تأخذني لمنزلك؟؟؟))

_((بالطبع...لاااا...لقد حجزت لنا جناح هنا..))
لم تعلق على كلامه
فما يهمها الان ان تتخلص من الضيق الذي تشعر به منذ ان لبست هذا الفستان الذي بدى لها ثقيل على جسدها حتى انها لا تستطيع الحركة
لحظات
وجاء عامل الفندق
اخذ اغراضهما
وتبعهما الى الجناح....

فريدة داخل الغرفة
تتفقدها بنظرها
بينما سلمان في الصاله يحدثها بصوت عالي

((فريدة... هل اعطيت بدور ملابسك وما تحتاجينه لتاخذهم للمنزل...))
(( نعم سلمان...احضرت معي الان حقيبه صغيرة فيها ما احتاجه....كما اخبرتني بدور...))
سلمان وهو يرفع الشماغ من على رأسه
وقد بان شعره الاسود الغليظ وقد اختلط فيه الشعر الابيض
وقد وصلت نهايته حتى بداية كتفه
((انا طلبت منها ان تخبرك بذلك....))
لم تعلق فريدة على كلامه
يبدو لها سلمان انه لم يتغير عن السابق
مازال يفعل مايريد
ويفاجأها بأمور لا تتوقعها

ما يشغل بال فريدة لحظتها غياب بناته عن الحفل...
(( سلمان..لم البنات لم يحضرن الحفل؟؟؟))
تغيرت نبرة صوته بجدية اكثر
(( فضلت ذلك... فمن الصعب ان يستوعبن ما سيرونه في الحفل..))

بصوت منخفض اجابته
((معك حق...امامنا الكثير لنفعله ليستوعبوا وجودي...))

الا انها صدمتها كلمته
(( لقد احبوك فريدة...صدقيني...))


لحظتها فقط....

شعرت براحة
من كلامه

فبقدر فرحها بوجودها قرب سلمان يلقها
المجهول مع بناته فهذا امر ليس سهلا
وقلقها الاكثر
والموجع
فراق نورس

بعدها.....

رفعت العباءة عن الفستان
واخذت تنظر لنفسها في المراة
تشعر انها ليست هي
فتاة اخرى
اصغر منها سنا
بدت كعروس حقا
صارت تلتف وهي تنظر لنفسها في المراة
كان شعرها يبدو كما الشلال
بلونه الرائع
لمحت تصميم الفستان من الخلف
تذكرت حركات سلمان وعبثه معها
لم يأخذها تفكيرها اكثر لما حدث امام الناس
لان سلمان فاجأها بدخوله
لمحته في المراة يتقدم نحوها
جمدت مكانها
في حين هو امسكها من خصرها
وسحبها جانبا نحو مدخل الغرفة
(( ستبقين كثيرا امام المراة... انا جائع...))
لم تعلق على كلامه
تقدمت ببرود معه
كانت تشعر بحرارة تسري بجسدها بدءا من خصرها
بينما اناملها تتلاعب على جانبها
اخذت مكانها في الصاله
(( سيبرد الاكل...))
(( تناوله انت قبل ان يبرد...))
(( الا تريدين؟؟؟))
(( لا...))
كان سلمان يكلمها وهو يقرب كوب العصير لها
رفع نظره لها
نظره خبيثه
نفسها كانت قبل قليل في الحفل
((ان لم تاكلي معي..اكلتك...))
كتمت ضحكتها لما ستقوله
(( متى ستذهب الى الحلاق؟؟؟))
نظر اليها
وهو يتصنع عدم الفهم
(( ولم الحلاق؟؟؟))
(( ارى ان شعرك طويل قليلا....))
اقترب منها جانبا
وهو يمسك نهاية شعرها بانامله

(( هل لي ان ابدل ملابسي؟؟؟))
كانت تريد ان تتهرب منه
كما ترغب في التخلص مما عليها
ابعد ذراعه عنها
وبحركة سريعه ابتعدت عنه
كما يهرب الطير من القفص
دخلت الغرفه..
اغلقت الباب لتسمع تعليقه
(( لا تخافي لن استرق النظر اليك....))
ضحكت على تعليقه
وببرود
فتحت حقيبتها المتوسطة الحجم
لم تعلم بما رتب له
لكنها جيد انها احضرت
على الاقل
بعض من الملابس وما قد تحتاجه
اخرجت
ملابس نوم قطنية من قطعتين
نظرت لهما في يدها
ومن ثم للقطعه الحرير البيضاء داخل الحقيبه
جمدت مكانها
فقط عقلها يفكر
لتقرر ما قد تلبسه الان
وليس لديها خيار سوى القطعة القطنية
البنية اللون
كم تخجل من سلمان
(( فرووودة..لقد تاخرت....))
بسرعة
اخذت ملابسها ودخلت الحمام
لحظات وخرجت اليه
بلباسها الحريري
الذي بدت به
كأميره خرجت من قصص الاطفال
كانت ترتدي قطعه طويله من الحرير
مكشوفة الاكمام بشكل واضح
وعليها قطعه من الدانتيل
بشكل ورود متراصه
وتزينه قطع من الكريستال الصغيره
اعطته بريق كبريق لمعة عينيها الخجلة
تقدمت اليه وهي تنثر شعرها
الذي بدى كشلال من العسل
زاد من جمال عينيها
كانت تراه امامها
لا يعلق كعادته
صامت
ينظر اليها فقط
وكأنه شبح الصمت حل في المكان
الذي يجمعهما لاول مرة

لم يرمش حتى باهدابه
كان يضنها حلم
ويخشى ان تختفي من امامه
اقتربت اكثر
لتعود لمكانها
كان يشعر برجفه بداخلة
هزت كل ما يحويه من مشاعر
بقدر ما جمدت اطرافه وحتى شفتيه


اخذت مكانها بقربه
لحظتها
دبت الحياة في شفتيه فقط
همس لها...
(( لم اتصور شعرك بهذه الروعه...))
وبحركة عفوية...
رفعت شعرها بكفها وتركته باكمله على كتفها
والتفتت له..
كانت تظن بانها تغيضه لانها ابعدت شعرها عنه
الى انها تفاجأت انه يوزع نظره عليها
ومن ثم لعينيها
همس لها في اذنها
بصعوبة كان يخرج الكلمات من شفتيه
((لم اتوقعك بهذا البياض فروودة.... وعيناك اجمل من قبل ....اجمل بكثير...))
كان ينظر لعينها الفاتنه
واهدابها الطويلة
بريق عينه يتسع
يكاد يلتهمها بنظراته
واخيرا عادت الحياة لجسده
ليبعد خصلات شعرها عن جبهتها
انتفض شئ بداخلها
ما ان قرب راحة يده لخدها اكثر
اغمضت عينيها
لتسمعه يهمس لها
(( فريدة...لا اصدق اننا معا....))



الشاطئ الــ17
الموجة الخامسة


كانت تلمح خيوط النور
وهي تتسلل من نافذة الغرفة

اليوم ستفارق كل ما يهمها في هذا البلد
ولا تعلم متى ستعود مجددا...

طرقات على الباب نبهتها
(( نعم...))
(( نورس... اجهزي خلال ساعة سنخرج للمطار...))
ليس لديها رد
فهي جاهز منذ شهور
قدمت حقيبتها نحو الباب...
بعد ان ادخلت فيها بقايا ملابس الحفل
وكل ما استخدمته بعد استحمامها
انتهت من شد الوشاح الاسودعلى شعرها
بعد ان ارتدت قميص طويل من الصوف الاسود المحدد باللون الابيض
مع جاكيت ابيض
وبنطال جينز اسود...
فهل هناك غير السواد ليعبر عن ما بداخلها؟؟؟
امسكت حقيبة يدها الصغيرة....

فتحت باب الغرفة الذي يطل على الممر المؤدي للصاله
كانت تسمع اصوات من ناحيتها
اتجهت نحو الصاله
كان مجموعه من العمال
يزيلون ما تبقى من احتفال البارحة
(( نورس..الن تفطري؟؟))
كان عبدالله يناديها
نادرا ما يحدثها
تشعر انه نسخه من عمها في طيبته واخلاق وجديته
(( قادمة....))
دخلت لغرفة الطعام
كانت الاسرة مجتمعه على الوجبة
((تعالي بنيتي اجلس بقربي...))
كان عمها يشير لها للجلوس بقربه

لم تعلق
لم تبدي اي ردة فعل
فقط تقدمت نحو عمها تشاركه الافطار
اجتماع عائلي
لطالما تمنته
الا انها لم تتمنى ان تفتقد عمتها لحظتها
ابقت يدها على كوب الحليب

حتى انتبهت الى طلال..
((نونو الم تتصلي بفروودة؟؟؟))
رفعت راسها وهي تكتم عبراتها
(( لااا.....لا لم اتصل....))

عبدالله بحده
(( نونو؟؟؟ فرودة؟؟؟ اليس هناك شئ من الاحترام...؟؟؟))

ابتسم طلال...
(( ان لم يعترضوا لم انت تعترض....))

قاطعهم والدهما..
(( اتصل سلمان...واخبرني انه سيلاقينا مع فريده في المطار....))

رفعت نورس راسها بحركة سريعه
بعد ان سمعت ما قاله عمها...

كانت ترغب بداخلها
ان تتصل بعمتها مان رات خيوط الفجر
الا انها تراجعت
الا انه اخبرها انها ستلاقيها بعد اقل من ساعة...







وكان اللقاء.........................


العمة فريدة ممسكة بساعدي نورس
وهي تكتم دموعها
بينما نورس لم تستطع ان تحبس مشاعرها اكثر
كلتاهما لا تجدان الكلمات التي يستحقها هذا الموقف
فما كان من العمة سوى ان توصيها على نفسها
اهتمي بنفسك... لا تخجلي من طلب اي شئ من عمك
ابنائه هم اخوة لك... كوني على اتصال

كل هذه الكلمات لم تشبع نورس
كانت تنتظر ان يوقظها احدهم
او بالاصح عمتها
كما هو كل صباح
لتستعد للذهاب للجامعه
لكنها ابدا لن ينتهي بما تتمنى



قبل سنوات ...................


المشهد نفسه
عندما تتمنى ان تاتي والدتها لتوقظها
ولتكتشف ان كل ما حدث مجرد كابوس

انتبهت لكف احدهم يشدها
(( نورس بنيتي.... عمك والاولاد ينتظروننا بالداخل))
قبل ان تترك كف عمتها الممسكة به
ضغطت عليه بكل قواها
حابسه كل ما ترغب ان تبوح به
بداخلها
ولكن لابد من الفراق
غادرت نورس صالة المسافرون
بخطوات بطيئة
هنا اخر انفاس لها في بلادها
ولا تعلم متى ستعود ؟؟؟؟
كانت العمة فريدة برفقة سلمان...
حتى صعدا السيارة...
وهي تبكي بصمت
وتمسح دموعها بين الفينة والفينة
لم يعلق سلمان بقى صامتا
الا انه سمع شقتها فجأة
شعر بان قلبه انفطر لصوت بكائها
اوقف السيارة جانبا
والتفت لها وهو يمد ذراعيه
يقربها اليه
(( فروودة حبيبتي...يكفي بكاء...))
لتزيد من بكائها
وهو يقربها اكثر منه
انتبهت فريدة لموقفها معه
ابعدت رأسها عن صدره بكفيها
ومسحت دموعها
(( سلمان نحن في الشارع..))
لن اتركك حتى تسكتي...
اخذت نفسا عميقا
وهي تهز راسها
اشارة منها انها لن تبكي
حتى ترك كفه عنها
وامسك بالمقود...
_(( سلمان سنعود لمنزلك اليوم...))
(( تكفين عن البكاء لتقولي هذا؟؟؟...باقي يومان..انا في اجازة عائلية..))
_(( لا سلمان..البنات لوحدهن..))
(( بدور معهن...))
-((سلمان ..لا يصح ذلك...))
(( قولي انك تريدهن لا تريدنني...))
ردت عليه بخبث مصطنع
_(( ها قد عرفت....))



yassmin 11-11-10 09:36 AM



الشاطئ الـ 17
الموجة السادسة


بين السماء والارض..........

نورس تحلق عاليا

مهاجرة لموطن اخر
تاركة كل شئ
في بلادها
الالم يعتصر قلبها
لم يحادثها احد
الجميع فضل الصمت
كما هي بقيت صامته
حتى انها استندت على الكرسي
وغطت وجهها بوشاحها الاسود
واخذت تبكي بصمت
لا تدري لم هي تبكي
ولكنها استمرت في البكاء

كما اخذتها هي كذلك نوبة البكاء فجأة

انها.....زينة

التي لا تعي لما يحدث معها
انها في المستشفى
امام حاضنة خالية
الحاضنة التي تحتضن الطفلة امل
لا تجدها فيها
تتلفت حولها
لاتدري تسأل من؟؟؟
تتصل في عمها
جهازه مغلق
وما يزيد قلقها
انها افتقدته منذ الفجر
ظنت انه ذهب لصلاة الفجر في المسجد القريب منهم
لكنه تأخر
فتوقعت انه جاء ليرى ابنته
لم تتردد في الذهاب للمستشفى وحدها
وفي المستشفى...
لم تفهم ما حدث
انما ازدادت حيرة
حيرة تقتلها
حتى لمحت ممرضة شقراء
تخرج من الغرفة
جرت نحوها
وقبل ان تكمل سؤالها عن الطفله اجابتها بلا مبالاة
وانصرفت عنها
((الطفلة توفيت البارحة))
((اخبرنا والدها))
لم تستوعب
تبحث عن ما يكذب هذا الكلام
فقط اشخاص يمرون نحوها
يجدونها منهارة
تائهه
لم يتفرغ احدهم ليقدم المساعدة
كانت تتلفت اين ناصر اذا؟؟؟؟

خرت على الكرسي القريب منها
وهي تلم شعرها الحريري عن وجهها
وتضغط بكفيها على رأسها
نادرا ما تترك شعرها بطبيعته دون تجعيد
فليس لديها الوقت
حتى ان ترتدي ما يناسب هذا الجو البارد
في هذه البلاد التي لم تجد منها الا القسوة
كانت ترتدي قميص ابيض باكمام طويلة
وتنورة بنية اللون قصيرة
وحذاء جلد يصل لركبتيها
وقصاصات شعرها الحريري الكستانئي
على وجهها وكتفيها

قبل لحظات كانت تشعر بالبرد
الا انها الان
تشعر بحرارة تسري في جسدها
وتكاد جدران المستشفى تخنقها....

امسكت جوالها لتتصل بوالدها
الا انها انهت الاتصال بعصبية
هاتفه مغلق كالعادة

بعد ساعة تفكير
ذهبت لقسم الاستقبال
ما ان سألتهم عن الطفله
حتى اخبروها
ان والدها اتى فور اتصالهم به
لكنه لم يتمالك نفسه
فأنهار وهو في قسم الاطفال
واخذوه لاسعافه في قسم اخر
واخير استوعبت زينة
ان عمها ناصر
اصيب بصدمة عصبية
وهوالان في العناية المركزة
ودون اكتراث لمن حولها
اخذت تجري باكية في ممرات المستشفى
تبحث عن الغرفة التي وصفها لها الموظف




ثمــ.......

وجدت زينة الغرفة
التي تنتهي بواجهه زجاجية صغيرة
تكفي لرؤية عمها
على السرير
فاقد الوعي
وعليه الاجهزة
وضعت كفيها على الواجهة
واخذت تبكي بحرارة
لا تعلم لم كل هذه الدموع بالضبط
حزن على وفاة الطفله
امـــ....على حال عمها
امــ.... على وحدتها مع كل هذه المصاعب



الشاطئ الـ 18
الموجة الاول


تتلفت حولها
مكان غريب
جو غريب
ملامح غريبه من حولها

انها............................

الساعات الاولى في الغربة

(( نورس استبدلي المعطف الذي ترتدينه بهذا المعطف ...الجو هنا بارد جدا..))
انتبهت نورس الى الخالة ليلى
وهي تخرج لها معطف من الجلد من احدى الحقائب
لم تعلق نورس
اكتفت بابتسامة صفراء



بعدها............

انتبهت نورس الى ان رحلتها انتهت...
كما انتهت اجراءات المطار
وهم يهمون بالخروج الان
لم تتصور ان من السهل الانتقال من وطنها
الى بلد اخر بهذه السرعه
بينما مشاكلها لها سنوات غارقة فيها
لم تستطع ولو لحظة تجاهلها

كان هناك من ينتظرهن
السائق الخاص بالعائلة
الموكل من السفارة

بالاضافه لسيارة اخرى
فلابد انهم يحتاجون لاكثر من سيارة...

كانت نورس صامتة
لا شئ يحركها
تشعر انها مصدومة
لا تعي لمن حولها
تمتمات حديث العائله مع بعضها

وصوت احتكاك عجلات الحقائب الصغيرة وهي تجر للسيارة

حتى اشار لها عمها بالركوب في السيارة
كان برفقتها الخالة ليلى ومحمد في المقعد الخلفي
وعبدالله في المقعد الامامي

اما طلال ووالده في السيارة الاخرى

لحظات وتحركت السيارتان
كانت نورس تنظر من نافذة السيارة
ترى الثلج الابيض يكسو هذه المدينة

تحاول ان يجذبها شئ
ان تشغل عقلها بما تراه

لكن عقلها ليس معها
مع عمتها
في بلدها الذي تركته
من اجل ان تنعم عمتها بحياة سعيدة

والان............

هي في هذه المدينة
لا تحمل سوى حزنها
وسرها الذي بات يقتلها ببطئ

انتبهت ان السيارة توقفت فجأة
على جانب الطريق

وقبلها سيارة العم ابو عبدالله
الذي نزل منها بحركة سريعه
ومن خلفه طلال

لم تعي لما جرى الا عندما سمعت الخالة ليلى
(( عبدالله ...مابه والدك؟؟؟ لم اوقف السيارة...))
عبدالله وهو يهم بالنزول_(( لا ادري....))

كانت تلمح عمها يحدثهم باهتمام
وهو يقترب من السيارة
(( ام عبدالله..تقدموا للمنزل..وسالحق بكم...))
طلال باهتمام..(( ابي انا ساتي معك.....))
كانت نورس تائهه اكثر من حديثهم
محمد يقتل صمته فجأة(( بابا الى اين تذهب؟؟؟))
ابو عبدالله(( هناك مشكله لدى احدهم... ولابد من وجودي معه...))

عاد عبدالله للسيارة...
واشار للسائق ان يكمل طريقه...
فيما اختلف مع سيارة العم عبدالله في الطريق....
لا تدري نورس ماذا يجري بالضبط...

محمد وكأنه يحدث نفسه..(( اكثر من 5 ساعات في الطائرة... لابد ان يرتاح... لكنه لا يترك عمله..))
الخالة ليلى بضيق...((هذا طبع والدك...))
الا انها رفعت صوتها الى عبدالله
(( عبدالله... لهذه الدرجة الموضوع لا يؤجل؟؟؟))
كان عبدالله في عالم اخر...
كما كانت نورس..
ربما نورس وعت لما يجري
بينما عبدالله لحظتها واضح عليه القلق والربكه
((عبدالله ..تسمعني...ماذا حدث؟؟؟))
انتبه عبدالله لوالدته
(( لاشئ امي... تعرفين والدي..ما ان يسمع ان احد المواطنين بمشكله حتى فزع له..))

وكأنها تهمس له بقلق...(( هل هو شخص نعرفه؟؟؟))
التفت لها عبدالله وهو في المقعد الامامي.وواضح عليه الضيق ..

(( لا ادري ان كان اخبرك به والدي..انه شخص توفي ابنه بعد الولادة بايام.....))

الخالة ليلى باهتمام..
(( نعم ..اخبرني والدك قبل سفرنا للبلاد... وٍسألني ان كنت اعرف زوجته...لكني لم اتعرف عليها....))

واكملت,,((مابه؟؟؟))
(( اتصلت مرافقه معه بوالدي تخبره.... انه فاقد الوعي في المستشفى ..وهي وحيدة هنا لا تعرف كيف تتصرف..))

الخالة ليلى بضيق...
(( ما اصعب هذه المواقف في الغربه خاصة...))

كانت نورس تسمع حديثهم
ولكن شدها تعليق عبدالله
(( الله يكون في عونه..لقد رزق بتوأم فقد الطفل قبل اسابيع..وبالامس فقد الطفلة ... كان على امل علاجها كما اخبرنا عندما التقينا به اخر مرة...))

لا تدري نورس ما دار من حديث بعدها
كانت تحاول ان تربط حديثهم
بألمها
بوجعها
بــ ناااصر
هل هو ناصر؟؟؟

yassmin 11-11-10 09:38 AM




الشاطئ الـ18
الموجة الثانية


المكان يسوده الهدؤ
وتخترق هذا الهدؤ
شهقات لم تقدر على كتمانها


لا تدري كيف فكرت بالاتصال بأبو عبدالله
وكيف خطرت هذه الفكرة لعقلها
كان عليها ان تستنجد باحد تعرفه
ولكنها لا تعرف احد هنا
حتى جائت لها الممرضة تحمل كيس ابيض
يحوي حاجيات عمها
ومن بينها جواله والذي كان مغلق لحظتها
فتحت خط الاتصال بسرعة
واخذت تبحث فيه
كانت تأمل ان تلمح اسم احد تعرفه


لم تود ان تتصل بسمر او والدها
حتى لمحت اسمه
ابو طلال...
تذكرت طلال الذي رافقهما في جلستهما احدى المرات
ومقابلتها له مع عائلته
لابد ان يكون هذا رقم والده الذي يعمل في السفارة كما اخبرها عمها ناصر
وبسرعه اجرت الاتصال به
كان الجهاز مغلق
اعادت الاتصال اكثر من مرة
حتى تم الاتصال
لتخبره وهي تبكي
كانت تستنجد به
ان يسااعدها
فهي لا تعرف كيف تتصرف



بعدها....................

هدأت قليلا واستبشرت خيرا
عندما عرفها ما ذكرت له اسم الدكتور ناصر
وواضح عليه الاهتمام
فقد حاول تهدئتها
ووعدها بالحضور حالا
رغم انه لتو عائد من المطار

ارخت جسدها على الكرسي
القريب من غرفة عمها
واسندت رأسها للخلف على الجدار
واغمضت عينها
علها تهدأ قليلا
لا تدري كم مضى من الوقت
لم تغفو عينيها
لكن تفكيرها سافر بها لكل مكان
حتى انتبهت لصوت احدهم
(( زينة...زينة))
بصعوبة فتحت عينيها

لمحتهما واقفين
طلال ووالده
دمعت عيناها
لم تتكلم لسانها لم يقوى على النطق
ولا شفتيها تقوى على الحركة
كانت تنظر اليهما
كما يـتأمل الغريق طوق النجاة وهو متعلق به
لا تدري لم تبكي؟؟؟
كانت تبكي فقط
وهي تشير للواجهة الزجاجية لغرفة عمها
(( اهدئي بنيتي... هو بخير..اخبرنا الطبيب لا تقلقي...))

زينة وهي تمسح دموعها بظهر كفيها اللذان يرجفان
(( امل توفيت..لم يتحمل...كانت صدمه له...لا اعرف احد هنا....))

كانت تتحدث..تحاول ان تربط الكلمات ببعضها
كي يستوعبوا وضعها

اقترب منها ابو عبد الله اكثر
((اهدئي... سيأتي موظف من السفارة يتابع حالة عمك
وننهي اجراءات الطفلة المتوفاه
وانت لابد ان ترتاحي))
زينه وقد هدأت قليلا..
(( نعم..سأبقى على هذا الكرسي...قريبه من عمي..))

طلال (( لا زينة..ستأتين ضيفه عندنا..وكما اخبرك والدي... هناك من يتابع حالته))

زينه بتردد ((ولكن....))

ابو عبدالله(( الطبيب اخبرنا انه لن يستيقظ قبل 24 ساعه... ))

زينة بحزن(( لا اريد ان اتعبكما معي...))
بحده رد عليها ابو عبدالله

وكأنه يريد ان ينهي الموضوع
(( انت في مسؤليتي...لايمكن ان تبقي وحدك هنا... ام عبدالله وابنتي ستكونان معك في المنزل....))

اكمل طلال حديث والده((منزلنا قريب من هنا..ووقت ماترغبين بزيارة عمك..السيارة موجودة..))

كان ابو عبدالله يجري اتصالا حينها
(( ام عبدالله..معنا ضيفه جهزي لها الغرفة مع نورس
لان قريبها سيبقى في المستشفى...))

اعطى ابو عبدالله جهازه لزينة اشاره لها ان تحدث زوجته
نورس بخجل..(( اهلا خالة...ان شاء الله ...اشكر اهتمامك...))
كانت كلماتها مختصرة
كم هي خجله من اهتمامهم بها
لم تعلق اكثر
اعطت ابو عبدالله الجوال
سحبت حقيبتها المرمية على الكرسي
مع الكيس الابيض الذي اخذته من الممرضه وفيه حاجيات ناصر
ملابسه ومحفظته وجواله
وانصرفت من المكان
ونظرها للخلف نحو باب الغرفه
يصعب عليها تركه وحيدا
لكنها اطمئنت لوجودها بقربهم
نادرا ما يخالجها هذا الشعور وهي بعيدة عن عمها
كما ان راحة غريبه احاطة بقلبها
بعد حديثها مع ام عبدالله
واصرارها على الحضور
ليس امامها سوى هذا الان
فهي وحيده في هذا البلد
حتى والدها لم يفكر بالسؤال عنها



مع زحمة المشاعر ,..............


غادرت زينة المستشفى برفقة ابوعبدالله وطلال

الشاطئ الـ18
الموجة الثالثة



في حي راقي من احياء لندن
حيث المجمعات السكنية
والذي يقطن جزء منها
الموظفين الاجانب
للشركات الكبرى
او العاملين في السلك الدبلوماسي
ومن ضمن هذه المنازل
منزل ابو عبدالله
المكون من طابقين
في مقدمته حديقه صغيرة
مفتوحة على الطريق
بدت مكتسية بالثلج الابيض
كحال طريق المدينة
يحوي المنزل في الطابق السفلي غرفتين وصالة بالاضافه للمطبخ
غرفه خاصة بالعم ابوعبدالله وزوجته
والاخرى عبارة عن مكتب
والطابق العلوي يحوي ثلاث غرف
صغيرة نوعا ما مقارنة بمنزلهم في الخليج
لكل من الابناء غرفه خاصة به
والمميزة بين الغرف
غرفه عبدالله
فهي اوسع الغرف
وبها شرفه تطل على واجهة المنزل
وبعد قرار اقامة نورس معهم
تحول المكتب الخاص بهم
الى غرفة نوم....

جهزها عمها باثاث نوم بناتي نوعا ما
فقد اكتفى ان اخبر احد معارفه العاملين بمجال الاثاث
بطلبه لتجهيزه غرفه خاصه لابنة اخيه
وكان ما اراد
احضر الاثاث خلال ايام
ليتفاجأ انه ليس لسن نورس
انما لفتاة صغيرة او في سن المراهقة
سرير باللون الزهري والاصفر
وعليه رسومات لازهار وفراشات
وكذلك الخزانة والمكتب
كما ان السرير منخفض جدا
وبطبع طلال
علق على الغرفه ما ان راها
((واخيرا اثار لنعومة البنات في منزلنا .....))


في هذا العالم الصغير الخاص بعائلة الاستاذ فهد.....

نورس والخالة ليلى
جالستين...بصمت...
كلتاهما لديها ما تفكر به
وتشغل عقلها به
نورس....
لم تستوعب ما يحدث معها
في اللحظات الاولى من وصولها لندن
فقد كانت بانتظارها اخبار ناصر...
رغم انها لم تتأكد الى الان
لكن كل ماحدث وما قيل يؤكد
انه هوناصر
المها ووجعها ...
زاد اضطرابها...
عندما سمعت الخالة ليلى تحادث احداهن المرافقة..لـ..ناصر
وتدعوها للاقامة معهم...
من تكون يا ترى؟؟؟
لابد انها زوجته...هل هناك غيرها ستكون بقربه في هذه اللحظة وتعيش كل هذا القلق؟؟؟؟
وهل لنورس الاحتمال الاقامة معها في بيت واحد ؟؟؟؟

كانت الخالة ليلى في عالم اخر....
تفكيرها في كيفية التعامل مع فتاة غريبه في منزل يقيم فيه 3 شباب
فكرة اقامة نورس معها لم تعارضها مطلقا....
تعرف اخلاقيات نورس....
وسهل التعامل معها....
ولكن الان بالاضافة الى نورس فتاة اخرى تجهلها...
ولكن الاخلاق والواجب تجبرها على الترحيب بها..
كما ان الخالة ليلى تحمل قلب طيب وحنون على الجميع....
ساعدها هذا على تقبل ضيفتها بترحاب...

وسط كل هذه الافكار التي تحوم في هذا المنزل
كان عبدالله......
الذي غادر المكان بسرعه لغرفته..
ما ان سمع والدته ترحب بحضور زينة للمنزل...
لا يعلم لم كل هذا الاضطراب الذي شعر به...
لم يهتم قط بأمر فتاة يوما...
رغم ما يلقاه من اهتمام
من اغلب زميلاته وخاصة العربيات منهن...
والسبب تميزه من بين الطلبه
اخلاقه واحترامه لهن..
وجديته في التعامل معهن...
ولتفوقه المتميز في الدراسة....
لم زينة بالذات من تشغل تفكيره...
رغم ان مظهرها ولباسها ابدا لم يعجبه...
لكن بريق غريب في عينيها
شده لها...
عفويتها الواضحه من تصرفها الاخير مع عمها في المقهى ...
جعله يفكر بها....
ماذا حل بك عبدالله؟؟؟


قطعت الخالة حبل الافكار.......


((نورس... يمكنك ان تدخلي غرفتك...هذه الغرفه في جهة اليسار...))
اكملت الخالة ليلى وهي تهم بالانصراف...
(( نورس ..سمعتي حديثي مع عمك..ستكون معنا ضيفه ...قريبها مريض هنا ...ستبقى معك بالغرفه...))
نورس لا تدري ما تقول...
فهي الى الان تشعر انها كذلك ضيفه ...
لم ترى الخالة ليلى جوابا من نورس...
(( نورس حبيبتي هل وجود الضيفه معك يضايقك؟؟؟ فنحن نعتبرك فرد من هذه العائلة.. تقبلي ذلك لايام فقط))
اربكها تعليق الخالة ليلى
(( لا خالتي..بالعكس...ليس لدي مانع...))
ابتسمت لها الخالة ليلى...
(( ادخلي غرفتك... وارتاحي..حقائبك ادخلها محمد قبل قليل...))
دخلت نورس غرفتها
لا تدري لم ابتسمت ؟؟؟
ابتسامة كبيرة مرسومة على شفتيها
ما ان رأت اثاث الغرفه
اشعرها انها للأن بنوتة في سن المراهقه
كانت تفكر كيف فكروا بتجهيز غرفتها وكأنها غرفة فتاة صغيرة
اكثر ما اعجبها السرير المنخفض..
والذي يكاد يكون على الارض...
اغلقت الباب...
ونزعت الشال الاسود... ومعطفها....
وبهدؤ جلست على السرير...
ضحكت على نفسها لحركتها..
فقد كانت تعتقد ربما السرير لن يتحمل جلوسها عليه...
استلقت على السرير
وتغطت بالبطانية الصفراء
وغفت عينها من شدة الارهاق.....
بعد اقل من نصف الساعة
كانت طرقات على باب غرفتها....
(( نونو.... ))


الشاطئ الـ17
الموجة الرابعة

على ارض الوطن
الذي فارقه احدى بناته بقلب موجوع
كانا معا
يدخلان بيت الزوجية
واخيرا
كان لهما ما تمناه لسنوات طوال
فريدة وسلمان
تقدم سلمان نحو المدخل....
بعد ان اوقف السيارة في الساحة الخارجية للمنزل
او بالاصح الفيلا الفخمة...
كان بناء فخم حقا
ابهر فريده
التي لم تعني لها الامور المادية شئ مهما من قبل
فتح البوابة الداخليه
نحو القاعة الواسعه للفيلا
دخلا معا
وهو يحيط بذراعه على خصرها
(( سلمان بناتك هنا....))
_(( لابد ان يعتدن على دلالي لامهم الجديدة...))
بحركة لا ارادية التفتت فريده الى سلمان...
لكنها لم تستطع ان تعلق على كلامه
الذي قبض على قلبها فجأة
همس لها سلمان لحظتها
_(( مابك فريدة...؟؟؟؟ اعلم انك تتحملين هذه المسئولية))

قطع حديثهم
خطوات طفولية نحوهما
البنات
تجرين نحو والدهن
والذي تقدم نحوهن
وهو ينزل لمستواهن فاتح ذراعيه
ضمهن اليه بقوة
وهن يضحكن
بدون فرحات حقا
التفت الى زوجته
زوجته فريدة
التي كانت تنظر اليه وهو يضمهن اليه بشوق
وشعور غريب نحو هذه اللمة العائلية
في حين مربيتهن ميري
واقفه قرب السلم الذي يتوسط القاعه
رفع سلمان نظره لزوجته
(( فروودة... تعالي...))
تقدمت نحوهم...
(( اميراتي.. هذه فريده تعرفونها؟؟ صحيح؟؟؟))
مريم ومرام بصوت واحد...
(( نعم بابا....))
التفت الى مروة التي بدت صامته
وكان يشير لها بالحديث
فورا نطقت
(( اهلا خالة....))
تقدمت نحوهن اكثر
وضعت راحة كلتا كفيها
على رأسا الطفلتين مريم ومرام
(( اهلا حبيباتي..فلة وستروبري...))
ضحكتا معا على تعليقها
والتفتت بعدها الى مروة
قربتها منها وهي ممسكة بكتفها
(( مروة حبيبتي... كيف حالك؟؟؟))
وهي تحاول ان تتحدث كــ سيدة...
(( الحمدالله....))
فريدة وهي تبحث عن الكلمات
(( اممم اخبار لوحاتك؟؟؟))
نظرت اليها مروة بحده
وكأنها تفهم رغبة فريده بالتقرب منها
(( زوريني في المرسم..سترينها...))
ولكن بدت وكأن سؤال فريده اعجبها

مد سلمان ذراعيه نحو بناته
يجذبهن اليه
نحو احدى طقم الكنبات
يبدو فخم بلونه الماروني المذهب
موضوعه على جانب القاعه
والتي تتزوع فيها اكثر من طقم للكنبات
جلست فريده مقابله له
وهو مع بناته
او كما اعتاد على تسميتهن
اميراته الثلاث

تقدمت المربية من سلمان باشارة منه
(( ميري ...احضري الكيس الزهري..في المقعد الخلفي من السيارة...))
وهو ينظر الى فريدة الجالسه مقابل له
(( لقد احضرت فروودة بعض الهدايا لكن...))
كانت فريدة تنظر باستغراب نحوه
فهي لا تعلم عن الامر شئ ابدا
غمز لها بعينه
كعادته عندما يشعر بارتباكها من مفاجاته
ابتسمت له على حركته
فهمت انه قام بشراء الهدايا باسمها
(( مفاجأة حلوة اميراتي ..صحيح؟؟؟؟))
مريم ومرام...((نعم بابا))
لم تعلق مروة على كلامه.
اكتفت بابتسامة فقط...

لحظات...


تقدمت المربية وهي تحمل كيس الهدايا
اشار لها سلمان ان تعطيه فريده...
امسكت به فريده
واخرجت منه ثلاث علب هدايا
تقدمتا مريم ومرام نحوها
لم تعرف فريدة كيف تتصرف
لا تعرف كيف توزعها بينهن
كانت ممسكة بالعلبة الاكبر...
غمز لها سلمان...
وهو يشير في الخفاء الى مريم...
ابتسمت فريده...
(( مريومة حبيبتي هذا لك....))
رفعت العلبتين الباقيتين
وهي تكتم ضحكتها
اشار سلمان للعلبة الاصغر بينهما
ومن ثم الى مرام
(( مرام حبيبتي هذا لك...))
غمزت لسلمان وهي تنادي مروة
(( مروة..حبيتي الن تستلمي هديتك..؟؟؟))
تباطأت في خطواتها
لكن واضح عليها الاهتمام
اخذتها من فريده
بصوت واحد...للاميرات الثلاث
((شكرا ...خالة...))
وبسرعه اخذن يجرين على السلم
ومن خلفهن المربية
وقف سلمان يراقبهن
واتجه نحو فريده
ليجلس قريب منها
التفتت له
((متى تكف عن مفاجأتي؟؟؟))
وهو يلف ذراعه نحوها...
(( لم تري شئ للان...))
(( كان من الافضل ان تخبرني مسبقا...على الاقل لتسهل علي توزيع الهدايا))
لم يرد عليها
وانما...امسك الشال الذي ترتديه
((ممكن تنزعي هذا من على شعرك...))
اخذت تتلفت حولها
((مابك لا احد هنا....لا رجال في منزلنا..))
وهو يهس لها((فأنا اغار عليك...))
وقفت حينها..
وهي تنزع الشال والعباءة
وتضعهما على ذراعها...
بدت امامه
وسط القاعه
وكأنها سيدة المنزل
بل هي كذلك
يتاملها وابتسامة على شفتيه
تعبر عن فرحه الغامر
كانت امامه بجلابية زيتية...
بتطريز ملون
وشعرها بلونه المدرج المرفوع بمشبك
ونزلت خصلاته منه على كتفها وجبهتها
في منتهى الجمال
قمة النعومة
والخجل
مازالت تخجل منه
انتبهت له لنظراته
تعمدت تجاهلها

((الن تريني منزلك؟؟؟))
وهو يقف مواجه لها
((منزلنا..منزلنا فروودة...))
ضحكت له
(( حسنا منزلنا....))
امسك كفها وبحركة سريعه
(( تعالي اريك الجناح الخاص بنا....))
ابعدت كفها عن يده
وهي تتلفت حولها
(( نبدأ من هذا الطابق سلمان...))
سلمان
وهو يشير بلا مبالاة
(( هذه القاعه.. مقسمة لاربع صالات للضيوف..السلم يأخذك للطابق العلوي....))

اشار ليمينه..نحو مدخل في القاعه نفسها
(( هنا مدخل المطبخ والخدمات....وقسم الخاص بالخدم... وفي الجهه الاخرى غرفة نوم للضيوف وغرفة الطعام ))

((المبنى الخارجي ..عبارة عن استراحة تحوي غرفتين وصالة صغيرة ومسبح...))
تقدم نحو السلم الدائري الذي يتوسط القاعه
((الطابق العلوي يحوي غرف الاطفال وغرفة الالعاب..ومرسم مروة))
اقتربت منه فريدة...
همس لها
((الطابق الاخير الجناح الخاص بنا
تعالي لتريه...))
تقدمت معه نحو السلم...
(( ستكتفي بالكلام لتوصف منزلنااا..._وهي تشد على الكلمة الاخيرة_....الن تريني؟؟))
وهو يلف ذراعه على خصرها
(( ستتعرفين على كل شبر فيه في وقت لاحق... تعالي لتري جناحنا الخاص الان..))
كانت تشعر فريده ان سلمان
قد جهز مفاجأة من مفاجاته...
لهذا تتعمد استفزازه بتباطئها...
كانت تخطو على السلم
وبكل خطوة
تزداد مقدار سعادتها
فرحتها بقربها منه
سلمان
الحبيب الذي لم تتوقع لقائه
فكيف هو شعورها وهي معه تحت سقف واحد؟؟؟
كانت تخفف من وقع خطواتها على السلم
وكأن صوت خطواتها قد يوقضها من حلمها.....

yassmin 11-11-10 09:40 AM



الموجة الخامسة



في ذلك الوقت....
استيقظت نورس على طرقات احدهم
لابد انه طلال
الوحيد هنا من يناديها
نونو
(( حسنا..انا قادمة...))
ارتدت معطفها....
لملمت قصاصات شعرها عن جبهتها
وهي ترتدي الشال الاسود...
خرجت اليه..
توزع نظرها على الجميع
كانت تخشى ان تكون معهم
سمر زوجة ناصر
(( نونو..هل ازعجتك؟؟كنت نائمة؟؟؟))
تصنعت ابتسامة
(( لا بأس طلال..))
(( معنا ضيفه..تعالي لتتعرفي عليها...))
زاد اضرابها
ودقات قلبها
كانت تفكر كيف ستتحمل وجود سمر معها
كانت الخالة ليلى جالسه مع محمد وعمها...
ومقابل لهم
فتاة بشعرها الكستنائي المسترسل على كتفها
لم ترى وجهها بعد
تقدمت مع طلال
التفتت اليها
لم تكن هي
ليست سمر
من تكون؟؟؟ولم هي مع ناصر؟؟؟
كل هذه التساؤلات في وقت واحد
وقفت زينة بسرعه
لتحيي نورس
جلست نورس مقابل لها
اطالت النظر اليها
وقد بدى الحزن واضح عليها
عينها شديدة الاحمرار من كثرة البكاء
وواضح عليها الارهاق...
ولكن كل ما فعلته
وقفت بحركة سريعه
وهي تقترب من زينة اكثر
(( تعالي معي الغرفه...لتستريحي....))
رفعت زينة نظرها لنورس
لكن لم تعلق على كلامها
وكأنها فقدت القدرة على النطق....

(( سأعد لك شيئا تأكليه...))
كانت الخالة ليلى تحدثها...

واخيرا..خرجت بعض الكلمات من بين شفتيها..
(( شكرا خالة... لا اريد ...))

التفت لها العم فهد..
(( كما ترغبين..انت الان في منزلك...لا تخجلي من طلب شئ....اذهب لترتاحي الان...))

بعدها....
كانت زينة مع نورس في الغرفة
التفتت زينة الى نورس
الصمت يسود المكان
رفعت زينة نظرها الى نورس...
(( رأيتها مسبقا ولكن اين؟؟؟؟))
انتبهت نورس لنظرات زينه نحوها
استدركت زينة الموقف....
(( غرفتك؟؟؟))
ابتسمت لها نورس..
((قبل ساعة فقط اصبحت غرفتي..هذه زيارتي الاولى لهذه المدينة.))
النظرات نفسها باتجاه زينة
((انها الفتاة التي لمحتها معه
مع ناصر في موقف السيارات
ماذا تقرب له ياترى؟؟؟))

كانت زينة تهم بالجلوس على الكنبة الصغيرة...
لتفاجأ نورس بسؤالها...
باستغراب واضح على ملامحها...
(( الا تعيشين مع والداك هنا؟؟؟))
نورس وهي تنزع الشال من على شعرها
(( ..ابو عبدالله عمي..))
باستغراب اجابتها زينة
((حقا؟؟؟ كان يحدثني عن ابنته نورس... ضننتك فعلا ابنته..))
ترك تعليقها اثرا كبيرا في قلبها


(( المهم ان ترتاحي الان..الارهاق واضح عليك...))
اشارت نورس الى سريرها..
((هذا سريرك...))

باهتمام سألتها
(( وانت نورس؟؟))
ابتسمت لها..
(( لا عليك الان... ارتاحي اولا...
بعدها نرتب لكل شئ ))
بقي السؤال ماذا تقرب لــ ناصر يزيد من حيرتها

بعد اقل من ربع الساعة.....
جائها جواب مفاجأ...
(( انا هنا ايضا مع عمي ناصر....مثلك نورس...))

كانت زينة مستلقيه على السرير
واثر دموعها على جفنيها
لا تدري لم قالت هذه العبارة لها
ربما لتشعر ان هناك من يعيش مثل وضعها



ولكن نورس................
شعرت بتغير نبرة صوت زينه
ما ان نطقت اسم عمها
لم تجد نورس ما تقوله
صمتتا
رفعت نورس نظرها نحو زينة
نائمة....
لابد انها مجهدة...
وهي كذلك لم ترتاح من تعب السفر للان...

اقتربت من زينة
وغطتها
بالغطاء الاصفر

اما هي....
اخذت غفوتها على الكنبة الصغيرة
وهي تغطي نفسها بشالها الاسود...

لحظتها....

شعرت كلتاهما بالراحه
لانهما لا يعيان بما يحيط بهما
بعيدتان عن المهما ووجعهما

النوم الوسيلة الوحيده للهرب من الضيق
هذا ان غلبهما
ونادرا ما يحدث
ولحسن حظهما
ان النوم غلبهم هذه المرة...

ولكن.........................

هناك من لم يكن من حظه ان يغلبه النوم
رغم تعب السفر....
عبدالله في غرفته...
ورغم برودة الجو
فتح شرفته
وبقي واقفا فيها
يكاد يتجمد من البرد
لكنه لم يقدر على تجميد مشاعره
الضيق الذي الم به
عندما لمحها حزينة
وهي جالسة مع عائلته
كان يسترق النظر من على السلم
لم يرغب ان يشاركهم
فقد ينتبه احدهم لاهتمامه بها
لمحها
وانتبه لقلقها
واثار بكائها على وجهها
لمحها بطبيعتها
وبعفويتها
ابتسم وهو يتذكرها
كيف تحرك شعرها باناملها بين الحين والاخر
ربما لارتباكها او خجلها
يبدو شعرها ناعما
وليس مجعد كما راه في المقهى سابقا



وسرعان ما اختفت هذه الابتسامة...
لكنها حزينة على عمها
قلقه على صحته
تبحث عن من يكون بقربها
لدرجة انها لم تدرك ماعليها ان تلبس
قميصها الابيض وتنورتها البنية القصيرة
لن تحميها من قسوة برد هذه المدينة
هل هذا فقط ما يشغل باله
ام انه لم يعجبه ان تبدو رائعه بهذا اللباس امام الجميع
كان يراها رائعه فعلا
بعفويتها وبساطتها
ولباسها البناتي
شعور لاول مرة يخالجه
امام فتاة
ولكن يرهقه عندما يحل الليل
ليفكر بكل شئ
كل شئ
حتى شعرها وما ترتديه
ماذا عليه ان يفعل
يبقى على صمته
ويكتفي بمراقبتها من بعيد
ام يقترب منها اكثر
ليعرفها اكثر
وان شعرت باهتمامه بها
ماقد يحدث؟؟؟؟
زاد توتره مع حيرته امام هذه الفتاة
فهو لم يضعف امام احداهن يوما
ومن المستحيل
ان يجعلها تلاحظ اهتمامه

دخل بسرعة غرفته
واغلق باب الشرفه
استلقى على سريره
بعد كل الزحام الذي عاشه قبل لحظات
اخذ نفسا عميق
وهو يحدث نفسه
(( فتاة بطريقة لباسها وتصرفاتها العفوية هذه,,, لا تعجبني))
الشاطئ الـ17
الموجة السادسة



سلمان وفريدة
عروسان
في الجناح الخاص بهما
في منزلهما
جناح كبير فاخر
تاهت نظرات فريده فيه
كانت تريد ان تستوعب ما ترى
التفتت الى سلمان

الذي
كان ينظر باستغراب للمكان
وكأنه يراه لاول مرة

كان ما يشد فريدة فخامة المكان
وما يحويه

اما سلمان
فلم يفاجئه فخامة المكان
لانه اعتاد على النوم فيه

الا انه
متفاجأ على ما يحويه
اتفق مع اخته ان ترتب المكان
وتترك لمسات خاصة للعروسين
لكنها لم تخبره ان ستتركه يبدو
وكأنه من صفحات الف ليلة وليلة

كان جناح سلمان واسع وفخم بديكوره واثاثه
اثاثه الاقرب لكلاسيك
بلونه البني القاتم

والكنبات المذهبه
في جانب الغرفة

ومكتبه الخاص
في الجانب الاخر

الستائر تحيط بالجدران
بلونها الاحمر القاتم
وباطراف ذهبية

وارضيتها من الرخام اللامع
وزعت عليها
قطع من السجاد الفاخر بلونه الاحمر القاتم

وفي الزاوية
الحمام تمتد منه واجهه زجاجية
تطل على مسبح مرتفع متوسط الحجم
على شكل دائرة



كانت
الانارة خافته

الورود والشموع منثورة في كل مكان
باشكال مختلفه
منثورة على الارض
على الكنبات

وعلى الرفوف

اما السرير
غطى بمفرش مخملي ابيض واحمر
فيما نزلت من اعمدة السرير
ستارة من الشيفون الابيض
احاطة بالسرير
وبالقرب منه

صندوق كبير بلونه البني مذهب عند اطرافه
كان الصندوق مفتوح
وقطع من القماش بداخله
وكذلك على جوانبه

وعلب بأحجام مختلف مغلفه
واكياس مخمليه

لم يتوقع سلمان
ان اخته رتبت المكان بهذا الشكل
خاصه ان رائحة البخور الذي يحبه
تتسرب الى انفاسه
لتملأ صدره
بقدر ما ملأ
بالفرح لقربه من فريدة
امسك كتفها
وهو يقربها منه
(( ما رأيك...))
نظرت لعينيه...
(( رائع فعلا...))
غرق في بحر عينيها
(( عيناك العسليه تذبحني...))
جذبها نحو لصندوق
اجلسها على السرير بقربه
((ما هذا سلمان؟؟؟))
وهو يقترب بوجهه منها..
همس لها
(( هدايا العروس فرودة..كل شئ حدث بسرعه.. لم اقدم لك شئ.... فجهزت كل شئ في هذا الصندوق))

بهدؤ ردت عليه
((لم كل هذا سلمان...لقد اخذت ما يلزمني..لااحتاج لكل هذا...))
وهو يدخل اطراف اصابع بين شعرها
(( انت عروستي... واريدك عروس دائما...))

ترك مكانه بجانبها
اتجه ناحية الصندق
اخذ كيس مخملي من بين مجموعه من الاكياس
تقدمت هي اليه
نزلت للارض بمستواه
(( ما هذا سلمان؟؟؟))
فتح سلمان الكيس..
اخرج منه سلسال من الذهب الابيض
تتدلى منه ثلاث قلوب باحجام مختلفه
((دعيني البسك هذا))
ابعدت خصلات شعرها عن كتفها
احاط بذراعه على رقبتها
والبسها السلسال
تحسستها باناملها الناعمة
(( رائعه...))
((كل هذا لك حبيبتي..))

كانت الاكياس المخملية
تحوي قطع مختلفه من المجوهرات....
والعلب المغلفه عبارة عن عطورات فاخرة...
ومكياج بأنواع مختلفه,,,
وقطع قماش مطرزة
وملابس نوم من الحرير بالالوان مختلفة

وقفت فريدة بحركة سريعه
وتبعها سلمان
نظر لعينها
(( فريدة ما بك الم تعجبك هذه الهدايا؟؟؟))
اخذت نفسا عميقا
وبريق حزن بدى في عينها
(( بلى...))
واكملت..(( حبيبي...كم انا سعيده معك....ولكن...))
كادت نبضات قلبه تتوقف
وهو يسمع منها كلمة حبيبي
لاول مرة
قاطعها بنفس متقطع...(( ولكن ...ماذا؟؟؟))
(( لا ادري ..كيف هي ابنتي نورس؟؟؟لم اعتد على بعدها..))

اقترب منها اكثر
وكفه خلف راسها
ليطبع قبلتين على عينيها
(( لا اريد ان ارى الحزن في عينيك...ان اردت اخذك الان اليها....))

لم تعتد فريده على الاهتمام من احد
لطالما كانت هي من تهتم بمن حولها
وتوزع حبها وحنانها نحوهم

الا ان شعورها باكتساب الحب والحنان
ارهق مشاعرها
لا تعلم ما تفعل
او ماذا تجزي صاحب هذا الحب

فكان اقل ما لديها
ابتسامة على شفتيها...

وهي تهمس له
(( حبيبي... كيف فكرت بكل هذا؟؟؟))
رغم انه تفاجأ مثلها بتجهيزات بدور
(( لم تري شئ من مفاجات سلمان لصاحبة العيون العسلية...))



yassmin 11-11-10 09:42 AM



الشاطئ الــ19
الموجة الاولى ....


في عالم اخر
هذا ما كنت اظنه
لحظتها
كنت استرجع افكاري
اين اكون
ومن يشاركني هذه الغرفه
وبعد طول تفكير
ادركت اني هنا
في لندن
منزل عمي ابو عبدالله
وهذه زينة...
ابنة اخ الدكتور ناصر
اه...اه يا ناصر....
في كل لفته من لفتات حياتي القاك امامي....
قطع افكاري التائهه
صوت بكائها
ربما كان هذا سبب استيقاظي...
كنت احاول التظاهر بعدم الانتباه لبكائها
ولكن لم استطع الصمود اكثر
فكم اكره التمثيل
بدون تفكير
تحركت من مكاني
بخطوات متردده
نحوها
نحو زينة
جلست على طرف السرير...
وباطراف اصابعي لامست كتفها
اخيرا انتبهت لي...
فتحت عيناها الغارقة بالدموع
تنظر الي
((لم البكاء..زينة....لا تبكي...))
.رفعت جسدها من على السرير بتثاقل
وهي تحاول ان تصنع ابتسامة على شفتيها
(( قلقه على عمي...))
ابعدت نورس نظرها عن زينه
كانت تخشى ان تكشفها نظراتها
زينة...بنبرة عالية..
((كم الساعة الان؟؟؟))
نورس...(( الثامنة تقريبا..))
ابعدت زينة الغطاء عنها....
(( اريد ان ازور عمي.....))
كانت نورس تنظر اليها باستغراب....
(( الان؟؟؟))
جمدت زينة من ردت فعل نورس....
كانت تخشى ان تتقيد بوجودها مع هذه العائلة
اكملت نورس...
(( زينة... فاتتنا الصلاة..لنصلي اولا..بعدها نخبر عمي برغبتك...))
تبدلت لحظتها ملامح زينة
بدت مرتاحه لحديث نورس....
استعدت كلتاهما للصلاة....
وبعدها للخروج...
كانت زينة متحمسة كثيرا
الان حماسها اختفى
عندما عادت لها نورس تخبرها
ان ابو عبدالله ليس في المنزل
(( حسنا اذهب وحدي....))
نورس باستغراب...
((كيف تذهبين وحدك؟؟؟))
زينة وهي تلم شعرها بكفها...
(( بسيارة اجرة.... معتادة على الخروج وحدي....))
نورس...(( لا ادري ان كان هذا ممكن...لاني لم اعتد حتى الان على الخروج..انه اليوم الاول لي...))
ابتسمت لها زينة..
(( لا عليك..الامر جدا بسيط..والمستشفى قريب من هنا...))
بهدؤ اجابتها نورس...
((ولكن لابد من استئذان الخالة ليلى....))
زينة وهي ترتب شعرها باطراف اصابعها
(( حسنا...))

................................
كنت نازلا من السلم بخطوات سريعة
ولكن سرعان ما ابطئتها
عندما رأيتها
كانت زينة تقف مع امي ونورس...
اربكني وجودها...
ولكن حاولت تمالك نفسي..
حتى لا افضح مشاعري امام احد,.,,
كنت اسمع امي تناقشها
لا اعرف سببا لهذا النقاش وبهذا الوقت
واضح على امي الحيرة...
ونورس مكانها صامته توزع نظرها بينهما
اما هي كانت تحبس دموعها
كنت اشعر بذلك ما ان نظرت اليها...
((عبدالله..جيد انك هنا....))
اخذت نفسا عميقا
وانا اتقدم لامي...
(( زينة ترغب في الذهاب للمستشفى وحدها...))
تجنبت النظر اليها..
الى زينة...
(( اين والدي؟؟؟؟))
اجابتني امي وكأنها تبرر لي امرا ما...
(( والدك ليس هنا ..وطلال خرج قبل ساعة.... وهي مصرة على الخروج... هي امانة عندي الان....))
فهمت الان ما يدور بينهم
ومن دون تفكير...
(( حسنا...نورس اجهزي معها اخذكم انا الى هناك...))
لحظتها فقط التفت لها
كانت تحاول ان ترسم ابتسامتها
تعبيرا عن شكرها لي
كنت اشعر انها لو انها نطقت بكلمة واحده
لانهمرت دموعها
(( انا جاهزة....))
قالتها نورس بهدؤ....
(( حسنا لنذهب....))
كم ارهقتني نبرات صوتها الحزينة
بلعت ريقي بصعوبة وانا اتقدم للخارج
حتى سمعت امي تحدثها
(( زينة حبيبتي..الجو بارد... لم لا تلبسي معطف على الاقل...))
بالنبرة نفسها...
(( ليس لدي هنا ملابس....))
اجابتها نورس...
(( اعطيك معطفا من عندي...))
كانت تتقدم للخارج نحوي...
وهي تقول..(( ليس لدينا وقت.....))
التفت لها حينها
ولكن حديث كان لنورس...
(( نورس اذهبي واحضري لها معطفا....))
وهممت بالخروج قبل ان اسمع منها تعليقا





الشاطئ الــ19
الموجة الثانية ....


لحظات...........
عبدالله يقود السيارة
نورس وزينة جالستان في المقعد الخلفي...
كلتاهما في عالم اخر
نورس
تتأمل شوارع هذه المدينة
التي تغربت فيها عن بلادها
لم تشعر بالدفئ منذ وصولها
قسوة البرودة فيها جمدت حتى مشاعرها
فلم تعد تدرك ماتريد
وماعليها فعله
في حين زينة
تسابق السيارة في مشاعرها
للوصول لللمستشفى
رغبة منها للاطمئنان على عمها
حتى رن الجوال....
ببرود اخرجت زينة جهازها...
كان عبدالله يلمحها من المراة الامامية
وكأنه يسرق لفتاتها...
حتى سمعها تحادث احدهم...
ادرك اخيرا انه والدها...
استغرب الجفاء الذي في حديثها....
كانت تتكلم ببرود...
وبألم اخبرته عن حالة عمها....
وتكرر لها انها اتصلت به كثيرا دون جدى...
انهت بعدها المكالمة
والاستغراب واضح..
ليس على ملامح عبدالله فقط
انما حتى على نورس...
وبدون ان تسأل...
(( انه والدي..اخيرا تفرغ ليعرف سبب تكرار اتصالي له...))
(( هو هنا؟؟؟ في لندن؟؟؟))
كانت نورس تسألها بفضول استغربا اسلوبها في الحديث...
ببرود اجابتها زينة
(( لا....لا ادري اين هو الان.... ))
عم الصمت المكان
حتى توقفت السيارة امام المستشفى
وبسرعه......
نزلت زينة....
وتبعتها نورس تود ان تلحق بها
وقبل ان تبتعدا عن السيارة...
وعند اقترابهما من المدخل التفتت زينه الى عبدالله
وهي تشير له بكفها وتبتسم...
توصل شكرها له
لكنها اوصلت تيار كهربائي بحركة كفها
الى جسده كله
بقى جامد يضغط على المقود بكفيه....
قلبه يرتعش من هول التيار...
واخيرا ادرك اين هو..؟؟
ولم هو هنا....
اوقف سيارته في مواقف المستشفى...
لكنه للان غير قادر على كتم مشاعره نحوها
ففضل البقاء في السيارة
وكل حواسه معها
مع زينة...

في ممرات المستشفى...
عاد جوالها لرنين
لكن هذه المرة
لم تكن جافية في كلامها
انما سعيدة جدا
وترحب بمن يحدثها
كانت نورس تائهه مع حديث زينة
حتى انهت المكالمة معه
لتو وصل الى لندن
يرغب في رؤيتها
اخبرته بحماس
انها تنتظره هنا
واعطته عنوان المستشفى...
تبدلت ملامح زينة فورا
ما ان انهت المكالمة....
ووصلت الى غرفة عمها....
التقت بالممرضة خارجة من الغرفه...
اخذت تحدثها....
للان لم يفيق بسبب المهدأ
وكما اخبرها يحتاج الى 24 ساعه
وهذا يعني انه لن يفيق حتى صباح الغد
كل هذه الامور تجول بعقلها
وهي تدخل اليه
بخطوات بطيئة
حتى ابتلعها الباب
امام نورس
الذي ادركت الان فقط انها ربما ستلتقي بزوجته
لابد انها معه

بقيت الواقفه في بداية الممر
لا تدري لم تخشى الاقتراب اكثر
جامدة مكانها
وانفاسها محبوسه
ناصر
المها..وخطيئتها
هنا
على بعد امتار
شعور غريب الم بها
ترغب ان تقترب اكثر
لتلمحه
انتبهت للواجهه الزجاجية
وكما الجندي الجبان الداخل لميدان القتال
كانت نورس
تقترب من الواجهه الزجاجية...
حتى كادت تلتصق بها...
ابقت عينها عليه
ممدد على السرير الابيض
لا يعي لما حوله
وكأنه في سبات عميق
تذكرت الماضي
قبل سنوات
كانت هي كما هو الان
فاقدة للوعي
بعد الحادث
رفعت اناملها تتلمس الزجاج
كانت ترغب ان تمسح الصورة التي امامها
الصورة التي جعلت قلبها يضعف
ودموعها تكاد تنهار
على حال ناصر
ألمها ..ناصر
لانها فقط من تشعر بما في داخله
من اثر فقدان طفليه
الالم نفسه عندما فقدت اسرتها
ولكن اين زوجته..؟؟؟؟
لم ليست معه
هذا ماكان يحيرها..

انتبهت لاحدهم يقترب
لكنها لم تفيق الا بعد ان نادها
(( نورس....))
التفتت بسرعه اليه
انه عبدالله ابن عمها...
(( نورس اين زينة؟؟؟))
وهي تحاول ان تبعد وجهها عنه حتى لا يكشف حزنها
(( مع عمها...))
ابتعدت عن الواجهه الزجاجية
وجلست على كرسي قريب منها
في حين بقي عبدالله امام الغرفه
يلمح زينه مع عمها..
كانت حزينة...
تنظر لعمها بنظرات مكسورة
وهي تمسح على شعره...
وتتمتم ببعض الكلمات...
كان يعيش في عالمها...
عالمها الذي تغير امام عينه فجأة...
من استهتار وعدم مبالاة الى حنان وحزن عميقين
انتبه لنفسه اخيرا...
اخذ يمرر راحة يده على ملامحه المبعثرة...
عله يلملم شتاته ...
ابتعد عن الواجهه باتجاه نورس
التي لا تقل عنه في مشاعرها التائهه...

جلس على كرسي مواجه لنورس..
وكلا منهما في عالمه الخاص...

بعد فترة لا يعلم كلاهما..ان كانت وجيزة ام طويلة
(( هل اخرتكما؟؟؟؟))
التفت لها عبدالله بحركة سريعه
لم يعلق على كلامها...
فيما تقدمت منها نورس
(( لا زينة...المهم انك اطمئنيتي على عمك...))
اخذت نفسا عميقا
(( الحمدلله...لكنه غائب عن الوعي بفعل المهدأ))
وما انتهت من كلامها حتى تغيرت ملامحها
كانت ابتسامة واضحة على محياها
وهي تتقدم اكثر للامام باتجاه احدهم
حتى ابتعدت عن عبدالله ونورس
واقتربت منه
وبنبرات اقرب الى الفرح
(( نبيل...لا اصدق...))
اقترب منها...
(( زينة ..كيف حالك ؟؟؟))
_(( بخير الحمدلله))
(( والدكتور ناصر...))
_(( حالته مستقرة....اخبرني كيف اتيت الى المستشفى؟؟؟))
((كنت اكلمك وانا في طريقي من المطار...))
واكمل وهو يهمس لها
فقط هي من تسمعه
(( قلقت عليك كثيرا زينة وانت وحدك هنا....))
لم تجبه فقط تنظر اليه سعيده
سعيده جدا ان هناك من يحتويها باهتمامه
بان يقطع المسافات من اجل ان يطمئن عليها

لم تشعر بقلب يحترق خلفها لردة فعلها هذه
ونظرات اخرى تائهه

حتى التفتت نحوهما....

واخيرا تذكرت ان هناك من ينتظرها
هذا ما شعر به عبدالله حينها

في حين نورس لم تلمح نبيل جيدا لبعد المسافه بينهما
تقدمت زينة نحوهما....

((هل لي ان ابقى هنا مع عمي للغد؟؟؟))

تقدم عبدالله منها
وكاد يتجاوزها
وبشدة
(( طبعا لا...انتظركما في السيارة... لدي ما انجزه.))
كتمت غضبها من ردة فعله
وهي تنظر اليه حتى غاب عن نظرها

نورس مكانها
تتنتظر منها مرافقتها
حتى ادركت من امامها هو نبيل

باستغراب
(( نبيل؟؟؟هذا انت...))

تقدم اكثر...
(( اهلا نورس..هل تعرفين زينة؟؟؟))
لم تجبه نورس واكتفت بابتسامة
وهو يغمز الى نورس...(( نورس زميلتي في الجامعة...))

زينة وهي مازالت متضايقه من ردة فعل عبدالله
(( انا اقيم مع عائلة عمها الاستاذ فهد ..مسئول في السفارة وهو من ساعدني بعدما مرض عمي...))
اقترب منها نبيل اكثر...
((انا معك زينة لا تقلقي...))
نورس تهمس لزينة...
((زينة لا بد ان نذهب....عبدالله في انتظارنا...))
بضيق التفتت زينة نحو نبيل
(( اسفه نبيل علي ان اذهب الان..غدا صباحا سأكون هنا))
نبيل مبتسما لها..
.((حسنا زينة..انا كذلك سأذهب لارتاح من السفر...نلتقي غدا...))

اخذتا طريقهما نحو الخارج
برفقة نبيل
واخذتا يتبادلن الحديث معه
حتى وصلا للخارج
حيث كان عبدالله ينتظرهما
في السيارة امام المدخل

تقدمت نورس نحو السيارة
فيما التفتت زينة الى نبيل
(( نبيل...اشكر اهتمامك...))
علق على كلامها بابتسامه

فيما انفاسه تكاد تحرق صدره
للضيق الذي يشعر به عبدالله
وهو يراها تتعامل بهذه الطريقة مع هذا الشاب
صعدت زينة للسيارة
جلست بالقرب من نورس
وهي تشد على المعطف
((اشعر بالبرد))
نورس وكأنها تهمس لها
((المعطف لن يدفيك وانت تلبسين تنورة قصيرة...))
بضيق ردة عليها
(( لقد خرجت من المنزل دون وعي لما علي ان البسه من شدة قلقي على عمي...))
ابتسمت لها نورس..
(( يمكنك ان تلبسي ما تحتاجينه من عندي,,,))
لم تعلق زينة على كلام نورس
الا انها التفتت بحركة سريعه
(( نورس... لايمكن ان اعتمد على ملابسك
لابد ان اخذ ملابس لي من الشقه...))
اخذت نورس توزع نظرها بين عبدالله
وبين زينة
فهمت ان زينة ترغب بالذهاب لشقتهم
وان عليها ان تخبر عبدالله
لكنها للان لم تعتاد على الحديث معه
فهو مختلف كثيرا عن اخيه طلال

في حين عبدالله بكل حواسه مع زينة
وسمع حديثهما

لكنه لم يعلق
حتى خرج على الشارع العام
(( هل ترغبين ان اخذك لشقتكم... لتأخذي ما تحتاجينه؟؟؟))

باستغراب نظرت الى نورس...
لم تقدر حتى على التعليق....

كرر لها السؤال ببصوت اعلى...
(( هل ترغبين ام نذهب للبيت ؟؟؟؟))
وبسرعه اجابت...
وكأنها تستدرك الموقف قبل يغير رايه
(( نعم..نعم اخذني لشقتنا....))

ارشدته زينه لطريق الشقه....
وعندما اقترب من المبنى اوقف السيارة
.(( دقائق واعود....))

عبدالله وهو يفتح باب السيارة
(( لن تذهبي وحدك..سنرافقك انا نورس...))
لم تعلق زينه على حديثه
وانما بدى عليها الضيق من شروطه

فيما نورس بدت حرارة تسري في جسدها
رغم برودة الجو

كيف لها ان تدخل مسكنهما
مسكن الزوجية لــ ناصر وسمر؟؟؟
وهل ستلاقي سمر هناك؟؟؟

اي ألم هذا....
دخلوا المبنى
وصلوا لباب الشقه
كانت نورس تشعر ان قدماها لا تحملانها اكثر
وقف عبدالله بعيدا عن الباب
((سأنتظركما...لا تتأخرا))
دخلت زينة
وبحركة سريعه
اضائت النور
ودخلت الغرفة
فيما بقيت نورس جامدة
حتى كادت ان تفقد قواها
اقتربت من الكنبة وجلست عليها
واخذت توزع نظرها في المكان
اثاث راقي جدا
وديكور مميز
اخذت تتصور كيف كان يعيش معها
مع سمر هنا في هذا المكان
تتصوره معها في كل زاوية
كانت تتوقع ان تلمحها في اي لحظة

وهي تهم بالوقوف
لامست جسم صلب بيدها
كان اطار صورة
مقلوب على الكنبة
امسكته بيدها
فيما كانت زينة قادمة نحوها
وهي تحمل حقيبه صغيرة في يدها
((لقد انتهيت...))
نظرت لنورس وواضح عليها ان امرا ازعجها
(( مابك نورس...))
افاقت نورس لما حولها
(( لاشئ...))
كانت زينة تنظر للاطار الذي في يد نورس...
انتبهت لها نورس
رفعته حينها...(( كنت جالسه عليه دون ان اشعر...))
لاتدري لم تبرر لزينة...
مدت يدها زينة لتأخذ منها الاطار...
لحظتها فقط انتبهت نورس للصورة وهي تسلمها لزينة
سمر وناصر امام برج ايفل...
وبدى شرخ في زجاج الاطار...
زينة وهي ممسكة بالصورة...
(( اعتقد ان عمي قد تعمد ان يكسره...))
رمت الصورة على الكنبة بعصبية
فيما نورس تنظر لها باستغراب
الفتت لها زينه..
وبعصبية...
(( لا اعرف كيف تزوجها.... توفي الطفلان والمدللـة في حضن والدها ... ولم تفكر ان تسأل عنه..كم هي تافهه.))

انصدمت نورس من تعليق زينة
لم تستطع ان تفسر كلامها
ماذا كانت تعني؟؟؟

عقلها ليس معها
وحواسها كذلك

خرجتا من الشقه
فيما عبدالله مازال واقفا
رفعت زينة نظرها اليه

وكأنها تراه لاول مرة....
مبهرا امامها
بمعطفه الاسود
وبنطاله الجينز الازرق
رغم طولها
الا انه اطول منها
بشكل ملحوظ
رفعت عيناها لعينه
عيناه الواسعه
ونظراته الصارمة
كما هو في تعامله معها
(( هل ستبقين واقفة؟؟؟؟اعطني الحقيبه...))
انتبهت لنفسها
وبدون وعي اعطته الحقيبة
وتبعته للخارج
وهي في ضيق من معاملته الجافة معها
كانت نورس خلفهما
تائهه بافكارها..
تبحث عن استقرار لعقلها حتى تستطيع ان تجمع افكارها.....



الشاطئ الــ19
الموجة الثالثة ....



على ارض الوطن....
جالسه على طرف السرير
تنظر اليه
وهو نائم
حتى انه لا يشعر بها
وهي تلاعب شعره باناملها
بدى نائم من ارهاق سنوات
وكم عروسته سعيدة
((سلمــــــان))
فتح عينيه بصعوبة
ادرك من امامه اخيرا

انها بقربه....
تبتسم له...
كانت حقا امامه في صورة عروس...
تنظر اليه بعينيها الواسعة العسلية...
والتي زادتها جمالا برسمها بالكحل الاسود...

شعرها الذي بدت خصلاته المتدرجة في الطول متناثرة على كتفها
ولاسفل ظهرها..
بجلابيتها الحرير..المطرزة...
بدى اللون التركوازي مذهل عليها...
والسلسال ذو القلوب الثلاثه يتدلها من عنقها....
((فريــــدة..لمــ اشبع نومـــ ....))
_(( بلا كسل... اختك بدور هنا...))
(( انزلي لها..))
-(( سلمان... اخجل من لقائها بدونك...))
رفع جسده من على السرير
واقترب منها اكثر
(( امممم...ستنهض اخيرا؟؟؟))
وهو يمرر انامله على السلسال
ومن ثم على عنقها
(( لا فقط اتأكد هل مازلت ترتدينه؟؟؟))
وعاد لوضعه السابق...
((سلمان...بدور تنتظر...))

بعد لحظات....

ليست بقليلة....
كانت فريدة وسلمان
ينزلان من على السلم...
لتقترب اليهما اخته بدور...
(( اهلا سلماااااااان....))
والتفتت الى فريدة....
(( اهلا بالعروس....))
اقتربت من فريدة اكثر...
تصافحها..وتقبلها...
كانت فريدة سعيدة بترحيب بدور...
حتى اخذتا مكانا على الكنبة قريبتان من بعض..
بينما سلمان مازال واقفا...
همت بدور بالحديث...
الا ان سلمان قاطعها
وبدى عليه الغضب..
(( ستلصقين باختي...وتأخذك في حديثها الذي لاينتهي... وتتركيني واقف؟؟؟))
تعجبت فريدة من ردة فعل سلمان
بينما بدور كتمت ضحكتها
(( قلت لك انزلي استقبليها ادعيت الخجل....))
فريدة باستغراب...
(( سلمان مابك...؟؟))
جلس على الكنبة الاخرى...
((اريدك ان تجلسي بجانبي....))
ضحكت بدور بصوت عالي
والتفتت الى فريدة التي بدت انها مازالت في هول استغرابها
(( فريدة..قومي واجلسي بقرب زوجك....))
ببرود تحركت فريدة...
وجلست بقرب سلمان...
واخذت تنظر اليه بنظرات تظهر ضيقها...
الا انه لف ذراعه حول خصرها وهو يبتسم...
(( مارأيك..اعرف كيف اغضب؟؟؟؟))
قاطعته بدور..
(( ان كان وقت الغزل الان... سأذهب لغرفتي..مرهقه من العمل والدراسة...))
باحراج اشارت لها فريدة ..
(( لا بدور... اجلسي..اخيك يمزح...))
سلمان...
(( اجلسي بدور..ولكني لم اكن امزح...))
ضحك بعدها مع اخته..
والتي غمزت له..
(( هناك زائرة قادمة الان... الخالة مع بنتاها...))




الشاطئ الــ19
الموجة الرابعة ....



بعدها....
كان اللقاء الاول
بين فريدةوخالة سلمان
وبنتاها....

بدت الخالة ترحب بفريدة....
وتمدح طلتها
طلة العروس...
فيما البنتين بقيتا صامتتين....

تبادلن الحديث مع بعضهن بالاضافة الى سلمان...
كانت فريدة سعيدة جدا ..
احساس جديد بلمة العائلة....
وفي لحظة من لحظات فرحها
لابد ان تتذكر ابنتها...
نورس....
استئذنتهم لحظتها...


وفي مكان
فردان لم يذوقان الدفئ فيه الى الان
قطع حبل افكارهما طرقات الباب
كانت نورس مستلقية على الكنبة ...
وزينة مستندة على واجهة السرير
تضم ذراعيها لصدرها...
(( نورس....هل انت نائمة...؟؟؟))
التفتت زينة لها....
بحركة سريعه تحركت نورس متجهه نحو الباب...
(( نعم خالة....))
__(( فريدة تطلب محادثتك...))
لحظتها فقط
ارتسمت الابتسامة على محياها
ولانها ترتدي لباس النوم
اسرعت لتاخذ لباس الصلاة
ارتدته بحركة سريعه
وخرجت من الغرفه
نحو هاتف المنزل...
لحظات من الفرح ممزوجه بالحزن والشوق
كلا تطمئن على حال الاخرى
وكأن روح في جسدين
وقد التقى الجسدين اخيرا
وان كان عبر اسلاك الهاتف....
كلا منهما تطمئن الاخرى على حالها...
مشاعر واحده
ورغبة واحدة
ودت كل منهما بلقاء الاخرى
وكانهما ترغبان بالتسلل عبر الاسلاك
حديث عن الشوق...
ولهفة اللقاء...

(( بنيتي... ان احتجت لي لا تترددي... عمك سلمان وعدني في اي لحظة اطلب رؤيتك يأخذني لك...))
_(( عمتي... عمي ابو عبدالله يعاملني كأبنته..لا احتاج لشئ اكثر....))
(( لولا مسئولية عمك سلمان لكنت طلبت منه حالا رؤيتك...اعذريني بنيتي...))
_(( لا عمتي.. لا تقلقي... عمي سلمان يستحق كل اهتمامك..لا تشغلين نفسك بي...انا بخير...))
(( لن اطمئن حتى اراك..ماذا عن دراستك؟؟؟))
_(( الى الان لم اقرر ماذا سأفعل...سأحدثك عن هذا لاحقا..))

واخر الحديث بينهما...
دموع من كلتاهما....
انهت نورس المكالمة...
عائدة لغرفتها...
بصمت...
فقط دموعها من تعبر عن مشاعرها...
جلست على الكنبة...
وغرقت في البكاء...
اقتربت منها زينة...
(( نورس...لم البكاء؟؟؟))
_((عمتي...اشتقت لها...))
قربت زينة نورس منها اكثر
(( ليست هنا؟؟؟))
_(( لا في البلاد...كنت اعيش معها والان تزوجت ....))
تاهت كل منهما بأفكارهما...
نورس..
في عالم البعد
البعد عن عمتها
التي هي كل شئ

وزينة..
في عالم الحرمان
الحرمان من هذه المشاعر
الشوق لمن هو بعيد عنها
سواء والدها
او اخيها
لا احد ترغب بلقائه
سوى عمها


وفي تلك الزاوية
من فيلا العروسين
تقدم سلمان خلف عروسته
احاط بذراعه على خصرها
(( مابها العروس؟؟؟))
مسحت دموعها..
والتفتت اليه
(( كنت اكلم نورس..اشتقت لها...))
وهو يمسح دموعها ...والقلق على ملامحه
((لم لا تخبريني..اخذك اليها ان رغبت...))
نظرت لعينيه
(( لا يمكن ترك بناتك في هذا الوقت.))
وهو يمسح على شعرها...
(( المربية وبدور معهن...))
اخذت نفسا عميقا...
((.لا نريد ان نشعرهن اني اخذتك منهن...))
ابتسم لها
لم يستطع ان يعبر عن سعادته بما قالته
امسك بكفها
واصطحبها لضيوفه
وهو يهمس لها
لا اريد ان يروك الا سعيدة
لاني اريدك دائما سعيدة معي...




yassmin 11-11-10 09:45 AM




الشاطئ الــ 20
الموجة الاولى....


اجتمعت العائلة على وجبة الافطار
كعادتها كل صباح
وفي وقت محدد للجميع
الا الفتاتان
ليستا معهم

التفت ابو عبدالله
وكأنه يفتقد احدهما
(( اين البنات ام عبدالله))
ام عبدالله...
((ربما نائمتين...لم ارغب في ايقاظهما))
وقبل ان يهم طلال في الجلوس...
((واخيرا اصبح في بيتنا فتاة....ربما خجلتان من الجلوس معنا))

رفعت ام عبدلله نظرها بسرعة الى ابنها..
(( هل تعتقد ذلك؟؟؟ ))
وبحركة سريعه تحركت من مكانها
نحو غرفتهما
طرقت الباب بهدؤ..
ولا جواب...
لحظات وعادت ادراجها...
(( اعتقد انهما نائمتين...))
مع كل لفته من لفتات اسرتي
والتي تدل على اهتمامها نحو هاتين الفتاتين


كنت صامتا
لم اعلق
كنت اتمنى ان اجتمع معها على وجبة الافطار
لم هذا الشعور ؟؟؟
لاادري
ولكني تراجعت
فكم اخشى ان ينتبه احدهم لاهتمامي بها
ولو بنظراتي نحوها
لذا..فضلت الصمت....
بعد الافطار...
كما هو كل صباح
اسرع محمد للحاق بباص المدرس..
والدي... يجلس على الكنبة في الصاله
يرتب اوراقا في ملف بين يديه...
حتى موعد قدوم السائق
كان هذا ما يفعله قبل الذهاب للعمل يوميا...

اما انا كعادتي كل صباح لدي ما افعله في مكتبة الجامعه...
انتبهت الى طلال يحدثني وهو يصعد السلم...

(( عبدالله..احتاج السيارة لاخذ امي للمركز الاسلامي اليوم...))
التفت اليه وبهدؤ...
(( لابأس... سأخذ سيارة اجرة....))
حتى كان صوت والدتي..
(( بني عبدلله.. لك ان تذهب بالسيارة...ليس من الضروري ان اذهب اليوم....))

اتجهت اليها ووقفت امام باب المطبخ...
(( امي... مفتاح السيارة في مكانه...ساخذ سيارة اجرة..))

حتى سمعت صوت فتح الباب
باب غرفة المكتب..سابقا
انها الغرفة التي تضم الفتاتين
تضم زينة...وابنة عمي
كانت صوت خطوات باتجاهي
رفعت نظري
لمن تقف خلفي
انها نورس
ترتدي لباس الصلاة
اتيه تحادث والدتي
حتى طربت بصوتها...
صوت زينة..

لم اعتد على الامعان في النظر لوجه فتاة
فخمنت انها نورس

لكنها ليست هي..
كانت تخبر امي عن رغبتها في زيارة عمها...
لحظتها فقط رفعت نظري اليها..
تبدو مختلفه..
ملامحها مختلفه..
ليست زينة التي اعرفها..
تبدو اروع بكثير..
وهي تغطي نفسها بلباس الصلاة...
التفتت لها امي...وهي تبتسم...ونظرها لما ترتديه

(( ابو عبدالله سيخرج الان..لم هذا اللباس عليك زينه..))
ابتسمت وهي تنظر للاسفل..لما ترتديه
(( كنت اصلي...))
وبحماس...
((سأجهز في لحظات...))

دخلت الغرفه
لحظتها استيقظت نورس
فتحت عينها على زينة وهي تخلع لباس الصلاة...
(( اين ذاهبه زينة؟؟))
وهي ترتب شعرها...
(( ابو عبدالله سيأخذني لزيارة عمي....))

ثم التفتت الى نورس
(( اسفه نورس..ارهقتك بالنوم على الكنبة...))
ابتسمت لها نورس..
(( لا عليك... اسرعي الان والا ذهب عنك عمي...))
غمزت لها
((اعتدت على الوقوف طويلا امام المراة ...))
خرجت بسرعه...
كان ابو عبدالله يلملم اوراقه في الملف...
((جاهزة بنيتي؟؟؟؟))
((نعم ...))
وهو يهم بالخروج
(( بنيتي... لديك رقم جوالي؟؟؟))
((نعمــ...))
((جيد ان احتجت لشئ وانت هناك اتصلي بي...
خذي ايضا رقم هاتف المنزل...ان انشغلت ولم اجبك..يمكنك محادثة ام عبدالله...))
خرجت خلفه....
وانا افكر بالاستاذ فهد

كم هو مهتم بكل من حوله
وياخذ احتياطاته لكل الامور


كان السائق ينتظر امام مدخل المنزل...
صعدا السيارة

ابو عبدالله وزينة
الاخيرة..لم تنتبه الى عبدالله...
كان واقفا على الطرف الاخر للطريق
ينتظر سيارة اجرة

والحقيقة

انه ينتظرها ان تخرج
يرغب في رؤيتها قبل انصرافه للجامعه....
لم يسعد برؤيتها
كما سعد برؤيتها قبل لحظات

وان كانت تبدو رائعه
كانت ترتدي البنطال الجينز بلونه الازرق الفاتح...
بدى ممزق بعض الشئ عند الركبة...
وجاكيت قصير بنفس اللون...
تحته قميص ابيض....
ولملمت شعرها وغطته بقبعه من الجلد باللون الاحمر بلون حقيبتها....وحذائها الرياضي....

كان يراها رائعه
ولكن ليست اروع من لباس الصلاة

شعر بالضيق فجأة
كيف لها ان تخرج هكذا
لابد انها ستكون بشكل ملفت اكثر
لاي احد يلتقي بها...

ومنذ متى تهتم بما تلبسه الفتيات؟؟؟
هذا السؤال الذي جال في صدره فجأة
ايقظه لما حوله
ولبرودة الجو....
وان عليه ان يوقف سيارة اجرة وبسرعه .....






الشاطئ الـ20
الموجة الثانية


لمحته من الواجهة الزجاجية للغرفه
كان يحادث الدكتور
يبتسم معه
اسرعت بخطواتي نحوه
فتحت الباب
دون استئذان
جريت اليه
وكأني اقطع مسافات طويلة
حتى ارتميت في احضانه
يناديني باسمي
زينة...زينة
ولكني لم استطع ان اجيبه
كنت ابكي
ابكي فرحا
انه بخير
يبدو افضل بكثير
وتجاوز الازمة
اخيرا انتبهت
ان استاذ فهد معنا...
اخذ يحيي عمي...
بينما عمي يشكره لاستضافته لي
لا اعلم ما كان يدور بينهما
الاهم....
ان عمي بخير...
انظر اليه
مازال شئ من الحزن في بريق عينيه
لكنه افضل
افضل بكثير....
وسعدت اكثر عندما علمت....
انه سيخرج اليوم من المستشفى...
انصرف استاذ فهد...
ولم اجد حديث سوى عن عائلة الاستاذ فهد
وحسن ضيافتهم واهتمامهم لي..
رغم اني اريد ان اعرف منه
ماذا عن زوجته سمر
هل تعلم بكل ما جرى
ام مازلت مرتمية في احضان والدها
هاربة مما جرى تاركته يواجه المه لوحده
كنت اعلم مسبقا انها لن تتحمل اي مسئولية
صمت عمي لم يعلق على اي شئ
مما قلته عن عائلة ابو عبدلله
كأنه يفكر في امر ما
فيما ارحت جسدي على الكنبه
لم انم جيدا البارحة كنت في لهفه لزيارة عمي
كمــ اشعر بالنعاس
في اللحظة نفسها.....

كنت المحها
تغالب ارهاقها
والنعاس يداعب جفنيها
لم اعلق
او اتحدث
حتى غطت في النوم
فيما عدت استرجع حديثها
حديثها عن استضافه عائلة ابو فهد لها
وتحدثت عن ابنة اخيه
عن نورس
التي اصبحت تشاركها غرفتها في بيت عمها
لم هي مع عمها هنا في لندن؟؟؟
اتذكر انها تستعد لزواج

افكاري متشتته
لا افهم ماذا حدث معها بالضبط
ولم هي هنا ولم يمضي على زواجها الا ايام

يبدو ان زينة ارتاحت كثيرا معها
فهي تمدح فيها وفي احسن معاملتها
تبدو طيبة
كررتها زينة اكثر من مرة
وكأني لا اعرف ذلك
ولا اعرف نورس نفسها

اعلم كم هي طيبة
وتحسن المعاملة مع الجميع
اعرف ذلك من قبل سنوات مضت
منذ اللحظة الاولى التي لمحتها فيها
بلباسها الابيض
وشعرها الطويل المنسدل على كتفيها
تستند على كرسيها المتحرك
لم تكن قادرة على المشي
نظراتها حزينة تائهه
كنت ارى اعاقتها سببا لحزنها
قد تكون انتبهت لنظراتي نحوها
كان شئ غريب يشدني اليها
لم استطع ابعاد نظري عنها
رغم روعة المكان الذي نجلس فيه
البهو الواسع
والحديقة التي يطل عليها
الا اني لم ارى ما هو اجمل منها لحظتها

كانت برفقتها سيدة
انها عمتها....
كانت مهتمة بها كثيرا
شعور لاول مرة يخالجني اتجاه فتاة
كنت اخشى ان افضح نفسي بنظراتي نحوها
وبسرعه
خرجت من المكان مع والدتي دون ان التفت لها

رغم اني كنت ارغب ان التهمها بنظراتي....


لالمحها في اليوم الثاني
وكأن لا احد غيرها في المستشفى لالتقي به
والحقيقه اني لا ارى غيرها
لمحتها مع عمتها
كانت تمسح بيدها على شعرها الرائع
ونظرها الي
الي انا.....
تجنبت النظر اليها
وتظاهرت بالانشغال مع الطبيب
اتذكر ان عمتها حدثتني
وبسبب ارتباكي...
لم انتبه لما قالت
فاكتفيت بابتسامة
وبسرعه انصرفت من مكان وجودها
وجودها الذي يربكني
يهز كياني
لا اعرف لماذا؟؟؟؟
حتى سمعت نبرات صوتها
ان كان وجودها قادر على ان يهز كياني
فان صوتها
هزم كل شئ بداخلي
سمعت صوتها لاول مرة
عندما وجدتها في بهو المطعم
تعمدت الاقتراب منها
لاسئلها ان تحتاج لمساعده
كانت وحدها
كانت حجه لاحدثها
ولكن لم اتوقع ان تترك نبرات صوتها
كل هذا الاثر علي
اخبرتني انها مع عمتها
وان اسمها نورس
نورس؟؟؟؟
فكرت بكل الاسماء
لكن لم يخطر ببالي هذا الاسم
وبدون وعي مني كررته ورائها
نوووووورس؟؟؟
قطع حديثنا قدوم عمتها
التي اخذت ترحب بي
وتشكرني على اهتمامي بوالدتي
لا ادري بما كنت اجيبها
فعقلي وحواسي كلها
مع هذه النورس
التي امامي.....

كنت اراها كالوردة التي تقاومــ الذبول
وهذا ما قدمته لها في اليوم التالي
وردة بيضاء اختلط اللون الاصفر ببياضها
لمحتها في طرف حديقة المستشفى
قطفتها لها

وكم هي صدفه رائعه
ان تجتمع والدتي مع عمتها في الاستراحه
واعرف لحظتها ان نورس في غرفة الفحص
وبسرعه اتجهت لغرفة الفحص
لالتقي بها برفقة الممرضة
اقتربت منها
وكاني لا ارى في العالم غيرها
نطقت باسمها
(( نورس ))
التفتت الي باهتمام
حادثتها
كانت ترد علي بارتباك واضح عليها
ونظرها للوردة التي في يدي
قدمتها لها
((هذه لك))
لكنها ابقيت يدها في حضنها
لا ادري لماذا؟؟؟
وبجرأة مني
تقدمت لها اكثر
((هل تسمحي لي؟؟))
ووضعت الوردة
ولاول مرة الامس شعرها
كانت اناملي تائهه
بين خصلات شعرها الحريري
كنت قريب منها
كم ارغب في النظر لعينيها
لكنها اغمضت عينيها فجأة
وابت ان تفتحها
قلقت من ردة فعلها
ابتعدت عنها بهدؤ
وانا افكر....
لم هي بالذات؟؟؟
ماذا يشدني نحوها؟؟؟


رن جوال زينه
افاق على اثره ناصر من ذكرياته
بحركة سريعه
افاقت كذلك زينة
وبصوت غلبه النوم
(( اهلا اهلا..انا هنا ...سأخرج لك في الممر...))
وبسرعه وقفت زينه على قدميها
وهي وترتب شعرها..
وتشد من جاكيتها...
((نبيل هنا... قدم لزيارتك عمي...))
خرجت ..
وعادت بعد لحظات...
كانت بصحبة نبيل..
الذي اقترب اكثر من الدكتور ناصر
(( كيف حالك دكتور ناصر...))
_(( اهلا نبيل...))
(( هل تعرفني دكتور؟؟؟))
_(( وهل هناك من لا يعرف نبيل في الجامعه؟؟؟))
زينة وهي تقترب من عمها...
(( نبيل من ساعدني على القدوم الى لندن...))
_(( لن اشكرك على ذلك... فقد ارهقتها بالقدوم الى هنا..))
غمز له نبيل..
(( ان رغبت ارجعها الان..وحالا))
وبحركة سريعه التفت ناصر الى زينه
(( زينة..هل اخذت محفظتي وجوالي من الممرضة؟؟؟))
_(( نعم عمي....))
(( معك الان؟؟؟))
_(( لا....هل تحتاجهم؟؟؟))
(( بالطبع المحفظة بها كل الاوراق الثبوتية..لاكمال اجراءات المستشفى....كما احتاج الجول لابد ان حمد يتصل بي الان....))
بعد صمت من زينه وكأنها تفكر...
(( الكيس في منزل الاستاذ فهد....))
وبحركة سريعه... وهي ترفع جوالها
(( هاتف المنزل معي... ساخبر طلال ان يستطع جلبه لنا او اذهب انا لاخذه....))












الشاطئ الـ20
الموجة الثالثة...

بقيت وحدي في الغرفه بعد خروج زينة
اتلفت حولي
ليس لدي ما افعله
هل لي ان اخرج من الغرفة؟؟؟
مازلت اخجل من مشاركتهم الجلوس
لكني لا اعتقد ان احد منهم متواجد
ماعدا الخالة ليلى
وانا تائهه بافكاري
سمعت رنين جوال
ليس نغمة جوالي
صرت اتلفت حولي
توقف الرنين
وعاد من جديد
انه في كيس مرمي قرب السرير
لم هو الكيس
لا اعتقد انه جوال زينه
رايتها تخرج وهي تحمله بين يديها
رفعت الكيس
لم انتبه
الا وكل ما يحويه على الارض
توقف الرنين حينها
مددت يدي الملم ما سقط منه
جوال... محفظة...قميص اسود..
وقبعه صغيرة وردية اللون
بدت يدي ترجف
وانا المهم في يدي...
حملتهم ووضعتهم على السرير
وانا جالسه على الطرف
انظر لما امامي
جامدة
لابد انها حاجياته
انها لـــ... ناصر
اتت بها زينة
امسكت بالكيس
لاضعهم فيه
بحركة سريعه وضعت الجوال
والمحفظة
لامسك بقميصه الاسود
لم اعيده
صرت انظر اليه
قربته لي اكثر
وانا المه في كفي الذان يرجفان
لاشم رائحته
اغمضت عيني
لا انساها ابدا
رائحة عطره
نفسها رائحته في تلك الليله
ابعدته بهدؤ عن وجهي
واعدته للكيس
وانا امسح دموع الندم لتلك الليله
ليلة ابدا لن تغرب عن ذاكرتي
انتبهت لحظتها
الى القبعه الصغيرة
بلونها الوردي
حملتها بقبضة يدي
انها لابنته
لابد ان تكون لها
طرقات الباب
ايقضتني من رائحة الماضي
(( نورس..هل تأتين معنا؟؟؟))
وبحركة سريعه
وقفت على قدماي
والقبعه الوردية بين يدي
(( الى اين خالة؟؟؟))
الخالة ليلى...(( سيأخذني طلال الى مشوار..تعالي معي بدل البقاء وحدك هنا...))
بهدؤ..(( حسنا خاله...))
وقبل ان تخرج....
(( اتصلت زينة تسأل عن كيس يخص عمها تركته هنا...هل تعلمين اين قد يكون؟؟؟))
كانت نورس توزع نظرها بين القبعه التي بين يديها
وبين الكيس المرمي على السرير
وبصعوبة..(( اعتقد هذا الكيس....))
تقدمت الخالة ليلى
تحمله وهي تهم بالخروج
(( سأعطيه طلال ليوصله لهم...وانت استعدي للخروج...))
لم تعلق نورس
جمدت مكانها
وعينها على ما بين يديها
لم تعدها للكيس
اخذت نفسا عميقا
وهي تنظر لنفسها للمراه
(( علي ان اجهزوبسرعه...))
في السيارة....

نورس في المقعد الخلفي
برفقة طلال ووالدته
لاتدري بما يدور بينهما من حديث
فقط نظرها توزعه على الطريق
والمناظر التي تلمحها للمرة الاولى
(( نورس هل سترافقيني؟؟؟))
انتبهت الى الخالة ليى تحدثها
وبارتباك اجابتها
(( الى اين خالة؟؟؟))
سمعت ضحكات طلال...
لحظتها عادت نبرتها الطبيعيه للحديث مع طلال
(( لم تضحك طلال؟؟؟؟))
وهو يكتم ضحكته
(( عذرا نونو... لكن استغربت انك ترافقينا ولا تعلمين الى اين سنذهب...))
وبشدة قاطعته الخالة ليلى...
(( طلال... يكفي ضحك...))
والتفتت الى نورس..
(( بنيتي... سأذهب الى المركز الاسلامي القريب من هنا.... ان وددت مرافقتي....))
وبهدؤ اجابت نورس
(( كما ترغبين خالة...))
وبجدية رفع طلال نظره للمراة الامامية
ينظر فيها الى نورس
وهو يحدثها(( نونو...امي تذهب لتقديم دروس في اللغه العربية ...ولابد انها ستنشغل عنك هناك...مارايك ان تأتي معي...هناك من اريد ان تتعرفي عليهم...))
غمز لها طلال في نهاية حديثه
لتدرك نورس ان لديه ما يخفيه عن والدته ويريد ان يخبرها به...

التفتت الخاله ليلى الى طلال
(( طلال لا اريد ان اتأخر..و لا تنسى ان تأخذ الكيس الى عم زينة في المستشفى...))
صمتت نورس...
وصمت الجميع...
حتى اقترب طلال بالسيارة امام مدخل مبنى كبير نوعا ما...
((نورس..هل ستأتين معي...))
التفت طلال لوالدته
((امي ..انا ونورس سننتظرك في المقهى على نهاية الشارع...))
لم تعلق نورس بقيت على صمتها..
حتى تحرك طلال بالسيارة
(( طلال...لم تأخذ القرار بدلا عني...))
وهو ينظر لها في المراه..(( ولم لا تعترضي؟؟؟))

وهي تنظر للشارع...(( لنرى مفاجأتك...))
وبنبرة مختلفه منه
_((جلنااااااار))
التفتت له نورس
(( الان عرفت لم مصر على مرافقتي لك..))
_((الاترغبين برؤيتها؟؟؟))
((لم لا؟؟؟))
وهو يسرع بقيادته...
(( اولا نأخذ هذا الكيس الى الدكتور ناصر...فهو يحتاجه الان...))
ارتبكت نورس لحظتها
تذكرت ما قد ابقته لديها بدون قصد
وقد ينتبه ناصر او زينه لذلك
فكرت ان تمنع طلال من اخذ هذا الكيس
لتكون لديها الفرصة لاعادة القبعه
في الكيس...
لكنها لم تعرف كيف لها ان تفعل ذلك...


الشاطئ الـ20
الموجة الرابعة...



نزلت من السيارة
بعد او قفتها في اقرب موقف للمستشفى
ونورس مازالت باقيه في السيارة
اشرت لها بالنزول
وبتردد
لا اعرف سببه
نزلت من السيارة
ورافقتني
وانا احمل الكيس الذي يخص الدكتور ناصر
وقبل دخول المستشفى انتبهت لاحدهم
لم هو هنا؟؟؟؟
ليس لدي الفرصة لايقافه
حتى لو ناديته بصوت عالي
التفت الى نورس
لم تكن منتبه له
كانت في عالم اخر
لابد انه هنا لسبب ما....
سأعرفه فيما بعد..
واصلت طريقي الى الجناح الذي يرقد فيه الدكتور ناصر
فيما نورس مازالت ترافقني
حتى اقتربنا من الغرفه
كنت ارى زينة واقفه مع احدهم في طرف الممر
تبدو بحال افضل
افضل بكثير
اقتربنا منها
ما ان حييتها ومددت الكيس لها
حتى انتبهت لصوته
((طلال...لم اتوقع لقائك...))
تسلمت زينة مني الكيس
ونظري اليه
الى نبيل
باستغراب لوجوده كنت انظر اليه
اقترب مني اكثر ليحييني

لم اتوقع ابدا ان القاه هنا
وبرفقة زينه
لم اتصور ان العالم صغير وله ان يجمعنا
في مكان واحد....


في عالم اخر....


كانت نورس
قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها
لا تعي لما يدور حولها
كانت ترى الترحاب بين طلال ونبيل
وزينه بينهم تشاركهم الحديث
وهي مكانها...
وخلفها باب الغرفه
غرفة ناصر...
كانت تريد ان تهرب
تهرب من المكان
لم تكن ترغب في رؤيته
خاصة وان رائحة عطره مازالت في انفاسها
كيف وقع القميص بين يديها
وكيف ضمته بين كفيها
لتسرق انفاسها رائحته
هل لتزيد الما
ام تجدد حقدها على هذا الرجل
لم تقاوم اكثر
جلست على الكرسي
تكاد تجتمع الرائحة مع صاحبها الان

انتبهت الى طلال يحدثها...
(( نورس...ماذا قلت؟؟؟))
_(( نعم طلال...))
(( سأدخل لارى الدكتور ناصر...هل تنتظريني هنا...))
_(( نعم سأبقى هنا...))
دخل طلال الى دكتور ناصر
برفقة زينه التي تحمل كيس حاجيات ناصر
فيما نبيل ابتعد من المكان
وهو يتحدث في جواله
بقيت نورس وحدها
لحظات...
حتى سمعت صوت خطوات
طلال وزينة خارجان من الغرفه
وهما يتحدثان في امر لم تفهم الا انه يعني باجراءات
خروج ناصر من المستشفى
مرا عليها
حتى كادا يجتازانها
التفت لها طلال
(( عذرا نونو...لحظات واعود,,, ))
ابتسمت له
و ابتعدا عنها...
لا تعلم كم مضى من الوقت
سوى ان انها لحظات سرقتها للماضي...
ومن ثم اعادتها للواقع...
رفعت جسدها بتثاقل من على الكرسي
واقتربت من الواجهه الزجاجية
اخذت نفسا عميقا
وهي تلمحه
مستند على السرير
وجواله في يده
الجوال نفسه الذي كانت تحمله بين كفيها قبل لحظات
قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها
ينبض بسرعه
ومع كل نبضه
كان الم موجع في كل جسدها
وبصعوبة تاخذ نفسها
حتى التقت عينيها
بعينيه
كان ينظر اليها
لقد رأها
لم تعلم ان الزجاج يكشف عن من يقف خلفه
حاولت الهرب منه من نظراته التي تكاد تلتهمها
لم تكن تقوى على الحركة
لم تكن تقوى سوى على الالتفاف للخلف...
لم ترغب في النظر اليه اكثر
ادارت جسدها وكل حواسها للخلف
وابقت عينها مغمضة
هاربه مما راته
وممن راها
فتحتها على صوت خطوات تقترب منها
بعد صوت اغلاق باب
لابد انه هو
خرج من الغرفه
بعد ان لمحها
فتحت عينها
تريد ان تكذب ما ترى
لكنه حقيقه امامها
ناصر
لباسه الابيض
لباس المستشفى
مرهق ومشتت النظرات
السواد يكاد يلتهم عينيه
عيناه التي سلب بها عقلها وقلبها
عندما راته اول مرة

بقيت جامده مكانه
وهو امامها
(( نورس... لم اتوقع رؤيتك هنا...))
افاقت لكلماته اخيرا...
اخذت تتلفت حولها
ربما هناك من ينقذها من انفراده بها
فكل الامها
الام عمرها بسبب
انفرادها به يوما

لكن لا احد
وكأن العالم خلى من الناس لحظتها

لم تقوى على الوقوف اكثر
تكاد تنهار
حتى ارتمت على المقعد القريب منها
لتجده يجلس قربها
لم تلتفت له
لم تقوى على ذلك
لكنه كان يتحدث
يتحدث اليها
سبق وان حادثته عندما كانت في مكتبه
كان يحادثها بتحدي
لكن هذه المرة
نبرة صوته مختلفه
مختلفه جدا
نبرات منهارة
ادركت اخيرا ما يقول
(( نورس... اتيت لتريني؟؟؟))
وبصعوبه
ودون ان تلتفت له
(( القدر يجمعنا ... ليس برغبة مني...))
(( وزوجك اين هو؟؟؟))
التفتت له لحظتها
تذكرت محادثته لها اخر مرة
يمنعها من الزواج
كانت تنظر اليه
لم تكن قادرة على الحديث..
ماذا عليها ان تقول
فهي لا تعلم من اين اتى بفكرة زواجها
ولكن عليها ان تنطق الان...
(( زوجي ؟؟؟؟))
وهي تسرق الحروف لتجمعها ببعض علها تخرج كلمات منها
(( وهل لفتاة مثلي ان تتزوج....))
واكملت...(( بعد ان افقدتني اغلى ما املك..))
كان ردها مثل صخرة
راسخه على صدرها
وارتاحت بعد ار رمتها عليه
لتثقل صدره هو
صمتا كلاهما

لم تسمع منه ردا
لمحته يقف بتثاقل على قدميه...
يقف امامها...
وهو يهم بالانصراف

(( امور كثيره لك ان تعرفيها...))
وهو يبلع ريقه بصعوبه....
(( اهمها....اهمها اني فقدت كل غالي....))
التفتت له باهتمام وكأنها تسرق تفسيرا لكلماته من نظرات عينيه
نظرات تذوب حزنا
(( جزاء ما حدث قبل سنوات اتلقاه ببطئ...
في كل لحظة افقد غالي...))
تغير لون عينيه فجأة
بدت وكأنها قطعة دم حمراء
كان يكتم دموعه
دموع حرقت مقلة عينيه

وبصعوبة تحرك من مكانه
وعاد ادراجه لغرفته
ونورس تتبعه بنظراتها المرتبكه

توقف الزمن لحظتها
حتى افاقت على صوت طلال
(( نورس..نورس... مابك....؟؟؟؟؟))
التفتت له بارتباك
((نعم...))
بنظرات استغراب ...(( نورس لنذهب...جلنار تنتظرنا...هل نسيتي...؟؟؟))

ودون ان تجيبه
تبعته باتجاه المصعد

((ما بك نورس..تبدين متضايقه..))
بلعت ريقها وهي تخرج الكلمات بصعوبه
((( لا...انزعج من وجودي في المستشفيات..))
ابتسم لها طلال
((امرك غريب...لم لا تخبريني...))
وهو يهم بالخروج من المستشفى
(( اسف نورس ارهقتك بمشواري للمستشفى...))
بصعوبة ارتسمت على شفتاها ابتسامه
(( لا بأس ابن عمي..لنسرع لرؤية جلنار...))
ابتسم لها طلال دون تعليق
فيما بقيت صامته ليست قادرة على الحديث اكثر
ما تريده فقط ان تسترجع حديثه
حديث ناصر
لتفهم منه ما يعنيه
قطع الصمت
رنين الجوال
وحديث طلال
وبنبرة ضيق
(( نونو...لن نلتقي بجلنار اليوم.... انشغلت في الجامعه..انها تعتذر منك...))
كتمت نورس ضحكتها
(( لا بأس ..وقت اخر...))
_(( لم تضحكين؟؟؟))
((لم اضحك....))
_(( لكنك تكتمين ضحكتك...))
(( شكلك مضحك وانت منزعج من عدم حضورها...))
وكأن يهرب من تعليقها...
-((حسنا نبقى في المقهى..ننتظر امي...وعبدالله))
(( عبدالله سيأتي؟؟؟؟))
_(( اتصل بي..قبل قليل وقد قرر القدوم الى هنا والعودة معا الى المنزل....فجامعته قريبه من هنا....))



الشاطئ الـ20
الموجة الخامسة...



على ارض الوطن...
مازالت فريدة بزهوة العروس
بلباسها الراقي
وشعرها المرفوع
وخصلات متناثرة منه على جبتها وكتفها
والسلسال ذو القلوب الثلاثه المتدلي على عنقها
تجلس على الكنبة
ومريم ومرام معها..
يتبادلن الحديث
حديث طفولي برئ
كانت فريدة تقترب منها اكثر
بحنانها
ولكن الى الان لم تستطع كسب مروة
لم تهزها الهدايا
او كلام المدح
كما كان مع اختيها
انها عنيدة كوالدها
حتى ملامحها
نظراتها لفتاتها
ولكن لابد ان تملك نقطة ضعف
كما هو والدها
رغم عناده استطاعت
ان تهزمه بنظرات عينيها
ويبقى سنين ينتظر اللحظة التي تجمعه بها

ولابد ان تكون لهذه الطفله نقطة ضعف
تصل بها لقلبها
وتكسبها
...
انتبهت لاحدى الخادمات
تقترب منها
وفي يدها هاتف المنزل
اخذته منها باستغرب
من يطلبها؟؟؟
_(( السلام عليكم...))
(( اهلا فريدة.... كيف حالك..؟؟؟))
اخيرا ادركت من يطلبها...
احدى بنات الخالة ام جاسم
لكن لم تميز صوتها

علياء امــ نجلاء
لكنها
لم تبين لها ذلك
(( اهلا بك..كيف حال والدتك؟؟؟))
+(( بخير..كيف حال البنات معك؟؟؟.))
(( بخير الحمدلله هن معي الان...))
+(( انتبهي لهن فريدة..فهن يهموننا كثيرا...ودائما قلقات ممن ستكون زوجة لوالدهن....لاتزعلي من كلامي لكنها هذه الحقيقة...))
كتمت فريدة ضيقها من كلامها
وهي للان لا تعرف من منهما تكلمها نجلاء ام علياء
(( لن ازعل..ولكن لا تنسي ان قبل ان اكون زوجة لسلمان... قد ربيت ابنة اخي اليتيمة... واعرف كيف اتعامل مع البنات...))
لم تسمع ردا ..
حتى جائها تعليق متأخر
+(( ونتمنى ان يرزق بالولد... فكل رجل يتمنى ولد يحمل اسمه...))
لحظتها ادركت انها نجلاء
المتزوجة والتي تأخرت في الانجاب
لابد انها من تثير هذا الموضوع لنقص بها
(( الله يرزقني ويرزقك نجلاء....))
كان رد فريدة كما اسهم الذي استقر في قلب نجلاء
فلم تتوقع نجلاء هذه الجرأة في الرد
من فريدة خاصة
لطالما كانت هادئة

انهت فريدة المكالمة
مع دخول سلمان
كان يبدو في سعادة
كعادته
عندما يدخل عليهن مجتمعين
في انتظاره لتناول وجبة الغداء
وكعادة البنات جرين نحوه
وهن يحدثنه عن ما فعلنه طوال اليوم
حتى اجتمع معهن على مائدة الغداء
انتبه الى فريدة
ولصمتها
لم يرغب في اثارة النقاش
ولن تنتطق فريدة بشئ بوجود البنات
ففضل الصمت
حتى انهوا الغداء
واجتمع معها في الجناح الخاص بهما...
كعادته
يستند على الاريكة ليشرب الشاي
وهي معه
(( فريدة....لا اريد الشاي الان...))
وضعت كوب الشاي على الطاولة...
وهي تنظر اليه
((مابك حبيبي...))
(( حبيبك؟؟؟))
وهي ترفع نظرها اليه بشئ من الخجل...((بالطبع))
اقترب منها
وهو يفك شعرها
لينسدل على كتفيها
(( احب ان ارى شعرك هكذا دائما...))
ابتسمت حينها فريدة....
(( الان فقط تبدين اجمل....))
واكمل وكأنه يهمس لها
_((لم عيناك حزينة...))
ترددت في الرد..واخيرا نطقت
(( لا..ليس هناك ما يحزنني..))
اقترب منها اكثر
((تزوجتك لاسعدك كما اسعد انا بوجودك قربي..وبقدر سعادة بناتي معك....لا اريد ان اراك حزينة...))
لم تعلق على كلماته التي هزمتها
وجعلت عيناها تترقرق بالدموع....
(( فريدة لا تبكي...لا تبكي...))
كان ينطق باسمها بحزن واضح...
((مالذي يحزنك؟؟؟))
بصعوبة نطقت...
(( هل ترغب بولد واخ لبناتك؟؟؟))
فتح عينيه باستغراب...
(( ومن اين جئت بالفكرة؟؟؟))
وهي تكتم العبرة في صوتها...
(( اخبرني اولا...))
وهو يمسح على شعرها..
((وهل هناك من لا يتمنى ذلك...ولكن هذا رزق من الله ..ان كان كان مكتوب لنا سنحصل عليه...))
لم تعلق على كلامه
ضم وجهها بكفيه
(( اليس كلامي صحيحا؟؟؟))
اخذت نفسا عميقا قبل ان ترد عليه
(( نعمــ.. ولكن هل تعتقد اني قد احقق لك هذا؟؟؟))
ابتسم لها...(( ان اريد تحقيقه...فاتمناه منك انت..اتمناك اما لولدي فريدة.... ))
اخذها اليها
ضمها لصدره
بقدر حبه لها
ولهفته لها
وضيقه من دموعها
في حين هي
تنهار في تلك اللحظة
لتفرغ دموعها على كتفه
ليشد في ضمها اليه
بذراعه
وكفه الاخرى يمسح على شعرها
((فريدة يكفي لاتبكي...لم التفكير بهذا الان؟؟؟ لتو تزوجنا...))
نظر لوجهها
وكأنه وجد الاجابة
((هل هناك من تحدث معك؟؟؟ من كلمك بهذا الموضوع..))
صمتت لم تعلق...
بتساؤل
((بدور؟؟؟ام خالتي....؟؟؟ لم قد تثيران هذا الموضوع؟؟؟))
بسرعه نطقت فريدة
((لا ليست بدور او خالتك...))
((من اذا؟؟؟))
((نجلاء...))
قاطعها بشدة..
(( وما شأنها نجلاء لتتدخل في شؤننا...؟؟؟))
تحرك بسرعه..
واضح انه يبحث عن جهازه
امسك به اخيرا
اقتربت منه فريدة
(( ماذا تفعل؟؟؟))
لم يجبها..
(( سلمان ارجوك لا اريد مشاكل بينكم..))
بحده..(( ولا انا فريدة....))
وبنبرة مختلفه...
(( السلام عليكم خالتي..........))
ابتعد عنها سلمان
اختفى من امامها للخارج
واختفى صوته
امتزج ضيقها بسعادتها
فكم يضايقها
ان تكون سبب لمشكله بينه وبين خالته
وكم هي سعيدة انه يهتم لسعادتها




الشاطئ الـ20
الموجة السادسة...





استأذنت نورس من طلال
لتدخل دورة المياه
كانا معا في المقهى
ينتظران الخالة ليلى
تعمدت نورس الغياب عن طلال
لتهدأ قليلا
فليس من السهل ما دار مابينها وبين ناصر
ومن الجيد ان صديقته جلنار اعتذرت عن القدوم
ليس لديها القدرة على الحديث مع احد الان
نظرت لنفسها في المراه
تبدو شاحبه
نظراتها منكسره فعلا
هذا ماتراه في نفسها فكيف ياترى يراها الاخرون

غسلت وجهها بالماء البارد
رغم برودة الجو
قد تستفيق قليلا لما يحدث حولها
ونظرت لنفسها في المراه
الحزن واضح عليها
بملامحها الحزينة
ولباسها
الجاكيت الاسود مع تنورة بنفس اللون...
وووشاح الاسود بنقوش بيضاء...

في غياب نورس...
حضر عبدالله...
واجتمع مع طلال على نفس الطاولة
كان واضح عليه الارهاق
وهو يضع الحقيبه التي تضم كتبه على الطاولة
نظر لساعته((متى نعود للمنزل...))
_(( بعد نصف ساعه تقريبا تنتهي والدتي...))
وهو يستند على الكرسي
((جيد ..كم انا مرهق...))
_ (( ارهاق ما سببه؟؟؟))
ودون ان يلتفت عبدالله الى طلال...
(( ماذا غير الدراسه والبحوث ))
وهو ينظر بطرف عينيه
(( متأكد ؟؟؟))
نظر اليه عبدالله بحده
(( ماذا تعني؟؟؟))
طلال..(( ارى انه ارهاق نفسي...))
وباهتمام سأله...(( ماذا تعني؟؟؟))
بجديه سأل طلال عبدالله
(( ماذا كنت تفعل في المستشفى اليوم؟؟؟))
بنبرة غريبه من عبدالله
(( ماذا تعني؟؟؟))
طلال...(( كنت في زيارة لدكتور ناصر...رايتك تخرج من المستشفى ...))
بحدة عبدالله القاسيه التي اعتاد عليها الجميع...
(( وما شأنك طلال؟؟؟))
طلال..بهدؤ..(( ليس من شأني...ولكن اعتقدت انك تريد ان تقول لي شئ...))
لحظتها...
تواجدت نورس معهما
شاركتهما الجلوس حول الطاولة...
وبقيت على صمتها..
وعبدالله في تفكيره بتصرفاته التي تكاد تكشف ما بداخله
وطلال
المحتار بين هذان الاثنان اللذان يجلسان امامه
نورس... التي تتغير نفسيتها فجأه دون سبب واضح
وعبدالله بتصرفاته الغريبه...
اهتز جوال نورس في حقيبتها..
وبسرعه..
اخرجته من الحقيبه
وبلهفه اجابت...
بصوتها الهادئ...
(( رجااااااااااء...كيف حالك؟؟؟))
وصوت من الوطن يقدم اليها
+(( بخير نونو...كيف حالك انت؟؟؟))
(( بخير..بخير رجاء.. اخبريني الم يحن موعد الولادة؟؟؟))
+(( لا نورس... باقي شهر على موعد الولادة....))
(( لا اتصور ان يحدث هذا وانا لست معك..))
+(( هذا ما سيحدث نونو... فانت سوف تستقرين هناك في لندن ..اليس هذا صحيح؟؟))
(( لا اعلمــ. رجاء...لا اشعر اني سأبقى طويلا لا ادري لماذا؟؟حتى اني لم اقدم انسحابي من الجامعه..))


الاخوان غارقان في التفكير
كلا منهما فيما يهمه
الا ان حديث نورس الاخير شدهما اكثر...

(( لا تريد البقاء في لندن... ولم تقدم انسحابا من الجامعة ))
وما ان انهت نورس المكالمة
حتى هجم عليها طلال بسؤاله
(( عذرا نورس لتدخلي.. لم تقدمي انسحابك للجامعه؟؟؟))
رفعت نظرها اليه
وبهدؤ..(( لا...لم افعل...))
قرب عبدالله نفسه منهما
(( وكيف ستتصرفين الان؟؟؟؟الظروف تحتم عليك البقاء هنا..))
طلال..(( الست مرتاحه معنا؟؟؟))
عبدالله اهتمام..(( تحتاجين لوقت اكثر لتشعري بالاستقرار هنا...))
كانت نورس تتلقف تعليقاتهم المتتاليه باهتمام
وبضيق لانهما اكتشفا حزنها لوجودها معهم...

وكأنها تحدث نفسها..
(( ليس من السهل تقبل التغيير...
قبلته اول مرة ايمانا مني بالقدر
وانتقلت للعيش مع عمتي..
واحتاج الان للوقت لاقنع نفسي
ان اعيش بعيدا عن عمتي
من اجل ان تعيش هي حياتها....))
طلال ..بهدؤ..
(( ثقي انك ستجدينا اخوة من حولك...))
عبدالله باهتمام
(( وماذا ستفعلين من اجل الدراسه؟؟؟))
نورس بخجل من اهتمامهما بها..
(( باقي فصل دراسي واحد
عبارة عن مقرر واحد ومشروع التخرج...))
عبدالله ..باستغراب
((فقط؟؟؟؟))
هزت رأسها نورس..
(( نعم.... لذا افكر ان اقدم لهذا الفصل الدراسة ذاتيا...))
طلال ..(( وهل مسموح بذلك في جامعتكم؟؟؟))
نورس..(( نعم... علي فقط ان اقدم امتحان المنتصف... والامتحان النهائي...))
عبدالله..(( فكرة مناسبة... والدراسه نساعدك نحن فيها...))

صمتت
لم تعلق
فقط تنظر اليهما
كم هي سعيدة
ان يكونا لها كأخوين
قد يكونان بديلا
لاخ فقدته
اخذت نفساعميقا
الان فقط
حولها رجال
يقفون بجانبها
ويساعدونها
ما ان تواجه اي مشكله
كما هو يحدث مع اي فتاة

yassmin 11-11-10 09:47 AM




الشاطئ الـ21
الموجة الاولــى




ناصر.... بما تبقى له
من احاسيس ومشاعر
يجول بها بتفكيره فيما مر به
كان مسترخيا على الكنبة
يقرأ كتبا
شارحه بين كفيه
عينيه على سطوره
وحواسه ليست معه
كان يفكر فيها
في نورس
وكيف ان القدر يرمي بها في طريقه
عند اهمــ منحنيات في حياته
زواجه
ووفقدانه اطفاله
تراه في قمة سعادته
واسى حزنه....

رفع نظره اليها
الى زينة
الجالسه امامه
تتصف مجلة ازياء
لتلتقي عينيه بعينيها
دون ان ينطق ايا منهما....
فهي كذلك
بداخلها
تساؤلات كثيرة تجول في صدرها
منذ ان قدمت الى هذه المدينة...
وعلى رأس تساؤلاتها
((سمر))
زوجة عمها
ووالدة الطفلين المتوفيين
اين هي من كل ما حدث؟؟؟
ما موقفها؟؟؟
وماذا تخطط له الان؟؟؟
بعد ان انفصلت عن عمها.....
لكنها ابدا لا تجد اجابة لكل تساؤلاتها.....
اخذت نفسا عميقا....
انتبه لها عمها..
(( زينة.... مابك؟؟؟ماذا يضايقك؟؟؟))
اغلقت المجلة ونظرها اليه
لم تجد ما تنطق به
ماذا ستقول؟؟؟
ابتسم لها..(( زيونه مابك؟؟ تكلمي...))
اعتدلت في جلستها
(( سمر ... اين هي..؟؟؟.))
لم يتفاجأ بسؤالها
كما توقعت
او حتى يتضايق
انما اجابها وهو يبتسم لها..(( في منزل والدها....))
كانت نظرات استغراب باديه من عيني زينة

اغلق كتابه ووضعه جانبا
واعتدل في جلسته ليكون اقرب منها
(( زينه ... انا وسمر انفصلنا....))

بهدؤ...(( لم اخذت هذا القرار...))
_(( انه قرارها...))
(( ووافقتها..))
ناصر وقت تغيرت نبرة صوته...
-(( ليس لدي وقت حينها للنقاش...الطفلان اخذا كل تفكيري...))
((والان ماهو قرارك؟؟؟؟))
_(( اخذنا قرارنا ....انتهى كل شئ))
اعتدلت زينة اكثر في جلستها
واقتربت بنظرها الى عمها...
(( ماذا تعني.... ))
_(( كلمتها... واتفقت معها على الطلاق....))
باستغراب...((مع من عمي.؟؟؟؟))
_(( مع سمر طبعا))
(( متى حدث هذا؟؟؟))
_(( قبل ان تأتي لزيارتي مع استاذ فهد...))
(( سمر زارتك ذاك الصباح؟؟؟))
_(( لا...دكتور جاسم كان معي.... وكلمتها من جواله...وانهيت معها كل شئ...))
وهي تعقد حاجبيها...(( بسهولة عمي؟؟؟؟ ماذا قالت هي؟؟؟ كيف بررت تصرفها؟؟؟ ماذا قالت عن وفاة الطفلين....))
ناصر بنبرة عاليه من صوته_ (( زينة..نحن نتكلم عن سمر...واعتقد انك تعرفينها جيدا... ليس لها في هذه الامور... ما يهمها ان تبقى مرتاحه..وليس هناك ما يرهقها.... فهي لا تتحمل شئ...))
زينة وهس تضع كفها على بطنها...(( لا تتحمل ما يحدث لطفلين حملتهما في بطنها؟؟؟))
بنبرة حزينة اجابها_ (( لم تفرح يوما بحملها ..))
وهي تحرك رأسها بهدؤ يمينا ويسارا(( لا استطيع ان استوعب ما تقول..
لم تزوجت اذا...؟؟؟ ))

_ (( اسئليها زينة..))

(( وكيف فكرت انت بالارتباط بفتاة مثلها..لست استوعب ما تقول...))
ناصر وهو يعاود الاستناد على الكنبة_ (( لم يخطر ببالي ان اتزوجها..والدها طلب ذلك....))
باتغراب اكثر...(( ماذا؟؟والدها؟؟؟؟))
_(( نعم الدكتور جاسم..عرض علي الارتباط بابنته سمر.... طبعا بطريقة غير مباشرة... وانا حينها اعلم كم هو معجب بي كطالب عنده....واعلم ما تحمله هي من مشاعر لي...))
زينة غارقه في تساؤلاتها
تبحث معنى لكل كلمة ينطق بها عمها...
(( اي مشاعر؟؟؟))
_(( كنت ارى اهتمامها بي عند زيارتهم..وتواجدها الدائم بمكتب والدها لوجودي فيه....كنت افهم ما تفكر به حينها...))
(( كل هذا جعلك توافق على الارتباط بها؟؟؟))
وهو يعيد شرح الكتب بين كفيه_(( ان لم يكن سبب لاوافق... ليس هناك ما يمنعني...))
تشتت الافكار في رأسها اكثر من قبل...
لم تساعدها ردود عمها على فهم ما حدث...
ولكن ما تأكدت منه
ان سمر لم تكن يوما الزوجة لمناسبة لعمها...
وانها ابدا لم تكن اختياره...
انما هي من اختارته....
اما ناصر فعقله ليس مع الكتاب
انما بحواره مع زينة
الذي جمع خلاله كل افكاره
واولها..
بعد فقدانه طفليه ليس هناك ما يندم عليه
وزواجه من سمر تجربه كسابقتها
ليس له ان يقف عند هذا
لان امامه امور كثير يحلها
ويضع لها حدا...


الشاطئ الـ21
الموجة الثانية




اجتمعنا جميعا على وجبة الغداء
اصبحت نورس جزء من عائلتنا
وجودها اصبح مميزا
ولفتاتها معنا تعطي نوعا اخر في العائلة
ربما وجود فتاة كأخت لثلاثه شباب
يعطي طعما اخر
لكل شئ
لم نشعر به الا بوجود نورس بيننا
اقلها حديثنا مع بعض
فقد اصبح اكثر هدوءا
وصرنا ننتقي الكلمات اكثر
احتراما لمشاعرفتاة بيننا
وليس مستغربا الان
ان يتصل عبدالله قبل وصوله للمنزل
ليسألها ان تحتاج شئ
يحضره لها
وكذلك طلال
لا يبقيها لوحدها في المنزل
يصطحبها في كل مشوار
مع والدتي...
اما والدي
اصبح يسألها قبل الجميع
عن رأيها
ورغم انها تتحفظ كثيرا في ردودها
لكننا نشعر بسعادتها باهتمامنا
كذلك مع والدتي
لابد تسألها ان كانت تحب هذا النوع من الطعام قبل ان تعده لنا
وان شعرت للحظة ان هذا قد لا يعجبها
وان لم تقل نورس ذلك كعادتها
فلن يكون على مائدة الطعام
اما معي انا...
فهي مختلفه كثيرا...
اشعر انها تشبه عمتي فريدة
التي تقربني اليها لاني اذكرها بعمي المرحوم محمد...
لانني احمل اسمه ..والشبه الكبير في الملامح...
هذا ما وجدته نورس فيني....
ورغم انها قليلة الكلام معنا
الا ان كلماتها تبقى عالقه في ذهني

خاصة عندما همست لي
((تشبه والدي ...و اعتقد ان عامر سيشبهك كثيرا لوكان في عمرك..))
كنت ارى دموعا تتراقص في عينها
وكتمت حزني عليها لحظتها
كيف لها ان تتحمل هذا الفراق فعلا
رغم سنوات مرت الا ان ألمها لفراق والديها
مازال كبيرا وواضحا عليها

فـــي عالمــا اخر....
يعيش عبدالله
الابن الاكبر للعمــ فهد
الذي عرفه بصرامته وجديته في الامور
الا معها
مع زينة
التي هزمت كل ما بداخله
وكل اللامبالاة اتجاه اي فتاة
وخاصة ان كانت
بشخصية زينة
شخصيتها التي رسمها من خلال لبسها
واسلوب حياتها المتحرر كثيرا
الذي لم يعجبه يوما
ولكن لم الان يجذبه الى زينة
فكلما تذكر شيئا مما يكرهه فيها
زاد شغفا بها
عض على طرف شفته بضيق
مر اسبوعا لم يتلتقي بها
منذ ان خرجت صباح ذاك اليوم لزيارة عمها
هل من المعقول ان لا يراها مجددا...
ليس هذا ما يجعله مضطربا...
ويفقده السيطرة على مشاعره
انما....
ماحدث في المستشفى...
لا يعلم مالذي جعله يغير مسار طريقه
من الجامعه الى المستشفى
حيث يرقد عمها الدكتور ناصر
شيئا ما يجذبه الى ذاك المكان...
وكم ندم على ذهابه...
كان كل ما يخطر بباله
ان يذهب الى هناك
قد يلمحها
يشبع نظره برؤيتها
فقد يفتقدها بعد ايام
وخاصة ان لديه الحجة لتواجده...
انه هنا لزيارة الدكتور ناصر...
لكنه لم يحتاج لهذا المبرر..
فهو لم يلتقي بعمها اصلا...
فما ان اقترب...
ومع اولى خطواته في الممر
لمحها واقفه
وصوت ضحكاتها تدوي في المكان
ربما لم ينتبه لها احد
فقط هو في هذه الدنيا من يهتم لامرها
هذا ما يشعر به
او ما شعر به لحظتها..
ما أثاره فعلا
وقوفها مع ذاك الشاب مجددا
نفسه الشاب الذي التقته هنا من قبل..
كانت معه تمازحه تضحك معه..
قريبه..قريبه منه كثيرا...
كم تبدو فرحه بوجودها بقربه..
ما قد يكون بينهما؟؟
ام هذا تعاملها مع الجميع؟؟؟
فكمـ هو امر مزعج ان كان هذا صحيح
يزعجني
لدرجة اني
ابقى اتعامل بعصبية مع كل من حولي
بسببها
بسبب زينة التي سلبت مني
هدؤي وصمتي...
كما سلبت مني قلبي...
احببت هذه الفتاة
شدتني لها
وكل ما فيها لا يعجبني
كيف لهذا ان يحدث؟؟؟
والادهى من كل هذا
ان شعروا من حولي بما يجول بصدري
وما احمل من مشاعر اتجاه هذه الفتاة
والاصعب...
ان اجيب على اسئلة طلال
ربما الامر بدى واضح له
كما هو واضح لي اهتمامه بالفتاة التركية
التي يرافقها دائما في الجامعه
ويجتمع معها في احد المقاهي العامة بحجة المذاكرة
لم يهتم يوما لامري
ان علمت ام لا
لم يحاول ان يفسر لي ما يربطه بها
او يبرر لي علاقته بها
لمــ يخشى ان يعلم والدي بالامر
اعتدنا منه الوضوح في كل تصرفاته
كما لم يعتادوا ان اخفي ما بداخلي
وكم اخشى ان يكشفوا يوما
مشاعري نحوها...
وهل من المخجل ان يحمل رجل مشاعر مثل هذه لفتاة؟؟؟
امر طبيعي..الا معه..مع عبدلله...
يعتبر ذلك انهزاما...
وقد هزمته زينة...
هزمته بكل صفاتها التي طالما
اعترض عليها ولم تعجبه يوما...
ولكن هل له ان يقاوم هذا الشعور...
ام ينتهي به الامر
مع زينة
كــ رجل مهزومــ


الشاطئ الـ21
الموجة الثالثة




دفتري العزيز
كم اشتقت لك
واشتقت لسطورك
احتاج لك كثيرا هذه الايام
فليس معي من احادثه وابوح له ما في صدري
دفتري العزيز...
حملت سطورك كل ذكرياتي
والمي
ومعاناتي
واخرها لقائي معه
في المستشفى
والان دفتري العزيز
اليك الجديد
اسرتي الجديدة
وعالمي الصغير
كنت ارى من الصعب ان تعيش فتاه بين ثلاثة شباب
كان هذا ما يزعجني بوجودي بينهم
لا اريد ان اضيق عليهم
لكوني ابنة عمهم وليست احدى محارمهم
ولا اريد ان اتساهل في تعاملي معهم
فهم ليسوا سوى...
ابناء عمي
ولابد من الحدود في التعامل
الا اني وجدت
ان ليس من الصعب
ان نخلق علاقة
اصلها الاحترام
احترام كل شئ
بدء من الرب سبحانه الذي لا يخفى عنه شئ
وحتى انفسنا وما بداخلها
ليس من اصعب
ان اعيش معهم في بيت واحد
ملتزمة بلباسي وحجابي
وحدود تعاملي
وتكون حريتي الاكبر في غرفتي الصغيرة
التي عشقت الحرية فيها
بمن ابدأ ...
عمي العزيز.....
الذي لم ينطق باسمي الا وسبقته كلمة بنيتي...
كم احب حنانه علي...
ما اروع الفتاة في حضن ابيها
اشعر بحضن ابي
في كل مرة يقربني عمي منه...

وليس اقل منه اهتماما
زوجته..الخالة ليلى
كنت اكثر ما اخشاه
ان تتضايق من وجودي
الا اني لم اجد منها الا الحب

وكما تقول
(( كنت اتمنى ان ارزق ببنت....والان اصبحت لدي ابنه كبيرة...نورس..))
لم تفرق بيني وبين ابنائها يوما
وطالما... نبهتهم ليحسنوا المعاملة معي...
(( نورس بنت وليست ولد مثلكمــ... كونوا لطفاء معها...))

وابنه عبدالله...المشغول عن الجميع بدراسته وبحثوه
يبدو غامضا....
الا انه اخذ يبتسم لي كلما لمحني
دون ان يرفع نظره لي
واحيانا لا يلتفت لي حتى وهو يحادثني
اعتدت على اتصاله
ليسألني...(( ماذا تحتاجين ان احضر لك؟؟؟))
مشاعر جديده بداخلي اتجاهه
مشاعر نحو اخ كبير
عبدالله انه اخي الكبير....
واخي الصغير,,
,,محمد,,
احب ان اناديه بأسمه
ليس لانه يحمل اسم والدي فقط
الا اني ارى فيه اخي عامر
لو كان في عمره.....

انظر في عينيه
ارى نظرات والدي
اشعر حتى نبرة صوته
قريبه من نبرة صوت والدي
ربما يتهئ لي ذلك
الا اني احبه
احب هذا الفتى
احب اخي الصغير,,,محمد,,
واحب لباقته في حديثه معي...
(( لو سمحتي نورس..تساعديني في المذاكرة؟؟؟))

واخيرا...

دفتري العزيز...
تتذكر طلال....
طلال ابن عمي
الذي لا يتركنا لحظة انا وعمتي
الا ورسم الابتسامة على شفتينا
انه هنا
معي
كأخ كذلك
فكم يبدو رائع
وهو يبحث عن الكلمات
عندما يرغب ان يبوح لي بسر من اسراره
فأنا الان اصبحت
كاتمة اسراره
والسر الكبير
,, جلنار,,
التقيت بها
مع طلال
كنت متشوقه للقاها
ارغب في ان اعرف من هي الفتاة التي هزت قلب طلال
وجعلته لا يفكر الا بها
وكل ما يخشاه في هذه الدنيا
ان تكون نهاية حبه ليس كما يتمنى

طلت علينا
بابتسامة ناعمة
حقا
كانت مزيج
بين العرب والاتراك
في ملامحها ولفتاتها
حديثها وحتى مصطلحاتها
كانت رائعه
سبحانه الخالق

خليط نعومة الاتراك وجاذبية العرب
البشرة البيضاء
والشعر الاسود سبحانه الخالق
من حقه طلال ان يذوب بها عشقا

رحبت بها
ارغب ان تشعر بالراحه لدخولي بينهما
الا اني وجدتها متقبله وجودي
وبترحاب
اعجبت بشخصيتها
وبأسلوب حديثها
رغم اني لا يعجبني
من يدمج كلماته العربية بكلمات انجليزية
ليظهر ثقافته
الا اني احببت منها ذلك
لأنها ما تفعله هو دمج العربية في حديثها
فعلى ما يبدو لغتها العربية ركيكة نوعاما

الا اني استمتعت بطريقة حديثها الراقي
واسلوبها اللبق
وعند حديثها معي
لابد ان تلتفت له
الى طلال
لترسم ابتسامة على شفتيها الوردية
وهي تبعد خصلات شعرها الحرير الاسود عن كتفها
لمـ تكن متحجبة
هذا مالفت انتباهي ما ان رأيتها...
لطالما الالتزام شئ لابد منه في مجتمعنا
والحجاب فوق الالتزام
الا اني انشغلت بحديثها
عن شكلها
تحدثنا عن كل شئ
وكأننا في برنامج تلفزيوني يناقش كل امور الحياة
بدء من الوضع السياسي المتأرجح في العالم
ختاما
بأخر موضه للازياء

لديها ما تقوله في اي موضوع يطرح
اشعر ان الحياة في هذه المدينة
والاستقلالية التي تعيشها
اعطت لشخصيتها الكثير

فهي..تقيم في لندن مع والدتها
بينما والدها
يزورها شهريا
فهو لديه عائله في بلده
تحدثت لي
عن اخوانها
نعم اخوانها تفاجأت من حديثها
انها تزورهم برفقة والدها
ويزورونها هنا في الصيف
اما حديثها عن طلال
اشعر وكأنها تتحدث عن عمي فهد
هي تراه هكذا رجل كبير بعقله
(( طلال علمني الكثير..وساعدني كثيرا في تجاوز اصعب مشكلاتي..فأنا اعيش برفقة سيدة بلا والد...))
ومازالت صدى نبرة صوتها في اذني
وهي تقول...(( لا انسى لطلال الكثير مما قدمه لي...وأولها انه علمني الصلاة...))
كنت ارى ابتسامة كبيرة على شفتيها وهي تذكر ذلك
وابتسامة اكبر على شفتي طلال
عندما قالت..(( واحببت حديثه عن الحجاب...اشعر انه سيسعد قريبا بحجابي..))
حبست دموعها
عندما حدثتني اكثر عن علاقتها بوالدها
(( افضل في حسن علاقتي بها..يعود الى طلال...شجعني على زيارة بلد والدي...
والتعرف على اخوتي.... لا انسى فضله في ذلك...))

كنت اراها مثل وردة تنمو وسط الصقيع
وتقاوم كل شئ من اجل ان تكون مثاليه
حتى وان كان ما حولها يشجعها لعكس ذلك

كمــ اغبطها
هل تعلم لماذا دفتري العزيز؟؟؟؟
لانها تعلق قلبها وعقلها
بــ طلال
وكما تقول من اول مرة لمحته
كما تعلق بها من اول نقاش بينهما
وكما تبادلا سرد الموقف....
كانا في مكتبة الجامعه
تهم بتجديد استعارة احد المراجع
ليفاجأها هو باحتجاجه
لقد حجز المرجع
فهو من قبل اسبوع ينتظرها ان تعيده
الا انها رفضت وبشدة
لانها تحتاجه لبحثها
كما هو يحتاجه كذلك
وبعد عناد
وشد ورخي
اتفقا ان يشتركا في الرجوع اليه
وكانا يجتمعان معا في المكتبة
يتبادلن الحديث اكثر مما يحويه الكتاب
وكان حجتهما في اللقاء
هذا الكتاب

رائع جدا دفتري العزيز
ان يجمع بين قلبين
شئ راقي
يفخرون بالحديث عنه
بوقت
انا كل ما اخشاه كل ما لقيته
الذكرى
ذكرى ماحدث بيننا
وكيف اجتمعنا على الخطيئة
وهل لنا القدرة على تجاوزها
وان نملك يوما
ذكرى رائعه نحكيها
دون خجل؟؟؟؟؟


الشاطئ الـ21
الموجة الرابعــة


موجة...على شاطئ الوطن
موجة فرح وزغاريد....
زواج بدور
الزواج الذي تأجل اكثر من مرة

لظروف اخيها
اصرت انها لن تترك منزل اخيها
الا بعد ان تطمئن عليهم
والان هي اشد الاطمئنان
وخاصة ان فريدة تحتويهم بحنانها
كانت مشهدا رائعا
سلمان وهو يقربها من زوجها
بدى الجميع سعيد
حتى الطفلات
كن يتنقلن في المكان
كما الفراشات بفساتينهن الزهرية
كانت بدور تبدو قلقله
قلقه كثيرا
كحال اي عروس تترك منزلها
الى منزل زوجها
كان مشهدا مؤثرا للجميع
فريده
تشاركهم هذه المشاعر
من بعيد
تراقب الجميع
تراقب سلمان
وقد امتزج فرحه بحزنه
تعلم جيدا ان يكتم دموعه
بعكس خالته
التي لم تكف عن مسح دموعها طوال الحفل
وبرفقتها ابنتيها اللتان بدتا جامدتين
لم يثرنهن شئ في الحفل
سوى فريدة بالطبع
فريدة بروعتها ونعومتها وبساطتها في الزينة
والتي لفتت انتباه الجميع

رغم انها جلست بعيدا
عندما دخل العريس وبرفقته سلمان
الذي اخذ يبحث بنظره عنها بين الموجودات
ورغم انها متغطيه بالكامل
الا انه استطاع ان يميزها

في جناحهمــ الخاص...
سلمان يرمي بشماغه على الكنبة
وهو ينظر اليها...
مازال جمالها يبهره
وكأنه يراها اول مرة....
وهي ترتدي...فستان من الشيفون الخفيف الواسع..ومزين بورود باللون التركوازي....
بدت اصغر من سنها...
مع شعرها المنسدل كعادته بدى كشلال من العسل...

((لم كنت تنظر الي؟؟؟))
_(( تعجبتي كيف ميزتك عن الجميع؟؟؟))
(( بالتأكيد...))
_(( عرفتك من ظلك تصوري...))
(( لا اصدقك...))
_(( وانا لا اصدق ان زوجتي بهذا الجمال...))

رغم ان هذه الكلمات تتكرر على مسمعها دائما...
الا انها مازالت تخجل
منه...من سلمان
ومن كلمات الغزل اليها...

.



yassmin 11-11-10 09:49 AM




الشاطئ الــ 22
الموجة الاولى

على ارض الغربة....................................
نظراتها تائهه على جهاز الحاسوب
من خلفها واقف ابن عمها طلال....
اطلقت زفرة ضيق على غير عادتها....
وهي تنهض من على الكرسي...
التفت لها طلال...
(( نونو...الم تتمكني من اضافة مقرر مشروع التخرج؟؟؟))
بضيق اجابته...
(( لا طلال.... لا ادري ما السبب؟؟؟))
طلال باهتمام...
(( ان اضفت المقرر الاول بسهولة فالمشكلة في مقرر المشروع...))
نورس...
((اعتقد ذلك....))
واكملت وهي تحبس دموعها...
(( باقي يوم غد وتنتهي فترة التسجيل....))
بكل اهتمام...
((نونو..لا تقلقي...سأتابع الامر بنفسي....))
وهي تهم بالانصراف...
(( كيف ونحن هنا.... لو كنت في البلاد لذهبت بنفسي لتسجيل كعادتي ....))
طلال بنبرة عاليه..
((نونو لا تهتمي..... وعدتك ان اساعدك....اجهزي لنخرج بعد قليل...))
انصرفت دون ان تعلق على كلام
فقط ابتسامة تظهر قبولها عرضه بالمساعدة

دخلت غرفتها....
نزعت الوشاح التي ترتديه...
وببرود...
فتحت خزانتها...

بعد ساعة............................................
(( نورس..بنيتي انت جاهزة؟؟؟))
نورس وهي تهم بالخروج من الغرفة
((نعم خالة.....اين طلال....))
((انا هنا ....ساعه كاملة انتظركما...))
لم تستطع نورس ان تكتم ضحكتها...
ما ان رأت طلال...
وهو جالس على الاريكة في الصاله....
وواضح عليه الضيق....
لكن ما اضحكها....
تسريحة شعره الغريبه...
وقف طلال بحركة سريعه
وهو يرتب الجاكيت الجينز الذي يرتديه...
ولانه لاحظ استغرابها من شعره المنكوش والجامد...
(( اعلم اني ابدو في منتهى الروعه..... هيا بنا))
ضحكت نورس والخاله ليلى على تعليقه
وهما تتبعانه للخارج....
كانت نورس ترتدي..
بنطال جينز اسود....
وعليه معطف ابيض طويل من الصوف....
ووشاح اسود...
بدى طولها واضح
كما ان اللون الابيض يظهر نظارة بشرتها الخالية تمام من المكياج ماعدا الكحل الاسود...

في السيارة........................................... ......
(( نونو سنذهب الى هارودز....ما رايك...))
_(( لا بأس....))
طلال وهو يقلد نورس....
(( لا بأس .... اقول لك هارودز....))
الخالة ليلى...
(( وماذا تريد منها ان تقول....))
التفت طلال لوالدته..وهو يتصنع الضيق...
(( تغيرت معي كثيرا ام طلال ...وبالتحديد منذ اكثر من اسبوع...))
ضحكت الخالة ليلى ونورس على تعليقه...
فهما ما يعنيه..اي منذ حضور نورس
قاطعهما طلال..
(( امي... نورس اتفقت مع صديقه لها ان تلتقي بها هناك..))
باستغراب نظرت نورس الى طلال...
الذي كان ينظر اليها من المراه الامامية...
غمز لها لحظتها...
فهمت انه يعني جلنار....
ارتبكت كثيرا...عندما التفتت لها الخاله ليلى...
(( لم اعلم ان لك معارف هنا....))
ابتسمت لها نورس لم تستطع التعليق على كلامها...

في الوقت نفسه.........................................
زينة...تتمشى بين المحلات
ليست لوحدها
كانت برفقة نبيل.....
بطريقة لباسها نفسه...
البنطال الجينز الضيق...
الذي يفصل ساقيها الطويله....
مع معطف اسود جلد قصير....
تظهر تحته تي شيرت بلونه الزهري....
تلم شعرها المجعد بقبعة من جلد سوداء
مزينة بوردة زهريه على الجانب
وحذاء رياضي بالونين الابيض والزهري...
بدى نبيل وزينه في غاية الانسجام....
يتبادلان الحديث....
والتعليق على عروض المحلات..
والتي اغلبها تخص الفتيات...


كانت زينة تبدو سعيدة...
سعيدة كثيرا...
كانت ترى ان مشكلة عمها قد انتهت
بعدما تجاوز صدمته بوفاة طفليه التوأم
وبدى اكثر راحة بانفصاله عن سمر
وقراره الاخير اسعدها اكثر
عودته للبلاد....
وللتدريس في الجامعة من جديد....
والان هي مع نبيل
الذي تراه مصدر اهتمام لها...
فكل ما تحتاج اليه في هذا العالم...
شخص تكون هي كل اهتمامه...
خاصه بعدما انشغل عنها عمها الذي كان يهتم بها كثيرا....
من بعد سفره لاكمال دراسته
ومن ثم زواجه..وانشغاله بزوجته سمر
الذي لم تعجبها يوما...
ودائما في خلاف معها...
واخيرا...
انشغاله في ازمته الاخيرة....
فلم تجد حينها
الا نبيل....
نبيل التي يرى فيها الفتاة المختلفه عن من عرفهن من الفتيات...
فتاه متحررة...
ممكن ان تخرج معه..
ليصطحبها لاي مكان...
يسهر معها في اي مطعم....
ولكن تبقي هناك حدود معه...
فلم تسمح له
ان يمسك بيدها وهي تتمشى برفقته...
استغرب الامر في البداية....
ولم يتشجع ان يطلب منها زيارته في شقته الخاصه
كما كان يفعل مع باقي صديقاته
لانه فهمها اخيرا....
ان لديها حدود لعلاقتهما
ولابد ان يحترم هذه الحدود ان اراد صحبتها...
(( زينة...الم تشعري بالبرد؟؟؟))
_(( بلى....))
((ما رايك ان نذهب لاحد المطاعم؟؟؟))
(( كما تريد....))
.................................................. .................



الشاطئ الــ 22
الموجة الثانية

وصلوا ااخيرا....
محلات هارودز الشهيرة...
كانت نورس,,,
تتلقف بعينها كل ما تراه على هذا الشارع....
كانت ترى كل الجنسيات....
دون استثناء....
لم تتوقع ان تراها مجتمعه في مكان واحد...
والان رأتها...
هنا في لندن....
كانت تعلم مسبقا ان لندن مدينه مميزة
لكنها لم تتصور
جمال حدائقها..وكثافة ضبابها....
كانت تلمح الصروح الشامخه
والمباني التي ذكرتها بقرون مضت...
وكأنها تسرد التاريخ البريطاني...

كانت نورس تلمح هذا مبنى هارودز
الذي سمعت عنه كثيرا...
فهو مقصد كل سائح...
نورس برفقة طلال والخالة ليلى...
تهم بدخول هذا العالم
عالم التسوق

التفت لها طلال..
(( نونو تعلمين ان مالك هارودز عربي مسلم... محمد الفايد...))
ببرود...(( نعم...))
طلال وهو ينظر للجانب...
(( انه هناك انظري له...))
بحركة سريعه التفتت نورس...
لكنها لم تلمحه بين الوجوه....
ضحك عليها طلال وهو يشير الى تمثال للملياردير المصري محمد الفايد يتوسط المكان
ضحكت لحظتها نورس...
(( ضننته فعلا هنا....))
وهي تغمز له....
(( عذرا طلال... استأذنك كأني لمحت صديقتي...))
ابتعدت نورس قليلا عنهما...
متجهه اليها الى جلنار...
التي اقتربت منها اكثر...
لتحييها بحرارة وتقبلها...
كانت تراها في منتهى النعومة والرقه..
بفستان قصير باكمام طويله من الصوف...
مزين بخطوط ملونه....
مع بنطال جينز ازرق....
ويزيد من روعتها..
شعرها الاسود المنسدل على كتفها...
(( تبدين رائعه جلنار...))
وهي تلتفت الى طلال...
والذي بدى متضايق من بعدهما عنه
الخاله ليلى تهمس لابنها...
(( هذه صديقة نورس؟؟؟))
طلال دون ان يلتفت لها..
عيناه على من سلبت كل حواسه...
(( نعم امي ..هي...))
لحظتها اقتربت جلنار منهما..
وابتسامة تزيد من جمالها...
مدت يدها تصافحها..
(( اهلا خالة......))
رحبت بها الخاله ليلى....
وهي تتأملها..
تتأملها بكل اهتمام..
بعدها..
افترق طلال ووالدته
عن نورس وصديقتها...
صديقتها التي ابقى طلال نظره عليها..
والضيق واضح عليه لانه لم يستطع ان يحادثها امام والدته....
لارتباكه فقط..فهو لا يخشى ابدا ان يعرف احد بعلاقته بها
الا انه يبحث عن الوقت المناسب لذلك
اعتادت الخالة ليلى على التسوق برفقة طلال دائما
لذا اتفق مع نورس قبل ان يفترقوا
ان يلتقوا بعد ساعه في مطعم اشبيليه
كان نورس مستمتعه كثيرا..
برفقة جلنار...
وقد نست لحظتها كل همومها...

واخرها مشكله التسجيل لمشروع التخرج....
كانتا تتنقلان بين اقسام المحلات....
وهما تتبادلان الحديث....
ابدت جلنار تفاجأها بوجود ام طلال
فلم يخبرها طلال مسبقا
فلو تعلم بذلك
فلابد انها ستردد في الحضور
لانها ترى ان هذا التصرف غير مقبول
في مجتمعهم
الا ان نورس اكدت لها
ان الخالة ليلى انسانه بسيطة جدا
وليس صعبا عليها تقبلها بينهم
كانتا مندمجتين في الحديث
اكثر من التسوق

حتى سرقهما الوقت.....

بعد ساعه....
كانتا معا..
جلنار ونورس
تهمان بدخول المطعم....
وقد لمحتا طلال والخالة ليلى مشغولان بالحديث على احدى الطاولات....
نورس...وهي تهمس الى جلنار(( الن تتقدمي..ام تخجلي من طلال؟؟؟))
جلنار وعيناها على الخالة ليلى...(( من طلال ؟؟؟طبعا لا...لكن والدته....))
قاطعتها نورس...(( لا تقلقي..))
_((تعتقدين انها تقبلتني؟؟؟))
(( اكيد....الم تلاحظي كيف تنظر لك؟؟؟))
امسكت نورس بكف جلنار وتقدمت معها نحو الطاولة....

بدون وعي...
وقف طلال...
(( جلنار...نورس تأخرتما كثيرا...))
وقفتا جامدتين....امامه

والخالة ليلى تنظر باستغراب....
بهدؤ عاد لمكانه....
فيما جلست الفتاتين مقابل طلال ووالدته....



بارتباك...طلال..(( ماذا نطلب؟؟؟؟))
في زاوية اخرى من هذه المدينه........................................... .............................................
عبدالله بمعطفه الجلدي الاسود الطويل
والذي يشده على جسده من شدة البرد
يقف عند احد المقاهي..
وفي يده حقيبته الجلد التي تحوي كل مراجعه
التي اعتاد ان يحملها
في كل اجتماع مع استاذه الجامعي...
وفي هذه اللحظة انتهى لقاءه معه
وهو يهمــ بالعودة للمنزل

(( طلال..اين انت؟؟؟هل لك ان تأخذني للمنزل....))
.................................................. .........
(( حقا؟؟؟ اانا قريب منكم....عشر دقائق فقط...))
.................................................. ..............
((لن اتأخر....))

طلال في عالمه الخاص
جلنار
تجلس معه
ومع والدته
التي لا تعلم بحقيقة علاقته بها حتى الان
كان ينظر اليها...
وهي مستغرقه في الحديث مع نورس....
متجاهله وجوده
ربما احتراما لوالدته...
التي ابدت اهتماما لهذه الفتاة
رغم انها تراها لاول مرة

انتبه الى والدته وهي تعيد عليه السؤال
(( طلال...تسمعني ؟؟ماذا يريد عبدالله؟؟))
طلال بارتباك...(( يريد ان اخذه للمنزل....))
_(( الان؟؟؟))
(( لا..اخبرته اننا هنا..سيأتي بعد قليل...))
يحدثها دون حواس
وبارتباك واضح
(( لا ادري مابك اليوم طلال...))
التفتت بعدها الى نورس...
(( نورس..هل اعجبك شئ هنا...))
نورس..(( كل شئ خالة...))
الخالى ليلى...(( وماذا اشتريتي؟؟؟))
نورس...((امممم لا شئ..تفرجنا فقط....))

لحظات............................................
عبدالله يقترب منهم
(( كم هو دافئ المكان............))
وهو يضع حقيبته تحت الطاولة
ليتفاجأ بجلنار...
ابقى نظره عليها
وبحركة لا ارادية....
اخذ يوزع نظره بينها وبين طلال....
وسرعان ما جلس بقربه
(( طلال....كيف اتيت بصديقتك الى هنا؟؟؟))
طلال وهو يبدي عدم الاهتمام..
(( انها صديقة نورس....))
عبدالله وكأنه يكتم ضحكته ..(( نورس فقط؟؟؟))
طلال وهو يهمس له...
(( كما ترى..))
عبدالله دون ان ينظر الى اخيه
(( وضعك يضحكني..واضح عليك الارتباك؟؟؟))
اقترب طلال اكثر من اذن اخيه....
(( يبدو اني سأضحك عليك انا الان...))
التفت عبدالله الى اخيه
الذي غمز له وهو يشير بنظره الى مدخل المطعم....

وكأن ماء بارد انسكب عليه
على عبدالله
وهو يلمحها
زينة...
لم تكن وحدها
كانت برفقه نبيل

ما ان وقعت عيناه عليها
رفعت زينه قبعتها الجلديه بحركة لا ارادية
ونثرت شعرها على كتفها....

ليقترب نبيل ليهمس لها في اذنها...
تلتفت اليه بابتسامه كبيره
وهي تشير الى احدى الطاولات في الطرف الاخر....


لم يشعر عبدالله بنفسه
وهو يكاد يلتهمها بعينه
حتى انتبه الى اخيه
(( عبدالله...لا تجعل الجميع يضحك عليك...))
التفت اليه عبدالله بغضب
وكأنه يرغب ان يفرغ كل غضبه على تعليق اخيه
لكنه كعادته
كتم كل انفعالاته
هزمها..في حين لم يستطع ان يهزم مشاعر الغيرة اتجاه تلك الفتاة
التي استولت على كل شئ
كل شئ بداخله
بينما هي مشغوله بشاب غيره
تستمتع بخروجها معه
وانفرادها بصحبته
ولا يعلم ماقد يكون اكثر من ذلك
ما ان جائت هذه الفكرة في عقله
حتى بلع غصة قد كتمها منذ فترة طويله
منذ ان لمحها معه في المستشفى

قطع كل هذه الزوبعة من المشاعر
قدوم الجرسون
وكعادتها الخالة ليلى ما ان تجتمع مع ابنائها دون احدهم
لابد ان تتذكره
(( طلال اتصل بحمد...تأكد ان عاد من النادي ام لا....))
_(( حسنا امي...))
(( اخبره ان الطعام جاهز في المطبخ...))
_(( حسنا امي...))
ما ان بدأ طلال حديثه مع اخيه
(( طلال ...اريد ان اكلمه بنفسي....))
طلال وهو يعطي والدته الجهاز...
(( قولي من البداية انك ستكلمينه..))

انشغلت الخالة ليلى بالحديث مع ابنها....

وانشغل طلال في سرقة الحديث مع جلنار ونورس....
خاصه وهو يراهما تتهامسان طوال الوقت ولم تشعران بوجوده
(( جلنار...نحن هنا....))
رفعت نورس حاجبيها وهي تشير الى والدته,,,
وبصوت مرتفع قليلا على غير عادتها
(( والدتك هنا....))

في حين عبدالله ممسك بملعقته
وهو يقلب في الشوربة
دون ان يعي لما يحدث حوله
فكل ما يرغب به الان
ان يكتم مشاعره عن من حوله
خاصه طلال
الذي انتبه لاهتمامه نحو هذه الفتاة

الا ان اسمها الذي نطقته نورس لحظتها
هزه بقوة
وجعله يلتفت اليها
الى نورس وهي تحادث طلال
(( طلال اليست هذه زينة؟؟؟))
وبعدم اهتمام متعمد
(( نعم..انها مع نبيل....))
ابقت نورس نظرها على زينه متعمدة
ترغب ان تلفت انتباهها

لحظات واشارت لها بيدها....
ليلتفت الجميع نحو زينه..
ما عدا عبدالله

الذي لم يكتم مشاعره اكثر..
فما ان سمع نبرة صوتها قريبه منه ..
حتى ترك الملعقه من يده
والتفت لها بحركة سريعه..


(( مرحبا جميعا...))
تقدمت نحو الخالة ليلى....
لتصافحها وتقبلها....
(( كيف حالك ام عبدالله....))
تبدو سعيدة وهي تحييها

بينما هو
الرجل المهزوم...
قد هزمته نبرة صوتها اكثر واكثر
وهي تنطق بأسمه لاول مرة
عندما نادت والدته بكنيتها

بعدها كانت مع نورس..
(( نونو...اشتقت لك كثيرا...))
_(( لم لا تتصلي....))
(( لم اخذ رقمك....))
_(( هذا ليس بعذر...لديك رقم طلال او عمي...))
(( معك حق... سجلي رقمي عندك...انتظر منك اتصال...))

طلال...يقترب من اخيه اكثر ..
والذي يجلس بجانبه
(( عبدالله...اذا لم تحفظه لك ان تطلبه من ابنة عمك...))
عبدالله وهو يظهر عدم الاهتمام..
(( ماذا تعني...))
طلال ونظره الى زينة التي ابتعدت عنهم لتعود لمكانها
مع رفيقها..نبيل
(( اعني رقم الفراشة ....))
عبدالله دون ان يرفع رأسه
حول نظره نحوها
حقا كانت تبدو كالفراشه...
تبعها طلال بعد لحظات...
واخذه الحديث مع نبيل

فيما انشغل الجميع في تناول الطعام...
مع همسات مسموعه بين جلنار ونورس
الذي بدى عليهما الانسجام اكثر....

بعدها............................................. ..........


خارج هارودز....
تقدمت جلنار...نحو موقف سيارتها..معها نورس وطلال.....
فيما عبدالله ووالدته ينتظراهما في السيارة....

((عبدالله.... ترى صديقة نورس.... ماهي جنسيتها...))
عبدالله...ونظره لهم.. وعقله ليس معه...
(( لا ادري امي...لم اتحدث معها....))
_(( تبدو فتاه مؤدبة فعلا...يكفي انها تصاحب ابنة عمك....))
لحظتها التفت عبدالله الى امه
وكأنه يحادث نفسه
((استطاع طلال ان يقرب والدتي من صديقته ..وتعجب بها...كم هو جرئ ....))
لايدري هل يلومه على هذه الجرأة ام يغبطه عليها.......

صعد طلال ونورس السيارة....
_(( بنيتي..كيف لها ان تخرج وحدها هنا....))
طلال باهتمام...
((لا تقلقي عليها امي..انها تعيش هنا ...))
بنبرة استغراب...
(( لم احدثك طلال..ثم ما ادراك انت؟؟؟))
كان طلال في المقعد الامامي بينما عبدالله يقود السيارة...

طلال بنبرة جادة..
(( امي...جلنار تدرس معي في الجامعه....))
ارتبكت نورس لحظتها....
شعرت انها محرجة امام خالتها...

طلال...يستدرك الموقف....
(( تعرفت على نورس..واصبحت صديقه لها...))
الخالة ليلى..وهي تقرب اناملها من شعر طلال المسرح بطريقه غريبه وبدى جامد لا يتحرك...
سحبت ام عبدالله بعض الشعيرات باناملها

(( اعرف حركاتك جيدا طلال.... تعرفها على ابنة عمك لغرض في نفسك....))
كتمت نورس ضحكتها...
فيما التفت لها طلال...
(( امي..الم تعجبك الفتاة؟؟؟؟))
الخالة ليلى..
(( اعجبتني لانها صديقة نورس فقط.....لا غير....))

.
عودة اخرى لمعطم اشبيليه في محلات هارودز
الذي يضم رفيقين على جانب احدى الطاولات....

_(( تعلم نبيل..ان لولا وجودك هنا..لحبست نفسي في شقة عمي...))
(( اليس لديك اصحاب هنا.الا تحبين السهر في هذه المدينة؟؟؟..))
_(( لدي معارف ...لكنهم لا يستحقون ان اضيع وقتي معهم..... فابقى طوال الوقت مع عمي..ولست من هواة الخروج والسهركثيرا .))
(( يبدو ان الدكتور ناصر قريب منك ....))
_(( كثيرا..رغم اني افتقدته لفترة..لكننا عدنا كالسابق...))

وقبل ان تنهي زينة حديثها... نهضت بحركة سريعه
واقتربت من الطاولة التي كان يجلس عليها عائلة ابو عبدالله....
تحادث الجرسون
الذي كان محتارا ويتلفت يمين شمال وهو ممسك بالحقيبه الجلدية...
(( انها لصديقي ... هل لي ان اخذها...))
اعطاها الحقيبه دون تردد....
وعاد لتنظيف الطاولة...
عادت زينة ادراجها وهي تحمل الحقيبه..
وقبل ان تجلس...
(( لا ادري ماذا يضع فيها انها ثقيلة...))
نبيل ونظره على الحقيبه..
(( لمن هذه الحقيبه...))
زينه ..((انها حقيبه عبدالله...اعتقد ذلك.... نسيها على الطاولة.....))
نبيل..ببرود...(( التقيته اكثر من مرة هنا....عندما كنت في صحبة طلال ....الا اني ارى شخصيته مختلفه عن اخيه...))
دون اهتمام...اجابته زينه..(( ربما.... لم اتحدث معه كثيرا..الا اني اراه صارم زيادة عن اللزوم..لا ادري كيف لمن حوله ان يتحملوه...))

نبيل باهتمام...(( ونورس؟؟؟؟؟؟؟))
رفعت نظرها اليه....
(( لم تسأل عنها؟؟؟))
نبيل بارتباك...(( لا شئ... لكني اجدها غريبه عن باقي البنات..صامته دائما..معتزلة عن الجميع....))
واكمل....(( كانت معي في اكثر من مقرر...))
زينة...(( ربما... الا اني اجدها فتاة في قمة الاخلاق....))
نبيل وكأنه يحادث نفسه...(( معك حق... ))
ابقى نبيل نظره على زينة...
يتأملها.... يبحث عن ما يشده اليها....
يسعد برفقتها...
ويستمتع باظهار اهتمامه بها....
فبذلك تزيد قرب منه......
الا انه لا يعلم لم يقارنها بنورس....
اعجب بها كثيرا

ولكنه اعجب بنورس اكثر...
الا انه لم يستطع ان يحادثها يوما في الهاتف حتى....
تذكر لحظتها موقفه معها عندما اخذ دفترها دون علمها....
الا انه لم يتمكن ان يستغل ذلك ابدا
فكل ما بينهما فقط ما يخص دراسته
عاد بنظره الى زينة....
رغم الحدود التي تضعها له...
الا انها تبقى مختلفه عن نورس....
احب العذوبة والدلال في زينة
ولكن شده حياء نورس اكثر .....
ولم ينساها ابدا.....


الشاطئ ال 22
الموجة الثالثة


الخالة برفقة ابنيها
ونورس
يجتمعون لتو في الصاله التي تتوسط المنزل
طلال يتلفت حوله وكانه يبحث عن احدهم...
الخالة ليلى...((مابك طلال؟؟؟))
طلال..(( لا اتصور شكل محمد ان علم اننا تناولنا طعامنا في الخارج....))
وقبل ان يكمل كلامه
رن جواله......
(( اهلا ..اهلا.....نعم.......لحظة واحده...))

التفت طلال الى عبدالله.....
(( هناك من يطلبك....))
اومأ برأسه وكأنه يسأله من يكون....؟؟؟
غمز له طلال دون ان يجيبه....

اخذ من يده الجوال....
(( الو ...نعم...))
_((اهلا عبدالله....حقيبتك نسيتها في المطعم....))

بحركة سريعه تحرك من مكانه
وهو ممسك بالجول
ويده الاخرى تعبث في شعره
(( نعم..نعم....))
_(( انا الان في طريق العودة..ان رغبت اتي بها لك غدااو ان تاتي لاخذها...))
كانت تتحدث....
وهو ضائع بين نبرات صوتها
لا يعلم ما تقول بالضبط....
بدى غارق في كل حرف من كلماتها
(( كما تريدين...))
لم يقوى على قول اكثر من هذا.....
_(( هل ستأتي لاخذها...))
وكأنه يهمس لها...
(( الان؟؟؟))
_(( عبدالله خذ رقمي من طلال... واتصل بي غدا لنتفق.....حسنا..الى اللقاء...))
(( مع السلامة...))
انهى عبدالله المكالمة
بعد ردوده التائهه اكثر من عقله....
واضح ان زينة لم تفهم ما يريد

وببساطه تعطيه رقم جوالها ليتصل بها
يبدو ان امر طبيعي
ان تعطيه الرقم
هل هذا فقط ما ضايقه
ام لانه بدى مرتبكا
معها
وامام الجميع

اعطى طلال الجوال..وهو يهم بالانصراف....
(( ارسل لي رقم زينة...))
وهو يحادث نفسه والكل يسمع كلماته
(( كيف نسيتها؟؟؟لاادري....))
كتم طلال ضحكته....
وهو يتبعه ليصعدا السلم
كانت خطوات عبدالله ابطء من طلال....
طلال..وهو يتجاوز اخيه
.(( كيف نسيت حقيبتك؟؟؟؟ عقلك مشغول بماذا لحظتها؟؟؟))


الشاطئ الــ 22
الموجة الرابعة

["]القى بجسده على السرير
دون ان يبدل ملابسه
فهو يحتاج للدفئ اكثر
رغم حرارة المشاعر التي يحملها في جوفه
احب زينة؟؟؟
احب حديثها جلوسها معه
اهتمام كلا منهما للاخر

لم يجدها ببرود نورس
لكنه يرغب في نورس اكثر
نعم يرغب في معرفتها اكثر
والتقرب منها اكثر واكثر
لطالما تجاهلته
لكن تفكيره مازال مشغولا بها
ولابد من وضع المقارنه

وفي كل مرة زينه اقرب اليه بكل تصرفاتها....
ولكن تبقى نورس شئ غامض يرغب في كشف امره....
والحيره التي تعتصر عقله....
ماذا تملك لتشغله طوال هذه الفترة
رغم غيابها عنه...
وتجاهلها له ان التقيا....
الصدف جمعتهما اكثر من مرة
الا انها لم تحاول ان تحادثه
ولم يتجرأ ان يتقرب منها اكثر....
اعتاد على كسب صداقة البنات
ولديه طرق كثيره
الا ان هذه الفتاة تختلف
تجذب تفكيره
ولكن ما ان يلتقي بها
يشعر وان هناك ما يجبره على الصمت
الصمت والتفكير فقط....
يشعر ان هذه الفتاة لديها اسلحه تهزمه
ما ان ينوي اختراق الحاجز التي تضعه بينه وبينها
هل احبها؟؟؟
ام ااحب زينة؟؟؟؟
يرغب بكلتاهما
فكل منهما لديه شئ تفتقده الاخرى
ولكن من الاقرب له
يرغب بقرب من اكثر

نورس دائما هي الرابحة امامه...........


في اللحظة نفسها............................................. ..................................
طلال....
في غرفته...
لم ينسى مشكله نورس في التسجيل عبر الانترنيت لمقرر مشروع التخرج
اخذ جواله.....
بحث عن الرقم...وطلبه
(( اهلا دكتور ناصر..كيف حالك؟؟..))
_((اهلا طلال ....انا بخير...))
(( هل ازعجتك؟؟؟))
_(( بالطبع لا ..تفضل طلال؟؟؟))
(( هل انت على اتصال بالجامعه في البلاد؟؟؟))
_(( بالتأكيد وان شالله سأعود للمداومة هناك....))
(( جيد..فأنا احتاج لمساعدتك..))
_(( تفضل طلال...نحن في الخدمة...))
(( دكتور ناصر....نورس ابنة عمي .........))
كان طلال يتحدث ويتحدث....
ومن بعد عبدالله...
هذا رجل اخر ينهزم امام ذكر اسم فتاة
يضيع تفكيره بين حروف اسمها
نورس
يحدثه عن نورس
(( دكتور ناصر..انت معي؟؟؟))
_(( نعم ..نعم طلال...))
(( كما قلت لك... المقرر الاول استطاعت ان تسجله في جدولها الداسي....الا ان هناك تعارض عند تسجيل مشروع التخرج...دون ان نعرف السبب...))
اخيرا استوعب ناصر ما يريد طلال ان يقوله...
(( لايمكن انزال مشروع التخرج الا بعد الاتفاق مع الدكتور المشرف عليه.... هذا نظام الجامعه..))
طلال...(( هل يعني ان نورس لن يمكنها التسجيل....سوف تخسر هذا الفصل ان لم تسجله...))
ناصر باهتمام...(( متى ستعود هي للبلاد؟؟))
طلال..(( نونو؟؟؟ لا ستبقى هنا...تريد ان تكمل هذا الفصل ذاتيا...))
صمت ناصر لحظتها...
حتى اطال صمته....
طلال...(( هل يعني ان تنسحب هذا الفصل؟؟؟))
ناصر ..(( لا طلال...لن ادعها تخسر هذا الفصل.... سوف اتصل باحد الزملاء واتفق معه....))
واكمل ناصر..(( الا اني... ساحتاج لبعض البيانات..سأكون على اتصال معك....))
طلال...(( اشكر اهتمامك...))
انهى طلال مكالمته
ليستقبل مكالمة تنتظره ...
مكالمة تعيد له احساس الرجل العاشق
الذي ابدا لا يخفي انهزامه امام فتاته
بل يفتخر بهذا الانهزام
امام الجميع.....................


ولكن.........................................
هناك من وجد ما يسلي تفكيره
شئ جديد يعرفه عنها
نونو....
كما اطلق عليها ابن عمها وهو يبحث عن حل لمشكلتها مع التسجيل للمقررات
يبدون ان طلال مهتم مبها كثيرا
ليطلب هذه الخدمة منه
دون ان يعلم بعودته لتدريس فيها
نونو....
كان يفكر
كيف للقدر ان يدور بهم
ينقلهم من ارض الى ارض
فما ان قرر هو العودة للبلاد
قررت هي البقاء والاستقرار مع عمها في لندن
وكأنهما يتبادلان الاماكن....
لحظتها كاد قلبه يخرج من ضلوعه
ما ان خطرت هذه الفكرة
كيف لا يتخذ خطوته الاولى....
فهذه فرصته......

الشاطئ الــ 22
الموجة الرابعة

على ارض الوطن............................................. ....
((الأمر لا يعنيكما....))
صمتت بعد هذه الكلمات الخالة ام جاسم
وهي تشعر بالضيق
من تدخل ابنتيها في حياة ابن خالتهما سلمان
كانت تعلم انهما لم يرغبا بفريدة زوجة له
(( من الافضل ان تقنعيه ان يتزوج علياء...))
كانت نجلاء تردد هذه العبارة دائما
ووالدتها تمنعها من الحديث تارة وتصمت تارة اخرى
هي كذلك
الخالة ام جاسم
كانت تتمنى سلمان زوجا لابنتها علياء
من بعد وفاة زوجته
لكنها ابد لم تفكر ان تفتح له الموضوع
رغم الحاح ابنتيها
(( لو تطلبين منه لن يرفض....))
دائما تقنعانها بهذه العبارة
لكنها تعلم
ان قرار سلمان بالزواج من فريدة
امر بديهي
الجميع يعلم
حبه القديم لها
وتعلقه بها
وتمــ الزواج وما على خالته الان
سوى كف تدخل ابنتيها عنه
حتى بعد زواجه
وتلميحاتهما بعد ذلك بموضوع الانجاب....
مشكلة الانجاب تعاني منها نجلاء
ونفسها هي من تثير فكرة عدم قدرة فريدة على انجاب الولد الذي يتمناه سلمان
ليس حبا في ابن خالتها
وانما نقصا بها
ترغب ان يرى من حولها
انها ليست الوحيده التي تعاني من مشكلة الانجاب
وعمرها يعطيها فرصة اكبر من فريدة
(( سلمان.. ابن خالتي.. الله انعم عليه بكل شئ وما ينقصه الا الولد الذي يحمل اسمه....))
كلمات اعتاد الجميع ان يسمعها
علهم ينتبهون لهذه المشكلة
وينصرفون عن مدح فريدة واخلاقها وجمالها

وفـــي مقابل كل هذا الحقد...
في قلب نجلاء وعلياء اتجاه فريدة...

كانت الاخيرة في جناحها...
بعد ان اطمئنت على البنات كعادتها...
مريم مرام مع المربية في غرفتهما...
ومروة اعتادت على النوم وحدها.....

باقي لحظات على قدوم سلمان ...
واعتادت على انتظاره...
وهي تقرأوردها من القران الكريم....
حتى سمعت خطوات وصوت عالي...
خرجت فزعه من غرفتها...
الى جناح البنات....
كانت مروة...بلباس النوم....
تبكي بصوت عالي....
في حين المربية ممسكة بها....
اسرعت اليها فريدة...
اخذتها من يدي المربية وضمتها اليها....
(( مروة تبكي كثيرا اثناء نومها...))
هكذا بررت المربية بكاء مروة
اشارت لها فريده ان تعود لغرفة مرام ومريم
وبقيت هي ممسكة بمروة...
وبخطوات بطيئة اتجهتا الى غرفة مروة..
كانت مروة تلف ذراعيها على خصر فريدة...
و تغطي وجهها بجسدها...
وصلتا الغرفه...
وبحنان اخذتها فريدة لسريرها..وغطتها..
وهي تردد اسم الله عليها....
(( انا خائفه... تنامين معي؟؟؟))
ابتسمت لها...
(( اكيد حبيبتي.... ))
وببراءة...
(( ماما كانت تبقى معي حتى انام...))
وهي تمسح على شعرها...
(( لكنك كبرت الان....))
مروة...(( لن تبقي معي؟؟؟))
فريدة...(( انا معك بينتي...))
مروة وهي توزع نظرها في المكان
(( انا ابنتك؟؟؟ ممكن اناديك ماما))
اتسعت ابتسامة فريدة لحظتها
(( اكيد.....))
استلقت فريدة بجانب مروة
التي سرعان ما غطت في النوم....
وفريدة... تتأمل ملامح طفلتها
الطفلة التي طالما كانت تظهر نفسها اكبر من سنها
تتكبر على اي مشاعر طفولية
لكن الطفولة غلبتها امام حنان فريدة
فريدة التي تغلب الجميع
بكل ما بداخلها
صوت فتح الباب قطع احلى اللحظات بينهما
كان سلمان ينظر الى فريدة باستغراب...
اشار لها بكفه...
عن ما يحدث...
اشارت له ان يخرج....
لحظات وخرجت لها...
((ماذا تفعلين بغرفة مروة؟؟؟))
(( مروة استيقظت من النوم مفزوعه...))
ابعد نظره عنها دون ان يعلق...
واخذ خطواته الى جناحهما....
((هل هذا يحصل لها دائما؟؟؟))
وهو ينزع شماغه..
وهو يرمي بجسده على السرير...
((منذ ان توفيت والدتها...))
فريدة..(( لم تخبرني؟؟؟))
سلمان..(( لم ارغب ان اشغلك..ثم ان هذا الامر اختفى لفترة..استغرب من معاودتها لذلك...))
فريدة..(( الفتاة تريد المزيد من الرعاية والحنان...))
سلمان وهو ينظر اليها...
(( الحنان كله عندك فروودة...))
ابتسمت له...
(( نادتني ماما...))
صمت لم يعلق...
فريدة..(( مابك؟؟؟لاتصدقني.؟؟؟))
سلمان باستغراب..(( مروة تنازلت اخيرا عن عنادها..))
فريدة وهي تغمز له..(( كما تنازل والدها...))
ضحك سلمان بصوت عالي.....
ثم همس لها...
(( لدي امر مهم لك...))
وبطريقة همسه اجابته...
(( وماهو..))
وهو يبتسم لها...
(( سنذهب الى لندن...))
وبحركة سريعه وقفت فريدة على قدميها...
(( حقا...سأرى نورس؟؟لا اصدق...))
وهو يريح جسده على السرير...
اقتربت منه..
(( وبناتك؟؟؟))
نظر اليها..(( معنا...بقي اسبوع على افتتاح المدارس..نقضيه هناك...الا تريدين؟؟))
وهي ترفع حاجبيها...
(( لن اجيبك لأنك تعرف ردي...))
استلقت بجانبه...
الا انها شعرت ان امر اخر وراء هذه الرحلة المفاجأة
دون ان تلتفت اليه
(( سلمان..ماذا تخفي عني؟؟))
بقي على صمته
كما صمتت هي...
بعدها............................................. ......
(( حقا...لا استطيع ان اخفي عنك شئ...))
فريدة بقلق..(( تكلم...ما بك؟؟))
نهض بحركة سريعه
واستند على واجهة السرير
(( اخذت موعدا عند افضل طبيب هناك..))
نهضت بسرعه..وواجهته
((سلمان...لم الطبيب؟؟؟))
وهو يمسح على شعرها
وابتسامه على شفتيه..
(( الا ترغبين ان تصبحي ام؟؟؟))
لم تستطع ان تجيبه
لاتدري ماعليها ان تقول...
كانت توزع نظرها على ما حولها...
((فروود..افهمي ما سأقوله...))
فريدة باقيه على صمتها...
(( اريد ان احقق حلمك... سنراجع طبيب هناك...
وسيعطينا علاج يزيد من فرص الحمل لك....))
بلعت ريقها بصعوبة..
وهي تنظر اليه
الى سلمان زوجها
ترتب اافكارها
لتستوعب ما يقول....
يأخذها لبريطانيا
من اجل ان يحقق حلمها بأن تكون ام
انها لم تصارحه يوما بهذا
رغم ان هذا يجول بصدرها حتى قبل ان تتزوجه
حلم اي فتاة ان تكون ام في يوم من الايام
ولطالما فكرت ان هذه الفرصة قد تفوتها
وقد تخطت الاربعين من عمرها

اخذت نفسا عميقا
عندما فكرت...
(( هل ترغب بالولد سلمان؟؟؟؟))
نظر اليها بحده
وبنبرة صوت غريبه عليها
((فريدة.. لم افعل هذا لاني اريد ولد...فكرت ان احقق لك رغبتك..وان يكون بيننا اطفال مثل اي زوجين..ولا يهم ان كان بنت ام ولد...))
واكمل امام صمتها القاتل...
(( اضعنا من عمرنا الكثير ونحن بعيدين عن بعض...
اريد ان اختصر الوقت...
ليس لي ان انتظر اكثر طفل يكون بيننا...))
أومأت برأسها له..
اشارة منها انها استوعبت كلامه
الا انها غير قادرة على النطق
ليس لديها الكلام لتعبير عن ما بداخلها
(( لدي بنات..واستمتعت بشعور الابوة لاول مرة عند قدوم مروة... وكم سأسعد اكثر وانا ارى سعادتك بالامومة... انت احق من نساء كثيرات بهذا... لذا علينا ان اسعى له...))

بقيت على صمتها..
وبقيت سهرانه طوال الليل
تفكر في كلماته لها
وكأنه يعيش بداخلها
يعلم ما تشعر به وما تريده
كم تتمنى ان يكون بينهما طفلا كما قال هو...
ويربط هذا الابن بينها وبينه ..وبينها وبين بناته....
لكنها ابدا لم تفكر ان تبدأ بالعلاج
لزيادة فرصة الحمل عندها....

امسكت جوالها....
وبأنامل ترجف تبحث عن الحروف على ازارا الجهاز
لتكتب رسالتها
لحبيبة قلبها
نورس....
((( سأكون عندك خلال ايام....انتظريني بنيتي...))
((تمــ ارسال الرسالة))
واخيرا
اغمضت عينها...
لتنزل دمعة على خدها...
دمعة فرح..


yassmin 11-11-10 09:51 AM






الشاطئ الـ 23
الموجة الاولى...


اقرأ الرسالة احاول ان استوعب كلماتها
ما قد تحمل...
لا اصدق....
عمتي الحبيبة فريدة ستكون هنا؟؟؟؟
كيف لي ان استوعب كل هذا
استندت على واجهة السرير
وصرت ادقق في كل حرف
نعم
ما فهمته صحيح
وبسرعه دخلت الحمام
لاستحم....فموعد الافطار بعد لحظات
والمواعيد هنا بالثانية

لحظات..................................
واستعديت ليس للافطار طبعا
وانما لاخبرهم بقدوم عمتي
خرجت كعادتي
الى المطبخ
لأساعد الخالة ليلى في اعداد الافطار
الا اني وجدت كل شئ جاهز
شعرت بشئ من الاحراج
فأنا اعلم
ان الشباب
ابناء عمي
هم من يعدون الافطار كمساعدة منهم
وليس مقبول ان يحدث هذا
وانا فتاة معهم في نفس المنزل
كان الكل مجتمع
وفي انتظاري

حييتهم..وشاركتهم الافطار
وانا في لهفة لاخبارهم
(( عمتي فريدة ستكون هنا خلال ايام...))
صرت اتلقى تعليق من الجميع
واحببت مزحهم معي...
طلال...(( واضحه السعادة عليك ابنة عمي...انتبهي حتى لا يغمى عليك...))
محمد..(( الغالي محمد....منذ فترة لم اسمعها....))
وكعادته عبدالله صامت لم يعلق...
في حين تأثرت من كلام عمي...
((هل كنت تشتاقين لعمك هكذا؟؟؟))

تداركت الخالة ليلى الموقف
(( فهد..فريدة مثل والدتها وانت بمقام والدها... لا بد انها تشتاق لكلاكما....))
سعادتي لا توصف
لكن للان لا اعلم متى ستأتي
لابد ان اتصل بها لاخذ كل التفاصيل
مع كل زحمة الافكار

وبعد ان انتيهنا من تناول وجبة الافطار
شعرت بكلماته
وكأنها التماس كهربائي
يسري في جسدي....
(( نونو..وجدت من يساعدك في اضافة مقرر مشروع التخرج....الدكتور ناصر....))
قالها وهو يهم بالخروج
لم يعطني فرصة ان اعلق على كلامه
خرج الجميع وبقيت كعادتي مع الخالة ليلى
لتو قلبي كاد يطير من الفرح
والان اسمع دقاته كما دقات الطبول
ناصر من جديد...........

.................................................. ..................
امام المبنى نفسه
الذي اخذتها اليه مع نورس
لم ارغب ان اتصل بها بنفسي
اتفقت مع طلال ان يخبرها بأني انتظرها هنا....
لاخذ حقيبتي
والتي تضم اهم المراجع التي احتاجها لدراستي...
ولا اعلم ماذا سافعل لو لم تأخذها من المطعم
ولا اعلم اساسا كيف نسيتها هناك
بلى...اعلم...
نسيت كل شئ لحظة لقائي بها
لحظة ما رأيتها تضحك وتمزح كعادتها مع صديقها
لحظة ما تلفظت باسمي
وهي تنادي والدتي
((ام عبدالله...))
كم رحبت بها والدتي....
احبتها والدتي
كان ذلك واضح كثيرا في معاملتها لها
كما احبتها نورس
واحببتها انا...
احببت فتاة مثل زينة....
لا تعجبني كل تصرفاتها
ولا لبسها للبنطال الضيق..
او شعرها المجعد بطريقه غريبه
ولا الحرية التي تعيشها
احببتها...
وهي لا تعجبني في كل شئ
كل شئ
ماعدا ..لفتاتها...نظراتها
لمساتها وهي تلملم شعرها عندما تتحدث
شعرها الذي لم احبه
بل احببته
لكني لم احب ان يراه احد
او تقترب انامل احدهم له
وهل لهذا ان يحدث؟؟
هل من الممكن ان تسمح ان يحصل هذا معها....
افقت من كل زحمة الافكار
على صوتها...
وانا اسمع اسمي منها للمرة الثالثه....
(( عبدالله...صباح الخير...))
_(( صباح النور...))
(( اسفه تأخرت عليك...تركتك تنتظر هنا والجو بارد...))
_(( لا بأس ...))
وهي تسلمه الحقيبه
(( من الذوق ان ادعوك لتدخل الشقه بدل الوقوف امام المبنى.....))
لحظتها شعر بوجع غريب بداخله..
حتى اكملت...
((لكن...اعذرني...عمي خرج وانا لوحدي....))
ابقى نظره في عينيها
يتأملها.....وجد شئ يطمئنه عليها

اخذت تتلفت حولها.....
كنت اتمنى ان تكون نورس معك...
((لو انك اتصلت بنفسك لطلبت منك احضارها لنخرج سويا))
وهو يبعد نظره عنها...
(( لو كنت اعلم برغبتك لاصطحبتها معي.))
وهي تدعك كفيها ببعض....
(( الجو بارد.....))
-(( اسف...اتركك الان.))
(( لاداعي للاسف..انا اخرج هذا الوقت لاتناول افطاري في مقهى قريب من هنا...))
-(( تريدين ان اوصلك...؟؟؟))
(( لا....انه قريب جدا....تفضل معي....))
لم يتردد ...بل نظر للحقيبه في يده.....
((اضعها في السيارة...ونذهب...))
ابتسمت له....
وهو بكل ارتباك...
يعود اليها...وكعادته..وهو يشده معطفه الاسود....
بينما هي..تغطي اذنيها بطرف القبعه الجلدية السوداء

حتى وصلا للمقهى....

لا اعلم كيف حدث كل هذا
وكأن الامر حدث لا اراديا مني
افقت لنفسي
وانا معها....
كانت تسألني...
(( ماذا تحب ان اطلب لك؟؟؟))
_(( لا شكرا.... تناولت افطاري في المنزل...))
((لا...سأطلب لك قهوة على الاقل...كيف تحبها....))
كانت تحدثني وهي تفتح حقيبتها
ادركت انها ستقوم بالدفع
_((زينة...اجلسي وانا اتي بطلبك...))
ابتعدت دون ان تعلق..
لم اعطها فرصه
اخذت مكانها...
لاقوم بالدفع...
عدت لها..
اشاركها نفس الطاولة
كانت تنظر للخارج
وكأنها تحدث نفسها
(( احب لندن في الشتاء...احب الجلوس هنا..والنظر للمارة..))
صمتت قليلا واكملت

(( المكان هادئ ... يأخذني تفكيري لابعد ما تتصور...))
كنت اسمعها..
دون ان اعلق
اشعر ان لديها ما تقوله....
تقدم الجرسون بطلبها...
بالاضافه لفنجان القهوة لي...
امسكت كوبها
ولفت اناملها حوله
وكأنها تدفي كفيها...
بحثت عن ما اقوله...
(( اشكر لك اهتمامك ..واخذك للحقيبه...))
بابتسامتها الرائعه
(( الا مر بسيط..عبدالله....ثم اني لا انسى موقفكم معي ابدا. عندما مرض عمي.....))
وهي ترشف شئ من القهوة...
رن جوالها....
ببرود كانت تنظر للشاشه
تتأمل الرقم
(( الو...اهلا بابا...))
.................................
(( هل نسيت فرق التوقيت...كنت نائمة..))
....................................
(( كما تقول بابا... لا تزعج نفسك....انا مع عمي ناصر....))
بدى عليها الضيق
ولم تستطع ان تخفي دمعه تترقرق في عينيها
اعطتها بريقا خاصا
هل لي ان اسألها...
لا اعلم...
-(( هل حدث امر ما؟؟؟))
((والدي يريد ان يطمئن علي))
-((من حقه))
((بالتأكيد ..ومن واجبه ايضا ان يعرف اين انا....انه لا يعلم اني مازلت في لندن..تصور))

تفاجأت بصراحتها
هل من المعقول ان يكون اب بهذا الاهمال لفتاة في عمر زينة
تتحمل مسؤليتها لوحدها؟؟؟؟

رفعت نظرها لي فجأة
(( كم عمرك عبدالله؟؟؟))
وانا انظر اليها
الى عينيها..وكاني اسرق شئ منها...
(( 31 ...لماذا؟؟؟ ))
ونظرها للطريق...(( مجرد سؤال..انت اصغرمني بعشر سنوات..))
خفق قلبي حينها
لا ادري لماذا
ربما لانها جمعتني بها بهذه الكلمات
ام لاني اكتشفت انها صغيرة
صغيرة جدا...
كنت اتصورها في عمر نورس
تصرفاتها تعطيها اكبر من عمرها....
(( عبدالله..واضح انك خبير بالكتب والمراجع..هل تدلني على مكتبه احصل فيها على بعض الكتب...احتاجها لدراستي...))
للمرة الكم..تنطق بحروف اسمي مجتمعه؟؟؟
وهل سابقى احسب عدد المرات؟؟؟
لكني لا انكر ان تفاجأت بطلبها
هل لمن مثلها وفي عمرها
تهتم بالكتب والمكتبات.؟؟؟؟
لا اعلم كيف اجتمعت بها....
وكيف انصرفت عنها
بعد ان وعدتها ان ادلها على مكتبه تستفيد منها
بأمكاني ان اخبرها في نفس الوقت
ولكني اشعر اني بحاجة ان التقي بها مرة اخرى
لديها الكثير تخفيه
تخفيه عن الجميع
بشخصيتها المرحة... ومظهرها الذي طالما ضايقني
.................................................. .................................................. ..........................





الشاطئ الـ 23
الموجة الثانية...



(( لا اصدق انك قمت برسمها بنفسك ..))
مروة وهي تنتقل بين لوحاتها ببراءة ومتعه الاطفال
(( رائعه صحيح امي...))
فريدة وهي تظهر انبهارها برسومات مروة
(( بالطبع....))

كان جو رائع يجمع بينهما,,,
وفريده مندمجه مع شرح مروة لكل لوحة من لوحاتها
لم تتصور فريده ان من السهل كسر عناد هذه الفتاة الصعبه
بمجرد احتضانها ..واظهار الحب الحقيقي لها

كانت فريده مستمتعه بحديث مروة
ويضحكها كثيرا استخدامها لكلمات اكبر من عمرها
فما ان تسألها فريده عن امر ما
فلابد ان تسبق اجابتها
(( والله اعتقد يا ماما.....))
وفريده تهز رأسها(( تعتقدين ..اهاااا)))

كانتا كما تتعرفن للمرة الاولى....
حتى قطع حديثهما دخول مرام ومريمـــ
لحظتها...
تغيرت نبرة مروة...
(( لو سمحتما...لا احب ان تدخلا المرسم وتعبثا بادواتي...صحيح ماما..))
كان كلمات مروة لا تعني لهما شئ
لطالما عبثا في الوانها واوراقها
ولكن هذه المرة
لفت انتباهما كلمتها الاخيرة ماما...
اقتربتا اليها في نفس الوقت...
وببراءة الاطفال
مريم ممسكة بكف فريدة...(( اريد ان ابقى معك...))
مرام ممسكه بكف فريده الاخر...
(( مروة..ليست امك وحدك.... ))
نزلت فريده لمستواهن....
(( لن نختلف يا بنات... ))
واكملت وهي ترتفع عن الارض...
(( لدي مفاجأة....))
التفتن لها وبصوت واحد..
((ما هي..ماما))
كانت تنظر الى لهفتهن والاروع
حروف كلمة ماما....
(( بابا اخبرني انه سأخذنا الى لندن...ما رأيكن...))
مرام ومريم صارتا تقفزان بعفوية
فيما كتمت مروة فرحتها بشكل واضح
وهي تقول...(( مرام ..مريم... يكفي لدي بعض العمل في مرسمي..))
نظرت لها فريدة...
(( ابنة سلمان حقا....))
وانصرفت برفقة الفتاتان الصغيرتان
وهي تتحدث لهما
بأسلوب طفولي...
عما سيفعلن هناك....
لحظات رائعه
رائعه جدا بين فريدة والبنات..
وقريبا تلتقي بنورس....
وتكتمل فرحتها
وان كانت بهذا تكمل فرحتها
فكيف ان رزقها الله سبحانه وتعالى ذرية من زوجها سلمان
فهذا شئ اكبر من السعاده
لن تعرف طعمها الا لحظتها
(( ماما فريدة... هذا جوالك يرن))
مرام وهي تمد كفها الصغير بجوال فريدة
(( نونو.... اهلا حبيبتي....))
............................................
(( لم لا تصدقي....الحقائب جهزتها اليوم....))
.............................................
(( لتكن مفاجأة نورس..))
.................................................. .................................................. ............................................


الشاطئ الـ 23
الموجة الثالثة.....

دفتري العزيز
لتو انهيت حديثي مع عمتي
تؤكد لي زيارتها لي هنا
كم انا سعيده
سعيده جدا اني سأراها فقد اشتقت لها كثيرا
ولكن.......................................
حديث طلال معي ضايقني كثيرا
لم انتظر منه ان يدخل ناصر بموضوع التسجيل
الان اخبره وانتهى الامر
وعلي ان اتقبل مساعدته
بوضعي انا امور كثيرة ليس لدي الاختيار فيها
ثم اني احتاج فعلا لحل هذه المشكلة
فلا يمكن لي ان اسجل بطريقه اخرى لاضافة هذا المقرر
والا خسرت هذا الفصل الاخير لي في الجامعه ))

وسط زحمة حديثها مع دفترها.....
رن جوالها...
(( اهلا نونو ..كيف حالك؟؟))
_(( بخير طلال...))
(( تبدين سعيده صباح اليوم ..كل هذا بسبب قدوم العمة فريده...))
__(( وهل هناك شك في ذلك؟؟؟))
(( طبعا لا.....نورس..اتصل بس الدكتور ناصر..اخبرني انه اتفق مع دكتور على اضافه المقرر ليشرف على مشروع تخرجك.....))
_(( من هو الدكتور....))
(( الدكتور سعيد على ما اعتقد....))
_(( ..................................))
(( ماذا قلت نورس.؟؟؟))
-((لابأس طلال..المهم ان انتهي من التسجيل...))

انهيت المكالمة وانا غير مصدقة....
الدكتور سعيد؟؟؟؟ سيشرف على مشرع تخرجي؟؟؟؟
كيف حصل على موافقته؟؟؟
كيف لا ..وهو زميل له
ومن السهل ان يقبل بذلك
لم اتصور ان يحل الموضوع بهذه السرعه
وبهذه النتيجة
حتى كان ما لم اتوقعه
(( الدكتور ناصر يريد رقمك الجامعي...سيتصل بك ليأخذ بيناتك...))
رساله ارسلها طلال
جعلتني افقد صوابي
لابد ان ناصر سيتصل بحجة بياناتي
ولا بد ان لديه كل بياناتي بما اني كنت طالبه لديه يوما ما
وسبق ان اتصل بي
لابد انه يبجث عن مبرر ليعاود الاتصال
ومن المستحيل ان اجيب على اتصاله

يستحيل ان يحصل هذا
وحتى وان كانت النتيجة
خسارتي لمشروع التخرج....

فـــي اللحظة نفسها............................................. .............................................

ناصر مستلقي على الكنبة
ممسكة بورقة
يتأمل ما فيها
دون ان يرف جفنيه
لا يقرأ ما هو مكتوب على سطورها
فقط يتأملها
لان كل كلمة فيها لم تعد تعني له شئ الان
ورقة اثبات وقوع الطلاق
بينه وبين سمر
اليوم بهذه الورقه انهى كل اجراءات الطلاق
كان ذلك بحضور الدكتور جاسم
والد سمر...
نهض بحركة سريعه..
ورمى الورقه جانبا
ليأخذ جواله....
ويتأمل
اسمها في قائمة الاسماء
نورس....
هل يتصل عليها...
بحجة اخذ بيانتها ليكمل تسجيلها...
ضحك مع نفسه لحظتها
فلديه كل بياناتها...
وقد اعطاها لقسم التسجيل
ليكمل اضافة مقرر مشروع التخرج باشراف الدكتور سعيد
فلاداعي للاتصال...
ولكن..................................
ضغط على زر الارسال....
في الانتظار....
ينتظر الرد منها....
الا انه لا جواب....

لم تجب نورس على مكالمته...
اعاد الاتصال مرة..مرتان....
لا جواب....


حينها كانت نورس فر غرفتها
مستلقيه على السرير
والجوال تضئ شاشته وتنطفئ
دون ان تلتفت له
تعمدت ان تتركه على الصامت

فلا ترغب حتى ان تلمح رقمه على شاشة جوالها.....

اخذت نفسا عميقا

لا تريد ان تفكر به اكثر فلديها من تنتظره
العمة فريدة


رمى ناصر جواله بعصبيه
(( حسنا نورس..... انتظري مفاجأتي...))


اكثر من مكالمة فاته من نفس الرقم
لابد انه هو
ناصر
جيد اني لم اجب عليها
من جديد
اتصال اخر
لكنه من طلال....
(( اهلا طلال...))
(( نونو انت جاهزة؟؟؟))
_(( لماذا؟؟))
(( ساصطحب امي للمركز كالعاده.... واخذك معنا..))
انهى المكالمة بسرعه
فيما تحركت نورس بتثاقل من على السرير....
لا ترغب بالخروج
لكنها لم تستطع ان ترفض
بعدها............................................. .................................................. ....
كانت نورس مع الخالة ليلى في انتظار طلال....
خرجتا ما ان سمعتا صوت السيارة في الخارج
كانت نورس... على غير عادتها
ترتدي تنورة من المخل الاسود
مع جاكيت قصير بلونه البني
ووشاح باللون البيج وحقيبه من الفرو بنفس اللون

قطعا مسافه قصيرة الى المركز
حيث نزلت الخالة ليلى...
تحرك بعدها... طلال
دون ان تعلق نورس
فهي تعلم الى اين هو ذاهب
لابد في المقهى ليلتقيا بصديقته جلنار

كانت بانتظارهما فعلا
لكن ليس كما اعتادوا ان يروها هما الاثنان

تقدمت منها نورس
فيما كان طلال يتقدم ببرود
وقفت جلنار بابتسامتها الناعمة
بمظهر طفولي
وهي ترتدي
قميص ابيض طويل مع بنطال جينز اسود
وشعرها الاسود الرائع
تغطيه بوشاح من الحرير الاسود
هذا ما اربك طلال
وقيد حركته
لم يعلم بمفاجأتها له

ضمتها نورس
((لا اصدق جلنار لم تخبريني....))
وبالكاد تخرج كلماتها((مفاجأة ..صحيح؟؟؟؟))
التفتت نورس نحو طلال
الذي كان يتاملها دون ان ينطق بكلمة واحده

نورس...(( طلال...مابك....؟؟؟))
وهو ينظر اليها...الى حبيبته جلنار
(( لا...لا شئ))
نورس. وهي تضحك على شكل طلال..(( نحن هنا....))
التفت طلال نحو نورس....
(( كنت ارها اجمل فتاة في الكون والان...لا ادري كيف اوصف جمالها...))
نورس ....
(( طلال..مابك؟؟؟؟))
طلال وكأن لا احد يسمعه....
(( احبها يا نورس... احب هذه الفتاة...الا ترين ما اجملها...))
جلنار صامته
لا تسطيع التعليق على كلامه
هي كذلك منصدمة من ردة فعله هذه....
وكأنه يحادث نفسه
(( الان تأكدت اني فقط الرجل الوحيد الذي له ان يستمتع برؤية شعرها الحريري...))
نورس بصوت عالي
(( طلال.... مابك؟؟؟؟ ))
طلال وهو ينظر الى نورس..
(( انت مابك؟؟؟))
نورس وهي ابدا لم تستطع ان تكتم ضحكتها اكثر.....
(( كيف يحق لك اصلا ان ترى شعرها؟؟؟))
ببساطه اجابها
(( لاني سأكون زوجها..))
نورس..(( عندما تكون زوجها لك ان تتكلم...))

كانت نورس تعاند طلال بتعليقاتها فيما جلنار معهما
صامته
تبدو خجله فعلا
كانت تكتم فرحتها
فهذه اول مرة ترى مثل ردة الفعل هذه من طلال.....
كانت سعيدة لردة فعله
الناتج عن قرارها
الذي طالما اشغل تفكيرها
منذ ان حدثها عنه طلال
بعد عدة لقاءات بينهما
وخاصة بعد ان التزمت باداء الصلاة
وما تنتظره الان
حضور والدها
لابد انه سيتفاجا هو كذلك
وستكون سعادته كبيرة
طالما أبدي عدم موافقته على لباسها
خاصة عندما رافقته لبلاده لتعرف على اهلها
اقترحعليها لبس الحجاب
وربما قام بنصحها
الا انه يعلم جيدا
انه لن يستطع اجبارها على ارتدائه
او يؤثر عليها
طالما تعيش بعيده عنه برفقة والدتها
والدتها التي تزوجها بالسر في بداية الامر
حتى كشف لعائلته الامر بعد انجابهما لــ جلنار
وما يربطه بزوجته بعد اكثر من عشرين سنه

جلنار
لا اكثر
وتكاد علاقته بابنته تنقطع
بسبب البعد والبرود في علاقتهما
حتى تعرفت على طلال
وتفاجأ بجنسيتها
فهي ليست ايطاليه كما كان يعتقد
انها خليجيه
من ام تركية
وما ان تعلق بها طلال
بدأ يؤثر عليها من ناحية علاقتها بوالدها
ينبهها للاتصال به دائما
وتهنئته في المناسبات
بدى وكانه ينتظر اي اشارة قبول
ليأخذ ابنته بأحضانه
ايتقرب منها والدها اكثر
التزم بالاتصال بها يوميا
فاجئها برحلة لعائلتها في بلده

كل هذا كان بتشجيع من طلال
الذي اقنع جلنار ان تقوي علاقتها بوالدها
فهو سندها في هذه الحياة
كما شجعها ان تتعرف على اهلها في بلده
والذي هو بلدها
وتحمل جنسيته

مفاجأة اربكت طلال فعلا....
حتى انه لم ينتبه الى رنين جواله....
نورس...(( طلال جوالك يرن....))
اخذ جواله
وابتعد قليلا
والفتاتان تكتمان ضحكتهما على ارتباكه
.................................................. ...............................


الشاطئ الـ 23
الموجة الرابعة.....

كانت تنظر الي باستغراب
لم تنطق بكلمة
تبدو مصدومة فعلا مما سمعته مني....
(( مابك زينة...؟؟؟))
وهي تجلس على الكنبة...
(( اعد ما قلته عمي.....))
صرت اعيد كلامي عليها
بحروف مقطعه علها تستوعب ما اقول
(( سأطلب من الاستاذ فهد الزواج من ابنة اخيه...ماهو الوقت المناسب برأيك؟؟))
باستغراب ااجابتني بسؤال..
((تسألني عن الوقت المناسب ..ام عن رأيي في الموضوع....))
بهدؤ...اجبتها بسؤال كذلك
(( هل هناك ما يمنع.؟؟؟))

وهي تضحك باستهبال..
(( عمي لا افهمك..بالكاد خرجت لتو من ازمة .... تحتاج الى وقت لراحة والتفكير...))
وكأني احادث نفسي....
(( ليس لدي وقت...سأعود للبلاد قريبا....))
زينة...
((وهل هذا يعني ان تتسرع بهذا القرار...))
نظرت اليها اريد ان افهم ما تعني...
(( هل زواجي من نورس قرار ليس في محله؟؟؟))
اقتربت مني....
وكأنها تهمس لي
بدت كأم تحادث ابنها
(( عمي..من يان تعرفها اصلا حتى تقرر الزواج منها بهذه السرعه ....ثم . لست انا من انصحك...ولكن......))
كنت انظر اليها
انتظرها ان تكمل...
نظراتي نحوها شجعتها قليلا...
(( عليك ان تفكر..فما مررت به ليس سهلا.... وهذا الزواج سيكون الثالث لك..... لابد ان تضمن نجاحه...))
بنبرة عاليه...(( نجاحه؟؟؟))
ليس هذا ما انتظره من هذا الزواج
لا انتظر النجاح
انما شئ اخر
نظرت لعيني ...
((الا ترغب بالاستقرار...))
زينة لا تعلم ما بداخلي
ولا تعلم ما يربطني بنورس من سنوات مضت
وتوقعت منها كل هذا
ولكن كيف اقنعها ان هذا كان لابد ان يحدث...

ولكن لا اعلم لما بحت لها بما في قلبي
عندما قلت لها...
(( لا اشعر باني سأستقر يوما....
قرارتي كلها كنت مجبور عليها..
الظروف ترغمني ....))
زينة بضيق سألتني...
(( ماذا تعني؟؟؟))
بحزن واضح علي..
((تزوجت نبيلة بطلب والدتي....
ظروف مرضها وحاجتها لان تبقى ابنة عمي معها.... ولا يصح ان تبقى في المنزل وانا متواجد فيه...
فكان قرار والدتي...اما ان اتزوجها...او ان تعتمد هي على نفسها..فوافقت على الزواج ))
كنت احاول ان اكتم حزني
لكن لابد انها شعرت به...
لذا بقيت على صمتها على غير عادتها
تنتظر مني ان اكمل
(( بعدها كنت هنا وحيدا..اكمل دراستي
ووجدت الاستقرار بالزواج
وكان زواجي من سمر بظروف تعرفينها مسبقا....))

ساد صمت غريب
انسحبت جيوش الكلمات مني
الا اني اجد ان لديها ما تقوله
اومأت لها برأسي
اشارة لها ان تقول ما تريد

كنت اشعر انها متردده في الحديث
لكنها نطقت اخيرا..
(( في كلتا التجربتين ظروف الزواج مختلفه الا أن سبب الطلاق واحد....))
كما التيار الكهربائي كانت مشاعري لحظتها
هزتني بل صعقتني

بصعوبة اخذت التقط انفاسي
ودون ان التفت لها

لاني اعلم ان ما قالته المها قبل ان يؤلمني
كانت تعني ان اي زواج لي قد ينتج عنه ولادة طفل مصاب بالعيب الخلقي نفسه..

لا ادري كيف نطقت اخيرا
(( زينة... ليس هناك تفسير طبي لما حدث...))
لم انتظر منها ان تطلب توضيحا....

اخذت نفسي بصعوبة اكبر....
(( بعد وفاة طفلي الاول احمد...ضننت ان سببه مرض ناتج عن زواج الاقارب...لذا تم الانفصال...
وقبل ان ارتبط بسمر..قمنا بكل التحاليل لفحص ما قبل الزواج....
وكان ما لم اتوقعه ليس هناك فرصة لحدوث ما قد حدث لطفلي احمد الا كحالة نادرة....
لذا اعتبرتها كما قال الطبيب حاله نادرة....
وسمر تعلم بهذه التجربة مسبقا..))
كانت نظرات زينة غريبه
نظرات كلها استغراب
(( وتكرر الامر معي...تفاجأت كما تفاجأ الطبيب نفسه الذي تابع معنا الفحص قبل االزواح))
زينة وهي تكتم عبرتها
(( وكيف فسره الطب...))
اجبتها وقد هدأت قليلا
(( لا احمل جينات وراثيه لهذا المرض...
فأسهل ما يقال حالة نادرة...ولا اعلم كيف تكون نادرة تتكرر معي اكثر من مرة))

بعد صمت ليس بقليل
(( وعليك ان تخبر نورس بذلك...))
افقت على اسمها
نورس
(( سأتحد مع عمها.....))
حتى صقعتني بسؤالها
(( انا اتكلم عن نورس وتعتقد انها ستوافق؟؟؟))
وبحركة لا ارادية مني....
قمت من مكاني وبصوت عالي
(( بالتأكيد ستوافق...))
زينة..(( انت لا تعرفها ...ماالذي جعلك تتاكد من ذلك؟؟؟))
سؤالها اثر بي كثيرا
فعلا
اعرفها منذ سنوات لكن....
مالذي جعلني اتأكد من انها ستوافق
نظرت اليها الى زينه
(( لن تفهمي يا زينة...))
لم تعلق
لانها فعلا لا تفهم سبب ما يحدث
انصرفت عنها بعد ان طال الصمت بيننا
دخلت غرفتي
وانا افكر فيما قالته فعلا
هل لها ان ترفض
هل ستفعلها؟؟؟؟
مستحيل ..........
ولم استحالة هذا الامر؟؟؟؟
وان كان حل لمشكلتها
فليست مجبرة عليها
ربما ارى انه الحل
ولكن...هل تراه هي حلا لذلك.....
ام لديها حلول اخرى
تداركت الفكرة القاسيه بسرعه
ان لديها حل اخر ...
وبعصبيه باتت الحلول تنهمر على
فيما كنت قبل لحظات لا اجد الا الزواج منها حلا فعليا
حلول قد تكون قاسيه
فعلا قاسيه...

اقلها... ربما ارتبطت بأحدهم...واباحت له بالسر....
وجد لها عذرا لما حدث بيننا....
وان حدث ذلك فعلا.... لم لم تتزوجه للان؟؟؟؟؟؟؟
ان لم تتزوجه لا يعني ان هذا الفرض غير صحيح

او ربما........
عالجت مشكلتها بعمليه جراحيه....
فما اسهل ذلك في ايامنا هذه....

اخذت نفسا عميقا
وبدأ الاطمئنان يدخل قلبي
عندما تذكرت كلامها الاخير لي
رغم انه كان مؤلم لحظتها

(( وهل لمن هي مثلي لها ان تتزوج؟؟؟؟))....

..

yassmin 11-11-10 09:56 AM



الشاطئ الــ24
الموجة الاولى


لا اصدق
عمتي هنا....
وبعد ساعات قليله سألتقي بها
صرت اجول في غرفتي
وعيناي غارقة بالدموع
كم انا مشتاقه لها
بسرعه سحبت وشاحي المرمي على الكنبة كالعاده ان كنت في غرفتي
او يلتف على شعري كما اعتدت عليه طالما انا خارجها
(( عمي... عمتي فريده هنا..في لندن... اتصلت بي....))
التفت لي عمي
وهو ممسك بالصحيفه
(( حقا... اين هي الان...))
بسعاده غامرة...
(( قالت انها في المطار...))
وهو يهم بالوقوف...
(( لابد ان نذهب لاستقبالها..لم تخبرنا مسبقا...))
مازلت نبرة صوتي تبين مدى فرحي...
(( اخبرتني..انها ذاهبه المسكن الخاص بالعم سلمان اولا ....))
ابتسمت لي الخاله ليلى...
(( واضحه انك مشتاقه لها..استريحي ابد انها ستمر علينا...))
وانا اهم بالانصراف...
(( سأخبر طلال اولا....))
وقفت قريب من السلم...
بالطبع ليس لي ان اصعد للاعلى
ولم افعلها قط
فليس هناك سوى غرف ابناء عمي...
ولكن اعتدت على الاشارة لطلال برنة على جواله
وبالفعل
بعد ثواني
كان اعلى السلم
(( نونو مابك؟؟؟))
_(( طلال عمتي فريده هنا.......))

بعد اكثر من ساعة....
مرت علي وكأنها يوم كامل..
كان جرس الباب....
لا اشعر بنفسي...
وانا اجري للخارج
افتح الباب.....
كانت هي عمتي....
ما ان دخلت حتى ارتميت في حضنها...
(( اشتقت لك...اشتقت لك كثيرا...))
وهي تمسح على ظهري بكفها الدافئ رغم برودة الجو...
(( انا كذلك نونو...))
+(( ستتركوني اقف خارجا؟؟؟))
فاذا بصوت العم ابو عبدالله يخترق حرارة اللقاء...
(( اعذرنا ابو مروة.... نورس اشغلتنا بشوقها لعمتها...))
انتبهت لنفسي...
ابتعت قليلا
وانا مازلت ممسكة بذراع عمتي...

بعدها............................................. .................................................. ......
جميعنا مجتمعين في الصاله...
كنت جالسه بالقرب من عمتي...
ممسكة بذراعها....
والى جانبها الاخر...الخاله ليلى
فيما عمي وابنائه بالاضافه للعم سلمان....
في جانب اخر من الصاله
اخذهم الحديث
التفت عمي...
(( فروودة.... عذرا ...فريدة نسينا ان زوجك هنا....))
ملأ ضحاتهم المكان
عمي...(( بالامس فقط علمنا بقدومكم....لم تخبرينا مسبقا...))
فريده..(( ما ان اخبرني سلمان...ارسلت رساله الى نورس..))
التفت العم ابو عبدالله
((للان يحب المفاجات؟؟؟؟))

لا اصدق ان عمتي بجانبي...
وكلما تذكرت اني سأفتقدها
تزيد دقات قلبي
اريد ان ابقى بجانبها دائما
رغم اني مرتاحه هنا مع عمي
الا ان قرب عمتي شئ اخر....

كانت تكلمني
وكأننا لم نلتقي منذ اعوام
اطمئنت علي اكثر عندما علمت اني سأكمل دراستي ذاتيا هنا...
وقد انهيت التسجيل للفصل الاخير في الجامعه....

تحدثنا كثيرا...
عن كل شئ...
كانت عمتي
هي نفسها بحبها وحناها
ودفئ حضنها
الا اني شعرت من نظرتي الاولى لها
انها صغرت
صغرت كثيرا....
بشكل ملحوظ
لست انا من لاحظ ذلك
جميعنا ترك تعليقا على التغيير الذي ألم بها
فهي بدون نظارتها الطبية التي استبدلتها بعدسه طبيه
ربما هي التي تعطيها عمرا اكبر من عمرها
كما ان بشرتها اصبحت اكثر نظاره
والاكثر بريق عينها
نعم انه بريق عينها الذي يدل على السعادة التي تعيشها
كم تبدو سعيده ومرتاحه مع العم سلمان
ولابد ان اسعد انا اكثر لذلك
فعمتي تستحق اكثر من ذلك.....
قضيا معنا وقت لم يكن طويل بنظري
ولكن....
لابد ان يذهبا
فالبنات في الشقه لوحدهن مع المربية....
كما تقول عمتي
كنت ارى اهتمامها بالبنات كما تطلق عليهن....
فكل حين تلتفت الى سلمان
لتسأله عنهن...
(( تظن هن بأمان بدوننا؟؟؟؟ معتادين على المكان؟؟؟؟ المربية تعرف تتصرف لوحدها؟؟؟))
كل هذه الاسئله
كان تكررها للعم سلمان
بينما هو يطمئنها انهن معتادين على المكان
فدائما يقمن فيه اثناء زيارتهم الى لندن
والمربية كذلك ليس زيارتها الاولى معهن...

يبدو اهتمام كبير من ناحيتها اتجاههن
لا ادري
ما الشعور الذي الم بي لحظتها
هل هي الغيرة..؟؟؟
ربما
بت اغار عليها..
اغار من اهتمامها بغيري
ليس البنات فقط
وانما العم سلمان كذلك
كانت نظراته اليها تخجلني فعلا
فقد انتبهت له وهو ينظر اليها..ويبتسم وكأنه يوصل لها رساله
رساله لم افهمها
لكنها
كانت تبادله نفس النظرات
هل للحب ان يبقى طوال هذه السنين
وان يتجدد باللقاء
حتى بعد الفراق

همست لحظتها بجرئه لعمتي
(( كيف هو سلمان معك ؟؟؟))
التفتت لي وابتسامه كبيرة على محياها...
(( الحمدلله.... سلمان لو بيده لحملني من على الارض.....))
كانت تقول ذلك بنبرة غريبه علي
ونظرات تحمل بريق مميز
(( لم اتوقع ان بعد كل هذه السنوات وبعد زواجه يبقي لي مثل هذه المشاعر....))

بعدها............................................. .................
في الغرفة وحدي
غادرت عمتي
سوف تبقى مع زوجها سلمان وبناته
في شقته
وانا بعيده عنها
لم تشبعني حنانا بزيارتها هذه
رغم انها وعدتني انها ستلتقي بي يوميا

الان اني بديت منزعجه
لا اعلم لم
ربما من ما لمحته من حب بينها وبين زوجها
ولم يترك ذلك انزعاجا
لابد ان افرح لها
لكن الغيرة تملكتني اكثر
كلما نبهت العم سلمان لبناته
وما ترك اثره علي
تعليقها على سلمان
رغم سنوات مرت مازالت مشاعره نفسها وان تزوج
لا ادري لم طرق تفكيري ناصر
الدكتور ناصر
ما قد يحمل لي بعد كل هذه السنوات؟؟؟؟؟؟


الشاطئ الــ24
الموجة الثانية....



بكفيه المضمومان لبعضهما
طرق على الطاولة
(( نورس؟؟؟؟؟؟))
كان ابو عبدالله في قمة الاندهاش
غير مصدق ما يسمعه من الدكتور ناصر
فالاخير طلب مقابلته
ومباشرة
فتح الموضوع معه...
(( ابو عبدالله.... انا هنا.. لاطلب الزواج من ابنة اخيك....))
كان مفاجاة قوية لابو عبدالله
لم يستطع استيعابها
ليطرق بكفيه على الطاولة.....
(( نورس؟؟؟؟؟))
_(( نعم نورس....))
نهض ابو عبدالله من مكانه
وببرود يخطو في مكتبه
باتجاه الكرسي المواجه لدكتور ناصر
ناصر ينظر اليه ...
(( بصراحه فاجأتني...))
_(( لم هي مفاجأة بالنسبة لك؟؟؟؟))
(( ربما لاني لم اتوقع ذلك.... خاصة وانك......))
لم يكمل الاستاذ فهد كلامه
بقي نظره على ناصر يبحث عن كلمة مناسبه لما سيقوله
ناصر بهدؤ...
(( تعني الظروف التي ممرت بها...؟؟؟))
ابو عبدالله...
(( ليس بالضبط....))
اخذ نفسا عميقا
وهو يقترب الى ابو عبدالله بنظره...
(( طلقت زوجتي قبل ايام... وهذا قرارها هي منذ فترة ... تقريبا بعدما وضعت مباشرة.....وقد قررت العودة للبلاد نهاية هذا الشهر....))
واكمل.....
(( هذه ظروفي باختصار........واتمنى نسبكم....))
ابو عبدالله...(( الموضوع يحتاج لتفكير.... فهناك امور كثيرة مرتبطه به...))
عقد ناصر حاجبيه لحظتها متسائل عن ما يعنيه ابو عبدالله
ابو عبدالله(( قبل كل شئ موافقة نورس... ولك ان تعلم انها يتيمة.... تربت مع عمتها ...وبعد زواج عمتها بقيت معي هنا...حياتها ليست مستقرة في الفترة الاخيرة..... وفكرة زواجها الان لم تخطر ببالنا...))
ناصر...
(( ابو عبدالله... كم اتمنى ان يتم هذا الموضوع فأنا اتشرف بمصاهرتكم....))
ابو عبدالله...
(( نحن كذلك دكتور ناصر...ولكن احتاج لبعض الوقت لاعرف رأيها ..ورأي عمتها كذلك....))
ناصر وكأنه متردد قليلا....
ولكن نطقها اخيرا...
(( ابو عبدالله..قبل ان اغادر...عليك ان تعرف بعض الامور...لتكون الصورة واضحه.....))
اومأ له ابو عبدالله...اشارة ليتحدث...
(( حقيقة كنت متزوج قبل سنوات من ابنة عمي...وتم الانفصال.... وابنة الدكتور جاسم الـ.... هي الزوجة الثانية ....))
اهتم ابو عبدالله لما يسمعه منه
وشعر ان ا هناك امور لابد ان يستفسر عنها اكثر بما ان الموضوع حساس جد ويتعلق بزواج ابنة اخيه
انها المرة الاولى التي يمر بها في هذا الموقف
فزواج اخته فريده تم من صديقه
الذي لم يتردد لحظة ان يرفض طلبه
الا ان ابو عبدالله لمح كلام اخر لدى ناصر
(( وماذا ايضا.؟؟؟ ))
ابتسم له الدكتور ناصر..لان هذا الرجل استوعب ان امور كثيرة لابد من توضيحها
(( ابو عبدلله .... اسباب الطلاق لابد ان اطلعها عليك.... ولتكون ابنتكم في الصورة.....
زواجي الاول...كان تقليدي...ونتج عنه ولادة طفل توفي بعد الولادة مباشرة............))
واكمل مع الاستغراب الواضح على ابو عبدالله
(( سبب الوفاة نفسها سبب وفاة طفلاي من زواجي الثاني......))
ابو عبدالله باستغراب اكثر...
(( والسبب لتكرار الامر معك؟؟؟ وراثه؟؟))
هز ناصر رأسه بالنفي وبصعوبه اكمل
(( ابو عبدالله... كل التحاليل تدل على عدم وجود اي سبب وراثي...وكما يقول الطبيب نعتبرها حالة نادرة..))
ابو عبدالله....
(( هل يعني انها قد تتكرر معك؟؟؟))
ناصر وهو يحاول ان يثبت على نبرة صوته نفسها
(( طبيا...وما تثبته التقارير الطبية.... ان ليس هناك فرصه لحدوث ذلك...ولكن..للأمانه....كان هذا ما قاله الطبيب لي قبل زواجي الثاني.... ولكن حدث ما حدث...))
ساد الصمت المكان
الا ان ناصر قطعه بقوله
(( ابو عبدالله.اعلم ان الموضوع ليس سهلا... اردت فقط ان اوضح لك الصورة....
ولتكن ابنتكم على علم بذلك ))
خرج ناصر
بعد ان رمى بثقل ما في صدره
فلم ينم البارحه وهو يفكر فيما سيقوله للاستاذ فهد
وكيف يفتح معه موضوع الخطبه...
وما يتعلق به...خاصه تجربته السابقه في الزواج
والمشكله التي مر بها في كلا الزواجين
ولكنه اخيرا استطاع
ترك الثقل طبعا على صدر ابو عبدالله
الذي استند بقوة على الكرسي
ما ان خرج ناصر
وهو يأخذ نفسا عميقا
ونظرات عينيه تدور في المكان
يفكر بكل ما كان يجهله عن هذالشاب
وما يجهله الجميع عنه
فلم يعلموا انه متزوج سابقا
وانه طلق زوجته الحاليه...
الافكار تتزاحم في رأسه
هل ينهي الموضوع بما ان هناك الكثير من الامور المعقده تحيط به

وهل يظلم ابنة اخيه لو رفضه دون اخبارها؟؟؟
ام يعطي هذا الشاب وابنة اخيه فرصه؟؟؟
وان اخبرها هل ستوافق؟؟؟؟
لن تنقذه من هذه الافكار سوى فروودة
هي تعرف جيدا ما يجب فعله ...
خاصة ان الموضوع يخص نورس
وهي الاقرب اليها من الجميع....
الشاطئ الـ 24
الموجة الثالثة
خرجنا من العياده
كان سلمان ممسك بكفي
وقد بدى اكثر شبابا
بالبنطال الاسود والتي شيرت الكحلي...
وابتسامة عريضة تزين محياه
قرب شفتيه من اذني
(( فروودة..سمعتي ما قاله الطبيب...))
التفت له دون ان اعلق
فقط ابتسامه تعبر عن سعادتي
وهو ينظر للافق...
(( ليس هناك اي خوف من تأخر الحمل.... يعني ليس علينا سوى الانتظار...))

اجبته...(( من يسمعك يظن ان ليس لديك اطفال....))
بنبرة عاليه
(( نعم ليس لدي اطفال من المرأة التي ملكت قلبي...))
كان اكثر سعاده مني
او ربما لم يستطع اخفاء مشاعره مثلي
بعكسي انا
بقيت صامته
ما ان اكمل الطبيب الفحص
واخبرني ان فرص الحمل لدي عاليه
فليس هناك ما يمنعها
ولكنه اقترح علي
اخذ منشطات
ان كنا راغبين في زيادة فرص الحمل

سلمان ابدى موافقته بسرعه
لم استطع ان اعارض
كنت بداخلي ارغب في ذلك
ولكن اشعر ان نترك الامر لرب العالمين
متى يكتب لنا الحمل
ولكن.....
في كلا الحالتين لن يتم الحمل الا بأذنه سبحانه
لم لا اسعد سلمان
وان كان للمنشطات عوارض سلبيه
لم لا اتحملها
فهو يستحق مني اكثر من ذلك
مازال يضغط على كفي
دليل سعادته
قطع كل هذه الافكار رنين الجوال.....
كان اخي فهد
يبدو ان الامر مستعجل
يرغب في مقابلتي
((اين ومتى؟؟؟؟))
((الان ان امكن
الموضوع يعني نورس))
ما ان قال اسمها ارتبكت زياده
طلبت من سلمان ان يأخذني اليه
الى مكان عمله
ليس علي الانتظار حتى يأتي لي بنفسه
لم يتردد سلمان
فقرر اخذي الى مقر عمل اخي فهد....
يتركني معه ليقضي هو بعض المهام الخاصه بعمله....
تبددت مشاعري بعد اتصال اخي
من فرح وامل
الى قلق او ربما رعب
لا اشعر بنفسي
التقط انفاسي بصعوبة
ماذا بها نورس؟؟؟
لن تتحمل اي مشكلة وهي وحيده بدوني.....
حتى وصلنا............................................. ................
دخلنا المبنى....
وانا اكتم مشاعري عن سلمان
الا ان من الواضح اني كنت مفضوحه امامه
واخيرا نطق...
(( فرووودة اخبرك موضوع يخص نورس..ليست مشكله..لا داعي للقلق...))
لحظات.........وانا في مكتبه
فيما غادرنا سلمان....
كدت التهمه بعيني
اريده ان ينطق
مع ان ملامحه واضح عليها الهدؤ
هذا ماقلل من مشاعر الخوف لحظتها

وكانت مفاجأته لي
صديق له تقدم لخطبة نورس
قالها كي يهدئ من اعصابي
ولكن اربكني زيادة
فهو لا يعلم عن نورس ما يخص خطبتها
لم اخبره يوما ان هناك من يتقدم لها
وهي ترفض دون تفكير حتى
استغرب صمتي....
حاول ان يفهم السبب
لم انا صامته لا اتكلم
بالكاد اخبرته
ان ليس لدي ما اقوله
فهذا امر يعني نورس
الا انه كشف ما بداخلي
من نظرت عيني
((هناك ما تخفينه عني...))

ابتلعت ريقي بصعوبه
ونظري نحو الخارج
نحو الواجهه الزجاجية للمكتب
واخبرته...
نورس ابنة اخيه كثر خطابها
منذ ان تخرجت من الثانوية
كل من جاراتي تمنتها لولدها او لقريب لها
وكل معارفنا طلبوها زوجه لاحد ابنائهم
ما ان نحضر مناسبه
حتى يأتينا اتصال يسأل ان كانت الفتاة التي برفقتي مرتبطه ام لا
ولابد ان هناك من طلب الزواج منها شخصيا ورفضته دون علمي
لا استغرب هذا
فهي ترفض اي احد يتقدم لها
دون سبب واضح
قلت كل هذا
وانا لا اتصور ردة فعله
فقد تحرك بسرعه من مكانه
ليجلس مواجها
لي
ويعاتبني
اني لم اخبره مسبقا عن كل هذا
كنت احاول ان ابرر له
اني لم ارغب ان اشغله بمشاكلنا
ولا اريد ان يضغط عليها احد
في الزواج خاصه
الا ان هذا زاد من لومه علي
فكما يقول
انه الوحيد لنا في هذه الدنيا
من غيره عليه ان يهتم بنا
كان يشير لاوراق على مكتبه
((كل هذه الاوراق تحمل هموم مواطنين هنا علي حلها
في حين اختي وابنة اخي لا اشغل نفسي بهما))
اخجلني بكلامه
صرت اتهرب من النظر اليه
الا انه فاجئني بسؤاله
ان كان احد في حياة نورس؟؟؟
طبعا لا
لم اتردد في الاجابه
ابنتي اعرفها جيدا
هدأ قليلا
التقط انفاسه
ليخبرني عن هذا الشاب....
شاب تقدم لها بالاسم
يريدها هي
يريد نورس زوجة له
اكبر منها بسنوات
من عائله معروفه
محترم
اكمل دراسة الدكتوراه هنا
و هو عائد للبلاد ليدرس في الجامعه
ولكنه مطلق....
له تجربتين زواج....
انتهيتا بالطلاق....
لم اسأل انما وجد التساؤل على محياي
اخبرني بما مر به
ومشكلة مرض اطفاله

تاهت افكاري لحظتها
كنت اخذ نفسي وانا انظر اليه
الى اخي
وقبل ان انطق اجابني
فهو يعرف فيما افكر
ويعلم انها مجازفه منا
ان ابدينا موافقتنا عليه
لكن فضل ان يخبرني
لكنه متردد هل يخبر نورس ام ينهي الموضوع معه
فكما قال هذه مجازفه
فاحتمال ان المشكله تلازم اي طفل له

كان ينتظر ردا مني
وانا الا ادري ما اقول
نورس رفضت شباب موصفات افضل من هذا
فلن تتردد في رفضه
ولكن لها الحق ان تعلم
وهي من تقرر

وكما يكشف ما بداخلي...
فلابد اني اكشف ان كان هناك ما يشغل تفكيره
جاء دوري
لاسحب منه الكلام
ما يشغله بخصوص نورس
هذا ما شعرت به
ابتسم لحظتها
وهو يخفض من صوته
فاجأني بما قاله
((كنت اتمنى نورس زوجه لاحد ابنائي
عبدالله مثلا فهو الانسب من ناحية العمر))
صمت بعدها
وبقيت على صمتي انا كذلك
وابتسامة تعلو شفتي....
نورس وعبدالله
ما اروعهما
((ليس لنا ان نخطط كما نريد
فلابد ان لهما رأيهما
ولابد ان نضع له اعتبار))
اومأ براسه اشاره منه لموافقته على ما قلته

حتى جاء سؤاله..
(( والان هل ستخبرين نورس ان دكتور ناصر تقدم لها؟؟))
فاجئني بالاسم
((ناصر؟؟؟))
ليؤكد لي
ان الشاب اسمه ناصر
((الدكتور ناصر الذي التقينا به في المطار
واخبرنا ان زوجته وضعت طفلين توأم))

وبالكاد رتبت كلماتي
لاخبره اني اتذكره الان

الا اني لحظتها في المطار خانتني ذاكرتي
لم اميزه الا بعد ان عدت للمنزل
انه ناصر الذي التقيناه قبل سنوات في المانيا برفقة والدته

استغرب فهد ماقلته
((هل تعرفينه مسبقا))
بلهفه قلت له
(( نعم... كان مرافق لوالدته في المستشفى نفسه الذي تعالجت فيه نورس...))
نظر الي بنظرات غريبه
ولكن كشفت ما يفكر فيه
ليختلط علي الامر
فهد محتار
هل من المعقول تذكرها
عندما التقينا به في المطار
وطلبها للزواج
فهو لم يلتقي بها في لندن
على حد علمه
كما زادت حيرتي انا كذلك

(( فهد... لن نستعجل بتخميناتنا... فربما لا يتذكرنا اصلا...))

وانتهى الامر بحيرة اكبر
هل نخبر نورس ام لا؟؟
وهل نقترح على عبدالله الزواج منها ؟؟

كلانا يرى الراي الثاني هو الافضل
مع عبدالله نطمئن على ابنتنا اليتيمة
وستستقر بوجودها في لندن
ولكن ليس من حقنا ذلك
عليها ان تعلم..
ولها ان تعطي رأيها...
وبذلك...
اتفقت مع اخي ان نرتب للامرين
خطبة الدكتور ناصر
وفكرة ارتباط عبدالله بنورس...




الشاطئ الــ 24
الموجة الثالثة


انهيت اتصالي لتو مع ابني عبدالله
وطلبت منه ان يأتي لاخذي من العمل
بدل عودتي مع السائق
لا انكر ان طلبي هذا لغرض في نفسي

في السيارة مع ابني عبدالله.......
ولكن لم نكن لوحدنا
جاء عبدالله برفقة ابني طلال

ترددت في فتح الموضوع
ولكن لابد من ذلك
ليس لدينا وقت
الدكتور ناصر ينتظر الرد ليرتب للعودة للبلاد
وانا بنظري لابد ان اعرف راي عبدالله
ان كان يرغب في نورس زوجة له
بقيت على صمتي
لا اجد الكلمة المناسبة لفتح الموضوع
خاصة بوجود طلال

ولكن ستكون اصعب بوجود والدتهما ونورس
لذا علي اخباره الان
(( كيف هي ابنة عمكم معكما..مرتاحان لوجودها...؟؟؟))
كان رد طلال اسرع من اخيه كالعاده
(( نورس؟؟ وكأن اخت لنا ظهرت فجأة واعطت البيت جو مختلف...))
التفت لعبدلله
(( وانت؟؟؟))
عبدالله وهو يقود السيارة
(( مثل ما قال طلال...))
سألته..
(( مثل اختك؟؟؟))
عبدالله دون ان يلتفت لي...
(( اكيد ....))
وكانت مفاجأتي لهما
(( الا تناسبك كزوجه...))
خفف السرعه فجأة والتفت لي....
لم يتكلم...
ولكن رأيت الدهشه في كل جزء من جسمه
(( ماذا قلت عبدالله...))
قالها باستغراب...
(( عن ماذا ابي...؟؟؟))
بهدؤ اجبته
(( ما رأيك في نورس زوجه لك...هي ابنة عمك ويتيمة.. والافضل ان نحتويها كعائله بشكل افضل من وضعها الان....))
لم اشعر بوجود طلال الذي صمت ولم يعلق
الا ان عبدالله اجابني
(( فاجأتني ابي....))
(( بني...اسمعني جيدا... نورس تقدم لها الدكتور ناصر... وانا قبل ذلك افكر ان اعرض عليك خطبتها....))
تجاوب معي عبدالله اخيرا
(( وهي ما رايها؟؟؟))
اجبته
(( لم اتكلم معها....اريد ان اعرف رأيك ان ترغب بها كزوجة...))
عبدالله بعد تفكير...
(( بغض النظر عن رايي ليس لي ان اخطبها بما ان هناك اخر تقدم لخطبتها...))
وضحت له الامر اكثر
(( بني موضوع خطبتك منها فكرت به من اول يوم كانت هنا.... وخطبة ناصر شجعتني على فتح الموضوع....))
واكملت,,,(( ونورس ستكون بالصورة ,,اخبرها بخطبة الدكتور ناصر...وبرغبتي بخطبتها لك..وهنا لها ان تختار....))
لحظتها وصلنا المنزل
وقبل ان ندخل...
التفت البه
((فكر فيما قلته واعطني الرد ...))

بعدها...............................
كنت انا وعبدالله امام المدخل
بعد ان تقدم والدي
اوقفت عبدالله
(( عبدالله...هل ستوافق على خطبتها...))
التفت لي عبدالله
ورفع حاجبيه دون ان يتكلم
دخل بعدها المنزل
بحركة سريعه تبعته
كانت حركة ملفته للجميع
فقط والدي من استوعبها
فيما امي ونورس تنظران الينا باستغراب
دخلت الغرفه خلفه
اعدت عليه السؤال نفسه
وكانت اجابته
(( لا ادري طلال..انا مرهق الان....))
_((عبدلله انت لن توافق...صحيح؟؟؟))
التفت لي باستغراب...
(( وما الذي يؤكد لك؟؟؟...))
_((امور كثيرة....))
وهو يضع حقيبته الجلدية على السرير
(( مثل؟؟؟؟))
ونظري اليه
_(( انت لا تحبها....))
لم يقوى على النظر في عيني
كان يعلم اني ساكشف مشاعره
واهتمامه بزينة
اخذ نفسا عميقا لحظتها..
(( لا اعرف كيف يفكر والدك...))
(( تفكير والدي من اجل نورس ليطمئن عليها...
وانت الانسب بيننا...لا تنسى اني ومحمد اصغر منها...))
واكملت له...
(( والفكرة ليست غريبه.... طبيعي ان يفكر بخطبتها لك ))
وبجرأة التفت لي وسألني
(( وانت ما يهمك بالموضوع...ان وافقت ام لا...))
_(( الموضوع لا يهمني...نورس من تهمني...
لا تتزوجها ومشاعرك لاخرى....))
بحده سألني...
(( وما ادراك انت...))
_(( ليس هذا موضوعنا....اخبر والدي ان يكلم نورس بخصوص خطبة ناصر فقط...لأنك لا تفكر بها كزوجة..))
بضيق اجابني...
(( انا صاحب القرار...))
_(( هل يعني انك ستخطبها...وان وافقت تتزوجا....وانت لا تحبها اصلا...))
بنبرة منخفضه
(( طلال..اشعر ان هناك ما تخفيه عني....))
ارتبكت لملاحظته
الا ان اجبته ...
((ماذا قد يكون؟؟؟ انا فقط لا اريد ان نظلمها لاي سبب...))
عبدالله وهو يفتح باب الغرفه
(( لو اني لا اعرف علاقتك بزميلتك التركية ..لفكرتك انك تريدها لنفسك....))
تابع وهو وهو يشير للخارج
(( اخرج الان...واخبرهم اني لا اريد غداء...))


yassmin 11-11-10 09:59 AM





الشاطئ الــ 24
الموجة الرابعه

[color="sienna"]
تناولنا وجبة الغداء
في هدؤ
فعادة يمتعنا طلال بتعليقاته
الا انه صمات على غير عادته
كذلك عمي
لم يسأل حتى عن سبب غياب عبدلله
كنت المحه ينظر الي وكأنه يفكر في امر ما
الخاله ليلى تائهه مثلي
لا تد ري ما سبب هذا التغيير
حتى بعد انتهائنا من الغداء
واجتماعي مع طلال في المطبخ كعادتنا نساعد والدته
بقي على صمته
لابد ان هناك ما يشغل تفكيرهم
ولا ادري ماهو؟؟؟؟

حتى جاء اتصال عمتي....
(( اهلا عمتي..اين انت؟؟؟اتصلت بك صباحا لم تجيبي...))
_(( كنت مع سلمان في مشوار...))
(( متى ستزورينا؟؟؟))
_(( بعد العصر..ازورك مع البنات....ما رأيك؟؟؟))
(( رائع... انتظرك....))
انهيت مكالمتي
وانا في قمة السعادة.....
سألتقي بعمتي
بعد ساعات.....
حتى كان اتصال اخر
لكنه من زينة......
لا ادري لم ترددت في الاجابة عليها
لكني اجبتها
رحبت بها
كما كان ترحيبها بي
كان اتصالها لمجرد الحديث
شعرت ان لديها ما تقوله
لكنها متردده
ارتاح لهذه الفتاه كثيرا
اشعر بوحدتها
لاني امر بها احيانا كثيرة
كنا نتحدث عن الجامعه وامور التسجيل فيها
واخبرتني انها
غير متشجعه لبدء الدراسه للفصل الجديد
لكن ليس لديها خيار اخر...
كانت تردد علي دائما
كيف اننا لم نلتقي في الجامعه؟؟؟
احببت هذه الفتاة
شعرت بانها تخفي بداخلها حزن دفين
تخفيه بمرحها وضحكاتها
وبابتسامتها الدائمة
كما اخفي همومي بصمتي وعزلتي
اخذنا الحديث طويلا.....
حتى انتبهت لصوته
قريب منها
كان الدكتور ناصر يحادثها
بنبرات صوته التي تربكني
استئذنتتي لتنهي المكالمة
رميت الجوال على السرير
وانا افكر في هذا الرجل
الذي صار يلاحقني في كل مكان
في الوقت نفسه.............................................. .................................................. ..............

(( كنت مع الاستاذ فهد..كلمته بخصوص نورس....))
لم اعلق على كلامه فليس لدي ما اقوله
التفت لي...
وانا استند على الكنبة
(( زينة... ماذا يضايقك؟؟؟))
_((لاشئ عمي...لكني افكر باختيارك لنورس...))
(( ومابه اختياري...؟؟؟))
_(( لا ادري عمي,,, لكن بعد تجربتك الاخيرة ارى ان تفكر طويلا قبل ان ترتبط....))
وكأنه يحادث نفسه ....(( كان يجب ان يحصل منذ سنوات...))
لم افهم ما يعني....
_(( منذ سنوات...؟؟؟؟...))
دون ان ينظر الي...
(( اعني ان ارتبط بفتاة مثل نورس....))
_(( وماذا تعرف عن نورس؟؟؟))
صمت لم يجب على سؤالي.....
اعدت عليه السؤال نفسه
وهو يهم بالانصراف نحو غرفته
(( اعلم انك لن تكفي عن طرح الاسئلة....اتركك الان....))

اشعر ان ضايقته باسئلتي...
ولكن اشعر ان يخفي عني امر
يخص نورس...
والا كيف هو مصر على التقدم لها
في هذا الوقت بالذات
تذكرت كيف خرج من تجربته مع نبيله ابنة عمه
بوضع نفسي سئ جدا
سافر بعدها مباشرة لاكمال دراسته
ولم يفكر مطلقا بالزواج
الا بعد ان التقت به سمر
وهي من ادخلت فكرة الزواج في تفكيره
وتجربته مع سمر مختلفة....
علاقته بها كانت كلها ألفه
معها انشغل عن كل شئ حتى عني
وانا ابنة اخيه التي لا يفارقني ولا ينشغل عني ابدا
وكانت صدمة له مرض الطفلين ووفاتهما
ثم انفصاله عنها

كيف يقرر بهذه السرعه الارتباط
وبنورس بالذات
وهو على ثقه ان قراره صائب
يتزوجها ويعود معها للبلاد
اشعر ان هناك ما يخفيه عني
وان لم يخبرني به هو لن اعرفه
حتى من نورس
ان كانت الاخيرة تعلم اصلا بما يفكر به عمي....

اشعر ان حلقه مفقودة
حلقة تربط عمي بنورس وقرار الزواج منها


الشاطئ الــ 24
الموجة الخامسه


لابد انها عمتي
اسرعت للخارج
كانت عمتي..برفقة ثلاث بنات صغيرات
اثنتان ممسكتان بكلتا كفيها
والثالثه ممسكه بطرف العباءة
جلسن بقربها
ونظراتهن موزعه علينا بخجل
عمي والخالة ليلى وطلال
اقتربت من عمتي
حينها وقبلتها
كانت تبدو في قمة السعادة والطفلات من حولها
نزلت لمستواهن
رحبت بهن
وهن واضح عليهن الخجل
كن قريبات من عمتي
تبدون متعلقات بها
لاا ادري لم كدت اضعف لحظتها وابكي
نعم كدت ابكي متأثرة بهذا الموقف

تذكرت نفسي قبل سنوات
بعد ان فقدت عائلتي
كيف كنت اعيش بخجل منعزله عن الجميع
ماعدا عمتي
التي كانت بقربي دائما
كنت مثلهن
ما ان تصحبني معها
ابقى لصيقه لها
رغم اني اكبر منهن بكثير
كيف هو شعورهن بفقدان والدتهن وهن بهذا السن
قد يكون الامر اقسى...
لحاجتهن لها
وقد يكون ابسط مما اتصور
فصغر سنهن يجعل من اسهل عليهن الارتباط فرد اخر
عوضا عن والدتهن
كانت عمتي تعرفهن بي...
(( هذه ابنتي نورس...))
التفت اصغرهن...
(( ماما...حقا هذه ابنتك...؟؟؟))
ضحك الجميع على سؤالها البرئ
ولكن
شئ اهتز بداخلي
كانت تناديها ماما
في اسابيع قليله تعلقن بها واصبحت ام لهن
لم افكر يوما ان انادي عمتي امي...
ما هذا الشعور الذي اعتراني فجأة
هل هو احساس بالغيرة....
فجأة انسحب عمي من المكان...
والخالة ليلى برفقته
وبقيت معهن برفقة طلال....
كان طلال مشغول بالصغيرات
يسألهن ..وهن يجبن عليه ببراءة الاطفال
مروة ومرام ومريم
واضح ان مروة اكبرهن...
ولا اجد فرق في السن
بين مرام ومريم


وعمتي سعيده بقربها منهن....





في الوقت نفسه.............................................. ................................
(( وهل هذا موضوع تخفيه عني..مع ابنك؟؟؟))
التفت لها عبدالله
(( لا امي... قبل ساعات فقط كلمني والدي بالموضوع ))
ادرات بنظرها الى زوجها
(( ام عبدالله... ليس هناك سبب لنخفي الموضوع عنك....اليوم فقط....جاء من يطلبها مني...وفكرت اسأل عبدالله قبل ان افتح الموضوع مع الفتاة...هل تعارضين خطبته لها؟؟؟))
ام عبدلله..(( بالعكس... نورس مثل ابنتي...وليس هناك افضل منها لابني البكر...))
كانت نظرات الوالدين نحو عبدالله
الذي بدى جامدا مكانه
ولكنه نطق اخيرا
(( احسنتم باختيارها لي...ولكني لا افكر بالارتباط الان...))
والدته بحده..
(( ماذا يمنعك؟؟؟؟))
والده في هدؤ...
(( هل تحتاج لبعض الوقت؟؟؟))
بسرعه جاء الرد منه
(( ابي..ابنة عمي لها الحق في الاختيار..الدكتور ناصر تقدم لها... خذ رأيها....ربما توافق عليه....))
ابو عبدالله..(( هل تعني انك لا تريد ابنة عمك...))
دون ان يلتفت اليه
(( اسف ابي لكني لا افكر بالزواج الان....ولا اريد ارتبط بها وانا متردد هكذا...واظلمها معي...))
والدته باستغراب...
(( تظلمها... بماذا تظلمها؟؟؟؟))
تقدم ابو عبدالله نحو الباب...يهم بالخروج...
(( انتهى الموضوع ام عبدالله.... ابنك لا يرغب بنورس زوجه....لن نرغمه على ذلك......))


لحظتها............................................ .....
كان طلال يجول ببصره
يبحث عن والداه...
وتفاجأ بقدومهما برفقة عبدالله
وبحركة سريعه
اتجه الى عبدالله
اقترب منه
مواجها له
وكاد يلتصق به
دخلا بعدها المطبخ مباشرة
(( ما بك طلال؟؟؟ ماذا تريد؟؟))
-(( ماذا قررت؟؟؟))
(( بشأن .........؟؟؟؟))
_(( عبدالله تعلم ما اعني....كنت مع والدي تحدثهما بموضوع نورس؟؟؟))
(( طلال..لن اتزوج نورس.... فكرة الزواج ليست ضمن مخططاتي...))
اخذ طلال نفسا عميقا....
وهو يبتسم
(( تبدو سعيدا بقراري....؟؟؟))
_(( ليست سعادة... لكني ارتحت لقرارك... فنورس لا تناسبك...))
(( ولم رأيك هذا؟؟؟))
وهو يهم بالخروج...
_(( لاني ارى ان فتاة مثلها لا تصلح زوجة لك...))
(( ومن الزوجة التي تناسبني برأيك؟؟؟))
_(( فتاة.. مرحه تملأ هذا البيت بضحكاتها...افضل من صمت ابنة عمك...))
امسك عبدالله كأس قريب منه
ورفعه وكأنه سيرميه على اخيه
الذي فر من المكان وهو يضحك بصوت عالي...

سكت فجاة عندما لمح والده وفريده لوحدهما...
لابد انه يطلعها على الامر...
اخذ يبحث بنظره عن البنات الصغيرات..ونورس كذلك
حتى اتى صوتهن من غرفة نورس
طرق الباب
فتحت له نورس الباب
واشارت له بالدخول
لاول مرة يدخل غرفتها
ولكن هذه المرة كان الجو ممتع فيها
فكما يبدو انها تلعب مع البنات
وترغب ان يشاركهن اللعب...
استند طلال على الباب
وهو يرى كيف كسبتهن نورس في لحظات
كانت تخفي خاتمها في احدى كفيها
وهن يتوقعن في اي كف؟؟؟
ضحكاتهن تملأ المكان....
الا ان عقله كان فيما يحدث في الصاله
وما يدور من حديث بين والده وعمته

في الوقت نفسه.............................................. ...............
(( هل يعني ان نخبر نورس بخطبة ناصر لها؟؟؟))
ابو عبدالله...
(( من حقها ان تعرف..ولها حرية القرار..طبعا بعد ان تعرف كل ظروفه...))
وبثقه...اجابت فريده
(( لن توافق .....ابنتي ....اعرفها جيدا))
نهض ابو عبدالله من مكانه...
وبصوت عالي....
(( نورس بنيتي..تعالي هنا...))

حينها التفتت نورس ناحية طلال
باستغراب
(( كأن والدك يريدني....))
(( نعم انه يناديك...))
همت بالخروج والفتيات تتبعنها....
وقبل ان تخرجن خلفها
(( ما رايكن ان تبقين معي.....لحظات وتعود نونو....))
التفتت له نورس
في حين غمز لها كعادته
اشارة منه لتخرج لترى عمها

كانت قلقه
يبدو ان امر مهم يخصها
لتطلب عمتها ان تذهب مع الصغيرات الغرفه وتنفرد بعمها
وبعدها يطلبها عمها لتشاركهن الحديث
(( تعالي ابنتي اريدك في موضوع....))

كنت تبعد القلق عن قلبي بنظري ناحية عمتي
جلست مقابل لهما
التفت لي عمي
(( نورس بنيتي...افهمي ما اريد قوله..ولك حرية القرار...))
كنت انظر لهما بصمت
انتظر لما يريد ان يقول...
العمة فريده...
(( نورس هناك من اتصل بعمك وطلب الزواج منك...))
ليس لي ان اصف مشاعري لحظتها
فكرت في كل شئ
الا هذا الامر
لم اتوقع ان اكون في هذا الموقف ومع عمي هنا في لندن
لا اعرف ماذا علي ان اقول
مع عمتي كنت ارفض وبصعوبة
فكيف الان وبوجود عمي
بقيت على صمتي
وانا اردد بداخلي مستحيل....

لكني صامته
اسمع ما يقولانه
هذا ما استوعباه من صمتي
اني اسمع ما يقولانه
عمي...(( جائني اليوم... وطلبك مني....واريدك ان تفكري بالامر.جيدا وتعطينا رايك..))
وجهت نظري لعمتي
كنت اشعر ان عيني فقط من تتحرك في جسدي كله
عمتي...(( هو عرض كل ضروفه لعمك..ليخبرك بها....وعلى اساسها نسمع رأيك...))
كان عمي يتحدث عنه..
واعتقد انه مدح لهذا الشاب
(( شاب محترم...درس هنا. وسيعود للبلاد ويستقر فيها....وكما اخبرني
فهو تزوج سابقا مرتان..وانفصل...رغم صغر سنه....فهو في بداية الثلاثين من عمره ))

كنت احاول ان اركز فيما يقولانه
واربط بين كلامهما
التفت لي عمتي وهي تبتسم لي كعادتها...
(( ناصر... الا تتذكرينه... والدته التي كانت تتعالج في المستشفى نفسه الذي تابعت علاجك فيه منذ سنوات...في المانيا))
التفت عمي لها..
(( فريدة... ماذا تقولين..لا اعتقد انها ستتذكره.... لكن لا انها تعرف بأنه نفسه عم زينة...))
كنت اتلقف منهما الكلمات
لاستوعب ما يقولانه
ومن يعنيان بكلامهما
وهل غيره
عم زينة
الذي التقيته قبل سنوات كما قالت عمتي
التفت الى عمي
وانا في صراع داخلي
كنت ارغب اصرخ باعلى صوتي
بأني اتذكره
اتذكره جيدا
ناصر الذي كان معي في المانيا
تبعني بنظراته
نظراته التي بها سلب مني كل شئ
سلب مني اغلى ما املك
بجهالة مني

كانا يتحدثان لا ادري ما يقولانه
ولكني افكر فيما قالاه
تزوج مرتان
وانفصل
ليطلب مني انا الان الزواج
كم اكرهه
اكرهه
طوال هذه السنوات
كان يعيش حياته
ويبدل زوجه باخرى
وقد جاء دوري الان
وقفت فجأة
وانا اريد ان انطق لكن الكلمات لا تخرج من شفتي مطلقا
فقط عيني تدور في المكان
اشعر بان كل ما حولي يتحرك
يدور حولي
ولم اشعر بنفسي بعدها


نهاية الشاطئ الــ 24

الشاطئ الــ 25
الموجة الاولى


اخبرت والدي
بقراري
((لا افكر بنورس كزوجة))
وكان فعلا هذا ما اشعر به
لا انكر
اني لن اتردد
لوكانت هذه الفكرة
قبل ان التقي بها
التقي بــ زينة
فــ نورس صورة للفتاة التي يتمناها اي شاب مثلي
سابقا اتصور بأني سأرتبط بفتاة مثلها
في كل شئ
لكن زينة قلبت كل موازيني
وليت وقف غزوها عند هذه الحدود
الا انها ابدلت كل شئ بداخلي
وغيرت تفكيري
فلم اعد اراها
فتاة مستهترة غير مباليه
متحررة بكل شئ
اراها كفراشه
تنطلق بحرية
وتتعامل مع كل من حولها بعفوية وبساطة
هزمتني فتاة
مثل كل الفتيات الاتي تجنبت يوما
حتى النظر اليهن
وها انا امامها
مهزوم
القيت بكل اسلحتي
امام نظرة من عينيها
ولكنها ابدا لم تشعر بي
ليس لاني استطعت ان اخفي انهزامي امامها
لانها لم تجدني يوما امامها رجل عاشق
لم تشعر بي
رغم طوفان المشاعر الذي يعتريني ما ان المحها
لكنها في عالم ثاني
ولا اعلم ان كان قلبها ملك له
لـ نبيل او لغيره
ومازلت اجهل امور كثيره عنها
فكل مرة التقي بها
اكتشف شئ جديد
وكأنها في كل مرة
تحتمي بهالة مختلفه

زادت نبضات قلبي
ما ان خطر ببالي
ان اتصل بها
رغم انها طلبت مني مسبقا
ان اطلعها على المكتبات هنا
وليكن هذا سبب لاتصالي بها

بحثت عن اسمها في الجوال
butterfly
كما اراها انا
فراشه....
...............................
لم تجب على اتصالي
في اللحظة نفسها ندمت على اتصالي

لكن....
لكنها لا تعرف رقمي..ولا تدري اني المتصل
لم تعني رفض اتصالي
ولكن لم كل هذه الافكار
حتى ظهر اسمها على الشاشة
butterfly يتصل بك.....

(( مرحبا....))
_(( اهلا زينة....))
(( اهلا بك.... من؟؟؟ لم اعرفك؟؟؟))
وانا في اشد الندم على اتصالي..انها لم تعرفني ختى....
_(( عبدالله....عبدالله معك...))
تغيرت نبرة صوتها فجأة...بنبرة عالية.....
((اهلا عبدالله كيف حالك..اعذرني...رقمك غير محفوظ عندي...))
ابتسمت مع نفسي..وكأنها فعلا امامي تحادثني
_(( لا عليك.... كنت ارغب باخبارك عن المكتبة التي اتعامل معها للحصول على المراجع..هنا في لندن...))
ابدت اهتماما اكثر....
(( لم اتوقع انك تتذكر طلبي عبدالله....))
لم اجد ما اقوله ... كم اخشى ان يفتضح انهزامي امامها...
_((............................................... ....................))
باهتمام سألتني...
(( ما اسمها..وعلى اي شارع؟؟؟؟؟))

ببرود سألتها
_(( تذهبين لها لوحدك؟؟ ستدلينها؟؟؟))

(( ان لم اعرف الشارع... اصطحب عمي ...نبيل كلاهما يدلان لندن جيدا....))
نبيل مرة اخرى..... لا اعلم لم يدخل في اي موضوع ...
لا ادري من اين اتيت بالشجاعه لحظتها

_(( ان رغبتي نذهب.... انا كذلك احتاج لبعض المراجع...))
(( ان كان كذلك... نتفق على يوم نذهب معا....))
بحماس مني.....
وقد بدى سهلا تبادل الحديث معها
_(( ما رأيك... غدا؟؟؟))
(( كما تريد...ولكن اي وقت؟؟؟))
_(( متى يناسبك....؟؟))
(( ما يناسبك انت...ربما تكون مشغول بدراستك...))
_(( اخبرتك اني بحاجة لذهاب ايضا...اخبريني متى يناسبك؟؟؟))
(( ما رأيك..بعد صلاة العصر...))
انهيت مكالمتي معها
انشرح صدري فجأة
وهي تعطي موعد على اساس موعد الصلاة
قد يظهر التزامها بها
هذا ما شعرت به لحظتها
عادت بي الذكرى
عندما لمحتها بلباس الصلاة
خارجة من غرفة نورس
وهي ترتديه
تبحث عن من يأخذها للمستشفى
لزيارة عمها
كانت رائعه
اروع من كل مرة اراها وهي في كامل زينتها

فتح باب الغرفة فجأة
بدون استئذان
واخيرا استوعبت ما قاله محمد...
وهو يأخذ انفاسه بصعوبة.....

(( عبدالله...... نورس اغمى عليها ....))






الشاطئ الــ25
الموجة الثانية



(( نورس..حبيبتي....كيف حالك الان...))
بصعوبة نطقتها
(( الحمدلله))
كانت نورس مستلقيه على سريرها
وعمتها فريده
جالسه على طرف السرير
تمسح على شعرها
في حين
عمها والخاله ليلى
وقفا قرب السرير
ونظرات قلق منهما
مازالت العمة فريده تمسح على شعرها
العم ابو عبدالله... بصوت كله حنان..
(( بنيتي..ماذا حدث لتفقدي وعيك هكذا..هل الامر يتكرر معك؟؟؟))
اجابته العمة فريده
(( لا اذكر انها فقدت وعيها بهذه الصورة...))
الخالة ليلى بابتسامتها الدائمة
(( ربما لم تأكلي جيدا..اهتمي بنفسك نورس...))
العم ابو عبدالله
(( لا تدعينا نقلق عليك مرة اخرى....))
هما بالخروج....العم ابو عبدالله وزوجته
فيما بقيت العمة فريدة معها
(( نونو ماذا تشعرين الان؟؟))
_(( لا شئ ...عمتي...))
(( نحن لوحدنا الان... اخبريني ان كنت تخفين عنا شئ...))
اطالت النظر الى عمتها
وهي تحبس دموعها جاهده
(( كما تريدين بنيتي...سأتركك الان...نامي قليلا لترتاح...))
وبصعوبة نطقت نورس..
(( ستذهبين؟؟؟))
وهي تبتسم لها..
(( عمك سلمان ينتظرني..وتركت البنات لوحدهن.... ازورك غدا صباحا.....))
انصرفت العمة فريده
فيما نظر نورس
الى الباب وهو يغلق خلفها
لحظتها سمحت لدموع ان تنهمر من عينيها
لطالما رغبت ان تبقيها عمتها لوحدها
في غرفتها مع حزنها ودموعها
لكنها الان تريدها معها
لانها تعلم
ان اهتمام عمتها الان ليس لها وحدها
فهناك اشخاص يتقاسمن معها
ربما حبها لها لم يتغير
ولكن حياتها تغيرت
ولديها مسئوليات اخرى
واشخاص يعتمدون عليها
في كل شئ
ولم تعد هي فقط ابنتها
هناك ثلاث فتيات
بحاجة لها اكثر منها هي
اخذت نفسا عميقا
وهي تسترجع
ما حدث
وسبب انهيارها فجأة امام عمتها وعمها
ليبدأ قلبها بالخفقان اكثر
خطبة ناصر
والمفاجأة التي لم تتوقعها
لم يتوقع احد ان هذا هو السبب
خطبة ناصر
رغبته ان تكون نورس زوجة له
لحظتها شعرت كما الطعنات في صدرها
يرغب بها زوجة ثالثه
تزوج قبلها مرتان
عاش حياته بطولها وعرضها
لم يظن هناك ما يزعجه
او ما يضيق به صدره
او يجعله يسهر الليالي في بكاء
كما يحدث معها
ليس لديه ماضي
يخجل منه
كما تخجل هي حتى من ذكره
ولا تعلم ان باح بسرهما لاحد
لحظتها
بدأت تشعر برجفه في جسدها كله
تحركت بصعوبة
واسندت ظهرها على السرير
وهي تدفن رأسها على ركبتيها القريبه من صدرها
تريد ان تخفي نفسها عن نفسها
كم هو مؤلم هذا الشعور
ان تكوني دمية يمرح بها احدهم
دون ان يبالي بمشاعرك
او رغبتك
هذا ما يفعله ناصر بها
كل هذه الاحاسيس بداخلها
هذا ما تفسر به تصرفات ناصر معها
ولا تعلم بأي عذر لها ان ترفض طلبه هذه المرة
وخاصة انها المرة الاولى التي
تتم خطبتها من عمها
ولابد انه من الصعب ان يقبل برفضها دون ابداء اسباب مقنعه
تذكرت صديقتها سمر
تعليقها على
رفضها لخطبة احدهم
وكان استاذ جامعي
(( لو كان هناك رجل من عائلتك يخطبك منه...لما استطعت ان ترفضي فقط لانك لا ترغبين.....))
وهذا ما تشعر به الان
ليس من السهل ان تؤثر على عمها
وما اقلقها الان
ان هذا امر لم تتوقعه يوما
ان يتقدم احدهم لها عن طريق عمها
فكم هو صعب رفضها دون سبب مقنع
ياترى
ان استطاعت ان ترفض ناصر
وهذا شئ بديهي بالنسبة لها
ولا يحتاج لتفكير
ربما سهل الان
لانها المرة الاولى
ولكن ان تكرر وتقدم لها اخر
ماذا سيكون عذرها
بماذا تبرر رفضها للزواج
تشعر انها باتت محصورة في زاوية
لاتجد لها مخرج
ولا حتى فرصة للتفكير
والحل الوحيد
لينتهي المها
هو ان تفارق الحياة
وهل هناك حل اخرلمشكلتها غير الموت



الشاطئ الــ 25
الموجةالثالثة

خرج العم فهد من غرفة نورس وتبعته زوجته
وبعد لحظات كانت فريده تتبعهما
حيث كان سلمان ينتظرها في الخارج
غادرتهم وهي توصيهم على نورس
غادرتهم بقلق والم
كان عبدالله وطلال ومحمد
في الصاله...
ينتظرون بقلق ان يفسر لهم احد ما حدث

وكان هذا ماحدث
اقبل والدهم نحوهم
وواضح على ملامحه الارتياح بعكس ما كان عليه قبل لحظات
اخذ مكانه على الكنبة
(( لا تقلقوا البنت ليس بها شئ..))
الخاللة ليلى,,,
(( قد يكون بسبب قلة الاكل....))
طلال...
(( هي بخير الان؟؟؟))
والده بهدؤ..
(( كما قلت لكم بخير...))
عبدالله...
(( ماذا حدث بالضبط..لتفقد وعيها فجأة؟؟؟))
كان محمد صامت
مذهول
ليس له القدرة على التعليق
بعد ان راهم يسندونها متجهين لغرفتها
تعليق عبدالله كان كالتنبيه الى والديه
(( لم يحدث شئ... فقط كنا نحدثها عن خطبة الدكتور ناصر...لم نكمل الحديث حتى....))
التفتت الخالة ليلى الى زوجها
(( تعتقد موضوع الخطبة سبب لها ذلك؟؟؟))
اطال االعم فهد النظر الى زوجته
وكأنه مستغرق بالتفكير
حتى اجابها
(( ولم يغمي عليها؟؟لا اعتقد انه سبب...))
لم يعلقوا على شئ
فليس لديهم المعرفه لتفسير ماحدث
ومازالت نورس بالنسبة لهم ليست واضحه
فنادرا ما تتحدث عن نفسها
تستقبل اي شئ واي فعل من اي احد
دون ان يعرف من حولها ما تخفيه






الشاطئ الــ 25
الموجة الرابعه

سلمان وهو يدخل شقنهم
(( فروودة لا تقلقي.... امر طبيعي ما حدث لها..وقد يكون دلع بنات))
فريده وهي ترمي بحقيبتها
وتهم بخلع عبابتها
(( لا سلمان...نورس ابدا لم تتدلل يوما على احد..عاشت معي يتيمة...ولم تعطني هذا الاحساس يوما))
سلمان....
(( ان كنت قلقه عليها لم عدت...من الافضل ان تبقي معها...))
التفتت اى سلمان
وهي ترى الجديه في كلامه
(( فكرت بهذا..لكن نورس كبيرة تعتمد على نفسها وحولها اخي فهد وعائلته ..كانوا فعلا قلقين عليها...))
واكملت...
(( لكن بناتك ليس لهن غيري...))
وهو يقترب منها...
ويمرر اصابعه في شعرها
(( وانا اين ذهبت...))
وهي تتعمد ان تبتعد عنه...
(( انت ما ان تضع رأسك على الوساده.... ستغيب عن وعيك ولن تدري عنهن..))
وهو يتصنع الغضب..
(( ومن كان يهتم بهن قبلك؟؟))
تتقدم نجو غرفة البنات
(( بدور.... ))
ودون ان تنتظر منه ردا..(( كيف حالها اختك منذ ان تزوجت نستنا...))
وكعادته...(( وكم اتمنى ان تكوني نفسها تتزوجين وتنسين من حولك....))
فتحت باب غرفة البنات
وبقيت واقفه
تنظرللداخل
(( في نوم عميق ما شالله عليهن...))

.................................................. ....
سلمان وفريده في غرفتهما
فريده تمشط شعرها
وسلمان كعادته
ينظر اليها
وكل حواسه معها
وعادة ما تتلقف منه بعض كلمات الغزل
الا ان هذه المرة تحدث عن امر اخر...
(( فروودة...لم نورس لا تتزوج احد ابناء عمها.... طلال مثلا؟؟؟))
دون ان تلتفت له...
(( طلال اصغر منها...))
وكأنه يحدث نفسه,,,,
(( حقا؟؟؟ لم اكن اعلم..... شكلها اصغر منه....وماذا بها ان تزوجته وهو اصغر منها...؟؟))
التفتت له بحركة سريعه...
(( ماذا قلت؟؟))
وهو يكتم ضحكته
(( اقول مثل عمتها تزوجت من هو اصغر منها..ولكن ليس هناك فرق واضح))

وهي تهم بالابتعاد عن المراه
(( لن اجيب على تخاريفك؟؟؟))
بحده ..(( تخاريف...انا كلامي تخاريف...))
ممسكة بجوالها دون ان تعيره اهتمام
لكنها نطقت ...(( تخاريف ..نعم...كبر السن له دور كبير...))
ضحك سلمان على تعليقها
فيما صارت تقلد على ضحكته وكأنها غير مبالية
ليفاجئها بفكرة اخرى جعلتها ترخي يدها الممسكه بالجوال في حضنها
(( عبدلله شاب رائع..وطبعا اكبر منها ...لم لا تتزوجه؟؟))
اطالت نظرها اليه
وهو في استغراب من ردة فعلها
(( كنا نفكر بهذا...وفهد خطط لخطبتهما))
واكملت وهي تضغط على ازرار الجوال
(( لكن عبدالله رفض الفكرة..يرى ان نورس اخت لا اكثر............))
صرفت نظرها عنه....
(( الو..نونو حبيبتي..كيف حالك؟؟بخير؟؟؟؟؟؟؟؟))





الشاطئ الــ 25
الموجة الخامسة


يشعر انه الوحيد الذي يعرف السبب...
يعلم ان
هناك علاقة تربطهما ببعض
نورس وناصر
ولكن ما قد تكون هذه العلاقة؟؟؟؟
أكثر من موقف
في ذاكرته يؤكد ذلك
اولها............
رؤيته لدكتور ناصر اول مرة في الجامعه
لفت انتباهه نظراته الى نورس
وهو يهم بدخول الغرفة الدراسية
يتذكر جيدا كيف كان ينظر الى نورس
وهي تتحادث معه ومع نبيل

قبل دخولها للمحاضرة
لكن في تلك اللحظة لم يميزه انه ناصر الذي تصادف ان التقاه في لندن

كانت نظرات غريبه من استاذ لطالبته


ومرة اخرى.... تأكد ان نورس تخفي امر يجمعها مع استاذها
عندمالمحها تحادثه
في موقف المقهى الذي التقيا فيه
قبل سفره

لم تكن نورس تشعر بما يدور حولها
فعندما صعد طلال السيارة
اشار لها انه عائد للمنزل

وانتبه لها عندما تحرك قليلا
انها مازالت في موقف السيارات
وان هناك سيارة تقف خلف سيارتها

ظن ان احدهم يعاكسها
كان يهم بالعودة اليها

الا انه تراجع
لانها كانت تحادث صاحب السيارة
الذي اقترب منها
تحادثه بهدؤ


كان استاذها
تحادثه بضيق واضح
لحظات وانصرف عنه سريعا
لم يعرف ما عليه فعله حينها
كان يرغب في مصارحة نورس
لكن موضوع خطبة عمتها
والضيق الذي الم بها لحظتها
جعله يتردد في الحديث مع نورس
ولكنه بقي قلق عليها
يعرف اخلاقها وحسن تصرفها
لذا بقي على حيرته
وكان ينتظر وقتا مناسبا
ليعرف منها جيدا
ما يجمعها به

واستنتج بعدها
ان سبب دعوتها له ليتحدثا خارج المنزل
قد يتعلق بهذا الاستاذ

ولتكشف له عن ما قد يربطها بأستاذها

رغم ان حديثه عن صديقته جلنار
تشجيع منه لتتحدث
وتخبره
لكنها لم تفعل

ما يقلل من قلقه عليها
انه يعرف اخلا ق نورس
وتأكد من ذلك طوال اقامته معها ومع عمتها
فهو لم يرى ما يسئ لها ابدا
لذا لم يسئ الظن بها

حتى كان لقاء اخر يجمعهم به
في المطار
وقف يحدثهم يعرفهم بنفسه

لا ينسى نظراته الى نورس..
وكيف كانت تتهرب منه
ومن حديثه معهم

ولم تنطق...او تقول انه استاذها في الجامعه
وانما تجاهلته
بضيق واضح
في حين هو بقي نظره عليها طوال الوقت

كان طلال محتار فيما يجمعهما
لكن ابد لم يتصور انه قد يكون امر سئ
خاصة عندما عرف انه متزوج
وسعيد بعودته لانه سيلتقي بطفليه
وهذا شئ طمئنه كثيرا

واقتصر فكره
ان ما قد يكون بينهم سؤ تفاهم بين طالبه واستاذ
وهذا يحدث كثيرا


وفي لندن

تأكد ان الامر اكبر من ذلك

عندما اصطحبها معه للمستشفى
ليوصل الكيس الخاص بــ زينة
كانت متضايقه من صحبتها له لحظتها
ورفضت ان تدخل معه لغرفة الدكتور ناصر

حاول ان يركز على تصرفاتها
قد يستنتج شئ منها
حتى لمحها معه
تحدثه في الممر
واقفا امامها بلباس المستشفى
يتبادلان حديث لم يسمعه
لكن واضح على كلاهما الضيق
ونورس تكتم دموعها
كانا يتحادثان
دون ان ينظران لبعض
ربما استرق ناصر النظر اليها لحظات
لكنها ابدا لم تلتفت اليه

حتى دخل ناصر غرفته
كان يرغب ان يفاجئهما
ليفهم منهما ما يحدث

لكنه لم يقوى
لم يقوى على التقدم منهما اكثر
كما حدث
امام المقهى

رغم انه حاول ان يفهم منها
الا انها بررت له ضيقها
وجودها في المستشفى
تأكد حينها انها لاترغب بأن تخبره
ولن يستطع اجبارها
الا انه يعلم انه سيأتي الوقت المناسب
ليطمئن على ابنة عمه
كان يشعر بانه لابد ان يواجهها يسألها
لكنه لم يجد فرصه لذلك

حتى فاجئه والده بطلب ناصر الزواج منها
كان هذا سبب ليقنع عبدالله
بان لا يوافق على فكرة والده
ان يرتبط بها
كان يرغب
ان يضع نورس امام الامر الواقع
ان كان هناك مشاعر تربطهما ببعض
فلابد انها ستوافق فورا
ولكن
لم فقدت وعيها عندما علمت بخطبته لها

كان على سريره يجول بنظره
في غرفته

وكأنه يبحث عن الحقيقه

امر غير مفهوم
وعلاقة معقدة
معقده جدا
بينهما
ولكن
لابد له ان يتدخل
فليس له ان يصمت اكثر
حول ما يعلمه
وقد يفسره اي ا حد
يرى ما قد راه هو بنفسه
تفسير سئ
لكنه
يعرف نورس
لذا لم يستطع ان يفسر هذه العلاقه
ارخى جسده اخيرا
وقد قرر
ان يواجهها...

نهاية الشاطئ الــ 25



yassmin 11-11-10 10:00 AM




الشاطئ الــ26
الموجة الاولى


العم فهد..(( اتصلت عمتك تطمئن عليك...))
عبدالله...(( كيف حالك اليوم؟؟؟))
طلال...(( تبدين بخير نونو....))
الخالة ليلى..(( اهتمي في اكلك بنيتي...))
فيما محمد
يبتسم لها اشارة
منه على سعادته
بوجودها معهم
كانوا مجتمعين على وجبة الافطار
ونورس معهم
تحاول ان تظهر بحال افضل
شعرت بالقلق الذي تسببت به لهم
لذا هي الان معهم
رغم المها النفسي اكثر من الجسدي
وهي تتوقع في اي لحظة
ان يحدثها عمها بشأن الخطبه
وردها جاهز بالطبع
(( لا اريده....لا ارغب بالزواج الان...))

ليس هناك مجال لتفكير ابدا
ناصر لن يكون الزوج الذي تنتظره
وان كان قدرها يحتم عليها رفض اي احد
فأولهم ناصر..الدكتور ناصر...

رنين هاتف المنزل
الخالة ليلى..(( لابد انها فريدة...))
بحرك سريعه
تحركة نورس
من مكانها
(( سأجيب انا...))
_(( اهلا عمتي....انا بخير...))
....................................
_(( صدقيني...افضل بكثير...))
.......................................
_(( لا بأس..اذهب معكم....))

انهت نورس الكالمة
وملامح الكابة واضحه عليها

التفتت الى عمها
(( عمتي فريده ستأتي لاخذي...ترغب ان اخرج معهم...))

الخالة ليلى وهي تهم بحمل الصحون
(( لم لا؟؟؟ستسعدين برفقتها..فهي بعد ايام ستعود لبلادها...))
لم تفكر نورس في هذا مطلقا
اربكها تعليق خالتها
بقيت جامده مكانها
فيما تحرك الجميع من مكانه
وطبع الاخوة
ان يساعدوا والدتهم في المطبخ
مازالت هي واقفه
انتبهت الى عمها
وهو ممسك بساعدها
(( تعالي نونو اكلمك...))
شاركته الجلوس في الصاله
(( بنيتي... انت بخير...ان كان هناك ما يتعبك اخبريني..))
_(( لا تقلق عمي..انا بخير))
(( كلمتك بالامس عن الدكتور ناصر...لا اريد الرد منك الان.... لابد ان تفكري...وهناك امور ستوضحها لك عمتك....))
لم تفهم ما يعني عمها
ولم ترغب ان تعلق على كلامه
حتى لا تدخل في نقاش معه
وتبحث عن مبرر لرفضها
عمتها ستكون من يعلم بقرارها
بقيت على صمتها
فيما غادر الجميع المنزل
الواحد تلو الاخر
وبقيت وحدها
برفقه الخالة ليلى
المشغولة دائما بأمور منزلها

دخلت غرفتها
تستعد للخروج مع عمتها


الشاطئ الــ26
الموجة الثانية


بعد اكثر من ساعه............................
(( نورس عمتك تنتظرك في الخارج...))
خرجت نورس
حيث كانت عمتها مع عائلتها في الخارج
تنتظرها
صعدت السيارة معهم
ونظرها للبنات

حيتهم جميعا...
فيما التفتت لها عمتها(( تبدين بخير نونو..))
ابتسمت لها
((الحمدالله...))
سمعت صوته صوت سلمان
(( نورس ...كيف حالك؟؟؟ عمتك قلقه عليك...لم تنم البارحة...))
لم تعلق نورس على كلامه اكتفت بابتسامة
فيما تنظر لبناته
مرام...(( اتفقنا انا نلبس زهري..لم تلبسي مثلنا...))
نورس وهي تبتسم لها
(( لم تخريني مسبقا...))
مريم...(( ماما فريده اختارت هذا اللون))
مروة بنبرة بعيده عن الطفولة
(( مرام ..مريم... يكفي...))
ضحكت نورس على رد مروة
وهي تظهر نفسها اكبر من عمرها
و تحاول ان تفرض اوامرها على اختيها
كانت نورس ترتدي تنورة من المخمل بلونها الكحلي
مع قميص ابيض وجاكيت كحلي...
ووشاح ابيض...وحقيبه يد بيضاء
في حين تتأمل شوارع لندن
وعقلها ليس معها
كيف تفتح الموضوع مع عمتها
موضوع خطبة ناصر
ورفضها له
وماذا لديها عمتها لتخبرها به

بقيت نظراتها تائهه في شوارع هذه المدينة
حتى توقفت السيارة..........................
نزل سلمان مع بناته وهن في قمة الفرح
كنا امام مسرح للاطفال
كما قرأت على اللافته المعلقه
التفتت لي عمتي
((ان لم ترغبي في حضور العرض لنا نذهب انا وانت لمكان اخر..ويبقى سلمان مع البنات))
ابتسمت لها
(( بالعكس عمتي... سنستمتع معهن.....))
لن اجد افضل من المسرح لينشغل الجميع
ولا تكون هناك فرصه للحديث
عن اي موضوع
وان كان موضوع ناصر
رغم اني جهزت الرد مسبقا
(( لست موافقه....والاسباب واضحه...ان لم تكن تجربتين الزواج السابقه.سبب مقنع.
فلا يمكن ان اوافق على الزواج ببشخص..واسافر معه خلال ايام فقط..وانا لا اعرفه اساسا...))


الشاطئ الــ 26
الموجة الثالثه


كانت بالقرب مني
تحادثني دون حواجز
تبتسم تارة
تعلو ضحكتها تارة اخرى
حتى امسكت يدها اخيرا
وهي تخطو معي
لا اذكر اين كنا لحظتها
كان هذا لثواني
لم تطول
لاستيقظ بعدها
واكتشف اني ما رأيته
مجرد حلمــ
لم يكن حقيقه
ولكن هل له ان يتحقق هذا الحلم يوما؟؟؟
من يصدق اني
انا نبيل
اقف عاجز امام فتاة
ظننت لفترة اني تخلصت من التفكير بها
لتعود تشغلني من جديد

رغم اني حاولت كثيرا ان اتناساها
فــ نورس ليست الفتاة التي تقبل بعلاقه صداقه معي
كنت اظن ان زينة سوف تشغلني عنها
لكنها لم تنجح في ذلك
بل اصبحت رفقتي لها
تعيد ذكرى نورس لي
ربما لانه على معرفه بها
كما اني اشعر
ان هناك شئ مشترك
بين هاتين الفتاتين
وهذا ما يشدني الى زينه
اشعر ان بداخلها شئ من نورس
رغم مرحها وعفويتها وبساطتها في الحديث
الا انها تبقى صامته هادئة عندما اجتمع معها
ولم اتجرأ ان ادعوها لمكان خاص
يكفي جولاتنا في الاماكن العامة
وان اردنا التغيير
اجتمعنا في احد المقاهي
لا اعرف ما تكتم بداخلها
تخفي شئ ما
اشعر انها ما تتذكره
يتغير مزاجها فجأة للاسؤ
الا اني لا انكر
اني احببت قربها
لطفها
احببت جمالها
الذي يبهرني كثيرا
طريقة لبسها التي تظهر
قوامها الرائع
اجبرتني على مالم اعتد عليه
رفقتها في الاماكن العامة فقط
لم احاول ان اقترب منها

او حتى الامس اناملها الناعمه
التي تأخذني بعيدا
خاصة عندما تلملم بها
خصلات شعرها المجعده


تعاملها مع من حولها
طريقه لبسها
وحديثها
وضحكاتها التي تملأ المكان التي هي فيه
لا تعطي هذا الانطباع ابدا
ولن يصدق احد ان قلت له
ان هذه الفتاة
التي برفقتي
لم احاول حتى ان اقرب يدي من يدها
لان.....
خارجها شئ
وداخلها شئ اخر
ما يجعلها قريبه مني
احساسها برعايتي واهتمامي بها
فمجرد سؤالي
هل تناولتي وجبتك؟؟؟؟
ارى ابتسامة في عينيها
راحه غريبه منها
ربما كانت تجد فيني ما تفتقده من عائلتها
وكما عرفت منها
فهم نادرا ما يلتقون

ولا انكر سعادتي برفقتها
لانها لا تطمع الا بالاهتمام فقط
بعكس الاخريات اللاتي تشغلهن الامور المادية

تنجح بكل جدارة ان قارنتها بهن

كل هذا بداخلي
صراع غريب
بين نورس وزينة


حاولت ان لا اكشفه لاحد
حتى قبل ساعات فقط

اتصلت في ندى
قريبتي التي اعتبرها اكثر من اخت
لطالما كانت تنصحني
وتنبهني لما اجهله
اتذكر كيف اقنعتني ان اعيد الدفتر الخاص بنورس
وان لا افكر حتى بقراءة ما فيه
والان....
تقول لي
انساها
انسى هذه الفتاة فهي لا تناسبك
ولا تنتظر منها اي فعل ايجابي اتجاهك
كانت تحدثني عن نورس
عنها وكأنها تعرفها جيدا


كما حدثتني عن زينة
(( احذر ان تسئ لهذه الفتاة..واضح انها انسانه عفوية
في تعاملها مع الجميع ومعك..
.لا تتصورها مثل باقي الفتيات
وان تشابهت معهن في لبسهن وشئ من تصرفاتها....))
لابد ان ما تقوله صحيح
دائما هي هكذا
عبقرية في تحليل شخصية اي احد
بمجردالحديث عنه
دون حتى ان تلتقيه
وخاصة بنات جنسها
ولطالما كانت ن ترشدني ان وقعت في مشكله مع احداهن
ونصيحتها الدائمة لي
ابتعد عن مغامراتي
واهتم بدراستي
وان لا اعتمد على ثروة والدي
قد اخذ بجزء من نصائحها
لكن ليست كلها
ولو فعلت.... واخذت بكل نصائحها لي
لكنت الان اجلس خلف مكتب
في شركة والدي
وبالطبع قد اكون قد انهيت دراستي من عامين او اكثر....

رنين الجوال نبهني
رساله من زينه
(( اعتذر عن لقائك عصر اليوم...سأكون في المكتبة...))
لا اراديا ارتسمت ابتسامة على شفتي
يبقى اتصالها بي يشعرني بالسعاده
ولا اعرف اي مشاعر احملها اتجاهها


الشاطئ الــ 26
الموجة الرابعة


(( اهلا فروودة...كيف حالك؟؟؟))
_(( اهلا طلال ..انا بخير...))
(( اين انت؟؟نورس معك؟؟؟))
_(( نعم...معي....نحن نتغدى في مطعم ذا سيتي ))
(( عمتي...لا تسألي نورس عن رايها في خطبة ناصر..... ))
_((.................................))
(( اخبرك فيما بعد...لا اريدها ان تعرف سبب اتصالي...))
انهى طلال اتصاله
دون ان افهم ما يريد
حتى ان نورس لم تسأل عن سبب اتصاله
كانت مشغوله مع البنات
تلاعبهم
وتمزح معهم
كانت تبدو سعيده
لكنها قلقه
هذا ما اشعر به من نظراتها
لم ارغب في الحديث معها
كما اتفقت مع طلال
ثم ان وجودنا مع البنات وسلمان
لم يعطني حرية الحديث معها



كنت ارى زواجها من ناصر
فرصه لتعود للبلاد وتكون قريبه مني اكثر
رغم اني قلقه بشان ما مر به خلا زواجه
ولا اتصور ان تمر نورس معه بهذه التجربة
فهي لن تتحمل ابدا ان تفقد عزيز لها
بعد فقدانها لاسرتها
رغم ان كل هذا مقدر من رب العالمين
زحمة هذه الافكار
اربكتني
واربكني اكثر
فكرة ان يكون لابنتي نورس اطفال
هل لهذا ان يحدث وارى اطفالها فعلا
ارتسمت ابتسامة لا ارادية على شفتي
وعيني عليها
وهي مع البنات تمزح وتلعب معهن


لحظتها .................................................. ............................
طلال لتوه عاد للمنزل
دخل غرفته
لم يرغب في تناول غدائه
تفكيره مشغول فيما عليه فعله مع نورس
يرغب بأن يحدثها
ولكن كيف له ان يبدأ معها الحديث
يرتب كلمات
ويعيد

كلمات اخرى
وكل ما يشعر به ان على نورس ان تتزوج ناصر
لكنه لا يعرف سبب هذا الشعور
ولا يعرف كيف له ان يفتح الموضوع مع نورس
تاه مع افكاره
هل تحمل نورس مشاعر لناصر
وكيف تفعل ذلك وهو متزوج وقتها
وهل للمشاعر ان يتحكم صاحبهابها
على حسب ظروفه
وان كان هذا ما حدث
ماذا عنه
هل هناك مشاعر نحوها
في حين كان متزوج من اخرى؟؟
احتمال حدوث هذا ضعيف جدا
ولكن...
ما الذي جعله يتقدم لها فور طلاقه؟؟؟؟
و صدمة نورس من ذلك
رغم العلاقة المجهوله بينهما
واغلب الظن مشاعر متبادلة
والدليل خطبته لها

بقي طلال بين مد وجزر

احيانا يرى ان كل شئ صدفه
وليس من اخلاقياتهما ان يرتبطا بمشاعر خاصه
وناصر متزوج من اخرى

ولكن....كل ماحدث يدل ان هناك شئ يجمعهما
لكنه لا يعرف ما هو؟؟؟



الشاطئ الــ 26
الموجة الخامسة

كان وقتا ممتع
قضيته مع عمتي والبنات
كذلك عمي سلمان
كان لطيفا معي
يكلمني بحنان
اشعرني وكأنه عمي فعلا
واسعدني
تعليقه
عندما قال عيني تذكره بوالدي
وبناته كن كالملائكة
بكل شئ فيهن
سعدت كثيرا للجو العائلي الذي تعيشه عمتي
فهي تستحق ذلك
رغم ان لا انكر اني اتمنى لو يكون لي كل هذا الحنان والحب
وحدي
ولكن لها الحق ان تحصل هي كذلك عليه
وهذا ما رأيته
من عمي سلمان
فعلا كما قالت
بوده لو يحملها من على الارض
لكني تذكرت حديث عمي معي
عندما اخبرني ان عمتي ستحدثني بما يعني ناصر
لكنها لم تفعل
افقت من تفكيري
على رنين الهاتف
فتحت الخط
بحركة سريعه
(( السلام عليكم..........))
+(( وعليكم السلام...))
(( نورس..انا ناصر...))
توقف الزمن لحظتها
لم اتوقع اتصاله ابدا
كان يتحدث لا ادري ما يقول
حتى نبهته
عن سبب اتصاله
فأنا لا استوعب ما يقول
ليخبرني انه يريد ان يعرف ان اخبرني عمي بزيارته له
بلعت الكلام
وصمت هو
ولكن اخيرا اعطيته قراري
+(( ناصر انا لا اطيق انا انظر اليك كيف تريد ان تتزوجني))
صمت لم يتكلم
وطال صمته
لينطق اخيرا
((فرصتنا يا نورس... لنصحح اخطائنا...))
+(( فرصتنا اضعناها من سنين...))
وبسرعه انهيت المكالمة








ليفاجأني ناصر.....


((لمــ ارتبكتيــ ؟؟؟؟))
جمدت نورس مكانها
((,,,,اجيبي على سؤاليـــ))
بحروف ترجف....
_(( لم افهمــ ما تعنيــ طلالــ...))
((كنت تكلمينه؟؟؟......))
وهي تهز رأسها...
(( من تعني))
(( ما رأيك بخطبته.... هل قررت؟؟؟))
مازالتــ تنتظر اليه برعبــ..
وكأنه ليســ هو..ليســ طلالــ....
(( نورســ اكلمك بكلــ جدية....))
وبقوة اصطنعتها...
(( وما يهمكــ بقراريــ... ان رفضته مثلا....))
وهو ينظر اليها بحده
(( ترفضينه؟؟؟))
استطاع اخيرا ان يأخذ الرد منها
(( نعمـــ لا اريد ان اتزوجه..))
(( لمــ ترفضينه؟؟))
(( الاسباب كثيرة...))
(( مثلـــ؟؟؟))
(( تعلم انه مر بتجارب سابقه..وهذا يكفيــ))

ابقى نظره عليها
(( تعلمين مسبقا انه متزوجــ وبقي ما يربطكما..وعندما تقدمــ لكــ ترفضيه؟؟؟))
بالكاد نطقت..
وهيــ تنهار على الكرسيــ القريبــ منها فيــ الصالة..
((ايــ علاقة تعنيــ))
(( لا تنكرينـ ذلك.؟؟؟))
بقيت على صمتها
وعيناها تدمعـــ
(( الدكتور ناصر ..استاذكـ فيــ الجامعه...ولمــ تخبرينا بذلكــ...))
(( وهل هذا سبب لاوافق عليه؟؟؟))
(( طبعا لا..ولكن ما بينكما اكبر من طالبه واستاذ... كنت تحادثينه قبل لحظات..هل بينكمت اتصال من قبل؟؟؟.))
مازالت تنظر اليه
تريد منه ان يتكلم
ان يقول ما يعرفــ....
(( نورس... كنت تعرفينه من سنوات,,,))
واكمل
(( ماذا كنت تعنين انكما اضعتما الفرصة من سنين..؟؟؟.))
كانت تسمعه...واستيعابها يبدو بطئ جدا
(( لن تجيبي على سؤالي؟؟؟ هل زواجه سبب فراقكما..عاد لك من جديد؟؟ لست افهم يا نورس....))
(( لا ارغب في الحديث طلال... ويكفي ان اقول اني لا اريده...))
ابتعد عنها طلال
وهو يقول....
(( ناصر من يناسبك كزوج.... ولابد ان يعرفوا انك موافقه))
نورس مازالت تنظر للامام





وكأنه مازال امامها
وهو قد تركها بقايا روح
بكلامه وما اباح به
سلب منها كل حواسها وادراكها
بقيت وحيده في الصاله...
واخيرا اخذت نفسا عميقا

لانها استوعبت اخيرا
ان طلال لا يعرف حقيقة علاقتها بناصر
ولكنه انتبه لشئ...شئ ما....لم يستطع تفسيره
الا بشئ واحد
ان ناصر هو الزوج المناسب لها

وبحركة بارده
تقدمت نحو غرفتها....
لتلقي بنفسها على السرير
تكورت على السرير كعادتها
ودخلت في نوبة بكاء



الشاطئ الــ 26
الموجة السادسة


كمــ كان مؤلما منظرها
وهي امامي
غير مستوعبه ما اقولــ
واضح انها مصدومة من حديثيـ معها
لدرجة ان كل شئ يرجف فيها
حتى كلماتها
ترجف على شفتيها
كتمت عطفي عليها
وتظاهرت بالشدة
لدرجة اني شعرت بأني عنيف بحدثي معها

لكني الان تأكدت من صدق احاسيسي
لم ترفضه
لم تقوى على نكران اي شئ
لكنها في نفس الوقت
لم توضح اي شئ
اشعر انها كانت بحاجة لهذه اللفته
لتصنع قرارها
رغم اني بدوت وكأني ارغمها على الموافقه
لكنها لم تعترض

بقيت على صمتها
فيما كنت اللسان الناطق عن حديث نفسها

وان كانت فعلا لا تريده
لن يجبرها حديثي على الموافقه


الشاطئ الــ 26
الموجة السابعة


(( عمتي...كما قال لك طلال...انا موافقة....))
ساد الصمت المكان
رغم تداخل حديثهم في مسمعي قبل لحظات
اعلنت للجميع موافقتي على الزواج منه
من ناصر
بدت مشاعر مختلطة على ملامحهم
فرح ودهشه في نفس الوقت
نظرت بعدها الى طلال
نظرة لم يفهم معناها سوانا
كنت اخبره
ان قراري كما تريده انت
غادرتهمــ
دون اعتراض من احد
حبست نفسي في الغرفه
لم ابكي كعادتي
بقيت جالسه على السرير
وعيني للمراه التي امامي
انظر الى نفسي
كان حديث طلال معي بما يشعر فقط
و رغم جهله لكل شئ
رأى ما علي فعله
بوقت لم اوصل للقرار المفترض فيما كانت الصورة واضحه امامي
فقط انا وهو من يعرف ما يجمعنا

والان فقط عرفت بما انه سبب للمشكله
هو فقط من يحلها لي
وهو فقط من استطيع الزواج منه
انهمرت دموعي لحظتها
كيف سيكون زوجي
ويجمعنا مكان واحد
وانا لا احتمل حتى نظرته الي
ونبرة صمته تأخذني لغصات اللحظات التي عشتها
لحظة ما علمت برحيله
كيف سأعيش معه
وانا احمل قهر سنين في قلبي
وكيف سيكون زوجي
ولا يجمعني به الا الالم والذكريات الحزينه
ولكن....
فقط هو من لي ان اتزوجه...
وانا لا اتحمل منه اي شئ

دخلت عمتي الغرفه
جلست بقربي على السرير
لفت ذراعها حولي
وهي تشدني نحوها
تخبرني اني لست مجبورة على الزواج منه
ولي حق ان ارفض
لكنها لا تعلم ان هذا القرار
كان لابد ان يحدث قبل عشر سنوات
بدل قرارات كثيرة اتخذتها في حياتي
ولكن لابد من عمل تحاليل ما قبل الزواج
هذا شرط عمي
طبعا لم اعترض..وافقت بصمت
كانت تتحدث عن ما مر به خلال زواجه
وتصادف انجابه لاطفال ذو عيب خلقي
التفت لها باستغراب
هل تعني انها قلقه ان انجب منه طفلا عليلا؟؟؟
ابتسمت لها لحظتها
لا ادري ما معنى ابتسامتي
في حين فسرتها كما تحب
موافقه على كل هذا
(( سأخبر عمك يتصل به ويعلمه بموافقتك.... ))


نهاية الشاطئ الــ26



yassmin 11-11-10 10:04 AM




الشاطئ الــ27
الموجة الاولى..


انهيت مكالمتي مع استاذ فهد
وانا غير مستوعب ما قاله
نورس موافقه
لقد وافقت نورس على الخطبة
وقبل قليل
تخبرني انها لا تطيق حتى النظر الي
ذبحتني بكلمتها لي
شعرت وكأن انفاسي احتبست في صدري
لكن مالذي غير رأيها
هل كلامي معها
ام ان اسرتها ارغمتها
تهت بأفكاري
لست مستوعب نتيجة خطوتي
اني تقدمت لنورس
وقد وافقت
فيما علي ان اعود للباد خلال اسبوع
وهذا يعني ان يتم العقد خلال ايام قليلة
للان لا استوعب كل ما جرى
اشعر ان هذه اللحظات وكأنها سنوات
لم اتوقع ان يتم الامر بهذه السرعة
بقيت جامد مكاني
ونظري للامام
ولا اشعر حتى بانفاسي





حتى كان صوتها ...(( عمي... انا ذاهبه للمكتبه))
بقي ناصر على صمته
لم يعلق على كلامه
ولم يلتفت لها حتى
اقتربت منه
وهي تنظر الى وجهه
(( عمي..عمي...مابك..؟؟))
التفت ناصر لها اخيرا
(( نعم زينة...))
_(( اكلمك الاتسمعني؟؟؟))
(( مابك زينه؟؟))
_((انت مابك؟؟؟))
(( نورس...وافقت..))
وبحركة سريعه جلست زينة على الكرسي
(( ماذا قلت؟))
وكعادته
ما ان تبدأ زينة بتساؤلاتها
يهرب من المكان
لانه هو نفسه لا يستطيع الاجابه عليها

كانت تنظر اليه
وهو يهم بدخول غرفته
حتى ابتلعه الباب مع صوت رنين الجوال
كان عبدالله
ينتظرها في الاسفل...
خرجت اليه
وليست كعادتها
كان شعرها على طبيعته
غير مجعد...
مسترسل على كتفها
وهي ترتدي... قميص من القطن مخطط بدرجات اللون الزهري
يصل الى ركبتها... مع بنطال جينزضيق
باللون الازرق فاتح
بدت مختلفه قليلا عن كل مرة....
بينما هو يكاد يلتهمها بعينيه...
اشارت له بكفها تحييه
وهي تجلس بالقرب منه
في المقعد الامامي
ولا يفصل بينهما شئ
عبير عطرها الفرنسي ملأ المكان
وكعادته عندما تبدأ بالحديث...
تلم شعرها في كفها...
وهي تلتفت له
و بابتسامة..
(( اسفه ان تأخرت,,,))

الشاطئ الــ27
الموجة الثانية

بقيت مستندة على واجهة السرير
وانا اضم ركبتي الى صدري
صامته
ليس لي انا اقول شيئا
ولا حتى ان ابكي
عقلي غير مستوعب ما قد يحدث
ان تم ما خطط له ناصر
ولا اعلم لم هو فعل بي هذا
لم يطلبني للزواج؟؟
بوقت من المفترض ان يكون معي
تركني وحيده

افكار كثيرة خطرت ببالي
ولكن لست اعرف اي فكرة التي خطرت بباله
هل مازال يرغب باهانتي؟؟؟
كما فعل بالماضي عندما اخذ مني كل شئ وتركني....
ام يرغب يعيش تجربة زواج ثالثه؟؟؟؟
يستمتع بها لوقت معين ...
ليطلقني بعدها....

ام انه انتقام منه...؟؟؟
لتحدي له في الجامعه...
وقد اعتبر هذا اهانه مني له كأستاذ...
كل فكرة اقسى من الاخرى...
والنتيحه واحده...
زواجنا ليس كما يراه الناس
يختلف كثيرا
لن يكون بيننا
سوى الحقد والكره والانتقام
كم اكره هذا الرجل
فكيف لي ان اعيش معه كزوجه
حتى خطرت ببالي فكرة

اعتقد بها
سأتقبل امر زواجه قليلا
ولكن لن يعلم بها هو
الا بعد عقد القران
هدأت قليلا لفكرتي
التي قد تحد من قلقي من العيش معه

الشاطئ الــ 27
الموجة الثالثة

كانت قريبه مني
قريبه جدا
يكاد كتفها يلتصق بكتفي
كانت صامته
عيناها للطريق
وانا مثلها
ولكن عقلي في حديث مستمر
اشعر بأنها تفكر بأمر ما...
التفتت الي
بسهمي من عينيها...
اخترقا صدري..
لم انتبه انها تلبس عدسه ملونه..
عيناها العسليه مع الكحل الازرق
جعلا من عينيها سحرا
او خيال
لتنطق اخيرا...
(( عبدالله..عمي اخبرني ان نورس وافقت على الخطبه...))
لم اعلق على كلامها
مازلت مرتبكا لكل شئ
رائحة عطرها
نظرتها ولون عينيها
واخيرا صوتها القريب مني
(( تعلم انه تقدم لها؟؟؟))
_(( نعم..اخبرني والدي...))
(( وافقت نورس...))
كنت اشعر بأنها مستغربه موافقتها
كانت تتكلم بهدؤ وكأنها تحادث نفسها
(( وهل لديك اعتراض لموافقتها؟؟))
_(( لا..ابدا.....))
قالتها بحده....
ثم اكملت
-(( لا يعرفان بعض جيدا... كيف سيرتبطان بهذه السرعه))
التفت لها
ابقيت نظري عليها
حتى كدت انسى اني في الطريق
عدت بنظري للطريق..
(( وبرأيك لابد من المعرفه مسبقا؟؟؟))
وبسرعه اجابتني..
(( هذه حياة ومستقبل..لابد ان يعرفا بعض جيدا..زواج خلال اسبوع...امر صعب جدا...))
اخذت نفسا عميقا
شعرت بانها هدأت قليلا
لتكمل حديثها بهدؤ
(( الزواج مسؤليه عن اسرة...لابد ان ندخل التجربه ونحن على ثقه بنجاحها...والبداية تبدا بالقناعه...))
اذهلني كلامها
((عن اي قناعه تتحدثين؟؟؟))
(( قناعه كل فرد بالطرف الاخر..الزوج والزوجة....
لانها حياة ليست ملكهما وحدهما

غدا يكون بينهما اطفال
لابد ان يتحملوا مسؤلية قدومهم للحياة))
كانت تحادثني
وكأنها عاشت تجربة زواج مسبقا
لا ادري لم جائني هذا الشعور
او ربما حديثها ينعكس عن علاقتها بأسرتها

حديثها اعطاها سنا اكبر من سنها
هذا ما كنت اراه

بقيت صامت
فيما عادت هي لصمتها
حتى وصلنا المكتبة
كان الشارع مزدحم
لم اعثر على موقف قريب
صرت ااقود السيارة ببطء
حتى كان الموقف الفاضي
على الطرف الثاني من الشارع
وبسرعه اوقفت السيارة...
وترجلنا منها...
بقينا ننتظر اشارة المشاه
عبرنا مع بعض باتجاه المكتبة مباشرة
بيننا وبين الرصيف خطوات
كنت متقدم عنها
حتى فاجئتنا سيارة مسرعه
كادت تصدمنا
لولا ان قفزت للرصيف بحركة سريعه
وانا اشدها من ساعدها نحوي
تفاجأت هي بحركتي
فيما كنت منفعلا
على صاحب السيارة
لم انتبه لنفسي
الا وهي ملتصقه بصدري من جانب كتفها
مازلت ممسكا بساعدها
فيما هي تغطي وجهها بكفيها
كانت مصدومة مما جرى
اشعر بها جامدة
لم اتحرك
انما بقيت انظر اليها
قلقت عليها فعلا
كان شعرها الحريري
متناثر للامام
(( زينة هل حدث لك مكروه؟؟))
لحظتها فقط
تحركت قليلا
وكانت حركة كتفها على صدري
تصل لنبضات قلبي
الذي كاد يتوقف
رفعت شعرها عن وجهها
بظهر كفيها
ابتعدت عني قليلا
ورفعت نظرها لي
(( ماذا حدث؟؟؟))
ابتعدت عني اكثر وهي تنظر الي
فيما انا احاول ان اسيطر على نبضات قلبي
(( اصبت بمكروه؟؟؟عبدالله...))
كانت تبدو قلقه
نظراتها...
رجفة كفيها...
حروف اسمي التي ترجف على شفتيها
لا اعلم
لم قربت كفي لها
وضغطت على كفيها
(( زينة... لم يحدث اي مكروه..لا تخافي...))
كانت تنظر للاسفل
لكفي ..
كنت ممسكا بكفيها
انتبهت لنفسي
سحبت هي يدها
قبل ان افعلها انا
انسابت اناملها بنعومة من راحة يدي
وابتعدت اكثر عني
بلعت ريقي
ارتباكا لما فعلت
فيما تجنبت هي النظر الي
واتجهت نحو مدخل المكتبه
فيما كنت احاول ان احرك قدماي اللتان التصقتا بالارض
خجلا من موقفي معها
وكأني انتظر فرصة للتقرب منها...
واخيرا
حملت جسدي نحو المكتبة ورائها....
كانت لحظتها تحدث امين المكتبة
وبدى وانه يشير لها لاماكن الكتب التي تريد
لم تنتظرني
او حتى تسألني
ربما لانها تضايقت من تصرفي معها
تركتها تجول بين الكتب بحريتها
فيما اشغلت نفسي ببعض الكتب
عقلي لم يكن معي
كان معها هي
كنت اتبعها بنظري
دون ان تنتبه لي
يبدو انها اعجبت كثيرا بما تحويه هذه المكتبه من المراجع

لم اتوقعها ان تهتم بمثل هذا النوع من الكتب
لابد انها تحضر لدراسه مهمة
لا يبدو عليها ابداالاهتمام بالدراسة
كان منظرها رائعا
وهي تتصفح الكتاب....
وخصلات شعرها متناثرة على وجهها

حتى كان رنين جوالها....
فيما التفت لها الجميع للازعاج الذي احدثه الرنين...
اسرعت بالرد...
وبدت وكأنها تهمس...
لا اعلم لم تركت الكتاب من يدي
واقتربت منها
لم تشعر بي
كل حواسها مع من تحادث

(( اخبرتك نبيل مسبقا اننا لن نلتقي..انا في المكتبة الان.... اتصل بك لاحقا....))
تحادثه بهدؤ
كانت تهمس له
وهي تبتسم
وكأنه امامها

لا ادري لم شعرت بالضيق لحظتها
انقلب مزاجي رأسا على عقب

همسها معه
والابتسامة التي على شفتيها
وهي تبعد خصلات شعرهاعن وجهها

انتبهت لي اخيرا
اقتربت مني....
ودون ان تنظر لي
(( حصلت على بعض ما اريد... لكني لا ارغب ان اشغلك معي.... ان رغبت نذهب الان....))
تغيرت نبرة صوتي معها لحظتها
ولم ابالي بقسوتي عليها
(( كما تريدين...انتظرك في الخارج....))
ابتعدت عنها
فيما هي كانت واقفه مكانها لم تتحرك
ربما تفاجأت بردي عليها

بقيت واقفا عند المدخل...
انتظرها...
لم اتوقع ردة الفعل هذه مني...
لكني لم استطع ان اسيطر على نفسي...
لا ادري مالذي شعرت به لحظتها
ربما الغيرة منه
من نبيل...
رغم علمي مسبقا بعلاقتهما


قدمت نحوي...
دون ان تحمل معها اي كتاب
(( الم تشتري الكتب التي كانت معك؟؟))
(( ساتي وقت اخر.... احتاج لوقت طويل في مثل هذه المكتبة... لنعود الان حتى لا تتأخر اكثر...))
نظرت اليها
كنت احادثها بعيني
اخبرها ان وقتي كله لها هي فقط
لكن لساني خانني لحظتها
(( حسنا...لنذهب...))
وقفنا على طرف الرصيف...
وضغطنا على اشارة المشاة
لحظات واضائت لنا
دون ان التفت لها...
(( انتبهي للطريق...))
لم تجبني....
رافقتني حتى صعدنا للسيارة.....



الشاطئ الــ 27
الموجة الرابعة



-(( بهذه السرعه؟؟))
(( نعم استاذ فهد... ايام فقط واعود للبلاد....))
-(( لابد ان اخبر نورس بذلك..... لكن قبل كل شئ... احجز موعد مع الطبيب للقيام بالتحاليل كما اتفقنا))
(( انا على معرفه جيده بالطبيب..لنا ان نذهب غدا .... أخبره بعد قليل...))
-(( واضح انك مستعجل....))
كانت قهقتهما بصورة عاليه
كلاهما سعيد بما يتفقان عليه....
خلال اسبوع سيكون زواج نورس من الدكتور ناصر
وتعود بعدها للبلاد.....
تعود وهي متزوجه منه
من الذئب الذي افترسها
هذا ما تشعر به
كيف للفريسه ان تعيش مع مفترسها
وكيف للضحية
ان تقبل بالجلاد زوجا لها
كان هذا شعور نورس...
كل هذا كان بسرعة البرق....

تفاجأت بموعد عمل فحص قبل الزواج من عمها
وعليها ان تستعد للمواجهة
مواجهه تختلف عن ما كانت عليه في الجامعه
وكل فرد في هذه الاسرة

بدى بداخله شعور مختلف حيال زواج نورس....


طلال .......
الذي يراقب الوضع من بعيد دون ان يعلق
كان قلق من موقفه
وما فعله ليجبر نورس على الموافقه
ولكنه بدأ قليلا يشعر بالاطمئنان
لكنه في داخله
يشعر انه يتحمل مسئولية قرارها بالموافقه

العم فهد...
بدى سعيدا,,,متفائلا...
وكل ما وقعت عينيه على ابنته نورس
حتى اخذ يردد لها كلمات تعبيرا عن فرحته
كما هو حال زوجته الخالة ليلى...


العمة فريده...
للان غير مستوعبه موافقة نورس
تشعر بقلق بداخلها
فيما كان سلمان يحاول ان يطمئنها
وما قلل من قلقها
انها ستكون قريبه منها
في نفس البلاد

عبدالله..
الذي يعبر عن ما بداخله بصمته....
فعقله ليس معه....

ومحمد....
الذي اكتفى بنظراته
نحو نورس
يشعر انه سيفتقد اختا
بالكاد حصل عليها
وبسهولة سترحل...


الشاطئ الــ 27
الموجة الخامسة



انهيت مكالمتي مع نبيل
كم هو لطيف هذا الشاب....
لا يتوقف عن الاتصال بي طالما لست معه...
يبدي اهتمام رائع...
لم تطول مكالمتي معه كعادتنا...
اظهرت له احساسي بالتعب....
كان حديثنا قصيرا...
وانهيت مكالمتي معه
بعد ان اخبرته عن خطبة عمي لنورس...

ولكنـ............................................. ..............
لا ادري لم كل هذا الضيق احمله في صدري
ربما بسببه ......عبدالله
موقفه معي غريب جدا
كان في غاية اللطف معي
في حديثه وتصرفاته
معاملة لم اتوقعها منه
لكنه تغير فجأة
لا ادري لم هو هكذا
ربما كان يحاول ان يتصنع اللطف معي
لفترة فقط وفقد قدرته على المواصله

من يسمع حديثه معي واصراره على اخذي للمكتبة
لا يتوقع منه صمته
وهو معي في طريق عودتنا


انسان غريب
لا احد يفهم فيما يفكر
صمته وجفاه
يتناقض معـ.........
لا ادري لم اخجل من نفسي
ما ان اتذكر هذا الموقف

شدني بقوة اليه
ليبعدني عن السيارة
لم اشعر بنفسي الا وانا قريبه منه
واكاد التصق بصدره من شدة الرعب
لم اتوقع ان ينتهي الامر على خير
ولكن موقفي معه لم يكن سهلا
وهو يحاول ان يهدأ من روعي
ممسك بكفي
ولولا اني سحبتهما
لما تركني
هذا ما شعرت به
كنت اراه شخصا اخر...
نظراته نحوي كلها قلق علي....

لم اخجل من احدهم كما خجلت منه اليوم
هل لــ عبدالله
صاحب المعامله الصارمة
ان يحمل مثل هذه النظرات
نظرات لم المحها في عين احد
لم افهم معناها
وان كانت لفترة وجيزة
الا اني شعرت انها اخذتنا للسماء
ولم اسيطر على نفسي الا بعد ان هربت منه
الى داخل المكتبه



الشاطئ الــ 27
الموجة السادسة

لم اشعر بنفسي
انهيت مكالمتي معها
لم احتمل ما قالته لي
الدكتور ناصر خطب نورس
ووافقت
نورس وافقت على الارتباط بالدكتور ناصر
شئ لم اتوقعه ابدا
لم استطع ان اخذ التفاصيل منها
يكفي اني عرفه موافقتها
هل من المعقول
هنا تنتهي قصة نورس معي؟؟؟
كنت اشعر بانها سوف تبقى كما هي
فيما انا اكتفي بمتابعه اخبارها
والصدف لالتقي بها
نظري لعينيها
تشبع لهفتي اليها
احبها نورس
احب هذه الفتاة الغريبه في كل تصرفاتها
لم اقوى على الاقتراب منها
كل شئ فيها يمنعني

لذا تمسكت بــ زينة
لكنها ابدا لم تاخذ مكان نورس

هل سأفقدها
افقد نورس ....
لا استوعب ان تكون لاخر
كما لم استوعب ان تكون لي
الوم نفسي الف مرة
كيف لم افكر بالارتباط بها

انهي كل مغامراتي واكتفي بها
بنورس زوجة لي

لم يخطر هذا ببالي
ربما اعلم ان هذا صعب حدوثه
لن يمكنني ذلك

ولن يمكنني ان ابتعد عنها
كم ارغب في هذه الفتاة تحادثني
تخبرني عن كل ما بداخلها
عن كل ما تفكر به

اريد ان اعرفها اكثر واحبها اكثر
وهل هناك اكثر من هذا الحب الذي احمله اليها
حتى فتاة مثل زينه بجمالها ولطفها لم تقوى على اخذ مكانها

هل اتركها له؟؟؟؟
ام ماذا علي ان افعل...
ابقى كما انا؟؟؟
صامت....؟؟؟
لاني لست الشاب التي ترغب به نورس

ترغب برجل مثل ناصر
له كانته بين الجميع

لم انتبه لعقب السيجارة الذي حرق اصبعي
وانا احرقه بكل قسوة

بقدر ما يحترق قلبي
لست اقوى على بعدها
وليس لي الا ان ابقى كما انا

فالراحة التي اشعر بها بصحبة زينة
لم اشعر بها مع اي فتاة

ولكن ابقى في شوق الى نورس...
ولي الان ان ابقى قريب منها
من زينه... لصحبتها الرائعه
ولقربها من نورس

هذا ما يشغل بالي الان
اكون بصحبة فتاة لا ارفضها..
. لاكون بقرب اكثر من فتاه ارغب بها





نهاية الشاطئ الــ 27

yassmin 11-11-10 03:45 PM




الشاطئ الــ 28
الموجة الاولى

ليلة قاسيه بكل ما فيها
شعرت للحظة ظلمتها اشد من كل ليلة
بقيت سهرانه طوال الليل
لم اقوى حتى على الاستلقاء
فــ موعدي معه
في المستشفى من اجل التحاليل
وما قد اقلقني اكثر
ان كان مجرد لقائي به في المستشفى

يترك كل هذا القلق في نفسي
فكيف ان اصبحت زوجته
وعشت معه في بيت واحد
وهذا ليس بعيدا
خلال اسبوع ينتهي كل شئ
بزواجي منه
اخر ما توقعته
ان اكون زوجة الدكتور ناصر
الذي كسب محبة الجميع
واحترامهم
لم اعد اتمالك نفسي
بودي ان اصرخ للجميع
ان هذا الدكتور ما هو الا ذئب
افترسني يوما ما
لكني لن اقدر
فــ في ذلك اليوم
كنت شريكه معه
فكم هو صعب ان تفترس النفس نفسها
حاولت ان اهدأ من نفسي قليلا
استعدادا للقائه
لكن كفي مازالت ترجف
ونبضات قلبي تتسارع
وبالكاد اتحكم حتى في انفاسي
لكني فشلت...
لم استطع التغلب على قلقي...
ولكن اخيرا...
غلبني النعاس....


افقت على طرقات على الباب
شعرت بأني للتو قد غفيت واحتاج فعلا للنوم
قد يكون تهربا من لقائه...
(( نورس...هل استيقظت؟؟؟
... عمتك ستكون هنا بعد قليل...))


الشاطئ الــ 28
الموجة الثانية




طال غيابها
لم تعد تجيب على مكالماتي كما السابق
ولم تعد ملتزمة بالحضور في الجامعه
اشعر ما قد تخفي امرا
حاولت ان اتصل لها من رقم مختلف...
ما ان سمعت صوتي
حتى انهت المكالمة

لم ترغب في الحديث معي....
لم تفعل بي كل هذا؟؟؟
لم تغيرت معي فجأة..؟؟؟

قبل ايام تفاجأني بحجابها
واليوم ......تفارقني...

كيف لي ان اعرف ما تخفيه عني؟؟؟
لم اعتد منها على ذلك

كان طلال
يبحث عن سبب لتغير المفاجئ لـ جلنار
لكنه لم يسئ الظن بها
كان يبحث لها عن عذر
لكل تصرفاتها الغريبه معه

ولابد انه سيكشف حقيقة ما تخفيه
يشعر برهبه ان فكر انه قد ينصدم بحبيبته
ولكنه يعاود لشعوره النابع من قلبه
ان كل هذا غصبا عنها
ولكن هل تستحق جلنار كل هذه الاعذار
التي يضعها طلال
من قلب يحب بصدق؟؟؟





الشاطئ الــ 28
الموجة الثالثة





لم اتصور ان هذا قد يحدث يوما
ان توافق نورس على الزواج
استرق النظر اليها
وهي على المقعد الخلفي في السيارة
بينما اخي فهد يقود السيارة بجانبي
كان نظرها للخارج
يبدو انها غارقه بالتفكير
كما هو حالنا جميعا
كيف وافقت بهذه السرعه
هل غربتها هي السبب؟؟
ام وجدت ناصر انه الشخص المناسب لها.؟؟
وقد يكون رغبه منها في العودة للبلاد بأي طريقه...؟؟؟
تهت بكل افتراضاتي
لكني لم اقتنع بأي منها...
لا اجد سببا لتفضله على كل من تقدموا لها سابقا....

حاولت ان اجد السبب في نظرات عينيها
لكنها تبدو قلقه
قلقه جدا
يبدو انها لم تنم البارحة
حتى ما كانت ترتديه يدل على كابتها
فستان من القطن بلون الرصاصي الداكن..
وبنطال جينز اسود...ووشاح اسود....
لا اراه فتاة تستعد لرؤية خطيبها لاول مرة بعد خطبته لها
بعكسه هو.....
كان يبدو مستعدا للقاء
بلباسه الانيق وابتسامة على محياه...
وهو ينتظرنا امام مدخل المستشفى
رحب به عمي وطلال
بينما اكتفيت بتحيته من بعيد
فيما كان نورس ملتصقة بي
ونظرها للجانب الاخر
لم ترغب للنظر اليه
قد يكون خجلا منه
او شئ اخر
لا افهمه.....

في اللحظة نفسها....................................
لم اتصور هذه القسوة في اللقاء
كنت متوقعها كما كانت في الجامعه
تواجهني بتحدي
لكنها الان تختلف كثيرا
اشعر بأنها لا تطيق حتى ان تنظر باتجاهي....
ترك تصرفها شعور بالضيق في داخلي
هل كان من المفترض ان اتوقع منها هذا..
ام اني تأملت كثيرا في قبولها لي
نظراتها تائهه في المكان
وكفها يرجف وهي ترتب الوشاح على شعرها
ولم تكف عن هز ساقيها
طوال انتظارنا للطبيب....






وفي الموعد المحدد من الطبيب.....
اشارت لنا الممرضه ان ندخل غرفة المختبر لاخذ العينات...
عينات الدم...لعمل التحاليل...
انا وهو فقط....
لا اعرف كيف حملتني قدماي...
واتجهت نحو الممرضه
فيما...ناصر يسبقني بخطوات...
ادخلتنا غرفه صغيرة في المختبر...
واشارت لنا بالجلوس....
جلست عند اقرب كرسي...
لم اقوى على الوقوف اكثر
بينما هو ينظر الي
اعرف ذلك دون ان التفت له..
كان هذا احساسي لحظتها
جلس هو الاخر بعيدا عني..
بينما انشغلت الممرضه في تجهيز ما تحتاجه
التفت الي لحظتها.....
(( نورس.. كيف حالك؟؟))
لم اقوى على الرد...
صامته..جامدة مكاني..
اشعر انه يسأل لمجرد السؤال
(( هل تخشين الابر... سيتم سحب اكثر من عينه للدم..))
التفت اليه
وشعور بالألم بداخلي.....
يبدو ان لديه خبرة في تحاليل ما قبل الزواج
ولكن لم اقوى على الحديث

الا انه تحرك من مكانه
وجلس على كرسي قريب مني...
(( نورس... لم انت صامته....))
لحظتها نطقت...
(( ليس لدي ما اقول....))
بنبرة غريبه منه...
(( لا نورس هناك الكثير لنتحدث فيه....))
لا اعرف كيف تغلبت على ضعفي
وارتفعت نبرة صوتي قليلا
(( لا فائدة من الحديث الان.... علمت بموافقتي وانتهى الامر..))

*(( نبدأ بمن اولا؟؟؟))
استغربت سؤالها...
هل ستأخذ عينة الدم بوجوده..
نظر الي....
ينتظر رد مني...
فيما ابتسمت له الممرضة...
*(( نبدأ بك.... لتتشجع خطيبتك ...))
ابتسم لها وتحرك باتجاهها...
خطيبتك
كم اسعدته هذه الكلمة
حتى انه تحرك من مكانه بحركة سريعه
خلع الجاكيت الاسود الذي يرتديه...
وكشف عن ساعده...
لم اقوى على النظر اليهما
كم اكره رؤية الدم
بالكاد اتحمل رائحة المستشفيات
كم اكرهها
اشعر وكأني اختنق طالما بقيت فيها
عاد القلق الي..
ما ان رأيت اكثر من انبوبة ...
هل سيتم سحب هذا المقدار مني انا ايضا؟؟؟

كان لحظتها قد انتهى....
كان يضغط على مكان وخز الابره....
* (( دورك الان...انسه...))
التفت اليه...
هل ستأخذ عينه بوجوده؟؟؟
مستحيل....
*(( سنحتاج لاكثر من عينه..قد لا تتحملي..من الافضل ان تستلقي على السرير...))
كانت تشير لسرير في جانب الغرفه..
تقدمت نحوها
فيما هو واقف....
نورس...(( من المفترض ان لا تبقى...))

(( حسنا سأكون في الخارج...مع عمك))
ارتبك من كلامي
ولكن شعرت بشئ من الهدؤ
لا ادري هل لاحراجه
ام لان غرب عن وجهي...
التفت لهذه الممرضه الشقراء وانا ارفع كم الفستان

(( لا داعي للسرير..))


الشاطئ الــ 28

الموجة الرابعة



خرج ناصر من غرفة المختبر..
واضح على ملامحه الارتباك
لم تكن العمة فريده وابو عبدالله في الخارج
جلس على الكرسي القريب من باب المختبر
وهو يفكر في اسلوب نورس في الحديث معه
كان يراها قاسيه
في كل شئ
نظراتها له
لفتاتها
تحادثه وكل حرف من شفتيه اكثر قساوة
هل لنورس ان تحمل كل هذه القسوة؟؟؟
كنت اضغط على ساعدي مكان وخز الابرة
قد يغطي المها على ما اشعر به

حتى جاء صوت من داخل غرفة المختبر...
لم يكن صوت نورس...
لابد انه صوت الممرضه
يبدوان شئ قد سقط على الارض...
اسرعت لداخل...
كان الكرسي مقلوب على الارض....
فيما الممرضة واقفه قريب من السرير
وهي تسند نورس...
لم تكن في وعيها
(( هل لك ان تساعدني؟؟؟))
لا تشعر لما حولها
ولا للارتباك الذي حدث في المختبر
حتى ان احد الممرضين جاء لمساعدتنا

كنت واقف مكاني
لا ادري ما علي ان افعل....
(( بسرعه....))
تقدمت نحوها...
كان يبدو عليها انها تحاول الوقوف

اقتربت منها
من نورس
امسكتها كما كانت الممرضه ممسكة بها
كنت بجانبها
ذراعي يحيط بها
يشد على ساعدها
كادت تلتصق بي
بل هذا ما حدث
يبدو انها لا تشعر بشئ
زدت ارتباكا لحظتها..
كان جسدها بارد
التفت الى الممرضة...
والتي كانت تقلل من ارتفاع السرير..
ليسهل ابقاء نورس عليه...
واقتربت مني لمساعدتي
لم يكن امامي الا حملها
لكن.............
(( نورس..انت بخير؟؟؟))
((نورس هل لك ان تستلقي على السرير))
قد تكون سمعت ما اقول
كانت راحة يدها وسط السرير

شعرت بها
تشد جسدها....
وهي ترمي بجسدها على السرير...
فيما الممرض ترفع ساقيها مساعدة لها..
ابتعدت
خطوات عنها..
وانا انظر اليها
*(( طلبت منها الاستلقاء من البداية لكنها رفضت...))
كانت الممرضه تبرر ما حدث معها
*(( يبدو انها لم تفطر جيدا...))
فيما اقتربت منها
وغطيتها بمفرش ابيض
وجلست على الكرسي القريب منها
انظر اليها
كان جفنها وكأنه يرجف بدى لي هكذا
كنت انتظر منها ان تفتح عينيها
*(( ستفيق الان لا تقلق..))
هل حقا ابدو قلقا عليها؟؟؟؟
حتى سمعت صوت خطوات خلفي...
كان عمتها...

لحظات قلائل وكأنها ساعات...................................
وعت نورس اخيرا...
كانت عمتها تحادثها
وهي في شدة القلق عليها...
وناصر واقف امام الباب
وبقربه العم ابو عبدالله
(( اقلقتنا عليك بنيتي...))
رفعت جسدها من على السرير
وهي تنظر لناحية ناصر
وكأنها تقول له ماذا تفعل معنا
خرج مباشرة
فيما
تحركت هي من على السرير
(( نونو.. كان عليك ان تفطري جيدا...))
وبالكاد نطقت
(( انا بخير....))
خرجت برفقه عمتها
وهي تحاول ان تقاوم تعبها...
لم تلتفت اليه
الى ناصر....الذي رافقها لغرفه الطبيب..
وهذه المرة برفقه عمها وعمتها
وطال جلوسهم معه....

الشاطئ الــ 28
الموجة الخامسة




كعادتي
في مكتبة الجامع
مبعثرة اوراقي على الطاولة
وامامي كتب ومراجع
ولكن عقلي وتفكيري بعيدا عن كل هذا
لاول مرة اجد ما يشغلني عن دراستي
وكأنه سحر غريب بداخلي
ما اشعر فقط
اني اريدها
اريد ان احدثها
ولكن ما حدث اخيرا معها
والمعاملة الجافه في اخر لقائنا
قيدتني
كانت سببا لان اتردد في اعادة الاتصال بها
كنت فعلا مشتاق لصوتها
ولنظرات عينيها
فكرت ان ارسل لها رساله
ولكن...
ماذا اكتب فيها
اشتقت اليك...
اشتقت لنظرات عينيك
ام اسف على ما بدر مني؟؟؟
اعتذر؟؟؟
ومنذ متى اعتذر لفتاة...
وكيف افكر فيها اصلا...
لابد ان اتمالك نفسي
واحبس مشاعري
يكفيني ما يحدث لي..
لست اقوى على الانهزام اكثر
سأحاول ان ابعد تفكيري عنها
واشغل نفسي بالدراسه مجدد
زينة
ليست الفتاة التي اريد
زينة
ابدا لا تناسبني
قد مناسبه اكثر لفتى مثل نبيل
نبيل...نا ان اتذكره حتى يزيد انزعاجي
كم يزعجني هذا الشخص
وكم انا اخدع ان صدقت اني استطيع نسيانها
لكني لن اتصل...
او ارسل لها رسالة


الشاطئ الــ 28
الموجة السادسة


(( اسعدتني رفقتك معي للمكتبة,,واعتذر ان ازعجتك...عبدالله))
كم هو غريب هذا الشخص
يتقلب في معاملته
لا اعرف سببا لذلك
فتارة اراه لطيفا ومحبا
يتحدث بهدؤ
وتارة اخرى يفقد كل لطفه وطيبته

لم هذه المعامله المتقلبه؟؟ لا افهم...
اشعر بأن بداخله امر يخفيه....
ارتسمت ابتسامه على شفتي
فكم مضحك ان افكر بهذا الامر
ان يكون معجبا بي...

نظرت لنفسي في المراة
لابد انه يراني جميله لم لا يكون معجب بي..
لكن..............
اعلم ان عبدالله ليس كباقي الشباب
اعلم جيدا ان لن يهتم بجمال فتاة واناقتها
انما اهتمامه لشئ اخر
لما تحمله بداخلها

عندما احلل شخصيته بهذه الطريقه ارى انه
شاب راقي جدا بتفكيره
ولكن ينقصه امر واحد
ان يحترم الفتاة التي امامه
فهي ليست بمزاجه
يعاملها بلطف ان كان مزاجه رائقا
وتتغير هذه المعامله ان تضايق...

ولكن ماذا اجيبه؟؟؟
هل اكون مثله
واجامله؟؟

ام اصارحه..؟؟؟
لا احب ان تكون متقلبا في معاملتك لي...

ترددت كثيرا..
واخيرا لم اجب على رسالته...



الشاطئ الــ 28
الموجة السابعة



العم ابو عبدالله...
(( بنيتي... هل طمأنك كلام الطبيب؟؟؟))
وهو ينظر الى نورس من المراه الامامية
بالكاد خرجت الحروف...
وهي ممسكه بكوب عصير في يدها
(( نـــعمــ))
العمة فريده..
(( ننتظر النتيجة.... بعدها نقرر...))
العم ابو عبدالله..
(( معك حق... اعتقد ان ناصر اتفق مع الطبيب ان يستلم النتيجه غدا....))
التفتت فريده الى اخيها..
(( هل تجهز خلال يوم واحد....؟؟؟))
العم ابو عبدالله ....
(( لم لا؟ هنا الوقت له قيمة....ليس كما تعودنا نحن في بلدنا..))
العمة فريده..
(( معك حق كم يوم تعتقد لانهاء هذه الاجراءات في البلاد؟؟))
تغير حديثهم فجأة
فيما نورس مازالت تفكر فيما حدث مع ناصر...
وكيف انصرفوا عنه
وهو في حال يختلف عن ما استقبلوه
بدى قلقا بعض الشئ
وتفكيره مشغول بأمر ما....
وما اربكها فعلا...
ما قد حدث في غرفه المختبر...
ما تتذكره انها فقدت توازنها ما ان وقفت...
حاولت ان تستند على الكرسي...
الا انه انقلب على الارض...
لتمسك بالممرضه...

بعدها سمعت يطلب منها ان تستلقي على السرير
كان ممسكا بها؟؟
ام كانت الممرضه؟؟؟
ام احدا اخر؟؟؟
لم تميز ماحدث بالضبط...
لكنه كان قريب منها كثيرا

وتفاجأت اكثر عندما...
اختفى بعد خروجهما من غرفة الطبيب...
وقد عاد وهو يحمل اكواب من العصير الطبيعي...
(( نورس...لابد ان تعوضي الدم الذي سحب منك؟؟؟))

كان يحدثها باهتمام
شعرت انه لم يكن مهتم مما قد تقوله من كلمات قاسيه
الا انه اخجلها امام عمها وعمتها
اللذان تبادلا التعليق...
((مهتم بصحتها فعلا..؟؟؟...))
(( دائما ان شالله))
فيما صمتت نورس
اخجلها التعليق
امسك بكوب العصير
دون ان تعلق عليه..




فيما ناصر داخل شقته...
وهو يفكر فيما حدث في هذا اللقاء
كيف كانت قاسيه حتى في نظراتها

لم تعطه فرصه حتى للحديث

بدت وكأنها ترتدي قناعا
لم تكن هي نورس
التي التقى بها قبل سنوات

حتى فقدت وعيها في المختبر
وفقدت القناع الذي ترتديه
راها طفله امامه تستند عليه
لم تتحمل سحب الدم
كما تحمله هو
عادت البراءة لوجهها
ونظراتها الاكثر براءة
عندما فتحت عيناها
تنظر لما حولها بقلق
هذه هي نورس الذي عرفها
وهي لصيقه الكرسي متحرك....
كان يشعر ان لديه الكثير ليقوله لها....
ولكن عليه ان ينتظر...
ينتظر الوقت الذي له ان يحادثها بحريه دون قيود او اقنعه...



نهاية الشاطئ الــ28


yassmin 11-11-10 03:46 PM



الشاطئ الــ 29
الموجة الاولى



بدى المنزل اكثر هدؤا
كلا مختفي في غرفته
من الطبيعي ان يبحث الفرد عن الخلوة مع نفسه
ليفكر في كل همومه
وما يخفيه عن من حوله....

العم فهد في غرفته
وتفكيره فيما اخبره الطبيب....
من المحتمل ان تكون النتائج ايجابية
اي امكان نورس وناصر الزواج
دون القلق من امراض وراثيه
ولكن يبقى احتمال ما هو غير متوقع طبيا
كما حدث مع طفليه من سمر
ومن ابنة عمه....


عبدالله...

بعد ان هزمه قلبه
وارسل رسالة اليها

..........
على مكتبه بين اوراقه
يسترق النظر لشاشة هاتفه...
ينتظر ان يسمع رنين رساله جديده...
رسالة من زينة...

نورس..
غارقه في المها
كيف تقنع نفسها
ان تتحمل العيش معه
مع ناصر

طلال...
ذهاب واياب
يقضي وقته في غرفته
يفكر في سبب فراق حبيبته له
فكم مشتاق لها
وقلق عليها
فهي قد اغلقت هاتفها
وامتنعت عن الذهاب للجامعه....
وبسرعه ترك غرفته
ونزل بخطوات سريعه على السلم
بعد ان تردد طويلا...
طرق باب غرفتها...
طرقات خفيفه
كي لا يزعجها
قد تكون نائمة..
وقبل ان يقنع نفسه بالانصراف
فتحت الباب....

وهي تغطي شعرها
بـ وشاح اسود طويل

طلال..((نورس؟؟؟ازعجتك؟؟))
نورس..((ان ناديتي بــ نورس لابد ان يكون الامر مهم ... مابك؟؟؟))
كان واضح عليه
ان هناك ما يقلقه

وكأنه ينتظر سؤالها
حتى اخذ يحدثه عما بادخله
(( نورس..جلنار لا ادري ما بها؟؟؟))
_(( ماذا تعني انك لا تدري؟؟هي مريضه؟؟))
(( لا ادري...لا تجيب على مكالماتي...ولا تحضر للجامعه))
تقدمت نورس للصالة
_(( سنبقى واقفين؟؟؟))
جلسا متقابلين في الصاله..
(( اخبرني الان بهدؤ...ماذا بها جلنار..))
لم يستطع ان يهدأ
صار يحدثها عن كل شئ
وقلقه من اختفائها....

كانت تسمعه
وبدى الحزن في عينيه
كانت ترى قلقه عليها فعلا...

كم يحبها..
كم تغبطها على هذه المشاعر
التي يحملها هذا الشاب اليها

ولكن...ما سبب اختفائها فجأة؟؟؟

وبسرعه اعطته الحل الوحيد
(( اذهب لها ..لمنزلها...))
باستغراب...
(( اذهب لها المنزل....))
نورس..(( نعم..ان كانت لا تجيب على اتصالاتك..ولا تحضر للجامعه..ربما هناك سبب قوي..))
بقلق اكبر..(( تعتقدين انها مريضه او حصل لها مكروه))
نورس..
((طلال اهدأ... لم اقل هذا....))
طلال..
(( نورس..انا لا افهمك...))
نورس...
(( طلال...ان كان ليس لديك اي وسيله اتصال بها..وانت قلق عليها لهذه الدرجة اذهب لزيارتها..))

كان يسمعها
هو يفكر في اقتراحها
سألته نورس..
(( هل تدل منزلها؟؟؟))
طلال ..
(( نعم ادل الشقه التي تسكنها مع والدتها..لكني لم اعتد على زيارتها فيها...))

وقف فجأة...
(( لكنك على حق... سأذهب لها ))
وقفت وهي تكتم ضحكتها رغم قلقها هي الاخرى
((ليس هذا وقته... انتظر للغد...زرها نهارا...افضل))
اومأ برأسه....
اشار لها انه استوعب فكرتها...
غادر المكان....
بصمت..
صعد السلم...
وقبل ان تدخل غرفتها..
(( تصبح على خير...طلال))
لم يجبها
لم يسمعها حقيقة...لابد ان عقله مشغول....
دمعت عيناها....

فارقته ايام...
لم يقوى على بعدها
بدى ضائع بدونها
وبدون تفكير
حتى انه لم يستطع ان يفكر بزيارتها

دخلت غرفتها..
اغلقت الباب..
واستندت عليه
وهي تبكي
تبكي بحرقه
وكأنها دموع سنوات كتمتها

قد تكون احبته يوما
لدرجة انها كانت تشعر
بأنها تملك العالم بنظره منه
او بابتسامة

لدرجة انها تنتظر منه ان يكلمها
ان يزورها وهي طريحة الفراش
غير قادرة على المشي

احبته لدرجة انها سمحت
ان يزورها في غياب عمتها
لم تمنعه ان يقترب منها
ان يلمسها

ليسلبها اغلى ما تملك وسط صمتها
ويتركها بعد ساعات
دون مشاعر
دون ان يفكر ما قد يحل به

لم قلبها لم ينبض لحظتها الا له؟؟؟
وهو لم يستحقها
ولم يستحق ثقتها به........


الشاطئ الــ 29
الموجة الثانية

لا اعرف كيف مرت الساعات
حتى ظهر النور
متسللا للغرفة
لكنه يبقى الوقت غير مناسب للزيارة
كنت ارغب في تنفيذ فكرة نورس
لأزور جلنار
حيث تسكن
لم افعلها مسبقا
لكني ادلها جيدا
فكنت سابقا انتظرها خارج المبنى لنذهب معا للجامعة
لم اتمالك نفسي اكثر
ابدلت ملابسي بسرعه
تي شيرت ابيض وجينز اسود
لا داعي ان اصفف شعري
وبسرعه اليها
حيث تقيم....

لكن......
يبقى الوقت مبكرا
اتمشى قليلا....
علي اهدأ ...
ويتغير مزاجي بعض الشئ
كنت اخطو على الرصيف..واعبر الشارع
وكأني اطير في الهواء
لا اشعر بأن قدماي تخطو على الارض
او حتى تلامسها
لم اعد اشعر بأي شئ
لا شئ
سوى دقات قلبي
وكأن كل من حولي يشعر بها
يسمعها
انفاسي مكتومة
وصرت اسحب نفسي غصبا عني...
هل للحب ان يحدث كل هذا؟؟
ان يمزق كل ما هو جميل امامي؟؟؟
بمجر اني اشعر بانه يرحل عني؟؟؟
وهل فعلا جلنار تبدأ بالرحيل عني؟؟؟
لا اعتقد
مستحيل ان تفعل
هي تحبني
كما انا احبها
وكانت تقولها لي دوما
ليس لي غيرك طلال
بدونك لا اعيش
والان هي بدوني
ماذا تفعل ياترى؟؟؟؟؟
قطعت مسافة طويله
دون ان اشعر
اعتقد حان الوقت ان اذهب اليها
اوقفت سيارة اجرة...
وانا في حاله يرثى لها
قلق مما قد اكشفه
لا ادري
قلق عليها ام قلق على حبي...

واخيرا وصلت....
توقفت السيارة ...
وقبل ان انزل....
كانت هي.....
جلنار....

بفستان ابيض طويل بأكمام طويلة
وشاح زهري يغطي شعرها وكتفها...
كم اشتقت لها..
لم اتوقع رؤيتها بهذه اللحظة
تقف امام مدخل المبنى
برفقة والدتها...
وشخص اخر...

قريب منها من جلنار
كان يحدثها.....
راحة يده على خدها....
ويده الاخرى ممسكة بكفها...
يحدثها....
وهي تبتسم له..
ضمها اليه...
وابتعد...
صعد سيارة اجرة كانت بانتظاره
كان يلوح لها بكفه...

كان شاب طويل القامة شعره اشقر طويل...
قد يكون في الثلاثينات من عمره....
من يكون...
ليس لوالدتها اقارب في هذه المدينة...
ويستحيل ان يكون احد اخوتها...
جمدت على الرصيف....
انظر اليها...

معقول ان يكون اخر بحياتها..
لا اتصور...
دخلت والدتها المبنى..

وقبل ان تختفي هي الاخرى...
تسارعت خطواتي نحوها فجأة

كانت فرصتي الوحيده لمحادثتها..

((جلنااااااار))
كانت نبرة
شوقـ
ألـــمــ
حنينــ
وقفت مكانها
التتفت الي بهدؤ
ولم تستطع حتى ان تحرك رمش عينيها ما ان لمحتني
وقد اقتربت منها اكثر
(( طلال؟؟؟؟))
_(( جئت لرؤيتك...))
(( اسفه علي ان انصرف...))
_(( جلنار...لن تنصرفي قبل ان توضحي لي كل شئ..))
(( ماذا تريد طلال؟؟؟ ))
صدمني سؤالها
كنت فقط انظر اليها
لعينيها
شعرت انها تخفي عني شيئا
_(( من هذا الشاب؟؟))
بقيت صامته
لم تجبني

شعرت بها وكأنها ستبكي
بنبرة حزينة..
(( نتكلم في شارع طلال؟؟؟))
وكانها تريد ان تهرب مني...
_(( نذهب للمقهى القريب من هنا... ما رأيك؟؟))
وبرجاء منيــ
اومأت برأسها..
اشارة منها بالموافقه..
مضينا معا
نسير على الرصيف..
عبرنا معا الطريق
نحو الرصيف الاخر
كنت التفت لها انظر اليها
فيما هي صامته

تتهرب من نظراتي اليها
حتى وصلنا للمقهى...
كانت صامته طوال الوقت...
جلسنا على طاولة في احدى الزواية..

كنت احاول ان اصمد..
ان اتحكم قليلا في انفعالاتي
حتى تتكلم هي...

الشاطئ الــ 29
الموجة الثالثة

(( زينة ؟؟كنت نائمة؟؟؟))
-(( لا عمي...))
(( تعالي اريدك...))

يبدو ان هناك امر مهم
هذا ما شعرت به
من حديثه

وبسرعه... ابدلت ملابس النوم التي ارتديها
وخرجت اليه
كان مستند على الكنبه
وعقله في عالم اخر كما يبدو

لابد ان الامر يتعلق بخطبته من نورس

وكان اعتقادي في محله
اخبرني انه اتصل بالطبيب
وعلم منه ان تنائج الفحص ايجابية
فحص ما قبل الزواج
زواجه من نورس بات قريبا

اشعر وان الامر حدث بسرعه
لم اكن اتصور ذلك

باقي يومين على عودتنا للبلاد...
لا اعرف كيف سيرتب اموره....
هل سيعود للبلاد
حتى يرتب اموره هو ونورس
يأتي بعدها ليتم العقد ويعود بها للبلاد...

لكنه فاجأني...
اليوم يخبر العم فهد بالنتيجة...
وبعد غد العقد والسفر ليلا....

ما هذا الزواج الذي يتم خلال ثلاثة ايام
وهل نورس ستوافق؟؟؟
(( مستحيل عمي...))
_(( لماذا؟؟))
(( هذا زواج...لابد ان تجهز العروس نفسها....))

تفاجأ بكلمتي
وطال صمته...

حتى صار يحدثني وكأنه يهمس لي...
(( زينة..مارايك ان تتصلي بنورس... وتخبريها بهذا...لتأخذي رأيها قبل ان احدث عمها))

_(( اخبرها بماذا؟؟؟))
(( اخبريها ان عودتي للبلاد بعد يومين... هل يناسبها ان يتم العقد ونسافر فورا...))


الشاطئ الــ 29
الموجة الرابعة


انهيت مكالمتي مع زينة
لم تعنيني نتائج الفحص شيئا
ولكن فاجأتني بقرار عمها
اخبرتها اني احتاج لتفكير قليلا
فأنا لم اعرف كيف اجيبها

لم اتصور ان الامر سيتم بهذه السرعه

وها انا عاجزة عن اتخاذ القرار
اوافق على ذلك
يتم العقد والزواج خلال يومين
واكون بعدها معه في البلاد

صار قلبي ينبض بسرعه
وعقلي عاجز عن التفكير

لي ان اطلب تأجيل الامر قليلا
ولكن....
ماذا بعد
سيتم العقد والزواج والعوده بعدها
في الحالتين النتيجة واحده

ماذا علي ان ان اقرر
اوافق....
ام اطلب منهم الانتظار
احترت كثيرا....

ولكن قدري ان تحطمني الظروف
انا هنا في غربه
برفقتي عمي وعمتي
وماذا اريد اكثر من ذلك

لا افكر كباقي الفتيات
حفل وتجهيزات

زواجي من الدكتور ناصر
يبدأ وينتهي بعقد الزواج فقط
لا اريد منه اكثر من ذلك...

هل يعني ان اوافق؟؟؟

وسط زحمة الافكار....
كان صوت عمي يناديني...
فتحت له باب الغرفه...

كانت الخالة ليلى بقربه
تبتسم...
تبدو سعيدة فرحه

عرفت لحظتها ان الدكتور ناصر اتصل به
واخبره بنتائج الفحوصات

وليس هذا فقط
لان عمي اخبرني بظروف الدكتور ناصر
كما حدثني زينة قبل قليل
كان عمي امامي...
يسألني ان كان يناسبني...

هلــ اوافق ان اكون زوجة له خلال يومين...؟؟؟

يبدو ان ناصر مستعجل على الرد....
فلم ينتظر مني اتصال لابنة اخيه لارد عليها....
كما اتفقت معها....

وعلي ان اعطي عمي جوابا الان...

ماذا يانورس
رأيك ينتظره الجميع
ومنذ متى اخذ قراري في اموري المصيريه

ظروفي تحكمني في كل مرة
وها انا الان تحت امرة غربتي
ووحدتي...

ليس لي عائلة
سوى عمي وعمتي يفرحان لزواجي
وهما معي هنا في غربتي

وماذا اريد اكثر من ذلك
(( كما تريد عمي...))
_(( بنيتي..لك ان تقرري ما تريدين..لن نجبرك على شئ..))
(( اعلم ذلك... انا موافقه على ماتراه مناسبا...))

انتهى الامر يانورس...
هذا ما قلته لنفسي لحظتها

يومين وتكونين ملكا له
بعد ان كنت ملكا لخطيئته معك لعشر سنوات مضت

ولكن....
لي الحق ان اكلمه اعلمه بشروطي...

ترددت في اخبار عمي....
ولكن تشجعت مع عمتي...
التي اتصلت ما ان اخبرها عمي...
كانت سعيده او ربما حزينه
لا اعلم
اشعر بها تبكي..وتضحك...
سعيده لزواجي كما تقول
وحزينه ان يتم في هذه الظروف

انا موافقه عمتي...
الظروف تحكمنا
تكلمت اخيرا عن ما بداخلي

لاخبرها,,,
اني اريد ان احدثه..
لم اكمل طلبي ..
حتى رحبت به..
لك الحق يا نورس

لك ان تكلميه وتجلسي معه ان اردت..
الان اطلب من عمك ان يتصل به..ويخبره بذلك...
ارتبكت من حديثها
لا لا اريد ان اراه
لا اريد ارى ملامح وجهه
التي تسلب مني كل طاقتي

يكفي ان اكلمه في الهاتف
...فقط هذا ما اريد...

يبدو ان اطلبي هذا طمأن عمتي كثيرا...

ربما شعرت ان اني صرت اتأقلم مع الوضع الجديد...

والان ماذا قد يكون شعوره...
ان اخبره عمي بموافقتي...
والاكثر من ذلك..
اني اطلب الحديث معه...









الشاطئ الــ 29
الموجة الخامسة


طلال برفقه حبه كله
كلاهما صامتين..
ينظر اليه برجاء ان تتحدث
وهي نظرها بعيد عنه
لطالما كشف ما تفكر به من نظرة عينيها
شعر ان لديها ما يقلقها
(( جلنار..انظري الي...))
ترقرقت الدموع في عينيها

(( من هذا الشاب الذي كان معك..
كان قريب منك يلامس خدك,,,
يقربك منه...))
لمح شئ من الابتسامه على شفتيها
(( تغار علي؟؟؟ طلال؟؟))


بلهفه اجابها...
(( انا حبيبك..
لم اتجرأ يوما على الاقتراب منك...
احتراما لك,,,
وسهل على هذا ان يلامس خدك؟؟))
كان يقولها بألم

ألم زاد من ابتسامتها
وزاد من بريق الحزن في عينيها
ا
(( خالي عارف...جاء لزيارتنا من كندا..))

خالها؟؟؟؟
واخيرا اخذ نفسا عميقا
شعر براحه غريبه...
ولكنــ.....................
يشعر ان هناك الكثير... لتخبره غير ذلك..


((خلال غيابي امور كثيرة حدثت طلال...
لم اعرف كيف اتصرف..لم اقوى حتى على الاتصال بك...))
كانت تبكي....
وهي تقولها...
((اسفه طلال....ليس بيدي ان افعل شيئا....))
تصنع الهدؤ
علها تهدأ هي ايضا
و يفهم منها شيئا
تحدثت اليه
واخيرا استوعب ما تقول
من كلماتها التائهه؟؟؟
والدتها...
قررت ان ترحل الى كندا...
حيث يقيم خالها
وترغب ان تأخذها معها
بعد ان تتخرج هذا الفصل من الجامعة
والدها من جانب اخر

رافض قرار والدتها
لن يسمح بسفرها معها
فهو يفكر مسبقا ان يأخذها لبلاده
وحان الوقت لذلك....

كانت تخبره وملامحها واضح عليه الخوف
الخوف مما هو اتي....
((وما قرارك ؟؟ مع من ترغبي ان تعيشي؟؟))
قالها وهو ينظر لعينيها ينتظر اجابتها..
اجابتها التي هزت كيانه
وشعر ان العالم لا يحوي سوى فتاته التي امامه
(( اريدك انت طلال اريد ان اعيش معك...))
صمت..لم يقوى على الحديث,,,,
لايجد الكلمات التي تستحقها لحظتها
ابقى نظره عليها
كانت تبكي
دموعها تنهمر بهدؤ على خديها
(( لم تتفرغ امي لي يوما...وان كنت اعيش معها في بيت واحد...))
واكملت...
(( ووالدي مسئول عني ماديا فقط .... ولم يهتم بي سوى بعد ان شجعتني على التواصل معه...ولو قاطعته لما فكر ان يتصل بي...))

مازال صامتا
يبحث عن حروف يجمعها
ليخبرها انه لن يتركها
انها ستبقى معه
فكل حروف الابجديه لن تفي غرضه
ليس لها ان تصف ما بداخله
حتى صعقته بسؤاله..
(( الا تريدني طلال؟؟؟))

قرب كفه كان يرغب ان يأخذ كفها
يقربها اليه
الا انه وعى لما قد يفعله
سحبه كفه اليه
واخيرا تكلم..
(( جلنار... لن يأخذك احد مني...
سأكلم والدك ان رغبت... اخطبك منه..نتزوج ونعيش معا))

وكأنها غير مستوعبه كلامه...
(( تتزوجني؟؟.....))

رسم ابتسامة على شفتيه...
(( لن اتركك تبتعدي عني...اترك الامر علي...))

الشاطئ الــ 29
الموجة السادسة



(( عمي...ان كنت ستكلم عمها لم طلبت مني الاتصال بها؟؟؟))
_(( لانك لم تعطيني الرد في نفس الوقت؟؟))
(( اخبرتني انها ستتصل بي وتخبرني برأيها...))
_(( حتى عمها اخبرني ان انتظر حتى يأخذ رأيها...))
(( في الحالتين عليك الانتظار...))
_(( زينــ...))
لم يكمل ناصر كلامه
حتى كان اتصال العم فهد
بدى سعيدا بما سمعه....
انهى المكالمة بعد كلمات المجامله
(( وافقت.... بعد غد سيتم العقد...))

كان يقولها وهو في شدة الفرح..
كانت نظرات زينه كلها استغراب

تشعر انها لا تفهم عمها....
ابتسم لها ناصر...
((نورس شرطها الوحيد ان تكلمني قبل ان يتم العقد...))

غمزت له زينة...
(( تكلمك؟؟؟ سعيد بذلك؟؟؟))
وهو يظهر عدم الاهتمام

((جهزي نفسك...نخرج للغداء..))

بعد اقل من ساعة....
كنا انا وعمي في الخارج...
نتناول غدائنا...
يبدو ان عمي متحمس كثيرا...
وفي نفس الوقت..
يفكر كثيرا...
لا اعلم لم اشعر انه يخفي امرا
امرا يعنيه
ويعني نورس
وفي نفس الوقت لا ارى شئ يجمعهما...

بعد الغداء....
اخذني عمي...
لاحد معارض المجوهرات
واشهرها في المدينة...
دخلت معه...
كان يـتأمل المعروضات...
من المجوهرات الراقية...

اخذ يتحدث مع صاحب المحل...
الذي اخرج له
بعض القطع...
اشار لي عمي
يسألني ما هو مناسب
ليس لي
للعروس طبعا

ابتسمت له..
وهمست... كيف له ان يعرف في هذه الامور...
ضحك لي..
ودون ان يلتفت لي....
اجابني....
وتعجبت من صراحته...
((تجربتين زواج... نسيتي؟؟؟))
واكمل وهو يرفع احد الاطقم في راحة يده...
(( ومع سمر..اصبحت خبير لامور الفتيات...))

ولكني احسنت التعليق على كلامه
عندما قلت له...
(( وليست كل الفتيات تشبه سمر...))
وبعد استعراض معروضات المحل....
اتفقنا على شراء طقم من الذهب الابيض...
المزين بالالماس... وقطع ملونه من الاحجار الكريمة..

بدى غاية في نعومة..
كما انه ثمين..
لم يبالي ناصر للسعر...
اشتراه وانصرفنا بعدها....

ابقاني انتظره
فيما كان لحظتها في المصرف
عاد بعدها..
وهو يحمل ظرف ورقي....
وضعه في نفس الكيس الذي يحوي هدية نورس
(( هذا مهرها...ستأخذينه لها..مع الهدية...وتخبريها اني انتظر منها اتصال كما اتفقت مع عمها...))

نهاية الشاطئ الــ 29



yassmin 11-11-10 03:48 PM





الشاطئ الــ 30
الموجة الاولى



ابقت نورس نظرها على العلبة الجلدية
كم تبدو فخمة
ولابد ما تحويه اكثر فخامة
ولكن......
لم فعل هذا....؟؟؟
حتى كانت مفاجاة اخرى...
((هذا مهرك نورس....
ارسله عمي لك....
وان احتجت اي شئ اخبريني....))

مازالت نورس صامته فيما الخالة ليلى تتحدث مع زينة
قد تشكرها
او تسألها عن ظروف عمها

كانت في عالم اخر
مهر وهدية ثمينة
بدت تشعر انها تعيش دور العروس فعلا
حتى كان شخص اخر
ينضم اليهن
ويقف عاجزا امام الضيفه
وبالكاد وجد الكلمات...
(( السلام عليكم....اهلا زينة....كيف حالك؟؟))
((بخير....الحمدلله))
بدى حوار مجاملة لا اكثر
لم يجد كلاهما ما يقولانه
بقي لحظات واقفا مكانه
ربما هناك الكثير ليقوله...
لكنه...
بقي يتأملها...
يتامل شعرها المرفوع بمشبك
ببساطه..
وخصلات ناعمة على جبينها

كانت تبدو مختلفه,,,
ربما الفستان الاحمر الذي ترتديه
مع الجاكيت الحريري الاسود القصير
اعطاها جمال ملفتا
فهذه المرة الاولى يراها بفستان بناتي...
على الاقل بالنسبة له..
انتبهت اليه
يتأملها
فيما ابعدت خصلات شعرها عن وجهها

تحرك بسرعه
صعد السلم الى غرفته
وعقله وقلبه معها
مع زينة

لحظات بعد ذلك...

كانت زينة تهم بالخروج

فيما الخالة ليلى تصر على بقائها
(( لم لا تتناولين العشاء معنا؟؟؟))
بالكاد نطقت نورس بهذه الكلمات
اصرت زينة على اعتذارها

رافقتها نورس للخارج..
وهي تشد الوشاح الاسود على شعرها...

التفتت زينة الى نورس...
(( نورس ان احتجت لاي شئ لا تخجلي...
وعمي اخبرني انه ينتظر اتصال منك...))

خرجت زينة...
وتركت نورس تعيش هذه التجربة...
تجربة موجعه بكل ما هو جديد فيها.....

خرجت زينة
فقد كان نبيل ينتظرها

كان مستندا على السيارة ما ان لمحها تخرج
حتى تقدم نحو باب السيارة
فتح الباب وهو يغمز لها...
(( تبدين مختلفه ..))
وضعت كفيها على خصرها...
(( نبيل .. لا تخجلني فنادرا ما البس فستانا))
صعدت السيارة...
اغلق الباب مباشرة
وصعد بجانبها....
بينما هناك من يراقبهما من بعيد....



الشاطئ الــ 30
الموجة الثانية

لا ادري ما تخبأ لي الايام
اشعر ان كل حدث في حياتي
لم اتوقعه ابدا
كل ما امر به ما هو الا مفاجاة لي..
بدأ من وفاة افراد اسرتي
حتى.....
قرار زواجي منه
من ناصر..

ناصر الذي بدى يجيد دور العريس جيدا
ربما من خبرته السابقه...

وما ابهرني ماكان داخل العلبة الجلدية
توقعته شئ مميز
لكنه لم اتوقعه بهذه الفخامة
عقد من الذهب الابيض في منتهى النعومة

تزينه احجار كريمة ملونه
مع الحلق والاسوارة
ابقيت نظري اليه

هل هذا ذوقه؟؟؟

فتحت الظرف الورقي
كان المبلغ كبيرا
لا اعلم كم بالضبط...

حتى سمعت حديث عمي والخالة ليلى
ربما يهمان بدخول غرفتهما
وبسرعه خرجت من غرفتي...
(( عمي.....))
التفت لي عمي
وهو يبتسم

(( اخبرني ناصر انه ارسل المهر مع اخته...))
مددت يدي له
دون ان اتكلم
اسلمه المهر...
باستغراب ...(( ماهذا بنيتي..))
كم خجلت من سؤاله...
(( المهر...))
همس لي...(( لك بنيتي...))
لا اعرف ما اجيب...
(( لا احتاجه عمي...لا ادري ماذا افعل به..))
تقدمت الخالة ليلى
(( نورس....انت عروس ستحتاجين لتجهزي نفسك لزواج..))

دون ان انظر اليهما...
(( ليس هناك حفلة زواج... وليس لدي وقت لشراء اي شئ..))
وضع كفه على كتفي بحنان
(( غدا عمتك ستاتي وتأخذك للتسوق لشراء ما تحتاجينه....))
واكمل..
(( وان نقصك شئ اخبريني...))
اخجلني بكلامه...
انصرفا للغرفة
فيما دخلت انا غرفتي...
على رنين الجوال....


(( اهلا عمتي...))
كانت عمتي....
لابد ان عمي اخبرها بما فعل ناصر...
كانت تحدثني عن خطتها للغد...
نخرج مبكرا...
نتسوق...
فلابد ان اشتري اهم ما احتاجه الان ...
والباقي بعد عودتنا للبلاد...

لم استطع ان اعلق على حديثها
ماذا علي ان اقول...
(( لا اريد شئ...ولا احتاج لشئ؟؟؟))
وبماذا ابرر قراري هذا؟؟؟

صمت....
فأقوى اسلحتي هو صمتي....


الشاطئ الــ 30
الموجة الثالثة



غادرت الشرفه الى غرفتي

رغم برودة الجو

الا ان حرارة تسري في جسدي...

اذابت كل احاسيسي
شعرت ان انفاسي مكتومة في داخلي

كانت تبدورائعة
كأميرة من قصص الاطفال
بفستانها الاحمر الطويل...
ومظهر شعرها ....
تحدثني ببرود

في حين تقابله هو بحرارة
تبتسم وتمزح معه
وفي الاخير
تصعد معه السيارة
وهي بكامل زينتها
وروعتها

الى اين قد يذهبا
وماذا قد يفعلا؟؟؟

وبما قد يتحدثان؟؟؟
اسئلة كثيرة تدور في رأسي

ارهقتني اكثر واكثر
الى متى سأبقى على هذا الحال؟؟؟

اهيم بها...
وهي...في عالم اخر....

ماذا علي ان افعل..؟؟؟
سؤال لطالما تهربت منه...
هل ابوح لها بحبي..؟؟؟
وان رفضت مشاعري نحوها؟؟؟
اوقد تكون مشاعرها هي ملكا لاخر...
لــ نبيل مثلا...
زاد ضيقي وقلقي

ولكن امامي امران الان....
اما اصارحها...او انسى امرها,,,[/color]


الشاطئ الــ 30
الموجة الرابعة

صمت كلاهما
ليس لديهما ما يقولانه

هو ..عقله مشغول بنورس
التي تستعد للارتباط بغيره

وهي... عقلها مشغول ب عبدالله
الذي بدى عليه شئ من الاهتمام بها
لم يطيل حديثه معها
الا ان نظراته تقول امور كثيرة

لم تفهمها....

كان لديها فضول ان تعرف...
كيف يفكر بها؟؟؟؟

شبكت اصابع كفيها
وهي تأخذ نفسا عميقا
ليست مشاعر خاصه تحملها باتجاهه
ولا تراه حبا

شئ اخر لا تستطيع تفسيره...
راحة غريبه ما ان تكون معه
تحدثه..
او فقط تنظر اليه..
التفتت الى نبيل...
الذي هو في عالم اخر...

لا يتصور ان نورس ستكون ملكا لغيره
لم يستطع ان يكسبها
لكنه لم يتصور ان يأخذها غيره
وطالما هو مع زينة
سيكون قريب منها
من نورس
خاصة
ان عادا للبلاد....

(( نبيل...اعذرني..ولكني مرهقه قليلا ))
واكملت...
(( هل لك ان تاخذني للبيت؟؟؟))
صمت لم يتكلم
كان هذا ما يفكر به
ليس لديه القدرة على السهر خارجا..
فهو يحتاج للهدؤ
بعد ان علم بقرب زواج نورس...

ابتسم لها...
(( كما تريدن زيون..لكن متى نتناول العشاء مع بعض والسفر بعد غد.))
غمزت لها حينها
(( سنعود بعد غد للبلاد على نفس الرحلة...نتعشى معا في الطائرة...ما رأيك؟؟؟))
ضحك بصوت عالي...
لطالما لديها الرد جاهز
الا انها ليس لديها تفسير لما تشعر به....



الشاطئ الــ 30
الموجة الخامسة



رغم انشغالها
الا انها لم تنسى ان تطمئن علي
هذا طبع نورس....
رغم اني شعرت باحرجها وهي تسألني عن سبب غياب جلنار عني...
ربما كانت ترى ان الاجابة تضايقني
ولكن كنت فعلا بحاجة لان اتحدث معها
فاخبرتها بكل شئ

كانت ردة فعلها غريبه...
صمتت
وطال صمتها...
ليكون سؤالها الذي لم يخطر على بالي ابدا
(( اهلك واهلها هل سيوافقون على زواجكما المبكر...))
فعلا لم افكر بهذا....
حتى كان اقتراحها
(( طلال... لتؤجل التفكيرفي كل هذا حتى نهاية الدراسه...فهي لن تسافر قبل ذلك...))
كانت فكرتها غريبه
((هل اتهرب من المشكله ؟؟؟ ))
(( ليس تهربا... ولكن...عليك ان تكون مستعدا لمواجهة الجميع بقرارك...))
واكملت
(( لا تتسرع طلال.. تتخرج هذا العام... ولك بعدها ان تعلم الجميع بقرارك...))
كانت تفكر بطريقة تختلف عني كثيرا
كنت افكر ان اثبت لجلنار صدق حبي لها
واني على استعداد لمواجهة الجميع

ولكن نورس
ببهتني ان اكون على استعداد لرد على اي اعرتراض ومن اي احد


لم استطع التفكير وحدي بفكرة نورس
اتصلت بجلنار...
لاخبرها برأي نورس
كانت متحمسه كثيرا
هذا ما شعرت به

(( طلال..علينا ان ننهي دراستنا بنجاح..لنتحمل المسؤلية وامام الجميع...))

الان فقط يستطيع كلا منا النوم
بعد ليال من السهر


الشاطئ الــ 30
الموجة السادسة


((انتظر اتصالك..كما طلبتي...))
كانت نورس تتأمل الرساله في جوالها
رسالة من ناصر...

زاد ارتباكها
ولكنها مازالت تحاول ان تكتم كل هذا الارتباك
لتعطيه شرطها الوحيد
لهذا الزواج....

وبسرعه
ضغطت على الزر...
الاتصال بالرقم...
حتى جائها صوته....
بقيت صامته..
في حين مازال ينتظرها تتكلم
يعلم ان من الصعب عليها الحديث
لذا كانت البداية منه
(( نورس كيف حالك؟؟؟))
(( بخير...))
(( انتظرت اتصالك...ولكنك لم تفعلي...))
(( كنت ساتصل بك...))
وعادا للصمت..

اين هي الكلمات؟؟؟
كلاهما يبحث عن ما يرغب بالحديث فيه
(( اعجبتك الهدية؟؟؟))
((لم انتظرها منك..))
(( هل يعني انها لم تعجبك؟؟))
((لم اقل هذا...))
(( ردك اوحى لي بذلك...))
صمتت لا تعرف ما تقول....
في حين تغيرت نبرة صوته..
(( نورس تكلمي قولي ما تريدين...))
(( لا اريد سوى ان اتفق معك على امر قبل ان يتم العقد))
ارعبته كلماتها لا يدري لماذا...
(( وما هو الامر...))
طال صمتها
ولكنها نطقت اخيرا..
وبالكاد رتبت الكلمات مع بعضها....
(( اريد ان اتفق معك قبل الزواج على.........))
وانحبست الكلمات على لسانها...
(( على ماذا نورس؟؟؟))
حتى نطقتها
(( على الطلاق ))

بنبرة عاليها
وكانه يصرخ بها
(( الطلاااق؟؟؟؟))
فيما هي كانت مغمضة عينيها
وكأنه فعلا امامها يحدثها...
(( نورس... لم افهم ما تريدين...))
(( بلى انت تفهم ما اريد...))
((تريدين الطلاق...ونحن لم نتزوج بعد...))
((نعم..اريدك ان تعدني انك تطلقني في الوقت المناسب..الوقت الذي اختاره انا..))
(( بهذه السهولة تقولينها...))
(( ليست اسهل من امور اخرى..ولكننا قمنا بها..))
فهم ناصر ما كانت تعنيه نورس...
امر الزواج والطلاق تراه سهلا
امام ما حدث قبل سنوات

واكملت...

(( زواجنا لا احد يعرف القصد منه سوانا..انا وانت؟؟؟))
كانت تنتظر منه رد
الا انه صامت...
(( تسمعني؟؟؟))
(( اسمعك نورس... لك ما تريدين....))
مسحت دموعها
وهي تتنفس بعمق
واخيرا عاد شئ من الهدؤ اليها...
حتى نطق هو...
(( بما اني وافقت على شرطك...لك ان تعرفي شرطي...))
كانت تنتظره ان يتحدث

فليس من السهل يأتي هذا القرار منه
(( نورس ان كان قرارك ان يتم الطلاق بقرار منك وفي اي وقت...
فليس لنا ان نعيش حياة مشتركة... كلا له حياته...))

صمت قليلا واكمل...
(( عقد الزواج سيكون لنعيش في مكان واحد....وكل هذه القرارت ستكون بيننا لن يعلم بها احد..))


انتهت المكالمة
بصدمة لكلاهما

هو لم يتوقع ان يكون شرطها
توقع كل شئ الا هذا....
ولا يعلم كيف خطر له في تلك اللحظة القرار الذي اتخذه بجانب شرطها

وهي...
كانت اكثر صدمة منه
لم تتوقع ابدا ان يطلب هذا النوع من العلاقة تجمعهم...
لا يريدها زوجة...
كان هذا مختصر كلامه...
الامها فعلا...
ليس هناك ما يمنعها من الموافقه
ولكنها ابدا لم تنتظر منه ذلك....

رمت جوالها ...
وكعادتها...كلما ضاقت بها الدنيا
تكورت على سريرها..
ودخلت في نوبة بكاء...



ليكن بين قوسين....

قبل يومــ من عقد القران...


غدا سيكون عقد القران....
بعد صلاة الظهر مباشرة...
وليلا ستكون رحلة العودة الى البلاد...

الى الان محتارة كيف تمكن من حجز تذكرة لي...


عمتي كذلك ستعود...
ولكن على رحلة اخرى...
قبلنا بساعات...
وكما فهمت من زينة
انها ستكون معها على
نفس الرحلة

لم اتصور ان نهاية رحلتنا
الى هذه المدينة تنتهي في نفس اليوم
وتفاجأت ان يكون الجميع على رحلة واحده
وانا وناصر على رحلة مختلفة

وكما اتفق ناصر مع عمي...
يتم عقد القران في المركز الاسلامي....
بعدها...نذهب جميعا لتناول وجبة الغداء في احد المطاعم...

بعد الغداء يكون موعد الرحلة التي ستكون عليها
عمتي وزينة....

نوصلهم للمطار....
بعد ذلك؟؟؟؟

لا ادري....
لدينا ساعات..حتى يحين وقت رحلتنا

لا ادري ما قد يخطط له ناصر
فأنا متاكدة ان طوال الساعات التي سنقضيها معا
سيتعمد احراجي... امام الجميع
لا ادري لماذا جائني هذا الاحساس....

ولكن.........
لم كل هذا التشاؤم...
لن اسبق الاحداث لاضايق نفسي فقط...

يكفي ما قد ألاقيه وانا معه في بيت واحد....
وخاصة مع شرطه الذي واجهني به ...

تذكرت....
ان عمتي ستأتي لاخذي ....
تصحبني لتسوق....
اخبرتني انها متفرغه لي تماما....
فقد طلبت من سلمان ان يصطحب البنات في نزهه

واتفقت مع عمي ان يصطحبنا سائقه الخاص
بما اننا لا ندل مراكز التسوق في هذه المدينة







اتذكرجيدا كيف اصطحبت عمتي الى السوق
لشراء كل ما تحتاجه لزواجها
اتذكر جيدا كيف تعارضني على كل فكرة
ولكنها تتنازل
كنت مستمتعه معها
وهي خجله
هذا ما شعرت به

والان استبدلنا الادوار
كم هي متحمسه لشراء كل تجهيزات العروس
تجهيزاتي انا....
في حين ما انا فيه بعيد عن الخجل
ما اشعر به ما هو الا الم وضيق....
لابد ان تكون هذه اللحظات مميزة لكل فتاة
فلديها الكثير لتفعل
لتكون عروس رائعه في عين زوجها
عداي انا...
لم افكر حتى فيما قد سألبسه....
ولكن....
مجبورة على اداء الدور

وعلي ان اجيده باتقان
اتصنع ابتسامة
مع كل فكرة من عمتي....

لا ادري كم من الوقت مضى معها
بين المحلات
امور كثيرة تفاجأت بها من عمتي
اصبح لديها الخبرة لتعرف ما قد احتاجه

واكثر ما احترت في شراءه
ما سألبسه...
فأنا لست كباقي الفتيات
لن البس فستان ابيض ازهو به بين الحاضرين
حتى كانت فكرة عمتي...
فستان ابيض....
طويل....
ولكنه بدون اكمام....
وهذا لن يناسبني والعقد سيكون في مكان عام
ولكنها اصرت عليها
(( ستبدين به وكأنك _سنو وايت_))
عجبني تعليقها
هل فعلا سأبدو كـ بياض الثلج
الذي يخطفها الامير ليتزوج بها

وهل اصبح ناصر اميرا...
ضحكت على فكرتي...
بوقت كانت عمتي...
تضع جاكيت احمر قصير بأكمام طويله على الفستان الابيض
(( وهكذا سيكون مناسبا....سنحتاج فقط الى وشاح وحذاء مناسب...))
اعجبتني فكرة عمتي فعلا...

كان الوقت طويلا....
ولكنه مضى بسرعه

وكما تقول عمتي

ما اشتريته مناسب جدا..
وان احتجت لاي شئ بعد ذلك...
نشتريه من هناك...
كانت تعني من البلاد...

يبدو ان عمتي اخذها الحماس كثيرا لزواجي..
وانا لا اعتقد ان بحاجة لنصف هذه الاغراض...

التي نثرتها على السرير
ما ان عدت للمنزل
وصرت اتأملها
لم اتوقع اني اشتريت كل هذه العطورات
وانواع مستحضرات التجميل
وانواع الغسولات المعطرة سواء للجسم او الشعر

رفعت الفستان الابيض
وضعته على الكنبه
مع القميص الاحمر الداكن...
ووشاح ممزوج باللونين الاحمر والاسود...
يبدو راقي جدا....
كذلك باقي الفساتين التي اشتريتها
ولا ادري
هل حقا سألبسها؟؟؟؟
لا اتصور ذلك ابدا....

تذكرت لحظاتي مع صديقتي رجاء
وهي تشتري مثل هذه القطع من الملابس
وكيف كانت تختار ما كان يعجب زوجها

كل شئ متناثر على السرير

ما عدا ما يحويه هذا الكيس

فأنا لم اختار اي قطعه منها
عمتي هي من اختارتهم
وصمتي وقتها كانت تظن بأنه خجل مني

ولكن لم يكن سوى
ألم...

فكل ملابس النوم هذه
لا تناسبني
لأني لست كباقي الفتيات
التي ستكون هذه الليله
هي ليلة العمر بالنسبة لهن

فأنا اختلف عنهن كثيرا....

yassmin 11-11-10 03:50 PM





الشاطئ الــ 31
الموجة الاولى




لممت حاجياتي من الغرفة
وبقيت جالسه على طرف السرير
افكر في حالي
بين ليلة وضحاها يتغير كل شئ
من اسابيع كنت مع عمتي
وفجأة
اجد نفسي في هذه المدينة
وما ان حاولت ان اتأقلمــ
حتى تغير وضعي من جديد
وهذا حالي
من حال الى حال
دون ان يكون لي خيار
واليوم زواجي
من يتصور ذلك
بهذه السرعه
يتم كل شئ
وقفت امام المراة انظر لنفسي
هل فعلا اجيد التمثيل
لا يظهر علي الصراع الذي بداخلي
وحتى اثر السهر
استطعت ان اخفيه بالمكياج
كم اشتقت للنوم
اشعر ان الليل اصبح للبكاء والسهر فقط
تأملت نفسي اكثر
هل فعلا ابدو كعروس
فستاني الابيض البسيط
وبدى راقي جدا مع الجاكيت الاحمر الداكن
ورغم اني لم اعتد على المكياج
الا اني وضعت لمساتي البسيطه
واهمها الكحل الاسود
اسدلت شعري وصرت انظر لطوله
بدى اطول من السابق
لم انتبه الا الان
التفت جانبا
وانا انثر شعري من جديد بأناملي
وكأني انظر لنفسي لاول مرة في المراه
(( نورس؟؟ماذا تفعلين؟؟؟؟))
تفاجأت بعمتي تفتح الباب
لملمت شعري بكفي
وبخجل واضح
(( لا شئ...فقط..كــ.))
اقتربت مني
وهي تمسح على شعري براحة يدها
(( كم تبدين رائعه نونو...))
كنت المح دموع في عينيها....
تجنبت النظر اليها
وهي تحادثني
(( كنت اتمنى ان يكون لك حفل زواج كباقي البنات...
ولكن الظروف حكمت بذلك....))
وبصعوبة كانت كلماتي
(( لا عمتي...لا افكر بذلك ابدا...))
ارتسمت ابتسامة على شفتيها
((تبدين رائعه...دون الحاجة لمصففة شعر ولا خبيرة تجميل...))
تقولها وهي ممسكة بكتفي تتأملني...
حتى كان صوت الخالة ليلى...
(( فريدة...نرسلك لتستعجليها...تتأخرين معها؟؟؟؟))
ثواني..وعمي يقف بجانبها..
تقدم نحوي....
(( واخيرا ارى نورس عروس لا اصدق...))
اخذني اليه
لف ذراعه وكأنه يلملم بقاياي...
ليضمني الى صدره
(( نورس..هل انت مستعده لحياة جديدة..))
لم استطع ان اجيبه
الا انه اكمل...
((نورس...لا احد يجبرك على شئ...))
شعرت للحظة ان عمي متردد
او ربما قلق علي...
حتى كان تعليق الخالة ليلى
(( فهد... ماهذا الكلام..))
ابتعد عني قليلا...
وما زال ذراعه قريب مني..
(( نورس ان احتجت لاي شئ اخبريني...
عمتك كذلك قريبه منك..
لا تخجلي....))

كان يوصيني بامور كثيرة
تفاجأت بكلامه
شعرت وكأني فعلا بنت في يوم زواجها
وستفارق عائلتها
حتى تقدمت عمتي
تحمل الوشاح...
غطي نفسك نورس
ابناء عمك في الخارج ينتظروننا..
لم اكن اتوقع ان الجميع قد حضر نفسه
وحتى ابناء عمي...؟؟؟
لففت الوشاح على شعري...
حتى كتفي....
وخرجت مع عمتي,,
يتقدمنا عمي والخالة ليلى....

كان الصمت سيد الموقف
بالنسبة لي ولابناء عمي
فقط اسمع حديث عمي مع عمتي والخالة ليلى
عن ما تم ترتيبه لهذا اليوم
محمد..بالكاد يفتح عينيه
واشعر انه لو نطق
لبكى فعلا
عبدالله..كم يبدو رائعا
والاروع ان اشعر ان لدي اخ كبير
بقربي في هذا اليوم
كان فقط يبتسم
وابتسامته تعني الكلام الكثير
في حين طلال على غير عادته
لم اسمع منه تعليقا يحرجني كعادته
الا انه غمز لي...
(( بالكاد اصبح لدينا اخت ..لنزوجها بهذه السرعه؟؟؟))

لحظات وغادرنا المنزل
عمتي برفقة سلمان الذي ينتظرنا في الخارج,,
وانا وعمي والخالة ليلى في سيارة عمي الخاصة التي قودها السائق
وتبعنا ابناء عمي بالسيارة الاخرى...
(( ناصر لا تستعجل...مازال هناك وقت...نصل قريبا...))
انهى عمي مكالمته مع ناصر
وهو يعلق...(( لا ادري لم هو مستعجل...))
ضحكت الخالة ليلى
في حين انا اتهرب من مجرد التصور بأني سألاقيه

حتى كان امام نظري
دون مقدمات
يقف برفقة زينه امام مدخل المبنى...
كم يبدو انيقا فعلا...



الشاطئ الــ31
الموجة الثانية




((كم تبدو انيقه..و رائعة))
ناصر يحاول ان يبعد نظره عنها
وهو يحيي ابو عبدلله وابنائه,,,

فيما تقدمت زينة
رحبت بها بحرارة
(( عروستنا...تبدين رائعه...))

(( وانت اروع ...))
كانت على طرف لسانه
كم يود ان يقولها.
لتسمعه ...
فعلا كم كانت زينة في قمة الروعه
ولاول مرة يراها بهذا المظهر ربما هذا
مما جعلها تبدو مختلفه بعينه
كانت ترتدي فستان قصير...
وباكمام قصيرة...
باللون الزهري الفاتح
من الشيفون الناعم.....
وشعرها منسدل على كتفها على طبيعته

لم تنتبه هي له
ولا لنظراته
فقط طلال
الذي همس له
(( ستأكلها بعينيك..))

طلال الذي بدى اكثر راحة عن قبل
فمشكلته مع جلنار وجد لها حل مؤقت
وقلقه على نورس
بدأ يتلاشى
وشعر لحظتها فقط
ان فكرة اقناعها بالموافقه
كانت في محلها
في حين العمة فريدة تلف ذراعها حول نورس
كانت تقربها لها اكثر في كل لحظة
كانت قلقه عليها
ولكن لا تنكر شعورها بقليل من الاطمئنان
لانها ستكون اقرب لها
على الاقل ستعيش معها في البلد نفسها



الشاطئ الــ31
الموجة الثالثة




لم اقوى على الوقوف
تجمدت ساقي
صرت اضغط بكفي على ركبتي
هل هذا شعور اي فتاة لحظة الانتهاء من عقد قرانها
اسمع كلمات التبريكات
من الجميع
عمي بالاضافة لابنائه يباركون له
وبحرارة
وانا مكاني صامته

(( نورس حبيبتي... مابك ؟؟؟))


واخيرا....
استطاعت ان تقاوم
وتقف على قدميها
وهي تنظر في عيون الجميع
كم هم فرحين لعقد قرانها
وكم يبدو طبيعيا
كانت تلمحه يلتفت اليها
نظراته موجعه اليها
ماقد يفكر بها الان
وهل سيقبل الجميع بهذا الزواج
لو علموا بشروطه الخفيه بينهما
اخذت نفسا عميقا
ادخلت شئ من الهواء لتنعش روحها قليلا
لتجيد دور العروس امام الجميع
والان هل حُلت مشكلتها ؟؟؟



الشاطئ الــ31
الموجة الرابعة


ملامح الفرح على وجوه الجميع
عداها هي
تجمدت مكانها ما ان اشار لها طلال
ان تصعد مع ناصر السيارة
امسكت كف عمتها
وصارت تضغط عليه بقوة...
((لابد انها خجله))
لم يعني لما حدث لهم شئ
طبيعي ان يكون هذا ردة فعلها

لكن يعني الكثير
لهما
نورس وناصر
ناصر الذي شعر ان هذه البداية
بداية علاقته مع نورس

لن تتقبل ان يكون زوجها
في ابسط الامور
ولو كان امام الجميع

ونورس هي الاخرى
شعرت ان ماهو اتي اصعب مما مضى

كيف سيعيشان في بيت واحد...
وكيف سيجيدان دور الزوجين امام الناس
وما يزيد حيرتهما

الى متى؟؟؟؟
متى سيأتي قرار الطلاق....
رغم موافقة ناصر على شرط نورس بالطلاق

الا انها لم تستطع ان تشترط وقت معين
او مدة محدده لزواج

اكتفت بأن عليه الموافقة على الطلاق متى شاءت
فهي للان لا تعرف كيف ستتجرأ باخذ هذا القرار مع موافقة اهلها قبل كل شئ
وهذا امر ليس سهلا...

وهل هناك فتاة تستطيع ان تشرط مثل هذا الشرط
فمن الصعب ان يبدء المرء مشروعا
ولا يفكر الا بكيف قد ينهيه...
في حين كانت رؤية نورس...
(( لو اي فتاة سُألت
ان كانت ترغب في الحصول على الطلاق
متى تشاء
لن تكون اجابتها بالنفي))


الشاطئ الــ31
الموجة الخامسة



وفي غمرة تفكيرها..
تفاجأت بقرار الجميع....
زينة ليس لديها الوقت لتذهب للغداء...
يجب ان تعود للمنزل وتجهز نفسها للسفر...
وكذلك...كان قرار سلمان وفريده...

(( اذا كان هذا قراركم...ليذهب ناصر برفقة نورس....
سنعود نحن للبيت....))

ناصر باهتمام...
(( كيف ذلك؟؟؟لم يكن هذا قرارنا))

ابو عبدالله..
(( بني خذ عروستك تنزه معها قبل السفر....
ثم اني لا احب الاكل الا من يد ام عبدالله.... ))

طلال وهو يغمز لــ ناصر..(( اذهب اذن انا مع عبدالله الان... وتبقى عزومتنا عليك عندما نزور نونو....))

كلا له قراره
وانا في صمت
لساني عاجز عن النطق
لا ادري على ماذا سينتهي الامر....

حتى كانت النهاية...........................................

انا برفقة ناصر....
اجلس بجانبه في السيارة.....

وثالثنا الصمت...

(( نذهب لتنازل الغداء الان.؟؟؟))

لم اجبه لم اقوى على الكلام....
صامته ....
لم هذا الصمت الان؟؟؟
لا ادري....
كم اخجل من نفسي....
وليس منه...
قبل سنوات عندما التقيت به...
لمــ اخجل ان احدثه..
ان التقي به في غرفة المستشفى لوحدي...

لم امنعه ان يقترب مني
ان يحملني بين ذراعه...
وان يقترب مني...

سقطت دمعه من عيني..
فيما اوقف السيارة...
(( اعتقد ان هذا المطعم سيعجبك...))
كنت احاول ان اكتم مابداخلي
لكني لم استطع
بدأت الدموع تنهمر من عيني...

دون ان التفت اليه...
شعرت بنبرة صوته قريبه مني...
(( نورس؟؟؟ ))
كم هي ثقيله كفاي
وانا ارفعها نحو وجهي
اريد ان امسح دموعي...
(( لم البكاء؟؟...))
لم اقوى على الكلام..
وحقيقة ليس لدي ما اقوله....
قرب منديلا الي...
(( امسحي دموعك..انتظرك خارج السيارة...))

نزل ناصر من السيارة
بدى الضيق عليه
هذه الساعات الاولى معها...

تبدأ بالبكاء...
لا تتكلم..
ولا تعبر عن ما بها....
اكتفت بالدموع فقط....
اخذ نفسا عميقا.....
وهو ينظر الى السماء....

حتى سمع صوت اغلاق الباب...
التفت اليها..
بدت ملامح وجهها ...
تختلف عن ما راها قبل عقد القران...

كم هي حزينة...
هكذا بدت نورس
برفقة زوجها...
وهي معه لاول مرة...
اول مرة بعد عشر سنوات من فراقهما....

بعدها......................................
كنت معها في احدى زوايا المطعم...
لم اجد ما اتحدث عنه معها...
صمت قاتل بيننا...
بينما نتصفح قائمة الطعام...
مضى وقت اكثر من اللازم للاختيار...
(( ماذا تحبي ان تأكلي...))
ابقت نظرها على قائمة الطعام...
وانا اعلم جيدا انها لا تقرئها...

لم تنطق واعلم انها لن تقول شيئا...
اخترت ما نريد بشكل عشوائي
الموقف لا يشجع على التدقيق فيما سنختاره....

ولكن...هل سنبقى هكذا؟؟؟
والى متى؟؟؟؟

(( نورس.... لن تبقي صامته..علينا الحديث...))
وبصعوبة نطقت...
(( ليس لدي ما اقوله...))
((اذا...لي ان اقول ما اريد...))
ارتفع نظرها اليه...
باستغراب...
ثم اكمل...((على الاقل اخبرك عن وضعي الان...))
واخيرا كان هناك ما يتحدث به معها...
(( سأواصل تدريس في الجامعه....
فيما سنسكن في الفيلا الخاصة بي...
ليس هناك من يشاركني فيها..))

كانت تسمعه...
تسمع ما يقول....
وهذا ما شجعه على مواصلة الحديث...
(( هل تغيرين نظام دراستك في الجامعه؟؟؟؟))

لم تفهم ما يعني بحديثه...
ادرك هو ذلك...

(( اعني هل ستبقين دراستك ذاتيا..بما انك عدت للبلاد؟؟؟))
لتخرج منها الكلمات اخيرا..
(( لا ادري..لم اقرر بعد...))

فعلا لم تفكر في ذلك...
هل تعود لدراسة في الجامعه؟؟؟
كانت دراستها من اولوياتها سابقا...
والان هناك ما شغلها عنها....

رأت ابتسامته ...
(( لك ان تقرري فور عودتنا ...والان لنتناول الغداء....))




الشاطئ الــ31
الموجة السادسة

من جديد معا
قريبان اكثر واكثر

نورس لا ترغب سوى ان تعرف الى اين هما ذاهبان؟؟؟
بودها ان تسأل
ولكن... بقيت على صمتها
التفت لها...
(( سنذهب لشقتي...))
التفت اليه بحركة سريعه
حتى اكمل كلامه...
(( زينة تنتظرنا لنأخذها للمطار....))
عادت بنظرها للخارج
للطريق
وقد هدأت بعض الشئ

في حين هو يبتسم في داخله
وبوده لو يرفع صوته ضحكا

فردة فعلها كانت مضحكة
لهذه الدرجة قلقه من انفراده بها

كيف ذلك وهي ستعيش معه
ولكن..........
قد تنهي كل شئ بطلب منها متى تشاء
لايدري لم هذه الفكرة توتره
رغم انه لم يعترض عليها

طريق طويل من الصمت
الذي اصبح رفيقهما....

حتى وصلا ............
دخلا معا
تذكرت نورس عندما دخلتها مع زينة
وقتها كان ناصر في المستشفى
وقد رافقت زينه لاخذ حاجياتها منها

لاتدري لم وقع نظرها على زاوية محدده في الصاله
مكان وجود الاطار الذي يحمل صورتهما
هو وسمر

لم يكن له وجود....
انتبهت الى حقيبه سفر تتوسط المكان...
ولكن.........
لا اثر الى زينة...
(( نورس..لم انت واقفه؟؟؟))
جلست فورا

لاتدري لما كانت هذه ردة فعلها...
لمحته يبتعد عن المكان
ويتحدث في الجوال...
عاد من جديد...

(( سينتهي عقد هذه الشقه بعد شهور..ولا افكر في تجديد العقد...فلست بحاجة لها...))
لا تدري لم يخبرها؟؟؟
ولا حتى هو....؟؟؟

بلى يعلم..
يريد ان تعرف ان كل ما يربطه بسمر انتهى
حتى مكان سكنهما
وبدأ حديث بارد بينهما
ببرود الجو في هذه المدينة
((زينة ليست هنا...كلمتها..تقول انها ستعود بعد قليل..))
ثم اكمل...
(( يضايقك وجودي معك...))
(( علينا ان نعتاد...))
(( وهل هو امر سيء بنظرك؟؟؟))
((لم اعني ذلك....))
لم يعلق
بقى صامتا
تحرك بعدها من مكانه...
الى احدى الغرف
وعاد وفي يده حقيبه سفر...
ووضعها قرب حقيبه زينة...
(( هل جهزت حقيبة سفرك ...))
اومأت برأسها....بالايجاب...
(( سأطلب من طلال يأخذها معه للمطار..سنلتقي بالجميع هناك.))
كان يبحث عن ما يتكلم فيه

ولكن....صمتها لم يشجعه على شئ....
لكن عليه ان يقتل هذا الصمت...
ولايدري لم اختار هذه الكلمات
(( نورس لابد ان نتأقلم على هذا الوضع...))

اغمضت عينيها وهي تأخذ نفسا عميقا
((اعلم... وهذا يحتاج وقت...))
ويبقى امر شغل باله كثيرا....
(( هل تتذكرني عمتك...))
لا تعلم لم شعرت بالقسوة من سؤاله..
ولكنها اجابته
(( نعم...تذكرتك ولكن بصعوبة.. وسألت عن والدتك..ربما لم تجد الوقت المناسب لتتحدث معك...))

نظرت اليه..
شعرت وكأن ملامح الحزت طغت على وجهه
(( والدتي...الله يرحمها))
بتردد...(( اسفه..لم اكن اعلم...))
بنبرة منخفضة...((توفيت قبل سنوات...والان اعيش لوحدي..))
وكانها بدأت تتفاعل معه في الحديث...(( وزينة؟؟؟))
(( تقيم معي احيانا..عندما يكون والدها مسافر..فلا يصح ان تبقى وحدها في المنزل بوجود الخدم..))


فُتح الباب فجأة...
(( اسفه..هل قطعت حديثكما...))
كانت زينة...
وهي تحمل بعض الكتب في يدها

لا تدري لم شعرت بالارتباك...
ليست هي....
نورس كذلك
وبسرعة وقف ناصر

((زينة جهزي كل شئ الان...ليس لديك وقت...))
((كل شئ جاهز عمي...))
(( لا اعتقد فمن عادتك ان تلملمي بقايا حاجياتك في اللحظة الاخيرة...))
(( فهمت ما تعني..سأترككم ..))
دخلت غرفتها
فيما شعرت نورس فعلا بالاحراج.من تعليق نورس...



الشاطئ الــ31
الموجة السابعة



لا اعرف كيف هي ايامي بدونها
تحججت بالمراجع التي معي كي اراها قبل ان تسافر
ولكن يبدو انها لا تعي لما احمله لها من مشاعر
كانت في منتهى الرسمية في حديثها معي...
رغم انها اعطتني رقم جوالها الخاص ..
(( عبدالله هذا رقم جوالي... الرقم الذي معك لن يكون مفتوح هناك...))
هل ترغب ان نبقى على اتصال
ام هي هكذا مع من تعرفهم

كان لدي الكثير لاقوله
لكن...لم اقوى على قول اي شئ
لم تشجعني مقابلتها ابدا

ولا انكر اني ترددت اكثر من اي وقت
فلا اعرف كيف ابدأ الكلام
لم اضع نفسي في هذا الموقف مسبقا
لم اجتهد لالتقي بأي فتاة

واخيرا,,,,
(( زينة انتبهي لنفسك... ولدراستك...وان احتجت لاي شئ
لا تترددي ان تتصلي بي...))
ابتسمت لي...
(( كلك ذوق عبدالله...))
ابدا لم تكن مجاملة
ولكن لا ادري لم شعرت انه فكرت بأني اجاملها
لم تشجعني على المضي في الكلام...
وانتهى اللقاء....
وقبل ان تنصرف
(( سنلتقي في المطار..فلابد انك ستذهب لتودع عمتك...))
ابتسمت دون ان اعلق....
انصرفنا..
كلا في طريق مختلف...
ولا اعلم ان كنا سنلتقي يوما...
وان حصل كيف ستكون ظروفنا وقتها...

هل البعد سينهي ما احمله لها..؟؟؟؟
لا ادري....

yassmin 11-11-10 03:51 PM





((موجة بين شاطئين.....))
امسك ناصر بجواله
وهو ينظر للشاشة باهتمام

انتبهت اليه نورس
لابد انه استلم رساله مهمة
بدى عليه الضيق
تحرك من مكانه
وهو يُجري مكالمة

كانت تحاول ان تستوعب ما يقول
يتحدث لاحدهم
باللغه الانجليزية

الرحلة تأجلت حتى صباح يوم غد
كانت رساله من شركة الطيران
تبلغ ناصر بتأجيل الرحلة...

وماذا يعني ذلك؟؟؟
هل نبيت الليله هنا
انا وهو في هذه المدينه
في هذا المكان
ام اعود الى منزل عمي؟؟؟
وهل يصح ذلك؟؟؟

دارت بي الدنيا
لست استوعب
ولكن...
هُزمت...بكل ما للكلمة من معنى
بدى جسدي مرتخي
ودقات قلبي تتسارع
برودة تسري في اطرافي
تزوجنا وانتهى الامر
لابد ان اكون معه
بدءا من هذه الليله
سوى في هذه المدينة
او غيرها
لابد ان اقتنع بالوضع الجديد
واقبل بأي شئ...
(( نورس سنبقى هنا حتى يوم غد..))
رفعت نظري اليه ببرود
كانت نظرات يائسه مني
لابد ان اتقبل الوضع الجديد

اخذت نفسا عميق
وانا اجري اتصالي لعمتي...
(( اهلا عمتي..))
...........................
((تأجلت رحلتنا ليوم غد...لكني سألتقيك في المطار...))

في الوقت نفسه................................
(( انا جاهزة..نذهب الان؟؟؟))
كانت زينة مستعدة للسفر...
لم تعلم بعد عن تأجيل رحلتنا
حتى اخبرها ناصر
كان يخبرها والضيق واضح على ملامحه
بدى فعلا متضايقا
هل هو مثلي
يكره ان ننفرد في مكان واحد؟؟؟
كما هو شعوري؟؟
لا افهمه
ابدا لا افهم هذا الرجل كيف يفكر...


في المطار............................................ .
يبدو ان الجميع قد سبقنا...
كانت عائلة عمي..ملتفه حول عمتي...
اتجه نظرهم الينا....
ما ان رؤنا...

كانت الابتسامة الشئ المشترك بينهم...

لا ادري ما الحديث الذي يدور..
كنت في عالم ثاني...
اريد ان استوعب ما جرى هذا اليوم...
اشعر بأن قدماي لا تحملاني...
ولكن علي ان اقاوم...
على الاقل هنا..
امام الجميع.....

انتبهت للفتيات الثلاث
مروة ومريم ومرام...
الاتي تقدمن نحوي..
وببراءة الاطفال...
مريم..(( ماما فريده قالت انك عروس..))
كعادتها مروة((الاترين انها تلبس فستان ابيض...))
مرام..(( ابيض ولكنه ليس مثل فستان العروس...))
كان حديث برئ
بين البنات
وانا استمع اليه,,,
اشعر بأني استمد من برائتهم قوتي
لا ادري لماذا
حديثهن نظراتهن فرحتهن لي كعروس
بثت في داخلي شئ اخر

لم افهمه....
حتى نادهن والدهن الذي كان قريب من عمتي
بل كان لصيقا لها
بدوا وكأنهما العروسان..
لست انا وهو.......
هنيئا لعمتي ...حياة لن ارقى لها ابدا
انتبهت اليه
كان ينظر الي...
نظراته غريبه...لم افهمها...
يبدوانه يفكر في امر ما...
لم يبدي اي ردة فعل عندما التفت اليه..
ولكنه...ابعد نظره عني اخيرا....

لم يعلقوا على تأجيل رحلة العروسين
شعرت انهم يضنون اننا تعمدنا تأجيل السفر
لم يبدي اي منهم تعليقا
وهذا ما استغربته
زاد ضيقي قلقي حزني المي وجعي
كل هذه المشاعر في هذه اللحظة


لم تكن مشاعرها فقط
انما نفسها المشاعر التي تجول في صدره
عبدالله
الذي بقي واقفا..
جامدا مكانه...
يلم ذراعيه على صدره
يحاول ويحاول ان يمنع نفسه من النظر اليها
لكنه لم يقدر....
كانت هناك..جالسه مع نبيل
وهل هناك غيره.؟؟؟
حديث طويل بينهما..
كان قريب منها كثيرا
كم تبدو رائعه
وتزداد روعه في كل مرة
وهل قدره ان يراها ليزداد الما ووجعا؟؟؟
دائما مع نبيل...
وواضح انهما سيعودان للبلاد معا...
لابد انهما اتفقا على ذلك مسبقا
وربما هناك امور اخرى متفقين عليها
ازداد وجعا
وهو يرى نفسه لا شئ امامها
وهي كل شئ امامه..
لا يرى سواها رغم زحمة المطار...
واخيرا.....
تحرك نبيل من مكانه..بعيد عنها..
لتتقدم هي نحوهم...
بابتسامتها الساحرة..
(( كيف حالكم؟؟؟؟))
التفتت الى العمة فريدة...
(( خالة فريده..رائع ان نكون رفقه في هذه الرحلة...))
فريدة...(( كنت اظن انك ستكونين مع عمك ...))
ابتسمت لها زينة...
(( عروسته ستكون معه ..ثم ان موعد العودة كما حددته عندما قطعت التذكرة...اي عندما كنت في البلاد...))
اكملت وكأنها تحادث نفسها وهي تنزل لمستوى الفتيات...
(( ثم ان نبيل هو من رتب لهذه الرحلة ))
لم يركز احد على كلماتها الاخيرة...
الا هو عبدالله...
وهل ينقصه ان يعرف ذلك؟؟؟؟

لم يكن نبيل سببا لضيق عبدالله فقط
هناك اخر.. متضايق لوجوده
لا يعلم لماذا؟؟؟
ناصر....
لم يعجبه هذا الفتى يوما
بالتحديد منذ ان كان يراهما معا
نورس..ونبيل..
نبيل الذي عرف باستهتاره في الجامعه
ممكن ان يكون صديق لابنة اخيه
والتي لا تكف عن تكوين الصداقات من الجنسين
ولكن حيرته...ماقد يربط بينه وبين نورس..
تذكر عندما يراه
ينتظرها امام الغرفة الدراسية
كان يلمحه يحدثها

كان وقتها محتار بعلاقتها به
وبــ طلال
ادرك ان طلال ابن عمها
وماذا نبيل؟؟؟؟
ماذا كان بينهما؟
والغريب في الامر ان الان بدى وكأنهما لم يتحادثا يوما
لم يكن ناصر يدرك ان نورس وقتها مضطرة للحديث معه
وللقائه
وانتظاره بلهفه
لانه كان يحمل سرهما
يحمله دون ان يعرفه
والان ليس هناك ما يجعلها تحادثه..
او تبقى على اتصال معه
نبيل ....
الذي شغل عقل وحواس هذان الشابان...
الذان يبدوان اكبر بكثير من ان يفكرا بهذه الطريقه...
وينشغلان بأمر فتى يصغرهم بسنوات....

لم يكن هو اقل منهما
وربما اكثر بكثير
فقلبه يشتعل نارا...
وهل هناك اقسى من رؤية الحبيبة
بفستانها الابيض...مع رجل اخر...
مع زوجها
الذي اصبحت ملكه....
كان مع زينة يتجنب النظر اليهما..
لكنه غصبا عنه
زاح بنظره اليها...
تحدث الصغيرات..
تبتسم معهن وتلاعبهن....

مالذي يجعلها ان ترتبط به بهذه السرعه...
وبهذه الطريقه؟؟؟
لم يقوى على فعل شئ ابدا...
سوى ان يسحب انفاسه مع دخان هذه السيجارة
بعيدا عنها...خارج المطار....
عله يهدأ قليلا....

وكلا له نصيبه....
ان كان نصيب هؤلاء الثلاثه
عبدالله وناصر ونبيل
الضيق والحيرة

فمن كان يعتصر ألماً منذ ليال
هو اسعدهم الان...
اتصلت به جلنار...
تخبره بأنها قادمة لتودع نورس...
ظنا منها انها ستسافر في هذا الوقت
اسعده ذلك
وبدى اكثر سعادة
عندما كانت تتقدم اليهم...
تبدو خجله فعلا...
طلال..وهو يقترب من نورس...
(( نونو..جلنار هنا..لتودعك...))
بسرعه جالت بنظرها في المكان
التفت ناصر لاهتمامها
حتى وقع نظرها عليها
تقدمت نحوها....
ترحب بها بحرارة....
كانت جلنار تبارك لها على زواجها
اندمجا في الحديث....
لابد انها تشكرها على وقوفها لجانبها هي وطلال
وعلى افكارها التي ساعدتهما في اجتياز مشكلتهما....
كانتا تتحدثان في الامر...
وناصر يقترب منهما...
وقد سمع شئ من حديثهما..
صمتتا ما ان اقترب اكثر...
التفتت اليه جلنار...
لتهنئه...
(( مبروك.... هنيئا لك زوجة مثل نورس...))
كلمتها كانت في الصميم...
تبادلا النظرات كلاهما
وكأن حديث متبادل. بينهما....
ثواني وكان طلال معهم....

في حين الخاله ليلى تلتفت اليهم....
وحديثها مع عبدالله..
(( بني..من هذه الفتاة التي مع نورس...))
ابقى نظره عليها
وطال في حركته هذه....
كان في قمةالاندهاش...
انها صديقة طلال التركية....
بالكاد عرفها ...لقد لبست الحجاب بدت مختلفه كثيرا....

(( امي هذه الفتاة التي كانت معكم في هارودز..الا تتذكرينها؟؟؟))
(( لم اميزها...هل تحجبت؟؟؟))

ابهره الموقف
صديقة طلال التركية...مع طلال ونورس..
وكذلك والدته اصبحت تعرفها
وبدت سعيده بها...
لطالما رأى علاقتهما ليس لها مستقبل
فترة وتنتهي
ولكن على ما يبدو طلال متمسك بها
وبحبه لها...
جعلها ترتدي الحجاب..
وتكون قريبه من اسرته....
وبسرعه ازاح بنظره الى حبه..
الى زينة...
كانت تتحدث في الجوال..
(( نبيل اين انت؟؟؟.... لحظات وندخل...))

لم يحتمل اكثر...
تقدم الى عمته...
صافحها وقبلها على جبينها..
ومن بعدها ودع سلمان...
(( علي ان اذهب....اعذروني...))
انصرف عنهم...
رغبه منه ان يهرب من المكان...
حتى كان ما لم يتوقعه
اذاب قلبه
(( عبدالله..عبدالله...))
توقف...لا يصدق ما يسمعه
نبرات صوتها
توقف..
التفت اليها
كانت مسرعه نحوه...
وقفت وجها لوجه...
وانامل يمينها بين خصلات شعرها...
(( عبدالله تذهب قبل ان اودعك...))
...........................
لم يستطع ان يقول شيئا....
(( اشكرك على اهتمامك....))
هزته الكلمة كثيرا
هل شعرت فعلا باهتمامه؟؟؟؟
(( سعدت كثيرا بمعرفتك... ))
بقى صامت لم يقوى على النطق...
ارتبكت هي من صمته
(( لديك موعد...اخرتك عنه؟؟؟))
بانفعال...(( لا لا .. ))
واكمل بارتباك (( اهتمي بنفسك زينة...))
ابتسمت له...
(( هل سنلتقي مجددا؟؟؟))
لم يستطع الاجابة....
زينه وهي تنظر اليه...ترفع نظرها اليه
لطوله بالنسبة لها
(( ان زرت البلاد لابد ان نلتقي..))
ترتبت الحروف اخيرا
(( ان شالله ..))
وهي تبسم له...
(( رقم جوالي معك......))

للمرة ثانيه تنبهه لذلك
ربما كلام مجامله منها
اوقد لا تتذكر انها اخبرته مسبقا
ولكن احب حديثها
احب كلماتها
احب تقدمها نحوه وانفرادها به للسلام عليه

ابتعدت عنه...
وهي تلم شعرها الكستنائي المجعد...
لتلتفت اليه بعدها
وهي تشير بكفها...تودعه...
توقف العالم امامه..عند هذه اللحظة...
فقط هو من يخطو في بهو المطار....
ليخرج من المكان..
الى الشارع....
وعقله وكل حواسه معها..
قبل لحظات فقد الامل في ان يبقى بينهما شئ
والان لديه ما يشجعه ان يحتفظ بمشاعره
ان يتمسك بها
كيف لرجل ان يتغير حاله بهذه السرعه
بكلمة واحده من فتاة
فبعد ان فقد امله بها
صار يراها قريبه منه اكثر رغم سفرها
كان يفكر
كيف يصل للمستوى الذي وصل اليه اخيه طلال...
لطالما يتفوق على طلال في كل شئ..
الا هذا...فقد تفوق طلال عليه..
استطاع ان يكسب حبيبته ويقربها لاسرته




اُعلن دخول المسافرين...
لم يبدو الحزن على العمة فريدة او نورس..
كما كان في وداعها....
فهما ستلتقيان قريبا...
بل ان السعادة واضحه على العمة فريدة...
وملامح الهدؤ على وجه نورس..
تفرقوا....

ناصر ونورس...رافقا طلال لسيارته..
كي ياخذا حقيبة نورس والتي تضم كل حاجياتها....

الخالة ليلى..والعم فهد...
انصرفا بملامح صامته.....
كعادتهما كلما ودعهما زائر قادم من البلاد...



yassmin 11-11-10 03:53 PM






الشاطئ الـ 32
الموجة الاولى


نورس وزوجها
ناصر الذي كان يوما
سببا لالمها وضيقها وسهرها ليال
الان هي معه
في طريقهما لمسكنه
فهذه الليلة ستكون معه
في مكان واحد
هل لها ان تتصور ذلك
ان تضمهما جدران بيت واحد
كانت تفكر كيف سيغلق الباب عليهما
(( وصلنا نورس...تقدمي للداخل سأحضر الحقيبه))
سبقته نحو باب الشقه
وما اثقل خطواتها
بالكاد ترفع قدمها
برودة غريبه تسري في جسدها
انتظرته...
ليتقدم....يفتح الباب...
اشار لها بالدخول
خطت خطواتها الاولى في المكان
تقدم خلفها
وهو يسحب حقيبتها
وما كاد يغلق الباب
حتى راها تتهاوى امامه
لترتمي على الارض...
اغلق الباب بقوة
ونزل على ركبتيه
نحو نورس
يناديها باسمها
راحة يده
تطبطب على خدها
ينظر لجفنيها علها تفتح عينيها
لكنها بقيت على ما هي عليه
اقترب اكثر
حملها بين ذراعيه
وقف للحظة يتأملها
(( لم تتغير...))
وبسرعه
اتجه نحو الغرفه...
التي كانت تقيم فيها زينة
انزلها على السرير
اقترب منها
وبقلق واضح عليه
ينظر اليها
ينتظر منها اي حركة
رفع الوشاح من على شعرها بهدؤ
(( كيف تبقى به منذ الصباح؟؟؟))
تناثر شعرها الاسود على كتفها
((نورس...نورس..))
صار يناديها
علها تعي له
وفي الوقت نفسه
كان يتمنى ان تبقى على حالها
ليمعن النظر اليها
مرت سنوات على فراقهما
وشاء القدر ان يجتمعان من جديد
لم يتوقع حدوث هذا يوما
اخذ نفسا عميقا...
وهو يهم بالخروج...ليحضر كوب من الماء...

ما ان خرج....
فتحت عينيها بصعوبه
صارت تتلفت حولها
وبسرعه تحركت
لتستند على واجهة السرير
اخر ما تتذكره صوت اغلاق الباب
ولكن كيف وصلت الى هنا
مازالت تشعر بدوار
وضعت رأسها بين كفيها
وهي تضغط برأس اناملها بين شعرها
انتبهت اليه قادما
يحمل كوب الماء
توقف ما ان راها
(( نورس...))
رفعت رأسها ببرود وهي تنظر اليه
لم تشعر الا بدموعها تنهمر
جمدت مكانها
تقدم منها اكثر
لتلتصق اكثر بواجهة السرير
ادرك حركتها
ليبقى مكانه
وهو يمد يده اليها
لم يقوى على الكلام
فيما مدت يدها بصعوبه لتأخذ الكوب من يده
قربته من شفتيها
اخذت منه رشفه


بدى كوب الماء يهتز
كانت كفها ترجف بشكل ملحوظ
مد يده اليها
سحب الكوب من يدها
ليلامس اناملها دون قصد منه
كانت لمسة كما التيار الكهربائي
الذي جعلها تسحب يدها
لتضم كفيها الى صدرها
(( انت بخير...؟؟؟))
بلعت ريقها بصعوبة
وهي تومأ برأسها
ترغب ان تنطق لم تقوى على الكلام

ابتعد عنها اكثر
((اتركك الان....لترتاحي...))

وقبل ان يصل نحو الباب
التفت لها
(( ساحضر لك حقيبتك...حتى تبدلي ملابسك...))
خرج من الغرفه
بقيت صامته
لا تستطيع التفكير
حتى لمحته يعود من جديد
وهو يسحب حقيبتها
وضعها قريبه من السرير

التفت اليها
(( اتصلي بي ان احتجت لشئ..تصبحين على خير.))
اغلق الباب خلفه....




الشاطئ الـ 32
الموجة الثانية



بقيت كما انا
كالتمثال
لم اقوى على الحركة
ولا حتى تحريك لساني

لم انطق ولا بكلمة واحده
صامته
جامده
وماذا لي ان افعل وانا معه في غرفة واحده
بعد انـ ............
بعد ان حملني وانا فاقدة الوعي
حملني هو للغرفه
دون ان اعي لنفسي
ولابد انه هو الذي نزع الوشاح من على شعري

وماذا فعل ايضا؟؟؟
بدى مرتبكا بعض الشئ
شعرت انه يرغب ان اتحدث اليه
اجيبه على اسئلته
ولكن جيد اني صمت
فليس هناك كلمات تتناسب مع موقفي هذا

هذه ليلة زواجنا الاولى
الليله التي تنتظرها كل فتاة

والتي كنت اخشاها طوال سنين مضت
بدأ شريط الذكريات يتحرك امام عيني

ارخيت جسدي على السرير
بدت لي ليلة صعبه
كباقي الليالي
لن اقضيها بالنوم
وانما بالبكاء والوجع


في اللحظة نفسها....................................
ابدل ملابسه
واخذ يدخن سيجارته
ومع كل زفرة من دخانه
يسترجع صورتها
مرمية على الارض...
وجسدها بارد بين ذراعيه...
شعرها الاسود المتناثر...

نظراتها نحوه ما ان دخل عليها...
نعومة اناملها...على راحة يده....
ونظراتها القاتلة اليه....
صامته
لا تتكلم
بلى تتحدث بعينيها
((ماذا تريد مني الان؟؟؟))
هذا ما شعر به في نظراتها

واضح انها لم تتقبل ابدا ان نكون في مكان واحد
ولكن
هذا هو الواقع
وعلينا ان نقتنع به
اخذت نفسي بصعوبة بعد ان اطفأت السيجارة

ووضعت ذراعي على وجهي
رغبة في النوم
(( كمــ هو رائع هدوئها....))

الشاطئ 32
الموجة الثالثة


تسلل نور الصباح للغرفه
افقت من نومي
هل كنت نائمة فعلا
لا اصدق
نظرت للساعه في يدي
انها الساعه العاشرة
هل نمت كل هذا الوقت.؟؟
وبحركة سريعه
نهضت من السرير
وقفت على قدماي
وانا اتلفت حولي
لمحت صورتي في المراة

مازلت ارتدي فستاني....
نزعت الجاكيت
ونظري لصورتي في المراة
علامات النوم واضحه كثيرا على وجهي

منذ متى لم استغرق في النوم هكذا؟؟؟؟
النوم الذي افتقدته منذ سنوات

تذكرت ليال طوال
قضيتها في البكاء
لاني لم اجد حلا لألمي
لم اعلم ان الحل
معه هو
مع جلادي
هل مشكلتي انتهت الان
فما احمله من عيب
لم يعد عيبا
فقد تزوجت الان
واصبحت فتاة طبيعيه

صرت اتنفس بسرعه
علي اللحق مع افكاري

لم افكر في هذا ابدا
هل للجرح ان يداوي الجرح؟؟؟
لم يخطر ببالي يوما
ان يكون حل مشكلتي معه هو....
(( نورس...مازلت نائمة؟؟؟))
كان صوت ناصر....


تكملة الشاطئ الــ 32

الشاطئ 32
الموجة الرابعه
تعجبت من مظهرها
هل كانت نائمة بفستانها
كانت تغطي شعرها عني
وانا زوجها
كنت المح في عينها خجلا او حيرة او شئ اخر لا ادري
لكن..
لابد انها تريدعلى الاقل ان تغسل وجهها
(( نورس..الحمام من هنا...))
ابتعدت عنها....
لأبعد الخجل الواضح على ملامحها....

وبحركة سريعه
دخلت نورس الغرفة
فتحت حقيبتها المليئة بالثياب.. وباقي حاجياتها

اخرجت ما تحتاجه بصعوبة

وبهدؤ خرجت من الغرفة
لم تلمحه
لابد انه في غرفته
دخلت الحمام....
وهي تحمل كل ملابسها....

كان ناصر وقتها في الغرفة الاخرى...
يعيد ترتيب حقيبته....
بعد ان اخرج منها ما يحتاجه....

بقي على سريره
لا يدري كم مر من الوقت
كانت افكار كثيرة تدور في رأسه
كلها تتعلق بحياته مع نورس
كيف قد تكون؟؟؟
وهل سيتحملان بعضهما...
كان يرى في برودها
وهدؤها بداية صفاء فيما بينهما

على الاقل حتى تقرر هي الانفصال

اخذ نفسا عميقا بضيق
لم كل تجاربه بالزواج
يتنبأ لها بالفشل منذ البداية

تذكر زواجه من ابنة عمه...
كان يعلم جيدا انه لن يستمر معها..
وهذا ماحدث بعد اقل من ثلاث سنوات..
كان الطلاق دون اي اعتراض منها..

كما هو زواجه من سمر
قد يكون تردد في البداية
لانه لم يكن يخطط للزواج وقتها
ولكن...سمر غيرت رأيه
رغم الاختلافات الكبيرة بينهما
الا انه احب دلالها ومرحها
حتى كانت صدمته بها
ايقن حينها
انه كان يخدع نفسه بهذا الحب
لدرجة انه لم يحاول حتى رفض الطلاق والاصرار على الاستمرار في الزواج
خاصة وان الطبيب اخبره
ان حالة سمر تعتبر امر مؤقت لصدمتها
ولكن...لا ينكر انها كانت فرصة
لينهي ما بينهما
فرصة ولكن مؤلمة...

انتبه لصوت خطواتها خارجه من الحمام
لابد انها انتهت

لحظتهااا..............................
كانت نورس مسرعه الى الغرفه
جلست على طرف السرير
تمشط شعرها المبلل
كانت تضحك على نفسها كيف بقيت بفستانها يوما كاملا
ولا تشعر بالضيق
حتى انها نامت به
وقفت امام المراه
تنظر لنفسها
لم تتوقع هذا الهدؤ في ملامح وجهها
واضح عليها انها اخذ حاجتها في النوم
لم تتصور للحظة ان تكون ليلتها الاولى معه بهذا الهدؤ
وان استمر الوضع
لن يكون الامر صعبا

سمعت صوته في الخارج لابد انه يناديها
حتى كانت طرقاته على الباب
وبسرعه لملمت شعرها باناملها
وثبتته بمشبك ذهبي
فتحت له الباب...
كان واقفا ينظر اليها...
وهي صامته...
لم يطل حالهما...
((اجهزي سنخرج بعد لحظات...))
انصرف عنها بهدؤ
فيما هي مازالت مكانها
هل اعد الافطار بنفسه؟؟؟

التفتت ناحية السرير
تبحث عن وشاحها
انتبهت الى ان الجاكيت على السرير
نظرت لنفسها في المراة
هل كانت تقف امامه هكذا؟؟؟
كم خجلت من نفسها
ما قد كان يظن فيها
تسارعت دقات قلبها
امسكت الجاكيت وارتدته بضيق

على الفستان الذي كانت ترتديه
كانت فستان بدون اكمام
ابيض قصير مزين بورود صفراء
مع بنطال جينز ابيض

امسكت بالوشاح ذو اللون السكري
هل عليها ان ترتديه امامه؟؟
انها لم تعتاد على البقاء هكذا امام احد
لكنه زوجها...

لاتدري لم هذا الضيق الذي شعرت به
ما ان تذكرت امر زواجها منه
رغم انها قبل لحظات
قد اكتشفت انه هذه الخطوة كانت الحل الوحيد لمشكلتها

بعد ان كانت ترى زواجها منه هو المشكلة بذاتها
(( نورس....))
انتبهت لنفسا انها قد تأخرت عنه كثيرا
وبخطوات متثاقله خرجت اليه...








الشاطئ 32
الموجة الخامسه
كانت معي
طوال يوم كامل
لم المح منها الا وجهها
حتى شعرها لم اراه الا عندما
نزعت وشاحها بنفسي
وهي فاقدة الوعي
الا انها اربكتني
عندما فتحت لي باب الغرفه
ووقفت امامي
كانت قطرات الماء تناسب على جبينها من شعرها المبلل
لا ادري لم اراه في كل مره بصورة مختلفه عن سابقتها
كنت اراها في الجامعه
بمظهر الطالبه المجتهده
وكأنها اكبر من عمرها
تأخذ كل الامور بجديه
ومن ثم التقي بها هنا في لندن
اراها فتاه تبحث عن حياة جديده وسط الغربة
بملامح كلها حزن والم

و يوم عقد زواجنا
كانت كقالب ثلج امامي
بالكاد يتحرك
لا ارى اي مشاعر على ملامحها
صامته فقط

وقبل لحظات
امامي طفله لا اكثر
وهي تقف امامي بفستانها
بدت هادئه جدا

كان ناصر جالسا على الكنبة
وكأنه يتصفح صحيفه في يده
ما ان شعر بقدومها
ودون ان ينظر اليها
هم بالوقوف...
الا انه التفت لها فجأة...
(( سنفطر في المقهى القريب من هنا....
واكمل...((هل نأخذ حقائبنا الان؟؟؟))
صمتت لم تجيبه...
(( حسنا انتظريني... حتى اخرجها للمصعد...))







الشاطئ 32
الموجة السادسه

كانا معا
في احدى زوايا المقهى
بدا تناول افطارهما
كانت نورس ترتشف القهوة...
وهي تفكر بالهدؤ الذي يسود علاقتهما
الهدؤ الذي لم تتصوره للحظة ان يجمعها مع ناصر
كانت تعتقد انه سيبدأ في عناده لها واحراجها
كما كان يفعل في الجامعه
لكنه بدى في منتهى الهدؤ
لاتدري لم تذكرت صديقتها رجاء
فهي لم تخبرها للان بأمر زواجها
لم تفعل ذلك نسياناً منها
انما قد تعمدت ذلك
فهي لابد ان تسألها من يكون زوجها
لحظتها بماذا ستجاوبها؟؟؟
بدأ تتصور تعليقات زميلاتها ومعارف سمر
لو علمن بذلك
الدكتور ناصر طلق سمر ابنة الدكتور جاسم
وتزوج من نورس
لا تدري لم هذا اشعرها بالضيق فعلا
لكن لابد ان تعلم صديقتها رجاء
على الاقل قبل ان تلتقي بها في البلاد
(( اهلا رجاء...تم عقد قراني....وغدا سأكون في البلاد...))
كتبت الرسالة
واطفأت الجهاز بعدها
فلابد انها ستطلبها فور وصول الرساله
وليس وقته ان تشرح لها كل شئ
التقت نظراتهما
لابد انه انتبه لها...
لكنه لم يعلق...
كان يحاول ذلك...
الا ان شئ بداخله اجبره على السؤال...

(( لم اطفأت الجهاز...؟؟؟))
لم تجبه صمتت
وابعدت نظرها عنه
فيما هو ابقى نظره عليها
ينتظر منها رد
وهو يعلم بداخله انها لن تجيبه
لكنه بقى ينظر الى ملامح وجهها
نظراتها الشارده
ملامح التيلاتحمل اي تعبير
((لم انت صامته؟؟؟))
وبصعوبة استطاعت ان تنطق
(( ماذا تريدني ان اقول؟؟؟))

اخذ نفسا عميقا....
وكأنه يغير الحديث...
(( اكملي وجبتك...حتى لا يتكرر ماحدث لك البارحة..))
بسرعه
التفتت اليه
شعرت ان شرارة اشتعلت في صدرها
اما ان تكبر
او ان تكتمها

وبدأ الوجه الاخر اليه...
(( مابك؟؟؟))
ابقت نظرها عليه
(( لم افقد الوعي من قله الاكل....))
كان ينتظر منها ان تكمل...
وكان ذلك...
((لم اتحمل ان نكون في مكان واحد..ولوحدنا...))
هزته عبارتها
ونبرة صوتها التي تغيرت
واصبحت اكثر قوة
ناصر...(( وماذا كنت تنتظري؟؟؟ ان تعودي لمنزل عمك؟؟؟ ))
نورس...(( طبعا لا... لابد ان اتحمل ذلك حتى....))
ناصر....ينتظرها ان تكمل
ولكنها صمتت
ناصر..(( حتى ماذا؟؟؟))

كانت تشعر انه سأل فقط
ليجبرها على الحديث معه
عادت بنظرها للجهة الاخرى

ايماء منها لرفضها الاجابه
كان ينتظرها ان تجيبه
لكنها لم تفعل...


وهو يدفع بالكرسي للخلف...
(( هيا بنا...تأخرنا عن المطار...))




الشاطئ 32
الموجة السابعه

نورس وناصر
معا داخل المطار....

لحظات حتى قدم الاستاذ فهد
ليس لوحده كان معه اسرته

كانت نورس تنظر اليهم قادمين نحوها
نظرات لم تستطع معها ان تكتم دموعها

قلائل هي اللحظات التي تشعر فيها بالجو الاسري
ولكن هذه كانت اهمها...
اجتمعت معهم في صالة المسافرين...
كم رائع هذا الشعور
في حين ناصر ينظر اليها
الى ملامحها التي تغيرت ما ان لمحتهم
اقترب عمها منها ...
وكأنه يهمس لها
لاتسمعه الا هي
(( بنيتي.. ان احتجت لاي شئ ما عليك سوى الاتصال....
انسي المسافة التي بيننا....))
لم تقوى على النطق
فقط دموعها تترقرق في عينها
كانت الخالة ليلى قريبه منها
سلمتها حقيبه سفر متوسطة الحجم
((هذه لك ....نورس...))
اخذتها منها نورس دون ان تعلق

فليس لديها ما تقوله
كذلك ابناء عمها
كانوا صامتون
لم يجدوا ما يقولونه لحظتها
فقط نظراتهم عليها
هي وناصر معا

انصرفوا....
واصطحبها ناصر للداخل...
لتسليم الحقائب....

كانت صامته...
لا تتكلم...
حتى عقلها مشوش...
كانت تنظر اليه
يتكلم مع موظفة المطار
بـ لغه انجليزية متقنه
وبين الحين والاخر يحرك نظارته بطرف اصبعه
يبتسم وهو يحادثها

كم هو لطيف في معاملته
وابتسامته التي لا تفارق محياه

هذا هو ناصر مع الجميع
فالجميع يراه
رجل في منتهى الاحترام
وهي ....
مازالت تراه ذئبا امامها....
تكرهه بكل ما تحمل الكلمة من معنى...
كيف ستتحمل الحياة معه...

فهي مجرد ان تسمع صوته...
بودها لو تصرخ فيه ان يصمت
نبرات صوته تدمي قلبها اكثر
تتذكر كلماته لها قبل سنوات
وقليلا تنظر لعينيه....
لم ترغب للحظة ان تلمح نظراته ...
نظراته التي هزمتها يوما
وتركها بقايا انثى...

بعدها.......................................
في الطائرة
جنبا الى جنب
لأول مرة تكون قريبه منه لهذه الدرجة
كلا منهما يتجنب الالتفات للاخر.

انتبه لحركة اناملها
وهي تدق بخفه على مقبض المقعد
واضح انها مرتبكه
او ربما خائفه

(( هل تخافين من الطائرة؟؟؟))
دون ان تلتفت له
اومأت له
لا..ليست خائفه
هذا ما فهمه منها

لكن ما يراه غير ذلك
ما ان بدأت الطائرة بالارتفاع
حتى اغمضت عينيها
وكتمت انفاسها
وصارت تضغط بقوة على المقعد

لايدري ما عليه فعله
لم يرغب في ان يزيد من ارتباكها وقلقها
(( اهدئي نورس....))



yassmin 11-11-10 03:54 PM




الشاطئ 33
الموجة الاولى

كانت زينة في استقبالنا
خرجنا من المطار وانا في قمة الارهاق
لم اعتد على السفر
ثم ان الطائرة ترعبني بكل ما تحمل الكلمة من معنى
كانا يتبادلان الحديث
فيما انا صامته
لست اقوى على الحديث
ليس هذا فقط
وانما بالكاد ارفع قدماي لاتقدم معهما

صعدت السيارة
حيث كانت زينة برفقتي في المقعد الخلفي
بينما ناصر مع السائق في المقعد الامامي
التفت ناصر الينا...
((لم جئت مع السائق...لم تأتي بسيارتك؟؟))
وبدلالها المعتاد مع عمها...
(( لأنها لن تكفي لحقائبك...))

كانا يتحادثان
فيما كنت صامته
نظري للطريق
احترمت زينة صمتي
فلم تكلمني
ربما تشعر برغبتي بعدم الحديث

كنت في عالم ثاني
عالم خاص بي
كنت انتظر منهم ان يأخذوني لمنزلنا
منزلنا انا وعمتي
ولكن......
كنا في طريق مختلف
اتجاهنا الى مكان اخر
(( نورس لقد وصلنا....))
انتبهت الى ناصر يفتح باب السيارة
ببرود نزلت بينما هوينظر الي
(( هذا منزلك عروستنا..))
كانت تحدثني وهي تنظر الى عمها...
تبتسم له...
ناصر...((الن تدخلي زينة؟؟؟))
زينة..((لا عمي..اترككما الان..))

لحظتها كان السائق قد ادخل حقائبنا للداخل
صعدت للسيارة

بينما ناصر تقدم عني بخطوات
وانا خلفه,,,,

مدخل كبير لفيلا واسعة
وبان اتساعها ما ان دخلتها
لكن.....................................
احساس غيب انتابني
ما ان تلفت في ارجائها...

لا ادري لم اوحى لي المكان بالكابه
رغم فخامته وروعته...

كانت نظافة المكان واضحه في كل زوايا المكان

انتبهت اليه وهو يحادث زينة في الجوال...
(( لم اتوقع تفعلينها...المكان في منتهى النظافة...))

التفت الي ما ان انهى مكالمته القصيرة
((كنت اتوقع ان الغبار قد كسى المكان...
لكنها ارسلت من ينظفها...))
لم اعلق...
وانما.....ابقيت نظري على ما حولي...
كانت اكثر من صاله متداخله مع بعضها
يتوزع فيها اثاث قديم كلاسيكي
وعلى جانب واحد ثلاث غرف...
وسلم في جانب الصاله
اشار اليه ناصر...
(( نورس...لنرى الغرف في الاعلى...))
تقدم هو امامي
وتبعته بخطوات بطيئة
جلت بنظري للمكان

صاله تحوي جلسه عربية....

وممر يضم اربع غرف...
(( لمن كل هذه الغرف؟؟))
كنت احادث نفسي
وكأنه يجيب على سؤالي...
(( نورس اختاري...احدى الغرف لتكون لك....))
التفت اليه بحركة لا ارادية
وكأني اسأله
(( وانت؟؟؟))

الا اني نطقت اخيرا...(( اي غرفه تناسبني..لايهم...))
بقي مكانه
وكأنه يفكر في شيئا ما
وهو يعض على شفتيه
تقدم الى الغرفه التي في واجهة الممر
امسك مقبض الباب
ونظر الي
انها الغرفه الرئيسيه هنا
غرفتي الخاصة
ولأنها الاوسع سأتركها لك...

لحظات واحضر حقائبك لترتبي حاجياتك...

انصرف عني ....
وانا مكاني....

نظري لباب الغرفه...
وبحركة بطيئة مني
فتحت الباب...
وزاد اتساع ناظري
صرت اجول بعيني في الغرفه
وانا مكاني

كانت الغرفه واسعه
واسعه جدا
واثاثها في منتهى الروعه
لم اتصور ان تكون هذه غرفة ناصر...
تقدمت خطوات ..
توسطت المكان....

كم هي واسعه
والنور يدخل من واجهة زجاجية كبيرة في احدى زواياها
سرير منخفض لا يكاد يرتفع عن الارض
باللون الرصاصي...
وكذلك الاباجورة على جانبيه...
فيما كان مغطى بمفرش باللون الاخضر التفاحي...
اللون الثاني للغرفه...
حيث ان الجهة الاخرى...
تحوي كنبة باللون الاخضر....
والجدار خلفها مغطى بورق يحمل نقوش باللون الرصاصي...

وقطعة سجاد بين الكنبة والسرير تحمل نفس اللونين

كانت الغرفه بفرشها والاكسسوارت الموزعه فيها
في منتهى الذوق فعلا...


هل هذا ذوقه؟؟؟؟؟



الشاطئ 33
الموجة الثانيه


كانت الحقيبتان ثقيلتان جدا
بالكاد وصلت للغرفه
رأيتها واقفه
تنظر للمكان

التفتت لي ما ان انتبهت لدخولي
رميت مافي يدي على الارض
كانت مبهورة بروعه الغرفه
وكنت اكثر انبهارا....

صرت اتلفت في الغرفه
باستغراب
كان واضح على ملامحي...

حتى اني نسيت ان نورس بجانبي
ضحكت مع نفسي
انتبهت لها اخيرا
وهي تنظر لي باستغراب

(( كيف تغير كل شئ في الغرفه....))
كانت صامته تنظر الي...
وبسرعه..اتصلت في زينه...

(( زينة... ماذا فعلت في الغرفه
شككت للحظة اني في مكان مختلف...))
(( عمي...هل تعتقد ان غرفتك بأثاثها القديم تناسب عروسين...))
لحظتها التفت الى نورس
لابد انها تسمع حديثنا...
فقد كنت احدثها من مكبر الصوت...

(( كيف فعلت ذلك في اقل من 24 ساعه...))
(( كنت على اتصال مع مهندس ديكور من معارفي...
وطلبت من الحارس العم صالح ان يصحبه لغرفتك....
ويحدد التغييرات اللازمة.....))
(( بدت وكأنها ليست بغرفتي...))
(( انا كذلك تفاجأت بها... الاهم ان تعجب عروستك...))
انهيت المكالمة
وهو ينظر الي
(( هل اعجبتك نورس...))
بهدؤ اجابتني...
(( نعم... لكنها.....واسعه...لا اعتقد انها تناسبني...))
تفاجأت من ردها
(( ستكون لك نورس...لأنها افضل الغرف في المنزل...))
لا ادري كيف نطقت بهذا
ربما رغبه مني لابين لها
اني اريد لها الافضل...
(( اتركك الان...))




الشاطئ 22
الموجة الثالثة



خرج من الغرفه
فيما جلست على طرف السرير....

زينة هي من جهزت المكان...
افقت من شرودي على صوت رنين الجوال...

كانت عمتي
سعيدة بعودتي...

كان صوتها مرتفع..
شعرت بها تبكي فرحا...

فرحه لاني عدت من جديد...
وربما فرحة اني تزوجت اخيرا....

اطمأنت علي الان...
هذا ما شعرت به عمتي
ولا تعلم اني دخلت متاهه جديدة...

انهيت الاتصال...
كنت ارغب في الاستحمام والخلود لنوم....


ماذا كانت تتصور زينة؟؟؟
اخجلتني فعلا...

لقد جهزت الحمام من كل شئ....

لا اتوقع ردة فعل زينة لو عرفت طبيعة علاقتي بعمها
لابد ان الحماس الذي تعيشه معنا سيتبدد بسرعه...

في تلك اللحظة..............................
كان ناصر قد وعى اكثر لنفسه
بعد استحم بالماء البارد....
خرج من احدى الغرف في الطابق السفلي...

اختارها بعيدا عن نورس...
تعمد ذلك....

اتجه الى المطبخ
لابد ان زينة قد جهزت ما نأكله...

فعلا...
كان الطعام جاهزا
يحتاج للتسخين فقط...

وهو يرتدي لباس رياضي
اخذ يسخن ما هو مجهز في الثلاجة....

وزعه على طاولة الطعام....

وبخظوات سريعه
خطى على السلم باتجاه غرفته سابقا
وغرفة نورس حاليا......

طرق الباب...
لكنها لم ترد...
اعاد طرق الباب...

فلم يجد اي اجابة...
صار يناديها...
لكنها لم تجبه.....
فتح الباب بهدؤ...
وزع نظره لارجاء الغرفه...

الحقيبه مفتوحه...
وبعض الملابس متناثرة على الارض
ولكن اين هي....


تفاجأ بها تقف امامه
خارجه من الحمام...
وهي ترتدي بيجاما بناتيه باللونين الاصفر والابيض
وشعرها متناثر على كتفها..

كل منهما ينظر للاخر...
((اسف... كنت اناديك لم تجيبيني....))
وهي تشير للحمام...
(( كنت....كنت اجفف شعري..لم اسمعك...))
(( حسنا انتظرك.... الطعام جاهز في المطبخ....))

خرج من عندها
وهي جامدة مكانها

اسرع بخطواته لخارج الغرفه....
التفت لها...
(( هيا نورس...))
تعمد ذلك
ليجبرها على رفقته...
رمت المنشفه على طرف الكنبة...
وتبعته...
دون ان تلتفت اليه..
وكذلك هو...

رغم انها لا ترغب في الاكل..
تريد ان تنام فقط...

شعر برائحة عطرة تنبعث منها...

بينما هي تحاول ان تبتعد عنه
لابد ان ما استخدمته من غسولات قد جهزتها لها زينة
تظهر رائحتها الان...
(( ماذا سيفكر الان؟؟؟؟؟))


معا في المطبخ....

يتناولان اصناف مختلفه
قد جهزتها زينة..

هذا ما فهمته نورس من ناصر....
لابد انها لم تعده بنفسها....

تذكرت الحقيبه التي استلمتها من الخالة ليلى
تذكرت ما تحويه عندما فتحتها في الغرفه

كانت مجموعه من الهدايا
وكل هدية تحمل اسم احد افراد عائلة عمها

هدايا بكل ما تحتاجه العروس
ذهب..مجوهرات
عطور...
ملابس...


كانت تجهيز كامل لها....
كم اسعدها اهتمامهم بها...


انتبهت لرنين الجوال..
في جيب البيجاما...

كانت نغمة رساله نصية
ببرود فتخت الرساله
الا ان ملامحها تغيرت فجأ
انتبه لها ناصر
كانت عينيها تدمع...
وهي تقرأ الرسالة

نظر اليها ناصر...
لكنها لم تتحمل
حتى اجهشت في البكاء

كان ناصر منصدم
لا يفهم ماحدث فجاة...
بارتباك قدم لها الماء...
(( نورس ما بك؟؟؟))

وقفت ..وهي تمسح دموعها....

((لا شئ ...لاشئ...))
وهي تهم بالانصراف ..
سألها ناصر...
(( مابك نورس...))
التفتت اليه..
(( رجاء. صديقتي..وضعت اليوم.... ))

انصرفت عنه
فيما كان مبتسما

كم هي حساسة
كل هذه الدموع...
من أجل صديقتها؟؟؟؟؟


تكملة الشاطئ 33

الشاطئ 33
الموجة الرابعة

تجربة جديدة
اعيشها مع سلمان
رغم الالم والارهاق الناتج عنها
الا اني متحمسه للنتيجه...

لا انكر اني انصدمت من مقدار الالم الذي اشعر به....
خاصة من بعد ما بدأ مفعول الابر المنشطة....

ولكن لابدان اتحمل
فبها نزيد فرصة الحمل..
وبذلك يتحقق حلمنا...
ولكن علي ان انتظر...
على الاقل اسبوعين...
لاعرف النتيجة...
هل نجحنا في ذلك ام لا...؟؟؟؟

تذكرت زيارة نجلاء وعلياء مع والدتهما اليوم
كانتا ترددان كلمات لابد ان تضايق من يسمعها
خاصه بعد ان لاحظت والدتهما تعبي...
وسألتني ان كنت مريضه..
كانت الاجابة سريعه من نجلاء...
(( لابد انها مريضه..او مرهقه من السفر..ماذا سيكون غير هذا؟؟؟...))

لتكمل اختها الحديث...
((بالطبع ليست حامل.....))
لمحت كيف نظرت لهما والدتهما بغضب
ولكني صمت..
ليس لدي سوى الصمت....
احتراما فقط لخالة سلمان....

كم ارغب ان يتحقق حلمي فعلا...
لاسعد سلمان...
ولأعلم هاتان الاختان...
اني قادرة على الانجاب...
وان تخطيت الاربعين...

لحظتها دخلن الفتيات معا للغرفة...
مريم..((ماما فريده..الن نتعشى؟؟؟))
مرام...((هل انت مريضه..؟؟؟))
مروة كعادتها يأتي تعليقها بعد اخواتها
((ماما.. ان كنت مريضه سنحضر لك الاكل هنا...))
كنت انظر اليهن...
وهن حولي..
كن قلقات فعلا علي...

ولا اراديا وضعت كفي على بطني...
(( ان لم يكتب الله عز وجل لي الحمل هذه المرة لن اكرر عملية التنشيط...و هؤلاء الاميرات من حولي...))

كان شعور غريب بالرضا
وانا ارى اهتمامهن بي..
تحركت بصعوبة من السرير...
ورافقتهن لغرفة الطعام...


رغم الالم الذي اشعر به..
الا انه تلاشى مع برائتهن...وهن من حولي...

(( هل تناولتن العشاء عني؟؟؟))
سلمان قد حضر مبكرا على غير عادته...

وقفت مرام تجيبه ..
(( ماما مريضه لابد ان تأكل شيئا...))

ضحك والدها بصوت عالي
كم كان سعيدا
خاصة بعد ان لاحظ اهتمامهن

(( كم انت محظوظة ببناتك فرووودة...))
همست له
((لتعرف حكمة الله عز وجل..ان لم تنجح تجربتنا هذه المرة
علينا ان نقتنع بالبنات ...))

قرب شفتيه من اذني....
((لكني اعلم ان طفل في الطريق مشترك يجمع هذه العائلة))


الشاطئ 33
الموجة الخامسة
وحيدة في الغرفه
احاول ان اتأقلم في المكان
جسدي مسترخي على السرير
ونظري للسقف
ارغب في النوم فعلا

فكم انا مرهقه...
ولكن يستحيل ان انام والانارة مضاءة
وهل لي ان اطفأها وانا وحدي في الغرفه
و في الطابق العلوي
لن اشعر بالامان ابدا

في السابق كانت غرفتي قريبه من غرفة عمتي
وعندما كنت مع اسرة عمي
كانت غرفة عمي قريبه من غرفتي ايضا
الامر كان سهلا علي..

هل سأبقى طويلا على هذا الحال...

حاولت ان اشغل تفكيري بأمر اخر...
وهل هناك غير صديقتي رجاء؟؟؟؟
كم اشتقت لها...
كنت اخطط لازورها
والان....لابد من زيارتها في المستشفى....
لم اتصل بها
لابد انها متعبه فاليوم الاول لها
ولكن......
كيف سأذهب لها؟؟؟
سيارتي ليست معي....

لابد ان احضرها من موقف منزلنا....
ولكن كيف؟؟؟؟
هدأت قليلا....
بعد ان استقر تفكيري...
زينة من لي ان اطلب منها ان تأخذني للمنزل...
وناصر ؟؟؟؟
لابد ان اخبره
فمهما كان هو زوجي الان
وعلي ان اسـتأذنه
من حقوقه علي....

اربكتني هذه الكلمات...
حقوق زوجي
ناصر

هل له ان يطالب بها...
رغم ما بيننا من اتفاق؟؟؟؟

وهل ماقد نتفق عليه يكسر هذه الحقوق
انها حقوق شرعيه
على كل منا الالتزام بها

وان حصل...
وكالب بأي من حقوقه
ليس لي ان اعترض ..مهما كان موقفي اتجاهه

حيرتي تزداد كل لحظة
كيف لي ان احتمل شخص
شخص اكرهه بكل ما تحمل الكلمة من معنى

كم هو صعب؟؟؟
لكن اعترف...
ان ليال مضت كانت اقسى علي من هذا الشعور...

والحل كان مفاجأة لي..
لم اتوقعه او انتظره...

زواجي منه
هو الحل...

وعليه لابد ان اتحمل....
حتى تاتي الفرصة لأنهي هذا الوضع.....



نهاية الشاطئ الــ 33


yassmin 11-11-10 03:55 PM





الشاطئ الــ 34
الموجة الاولى

تسلل النور
من خلال الواجهة الزجاجية
في زوايه الغرفة

تحركت من السرير
باتجاه النور
كم هي رائعه فكرة هذه الزاوية
كانت تطل على حديقة الفيلا
ولتو انتبه ان ارضيتها زجاجية كذلك
فتحت الستارة اكثر
كانت بارزة للخارج بشكل هرمي
وللاعلى بشكل قبه من الزجاج
تصورت لو سقط المطر
وانا واقفه فيها
سيبدو وكأنه داخل الغرفه

انتبهت الى نفسي
اتثاوب كل لحظة
لم اخذ حاجتي
من النوم
غفيت قليلا
واستيقظت مع اذان الفجر

لا اعلم عنه شئ
ناصر طبعا

هل مازال نائما؟؟؟
وبما اني اتوقع ذلك...
قررت ان اتجول في الفيلا

لاكتشف المكان الذي سأسكن فيه
ولو.....مؤقتا.....

تقدمت نحو الباب
لأتوقف فجأة

هل سأخرج هكذا؟؟؟؟

وهل سأتحجب عنه؟؟؟؟
بالطبع لا...
عدت للمراة الكبيرة....
القريبه من السرير

نظرت لنفسي....
لن اخرج بلباس النوم..
وبسرعه....

بحثت بين ملابسي التي مازالت في الحقيبه

اختيار عمتي كان موفقا...
رغم ترددي لحظتها...
بنطال قطني باللون الازرق البحري...
وتي شيرت بأكمام قصيرة
باللون الابيض وتتوسطه نقوش زرقاء...

هذا يبدو مناسبا....
رفعت شعري المنسدل على كتفي...
كذيل الحصان...

وخرجت... بعدها

الفيلا يعمها الهدؤ
هدؤ يوحي بالكابة فعلا....

ابدأ بالغرف....القريبه من غرفتي...
وغرفة ناصر سابقا....

ثلاث غرف اخرى....
الاولى كانت تحوي غرفة نوم قديمة...
قديمة جدا...
واخرى.... بدت وكأنها مخزن
لكل ما هو قديم من الاثاث....

والاخيرة...
لا اعلم ما بها كانت مقفله....

لم هي بالذات مقفله؟؟؟؟

نزلت بعدها من على السلم...
بخطوات سريعه....

وجمدت فجأة عند اخر السلم....



الشاطئ 34
الموجة الثانية

(( صباح الخير.... يبدو عليك النشاط...))

كتمت ضحكتي...
كانت جامدة تنظر الي
وانقلب بياض وجهها للون الاحمر

كانت تجري على السلم وكأنها طفلة
بلباسها الرياضي
وشعرها الذي يتحرك مع كل خطوة

لم ترد علي....

بقيت مكانها...
اشرت لها لكوب الشاي....
(( ان رغبت في الافطار فكل شئ موجود في الثلاجة...))
مكانها لم تتحرك...
تقدمت لها...
وحاولت ان اكون طبيعيا معها حتى لا تنحرج مني اكثر...
(( نورس ماذا تحبي ان تفطري؟؟؟))
بهدؤ اجابت...
(( لا اريد...))
(( لم لا تريدين...الا تحبين تناول وجبة الافطار...))
(( لا.... ))
(( لا تأكلين شئ ابدا؟؟؟))
بالكاد نطقت...
(( قهوة ساخنة فقط...))
اشرت للمطبخ توجد قهوة ...

سبقتها للمطبخ...
لاني اعلم انها لن تتحرك
ان لم افعل

(( نورس..
في هذا الدرج... الشاي والقهوة...
واكياس القهوة الجاهزة...
وقطع السكر....))

كان نظرها للدرج وليس لي...
واكملت...
(( هنا البهارات بأنواعها....
وهنا معلبات الاغذية الجاهزة بأنواعها....
وفي تلك الخزانه...
اكياس الارز والسكر....))

كانت صامته لم تنطق
ربما كانت قلقه من ان اطلب منها
ان تعد لنا الوجبات كل يوم
ولابد ان انقذها من هذا الموقف...
(( عادة تأتي احدى الخادمات مع زينة لتعد لي ما احتاج.
ولكن ليس يوميا....
لان غالب يومي خارج المنزل...))

وانا اهم بالنصراف
وهي مازالت على صمتها...
(( اعتقد لابد ان احضر خادمة....))

انصرفت وتركتها كما التمثال....



الشاطئ 34
الموجة الثالثة...

بالفعل صدمني
بكل ما فعله وما قاله

شعرت وكأني قطعه ثلج واقفه في هذا المطبخ الواسع
ضننت للحظة ان يطلب مني اعداد الغداء له
وهو يشير الى محتويات المطبخ

كنت افكر كيف سأقول له اني لم اعتد على الطبخ مطلقا...

جلست على احد كراسي طاولة الطعام....
الا اني انتبهت لمجموعه الصحون المتسخه...
بقايا ما تناولناه بالامس...
علي ان انظفه....

ضحكت على نفسي لحظتها...
ها قد بدأت احدى مهماتي في هذا المنزل...
اخذت في تنظيف الصحون
بمتعه غريبه....
وبعدها...
اعددت لي قهوة ساخنه...
شربتها لوحدي في المطبخ
وانا افكر

(( كيف سأفاتحه بأمر سيارتي...ام اطلب من زينة مباشرة..))
انهيت شرب القهوة
وخرجت بعدها الى الصاله

حيث كان يجلس يقرأ الصحيفه...
ترددت..
هل احدثه..
ام اصعد غرفتي...
(( نورس...الا ترغبي ان تزوري صديقتك؟؟؟))
ابتسمت لا اراديا
حمل كبير وقع من على كتفي...
تقدمت اليه...
من السهل الان ان اخبره بما خططت له البارحه...

(( نتصل بمحل الهدايا ونرسل لها باقة من الزهور...
قبل ان اخذك لزيارتها...))

كعادتي جمدت مكاني....
بالكاد رفعت نظري اليه
رمى الصحيفه جانبا
وبدأت نظراته تتغير ...
ابتسم لي..
(( نورس اجلسي لم انت واقفه؟؟؟))

جلست بحركة اليه...
وانا اعبث بخصلات شعري...

(( لابد ان نعتاد على العيش معا نورس...
حاولي ان تتأقلمي...))
ابتسمت له...
كانت ردة فعل عظيمة بالنسبة لي وله طبعا
لانه تحرك ليكون على طرف الكرسي
قريب مني اكثر...
(( الان اخبريني ماذا قررت عن الدراسة..هل ستبقينها ذاتية؟؟))
(( لا ادري... ))
(( غدا سيبدأ دوامي في الجامعه..
تأتين معي...
وخلالها تقررين...
اما ان تكملي اجراءات التسجيل لدراسه ذاتيا
وتقابلي اساتذتك لتتفقي معهم...
او ان تبدلي تسجيلك لدراسة الدائمة...
وهذا رأي انا...))

كان يبدو متفاعلا معي..
بدرجة كبيرة..
كما يبدومتحمسا...

ولا اراديا اخذني الحماس معه
(( حسنا... كما تريد...))
ابتسم لي..
(( الان اتصلي بصديقتك...
اسأليها في اي مستشفى ...؟؟؟))

وانا اهم بالقيام...
(( اين ذاهبه؟؟؟))
((جوالي في الغرفه...))
(( استخدمي جوالي...))
وهو يمده الي...
(( الا تحفظين رقمها؟؟؟))
اخذته منه...
ولا ادري لم اناملي ترجف..
وانا استرجع رقمها....
لحظتها.............................
كنت انظر اليها
كم تبدو خجله
ولكنها اظهرت بعض التجاوب معي...
تحدثت مع صديقتها
كانت تبدو سعيدة
سعيدةجدا
الشوق واضح من نبرات صوتها...

وكانت تردد...
(( اخبرك عندما القاك...))
انهت بعدها المكالمة...

لأسألها...
(( ماذا كانت تسألك صديقتك...
لتجيبيها بأنك تخبرينها لاحقا؟؟؟))
لا ادري لم الفضول...
ولكن كنت ارغب ان اعرف...
طال نظرها الي...
وهي تمد جوال نحوي...
(( تسألني ......))
لم تكمل....

الا انها وقفت بحركة سريعه....
(( سأجهز بسرعة...))
وهو يكتم ضحكته على ارتباكها...
(( اخبريني في اي مستشفى.....))





الشاطئ 34
الموجة الرابعة...

بعد اقل من ساعه....
فيما كنت انا جاهزا
بعد ان ابدلت ملابسي...

عادت نورس....
لم انتظرها طويلا كي تجهز للخروج..

كانت تبدو انيقه....
انيقة جدا...
بنطالها الجينز باللون الازرق الفاتح...
وقميص طويل
بأكمام طويلة بلونه الاصفر...
دون لمسات من المكياج...
لا اراديا لم صرت اقارنها بــ سمر...
فكم كنا نتأخر في الخروج
والسبب هي...
نورس بهدؤ...(( الن نذهب؟؟؟))
لحظات...
صعدنا سيارته...
تبدو مغبرة من قلة الاستخدام...
ولكن الاهم...
اننا كنا معا...
قريبان من بعض اكثر....
لم اكن التفت اليه....
كنت اتهرب من ذلك
فليس لي رغبه في الحديث معه..
بقدر شوقي لها
كنت في قلق وحيرة..
فبعد قليل التقي برجاء...
ولابد انها ستعيد علي اسئلتها
بعد ان وعدتها ان اخبرها بكل شئ عند لقائنا
تريد ان تعرف كل شئ عن زواجي
ولابد من مبرر لعدم اخباري لها بالامرمسبقا
والاكثر من هذا
انها لن تتوقع ان يكون زوجي
الدكتور ناصر
زوج زميلتها سمر
سابقا...

(( نورس ....لقد وصلنا....))
بالكاد انتبهت لي
وانا اشير لها بالنزول...
تحركت ببرود كعادتها ...
لحظات قطعناها في موقف السيارات...
في صمت كعادتنا
حتى وصلنا للمدخل....
كنت بجانبها...
فيما تبدو في عجله من أمرها...

دخلنا القسم الخاص بالولادة...
توقفت للحظة...
تذكرت ايام مضت
ايام كلها دموع...حزن...
انتهت بالفراق...
بلعت ريقي بصعوبة...
وانا اشير لها للغرفة الموجهه لنا..
اعتقدان هذه هي الغرفه...
بهدؤ نطقت...(( نعم هي..هذا سعود زوجها..))
كان خارج لتو من الغرفة
تقدمت معها....
انتبه لنا زوج صديقتها...
كانت ملامح الفرح بادية على وجهه...
واضح انه يعرف نورس جيدا...
ابتسم ما ان لمحنا..
رغم ان شئ من الاستغراب في نظراته...
لم يستطع اخفائها...

تقدم نحوي يصافحني...
فيما نورس دخلت الغرفه....
لحظتها............................................ ..
كنت اقاوم الدموع...
وانا المحها...
وهي بقرب والدتها...
بدت وكأنها غير مصدقة اني معها....
اقتربت منها
ضميتها لي بقوة....
صرت انظر لعينيها...
لفرحتها...
((رجاء...كيف حالك..؟؟))
((بخير...لا اصدق انك معي...))
(( واضح ان تنتظرين عودتي لتضعي طفلك...))
(( بالطبع...حتى تعرفي كم احبك...))
(( انت بخير رجاء؟؟اخبريني؟؟))
(( انت من سيخبرني... كيف حدث كل هذا...))

لا ادري بم اجيبها
شعرت بارتباكي...
ولابد ان الامر اصعب بوجود والدتها...
ليست والدتها فقط....
كان حامد موجود..
في نفس الغرفة...
كيف لم المحه ...؟؟؟
التفت لي...
(( اهلا نورس...كيف حالك.؟؟))
ابعدت نظري عنه...
(( بخير الحمدلله...))
وهو يهم بالخروج..
(( لقد علقت اسم عزوز كما تريدين...))
رجاء...(( اسمه عبدالعزيز لو سمحت...))
التفتت الي...
رائعه الزهور التي ارسلتها....
اشارت لباقة من الورد الملون...
بتنسيق جدا رائع...
لأول مرة اشعر ان ناصر احسن فعل شئ
تقدمت والدتها
واعطتني الطفل..
حملته بين ذراعي
وانا اكتم دموعي...
واردد المعوذات عليه
(( عقبالك..رجاء اخبرتني بزواجك..فرحنا لك كثيرا.))
احببت كلمات خالتي ام حامد
بعدها
اخذنا الحديث.
حديث ايام مضت...
ايام غربة....
عدت وانا احمل لقب زوجة...
زوجة الدكتور ناصر
كنت متوقعه صدمتها...
تفاجأت كثيرا....
لم تعلم انه طلق سمر...
بعد توفي طفليهما التوأم..
بديت وكأني احكي قصة خيالية بالنسبة لها...
وكل ما اخبرتها...
انه من معارف عمي فهد..
وكل شئ حدث بسرعه...
حتى نعود للبلاد معا...
وانهي فكرة استقراري في لندن...
لاكمل دراستي..
وهو يعود لعمله في الجامعه...

كان كل شئ مختصرا..
لم ادخل في التفاصيل...
ولطالما رجاء تحترم صمتي ...

رغم بريق عينيها..
الذي بودها ان يخترقني لتعرف مني كل شئ...
حتى قاطعنا رنين جوالي..
كان ناصر...
انتبهت لي رجاء
وهي تغمز لي...
(( تأخرت على زوجك..لا يقوى على بعدك...))
لا تدري كم المتني كلمتها
ابتسمت بصعوبة...
وهي تصر على زيارتي لها
بشكل متواصل...
وعدتها بذلك...
وخرجت بعدها...
كان ناصر واقف معهما...
حامدوسعود...
لطالما كنت ارى سعود شاب وسيم...
و حامد له طله مميزة...
الا انه بدى مميزا بينهما...

ولكن شئ غريب في نظراته نحوي...
شعرت بأنه متضايق بعض الشئ...
وصلنا للسيارة
حتى نطق اخيرا...
(( كيف يوقف سيارته هنا؟؟؟))
واضح ان احدهم قد ضايقه بوقوفه خلف السيارة...
نزل بعصبية..
كنت المحه يحادث شابا اصغر منه...
بدى عصبيا فعلا...
صعد السيارة...
وتحركنا من المكان...
بدى قلبي يدق بسرعه...
لا ادري لماذا؟؟؟
كنت قلقه
بل خائفة لاول مرة اراه بهذه صورة

حتى وصلنا للمنزل...
دخلنا معا....
و اغلق الباب بقوة...

التفت اليه باستغراب...
ولا ادري لم تكلمت تلك اللحظة...
وكانت الشرارة الاولى...

(( مابك؟؟؟))
كان من الذوق ان اسئله
ولكن لم اتوقع رده....

تقدم نحوي...
فيم كنت مرعوبة من حركته..
وهو يشير لي...
(( هل انت معتاده على الجلوس مع صديقتك برفقة اخيها؟؟؟))
لم افهم ما يعني...
جمدت مكاني...
شعر اني اريد المزيد من التوضيح...
(( اخو صديقتك الم يكن برفقتكما في الغرفة...))
مازلت صامته
لم استوعب ما يقول...

وبنبرة استهزاء
وهو يهم بالانصراف نحو غرفته
(( واضح انكم معتادين...))
لحظتها استوعبت كلامه
كان يتحدث عن حامد...
لابد انه تضايق من وجوده في الغرفه حيث كنت انا...
لكن...لم كل هذا الانفعال؟؟؟
(( انتق الفاظك معي...))
_((ماذا؟؟))
(( كما سمعتني...))
_(( ومالذي لم يعجبك؟؟؟))
(( كيف تقول اني معتادة على الجلوس مع اخ صديقتي...؟؟؟))
_(( لان هذا ماحدث...))
((وما ادراك انت؟؟؟لم تكن معنا في الغرفه...))

اقتربت منه اكثر
وبحده....
(( كانت ام حامد معنا....ولم انتبه لوجوده اصلا الا عندما هم بالانصراف...))

طال صمته..
ولكن كان لديه شئ مهم ليقوله
شعرت بذلك من نظراته

(( رأيتك معه...في الجامعه....عندما التقينا اول مرة...اتذكره جيدا...))

لا ادري كيف تصلبت مكاني

كان يتحدث...
عن لقائنا الاول في الجامعه...
يتذكره..
يعني انه عرفني لحظتها...
و يتذكر جيدا من كان معي حينها...
(( يبدو ان ذاكرتك قوية ..دكتور...))
شعر بشئ من الاستهزاء من نبرة صوتي...

-(( اكلمك بجدية...))
قالها بعصبية...

يكلمني بجدية...
وهل الجد له مكان في حياتك...

((ان كنت تريد ان تتكلم جديا...فأنا مستعدة.. ولدي الكثير لأقوله....))

فيما كنت اشعر اني اسحب الهواء بصعوبة لصدري...

اومأ برأسه
ان اتكلم...

وكأنه يتحدى ان كان لدي كلام اقوله...
ولكن ماذا اقول؟؟؟
وبماذا ابدأ...
ابدأ بنظراته الاولى التي اسرتني
ام بخطفه برائتي تلك الليله
ام تعمده احراجي عندما كنت طالبته
هربت كل جيوش الكلمات

وانهمرت دموعي
لم استطع ايقافها
سيل من الدموع على خدي...

تغيرت ملامح وجهه فجأة تقدم نحوي...
كنت ارى قدميه تقترب
عله يريد ان يمسح دموعي...

((اياك ان تلمسني...))
صرخت بأقوى صوتي...
وانا امسح دموعي بظهر كفي...
وقف مكانه..ونظره اليه...

((اياك ان تلمسني... اكررها الف مرة...لم اعد تلك الفتاة التي عرفتها في المانيا...))
صمت...لم ينطق...
فيما امسكت بطرف الحديث...
(( تريد ان تحاسبني على تصرفاتي الان؟؟؟))
لملم الحروف ...وبنبرة مرتفعه...
(( لم اعني محاسبتك نورس..))
هدأت قليلا وانا اكلمه...
(( تعرف حامد الذي تتكلم عنه....
رافقت اخته سنوات...
لم يحاول يوما مضايقتي..
ولقائي به في الجامعه
كان لقائي الوحيد...
جاء ليعرف ردي...))

اخذت خطواتي الاولى على السلم...
ولم ينتهي حديثي...بعد...

(( حامدتقدم لخطبتي...
كما تقدم قبله الكثير...
ولكني رفضته...
ليس كما رفضت غيره بدون اي حيرة او تفكير
لا...
رفضته غصبا عني....))

وبنبرة قوية منه...
(( الا تخجلي من قول هذا الكلام...))


(( اخجل من حُسن تصرفه معي...
ام اخجل مماحدث قبل سنوات؟؟؟
تركتني بقايا بنت....
تائهه بما احمل من جرح...
جرح حطم كل احلامي...
حتى اني لم اسعد بوقوفي على قدمي...))

وانا ابتعد عنه...
(( تركتني في نفس الليله...
وعدت بعد سنوات...
لألتقيك وانت ممسك بذراعها..
تخترق صفوف المدعوين الذين يمدحون في جمالها وفي رجولتك.ووسامتك..))

شعرت لحظتها بأنه ابكم..
لن ينطق ابدا...
وانا استمد قوتي من صمته
وودت ان يصمت الدهر كله
لاتكلم انا
لأبوح بالم سنين
كتمته في صدري
عن الجميع

ألم حطم كل احلامي
بعد ان حاولت ان الملمها بصبري على فقداني لاسرتي

لم اجد معنى للسعادةوالفرح بعدها

كنت اقول له كل هذا بنظرات عيني
نظرات قاسية..
بقسوة تلك الليالي....


yassmin 11-11-10 03:56 PM






الشاطئ الــ 35
الموجة الاولى
زينة...
ماذا فعلت بي نظراتك ولفتاتك ونبرات صوتك؟؟

ورغم بعدك الا اني لم انساك...
كم اشتقت لك..
حتى بات الارق رفيقي كل ليله...
زينة
لم اسمع صوتها منذ ان سافرت....
ففي كل ليله
اُناظر رقمها على شاشة الجوال...
وابقى مترددا في الضغط على زر الارسال...

هل سأبقى على هذا الحال طويلا؟؟؟
لابد ان اجد حلا...
اما ان اصارحها
او انساها للابد...
وايهما اسهل لي....
ان اصارحها...
اخبرها بأني احببتها منذ ان التقتيها اول مرة
وان رفضت مشاعري...
ماذا علي ان افعل وقتها...

التساؤلات نفسها كل ليلة...
ولا اجرؤ على اتخاذ القرار...

حتى هذا اليوم...
عندما فاجأناوالدي بقرار العودة للوطن...
((يكفيني غربة....))
كلمتين استطاع ان يبرر بها قراره المفاجأ لنا

التزمنا الصمت
ليس هناك اقوى من الشوق للوطن...

والدي يتقاعد عن العمل....
ويعود للوطن...
محمد... لابد ان يعود وينهي دراسته هناك...
طلال....
كما اخبره والدي...
له ان يعود ما ان ينهي البكالوريوس...
او ان يستمر من اجل الدراسات العليا...

اما أنا....
انهي تقديم رساله الدكتوراه بعد شهر تقريبا...
ولي ان اعود بعدها...

لطالما كان طموحي ان ابقى هنا
اكمل دراساتي العليا
واخذ خبرتي في مجال تخصصي في ادارة الاعمال
في اهم الشركات هنا...

ولكن الان تغير كل شئ...
بسببها هي
سأغير كل خططي المستقبلية
لابد ان اعود للوطن...
علي اجد الاستقرار فيه....
كم اشتقت له...
واشتقت اليها....




الشاطئ الــ 35
الموجة الثانية

في اللحظات نفسها...
وبعكس اخيه عبدالله
طلال كعادته كل ليله...
يشبع عطش عواطفه
بالحديث معها
الا ان هذه الليله مختلفة عن كل الليالي...
فاجأها بقرار والده...
كم هي محتارة
بقيت صامته..
تفكر جديا في ما يخطط له...
يعود مع اسرته..
فيما تعود هي لتستقر مع والدها في بلده...
ومن السهل ان يسافر لها
ليتقدم لخطبتها...
ويعود بها كزوجة...
(( هل الامر سهلا لتأتي لخطبتي؟؟؟))

طلال..((طلال بالطبع خلال نصف ساعه بالطائة اكون على ارض بلدك ))
جلنار بالحيرة نفسها...
((هل سيوافق والدي..؟؟))
كانت تقولها بحيرة وقلق....

سألها...
(( لم قد يرفضك بنظرك؟؟؟))

بتردد كان ردها...
(( والدي دائما يردد ان من اسؤ قراراته انه تزوج من غير جنسيته...))
طلال... وبكل ثقه...
(( قد يكون كلامه صحيح..
اختلاف الجنسية بين الوالدين قد يكون له عواقب كثيرة...))

(( تؤيد كلامه؟؟))
ضحك طلال...
(( التقيتِ بزملاء وزميلات من جميع الدول الخليجية...
هل تشعرين بفروق واضحه بينهم
كما هي بين اي جنسيتين اخرتين...))

بهدؤ...
(( لا... الا من بعض الامور البسيطه...))
طلال...(( وهذه الامور ممكن ان تكون بين ابناء البلد الواحد...))

كان طلال يحاول ان يبعث الطمأنينه الى قلبها
اخذ يوضح لها
كم هو التقارب ين كل الدول الخليجيه
في اغلب الامور...

والزواج فيما بينهم
امر معتاد عليه...
وليس سببا ليرفضه والدها..
وان حدث ورفض..
لحظتها سيفعل المستحيل كي يفوز بها..
وان اضطر لخطفها
والهروب بها لجزر الواق واق...
حينها ضحكت جلنار...
((واين هي جزر الواق واق؟؟))
طلال (( لا ادري لكن سنبحث عنها))




الشاطئ الــ 35
الموجة الثالثه

حيث السهر
ولعب الورق
والخيالات التي يرسمها دخان السجائر
بين اناملهم
كان نبيل في عالم اخر
عالم نورس..
نورس فقط...
فمنذ ان عاد..
لم يلتقي بزينة او يتصل بها
فبعد ان كان قربها يريح تفكيره
بمعرفة اخبار نورس
باتت اخبارها الان تزعجه توتره
لدرجة انه قد يكسر اي شئ يقع بين يده في تلك اللحظة

يحبها يعشق كل شئ يشير لها
بدءاً من حروف اسمها
حتى المنطقه التي انتقلت للعيش فيها
معه
مع زوجها ناصر...
كم بات يكره هذا الشخص
رغم معرفته البسيطه به
ربما الغيرة تفعل به كل هذا...

الحيرة تقتله...
هذا ما يشعر به فعلا..
نبيل..هل يصعب عليه امر
يخص فتاة بالذات...

ابسطها
ان يخلق ما يشكك هذا الرجل بزوجته
ليتركها له

فـ ناصر يستحق ذلك بعد سرق منه حبه وببساطه
ولكن...
هي...
عبير روحه..
هل تستحق ذلك...
هل تستحق الالم الذي ستشعر به لحظتها..
يستحيل ذلك....

مجرد فقدانها لدفتر مذكراتها
جعلها تنهار...
فكيف ان فعل بها ذلك...؟؟؟

لايدري كم عقب سجاره احرقه
وبعث بدخانه لداخل شريينه

أملا في ان يصل لقلبه
ويكتم على حبه

حبه لنورس..
(( اه يا نورس...ماذا فعلت بي..قيدتني من متع الحياة التي كنت اعيشها..واصبحت صورتك متعتي الوحيدة...))

شعر ان الدمع بدأ يترقرق في عينه..
اخذ نفسه بعمق...
وهو يفكر بأمر واحد..
لابد ان يجد طريقه يستعيد حبه
بكل سماته
حبه الهادئ الغامض




الشاطئ الــ 35
الموجة الرابعه

موجات تهيج في قلبها
عصرته ألماً
بعد الاعصار الذي احدثته بحديثها معه
مع ناصر
ألمها ودمعها

والذي اصبح الان زوجها
جلست على الارض
قريب من الزاوية الزجاجية في الغرفه
واستندت على زجاجها...
واضعها رأسها على ركبتيها التي ضمتها لصدرها
وكلما زاد ألما
ضغطت اكثر بركبتها
على صدرها عله يصل لقلبها

ليعصر ألمه ويخرجه من داخلها
فمتى ينتهي ألمها؟؟؟

مشكلتها التي اجهدتها ليال
قد انتهت بزواجها
ماذا تريد بعد...
كي تهدأ
ترتاح
تنسى
تعيش حياتها

الانفصال عنه؟؟؟
وماذا بعد؟؟؟

هذا ما يقلقها الان
لها ان تطلب الطلاق الان
وفي هذه اللحظة بعد ان باحت بكل ما في قلبها
لكن...........

لا تستطيع
امور كثير تقيدها
لابد ان تفكر جيدا قبل ان تتخذ قرارها

وأولها ان تختار وقتا مناسبا...

اخذت نفسا عميقا
وهي تسترجع ما قالته له...
فيما هو صامت
وقد بدى لها رجل ابكم..
ولكنه يسمع بعينيه
لم يقوى حتى على تحريك رمشيها
جموده بدى وكأنه ينتظر المزيد
المزيد من الكلام..
في حين هي تأمل شئ اخر
ان يتحدث
ان يخبرها عن ما في نفسه
ان تعرف سبب فعلته هذه
او يوضح لها كل ما تجهله

فكل لحظة وقفتها على كل درجة من درجات السلم
كان تأمل ان تسمع نبرة صوته

ان يناديها...
(( نورس... لابد ان تعرفي سبب تركي لك...))
لكنه لم يتحدث
لم ينطق

اخذ كل جمودها
وتركها كما الشرارة التي اشتعلت بعد انتظار سنين

رمت برأسها على الزجاج...
ودموعها تتناثر على خدها...

انتهى الامر يا نورس
ليس هناك ما تقلقين منه

فقد تخلصتي من الفضيحه
التي تخشين ان تعتليك
ان تزوجت وافتضح امرك

لك ان تهدئي..
اهدئي يا نورس
كانت تحادث نفسها
لكن مع كل كلمه من هذه الكلمات

كانت تزداد رجفة كفيها
وتتسارع نبضات قلبها...

وكعادتها...
اسرعت الى الحمام..

وبملابسها نفسها
وشعرها المبعثر
جلست على الارض
تحت الماء البارد
المنسكب عليها

الذي قد يجمد مشاعرها
لتنسى ألمها قليلا
وتهدأ بعدها

(( كمـ اكرهك ناصر...
اكرهك...
وكل كلمة قلتها لك..
لم تنهي ألمي بعد..))



الشاطئ الــ 35
الموجة الخامسه

كان ممسكا بسيجارته..
وهو يجول في غرفته الضيقه
التي اختارها من بين كل غرف فيلته
لانها فقط بعيده عنها...

خرج منها..ليجول في محيط الصالات الواسعه
يحرق سيجارة
ليشعل اخرى...
لم يقوى على ما سمعه منها..
لقد انهارت فجأة
دون سابق انذار
ربما كانت تنتظر اشارة فقط
قد تشعل في وجهه كل مافي قلبها ضده

كانت تصوب كلماتها له كسهام تستقر على صدره
تخنقه اكثر
تكتم كل كلمة يريد ان يكوّن حروفها على لسانه

تعجب من صمته
ربما كان يريد ان يعرف ما بداخلها فعلا
ان يستوعب ألمها

لطالماكان يرغب ان يتصور كيف هي بعد ماحدث بينهما...

رغم الفترة الطويلة نوعا ما
منذ ان التقى بها في الجامعه اول مرة
الا انها المرة الاولى التي يكتشف خفايا قلبها بهذه الصورة

يعلم ان الكثير ممن تقدموا لها رفضتهم
ولكنه سمع على لسانها
كيف كانت ترفض دون تفكير
بسببه هو
لم تفرح بأي خطبه بسببه هو
وانها رفضته غصبا عنه بسببه هو ايضا

رفضت حامد...
تذكر الغضب الذي اعتراه بسبب هذا الشاب
لم يكن غضبه على نورس
لانه رأى حامد يخرج من الغرفة نفسها التي دخلتها لرؤية اخته

فالأمر طبيعي بالنسبة اليه
ان يصاف وجود اخ صديقتها لحظتها


الذي اثاره فعلا
نظرات حامد له
ما ان عرفه عليه سعود انه زوج صديقة رجاء
كان يرى في نظراته امر غريب
استوعبه سريعا
فالرجال يعرفون فيما يفكرون فيما بينهم
كان يرى تساؤلات في كل نظرة
ترجمها سريعا
انت زوجها؟؟؟
لم اختارتك انت بالذات؟؟
هذا ما فهمه ناصر من نظرات حامد
وسرعان ما استعاد ذاكرته
لقد التقى به
كان معها
فهو لا ينسى ما حدث ابدا
لأنه اول لقاء بينهما في الجامعه

يتذكر كيف انشغل تفكيره يومها
بمن يكون هذا الشاب الذي يحدثها
والان جاءته الاجابة
بصيغه لم يتوقعها
تقولها دون خجل
رفضته غصبا عنها

هل تعني لو ان الامر بيدها
لفضلته عليه

كانت تمدح حُسن تصرفه
امامه
وتقارنه بفداحة ما فعله هو بها
بعد ان منها كل ما هو جميل في حياتها...

دمعة يتيمه ترقرقت في عينه
وهو يقترب من غرفتها...
دون ان يشعر كيف وصل اليها..
خطى في الممر
اقترب من باب غرفتها
حتى كاد يلتصق به..

امسك مقبض الباب
ليفتحه...
انتبه لنفسه....
ضغط بقوة على المقبض
وهو يأخذ نفسا عميقا...
ليتركه بعدها..
ويهرب من المكان..
نحو الكنبه التي تتوسط الصاله..
ارتمى عليها كعادته
كلما ضاقت به الدنيا
كما الطفل الذي يرتمي على صدر والدته
فهذا مكان والدته الدائم طوال مرضها
ورائحة انفاسها
مازالت تعبق في المكان...
اخيرا...
استطاع ان يرخي جسده المنهك من ألم كلمات زوجته
ويغط في النوم...



انتهى الشاطئ الـ35




yassmin 11-11-10 03:58 PM




الشاطئ الــ36
الموجة الاولى
بدت اطرافي ترجف من البرد...
رغم الحرارة التي تسري في جسدي...
بصعوبة رفعت رأسي من على السرير...
ونظري للساعه المعلقه على الجدار...
انها الواحدة بعد الظهر...
كيف اني لم استيقظ حتى للصلاة...
حاولت ان اشد جسدي اكثر...
ولكن لم استطع...
ارتميت على السرير من جديد...
واضح ان حرارتي مرتفعه....
وسعال يمزق صدري...
هذا مفعول الماء البارد
الذي تصلبت تحته بملابسي...
اشعر ان ما فعلته بنفسي البارحة كان انتحارا...

وهو
اين الان...
تذكرت...
كان قد اخبرني انه سيبدأ الدوام في الجامعه...
وكان اتفاقنا ان نذهب معا...
هذا طبعا قبل ان اشعل الموقف بيننا,,,

شددت جسدي على السرير اكثر...
وغطيت نفسي جيدا...
اشعر ببرودة تكسر عظامي...
رغم حرارة جسدي...
كم ارغب في العودة للنوم....

والصلاة....؟؟؟؟
قاومت كل الام جسدي...
وبصعوبة وصلت للحمام...
توضأت....
وكأني أُناظر هذه الغرفه لاول مرة....
مازالت ملابسي في الحقيبه...

واين سجادة الصلاة....
تقدمت لاحدى زوايا الغرفه...
حيث وضعتها...مع لباس الصلاة

شرعت نورس في الصلاة
وهي تقاوم مرضها الواضح عليها....
وما ان انهت صلاتها...
حتى رمت بنفسها على السجادة...
وبلباس الصلاة...
غطت في النوم....




الشاطئ الــ36
الموجة الثانية

تفاجأت بقرار عميد الكلية...
تم سحب جميع المقررات من جدول تدريسي...

وتم تخصيص كل ساعات عملي
في قسم الدراسات والبحوث في الجامعه...

لا انكر اني سعدت بهذا بقدر قلقي من تحمل هذه المسئولية..
فهذا يعتبر انجاز لأي دكتور في عمري
يتحمل مسئولية البحوث والدراسات الخاصة بالجامعه...

لكني لم انسى أمرها
نورس
كان من المفترض ان تحضر معي لتعطي قرارها الاخير من اجل الدراسه
لكني لم أرها صباحا
بالطبع لن ترغب في صحبتي للجامعه
بعد ما حدث البارحة
لذا خرجت دون ان احدثها...

ادرت رقمها اكثر من مرة لكنها لم تجبني..
لن تجيب مادام اسمي يظهر على شاشة جوالها
استخدمت هاتف المكتب
ربما لو لمحت رقما اخر تجيب عليه
لكنها لم تفعل
اعدت الاتصال اكثر من مرة...
لا ادري لم ارتعبت من تجاهلها لأتصالي
لدرجة اني طلبت من زينة ان تتصل بها
وتطمئني عليها...
ليأتي رد زينة...
منذ الصباح احاول الاتصال بها
كي التقي بها في الجامعه
لكنها لم تجبني...

بعد اقل من نصف ساعه
وجدت نفسي قريب من الفيلا...

وانا احاول ان اجد تبريرا لما يحدث...
وبخطوات سريعه...

على درجات السلم...
وصلت لغرفتها..
طرقت الباب
لكن لم تجبني...
جمدت وانا ملتصق بالباب
ليس هناك صوت..
هل غادرت؟؟؟
لا اعتقد...
ولم ستبقي غرفتها مقفله
وانا في زحمة تساؤلاتي
كانت زينة قد وصلت

((مابها نورس...؟؟))

ليس لدي رد على زينة...
كنت ازفر بشدة..
قلقت عليها بالفعل..

وبحركة لا ارادية صرت اطرق الباب بقوة...
((عمي الا يوجد مفتاح اخر للغرفه.؟؟..))
لا ادري لِم لم افكر بهذا
بسرعه دخلت الغرفه القريبه
والتي باتت مخزناً لكل شئ...
اخرجت نسخ المفاتيح...

صرت اجرب كل مفتاح...
وكفي يرجف بوضوح...
الموضوع يستحق القلق فعلا...

الشاطئ الــ36
الموجة الثالثة


فتحت الباب
فيما كدت افقد صوابي ...

لم اشعر بوجود زينة ابدا..
دخلت الغرفه لاجد سريرها خالي...
اتلفت في الغرفه...

لا اثر لها..
((ربما في الحمام؟؟؟))
زينة وهي تقترب لاحدى زوايا الغرفه
((عمي...انها مستلقيه على السجادة...))
كيف لم المحها؟؟؟
كانت متكورة على السجادة
وهي بلباس الصلاة...

حاولت زينة ايقاظها
لكنها لم تفيق
اقتربت اكثر...
ضممت وجهها بين كفي...
كانت حمرة تائهها في وجهها...
وحرارة جسدها انتقلت لكفي لحظتها...
((واضح انها مريضه....))
قالتها زينة بقلق
وبقلق اكثر مني...(( لابد من اخذها للمستشفى...))

زينة وهي ترفعها معي من على الارض...
(( احملها للسرير الان....))
احملها...؟؟؟؟؟؟؟؟
///لا تلمسني.///
لا ادري لم تذكرت كلماتها هذه...
((ناصر...مابك؟؟))
اخذت نفسا عميقا
وانا احملها بين ذراعي...
ماذا حدث لها لتنتكس بهذه السرعه...
انتبهت الى زينة خارجه...
((الى اين زينة...؟))
دون ان تتوقف لتجيبني...
(( جارتك الدكتورة سميرة اقرب لنا من المستشفى...
سأطلب منها ان تحضر ..))
(( ان لم تكن في دوامها الان...))

خرجت زينة
قبل ان تسمع ردي...

جلست على طرف السرير...
وانا انظر اليها الى نورس...
ممدة والاجهاد واضح على ملامحها
انها لم تقوى حتى على اداء الصلاة
لابد ان لباس الصلاة يضايقها...
صرت انظر لملامح وجهها
انها لا تشعر بشئ
وبحركة بطيئة مني
نزعت لباس الصلاة من عليها...
ورفعت غطاء السرير من تحت ساقيها
لأغطيها به
انها لا تشعر بي
وهي مستلقيه على السرير دون وعي
بفستان قطني قصير
زهري لون

كنت احاول ان اتجنب النظر اليها
لن يرضيها ان اراها هكذا ابدا
لكن هذا ما حدث

حاولت لكني ....
لم اقوى....
بديت وكأني اسرق شئ
شئ من حقي
اسرق النظر لجمالها
وبراءة ملامحها الهادئة...
وفتنتها....
التي لمــ يخفيها مرضها الشديد
كان شعرها الاسود متناثر على وسادتها
بدى لي رطبا...
لامسته بأطرافي...
فعلا كانت خصلات شعرها رطبة..
لابد انها استحمت بالماء البارد..
انتبهت لنفسي...
نسيت ان اضع الغطاء عليها
وضعته وانا التقط انفاسي
((نورس ..نورس...))
لا ادري ان كانت نائمة
او قد اغمى عليها كما حدث سابقا
اعدت ندائي لها
بصوت اعلى...
لابد ان تستيقظ ان كانت نائمة..
وفعلا

بدأت تحرك رمشي عينيها....
فتحت عينيها...
(( انت بخير؟؟))
لم تجبني..
ابعدت نظرها عني...
((ماذا حدث؟؟كنت نائمة نورس؟؟))
بالكاد نطقت
((كنت نائمة..و.......))
طرقنا الباب عليك لكنك لم تجيبينا...
((لم اسمع طرق الباب...))
حاولت رفع جسدها من على السرير...
(( ارتاحي نورس الطبيبة ستكون هنا بعد قليل...))
((ولم الطبيبة؟؟؟ انا بخير...))
(( انت مريضه ..حرارتك مرتفعه...))
شدت بجسدها اكثر
واستندت على واجهة السرير بصعوبة..
وهي تسحب غطاء السرير
وكأنها تحدث نفسها
((اشعر بالبرد...))
بحركةسريعه
خرجت من الغرفه
وعدت وانا احمل غطاء اخر
كانت تسعل بشده
الالم واضح عليها
وضعت الغطاء عليها...
فيما سحبته على صدرها...
من شدة شعورها بالبرد....
لحظتها دخلت جارتنا
الدكتورة سميرة....
سيدة في الاربيعنات من عمرها
اعتادت على زيارتنا تتابع حالة والدتي قبل سنوات
وهي الان من جديد
كعادتها وبطيبتها
تشرفناا بحضورها...
(( اعذرينا دكتورة على الازعاج...))
وهي تهم بفتح حقيبتها...
(( هذا واجبنا...))
كانت نورس توزع نظرها بيننا
فيما زينة صامته
يبدو عليها القلق فعلا...
(( كيف حالك عروس..زينة اخبرتني انكما في شهر العسل...))
يبدو انها تحاول ان تلطف الجو....
تصنعت نورس الابتسامة..
اقتربت منها الطبيبة...
وضعت مقياس الحرارة بين شفتيها...
لحظات وسحبته..
((حرارتك مرتفعه....))
وضعت طرف السماعه على اذنها
والطرف الاخر في كفها تقربه من صدر نورس
رفعت الغطاء من عليها
وبحركة لا اراديه
وضعت نورس كفيها على صدرها
(( لا تخجلي..سأقيس النبض فقط...))
كانت خجله مني
ومن وقوفي بقربها
تحركت من مكاني...
وتبعتني زينة....




الشاطئ الــ36
الموجة الرابعة

لم استوعب ما طلبه مني...
يريد مني ان اخبر نورس اني من اخذتها للسرير..
ونزعت لباس الصلاة من عليها...
وغطيتها....
(( لا ارى سببا لذلك..))
(( افعلي ما طلبته منك...))
ابقيت نظري عليه

وانا استرجع ما حدث قبل قليل
كانت نورس ترفض ان تكشف عليها الطبيبه بحضور ناصر؟؟؟
ما قد يعني هذا؟؟؟

لم اشعر بنفسي
وانا امعن النظر فيه
(( مابك زيونه...؟؟))
وبجرأة مني...
(( لم ترفض ان تكشف الطبيبه عليها بوجودك...))

وبنبرة غريبه
(( ربما تخجل مني...))
((نورس زوجتك....))

(( لكنها مازالت تخجل مني...))
كنت في اشد الاستغراب...
لم استطع ان استوعب ما يقوله

وبدى كأنه يبرر امرا يخفيه عني
(( زينة... نورس خجولة بطبعها
وتحتاج للوقت كي تتأقلم..))

لم استوعب ما يقوله ابدا
كنت احاول ان اقنع نفسي
ارتباطهما كان سريعا
لم يكن هناك مقدمات
لكن...
ليس لدرجة ان يخفي عنها مثل ماحدث...
انه زوجها...


لحظتها..................................
كانت الدكتورة سميرة قادمة...
وفي يدها الوصفة الطبية..
وكما اخبرتنا
نورس ستحتاج لبعض الادوية
اهمها المضاد...

غادرتنا بعدها...
وواضح على ناصر الامتنان لها...
فيما هي تبدي خدمتها لنا بكل تواضع


ناصر...
(( زينة ما هذه النظرات؟؟؟))

ابتسمت له..
(( لاشئ ناصر.... سأذهب...))
ناصر ..
(( الى اين؟؟؟))
وانا اسحب الورقة من يده...
(( لا عليك...انت انتبه لزوجتك....
اعد لها شوربة ساخنه على الاقل...))
خرجت بسرعه من المكان قبل ان اسمع منه ردا...



الشاطئ الــ36
الموجة الخامسة

(( كيف حالك الان؟؟؟))
دون ان تنظر الي...
(( بخير...))

صمت كلانا
ليس لدينا ما نقوله
(( انت جائعة؟؟؟))
(( لا...))
(( لكنك لم تأكلي شئ منذ الــ.....))
قطع كلامي رنين جوالها...

بدت وكأنها تبحث عنه...
لمحته قريب من الابجورة
الا انها لم تنتبه له...

تقدمت اليها..
لأقرب لها الجوال....


لحظتها................................
ارتعبت من حركته السريعه نحوي
فيما انا اتلفت ابحث عن جوالي...
اقترب مني اكثر..
على جانب السرير..
مد ذراعه نحوي...
لا انه يأخذ الجوال المرمي قريب من الاباجورة..
كم ارتعبت من حركته

بارتباك واضح مني اجبت على المكالمة
كانت عمتي فريدة
حاولت ان لا ابين لها حالتي الصحية السيئة

كانت مشتاقة لي كثيرا
بقدر شوقي لها
لكنها تتعذر عن زيارتي
(( لا اريد ازعاجك الان وانت عروس...لكني سأزورك قريبا...))

لم احاول الاصرار على زيارتها...
كي يبدو الامر طبيعيا

اعني زواجنا...
لابد ان لا ينتبه احد لما نعيشه من برود...

انهيت مكالمتي...
لأجده مازال واقفا....
ينظر الي...
لا ادري لم اخجلتني نظراته...
لم ارتعب منها....او امقتها كعادتي...

(( تريدين رؤية عمتك؟؟؟))
.....................................
(( ادعيها لزيارتنا...مع العم سلمان...))
(( اخبرتني انها ستزورني في الوقت المناسب...))
((هل تحبين ان اخذك لها؟؟؟))
((لااا....لا اريدها تعلم بمرضي...))
غادرني دون ان يعلق
اغلق باب الغرفه خلفه
استلقيت على السرير...
اريح جسدي... وعظامي التي تخللتها الحمى...

كم ارغب فعلا برؤية عمتي
والحديث مع صديقتي رجاء
اشتقت الى طلال ابن عمي ومزاحه معي..
اشتقت للجميع عمي وزوجته
عبدالله..محمد...
كان الجميع حولي
وانفضوا فجأة
لأنفرد معه..
مع ناصر...
انهمرت دموعي دون ان اشعر
كيف للفريسه ان تعود لمفترسها
لتعيش معه
تحت سقف واحد
وتتنفس الهواء نفسه
وتمثل السعادة امام الجميع

لا انسى ابد لحظة رؤيتي له اول مرة
ليلة زواجه من سمر

وكيف كانت صاعقه بالنسبه
لم اتحملها
انهرت لحظتها

والان انا معه....
رغم لطف معاملته معي
الا اني اكره هذه المعاملة منه
اكره هدؤه وبرودة
اكره صمته وجموده

اكره نظراته التي لا افهمها نحوي
اكره كل شئ فيه

كل شئ...

رغم ان كل هذا كان سببا لهيامي به يوما
ان اعيش هواه ليال
ان اعشق نظراته
واهيم مع نبرات صوته

حتى....حتى.........

(( نورس اعددت لك شوربة ساخنه...))
التفت اليه
وهو قادم نحوي..
يحمل بين يديه صحن الشوربة كما يقول

نظرت اليه بدموعي
وألمي..واهاتي..
كنت لااقوى على النظر اليه
ابقيت نظري على الصحن
الذي كاد ان يقع من يده
لو لا انه وضعه على الطاولة القريبه مني...
لكني لم اتوقع انه سيقترب مني اكثر..

حتى جلس على طرف السرير

ونظره الي
نحو عيني...
(( نورس..اسمعيني....
تزوجنا وانتهى الامر...
وكما طلبت....
اتركك وقت ما تطلبي...
وقبل ذلك لك ان نتحمل وجودنا مع بعض...
فكل ما حدث كان غصبا عنا...
وكما قلتِ من قبل
القدر يجمعنا غصبا عنا...
فلنتحمل نورس...))

تركني بعد ان رمى كلماته علي...
كان يريد ان يهدئني...
الا انه زادني الما ً ووجعاً

رددها اكثر من مرة
نتحمل وجودنا مع بعض
لم اتوقع ان وجوودي معه يحتاج لطاقة كبيرة كي يتحمله

كلما اقترب مني بوجوده
او كلامه
اوجعني اكثر
لدرجة ان صرت اشعر ان الوجع كله
يحمله معه

انت وجعي ناصر


yassmin 11-11-10 03:59 PM




الشاطئ الـ37
الموجة الاولى

هل كانت فعلا مفاجأة لي
ام انه حديثه بعث لي شئ من السرور
الا اني ارتبكت كثيرا
ليس كعادتي
لا اعرف لماذا؟؟
هل بسبب نبرة صوته
ام اسلوبه الجديد في الحديث معي
بدى لي وكأنه يهمس لي
يخصني بكل ما يقوله
اخبرني بخطته المستقبلية
كيف قرر ان ينهي كل ما خطط له مسبقا
ويعود بشهادة الدكتوراه لبلده...خلال شهور قادمة
كان يسألني عن رأيي في قراراته
وكأن الامر يعنيني...

بدأت اشعر بتلميحاته نحوي...
عبدالله معجب بي....
وهل هذا سببا لعودته للبلاد
لا ادري
اصبحت تائهه بأفكاري بعد مكالمته الغامضه معي

لطالما سمعت تلميحات الاعجاب من الشباب
والحب احيانا
لم يهزني اياً منها للحظة
اعلم انهم لا يرغبون الا بالتسليه
والتسلية ليست بطبعي
ولكن عبدالله يختلف عنهم

هل من المعقول ان يكون معجب بي انا؟؟؟
انا بالذات؟؟
ولم الاستغراب؟؟
الا استحق اعجاب شاب متزن مثقف مثل عبدالله

لطالما احببت طريقة تفكيره
ولكن الامر يتعدى ذلك
فلابد من توافق بعض الامور فيما بيننا
لتنجح اي علاقة
ولا ارى بيني وبينه اي توافق
فهو ان اراد ان يبعد الجمود عن ملامحه اكتفى بابتسامة صفراء
فيما انا ابحث عن كل يبعث لي الفرح والمتعه

لم انم طوال الليل
وانا استعيد حديثه معي
هل يعقل ان يحمل شاب مثل عبدالله هذه المشاعر؟؟؟
شعرت بدوامة تشتت تفكيري
لم استطع النوم لحظتها
صرت اجول في غرفتي...
المح نفسي في المراة بين الفينةوالاخرى
ارى مظهري كيف يبدو
لست الفتاة التي تسعد بالارتباط بشاب مثل عبدالله
وان جاء وصارحني بمشاعره
لست انا من تناسبه ابداً

حتى كان رنين الجوال
كانت رسالة نصية....

من نبيل......

ابتسمت لا اراديا لحظتها
نبيل هو من اشعر بقربه فعلا
قريب مني في كل شئ

فليس هناك ما احاسب عليه من تصرفات معه
او يمكن ان ينتقدني في امر ما
لا ارادياً صرت اقارنه بــ عبدالله
ليفوز نبيل بهذه المقارنه

فعلا نبيل هو الاقرب لي في كل شئ
فيستحيل ان اجتمع مع عبدالله لساعه دون ان ينتقدني في امرٍ ما
او ان يظهر استيائه من تصرف بدَرَ مني

تفاجأت ببرودة تسري في دمي
فكل هذه المشاعر اتجاه نبيل

الا انه لم يحدثني يوما عن مشاعره نحوي

هل هي مشاعر حب؟؟؟
لا ادري
فأنا لم اعرف الحب يوما
ربما لأني لم اجد منه ما يشعرني بحبه واهتمامه
باسثناء عمي ناصر

كذلك نبيل
لطالما احاطني باهتمامه
لكنه ابدا لم يظهر الحب
او يحدثني عنه

احيانا كثيرة اشعر بأنه يخفي امراً ما بداخله
شاب مثله الا يعيش مشاعر الحب الان؟؟؟

نسيت امر عبدالله
و اخذت اتعمق في التفكير بعلاقتي بنبيل

هل اشتياقي له
وسروري بلقائه
وسعادتي باهتمامه

دليل حبي له

الشاطئ الـ37
الموجة الثانية
بدأت اعراض المرض تتلاشى
بعد ثلاثة ايام من ملازمة الفراش والالتزام بتناول الدواء
بالاضافه للاطباق الشهيه التي تعدها ((رحمة))
الخادمة الاسيوية في منزل زينة
وقد احضرتها قبل ايام لتعتني بي
وتقوم بالواجبات المنزلية
التي اجهلها تماماً
بت كأني سيدة البيت فعلا

وحقيقة ان رحمة قد قامت بكل شئ
حتى انها رتبت ملابسي وكل حاجياتي في الخزانة
(( وعم ناصر...اين ملابسه؟؟؟))
تعجبت كثيرا
من هذه السيده التي تدعى رحمة
تتدخل في كل الامور
كيف لي ان افسر لها انفصالنا في غرفتين؟؟؟
(( رحمة..اعملي بصمت...))
غادرت غرفتي اخيرا...
.................................................. ...................
(( تبدين بخير...))
لم تجبني...
وقفت مكانها ما ان سمعتني...
رمى المرض بقاياه على وجهها
بدت شاحبه قليلا
لكنها افضل بكثير من اليومين الماضيين
كانت تعض على شفتيها بقلق...

((بعد اقل من ساعه سوف اخرج للجامعه
اتودين ان تحضري معي؟؟؟))
مازالت على صمتها....
اخذت نفسا عميقا
وانا افكر كيف اجعلها تنطق....
وانا اهم بدخول غرفتي
(( اليوم اخر فرصه لتبدلي تسجيلك من الدراسة ذاتيا ))
دخلت غرفتي مباشرة
لاسمع خطوات سريعه على السلم
ضحكت بداخلي على حركتها
لابد انها قلقه على دراستها
وهل هناك ما هو اهم؟؟؟
طبعا لا
ارتحت لحظتها
ربما لأني شعرت
انها استعادت عافيتها اخيرا
فهي أمانة بنظري
لا احب ان يلومني احد يوما

لحظتها انقلبت الراحه التي كنت اشعر بها قبل ثواني الى ضيق وقلق
حتى اني صرت اتنفس بصعوبة....
وببرود صرت ابدل ملابسي...
خرجت بعدها
لأراها تنتظرني في الخارج

لم احاول ان انظر اليها...
اشرت لها بأن ترافقني...
خرجنا معا...
لا ادري ....
احساس غريب انتابني لحظتها..
انا ونورس نخرج معا من منزلي..
لترافقني في سيارتي..
ذاهبين معا الى الجامعه...
بماذا سيفاجأنا القدر ايضاً؟؟؟


الشاطئ الـ37
الموجة الثالثة
انا وهو معا
اما مدخل الجامعه
اشعر وكأن قلبي سوف يخرج من ضلوعي...
كيف ابدو وانا برفقته
والجميع قد يرانا؟؟؟
لابد انهم علموا بانفصاله عن سمر
فأخباره لا تخفى عن الجميع
وخاصة ما تعني بــ سمر
ولكن...
هل علموا بزواجه مني
اشعر ان قلبي سوف يتوقف فجأة
ولا ادري ماذا ستكون ردة فعلي ان سمعت تعليقا من احدهم

((تريدن ان اذهب معك لقسم التسجيل؟؟؟))
وبدن تفكير...
(( لا..سأذهب لوحدي...))
افترقنا....
لحظات وكنت بين الغرف الدراسيه
استعيد ذكرياتي مع رجاء
ذكريات لا تخلو من الحديث الممتع
و من الصمت والفراغ

من بعيد......
كانت تشير لي....
نور ومجموعه من الزميلات
رافقتهن في احدى المقررات
رحبن بي بحرارة...
بطبعي كنت اختصر الحديث معهن

حتى كانت اخرى تقترب مع صديقتها
انها لولوة..
صديقة سمر المقربة ...
كان بودي ان اختفي عن الجميع لحظتها

حاولت انهاء الحديث بسرعه
بحجة اني ذاهبه لقسم التسجيل....

حتى كان سؤال نور...
ولا انكر حُسن نيتها....
(( نورس...كأني لمحت الدكتور ناصر معك قبل قليل؟؟؟))
اومأت برأسي...
كانت قد سمعتها لولوة....
وقبل ان افر من هذا الموقف
جائتها الاجابة الوافيه من لولوة...
(( لم نتوقع حضورك ....))
وهي تنظر الى نور...
(( نورس عروس جديدة....لابد ان تباركوا لها زواجها من الدكتور ناصر...))
لا استطيع ان اصف موقفي بينهن
بين نظراتهن
تساؤلات واضحه في عين كلا منهن
كانت لولوة تتعمد احراجي
اعلم ذلك...

زميلة لي كانت برفقة نور...
قطعت هول نظراتهن نحوي
(( مبروك نورس.... تستاهلين زوج مثل الدكتور ناصر...))
فيما تقدمت نحوي نور
تقبلني...وتبارك لي...
تبدلت نظراتهن الى ابتسامة واضحه...
اخذت دور العروس وانا اتقبل التهاني منهن...
لحظات واسرعت في توديعهن...
فكم استفرغت طاقتي برفقتهن....
انسحبت من بينهن..
وانا اتجاهل وجود لولوة..
فلست اقوى على الرد..
فلابد ان كلماتها ستكون جارحة....
الا اني تفاجأت بأنها تتبعني...
مع باقي صديقاتها...
افتعلت معي الحديث بخصوص المقررات
وكنت اجيبها باختصار وانا اسرع بخطواتي
ولكن لم اكن اسرع منها...

حتى بدأت الهجوم علي...
(( تعرفت عليه مؤخرا ولكن عرفت كيف تجذبينه اليك...))
جمدت لحظتها...
وهي ومن معها يقتربن اكثر...
لا ارى امامي سوى خيالات من الطلبه والطالبات تجتاز الممر
فقدت القدرة على الكلام...
التفت لهذه الفتاة..
(( ما ان توفي الطفلين حتى طلق زوجته وتزوج بك...لم نتوقع منك ذلك...))

لتكمل لولوة حديث صديقتها
(( واضح انك عرفت كيف تستغلين الموقف...))



الشاطئ الـ37
الموجة الرابعة

بالكاد خطيت نحو احد الكراسي على جانب الممر
لا ادري كم مر من الوقت؟؟؟
حتى انتبهت لرنين الجوال...
(( نورس... انا في الجامعه ..اين التقي بك؟؟؟))
كانت زينة....
بعفويتها ترغب في لقائي...
لحظات...
وكانت امامي...
لاحظت شرودي
كانت تعتقد اني مرهقه بسبب مرضي
(( مابك نورس؟؟؟ انت بخير؟؟))
(( بخير لا تقلقي....))
(( هل تحبي ان نذهب لمكتب عني؟؟؟))
(( لا...لكن..ان استطعت خذيني للبيت...))
دون ان تعلق
او ان تستفسر عن السبب
غادرنا الجامعه.....بسيارتها..
كنت صامته طوال الوقت
اشعر اني سأبكي فعلا لونطقت بكلمة واحده...
كما ان زينة احترمت صمتي فعلا..
بعدها............................................. ....
كنت في الفيلا الواسعه الكئيبة
ليزداد حزني وكابتي
كنت افكر فيما سمعته من لولوة
كنت اتوقع انهن علموا بطلاق سمر بحكم صداقتهن
لكن لم اتوقع ان خبر زواجي من الدكتور ناصر علمن به ايضا
وبسبب شعبية ناصر بين طالبات الجامعه
لابد ان يتناولن اخباره
ولابد ايضا من التحريف

كيف تصورن سبب ارتباطي به
وبهذه السرعه بعد وفاة طفليه وطلاقه لزوجته

اشعر اني لن اتحمل اي تعليق منهن مرة اخرى
او حتى ان يتطرقن للحديث في هذا الموضوع
حتى كان اتصال ناصر
لم يكن في وقته
لا ارغب في سماع صوته الان
ولكن......................................
(( نورس...اين انت؟؟؟))
(( عدت للبيت...))
(( ماذا؟؟؟ كيف عدت لوحدك؟؟))
(( اخذتني زينه...))
(( ولِم لمــ تخبريني..؟؟))
((.................................))
(( هل انهيت اجراءات التسجيل لتبدئي الدراسة؟؟؟))
((لا.....لا اريد...))
((لا تريدين ماذا؟؟؟))
(( لا اريد ان اداوم في الجامعه...))

انهيت المكالمة وانا شعر ان ناصر تاه مع قراري الجديد
لم يستوعب ما اريد
بدى انه متضايق من حديثي..

دخلت غرفتي....
ابحث عن رفيقي
دفتري العزيز
الوحيد الذي ابوح له بكل ما يجول بخاطري


(( اضعت الطريق دفتري العزيز
اضعته من جديد
كنت اظن ان جرحي هو دواء جروحي كلها
ناصر...
لكني بت اعيش ألم اخر...
نظرات من حولي
حول ظروف زواجي منه
الظروف الغامضة التي اجبرتني على الزواج بهذه السرعه
لابد ان من حولي يتسائلون عن السبب...
ربما يضعون تصورات كثيرة للأسباب زواجنا السريع والمفاجئ
لكن ابدا لن يتصورا السبب الحقيقي...
لن يفهموا كيف ان القدر كان سببا لكل ما جرى
لن يستوعبوا امر لقائنا الاول
وماتركه بي من ألم ووجع...

وكيف اجتمع به من جديد استاذ وطالبه...
وارحل عن بلادي بعدها..
لألتقيه في الغربه مجددا صديق عزيز لأسرتي الجديدة...
ايام قلائل بعدها..
واجتمع معه تحت سقفا واحد....
ولكن مازلت احمل المي ووجعي
ولا ادري ماذا تخبئ لي الايام...))


تكورت على السرير
ودخلت في نوبة بكاء

بعد ان كنت اوهم نفسي ان زواجي منه
قد انتشلني من اكبر مشاكلي في مواجهة العالم بما فعلته قبل سنوات
الا اني من جديد
علي ان اواجه الجميع بزواجي منه ايضا
ولكن هل اقوى على ذلك
كنت المح في عيني لولوة وصديقاتها اللوم
وكأني انا السبب في وفاة طفليه وطلاقه لزوجته
ليس لي ذنب فيما حدث
ولكن كيف لهن ان يستوعبن ذلك

اشعر اني لم استطع ان اتخذ قرارا باقتناع مني
دائما ظروفي تجبرني

قد ابدو صلبة امام الجميع
الا اني ضعيفه محطمة من الداخل

انتبهت لصوت اذان الظهر.....
ليس لي الا رب العالمين
فقط هو من يعلم ما في داخلي...
وبحركة سريعه..
ابدلت ملابسي...
واستعديت لاداء الصلاة....


الشاطئ الـ37
الموجة الخامسة

(( عم ناصر... الغداء جاهز....))
(( اين نورس..))
((زوجتك؟؟))
(( رحمة...اكيد زوجتي...))
(( في غرفتها.... اجهز الغداء؟؟؟))

نظر ليها بضيق
لطالما كرهت اسئلتها الكثيرة
وتدخلها فيما لا يعنيها...

كنت وقتها افكر فيما حدث مع نورس
كي تعود للمنزل بهذه السرعه
ودون ان تخبرني...

ولم افهم ما كانت تعني انها لا ترغب بالذهاب للجامعه
كم هي غامضة هذه الفتاة
لا افهم ما تريد بالضبط
كلامها ليس واضحا معي
يبدو عليها فعلا انها لا تطيق الحديث معي
واقلها اخباري بما تفكر به

لحظتها......................
كنت قريب من غرفتها....
وكعادتي قبل ان ادخل عليها
ابقى واقفا افكر بماذا ابرر دخولي للغرفه
ولكن هذه المرة لدي اسبابي
فلابد ان افهم منها
قرارها بشأن الدراسة

طرقت الباب
لكنها لم تجبني..
انتظرت قليلا...
حتى سمعت خطواتها تقترب
لا اعرف لم فتحت الباب لحظتها...
كانت امامي بلباس الصلاة...
بدت وكأنها تبكي...
كانت تبكي فعلا...
((نورس..كنت تبكين؟؟))
(( كنت اصلي...))
(( لكن.......))
صمت لم اكمل تعليقي....
وقبل ان ادير ظهري لها...
(( انتظرك في الاسفل...))

.................................................. ........
اخذت مكاني في الصالة
وعيني الى السلم انتظر قدومها
وكل حيرة مما فعلته اليوم
عودتها لبيت فجأة قبل ان تنهي اجراءات التسجيل
للعودة للمداومة في الجامعه
حتى كان اتصاله
حمد صديق العمر
افتقدته في الفترة الاخيرة
وكما يقول
لايريد ان يشغلني وانا عريس جديد
حمد الوحيد الذي اخبرته عن نورس مسبقا
اخبرته ان التقيت بفتاة وافترقنا دون امل اللقاء من جديد
كان يبدي سعادته
لان توقعي لم يكن في محله
وكان اللقاء والزواج دون سابق انذار

اخذني الحديث معه...
حتى لمحتها قادمة..
نظرها للاسفل
وكأنها تبحث عن شئ ما على درجات السلم

كانت تبعد قصاصات شعرها عن وجهها
تبدو مختلفة
فـ لون التي شيرت التركوازي بدى مميزا عليها...
مع البنطال الجينز الازرق
تبدو اصغر من سنها بكثير...
ابعدت نظري عنها
بعد ان لاحظت خجلها فعلا

(( نورس تعالي اريد ان احدثك...))
تقدمت....
(( ستبقين واقفه؟؟اجلسي...))
اخذت مكانا بعيدا عني...
ودون ان تقابلني...
التفت لها..
وانا احاول ان اتحدث بهدؤ لأخلق جو يساعدها على الحديث معي
(( نورس... لم عدت من الجامعه دون ان تخبريني؟؟؟))
(( عدت مع وزينة...))
(( اعلم ذلك...ولكن اتفاقنا ان نعود معا....))
بقيت صامته...
لم تجد ما تقوله على ما يبدو....
(( لم تكملي اجراءات التسجيل...؟؟))
(( لا سأبقي دراستي ذاتياً))
(( لماذا؟؟؟))
((لا اريد الذهاب للجامعه؟؟؟))

كان الحديث مسترسلا فيما بينهما
وكأن كلاً منهما قد اعد حديثه مسبقاً
باستغراب سألها...
(( لماذا نورس؟؟؟))
نورس...(( ليس لسبب محدد))
ناصر...(( نورس كنت ذاهبه للجامعه رغم الارهاق البادي عليك...
فقط لتبدلي نظام دراستك...والان تقولين لاتريدين ان تداومي ))
نورس,,,(( وهل ترى سبباً لذلك؟؟؟))
ناصر...(( بالتأكيد ... ربما لم تقرري بعد ما تريدين...))
شعرت بأنه استفزها بتعليقه
وهذا ما تعمد ناصر فعله..
خاصة وهو ينظر اليها بنظرات وكأنه يستصغرها امامه...
(( اخبرتك لا اريد....وهذا قراري..كيف تقول اني لم اقرر بعد...))
ناصر بتحدٍ اكبر...
(( لأنك تغيرين رأيك بين الفترة والاخرى دون سبب...))

وبسرعه كان ردها...
(( انت السبب...))

وبحركة سريعه
نظر اليها ناصر

نظرات لم تعدها من قبل...

بدى وكأنه سوف ينقض عليها...
وقفت لحظتها
(( لا احب ان اسمع ما يسئ لي))
(( وما الذي يسئ لك؟؟؟))
وكأنها وجدت من تبوح له ما في صدرها
(( حديث زميلاتي في الجامعه...))
وبدأ يسحب منها الكلام...
(( وماذا يقلن...))
ادارت ظهرها عنه..
(( اني السبب في طلاقك لزوجتك....))
((وما شأنهن في ذلك.؟؟؟))
(( هذا ما سمعته منهن...))
(( هل هذا الكلام يزعجك؟؟))
(( ولم لايزعجني... تصور انها تقول اني استغليت ظروفكما...))
قطع حديثها بنبرة عاليه
وهو يقترب منها
(( وانت؟؟؟ ماذا قلت لهن؟؟))
صمتت نورس..
وشعر بدموعها تحرق خدها..
(( صمتي كعادتك؟؟؟))
(( وماذا تريدني ان اقول؟؟؟))
(( ان عليك ان تقولي ان هذا ليس من شأنهن ابدا...
لابد ان تزيدي من ثقتك بنفسك نورس...
ليس من حق اي احد ان يلومنا على ما نفعل...))
هدأ قليلا وهو يقول...
(( تمسك بقراراتك نورس...
لا تدعي كلمات تافهه يؤثر على مستقبلك...
انت فتاه ذكية..
لابد ان تعرفي كيف يكون ردك على اي كلام هما كان مؤثرا بالنسبة لك...))
كانت تسمعه
كلماته تتغلغل في داخلها
تشدها له اكثر...
تلاشت ملامح الغضب والبكاء
عن وجهها
كانت تستمع اليه
تشعر ان ما يقوله هو الصواب فعلا

كان عليها مواجهتن
فلا تخجل ابدا من زواجها
وهي تعلم جيدا
ان ناصر زوجها
حلم اي فتاة في الجامعه
وقد يكون الغيرة سببا لذلك
فهي تتذكر جيدا حديثهن واستهزائهن بــ سمر رغم كونها صديقتهن
فقط لأنها ستتزوج الدكتور ناصر

انتبه ناصر لشرودها..
(( انتِ معي؟؟؟))
اومأت برأسها بالايجاب....
(( والان...ماذا قررتِ؟؟))
(( سأداوم في الجامعه...))
قالتها بنبرة منخفضة
وكأنهاتتوارى خلف كلماتها

حتى ارتفع صوته
(( رحمة جهزي الطعام...))
حتى جاء صوتها
وكأنها قريبه منه...
(( عم ناصر... الغداء جاهز...))
تقدم نحوها..
(( منذ متى وانت هنا؟؟؟))
صمتت لم تعلق...
التفت الى نورس..
(( مادام رحمة هنا..تأكدي ان راداراً يراقبنا...))




كم

yassmin 11-11-10 04:02 PM




الشاطئ الـ37
الموجة السادسة

شاركتهُ الجلوس على طاولة الطعام
بعد ان جهزت لنا رحمة كل شئ
قربت طبق الشوربة نحوي
رفع نظره الي فجأة...
التقت عيني بعينه...
((الن تشاركيني الوجبة..اكره الاكل وحدي...))
زادت رجفة يدي...
ما ان اكمل عبارته هذه
استرجعت اخر كلماته معي تلك الليلة
الكلمات نفسها في تلك الغرفة البيضاء
في غربة المرض

**هل يعني اني وجدت من يشاركني الوجبة..اكره الاكل وحدي.**


ودون قصد
انسكب صحن الشوربة
نهضت من مكاني بحركة سريعه
ونهض هو بعد ذلك
متفاجأ من انفعالي المفاجأ

فيما صرت اجول بنظري في المكان
لاستوعب ما يحدث معي
انا وناصر
نجلس في هدؤ تام نتناول الغداء
وكأن شئ لم يحدث

بحركة خطوات بطيئة تراجعت للخلف
وبسرعه....
خرجت من المكان
وكأني اطير على درجات السلم
حتى وصلت لغرفتي...
صرت اجهش في البكاء

انا اتذكر صورته معي
نتشارك وجبه واحده


كان نظري عليه
فيما هو ينظر الي
ينتظر مني اي كلمة
ولكن....
انحبست الكلمات
لم اعد اقوى على النطق
قلبي اخذ يدق بسرعه
عينيه التي اتهرب من النظر اليها
يكاد يلتهمني بها الان
نفسها النظرات

عندما التقيت به في بهو مطعم المستشفى
نظراته التي اسرتني لحظتها

زاد ارتباكي

وشريط تلك اللحظات امام عيني....
وكأنها حدثت لتو...

قبل لحظات كنت في اقسى حالات الغضب والضيق
وبكلمات منه امتص كل غضبي

كيف يستطيع ان يسيطر على افعالي
كيف له ان يخدعني بكلماته بهذه السرعه
نفسها الكلمات
التي سلب بها كل حواسي

كنت اشعر اني اعاقب نفسي بالبكاء
فكيف اتنازل بهذه السهولة
واكون معه طبيعيه بعد كل ما حدث
بعد وجع سنوات
في تلك الاثناء........................................... .....................
اعدت اللقمة التي في يدي للطبق...
ودخلت غرفتي
اغلقت الباب بقوة
بقوة الضيق الذي بداخلي

وكل تفكيري
في هذه الفتاة المتقلبه
قبل قليل كانت هادئة
ومقتنعه بما قلته لها
لكنها انقلب حالها فجأة
كانت نظراتها مرعبة باتجاهي
لم استوعب سببها

ابدلت ملابسي رغم ارهاقي وتعبي
واتصلت في صديق العمر حمد...
(( هل لنا ان نلتقي؟؟؟))
خرجت بعدها....
وانا افكر في حياتي هذه
ومع هذه الفتاة
ليس لنا ان نبقى على هذا الحال
لابد ان ننهي هذا الوضع
لاني لن احتمله ابدا
ولن تقوى هي على تحمله
ولكن كيف......
حتى وجدت الحل الوحيد لوضعنا في نظري...


نهايــــــــــــالشاطئ 37 ــــــــــة




الشاطئ الــ38
الموجة الاولى

عاد ناصر للمنزل بوقت متأخر
قد يكون تعمد ذلك كي لا يلتقي بها
فليس لديه الطاقة اللازمة لذلك
او حتى الحديث معها
فقد وجد ان حتى الكلمات التي يحدثها بها
لابد ان ينتقيها جيدا والا ستبدأ عاصفه بينهما
جيد ان رحمة نائمة...
تقدم نحو غرفته...
وقبل ان يفتح الباب
تراجع للخلف
لابد ان يطمئن عليها
وانها في غرفتها على الاقل
خطى بهدؤ على السلم
حتى وصل للطابق العلوي
وقف في الممر مواجه لباب غرفتها
غرفته سابقا
كان نور الغرفه مضاء
توجه بنظره لأسفل الباب
بدى ظلها يتحرك..
كما سمع خطواتها في الغرفه...
بهدؤ انسحب من المكان الى غرفته
رمى بجسده على السرير
وهو يفكر....
في قراره.....
ان يحيا معها في صمت
ليس لديه القدرة على انتقاء الكلمات
عند الحديث معها ليبقيها هادئه معه

نورســـ........................................... ....
كانت لتو قد خرجت من الحمام
وهي تجفف شعرها.....
جلست على طرف السرير وتفكيرها
بما فعلته اليوم اثناء تواجدها مع ناصر
كيف فرت من امامه دون سابق انذار
اخذت نفسا عميقا
وكأنها تهدأ من نفسها
ليس الوقت المناسب حتى تحلل موقفها وموقفه
عليها ان تخلد للنوم فغدا تبدأ دوامها في الجامعه
تذكرت انها لم تبدل نظام دراستها للان...
اذاً في الغد لديها مشوار لقسم التسجيل تنهي كل اجراءاتها
وتبدء حضور محاضراتها....

في اليوم التالي...
كلاهما قد استعد للذهاب للجامعه

ولكن....
هل سترافقه الى هناك؟؟؟
وهل من سبيل غيره....
كانت تنتظر منه ان يناديها فقط
وان لم يفعل.....
يستحيل ان تسأله

خرج من غرفته...
وهو في كامل اناقته
الثوب الناصع البياض مع الشماغ
وبنظاره طبية باطار ابيض تبدو جديده عن ما كان يرتديها
وفي يده حقيبه جلدية سوداء

انتبه لصوت في المطبخ
اتجه الى هناك...
(( رحمة...نووو.....))
وقبل ان يكمل اسمها
كان قد لمحها هي
ممسكه بكوب في يدها...
وقف مكانه
وقد ابتلع الكلمات
فيما هي ضمت الكوب بكفيها....

(( ترافقيني للجامعه...))
هل كان سؤال ام قرار منه
لا تدري
لكن هذا ما كانت تنتظره
ودون ان تلتفت اليه
(( ساحضر حقيبتي...))
وضعت كوب القهوة التي اعتادت عليه
وهمت بالخروج من المطبخ
لكنها بقيت واقفه
تنتظره ان يبتعد قليلا
كي تمر من جانبه
تنحى جانبا فيما هي
اخذت طريقها للغرفه
وهي تكتم انفاسها
كم تكره هذه الرائحه

نفسها لم تتغير
هل من المعقول انه مازال يستخدم العطر نفسه....
فيما هو تقدم نحو الباب الخارجي...
وتفكيره فيها
هل كانت تنتظره لتذهب معه؟؟؟
تبدو مستعده للخروج
بلباسها الذي اعتاد عليه في الجامعه...
التنورة والجاكيت بلونهما القاتم وقميص قد يكسر هذا اللون قليلا....

لحظات وكانا معا في السيارة
صامتين


الشاطئ الـ38
الموجة الثانية

وجاء الربيع
مع نسمات هوائه العليل
التي تحمل معها شئ من البرودة

تلامس خفقات قلبيهما
وهما معا على احد المقاعد
في حديقة الجامعه
طلال وجلنار
في عالم
معا اخر

ييهمس لها طلال وهي ممسكه بطرف وشاحها
التي باتت تفرح برتدائه
وتسعدها نظرات الاستغراب من كل معارفها

يتهامسان ولا يدرك ما يقولانه احد غيرهما

يدللها في كل حرف ينطق به

ولاتدري لم بعد معرفته الطويله به مازالت تخجل منه



*((جلنار..
نتزوج ونسكن في بلدي))

((لايهم طلال المهم ان اكون معك))))

*((ابي يفكر ان
انهي دراستي العليا هنا))

((ولم لا؟؟))

*((لايمكن لابد ان اعمل
سأكون مسئول عنك))

((ليس صعبا طلال
نواصل دراسه هنا بعد ان نتزوج ))


*((دراسة وعمل ؟؟؟))
((مارايك؟))

*((سيكون الامر صعبا))))

((لكن سنتحمله معا))


*((والاطفال))

((اي اطفال طلال))

*((اريد ان يكون لنا اطفال)) ))

((علينا ان ننتظر))))
*((.... لايمكننا ان ننتظر فأنا مشتاق انا امتع ناظري بأبنتي التي تشبهك))

((تشبهني؟؟؟وماذا

تسميها؟؟لا تقل جلنار))


*((جلنار واحدة فقط
في قلبي))



((حسنا ماذا نسميها؟؟؟)) ))

*((امممم لم افكر في ذلك))

((اسم عربي ام تركي؟؟))

*(( عربي..والداها عربيان...لابد ان تحمل اسما عربيا))\

((اليس من الافضل ان تعلمني التحدث بالعربية وبطلاقة))

*((ليس صعبا سأنسيك كل المصطلحات
الاجنبية التي تزجين بها في جملك))

((تسخر مني))

*((انا؟؟؟؟))


((لا تنظر الي هكذا))

*((تخجلين)).

((لا احب نظراتك هذه))..


*((متى نتزوج))


وهي تغمز له

((شهران ونتخرج...بعدها
عليك ان تقطع المسافات لتأتي لبلد والدي
وتطلبني منه))

*((بعدها اطير بك لبلدي))

((لابد ان افكر..بعدها اقرر))))


*((هل سترفضيني))

((امممممم ربما)).

*((ان فعلتها خطفتك...الى جزر الواقواق))

((طلال لم انت مصر ان نذهب لجزر الواقواق هذه؟؟؟))

*((لا ادري لكني اسمع بها في الروايات))

((طلال.
.المحاضرة
لقد فاتتنا))...

((سرقنا الوقت))

وقبل ان يهم من مكانه
رفع حاجبيه ونظره لجبهتها

فهمت معنى حركته هذه

لابد ان قصاصات من شعرها
ظاهرة من تحت الوشاح...

وقف بعدها وكأنه يهمس لها


*((جمالك ليس من حق احد ان يراه الى ان اخطفك))



وهو يغمز لها
*((اقصد اخطبك)).




الشاطئ الــ38
الموجة الثالثة

خرج من المكتبة

وهو يحمل مراجعه

يخطو بكل ثقه
لا يرى احد امامه

كعادته
عقله في دراسته فقط

وقلبه معها

حتى لمحهما

لايدري لم شعر بألم يخترق فؤاده لحظتها
بلع ريقه
وتذكر حبيبته

تذكرها وهو يرى طلال اخيه الصغير
لا يخجل من مرافقة حبيبته
امام الجميع بكل ثقه
واثقٌ بقراره
لقد ابدل فيها كل شئ

جعلها كما يفترض يريد ان
تكون زوجتة في المستقبل


هل هو قادر على ابدال ما
يزعجه في زينة
ولكن قبل هذا هل سيأتي
يوم لن يخجل من المجاهره بحبها
وبطلب القرب منها

بجدية
تذكر اتصاله والذي اعتبره خطوته الاولى
اتصل بها

في وقت متأخر
كما يرى من العشاق
فلا يحلو لهم الكلام الا
مع ظلام الليل
اخبرها بما يخطط له
لكنه لم تبدي
اهتماما

لم يصارحها بحبه

لم يقوى على ذلك
الا انه حاول ان يستتر خلف كلماته
كلمات قد ترشدها لحبه

لكنها لم تتجاوب

كان يشعر انها تحدثه كما
تحدث طلال او نورس



لم يلقى منها الكلمات الممزوجه بمشاعر المحبين
ومنذ متى يدرك عبدالله
كلمات المحبين

اخذ نفسا عميقا
بألم ووجع

عليه ان يفعل الكثير
ليكسبها اليه

وكما يحبها ان تكون


ولن يحدث هذا الا بعد ان
يكون قريب منها

وقربه منها بات
قريبا


اسابيع معدودة

يطرح رساله
الدكتوراه
وليس لديه شك في ان يجتاز
ذلك وبامتياز
بعدها
يرمي كل خططه السابقة وراء ظهره
ويعود لبلاده

الى حيث استقر
حبه
ويبدأ مرحلة جديده
استعادة قلبه



وعليه ان ينجح
وبأمتياز.

..

الشاطئ الـ 38
الموجة الرابعه
هل انا
حامل؟؟؟


كم انا قلقه
رغم انها المحاولة الاولى
لنا في عملية التنشيط
مجرد ابر لتنشيط
المبيض
لزيادة فرص
الحمل
وكما اخبرني
الطبيب
ان نتيجة التنشيط ثلاث
بويضات جاهزة للتلقيح



وان لم
يحدث....



سلمان لديه الاجابة \
((ان كان الامر لا يرهقك سنعيد المحاولة...))


يقولها بكل
حماس
لا انكر الارهاق الذي شعرت به في ايام
التبويض


نتيجة مضاعفه عدد
البويضات


لكن لن ارفض اعادة
المحاولة من اجله هو فقط

الافكار تتصارع في
راسي


حتى انتبه لي
سلمان
((ابننا يحتاج لتغذية تناولي طعامك فروودة ...))

التفت له ..

((سلمان علينا ان لا نستبق الامور ))
ابتسم لي وبكل
ثقه...
(( ان شالله ستكون ايجابية...))

كنت قلقه عليه
من حماسه...
الواضح
ذهبت معه قبل اقل من ساعه للعياده لعمل التحليل

ولم اتحمل
الانتظار
لذا فضلت العودة
وانتظار الننتيجه من عبر الهاتف
الممرضة
للان لم ياتي
اتصال
انتهينا من تناول
وجبتنا
وتقدمت مع البنات لتغسلن
ايديهن جيدا
واتابع بعدها اداء
الواجبات
وهل لي القدرة على
ذلك
حتى نطق سلمان
(( اميراتي سأسرق ماما فروودة منكن...وسنؤجل المذاكرة لما بعد..))


امسكني من
ذراعي

وصحبني للجناح الخاص بنا
(( سلمان.

.لم فعلت ذلك؟؟؟))

((اريد ان انفرد بك

وقتك كله للبنات ))

وانا اغمز له
((لان وقتك كله لعملك))

((تغارين من عملي ))

((كما تغار من بناتك ))


كان ينظر الي بنظرات
تحمل كلام كثير

ماذا تريد ان تقول
سلمان
ابتسم لي

((اريدك ان تعرفي
اني احبك
احبك كثيرا

ولا يهم ان رزقنا بابن او لا ))

كان يحادثني بهدؤ

اقترب مني اكثر
وصار يمرر انامله بين شعري
ونظره لعيني

((اريدها بنت تشبهك مثل لون عينك وحرير شعرك))

واكمل...........


((واريده ابنا بطيب قلبك يضم بناتي اليه يحميهم لانه اخوهم الوحيد))

استغربت من همساته هذه

صرت انظر في
عينيه
وقلبي يكاد يخرج من بين
ضلوعي
كان كفي يرجف على
كتفه
لقد وصلته النتيجه

لم اسئله لانه نطق
اخيرا

((اتصلت الممرضة النتيجة ايجابية...))



((ماذا تعني بايجابية))

لم استوعب معنى الكلمة تلك اللحظة
او ربما غير
مصدقه
بينما هو يومأ لي
ان ما افكر صحيح

انا حامل.؟؟؟
لا اصدق...
ضممته لي بقوة

كنت اشعر اني سأدخله بين
ضلوعي
كنت ابكي

دون شعور
لا اصدق ما
يقول

ابعدني عنه
لينظر الي
ويمسح دموعي

((لا تبكي فريده))



((لا اريد ان ارى دموعك))

رفعني من على
كتفه
لنتوضأ ونصلي ركعتي شكر


لم اكن اخطو نحو سجادة الصلاه
كنت اطير
اليها





الشاطئ الــ 38
الموجة الخامسة



ودون ان يشعرا
تسلل الروتين لحياتهما
كانا يستيقظان صباحا
ويغادران معا للجامعه
فيما تعود نورس برفقة زينة
بما انها تنتهي قبل زوجها
زوجها ناصر
الذي يعود بعدها
فيجدها قد حبست نفسها في غرفتها
بعد ان تناولت غدائها وحدها
كانت حياة مملة لكلاهما
قد يفكر احيانا بالخروج
واحيانا كثيرة يغير رأية
فهو ليس وحده
هناك فتاة تشاركه هذا الضيق..
ومازال في حيرته
ان كان الوقت مناسب ليبوح لها بما يثقل صدره
وبالكاد رتب الكلمات
((نو رس من الصعب الحياة في هذا الصمت...))
كانت تنظر اليه وكأنها تريد منه توضيحا لكلامه
(( الا تشعري بالملل من هذا الروتين؟؟))
بقيت صامته لا تدري ما عليها ان تقول
هي كذلك تشعر بان الوحده تكاد تقتلها
لكن ليس هناك مفر من ذلك...
انتبهت الى ابتسامه قد رسمها على محياه
لم تعدها من قبل
(( ما رأيك ان نشاهد فيلما))
أومأت برأسها بالايجاب
ليس لديها فرصة ان ترفض...



الشاطئ الــ38
الموجة السادسة









لم اتوقع ردة فعلها ابدا واضح انها متضايقه من الجلوس وحدها
لذا لم تتردد ان تشاركني الجلوس ومشاهدة فيلم

وبالطبع لابد من لمسات رحمة\التي جائت تراقبنا من بعيد...
وهي تبتسم
لاادري لم شعرت انها ابتسامة خبث
اشرت لها بأصبعي ان تأتي....
حركة ضحكت عليها نورس
فيما كتمت انا ضحكتي
لان رحمة شعرت بالارتباك....

ربما كانت تظن اني سأوبخها على مراقبتها لنا
لكني طلبت منها ان

تعد لنا الشاي مع بعض الموالح

ذلفت رحمة فيما حاولت الاندماج مع الفيلم
ولا ادري ان كانت تابع الفيلم ام انها في عالم اخر....

عادت بعدها رحمة
وقد حضرت ما طلبت منها\
مع كوب من القهوة
(( مدام نورس..تحب القهوة الساخنه...))
تعجبت نورس من تصرفها....
كانت تنظر اليها باستغراب

التفت الى نورس
وانااحاول ان اخترع حديثا بيننا
((لا تستغربي من رحمة...فهي تدقق في كل ))
شئ انتبهت انها بدى عليها الارتباك ...
(( نورس ما بك؟؟؟))
تفاجأت من سؤالي
كان واضح عليها ان لديها ما تريد ان تقوله...
ابقيت نظري عليها

قد اشجعها على الحديث قليلا




(( هل تظن انها قد تخبر احدا عن حياتنا))
فاجأتني فعلا بملاحظتها
هل من المعقول انها اخبرت زينة عن طبيعه علاقتنا انا ونورس؟؟؟

لم اجد لتساؤلاتها اجابة..
فيما ابعدت نورس نظرها الى الشاشة

ونظري انا مازال عليها
ربما كانت قلقه
لكنها ليست غاضبه او خائفه او متردده كما اعتدت
ان اراها\
اطلت النظر لقد تلاشت ملامح القلق بعد ان اندمجت مع الفيلم

بدت تتصرف بعفوية..
بعد ان استندت على الكنبة
وضمت ركبتيها الى صدرها
وهي تشرب القهوة المفضلة لديها

كم هو رائع اللون الزهري والازرق عليها
ويبدو ذوقها رفيعا ...
((حلوة البيجاما..))

هما كلمتين من ناصر
شعرت وكانهما طلقتين في صدري لا ادري لماذا
ما ان ادركتهما
حتى تحركت بحركة سريعه
ودون ان انتبه سكبت كوب القهوة الساخنه علي..
بقيت واقفه

وانا انظر الى بقايا القهوة على ملابسي
وقليل منها على كفي
تقدم باتجاهي بحركة سريعه
(( احترقت؟؟))


(( لا..))

وهو يقرب المنديل لكفي
(( انسكبت القهوة عليك..))


(( ليست ساخنه))
كان نظره لكفي

مرر المنديل ببطء على بقايا القهوة
كان قريب مني كثيرا
كنت اشعر بأنفاسه

اغمضت عيني وكتمت انفاسي

كنت ارغب ان لا اشعر بالحياه وانا قريبه منه

سحبت يدي بهدؤ
وانا احاول ان ابتعد عنه

الا انه مسك انا ملي في اللحظة الاخيرة

((خفت عليك))

بلعت ريقي بصعوبة
وانا اسحب بقايا اناملي التي تاهت في راحة يده

ابتعدت عنه
ونظري لملابسي المتسخه

هربت منه ولكن ببرود فاطرافي باتت متجمده

لا ادري كيف وصلت لغرفتي...
بقيت مستنده على الباب

حتى...................

كانت خطواته
اسمعها
كان يقترب من الغرفه

(( نورس نسيتي جوالك... يرن...))

فتحت الباب بارتباك

سلمني الجوال
رفع نظره الي

وكأنه يحاول ان يغير الجو بيننا


(( سانتظرك لنكمل الفيلم...))
غادر دون ان يسمع تعليقي\ليس لدي القوة لاشاركه الجلوس....

نظرت للجهاز كانت العمة فريده

ابدل ملابسي واتصل بها


حينها.................................
بقيت مكاني على الكنبه
\انتظر عودتها من الغرفه

لا انكر اني قلق من عدم عودتها

حتى سمعت خطواتها على السلم
لم انظر اليها تجنبا لاحراجها

حتى تقدمت اكثر باتجاهي
لكنها لم تاخذ مكانها على الكنبه

انما بقيت واقفه
نظرت لها باستغراب

(( عمتي اتصلت بي...اريد...))

ابتسمت لها...((تريدين زيارتها؟؟؟))

اومأت برأسها
لم تخجلين من طلب ذلك))

سأخذك لها متى شئت))

((...((بعد غد...مناسب؟؟؟

كما تريدين....))
الن تكملي الفيلم))
اخذت مكانها على الكنبة...

اشعر بارتباكها
وهي تشد البيجاما عليها

كانت ترتدي بيجاما من قطعتين بدت واسعه فعلا
ربما تعمدت ان ترتديهامعي
الا انها بدت مميزة باللون الاصفر والابيض
الا اني التزمت الصمت لا اريد ارباكها

.................................................. ....


الشاطئ الــ38

الموجة السابعه

((خفت عليك))
كلمتين هزتني بقوة
لم استطع النوم للان
وانا افكر فيما يعني

بت تائهه من جديد
هذا ناصر الذي سهرت ليالي ابكي فعلته معي؟؟
اراه احيانا شخص اخر

احاول ان افهمه
ان استوعب افعاله
مع الجميع
يبدو محبوبا كله طيبه
هل يتصنع ذلك
كما تصنع نظراته وحبه واهتمامه لي
عند لقائنا الاول

ام ان هذه حقيقته
وان كانت حقيقته فعلا

مالذي دفعه لينهي علاقته معي هناك بجرم لا يغتفر

لابد ان احصل على اجابة
ولن اجدها الا معه

تحركت من السرير
الى الزاوية الزجاجية

صرت اتأمل حديقة الفيلا
وعقلي يبحث عن تفسير

تفسير لصمتي طوال هذه الفترة
صمتي امامه
واني لم احاول يوما ان اطلب منه تفسيرا
ان كان قد استعد للسفر
لم زارني تلك الليله؟؟؟
ولم تركني وحدي بعد ذلك الجرم؟؟؟

حتى لمحته في الاسفل
يجول في حديقة الفيلا
و السيجارة بين شفتيه
لاول مرة اراه وهو يدخن....

حتى شعرت بجرئة غريبه
تتسلل بداخلي

لم اصدق نفسي
كيف فكرت في الامر

اتجهت للمرايا
نظرت لنفسي....

لعيني....
هل انت مستعده يا نورس؟؟؟
لملمت قصاصات شعري....
اخذت نفسا عميقا....
رغم ان قلبي يكاد يخرج من بين ضلوعي...

صرت اخطو على السلم بهدؤ
حتى تسارعت الخطوات
بتسارع دقات قلبي
وكأنهما رتمٌ واحد

خرجت اليه..
كان يستند على الشجرة...
يدخن ونظره للسماء

وهو يرتدي بيجاما نوم كحليه
تبدو خفيفه في هذا الجو البارد بعض الشئ

صارت خطوات تصدر صوتا خفيفا
التفت لي
ما ان لمحنى
حتى فتح عينه
وابعد السيجارة عن شفتيه
وبدى جامدا كما التمثال كأنه لم يصدق اني امامه
كنت انظر اليه تارة
وانزل بنظري للاسفل
تقدم خطوات نحوي...
(( نورس ماذا تفعلين هنا؟؟))
لا ادري
لم اجد اجابة لسؤاله

وقفت مواجهه له
ابحث عن كلمة ابدا بها حديثي
لكن اين الحروف

تاهت مني
وانا امامه

همس لي...
(( نورس ....مابك؟؟))

رفعت نظري اليه
اطلت النظر في وجهه
لعينيه

عينيه اللتان بهما سلب مني كل شئ
(( لم تركتني؟؟؟))
كانت كلمتين مني
كأعصار باتجاهه
لدرجة انه تراجع خطوتين للخلف
وهو يشد انفاسه بقوة

لا ادري كم مر من الوقت
بدى لي وقتا طويلا
فيما نحن على صمتنا

كنت انظر اليه...

وجنبه الايسر باتجاهي
لم يكن ينظر الي

بنبرة مختلفه اعدت عليه السؤال...
(( لم تركتني؟؟؟))

(( ليس وقته نورس...))
قالها وهو يضع السيجارة بين شفتيه
(( ليس وقته؟؟؟ ومتى وقته برأيك؟؟؟))
كان يسحب انفاسه بقوة
وبشكل ملحوظ
(( اتركيني وحدي...))
(( قبل ان اتركك سأجيب انا على هذا السؤال...))
واكملت...
(( اخذت مني ماتريد.. من الطبيعي ان تتركني...))
التفت لي بحركة سريعه...
كنت اشعر وكأنه بركان يثور امامي
ولا ادري لم نطقت بهذه الكلمة
وكيف قويت على ذلك
(( كنت تراني فتاة رخيصه تأخذ منها تريد وتتركها..))
لحظتها...
لمحت احمرار واضح في عينيه
وهو يقترب مني...
(( لا تنطقي بهذه الكلمة ..فهمتِ؟؟))
كان يقولها بأقوى صوته
نبرة لم اعدها منه
ارعبتني فعلا...
(( ان فكرتِ ان ما قلتهِ سببا لماحدث..
فهذا يعني اني احمل الصفه نفسها...))
وقد اخفض صوته قليلا...
(( وانا لن اقبلها لكِ ولي...))

لم ابتعد عنه
كنت انتظر منه المزيد
اشعر اني سأصل للحقيقه
حقيقه ماحدث

نظر الي...
اقترب اكثر...
مد كفه الي
قربه من شعري
الا انه ابعدها في اخر لحظة
عينيه تكاد تلتهمني


حدث ما حدث نورس))
وليس وقته ان اتحدث فيه الان
امور كثيرة حدثت
سأخبرك لكن ليس الان...))

ابتعد عني
وانا مكاني جامده
(( اذهبي غرفتك...))
كنت ابكي
ابكي بصمت دموعي صارت تترقرق من عيني
فيما كنت المح دموع محبوسه بين جفنيه

اخذني بكلامه
لكنه لم يجبني على سؤالي
التفت لي مرة اخرى
((ليس وقته..اذهبي..))
هل ستحين لي فرصه اخرى مثل هذه؟؟؟
لا اعتقد
رفعت نبرة صوتي قليلا

(( 10 سنوات مرت...
لم اذق طعم النوم...
كل ليلة تمر كنت اخشى الصباح
اخشى يوم جديد قد يُكشف امري فيه..
وانت لا تعلم عني شيئاً.))

كان الجو باردا
اتحدث وانا ارجف
ليس من البرد فقط
انما هول الموقف زاد من رجفة حتى الحروف على لساني...

(( الجو بارد... ادخلي...))
(( تخاف علي..؟؟؟))
لم يجبني....كان ينظر فقط
وكلمات كثيرة في نظرة عينيه

(( الم تخشى ان ينفضح امري؟؟؟))
كنت احاول ان اثيره بحديثي

علّه ينطق
حتى ثار الا انه بعكس ما اريد
صرخ باعلى صوته
(( ارحميني يا نورس... انصرفي من امامي...))
ارهبني فعلا
بكلماته وبنبرة صوته القوية
لم اشعر بنفسي الا وانا اشهق
ابكي بحرقة

بحرقة سنين مرت
وانا اغادر المكان
بخطوات جندي هُزم في معركتهِ




((لم انسى هاتين العينين ابداً
مازالت لمسات شعركِ في اناملي
اشعرُ بها))
دون ان اراه
سمعت هذه الكلمات منه
لا اتخيل ذلك
متأكده اني سمعتها
وانا انصرف عنه
كانت كما الماء البارد
اطفئ ناراً بداخلي

جررت نفسي على السلم
ورأسي يكاد ينفجر
وما ان دخلت غرفتي
رميت بنفسي على السرير
واخذني النوم عن كل الامي









yassmin 11-11-10 04:04 PM




الشاطئ الــ 39
الموجة الاولى...

استيقظت وانا في غاية الضيق
تذكرت مواجهتي البارحة مع ناصر
بصعوبة سحبت جسدي من على السرير
لا اعلم كيف سيكون يومي
وكيف سأرافق ناصر الى الجامعه
حتى كان رنين الجوال..
زينة....
حدثتني في اقل من دقيقه
لتخبرني انها ستكون هنا بعد اقل من نصف ساعه
لنذهب معا الى الجامعة
كما طلب منها ناصر
لم اعلق على كلامها
الا ان ألف فكرة في رأسي

ولكن ليس وقته...لابد ان اجهز وبسرعه
بعد نصف ساعة
كان صوت زينة...
خرجت من غرفتي
وبحركة سريعه نزلت على السلم...
وانا اشد وشاحي الابيض
كانت واقفه
عند طرف السلم

وناصر معها
قريب منها
بلباس النوم الكحلي الخفيف
وشعره المبعثر وعيناه المرهقتان
كانت تمرر اناملها بين شعره
حتى انتبهت الي
(( صباح الخير نونو..))
(( اهلا زينة..))
بالكاد خرجت الحروف من بين شفتي
وانا احاول ان اتجاهل النظر اليه
(( نورس هيا بنا واضح ان ناصر غلبه الكسل اليوم))
ابتعدنا عنه
حتى كان صوته...
(( زينة لا تسرعي..))

لا ادري لم ادرت برأسي للخلف
التفت اليه
وقعت عيني في عينه كان ينظر الي
حتى انتبهت لصوت زينة..
(( اتركوا نظرات الحب لوقت اخر
لقد تأخرنا..))

في السيارة........................................... ........................
(( ليس من العادة ان يتأخر عن دوامه...))
التزمت الصمت
ليس لدي ما اقوله

الا انها صعقتني بكلماتها
(( اكيد مر بموقف اعاد لذاكرته ما جرى..))
(( ماذا تعنين؟؟...))
((ناصر ما ان يسترجع ما حدث ينقلب حاله))
ادركت اني لم استوعب كلامها
التفتت الي
وقد خففت من سرعتها
وباستغراب واضح
((الاتعرفين ما مربه ناصر من سنوات مضت؟؟؟ الم يخبرك؟؟))
دون ان انطق اشرت لها بـ لا
اخذت نفسا عميقا وهي تنظر للطريق
(( اعتقد ان من الافضل ان تغيروا اسلوب حياتكما انتما زوجان الان...))

كانت ترمي لحديثها لأمر اخر
لابد تعني علاقتي بعمها
لم انطق بعدها التزمت الصمت
لا اريد ان اسمع
مايزيد حيرتي
او ماقد يحرجني
التفتت الي وهي تبتسم وكأنها تريد ان تغير الموضوع
(( لا تقولي انه لم يخبرك انه استلمــ رئاسة قسم الدراسات والبحوث...))

الشاطئ الــ 39
الموجة الثانية..



بدأت محاضرتي الوحيدة
والتي تستغرق ساعتين ونصف
ولمدة ثلاثة ايام
اي ان وقت فراغي في المنزل سيكون كبيرا
وهل هذا ما يشغلني
ام خبر ترقية ناصر
لم اكن سأعلم بذلك لو لم تخبرني زينة
وكيف سأعلم ولا حوار بيننا

اشعر ان عقلي ليس في المحاضرة
كل تفكيري معه
مع ناصر
لم اتوقع ان حياتي معه ستتعقد اكثر
ولكن متى سينتهي كل هذا؟؟؟
تذكرت اتفاقنا
على الانفصال...
لن يعارض ..كما اتفقنا
ولكن عمي وعمتي كيف سيكون موقفهما؟؟؟
اشعر بأني بحاجة لترتيب اموري معه
.................................................. ...........................................
كنت في مكتبي
بعد بدء الدوام بثلاث ساعات
مزاجي لم يسعفني حتى على رسم ابتسامة لكل من يقابلني ويحييني
حديث البارحة ارهقني
سلب كل قواي
نورس كانت امامي
كما الجندي الذي تحدى جيش الاعداء وحده
وقف صامدا امامه
كانت فعلا صامده رغم الانهزام الذي بداخلها
وكنت انا الجيش الذي تغلبت عليه بسؤال لم اقوى على اجابته
اجابته التي صارت تتصارع مع الماضي

اخذت نفسا عميقا
ان كانت تحمل كل هذا الحقد لي
وكل هذا الغضب بداخلها
وقرارها النهائي هو الانفصال
فلِم ترغب بمعرفة مامضى؟؟
لِم تريد ان أُبرر لها موقفي
لن يستفيد كلانا من نبش الماضي...
انتبهت للوقت...
لابد انها انهت المحاضرة.....
وبعد تردد ارسلت لها رساله نصية..
(( انا في مكتبي ..في قسم الدراسات والبحوث....انتظرك...))
حتى كانت امامي...............................
((د. ناصر....لا اصدق..كيف حالك..؟؟))
وقفت بحركة سريعه....

قمة في الاناقة كما اعتاد الجميع عليها
ورائحة عطرها الفواح والمميز
((غادة..))
زميلتي في دراسة الماجيستير
وكانت ضمن هيئة التدريس في الجامعة الا اننا لم نلتقي منذ ان سافرت الى بريطانيا لاخذ شهادة الدكتوراه

كانت ترحب بي بحراره
بدت مختلفه بعض الشئ
ربما
شعرها الاشقر اطول من السابق
رحبت بها...
دعوتها للجلوس...
اخذنا الحديث
لم يتغير حماسها لدراسه...علمت منها انها زميلتي في هذا القسم
بعد ان عادت للعمل في الجامعه نفسها...
(( اخبريني عنك لابد انك نلت الدكتوراه...))
بضيق واضح....
اومأت برأسها بالنفي
((دخلت تجربة زواج فاشله...))
ولأعطي الجو شئ من الهدؤ النفسي...
((وهل تعرف غادة الفشل؟؟))
(( ربما اسأت الاختيار...الحب ليس كل شئ...))
ابقيت نظري عليها اريدها ان تستمر في الحديث
فلست انا فقط من فشلت تجاربه في الزواج...
ودون ان تنظر الي
وكأن كلام محتبس في صدرها
وقد ارادت ان تطلق سراحه في هذه اللحظة
(( اخذني قلبي لقرارات لم اتصور ان اتخذها في لحظة ما...
صرفت نظر عن دراسة الدكتورا
وتركت عملي هنا...
لأرافقه في سفراته بحكم عمله
اضعت ثلاث سنوات من عمري معه
وهو يتنقل بحقيبته الدبلوماسية
ليصنع مستقبله الذي طالما يحلم به
وبخل علي حتى بتحقيق حلم الامومة
حلم اي امراه
لان هذا ليس من ضمن خططه...
حتى افقت في لحظة متأخرة
بأني مجرد مكمل لصورته امام مجتمع رجال الاعمال الذين يصحبون زواجتهم معهم للحفلات والمناسبات وهن في كامل اناقتهن
لملمت ما تبقى لي من احلام المستقبل
اعلنت استقلالي عنه
بعد ان وأد كل احلامي بخدعة الحب))
ابتسمت فجأة ...
(( اخبرني ما هي اخر اخبارك.؟؟))
طرقات على الباب قطعت حديثها
(( تفضل...))
فُتح الباب بهدؤ


الشاطئ الــ 39
الموجة الثالثة..

انهيت محاضراتي
وذهبت اليه كما طلب مني
رغم ترددي خاصة انني نادرا ما ادخل قسم الدراسات والبحوث..
فهو خاص لطلبة الدراسات العليا والاساتذه فقط
لكن من السهل الوصول لمكتب رئيس القسم
تجاوزت ترددي طرقت الباب بهدؤ دخلت
لم اقوى عل التقدم للداخل
وقفت مكاني بعد ان القيت السلام عليهما
لم يكن ناصر لوحده
فتاة كانت معه
جالسه مقابل له
يبدو اني قطعت حديثهما
لانهما تفاجا بدخولي
التفتت الفتاة الي ..ابتسمت
كانت ابتسامة جذابة فعلا
بقدر جاذبيتها
واناقتها
وشعرها الاشقر المتناثر على كتفها
ونظراتها بعينيها العسليتين
كل هذه الملاحظات كانت من لمحة واحده مني اليها
افقت من شرودي على خطوات ناصر نحوي
وابتسامة مميزة على محياه
اقترب مني وهو يحرك طرف نظارته الطبية بطرف اصبعه
نظري لذراعه
صار يرفعها جانبا
ويمدها على كتفي
كانت كما ثقل العالم على كتفي
دفعني براحة يدها نحوها
حتى شعرت به
يضغط بقوة على كتفي
((نورس زوجتي...طالبة محاسبة هنا..))
وقفت الفتاة لتحييني بحرارة
(( تشرفت بمعرفتك ...لطالما كان زوجك ذويقا في اختياره..))
وهو ينظر الي...
(( ونورس افضل اختياراتي..))

اشار لها...(( الاستاذه غادة..زميلتي في الدراسة والعمل....))
ابتسمت لها....وانا امد يدي لمصافحتها...
(( اهلا استاذه غادة..))
وعقلي معه
مع ناصر
والذي بدى وكأنه هو ناصر
الذي عرفته قبل سنوات نظراته نحوي
نبرات صوته
حماسه في الحديث
عدت لعالمي
وقد غادرت استاذه غادة كما قدمها لي ناصر
وانفردت لوحدي مع ناصر
(( اجلسي نورس..))
لم ينتظر مني تعليقا
اخذ مكانه على كرسي المكتب
جلست ونظري بعيدا عنه
(( انهيت محاظراتك؟؟..))
((نعم..))
(( سيكون دوامك ثلاثة ايام في الاسبوع..))
((ويومين اخرين بدون محاضرات ماعدا مواعيد متابعة المشروع مع د. سعيد...))
لم ينتظر مني ردا...
((وعلى هذا تحتاجين لسيارة خاصة...))
وبهدؤ جاء ردي
((كنت ساطلب منك ان اخذ سيارتي من منزلنا القديم))
(( سيارتك هناك؟؟لم تخبريني...))
كان يبدو طبيعيا في حديثه ولفتاته الي
ابتسامته الغريبه علي ليس كما كان عليه صباحا
هل زيارة تلك الفتاة سببا لذلك؟؟؟؟




الشاطئ الــ 39
الموجة الرابعة..



الضيق كاد يخنقني حتى لمحتها تسير امامي
لم تلتفت لي
كم اشتقت لها نورس
لم اقوى حتى على منادتها باسمها فحروفه انحبست بين شفتي ...
لم احمل يوما مشاعر لفتاة كما هي مشاعري نحوها...
ياترى كيف هي حياتها مع الدكتور ناصر؟؟؟
لن احصل على اخبار تخصها الا منها هي...زينة
(( الو...زينة...اين انت؟؟..))
بعد لحظات .....
كانت قادمة نحوي كعادتها
سريعه بخطواتها وشعرها المجعد يتطاير خلفها تضم كتبها لصدرها
وكعادتها دائما
البنطال الجينز الممزق عند الركبة وتي شيرت زهري متناسق مع لون حذائها الرياضي
((نبيل محاضرتك الان))
(( بودي ان لا تذكريني بها...))
(( غريب امرك..لم انت في الجامعه اذاً؟؟))
(( حتى اراك يا عسل...))
(( ما رأيك ان نذهب للمقهى باقي نصف ساعه على محاضرتي...))
رافقت نبيل لمقهى الجامعه كم يشدني اليه باهتمامه الدائم بي
جلست معه
ورغم زحمة المكان الا اني لا اشعر الا بوجوده هو فقط
اخذ يسأل عن امور كثيرة
اشعر انه يريد ان يعرف كل شئ عني
ان يقترب مني اكثر بحديثه
لم يضايقني يوما بحركة او حتى بكلمة
وفي غمرة حديثي مع نبيل
تذكرت لحظتها عبدالله لا ادري لم هجم علي بنظراته الجافه
هل اقارنهما ببعض
لابد ان نبيل هو من يفوز بهذه المقارنه
فلي ان اتحمل نبيل بل اتمنى قربه دائما
ولا اعتقد اني اتحمل تقلبات مزاج عبدالله او حتى نبرات صوته القاسية
رغم التغيير الذي لاحظته في مكالماته لي
الا ان نبيل يبقى مختلف عنه كثيرا
((لقد رأيت نورس منذ قليل...))
(( هذا الفصل الاخير لها هنا....جدولها الدراسي ليس مزحوما..))
(( لطالما كانت متفوقة..محظوظة بزواجها من عمك....))
واخيرا نطقت...
(( ربما....))
((لم تقولينها بضيق؟؟؟))
وهي تسحب انفاسها بضيق
(( لا ادري ...لكن اشعر بالقلق من علاقتهما...))
(( لم قلقك...))
(( امممم لا شئ .... دعنا من عمي ونورس....))
هربت من الحديث عنهما في اللحظة التي شعرت انها ستنطق بأمر مهم
لكني ادركت ان علاقتهما مرتبكة قليلا
وقد يكون امر طبيعي بما انهما تزوجا لتو دون سابق معرفه....
كيف دون سابق معرفه ودكتور ناصر كان استاذ لنورس الفصل الفائت...
هل هناك ما يجمعهما مسبقا...
وبخبث لم اعهد نفسي يوما ان اعامل به زينة
(( زيونة..اعتقد ان علاقة عمك بزوجته لابد ان تكون قوية فهو استاذها قبل ان يكون زوجها))
(( لكنه لم يدرسها...))
(( من قال ذلك؟؟؟ نورس؟؟؟))
(( لا..لم يخبراني...))
(( د.ناصر استاذ لنورس لمقرر الاقتصاد في الفصل الفائت....))
اشعر اني القيت قنبلة على زينة
تفاجأت كثيرا بما قلته...
يبدو انهما لم يخبراها بذك
ولكن لم يخفيان امرا بسيطا مثل هذا؟؟؟دخلت عالما اخر
عالم ناصر ونورس الغامض...
اريد ان اجد تفسيرا لما قالته زينة...



في اللحظة نفسها.........................................
كانت زينة تائهه بأفكارها
تبحث عن تفسير لاخفاء نورس وناصر معرفتهما مسبقا
لِم لم تخبرني بذلك.. انها تعرف عمي
كذلك عمي...لم يتحدث عنها يوماً بأنه كان استاذها في الجامعه
اشعر ان امراً غامضا يخفيانه عن الجميع
ان كانت علاقتهما سابقا علاقة طبيعيه استاذ وطالبة لم اخفا هذا الامر

وان كانت اكثر من ذلك لما هذا البرود السائد في علاقتهما
يكفي انهما مازال ينامان في غرفتين منفصلتين كما اخبرتني رحمة...
لم اجد تفسيرا لكل ذلك...
اخذت نفسا عميقا علّي اخرج كل ضيقي وحيرتي من انفاسي...
(( نبيل...ابتدأت المحاضرة.....))


الشاطئ الــ 39
الموجة الخامسة..



عدت للمنزل برفقة زينة
كانت صامته طوال الطريق
وكأن امراً يشغلها
لم اسألها فليس من طبعي التدخل في امور من حولي...
وقبل ان انصرف
(( نونو...ستكونا في المنزل هذه الليلة؟؟؟))
(( اعتقد ذلك...))
(( حددي...لاني سأزوركما ان كنتا ستبقيان في المنزل....))
(( حسناً ننتظرك....))

وقبل ان ادخل المنزل كان ناصر قد اتصل
كعادته ليتأكد من وصولي للمنزل....
لابد انه مشغول
فأصوات رجال من حوله...وصوت انثوي ناعم...
لابد ان تكون هي...
الاستاذة غادة..
وانا اصعد لغرفتي....
صرت استرجع صورتها...
تبدو فاتنة فعلاً
لأول مرة يشدني جمال واناقة امرأة
اشعر ان جمالها ليس عربيا او ربما خليطا بعرق اخر
العرق الاصفر...
عيناها الملونة وشعرها الناعم الطويل الاشقر
طول قامتها وكأنها عارضة ازياء
وهي كذلك بأناقتها وابتسامتها...
شعرت وكأني اصف عارضة ازياء كانت تقف امامي...

انسحبت من كل افكاري هذه الى الحمام
عليّ ان اتوضأ واصلي...
وانام بعدها....
وقبل كل هذا لابد ان اخبر رحمة اني لا ارغب في تناول الغداء
والا ستزعجني .....
ما ان فتحت الباب
حتى رأيتها امامي
كعادتها
(( احضر لك الغداء؟؟))
(( لا ..اريد ان انام لا تزعجيني...))
كان لابد ان اعطيها الاسباب والا لن تصمت
(( رحمة...زينة ستتعشى معنا...))
اومأت برأسها..(( ماذا اطبخ للعشاء؟؟؟))
(( ومنذ متى تسألين؟؟؟ نحن نأكل على مزاجك...كما انك تعرفين كل الاكلات التي تحبها زينة...))
كانت تنظر لي وكأن لديها خبر من اخبارها المملة
(( مدام.. زينة تسألني في الصباح لماذا ناصر في غرفة الضيوف؟؟؟))
كما الماء البارد الذي انسكب علي....
لم اقوى على النطق
بودي ان ادفع هذه الفضولية من اعلى السلم لحظتها
كم انا شرسه...هذا ما شعرت به لحظتها
خاصة بعدما رفعت صوتي عليها لأول مرة...
(( سألتُكِ ام ان انت اعطيتها موجز الاخبار..؟؟؟ ))
واكملت بالنبرة نفسها قبل ان تجيبني,,,(( اذهبي الان...))

ضيقٌ كتمَ على صدري....
بعد حديثي مع رحمة....
الى متى سأبقى قلقه ممن حولي
قلقه من ان يلحظوا ان امراً حدث لا يعرفونه
حدث قبل عشر سنوات....
ليس انا فقط من يتحمل هذا القلق
كذلك هو...
ناصر...
وما ان انهيت صلاتي...
كتبت له رسالة نصية...
واغلقت الجهاز بعدها..واستسلمت لغفوتي.....


(( زينة ستتعشى معنا..كما انها علمت من رحمة بأنك تنام لوحدك..))

كنت احاول ان استوعب كلماتها
جائتني وانا في قمة انشغالي....
اربكتني فعلاً.....
فبعد كل هذا لن تصمت زينة ابداً اعرفها جيداً
ستبدأ في اسألتها واستفساراتها
ماذا اقول وابرر ما عرَفت
اشعر بأنها ليس ابنة اخي...
وكأنها والدتي لكثرة قلقها علي وحبها لمعرفه كل ما يخصني...
وغير هذا..... ستسهر معنا...
ولا استغرب ان باتت الليلة معنا.ِ..
((د. ناصر..انت معنا؟؟؟))

. الشاطئ الــ 39
الموجة السادسة..

استيقظت نورس من نومها
مع اذان المغرب....
اخذها النوم لساعات
اسرعت لتتوضأ وتصلي.....
وما ان انهت صلاتها تذكرت موعدها مع زينة....
لابد ان تستعد لاستقبالها......
بعد اكثر من ساعه.............................................. ...
خرجت من غرفتها.....
الى المطبخ لتكشف ما قد فعلته رحمة ...
كانت مشغوله بالطبخ
يبدو ان هذه مهمتها في منزل زينة....
فهي تتقنه كثيرا..
التفتت لها رحمة...
وبابتسامة مزعجة..(( احضر لك القهوة؟؟))
لم تجبها نورس...ابقت نظرها عليها
(( فستانك رائع...لونه رائع...))
كم اكره تدخلها الدائم...
خرجت من المطبخ اتجهت للصاله
ونظري للمراة الكبيرة ذات الاطار المذهب....
صرت انظر لنفسي
هل فعلاً ابدو رائعه؟؟؟
فنادرا ما البس فستان
كما ان هذا الفستان من الشيفون االكحلي المزين بورود ملونه
بدى مزموما ضيقأ عند الصدر..
وطويل وواسع ...
بأكمام قصيرة...
كما وضعت الكحل الاسود والذي لا استغني عنه ابداً
كم احب اتزين به في كل وقت....منذ ان كنت صغيرة...
لدرجة اني كنت اخفيه تحت الوسادة
فأبي يرفض ان اتزين به...
(( عندما تكبرين نونو..ضعي لك ما تشائين..مازلت صغيرة...))
بدت دموعي تتراقص في عيني....
تذكرت عائلتي
التي فقدتها دون سابق انذار
لاعيش مأساة لن تنتهي
ولن يشعر بها احد ابداً
اغمضت عيني..
استرجع صورتهم ...
هكذا انا ما ان اشتاق لهم....

حتى كانت انامل
على خدي...
وكأن تيار كهربائي قد لامسني..
ادرت جسدي للجانب حيث كان يقف
كان ناصر...
قريب ٌ مني..بل كاد يلتصق بي.....
لم اقوى على الحركة....
ولم يبتعد هو....
(( لم تبكين نورس...))
لم استوعب ردة فعلي
فقد بدأت دموعي تنهمر اكثر
كان قد تغيرت ملامح وجهه بدى قلقاً فعلاً
اعاد انامله لخدي...
يمسح دموعي....
ومد ذراعه بعدها على كتفي...
وكأنه هو يُسيّرني على الارض
قربني للكنبة....
جلس قريب مني...
(( هل هناك ما يضايقك نورس؟؟؟))
رفعت نظري له...
اومأت برأسي له بــ لا
(( اخبريني اذاً لِم تبكين؟؟؟))
بعد طول صمت...
(( تذكرت ابي...امي..وعامر اخي الصغير....لقد تركوني وحدي..اتألم وحدي...))
كان صامت يستمع لكلماتي المتقطعه...
ونظره الي...
نظرات قلقة حزينة...
(( قدرك نورس..))
(( قدري ان اعيش بألم طوال حياتي...))
(( لا نورس..لا تقولي هذا.... ))
رفعت نظري اليه....
كانت نبرة صوته نفسها
حرارة بدت تسري في جسدي...

وقف بعدها...
وهو ممسك بكفي...
تعالي نورس...لأتحدث معك....
لا اريد لرحمة ان تسمعنا...
تعرفينها جيدا...
وقفت بحركة باردة...
وهو مازال ممسكاً بيدي....

وادخلني غرفته....
لأول مرة ادخلها..
اشعر برائحة انفاسه بداخلها...

كنت مرتبكة كثيرا
لكن حاولت ان لا أًظهر ذلك....
جلست على طرف السرير وهو بجانبي...
ضم وجهي بين كفيه..ووجه نظري اليه...

(( نورس..ارمي الماضي خلف ظهرك...
فقدانك لاسرتك امتحان من الله سبحانه وتعالى...
وعمتك لطالما كانت قريبه منك..وعمك كذلك...
فترة قصيرة عرفتك فيها
سواء الان او قبل سنوات
ولكن هذا ما لمسته منهما...
هل تتصورين حياتك بدون عمك اوعمتك كذلك؟؟؟))
اخذت نفسا عميقا..لا ادري لم كلماته بعثت لي بالطمأنينة...
كان ينظر لعيني...
يريدني ان اتحدث
ان انطق
لكني لم اقوى على فعل شئ
ابعد نظره عني بعدها وهو يخرج الكلمات بصعوبه من بين شفتيه...
(( وتستحقين حياة افضل من حياتك معي...
وقد اتفاقنا ان تكون هذه الحياة لفترة ...حتى تطلبي انت الانفصال...
بعدها لك ان تعيشي حياتك تفكري بمستقبلك...
ومع من تريدين...))
كانت كلماته كجمرات على مسمعي
لم اتوقع منه ابداً هذا الحديث

بعد لحظات ليست بقصيرة...
(( نورس.. ما حدث بيننا قبل سنوات لم يخطط كلانا له
ولكنه حدث وانتهى الامر
اعلم انك عانيت الكثير ...
وهناك الكثير لنتحدث به
لكن...ما الداعي لذلك ان كنا سنفترق
وكلاً منا سيعيش حياته....
انسي الماضي ..وعيشي حياتك...))

كان يتحدث
وكأنه يبرر امراً
احاول ان استوعب سيل الكلمات
وانا معه في غرفه واحده
نتشارك طرف السرير في الجلوس
قريب مني
كما كان قربه من قبل
هي انفاسه
نظراته
نبرات صوته
هو ناصر الذي احببته قبل سنوات
الحب الاول في حياتي كلها
كنت ابلع ريقي بصعوبة وانا افكر بكل هذا
وهو بقربي يرفع كفه لي...
يمسح اثار دموعي ...
ويبعد قصاصات شعري عن وجهي...
(( انت جميله بدون الدموع هذه...))
اشعر بأن قلبي سوف يخرج من بين ضلوعي....

حتى كان صوت احدهم في الخارج...
كان زينة تتحدث الى رحمة....
وبالكاد نطقت...
(( اعتقد ان زينة هنا...))
وبدون اي تعبير على وجهه
ابتعد عني..
تحرك نحو الباب...
فتحه.....
كانت زينة..ودون ان المحها..(( اهلا عمي...اين نورس..))
اشار لها حيث انا....
(( اعتقد اني ازعجتكما...))
لحظتها..تحركت من مكاني...
وقفت قريب من ناصر....
(( كنا ننتظرك...))
قلتها بنبرة هادئة
هادئة جداً
غمزت لنا بحركة اكرهها منها كثيرا
كم هي جريئة
(( لا اعتقد.........انتظركم في الصالة...))

تبعتها للخارج....
حتى كان صوته..
(( سأشارككما الجلوس بعد لحظات...))










. الشاطئ الــ 39
الموجة السابعة..

(( رائعه بالفستان نورس...))
ابتسمت لها...
(( حقاً... لكني لم اعتاد على لبسه...))
(( مارأيك ناصر؟؟؟ اليس الفستان رائع على زوجتك؟؟؟))
(( هي رائعه دوماً))
كان ناصر واقفاً خلفي
لم انتبه له
شاركنا الجلوس
على الكنبة نفسها التي اجلس عليها
كان قريب مني كثيرا
وهو يتمازح مع زينة كعادته
يبدو انهما معتادين على المزاح معاً
فيما انا في عالم اخر
استرجع كلماته
الذي خدرني بها
ابدل حزني وبكائي
بهدؤ غريب
لم اشعر به منذ ان عدت معه للبلاد...
لا علم ما كانا يتحدثان به...

حتى انتبهت لأسمها ..غادة...
(( اذاً كانت هي...كنت اعتقد ان اخرى تشبهها..))
(( هي نفسها...ستكون معنا في قسم الدراسات والبحوث..))
(( لابد انها نالت الدكتوراه..))
(( لا ...))
(( لم تركت الجامعه اذاً ؟؟))
(( لتتزوج....))
(( واخيرا الاستاذه غادة تزوجت...ومن ارضى غرورها...))
((زينة ما هذا الكلام...))
(( الكل يعرف انها لم تكن تقبل باي احد..))
(( وما ادراكم ؟؟...ثم انها تطلقت...))
(( تطلقت؟؟؟ومن يطلق فتاة بجمالها...))
(( حديث النساءهذا لا احبه زينة...))
(( لطالما كانت قريبه منك..ان اخبرتك عن طلاقها لابد انها اخبرتك عن السبب...))
رفع حاجبيه وهو ينظر اليها يتصنع الضيق من كلامها
(( نورس تعرفين الاستاذة غادة...))
اومأت برأسي..
(( نعم التقيت بها اليوم....))

(( فتاة بمنتهى الجمال ومستوى تعليمي عال ...
ما رأيك انت؟؟؟))
(( فعلا كانت رائعه... لابد ان والدتها من جنسية اخرى..))
التفت لي ناصر...
(( فعلا ..كيف عرفتِ.. والدتها المانية...))
(( ملامحها عربية ولكن...لون بشرتها وعينيها العسليتين وشعرها الاشقر ..))
زينة وهي تقرب الشاي الذي حضرته لها رحمة
(( ربما هي اطول مني...وعينها ملونه..لكنها ليست اجمل مني...))
ضحك ناصر على تعليقها
(( ماشالله على الثقة...))
لف ذراعه حولي...
ويقربني اليه...
((لكن تبقى زوجتي هي الاجمل...))
كان لصيقا لي...
انفاسه قريبه لوجهي...
وقفت زينة بحركة سريعه...
(( وقت الغزل...انسحب لأحضر السكر...))
ابتعدت زينة
التفت الي..
وهو يهمس...
(( لا اريدها ان تشعر ان هناك ما نخفيه))
أومأت برأسي
اشاره له بأني استوعبت حديثه...

حتى كان صوتها من المطبخ
(( انا جائعه.. لنتناول العشاء...))



. الشاطئ الــ 39
الموجة الثامنة..

شاركتنا زينة وجبة العشاء
كان جو ملئ بالمزاح بينها وبين عمها
كم هي علاقة مميزة
ورائعه
كان ناصر معها شخص اخر
اصغر من سنه بكثير...
وبالطبع بعد ان تأخر الوقت
ستبات الليله معنا
كما اعتادت ان تفعل سابقا
لم استوعب الامر الا بعد تعليق ناصر....
(( لكِ ان تنامي.. غرفتك في الاعلى جاهزة...))

كان يعني الغرفه القريبه من غرفتي...

اخذت نفسا عميقا...
لابد ان نكون انا وناصر في غرفه واحده....
والا سوف تتأكد زينة من كلام رحمة......
بعدها............................................. .................
دخلت زينة الغرفه.....
فيما انا وناصر واقفين في الممر...
بدأت انا الحديث بما كان هو متردد في قوله...
(( لندخل الغرفه.. زينة هنا..لا اريدها ان تشعر بشئ...))
(( تقدمي انت... سأحضر بيجاما على الاقل...))
انسحب من امامي
وانا اكتم ضحكتي
رغم ارتباكي وقلقي
اشعر وكأننا طفلين
نخبئ جرماً عن من حولنا
دخلت الغرفة..
وانا افكر اين سينام هو؟؟؟
طرق الباب....
دخل بعدها..
وهو يحمل ملابس في يده....

وقف لحظات.....
(( سأنام على الكنبة....وانت على السرير...))
حمل ملابسه ودخل الحمام....
فيما وضعت وسادة من سريري على الكنبة ....
ومفرش خفيف...

خرج بعدها من الحمام....
انتبه الى الكنبة ...
((شكرا نورس....كم انا مرهق ..))
استلقى على الكنبة...
فيما دخلت بعده الحمام...
وانا ممسكة بالبيجاما...
كيف سأرتديها وهو معي؟؟؟

سأنتظر حتى ينام...لااريده ان يراني...

في الوقت نفسه.............................................. .........
كان ناصر مستلقي على الكنبه..
وهو يتصنع النوم
ما لم تعرفه نورس انه قضى النهار نوما مثلها
لكنه ادعى بأنه مرهق كي تأخذ راحتها

سمع صوت الماء..
لابد انها تستحم...
اكثر من نصف ساعه
هل كانت ينتظرها؟؟؟
انتبه لحركة الباب...
اغمض عينه بسرعه
فيما هي تراقبه من جانب الباب...
تأكدت انه نام
فهو مرهق كما يقول...
خرجت من الحمام
تجاوزته نحو المرأة قرب السرير...
وهي تمرر المنشفه على شعرها...
...
استرقت النظر اليه
لابد انه مستغرق في احلامه...
ابعدت نظرها عنه
شرعت بتمشيط شعرها....
بدى رطبا على كتفها...
وقطرات الماء متناثرة على جبهتها...
كما تناثرت على بيجامتها بلونها الزهري الفاتح...
اخذت مكانها على السرير....
وضعت رأسها على الوسادة...
وبحركة سريعه رفعت رأسها
ليست وسادتها التي اعتادت على النوم عليها
التفت اليه
(( لقد اعطيته وسادتي...))
ارخت جسدها على السرير
واخذها النوم...

فيما هو مازال يتصنع النوم....
ويسترق النظر اليها بين الفينه والاخرى...
حتى تأكد من نومها..
استند على الكنبة....
ونظره على الوساده...
رائحة عطرها فيها تخترق انفاسها....
التفت اليها....
نائمة....وبدت وكأنها طفله ارهقها اللعب...
شعرها متناثر على الوسادة
اخذ نفسا عميقا....
وفي زحمة افكاره..غلبه النوم اخيرا

yassmin 11-11-10 04:06 PM




موجة بين شاطئين



افاقت نورس....
لم تجده على الكنبة فقد افاق قبلها وغادر الغرفه....
ارتبكت قليلا...
عندما خطر ببالها انه قد لمحها وهي نائمة....
جهزت نفسها...
وغادرت غرفتها...
للطابق السفلي.....
وكالعاده كانت رحمة بوجهها
((صباح الخير... زينة خرجت...ناصر هنا في الصاله...))
لم تعلق على كلامها
تعلم مدى تدخلها فيما لا يعنيها
كان ناصر يقرأ الصحيفه...
تذكرت ان اليوم الجمعه...موعدها مع عمتها
التفت لها ناصر في تلك اللحظة...
(( نورس... اتصلي بعمتك..اخبريها بزيارتنا لها...))
كانت تنظر اليه باستغراب...
هل كان يقرأ افكارها.....
بعد صلاة المغرب............................................ ...
كانت نورس مستعده..
فيما ناصر ينتظرها في الخارج....
اسرعت اليه..
صعدت السيارة....
(( هل تأخرت ؟؟))
(( لا..لكن علينا ان نذهب لاخذ بعض الحلويات.مارأيك؟؟؟...))
ابتسمت له دون ان تعلق.....
كان الجو هادئ بينهما....
صمت بعيد عن المناوشات....
صمت تتخللته نمسات بارده ترسم ابتسامة على شفتيهما....
مرا محل للحلويات الفاخرة....
وبعدها....الى منزل عمتها........




(( ماما..ماما... العروس هنا....))
ضحكت نورس على تعليق مريم....
وكذلك ناصر لم يخفي ابتسامته....

استقبلهما سلمان وزوجته فريدة...
ومن بعيد الفتيات يسترقن النظر اليهما.....
اجتمع سلمان مع ناصر في المجلس..
فيما نورس وفريده والفتيات معا في الصالة الواسعه...

كان حديث عن كل شئ...
امر ممتع بالنسبه لهن....
ومن حسن حظ نورس ان تزور عمتها بعد الهدنه التي جمعتها بناصر
فبدت هادئة....
وشئ من الراحة على ملامحها....
اطمئنت العمة فريده عليها....
بعد ان رأت راحة ابنتها نورس....
ولكن.....
حان الوقت لتخبرها.....
بل تبشرها بحملها...
رغم ترددها..فكم تخشى ردة فعلها....

وما ان انشغل الفتيات بعيدا عنها...
اقتربت العمة فريده اليها...
وهي تهمس لها...
(( نونو اريد ان اخبرك بأمر ما....))
((ماذا عمتي؟؟؟))
(( انا وعمك سلمان ننتظر مولودا...))
التفتت لها نورس بحركة سريعه
وعيناها مفتوحه على الاخر...
تنظر اليها...
بريق غريب في عينيها..
وبدون شعور اقتربت منها نورس بسرعه
ضمتها اليها
(( مبروووك عمتي...))
لم تتوقع العمة فريدة ردة الفعل هذه من نورس
كما تفاجأت نورس من نفسها...
حتى سمعتها...
(( عقبالك يا نورس...متى نرى اطفالك...))
جمدت بعد هذه الكلمات...
لم تقوى على الكلام...
حتى انتبهت الى سلمان يستأذن بالدخول....
(( انا وناصر ذاهبين للديوانية....))
التفتت لها فروودة..(( سلمان..ناصر هنا ليتعشى معك...))
((لا تقلقي عليه..سنتعشى في الديوانية.... وصلتنا الدعوة..الان...نورس..لا تقلقي عليه هو معي...))
كان سلمان يمازح نورس
وهي تبتسم له

خرج بعدها سلمان برفقة ناصر...
اللذان استمتعا برفقة بعضهما البعض
ولم يتردد ناصر بمرافقته للديوانية...
فقد احب حديثها ونقاشه معه...
وكذلك سلمان.....

فيما فريدة اخذت تجهز العشاء وانا ألهو مع الفتيات
كن سعيدات بخبر حمل عمتي
كم هي محظوظة بهذه العائلة....
لقد عوضها الله عن صبرها....

طال جلوسنا على المائدة...
الحديث اخذنا اكثر من الاكل
وخاصة مع الاميرات
كما كانت تطلق عليهم عمتي...
وما ان انتهينا من الاكل.
حتى اشارت لهن بالذهاب لغرفهن..
وفعلا...
قبلنها..وانصرفن...
وهن ما زلنا ينادينني بالعروس....
خطر ببالي ان احدث عمي..
اطمئنه علي,,,
وليعلم اني مازلت مع عمتي وان تزوجنا....
ولكن فاجأتني عمتي...
(( نونو..عمك اخبرني بأنه سيتصل بعد ان اخبرته بأنك ستكونين معي...))

وفعلا....
اتصل عمي..كم يبدو سعيدا...
حدثته وطمأنته عني وعن دراستي
دراستي التي اهتم لها هو وابنائه
عبدالله الذي اخذ ينبهني لأمور في مشروع التخرج...
وطلال الذي صار يلمح عن علاقته بجلنار باتت جيدة....
ومحمد... لم ينسى ان يخبرني بنتائجه....
والاروع من كل هذا...
حديث الخالة ليلى
ببرود كعادتها ...تخبرني انهم سيكونون هنا خلال شهر..
بعد ان ينهي محمد امتحاناته....
فيما عبدالله وطلال يعودان فيما بعد ...

يبدو عمتي تعلم بالأمر لانها لم تُفاجأ مثلي.....
وانا في هول الاحداث
ادركت انه بحضور عائلة عمي...
ستكون هناك عائلة من حولي....



مر الوقت سريعا....
ناصر والعم سلمان لم يعودا بعد
فيما عمتي تطمئنني...
(( هذه عادة الرجال...سهر في الديوانية....))
(( ولكن ناصر لم يفعلها مسبقا...))
(( هل تقضون اليوم معا؟؟))
(( تقريبا..فلا اراه يزور احدا مشغول بعمله في النهار...وبالليل نادرا مع يخرج مع احد اصحابه....))
(( ونعم الزوج نورس..صبرت ونلت خيراً...لو كنت اعلم ان ناصر من نصيبك لما ضغطت عليك في كل مرة يتقدم لك احد...))

كانت عمتي تبدو مرتاحة لعلاقتي مع ناصر
ولا اعلم لم خطَرَ ببالي..
فكرة الانفصال وماقد يكون موقفها لحظتها....


في طريق عودتنا للمنزل.........................................
انا وناصر في السيارة
ووانا اغالب النعاس..
المسافه طويلة بين منزلنا ومنزل عمتي...
(( زوج عمك انسان محترم....لتو عرفته...))
(( استمتعت معه في الديوانيه؟؟؟))
(( في البداية كنت اظن بأنها ديوانية للتجمع والسمر...
تفاجأت بحضور شخصيات معروفه..
ويناقشون مواضيع مهمة....))
كان يبدو متحمسا كثيرا...
(( تعرفين الاستاذ كامل الـــ))
(( استاذ العلوم السياسية؟؟؟))
(( نعم هو...كان معنا..واكثر من شخصية اقتصادية...))
(( يبدو ان الجو ناسبك....))
(( كثيرا.....))
ودون ان اعي
ولا اعلم ان واصل حديثه فيما دار بينهم في الديوانية
فقد غلبني النوم في السيارة...


في فيلا سلمان............................................. .
وكما أُعجب ناصر باجتماعهم في الديوانية...
اخذ سلمان يصف كلمات المديح لزوجته
فهو لم يتوقع ان يكون ناصر
وهو شاب في مقتبل العمر ان يحمل كل هذا الاهتمام بقضايا المجتمع
التفتت له فريدة..
(( زوج ابنتي دكتور في الاقتصاد هل نسيت؟؟))
((وهل كل دكتور يستحق لقبه؟؟))
(( هل تعني ان نورس في ايدٍ امينة؟؟))
(( لا تقلقي فريدة ...ناصر في منتهى الاخلاق...
وقد اعجب به وبحديثه الجميع...))
في تلك اللحظة.........................................
اوقف ناصر سيارته...
وحاول ايقاظ نورس...
انتبهت لنفسها اخيرا....
(( نورس لندخل المنزل...))
وضعت كفها على وجهها
خجله منه....
امسك بكفها...
وانزلها من السيارة....
كان ممسكا بها حتى وصلا قرب السلم..

وقبل ان تصعد انتبهت لرنين الجوال..
كان جوال ناصر...
من قد يتصل به هذا الوقت؟؟؟
حاولت ان تُظهر عدم الاهتمام
وصعدت بهدؤ
ومسمعها معه...
(( اهلا غادة....))
وبسرعه الى غرفتها...
ورغم النعاس وبقايا النوم في عينيها
الا ان اسم غادة اثارها كثيرا...
لم قد تتصل في هذا الوقت؟؟؟؟

لحظتها.................................
ناصر في غرفته....
يحادثها......

(( لم اكن نائماً..سأكون عندك بعد دقائق....))

وخرج بسرعه من المنزل...
حرك سيارته ...

سمعت نورس صوت محرك سيارته...
اقتربت من النافذة...
لمحته مسرعا....
تتصل به في هذا الوقت ويخرج مباشرة رغم الارهاق الواضح عليه
لابد ان علاقتهما وطيدة....

رمت بجسدها على السرير...
قربت الوسادة اليها....
واغمضت عينها....
تحاول تستعيد غفوتها التي اخذتها في السيارة
ولكن مديح عمتها لزوجها مازال يتردد في اذنها
وحديثه مع غادة في هذا الوقت المتأخر وخروجه بعد ذلك جعل النوم يهرب من عينيها...
لا تدري كم مر من الوقت...
حتى انتبهت لصوت سيارته..
لابد انه عاد...
خرجت من غرفتها...
وبحركة سريعه نزلت من السلم للمطبخ...
كان ناصر وقتها قد دخل...
سمع صوت حركتها..
اتجه نحو المطبخ...
(( نورس؟؟ ألم تنامي...))
انتبه لكوب الماء في يدها
في حين هي بقيت صامته
فقط ..رفعت بصرها اليه...
كان بثوبه..ولكن شماغه في يده...
وازرار ثوبه العلوية مفتوحه...
وقع كوب الماء من يدها...
واصدر صوتا قويا وسط هذا الهدؤ
جمدت مكانها..وعينها على الزجاج المتناثر....
حت انتبهت اليه يشدها من كفها..
(( ابتعدي عن الزجاج... غدا رحمة تنظفه..))
سحبت كفها بقوة من يده...
واسرعت بخطواتها على السلم...
لم يستوعب ردة فعلها...
((هل ازعجها دخولي عليها فجأة...
ام ربما لأني لمحتها بهذه البيجاما؟؟؟
كم تبدو كطفله وهي ترتدي القصير وشعرها منسدل على ظهرها..))
موجة بين شاطئين
افاقت نورس....
لم تجده على الكنبة فقد افاق قبلها وغادر الغرفه....
ارتبكت قليلا...
عندما خطر ببالها انه قد لمحها وهي نائمة....
جهزت نفسها...
وغادرت غرفتها...
للطابق السفلي.....
وكالعاده كانت رحمة بوجهها
((صباح الخير... زينة خرجت...ناصر هنا في الصاله...))
لم تعلق على كلامها
تعلم مدى تدخلها فيما لا يعنيها
كان ناصر يقرأ الصحيفه...
تذكرت ان اليوم الجمعه...موعدها مع عمتها
التفت لها ناصر في تلك اللحظة...
(( نورس... اتصلي بعمتك..اخبريها بزيارتنا لها...))
كانت تنظر اليه باستغراب...
هل كان يقرأ افكارها.....
بعد صلاة المغرب............................................ ...
كانت نورس مستعده..
فيما ناصر ينتظرها في الخارج....
اسرعت اليه..
صعدت السيارة....
(( هل تأخرت ؟؟))
(( لا..لكن علينا ان نذهب لاخذ بعض الحلويات.مارأيك؟؟؟...))
ابتسمت له دون ان تعلق.....
كان الجو هادئ بينهما....
صمت بعيد عن المناوشات....
صمت تتخللته نمسات بارده ترسم ابتسامة على شفتيهما....
مرا محل للحلويات الفاخرة....
وبعدها....الى منزل عمتها........




(( ماما..ماما... العروس هنا....))
ضحكت نورس على تعليق مريم....
وكذلك ناصر لم يخفي ابتسامته....

استقبلهما سلمان وزوجته فريدة...
ومن بعيد الفتيات يسترقن النظر اليهما.....
اجتمع سلمان مع ناصر في المجلس..
فيما نورس وفريده والفتيات معا في الصالة الواسعه...

كان حديث عن كل شئ...
امر ممتع بالنسبه لهن....
ومن حسن حظ نورس ان تزور عمتها بعد الهدنه التي جمعتها بناصر
فبدت هادئة....
وشئ من الراحة على ملامحها....
اطمئنت العمة فريده عليها....
بعد ان رأت راحة ابنتها نورس....
ولكن.....
حان الوقت لتخبرها.....
بل تبشرها بحملها...
رغم ترددها..فكم تخشى ردة فعلها....

وما ان انشغل الفتيات بعيدا عنها...
اقتربت العمة فريده اليها...
وهي تهمس لها...
(( نونو اريد ان اخبرك بأمر ما....))
((ماذا عمتي؟؟؟))
(( انا وعمك سلمان ننتظر مولودا...))
التفتت لها نورس بحركة سريعه
وعيناها مفتوحه على الاخر...
تنظر اليها...
بريق غريب في عينيها..
وبدون شعور اقتربت منها نورس بسرعه
ضمتها اليها
(( مبروووك عمتي...))
لم تتوقع العمة فريدة ردة الفعل هذه من نورس
كما تفاجأت نورس من نفسها...
حتى سمعتها...
(( عقبالك يا نورس...متى نرى اطفالك...))
جمدت بعد هذه الكلمات...
لم تقوى على الكلام...
حتى انتبهت الى سلمان يستأذن بالدخول....
(( انا وناصر ذاهبين للديوانية....))
التفتت لها فروودة..(( سلمان..ناصر هنا ليتعشى معك...))
((لا تقلقي عليه..سنتعشى في الديوانية.... وصلتنا الدعوة..الان...نورس..لا تقلقي عليه هو معي...))
كان سلمان يمازح نورس
وهي تبتسم له

خرج بعدها سلمان برفقة ناصر...
اللذان استمتعا برفقة بعضهما البعض
ولم يتردد ناصر بمرافقته للديوانية...
فقد احب حديثها ونقاشه معه...
وكذلك سلمان.....

فيما فريدة اخذت تجهز العشاء وانا ألهو مع الفتيات
كن سعيدات بخبر حمل عمتي
كم هي محظوظة بهذه العائلة....
لقد عوضها الله عن صبرها....

طال جلوسنا على المائدة...
الحديث اخذنا اكثر من الاكل
وخاصة مع الاميرات
كما كانت تطلق عليهم عمتي...
وما ان انتهينا من الاكل.
حتى اشارت لهن بالذهاب لغرفهن..
وفعلا...
قبلنها..وانصرفن...
وهن ما زلنا ينادينني بالعروس....
خطر ببالي ان احدث عمي..
اطمئنه علي,,,
وليعلم اني مازلت مع عمتي وان تزوجنا....
ولكن فاجأتني عمتي...
(( نونو..عمك اخبرني بأنه سيتصل بعد ان اخبرته بأنك ستكونين معي...))

وفعلا....
اتصل عمي..كم يبدو سعيدا...
حدثته وطمأنته عني وعن دراستي
دراستي التي اهتم لها هو وابنائه
عبدالله الذي اخذ ينبهني لأمور في مشروع التخرج...
وطلال الذي صار يلمح عن علاقته بجلنار باتت جيدة....
ومحمد... لم ينسى ان يخبرني بنتائجه....
والاروع من كل هذا...
حديث الخالة ليلى
ببرود كعادتها ...تخبرني انهم سيكونون هنا خلال شهر..
بعد ان ينهي محمد امتحاناته....
فيما عبدالله وطلال يعودان فيما بعد ...

يبدو عمتي تعلم بالأمر لانها لم تُفاجأ مثلي.....
وانا في هول الاحداث
ادركت انه بحضور عائلة عمي...
ستكون هناك عائلة من حولي....



مر الوقت سريعا....
ناصر والعم سلمان لم يعودا بعد
فيما عمتي تطمئنني...
(( هذه عادة الرجال...سهر في الديوانية....))
(( ولكن ناصر لم يفعلها مسبقا...))
(( هل تقضون اليوم معا؟؟))
(( تقريبا..فلا اراه يزور احدا مشغول بعمله في النهار...وبالليل نادرا مع يخرج مع احد اصحابه....))
(( ونعم الزوج نورس..صبرت ونلت خيراً...لو كنت اعلم ان ناصر من نصيبك لما ضغطت عليك في كل مرة يتقدم لك احد...))

كانت عمتي تبدو مرتاحة لعلاقتي مع ناصر
ولا اعلم لم خطَرَ ببالي..
فكرة الانفصال وماقد يكون موقفها لحظتها....


في طريق عودتنا للمنزل.........................................
انا وناصر في السيارة
ووانا اغالب النعاس..
المسافه طويلة بين منزلنا ومنزل عمتي...
(( زوج عمك انسان محترم....لتو عرفته...))
(( استمتعت معه في الديوانيه؟؟؟))
(( في البداية كنت اظن بأنها ديوانية للتجمع والسمر...
تفاجأت بحضور شخصيات معروفه..
ويناقشون مواضيع مهمة....))
كان يبدو متحمسا كثيرا...
(( تعرفين الاستاذ كامل الـــ))
(( استاذ العلوم السياسية؟؟؟))
(( نعم هو...كان معنا..واكثر من شخصية اقتصادية...))
(( يبدو ان الجو ناسبك....))
(( كثيرا.....))
ودون ان اعي
ولا اعلم ان واصل حديثه فيما دار بينهم في الديوانية
فقد غلبني النوم في السيارة...


في فيلا سلمان............................................. .
وكما أُعجب ناصر باجتماعهم في الديوانية...
اخذ سلمان يصف كلمات المديح لزوجته
فهو لم يتوقع ان يكون ناصر
وهو شاب في مقتبل العمر ان يحمل كل هذا الاهتمام بقضايا المجتمع
التفتت له فريدة..
(( زوج ابنتي دكتور في الاقتصاد هل نسيت؟؟))
((وهل كل دكتور يستحق لقبه؟؟))
(( هل تعني ان نورس في ايدٍ امينة؟؟))
(( لا تقلقي فريدة ...ناصر في منتهى الاخلاق...
وقد اعجب به وبحديثه الجميع...))
في تلك اللحظة.........................................
اوقف ناصر سيارته...
وحاول ايقاظ نورس...
انتبهت لنفسها اخيرا....
(( نورس لندخل المنزل...))
وضعت كفها على وجهها
خجله منه....
امسك بكفها...
وانزلها من السيارة....
كان ممسكا بها حتى وصلا قرب السلم..

وقبل ان تصعد انتبهت لرنين الجوال..
كان جوال ناصر...
من قد يتصل به هذا الوقت؟؟؟
حاولت ان تُظهر عدم الاهتمام
وصعدت بهدؤ
ومسمعها معه...
(( اهلا غادة....))
وبسرعه الى غرفتها...
ورغم النعاس وبقايا النوم في عينيها
الا ان اسم غادة اثارها كثيرا...
لم قد تتصل في هذا الوقت؟؟؟؟

لحظتها.................................
ناصر في غرفته....
يحادثها......

(( لم اكن نائماً..سأكون عندك بعد دقائق....))

وخرج بسرعه من المنزل...
حرك سيارته ...

سمعت نورس صوت محرك سيارته...
اقتربت من النافذة...
لمحته مسرعا....
تتصل به في هذا الوقت ويخرج مباشرة رغم الارهاق الواضح عليه
لابد ان علاقتهما وطيدة....

رمت بجسدها على السرير...
قربت الوسادة اليها....
واغمضت عينها....
تحاول تستعيد غفوتها التي اخذتها في السيارة
ولكن مديح عمتها لزوجها مازال يتردد في اذنها
وحديثه مع غادة في هذا الوقت المتأخر وخروجه بعد ذلك جعل النوم يهرب من عينيها...
لا تدري كم مر من الوقت...
حتى انتبهت لصوت سيارته..
لابد انه عاد...
خرجت من غرفتها...
وبحركة سريعه نزلت من السلم للمطبخ...
كان ناصر وقتها قد دخل...
سمع صوت حركتها..
اتجه نحو المطبخ...
(( نورس؟؟ ألم تنامي...))
انتبه لكوب الماء في يدها
في حين هي بقيت صامته
فقط ..رفعت بصرها اليه...
كان بثوبه..ولكن شماغه في يده...
وازرار ثوبه العلوية مفتوحه...
وقع كوب الماء من يدها...
واصدر صوتا قويا وسط هذا الهدؤ
جمدت مكانها..وعينها على الزجاج المتناثر....
حت انتبهت اليه يشدها من كفها..
(( ابتعدي عن الزجاج... غدا رحمة تنظفه..))
سحبت كفها بقوة من يده...
واسرعت بخطواتها على السلم...
لم يستوعب ردة فعلها...
((هل ازعجها دخولي عليها فجأة...
ام ربما لأني لمحتها بهذه البيجاما؟؟؟
كم تبدو كطفله وهي ترتدي القصير وشعرها منسدل على ظهرها..))



الشاطئ الــ 40
الموجة الاولى

دفتري العزيز........................................
اعود اليك من جديد
وكلي الم وضيق
اعلم انك افتقدتني ليالٍ
لكني معك الان احكي لك الامي
وهل حَمَل النورس غير الالم؟؟؟
رفيقي
كم حاولت ان اكشف احداث الماضي
ان افهم منه ما حدث قبل سنوات
لكنه ابى ان يتحدث
ان يبرر لي موقفه على الاقل....
لكنه فضل الصمت
اشعر ان امراً كبيراً يخفيه عني
يبدو اني ابحث عن مبرر لما حدث
خاصة بعد حديث زينة معي
بأن الماضي يرهقه..ويغير من نفسيته للأسؤ

حتى صار يقترب مني بهمساته ولفتاته
لم اقوى على رفضها
كان يأخذني لحلمي الوردي
الذي عشته لايام معدودة في الغربة....
ايقنت الان انه يستحيل ان يتحدث عن الماضي
وكما يقول
ان كنا قررنا الانفصال...
لِم ننبش الماضي؟؟؟؟

وكأن النار التي اشتعلت في قلبي سنوات
بدأت تنطفى تدريجيا...
كل شروطي نفذها
ولم يتسبب في ازعاجي لحظة....

وكأنه خدرني بكلامه كما فعل سابقاً
ولكن...................................
افقت على انوثتها الطاغيه
وهي تقف امامي....
تتحدث معه بنبرات صوت ناعمة.....
من شفتين مكتنزتين
كلها جاذبية ورقة
نعومة تفوق الوصف
فلَك ان تتصور
ملامح عربية.... وفتنه اوروبية

الدكتور ناصر....
له ان يتعرف على نساء بهذا القدر من الجمال
ومن الثقافه العالية
ماقد تكون ردة فعله معهن؟؟؟؟
حتى كشفت الامر في تلك الليله
عندما اتصلت به في وقت متأخر....
وخرج اليها...
ليعود بعد ساعات....
وقد تبدل حاله
علمت باحساس الانثى
انه كان معها
زوجي كان مع اخرى

ومنذ تلك الليله
احساس غريب يتصارع داخلي
يتصارع مع اللامبالاه الي احاول ان اقنع بها نفسي
لكني فشلت....
قد يكون شعور طبيعي
تشعر به اي زوجه اتجاه زوجه لو انشغل بغيرها
وان كان زواج على الورق...
بصراحه لا افهم نفسي
فمنذ تلك الليله كرهت رفقته
او الجلوس معه
خاصة بعد ان احضر لي سيارتي من منزلي القديم
صرت اذهب الى جامعه لوحدي...
واقضي يومي في المذاكرة
و الاعداد للمشروع
حتى كان فكرة عمتي,,,,
ان اتابع تعلم القران
خلال فراغي
بدى لي سعيداً بالفكرة
خاصة بعد ان اخبرته
اني انهيت دورة في تجويد القران في الصيف الفائت
لكني لم اجعل هذا سبباً للنقاش او الحديث
وهذا طبعي معه
يبدو انه اعتاد على الامر
فلم يعد يحدثني الا قليلاً...
نتناول طعامنا منفردين...
واغلب الاحيان
يكون قد تناول غدائه في الجامعه
واغلب الظن معها...
مع غادة...زميلته الشقراء الفاتنة...
التقيت بها قبل ايام في الجامعه
كان ترتدي تنورة بلون زهري فاتح
قصيرة..قصيرة جدا...
وقميص من الحرير التركوازي...
وطبعا نعومتها لا تحتاج للمكياج..
يكفيها الكحل الازرق الذي اظهر جمال عينيها...
رغم ان كل هذا لا يلفت انتباهي
الا انها جعلتني ادقق النظر فيها..
وهي متجهه الى القسم...
قسم الدراسات والبحوث الذي يترأسه زوجي...
كيف يراها؟؟؟ وكيف ينظر اليها؟؟
وما قد يدور بينهما من حديث......
الا يكفيه رؤيتها في الجامعه
حتى يزورها بين ليلة واخرى...
اعلم انه يخرج للقائها....
وخاصة في اوقات متأخرة....
فأكثر من مرة....
اسمع حديثه معها....
وهو يهم بالخروج.....
فأعلم انه ذاهب اليها...
ويعود بعد ساعات....
رغم اني لم اعهد منه السهر في السابق...
احترت فيما قد تكون ردة فعلي...
ماذا علّي ان افعل
لكني ففضلت الصمت....
كلها شهور وتنتهي علاقتنا...
ولكن تغزو عقلي افكار غبية...
انا زوجته ... يحترمني على الاقل....

كم هزتني هذه الكلمة عندما خطرت ببالي أول مرة...
يحترمني؟؟؟؟
بسبب علاقته بهذه المرأة
صرت اتجنب الالتقاء بها ولو صدفه....
كم سأبدوو غبية امامها....
ان لمحتني وقد كان زوجي قبل ليلة برفقتها
ألم وضيق لم اشعر به مسبقا...
احاول ان اتجاهله...
لكني لا استطيع...
وابكي بعض الليالي ...
خاصة عندما اسمع صوت محرك السيارة...وهو خارج لها...
هل من حقي ان اصارحه؟؟؟
ان اخبره ان هذا الامر يجرحني؟؟؟
ولِم افعل ذلك؟؟؟ وقد يجرحني اكثر بكلامه
فأسهل ما قد يقول......
ليس من حقك ؟؟
فأنا زوجة على الورق فقط...
ولا استطيع ان استشير احد...
لذا اكتم ضيقي بصدري....
حتى يحين الوقت المناسب للانفصال....



الشاطئ الــ 40
الموجة الثانية...

الضيق بدأ يتسلل بداخلي
منذ ان تغيرت علاقتها معي...
لا انكر برودها في السابق
لكنها تقبلت وجودنا مع بعض لفترة...
الا انها عادت من جديد اسوا من السابق...
ودون سابق انذار....
لا اعرف سبب لتغيُر معاملتها معي...
حتى صرت لا التقيها خلال اليوم الا صدفة....
ومضت ليالٍ...اقضيها نائماً في الصاله...
فغرفتي صارت تكتم انفاسي اكثر....
اشتقت لصوتها
لفتاتها
عنادها
دلالها الذي المحه فيها دون ان تشعر به هي...
لدرجة اني صرت اتسلل نحو غرفتها
واقترب من الباب دو ان تشعر
وكما اعتدت منها ان تنام والانوار مضاءة
لكنها الان لديها نشاط جديد
تجويد القران....
كنت اسمع قرائتها..
وتكرارها للايات....
كانت تسجل صوتها
وتعيد سماعه...
يبدو انها تذاكر ما تعلمته في مركز القران....
صوتها في قمة الروعه...
لكنها ابدا لا تعلم اني اسمعها....

ورحمة تائهه بيننا
ليس لديها ما تتسمعه من حديث بيننا
او التجسس علينا
.................................................. .............................
الشاطئ الــ 40
الموجة الثالثة...

جلنار وطلال....
معا...في الجامعه.
مستندين على احد الكراسي الموزعه في الساحه...
جلنار...(( طلال... هل يعني ان اسرتك ليست موافقه على ارتباطك بي؟؟؟))
طلال...(( المشكله ليست انتِ..المشكله في فكرة الارتباط وفي هذا الوقت بالذات....))
جلنار...(( وهل لك ان تخالفهم؟؟؟))
طلال...(( بالتأكيد لا...لكني سأبقى على طلبي....))
جلنار..(( الامر بات صعبا....امي كذلك اعترضت على فكرة الزواج من شاب خليجي بالذات...))
كانا ينظران للافق..
لم يلتفتا لبعض وهما يتحدثان....
طلال..(( افهم والدتك جيدا.... تجربتها الفاشلة مع والدك جعلتها لا تثق بمثل التجربة...))
جلنار...(( امي لن تكون مشكله ابدا... لن تبقى مصره على رايها وانا اعيش مع والدي في حين هي قررت الرحيل الى كندا.... يبقى موقف والدي ...))
طلال...(( وهل يعترض والدك؟؟؟))
جلنار...(( وما الفائدة ان وافق والدي واعترض والدك....))
طلال... (( تخرجي هذا الفصل يحسم الموضوع....
سأكون مسئول عن قراري...لن يعترض ابي ان شعر بجديتي... وان تخطيطي لمستقبلي لن يتغير....))
جلنار...(( طلال كم انا خائفة...))
لحظتها فقط التفت لها طلال...
(( لا تخافي وانا معك.... سنكون لبعض تأكدي...))
لم تجبه ولم تلتفت اليه...
لم ترغب ان يلمح دمعها..او يشعر بالغصه التي تخبؤها بداخلها.......
في اللحظة نفسها............................................. ...................................
ابو عبدالله...*(( عبدالله ..انصح اخاك..لابد ان يصرف نظر عن الزواج الان..ومن هذه الفتاة التركية بالذات...))
عبدالله+..(( ابي..هي ليست تركيه...والدها خليجي...))
*(( وان يكن...فكرة الزواج ليس وقتها الان..لابد ان ينهي دراسته ..))
+(( الفصل الاخير ما تبقى له...))
*(( اعني دراسته العليا....ثم اراك غير معترض على قراره...))
+((عذرا ابي..لكنه مستقبله... لنا ان ننصحه فقط.... وهو يتحمل مسئولية قراره...))
*(( لو فكر بالارتباط باحدى قريباته...او احدى معارفنا يمكن ان اقتنع بالفكرة لكن فتاه غريبه..لست مقتنع ابدا....لا اراها مناسبة ...))
كانت كلمات والده تعنيه هو...
ماقد يكون موقف والده ان عرف انه يفكر في زينه..
وانه هام بها بقدر تعلق طلال بالفتاة التركية...
زينة... ليست الفتاة المناسبه لــ عبدالله..كلام مفروغ منه...
الكل سيرى الفرق بينهما...
لم يعد منتبها لحديث والده..
شغلت عقله ما ان جاء طيفها امامه...
كم اشتاق لنبرات صوتها...
لقد افتقدها في الفترة الاخيرة...
فليس لديه ما يتحجج به ليتصل بها....
اكتفى برسائل نصيه ..لا تحمل شئ من مشاعره الا القليل جدا...
وانشغاله بتقديم رسالة الدكتوراه الهته قليلا عنها...
كم يرغب بانهاء دراسته بسرعه...
والعودة للبلاد...
ليكون قريب منها..ويأخذ قراره النهائي بالارتباط بها هناك
بعد ان يضرب بعرض الحائط كل مخططاته بان يعمل هنا لكسب خبرة اكبر...
ولكن يبقى حبه لها اكبر من اي شئ...

*(( سأعتمد عليك بني....))
انتبه لوالده ان يحدثه وهو يهم بدخول غرفته...
التفت عبدالله لنفسه في المراه المعلقه في الصاله....
(( ان كنت تنازلت عن كل خططي من اجل فتاة لم اصارحها بحبي للان...
فلا اظن ان طلال سيقبل بأي قرار منا يبعده عن حبيبته والتي تعلق بها منذ اكثر من عامين...))


الشاطئ الــ 40
الموجة الرابعه...


نهار يوم الجمعه
كنت في زيارتهما
نورس وعمي ناصر
كم هو كئيب هذا البيت
وكم كنت اظن ان وجود فتاة مثل نورس
قد تعيد الحياة خلف هذه الجدران
بدى لي ان أمر غامض ينفرهما عن بعض
خمنت اكثر من سبب لذلك
وسابقا كنت اظن
طبيعه نورس...وخجلها
وتجربتا عمي الفاشلتين في الزواج
وظروف زواجهما
اجبرتهما على هذا الوضع
ولكن ما اخبرني به نبيل
عن معرفتهما لبعض قبل لقائهما في لندن
زاد من استغرابي للبرود الذي يسيطر عليهما
وكما تلمح لي رحمة دون الحاجة لسؤالها
انهما نادرا ما يجتمعان حتى على الوجبات
وجودي اليوم معهما
اجبرهما على الاجتماع على ما يبدو
كانت نورس صامته
تكتفي بابتسامة
وناصر ممسك بكتاب في يده
كم مللت هذا الجو
(( نونو اللليلة انا مدعوة على حفلة خطبة ابنة عمي..تأتين معي؟؟))
التفت لحظتها ناصر وباهتمام
(( خطبة من؟؟))
((ريما..ابنة عمي عبد الرحمن...ارسلوا بطاقة دعوة لكما معي...))
ابعد نظره عني..متجاهلا كلماتي الاخيرة
(( نونو ما رايك؟؟))
(( لا احب الحفلات..))
(( وانا مثلك..لكن لنا ان نغير في يوم الاجازة وتتعرفين كذلك
على افراد عائلتنا...))
(( لا ..اعذرينيزينة لست مستعدة...))
اقتربت منها اكثر وكأني اهمس اها....
(( نونو..نذهب اليوم الى صالون التجميل...نغير جو...ونغير شئ من مظهرنا..))
كنت لحظتها الاعب خصلات شعرها الطويلة
المتدلي شئ منها على كتفها
لمحت بريق غريب في عينيها
بدت تفكر في امر ما
لم افهمه
رفعت نظرها لعمي..وكأنها تريد ان تعرف رايه
انتبه لها
(( نورس لك ان تذهبي ان رغبتي في ذلك...))
ولكي اسهل عليها الامر...
(( ان كنت مشغولة..لأن نذهب للصالون...عاملة الصالون تأتي لنا هنا..ما رأيك؟؟؟))
ابتسمت لي..اشارة لقبولها الفكرة
وانا اهم بالقيام...
((سأذهب الان لشراء فستان..تأتين معي؟؟))
(( لازينة..لا احتاج لشراء فستان...ثم ان هناك ما علي تحضيره تمهيدا للقائي مع د.سعيد...))
(( د.سعيد المشرف على مشروعك..كم انت محظوظة..كيف استطعتِ ان تحصلي على اشرافه؟؟؟.))
التقت نظراتهما مع بعض....
تذكرت ان ناصر قد سجل لها للجامعه قبل ان يرتبط بها
تداركت الموقف
(( حسنا بعد صلاة المغرب تكوني جاهزة..للذهاب للصالون ثم للحفل..))
غادرت بعدها..واعتقد ان اجتماعهما انتهى ما ان خرجت......

الشاطئ الــ 40
الموجة الخامسة...

اجتمعت زينة معنا
انا وناصر...
والصمت سيد الموقف
ليس لدينا ما نقوله
ناصر كان معنا وليس معنا
بدى مشغول بكتاب بين يده
او ربما لم نعد نثير اهتمامه
لابد ان غادة فقط من تستحق اهتمامه فعلا وان كان في وقت متأخر من الليل
منذ اكتشفت هذا الامر
وانا اكره الجلوس معه او حتى النظر اليه
مضت ايام...
وكأننا اغراب في منزل واحد
لم يشاركنا الحديث
الا بعد حديث زينة عن خطبة ابنة اخيه
لم يكن ناصر يعلم بذلك
فقد انفعل في بداية معرفته بالامر....
الا انه تراجع وعاد لما يتصفحه بين يديه...
هل القطيعه بينه وبين اخوته تصل لهذه الدرجة...
ما قد يكون سببا لذلك...

لم ابدي رغبة في تلبية دعوتها لمرافقتها....
الا ان فكرة ان اغير شئ من مظهري...
هزت شئ بداخلي...
شعرت لحظتها انها تلمح لشئ....
اني احتاج لبعض التغيير فعلاً...
كعادة كل الفتيات بعد الزواج...
احببت الفكرة رغم ان هذا ليس من اهتمامي
والاغرب لحظتها ..........
ظهور خيال الاستاذه غادة امامي لحظتها...
ولو ابديت شئ من الاهتمام لمظهري سأظهر اجمل منها...
لحظتها............................................ ........................................
ناصر في غرفته...بعد ان رمى كتابه بعصبية على المكتب
وبقي جامدا على الكرسي
(( ريما ..تلك الطفله ... ستتزوج؟؟))
اخذ نفسا عميقا يفكر بكل التغيير الذي مر به...
ولم يلتقي باحد من اخويه
او ان يفكرا هما بلقائه
باتت اخبارهما تصله بالصدفه
بحلقة الوصل الوحيدة
زينة....
صار يمسح على وجهه براحة يده..بقوة
اجهده كثيرا الموضوع
وعودته لذكريات الماضي التي تدمي قلبه




الشاطئ الـ 40
الموجة السادسة



لم تتأخر زينة عن موعدها.....
كانت نورس تبدو محتارة اي فستان ترتدي....
فساتينها نفسها التي اشترتها مع عمتها عندما كانت تجهز لزواجها....
ولم تفكر بارتدائها بالطبع ...
الا الان.....
(( نونو الاسود يبدو راقي جدا.... ولكن الزهري يبدو زاهياً))
(( الاسود محتشم اكثر...الزهري قصير وبدون اكمام...))
(( حسنا ..ارتدي الاسود للحفله...اما الزهري فالافضل يراك به عمي فقط...))
بدى عليها الارتباك....
بعدها............................................. ..
تواجدنا انا وهي وعاملة صالون التجميل
كبيرة في السن..فلبينية الجنسية...
تضع نظارة سميكة....
ولكن بدت خبيرة في كل شئ....
ما ان رأت شعري....
(( شعرك جميل لكنه بدون حياة..... سأغير منه دون ان اقصر من طوله...
ولي ان اصبغه بلون يظهر بياض بشرتك....وملامح وجهك الناعمة...))
((فينوس.... اظهري كل خبرتك في التجميل مع زوجة عمي.....ولكن اياك ان تظهريها اجمل مني....))

خلال فترة ليست بقصيرة....
كانت قد انتهت.....
رفضَت ان ارى شكلي في المرأة....
((ارتدي الفستان اولا....))

وفعلا...
ارتديت الفستان الاسود... من الشيفون الناعم جدا...
بدى لي وكأنه يرسم جسدي وينتهي بذيل ليس بطويل كذيل السمكة...
بدون اكمام... ولكن يغطي الصدر و اعلى الرقبه بنفس قطعة الشيفون الشفاف
ولأنه خالي من اي اكسسوار...
وضعت حلق كبير نوعا ما من الكريستال الابيض...
ومع الكعب العالي...

نظرت لنفسي في المراة....
بدى لي شعري كخصلات من الشيكولا المتناثرة بكثافة...
لونه بني محمر..بدى رائع جدا...
مع طريقة القص...التي اعطته شكلا مختلفا
بدى غليظا... متدرج في الطول...
بدأ من خصلات على جبيني...ويتدرج في طوله الى نهاية ظهري...
(( زينة هل يبدو مظهري مناسبا؟؟؟))
كانت تنظر لي باعجاب...
(( ما شاء الله....اية في الجمال...))
(( زينة اجيبيني.. هل ابدو بمظهر مبالغ فيه؟؟؟))
(( مبالغ فيه؟؟؟؟ واضح انك لا تحضرين حفلات..... سترين ما يرتدين البنات هناك..))
(( وانت؟؟.))
(( انا هذا مظهري في كل حفله....فستان قصير ....وشعري المجعد.... والكحل الاسود لا غير...))

اخذت بكلامها.....
وتشجعت على الذهاب للحفل... وانا بهذا المظهر الجديد...
وجيد ان ناصر ليس هنا...
وكما اخبر زينة ان لديه مشوار مهم وسيتأخر....
وأكد عليها ان تبقى معي... اي تبات معنا في المنزل..بما اننا سنعود بوقت متأخر....

كنت متأكدة انه ذهب اليها...
الى ا غادة...
هذا وقته المعتاد للخروج اليها ويعود بعد منتصف الليل ....
حاولت ان اتجاهل الامر
يكفي بكائي كل ليلة لسبب نفسه...
دعني اريح فكري قليلا....

الشاطئ الـ 40
الموجة السابعة

وصلنا الحفل ....
في قاعه الفندق...
قاعه في منتهى الفخامة....
تجهيز مبالغ فيه....
من كل النواحي...
الديكور..الاستقبال...وفرقة الحفل ....
الصاله مليئة بالنساء والفتيات....
بدى لي المكان كعرض ازياء....
او ربما تفاخر في اللبس المبالغ فيه والمجوهرات..والمكياج الصارخ....
جلسنا في زاوية بعيدة...
وصوت الفرقة الموسيقيه في قمة الازعاج فعلا
فكيف لتلك الفتيات يتراقصاً طرباٍ.......

كانت ام وليد...زوجة عم زينة في استقبالنا...
رحبت بزينة..ورحبت بي...ولكن ما ان علمت اني زوجة ناصر...
حتى صارت تدقق في كل جزء مني....
لحظات وصرن النساء من حولي يسترقن النظر الي...
(( انظري نونو كيف ينظرن اليك...واخيرا التقوا بشئ يخص عمي ناصر....وجمالك ابهرهن فعلا...))
تجرأت لحظتها...
(( لم القطيعه بين الاخوة ؟؟؟))
التفتت زينة....
(( اخبرك لاحقاً...))
بعدها تقدمت ثلاث فتيات...
كما اخبرتني زينة هن اخوات العروس..اي بنات عمها..
فعلا قمة في الذوق....
صرن يرحبن بي....
ويدققن بنظرهن كما كانت والدتهن.....
تأخر الوقت..
ونحن على حالنا...
(( زينة متى تحضر العروس؟؟؟))
(( كالعادة بعد منتصف الليل...))
(( يستحيل؟؟؟))
((ماذا؟؟؟))
(( لنذهب..الوقت تأخر...وانا جدا مرهقه لدي ما علي ان اقوم به غدا...))
(( لن نرى العروس؟؟؟))
(( اسفة زينة لكن الوقت تأخر....))
همست لي لحظتها...
(( معك حق الحفل لا يستحق السهر من اجله...لكن نخرج دون ان يلمحنا احد...))
لحظات وكنا....
نتمايل من الضحك في السيارة....
كان شكلنا مضحك..ونحن نتسلل من القاعه...
حتى لا يرانا احد ويصر على بقائنا....
كنت ارتدي العباءة...وقد غطيت وجهي وانا في موقف السيارات...
كانت زينة بعكسي....
بكامل زينتها...
والاكثر من هذا ...تعليقات زينه..وكأنها تحادث نفسها...
(( طوال النهار في السوق...وساعات لنجهز....نحظر ربع الحفل ونخرج متسللتان منه ...
كأننها حضرنا لتتأمَلَنا زوجة عمي وبناتها فقط....))

بعدها كنا في المنزل............................................ .....
الارهاق واضح علينا....
ليس من السهر في الحفل...
وانما من التجهيز له...
كم كان الامر مضحكا...
لم يكن ناصر في المنزل...
التفتت لي زينة...
(( هل اعتاد عمي على السهر؟؟))
بارتباك...(( لا..نادرا..))
كنا نصعد السلم...
دخلت زينة الغرفه التي اعتادت على النوم فيها..
(( اعتقد اني سأنام من شدة التعب,,,))
((وانا ايضا...))
حتى رفعت صوتها..
(( لا تنامي حتى يراك عمي....))
اربكني تعليقها
دخلت الغرفه....
ووقفت امام المراة..انظر لنفسي...وانا امرر اناملي بين خصلات شعري...
وانثره على كتفي العاري...
مر وقت وانا اتأمل نفسي...
وتذكرت اني لن استطع ان افتح سحاب الفستان وحدي..
بسرعه...خرجت من الغرفه الى حيث زينة قبل ان تنام..
(( زيونه حبيبتي...افتحي الباب...))
لحظات وفتحت الباب...
كان النعاس قد غلبها فعلا...
(( مابك نورس.؟؟))
(( افتحي الفستان ...لا استطيع ذلك...))
تقدمت الى غرفتي...وهي خلفي...وواضح عليها النعاس...
لحظتها كان صوته...ناصر....
قبل ان ندخل الغرفه..
كان في الممر....
(( هل عدتما من الحفل...))
كان نظره الى زينة..
(( نعم... لم نتأخر حتى اننا خرجنا قبل دخول العروس...))
تراجعت زينة والنعاس مازال بين جفنيها...
تراجعت نحو غرفتها...
فيما انا واقفه..عند باب الغرفه...
همي فقط ان اغلق الباب قبل ان ينتبه اليّ...
ولكن لم اقوى بوجود زينة...
التفتتَ لحظتها...
(( نونو ...ناصر هنا...يساعدك في فتح سحاب الفستان...))
بسرعه اخفيت جسدي داخل الغرفه والباب مفتوح..
في حين هي قد دخلت غرفتها...
فيما ناصر مازال واقفا بيننا...

تقدم ناصرنحو الغرفه
تسمع خطواته....
وقف على حدود الغرفة...
تعمدت ان تدير ظهرها له لا تريد ان يلمحها....
(( نورس.. هل استمتعت بالحفل..))
على وضعها نفسه...
(( نعم..لكن لم نطول في الجلوس...))
(( التقيت بمن هناك؟؟؟))
كانت ترى انه يريد ان يعرف شئ منها؟؟؟
ليس رغبه في رؤيتها...
(( زوجة اخيك..ام العروس..وبناتها..))
(( تعرفن عليك؟؟؟))
(( نعم...))
فيما هو يطيل في اسئلته...
وهو يحاول ان يشبع نظره بجمالها...
الا انه لا يرى وجهها....
فقط شعرها الثائر على ظهرها...
وما ترتديه...
كانت امامه فتنه مجسدة فعلا
وتغيير واضح ربما في لون شعرها؟؟؟
شعرت باقترابه نحوها...
كان قد تشجع قليلا
(( نورس لم لا تلتفتي اليّ؟؟؟ ))
وهو يكتم ما في صدره....
ويظهره بابتسامه ..
...
وبظهر كفه....
ابعد شعرها المتناثر على ظهرها الى كتفتها..
شعرت بانامله على ظهرها
خلف الفستان....
كانت انفاسه قريبه منها..
خلف اذنها...
حرارة كالجمر تسري في عروقها...
بدى جمرا ينغمس في دمها..
يخترق شرايينها....
كما تخترق انامله اطراف الفستان الى ظهرها....
ابتعدت عنه ببرود..
حاول ان يبتعد..
ان يخرج..لكنه لم يقوى...
كان يقترب منها اكثر...
(( لم تخبريني انك ستغيرين لون شعرك...))
اغمضت عينيها..لم تقوى حتى على الرد....
(( لونه رائع..رائع جدا....ولم ارى هذا الفستان عليك مسبقا...))
امسكها من كتفها القريب من صدره
وادارها اليه..
شعرها متناثر على وجهها...
امسك ذقنها..
ورفعه,,
ليكون نظرها اليه...

كانت نظره غريبه منها..
خليط من الضعف والقسوة...

ابتلع ريقه بصعوبة..
كانت ترغب ان تصرخ فيه
(( انك اخذتني قبل ان اكون حليلة لك.... ونحن زوجين شرطت ان لا تجمعنا علاقة..ماذا تريد الان؟؟))
لم تنطق بهذه الكلمات
لكنه احس بها... اخذ نفسا عميقا....
كانت ترى شرطه اهانه لها
كأنه يخبرها انها لا تلزمه كزوجة..ما يريده اخذه مسبقا...

لكن ما بقلبه اتجاهها اقوى من قسوة نظرتها....
لم تهزمه هذه المرة
انما استمد قوته بما يحمل من شوق ومشاعر سنوات اتجاهها
(( جميلة...جميلة جدا ...))
مرر انامل كفيه بين شعرها....
اخذ نفسا عميقا...
كان يسترجع ما في ذاكرته من رائحة انفاسها.....
اغمضت عينيها...
وانخفض رأسها للاسفل...
وهو مازال في عالمه الخاص..
عالمه الذي يعيش فيه وحده..دون ان يكشف لها حقيقته....
يتألم كلما رأى جرح الماضي في لفتاتها اليه..
يتوجع اكثر انها معه ولا يستطيع ان يقترب منها.بسبب شرط وضعه هو...
وضعه من اجلها كي تعلم انه لم يتزوج منها لرغبته التي دمرتها سنوات...
قمة التناقض في تفسيرهما لتصرفاتهما
كان يرى خجلها منه...حيائها.. لمساته لها. في تلك اللحظة...
ظهرت مشاعرها الحقيقية
بعد ان تورد خدها...
اخذ نفسا عميقا
ليشبع صدره برائحتها...
ثم ابتعد عنها بحركة سريعه..
دون ان ينطق....
خارجا من الغرفه....
تحركت اطرافها تلك اللحظة...
وكأن سحرا انفك عنها...
كانت تنظر ناحية الباب...
خرج وتركها....
بعد ان سلب حواسها بلمساتها وانفاسه...ونبرات صوته......
بصعوبة..اتجهت نحو الباب.....
تريد ان تغلقه...
لتنفرد مع المها...
وما ان اقتربت من الباب..
حتى سمعته..
كان واقفا في الممر...
يتحدث في الجوال...
ان حديثه بصيغه المؤنث..لابد انها غادة....

تأكدت فعلا....عندما نطق بأسمها...
(( لا تخجلي مني غادة.. سأكون امام منزلك بعد قليل..))
حتى كانت صوت خطواته المسرعه على درجات السلم...
وهي...
مستندة على الجدار....
تسحب جسدها للاسفل...
بعد ان فقدت القدرة على الوقوف...

ضعفت امام كلماته وهمساته ...
كما حدث سابقا..
وتركها عندما شعر بضعفها...
كم هي اهانه لها..لم تتحملها...
والاكثر...يتركها ليقضي ليلته مع اخرى...

لم تعلم... انه اقترب منها..
لانه اشتاق لها فقط...
وابتعد عن قربها...كي لا تظن انه يتنازل عن شرطه مستغلا ضعفها و صمتها




الشاطئ الـ 40
الموجة الثامنة


سمعت صوت محرك سيارته بعد اذان الفجر...
ولتوه قد عائد من عندها...
من منزل الاستاذة غادة....

فيما هي نائمة على سجادتها....
وبقايا الماءالبارد على شعرها و بيجامتها..
يبدو انها لم تجفف جسدها جيدا عن الماء..
ولم تشعر بالبرد...ربما انعدم احساسها..لما فعله ناصر معها قبل ساعات..
نهضت بصعوبة...وهي تهم بنزع لباس الصلاة...

لحظتها كان امامها....
كعادته....
شماغه على كتفه.... وازرة الثوب العلوية مفتوحه
رمت لباس الصلاة على السجادة...
وهي تنظر اليه بحده...
(( اسف..لم اتوقعكِ مستيقظة..))
((وهل انت معتاد على دخول غرفتي وقت نومي؟؟؟))
(( طبعا لا...دخلت بعد ان سمعت صوت خطواتك..والباب ليس مغلقا...))
واكمل...
(( انا هنا فقط لأطمئن عليك...))
(( اخرج..لا اطيق رؤيتك...))
كان ينظر اليها باستغراب
وكأنه لم يستوعب كلماتها
الموجهه اليه....
(( ما بك نورس؟؟؟ما هذا الكلام؟؟))

وهي تسحب انفاسها بالقوة...
(( اكرهك...اكره غرورك وانانيتك.... اكره كل شئ فيك....))
كان ينظر اليها...
ينظر فقط...
فليس لديه ما يقوله امام ثورتها المفاجأة...
انصرف بعدها...
وكان صوت خطواته في الممر يخترق هدؤ المكان...
وارتفع الصوت...
وهو مسرع على درجات السلم....
لحظتها............................................ ..........
زينة بخطوات تائهه خلفه....
لتو استيقظت لاداء الصلاة....
وصوت دخوله المكن وخروجه نبهها لامر حدث بينه وبين زوجته....
نور الصباح بدأ ياخذ مكانه في حديقة النزل
في حين ناصر يدخن سيجارته بعصبية...
وزينة..... قريبه منه....
(( عمي..مابك؟؟ماذا حدث؟؟؟))
(( لا شئ..))
(( كيف لا شئ... وقد خرجت من غرفتكما بهذا الحال...))
(( زينة يكفي اسئلة..ليس لدي ما اقوله.... لك انت تسأليها هي...))
(( تعلم ان نطق الحجر..لن تنطق هي وتقول ما بها....))
(( عمي لم التوتر بينكما...هل هناك مشكلة..؟؟))
(( لا ادري زينة..لا ادري....))
((كيف لا تدري؟؟؟ وانت تعرفها منذ فترة...منذ ان كانت طالبة عندك...))
التفت اليها...بنظرات استغراب...
فيما اكملت هي....
(( لم تخبرني انك تعرفها مسبقا.....))
بحدة..وقد ارتفعت نبرة صوته
(( زينة... اذهبي لغرفتك....ليس وقت الاسئلة...))

بضيق غادرة المكان...
فيما هو واصل احراق ما في صدره....
وهو يكتم دموعه....
يتذكر ما مضى...
((...كلانا عاش الالم....سنوات...لست وحدكِ نورس...))

نهاية الشاطئ الــ 40

yassmin 11-11-10 04:08 PM





الشاطئ الــ 41
الموجة الاولى

بقيت حبيسه غرفتي...
لم اخرج منها....
يبدو ان زينة قد عادت لمنزلها.....
بعد ان شعرت بالتوتر بيني وبين عمها
ففضلت عدم التدخل....
وربما حاولت معرفه اسباب التوتر بيننا....
لكني اعلم ان ناصر لن ينطق بحرفٍ واحد....
حتى كانت اتصال من رقم غريب....
بتردد اجبت عليه...
كان عمي...
عمي ابو عبدالله...
يخبرني انه هنا....
عاد للبلاد برفقة زوجته الخالة ليلى وابنه محمد....
ويطلب زيارتي له في الغد..وباسرع وقت...
لابد انه اشتاق لي....
اتصلت بعدها بعمتي...
كان خط الاتصال مشغول....
عاودت الاتصال اكثر من مرة...
لابد انها تحادث عمي هي الاخرى...
حتى اجابتني....
كان يبدو من صوتها الارهاق والتعب...
وكما تقول اثار الحمل....
الا انها لن تفوت زيارتها له..
واتفقنا على موعد واحد لنلتقي هناك..في فيلا الخاصة بعمي.....



الشاطئ الــ 41
الموجة الثانية



في اليوم التالي.....
انهيت درس القران,,,
ولان ليس لدي محاضرة...
قضيت يومي مع مشروع التخرج....
ومراسلات بيني وبين د.سعيد للاطلاع على ما انجزته
فيما يرسل ملاحظته هو كذلك بالبريد الالكتروني....
مرات قليله التقيت فيها به....
بما انه مشغول بحكم اهميته في الجامعه...
الا ان في هذه الزيارات القليله اطلعني على اهم ما علي تقديمه في هذا المشروع...
ليكون انجازي له بامتياز.....

لم التقي خلال اليوم بــ ناصر
بما اني لم اخرج من الغرفه...الا بعد ما تأكدت انه ليس في المنزل
لابد ان يقضي يومه في الجامعه....
معها طبعا..ولا يكفيه كل هذا الوقت ليقضي سهرته كذلك برفقتها...
الامر بات يوترني اكثر...
رغم اني احاول ان اتجنب التفكير فيه....

وبعد صلاة المغرب.....
كان موعد زيارتي لمنزل عمي.....
ترددت كيف اخبره....
وفي النهاية قررت ان اخبره وانا خارجة ان التقيت به...
او ارسل له رسالة نصية...

جهزت نفسي....
وخرجت بخطوات سريعه على السلم...
(( الى اين؟؟؟؟))
(( عمي..عمي ابو عبدالله هنا..))
(( لم تخبريني؟؟؟))
(( كنت سأخبرك؟؟))
(( متى؟ بعد ان تخرجي؟؟؟))
(( لم اخرج للان...))
(( انتظريني.... اخذك بنفسي...))
(( لا داعي .... سأذ....))
(( قلت انتظريني...))
غادر لغرفته....
بعد حديث ساخن بيننا
لأول مرة يحادثني بهذا الاسلوب....
بدى متضايق فعلا من تصرفي معه.....
ربما عبارتي الاخيرة وهو معي في الغرفه ازعجته فعلا
ليس سهلا ان يسمع مني هذه الكلمات..
ان ابوح له بكرهي وضيقي منه
اخذت نفسا عميقا....
احاول ان اخرج الضيق الذي بداخلي...
كي ابدو طبيعيه على الاقل في منزل عمي....

عاد بعدها....
وقد تبدل حاله...
وهو يرتدي الثوب الناصع البياض....والشماغ...
وطبعا النظاره الطبية ذات الاطار الابيض....
كنت انظر اليه دون ان اشعر بنفسي...
دكتور جامعي...في قمة الاناقة.. واللباقه في الكلام
ومنتهى الثقافه لم لا تعجب به امرأة مثل غادة...
انتبهت لنفسي...
وهل غادة هذه ستظهر في وجهي كلما اجتمعت به...
(( ماذا تنتظرين؟؟؟ هيا بنا؟؟؟))

اصطحبني بسيارته....
وهو صامت ...لم ينطق بكلمة واحده...
حتى سمعته يحادث عمي...
ليدله على طريق منزله...
في حين لم يسألني ...
والاغرب ان خلال حديثه مع عمي بدى انه قد حادثه مسبقا..
اي يعلم بوصوله....

يبدو ان امور كثيرة لا يخبرني بها.....
بعد اكثر من نصف ساعه....
كنت هناك...
في الفيلا التي افترقت فيها عن عمتي قبل شهور...
الان تجمعنا من جديد عائلة واحدة...
عمي مستقر اخيرا في البلاد...
وعمتي علامات الحمل واضحه عليها
وانا.... مازلت اصارع الماضي...
ولا ادري متى اتخلص منه...
استقبلني عمي....
كان استقبال حار...
ضمني اليه..
كم كان سعيدا بي...


تحدثنا في امور كثيرة....
انا وعمتي..والخالة ليلى. وبعض قريباتها كن في زيارتها..
فيما الرجال في الديوانية....
اجتمع ناصر مع عمي ومحمد وسلمان...
مع بعض الزوار...

قضينا وقتا طويلا....
حتى دخل علينا عمي....
بعد ان غادرنا ضيوف الخالة ليلى..
وقد همت عمتي كذلك بالمغادرة مع سلمان...

كنت المح في عينيه حديثا....
قلقت بعض الشئ...هل يكون ناصر اشتكى له من تصرفاتي معه؟؟؟
وماذا سيقول؟؟
يستحيل ذلك....

حتى نطق اخيرا...
كان يحدثني عن طلال..
يبدو انه علم بعلاقته مع جلنار...
وما قد خطط له...
وواضح انه لم يكن راضيا عن ذلك...
بحجة رغبته ان ينهي طلال دراسته مثل عبدالله...
بعدها يفكر بالارتباط...
وما صَعَبَ الامر...
جلنار نفسها.. لانه لا يعرفها...
كما يعتبرها فتاة غريبه عنا...
فيما الخالة ليلى صامته...
لابد انها محتارة بين قرار ابنها ..ورأي عمي....
لم اجد ما اقوله....
هل امدح جلنار...
ومدحي لها هل سيغير موقف عمي...
الا اني قطعت صمتي... بكلمات قلائل...
(( طلال لن يهمل دراسته لابد انه خطط لكل شئ..... مع الوقت سيكون كل شئ واضح...))
((هذا ما يخفف من قلقي....ان طلال لديه طموح كبير...ولكن اعلم قلب الشباب وعواطفهم تعميهم احياناً عن ما يجب مراعاته...واخشى على طلال من التسرع والندم...))
كلماته ارهقتني...
شعرت بحرارة تسيطر على جسدي...
هذا ما تقول عن شاب قرر الزواج...
ما قد يكون موقفك لو علمت بأصل علاقتي مع ناصر....




الشاطئ الــ 41
الموجة الثالثة





انتهت الزيارة..
خرجت برفقه ناصر..
وقبل ان اصعد السيارة..
اقترب عمي...
(( ان حدث اي اتصال بينك وبين طلال حاولي ان تقنعيه بأن يصرف نظر عن الموضوع ...))
استغربت طلبه مني....
كيف ذلك وانا من يعلم حقيقة المشاعر التي تجمع طلال وجلنار
ويستحيل ان اجعله يصرف نظر عنها....

((ماذا يريد عمك؟؟))
(( لا شئ...))
(( كان يحدثك....))
(( لم يكن امرا مهما...))

لم يحاول ان يعرف اكثر...
صَمَت..
صَمتٌ قاتل....
حتى فاجأني بسيجارة...
بين شفتيه..
حاولت التعليق على الامر لكني تراجعت...
(( لابد ان ادخن..........السيجارة تبعد النعاس عني...))
بدى وكأنه يبرر لي موقفه....

مضى وقت ليس بطويل...
فالشوارع خاليه تقريبا
في هذا الوقت المتأخر...
وانا مثله بدأ النعاس يداعبني...
واشعر اني اغفو بين الفينة والاخرى...
حتى وصلنا قريب من المنزل...
كان وقتها ناصر...
في غاية الارهاق
واضح عليه النعاس وكأنه لم ينم ليالٍ
ومتى له ان ينام طالما قضى الليل معها....

كنت مشغولة بها...من جديد....
حتى كان صوت مرعب...
افاقني من افكاري السوداء...
لذكرى اكثر اسوداداً....
صوت احتكاك العجلات في الطريق....
وتوقف السيارة فجأة...
في حين كانت صرختي بصوت عالي....
(( بابا ..انتبه....))

لا اعلم كيف لم انتبه للسيارة المتوقفه امامي....
في حين قد مددت ذراعي نحوها لامنع اصطدامها بالزجاج الامامي للسيارة....

كان صوت احتكاك الاطارات في الطريق عالي...
لكن صراخ نورس غطى عليه...
كان تنادي والدها تطلب منه ان ينتبه..
وهي تغطي وجهها براحة كفيها....
كنا قريبين من المنزل..
لم اقوى على النطق...
الا ان ذراعي مازال قريبا منها...
حتى وصلنا للمنزل...
نزلت بسرعه من السيارة..
وفتحت الباب لتنزل هي
كانت جامدة... لا تتحرك...
كانت مرعوبة فعلا...
(( نورس لم يحدث شئ...))
التفتت الي..
بعد ان ابعدت كفيها عن وجهها....
كانت هالة صفراء تائهه في وجهها...
كل هذا الرعب لتوقفي فجأة....
امسكت بكفها..
كانت ترجف فعلا...
ساعدتها في النزول من السيارة....
مددت ذراعي حولها..
اشعر انها لا تقوى على الكلام ولا الحركة...
(( نورس...لا تقلقي..لم يحدث شئ..لم كل هذا الرعب..))
دخلتها الصالة..
جلست ببرود على الاريكة...
وبسرعه احضرت لها كوب من الماء...
(( اشربي نورس...لتهدئي قليلا...))
رفعت نظرها لي...وهي تأخذ كوب الماء..
اخذته من رشفه...
وابقته بين كفيها
(( لم كل هذا الخوف؟؟؟))
واخيرا نطقت..
(( تذكرت...تذكرت...))
لم تكمل حديثها ودخلت في نوبة بكاء....
لابد ان الموقف عاد لها ذكرى الحادث...
وقد عرفت تفاصيله مسبقا من عمها منذ فترة....
(( يكفي نورس... لاداعي لكل هذا الخوف...))
(( اخاف ان افقدك كما فقدت اسرتي...))
كانت تقولها دون وعي....
كم هزتني هذه الكلمة..هزت كياني....
صرت انظر اليها...
حتى ان جفنا عيني لم يرمشا بعدها....
يبدو انها ليست في وعيها
والا ما قالت هذه الكلمة....
امسكتها من ذراعها..
تعالي الغرفه لترتاحي....
ادخلتها غرفتي...
لاني اعلم جيدا انها لن تقوى على صعود السلم...
بالكاد دخلت الغرفه...
رمت بجسدها على السرير بعد ان نزعت الوشاح بحركة بطيئة...
وتكورت وسط السرير...
يبدو عليها الارهاق....
والرعب افقدها السيطرة على مشاعرها....



الشاطئ الــ 41
الموجة الرابعة




كانت نائمة..بالبنطال الاسود...وقميص ابيض طويل من القطن...
اقتربت منها..
جلست على طرف السرير...
ابقيت نظري عليها...
الن يضايقها النوم بملابسها؟؟؟
فتحت ازرار قميصها العلوي...
قد يريحها ذلك في النوم قليلا....
بقيت اناملي على عنقها...
تلامس نعومتها......
وتبعد خصلات شعرها,....
مررت اناملي على خدها...
كيف لي ان اتحمل بعدها ...
وهي معي لا يفصل بيننا الا انفاسنا...
اين كلماتها قبل لحظات من كلماتها القاسية في تلك الليلة..
وهي تصرخ بي اكرهك....
بعد قربي منها
وانا مفتون بها وبجمالها...
كان بودي لحظتها ان اخبرها بكل شئ...اخبرها كم احبها..
واني اشتقت لها كثيرا...
واشتقت لها اكثر الان,,,

أخبرها اني تركتها...لأعود لها من جديد...
لنكون معا...
لكنـــ......لكنــ....
ظروفي اجبرتني على تركها....
استرجعت اللحظات الاخيره.....
كانت قلقه عليّ...
قلقه من ان تفقدني...
هل مازالت تحبني...
اعلم ان مشاعرها دائماًصادقه...
و انها لم تقوى على منع نفسها عني يومها لانها احبتني فقط....
وما باحت به الليلة دليل على حبها لي...
ولكن..هل لها ان تصرح بها....
مقابل صمتي...
وان بدأت انا بالبوح لها عن مشاعري
ماذا سأنتظر منها؟؟؟
تذكرت اتفاقنا...
الذي قتل كل الفرص لنحيا معا...
امور كثير تدور في عقلي....
وافكار غريبه...
لكنـــ ......متى تفكر بالانفصال؟؟
وكيف سأعيش بدونها؟؟

أكُلُ هذا من هول صدمتي بكلماتها...وهي في غير وعيها...
ماذا ستكون ردة فعلي لو باحت بها وهي في كامل وعيها...
ارهقني التفكير فعلا
ودون وعي....
ارتميت بجانبها على السرير...
واخذني النوم عن كل افكاري....
.............................
افقت من نومي مفزوعه
اشعر بأني ساختنق....
الغرفه مظلمة...لايدخلها النور...
نهضت بحركة سريعه
وصرت اتلفت حولي....
انا في غرفة ناصر....
الذي شعر بحركتي...
ونهض من على السرير..
انا وهو على سرير واحد...
التفت اليه وانا ارفع شعري عن وجهي..
والمه في كفيّ,,,
نظرت لنفسي..
نائمة بملابسي....
كانت الحروف ترجف على لساني...
(( لِم انا هنا؟؟؟))
ابتسم لي..
وبهدؤ اجابني...
(( انت طلبت ذلك؟؟؟))
(( انا؟؟))
(( نعم..اخبرتني انك تريدين النوم معي..))
كان رده مفجع بالنسبة لي..
(( يستحيل ذلك...))
صرت اخذ نفسي بقلق.
وانا اضغط على شفتي....
((دخلتِ الغرفه ورميت بنفسك على سريري... وطلبت ان اكون بجانبك...))
(( انا طلبت ذلك..؟؟؟..))
تحركت بسرعه من على السرير...
(( والحادث؟؟؟))
(( اي حادث؟؟؟))
(( الم نتعرض لحادث؟؟؟؟))
(( لا..مجرد توقف مفاجأ لا غير.....))
نظرت لنفسي في المراة....
كنت اراه خلفي ...
وهو مستند على واجهة السرير ينظر الي....
حاولت ان اتجاهل نظري اليه...
صرت اشد قميصي...
وامرر اناملي على شعري المتناثر على كتفي....
التفت خلفي اوزع نظري في الغرفه.
وهو ينهض من على السرير...
وكأنه فهم عن ماذا ابحث...

((وشاحك رميته على الارض...))
هل رميته فعلاً

اكمل وهو يغمز لي....
((جيد انك لم تنزعي ملابسك ايضا))
كم خجلت من تعليقه...
اقترب مني اكثر....
كان يهمس لي...وكفه على جانب رقبته
((توسطتي السرير
لم تتركي لي مجالا للنوم...
اشعر ان رقبتي تؤلمني....))

اشعر اني لست مع ناصر
يستحيل ان يكون ماقاله صحيح....

جامدة كقالب ثلج
مشاعري واحاسيسي
فقدتها ...

حتى لمحته ينزع ثوبة المكرمش بسبب نومه
(( ماذا تفعل؟؟؟))
(( سأنزع ملابسي... يكفي البارحة...))
جمدت مكاني....
حتى انتبهت له وكأنه يقلد طريقتي في الحديث..
(( لا تتحرك بعيداً عني.. ))
واكمل...(( انك لم تعطيني فرصة حتى انزع ملابسي... لم ترغبي ان ابتعد عنك))

لحظتها فقط
تحرر لساني....
وكأني اتحداه
(( يبدو انك كنت تعيش حلم....))
وانا اهمــ بالخروج....
اجابني....
(( وهل وجودك في غرفتي الان حلم....))

لم ارد على كلامه
شعرت اني اريد ان اهرب منه وبسرعه اتجهت الى غرفتي...







الشاطئ الــ 41
الموجة الخامسة



منذ فترة طويله لم اضحك مثل هذه اللحظة
كانت مذهولة من حديثي....
انا نفسي ذُهلت مما قلته لها...
وكيف افتعلت كل هذا؟؟؟
شعرت بها تائهه في غرفتي...
وبدت مرعوبة من خلوتنا معا
وغير هذا...
تبريري لوجودها معي
اربكها فعلاً.....
وصارت تشكك في نفسها
هل فعلا طلبت النوم معي..وفي غرفتي....

في الوقت نفسه.........................................
جلستُ على طرف السرير
وانا احاول ان استوعب كلامه
هل فعلا طلبت منه ان انام معه...
وان يكون بقربي؟؟؟
لا يمكن ان اكون فعلت ذلك......
صرت اتسترجع ما حدث
اخر ما اتذكره....
غفوة قليلا...
وسمعت صوت اصطدام او احتكاك لاطارات السيارة...
لا ادري... بعدها كيف نزلت من السيارة....
نعم تذكرت..............
امسكني من ذراعي....
وصار يهدئني....
حتى انه احضر لي كوب من الماء....
لم اشعر بنفسي بعدها...
متأكده اني لم افقد وعيي...
ولكنـــ كنت مرعوبة....
لا اشعر بانفعالاتي....
ولكن... هل لدرجة ان اطلب منه النوم في غرفته
واشترط ان يكون معي....
يستحيل ذلك.....
نظرت للساعه...
الوقت تأخر..لابد ان اكون جاهزة للذهاب للجامعه....
ولا اصحى الا بالماء البارد...
وبسرعه دخلت الحمام المنشفه في يدي.....


في ذلك الوقت.....
وقت ذهابي للجامعة...
نورس لم تنزل من غرفتها
الا تنوي حضور محاضرتها...
سانتظرها قليلا...
ربما للان مصدومة من حديثي..
ارتسمت ابتسامة على شفتي لحظتها....
وانا اتذكر نظراتها نحوي وانا اصيغ كلماتي....

حتى سمعت صوت خطواتها....
كانت تتجاهل النظر اليّ....
كان ترتدي...بدلة بلون داكن ابدا لا يناسب من في عمرها...
لا اعرف كيف تفضل هذه الالوان ... بعكس بنات عمرها....
التنورة الرمادية وجاكيت بنفس اللون..
وقميص ابيض..وشال غلب عليه اللونين الرمادي والابيض...
(( هل تريدين ان نذهب معا..))
دون ان تلتفت لي...
(( لا.....))
(( كنت انتظرك ظننت انك تريدن الذهاب برفقتي...))
(( ولم فكرت بهذا؟؟ لقد اعتدنا على الذهاب كلاً بمفرده....))
صرت انتظر اليها...وانا ابتسم.....
اسرعت بخطواتها لتخرج من المكان....
كأنها خائفه من تعليقي....
لكنها توقفت فجأة
التفتت الي...
(( لا تقل اني طلبت منك ذلك البارحة...))
خرجت بعدها....
لم تعطني الفرصه لاحراجها....

.................................................. .............

الشاطئ الــ 41
الموجة السادسة


اخذت مكاني في المكتب..
وكل حواسي معها...
كنت افكر بحياتي مع هذه الفتاة...
كم هي هادئة بعيده اي مشاكل ...
رغم البرود في علاقتنا..
والتوتر السائد عند اي حديث او اجتماع ...

استرجعت حياتي السابقه...
معها..
مع سمر....

التقيت بها برفقة والدها
كانت رقيقة كالنسمة
تتحدث بلباقه
ولكن خلف هذا البريق
مخلوقه اخرى...
اكتشفتها مع الوقت
مخلوقه سطحية
هزيلة الثقافه
تحفظ الماركات العالمية في الازياء والعطور والمكياج
وتجهل ابسط الامور التي لابد ان تكون على معرفه بها
تحب التظاهر امام الناس فقط
تجاوزنا مرحله المجاملة في بداية علاقتنا
وتوقعت ان تتنازل عن شئ من اهتماماتها
كنت احاول ان اجعلها تفكر كي تلفت انظار الناس بحديثها وثقافتها
بدل ثقافة الماركات
لكني فشلت
فشلا ذريعا
استوعبت بعدها
انها لن تتغير ابدا في طريقه تفكيرها
او اسلوب حياتها
ومن تلك اللحظة
تجنبت اي نقاش معها.....
تجنبا للمشاكل....
علاقتنا تعدت عام واحد واشهر معدودة....
لكني لم اتفق معها في شئ...

كنت اشعر اني اعيش مع طفله...
تنتظر من الجميع ان يدللها ويلبي طلباتها....
وليس من حق اي احد ان يفرض عليها امراً
صارت حياتي معها...روتين يومي....
اذهب للجامعه..وهي في المعهد..
اعود احمل وجبة غداء جاهزة...فهي لا تحب الطبخ....
ولابد ان اذهب لاحضار ملابسنا من المغسله...
فهي لا تعرف غسل الملابس...
قربها مني فقط كان لاعطاء حياتي شئ من التغيير...
هذا ما عرفته بوقت متأخر...
لم تكن سيئة
لكنها لم تناسبني كزوجة
تجنبت التفكير في ذلك وانا اعيش معها
لاني وافقت على الارتباط بها
ولابد ان اتحمل هذا القرار...
لا انكر انبهاري بجمالها وعذوبتها
واحب دلالها عندما نجتمع مع بعض....
ولكن...ما ان انفرد لوحدي...
افكر كيف سأقضي كل حياتي معها...
وكيف ستتحمل مسئولية اسرة....
لذا لم يكن عودتي الى البلاد لها اثر سلبي بعد ان تركتها مع والدها
بحجة ارهاق الحمل.....
لم يفرق عندها رفقتي او بعدي
ولم يكن صعبا عليّ الانسحاب من حياتها...
وجيد انها من طلبت ذلك...
قد يرى الجميع انه فشل لي في الزواج
ولكن.. كنت اراها نتائج تجربة في الحياة علي ان استفيد منها في حياتي المقبلة
اهمها...صنع القرار.... لا يأتي على حساب امور اخرى....

وهذا سبب صمتي... معها..مع نورس....
قررت الصمت وكبت مشاعري....
حتى يكون الفراق اسهل....
ولا اظلمها معي مرة اخرى....

الامر ليس سهلا علي
ان اكون معها وبعيدا عنها في نفس الوقت
ان قررت ان اقترب منها...
ما قد ينتج عن هذا القرار....
امور كثيرة,,وما لا نتوقعه....
وهذا ابدا لا يتناسب مع قرارها بالانفصال...


لذا كان قراري..بابقاء علاقتنا على الورق فقط.......




.. الشاطئ الــ 41
الموجة السابعة.


(( ابي اخبرك؟؟))
(( نعم طلال...يبدو انه رافض فكرة ارتباطك بها...))
(( لن اتنازل عن جلنار..اخبريهم بذلك...))
(( وماذا ستفعل..؟؟.))
(( جلنار ستعود مع والدها لبلاده.... وانا ساكون معكم خلالها...))
(( قد تستطيع اقناع عمي حينها....))
(( وان لم استطع اسافر لها بنفسي....))
(( لا تستبق الامور...))

نبرات صوته مختلفه
حتى روح الدعابة التي يحيا بها افتقدتها فيه
يبدو انه يتألم كثيرا لرفض اسرته الزواج منها..

كان يرى علاقته مميزة معها
لن تمر بأي معوقات
لا يعلم ان الحب الحقيقي هو من يُقابل بالصعوبات
وليحيا للابد لابد ان تتغلب عليهاا يا طلال
لتحقق حلمك بالعيش معها
مع حبيبتك جلنار....

..........................
انتبهت لصوت احدهم....
(( نورس كيف حالك؟؟؟))
(( بخير....))
(( لديك محاضرة؟؟؟))
(( لتو انتهيت منها....))
(( ابحث عن زينة رأيتها؟؟؟؟))
(( زينة في محاضرتها......))
(( ذاهبه للاستراحة.؟؟؟...))
(( لا... ناصر ينتظرني....))

هربت منه
اسرعت بخطواتي
شعور غريب انتابني وانا معه
كانت نظراته نحوي تختلف عن كل مرة توقف معي للحديث...
كم ارعبني فعلا...
رغم اني وسط الجامعه ومئات الطلبه والطالبات من حولنا
ولا ادري لم ذكرتُ له ناصر
بعد لحظات وجدت نفسي امام مكتبه
انتبهت لنفسي...
ماذا افعل هنا؟؟؟
تراجعت لاخرج من المكان...
حتى كان صوت فتح الباب....
وضحِكتها الفاتنة سمعتها قبل ان اراها....
غادة.....
(( اهلا...كيف حالك؟؟))
ابتسمت لها... ابتسامة لم افهم كيف عضلات وجهي رسمتها..
وقبل ان انطق...
(( لابد انك قادمة لدكتور ناصر...تفضلي...))
ابتعدت عني...
ونظري اليها....
فستانها الازرق القصير..
الذي اظهر روعتها...
مع شعرها الاشقر الناعم الذي ترفعه بمشبك من الكريستال بطريقه انيقه
انيقه جدا
في كل شئ....
(( نورس لم انت في الخارج..ادخلي...))

ترَكَت الباب مفتوح...
لم انتبه لذلك..
لابد انه لمح ارتباكِ..
ونظراتي نحوها....

تقدمت للداخل
بخطوات مترددة...
وانا اضم ملفي لصدري...
رفعت نظري اليه يقف امامي...
ابعد نظارته الطبيه...
وابتسم لي...
(( يسعدني تواجدك هنا نورس...))
اخذت مكاني على الكرسي...
لم اتحمل الوقوف على قدمي....
كنت افكر بوجودها معه
وباب المكتب مغلق....
ماقد يدور بينهما....
وهل يعلم غيري بعلاقتهما الخاصة...
لا ادري لم ارعبتني الفكرة.....
اخذت نفسي بضيق....
في حين هو يحدث احدهم في الهاتف...
(( كوب من القهوة لو سمحت...))
تداركت نفسي..
(( سأعود للبيت الان....لا اريد ان ازعجك))
((انت تزعجينني ؟؟؟بالعكس تُشرفيني..))
تحرك من مكتبه..
وجلس على الكرسي المقابل لي..
(( كيف هي دراستك؟؟؟ ومشروع التخرج؟؟))
(( الحمدالله...))
(( الا تحتاجين لشئ... اخبريني نورس...))
(( لا..))
ادخل يده في جيبه
اخرج محفظته
وانا في اشد الاستغراب...
ماقد يفعله...
اخرج بطاقة الصراف الالي..
(( هذه لك...))
قربها مني اكثر...
وبتردد اخذتها..
(( لم البطاقة..؟؟؟))
وهو يدخل محفظته في جيبه...
((لكِ ..كنت محتار كيف اعطيك مصروفك...ووجدت انها افضل طريقه... لك ان تستخدميها..))
(( لا احتاج لها ناصر....لدي ما يكفيني...))
(( هذا واجب علي...))
(( فعلا انا لا احتاج لاي نقود الان...))
(( لماذا؟؟؟ اليس لديك مصروفات؟؟؟))
(( بلى... لكني اتسلم في كل شهر مدخول تأجير بناء من الشقق ورثته عن والدي... كما ان عمي يضع في حسابي مبلغ شهري....
صدقني لا احتاج لها...))
كنت قد وضعت البطاقة على المكتب...
نظر الي بحده..
((اريني بطاقتك الخاصة اذاً..))
استغربت طلبه..
وبارتباك...
اخرجتها من محفظتي...
واعطيتها له...
اخرج القلم من جيبه
وقرب ورقه على المكتب...
وصار يسجل الرقم الذي تحمله البطاقة...
(( من اليوم سيكون لك مصروف شهري يدخل في هذا الحساب...
حساب هذه البطاقة...))
لم اعرف كيف ابرر له موقفي ربما احرجته برفضي...
وصرت ابحث عن الكلمات
(( لم اقصد رفض المال منك... لكني فعلا لا احتاج اليه....
ماذا سأفعل بما يتجمع في حسابي....
مصروفي من عمي..مدخول ايجار الشقق ...التعويض الذي تسلمته بعد وفاة اسرتي...حتى مهري منك لم اتصرف الا بالقليل منه.... لا احتاج للمال...لست بحاجة له...))
كانت تقولها بنبرة غريبه

جعلت قلبي يخرج من بين ضلوعي
لأول مرة تسترسل معي في الحديث

تقول ما بداخلها
ما يعنيها
كان تريد ان تقولي شئ

احاول ان استوعبه
وان اصدق ما استوعبه بعدها

حتى سألتها...(( ماذا تحتاجين اذاً.. انتِ بحاجة لشئ اخر.؟؟.اخبريني نورس...))
اربكها حديثي,,,
صارت تبلع ريقها بصعوبة...
وبحركة بطيئة ونظرها للاسفل
رفعت جسدها من على الكرسي

كنت مستغرب من حركتها
كأنها ترغب في المغادرة...

(( الى اين نورس؟؟؟))
لم تجبني....
بقيت واقفه...
تقدمت لها....نظرت لوجهها
كانت تخفي دموعها

لم اتحمل دموعها
ليست المرة الاولى التي المحها فيها
لكن....
كانت مختلفه
نظراتها مختلفه ناحيتي...
مررت اناملي لها,,,
مسحت دموعها
في حين اغمضت عينها....
وضعت كفي على كتفها...
لم اقوى على قربها.....
اخذتها بين ذراعي
ضممتها بقوة
وكأني ارغب بادخالها بين ضلوعي
قربت شفتي من اذنها
(( لا تبكي وانت معي
انسي موضوع المال...

واخبريني ما تريدين وافعله لك ..فقط لا تبكي...))
ولا اعلم كم مر من الوقت
كان رأسها على كتفي...
اشعر بأنفاسها..
بنبض قلبها...
كلانا في عالم اخر...
انتبهت لطرقات خفيفه على الباب...
ابتعدت عني بحركة سريعه
بدت مرعوبة...
((اهدئي نورس...اجلسي...))
قربتها من الكرسي...
ونظري للباب...(( تفضل...))
كان العم صالح.... قد احضر قهوة نورس....
وضعها على المكتب...
وخرج بعدها...
وكلانا على صمته...
(( اشربي القهوة...اعلم انك تحبينها..))
(( لا ..شكرا..سأذهب الان....))
كانت تتحدث دون ان تنظر الي....
لم ارغب في الضغط عليها اكثر....
تركتني بعدها....
ولا اعرف ماذا كان يدور بخاطرها...
بماذا تفكر هذه الفتاة...
في تلك الاثناء...لم يكن بودي الا ان اجعلها تبتسم...ان تعرف الفرح....
لم اسمع حتى صوت ضحكتها يوماً....




الشاطئ الــ 41
الموجة الثامنة

خرجت من الجامعه
اخذت المسار الايمن من الطريق...
وانا اقود سيارتي ببرود...
وكل تفكيري وحواسي معه
مع ناصر....
استطاع ان يأخذني اليه
دون ان اعترض...
شعور غريب غلبني لحظتها...
لم احاول ان ابعد عنه...
كان شئ يجذبني لصدره...
شئ لا افهمه...
لم اشعر به بقرب احد...
لم يكن عطفا او حناناً
لا..لطالما كان حظن عمتي يلمني كل ليلة قبل النوم...
وعمي اعتدت عليه يلمني بذراعه كلما جلست بقربه
لكن مع ناصر...
كان امرا اخر....

كان امرا لم تفهمه نورس بالفعل
لا تعرف ان الحزن الذي بداخلها
وكل الوجع والالم
لا تستطيع ان تبوح به الا لصاحبه
ناصر
كانت بحاجه لقربه
كي تبث له كل المها وضيقها

ليس لها ان تبكي وحدتها لعمتها التي افنت سنوات من عمرها في رعايتها
وليس لها ان تعبر عنه الى عمها الذي لا يفوت فرصة للقائها او الحديث معها...
ليس لها ان تعبر لهما عن ما بداخلها
حتى لا يشعرا بأي تقصير...
لم ترغب ان توصل لهما هذا الاحساس ابدا..

فقط مع ناصر الذي كان رفيق لها سنوات مضت...
رفيق للالم والوجع...
له ان يفهم ما بداخلها....
ولكن حاجز كبير يفصل بينهما
حتى هذه اللحظة لم يقويا على كسره....


yassmin 11-11-10 04:11 PM





الشاطئ الــ 42
الموجة الاولى...

بعد العصر.................................
نورس..
بلباسها الذي اعتادت على ارتدائه
فهي تشعر بالراحه كثيرا
باللباس القطني..
بنطلون قصير و (توب) بحمالتين...

ممزوجة باللونين الازرق والزهري
تفترش الارض بأوراقها ومراجعها..
وهي تستند على جانب الكنبة

عادتها منذ كانت صغيرة...
لا تستمع بالمذاكرة الا بهذا الوضع..
وهل هناك من يستمتع بالمذاكرة...
نعم هي...
فليس هناك مُتَع اخرى تشغل نفسها بها..
فخلقت لنفسها متعة الدراسة...
لذا كانت دائما متفوقه....
بين لحظة واخرى تسترجع ما حدث مع زوجها ناصر في مكتبه...

مشاعر غريبه غزت قلبها..
وصارت تتردد عليها كلما اخذتها الذكرى الى هناك...
رائحة عطره...نفسها..
لم تنساها...
وكأنها بصمة بجوفها تميز هذه الرائحه بالذات...
تسترجع شريط لحظاتها معه منذ ان تزوجا....
لم يضايقها لحظة..
لم يتعمد جرحها..
كان لها ما تريد..
حتى ظهرت تلك المراة...
بعثرت لها كل افكارها...
((شئ بداخل هذا الرجل..اجهله....
كيف لي ان اكشف ما يخفيه...))
في تلك اللحظة............................................ .....
ناصر لتو خرج من غرفته
وهو يرتدي لباس رياضي باللونين الابيض والازرق
بكل نشاط بعد غفوة اعتاد عليها بعد عودته من العمل....
اطرق بنظره لاعلى....
وقبل ان يفكر حتى..
((مدام نورس في غرفتها...هل اناديها...))
ازاح بنظره اليها
الى رحمة التي كانت تبتسم له
(( وانت الا تعطيني فرصة حتى للتفكير..تدخلين بفضولك حتى في تفكيري؟؟؟))
لم تستوعب كلامه...(( أناديها؟؟؟))
وبحده وهو يشير للمطبخ...
(( رحمة.... ادخلي المطبخ...))
اخذ خطواته على السلم...
وهو يردد مع نفسه بعض الكلمات...
(( لا اعرف ماذا فعلت لزينة لتعاقبني بوكالة الانباء هذه...))
اقترب من غرفتها....
وفي اخر لحظة..
بقي مكانه..
لم يتقدم اكثر...
كان يفكر بها...
لم يعتد على زيارتها في غرفتها...
لكن هناك شئ من الجليد بدأ يذوب....
قد يعطيه فرصة للاقتراب منها....
كانت فكرة الانفصال..هي ما تمنعه من اي خطوة يتقدم بها في علاقته مع زوجته...
لكن الايام سهلت امور كثيرة...
بدى له ان الانفصال ليس سببا للجفا بينهما
فمهما كان....
تبقى زوجته.....
على الاقل يكون شئ ايجابي في حياتها
ولو لفترة بسيطة...

(( نورس...نورس...))
وهي مكانها التفتت ناحية الباب..
انه يناديها...
لا تشعر بساقيها لم تقوى على تحريكها...
صارت تتلفت حولها...
تبحث عن ما تغطي به كتفها العاري...

وهي مكانها.... مدت ذرعها نحو الكنبة سحبت وشاحها ...
ورمته على كتفها...
(( نورس ....))
(( تفضل...))
دخل غرفتها...
وبقي مكانه يتلفت حوله....
يبحث عنها..
لمحها جالسه على الارض بين اوراقها المبعثرة...
ضحك عليها بطريقة واضحه..
((نورس ماذا تفعلين على الارض...))
اغاضتها ضحكته
لم ترفع نظرها اليه...


ادرك انزعاجها...
(( لم لا تذاكرين على المكتب؟؟))
(( افضل الجلوس على الارض..))
(( نفعلها ونحن اطفال...))
رفعت نظرها اليه..
وهي تكتم ابتسامتها..
احبت تعليقه...
كانت تومأ برأسها...
بأن ما يقوله صحيح...
نزل على الارض...
شاركها الجلوس....
كان معها بلباسه الرياضي....
رفعت نظرها اليه...
حيث يجلس قريب منها...
التقت عينيها بعينيه...
عليها ان تغرب بوجهها عنه...
لكنها لم تقوى...
بقيت تنظر اليه...
وهو يبتسم لها...
(( كيف هي دراستك؟؟))
ايقضتها كلماته..
(( لا بأس...))
(( هل تجدين صعوبة في المقرر؟؟؟))
(( لا.. المقرر سهل جدا....))
(( بالتأكيد سيكون سهلاً..فهذه نورس تتكلم..))
اخجلها بكلماته...
كانت تنتظر منه ان يتحرك..
ان ينصرف..
لكنه لم يفعل...
كان قد سحب اوراق واخذ يقلبها....
فيما هي حاولت ان تنشغل بمراجعها...
لعل دقات قلبها تهدأ قليلا...

لم تحرك عيناها من على المرجع..
تركيزها في نقطة على الكتاب..
لكن لم تكن تقرأ..
فقط تحسب الثواني كي ينصرف..
لكنه لم يفعلها...
كان نظره اليها...
يكاد يلتهمها بعينيه...
عشق قربها...
وان كان بنظر عينيه فقط...
لن توافقه في ذلك...
ولكن يبقى هذا حقه..فهو زوجها...

كانت تغزوه مشاعر لم يعدها مع دلال زوجته سمر..
ولا طيبة زوجته نبيلة...

مشاعر لنورس فقط....
بوده ان يبقى الزمن على حاله....
فهذا اقصى ما يمكنه ان يأخذه منها..
بعد ان زرعها في صدرها قبل ساعات..

وبحركة جريئة منه...
كانت انامله تأخذ طريقها نحو قصاصات شعرها التي تدلت على جبينها...
بارتباك..
شدت على قبضتها
الممسكة بطرف الوشاح على صدرها..
لم تنظر اليه
ابعدت عينيها عنه..
فهي لا تريد ان تُهزم كهزيمتها في مكتبه....

ابتسم بخبث ...
وهو ينظر الى الارض..حيث تجلس...

(( ماذا يتحرك تحت قدميكِ...))
قالها وهو يبتعد للخلف...
وبرعب...
نهضت من مكانها...
.بعد ارتفعت صرختها وكتمتها بسرعه

صمتا بعدها..
ونظرات رعب منها على الارض...

ثم نظرت اليه...

كأنها تسأله..
ابتسم لها..
(( ربما كانت ورقة...))

واكمل...((اخفتكِ؟؟))

(( لم فعلتَ ذلك؟؟))
ابتسم لها..وبنبرة هادئة منه...
(( كنت اريد ان اعرف هل تخافين وانا معك..))
((وهل عرفت اني اخاف وانا معك...))
قالتها وكأنها تقلد طريقته في الكلام
ضحك عليها بصوت عالي...
(( تجيدين التقليد....))
اقترب منها..فيما هي تنظر اليه...
استغراب واضح على ملامحها
((ماذا تريد؟؟؟))كانت ترغب في قولها
لكنها.... لم تفعل..
(( لِم كنت تتغطين عني بالوشاح؟؟؟))
وضعت راحة يدها على صدرها..
ادركت ان وشاحها ليس معها..
لقد تركته عندما اخافها ...
تقدم نحوها..
اقترب اكثر اصبح لصيقاً لها...
لم تقوى على الحركة..
بقيت مكانها...
فيما قرب شفتيه الى اذنيها...
(( قد اتنازل عن شرطي يوماً......))
ادارت بجسدها عنه...
كانت مرعوبة من كلماته...
نظرات عينه..
ونبرة صوته...


واخيرا هزمت صمتها...
(( لكني لن اتنازل عن شرطي....))
كانت ترمُز لرغبتها في الانفصال متى رغبت...
تجاهل كلماتها...
لا يريد ان يضيع لحظات الشجاعه الممزوجة بالخُبث
فقد تشجع اخيرا ...
كي يبوح لها عن ما بداخله
(( وان يكن...من يرى جمالك سيرمي بكل شروطه عرض الحائط....))

(( ناصر.....هل لك ان تتركني.. اريد ان اذاكر...))
لم تشعر بنفسها...
وهي تصف حروف اسمه
لاول مرة تفعل ذلك...
لم تدرك كلمتها الا عنما لمحت نظراته...
وهو يقول لها..
(( واخيرا اطربتني بحروف اسمي...))
تفاجأت من ملاحظته
فعلا فهي لم تقوى على نطق حروفه
لم تناديه يوما باسمه...
خرج...بعدها
بعد ان تركها بقايا صمود واثار لشجاعه

لم تقوى على الصمود امام كلماته...
كلماته التي لم تعدها منه مسبقا....
هل كل هذا فقط لانه كان بين ذراعيه قبل ساعات...
هل هذا ضعف منه..
ام تحدي لها....
لم تستوعب تصرفه وكلامه....
لم تستوعب كيف سحب شرطه بدون مقدمات....
ويبقى سؤالها..
هل كان ضعف ام تحدي؟؟؟؟

ناصر...
بالكاد يخطو على السلم..
يتذكر حديثه معها...
يتذكر انهزامه امامها
هزمته نورس...
جعلته يبوح بما داخله
يبوح برغباته
وبانهزامه الواضح بان يسحب شرطه
لانه يريد قربها الذي لم يعد يقواه اكثر...
الامر لم يكن سهلا...
فقد ترك لمشاعره العنان..
حبس كبريائه وغروره ...وكل ما يمنعه عن بوح مشاعره...
كي يكون حراً بما فاض به صدره..
لقد انهكه كتمان هذا الشعور...

انهزم امامها..هزيمة واضحه
وما اروع هذه الهزيمة...
كانت فعلا في منتهى الروعه
فله الان ان يتعامل معها بوضوع بما يجول بخاطره
فليس لديه ما يخفيه عنها...
الاااا.......................
اخذ نفسا عميقا....
وهو يستعيد لحظات انهزامه الرائعه....







الشاطئ الــ 42
الموجة الثانية



بعد صلاة المغرب....................................
بدى سلمان قلق جدا بل مرعوب على حال زوجته فريده...
وليس امامه سواها .....
(( خالتي لا اعرف كيف اتصرف معها...
مريضة جدا..... ترفض تناول اي شئ..حتى الماء لا تستسيغه...))
(( لا تقلق بني... هل هذه المرة الاولى..نسيت ام بناتك وقت حملها؟؟))
(( فريده تختلف عن ام مروة كثيرا... اصبحت هزيلة..لا تقوى حتى على الوقوف... انها تصلي وهي جالسه تصوري...))
(( اعراض الحمل تختلف من امرأة الى اخرى..وان كنت ترغب ان تطمئن عليك اخذها للطبيب...))

وبسرعه....اتجه اليها....
حيث كانت مستلقيه على الكنبة....
لم تقوى حتى على رسم ابتسامة على شفتيها....
(( ساخذك للطبيب..اين عبائتك؟؟))
(( سلمان ارجوك.... لا اريد....))
(( لا فريده..ستذهبين معي....وان لم تفعلي احملك الان...))
بالكاد ارتسمت ابتسامتها
على وجهها الشاحب...
امسكها من ذراعها.....
وهي ممسكة بعبائتها....
(( العياده قريبه من هنا..))
(( والبنات؟؟؟؟؟؟))
(( لا عليكِ المربية معهن.... ثم ان ابننا او ابنتنا لها حق عليك...))
رغم كل التعب والارهاق
الا ان فرحتها بحب سلمان اكبر من كل شئ
كانت برفقته في السيارة...
تنظر اليه
تتأمل ملامحه القلقه
كيف ستعرف معنى الحب والسعاده
لو لم تجتمع به

قطع تفكيرها رنين الجوال...
كانت الخالة ام جاسم...
تطمئن على فريده...
ان وافقت على الذهاب للمستشفى....

كانت تحادث ابن اختها بقلق....
فيما ابنتيها يتهامسان والغيرة واضحه في كل كلمة من فيهما....
(( لا تعرف كيف تتدلل على زوجها))
(( ربما تعتقد انها للان فتاة صغيرة....))
(( عجوز ماذا تريد بالحمل...))

تجاهلتهما والدتهما
لطالما هذه كلماتهما بعد ان انصدما بخبر حمل فريده....
ومن قبل ذلك كانتا منزعجتان من اهتمام سلمان وحبه الواضح لزوجته
فكيف هو الان معها
بعد ان حملت بطفل منه..؟؟؟


فريدة... مستلقية على السرير......
والطبيبة معها......
تجهز جهاز التصوير (الترا ساوند..)
رغم ارهاقها وتعبها...
الا ان نبضات قلبها قد يسمع الجميع صداها...
كان نظره بين الطبيبة...وشاشة الجهاز
لا تستوعب ما تراه
صورة غريبة...
وضعت الطبيبة الجهاز.... على بطنها..
وصارت تحركه ....
وعينها على الشاشه...
تضغط حيناَ....
وتغير موضع الجهاز حيناَ..
وفريدة تائهه معها
للمرة الاولى... التي تقوم بهذا الفحص وهي حامل
قامت به مسبقا في بريطانيا من اجل فحوصات قبل الحمل....
بعد فترة ليست بقصيرة...
طلبت منها ان تجتمع مع زوجها....
(( لم لا تخبريني عن نتيجة الفحص...هل لابد من وجود زوجي معي...))
ابتسمت لها الطبيبة....
(( في حالتك...لابد ان يكون زوجك معك...))
(( هل النتيجة سيئة؟؟؟))
(( لا تستعجلي...))

بالكاد استطاعت ان تصل لغرفه الطبيبة
حيث ينتظرها زوجها...
همس لها ما ان جلست...
(( فرووودة حبيبتي..مابك؟؟؟))
(( لا ادري ..اعتقد ان الحمل ليس بخير...))
(( فريده... لا عليكِ....المهم ان تكوني انتِ بخير...))
كانت تقاوم دموعها
وسلمان تائه بين ما تقوله
وبين ملامح الطبيبه
تبدو هادئة...لا تدل على انها تحمل اخبار سيئة...

(( اخبرينا....الحمل بخير؟؟؟))
(( قبل كل شئ.... اريد ان اعرف منك فريدة هل حملك بعد علاج؟؟))
(( نعم.. لقد اخذت ابر منشطه....))
(( وما نتيجة التنشيط؟؟؟))
(( اتذكر ...اربع بويضات جاهزة للتلقيح...))
قاطعها سلمان...
(( وما دخل هذا في تعبها دكتورة؟؟؟))
الدكتورة وهي ممسكة بتصوير الجنين
(( تعبها امر طبيعي لكل حامل... لا تقلقا...ولكن... من خلال الاتراساوند يمكن اعطيكما خبرين...احدهم يسعدكم..والاخر قد يقلقكم...))
لم يقويا على الكلام...
كان ينتظران ان تنتهي من هذه المقدمة....
(( نتيجة التنشيط اربع بويضات كما قلت...وتم تلقيح ثلاث بويضات...اي ثلاث اجنة...))

بالكاد خرجت الحروف من بين شفتيه...
(( ثلاث اجنة..؟؟ يعني توأم؟؟))
فريده في صمتها..
فقط تريد ان تستوعب كلامها...
(( نعم... ثلاثة توائم... ))
(( هذا الخبر يسعدنا..لكن ما المُقلق في الامر؟؟؟))
(( اثنان منهما وضع طبيعي وحجمهما طبيعي ايضا..والثالث لا ارى فيه اي تطور في النمو بالنسبة لعمر الحمل...))

كانت ترى تساؤلات كثيرة...اختصرت اجابتها في عبارة واحده...
(( اعتقد ان الجنين الثالث توقف نموه...لكن لن يضر الحمل..لانه في كيس منفصل...))
فريدة وسلمان ...بصوت واحد...
(( الحمدالله....))
واخيرا استطاعت ان تجمع الام الجديدة الحروف....
(( كيف لن يضر بباقي الاجنه ؟؟))
(( من قدرة الله سبحانه وتعالى...ان هذا الحمل سَيُضمر ويتحلل وكأنه غير موجود...))
سلمان بعد ان هدأ قليلاً...
(( وهل هذا سبب الارهاق والتعب...))
ابتسمت الدكتورة...
(( طبعا لا..السبب هو طفليك الاخرين.... حمل التوائم يرفع من هرمون الحمل...الذي يسبب الوحام للحامل...))
امسك كف زوجته..
ضغط عليها وهو ينظر لعينيها
(( توأم يا فريده... هما سبب كل هذ الارهاق...))
وهما يهمان بالخروج...
همست له زوجته...
(( واضح انهما يشبهانك... لانهما اتعباني من الان...))
حديثهما لم ينقطع
وهما معا في السيارة...
(( تعتقدين ما هو جنسهما..بنت او ولد؟؟))
((يمكن بنت وولد...))
(( امممم افضل الخيارات... وبعدها تحملين ببنت وولد اخرين...))
(( سلمان,,, انت تهلوس... اي حمل ايضا..دعني انهي حملي هذا ...ثم ان اثنان نحمد الله عليهما..))
(( الحمدلله.... المهم ان يكونا بصحه جيده...))




الشاطئ الــ 41
الموجة الثالثة






بعد منتصف الليل......................................
نبيل....
في سيارته .....
وصوت الموسيقى الصاخبة
التي تعزله عن العالم كله

يرى خيالها امامه
يتذكر كيف اصبحت تتهرب منه
تتظاهر بعدم رؤيتها له كلما لمحته من بعيد
يدخن سيجارته بشراهه
بوده ان يخنق بدخانها عشقه لتلك الفتاة محبوبته

لكنه ابدا لا يستطع
وبالكاد انتبه لصوت رنين جواله

كان ينظر لشاشة الجوال...
يقرأ حروف اسمها...
زينة...

لكنه يتمنى ان يكون اسما اخر....

نـــــ ــــو ر س......
اخذته سيارته الى حيث يحب ان يقضي يومه...
في اسطبل الخيول....
متعه غريبه تنتابه كلما امتطى خيله...
وجال به انحاء المزرعه....
ومع كل جوله كان ألمه يزداد
شوقه اليها يغزو مشاعره...
يحبها يحب نورس....
نورس التي يراها في كل شئ....وزينة الوحيده
التي تقربه منها
حينما تذكر اسمها دون قصد....
لذا كانت زينة المهدئ المؤقت لكل وجعه ..وجع حبه لنورس....

زينة....................
في هذه الاثناء......
كانت مستندة على واجهة السرير
والجوال في يدها...
يعاود الاتصال لــ نبيل...
(( هل هو نائم؟؟ لا اعتقد....))
كانت تأمل ان تحادثه قبل ان تنام كما اعتادت منه...
ان تخبره بما فعلت اليوم
وما تخطط له غدا
تخبره كيف مدحها الاساتذه
و ما رتبت لها لبحوث مقرارتها هذا الفصل...
تخبره اين ذهبت..وماذا اشترت


تخبره عن كل شئ يهمها
وكل ما يعني لها......

اغلقت الجهاز بعصبية......
واطفأت انوار الغرفه
علّها تنام .....


لكنــــــــــ..................................... ......
هناك من حاول الاتصال..
وخط اتصالها بعد ان كان مشغولا
اصبح مغلقا.....

رمى الجهاز بعصبية ..
ومال بجسده على السرير...

كم هو مشتاق لصوتها...
منذ فترة طويله يحاول الاتصال بها
لكنه متردد...
وبالكاد اخذه قراره الان

ليتفاجأ بانشغال الخط فترة طويله..واغلاقه بعدها
من كانت تحادث؟؟
هل تحادث نبيل؟؟؟
هل هي مرتبطه به كثيرا
ماحدود علاقتها به
وهل لها علاقات اخرى....
وَتّرهُ الامر كثيرا
خاصة ان بوده ان يعلمها انه سيناقش رسالته بعد غد...
ويعود بعدها لبلاده...
من اجلها هي اولا...

(( زينة....متى ستدركين ما يحمله قلبي لكِ))





الشاطئ الــ 42
الموجة الرابعة




بعد ايام من انهزامه امامها....
انهزامه الرائع كما يصف هو.... ناصر...
كانت تتهرب من الحديث معه....
او حتى الالتقاء به...
لكن هناك ما يجبرها...
فقد اشتاقت لصديقتها....
وتريد ان تستأذنه لزيارتها....
رغم انها لم تعتد على ذلك.....
لانها لا تخرج الا للجامعه او لدروس القران فقط...
وان رغبت بزيارة عمتها اخذها بنفسه....

لملمت ما تبقى من جرئتها في الحديث معه....
وانتظرته ان ينتهي من وجبة الغداء....
(( اريد ان ازور صديقتي...))
(( رجاء؟؟؟))
صارت تناظره باستغراب....
هل يتذكر اسمها؟؟؟
(( صديقتك رجاء؟؟؟))
(( نعمـــ))
((متى اخذك لها؟؟؟))
(( بعد درس القران.... سأذهب لها...))
كانت امامه...
رائعه..
فاتنه...
لكن لا يبدو انها مستعده للذهاب لمركز القران...

بنطالها الساتان الاسود
وتي شيرت احمر داكن....
وشعرها رفعت خصلات منه لاعلى ....

(( ستذهبين هكذا؟؟؟))
حوّلت نظرها للاسفل...
وبسرعه انتبهت لنفسها...
لقد سارعت بالنزول لتخبره..
ولم تنتبه لما ترتديه...

وبصوت منخفض بالكاد استوعبه...
(( نسيت عبائتي...))
اسرعت على السلم...
ونظره نحوها....

لم يرها قط خارجة لدرس القران..
عادة يكون بعد عودته من الجامعه...
اي بعد ان ياخذ غفوته في النوم...

لمحها تنزل....
وهي ترتب الوشاح الاسود عليها...
تبدو مختلفة كثيرا...
العباءة السوداء اعطتها طله مميزه...
كل ما ترتديه يظهرها بشكل مختلف....
ودائما رائعه....

انتبه لها... تحادثه....
(( سيارتك اوقفتها خلف سيارتي....هل لك ان تبعدها؟؟؟))

لكنه لم يلتفت لها...
انما تجاوزها
ورفع صوته
لأول مرة تسمع منه هذه النبرة....

(( اغربي عن وجهي...لا اريد ان المحك ما لم اطلب ذلك منك....))

اخذت خطوات مرعوبه للخلف..
وعينيها عليه...
التفت لها وابتسم...
(( مابك؟؟ هل اخفتك... كنت احادث رحمة...))
اخذت نفسها اخيرا...
وهي تضع راحة يدها على صدرها...
(( اخفتني فعلا.... افكر لم قد تصرخ بي...))
اقترب منها
كثيرا..
بات لصيقا لها...
((لن ارفع صوتي عليك يوما نورس....
كنت اعني رحمة...
لاني اعلم انها تترصد كل حركاتنا....))

صارت توزع نظرها في جميع زوايا الصاله...
وبارتباك...
(( الن تبعد سيارتك؟؟؟))
وهو مازال مواجها لها (( لا.... سأخذك بنفسي لمركز القران وبعدها لمنزل صديقتك...))
(( لا داعي لذلك....))
لم ينتظرها ان تكمل....
(( هيــا نورس...))
كان يقولها بنبرة قريبه..
اذابت قلبها
فعلا المرة الاولى التي يأتيها هذا الشعور....
فيما هو ادرك انه لا يتحمل قربها..
حتى نبرة صوته تتغير....
اخذ نفسا عميقا..
وهي تتقدمه للخارج بارتباك واضح....

في السيارة........................................... ..
وهي تقلب اوراق في يدها....
(( لم هذه الاوراق...))
(( اليوم امتحان نظري...))
(( حقا..وهل هناك امتحانات نظرية؟؟))
اومأت برأسها وعينها في الاوراق....
(( هل انت مستعده ))
(( ان شالله.. سابقا كانت عمتي تعاونني في هذه الدراسة.))
(( وهل كنت تدرسين التجويد مسبقا؟؟؟))
(( نعم هذه الدورة الثانية....والاولى درستها برفقة عمتي....))

لم تكن تلتفت اليه وهو يحادثها....
بينما هو يفكر في هذه الفتاة التي امامه في كل يوم يكتشف فيها شئ مميز....

بعد لحظات..
كانا قد وصلا..
(( اتصلي بي ان انتهيتِ))...
اومأت برأسها
وهي تغلق الباب..


وهي تهم بدخول المركز....
التفت خلفها....
لتلمحه
مازال واقفا..
ينظر اليها....

ابتسم لها وحرك سيارته....

انتبهت لاحداهن تحادثها.....
(( السلام عليكم نورس......))
(( وعليك السلام استاذه...))
(( كيف حالك ؟؟؟))
(( بخير...))
(( نورس انت متزوجة؟؟))
(( نعم...))
(( وهل زوجك من كان معك؟؟؟))
وهي تبتسم شئ من الخجل على ملامحها...
(( عذرا.. هو ناصر الــ,,,,,,,,))
تفاجأت نورس...
بهدؤ واستغراب واضح اجابتها بنعم....
بدى بعض الاحراج عليها وكأنها تبرر كلامها...
(( انا لا اعرفه..ابني اوصلني..واخبرني انه ابن ابو عبد الرحمن الــ,,,,,,))
واكملت حديثها..
(( كنا جيران....قبل ان ...........))
التفتت لها نورس... بدت كأنها ستقول شئ وتراجعت...
(( انقطعوا عن الجميع بعد ان غيروا مسكنهم....اعتقد ان والدته توفيت....هذا صحيح؟؟))
(( نعم..منذ سنوات....))
وبجرأة لم تعدها مسبقا سألتها..
(( منذ متى لم تلتقوا بهم...؟؟))
(( منذ سنوات ...اكثر من عشر سنوات..انقطعت اخبارهم.... الله يرحمها ام ناصر...كانت محبوبة من الجميع...))
كانت تقولها بنبرة غريبه
نبرة فيها شئ تجهله...

الا ان الاستاذة التفتت لها وهي تبتسم...
(( ابنها ناصر كذلك... في منتهى الاخلاق. الله يسعدكما...))
واكملت...((..لابد انه يتذكرنا..اخبريه عائلة ابو احمـد الــ... ))
بصوت منخفض بعد انغزت التساؤلات عقلها
(( مادام تتذكرينه..لابد انه سيتذكركم...))
حديث الاستاذه معها جعلها تشعر ان هناك حدث في حياة ناصر تجهله...
كلماتها تدل على امر لا تريد الحديث فيه
امر يعرفه الجميع الا هي....
ربما حدث منذ عشر سنوات....
لينتقلوا بعدها للسكن في مكان اخر...
اخذت نفسا عميقا..
(( عشر سنوات؟؟ اي خلال الفترة التي التقينا خلالها...........))




[/color]


الشاطئ الــ 42
الموجة الخامسة



(( لا تبدو بخير ناصر.....))
(( ولِم هذا الكلام...حمد؟؟؟))
(( صديقي منذ سنوات... اعرفك جيدا...))
(( تعبٌ هي الحياة.....))
(( هذا كلام مفروغ منه...وانت استطعت ان تتغلب على مصاعب كبيرة...))
(( لا تعلم ما اعيشه ....))
(( اعلم انك تزوجت منها........ هل تذكر حديثك عنها...))
صمت ناصر لم يقوى على الرد....
التفت له حمد...
(( نورس مثل الحلم في حياتي يستحيل ان يتحقق...تتذكر كلماتك هذه؟؟؟))
(( لم انساها....))
(( وقد تحقق الحلم... ماذا تريد ايضا....))
صمت ناصر
لا يستطيع الرد...
كان يريد ان يجيبه
ان يقول له
يريد ان يرى ابتسامة حقيقه من نورس...
يسمع ضحكتها...ولو مرة واحده...
لن يصدق ان قال له...
انه شهور معها
لم يسمع صوت ضحكاتها....

لم يرى الا دموعها..
وبريق الحزن في عينيها....

اخذ نفسا عميقا...
انتبه له حمد...
شعر ان رفيقه يحمل هماً ليس بسيطاً....
هماً جديدا..يضيفه لهمومــ سنوات مضت....

كان قريب منه في الماضي
سنداً له..
ساعده ان يتجاوز كل مشاكله
كان يبوح له عما في قلبه
حتى حبيبته نورس....
رغم انه لا يعرف تفاصيل علاقته بها
الا انه يعلم ان صديقه تعلق بها..لم ينساها رغم الفراق....
والان هو معها...بعد ان تزوجا...
ولكن..مازال بريق الحزن نفسه في عينيه....
لم يتغير.....

(( لا اعرف متى سأعرف السعاده في حياتي....))
(( ناصر لا تقل هذا.... كلٌ لديه مشاكل...))
(( وانا مشاكلي لا تنتهي ابداً....))
قطع حديثهما رنين الجوال...
نورس تتصل...
(( اسف حمد لابد ان اتركك الان....))

انصرف عن صديق عمره
الى حيث زوجته
الى نورس..مركز القران....
حاول ان ينسى ما تبادل مع صاحبه من حديث...
ويبدو طبيعيا...
خاصة ان الهدؤ عم حياتهما

كان يرى حياته بين هدؤ وعاصفه مفاجأة
وكلما طال الهدؤ كانت العاصفه اقوى,,,,,

(( السلام عليكــ))
(( وعليكــ السلامــ.... اخبريني كيف كان اامتحان...))
(( جيد...))
(( فقط..اريد امتياز..انت زوجة ناصر....))
اثارتها عبارته
كماهزت شئ بداخله
لا يعلم كيف رتب هذه العبارة
لكن سعيد جداً بأخطائه في اختيار الكلمات معها
وكثيرا ما يُخطأ...

كانت صامته
لم تتحدث تبدو انها تفكر بأمر
كان عقلها مشغول بما دار بينها وبين الاستاذه ام احمد....
بوده ان تصارحه ان تسأله ان تعرف ماذا اخفت عنها الاستاذه
هناك امرا كانت ستقوله
ولكنها تراجعت
لِمــ لا تسأله؟؟؟
لتفهم منه هو
ان كان الجميع يرفضون الحديث عن الامر

(( هل تعرف عائلة ابو احمد الـ....))
توقف جانبا فجأة....
لم تكن الاشارة حمراء,,,
ارعبها الموقف...
كان ينظر اليها
لكنه لم يجبها...
بعدها حرك السيارة..
وانطلق بسرعه...
ردة فعله مفاجأة....
لم تقوى على اعادة السؤال...
او نطق سؤال اخر....
وبعد دقائق....
قلل من سرعته....
ودون ان يلتفت لها...
(( من اين تعرفين ابو احمد؟؟؟))
(( لا اعرفه....))
نظر لها باستغراب.....
الا انها اكملت....
(( اعرف ام احمد هي استاذتي في مركز القران. اخبرتني انها جارتكم قبل سنوات..))
وبنبرة حاول ان يبدي عدم مبالاته....
(( تعرفين اننا كنا جيران لم سؤالك؟؟؟))
اربكها رده...
ماذا تجيبه؟؟؟
كانت تريد ان تعرف المزيد...
اقلها لم تركوا منزلهم...لابد انه يتعلق بما مروا به من مشاكل..
نعم هناك مشاكل حدثت ولكن ماهي....
(( نورس اين تسكن صديقتك؟؟؟))
تذكرت انها ذاهبه الى رجاء... يبدو انها نسيت ذلك...
وكأنها فقدت ذاكرتها....
(( اممممم...توقف جانبا..لا استطيع التركيز...))
كان في قمة الضيق من حديثا
لكن ارتباكها الواضح لدرجة انها نسيت اين تسكن صديقتها اضحكه فعلا..
(( لِم الضحك؟؟؟))
(( صديقتُك الا تذكرين منزلها؟؟؟))
(( اذكره لكنك اربكتني... هي صحيح صديقتي لكن زيارتي لها قليله جدا...))
(( وكيف تكون صديقتك ان لم تزوريها؟؟؟))
(( اقضي يومي في الجامعه معها..ثم اني لا احب الخروج كثيرا...))
كان ينظر اليها...
نظرات استغراب
شئ جديد يكتشفه فيها....
كل يوم هناك جديد يكتشفه....
(( بعد الاشارة اتجه يمين....نهاية المنعطف....يكون منزلها...))

تحرك بسيارته....
حيث اخبرته....

وصلا للمنزل...
التفت لها...
(( متى اتي لأخذك؟؟))
(( اقل من ساعه... سأتصل بك...))
(( حسنا..سأكون قريب من هنا....))



الشاطئ الــ 42
الموجة السادسة
ديكور الغرفه الازرق يعطي انطباعا رائعا
يُظر مدى سعادتها بمولودها..
لذا لم تترك شيئا لم تزينه بالشرائط الزرقاء..
وهي رائعه..
تحتضن طفلها
رجاء صديقتي اصبحت أُماً
ضممتها بقوة...
كانت في منتهى الهدؤ واللطف
حتى صوتها بات هادئاً
ولكن سواد واضح تحت عينيها...
يبدو انها تسهر كثيرا مع رضيعها...
تحدثنا كثيرا....
كانت تخبرني...عن عبد العزيز...
او كما تقول ..(( عزوزي..يسهرني كثيرا...))
(( عزوزي.... هل تريد ان ارضعكَ الان؟؟؟))
كان حديثها عنه
واليه
كانت مستمعه كثيرا وهي تداعب يده الصغيرة...
قبل عام كنت معها
وهي في قمة سعادتها تجهز لحفل زواجها
وكما كانت تقول لي
احلى لحظات حياتي هي الان...
ولكن اجدها مع طفلها اسعد بكثير....
تقول انها تريده دائما معها
قريبا منها دائما....

كنت اسرق النظر اليه..
طفل بريء
بملامح والده
ونعومة والدته...
صرت اخذ له صوراً بجوالي...

حتى كان حديثها عن حامد
كلمات مفاجأة...
(( حامد طلق زوجته...طلق اميرة...))
(( طلقها؟؟لماذا؟؟))
(( لماذا؟وهذا سؤال نورس؟؟؟))
واكملت بدون اهتمام..
(( من البداية نعرف نهاية زواجهما؟؟؟))


كلماتها ايقضتني من الحلم الذي عشته معها...
مزقت مشاعر الامومة التي غلبتنا انا وهي تلك اللحظة....
وبسرعه اتصلت بــ ناصر....

كي يعيدني للمنزل كم ارغب في الهروب من هنا...
اريد ان احتمي بجدران غرفتي....
لحظات قليله...
وكان ناصر في الخارج ينتظرني....
(( نورس امي قادمة الان..انتظري قليلا..))
(( اسفه رجاء...ناصر ينتظرني...))
ودعتها..والضيق قد ملأ صدري...
كلماتها الاخيرة.....
(( من البداية نعرف نهاية زواجهما...))
((انتهى الغرض من الزواج فلم يبقيان مع بعضهما.؟؟؟))
قد اثارت كل حزني وضيقي وألم..
اثارت وجعي الذي طالما تهربت منه
وصلت عند المدخل...
رتبت وشاحي الاسود..
وهممت بالخروج..
كانت سيارته قد توقفت لتو..
(( اهلا رجاء.... هل انت خارجة؟؟))
كانت تحادثهاوهي داخل السيارة..
(( نعمــ خالة... كنت مع رجاء...))
(( لم لا تبقي معنا..الوقت مبكر...))
(( اسفه خالة..زوجي ينتظرني..وقت اخر...))
نظرها وقع عليه
على حامد...
دون ان تقصد...
حتى لمحت نظراته نحوها..وهي تتحدث عن زوجها...
ناصر ينتظرها....
كم ارعبتها نظراته..
وبسرعة..
اخذت طريقها الى سيارة زوجها
ناصر
الذي كان بانتظارها....
كان يلمحها من بعيد...
واقفه تحادث من في السيارة...
صعدت سيارته.....
ونظره باتجاه سيارة حامد...
الذي نزل حينها مع والدته...
دخلا البيت..
وقبل ان يدخل هو... التفت ناحية السيارة..
التي مازالت متوقفه..
التقت نظراتهما
كلا كان يحدث الاخر..
دون ان يشعرا...

بعدها اختفى حامد...
خلف بوابة المنزل...
فيما ناصر مازال ممسكا بموقد السيارة..
بكلتا قبضتيه..

(( الن تحرك السيارة...))
بسرعه..انطلق بسيارته...
كانت تلمحه
قد عقد حاجبيه
وبانت عليه ملامح الغضب...

لم يتبادلا الحديث...
فقد غلبتها مشاعر القلق...من ردة فعله..
هل ازعجه وقوفي في الطريق اُحادث الخالة ام حامد؟؟؟
ادرك ان غضبه سببه حامد لابد ان ذلك ما حدث...
تجاهلت كل ذلك
عندما اخرجت جوالها...
وصارت تتأمل صورته..
صورة عبد العزيز ابن صديقتها....
ملامحه كلها براءة...
كم هي رائعه مشاعر الامومة...
روعتها تبدو في عينيها
عينا رجاء التي اجهدها السهر
ولكن بريقها يُظهِر مدى سعادتها

(( هل ستبقين تتأملين جوالك كثيرا؟؟؟))
انتبهت اليه...
كان يحدثني بعصبية...
لذا فضلت الصمت..
حتى كان رنين جواله...
(( اهلا ..اهلا.... الوقت مبكر ليس بعادتكِ...كما تريدين))
غادة وهل غيرها....
وكما قال الوقت مبكر على اتصالها
عادة يذهب اليها في وقت متأخر....
كانت تنظر اليه..وكل هذه الافكار تدور في رأسها
انشغل هو بالمكالمة..
فيما تبادلا حالة الغضب...
بدت نورس منزعجة فعلا..
وقد عقدت حاجبيها بغضب هي الاخرى...




الشاطئ الــ 42
الموجة السابعة



في غرفته .........................................
كان يلتقط انفاسه بعصبية...
وهو يتذكر وقوفها في الطريق
تتحدث لمن في السيارة..
ليكتشف انها تحادث سيدة...
ترافق احدهم ...
ولم يكن سوى حامد
حامد شقيق صديقتها..
الذي تقدم لها سابقا...
ورفضته..
رفضته غصبا عنها كما صارحته من قبل...
كل هذه الافكار كما الشرار في صدره....
يزفر عنها انفاس تكاد تحرقه...
تذكر نظراته اليهما..وهما معا في السيارة...
يفهم جيدا ماكان يتأمل...
يتأملها كيف هي مع زوجها...
ربما تكون نظراتألم لانها لم تكن له..
او نظرات غيره لانها مع غيره..
هي معه فعلا لكنها ليست له
اوجعه هذا التفكير

وقد اربكه اكثر...
لم يكن يعلم من هو حامد بالضبط..وكيف هي اخلاقه...

شعر انه بحاجه للهروب من كل هذه الافكار...
والخروج من البيت وبسرعه..
فلو بقي معها في مكان واحد..
لن يتحمل مواجهتها بوجعه هو الاخر...
ولايريد مشاده بينهما..
فيما هي................................................
اسرعت الى غرفتها..
رمت بعبائتها على الكنبة...
وهي تأخذ نفسها بصعوبة..
بكل ضيق..
كيف له ان يحادثها ويواعدها امامي..؟؟؟
الا يخجل من ذلك..
وهي الا تخجل؟؟؟

حتى سمعت خطواته ....
ليس معتاد على دخول غرفتها... الا نادراً
ربما يريد غرض ما من احدى الغرف...
اخذت مكانها امام المراءة...
تنظر لنفسها....
هل هي اجمل منها...
اسدلت شعرها الطويل ...
لونه البني المحمر بان اكثر روعه
مع التي شيرت الاحمر..
والبنطال من الساتان الاسود..
ملامحها تذوب نعومة
وجسدها تظهر روعة انوثته..
(( ليست اجمل مني....
هي فاتنه لانها تعرف كيف تظهر مفاتن جسدها ...))

كانت دموع تترقرق في عينيها..
الى متى ستبقى على هذا الحال...
لا تقوى حتى نهره عما يجرحها به...

تذكرت كلمات رجاء من جديد...
كيف كان الجميع ينتظر طلاق حامد من اميرة
فهو امر طبيعي....
اي ان قرار انفصالها عن ناصر كذلك امر طبيعي
في نظر الجميع...
و ان لم يعلموا بذلك....

الضيق ملأ صدرها ألماً....
والافكار المزعجه تجول في عقلها بوجع..

وكان وجعها اكبر...
عندما سمعت طرق الباب
ناصر..طرَقَ الباب..ودخل بسرعه قبل ان تأذن له...
ودون ان يلتفت لها..
كان نظره لجواله الذي في يده..
(( نورس انا خارج وقد اتأخر.. هل تحتااا....))
لم يكمل كلامه ما ان رفع نظره اليها...
جمد...كما هو حالها...
نسيت نفسها..
لم يكون جمودها خجلا منه
انما تنظر لأناقته...
لقد ابدل ملابسه...وحلق ذقنه...
رائحة عطره التي تزاحمت مع انفاسها في صدرها...

في قمة اناقته
ولابد ان سيأتي بعدها..
وهو يرمي شماغه على كتفه وازرار ثوبه مفتوحه...

اما هو............
كاان يتأمل روعتها
انوثتها البارزة في شعرها المتناثر والذي بدى كالشلال...
واللون الاحمر والاسود اظهرا بياض بشرتها....
رقة ملامحها..المصدومة بوقوفه امامها..

وبحركة عفوية منها
وكأنها تريد ان تشغل نفسها...
ادخلت اناملها بين خصلات شعرها...
وجمعته على كتفها الايمن ...

لم يشعر الا بنار تشتعل بصدره
لايعلم كيف استرجع موقفها عندما خرجت من منزل صديقتها...
هل حجة ليبقى امامها
يتأمل هذه الفتنة التي أمامه؟؟
ام حقا يرغب في مواجهتها..
ليعلمها ان هذا التصرف لم يعجبه

وقد يكون الامران معاً....

المهم ان لديه ما يقوله
ما يتحدث فيه...
بحدة...وبنبرة صوت تختلف عن ماكان عليه صوته قبل قليل...
(( نورس..كيف تقفي في الطريق لتتحدثي...))
بارتباك واضح..(( كانت خالة ام حامد..والدة رجاء..تسلمــ عــ...))
(( وان يكن..من الخطأ ان تقفي في الطريق....وولدها معها في السيارة...))
ادركت لحظتها ان كل هذا الغضب بسبب حامد...
وملامحه المنزعجة في السيارة لسبب نفسه...
ابتسمت بداخلها
عرفت بمن تزعجه..كما يزعجها هو بزميلته غادة...
تصنعت الهدؤ..(( تعني حامد؟؟؟))
تقدم منها اكثر..
وهو يومأ برأسه...(( نعمــ حامد....ياترى بماذا تحدثتما؟؟))
نظرت اليه..لم تقوى حتى على ان تحريك رمشيها من صدمتها..
(( اتحدث اليه؟؟؟))
(( الم تريه كيف كان ينظر اليك بعد ان نزل من السيارة؟؟))
وبتحدي منها... وكأنها قد اعلنت الحرب عليه
بنفس السلاح الذي استخدمه
ان كان سلاحه غادة...
ليكن سلاحها حامد مهما كانت النتائج...
(( لا اذكر ماذا قال لي؟؟))
(( هل يعني انكما معتادين على الحديث معاً؟؟))
(( ولِم سؤالك هذا؟؟؟))
(( من حقي ان اعرف فأنتي زوجتي..))
(( على الورق فقط...))
(( نورس.... انا اسألك ....اجيبيني...))
(( انا لم اسألك يوما عن علاقاتك..او معارفك... كلاً له حياته...))
(( ماذا تعنين ان كلاً له حياته؟؟انت زوجتي وتهمني تصرفاتك...))
(( تهمك تصرفاتي الان فقط ..ام قبل الزواج ايضاً))
كانت تقولها وهي ترجف..
لو انه ترك انفعاله..ونظر لكفيها..
لشعر برجفتها...
ليس من رُعب الموقف..
انما من الفكرة التي خَطَرَت ببالها..
الفكرة التي بها ستنتقم منه ..
بحركة غضب نزع الشماغ ...وابقاه في يده
ونظره اليها
(( ماذا تعنين بــ قبل الزواج؟؟))
(( كلامي واضح...))
اقترب منها.... اكثر واكثر...
صارت نبرات صوته تصطدم بوجهها...
كان يتحدث وهو يضغط على اسنانه
(( نورس ....تكلمي...))
لم تقوى على مواصله هجومها....
كان صعبا عليها...
(( كنت تحادثينه..هناك ما يربطك به؟؟؟))

لم يعلم ان كلماته صنعت سلاحها اخيراً
(( ما يربطني به اوبغيره..لا يهمك الان...))
امسكها من ساعدها وشدها اليه...
(( به او بغيره؟؟من غيره؟؟؟...))
شدت ساعدها من قبضته ...
وابتعدت عنه...
(( لم كل هذا الانفعال؟؟؟..))
(( لاني اعرفك...انت اكبر من ذلك...
ما تودين ايصاله لي ليست حقيقة... انتِ اكبر من هذا الهراء...))
((هُراء؟؟ وهل ما اخذته مني هُراء ايضاً))
بلع ريقه بصعوبه..
انفاسه كادت تخنقه
فيما الرعب يكاد يقتلها...
(( لم يلمسك قبلي احد..اعرف ذلك...ولــ...))
قاطعته...
((ليس فقط ان احدا لم يلمسني قبلك..انما عقلي وقلبي لم يشغلهما احدٌ قبلك...ولكن هل فكرت بما حدث من بعدك؟؟؟))

ارتفعت نبرة صوتها اكثر...
وباتت تصِفُ كلمات تطعنها ألف مرة ....
قبل ان تطعنه هو...
(( من بعد وهم حبك وخسارتي ... ألم تفكر ان ليس لدي ما اخسره...
فما خسرته معك لن استرجعه....))
اجحظت عيناه..
وهو ينظر اليها..
اختلطت عبراتها مع نبرات صوتها...
(( انا فتاة ليس لدي ما اخسره...))
(( نورس,,,كفى...))
الا انها اكملت...
((كل شئ انتهى منذ تلك اللحظة التي سلبتني فيها اغلى ما املك...
كيف لا تفكر..اني قد فعلتها مع غيرك...))
(( نورس..نورس...))
لم تكن تسمعه...كان ترفع من صوتها اكثر..
(( ليس من حولي اسرة تسألني اين اذهب او مع من اذهب؟؟؟))
لم يقوى على تكرار اسمها اكثر...
تقدم منهاخطوة
ولكنها مواصله هجوم..بخناجر تدمي قلبها هي قبل ان يستشعرها هو...ليعتصر بعدها الماً

(( لستُ نورس المقعده التي لمحتها اول مرة .. انظر الي واقفه على قدمي... لي ان افعل اكثر مما فعلته وانا مقعده.............))
صرخ فيها..
بكل ما لديه من قوة...
(( نوووووووووووووووووورس..كفى))
دموعها انهمرت مع صرخة اسمها...
هو يقترب منها
كانت تهرب منه بخطوات للخلف...
كانت تسمعه يردد كلمة واحده..
(( اسكتي...اسكتي...))
وهو مازال يدنو منها....
حتى التصقت بالجدار...
بلعت ريقها..
كان يرغب باسكاتها
كلماتها ذبحته بكل ما تحمل الكلمة من معنى
كما كان يشعر بقسوتها وشراستها على نفسها
كانت تعاقب نفسها تعذبها
لم يقوى صراخه على اسكاتها..
كانت تقولها...
تكررها...
وهي تبكي بمرارة..

(( انا فتاة سيئة..دنست نفسي بفعلتي تلك))
كان بأمكانه ان يصفعها ليوقضها من الكابوس الذي اخذه هو ايضا ...
لكنه لم يقوى على ذلك..
لن يقوى ان يتطاول عليها برفع يده عليها..
لن تتحمل ذلك...

لكنه التصق بها وانزل رأسه لها...
شفتيه هي من اوقفتها عن قتله...وقتلها...
طبع قبله على شفتيها...
كانت قد دخلت معركة بسلاح الكلمات القاسية
التي تخرج من بين شفتيها...
وهُزمت بالسلاح نفسه....
لم يستطع اسكاتها الا بهذه الطريقه...
بقبلة منه....
نورس بنعومتها ورقة ودفئ مشاعرها...
استطاع ان يهزمها بدفئه ..وشوقه لها....
سحبت جيوش كلماتها...
بعد ان ابتعد عنها..
وهو ينظر اليها..
مغمضة العينين..
فقط دموع تنهمر...
وحمرة موزعه في عينيها ..وخديها...
تحولت لبكاء هستيري..
وهي تسحب جسدها الى الارض...
مستندة على الجدار...
تبكي..تجهش في البكاء....
تبكي من اعماق روحها..
وكم هو صعب بكاء الروح...
جلس على الارض..
وغرس انامله في شعرها..
ورفع ذقنها اليه..
(( نورس اهدئي...اهدئي..))
زاد بكائها....
(( لِم تفعلي هذا بنفسك..؟؟ لِم تعذبين نفسك بهذه الافكار...
انت نقيه ...نقائك من دموع الندم هذه الذي اذبلت عينيك....فلِم تتلذذين باهانة نفسك؟؟؟ تنتقمين منها؟؟؟))
كانت تسحب انفاسها بصعوبه
تسحبها مع شهقاتها الموجعه له
(( يكفيك السنوات التي مضت... عشتِ في خوف ورعب...
لكِ ان تعيشي كباقي الفتيات...))
امسك كفها...وقف.. وهو يشدها اليه بحنان..
تجاوبت معه اخيرا....
اخذها اليه..
الى صدره..
اسند رأسها براحة يده...
وهي تبكي..حتى شعر بدموعها على صدره....
كان يهمس لها..
بأسمها...(( نورس ...نورس...يكفي بكاء...))
كان يشعر بها..
تدفع جسدها بعيدا عنه..
تدفعه كرفرفة جناح طير مذبوح...
(( لن اتركك الا بعد ان تهدئي...))
لم تقوى على الصمت...
بقيت دموعها..
وبقيت هي مزروعه في صدره...
نسيا كل ما بينهما
نسيا الماضي والحاضر والمستقبل...
كانت كما الاله التي تبحث عن الطاقة لتستطيع العمل
كانت طاقتها تكتسبها من صدره....
وشئ جديد
كانت كلماته...
همساته في اذنها...
(( اسف..لم اتوقع هذا الانفعال منك...اسف نورس...سامحيني...
سامحيني..سامحيني..))
كان يكررها
كلمة لم تنتظرها منه يوما
وهي الان تتكرر امام مسمعها
ما حدث لا يستحق كل كلمات الاعتذار منه...
كان يقولها بصدى من الماضي..
استوعبته باحساسها ومشاعرها
حينها فقط قد هدأت...
توقفت عن البكاء..
فقط حرارة انفاسها على صدره..
ابعد راحة يده عن رأسها...
ابتعدت عنه...
ونظرها للأرض...
وبطرف اناملها امسك ذقنها
رفع رأسها اليه
(( لا تدنسي روحك الطيبه بكلمات قذرة....يأبى لسانك على نطقها..ويأبى مسمعي على استيعابها.))

خرج عنها...
تركها...
كما لو خلت من كل الاحاسيس...
همساته..ولمسات شفتيه امتص كل ما بداخلها...
حتى دموعها جفت
ارتمت على سريرها..
تنظر للفراغ..
لا ترى شئ امامها...
ولا تشعر بشئ...
سوى...
سوى... رغبتها بالموت
علها تنهي ألمها...


yassmin 11-11-10 04:13 PM




الشاطئ الــ 43
الموجة الاولى




حياة جديده تجمعنا
يسودها صمتٌ قاتلٌ
كنتُ انتظر منها اي كلمة تعبر عن ما بداخلها
لكنها التزمت الصمت
ليس هذا فقط انما بقيت حبيسة غرفتها
طالما انا في المنزل....
احترمت موقفها
وبادلتها الصمت نفسه
ولكن.............................
يبقى شئ يشغل عقلي....
بعد ان لمحت في عينيها
بريق من الحزن والالم والوجع
كيف لي اغير هذه الفتاة...
كيف لي ان اعيد تلك الابتسامة والبراءة
التي لمحتها قبل سنوات
عندما التقت عيني بعينيها...

ليالٍ طوال مرت بي
اقضيها في التفكير بهذه الفتاة....
نورس لم تستحق الحياة التي عاشتها
بسبب ذنب تحملته سنوات
وانا طرف فيه
علي ان انتزعها من براثن خطيئتنا
ولكن كيف؟؟؟؟

فبعد ما حدث اصبحت...
فتاة خجولة..منطوية...
ترى نفسها اقل من الاخرين...
كما انها تشعر انها لا تستحق حب واحترام من حولها...
ولم تفكر ولو لحظة في مستقبلها...
كل هذه الامور علي ان اخلصها منها...
لابد ان تكون فتاة طبيعيه..
تخالط الجميع...
وتعطي نفسها القدر الذي تستحقه...
لابد ان تعرف انها تستحق حب واحترام من حولها واكثر..
والاهم من كل هذا اساعدها في رسم خطة لمستقبلها...
مستقبلها بدوني
بعد ان تأخذ قرارها بالانفصال كما اتفقنا...

فأنا سبباً في ألمها...
لذا لابد ان اكون سبباً لتغيير حياتها للافضل...
كيف ذلك وهي تتهرب مني...
لم اعد اراها..
ولكي اطمئن عليها
صرت اتسلل ليلا
نحو غرفتها..
التي تبقى مضاءة طوال الليل...
قد اسمع صوت خطواتها...




الشاطئ الــ 43
الموجة الثانية




بتُ حبيسة الغرفه
لا اخرج منها ابدا
حتى الجامعه يوم اذهب واخر اعتذر من الدكتور
ودرس القران اهملته كذلك
جوالي مغلق
ليس لي القدرة على الحديث مع احد...
حتى اني صرت اتهرب من النظر لنفسي في المراة...
ولكن حدث وان لمحت بقايا ملامحي...
صرت ادقق النظر لنفسي...
بديت نحيلة اكثر من السابق...
السواد يكاد يلتهم عيني...
وجهي شاحب بشكل ملحوظ...
اخذت نفساً عميقاً...
ما ان تذكرت موقفي معه...
كيف اني هاجمته بسيل من الكلمات القاسية الموجعه
لأجده بعدها امامي...
كما الصياد الذي هربت منه فريسته
ولكنه....
استطاع ان يجعلني ابلع كل كلماتني
وانسحب في هجومي..
ما ان اقترب مني....
وطبع قبله على شفتي...
كانت لمسته الاولى لي منذ ان تزوجنا
احيت شئ بداخلي..
شئ بدأ ينبض من جديد
لم اتحمل هذا الشعور...
انهرت بعدها..
ليلمني اليه....
يزرعني في صدره....
بل شعرت به يدفنني داخل ضلوعه...
وكانت محاولاتي فاشلة في انتزاع نفسي من ضلوعه...
همساته كانت بلسم تداوي جرح سنين...
(( لا تدنسي روحك الطيبه بكلمات قذرة....يأبى لسانك على نطقها..ويأبى مسمعي على استيعابها.))

البستني كلماته شئ جديد
لم المحه على نفسي مسبقا
هل كانت الروح الطيبة التي تحدث عنها؟؟؟
لا ادري.....

ولكن يبقى هناك شئ بداخلي يهزمني...
لا استطيع ان انكره
خطيئتي....
خطيئتي معه....
كل هذا الالم والضيق الذي يعتريني...
لاني اعرف اني لا استحق سعادة بعد هذه الخطيئة
وخاصة تلك السعاده التي تجمع كلانا...
ليس لي ان اجازي خطئي بفرح يجمعنا انا وهو.....




الشاطئ الــ 43
الموجة الثالثة



كانت فرحتي كبيرة...
بعودتي للبلاد...
عدت بعد ان انهيت دراستي اخيرا...
وحصلت على الدكتوراه ...
الشهاده التي طالما حلمت بها...
وعدت لبلادي..
بفرحة لم اعهدها من قبل...
بيني وبين نفسي...
اعرف ان افسر سبب هذا الشعور...
فهذه المرة انا هنا...لألتقي بحبي..
لأول مرة اشعر ان قلبي ينبض لأني في بلادي...

اسرتي من حولي..
ابي امي واخي الصغير محمد...
ولكن يبقى مكانها خاليا...
((زينة..))
اشتقت لها بقدر شوقي لهذا الوطن...
صرت اتنفسا هواء تحيا هي به ايضا...

وددت ان اتصل بها ما ان وصلت..
ولكن.... شعرت ان لدي الكثيرلاقوله لها...
ليس الان وقت الحديث معها....

اجتمعت مع افراد اسرتي...
وطبعا محور حديثنا عن طلال..
بدى ابي متضايق كثيرا من موقف اخي..
وامي محتارة بينه وبين قرار ابي...
كما هو موقفي..
فأنا اخالف والدي الرأي
طلال حر في اختياره...
وهو من يتحمل قراره...
ولكن لم اقوى على مناقشة والدي في ذلك...

اخيرا.....
استطعت ان ابدل موضوع حديثنا...
(( عمتي فريده ونورس... استغرب عدم تواجدهما ..))
ابتسمت والدتي اخيرا..
(( عمتك .... حامل...وهي مرهقه جدا..))
سعدت كثيرا بهذا الخبر..
واخيرا فروودة ستصبح اماً
بعد ان كانت اماً للجميع

كان راي والدي ان ندعوهم للعشاء غدا لنلتقي بهما..
ولكن...........
لقائي بنورس هنا..لن استطيع الالتقاء بزينة ايضا..
وليس لي ان اخصص دعوة لها....
لذا كان اقتراحي...
(( لِم لا نزور نورس في منزلها...هل حدث وان زرتها والدي؟...))



الشاطئ الــ 43
الموجة الرابعة




هزتني طرقات الباب..
والاكثر صوته هو..
يناديني...
(( نورس.. افتحي اريد ان اكلمك...))
جمدت مكاني ما ان سمعت صوته..
لكني لم اجبه..
عله يظن اني نائمة

كرر جملته اكثر من مرة...
يبدو ان الامر مهم ...

فتحت نورس الباب..
وبدت كما الشبح امامي..
لم اقوى على الكلام...
فقط انظر اليها...
لم اقوى على ابعاد نظري عنها...
وهي جامده مكانها
لم ارى اي انفعال واضح على ملامحها
كانت كما التمثال..
التمثال المكسور من الداخل...
واخيرا نطقت..
(( ماذا هناك...؟؟))
افقت على كلماتها...
اخذت نفسا عميقا...
لأتذكر لِم انا هنا...
(( عبدالله..ابن عمك..وصل البارحة...))
واخيرا بدى الجمود يتلاشى عن ملامحها
لكنها لم تنطق...
(( سيكون الليله هنا مع عائلة عمك...لابد ان تدعي عمتك وزوجها ايضا...))
اومأت برأسها...
وكأنها تنتظرني ان اذهب...
لكني لم افعلها...
بقيت مكاني..
صامتا..لا اجد كلمات تعبر عن قلقي عليها...
واخيرا خرجت بعض الكلمات...
(( انت مريضة؟؟؟))
وبالكاد نطقت...
(( لا..لست مريضة...))


(( اجهزي...وكوني في استقبالهم.... بعد العِشاء...))

افقت من جمودي بعد ان انصرف..
يبدو فعلا قلقا علي...
لابد ان اجهز....كما طلب مني...
ولكن..كيف اخفي كل هذا الارهاق؟؟؟

كما ان علي ان اتصل بعمتي....
وكذلك زينة لابد ان تكون معي...

تحدثت مع عمتي..
واضح من صوتها انها متعبة....
اخبرتها بزيارة عمي واسرته...
اخبرتني ان عمي اعلمها مسبقا...
وستغالب تعبها لتزورني كما تقول...

اما زينة فهي لم تجب على اتصالي..
لابد انها مشغوله بالمذاكرة...
وبعد كل هذا....
بقيت واقفه امام خزانتي محتارة....
ماذا عليّ ان البس؟؟؟؟
وكيف سيكون اجتماعنا جميعا..
لم اعتد على مثل هذه التجمعات العائلية...

وسط زحمة افكاري...
سمعت صوته ...من جديد...
الا انه فتح الباب..
ودخل...
وتقدم اليّ بحركة سريعه...
وانا في دهشه ....
ماذا يريد؟؟؟؟

كانت ابتسامة على شفتيه...
اقترب اكثر...دون ان ينطق..
وانا مكاني ....
كاد ان يلتصق بي...ابتعدتُ خطوة للخلف..
الا انه رفع ذراعيه
ووضع راحة كفيه على كتفي...
(( نورس...هذه الزيارة الاولى لاهلك في منزلك...
لابد ان تحسني استقبالهم... دعيهم يشعرون ان نورس اصبحت سيدة هذا المنزل.... وقادرة على استقبال ضيوفه...))

اتسعت ابتسامته...
وهو يبتعد عني...
وقبل ان يخرج...
التفت اليّ...
وهو يغمز لي
(( اممم لا تقلقي..لن تطبخي العشاء بنفسك..سأطلب عشاء جاهز من المطعم...))
خرجت من عندها
والاندهاش واضح عليها
فيما تحقق شئ مما رغبت به
كنت اريد ان اوصل لها فكرة واحده
ان اهلها هنا من اجلها هي...
وفي منزلها...
عليها ان تعرف جيدا من تكون في هذا المنزل....





الشاطئ الــ 43
الموجة الخامسة




كان وقت قدومهم..
ونورس لم تنزل بعد..
ارسلت لها رحمة المزعجة..
لابد ان ازعاجها سيجبرها على النزول
لكنها لم تفعل
ايقنت بعدها انها لا تريد ان ننفرد ببعضنا قبل مجيئهم...
حتى كان صوت الجرس...
لحظتها فقط..
سمعت صوت اغلاق باب الغرفه..
فيما خرجت انا في استقبالهم...
لمحتها خلفي...
التفت لها....
كانت ترتدي عباءة...ووشاح اسود...
بدت مختلفه كثيرا...
حتى الارهاق الذي في ملامحها اختفى...

ابتسمت لها...
(( جيد انك هنا في استقبالهم...))

كانت تبدو هادئة..
ولكنها سعيده...
سعيده جدا...
هذا ما لمسته من نظراتها وترحيبها بهم...

كان في قمة اناقته
يفوح منه عطره الفرنسي
بدى سعيد لرفقتي له
لاستقبالهم

شعرت للحظة اننا فعلا زوجين
ونحن واقفان بجانب بعض
نرحب بعمي واسرته


اجتمعنا بعدها جميعا في الصالة....
كانت نورس قريبه من عمها..
يحيط ذراعه حولها..
تبدو خجله فعلا....
فيما انا وعبدالله جانبا..
اخذنا الحديث عنهم....
كان يحدثني عن رسالة الدكتوراه والصعوبات التي واجهته...
وما يخطط له بعد عودته..
كنت اجده شاب طموح...
يبحث عن مستقبل مميز...
لا ادري لم تذكرت زينة.. ابنة اخي...
نفسه تفكيرها...
الدراسات العليا ..وظيفه مميزة...
الا انها تختلف عنها انها متهورة كثيرا...
وكم اكره بعض تصرفاتها التي طالما حذرتها منها...
لكنها لا تأخذ بالنصيحه...
فهي تعيش الحرية ...الحرية التي منحها لها والدها
ويبدو ان هذا الشئ الوحيد الذي اسعدها منه

استغربت كيف تداخل موضوع زينة
مع حديث عبدالله...
حتى انتبهت الى العم ابو عبدالله....
(( نورس اخبريني..كيف هو ناصر معك ...ان كان يضايقك بشئ اخبريني.. ))
كانت نبرة صوته تدل على المزاح...
فيما نورس اكتفت بابتسامة....
رفع نظره الي...
(( ناصر... كيف حالك مع نورس...))
*(( نورس..نور هذا البيت... لم تعد له الحياة الا بدخولها....))
ضحك ابو عبدالله بصوت عالي..
فيما نظري اليها..
لأول مرة ابدأ بمثل هذا الحديث عنها...
كانت تبدو خجله فعلا.....

لحظتها................................
وددتُ لو ان الارض تنشق وتبلعني...
اين انا مما يقوله..
هل فعلا يعنني...
استغربت حماسه في استقبالهم...
والان حديثه عني...
كانت جلستنا رائعه...
شعرت براحه غريبه لم اعهدها منذ ايام مرت...

فيما عبدالله...
صامت...يجول في صدره سؤال واحد
(( اين هي؟؟ اين زينة؟؟))
لم يقوى على النطق بهذا السؤال...
فقط ينتظر اياً منهم ان يأتي بأسمها على الاقل ليسأل هو عنها...




الشاطئ الــ 43
الموجة السادسة




بعدها كانت عمتي بصحبة زوجها...
تبدو ملامحها متغيرة كثيرا...
بدخولها....
تغيرت جلستنا....
اخذ الرجال مكانهم في الصاله الاخرى...
وبقيت انا وعمتي والخالة ليلى...
والتي اخيرا اخذت راحتها في الحديث
فيبدو ان وجود ناصر قيدها...
كانتا تتحدثان عن الحمل...
والخالة ليلى تروي تجاربها لعمتي التي صارت تؤيدها في بعض الامور..
كنت اشعر اني بعيده عن حديثهما...
حتى كان سؤال الخالة ليلى..
(( نورس..تبدين متغيرة... هل انت حامل؟..))
لا ادري لم ارعبتني الكلمة...
لم اقوى حتى على الرد...
التفتت عمتي الي...
(( كنت انتظر خبر حملك وتمنيتكِ قبلي......))
تصنعت ابتسامة بصعوبة
وانا اومأ برأسي...
لا لست حامل..كيف اكون حامل وكل منا يعيش في غرفه مختلفه....

كنت المح ناصر,,,
يخرج للحديقة بين الفينة والفينة ..
فيما كانت رحمة تقدم لنا العصائر والمقبلات....
استغربت كل هذا التجهيز للضيافه...
لم اتوقع من ناصر ذلك ابدا....

ولكن كانت مفاجأة لي...
عندما دعاهم للعشاء في الحديقة...
تقدم الرجال اولا...
فيما تبعناهم بعد لحظات...

كان قد وضع طاولتي طعام منفصلتين...


ووزع عليها كل انواع المقبلات واطباق الطعام....
جلس الرجال على طاولة...
ونحن على طاولة اخرى جانباً....

كانت جلستنا رائعه
مع جو لطيف فقط صوت ماء الشلال الصغير في جانب الحديقه

التفتت عمتي...
(( نونو يبدو الوضع رومانسي جداً بينكما...))
لم استوعب حديثها
واكملت...(( ان كان عشائكم هنا وسهراتكما ايضا في هذا المكان الرائع))
ابتسمت الخاله ليلى
(( الماء والخضرة والوجه الحسن....))
((ام عبدالله ... هذه احلى ايام الزواج رومانسية ودلال....))

كانتا تلمحان لعلاقتي مع ناصر...
لهذه الدرجة المظاهر تخدع؟؟؟
قطع صوت حديثهما صوت الباب...
احدهم يدخل.....



الشاطئ الــ 43
الموجة السابعة



(( اعتقد اني حضرت في وقت غير مناسب؟؟؟))
وقف ناصر...
(( اهلا زينة..تفضلي..اين كنت؟؟))
وبدلالها...
(( انا هنا.... انتظر من يدعوني...))
نورس بهدؤ...
(( زينة...اتصلت بك..جوالك مغلق...))
((فعلا جوالي مغلق ...كنت مدعوة على حفله...))
اقتربت من الخالة ليلى والعمة فريدة ترحب بهما....
كان ترحيب الخالة ليلى حاراً
تبدو سعيده بلقائها...
(( هل نسيتنا زينة؟؟؟))
(( انساكم؟؟؟يستحيل خالة....))
التفتت ناحية الرجال....
(( العم ابو عبدالله هنا؟؟؟))
ودون ان تنتظر اجابه
اتجهت نحوهم...
فيما عيناه ترصدانها منذ ان طلت عليهم
لم يقوى على ابعاد نظره عنها
كان يراها في كامل روعتها وفتنتها
بقدر فرحته بلقائها كان وجع يخترق قلبه
كيف لها ان تظهر بهذا المظهر امام الجميع
فستان ساتان اسود قصير بأكمام قصيرة
وتحيط بخصرها
شريطه من المخمل الاسود...
بدى بريق الكريستال الذي ترتديه على جيدها
وكأنه قطعه منها
يُجبر كل من يراها ينظر اليه...
والى بريق اسوار وخاتم يزين كفها
يزيد من نعومتها روعه...
كانت ترحب بوالده
تبدو فعلا سعيده بلقائه

(( عبدالله,,لم تخبرني بمجيئك؟؟))
وبالكاد نطق...
(( اهلا زينة..كيف حالك..))
(( بخير....وانت؟؟))
(( الحمدالله...))
ابوعبدالله يقطع حديثهما...
(( زينة عبدالله نال شهادة الدكتوراه من اسبوع فقط...))
وهي تضع كفيها على خصرها...وبدلال
(( عبدالله... لم تخبرني....لماذا؟؟؟؟))
كانت نبرتها تخترق قلبه
تذيبه فعلا بدلالها
ناصر وهو يشير نحو نورس..
(( زينة.. اجلسي معهن لتتناولي العشاء...))

ادركت لحظتها ان وجدها بين الرجال لم يكن يعجب عمها
لطالما كان هذا الامر لا يفرق عندها في شئ....
بعد العشاء.............................
بقوا في الحديقه...
اخذهم الحديث...
فيما نظرات تتسلل...
ناصر... يراقب نورس من بعيد...
تبدو مرتاحه..
افضل من قبل بكثير...
وكانت تلحظه هي الاخرى..
وان تلتقي عيناهما....
لا يقويان على تجاهل بعض...

فيما اخر في عالم ثاني...
عبدالله...
يتسلل بنظره هو الاخر....
ليلمحها...
كم يحب لفتاتها...
وحماسها في الحديث...
ابتسامتها التي لا تفارقها...
وبين الحين والاخر....
كانت تدخل اناملها بين خصلات شعرها الناعمة..
لتنثرها على كتفها...
وان لمحته..
تكتفي بابتسامة..وتبعد نظرها عنه.....



الشاطئ الــ 43
الموجة الثامنة




كان اجتماع ممتع للجميع...
العم ابو عبدالله بدى سعيدا ومرتاح كثيرا...
بعد شعر ان نورس محظوظة بزوج مثل ناصر....
في حين عبدالله...
لم يشغل باله الا زينة...
ابدا لم يعجبه مظهرها وهي قادمة من الخارج...
هناك امور كثيرة لابد ان تتغير في هذه الفتاة..
ولكن كيف..؟؟

في حين ناصر ونورس....
يجتمعان معا...
ولأول مرة.... من بعد تلك المواجهه...
وقبل ان تهرب منه نورس....
امسك بكفها وهي تصعد السلم...
(( نورس... هل اسعدك لقاء اسرة عمك؟؟))
لم تجبه..
كان نظرها لكفه الممسكه بها,,,
لم يتركها مثل ما تتصور...
انما ضغط عليها اكثر...وهو يقترب منها اكثر..
ويكاد يلتصق بها..
(( نورس...اريد ان اراك سعيده...))
سحبت كفها منه..
وصعدت لغرفتها...

فيما هو واقف مكانه...
وقبل ان تغيب عن ناظره
التفتت هي..
لم تتوقع ان تراه...
غمز لها...
(( انا هنا...لا تقلقي..لن اتبعك.))

دخل ناصر غرفته....
وتفكيره بالمتعه التي يشعر بها كلما لمح ابتسامتها...
فكيف هي فرحته يا ترى ان خلصها من الشعور بالذنب؟؟؟

فيما نورس..
رمت بجسدها على السرير...
بعد ان ابدلت ملابسها...
ومسحت البوردة التي غطت بها ارهاق ملامحها....
كانت تضغط بقوة على كفها
كفها التي لامسها ناصر...
وتسترجع حديثه...
وليس حديثه فقط..نبرة صوته ...
ونظراته نحوها..
حتى وهي مجتمعه مع ضيوفها...
ولم تخفي سعادتها بهذا التجمع....
وبترتيب ناصر له...
والاكثر من كل هذا..
مدحه لها امام الجميع...
هدؤ غريب بدأ يتسلل بداخلها...
حتى غطت في النوم....




الشاطئ الــ 43
الموجة التاسعة




(( لم تعد تتصل بي...لماذا؟؟))
(( لم ارغب في ازعاجك..))
(( عبدالله..انت ابدا لا تزعجني...))
كانت تقولها له بدلال.....
دلال اذاب قلبه مثل كل مرة...
(( زينة.... اين كنت الليلة؟؟))
نطقها بصعوبة....
(( كنت مدعوة على حفله.... لِم سؤالك؟؟؟))
(( مجرد سؤال...لاني افتقدتك ....))
قالها وهو يهمس لها....
كتمت انفاسها
نبرة صوته غريبه...
وكلماته اغرب....
((هل الحفله مختلطة؟؟؟))
(( اي حفله؟؟؟)) لم تكن تستوعب حديثه...
(( الحفله التي حضرتها...))
(( طبعا لا.... لا احضر حفلات مختلطة...))
واكملت...(( عبدالله.. ماذا تخطط له الان بعد ان تخرجت...))
(( كانت لدي فرصة ان اخذ خبرة عمل في بريطانيا..لكني غيرت رايي في اخر لحظة...))
((لماذا؟؟؟))
(( رغبت في العودة..والاستقرار هنا..وانت ماذا تخططين له؟؟؟.))
(( الدراسة ثم الدراسه ..ثم الدراسة...))
اسعده ردها....
(( زينة... كيف انت مع والدك؟؟؟))
((والدي؟؟؟؟ لا ادري..لا اراه...))
(( انت في البيت لو حدك؟؟؟))
(( لا... هو معي في البيت..لكننا لا نلتقي..وان سافر ابقى مع عمي ناصر.....))
(( هذا طبيعي... لابد انه يقلق عليك...لذا يرفض بقائك في البيت لوحدك...))
(( لا تعرف والدي..... هو لم يطلب مني ذلك..ربما يجهل هذا الامر.... لكني اعرف جيدا انه لا يصح ان ابقى في البيت وحدي..وفيه خدم رجال... لذا ابقى مع عمي...))

كم تبدو متناقضه هذه الفتاة....
احيانا اراها متحررة...لها ان تفعل كل شئ
دون ان تحكم العقل...
واحيانا اراه تفكيرها اكبر من عمرها....
مجموعه متناقضات بداخلها....

انهى المكالمة بينه وبن حبيبته...
لا يعرف كيف تجرأ على الاتصال
ولكنه كلما تذكر روعتها
وفتنتها وهي تقف امامه
وامام باقي الرجال
زاد ضيقه
ويعلم جيدا ان هذا الضيق لن يزول الا بمكالمة منها

انتهى الشاطئ الــ 43


yassmin 11-11-10 04:14 PM




الشاطئ الــ 44
الموجة الاولى...



في صباح يوم غلبت عليه حرارة الجوالعالية...
ولكن حرارة الحديث كانت اعلى..
عبدالله في غرفته....
والتوتر واضح عليه...
وهو يحادث طلال....
(( طلال..لابد ان تفكر في الامر جيدا...))
(( هل اخطأت بقراري؟؟اخبرني...))
(( لا...لكن...والدي غير موافق...))
(( وماذا برأيك ان افعل؟؟؟))
(( انتظر قليلا...))
(( جلنار...ستسافر بعد شهر للعيش مع والدها....))
(( وماذا في ذلك؟؟))
(( لا استطيع تركها...ثم انها لم تعتد على الحياة مع اسرة والدها...))
(( ستتزوجها بدون موافقة والدي؟؟))
(( سيوافق ان ادرك مدى سعادتي معها...))
انتهت المكالمة.....

طلال....
بدى متوتر اكثر بعد هذه المكالمة...
اصبح قراره معارضا لقرار والده
ولكن ليس امامه سوى المعارضه...
والاصرار على رأيه....
كان يخفي ضعفه باصراره على قراره
كما كان قلقاً من فقدانه لجلنار في اي لحظة
بالاضافه لارهاق الدراسه
يريد ان يثبت لوالده
ان جلنار هي سبب لنجاحه
يشعر ان امامه طريق طويل....
ولابد ان يسرع في خطواته...
ولكن......
بعد انتهاء الفصل الدراسي الاخير له ولجلنار...

عبدالله...
مستلقي على السرير...
وقد وضع راحة يديّه تحت رأسه...
وتفكيره في حديث طلال معه...
لم يتصور هذا الموقف من طلال ابدا
مصراً على موقفه
وكل قراراته المصيريه هذه من اجل حبيبته
لانه لن يقبل ان يخسرها...

وعاد من جديد...لمقارنه نفسه مع اخيه الصغير....
الذي طالما كان هو متفوق عليه
الا ان طلال غلبه في الحب والتضحيه...
زينة هل لها ان تكون مكان جلنار....

كم يحبها
وتفكيره وحواسه فقط لها...
تذكر لحظتها حديثه مع ناصر...
على العشاء...
وطلب منه ان يزوره في مكتبه في اقرب وقت.
...

الشاطئ الــ الــ 44
الموجة الثانية..



استيقظت من نومها على صوت طرق الباب
ناصر....((نورس...))
نورس بصوت غلبه النوم..(( نعمــ))
ناصر..(( مازلت نائمة؟؟؟؟))
لم تجبه....
ناصر..(( انتظرك في الاسفل...))
نهضت بحركة سريعه وعينها على الساعه
لقد تأخرت ..كيف اخذها النوم لهذا الوقت...
وبسرعة حملت المنشفه ودخلت الحمام...
فيما هو................................................ ....................................
في انتظارها....
دخلت عليه.....
كان جالسا امام طاولة الطعام...
والافطار جاهز امامه....
التفت لها وابتسامه على محياه....
استوعبت نورس اخيرا
انه في انتظارها
جلست مقابل له...
ناصر..(( رحمة الشاي بارد...احضري غيره..))
رحمة..(( اصبح بارداً لانك لم تشربه...))
ناصر بحدة...(( رحمة احضري الشاي مع قهوة نورس ..وبسرعه...))
كانت نورس توزع نظرها بين ناصر ورحمة,,,
ناصر..(( نفطر..ونخرج معاً الى الجامعة..))
لم تكن تتوقع انه ينتظرها ليخرجا معاً
ودون ان تنظر اليه...
(( سأذهب بسيارتي..))
(( نورس ...سنذهب معاً))
كان يقولها بنبرة هادئة....دافئة ...
لم تستوعب سبب تصرفه
كانت في قمة الدهشة
تشعر ان بداخله يخفي امراً

فيما هو....
مازال يرفع نظره اليها...
كلما ارتشف الشاي...
كله امل ان يخلصها من حزنها..
ولو بابتسامة منه...
(( نورس...اوصلك معي..وان انهيتِ محاضرتك... احضري الى المكتب..))
مازالت تائهه من تصرفاته ..
لكن..هناك شعور غريب يجول بصدرها...
قد يكون شعور بالراحة والاطمئنان...
او ربما هو الشعور بالامان...

انتهيا من تناول الوجبة...
وهما بالخروج...
(( رائع اللون الازرق عليك...))
حولت نظرها بارتباك لما ترتديه
قميص قطني طويل
مع بطال من الجينز الازرق الداكن...
شعر بارتباكها
وبخبث احاط ذراعه حولها...
ليأخذا خطواتهما معاً...
((نورس.... رائحة عطرك مميزة...))
شعرت بحرارة تسري في جسدها..
ما ان لامس كتفها....
وتسللت كلماته لمسمعها....
في السيارة........................................... .................
(( لِم تنامي وانوار الغرفة مضاءة...؟؟؟))
(( اعتدت على ذلك...))
والحقيقة انها لم تعتد على ذلك...
الا بعد ان اصبحت تنام لوحدها في الطابق العلوي...
لكنها لم ترغب ان تصرح عن ما بداخلها...
كانت تخشى اهتمامه بقدر الراحة التي تغزو روحها...
الراحة التي بدت تتغلغل بداخلها...
(( نورس... لِم انت صامته؟؟؟))
(( .....................))

وهما بين السيارات في مواقف الجامعه...
(( نورس.... عمتك مريضه؟؟؟))
(( لا..لِم سؤالك؟؟؟))
(( بدت لي ذلك...))
(( ليست مريضة............عمتي....حاامل..))
وقبل ان يهم بالنزول من السيارة...
(( حقاً..مبروووك.... عقبالك))
جمدت ما ان سمعت كلمته...
وحولت نظرها اليه...
كانت نظرته اليها بخبث ..
غمز لها...
(( عذرا نورس لا تغضبي....سحبت كلمتي....))



الشاطئ الــ الــ 44
الموجة الثالثه


دخلت الحرم الجامعي
كنت بصحبته
نخطو معاً للداخل...
كان قريباً مني..
كتفه ملاصق لكتفي...

بين لحظة واخرى..
يلتفت اليّ...
ويهمس لي بكلمات...
شعرت بأنه يريد ان يحادثني وحسب...
والامر الاصعب نظرات الاخرين نحونا...
اشعر وكأننا لوحة يتأملها الجميع...
اربكتني فعلاً نظرات الطلبة والطالبات...
وكأن كلمته في السيارة لا تكفي...

لدرجة اني ولاول مرة............................
اتجاهل محاضرتي....
ما ان تركني...
اتجهت خارج مبنى الغرف الدراسيه... الى الممر...
اخذت مكاناً على الكرسي على جانب الممر..
صرت اتأمل المارين من الطلبة والطالبات...
ولكن عقلي مع زوجي...
نعمــ زوجي ناصر...
الذي ابدل الجو المتكهرب بيننا الى جو هادئ...
هادئ جداً

ناصر في مكتبه
برفقة عبدالله
كان قد حضر لزيارته
بعد موعد بينهما
بدى الحديث بينهما مشحون بأمور كثيرة...
(( عبدالله انت مقتنع بفرصة عملك في بنك الاستثمار العالمي؟؟؟))
((اراها فرصه ممتازة..ما رأيك؟؟))
((كما تقول فرصه جيدة انك تأهلت لها.. وهل انت مستعد لجو العمل؟؟؟))
(( كما تعلم ..عملت لفترة في احد البنوك في بريطانيا بعد حصولي على شهادة البكالوريوس.....وبعد الماجيستير..عملت في ادارة احدى الشركات الهندسية حتى نلت الدكتوراه..))
(( كم هو رائع ان نلتقي بشاب مثلك ..كله طموح.... ويرضيه ان يحقق ما يريد في بلده..))
(( ارى الاستقرار هنا فقط... احساس ربما جائني متأخر...لكن الاهم اني اخذت به ..))

في تللك اللحظة....
طرق خفيف على باب المكتب..
وبعد اجزأء من الثانية دخلت..
بأناقتها وروعتها
فستانها الكحلي القصير لما فوق الركبه...
مع حذاء ذو كعب عالي...
شعرها كعادتها رفعته بمشبك من الكريستال البرّاق...
(( اسفه دكتور... هل قطعت حديثكما؟؟))
ناصر وهو يشير لها بالجلوس ..(( لا طبعاً..تفضلي...))

واكمل بعد ان اخذت مكانها مقابل عبدالله...
(( د.عبدالله.... حاصل على شهادة دكتوراه.... في مجال ادراة الاعمال.... ((ادارة المخاطر...))))
ناصر يشير لغادة..(( استاذه غادة..زميلتنا في القسم..))
بحماس بدأت غادة حديثها..
(( ...Risk management))
واكملت..(( كيف فكرت بهذا الاختصاص...))
عبدالله..(( اخترته بعد طول تفكير...هل ترين يا استاذة..اني احسنت الاختيار؟؟))
غادة..(( بالطبع...ولكن اين تعمل الان؟؟))
(( سأبدأ العمل في وظيفه جديدة هنا في بنك الاستثمار العالمي....طبعاً بعد ان اكمل اجراءات التخرج..))
بدت غادة تفكر في امراً بينما هو يتحدث..
التفتت نحو ناصر...
((د. ناصر..مارأيك بأن يشاركنا د.عبدالله البحث الذي نعده للمؤتمر...))
تغيرت ملامح ناصر..بدى منبهر بالفكرة...
(( فكرة رائعه...طبعاً ان كان د.عبدالله مستعد لذلك...))
ابتسم عبدالله ...(( ضعت بينكما..ممكن ان توضحا لي الامر...))
اخذت غادة طرف الحديث بكل هدؤ...ولباقة..
(( د.عبدالله....لابد انك سمعت عن المؤتمر الاقتصادي في سويسرا...))
عبدالله باهتمام...(( المؤتمر الدولي لتداعيات الازمة المالية العالمية....))
غادة..(( نعم..هو نفسه..وتخصصك يساعدنا كثيرا في موضوع الدراسه...التي سنناقشها في المؤتمر باسم الجامعه...))
اخذهم الحديث ..بكل حماس..
وعبدالله بالذات شعر انها بداية جيده صادفته في بداية مشواره العملي وفي بلاده..

لم يصدق نفسه ...
هل هي فعلاً نورس ..الجالسه على جانب الممر..؟؟؟
(( اهلاً نورس..))
(( نبيل؟؟ اهلاً بك..))
• حالي؟؟جسد بلا روح طالما انت مُلك غيري
(( الحمدالله ..كيف هي الدراسة؟؟))
(( لا بأس...))
(( دائماً متفوقه..نورس..))
كان ردها مختصر معه...
في حين هو ينظر اليها مباشرة...
لم يرف حتى رمشه...
اربكها كثيراً..لم تكن تنتظر منه ذلك...
وبحركة سريعه..
تحركت من مكانها
(( عليّ ان اذهب ..زوجي ينتظرني...))
لم يعلق على كلامها..
في حين هي لن تنتظر منه اي تعليق...
وبسرعة..غادرت المكان...

لا ادري لم هذا الارتباك من نظراته نحوي...
فعلاً كانت مربكة..
وما شعرت به فقط اني اريد ان ابتعد عنه...
نبيل...لطالما كان الطالب المستهتر...
ماذا انتظر منه؟؟؟
لابد ان اعرف ان لا احد يستحق الثقه
وبحركة سريعه
اتجهت نحو مكتبه..
مكتب زوجي الدكتور ناصر...
طرقت الباب...وانتظرت اذناً بالدخول
وتفكيري في نزاع بين نظرات نبيل..وقلقي من لقاء غادة..
اشعر اني لست مستعده لذلك ابداً
رأيته امامي بعد ان فتح الباب بنفسه..
وهو يشير لي بالدخول..
(( اهلا نورس ..لا داعي للاستئذان..لكِ ان تدخلي مباشرة...))
تفاجأت من حديثه لي...
والمفاجأة الاكبر ..كان عبدالله...
ومن تجلس مقابل له..
من كنت اخشى رؤيته
التفت لي عبدالله..
(( نورس..كيف حالك؟؟))
بهدؤ اجبته..(( الحمدالله..))
حاولت ان اتجاهل النظر اليها
لكني لم اقوى
(( مرحبا نورس ))
((اهلاً استاذة غادة..))
قمة الفتنة...
ونبرات صوتها اعطتها فتنه اضافيه
كم هي نبرات هادئة وتحمل ثقة..
همّت بالخروج وحديثها الى عبدالله...
(( سنكون على اتصال د. عبدالله...لنبحث في الامر...))
عبدالاه بكل احترام..(( يشرفني مشاركتما...استاذه غادة..))
واضح ان هناك امراً مشتركاً بينهما
حتى كان تعليق ناصر... بعد ان اخذ مكانه على المكتب...
(( انا واثق ان د. عبدالله سيكتسب خبرة من وراء هذه المشاركة...))
بدى ان الامر مشترك بينهم هم الثلاثة...


الشاطئ الــ الــ 44
الموجة الرابعه



كنت متصور اني سأبذل جهداً..
لأحصل على الفرص هنا في بلادي..
ولكن......
عرض العمل الذي حصلت عليه...
في اقوى البنوك في المنطقه...
وفرصه المشاركة في مؤتمر دولي...

لم اتصورها ابداً...
فقد خالفت ضني..
بدى الجو الدراسي هنا مختلف جداً عن بريطانيا...
هناك... كان الطلبه والطالبات من شعوب مختلفه
وكأنك العالم اجتمع في الجامعه..
وكلاً لها مظهر مختلف ومميز...
اما هنا...
بدى شئ من الالتزام الواضح بين الطلبه والطالبات
وقليل هي الجلسات المشتركه بين طالب وزميلته..
رغم بعض مظاهر تقليد الغرب في اللبس والشعر..
الا ان الطالبات على الاغلب ملتزمات بلباس محتشم...
ما عدا القليل منهن....

اخذت نفسي بعمق..
لم انسها لأتذكرها....
لكني فكرت بما يضايقني منها...
حتى بدى لي اني اتصور امراً
(( عبدالله.........د.عبدالله...))
لا اصدق ما اسمع..
هل كان صوتها؟؟؟
صوت زينة؟؟؟
(( عبدالله...الا تسمعني؟؟ماذا تفعل هنا؟؟))
هل للأفكار ان تتحقق بهذه السرعه؟؟
ادركت نفسي بعدها...(( كنت في زياره لــ ناصر...))
(( لم تتصل بي..لتخبرني انك هنا..))
كنت فعلا ًافكر بذلك لكني ترددت...
لم اقوى على الرد اشعر لأني لو تحدثت
سأبوح بكل ما اكتمه في صدري..
(( لا تبحث عن اعذار...))
وهي تنظر للساعه....
(( بودي ان ادعوك لشرب كوب من القهوة...لكن موعد محاضرتي..))
ابتسمتُ لها...
(( لا بأس وقت اخر...))
اخذنا طريقنا معاً في المبنى...
كان الحديث عن دراستها فقط...
كانت تسير بقربي...
تضم كتبها لصدرها..
ونفسه لباسها الذي بودي ان اصرخ بوجهها بسببه...
فستان من الشيفون السكري اللون..وقصير..قصير جداً

كانت تبادل من يحيها التحيه..
اغلب من مررنا بهم تقريبا
بدت لي وكأنها تعرف جميع الطلبه والطالبات...
كان احدهم يحدثها بصوت عالي من بعيد...
(( زيونه ..المحاضرة...؟؟))
التفتت اليه وهي تغمز له
(( لن تفوتني اطمئن))

لحظات وكانت فتاة اخرى...
(( زيونه... مرحباااا...))
بدت لي معروفه من الجميع..
وترحيبهم بها يدل على طيب علاقتها بالجميع..
(( واضح انك محبوبه من الجميع..))
(( حقاً... شهادة اعتز بها..))
(( لن اُطيل عليك..اذهبي للمحاضرة...))
(( ستتصل؟؟؟))
أومأت برأسي....
وانا ابتسم لها..
ودعتها بعد ذلك...
كانت تطلب مني الاتصال..
حديثها كله بنبرة
و كلمتها الاخيرةبنبرة مختلفه...
شعرت وكأنها تنتظر مني ذلك...
هل هذه بداية تقربي منها....

في اللحظة نفسها..........................
حيرة غلبتها...
وابعدت حواسها عن موضوع المحاضرة....
كم هي سعيده بلقائها به...
وضايقها انه لم يتصل بها وهو في الجامعه...
والاكثر..
سؤالها له..
ان كان سيتصل...
كانت تريده ان يبقى على اتصال معها...
احبت حديثها معه..
ترتاح كثيرا لما يقوله..
ولكن تكره نظراته القاسيه...
عندما يلمحها
لم تعلم انها نظرات غيره...
فقط لانه لا يطيق لباسها ابدا...
لكنها لم تستوعب طريقه تفكيره بعد...



الشاطئ الــ 44
الموجة الخامسه



كنا بقرب بعض...
في السيارة..
حاولت ان اتظاهر بانشغالي بأوراق ملفي...
ملفي الزهري...
وانا افكر بأني اضعت يومي كله دون حضور المحاضرة...
انتبهت اليه..
(( ما سر اللون الزهري معك؟؟؟ يعجبك كثيرا..صحيح؟؟))
لم اجبه فقط رسمت ابتسامه على شفتي
(( كان ملفك في الفصل الفائت بنفس اللون..))
التفت اليه بحركة سريعه...
وبنبرة منخفضه...
(( لا انسى امراً يعنيك ابداً...لم انساك نورس..))
بلعت ريقي بصعوبة ليس لدي ما اقوله....
كنت استغرب تصرفه...
كما كنت اخشاه...
.كان الصمت سيد الموقف...
ولكني افكر...
في تصرفاته هذه..
لابد ان اخذ موقف منها..
فلست لعبة في يده..
يعاملني بمزاجه...
لابد ان يعرف موقفي منه
اني ارفض كل ما يتعلق به
لا اريد شئ يشركني به
خاصه بعد ان باح برغبته التي ارعبتني
انه مستعد ان يتنازل عن شرطه
كم ترعبني الفكرة

ثم اني لا اعرف لِم خرج من دوامه ليوصلني...
كنت ارغب بأن اختفي من امامه والى غرفتي..وبسرعه...
حتى وصلنا البيت
وبسرعه..
تقدمت امامه...
لأسرع للداخل...
حتى سمعته...
وهو ينزع شماغه..
(( نورس انتظري... اين ذاهبه..))
دون ان انظر اليه (( اريد ان ارتاح...))
رمى شماغه على الكنبة (( الن تتناولي غدائك؟؟))
(( لا اريد....))

كنت اهم بصعود السلم...
الا انه اقترب وبنضرة جاده...
((عدت من الجامعه من اجل تناول الغداء معك...))
(( ولم كل هذا...))
(( لأطمئن عليك انك تتناولين غدائك...))
(( وهل هناك من اخبرك بعكس ذلك؟؟؟))كنت ألمح لرحمة طبعا
(( لا...فقط لأنك بديت نحيله في الفترة الاخيرة...وانا قلق عليك..))
(( لا تقلق انا بخير...))
كنت اعانده في حديثي..
ردة فعل مني لتصرفاته...
فصمتي الدائم يأخذ على قبولي لكلامه
وهناك الكثر مما يقوله لا يعجبني...
اخذت خطوة على السلم...
الا انه امسكني من ذراعي...
(( نورس..قلت لك... اني هنا لنتغدى معاً))
(( وانا لا اريد...))
(( لا.. انت تريدين... وستشاركيني الوجبه))
(( وان لم افعل؟؟))
(( نورس تبدين نحيله وواضح عليك قلة الاكل..))
(( وما شأنك انت؟؟؟))
(( زوجك..زوجك يا نورس.. لا اريد ان اضرك مرة اخرى..))
خفق قلبي لحظتها...
لم اقوى على الرد..
ولكن ما زلت مصرة عدم مشاركتي الوجبه معه

(( الن تكفي عن العِناد؟؟؟))
قالها وكأنه يهمس لي...
نبرة هادئه جدا وهو يقترب مني...
وبالكاد جمعت حروفي...
(( سأذهب لغرفتي..))
بالنبرة نفسها..(( لن تذهبي..))
((بلى...))
كأنه يهمس لي (( لن تفعلي ذلك..))
وقبل ان اعيد الكلمة نفسها....بلى.....
شعرت بقربه مني
وبسرعه حدث ...
لم استوعب ذلك...

فقد طبع قبله على شفتي...
لأبتلع كلمتي التي وددت ان اعانده بها...

وجهي بين كفيه..وانفاسه تصطدم بأنفاسي.(( هذه طريقتي معك...لتتوقفي عن عنادي...فأحذريني...))

لا اعلم كيف عدت للواقع...
رغم اني لم اشعر بقدمي...
وهي تخطو عتبات السلم...
حتى سمعته..(( لا تتأخري انتظرك..))



الشاطئ الــ 44
الموجة السادسه



(( لحظات وانا عندك....لا تنزعجي...))
انهى طلال مكالمته مع جلنار...
وبخطوات سريعه اتجه حيث تكون عادة....
راها من بعيد...
بدت قلقه...
وما ان اقترب منها..
راى ما هو اكبر من القلق...
كانت واضح عليها البكاء...
وبلهفة...
(( جلنار ما بك؟؟ كنت تبكين؟؟))
وهي تكتم عبراتها..
(( لم انم البارحة))
جلس مقابل لها....
(( اهدئي ..اهدئي...واخبرني ما حدث..))

اخذت نفسا عميقا قبل ان تتحدث..
(( اتصل ابي البارحة..وتحدث مع والدتي.....
ثم حدثني بعدها ...))
وهو يخفي قلقه..(( وماذا قال..؟؟))
(( كان يسألها عن موعد رحيلها الى كندا....
وموعد انتهائي من الامتحانات....
يبدو انه اخذ موضوع العيش معه بكل جدية..))
باستغراب اجابها(( جلنار هذا الامر ليس مفاجأ لك...))
مازالت على ضيقها...(( لكني لم اتصور انه مهتم كثيرا..اشعر ان هناك امر اخر وراء اهتمامه بي...))
اخذ يهدئها...(( جلنار... هو والدك... وهذا امر طبيعي...))
انخفضت نبرة صوتها (( مازلت قلقه..))
طلال محاولاً تهدئتها(( جلنار.... لا تزعجي نفسك بهذه الافكار....رتبنا لكل شئ...))
(( برأيك ان لا اتردد في الرحيل معه لبلاده؟؟))
(( بالطبع..وبعدها اخطفك منه...))
وهو يغمز لها..
(( اعني اخطبك منه.... ونعود الى هنا...كما اتفقنا...))
(( ووالدك...؟؟؟))
اخذ نفسا عميقا....
(( لا تقلقي جلنار.... سيكون كل شئ على ما يرام...
المهم الان دراستك... لابد ان نتخرج بمعدل مرتفع حتى نحصل على قبول للدراسات العليا...))
ربما تكون قد هدئت قليلاً
ولكنها دون ان تشعر...
سربت قلقها الى طلال...
فهو بين نارين...
رحيل جلنار لموطن والدها
ورفض والده الاتباط بها...

وكأنه يحدث نفسه...
.....يبدو ان الامر ليس سهلاً..عليّ مواجهة الجميع لأحافظ على حبي لها....


نهاية الشاطئ الـــ 44

yassmin 11-11-10 04:15 PM





موجة بين شاطئين

بات الامر مربك بالنسبة لها
خاصة بعد تحذير ناصر
ان عاندته مرة اخرى
شعرت انه بدأ يسيطر عليها
ويتحكم بها
اضحت تتجنب مضايقته في حديثها وافعالها
وبدأ هدؤ يتغلغل في نفسها
الهدؤ نفسه الذي تسرب لعلاقتهما
فليس مستغرب اجتماعهما على وجبة طعام
او ذهابهما معا للجامعه
وزيارات عائليه قد تكون قليله
لكنها باتت تجمعهما
كانت صورتهما مكتمله في أعين الجميع
الا انه ما زال هناك فجوة بينهما
فجوة ليست ببسيطه
فكل مابه يذكرها بما مضى
نبراته همساته عطره ونظراته نحوها
يحيي الذنب الذي حاول ان يقتله
حاول ولم ينجح

وتبقى الاستاذه غاده
كما الشرارة بينهما...
شرارة تشتعل امامها
دون ان ينتبه لها
لم ينتبه ان نورس تهتم لزياراته اليها
في اغلب الليالي
ومازال تنتظر قدومه
لتلمح الارهاق الواضح عليها
بعدما خرج وهو في غاية الاناقة

فيما انسجام واضح بينهم هم الثلاثه
دكتور ناصر ودكتور عبدالله
بالاضافه اليها
الاستاذه غاده
اجتماعات عديده تجمعهم
وبات عبدالله متواجد في الجامعه اغلب الوقت
واجتماعات بينه وبين ناصر في منزله
وقد يكون انشغاله بالتحضير للمؤتمر
اشغله قليلا عنها
عن زينة
ففي بداية الامر
كان يبكر في ذهابه عله يلقاها
يتحدث معها
وهذا ما حدث في مرات قليله
كانت الدراسه هي شاغلها الوحيد
كم يسعد بذلك
الا ان مظهرها يبقى كما الشوكة التي تنغرس في صدره
كل مرة يلتقي بها
فكم تبدو رائعه فاتنه تلفت الانظار
الا انها بدت اروع في احدى المرات بلباس فيه بعض الحشمه
حاول ان يلفت انتباهها
انها رائعه به
لكنها ابدا لم يلقي تجاوبا منها
ورغم توطد العلاقه بينهما بعض الشئ
الا انه لم يكن قادر على مصارحتها
بما يجول بصدره
رغم انها ابدت تجاوباً من خلال حديثها معه
لكنه ابدا لم يتجرأ
يرى انه يحتاج لبعض الوقت
فيما هي... زينة
لمحت اخيرا بريق يختلف في عيني عبدالله
بريق لم تلمحه من قبل
وشعور بالارتياح خلال حديثه معها
كانت تراها في قمة الثقافة والعلم
تتناقش معه بحرية
تتبادل معه الافكار
التي نادرا ما تشغل شاب في عمره
الا انها لم تفرق في مشاعرها بينه وبين اي زميل اخر لها
قد يكون شعور بالارتياح لا اكثر
هذا ما تفكر به
(( عبدالله انسان في منتهي الرُقــي
لكني اختلف معه في بعض الامر ))
كانت ترى التزامه
وتشدده في بعض الامور
شئ مبالغ فيه

تتذكر جيدا كيف تضايقت احدى المرات
من كلماته...
(( تبدين مختلفه بهذا اللباس....))
كانت ترتدي قميص قطني باكمام طويلة
يصل لركبتها..
مع بنطال واسع بعض الشئ
كان يشير للباسها واحتشامها
ابدا لم تعجبها ملاحظته
الفتاة لا تقاس بما ترتدي
هذا ما كانت تعتقد به
ومقتنعه به تماما....



ومازال هناك المزيد من الضيق
وشئ من الالم
يجمع فهد وليلى...
اللذان بقيا في حيرة بأمر ولدهما
طلال..
طلال الذي كان دائما الابن المطيع
والذي يحمل عقل اكبر من عمره
يزِن الامور
بعقله الكبير

لم يتعبهما يوما في تربيته
الا انه في هذا العمر
بات قراره بالزواج ومن فتاه لا يعرفانها
امر مزعج
على الاقل بالنسبة لوالده

فقد توسع الامر واصبح موضوع عِناد لا غير
والده لن يتنزال عن رأيه
وهو مُصر على الرفض
ومتمسك بقراره
ووالدته...
بين نارين
زوجها
وابنها
كم حاولت ان تعدل زوجها عن رأيه
لكنها لم تستطع
لكنها ألانت قلب ولدها
واقنعته
ان يعود للبلاد بعد الدراسه
ويتحدث مع والده مجددا
لم يرفض لها طلب يوما
لذا كان قراره بالعودة
بعد اسابيع لانه سينهي الفصل الاخير من الدراسه
علّه يقنع والده
ويكسب موافقته

وسط كل هذه الاحداث
كانت العمة فريده
في قمة سعادتها..
وهي تحمل جزء من حلمها بين احشائها
وجزء اخر امام عينها
يملئن يومها متعه وفرح
بالاضافه لوالدهن
الذي عوضها عن فراق سنوات بحبه وحنانه لها
لم تندم يوما على تضحيتها من اجل والدتها ومن ثم من اجل نورس
والان الله سبحانه وتعالى عوضها خيرا
عوضها بأكبر ما تتمنى

وفي زاوية....من هذا العالم الصغير
كان نبيل
الذي يقضي يومه هائما في الشوارع كعادته
او مع خيوله في الاسطبل
ومازالت مشاعره تشده اليها
الى نورس
رغم انه يعلم انها ملكا لغيره

وزينة هي البلسم الوحيد له
رغم انها لم تكن معه كما هن باقي صديقاته
ولكن اخبار نورس يكتسبها منها
وصحبتها الهادئه
تلهيه بعض الشئ

وتبقى شطان جديده
تصطدم موجاتها بصخور الواقع
الواقع الصعب الذي تعيشه نورس



الشاطئ الــ 45
الموجة الاولى



(( صديقتي ستزورني اليوم....))
((البيت بيتك نورس...لك ان تستقبلي من تريدين...))
وقبل ان يهم بالانصراف...
(( هل تحتاجين لاي شئ احضره معي...))
(( لا..شكرا.... رحمة ستُحضر كل شئ...))
ابتسم لي وغادر المكان....
وانا مكاني
افكر بردة فعله اللطيفه
كم هو لطيف معي...
خاصة بعد ان توقفت عن عناده
لغرض في نفسي...
وبسرعه....
اتجهت لغرفتي...
لابد ان استعد لاستقبال رجاء ...
ارتديت فستاناً بسيطاً من الشيفون الازرق....
ورفعت شعري بمشبك...
وقليلا من الكحل والبودرة..ولابد من اللمعه الزهرية على شفتي...
حتى كان صوت المزعجة رحمة...
تخبرني ان رجاء قد وصلت...
نزلت بسرعه لاستقبلها...
كم هي رائعه ..بعد ان اصبحت ام...
كانت بعبائتها ...وهي تحمل حقيبه كبيرة..وطفلها بين ذراعيها...
رحبت بها بحرارة..
وادخلتها الصالة الداخلية...
حتى نأخذ راحتنا حتى وان دخل ناصر البيت...
وضعت طفلها بجانبها...
وهي تنظر الي..
(( نورس لقد تغيرت..اصبح وجهك مشرقا ..))
تعجبت من تعليقها...
(( مشرقا؟؟؟ ماذا تقصدين؟؟؟))
(( تبدين مختلفه ...))
(( وانت كذلك اشعر انك كبرت سنوات ...))
وبروح الدعابة التي اعتدتها منها...
(( نورس كيف لا اكبر...مع سهر الليالي ...ويكفي هذه الحقيبه..))
ضحكنا معا...
تبدو مضحكه فعلا وهي تشير بضيق للحقيبه...
(( لقد كبرت حقيبتي ايضا... مع حاجيات هذا الطفل الصغير...))
كانت تتحدث عن تجربتها في الحمل والولادة...
استمتعت بحديثها...
تبدو سعيده بهذه التجربة
رغم الارهاق الواضح عليها..
ولكنها فاجأتني بسؤالها...
(( نونو..كيف حالك انت؟؟كيف هو ناصر معك..))
اومأت لها برأسي....
(( لا بأس ...ناصر في منتهى الطيب معي...))
تغيرت نبرة صوتها فجأة...
(( لم اتصور ان ترتبطي به هو بالذات...))
واكملت....
(( تتذكرين حفل زفافه من سمر؟؟؟حضرنا الحفل معا واليوم انت زوجته..))
(( انا مثلك رجاء...ابدا لم اتصور ذلك...ولكن هذا قدرنا...))
ومحاولة مني لتغيير الموضوع..
(( الا تفكري باكمال دراستك رجاء؟؟؟))
وهي تحتضن طفلها..
(( الان...لا اعتقد اريد ان اتفرغ له..
سأنتظره يكبر قليلا بعدها استطيع تركه مع والدتي واذهب للجامعه...))

تبادلنا الحديث في كل شئ ..
بدت جلستنا رائعه ممتعه...

ولابد من تدخل رحمة
التي كانت تتحجج بتقديم المقبلات لنا والعصائر...
لتداعب الطفل...
كنت ارى في عينيها دمعه خجله
فهي ام ولابد انها اشتاقت لاطفالها في موطنها...
(( هل لي ان احمله قليلا؟؟))
تأثرت كثيرا لموقف رحمة...
في حين التفتت لي رجاء...
اومأت لها وانا ابتسم..
(( لا تقلقي عليه رجاء..رحمة أم لابد انها تعرف كيف تتصرف مع ابنك..))

وفعلا..اخذت عبدالعزيز..
او كما تسميه رجاء عزوزي...
حملته بين ذراعيها..
وهي تداعبه...
وابتعدت عنا...
بينما انشغلنا بالحديث في كل شئ...
لحظات فقط...
ورجاء تطلب ان تحضر رحمة طفلها...
تبدو قلقه عليه..
هل هذا قلب الام؟؟؟
ذهبت الى رحمة..التي كانت واقفه به...
وهو بين ذراعيها..
(( ماذا تفعلين رحمة...؟؟))
التفتت لي وهي تتحدث بهدؤ...
(( لقد نام لتو... وان جلست استيقظ..))
تعجبت من هدؤها الغريب..
ابتسمت لها وانا اخذ الطفل من بين ذراعيها..
(( شكرا رحمة..لكن والدته تريده..))
اقتربت مني..اخذت منها الطفل بهدؤ...
وانصرفت..
لحظتها كان هو امامي..
تفاجأت بوجوده...
ونظره نحو رحمة..
(( لقد دخلت من مدخل المطبخ..))
واكمل..((مابها رحمة صامته؟؟؟))
انتبه لحظتها لعزوز بين ذراعي..
اقترب اكثر...
وهو ينظر اليه..
كانت نظرات لم اعتد عليها منه...
رفع كفه...
ومرر اصبعه على خده..
(( ماشاء الله... كله براءة وهو نائم...))
وبهدؤ اجبته...
(( انها براءة الاطفال...))
كنا قريبان من بعض
لم ينتبه كلانا لذلك
فالطفل ببرائته شغل كل حواسنا
كلانا ننظر اليه...
وما ان رفعت نظري اليه...
حتى تفاجأ به يتأملني...
ابتسم لحظتها...
(( كم تليق عليك الامومة...
فكلك حنية... حنيتك واضحه...))
جمدت من كلماته
وانفاسه التي بت اشعر بها لقربه مني...
ولنبرة صوته الحزينة..
كان هناك حزن في عينيه..
ونبرة صوته...
ابتعد عني ودخل الغرفه..



الشاطئ الــ 45
الموجة الثانية



اتصل سعود زوج رجاء
يخبرها انه في الخارج..
مضى الوقت بسرعه..وانا معها....
استعدت رجاء للخروج...
فيما انا لبست عبائتي...
وساعدتها في حمل حقيبتها الكبيرة...
ما ان وصلنا للباب الخارجي..
حتى تفاجأت بــ ناصر يقف مع سعود..
كنت اسمع صوته يدعوه للدخول..
فيما كان هو يعتذر...
ووعده بزيارة اخرى بوقت قريب...
خرجت رجاء...
ليتقدم لها زوجها..
ويأخذ طفله من بين ذراعيها..
فيما هي اخذت الحقيبه من يدي..
صعدت السيارة..
ووضع زوجها طفلها في حضنها...
واخذ مكانه في السيارة..
كنت واقفة امام البوابة..
فيما ناصر خارجا...

(( الن تدخل؟؟؟))
انتبه لي..
وبهدؤ... دخلنا معا المنزل...

كان يبدو شاردا..
او ربما شئ مهم يشغله...

((نورس.. اطلبي من رحمة ان تعد لي شاي...))
تركته وحده...
ليخرج الى الحديقه

استندتُ على الشجرة..وانا ادخن السيجارة..
احرق انفاسها بصدري..
شعور لطالما حاولت تجاهله
ولكن هذا الطفل الصغير ايقظه بداخلي...
ايقظ ذكرياتي مع اطفاليّ..
اطفاليّ اللذين لم اسعد بحملهم ومداعبتهم....
كم كنت ضعيفا امام هذه الذكريات...
حتى اني صرت احرق سيجارة وراء الاخرى...
حتى انتبهت لصوتها..
(( ناصر... هل تريد الشاي هنا؟؟؟))
رميت سيجارتي...
ودخلت لنورس..
التي كانت تحمل كوب الشاي ..
ودون ان تنظر الي..
(( اعدته بنفسي.. رحمة دخلت غرفتها لابد ان عزوز ذكرها باطفالها...))
وانا امسك بكوب الشاي...
تلاقت كفي بأناملها الناعمة
رفعت نظرها لي..
تلاقت عيني بعينها..
(( سيأتي يوم وتصبحي اما... وتعرفي غلاة الطفل...))
كانت كلمات مؤثرة لكلاهما...
لم تنتظر منه هذا الحديث
ولم يتوقع ان يفرغ مشاعره اليها..
لقد ضعف امامها للمرة الألف...
ليلمح لها بحزنه بفقدان اطفاله...
ودون ان يدركا...
سقط كوب الشاي من يديهما...
تدفق على فستانها...وثوبه الابيض...
افاقا على صوت ارتطامه على الارض وتكسره..
امسك بكفيها...
وهو يبعدا عن الزجاج المتناثر...
(( نورس... لا تجرحي نفسك...))
شدها اليه..
وابتعد بها عن المكان..
انتبه لفستانها المتسخ...
(( نورس هل احترقت...؟؟))
ابتعدت عنه قليلا...
وهي تنظر لفستانها..
(( لا... قطرات منه لن تحرقني..))
(( اسف لم اقصد ذلك...))
كانت تتجنب النظر اليه...
وهي تحاول ان تتهرب من الموقف...
الا انه باطراف اصابعه..
رفع ذقنها..
وهو يبتسم..
(( اتمنى لك يوما ان تضمي طفلك بين ذراعيك...
انه احساس لا مثيل له...))
وبنبرة غريبه عليه...
(( لم افكر...و لست مستعده لذلك...))
كانت نبرة صوتها هادئه
بدت وكأنها تهدأ من انفعاله الواضح للموقف...
اقترب منها..
حتى كان لصيقا لها...
ادخل انامله بين خصلات شعرها..
وعينه في عينيها...
(( لا نورس.. من حقك ان تصبحي اما..
هذه صديقتي اماً الان...))
وبحركة سريعه..
ابتعد عنها...
..
وهو يمسح براحة يده على وجهه...
(( بعد ان ننفصل ستعيشين حياة طبيعيه وقتها لك ان تكوني اسرة مثل باقي الفتيات..))
بقيت مكانها...
فيما هو انصرف عنها..
بعد ان رمى كلمات كما الجمر خرجت من صدره
كان يقولها بألم وضيق...
ألم شعرت به...
لمحته في بريق عينيه...
ونبرة صوته...



الشاطئ الــ 45
الموجة الثالثة



لم اقوى على النوم...
كنت افكر في كلامه
ولا ادري لم احساسي بالضيق من حديثه...
كنت اشعر انه لو تكلم في الموضوع اكثر
لبكى...
لابد انه تذكر فقدانه لابنائه...
كم هو امر قاسي ان نفقد من نحب....
لم اجد الكلمات المناسبه لأرد على حديثه...

فيما كان ناصر.......................
في غرفته..
الضيق يملأ قلبه..
لا يعرف كيف باح بألمه اليها...
كان يتألم لذكرى اطفاله..
بعد ان لمح الطفل بين ذراعي نورس...
ليس هذا فقط...
لكن منظرها والطفل بين ذراعيها
في منتهى الروعه..
الامومة لائقه عليها...
هذا ما شعرت به لحظتها...
كنت اراها ام فعلاً...
تمنيت للحظة...
ان يكون بيننا يوما طفل...
وفي نفس اللحظة ايقنت ان هذا امرا مستحيلا...
فكرة ان يكون لي طفل تحتاج لتفكير طويل...
وهي..اخذت قرارها من البداية...
الانفصال امر لابد منه...
تذكر موعده مع عبدالله...
سيأتي خلال ساعه..
ليسهرا على البحث...



الشاطئ الــ 45
الموجة الرابعة



زينة اخذها القلق فوق ما تتصور...
القلق على نبيل....
اختفى من ايام....
حاولت ان تتصل به اكثر من مرة
لكن جواله مغلق...
كتبت له اكثر من رساله...
ولم يجبها....
اخر اتصال بينهما..
اعتذر عن محادثتها
بدى مريضاً او ان امراً ما يقلقه...
لم تقوى على النوم...
فهذا نبيل..
له معزة خاصة في قلبها..
لطالما كان بجانبها في كل مواقفها الصعبه...
ولا يتردد لحظة ان احتاجته بجانبها...
اتصلت في نورس...
قد تلهى قليلا بالحديث معها...
(( نونو ماذا تفعلين؟؟))
وهي تقلب اوراقاً ((لا شئ جديد.... في غرفتي .))
(( وعمي؟؟اين هو؟؟))
(( في الاسفل مع عبدالله.مثل كل ليله...تعلمي كيف هما مشغولان بما يعدانه للمؤتمر..))
(( اشعر بالضيق هنا وحدي....))
(( تعالي... نسهر معاً....))
(( الان العاشرة...وعمي سيزعجه خروجي في هذا الوقت...))
ودون ان تنتظر تعليق من نورس..
التي لابد انها ستتراجع في طلبها...
(( حسناً انا قادمة...))
وبسرعه ابدلت لباس النوم..
بفستان قصير... من القطن ...
اختلطت فيه كل الوان الطيف...
وحملت حقيبتها ...
ودون حاجة للاستئذان...
خرجت من الفيلا...




الشاطئ الــ 45
الموجة الخامسة



(( اهلا عمي....عبدالله كيف حالك؟؟؟))
وهما وسط اوراق متناثرة...
رفعا نظرهما اليها...
ناصر باستغراب...
(( اهلاً... ما الذي اتى بكِ في هذا الوقت المتأخر...))
وهي تقترب منهما..
(( مللت من الجلوس وحدي.... ))
تبدلت ملامح عبدالله
بدى منزعجا..
حتى انه لم يجد رداً حتى على ترحيبها..
في هذا الوقت ..
تخرج لوحدها؟؟
يكفي ما ترتديه...
كان يأخذ انفاسه بصعوبة...
دون ان ينظر اليها..
لم يطق ان يلمح ما تظهره من روعة مفاتنها للجميع..
وهي خارجة في هذا الوقت....

لحظتها..نورس واقفه عند طرف السلم...
كانت تلمح الحديث المتبادل بين ناصر وزينة
ومالفت انتباهها عبدالله...
بدى اهتمامه واضح الى زينة...
امور كثيره نبهتها الى ان امرا يشغل عبدالله بخصوص زينة...
ونظراتها نحوها الان دليل واضح على ذلك...
وبحركة سريعه...
التفتت ناحية نورس...
وبصوت عالي...
(( نونو ..تنتظريني؟؟؟))
(( مجنونه..كيف خرجت في هذا الوقت...))
لم تجبها حتى دخلتا الغرفه...
رمت زينة بجسدها على الكنبة
(( مللت من الوحده..ليس معي من احدثه...))
(( وضعك لا يفرق عني بشئ...))
نظرت لها زينة
وبتساؤل...(( كيف تعانين من الوحده وانت منزوجة...الا يجلس معك عمي؟؟))
بارتباك (( اعني هذه الايام فهو مشغول كما ترين...))
مازال نظرات زينة نحوها..
بينما هي اغربت بنظرها عنها...
ربما تخفي ارتباكها...



الشاطئ الــ 45
الموجة السادسة




في اللحظة نفسها......................
ناصر غارق في العمل...
وعبدالله في عالم اخر...
انشغل بظهور زينة امامه...
في هذا الوقت وبهذا المظهر...
شعر ان الضيق ملأ قلبه....
وبالكاد يخرج انفاسه... من صدره.....

مضى من الوقت اكثر من نصف ساعة...
زينة مستلقيه على الكنبة..
تتبادل الاحاديث نورس...
حتى كان رنين جوالها...
وبلهفه...
صارت تنظر للاسم...
نبيل... لم تصدق ما ترى..
وبسرعه نهضت من مكانها....
(( اهلا... اين انت؟؟))
وبالكاد تسمع صوته...
فالضيق والارهاق واضح عليه...
(( موجود...))
(( مابك؟؟؟))
(( مرهق....))
(( اين انت الان؟؟؟))
(( في الطريق...وانتِ؟؟؟))
(( في منزل عمي...))
بصوت مُرهق..(( هل لي ان اراكِ؟؟))
(( الان؟؟))
(( صعبٌ عليكِ؟؟؟))
(( لا....ولكن...))
(( لي ان اتي لأخذك...مارأيكِ..؟؟))
(( حسناً.متى تكون هنا؟؟؟))
(( خلال ربع ساعة...))
لم تترك لنفسها فرصة لتفكير
فهي تعلم ان من الصعب ان تقنع عمها بالخروج في هذا الوقت ومع شاب...
ربما ليست معتادة على فعل الامر...
لكن..نبيل يختلف عن الاخرين...
لابد ان هناك ما يضايقه..
لذا طلبها في هذا الوقت...
لطالما كان معها كل الاوقات فهل تبخل عليه الان؟؟؟
عليها ان تنصرف بسرعه للخارج..
لتخرج برفقته وتفهم منه ما يضايقه...

حملت حقيبتها...
واشارت الى نورس...
(( نونو انا خارجة.... ))
(( الى اين زينة؟؟))
(( في وقت اخر اعلِمك بالامر...))
كانت نورس محتارة من تصرف زينة...
كانت تعتقد ان عبدالله هوالمتصل
لا تدري لِم جائها هذا الاحساس...



الشاطئ الــ 45
الموجة السابعة

في حين زينة تسللت على السلم...
انتبهت لعمها... وهو يحمل كوب الشاي ويدخل المطبخ...
وبسرعه... نزلت للصاله...
وهي تشير الى عبدالله ...
بأصبعها...
ان يبقى على صمته..
حتى خرجت من المكان دون ان ينتبه لها عمها...
وعبدالله في حيرة من امره..
الى اين هي ذاهبه في هذا الوقت دون ان تُخبر عمها....

حضر ناصر وهو يحمل كوب الشاي...
(( عبدالله لِم لا ترغب في الشاي...؟؟))
(( لا افضله...))
(( تبدو مُرهق...هل تريد ان نكتفي بهذا اليوم؟؟))
وهو يُلملم اوراق...
(( نعم...سأذهب للبيت الان عليّ ان ارتاح...))
كان عقله مع زينة..
ما يريد فعله هو ان يخرج ويفهم منها لِم خروجها بهذه الصورة...

ودّع ناصر...
واتجه للخارج...
لكنه لم يلحق عليها...
فقط لمحها تصعد سيارة احدهم...
رغم ان سيارتها متوقفه عند البوابة...
ودون ان يدرك ما يفعل...
صعد سيارته... واسرع خلفها...
لحظتها... نورس كانت امام الواجهه الزجاجية ...
تلمح ما حدث...
صعود زينة لسيارة نبيل...
وتحرك عبدلله خلفها بسرعه ...


الشاطئ الــ 45
الموجة الثامنة

كانا صامتين...
زينة تنظر اليه..
تلمح حزن واضح على ملامحه...
لا تجد ما تقوله...
حتى نطقت اخيراً..
(( نبيل... مابك؟؟اين اختفيت...))
(( اخبرتك اني مرهق...))
واضح انه لا يريد الحديث...
فالتزمت الصمت....
كانت تنظر للطريق...
ولاتدري الى اين هما يذهبان...
حتى ادركت لحظتها...ان عليها ان تسأل...
(( نبيل الى اين نحن ذاهبان؟؟))
(( الى افضل مكان في هذا العالم الممل...))
عادت لصمتها....
ولم تنتبه ان قلباً مشغولاً بها..
يتبعها...دون ان تعلم....


توقف في جانب مظلم...
ادركت انها منطقه تضم مزارع...
التفت لها..
(( انزلي زينة..))
(( المكان مظلم...))
(( لا تقلقي... انا بجانبك...))

تبعته وهو يدخل من احدى البوابات...
حيث انارة خافته...
(( اين نحن...))
(( في الاسطبل...))
(( وماذا نفعل هنا؟؟؟))
(( بعيدين عن العالم...))
شعرت بشئ من القلق...
ليس من نبيل..فهو لم يحاول مضايقتها يوماً
كان المكان تتوزع فيه الاشجار...
وغرف خشبية موزعه بشكل عشوائي...

حتى وصلا لمبنى الاسطبل...
وهو يشير لاحدى الخيول...
(( زينة...هذا مبروك صديقي العزيز...))
ابتسم له...وهي تخاول ان تخلق الطمأنينة في قلبها
(( حقاً... ياله من صديق...))
اقترب منه نبيل...
وهو يمسح عليه...
كنت معه طوال الايام الماضية...
(( تحبين ركوب الخيل؟؟))
اومأت برأسها اشارة للنفي
(( تريدين تجربته؟؟))
(( لا..لا اريد...))
اخرجه نبيل من الاسطبل..
وهي تنظر اليه بخوف يبدو هذا الحيوان عملاق بالنسبة لها...
اخذه نبيل..لساحه رملية...
وهو ينظر الى زينة...
(( معه انسى العالم...))
امتطى الحصان...
واخذ يجول به في المكان...
والغبار يتطاير امام عيني زينة...
(( هل اتى بها الى هنا ليريها مبروك؟؟؟))
كانت تريد ان تتحدث معه..
تفهم منه ما يضايقه... وسبب اختفاه المفاجئ...

اشارت له ان يتوقف....
لم ينتبه لها الا بعد ان كررت الحركة اكثر من مرة...
كان مندمج مع صديقه..
وكأنهما في عالم اخر...
بعدها...........................
نزل من على الحصان...
واعاده لمكانه..
وزينة.... في حيرة من امرها..
وغير هذا تفكر في عمها لو علم بما تفعل الان...

اصطحبها لملحق بجانب الاسطبل...
وبتردد دخلت خلفه...
كان مجموعه من الغرف...
بدى المكان مهمل.. من الاشياء المبعثرة فيه...

الشاطئ الــ 45
الموجة التاسعة


جلست زينة
بحركة سريعه عند اقرب كرسي
ووضعت حقيبتها جانباً
اخذت توزع نظرها على المكان..
التفت لها نبيل..
(( اعلم ان المكان يحتاج لترتيب.ولكني لا احب ان يدخله غيري..))
فيما هي صامته..
تنظر اليه فقط...
(( مابك زينة؟؟))
وهي تسحب انفاسها من صدرها..
(( لاشئ...لكني لم افهم منك ماتريد..))
واكملت....(( خرجت دون ان اعلم عمي....لست معتاده على الخروج بهذه الطريق))
اخذ مكانا....على كرسي قريب منها
(( انتِ معي زينة...هل تخشيني؟؟))
(( لِم اخشاك... ؟؟))
(( ما قد اتجرأ على فعله ونحن الاثنان وحدنا..))
وهي تخفي قلقها بابتسامة...
(( اعلم انك لن تفعل ما يضرني..))
انصرف عنها....لغرفة داخليه...
فيما هي توزع نظرها على كل ما هو ملقى في المكان...
تحركت من مكانها للداخل
انتبهت لشئ ما...
اتجهت ناحيته...
كانت ترى زجاجات فارغة...
ادركت انها كحوليات....
صارت توزع نظرها في المكان بقلق...
(( هل نبيل يشرب منها؟؟))
ليس هذا فقط...
اقتربت من قطعة قماش من الحرير مرمية على الارض...
قميص نسائي؟؟؟
ماقد يفعل نبيل هنا عادةً
ولِم طلب مني الحضور؟؟
هذا ما ادركته اخيرا...

في حين عبدالله وقتها..
قد تسلل لداخل...
لكنه لا يعلم اين قد تكون زينة ونبيل بالضبط...
مشى بين الاشجار..
حتى وصل للاسطبل...
لكنهما ليس هناك...

انتبه لنور في مبنى قريب من الاسطبل...
اتجه ناحيته...
تجنب الاقتراب من الباب...
انما تسلسل باتجاه النافذة...
اخذ يسترق النظر...
لا احد....
لكنه انتبه لحقيبة زينة على الكرسي بجانب الباب...
وصوت حركة بالداخل...
غلى الدم في عروقه...
ماذا تفعل زينة في الداخل مع نبيل....
كانت انفاسه تحرق صدره من شدة الغضب...

الا انه غير قادر على التفكير...
كيف له ان يتصرف الان؟؟؟

لحظتها زينة... في الداخل...
تشعر ان ساقيها لا تحملانها...
كيف وافقت على مرافقة نبيل الى هنا..
وان كانت تثق به الا ان وجودها هنا معه ولوحدهما تصرف سئ منها...
تشعر ان قلبها سيخرج من بين ضلوعها...

وغير مستوعبه ان نبيل قد يضرها...
لم يتجرأ يوما حتى على لمس يدها..
كيف له ان يفعل ما هو اعظم من هذا...
غزاها الرعب لدرجة انه شل تفكيرها...
جلست على كنبة في جانب المكان...
لم تكن قادرة حتى على رمش جفن عينيها...
فقط تخرج انفاسها بصوبة...
وما ادركته اخيرا..ان عليها ان تتظاهر بالهدؤ حتى تخرج من هذا المكان...
حتى دخل نبيل عليها....
ملامحه متغيره...
عيناها ذابله...
بلعت ريقها..
(( نبيل مابك؟؟))
بدى لسانه ثقيل وهو يحادثها..
(( اريد ان اكون معك...))
وهي تتظاهر بعدم الاكتراث لمظهره
(( نبيل عمي اتصل بي..لابد ان اذهب...))
ونظره نحوها..
(( امامنا طويل حتى تذهبي؟؟؟))
بقلق.....(( لكني اريد ان اذهب..))
بالكاد يخرج الكلمات...(( لن يحدث حتى...))
رفعت نبرة صوتها بصعوبة....
(( نبيل..ماذا تريد مني...))
بابتسامة خبيثه...(( اريدك ... لم تخشيني؟؟))
(( نبيل انتبه لتصرفك..انت لست بوعيك...))
اقترب منها اكثر...
(( بلى في وعيي..واعلم اننا هنا لوحدنا....
ماذا تضنين قد يفعل شاب مع فتاة لوحدهما؟؟))
اخذت خطواتها للخلف...
(( لا نبيل... كيف تفكر بي هكذا؟؟))
مازال قريب منها...
(( لكِ ان تحدثيني..وترافقيني لأي مكان...وعندما اقترب منك ترفضين؟؟؟؟ لا افهمُك زينة...))
وهي تتنفس بصعوبة...
(( تعرف جيدا ان علاقتنا صداقه فقط...))
ارتفع صوت ضحكاته
(( صداقه؟؟ اي صداقه بريئة بين شاب وفتاة يستحيل ذلك.... ))
وهو يلامس كتفها ...
(( كم انت فاتنه بما ترتدينه...لا اقوى على مقاومة رغباتي....))
واكمل...(( ان كنت ترفضين هذا لم انت معي بهذا اللباس وفي هذا الوقت المتأخر...))

لم تكن تستوعب حديثه....
تبلع ريقها بصعوبة...
وهي تأخذ خطواتها للخلف...
لا تعلم ما عليها فعله...
او كيف لها ان تتخلص منه...
يستحيل الهرب من امامه...

ثواني فقط...
ورأته يتهاوى على الارض...
بعد ان تعرض للكمة على وجهه....

التفتت خلفها برعب...
لم تتصور ما رأت...
كان عبدالله يقف خلفها..
شدها من ذراعها...
وهو يصرخ بها....
(( اخرجي من هنا.....بسرعه...))
اخيرا ادركت ما يقول....
جرت باتجاه الباب...
سحبت حقيبتها من على الكرسي...
فيما نبيل يحاول ان يشد جسده الضعيف
من اثر ما كان يشربه...
وبالكاد وقف على قدميه...
الا ان عبدالله اعاد له اللكمة مرة اخرى....
ليسقط على الارض...
اخذ يركله بقدمه...

وهو يصرخ به...
(( لوانك لمستها لقتلتك...))

خرج عنه..
دون ان يلتفت اليه...
فقط احكَمَ الباب من الخارج...
والتفت لزينة الواقفه بعيدا..
ودموعها متناثره على وجهها...
اقترب منها ..
زينة..(( ماذا فعلت به؟؟))
(( لا شئ فهو لا يقوى على الحركة..نبيل كان سكران...))
وكأنها تبرر موقفها..
(( لم اكن اعلم...كنت.....))
وبهدؤ قاطعها..
(( هل فعل بك شئ...))
صارت تجهش في البكاء...
(( لا ... لا... لم يلمسني....))
وهو يشير لها للبوابة...
(( لنخرج من هنا.....))
لا يعلم كيف تمالك نفسه..
كان بوده ان يصرخ بها
و حتى يصفعها على وجهها
لتدرك ما كادت ان تفعله بنفسها...
لكنه تمالك نفسه...
حتى صعدا للسيارة..
كان صامتا..
وهي تبكي فقط....
كان الوقت متأخر....
الطرق خاليه تقريبا من السيارات...
وبهدؤ...(( يكفي بكاء...لم البكاء الان...))
لكنها لم تتوقف....
اوقف سيارته جانبا...
التفتت اليه..
وبغضب اخذ يحدثها..
(( البكاء لن ينفعك لو اساء لك هذا النذل...))
واكمل..........
((هل انت معتاده على الخروج معه ؟؟؟))
(( لا ..لا...ثم انها المرة الاولى التي ارافقه الى هنا...))
(( ولم فعلت ذلك؟؟؟))
(( لاادري...هو اخبرني انه يريدني؟؟؟))
(( واي احد يطلب منك ذلك ترافقينه؟؟...))
صمتت لم تجد اجابة
(( اريد ان افهم..فتاة مثلك... بتفكيرك... كيف تسمح لنفسها الخروج بهذا الوقت؟؟؟ وبمثل هذا اللباس...كيف والدك او عمك يرضيان بذلك))
رفعت نظرها اليه..
(( ارجوك لا تخبر عمي...))
ابعد نظره عنها....
وهو يحدثها...
(( لو لم ادخل عليك في هذه اللحظة ماذا تصورين ان يحدث؟؟))
(( لم اتصور منه ذلك...))

وبغضب واضح...
(( لا ادري كيف تفكرين؟؟؟))
التفت للمقعد الخلفي...
وسحب شماغه المرمي عليه..
وسلمه لزينه...
غطي نفسك به...حتى اوصلك لمنزل عمك....


yassmin 11-11-10 04:17 PM





الشاطئ الــ 46
الموجة الاولى


كانت قريبة مني...
تسحب انفاسها لصدرها بصعوبة...
وتشد طرفيّ الشماغ الذي يغطي ذراعيها...
ارى كفيها ترجفان...
كيف فعلت بنفسها كل هذا؟؟؟
(( الى اين تريدين ان اخذكِ؟؟))
لم تجبني...
اعدت عليها السؤال بهدؤ....
الا انها بقيت على صمتها...
كانت اطرافها تزداد رجفه...
فجأة ارتفع صوتها في البكاء...
(( زينة لِم البكاء الان؟؟؟))
حاولت تهدئتها...
كنت احدثها...
بصوت منخفض...
علّها تهدأ قليلاً...
وبالكاد نطقت...
(( لا ادري كيف وثقت به..؟؟))
شعرت انها ستنهار امامي...
(( زينة.. ماحدث قد حدث وانتهى ....لا داعي للحديث عنه الان...))
وهي تسحب انفاسها مع نبرات بكائها...
(( صدقني عبدالله انه لم يمسني يوماً...
لم يتجرأ حتى على لمس يدي...
كان معي مجرد صديق....))
تفاجأت من حديثها...
واكملت لي...دون ان تنظر لي..
(( ما جمعني به فقط اهتمامه بي...
لان هذا ما احتاج له ...مع انشغال الجميع عني..))
ونظري اليها...(( يكفي زينة.... اهدئي الان...))
بالكاد خرجت مني هذه الكلمات
لم اتحمل نبرة صوتها الحزينة
المني حديثها..
كأنها تبرر لي علاقتها بهذا الشاب...
اشعر انها تتحدث دون وعي ..
وفاجأتني باقترابها مني..
وضعت كفيها على كتفي...
واسندت رأسها عليّ واجهشت في البكاء اكثر...
جمدت مكاني...
بدت حرارة تسري في جسدي...
لمـ اعرف كيف اتصرف لحظتها...
حتى اني صرت اتنفس بصعوبة....

رفعت رأسها...
ووضعت كفيها على وجهها
تمسح دموعها...
(( اسفه..اسفه عبدالله..لم اقصد ذلك...))
لم اجد ما اقوله..بقيت على صمتي...
وبسرعه تحركت بالسيارة....
وصلنا لمنزل عمها....
التفت لها...
(( ستنزلين هنا؟؟؟))
تبدو مشتتت الذهن....
(( لا ادري... اخشى ان يراني عمي...))
واكملت...(( سأتصل بنورس...))
طلبت نورس على جوالها..
وطلبت منها ان تستقبلها عند البوابة
فتحت نورس البوابة...
نزلت زينة...وببرود تحركت...
فيما نورس تنظر اليها برعب...
نزلت بعدها...
(( ناصر يعلم باتصال زينة؟؟))
(( لا... هو يظن انها نائمة..))
(( جيد...خذيها معك...))
لم اطل الحديث معها..
عدت لسيارة..
اشعر اني بحاجة لأريح عقلي وجسدي بعد كل ما حدث...



الشاطئ الــ 46
الموجة الثانية



لم اراها بهذا الوضع يوما...
تجر قدماها بصعوبة
لم اقوى حتى على النطق باسمها...
صعدت معها السلم...بعد ان امسكت عضدها...
لم تنطق بكلمة معي...
بل انها لم تلتفت لي...
ادخلتها الغرفة القريبه من غرفتي..
كما اعتادت هي ...
رمت بجسدها على السرير
ودخلت في نوبة بكاء...
لم اقوى على حبس دموعي...
كنت ابكي معها بصمت...
اقتربت منها...
قربتها مني...
وضممت رأسها لصدري...
(( زينة ...لِم البكاء؟؟؟ماذا حدث؟؟))
لم تجبني انما زادت في شهقاتها...
ارخيت جسدها على السرير..
وغطيتها...
(( سأتركك الان...ان احتجت لشئ انا في غرفتي..))
أومأت برأسها...
خرجت من غرفتها....
ودون تردد...
طلبت عبدالله على جواله
(( عبدالله ماذا حدث؟؟))
(( ماذا تعنين؟؟؟))
(( زينة؟؟؟))
(( ماذا بها زينة؟؟؟))
شعرت انه لا يريد الحديث
لكني كنت مصرة على فهم ما حدث...
ادرك ما اريد...
(( نورس ...ماحدث ليس لي ان اتحديث فيه... زينة هي من عليها ان تخبرك...))
لم اقوى على النوم...
شغلت تفكيري بمنظر زينة وهي تجر نفسها من سيارة عبدالله
عبدالله الذي لم يقوى على اخفاء ضيقه وقلقه على زينة
لم استوعب ماحدث
خاصة ان زينة خرجت برفقة احدهم
الا انها عادت مع عبدالله....
حاولت ان ارتب الاحداث لكن...
ابدا لم ادرك الحقيقه...




الشاطئ الــ 46
الموجة الثالثة



(( اين زينة...؟؟))
(( في الغرفه..))
(( الن تذهب للجامعه...))
(( لم اسألها..تركتها نائمة))

لم يستفسر اكثر....
وهذا ما قلل من توتري...
فليس لي القدرة على الكذب...

انصرف قبلي للجامعه...
فيما انا خرجت بعده...
بعدما اطمئنيت على زينة...
كانت فعلا نائمة...
حتى انها لم تشعر بي...
وقبل وصولي للجامعه
كان اتصال من عبدالله...
(( صباح الخير نورس...))
(( اهلاً عبدالله....))
صمت كلانا
كنت اشعر انه يريد ان يطمئن على زينه
لكنه لم يقوى على النطق بأسمها

(( زينة غرقت في نوم بعد طول بكاء...))
لم يعلق..
كنت اسمع انفاسه...
(( عبدالله....؟؟))
(( اسف على ازعاجك.... اتركك الان...))
شعرت اني تائهه بينهما
لم افهم ما حدث للان...
حضرت محاضرتي وعقلي مشغول بزينة...
ما ان انتهت المحاضرة حتى اتصلت بها...
اثار النوم واضحه من صوتها
(( انت بخير زينة.؟))
(( انا بخير لا تقلقي...))
(( الن تحضري الجامعه...))
(( لا...اريد ان ارتاح اليوم...))
وكعادته بعد انتهاء محاضرتي...
يتصل بي..ويطلب مني الحضور لمكتبه...
لا ارغب في ذلك وكثيرا ما تحجج بأي شئ...
طبعا غادة هي السبب...
لا احب ان التقي بها..
اكره ان اكون في عينها جاهله عما يجمعها مع ناصر..
كم يؤلمني هذا الامر...



ترددت قبل ان ادخل...
الا انه فتح الباب فجأة...
(( نورس...لِم واقفه ادخلي...))
تصنعت الابتسامة
كيف علم اني اقف خلف الباب...
فهم ما يدور في ذهني...
اشعر بوجودك نورس ..
حتى وان كنت ميت بلا روح...

ارعبتني كلمته...
ودون وعي مني...
وضعت كفي على شفتيه...
(( لا ناصر ......))

وهو يقترب مني ممسك بكفي...
(( ما بكِ ارتعبتي...؟؟))
كان يضغط بأنامله على راحة كفي...

افقت لنفسي ولانفعالي...
ابعدت نظري عنه
(( لطالما احببت رقة مشاعرك...
لمساتك للوردة مازلت اتذكرها))
دار بي الزمن
اخذني لعالم اخر..
انا وهو والممرضة فقط في ممرات المستشفى
وزهرة صفراء زين بها شعري...

عدت لواقعي...
(( نورس ..ستعودين الان للمنزل؟؟))
أومأت برأسي بالايجاب
(( اسبقيني... سنتغدى معا...))
ليس لدي ما اقوله....
وبسرعه انصرفت من مكتبه...

وقبل خروجي من القسم...
كان عبدالله مع غادة...
غادة بكامل أناقتها كالعادة...
مندمجين في الحديث ..
حتى انهما لم يلحظاني...
صرت اتأملهما...
بل كنت اتأمله هي...
كيف كنت تتحدث اليه تنظر اليه..
تداعب خصلات شعرها المتدلية على كتفها...
الفتيات يعرفن جيدا افعال بعضهن البعض....
عبدالله يكلمها
ولكنها في عالم اخر...
اشعر انها كما العاشقه فعلا....
العاشقه التي تتأملها حبيبها...
ابتسامتها الساحرة دليل سعادتها لوجوده بقربها...
لا افهم هذه الانسانه
هل هذا تعاملها مع رجل؟؟؟





الشاطئ الــ 46
الموجة الرابعة



(( نورس بعد غد موعد سفرنا....))
(( الى جنيف...))
((نعم))
لاادري لِم شعرت بالضيق
اخذت نفسا عميقا...
انتبه لي..
(( مابك نورس...))
كان يبتسم وكأنه فهم ما ضايقني...
(( لن نطيل الجلوس هناك.... ايام ونعود...))
(( عبدالله... سيكون معك؟؟؟))
(( نعم عبدالله وغادة....))
رفعت نظري اليه...وبحده..
(( استاذه غادة تعني..))
زادت ابتسامته...
وهو يغمز لي ..(( نعم الاستااااذة غادة...))
شعرت بحرارة تسري في كامل جسدي...
كيف لا ااستطيع ان اكتم ما بداخلي...
خاصة وانا معه...
سحبت الكرسي للخلف...
(( الحمدالله.....سأذهب لغرفتي...))
(( تأكدي من زينة..الا تريد تناول شئ؟؟؟))
(( لقد تناولت افطارها متأخرة.. لا ترغب في الغداء...))
لقد كذبت عليه..
زينه رفضت الخروج من غرفتها...
تبدو انها قضت النهار كله في البكاء...
عيناها متورمة..
ولو راها عمها لكشف ما تخفيه عنا...
اشعر ان سر بداخلها..
سر دفين لا تقوى على الافصاح عنه....
وما اصعب اسرار البنات....
صعدت لغرفتي...
مررت على غرفتها...
لم احاول ان اقتحمها من جديد...
اعرف جيدا مشاعرها..ورغبتها في الوحده....
طالما هناك ما يؤلمها....
دخلت غرفتي وانا احاول ان اشغل نفسي بمراجعة البحث...
لكني لم اقوى...
افكار كثيرة تتصارع في داخلي...
زينة...عبدالله...ناصر...وغادة

هناك امور لا افهمها ابدا...
ما علاقته مع غادة...
ان كانت علاقة عمل فقط...
لِم زيارات اخر الليل..ومظهره المريب حين عودته...
وما تفسير نظراتها الى عبدالله هذا الصباح....
وما حدث مع زينة في تلك الليله...
اصابني فضول لم اعهده مسبقا..
من الافضل ان اخذ قسط من الراحة...
فلدي الكثير اعده للبحث...




الشاطئ الــ 46
الموجة الخامسة



لتوي افقت
وبصعوبة استرجعت ما حدث ليله امس
فالمشروب اخذ كل حواسي...
تذكرت انها كانت هنا...
حاولت التعدي عليها...
اتذكرها خائفه ترجف..
تترجاني...
وكان عبدالله خلفها...
لكمني على وجهي...
اخذت نفسا عميقا...
بعد ان ادركت حقيقة ما حدث...
كيف اتجرأ على فعل ذلك مع زينة...
اعرف جيدا انها لن تقبل...
لابد ان المشرب هو السبب..
ثم اني لم ارها زينة في تلك اللحظة..
كانت نورس امامي...
وماذا يفيد هذا الان؟؟؟
لابد ان زينة متضايقه مني...
ليست متضايقه فقط وانما مصدومه مماحدث...
هل لي ان اتصل بها؟؟؟
وهل ستقبل ان ترد عليّ؟؟؟
تراجعت عن هذه الفكرة...
ولكن ألم غريب في رأسي
لا استطيع تحمله
بالاضافه للضيق مما حدث مع زينة...
ليس امامي الا هو..
من يأخذني بعيدا عن عالمي الممل..
وعن جميع زلاتي....
تناولت كأسا تلو الاخر..
علّي انسى ما انا فيه....

الشاطئ الــ 46
الموجة السادسة

بدى ناصر مشغولا بالاستعداد للموتمر...
وكعادته عبدالله كان في زيارتنا...

دخلت عليهما لأقدم لهما العصير...
لفت انتباهي عبدالله...
بدى مهموما..
وبشكل واضح...
حتى ان ناصر انتبه لذلك ايضا...
(( عبدالله لا تبدو طبيعيا....))
تصنع عبدالله ابتسامة...
ناصر وهو يغمز له...
(( هل ما بتصوري صحيح؟؟؟))
نظر اليه عبدالله باستغراب....
(( ذهب تفكيرك بعيدا ناصر...))
(( ربما...))
تركتهما......
وانا في حيرة من امري...
ماذا يعني ناصر بحديثه؟؟؟
كنت تائهه من بين الجميع...
هناك امور كثيره تحدث لا افهمها
والاغرب من ذلك...
لا افهم فضولي الغريب خلال الفترة الاخيرة....

صعدت لغرفتي....
ما ان دخلت....
حتى كانت تطرق باب غرفتي...
(( نورس انت هنا؟؟؟))
(( تفضلي زينة..))
دخلت.. مازالت ترتدي لباس النوم...
رمت بجسدها على الكنبة...
صرت انظر لها..
بينما هي تتهرب من نظراتي...
حاولت ان ابعد فضولي قليلا...
جلست على الارض كعادتي...
ونثرت اوراقي...
وانشغلت عن كل افكاري..بمشروعي...
وبين الفينه والفينه..
التفت لها..
نظرها للسقف...
غارقة في التفكير....

لحظات بعدها ...........................
سحبت جسدي من على الكنبة...
وخرجت من غرفة نورس...
لم تحاول ان تكلمني...
لابد انها ادركت اني افضل الصمت...
على الاقل الان...
نزلت بسرعه للمطبخ...
لمحت ناصر في الصاله...
تجنبته..لابد انه سيبدأ بالاسئله...
سكبت لي بعض العصير...
فأنا لم اتناول شئ منذ الصباح...
حتى سمعت ناصر...
(( نورس... هل لكِ ان تحظري بعض الاوراق من على المكتب...))
يظن اني نورس...
لم اجبه..
دخلت الغرفه التي تحوي مكتبه...
يبدو انه ينام في هذه الغرفه...
غريب امره مع نورس...
اخذت الاوراق من على المكتب...
وخرجت اليه...
لأنصدم بنظراته نحوي...
عبدالله معه...
ينظر لي...
نظرات غريبه ...
ابعد نظره بسرعه وانا اقترب منهما...
(( زينة؟؟..كنت اظنك نورس...))
لم اقوى حتى على صنع الابتسامة...
وبسرعه وقف مواجه لي..
فيما انا احاول مغادرة المكان بسرعه...
(( مابك زينة؟؟؟))
اومأت برأسي بالنفي...
مسح براحة كفه على شعري...
(( زينة. انت مريضه؟؟))
وانا ابلع ريقي..
ونظرات عبدالله تتسلل الي..
(( لا فقط القلق من الامتحانات...))
(( ليس لهذه الدرجة زيونه....انت وعبدالله حماسكما يأخذ كل طاقتما..))
واكمل وهو يشير الى عبدالله..
(( عبدالله ايضا... لايبدو طبيعيا منذ ان اقترب موعد المؤتمر...))

كانت امامي ذابله فعلا...
السواد اكل جمال عينيها...
كانت كما الوردة الذابلة...
لم اقوى على رؤيتها بهذه الصورة...
لكن بداخلي احساس غريب...
انها تستحق هذا الضيق حتى تعرف عاقبة تصرفاتها...
وقد يؤلمني هذا الاحساس..
فهذه زينة.... التي احتوت قلبي دون باقي الفتيات...


الشاطئ الــ 46
الموجة السابعة


انقذفت نحوي كما الحمم البركانية
لم تتمالك نفسها
رمت بنفسها علي واخذت تبكي..
لم اتصور انها ستبوح عن ما بداخلها...
انصدمت بما قالت...
كل كلمة كانت كما الخنجر في صدري...
امرا ابداً لم اتوقعه...
كانت زينة سترتكب الخطيئة نفسها التي وقعت بها من سنوات...
الفكرة جعلت اطرافي ترجف....
ودموعي تنهمر دون ان اسيطر عليها...
عليّ ان اقف بجانبها ..
ليس وقت اعادة الذكرى المؤلمة...
(( ونبيل كيف له ان يفكر بذلك.؟؟))
(( لم يكن نبيل الذي اعرفه...))
(( وعبدالله؟؟؟))
(( لا ادري كيف وصل الينا...))
(( لقد لحق بكِ بعد ان خرجت مع نبيل...))
نظرت اليّ وهي تمسح دموعه...
(( هو غاضب مني...لا يرغب حتى في الحديث معي او انظر اليّ))

ابتسمت لها..وانا المح بريقا في عينيها...
(( وبماذا يهمك ذلك...))
وقفت مبتعده عني...
(( لا ادري...لاادري نورس...))

وهي تهم بالخروج من الغرفه...
(( اريد ان انام...انام فقط...))

لم تفهم زينة مشاعرها نحو عبدالله
ولم تفهم مشاعره نحوها...
غرقت باهتمام نبيل...
وتجاهلت ما حولها...

هدؤ غريب اخذ مكان الرعب الذي احسست به قبل قليل..
زينة ستكون بأمان مع شخص مثل عبدالله..
كم اتمنى ان ما حدث يجمعهما بقدر ما المهما...
لا ادري لم خطرت ببالي صورة ناصر...
هل لوجعنا ان يجمعنا..
ولكن هذا ما حدث...
وهل جمعتنا انا وهو تغلب وجعنا؟؟
افكار غريبه تدور في ذهني..
يبدو ان صدمتي بحديث زينه...
قلب كل افكاري...



الشاطئ الــ 46
الموجة الثامنة



لم تقوى نورس على النوم
امور كثيره تشغل تفكيرها...
ما حدث مع زينة...
رغم فضاعته الى انه كما الصفعه التي ايقضت شئ بداخلها لم تنتبه له...
كما ان فكرة سفر ناصر التي طالما تتهرب منها بدأت تقلقها...
وحدتها في البيت...
وامر اخر...
هو سيكون معها...
سيكونان في منتهى الحرية ...
و..............
ادركت ان الافكار ستسحبها الى امور توجعها...
خرجت من غرفتها لتكتشف وضع عبدالله مع ناصر...
هل مازالا مشغولان ؟؟؟
انتبهت الى ان عبدالله قد خرج...
فيما ناصر يحادث غاده...
ويوعدها بالحضور...
يهمس لها لحظات
بعدها..
خرج وهو في منتهى الاناقة...

مازال الامر يضايقها
رغم انها تحاول ان تبدو طبيعيه
وانه ابدا لا يعنيها...
لكنها ابدا لم تقوى...
كانت تشعر بالضيق..
وبقيت طوال الليل تفكر ماقد يدور بينهما
في وقت متأخر...
الا ان هذه الليله...
لم تقوى على البقاء في غرفتها...
نزلت للصاله,,
تحاول ان تشغل نفسها مع التلفاز...
لم تسمع له صوت وهو قادم...
حتى وقت متأخر...
واخيراً...................................
عاد......
بمظهرٍ مختلف عن ما كان عليه عندما خرج...
انتبه اليها..
وهي مستنده على الكنبة ..
اعتدلت في جلستها..
وهي تشد لباس النوم...
(( نورس ..انت هنا؟؟))
لم تجبه انما وقفت بحركة سريعه...
(( لِم انتِ مستيقظة؟؟))
بنبرة جادة...(( وهل علي ان انام؟؟؟))
ودون ان يلتفت لها...(( انه وقت متأخر...))
(( ان كان وقتاً متأخراً لِم انت خارج البيت..))
التفت لها..
ابقى نظره عليها....
لكنه لم يجبها...
(( هل لي ببعض الاحترام.... ))
وبنبرة هادئة....
(( ومن قال عكس ذلك؟؟؟))
لم تجبه..
القت عليه نظرة ضيق..وانصرفت...
فيما هو واقف مكانه
لم يستوعب ماتقوله...
حتى انتبه اخيرا انها ليست معه...
اخذ خطوات بطيئة على السلم...
قاصداً غرفتها..
طرق الباب...
(( نورس افتحي اريد ان اكلمك...))
لحظات وفتحت الباب..
امامه دون ان تنظر اليه
كانت صامته
وهو كذلك
لايدري ما عليه قوله
طال وقوفهما...
حتى نطق اخيرا...
وهو يمرر انامله في شعره...
(( نورس لم انت غاضبه..؟؟هل ازعجتك؟؟))
(( لايهم...))
(( كيف لا يهم..ان كان هناك ما يضايقك اخبريني...))
(( ماذا ترى سبباً لضيقي؟؟؟))
(( صدقيني لا ادري...))
وبجدية...(( ناصر... اتفاقنا ان نكون زوجين لفترة وبعدها كل شئ ينتهي...))
بقي على صمته..
لم يجد ما يقوله...
ليس وقت الوجع يا نورس
لا تذكريني ان سأفقد قربك يوما
اتركيني اعيش لحظات عمري

وارتفعت نبرة صوتها
(( لك ان تفعل ما تريد..لكن ليس الان...))
وبهدؤ اجابها...
(( وبماذا ازعجتك الان؟؟؟))
(( خروجك كل ليلة اليها...))
(( اليها؟؟من تعنين...))
(( من غيرها غاده..الاستاذه غادة...))
ونظره في عينيها...
(( وما دخل غادة في الموضوع؟؟))
وهي تدير ظهرها...
(( اليست هي من تتصل بك كل ليله لتخرج اليها..
وتعود بعدها وانت بهذا الحال...))
ادرك اخيرا ما تقول....
شعر ان قلبه انقبض فجأة...
لم يفكر للحظة انها انتبهت لخروجه كل ليله بعد اتصال غادة له مباشرة...
شعر بشئ من الخجل
انها ادركت ان لقائه بـ غادة
ولكنه ابتسم لحظتها..
ودخل الى غرفتها..
فيما هي مازالت تدير ظهرها عنه....
شعرت بلمسات كفه على كتفها...
جمدت مكانها
حتى انفاسها حبستها في صدرها....
لكنها بدت تشعر بانفاسه قريب منها...
وهو يهمس لها (( نورس... التفتِ الي...))
بقيت مكانها..لم تتحرك...
(( نورس... الن تلتفت الي..))
ادركت ما قد يفعله ان عاندته
وبسرعه ادارت جسدها نحوه..
واخذت خطوة للخلف...
امسكها من ذراعها..
وقربها منه...
(( ان كنت ترين اني زوجك...
فلي الحق في امور كثيرة...
انت تتجاهلينها...
لن تتوقف علاقتنا عند ما يربطني بـها..
اعني بــ غااادة...))
ادركت ما كان يرغب في قوله..
او ماقد لمح له فعلا
تمنت لحظتها ان تختفي من الوجود...
كم يخجلها الحديث في ذلك...
شدها اليها
وهي صامته
ليس هناك اي ردة فعل منها..
همس لها..
(( انتِ زوجتي...))
اغمضت عينيها بسرعه
لا تتصور ما قد يحدث الان...
ما شعرت به فقط..
ان انفاسه اختفت..
وصوت خطواته وهو يبتعد
فتحت عينيها...
فلم تجده امامها..
كان يقف قريب من الباب...
واضح انه يطلب احدهم على الجوال...
ارتمت على طرف السرير بسرعه..
وهي تأخذ انفاسها المحبوسه...
وهي تفكر فيما يُلمح له...




الشاطئ الــ 46
الموجة السابعة



لم اتصور ان تصل بتفكيرها الى ان امراً سئ يربطني بغادة
هل هذا ما يسمى بغيرة النساء؟؟؟
نورس تغار عليّ؟؟؟
شعرت ان لامر ممتع بالنسبة لي...
رغم ما قد يحمل من اساءة الظن...
ليس وقت تحليل الامور...
عليها ان تعرف جيدا ما قد يجمعني مع غادة كل ليلة...
والان بالذات...
حتى لا تظن ان اتفاق تم بيني وبين غادة بعد حديثها هذا...
اقتربت منها...
وهي جالسه على طرف السرير...
جلست قريب منها..
كانت تنظر اليها باستغراب...
ابتسمت لها...
(( سأتحدث مع غادة...
اعني استاذه غادة...
لتفهمي الموضوع جيدا...))

كانت صامته...
كانت تتنفس بصعوبة...
نظراتها تائهه..
قربت شفتي من اذنها...
(( لا تقلقي..انا بقربك لتسمعي المكالمة جيداً))
التفتت ليّ
(( ولماذا تسمعني المكالمة...))
(( هل تعنين اني لو وضحت الامر لن احتاج لدليل على كلامي...))
لم تجبني..
التفت لها...
وانا اكتم مشاعر فرح بداخلي...
(( الدكتور عماد اخ لاستاذة غادة...
كذلك الدكتور عمّار...))
ابتسمت لها وانا اكمل حديثي...
(( اسمعيني جيد....
الدكتور عماد يعمل في الولايات المتحدة الامريكية...
متخصص في الاقتصاد الدولي....
وكنا بحاجه لبعض المعلومات ونتائج الدراسات التي اعدها مسبقا... لبحثنا طبعاً...
وليس لنا محادثته الا الان....
بحكم انشغاله في وظيفته في الجامعه...
لذا....كنت اجتمع انا وغادة....
وطبعا الدكتور عمار....
في منزلهم...ونتصل مباشر بالدكتور عماد عن طريق الانترنيت...
ونتناقش معه بوجود اخيها ...
ودكتور عمار هو طبيب ليس تخصصه البحث الذي نعده
ولكنه يشاركنا الاجتماع لانه لا يصح ان اجتمع مع اخته بوقت متأخر وان كان اجتماع عمل...))

اشعر ان حديثي طال معها...
وهي صامته....وواضح انها استوعبت ما قلته...
وصدقته...
لأنها ودون ان تلتفت لي قالت...
(( ولِم ستتصل بــ غادة الان؟؟؟))
(( حتى تقتنعي بحديثي...))
(( الوقت متأخر لتتحدث معها...))
تحركت من مكاني....

وقفت مقابل لها...
(( لا اعرف لم فكرتِ ان هناك ما يربطني بها...
غادة زميلتي من سنوات...
لم افكر بها لا كزميلة واخت لا غير...
وهي كذلك... ثم اني اشعر ان امراٍ يجمعها بينها وعبدالله...))
تغيرت ملامحها فجأة وقفت وهي تنظر اليّ..
(( متأكد؟؟؟ ))
(( لا... مجرد توقع....))
لم ارغب في الانصراف..
كنت اريد ان ابقى معها
أتأمل نظراتها
نظرات الزوجة التي تشعر بالغيرة على زوجها من زميلته في العمل
احساس جميل مررت به
وانا ابرر لها كل ما يجمعني بزينة
من الطبيعي ان الامر سيزعج اي رجل ان ابدت له زوجته شكها بتصرفاته
لكن الامر يختلف معي
اصبحت نورس تكشف عن ما بداخلها...
دون ان تنتبه لنفسها....
وانا اهم بالخروج ببرود...
(( ولم بعد خروجك وانت في قمة اناقتك
تعود وانت بحالٍ اخر...))

اثر سؤالي عليه كثيرا
لقد جمد مكانه فجأة والتفت الي...
لكنه لم يتحدث...
وقفت انظر اليه..
انتظر منه رداً...

حتى نطق اخيرا..
وليته لم يفعل...

(( زيارتي لمنزل الاستاذه غادة لا تتعدى النصف ساعه...
امور بسيطه نتبادلها باتصالنا مع اخيها خاصة ان الوقت متأخر...
لذا اكرر زيارتي لها...
لكني.......... كنت اسهر بعدها على البحر...
افرش لي بساطا
وارمي بثقل همومي على رماله...
ارخي جسدي...
وابقى افكر..
همومي تخنقني..لولا البحر وموجاته...
فكلما سمعتها ترتطم بالصخور..
اشعر انها تسحب جزء من همي من داخل صدري...
وهمي الاكبر يا نورس هو فقدانك مرة اخرى...))

اقترب مني..
ونظري اليه...
امسك ذقني بطرف انامله...

(( صمتك يقول الكثير...
وكلماتك اغرق في بحرها دون ان اشعر...
مرر انامله بين خصلات شعرها...

واكمل..
سنبقين في منزل عمك بوقت غيابي...
(( لا اريد..لدي لكثير لافعله..سأرتاح بوجودي هنا...
ثم ان زينة معي...))
لا ادري كيف صرت ابرر سبب رغبتي بالبقاء في منزله
(( سأبقى قلق عليك وانتما هنا لوحدكما...))
(( ايام فقط,,, ))
(( كما تريدين...))
صمت كلانا
كن ينظر اليّ
وابتسامه لطيفه على شفتيه...
ودون مقدمات..
ضمني اليه الى صدره...
كنت اشعر بأنه يدخلني بين ضلوعه
(( نورس ......))
لم يكمل حديثه
كنت اريده ان يقول ما يخلد في في صدره
لكنه ابعدني عنه...
وهو يهمس لي...
(( سأشتاق لكِ...))

انصرف بعدها..........
وتركني لوجعي وحيرتي......


موجة بين شاطئين...





سمعت خطواته تقترب مني وانا على السرير
تظاهرت بالنوم
كان قد طال انتظاره خلف باب الغرفه
لكني لم افتح له
لابد انه فضل الدخول دون اذن مني...
توقف فجأة...
وانا مازلت مغمضة العينين...
(( نورس...جئت اودعك..سأسافر بعد قليل...))
شعور بالضيق انتابني
ولكني بقيت على وضعي...
اقاوم مشاعري...
كانت انفاسه تقترب مني....
همس في اذني...
(( انتبهي لنفسك..))
حتى كان كما الكهرباء تسري في جسدي...
افقدني حواسي وتوازني...
ربما شعر هو برجفة جسدي لحظتها
لحظة ما طبع قبله على عنقي..
قبله خفيفه مثل نسمة الهواء
لكنها...
هزمت كل ما بداخلي....
كتمت نفسي...
لا اريد ان اواجهه الان بضعفي...
كانت انامله تداعب خصلات شعري....
هذا اخر ما احسست به....
ليخرج بعدها....
وانا كما المومياء...
جامدة على السرير...
فقط راحة كفي تتحسس اثر قبلته...

في الغرفه المقابله....................
بتردد...(( عبدالله ...))
(( .......))
(( صباح الخير....))
(( اهلا زينة....))
صمت كلاهما
كلام كثير يجول في صدرهما
لكن...
كان صمتهما اقوى
عبدالله..(( مابك زينة؟؟؟))
(( لا شئ... فقط ارغب ان اودعك قبل ان تسافر...))
(( شكرا لاهتمامك..))
((عبدالله........)) ثم اكملت.....
(( انا لم اكلمهُ منذ تلك الليله..ولم التقيه...))
لم تتلقى ردا من عبدالله
كان صامتاً....
ثم اكملت...
(( عبدالله تسمعني؟؟؟))
(( انا داخل المطار الان....انتبه لنفسك...))
انتهت المكالمة...
التي لم تنقل عبر موجاته
سوى كلمات متقاطعه
تعبر عن ألم كلاً منهما

بعدها............................................. ...............
دخل صالة المسافرين...
انتبه لها..
غادة بكل اناقتها...
فستان اسود قصير...تزينه نقوش بيضاء...
بلون السلسال الذي الذي يزين جيدها...



(( صباح الخير عبدالله..اين د.ناصر؟؟؟))
نطق اخيرا...
(( اهلا غادة... ناصر؟؟ربما يكون في الطريق...))
اقتربت منه..
(( مابك عبدالله تبدو قلقا..؟؟.))
اخذ نفسا عميقا...
(( لا شئ....))
قالها وكل تفكيرها معها
مع زينة وكلماتها له...
اتصلت تودعه..
ولتخبره ان لا شئ يربطها بمن يدعى نبيل...
لماذا فعلت ذلك؟؟والان بالذات....
غادة في عالم بعيد عن جو المطار
عالم عبدالله
الشاب الطموح الذي يقف امامها...
كم يعجبها هذا الشاب...
لم يهتم يوما لجمالها واناقتها....
فنادرا ما تلتقي بشاب بمستوى تفكيره...
تنظر اليه وابتسامه تغزو ملامحها
لا تقوى على مقاومتها كلما التقته....

لكنها لا تعلم
ان هذا الشاب يعيش الم منذ شهور طويله
بدأ من لقائه الاول بزينة
في المقهى بمدينة الضباب
حتى لقائهما الاخير
في تلك المزرعه المشبوهه
كم تؤلمه الذكرى,,,
استطاعت ان تمزق شئ من مشاعره اتجاه حبيبته

من بعيد.............
اشار لهما ناصر....
اخيرا انتبها له....
غادة وهي تتصنع ابتسامه..
(( تأخرت دكتور....لندخل الان...))


فـــي فيلا ناصر.............................................. ...............................
زينة ونورس
معاً ...
اجتمعتا على وجبة الافطار....
بالكاد نطقت زينة...
(( نورس هل التقيت بــ عمي قبل ان يخرج؟؟؟))
(( كنت نائمة...))
(( ألم تستيقظي لتوديعه؟؟؟))
اومأت برأسها....بالنفي...

اطالت زينة بنظرها الى نورس...
تنتظر منها تعليق..
الا انها تفاجأت بنورس تنهض من مكانها..
وهي تحمل كوب القهوة...
(( لنجلس في الصاله زينة...))
تبعتها زينه....
وشاركتها الجلوس...
ثواني فقط واذا برحمة قادمة..
(( الافطار لم يتغير...))
زينة بحده..وهي تشير للمطبخ...
(( رحمة لو سمحت هذا لا يعنيك...عودي للمطبخ..))
ارتسمت ابتسامة على ملامح نورس....
زينة بضيق واضح...
(( رحمة لا يناسبها الا هذا الاسلوب في الرد..))
والتفتت لنورس...
(( اخبريني الان ما الذي يحدث بينك وبين عمي..كلاً في غرفته؟؟؟...))
ارتبكت نورس من سؤال زينة الذي لم تتوقعه
(( ألم تتأقلمي للان على وجودكما معاً؟؟))
(( الامر ليس كما تتصورين...))
واضح ان نورس تحاول ان تنهي حديث زينة
(( فعلا ليس كما نتصور جميعنا...عمي كان استاذك في الجامعه ولم تخبريني...))
التفتت لها نورس...واخذت تنظر لها والف فكرة تجول في رأسها..
(( الن تصارحيني نورس....))
وبصعوبة نطقت نورس..
(( هذا صحيح ...ناصر كان استاذي في الجامعه...
ولكن....))
بدى الضيق واضح على نورس..
ماذا عليها ان تقول...
حتى كان رنين جوالها...
تحركت من مكانها اخذت جهازها...
وبسرعه اجابت عليه..
((مرحبا ناصر...))
.........................
(( حسناً.. تصل بالسلامة...))
انهت مكالمتها...
وبسرعه التفتت الى زينة التي كانت تحدق بها
(( مابك زينة؟؟؟))
(( لا شئ...))
بارتباك ..نورس..(( عمك اتصل بي...يخبرني انه سيغادر بعد لحظات...))
اومأت زينة برأسها وهي تبتسم...
وكانت ردة فعل نورس بارتباك..((زينة؟؟؟))
زينة...(( يبدو انك ستشتاقين له...))
تجاهلت تعليق زينة..
التي كشفت عما بداخلها
هل فعلا مشاعرها واضحه...
هل بدى الضيق واضح على ملامحها لان زوجها سافر بعيد عنها.؟؟؟
كانت غارقه في تفكيرها
في حين زينة خلدت لعالم اخر...
ممسكة بجوالها
هل له ان يتصل؟؟

ثواني....
وكانت نغمة الرساله النصيه على جوال زينة
(( انتبهي لنفسك....))
لم تتحمل هذه الكلمتين..
رمت بجسدها على الكنبة...
ودخلت في نوبة بكاء...
اقتربت منها نورس بسرعه...
وهي تمسح بيدها على شعرها...
(( زينة حبيبتي ماذا بك؟؟))
واكملت...(( عبدالله ارسل لك الرساله؟؟؟))
اومأت زينة برأسها...
((واضح انه مهتم بك...))
رفعت زينة بنظرها الى نورس..
(( تعتقدين ذلك؟؟؟))
((متأكدة...منذ فترة ليست بقصيرة...))
تمتمت زينة..
(( ولكن بعد ما حدث.....))
(( لم يحدث شئ زينة...لقد انقذك عبدالله ))
كانت ترى نورس ان ما حدث مع زينة
امر لا يعني شئ امام ما حدث معها منذ سنوات



وفي جانب اخر..من هذا العالم............................................ ..........................
(( متى ستكون هنا بني؟؟؟))
(( خلال اسبوع ..سأنهي امتحاناتي مبكرا....))
(( كنت اعلم انك لن تعصي امر والدك....))
(( امي...جلنار لن اتركها ....))
انهى طلال مكالمته كعادته بكل ضيق...
نفسها العبارات تتكرر منه ومن والدته
علها تقنعه ان يتنازل عن موقفه...
صراع بداخله...
بين رضا والديه...
ومحبة لجلنار...
لن يفضل جلنار على والديه
لكنه يعلم جيدا..ان سعادته غرض والديه
وسيدركان ذلك بعد ان يرتبط بحبيبته....
اخذ نفسا عميقا....
ونظره للاوراق المتناثرة على المكتب..
لابد ان ان يستمر بالمذاكرة..
لينال افضل النتائج...
فتفوقه سلاح قوي يدافع به عن ارتباطه بجلنار...
نغمة الجوال...
انها نغمتها الخاصة...
(( اهلا حبيبتي....))
(( طلال كيف حال الدراسه معك...))
(( لا تقلقي...))
(( هل انت مستعد؟؟؟))
(( مادمت معك مستعد لاي شئ...))
دائما معها كالبلسم
لايدعها تشعر بأي شئ..
تبدو لها الامور تسير طبيعيه....
رغم كل الصعوبات التي مرا بها...








وفي بيت يملؤه الدفء ............................
فريدة وهي تلملم خصلات شعرها المناثرة على كتفها
(( سلمان.... الن تستيقظ؟؟؟))
مازال مستلقي على السرير....
(( اين البنات؟؟))
(( فطرن وجهزن لذهاب للمدرسة...))
(( وانت معهن؟؟؟))
(( بالطبع...))
(( والمربية؟؟؟))
(( لا اعتمد عليها...))
نهض لها وهو يضع كفه على بطنها الذي بدى بارزا...
(( لا اريد ابناي ان يتعبا....))
(( لابد ان يعتادا على ذلك ليكونا عونا لهن...))
(( ارى انك تتحدثين عن طفلين اي صبيين...))
وهي تغمز له...
(( اتمنى ذلك....وانت..))
ونظره لعينيها...
(( بنوته تشبهك وشاب يكون عونا للبنات...))
هذه عادتهما كلما انفردا
فقط يتحدثان عن ايام قادمة
يتمنان ان تحمل لهما ما فقداه لسنين مضت...



yassmin 11-11-10 04:18 PM




الشاطئ الــ 47

الموجة الاولى.....



بدى الجو في قمة الروعه....
نسمات باردة تتخلل انفاسهم...
الدكتور ناصر...
الدكتور عبدالله..
الاستاذة غادة...

اجتمعا في بهو الفندق....
بعد رحلة ليست بقصيرة الى جنيف...
حيث يبدأ المؤتمر الاقتصادي العالمي....

لم يكونوا الوحيدين....
هناك وفود اخرى التقوا بها....
من مختلف انحاء العالم...

يبدو ان اغلب المشاركين في المؤتمر سيجتمعون في نفس الفندق....
بعد لحظات...
تقدمت الموظفه الشقراء...
تسلمهم ارقام الغرف....

غادة وهي تسحب انفاسها...
(( جيد ..لابد ان ارتاح ...))
ناصر...(( سنلتقي هنا بعد 3 ساعات..يناسبكما...))
غادة وهي تنظر الى عبدالله...
(( لا بأس...ما رأيك عبدالله؟؟؟))
انتبه اخيرا الى ان حديث يدور بينهما....
ناصر...(( يبدو انك في عالم ثاني.. بعد 3 ساعات نلتقي هنا ما رأيك؟؟.))
ابتسم عبدالله....
(( حسناً...))
تقدمهما عبدالله...
وتبعته غادة....

(( عبدالله...كم رقم غرفتك؟؟؟))
(( 1033))
(( جيد..انا 1030.قريبه من غرفتك...))
اقترب ناصر وهو يغمز ل عبدالله....
(( وانا 1036حجوزاتنا مشتركة..لابد ان تكون الغرف متقاربة....))

دخلا المصعد.....
ونظرات بين عبدالله وناصر...
فيما غادة نظرها للمراة ترتب قصاصات شعرها...

استوعب اخيرا ما كان يعني ناصر...
كان يريد ان يلفت انتباه عبدالله لاهتمام غادة به...
فيما عبدالله..تفاجأ بالامر....
صار يوزع نظره بينهما..
وناصر يكتم ضحكته على ردة فعل عبدالله....

توقف المصعد..
تقدمتهما غادة..
التي صارت تتلفت تبحث عن غرفتها..
وبخطوات سريعه...
اتجهت لغرفه قريبه من المصعد وهي تشير لهما
(( نلتقي بعد قليل...))

ناصر وعبدالله واقفين ينظران لها..
حتى ابتلعها الباب..
التفت عبدالله الى ناصر...
(( ناصر ماذا تعني نظراتك هذه؟؟؟))
وهو يتصنع عدم الاهتمام...
(( لا شئ...د. عبدالله....))
عبدالله وهو يشير الى غرفه غادة..
(( استاذه غادة لا يجمعني بها الا العمل...))
(( ومن قال غير ذلك....))
(( عينيك....))
(( لا..عيناها....))
(( ناصر... لم تهمني امرأة قط او تشغل عقلي يوماً))
(( ربما تهمها انت.....))

كان حديث كله عناد وتحدي بين شابين... حول امرأة....
لم يدرك ناصر ان ما يشغل عقل عبدالله ابنة اخيه وليست غادة كما يظن..
افترقا اخيرا
كلا الى غرفته...
دخل عبدالله غرفته..بدت ضيقه بعض الشئ...
لكنه لم يبدي اهتماما..
فلن يقضي بها الا ساعات النوم لديه الكثير ليفعله هنا....
صار ينظر من النافذة...
منظر خلاب..
خضرة تملأ المكان....
وهواء يوحي بالنقاء.....

فيما ناصر....
رمي بجسده على السرير...
وعقله مع نورس....
كيف وافق على تركها لوحدها...
وان كانت زينة ورحمة معها في المنزل...
فليس من الصواب ما فعله...
ولكنه يشعر بالرضا بداخله...
لانه لبى طلب زوجته..
فنادرا ما تطلب منه امراً...
وهي من طلبت ان تبقى في منزله...
شعر برغبتها بعدم مفارقته..
اخذ نفساً عميقا...
وهو يحلل تصرفاتهما
ربما تشعر بالامان في منزله؟؟؟
هل ادركت ذلك مع الوقت..
قد يكون الوقت في صالحه...
فكلما طال بقائها معه...
اكتشفا ما يجمعهما معا...
ولكن..... ليس في صالحه ان يمضي بسرعه لان وقت الفراق قد اقترب....

وهل له ان يفارق نورس....
بالطبع لا
ولكن...
ليس بيده ان يرفض قرارها وقد اتفقا على ذلك مسبقا..


الشاطئ الــ 47

الموجة الثانية.....



اخذت نفسا عميقا...
وهي تسترجع ما حدث بينها ..بين نبيل
وكيف تحول خلال لحظات لوحش كاد ان ينقض عليها..
ويسلبها برائتها
كانت مشاعر .يجعل اطرافها ترجف..
فتبقي نظرها للأعلى....
(( حمداً لله ان عبدالله كان هناك لحظتها...))

التفتت لزاوية الغرفه....
نحو سجادة الصلاة....
واقبلت نحوها....
لطالما كانت ملتزمة بأداء الصلاة وان تأخرت عن وقتها...
ولكن...

لم تفكر يوما ان عليها امور اخرى وواجبات غير الصلاة....
تذكرت كلمات نبيل..
وحديثه عن لباسها وحريتها في الخروج معه
هذا ما شجعه على تصرفه المعيب معها....
التفتت لنفسها في المرأة..

هناك الكثير لتغيره بداخلها اولا..
وبعدها لابد ان تتخذ قرارات اخرى تغير بها اسلوب حياتها.....







الشاطئ الــ 47

الموجة الثالثه....




نورس وهي تقلب في الاوراق المتناثرة على الارض...
(( لم افهم ما تعنين زينة...))
(( نورس... ليس صعبا ما اقوله... لدي الكثير لاغيره بنفسي...))
(( تعنين لون شعرك؟؟؟ ام طوله؟؟؟))
(( نونو اتركي الاوراق... وانتبهي الي..))
بدون مبالاه تركت الورقه من يدها...
زينة ونظرها لعيني نورس...
(( اريد ان ابدل طريقة لبسي....))
(( كيف....))
(( مارايك ان استعير من عندك ...اريد تنورة طويله..وقميص باكمام طويله))
اطالت نظرها الى زينة
وهي تومأ برأسها,,,هل تعنين ذلك.....


في اليوم التالي............................................ ........................
خرجتا معا....
الى الجامعه...
نورس.... بما اعتادت ان ترتديه....
اما زينة...
بدت شاحبه
ملامح ضيق وقلق
كما انها فضلت ان ترتدي قميص طويل..يصل لركبتيها مع بنطال اسود....
هذا بعد محاولات فاشله منها في ان تضبط تنورة نورس الطويله عليها...
ولكنها في الاخير استعارت منها هذا القميص البني اللون...
فهي لم تعتاد على ارتداء مثل درجة هذا اللون القاتم... وبأكمام طويل ايضا في فصل الصيف....



في الوقت نفسه.............................................. ........................................
وفد جامعة العاصمة....
مستعد للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي العالمي
في يومه الاول...
ناصر وعبدالله..كلاهما ارتدا بدلة رسمية...
وكذلك غادة...
ارتدت تنورة بيضاء وجاكيت ابيض مع قميص مائل للون البني....
كانوا متحمسين جدا للمشاركة..
شئ من القلق يتخلل مشاعرهم...
خاصة عبدالله فهذه المرة الاولى التي يحضر فيها مؤتمر بهذا المستوى....
ويعلم انه سيضفي له الكثير...والى خبرته...
كان المؤتمر تتخلله اوقات استراحة...
في العادة يجتمع افراد من الوفود لمناقشه مادار في المؤتمر....

كان واضح ان عدد كبير منهم اهتم لدراسه التي اعدتها مجموعة الدكتور ناصر
فيما هم متحمسين لمناقشه ذلك مع اي خبير اقتصادي يبدأ معهم في الحديث.....

بدى الامر ناجحا من ردة فعل جميع المشاركين...




الشاطئ الــ 47

الموجة الرابعه...


كان ينظر اليها من بعيد...
ادرك الضيق والقلق الذي بدى واضحا على ملامحها..
تبدو...حزينة فعلا..
نظراتها تائها..
لم تعد تلك الابتسامه الخلابة تزين وجهها...
كما لفتاتها التي كلها انوثه اختفت..
بدت جامدة كقالب ثلج...
حاول ان يتقدم نحوها
يحدثها..
لكنها عجز ان يجد مبررا لما فعله معها...
ففضل الصمت والابتعاد عن المكان.....

(( زينة....))
(( اهلا نورس...انتهيت من المحاضرة؟؟؟))
(( نعم...وانت...))
(( ب\ اكثر من ساعتين لانتهي.... لك ان تسقيني بالسيارة...))
(( وانت؟؟؟ لا يصح... سأنتظرك في المكتبة.))
(( لا اريد ان اؤخرك...))
(( لا عليك... فلدي الكثير لارتبه في البحث قبل تسلميه.....ثم ان لاحد ينتظرني لاسرع للمنزل...))
غمزت لها زينة...
(( يبدو انك اشتقت له...))
ادركت نورس ما قالته...
حاولت ان تتجاهل تعليق زينة..
ابتسمت لها وهي تهم بالانصراف.....
(( سأكون في المكتبة ..اتصلي بي ان انتهيتِ))
اسرعت بخطواتها...
بسرعه دقات قلبها...
لم تعد تستطيع ان تكتم مشاعرها عن نفسها وعن الجميع
الا ان كل موج المشاعر هذه تصطدم عند صخور من الماضي....
تذكرها ان علاقتها به لا تستحق ان تنتهي بأمر راقٍ
لانها بدأت بأسوأ الامور....
نهاية الشاطئ الــ 47


yassmin 11-11-10 04:20 PM





الشاطئ الــ 48

الموجة الاولى...........
مضت 3 ايام على سفر ناصر...
بدى المنزل هادئا
..
فكلتاهما مشغولتان بالدراسه....
وتجتمعان بين الفينة والاخرى كلما رغبتا في تغيير جو المذاكرة المرهق...
ولكنــــــ.........................
هناك مايشغل تفكيرهما...
عبدالله وناصر....


زينة....
مازالت تبحث وتبحث
عن كل ما فقدته...
عن كل ما تحتاجه لها نفسها...
شئ ما ينفصها يكمل النقص الذي يجتاحها من الداخل....

نورس......
الذي ترى ان نهاية ارتباطها به قد اقتربت.....
لها ان تنهي دراستها وتتخرج وتعلن عن قرارها امام الجميع
لم تتصور ان هذه المشاعر ستجتاحها في اللحظات الاخيرة.....
لم تتصور انها ستضعف ولو للحظة......
وان كانت هذه الحظة لتقرأ فيها رسالة نصية من ناصر
(( الجو رائع ..ومناظر خلابة... ولو كنتِ برفقتي..لكان كل شئ اروع واروع))

ابقت جوالها في يدها...
ومن دون قصد....
قربته اليها الى صدرها.....
اغمضت عينها...
وافاقت على رنينه....
انه ناصر يتصل....

كانت تسحب انفاسها بصعوبة....
لكنها لم تجبه...
تخشى عواطفها...واحاسيسها...
لا تريد ان تضعف امام نبرة صوته....
لن تجيبه..
ستكتفي برساله نصية...
يكفي فشلها امام نفسها....

(( اعذرني مشغولة بالمذاكرة...بالتوفيق...))
ابقت يدها على زر الارسال....
واخيرا...ارسلتها...




(( نونو....مازلت مستغرقه في الدراسة؟؟...))

بارتباك نظرت نورس الى زينة
((لم ارتعبتِ؟؟؟))
اعتدلت نورس في جلستها...
(( دخولك فاجئني....))
ووهي تكتم ضحكتها ونظرها للجوال...(( حقاً؟؟؟))
نورس بارتباك...
((مارأيك ان نجلس في الاسفل...؟؟؟))


الشاطئ الــ 48

الموجة الثانية.........


ناصر قد انفرد بنفسه خلال الاستراحه...
وصار يتأمل رساله نورس..
لم يحصل منها على مبتغاه..
كان ينتظر منها ان تبوح عن ما بداخلها...
عن شوقها له..
ان كانت تحبه فعلا لابد ان تشتاق له
يريدها ان تضعف ويستلذ بضعفها....
لكن كل هذا لم يحدث...
خيبه امل غلبت على مشاعره.....
حتى كان صوت عبدالله...(( ناصر.... نذهب للغداء ما رأيك؟؟؟))
(( لا اريد..سأبقى في الاستراحه اشرب بعض القهوة....))
غادة...(( كما تريد نذهب انا وعبدالله...))

بقي ناصر في الاستراحة...
فيما عبدالله برفقة غادة...
كانت قريبه منه..
بجسدها وعقلها وقلبها..
الا انه ليس معها ابداً...
كانت تشد الجاكيت الكحلي عليها....
وهي في قمة اناقتها كالعادة....
شاركته الجلوس على الطاولة....
بعد ان اختارا وجبتهما....

(( هل لي ان احادثك بصراحة...))
استغرب عبدالله كلمات غادة اليه...
(( تفضلي..تفضلي....))
((اراك مختلف عن اشخاص كُثر التقيت بهم...))

صار ينظر اليها باهتمام
(( ماذا تعنين...))
(( اعني شاب بعمرك.... ان لا تشغله الا الدراسه والعمل...))
ابتسم لها....
(( حقا ؟؟؟..لا ارى نفسي مختلفاَ...))
لم تستطع ان تواصل الحديث معه....
فهو لم يعطها فرصة لذلك...
او ربما لم يشجعها....

(( عبدالله ....غدا سيكون اليوم الاخير للمؤتمر وبعده نغادر من هنا..ما رأيك ان نخرج لنرى المنطقه هنا...ولتسوق قليلاً...))
(( ان رغبتِ لم لا؟؟؟؟.......انتن الفتيات لا تنسين امر التسوق...))
ابتسمت له....
ابتسامه جذابة...
رائقه....
ونظرات عينيها اليه..
لكنها ادركت بأحساس الانثى....
انه لم يرى جمالها وجاذبية كما يراها الجميع...
قد يشعرها ذلك بالضيق....
الا انها ادركت اخيرا ان هناك رجال قد يهتمون بالعقل اكثر من الشكل...


الشاطئ الــ 48

الموجة الثالثة.....



(( مرحبا عمتي..كيف حالك؟؟؟))
(( انا بخير نونو.....))
(( ماذا عمتي؟؟؟مابكِ؟؟؟))
(( لا تقلقي....فقط اريد ان اخبرك انه يتم نقل المؤتمر الذي يحضره ناصر في القناة الاقتصادية.....))
انهت نورس المكالمة وبسرعه....
فتحت التلفاز على القناة الاقتصادية.....
وفعلاً....كانت لقطات من المؤتمر يتم نقلها.....
تسمرت امام الشاشه...
وزينة بقربها....
صامته...
تبحث بين الوجوه......
عن شخص ادركت اخيرا انها بحاجة اليه.....
لكن لا امل لكلتاهما.....
(( اين عمي؟؟؟؟ يبدو انه لم يعجب صاحب الكاميرا....))
لم تكمل عبارتها....
حتى كان حديث الوفد....
الدكتور ناصر ..الدكتور عبدالله..والاستاذه غادة....
بدى واضح ان دراستهم حازت على اهتمام الجميع..
والدليل انفرادهم بهذا اللقاء البسيط....
لم تكنا تسمعان ما يقولانه...
تتأملان فقط...
نورس.... تتأمل ناصر وهو يتحدث بكل ثقه...يوزع نظره الى عبدالله وغادة....
ويشاركه عبدالله وغادة بمداخلات بسيطه.....
انتبهت اليها..
الى غادة....
واقفه بقرب عبدالله...
انتبهت لنظراتها نحوه وهي تمدح فكرة مشاركته معهما....
بقلب الانثى ادركت...ان هناك امرا يعنيها...يعني غادة وعبدالله....

لم تكن هذهالمشاهد تروي ظمأ كل منهما...
بل زادتهما شوق لهما.....

بقيتا على صمتهما
حتى كان رنين جوال زينة....

(( اهلا عمي......))
انتبهت لها نورس...
صارت تنظر اليها..
وصدى دقات قلبها تخرج من بين ضلوعها...
انها تحادث ناصر...
كم اشتاقت للفتاته العنيده معها...
كم اشتاقت لنبرة صوته...
(( نونو ...عمي يريد محادثتك...))
لحظتها فرت من مكانها وبحركة سريعه صعدت درجات السلم
وبنبرة قلقه....
(( اخبريه اني مشغولة اكلمه لاحقا...))

يبدو انه مُصر على الحديث معها
وهي مازالت تتهرب من الهزيمة امام مشاعرها.....
هربت من كل شئ الى غرفتها..
احكمت الباب عليها.....
ورمت بجسدها على السرير..
ودخلت في نوبة بكاء....
ليس وقته.....
ليس لها ان تضعف الان....
قربت نهاية ما يجمعهما.....
ليس لها ان تملك هذه المشاعر لناصر بالذات....



الشاطئ الــ 48

الموجة الرابعة.....



غادة وعبدالله....في بهو الفندق....
يشربان القهوة...
انتبها الى ناصر...
قد مر من امامهما...
دون ان ينتبه لوجودهما...
دخل المصعد...واختفى .....

في الغرفه التي تطل على اروع المناظر الطبيعيه
اشعر بأني سأختنق...
لا استطيع المقاومة اكثر...
ايام ابتعدت فيها عن نورس...
لم اتحمل... غيابها...
وفي المقابل....
هي صامته...
ليس لديها اي ردة فعل....
اشعر وكأنها تبلدت مشاعرها فجأة....
وما يزيد ضيقي..
فكرة انفصالنا..
وعدتها بذلك ولابد ان اوفي بوعدي.....

كيف سأتحمل فقدانها من جديد....
هل لها ان تتراجع؟؟؟؟

لا انكر اني حاولت ان اقنعها بذلك
بطرق مختلفه
لكنها ابدا لم تدرك ذلك...
فكلما اقتربت منها بأقوالي او افعالي...
اراها جامدة مرعوبة ....
تفقد كل احاسيسها.....
قد تبوح بعفوية عن بعض الاحساس بالراحه معي احيانا...
ولكنها تندم....تندم على ذلك كثيرا...
وكأن الذنب الذي ارتكبناه منذ سنوات....
مازال يلاحقنا....
يقف امام اي فرصه لسعادة تجمعنا انا وهي....
اشعر برغبة قوية بالعودة...
اريد ان اعود....
لاكون بقربها اطول مدة....
اريد ان انعم ولو بنظرات عينيها..
ونبرات صوتها الهادئة...
لفتاتها الجذابة....
التي بها اكاد ان ان اهزم واود ان اصرخ بها
اني احيها واريدها معي للأبد....
لكن صمتها يقتل كل محاولاتي...
كلهاااا......

الشاطئ الــ 48



الموجة الخامسة.....




افاقت نورس.....
على صوت طرقات الباب...
ببرود تحركت من مكانها....
(( زينة؟؟؟ تفضلي...))
(( لهذا الوقت نت نائمة؟؟؟))
(( كنت مرهقة قليلا....))
(( الان...))
(( اخذت حاجتي من النوم...))
شعرت نورس ان زينة لديها ما تريد ان تقوله..
(( زيونه ماذا تريدي ان تقولي؟؟؟))
ابتسمت لها زينة...
(( اريد ان نذهب للتسوق؟؟؟))
بنبرة عاليه...
(( تسوق؟؟؟؟ الامتحانات على الابواب....))
(( امممم اعلم... لكني احتاج لبعض الحاجات...))
(( وما هذه الحاجات التي لا تنتظر لبعد الامتحان....))
(( ملابس جديدة...))
(( ارجوك زينة ليس وقت الشراء....))
(( نونو.... احببت ما كنتِ ترتدينه.... ايد ان غير من ملابسي..... كرهت البنطال الضيق والتي شيرت القصر...))

ادركت نورس اخيرا....
ان زينة افات من تهورها...
فتصرف نبيل معها كما الصفعه التي ايقضتها من جهلها....

ورغم ضيق الوقت لديهما...
الا ان الموضوع يستحق التنازل عن بعض ساعات الدراسة......

بعد صلاة العشاء............................................ ................................................
خرجتا معا....
للتسوق...
لشراء شئ جديد بالنسبة الى زينة...
تبدو متحمسه حتى انها لم تقوى الانتظار لبعد الامتحانات....
كانت نورس تنظر الى زينة...
تتأمل في عينيها...
ترى مرحلة جديدة قادمة لحياة زينة...
كم اسعدها ذلك....
وبداخلها رغبه لا تنكرها...
ان يعود عبدالله ويرى هذا التغيير ....
قد يأخذ القرار الصائب اتجاهما كما ترى نورس.....

مضى الوقت سريعا...
في حين زينة لم تتردد في شراء تراها مناسبه لمظهرها الجديد.....
ولو لم تستعجلها نورس.....
لبقيت مدة اطول......

نهاية الشاطئ الــ 48

yassmin 11-11-10 04:25 PM





الشاطئ الــ 49

الموجة الاولى....

(( زينة ...غدا بعد الظهر سأكون في البلاد.....))

تفاجأت زينة برساله عمها.....
وبسرعه التفتت الى نورس...
(( نونو عمي سيصل غدا بعد الظهر.....))
بنبرة غريبه...
(( هو اخبرك.؟؟))
(( نعم لقد ارسل رسالة الان...الم يخبرك...))
اومأت برأسها بالنفي... وهي تقلب الاوراق التي في يدها....
لاحظت زينة الضيق التي ألم بنورس...
رغم انها لا تعرف سببه..
الا انها اقتربت منها...
وهمست لها...
(( لا تقلقي...سأعود غدا للمنزل....لاتفرغ للدراسه..ولكي ان تعدي نفسك لاستقبال زوجك...))
وبحركة سريعه التفتت لها نورس...
(( ماذا تقولين...؟؟؟ ستبقين معي...))
بدت زينة مُصرة على موقفها...
(( لا..اريد ان اعود للمنزل اخي مراد قد يقضي اجازته هنا....))
غادرتها زينه متعمدة...
لا تريد ان تغير رايها.....
فيما نورس صامتها...
تفكر بحديث هذه الفتاة...
ماقد عليّ فعله لاستقبال ناصر
اخذت نفسا عميقا....
وهي تردد بينها وبين نفسها...
ان عليها ان تصمد امام كل مشاعرها....
يجب ان لا تهزم...
اظهرت ابتسامه صفراء...(( قاومت شوقي له طوال هذه المدة...ورفضت الرد على كل مكالماته..ليدرك ان غيابه لا يعني لي شئ...........ولابد ان يعرف ان عودته لا تفرق معي بشئ....))


الشاطئ الــ 49

الموجة الثانية....


(( عبدالله.... مستعد للذهاب لتسوق؟؟؟))
(( وكيف نستعد لذلك؟؟؟))
ضحكت غادة بدلال...
(( اممم نسيت ان هذا الامر يعنينا نحن النساء...))
كانت غادة تنظر الى عبدالله...
الذي بدى عنفوان الشباب بارزا في كل ملامحه...
(( ما بك غادة...؟؟))
(( تبدو اصغر سنا بالجينز...واللون الازرق رائع عليك...))
لحظتها كانا واقفان امام بوابة الفندق..
ينتظران الحافله الخاصه بالفندق لنقلهم لمركز التسوق....

عبدالله...(( هل ابدو اصغر منك؟؟))
غادة...(( ومن قال انك اكبر مني....؟؟))
باستغراب.....(( كم عمرك ؟؟؟))
((امم لن اخبرك هذه اسرار المراة...))

انتبها لصوت خلفهما.....
(( غادة عبدالله...يروق لكما الخروج بدوني؟؟؟؟))
غادة بارتباك...
(( لا...ضننا انك لا تريد الخروج خاصه انك بديت مرهق في اليوم الاخير للمؤتمر...))
عبدالله...(( غادة تريد ان تتسوق....))
ناصر...(( لا احب التسوق كثيرا...لكن لابد من شراء الهدايا على الاقل....))
لا ادري لم تذكرت زينة لحظتها....
شعرت برغبه ان احمل لها هدية خلال عودتي...
رغم الجفا الذي ابديته اتجاهها اخر مرة....
لكني ابد لا اقوى عل مقاومة مشاعري اتجاهها....
وليس لاحد القدرة على سلب مكانتها..وان كانت فتاة كملكة جمال مثل غادة...
اشعر بتقربها مني...
تريد ان تكشف ما بداخلي...
لكنها لا تعلم ان ما بداخلي ليس خالياً..
بل انه ليس ملكي....
لقد ملكتني زينة بدلالها وعفويتها منذ اللحظة الاولى...
وغلبتني بدموعها وبكائها.... في اخر كلمات جمعتنا......




الشاطئ الــ 49

الموجة الثالثه....

دخلال شارع تجاري..تتوزع على جانبيه متاجر من ارقى الماركات العالمية....
التفتت غادة لهما...
(( اعتقد اني سأنفرد بالتسوق لدي الكثير لشراءه...))
ناصر...
(( كما تريدين...سننتظرك في المقهى القريب من موقف الباص...))

ناصر وعبدالله معا.....
يمران من بين المتاجر....
دون رغبه للشراء..
فقط لتفرج...
كما ان الجو بدى رائعا....
شجعمها ذلك على المشي والتحدث في مختلف الامور....
حتى اقتربا من محل للشيكولا....
ناصر..(( اعتقد ان عليّ شراء بعض الشيكولا السويسريه....))
وعقله مع نورس لابد انها تحب الشيكولا..
فكل البنات يحببنها....
عبدالله...(( لا احب الحلويات...سانتظرك هنا...))
كان عبدالله يتلفت على واجهات المحلات...
يبحث عن شئ يلبي شوقه لمحبوبته...
دخل متجر للاقمشه الراقيه..
كان يعرض اقمشه حريرية....
تاه وسط الوانها..
صار يتلفت لا يعرف ماذا يختار.....
لحظات ليست بقصيرة...
خرج بعدها....
ووهو يحمل كيسا يضم هديته لمحبوبته.....

بعدها كان ناصر برفقته....
وهو يحمل ما اشتراه من الشيكولا...
(( اعتقد ان علي شراء شئ اخر...))
دخل محل مجوهرات....
وصار يجول بنظره....
مجوهررات راقيه وثمينه ومن ماركة عالمية..
ولكن ماذا عليه ان يأخذ لها...
لا يراها تتزين بالمجوهرات...
لفت انتباهه خاتم....
دون سائر المعروضات طلبه من البائع
يبدو في منتهى النعومة....
(( هل اكتب عليه الاسم...؟))
(( اسمها؟؟؟))
(( طبعا لا.... اسم الزوج نكتبه على خاتم الزواج...))
(( اسمي ناصر...اكتب اسمي عليه....))


الشاطئ الــ 49

الموجة الرابعه....
فقط هذه الليلة ستكون زينه معي...
وغدا صباحا ستذهب لمنزلهم...
وعلي البقاء حدي..
واستقبال ناصر لوحدي ايضا.....
جيد انه سيعود في النهار...
فلن اقوى على البقاء في الليل وحدي في المنزل....
الامر مرعب بالنسبة لي....
خلدت الى النوم بسرعه....
وافقت... على صوت زينه....
(( سأذهب للجامعه واعود للمنزل بعدها..تريدين شئ؟؟))
بالكاد استوعبت حديثها..
(( لا... ليس لدي محاضرة اليوم....سأبقى في المنزل...))
(( جيد انتظري عمي....))
خرجت زينه ...
بعد ان تركت نورس لافكارها...
حتى كان رنين الجوال...
(( ستتأخر الطائرة لساعات ... لا ادري مت سنصل ))
تحركت من سريري وانا ادقق في كلماته....
هل يعني سأبقى في البيت وحدي....
ولا ادري متى قد يعود؟؟؟؟
اتصلت في زينة...لاخبرها...
ولكني قطعت المكالمة بسرعه....
لا داعي لازعاجا...
اخذت نفسا عميقا ورميت بجسدي على السرير مرة اخرى



الشاطئ الــ 49

الموجة الخامسه....

(( كم اكره الانتظار....))
قالتها غادة...وهي تمرر اناملها بين خصلات شعرها الشقراء...
كانت تشارك ناصر وعبدالله .....
(( عبدالله... لن ننتظر طويلا...ثم ان الانتظار افضل من صعود طائرة بها خلل فني..))
فتحت غادة مقلتيها..
(( ماذا؟؟؟ ماذا قلت...؟؟))
ناصر وهو يضحك...
(( لم اخبرتها عبدالله..الا تعلم انها تخشى الطائرات...*))
بارتباك التفت عبدالله الى غادة..
(( اسف لم اعلم بذلك.....))
قضيا ساعات التأخير بضيق...
كلا لديه اسبابه...
ناصر..لم يرغب ان تطول فترة غيابه عن زوحته....
وعبدالله يفكر بما عليه عله استعداد للوظيفه الجديدة التي تنتظره متجاهلا شوقه الى زينه
اما غادة رعبها من صعود الطائرة...
اخفى كل اهتمامها اتجاه عبدالله....
وبعد اكثر من ثلاث ساعات............................................. .................................
(( حان موعد اقلاع الطائرة...))

لم اكن اعلم متى سيكون هنا....
ورحمة دخلت غرفتها كعادتها...
فقد بدى البيت خاليا ..ليس لديها ما تراقبه....
فيما انا اتنقل بين غرفتي والمطبخ....
واقترب من النافذة علّي المحه عائدا...
بالطبع...لن استقبله .... فليس لي القدرة على تصنع البرود....
سأيقى بغرفتي وسيعلم اني نائمة...
ولن التقيه الا غدا صباحا....



الشاطئ الــ 49

الموجة السادسه....



لقد تأخر الوقت...
ولم يصل للان...
والنوم قد هرب مني..
فطوال اليوم قضيته في غرفتي....
نزلت للصالة...
استلقيت على الكنبة...
اقلب في قنوات التلفاز المملة....
حتى وقع نظري على احدى المسلسلات....
ابتسمت مع نفسي فقد تذكرت عمتي....
هل مازالت تعشق المسلسلات ام شغلتها عائلتها عنها....
بقيت طوال الليل بين قناة واخرى....
واضح اني اتهرب حتى من ترتيب بقايا اوراق بحث التخرج...
شئ من الملل انتابني....
فصرت اتنقل بين المطبخ والصاله..
احضر لي بعض القهوة والمكسرات التي اعشقها.....
حتى غلبني النعاس.....
لا ادري كم مرة من الوقت...
الا ان الظلام بدى حالكا في الخارج...
وما اوقضني لحظتها صوت خطوات في الخارج...
بعد ان تم فتح البوابة....
شعرت برجفه في اطرافي...
من قد يكون؟؟؟
لن يكون ناصر....
يبدو ان اكثر من شخص....
ولن يأتي ناصر في هذا الوقت ومعه احدهم....
بصعوبة...والدمع يتراقص في عيني...
سحبت نفسي بصعوبة للمطبخ..
كنت ابتعد عن الصاله..
والهدؤ يوصل صوت الخطوات بكل وضوح وهي تقترب....
من قد يكون.. لصوص يعلمون بغياب صاحب البيت....
صرت اكتم عبراتي...
وانا الوم نفسي... لم وافقت ان تتركني زينه هنا وحدي....
حتى اني لم اخبرها ان عمها سيتأخر...
لذا توقعت انه قد وصل.
دخلت المطبخ واخفيت نفسي خلف الباب...
تذكرت لحظتها اني نسيت ان باب الصالة الرئيسي...مفتوح لم اغلقه...
يبدو انهم دخلوا الصاله....
استندت على الجدار.....
وانا اغطي وجهي بكفي....
كفي التي باتت ترجف... بل كل جسدي...
ما قد يفعلون هنا..
ماذا يريدون.....
سمعت صوت باب احدى الغرف يُفتح ويغلق في نفس الوقت...
اغمضت عيني بقوة...
ووضعت راحة يداي على مسمعي....
لا اريد ان اسمع صوت خطواتهم لو انهم اقتربوا من المطبخ......

الا ان هذا ما حدث...
فُتح باب المطبخ.....
جمدت مكاني....
(( نورس؟؟؟ انت هنا؟؟؟))
اقتربتُ منها....
وهي ملتصقه بجدار المطبخ..
كان مرعوبة..مرعوبة جدا
امسكتُ بكفيها...
(( نورس ماذا بكِ؟؟؟))
فتحت عينيها بصعوبة...
عيناها الحمراوتان.....
من شدة البكاء....اقتربت منها....
وهي غير مستوعبه وقوفي امامها...
(( نورس..هل حدث لك شئ....))
بصعوبة حركت اصبعها نحو الصاله....
(( سمعت صوت اشخاص يدخلون البيت... ))
(( متى؟؟؟))
(( الان..الان...))
(( نورس هذا انا كنت داخلا المنزل...))
(( من معك؟))
(( انا وحدي...من سيكون معي...))
(( اذاً هناك غيرك في المنزل...))

شعرت انها تهلوس بكلمات لا استوعب كلماتها...
كانت تتحدث وتتحدث...
وكل جسدها يرجف رعباً
اقتربت منها اكثر ووضعت ذراعي على كتفها قربتها مني..
وانا اهمس لها...
(( نورس.... لا احد هنا صدقيني....))
دفنت راسها في صدري وانخرطت في البكاء....
لممتها الي....
كنت احاول تهدئتها..
اضغط عليها بذراعي...
بودي لو ادخل بين ضلوعي...
كنت قادما وكل شوقا لها....
لكني لم اتوقع انها سترتمي في احضاني ما ان التقيها...

خرجت بها للصاله....
علّها تهدأ....
(( انظري نورس لا احد هنا...))
صارت تتلفت وهي مازالت مرعوبة...
(( لكني سمعتهم....ربما دخلوا غرفتك..نعم لقد دخلوا..لأاني سمعت صوت الباب....))
ابتسمت لها محاولا تهدئتها..
(( انا فتحت الباب...وادخلت الحقيبه....))
وضعت راحة كفي على خديها...
ورفعت نظرها الي...
(( نورس ربما صوتي خطواتي وانا اجر الحقيبه.....))
كانت عيناها تدمع..
انها مازال تبكي....
(( لم البكاء نورس الان؟؟؟))
لأتفاجأ بها تبكي بصوت اعلى....
حاولت تهدئتها لكني لم افلح
كانت تلومني...
نعم تلومني....
(( تركتني وحدي..اخشى وجودي وحيدة في المنزل...
يكفي اني انام طوال الليالي التي مرت والنور مضاء....
لاني اخشى النوم وحدي في الطابق العلوي.....))
فاجأتني بكلامها
لم اعرف ما اقول .....
قربتها مني...
وانا اخطو باتجاه السلم....
(( اسف نورس...لم اعلم بذلك...لم ..لم تخبريني؟؟؟))
(( اخبرك بماذا؟؟؟؟))
(( حسنا نورس... انا معك الان.... تعالي .....))

ادخلتها لغرفتها...واجلستها على طرف السرير....
ابتسم لها بينما نظرها للأسفل....
ربما خجله مما حدث....
(( نورس اين زينة؟؟؟))
بهدؤ اجابت
(( ذهبت..ذهبت للمنزل...لم اخبرها انك ستتأخر...))
(( ولِم لم تخبريها؟؟؟؟))
(( لا اريد ازعاجها اكثر...))
جلس ناصر قريب منها....على طرف السرير...
ومرر كفه على شعرها
(( نورس... لقد اشتقت لك....))
رفعت نظرها اليه...
كانت تنظر لعينه...
ترى صورتها في مقليته...
(( لم اتوقع البُعد لأيام سيخلق كل هذا الحنين اليك...))
ابعدت نظرها عنه لم تتحمل ما يقول....
(( هل انت مطمئنة الان وانا معك...))
لم تجبه...
لكنها بدت هادئة...
تسمع له....
قرب وجهه منها....
(( انظري الي.... واخبريني....))
لم تقوى على الكلام.....
كانت تسحب انفاسها بصعوبة....
بدت مقاوتها تهرب منها...
بدت تضعف امامه..
وهو يضغط بكفيه على راحة يدها....
ويقرب شفتيه من اذنها...
(( لم انم طوال الليالي التي سافرت فيها.....
ازعجني برودك وصمتك مع كل اتصال مني لك...))

كانت تفكر انها استطاعت ان توصل له برودها واعدم اهتمامها
ولكنها الان فشلت في المواصله...
الموقف الذي جمعهما حين لقائهما.....
لم يعطها الفرصة لتتصنع الهدؤ والبرود مرة اخرى...
الا ان شعور غريب يتسلل لداخلها شعور بالراحه....
الراحة والهدؤ....
كان قريب منها...
وصار يقترب اكثر....
شعرت بأنامله خلف ظهرها...

رأئحة عطره تشعر بها تغلغل في انفاسها....
ولاول مرة تسمعه يناديها ...نونو...
(( نونو.... اشتقت لك...اشتقت لك كثيرا.....))
نورس.... التي باتت ليالي وهي صادمه امام شوقها
متظاهر بالبرود وعدم الاهتمام
استطاعت الظروف ان تهزمها
ليست الظروف فقط...
فكل ما حولها جعلها تهزم وبجدارة
وتنام لأول مرة في احضان زوجها

نهاية الشاطئ الــ 49

yassmin 11-11-10 04:26 PM




الشاطئ الــ 50
الموجة الاولى....



غرفة نورس...
مع اذان الفجر....
ممددة بجسدها الذي بدى مشتعلا كالجمر عند طرف السرير....
وهي تضغط باطراف اناملها الراجفه على مفرش السرير...
وعينها على النقوش الدقيقه وكأنها تلمحها اول مرة...
قلبها يكاد يخرج من بين ضلوعها...
لا تصدق ما حدث بينهما...
لقد كانت بين ذراعيه قبل ساعات....
لم تشعر بنفسها...
لم ترفض...
لم تعترض..
لم تصرخ به كما مفترض ان تفعل...
بل انها اقبلت اليه...
تلتمس الامان منه...
سقطت دمعه يتيمة لحظتها..
دمعة ضعفها...
(( نورس...انت نائمة...؟؟))
وبسرعه اغمضت عينها..
وكتمت انفاسها....
لم تجبه تظاهرت بالنوم...
شعرت ببرودة تخترق جمر جسدها...
انها انامل ناصر على عضدها...
تنتظر منه ان يعيد حديثه لها لكنه لم يفعل...
فقد تحرك من السرير...
لحظات بعدها وسمعت صوت اغلاق الباب...
وببرود سرقت النظر نحو الباب..ومنه لمكانه جنبها على السرير....
رفعت جسدها ...
واستندت على واجهه السرير....
وعيناها تكاد لا ترمش...
ولا دموع تنهمر...
وجسدها مازال يشتعل كالجمر...
تتحسس ذراعيها براحة كفيها....
وهي تسترجع ما حدث بينهما....
هالة قاتمة امام ناظرها...
تعيدها لسنوات مضت...
للمرة الاولى والاخيرة التي لمسها فيها ناصر...
وغادرها دون عودة....
تذكرت مشاعر الحزن والام والوجع والندم...
لكنها لم تكن هذه مشاعرها الان...
انها لا تشعر بشئ...
لا شئ....
لكنه غادرها كما فعل في تلك المرة....
وبصعوبة..حركت ساقيها....
وبسرعه دخلت الحمام...
اغلقت الباب بقوة...
وخرّت خلفه بكل ضعفها...
ضعفها امام زوجها
الضعف الذي لا تستسيغه...
ودون وعي اجهشت في البكاء...
لملمت نفسها بين ذراعيها..
واسندت رأسها على ركبتها...
واستمرت في البكاء...
بدت كما الجندي الذي هُزم في معركته...
وهرب من بين الجميع ليبكي هزيمته....
لا تدري كم مضى من الوقت...
دقيقه؟؟ دقيقتين؟؟؟
ساعة؟؟ ساعتين؟؟؟
لا تشعر بشئ...
ولا تتذكر شئ...
الا لمساته اليها...
قبلاته ...انفاسه في صدرها....
تذكرت همساته لها...
بأنه احبها ومازال يحبها...
لكنه....
لكنه فعلها مسبقا.... وهرب منها بعدها..
لِم عليها ان تصدقه الان؟؟؟
لحظتها...........................................
هو خلف باب غرفته..او بالاصح غرفة نورس....
طال انتظاره لتأذن له بالدخول..
لكنها لم تفعل....
وببرود فتح الباب...
وبسرعه وقع نظره على مكانها على السرير...
تقدم نحو السرير...
وطال نظره اليه...
يُدرك انه خالي...
ولكن مازالت عيناه تُمعن النظر فيه...
ارتسمت ابتسامة على شفتيه...
وهو يستعيد ما حدث...
انفاسها..رقتها ونعومتها..
برائتها التي مازالت تحتفظ بها مع كل لفتة منها...
ضعفها اللذيذ امامه...
صار يمرر انامله ببعضها يتذكر لمساته لشعرها....
هزيمة لذيذة لكلاهما...
اوقف تفكيره بعدها..
لايريد ان يتوقع ما قد يحدث بعد هذه الهزيمة اللذيذة...
وهمّ بالخروج....
لكنه توقف عند باب الحمام...
اقترب منه اكثر...
انه لا يسمع صوت ماء...
اقترب اكثر..
وقرب كفه ليُطرق الباب...
جمد لحظتها ..قبل ان يفعلها...
سمعها...
سمع صوت بكاء...
بدى كفه يرجف...
وانفاسه تتسارع بسرعه دقات قلبه...
(( نورس...نورس...))
وضعت راحة يدها على فيها...
واغمضت عيناها...
التي زاد انهمار دموعها منها ما ان سمعت صوته...
(( نورس.... الن تجيبيني..؟؟))
بلعت ريقها بصعوبه
لكنها لم تفعلها...
(( نورس..ان لن تجيبي سأفتح الباب بالقوة...))
وبسرعه
تحركت من مكانها....والتفت ناحية الباب لتتأكد انها اغلقته....
مسحت دموعها...
وتقدمت لداخل الحمام...وفتحت الماء....
علّه يسمع صوت الماء ويظن انها تستحم...
ادرك ذلك بعدها...
ان هناك صوت ماء جاري...
هدا قليل واخذ نفساً عميقاً
(( نورس... انت بخير اجيبيني....))
بلعت ريقها...
(( بخــيـــر...اتركني.....الان...))
سحب انفاسه بصعوبة
لم يرغب ان يستمر في طلبه ان تفتح الباب...
وقف لحظات لم تكن قليلة...
يريد ان يـتأكد من حركتها في الحمام...
وانها فعلا بخير....
وبالفعل سمع صوت خطواتها...
كانت خطواتها وهي تقترب من الماء البارد..
الذي انسكب على جسدها الملتهب كالجمر...
علّه يطفأ شئ من حرارته....
فاق على رنين جوالها....
اتجه ناحية السرير...
واخذ جوالها بين كفيه..
كانت رساله...
في هذا الوقت المبكر؟؟؟
من قد يكون....
فكر ان يفتحها...
تراجع عن ذلك...
ليس من حقه ....
خرج من غرفتها...
غرفتها هي.... وقبل ان يغلق...
ابقى نظره الى باب الحمام...
قد يلمحها تخرج الان...
ليطمأن عليها....
لكن...لم يحدث...
وبضيق...
انصرف لطابق السفلي...
وقد بدلت مشاعره التي كان يستلذ منها....
الى ضيق وقلق على تلك الفتاة...
اخذ مكانه على الكنبة في الصاله..
وامسك سيجارته..
واخذ يدخن بشراهه.
واحده تلو الاخرى...
وقبل ان تنطق... اشار لها بالانصراف...
فليس له الرغبه في التعليق على فضول رحمة....
حينهــــــــــــا....
تسللت من الحمام...وهي تتلفت في غرفتها...
ترتدي قميص النوم الذي بدى مبللا بقطرات الماء من شعرها.دون ان تشعر....
تتأكدت من خروجه..
اخذت مكانها على طرف السرير...
وكأنها فقدت كل حواسها...
وللحظة ادركت انها لم تصلي الفجر للان...
وبسرعه...
توضأت واخذت مكانها على سجادة الصلاة....
انهت صلاتها..
وقد بدت هادئة قليلاً....
نزعت لباس الصلاة الابيض....
وارتمت على الكنبة وتغطت به....
ودون ان تدرك غفت على الكنبة....




الشاطئ الــ 50
الموجة الثانية....




(( نورس...نورس...))
ركع عندها وهو ينظر اليها
وقد غطت نفسها بلباس الصلاة الابيض....
واخيرا...
ادركت انه قريب منها..
قريب جدا..
لم ترغب ان تكشف عن وجهها...
بقيت على وضعها...
(( فقط اسمعيني....))
وببرود..
رفعت جسدها من على الكنبة...
وهي تبعد لباس الصلاة عن وجهها....

ولكن دون ان تلتفت له...

بدى شعرها مازال مبللا...
وقميص النوم الحريري يكشف فتنتها....

فيما هو لم يقوى على ابعاد ناظره عنها....
(( ما حدث امر لم نخطط له... واعلم اني تخليت عن شرطي حينها...))
لم تعلق...
في حين لم ينتظر منها تعليقا....
(( قد نضع حدود لامور... ولكن ليس بالضرورة نلتزم بهذه الحدود....
وكما تخليت عن شرطي دون سابق انذار...
هناك فرصة لتتخلي عن شرطك...دون ان اضغط عليك...))
شعرت انه ابتعد عنها...
فهي لا تشعر بانفاسه ناحيتها....
بل لمحته قد وقف ..وقد يهم بالانصراف....
(( لك الحرية في كل قراراتك...ولا تخجلي ابدا...))
كانت تنتظر منه ان ينصرف...
تريد ان تعيد كلماته مرة اخرى حتى تسوعب ما يقول...
تشعر بها كما الطلاسم ....
الا انه عاد و اقترب منها...
في حين التفتت اليه لا اراديا..
امسك كفها...
ووضع علبه مخملية حمراء....
مزينة بشرائط ذهبيه....
(( لا تخجلي من قرارك... ومصير هديتي....هو قرارك الاخير لعلاقتنا...))
خرج من غرفتها....
وعينها على يدها...
لمسته الاخيرة وهو يضغط بانامله على راحة يدها...
ادركت ما وضعها في كفها...
اخذت تنظر للعلبه المخملية...
وهي تسترجع كلماته....
لها ان تتخلى عن شرطها...
يعني قرارها بالانفصال....
بدى رافضا لفكرة الانفصال عنها...
وما قد يكون في العلبة ليحدد له قرارها؟؟؟
فتحت العلبة....
خاتم في منتهى النعومة..
من الذهب الابيض...
تتوسطه ماسه بشكل قلب...
لها بريق جذاب...
لم تبهرها المجوهرات يوما...
ولكن....
هذا يختلف...
اخذت تقلبه بين انامله..
حتى انتبهت لما مكتوب بداخله...
اسمه..اسم ناصر....
خاتم زواج من الالماس يضم اسمه
هذا ما يعنيه..
واخيرا استوعبت..
انها ان قبلت هديته.... فقد تنازلت عن شرط الانفصال
اي تبقى معه ..تعيش معه... يكونان زوج وزوجة... وقد يرزقا بالاطفال...
وبذلك يكونا اسرة...
هزتها النتيجة الاخيرة لتفكيرها....
وبسرعه نهضت من على الكنبة....
وكان ما يخطر في عقلها...
كيف لهما ان ينسيا ما حدث...ويعيشا حياة طبيعيه.... فهما لا يستحقان هذه النهاية مطلقا
من المفترض ان تكون الفكرة قد بعثت الراحة لنفسها....
الا انها بعثت الكثير من الذنب ...
فما تفكر به ان طريقة تعارفهما لاتستحق هذه النهاية....



الشاطئ الــ 50
الموجة الثالثة....



بدت مرتبكة امامه....
فيما هو ينظر اليها...
وكأنه يبحث عن شئ من بين ملامحها....
وكأن الزمن توقف لحظتها...
(( عمتي وعبدالله سيكونان هنا لزيارتي....بعد قليل ...))
لم ينطق بقي ينظر اليها...
ابعدت نظرها عنه....
وتسللت من امامه....
وهو يبحث فيما قالته...
عبدالله..العمة فريدة ...سيكونان معا هنا....
ما السبب ياترى....
اخذ نفسا عميقا...
وهو يتحرك من مكانه باتجاهها في المطبخ.....
(( رحمة..الامر لا يعنيك... جهزي الكعك والعصير فقط....))
حتى سمعت صوته....
(( الن يتناولا الغداء معنا؟؟؟))
(( طلبت من عمتي ولكنها رفضت.... تقول لا يمكنها ترك البنات لوحدهن...))
كان ينتظر منها ان تخبره سبب هذه الزيارة المفاجأة
بدى قلقا
امرا اخر يدور في ذهنه....
قد تكون اخذت قرارها...
وهما هنا لهذا السبب,,,

بات الامر مقلق بالنسبة له...
جمد مكانه....
وهو ينظر اليها...
في حين هي زاد ارتباكها...
وببرود تحرك من مكانه...
خرج من المطبخ الى غرفته...
انتبه لطرق على الباب...
(( رحمة بدأ فضولها الان.... لابد ان اعلمها الذوق......))
وبحركة سريعه...
فتح الباب....
وبصوت عالي....
(( ماذا تريـــــــــدين؟؟؟؟......))
اغمضت عينها ....
وبقيت جامدة امامه....
تفاجأ بنورس ...
(( نورس...اسف.... كنت اظنك رحمة))
امسك كفها وادخلها الغرفه....
نظرت اليه ..
وهو يحاول ان يصنع ابتسامة يغالب الافكار السوداء التي تدور في عقله....
فيكفي انها معه....
(( ارعبني صوتك....))
(( لا ادري لِم لا يؤثر في رحمة ابداً....))
رفع كفه...وصار يبعد خصلات شعرها عن وجهها...
كم هو قلق ان تكون هذه اللحظات الاخيرة معها....
ابتعدت قليلا عنه...
(( كنت اريد ان اخبرك... ان مناقشة بحثي غدا.... واريد ان تطلع عليه....))
ابتسم لها...(( كما تريدين...))
ادارت ظهرها لتنصرف..
وقبل ان تفتح الباب...
(( نورس...عمتك وعبدالله ما سبب زيارتهما المفاجأة ))
التفتت اليه....
ونظره لشفتيها يريدها ان تنطق....
(( يبحثان عن حل لخلاف طلال مع والده.....))
تحولت ابتسامته الصفراء الى ابتسامة كبيرة...
لم يقوى على كتمان فرحته...
فقد غلب كلامها وساوسه.....
اقترب منها....
(( اعتقد ان عمتك قد وصلت....صوتها في الخارج...))



الشاطئ الــ 50
الموجة الرابعة....




العمة فريدة....
وقد بدت علامات الحمل واضحه عليها.....
برفقه نورس في الصاله....
لحظات وكان صوت جرس الباب...
(( لابد انه عبدالله....))
اسرعت نورس لغرفتها...
ارتدت عبائتها...ووشاحها الاسود....
نزلت لهم...
عبدالله برفقة عمته..
وناصر معهما....
تقدمت لهم نورس...
لحظتها استئذن ناصر....
(( اترككم الان..البيت بيتكم...))
التفتت له نورس دون ان تعلق...
العمة فريدة...
(( ناصر... اين ذاهب.... ابقى معنا...))
(( هذه امور خاصة.... لا داعي ان اتدخل فيها...))
عبدالله باهتمام...
(( انت شخص من العائلة الان....ابقى معنا قد تساعدنا في حل هذه المشكلة...))
التفت لنورس...
كانت تنظر اليه...
دون ان تعلق....
كانت ترغب بوجوده..
لكن ليس لديها ما تقول....
شاركهم ناصر جلستهم...

كما اجتمعوا على رأي واحد...
(( طلال حر في قراراته.... ولكن لابد من موافقة والده ورضاه.....))
وخلال اجتماعهم...
اتصل عبدالله بطلال...
وحاول الحديث معه....
وكل ما توصل له طلال...
(( قراري بالارتباط من جلنار لن اتنازل عنه....ووالدي سيعرف صحة قراري اجلاً ام عاجلاً....))
كانوا يبحثون عن طريقه لموافقة ابو عبدالله على هذا الزواج...
خاصة وان طلال سيكون في البلاد قريبا...
وكما اخبرهم...ان جلنار...ستكون في بلد والدها...
وسيسافر لها لخطبتها....
بدى الامور واضحه للجميع...
وما ينتظرونه... موقف ابو عبدالله من اصرار طلال على موقفه عندما يعود للبلاد...

همّت العمة فريدة بالانصراف...
(( عبدالله هيا بنا لتوصلني...))
ناصر...
(( عمة فريدة ابقي معنا للغداء...))
(( لا يمكنني....البنات لوحدهن...))
ثم التفتت الى نورس...
(( البارحة فقط حضرت من السفر.... سنتركك مع زوجتك...))
لحظتهاااا....................
(( مفاااااااجأة...... زيونه هـــ.....))
جمدت مكانها....
لم تكمل عبارتها...
من بين الوجوه لم تلمح الا وجهه..
عبدالله...
(( اهلا زينة..لم نراك منذ فترة...))
ببرود...تقدمت الى العمة فريدة....
وحيتها وقبلتها...
(( اشتقنا لك ولاميراتك...كيف حالهن؟؟؟))
(( بخير.... لابد ان تزوريني مع نونو...))
(( ان شالله بعد الامتحانات...))
وبالبرود نفسه اقبلت نحو عمها حيته وقبلته كعادتها
(( حمدالله على السلامــة....عمي...))
وهي تلملم خصلات شعرها من على كتفها...
(( حمدالله على السلامة ...عبدالله.....))
لم ينطق..بقى صامتاً...
فقط ابتسامة بالكاد استطاع تصنعها....
ولكن كل حواسه معها..
يكاد يأكلها بعينه....
تفاجأ بالعباءة التي ترتديها...
رغم ان وشاحها الاسود مرمي على كتفيها....
الا انها بدت مختلفه..
مختلفه كثيرا....




الشاطئ الــ 50
الموجة الخامسة....



علــــى وجبة الغداء
(( ألم اتطفل بوجودي معكما على الغداء....))
(( بالطبع لا.... زيونه.... لقد اعتدت على وجودك هنا.....)) قالتها نورس....
التفتت زينة نحو ناصر....
(( اعتقد عمي رأيه مختلف....يريد ان ينفرد بزوجته...))
ابتسم لها ناصر...
(( وجودك وبلسانك الطويل لن يقيد حريتي مع حبيبتي...))
اشارت زينة الى ناصر...
(( عمي ارجوك. ارجوك..لا اقوى على كلمات الغزل....))
والتفتت الى نورس...
(( واضح ان نونو كذلك خجلت من كلامك....لم تعتاد على حلو الكلام...))
التفت ناصر نحو زوجته..
والتي بدت خجة فعلاً...
(( لو تقبل نونو.. لحولت يومها كله الى كلام غزل....))
بدى مرتاحا
هادئا...
وانا تائهه معه ومع كلماته
ماذا يعني بتصرفه المفاجأ...
وكلماته الجديدة والجريئة....
اربكني فعلاً...
رغم انه قبل حضور عمتي وعبدالله..
بدى قلقا لا اعرف السبب...
ولكن ما ان اجتمع معهما... تغير حاله...
بدى مرتاحاً...
ووجود زينة معنا يشعرني انا بالراحة اكثر فقد يقيد تصرفاته معي...
تصرفاته التي باتت تربكني ...
تربكني كثيرا...
(( لن ازعجكم... أُنهي غداي واخذ مراجعي وانصرف...))

وفعلاً..
ما ان انهينا الغداء..
صعدت غرفتها....
واخذت حاجياتها...
وانصرفت بعدها...
فيما انا في المطبخ...مع رحمة....
حتى سمعته ينادي...
(( نورس..تعالي اريد ان احدثك...))
تقدمت اليه...
فيما هو مبتسم لي....
اخذني معه للصالة...
(( اجلسي...لِم انت واقفة...))
جلست وانا في رهبة..
ما قد يريد؟؟؟
(( نورس..تعرفين الفتاة التي يرغب طلال بالارتباط بها؟؟؟))
(( جلنار؟؟؟ نعم اعرفها...))
(( اعني جلست معها...تحادثتما...))
(( نعم..لقد خرجنا معا اكثر من مرة....))
(( هل ترين انها تستحق ما يفعله طلال من اجلها....))
(( ولِم هذا السؤال.؟؟؟....))
(( لقد تدخلت في الموضوع بطلب من عمتك..ولابد ان اعطي رأيي بعد ان افهم جميع الاطراف...وخاصة هذه الفتاة.... فطلال مستعد ان يخالف والده من اجلها...))
(( جلنار فتاة محترمة.... فعلا تستحق حب طلال وتمسكه بها...ثم انها وحيدة..والدها ووالدتها منفصلين..وكلاهما لديه حياته الخاصة...))
(( انت متعاطفه معها؟؟؟))
(( انا اتمنى ان تنتهي علاقتهما بالزواج...فهذا ما يستحقانه....))
(( هذا رأيك؟؟؟))
(( من يعشق بقلب صادق يستحيل ان يترك حبيبته لغيره....))
قالتها وكأنها تريد ان توصل اليه ما تحمل في صدرها
الا انه فاجئها برده....
(( اعرف هذا جيدا....))
قالها ناصر وهو يتحرك من مكانه...
ليجلس قريب منها....
همس لها...
(( تركت الجميع ...وعدت لبلدي.... لأراك نورس....))
كادت عينيه تلتهمها...
الا انها لم تستوعب ما يعني بكلامه....
يريد ان يخبرها..
انه قرر ترك زوجته والعودة لتدريس في الجامعه نفسها بعد ان عرف انها طالبه فيها...
طبعا بعد ان لمحتها سمر زوجته السابقه في تسجيل تصوير حفل الزواج...
واخبرته عنها ...
دون ان تدرك ما قد يربط زوجها به....

الا ان نورس تجهل كل هذه الامور....
اخذت نفسا عميقاً...
وهي تهمّ بسؤاله..
فلديها كثير مما تريد معرفته....
وما ان ادرك هو ذلك....
حتى ابتعد عنها...
(( رحمة...تعالي هنا.....))
ابتعد عن نورس اكثر....
(0( رحمة..اريد ان انقل كل حاجياتي من الغرفه... الى الغرفه في الاعلى...الغرفه المغلقة...))
ثم التفت لنورس....
(( حتى يمكنك النوم دون الحاجة لاضاءة الغرفة.....))



الشاطئ الــ 50
الموجة السادسة....



كم هي رائعه
لم اصدق انها هي من تقف امامي....
زينة ترتدي العباءة الفضفاضة...
تغطي كل مفاتن جسدها..
التي لا تتهاون ابرازه دون اهتمام...
كنت اراها كما الملاك...
وما كان ينقصها فعلاً غطاء على شعرها...
لحظتها ستكتمل لوحة اروع فتاة رأيتها....
انتبهت لنفسي..
رغم كل الغضب الذي بداخلي....
والضيق منها ومن تصرفها...
الا ان وجودها وذكراها كما البلسم....
الذي يخدر مشاعري الغاضبة ولو للحظات....
ولكن....
ما ان اتذكر ذاك الفتى الذي يدعى نبيل....
اعود لغضبي وضيقي....
زينة فتاة مستهترة...
لا تعي لتصرفاتها...
لا اعرف كيف هي متفوقه في دراستها....
لحظتها...
ادرت ناظري ..
نحو الهدية....
لكن لا اعرف ان اللحظة المناسبة ستأتي لاعطيها..
ام انه سيبقى في مكانه هكذا؟؟؟؟


نهـــاية الشاطئ الـــ50



yassmin 11-11-10 04:27 PM





الشاطئ الــ 51
الموجة الاولى...

دخلت المنزل الذي بدى هادئ جدا....
خاليا من اي احد...
حتى انتبهت لوالدي مع الخادمة....
وهو يشير لها ان تضع حقيبتي دا خل احدى الغرف..
كنت اتلفت حولي باستغراب....
ابحث عن اي احد غيرنا....
لم احاول ان اسأل والدي....
عن ما يحيرني...
فأكتفيت بالصمت....
(( اهلا سيدتي.... احضر لك عصيرا؟؟؟))
ابتسمت لها.... دون ان انطق .... انصرفت من امامي...
جلست على طرف الكنبة...
بدى وكأنه احد لم يجلس عليها مطلقا....
حتى عاد ابي من جديد...
تقدم نحوي...
وهو ينظر لساعة يده...
(( لدي مشوار... لقد تأخرت...))
وقبل ان يهم بالانصراف.....
(( ابي... هل انا هنا وحدي...))
لاول مرة ارى ابتسامته...
(( طبعا لا....نسيت ان اعرفك عليها...))
اشار لي ان اتقدم خلفه....
(( من هي ابي؟؟؟))
((جدتك..الا تعلمين انك ستسكنين مع جدتك؟؟؟))
لم اجبه...
لاني كنت احاول ان اكتم عبرتي....
كيف لي ان اعلم؟؟؟؟
انت لم تخبرني بشئ....
فقط اني ذاهبه للعيش معك....
حتى اني لم اتعرف على اخواتي او اخوتي
المفترض ان التقي بهم....
الا اني لم التقي الا بالخادمة هنا....
حتى في المطار لم يستقبلنا احد..
وكأننا جئنا خفيه....
فتح الباب.....
باب احدى الغرف....
كان امراة مستلقيه على السرير....
ما ان رأتنا حتى اعتدلت في جلستها...
وهي تبتسم...
دخل والدي...
وجلس قريب منها..
وقبلها على جبينها....
وهو يشير الي...
(( امي...هذه جلنار... احضرتها كما طلبت مني...))
يحدثها عني وكأنها تعرفني...
ولكن هل انا هنا بطلب منها فقط؟؟؟؟
مازلت واقفه مكاني...
(( جلنار... ادخلي سلمي على جدتك....))
كانت تبتسم لي بترحاب...
احببت ابتسامتها
ونبرة صوتها الهادئة....
(( اهلا اهلا..ابنتي.جولل. اسمك صعب علي.... ))
كانت تمسح براحة يدها على راسي...
وهي تنظر الي...
(( ماشالله.... كم انت جميلة حفيدتي..... لكن لا شبه بينك وبين والدك...))
وهي تشير لوالدي...
(( لا بد انها تشبه اهل والدتها.... ملامح ليست بالعربية....))
(( امي.. هي جمليه مثلك,,,))
لاول مرة اسمعه يمازح احدا...
تشير له بأصبعها...وكأنها تهدده
(( لست بيضاء البشرة مثلها...لا تكذب...))
وهي تهمس لي...
(( رائعة بالحجاب بنيتي...))
والتفتت لوالدي...
(( لم اخبرتني ان علينا تعليمها لبس الحجاب؟؟؟))
ابتسم لها والدي....
(( لم اعلم انها ارتدته امي...كانت مفاجأة لي انا ايضا...))

كان يتحدثان وانا صامته
تبدو هذه السيدة التي تدعى جدتي سعيدة بوجودي...
وابي سعيد كذلك..
ولكن لسعادتها هي....
اخبرني ان غرفتي قريبه من غرفة جدتي....
مازلت في حيرة...؟؟؟
اين هي العائلة التي تنتظرني؟؟؟
جائت الخادمة لتصحبني لغرفتي.....
كانت غرفة واسعه فعلا...
ومجهزة بأثاث راقي....
شئ من الرضا تسلل بداخلي قليلا...
يبدو ان هناك ما فعله ابي من اجلي وان كان قطع من الاثاث...
ولابد ان اشكره على ذلك....

(( والدتي.... هي ستبقى معك..تعرفين ابنة عمي والاولاد يرفضون وجودها في المنزل....
لم يرغبوا حتى في التعرف عليها..... وكما اخبرتك امها رمتها عليّ...وليس لي الا ان احضرها للعيش معك...))
كلماته كانت كما السهام
التي ادمت قلبي....
تسللت من المكان الى غرفتي.....
واغلقتها علي....
بعد ان اصبحت في عالمي الجديد



الشاطئ الــ 51
الموجة الثانية..




كان لقائي بوالدتي مؤثر جدا..
بكت كثيرا وانا مقبل عليها...
فيما والدي رحب بي ولكن...
بدت مشاعر ضيقه من تصرفاتي واضحه من نظرات عينيه الي...
حاول اخي عبدالله وبرفقة محمد ان يغيروا من جو اللقاء
تركتهم بحجة رغبتي في الراحة...
لم انم منذ اكثر من 10 ساعات...
وراحتي بسماع صوتها...
اخبرتها ان تتصل بي...
لكنها لم تفعل للان...
ربما خطها لا يعمل...
تحتاج لوقت لتتمكن من الاتصال بي....
اشعر بالارهاق...
الارهاق من التفكير...
لدي الكثير لمواجهته...
واولها نظرات الضيق من والدي..
ان كانت مجرد نظراته اثرت بي بهذا القدر ..
فكيف لي ان اخالف اوامره....
الامور تصعب اكثر واكثر....
ولكن.......................
حديث عمتي طمئنني كثيرا...
اخبرتني انها ستكون بجانبي...
لن تجعل ابي يغضب مني....
كما ان عبدالله بدى مختلف ...
متحمساً لخوض هذه التجربة معي...
(( اعلم انك متعلق بهذه الفتاة...فكيف لا اكون بجانبك...))
واضح انه غارق في الحب
والا لما جائه هذا الاحساس.....
لن ابعد هذه الافكار عني الا بالنوم...
لابد ان انام الان...
قد اهدأ بعدها...
واعيد التفكير فيما علي فعله....



الشاطئ الــ 51
الموجة الثالثة...


(( اخبرتني انك ترغبين بمناقشة البحث معي.....))
(( لقد ارسلته عن طريق البريد الالكتروني لدكتور سعيد قبل ساعه فقط....))
(( قبل ان اطلع عليه؟؟؟؟))
(( اعتقدت انك مشغول.....))
اطال النظر اليّ
لم يعلق على حديثي....
شعر بعدم رغبتي بالاجتماع معه
والتهرب منه...
منذ تلك الليله...
وانا في صراع بداخلي..
اقلق من انصرافه عني....
وفي نفس الوقت...
اخشى من وجوده معي....

ولكن.............................................. .........
شئ من الهدؤ تسلل بداخلي ما ان استقر في الغرفة القريبه من غرفتي...
كانت غرفة مغلقه مسبقا
لم ادخلها قط...
حتى عندما نقل حاجياته للاعلى رفض ان تدخلها رحمة ...
رتب حاجياته بنفسه....
احترت في امره
كما احترت في امور كثيرة....
ومازالت مشاعري متضادة ما ان ادخل غرفتي...
وألمح العلبة المخملية...
اتجنب فتحها....
لكني لا اقوى على تجنب النظر اليها....
لم اقوى على رفضها....
لم افكر ان اعيدها اليه....
ولكن....
يستحيل ان يراه يزين اصبعي....
احيانا...
اراه يتسلل بنظره لاناملي...
او قد اكون اتصور ذلك....




الشاطئ الــ 51
الموجة الرابعة...


في ممرات الجامعه
الحظ نظرات الجميع
لابد انهم يلحظون التغيير الواضح في لباسي...
وقد لا يعجبهم...
ولكن يعجبني كثيرا....
وهذا ما يهمني الان...
لم احاول ان اشغل نفسي بنظراتهم اكثر...
حتى لمحته معها....
مع الاستاذه غادة...
كان برفقتها ..يتحادثان....
بكل جاذبيتها وفتنتها تقف امامه...
المح نظرات منها اليه
نفهمها نحن الفتيات....
نفهمها جيدا...
ولكن هو...ماذا عنه؟؟؟
لا افهم هذا الرجل ابدا....
هل هو مهتم بها؟؟؟
ام مجرد علاقة عمل ودراسة فقط...
هل يفهم معنى نظراتها وابتسامتها له....
مشاعر غريبه اخترقت وجداني....
لأول مرة اشعر بها....
هل هذا ما يسمى الغيرة....
وما علي ان افعل لحظتها؟؟؟
اصمت؟ انسحب؟ام ادافع عن مشاعري؟؟
وبمكر النساء تقدمت نحوهما....
(( مرحبااااا.......))
بنبرة واحده....
(( اهلا.... زينة...))
لم التفت لها....
نظرت اليه هو فقط....
(( عبدالله ..كيف حالك...؟؟؟ رائع ان التقيك هنا.......))
كنت ابتسم له هو فقط...
سعيدة جدا بوقوفي بينهما....
لا ادري هل هي لحظات ام اكثر....
انسحبت الاستاذه غادة لحظتها...
وانفردت زينة بــ عبدالله رغم جموع الطلبة والطالبات في الجامعه
لكن هذا كان شعوره هو.....
لا يرى غيرها.....
لم يقوى على ابعاد نظره عنها....
سعيد جدا...
بمظهرها المختلف....
تنورة سوداء واسعه.....
وقميص ابيض باكمام طويلة....
وشعرها.... بطبيعته بدون تجعيد...كعادته...
لكن ينقصها شئ واحد....
لحظتها ............................................
(( زينة.... هناك ما احضرته لك....))
ابتسمت لي...
(( حقا؟؟؟ ماهو؟؟؟))
(( افضل ان تريه بنفسك.... اين ذاهبه الان...))
(( سأعود للمنزل.....))
رافقتها لموقف السيارة......
وطلبت منها ان تنتظرني....
(( سأحضر بسيارتي.... لحظات فقط...))
فعلا بعد لحظات.......
عدت اليها.....
نزلت من السيارة وهي بابتسامة تنظر الي....
كنت احمل الكيس في يدي....
تعمدت وضعه في السيارة.....
كي اتشجع في تسليمه لها...عندما نلتقي...
(( هذا لكِ...اتمنى ان يعجبك....))
كنت انظر اليه وابتسامتي لم اقوى على اخفائها
لم تهمني الهدية
الا ان اهتمامه بي وفكرة انه بحث لي عن هدية فهذا يعني اني اشغل تفكيره
كما هو فعل بي.....

انصرف بعدها....
خارج الجامعه...
في غرفتي............................................. ....
اغلقت الباب بحركة سريعه....
كنت متشوقه لاعرف ما يحويه الكيس...
كانت قطعة قماش
من الحرير الراقي
بلون ابيض سكري...
رفعته باطراف اناملي..
قطعه صغيرة....
تكفي ان تكون..........
وفعلا.......
نظرت للمراة....
وانا اضع هذه القطعه على رأسي...
لففتها كما تفعل نورس...
رغم ان الامر بدى صعبا في البداية...
لكن.......
استوعبت معنى هديته....
كانت حجابا لشعري....
بدوت مختلفة.... مختلفه كثيرا....
ما قد تكون ردة فعله لو رأني عبدالله؟؟؟؟

نهاية الشاطئ الــ 51




yassmin 11-11-10 04:29 PM







الشاطئ الــ 52
الموجة الاولى....



قبل منتصف الليل............................................. ...................................
لم يشعر بوجودي ما ان لمحها
تاهت منه االكلمات
بدى مرتبكا وهي تتقدم نحونا
وضاع مع ترحيبها
غاب عن العالم
لا يرى غيرها
فضلت الانصراف لم احتمل هذا الموقف
لم التقي يوما برجل لم يمدح جمالي ولو بكلمة
رغم ان هذا لا يستهويني
ولكن .....
كنت انتظر منه
من عبدالله
الا اني بت شبه متأكده ان اخرى في حياته
وقد تكون هي
(( زينة....))

لطالما كنت واقعيه في كل اختياراتي وقراراتي
والان.....
لابد ان اضع حدا للخيالات التي اعيشها منذ ان عرفته
فكرت بالاتصال به
ترددت كثيرا
ولكني فعلتها
رحب باتصالي
ربما شعر ان لدي ما اقوله
حاولت وحاولت ان اكشف له مشاعري لكني فشلت
فشل ذريع
بعد ان فاجئني بسؤاله
(( هل للحب ان يجمع شاب بفتاة وان كان هناك فارق بالعمر والتفكير؟؟؟))
(( لم لا؟؟؟؟))\
(( حتى وان كانت عشر سنوات فرق في العمر؟؟؟))
ادركت انه يعيش قصة حب
مع فتاة صغيرة
تخالفه في الافكار
وبصعوبة اجبته
(( الحب لا يعرف الارقام....))
(( والتفكير؟؟؟؟ ان اختلفنا فيه؟؟؟))
(( الا تستحق ان تجهد نفسك من اجلها... وتقنعها بأفكارك...))

لا شعوريا صرت اقنعه بها
بالتمسك بهذه الفتاة
وصورة زينة امامي....
لابد انها حبيبته
التي جفاه النوم في هذا الوقت بسببها.....


الشاطئ الــ 52
الموجة الثانية


بعد منتصف الليل............................................. ..........................
لم استطع ان اغالب الارق
وارهقني التفكير...
وهذه العلبة المخملية مازالت امام ناظري....
قلبي يرغب بها
عقلي يرفضها وبشدة
وبهدؤ خرجت من الغرفة
بخطوات بطيئة نزلت للاسفل...

جلست اُقلب في قنوات التلفاز...
لا شئ مهم...
تذكرت عمتي
التي تقضي يومها مع المسلسلات...
كم كانت مدمنه عليها....
صرت ابتسم مع نفسي
وانا اتذكرها كيف كانت تتأثر مع المشاهد
كما انها تبكي احيانا
حتى كان خياله امامي....
جمدت مكاني....
وانا اكتم انفاسي....
والاكثر من ذالك...
اطراف اصابعي تشد على فستاني القصير الذي ارتديه....
اخذت وسادة صغيرة...
ووضعتها على ساقيّ المثنية على الكنبة...
(( نورس......))

التفتت لي ببرود مصطنع
وهي تبتسم
(( ألم تنامي؟؟؟))
لكنها لم ترد علي....اومأت برأسها بالنفي.....
جلست مقابل لها...
(( كنت مع د.سعيد وتحدثنا عن بحثك....))
لحظتها فقط...
تحركت من مكانها....
انزلت ساقيها من على الكنبة.....
واعتدلت في جلستها
لم اعلم ان موضوع بحثها
سيجعلها تفزع هكذا...
وبنبرات متردده...
(( ماذا قال لك؟؟؟))
(( يمدحك كثيرا...))
تغيرت ملامحها
بدى التوتر يتلاشى. شيئا فشئ.....
تحركت من مكاني.....
(( تتابعين القناة؟؟؟))
(( لا...))
كنت اشعر بأن التوتر عاد لها من جديد...
وبين الفينة والفينه تشد اطراف فستانها القصير....
فستان باللون الاخضر القاتم... بأكمامه القصيرة...
والذي اظهر بياض بشرتها....

(( سأعرض لك فيلم لابد انه سيعجبك....))

كنتُ جالسه مكاني....
بل جامدة..
فقط اناملي على اطراف الفستان....
وافكر كيف انه غلبني بحديثه
حتى اتفاعل معه
يعرف نقطة ضعفي...
الدراسة...

والان اخجل من مغادرة المكان....
فيما هو مشغول مع التلفاز...
التفت لي...
(( اشتريت هذا الفيلم منذ فترة... لقد شاهدته في السينما واحببت فكرته...))
لم اعلق على حديثه....
التفت الي..
(( لابد انك تحبين الافلام الرومانسية....))
وبنبرة منخفضه..
(( جميعكن تعشقنها...))
كان يتحدث عن الفتيات...
لابد انه خبير في ذلك....
ان لم يكن لديه معارف فتيات..
تكفيه زوجاته السابقات....
اخذتُ نفسا عميقا ..عندما خَطَرَ ذلك على بالي
هل يقضي مع سمر مثل هذه السهرات....

وكانت بداية الفيلم...
البطل وزوجته يستعدان للحفلة ....
وهما في قمة الرومانسية...
هل سأبقى اشاهد هذه المشاهد معه...
يرقصان معا... يتهامسان..يقبلان بعضهما..
وانا على صمتي...وجمودي.....

حتى كانت نهاية الحفل خروجهما معا...
وينتهي المشهد بحادث سيارة....
وهرولة الجميع في ممرات المستشفى...
(( ان لم يعجبك..لي ان اُبدله بفيلم اخر...))
(( لا بأس به...))
اخذني الفيلم عن كل مشاعر القلق والارتباك...
كنت مستمتعه به...
رغم مشاهده الاولى المؤلمة بعد ان فقد الزوج زوجته....
حيث نفذ وصيتها بأن يتبرع بقلبها لاي مريض...
التفتُ اليه...
((ما اسم الفيلم...))
(( return to me))"ارجع لي"

قالها بنبرة منخفضة...
ونظراته الي
تكاد تلتهمني....
اخذتُ نفسي بصعوبة...
وانا ازيح نظري عنه...
اخذنا الفيلم بأحداثه
لم تكن ابدا مشاهدة الافلام من هوايتي..
لكن ناصر بدى عليه انه مدمن افلام
لا يَفرق عن عمتي في ذلك..

لا ادري كيف بدت لي بعض المشاهد مؤثرة
رغم انها كانت عادية جدا....
كيف تمت عملية نقل قلب زوجته لفتاه اخرى....
و ردة فعل من حولها لنجاح العملية...

كان كل مشهد في الفيلم يعود بذاكرتي لايام مضت....
حاولت تجاهلها.....

ولكن هل كل هذه الاحداث تحدث في الواقع....
هل للبطل ان يعشق الفتاة التي تحمل قلب زوجته دون ان يعلم انها هي من تم التبرع لها بالقلب....

كم هو امر خيالي.....
ليس هو من عشقها..
حتى الحيوانات التي تراعهم زوجته سابقا...
تعلقوا بهذه الفتاة....


كانت مندمجة مع احداث الفيلم

في حين انا اعيش عالمها..
نظراتها وملامحها وجهها التي تتغير مع احداث الفيلم...
كانت متفاعله معه كثيرا...


لم احب الافلام الرومانسية يوما
ولكن شعرت ان قد هذا ما تحبه
ويجعلها تستمتع بالجلوس معي
وان كان لغرض اخر...

كنت ارى ارتباكها
عند اي مشهد يجمع البطل مع البطله.....

تتهرب من النظر الي....

حتى كانت نهاية الفيلم......
ولانه فيلم رومانسي لابد للبطل ان يتزوج البطلة.....
اعتدلت في جلستها
وكأنها تهم بالانصراف...
كنت ارغب ان نبقى مع بعض اكثر....
ففاجأتها بسؤالي...
*(( هل اعجبك الفيلم...))
(( نعم...فكرته بسيطة لكن ادائهما معبّر جدا...))
*(( تعتقدين احبها لانها تملك قلب زوجته؟؟؟ ام لشخصها هي...))
صارت تتحدث بعفوية...
(( قصه ليس لها ان تحدث الا في الخيال..كيف تجذبه هي بالذات ...فقط لأنها تحمل قلب زوجته.؟؟؟..))
*(( وقد تكون الفرصة جمعتهما....))
(( الظروف ساعدتهما لا غير....))
* (( لكن قلبه دله عليها..الا ترين ذلك...؟؟))
(( خيالات المؤلف...))
*(( الحب ليس خيال..انما حقيقة...))
التفتت اليّ بحركة سريعه....
(( الحب خدعه.... يخترعها من يرد ان يصل لغايته..))
تحركت من مكانها...
وقفتُ حينها مواجه لها....
(( لم نكمل حديثنا...))
بدت متوترة...
((ليس لدي ما اقوله ))
امسكت ذراعها (( ولكن لدي ما اقوله لك....))
حولت نظرها لقبضة يدي..
(( ابعد يدك عني... لا اتحملها...))
لم ابعد يدي عنها
بل شددتها لي....
(( لا تقولي خدعه..الحب لم يكن ابداً خدعه...))
(( وما ادراك انت؟؟؟؟))
قالتها بلهجة غريبه
شئ من الاستهزاء بين طياتها...
قربتها اكثر مني...
وانا قابض على ساعدها..وكتفها قريب من صدري....
(( تضنين انك كنت اخدعك؟؟؟؟ الهذا لم تقبلي خاتم الزواج مني..؟؟))
لحظتها رفعت نظرها الي..
نظرات حاده..
قاسية
موجعه ومؤلم لي...
صدرها يرتفع ويهبط...
بدت تتنفس بصعوبة...
(( لا تفكر للحظة انك سترى الخاتم في اصبعي....))
واكملت (( ثم كيف تقول انك لم تخدعني....كل ما فعلته لم تخدعني....سلبت عفتي ولم تخدعني.؟؟؟ رحلت وتركتني مع مصيبتي وانا معاقه مقعده....ولم تخدعني....))
نبرة صوتها كانت مرتفعه....
كتمت انفعالي,,,
وهمست لها
(( نعم...كل هذا حدث... لكن صدقيني لم اخدعك..... ))
وهي تبتعد عني..
(( وماذا يعني ان تتركني ملوثه بخطيئتنا...))
كلماتها كانت كخناجر في صدري....
تخترق قلبي
تدميه بعمق....
(( لم هذا التعبير القاسي...نورس انت انقى من هذه الكلمات.....))
اقتربت لحظتها
ودموع تترقرق في عينها
(( انقى.. عن اي نقاء تتحدث؟؟؟؟))
(( النقاء الذي المحه في عينك..واراه في كل لفتاتك..لست انا فقط..كل من يعرفك يشهد بذلك....))
(( لانهم لا يعرفون نورس الحقيقية..نورس التي دنست نفسها بدل ان تحافظ على اغلى ما تملك...
نورس انسانه لا تستحق تضحية عمتها ولا محبة عمها وابنائه الذين لو علموا بحقيقتها لقتلوها..لقتلوا نورس....))
اخذت نفسا عميقا وواصلت كلماتها...
(( تعلم كم عدد من تقدموا لي...
وانا اخترع الاسباب لرفضهم....
تصور لو لم التقيك...ما قد يحدث بي...))
(( لابد اننا سنلتقي...))
(( كيف وانت تعيش حياتك..وتاركني بخطيئتي اتوجع وحدي...))
ودون وعي مني...
شددتها الي من ذراعيها
وصرخت فيها..
(( نورس....هل تتلذين وانت تعطين نفسك هذه الصفات؟؟؟
تعاقبين نفسك؟؟؟ هل هذا يريحك؟؟؟ يخفف من وجعك؟؟؟ ام يزيد من قهرك وألمك؟؟؟؟
اجيبيني انت الان؟؟؟))

كانت تبكي...
ضممت وجهها بكفي...
(( لا تبكي نورس...))
ابتعدت عني قليلاً
(( لا تريدني ان ابكي و ان اواجه نفسي بحقيقتي...))
(( الحقيقة تختلف عن ما تصفين نفسك به..... لم ارى من هي اروع منك في كل شئ...))
(( اذاً لم فعلت ذلك وهربت عني؟؟؟))
وبدون وعي مني...
صرخت فيها...
(( لم اهرب..صدقيني لم اهرب...))
وكأنها تهمس لي...
((اذا ..ماذا تسمي ماحدث...؟؟))
(( انك لا تعلمين ما حدث معي...))
وبهدؤ اكثر...
(( ماذا حدث؟؟؟ قل لي..تكلم...))
تركتها ..ابتعدت عنها...((لا يهم ان تعرفي الان....كل شئ حدث وانتهى..وما اريدك ان تعرفيه....انك بعيده عن كل الصفات التي تتلذذين بتعذيب روحك وانت تصفين نفسك بها))
كانت مصره على سؤالها....(( لم لا تريد ان تقول ما حدث بعد تلك الليله...))
(( ومقابل ذلك؟؟؟؟ ))
(( ماذا تعني؟؟؟))
(( رفضت خاتم الزواج..اي انك مصرة على شرط الانفصال....
فهل يعني لك شئ تبريري لما فعلته في الماضي... ام انه سيكون مجرد حديث؟؟؟))

رفعت نظرها لي
كنت المح نظرات غريبه
لمعة لم اعدها في بريق عينها
التي طالما عشقتها
(( ناصر... هل تعني ان لديك اسباب لهجرك لي؟؟؟))
كانت قد هدأت قليلا....
اقتربت منها...
وانا امرر راحة يدي على شعرها
(( لم اتعمد جرحك او اذائك...
الظروف اجبرتني
اجبرتني ان اتركك بوقت لابد ان اكون بجانبك...))

كانت تنتظر منه ان يكمل حديثه
لكنه لم يفعل
(( تكلم ناصر...))
رسم ابتسامة على شفته...
(( للمرة الثانية تناديني بأسمي خلال لحظات....))
وأكمل...
(( ما تريدين معرفته احداث قاسية مررت بها...
اعلم انها ليست اقسى مما تحملينه بداخلك من حزن...
ولكن ... هل لي ان اطلب منك ان تنتظري....))
(( لماذا؟؟؟))
(( لست مستعدا للحديث فيها الان...
اعدك بأن اخبرك...
في الوقت المناسب...))








الشاطئ الــ 41
الموجة الثالثة



كانت مواجهه صعبة
لم يستعدا لها ابدا
لم يرتبا الحديث الذي لابد ان يدور بينهما
كانت قد باحت له بكل وجعها
لكنها ابدا لم تكن قادرة على استفزازه
لينطق
ليبرر موقفه
هذه الحقيقه
كانت تنتظر منه ان يبرر لها ما فعله
ان يدافع عن نفسه
ان يعتذر
لكنه ابدا لم يفعل
اكتفى بالدفاع عنها هي...
يبرر تصرفاتها ...
يُحسن من صورتها في عينها...
كان يمنعها ان تتلفظ امامه بصفات سيئة تنسبها لها
خارجة من اعماق روحها

لم تبوح بها يوما لنفسها
والان تصرخ بها في وجهه

كانت تسفزه بهذه الكلمات
ليدافع عن صورتها في عينه
لكنه .....
لمــ يتحدث عن نفسه.....
هل حقا هناك شئ حدث
يبرر هروبه عنها....
ام انها اختلقت امرا وصدقته...
لتعطيه مبررات لموقفه معها..

كانت تدافع عنه امام نفسها....
حاولت وحاولت ان تجعله يتحدث لكنه لم يفعل...
انه ينتظر وقتا مناسبا
لاتدري ما يعني بالضبط
لكنه وعدها ان يفعل


بدى الم جديد يخترق داخلي

ألم لم انتبه له الا بعد هذا الجفا الذي اعتدنا عليه....
هل قدري ان اتحول من ألمــ الى اخر؟؟؟

من ألـــمــ فراق اسرتي
الى ألمـــ خطيئة وقعت بها دون انتبه لنفسيــ

ومن ألمـــ سر اخشى ان ينفضح....
الى ألـــمـ ايام اقضيها مع جلادي....

ألمـــ هذه الايام قاسيه علي....
الم نابع عن قارا صعب
النفصال ام الاستمرار معه
لم اتصور يوما ان اجد حلا لاحفظ سمعتي من ما ارتكبته في الماضي
الا مع جلادي....
مع ناصر....
والان يا نورس....
ليس لديك ما تخشينه....
لك ان تعيشي حياتك....
ماالذي يمزق فرحتك.....
احاول ان اجد جوابا لهذه الاسئله
لكني ابدا لم استطع.....

وقرار الانفصال بات يلوح امام ناظري...
ماذا انتظر....
هل اصدق ما قاله لي؟؟؟
هل انتظر منه ان يخبرني عن كل ما اجهله
وما هي الامور القاسية التي تحدث عنها؟؟؟

وهل هذا سيبعد قرار الانفصال عن تفكيري؟؟؟
كان هذا شرطه ليخبرني بكل شئ؟؟؟


كانت لدي افكار احاول ان ارتبها....

انهي دراسة البكالوريوس..
واقدم لدراسة الماجيستير في الخارج...
ارحل بعيدا....
لعالم لا يعرفني فيه احد..
اعتمد على نفسي....
انال شهادتي...

وبعدها..اعود....
اعود لمن؟؟؟؟
عمتي باتت عائلة تلمها
وعمي لديه التزاماته.....

علي ان افكر جيدا في كل قراره اعتمده

هل ابقى معه...اجد مبرر لكل تصرفاته معي سابقا؟؟؟
ام اترك كل شئ خلفي
واسافر..لاكمال الدراسه
اما ما بعد الدراسة وقتها يمكن ان يمهد الله سبحانه وتعالى لي الطريق...

لا ادري لم خَطَرَ ببالي هذه الفكرة.....
فكرة الزواج
فليس للفتاة الا الزواج....
هل لي ان ارتبط بغيره بعد انفصالي عنه؟؟؟

فكرة بدت غريبه..
بقيت لحظات طويله احاول ان استوعبها...

انفصالي عنه نهاية ما بيننا..
ولي ان اعيش بعدها حياتي كأي فتاة....

ترقرقت دموعي لحظتها.....
هل فعلا الانفصال هو النهاية؟؟؟؟
هل سأنسى كل هذا؟؟؟؟
لطالما ظننت ان خلاصي من هذه المشكلة ينهي كل الامي...
لكني اكتشفت اني لست على صواب....
هناك جرح بداخلي...
لا يندمل ابداً

الشاطئ ال 52
الموجة الرابعه

في زاوية من هذا العالم الصغير.......
وفي بكرة الصباح......
التي تتلون فيه كل الكائنات.....
الا حياتي بلا لون ...
بلا طعم...
و ما يجعل انفاسي متواصله هي جدتي....
جدتي هذه السيدة الرائعه بنظري...
الام الحنون....
بوقت مرمية ببيت كبير لا احد معها....
ولا احد يزورها...
لا ابناء ولا احفاد...
ولكنها...
لا تكف عن السؤال عنهم....
وتبدأمن الصباح الباكر....
بعد الافطار مباشرة...
تنادي الخادمة..
وتطلب منها الاتصال بأحد ابنائها او احفادها...
وكل يوم اتصال لاحدهم....
وان اجاب على مكالمتها.... التي لا تطول كثيرا....
تنتهي عادة بوعد الزيارة لكن....
لا اجد احد يزورها..
حتى والدي....
مرات قليلة خلال الايام التي جلستها معها.....
لم اشعر في هذا البلد ما يشعرني بأني انتمي له...
ولم احبها الا هي.....
لم اجد في والدتي ما وجدته بها....
تدقق بكل شئ....
خاصة اوقات الصلاة.....
وكم يضحكني... شكلها وهي تتسلل لغرفتي عند صلاة الفجر لتتأكد اني اؤدي الصلاة....
وكثيرا ما تحادثني بأمور لا افهمها...
وعن اشخاص لا اعرفهم....
لهجتها صعبه علي..
لكني صرت استوعب شئ مما تقوله....
احب الجلوس معها...
من بعد ان كنت احبس نفسي في غرفتي...
وهي كذلك تعلقت بي....
كانت تماطل في ادويتها..
لكني اصبحت انا من يتابع معها مواعيد الدواء....
وطلال....
بقي على اتصال معي
مان ارسلت له رقمي الجديد
حتى صار يتصل علي دائما
بدى مرتاح كثيرا لوجودي مع جدتي
شعرت به مطمئنا علي
ولكني قلقه عليه
نبرة صوته تدل على ضيق يعيشه
ولكنه يرفض الحديث فيه
حاولت معه
ينكر ذلك ويبرر ضيقه ببعدي عنه
(( قريبا سأكون معك....لأخطفك كما وعدتك....))
((عند الشدائد تعرف الرجال))
(( ماذا؟؟ماذا؟؟؟))
(( اعتقد انك سمعت ما قلت....))
(( ومن اين تعلمت هذا المثل؟؟؟))
(( من جدتي ....))
(( ما اروعها.....))
(( من؟؟؟جدتي؟؟؟))
(( لا امثالك....))
منذ زمن لم اسمع ضحكاته
لقد ضحك كثيرا على اسلوبي في الحديث معه
كان يقول لي صرت اتحدث كما الكبيرات في السن
ربما لأني تأثرت كثيرا بجدتي...
جدتي التي احببتها اكثر من اي شئ في هذا البلد

انهيت مكالمتي معه
جدتي تناديني..
ربما تريدني ان اعطيها الدواء...
كم اسعد بمساعدتها
وكما تقول لي دائما
(( لم احب الالتزام بدوائي الا من يدك يا جميله...))
اعتادت ان تناديني جميله لان اسم جلنار بدى صعب عليها
(( كيف سأعتاد على غيابك بعد الان؟؟؟))
تعجبت من كلامها
كما انها لمحت استغرابي من نظراتي نحوها
حتى كانت كلماتها كالصاعقة
(( ابن عم والدك سعد ... علم بقدومك وطلب من والدك الزواج منك...))
لحظتها لم اتمالك نفسي....
صرخت بأعلى صوتي...
(( لا اريد.... لست لعبة بيده يأتي بي الى هنا ليرمي بي في هذا المنزل الكئيب ويقرر زواجي من شخص لا اعرفه...))
تفاجأت بكلامي..
صمتت لم تتكلم..
لم تعلق...
لكني اعلم انها ستخبر والدي.....
بعد دقائق كان اتصالي مع طلال....
و هذه المرة كانت المكالمة مختلفة...
(( ان كنت فعلا تريدني زوجة.... تعال بسرعه وخذني من هنا.....))



الشاطئ الــ 52
الموجة الخامسة



وفي مساء اليوم نفسه.............................................. .............
(( تفهم ما اقول ....عبدالله...جلنار سيزوجها والدها.... كيف تريدني ان انتظر؟؟؟؟))
(( هل ستذهب لها لوحدك؟؟؟))
(( وان فعلت....))
(( يستحيل ان يقبل والدها خطبتك لها وانت بدون اهلك....))
(( ليس لدي حل....))
كان طلال يحادث اخيه بعصبية...
وهو يضع ملابسه بشكل عشوائي في حقيبه صغيرة....
دون ان يلتفت له...
(( بعد منتصف الليل رحلتي...سأكون هناك الفجر....وفي الصباح التقي بوالدها...))
(( وان رفض؟؟؟))
جمد طلال فقط نظراته المرعوبه باتجاه عبدالله...
وبالكاد اخذ نفس... وهو يسحب حقيبته...
(( اخذها الى بريطانيا ونتزوج هناك؟؟))
(( طلال؟؟؟؟ تريد ان تهرب معها؟؟؟))
(( كما تريد ان تسميه....لكني لن اتركها....))
شعر عبدالله انه غير قادر على اقناع طلال ابدا.....
تركه وقصد غرفته....
واخذه التفكير ان يخبر عمته....
ولكن...ماقد تفعل عمته..والامر ازاد صعوبة....
طلال سيخطبها من والدها وشئ طبيعي انه سيرفض....
وبهذا سيتصرف بجنون ويهرب معها...
عمته حامل ولن تتحمل كل هذه الامور....
ولم يجده الا هو.......................................
(( ناصر... طلال سيسافر الليله الى جلنار....))
لم يستطع ان يعطي ناصر حلا لعبدالله.... الا انه طلب منه ان ياتي له للمنزل...
ليعالجا الامر معا...

خلال عشرون دقيقه............................................. ..........
كان عبدالله امام مدخل منزل ناصر.....
استقبله ناصر....
ودخل معه الصاله....
بدأ ان الحديث نفسه والعبارات نفسها..
ليس هناك من يتنازل العم فهد او طلال...
وفي المقابل الفتاة في بلدها تستنجد بطلال قبل ان يزوجها والدها...

المشكلة باتت في سفر طلال الان....
كيف سيتصرف...وضعه النفسي لن يحتمل رفض والدها الاكيد....
حتى كان قرار ناصر....
(( انا سأسافر معه...))
(( تسافر معه؟؟؟))
(( على الاقل لنطمئن عليه هناك ونتحكم في تصرفاته...))
لم يجد عبدالله ما يقوله لناصر.....
لحظات واتصل ناصر بمكتب السفريات...
الا انه لم يجد حجزا الا في اليوم التالي....
عبدالله...(( من المفترض انا من يسافر...ولكن دوامي الجديد قد بدأ ومن الصعب ان اتغيب...))
ناصر...(( لا تحمل هماً... انا هنا مثل اخيك.... ))
عجز لسان عبدالله عن الحديث امام ناصر....
لا يجد كلمات الشكر التي يستحقها
وكم يرى ابنة عمه محظوظه به
محظوظة كثيرا ان يكون زوجها بهذه النخوة....

غادر عبدالله المكان...
وكل تفكيره مع احداث اليوم المفاجأة
وما قد تكون ردة فعل والده لو علم بما حدث...
وبسفر طلال...
صعد سيارته...
وكل هذه الافكار تتزاحم في رأسه...
حتى انتبه لصوت تنبيه من سيارة خلفه...
وفي اللحظة الاخيرة ...
توقف... نظر للمراة الامامية...
شعرة تفصله عن السيارة التي خلفه...
نزل بسرعه....
بدى مشتت الافكار فعلا...
ولم يميز السيارة ولا صاحبة السيارة
وقف مكانه وهو ينظر اليها يريد ان يستوعب ما يرى...
كانت تتقدم نحوه..
بابتسامة على شفتيها الصغيرة....
(( عبدالله؟؟؟ مابك؟؟))
لايدري ما عليه قوله
كان في صدمة من اخيه طلال
والان صدمة اخرى بمظهر هذه الفتاة التي امامه...
ذات الوشاح الحريري...
ادرك موقفه ونطق اخيرا
(( اسف..كدت اصدمك...لم انتبه....كنت......))
وبلع باقي الكلمات
وهو ينظر اليها...
بدت مرتبكة او خجله
لاول مرة تمر بهذا الشعور..
لم تخجل يوما من شاب او من نظراته او حديثه...
لكن هذا الشاب يختلف عن الجميع...
(( ادخلي.... لا تبقي واقفه في الخارج...))
اومأت برأسها....
وهي تبتسم...
دخلت المنزل...
ومن فرط سعادتها
شعرت بنفسها تطير..لا تسير على الارض....
كان ناصر يحادث نورس في الصاله...
حيتهم بصوت عالي...
فقط التفتا لها...
فيما نورس ابتسمت لها..
عاد ناصر بنظره الى نورس...
(( زينة معك.... ))
والتفت الى زينة...
(( زينة سأسافر لمدة يومين فقط واعود....ابقي مع نورس...))
لم ينتظر منها تعليقا...
غادر المكان بسرعه...
فيما اتجهت لها نورس...
(( زيون...ماذا ارى؟؟))
وهي تبدي عدم الاهتمام...
(( ماذا ترين؟؟؟ وشاح يغطي شعري...الا يعجبك...))
(( تبدين رائعه....))
وبدلال....
(( احضره عبدالله هدية لي..))
(( عبدالله؟؟؟؟))
(( نعم عبدالله...مابك مستغربة....))
(( فقط استغرب تصرفه لا اعتقد انه يحب مجاملة الفتيات...))
(( لكني اختلف عن كل الفتيات...))
(( ماذا تعنين؟؟؟))
(( لم تريه كيف كان ينظر الي.....قبل دقائق..))
(( وماذا قال لك؟؟))
(( لا شئ.... بصوت عالي طلب مني ان ادخل المنزل....))
ضحكت نورس بصوت عالي
هذا عبدالله الذي اعرفه...
وليس صاحب الهدايا....
لحظتها كان رنين جوال زينة....
امسك جوالها...
وغابت نظراتها في الشاشة...
(( زيونه من المتصل..))
ببرود...
(( ليس اتصال انها رساله من عبدالله.....))
اعطت زينة الجهاز الى نورس...
لتقرأ الرساله...
(( رائعه انت بزينة شعرك الجديدة.....))
اعطت نورس الجهاز الى زينة...
(( زينة عبدالله لا يعرف في قصص الحب.... اعتقد انه سيحدثك ليطلب ان يكون كل شئ رسميا...))
ضمت زينة كفيها ببعض...
(( صحيح ما تقولين... تتوقعين ذلك؟؟؟؟))
(( هذا ما اعرفه عن عبدالله.... ان كان يحمل لك مشاعر خاصة..فأتوقع ان يفعلها...))
قطع حديثهما رنين جوال مرة اخرى...
غمزت لها زينة...
(( اعتقد ان هناك عاشق اخر ينتظر حبيبته...))
وهي تتظاهر بالامبالاه...
فتحت الرساله...
رساله ناصر وهل غيره ...
(( هل تقبلين دعوتي على العشاء الليله ...بدون اصطحاب الفضولية التي بجانبك...))

نهـــــاية الشاطئ الــ 52



yassmin 11-11-10 04:30 PM




الشاطئ الــ 53
الموجة الاولى....
(( هل تقبلين دعوتي على العشاء الليله ...بدون اصطحاب الفضولية التي بجانبك...))
بجمود كنت انظر لكلماته في الشاشة...
وبحركة سريعه...
مدت يدها لتسحب الجهاز...
وتسرق كلمات الرساله بنظرات سريعه...
لم تكن لدي اي ردة فعل....
بقيت مكاني...
بعد ان وضعت زينة الجهاز في كفي واتجهت ناحية السلم...
وبصوت عالي.... وكأنها تحادث عمها
(( اطمئن .... الفضولية مرهقة وستدخل غرفتها حالا...))
حينها تحركت ناحيتها...
وشددتها من ذراعها...
وقبل ان انطق...
سمعته يرد عليها...
(( سمعتك.... واتمنى ان تفعليها دون ان تزعجينا...))
كنت تائهه بين مزاحهما....
صعدت زينة السلم..
وانا خلفها بتردد...
لابد انه واقف عند طرف السلم والا كيف سمع صوت زينة...
وفعلا...
كان واقفا ينظر الى زينه...
وهي تتظاهر بالزعل...
وتهم بدخول غرفتها...
فيما انا بارتباك...
اعد خطواتي...
(( انتظرك نونو....))
التفت اليه....
(( نذهب الان؟؟؟))
(( اعتقد ان الوقت مناسب...))
(( اعني ان غدا ستسافر ولابد ان ترتااح...))
اقترب مني..
اقترب كثيرا
حتى اني كتمت انفاسي...
وهو يلاعب خصلات شعري...
(( سأكون مرتاح اكثر وانا معك ...))
لم اعلق على كلامه اسرعت نحو غرفتي...
(( انتظرك...))
دخلت الغرفة وعقلي ليس معي...
فتحت الخزانه..
وجلست على طرف السرير
لست اعرف ما علي ان البس وما علي ان افعل معه
فهذه المرة الاولى التي يدعوني فيها...لطالما انشغل كلانا بالدراسة والعمل
لا اعلم كم مضى من الوقت وانا بوضعي هذا..
حتى سمعا طرق الباب...
فُتِحَ بعدها...
(( نونو انتظرك....))
التفت اليه ببرود لم اجبه
فقط انظر اليه
بعد ان اخترقت رائحة عطره انفاسي
قبل ان تطبع صورته في مقلة عيني...
ادركته امامي
بكامل اناقته
بثوبه الناصع البياض..
اقترب مني وهو يحرك نظارته الطبية ذات الاطار الابيض بطرف اصبعه
(( نونو...مابكِ؟؟))
لم اجبه...
وكأني بلعت لساني...
جلس قريب مني ووضعه ذراعه على كتفي...
وهمس لي...
(( لابد انك سمعت حديث عبدالله...))
واكمل...
(( طلال سافر بدون تفكير الى الفتاة التي يحبها...لم يفكر بعواقب الامور...))
اومأت برأسي
اشارة الى اني اعلم بذلك
ابتسم لي..
(( هل ترين تصرفه مجنون؟؟))
وبالكاد ارتبطت الحروف ببعضها
((ربما يكون جنون..وجلنار هي المحظوظه بهذا الجنون.))
(( ولستِ اقل حظ منها.....))
التفت اليه بحركة سريعه
لم افهم ما يعني...
قرب كفه من ذقني..
وهو يبتسم لي...
(( اصابني الجنون نفسه...
وانا اسمع اسمك...))
فتحت عيني اقصاها...
لا ادري عن ماذا يتكلم
واكمل...والابتسامه واضحه اكثر على محياه
(( ردة فعلك ليلة زفافي من سمر..واضحة في تسجيل الفيديو...))
لم اصدق ما يقول...
(( انا؟؟؟؟؟؟؟))
(( نعم انتِ... لم اصدق ..الا ان المعلومات التي ذكرتها سمر اكدت لي ان الفتاة هي نورس الحلم الذي عشته في المانيا...))
ودون تفكير اخذت قراري بالعودة))
والعمل في الجامعه التي تدرسين بها
وتدريس المقرر نفسه التي تدرسينه
ضاربا بعرض الحائط اصرار زوجتي و رفضها العودة
لأتركها مع والدها))

اقترب مني اكثر واخذ يهمس لي...
(( هذا احد اسراري..قد بحته لك ...
حتى تعلمي ماذا تعنين لــ ناصر قبل ان يتزوجك...))
تحرك من مكانه بعدها
وانا باقية على صمتي
وما ان اقترب من الباب
(( نونو ستبدين رائعه بالعباءة....))
صرت اتحرك في الغرفه دون وعي او ادراك
وافكار كثيرة تجول في عقلي
ولكن ليس وقته
لابد ان اجهز الان



الشاطئ الــ 53
الموجة الثانية....



بعد صمت طوال الطريق
وصلنا لاحد المطاعم الايطالية المعروفه
وكما طلب مني.... لبست عبائتي.... ووشاح اسود....
وهو بثوبه الناصع البياض والشماغ الذي يزيد اناقته...
كنت اراه في منتهى الاناقه
حينها....
اصطحبني لداخل
وهو ممسك بكفي
لاول مرة يفعلها
ولاول مرة لم اعترض على ملامسته لي...
(( هل سبق ان اكلت هنا؟؟....))
(( لا.... ))
لحظات واستقبلنا العامل..
اختار ناصر زاوية مغلقه...
(( ما رايك؟؟؟ ام تريدين مكان مفتوح...))
(( هذا افضل....))
اخذت مكاني مقابل له...
كان الهدؤ واضح عليه
بدى مرتاحا
فيما انا قلقه لا اعرف لماذا...
حتى اني لم افكر في اختيار الاطباق
طلبت منه ان يفعل بدل مني...
كنت صامته فيما بدأ يختلق الحديث..
من موضوع لاخر...
ديكور المطعم... زياراته له في اكثر من دوله..
وانا باقيه على صمتي..
(( نونو لم انت صامته..))
(( ليس لدي ما اقوله...))
(( طبعك... تلتزمين الصمت دائما..لم تتغيري...))
كان ينظري الي وابتسامته المعهودة على محياه
ابتسامه لم تسحب مني الكلام..
جعلتني ابتسم فقط..
غمز لي حينها
(( واخيرا رأينا ابتسامتك...))
قطع حديثه دخول العاملة...
وضع مجموعه اطباق
وعادت ادراجها
بدى شكل الاكل مقبولا بعض الشئ...
قربها مني...
(( سيعجبك ذوقي.. ))
شرعت في تناول الطعام..
وهو كذلك...
فعلا...
اعجبني الاكل...
ونسيت ارتباكي وقلقي...
حتى,,,
حتى انتبهت له...
وهو يمسح ثوبه بالمنديل
واضح انه اتسخ بشئ من الصلصة
(( نونو هل هناك اثر لصلصة على الثوب؟؟))
وهو مازال يمرر المنديل على الثوب,,,
(( لن تزول بالمنديل.....لدي معقم...))

كنت منهمك مع هذه البقعه اللعينه على الثوب....
حتى رأيتها تتحرك من مكانها باتجاهي...
وفي يدها زجاجة معقم صغيرة...
جلست بجانبي..
وضعت شئ من المعقم في المنديل..
واخذت تمسح البقعه...
(( تعلمت هذا من صديقتي...لذا احمله دائما معي..))
واكملت...
(( انظر..ليس لها اثر واضح....))
كانت راحة كفها مازالت على صدره...
وقبل ان ترفعها
وضع كفه على كفها
لحظتها فقط انتبهت نورس لوضعها معه
كانت تشعر بدقات قلبه
رفعت نظرها اليه
كاد يأكلها بعينيه
حاولت ان تسحب يدها من اخطبوط كفه
لكنها لم تقوى
وربما لم ترغب
بقيت على حالها
وقد خملت كل عضلات جسدها
(( هل تخشين قربي...))

قرب سبابته من شفتيها...
اربكتها الحركة اكثر...
وبحروف ترجف..
(( ارجوك ...ناا صر...))
وصار يحرك سبابته بحركة شفتيها
وبحركة سريعه
امسكت بمعصمه وابعدت كفه عنها
كفه التي بقيت قريبه من كتفها
في حين هو يلحظ ارباكها
كان يرى خوفها من ان تضعف امامه
مرر اصابعه على خدها
فيما ذراعه الاخرى على خصرها
(( نونو...اهدئي...))
ودون اي مقاومة منها
بل انها القت بكل اسلحتها امامه
تشعر انها لا تقوى على الحركة
لا انها لا ترغب ان تبتعد عنه
كم تحتاج لحظن يضمها
يعزلها عن الامها وكوابيسها
حظن يكون من حقها
دون ان تشعر انه ثقل مُلزم به
وها هو امامها
زوجها هي فقط
يريد قربها اكثر منها
يحاول ان يجذبها اليه بكل الطرق
لاول مرة تقاوم عنادها
و تستسلم له
افاقت بعدها...
وما كانت ردة فعلها سوى
انها غربت بوجهها عنه..
وهي تدخل قصاصات شعرها تحت الوشاح...
(( اريد ان اعود...))
(( كما تريدين...))
كانت تتبعه..
ومازالت انفاسه بصدرها..
ولمساته على شفتيها...
لم تشعر بمن حولها..
فقط تتبع خطواته..
حتى............................
لمحته قد توقف
مجموعه من الشباب والفتيات....
رحب بهم
وانصرفوا الا واحده
كانت تحادثه
قريبه منه...
قريبه جدا...
لم تلمحها جيدا...
اقتربت نورس نحوهما...
وكانت المفاجأة انها سمر....
نعم لابد انها هي...
ولكن بدت مختلفه بعض الشئ...
بدت اكثر اسمرارا...
وشعرها مجعد...
فهي بدون حجاب...
رفعت سمر نظرها نحو نورس وابتسمت....
لحظتها....
التفت ناصر خلفه...
واشار لنورس..
(( نونو حبيبتي ...لم انت واقفة بعيدا...))
ما ان اقتربت اكثر..
حتى احاط بذراعه على خصرها....
وهو يرسم ابتسامة صفراء وكأنه يودع سمر....
تقدما معا...
لتصبح سمر خلفهما...
في حين هو يقرب شفتيه من اذن زوجته وكأنه يهمس لها
(( اريدك دائما بجانبي..لا تسيري خلفي...فأنت نصفي الثاني...))
حدث كل هذا بسرعه
كانا بعدها في السيارة...
وهي صامته
ولكن لا تقوى على اخفاء ما بداخلها عن نفسها على الاقل
في ماذا كانا يتحادثان؟؟؟
بودها ان تسأله...
لكنها لم تجرأ على ذلك...
حتى بدأ هو الحديث...
(( لم اتوقع لقائها ابدا...))
(( سمر؟؟))
(( نعم....))
(( لم اعرفها في بادئ الامر...))
(( معقول؟؟؟))
(( بدت مختلفه ...))
(( ربما... لكنها تحب ان تضع هذا المكياج الذي يزيد من اسمرارها...
واكمالا للمظهر لابد ان تجعد شعرها...))
(( اعني انها بدون حجاب...))
(( سمر؟؟؟؟ ليست متحجبة... ربما هنا فقط ترتدي ما يغطي شئ من شعرها..ولكن في بريطانيا لا ترتديه ابدا..))
كانت تسمعه
وهو مسترسل في الحديث عنها
ربما انتبه لنفسه..
عندما التزمت نورس الصمت
(( اسف...اسف ان ضايقتك بحديثي...))
ودون ان تنظر اليه..
(( لا داعي للحديث عنها في غيابها...))
التفت لها وهو يبتسم
دون ان يعلق...
وصلا المنزل...
ولكن..
مازال شئ في صدرها
يجول بقسوة...
يحرك مشاعر غريبه
مشاعر تخلصت منها منذ فترة والان تعود اليها من جديد
وقبل ان تنصرف لغرفتها....
التفتت اليه
وبجرأة لم تعدها منه
(( بماذا كانت تحدثك سمر ؟؟؟))
تفاجأ من كلماتها...
ابقى كفه على مقبض الباب وهو ينظر اليها
حتى استوعب ما تعني بقولها
تحرك باتجاهها
وهو يقترب منها
اقترب كثيرا
حتى كاد يلتصق بها
وهو يهمس لها...
(( لا شئ مهم....))
ادركت وضعها معه
ولابد ان موقفها واضح بالنسبة لها..
تسللت من امامه
نحو غرفتها
ولكنها سبقها في الدخول قبل ان تغلق الباب
(( لم تسالين نونو؟؟))
(( مجرد سؤال...))
وهو يقترب اكثر
((فقط؟؟))
وهي تحاول ان تنسحب من جانبه
(( ابتعد عني...))
اقترب منها اكثر ضايقها في الحركة
(( تغارين منها لانها فقط حدثتني...))
وهي تبعد نظرها عنه
(( لا يهمني...))
همس لها حينها
(( بلى يهمك...فأنا زوجك .. لابد ان تغارين من فتاة جميله تحادثني..))
التفتت اليه بعصبية...
(( لا يهمني تفهم... وان كلمتها... لا تنسى انكما عشتما كزوجين.... هل سأغار الان لانك حدثتها))
(( وهل يعني لك شيئا اننا عشنا معا؟؟؟))
نظرت اليه بحده...
وهي تضغط على اسنانها
لم تشعر بانه يحاول ان يستفزها
فقدت اعصابها
لترفع من نبرة صوتها
(( لم تهمني يوما...))
شدها من ذراعها...
ليقربها منه...
وهو يهمس لها..
(( عشت معها شهور..شهور كنت اخونها فيها كل يوم...))
كانت كلمة الخيانه مرعبه بالنسبة لها
بدت رجفه في كفها وهو تبتعد عنه...
وعينها في عينيه
عاد وشدها له من جديد..
(( نعم...كنت اخونها بتفكيري... كنت معها جسدا فقط..وعقلي معك....
طالما قارنتها بفتاة التقيت بها من سنوات وهي من تمنيتها زوجة لي..))

لم تتحمل كلماته...
شئ جديد تكتشفه خلال لحظات فقط...
وقد وعدها ان يعلمها بسبب هجرانه لها
لكنه واضح انه بدأ اعترافاته بالتسلسل...
وقريبا سيصرح بكل شئ...
تركها..
لم ترغب ان تظهر امامه مستسلمة لحديثه
اخذت نفسا عميقا ودون ان تنظر اليه
(( اخبرتك ان كل هذا لا يهمني...))
اقترب منها اكثر
وابتسامة على شفتيه
(( هل لي ان اودعك ... لأني سأخرج غدا مبكرا .. اذهب للجامعه اولا
ومنها للمطار...))
لم تقوى على الانسحاب من امامه
امال برأسه نحوها
وطبع قبلة على خدها
(( تصبحين على خير...))
لم تقوى حتى على رمش جفن عينيها...
جامدة مكانها
في حين هو يقابل ردة فعلها بابتسامة
حتى نبهها رنين الجوال
التفتت ناحية حقيبتها
وباستغراب وكأنها تحادث نفسها
وهي بالكاد تستطيع ان تسترجع انفاسها المكتومة
(( من المتصل هذا الوقت...))
كان يهم بالخروج الا انه تراجع
ووقف ينتظرها ان ترد
استغرابها من الاتصال اثار فضوله
وهي مازالت تحت تأثير ما فعله ناصر معها قبل لحظات
بالكاد خرجت الحروف من بين شفتيها
(( اهلا عمتي... لا..انا مستيقظة.... ناصر كذلك ...هو معي....))
لم تستطع الحديث اكثر
نظرت اليه
وهي تمد يدها بالجهاز ناحيته
فهم ان عليه ان يحادث العمة فريدة
(( اهلا عمة كيف حالك؟؟؟))
(( انا بخير ... هل صحيح انك ستذهب الى طلال؟؟؟))
(( نعم عمة...))
(( لا اعرف كيف يفعلها طلال... وان ذهب وطلبها كيف يخطر ببالها انهم سيوافقون دون حضور اهله...))
(( لم كل هذا القلق عمة..انا سأتصرف...))
(( انا قلقه على طلال..لن يتحمل اي صدمة....لن يتحمل رفضهم وهذا امر مؤكد...))
(( لذا سأكون معه,,, اهتمي بصحتك...لا تحملي هماً....))
كانت تحدثني بقلق..ليس بقلق وانما برعب...
كل ما يهمها مشاعر طلال....
اي قلب تحمل هذه السيدة...
ولكي اهدأ من روعها...
(( عمتي فريدة ...اوعدك بأخبار تسرك خلال يومين....))
لحظتها تغيرت نبرة صوتها...
(( اسمح لي على ازعاجك....وانتبه لنفسك...))
انتهت المكالمة وعقلي مع هذه السيدة
وقلبها الكبير..
كانت نورس جالسه على طرف الكنبة ..
دون ان تلتفت الي ..
اتجهت اليها..
وضعت الجوال بجانبها..
ومحاولا مداعبتها..
ضغطت على خدها بطرف اصبعي..
(( من حقك ان تتدللي عليّ ان كانت هذه عمتك ولديها كل هذا الدلال لابناء اخوتها...))
نظرت اليّ بغضب...
كتمت ضحكتي وخرجت عنها...
لابد انها غضبت لاني وصفت عنادها معي بالدلال...
لكني احببته...
احببت دلالها...
الشئ الجديد الذي اكتشفته بها...



الشاطئ الــ 53
الموجة الثالثة....


انهيت عملي في الجامعه وبسرعه الى المطار
حيث كان عبدالله ينتظرني
حاولت ان اقلل من توتره
ووعدته كما وعدت عمته ان احل مشكلة طلال
لابد انهم يتسائلون عن سبب حماسي هذا لعلاج هذه المشكله
لايدرون ان من اجلها هي
من اجل نورس لي ان اقدم خدماتي لكل من تعزهم
علّها تشعر بالاطمئنان قليلا..
ساعات قليلة...
وكنت امام مخرج المطار انتظر سيارة اجرة
وانا احاول الاتصال بطلال
لكن جواله مغلق
مغلق منذ ان ترك بلده
وصلت للفندق
لحظتها كان اتصال من عبدالله ليطمئن علي
وبعدها اجريت اتصالي لها
(( نونو اعلم انك قلقه علي..انا بخير..لتو قد وصلت..))
لم تجد ما تجيبني به
شعرت بارتباكها من اسلوبي المازح في الحديث
بعدها كررت اتصالي الى طلال لكن...
مازال الجوال مغلقاً...
قررت بعدها ان اخذ قسطاً من الراحة...
واعاود الاتصال به...
فمؤكد انه سيحتاج ان يفتح جواله....



الشاطئ الــ 53
الموجة الرابعة....


لاول مرة ارى والدي بهذه الحالة
كان غاضبا
ويتكلم بصوت مرتفع
حتى اننا لم نستطع ان ننطق بحرف واحد
كل غضبه على ما فعله طلال
كما يقول
توقع ان يفكر مليّاً
ويدرك ان لا احد يستحق ان يفضله على اسرته
ولم يتوقع ان هذا اسلوب طلال
حاولت والدتي الحديث معه
لكنه لم يعطها فرصة ابدا
بدى مصدوما
لكنه في عمق ثورته
كانت عبارات غريبة المعنى
خاصة عندما قال
(( لم يستطع ان يستشيرنا.... ربما لحظتها نرشده لتصرف افضل مما فعله))
تبادلنا النظرات
انا وامي
واخي محمد التائه بيننا
هل كانت هناك فرصة لموافقة والدي
وقد ضيعها طلال بقرار سفره
لم نستطع ان نفعل شئ لحظتها
فليس لدينا ما نقوله او نفعله
حتى نفهم ما حدث مع طلال هناك
وكيف سارت الامور مع ناصر


الشاطئ الــ 53
الموجة الخامسة....
استيقظت بعد نوم ساعه لا اكثر
وقررت بعدها ان اتصل بطلال
ولكن من هاتف الغرفه
وفعلا
لحظتها...رن الجوال....
واجابني....
(( اهلا طلال....))
(( دكتور ناصر؟؟؟ من اين تحدثني...))
(( انا هنا.. من ساعتين فقط وصلت للفندق...))
(( هنا... اين؟؟؟))
(( طلال اين انت ؟؟ لابد ان نلتقي...))

اعطاني اسم الفندق...
وخلال دقائق جهزت..
وطلبت سيارة اجرة...
وذهبت الى حيث يقيم...
استقبلني ما ان دخلت بهو الاستقبال...
بدى شاحبا..
وكأنه لم ينم او يأكل منذ ايام...
(( ما بك طلال؟؟؟ ما سبب هذا الشحوب...))
اشار لي بالجلوس على احد الكراسي الموزعه في المكان...
(( طلال؟؟ ماذا حدث؟؟))
لحظتها..
وضع راحتي كفه على وجهه..
ولم يرغب ان ارى عينيه
عينيه التي بدت وكأنها حابسه دموع سنوات...
بقيت صامتا..
انتظر منه ان يقول اي شئ..
بعدها....
ابعد كفيه عن وجهه ودون ان ينظر اليّ...
(( قابلت والد جلنار.... رفض طلبي دون مقدمات.... رفض الحديث معي...))
كنت انظر اليه
وعقلي يقول له...
الم تعلم ان هذه نتيجة ما فعلته
وشئ متوقع ان يحدث
لايوجد سبب لمجرد ان يفكر بالامر حتى...
لكني... التزمت الصمت..
نظر اليّ..
(( ماذا علي ان افعل الان... هل اترك جلنار بعد كل هذا؟؟))
(( طلال..ما عليك فعله الان...
ان تذهب غرفتك... تستحم... وتحلق ذقنك
وترتدي لبس مناسب..بعدها اخبرك ما عليك فعله.))
وكأنه وجد طوق النجاة..
وبحركة مترددة..
تحرك مكانه...
وانا افكر كيف لي ان اساعده ونحن في بلد غريب...
غريب؟؟؟ لا ليس غريبا.... لطالما نأتي لزيارة ابو ماجد
صديق والدي قبل سنوات..
كنا نزوره سويا انا ووالدي...
وعُرف بكرمه وشيّم اخلاقه...
لحظتها..لمح بريق فكرة قد تساعدنا انا وطلال
ولكن قبلها...
لابد ان اعرف ظروف هذه الفتاة قبل القيام بأي خطوة..
جائني بعد اقل من ساعه..
وبريق من الامل يشع من عينيه..
(( اخبرني كيف سنتصرف الان...))
(( طلال نذهب لتناول الغداء اولاً,,
واضح انك لم تأكل منذ ايام...))
وفعلا بدت شهيته مفتوحة...
بعد ان اعطيته املاً بايجاد حل لمشكلته...
تناولنا الوجبة معاً في مطعم قريب من الفندق...
بعدها حاولت ان افهم منه..
وضع الفتاة التي تدعى جلنار...
اخذ يحدثني عنها...
وكل فعل ينطقه يجمعهما معاً...
ومن كلامه فهمت...
ان جلنار ليس لها علاقة بوالدها حتى قررت والدتها الاستقرار في كندا...
وعادت مع والدها على امل الارتباط بطلال..
الا ان والدها سبقها بقراره...
واتفق لى خطبتها من ابن عمه...
حديثه شجعني اكثر على اتخاذ اي خطوة فقط من اجلهماااا...


نهاية الشاطئ الــ 53

yassmin 11-11-10 04:32 PM



الشاطئ الــ54
الموجة الاولى

كانا معا
ناصر وطلال
ناصر مشغول بالحديث في الجوال
وطلال معه على الخط
لم يبعد عينيه عنه
وما ان انهى ناصر المكالمة

التفت الى طلال
((اعلم انك لم تستوعب للان ما فعلته
كنت اتحدث مع ابو ماجد
وتواعدت معه على لقاءه بعد صلاة المغرب))

طلال.((.ولكن.... لابد ان نفكر بموضوع..))
وقبل ان ينهي طلال حديثه قاطعه ناصر
(( طلال... ابو ماجد سيساعدنا بموضوعك اصبر قليلا))

سحب طلال انفاسه بصعوبة
ونظره لناصر

ناصر.((.مابك طلال؟))

طلال.((. اشعر اني بدوامة..))
ناصر..(( انت من وضعت نفسك بها))

طلال...(( اعلم...لكنك لن تفهم اسبابي الا عندما تعشق مثلي))
ابتسم له ناصر
وهو ممسك بجواله

(( نونو حبيبتي...كيف حالك؟؟؟؟))
**(( بخير ..التقيت بطلال؟؟؟))
(( نعم..هو معي..لذا اتصلت بك..))
**((............................))
(( يقول اني لم اعشق مثله.... ولا يدري اني هنا بعد قطعت اميالا واميال... من اجل ابنة عمه..لا حبا فيه...))
**(( ناصر..ما هذا االكلام...))
(( اريد ان يعلم هذا الفتى الجالس امامي.... انه لم يذق العشق الحقيقي الذي تعلمته من نظرة عينيك ...وصمتك الذي سوف يذبحني...))
**(( ناصر..طلال معك؟؟وتقول ها الكلام؟؟ ... سأنهي المكالمة الان...))

رفع طلال نظره الى ناصر...
ورغم كل الالم الذي يحمله
انفجر ضاحكا
وصوت قهقهته تعلو في المكان

(( كل هذا الغزل لابنة عمي ؟؟وامامي؟؟؟))
ودون ان يرفع نظره لطلال..(( اخيرا سمعنا ضحكتك؟؟؟ هيا بنا نعود للفندق لنرتاح قليلا... وبعدها نزور ابو ماجد..))
طلال..(( الن تخبرني بما تفكر....؟؟))
ناصر..(( يكفي اسئلة... واتصل بأخيك وعمتك... انهما قلقين عليك....))

شاطئ الــ54
الموجة الثانية

تهت مع كلماته
بدى لي انه ليس في وعيه
كيف يتحدث معي هكذا؟؟؟
وعلى مسمع من طلال؟؟؟

هل فقد عقله هذا الرجل
ليشكي حبه امام طلال

كم اربكتني مكالمته
ولكن......................
بدى لي شئ لذيذ
يتسلل بداخلي
يخترق جدران قلبي
اتجهت نحو مراتي...
وصرت انظر لعيني..وانا استرجع حديثه

ناصر يحبني؟؟
يحبني كما يقول؟؟
وهل فعلا ترك سمر وهي حامل بحجة وظيفته من اجل ان يكون قريب مني؟؟
لا ادري لم لاح بذاكرتي ماحدث في لندن
فاول قرار اتخذه بعدما انهى علاقته بسمر هو الارتباط بي
ومن يومها وهو يحاول التقرب مني
ولم يجبرني على شئ وانا زوجته
صرت اشعر بضيق في انفاسي

وانااسترجع مواقفه معي
لمساته لي
همساته في اذني
وانفاسه التي مازالت اشعر بها بداخل صدري

يحبني؟؟؟ ربما.....
لكن الاكيد اني احبه والا لما سلمته نفسي
لما قبلت ان ابقى طوال هذه الشهور ولم اطلب الانفصال

لِم لا اقوى على اتخاذ قرار الانفصال؟؟
اراه صعب عليّ
ولكن قرار بقائي معه اصعب واصعب

بت تائهه من جديد
لا اعرف ما يجب فعله
وكيف ارتب اموري وقراراتي؟؟؟

ليس لي ان ابقى على صمتي
لابد ان اتخذ قراري
وبسرعه...
وبعدها اتحمل كل نتائجه


جذبني من زحمة افكاري اتصالا من العمة فريده
بدت في غاية الهدؤ بعكس اخر مرة حدثتني
وكما اخبرتني ان طلال اتصل بها
وطمئنها انه بخير
وان ناصر معه وسينتهي الموضوع على خير ان شالله

كانت سعيدة ...
سعيدة كثيرا

وارتسمت ابتسامة على شفتي دون ان اشعر بنفسي
وهي تردد
اني محظوظة بزوج مثل ناصر

وقبل ان تنهي اتصالها
طلبت مني ان ازورها مع زينة
كما تقوول سلمان مسافر
ولنا ان نقضي باقي الايام التي سيغيب فيها ناصر معها


شاطئ الــ54
الموجة الثالثة


صرت امعن النظر
لم اصدق حروف اسمه تتلألئ
مع اضاءة شاشة الجهاز

عبدالله يتصل بي...

((مساء الخير))

((اهلا عبدالله مساء النور))

((كيف حالك زينة))

((بخير))

((ما بك؟؟ كنت نائمة؟؟))
((لا ابدا..كنت اتصفح الانترنيت))

((ضننتك نائمة من نبرة صوتك...مابك زينة؟؟؟))
(( لا شئ... ربما تفاجأت باتصالك))

((ولِم هذا شعورك؟))
((لا ادري....))

((زينة كنت ارغب في الحديث معك منذ فترة ولكن امور كثيرة شغلتني))
((................................))

((تعرفين ما حدث مع اخي طلال...وسفره المفاجأ...))
((نعم... فهمت ذلك من حديث عمي بدون تفاصيل))

((الموضوع معقد ولا ادري على ماذا ينتهي...وكنت قلق جدا حتى اني لم اذق طعم النوم منذ ان سافر طلال))
(( ولِم كل هذا القلق))

((القلق على ما يبدو قد زال بعد اتصال طلال شعرت انه سيحل المشكله بمساعدة عمك))

((اذا عليك ان تنام لترتاح))
(( هل تعنين انك لاترغبين بالحديث معي))
(( لا عبدالله لم اعني ذلك ابدا))
((زينة كنت رائعه...رائعه بالحجاب))

((.......................................))
(( زينة يبدو ان هناك امور كثيره في اسلوب حياتك بدأت تتغير ))

(( وهل ترى انها تغيرت للافضل ))
(( بالطبع ))

(( ربما كنت بحاجة لصفعه لتوقضني من سباتي))
شعر عبدالله بتغير نبرة صوتها
وكأنها تكتم عبرتها

(( زينة لنطوي هذه الصفحه.... لابد ان تنسي ماحدث ))
((وهل نسيته انت؟))


(( نسيته ما ان رأيت بريق عينيك اخر مرة
كنت فتاة مختلفه....
لا اعني الحجاب فقط
ولكن شعرت ان شئ بداخلك تغير..تغيير جذري))

(( فعلا هذا ما حدث... ولكن كيف شعرت به انت؟؟؟))

(( انت تعيشين بداخلي
منذ ان رأيتك اول مرة....
زينة.... اسمحي لي بان اخبرك عن ما يجول بخاطري))

((..........................................))

(( لم تشغلني فتاة يوما.......ولم احاول ان اشغل نفسي بأمور الحب والفتيات
ولكن ما ان رأيتك لم اقوى على مقاومة شعور جديد بدأ يتغلغل بداخلي....

صرت اراك في كل مكان
رغم ان كل ما فيك لم احبه))

(( لم تحبني؟؟؟؟ ))
(( لا ادري ماهذا الشعور المتناقض اتجاهك زينة ))

واكمل...(( لم احب لباسك ولا اسلوب حياتك ولا تعاملك مع من حولك
لكن....
جذبتني عفويتك... خاصة عندما تتحدثين عن نفسك شعرت بان داخلك فتاة اخرى
تختلف عن هذه التي اراها امامي....
بفستان قصير او بنطال ضيق...وضحكات عالية....
ورفقة الغرباء دون مبالاة ))


همس لها بعدذلك..(( لم صمتِ؟؟؟))
(( لا شئ اسمعك... ))

(( ضايقك حديثي؟؟؟ ))
(( ابدا....))

وكأنه سيبيح لها بسر...
((زينة اريد ان اتقدم لخطبتك.... لا احب ان تكون علاقتنا بهذه الصورة..اريدها في النور))
((.........................................))

(( زينة...ما ردك))
(( لا ادري...))

(( ماذا تعنين؟؟؟))
(( فاجأتني عبدالله))

وكأنه بدى قلقا من ردة فعلها...
(( زينة اعطني اشارة قبول منك... لاكلم عمك بالموضوع بعد ان ننتهي من مشكلة طلال ))

(( وكيف هي الاشارة برأيك))

(( كما تريدين.... ))

(( امممم الا يكفي ان يكون حجابي هو الرد ))

(( احببته...احببت حجابك لكنه ليس لي...هو لخالقك سبحانه وتعالى))

((احترت معك ))

(( هاااا....ماردك؟؟؟ ))

((انت تعرف ردي ))

(( اريد ان اسمعه منك ))

(( امممم حسنا لك ان تكلم عمي....والى ذلك الوقت افكر واعطيك الرد))

(( تفكرين؟؟؟؟ ))

(( نعم لم اقرر بعد ))

(( بعد كل هذا الحديث ولم تقرري بعد....))

(( انت طلبت رأيي وانا اخبرك...))

(( واضح ان هناك ما تحتاجين لتغييره ))

(( ماذا تعني ))
(( هذا الدلال لا يتناسب معي......))

لم تكن مجرد مكالمة
كانت بداية ونهاية

نهاية للحيرة والحنين الذي عاشاه القلبان في الايام الاخيرة

وبداية امل يجمعهما ...
امل لحياة واحدة توحدهما....

الشاطئ الــ 45
الموجة الرابعةا


وصلنا لفيلا العم ابو ماجد
كان صعبا علي استدلالها

ولكن اوصلتنا سيارة الاجرة اخيرا
ومازال طلال لا يعرف ما يجول في تفكيري

كان العم ابو ماجد في استقبالنا
لم يكن وحده
معه مجموعه من الرجال والشباب

بدت الديوانية مزحومة فعلا

استقبلني بترحيب حار

ابقى كفيه على ساعدي
وهو يسألني عن احوالي

اجلسني بعدها بجانبه....
وطلال قريب مني

همس لي طلال...
(( لم اعرف ان لك معارف هنا....افهمني ماذا نفعل معهم الان؟؟))
ابتسمت له...
(( لا تستعجل ستفهم الان...))


استمر العم ابو ماجد في السؤال عن احوالي
وكم اسعده اني اتممت دراستي...
ومستقر بزواجي كما فهم مني

الا انه همس لي...
(( يبدو ان لديك ما تريد قوله...والديوانية مزحومة...فاليوم هو اليوم المخصص لاستقبال الجميع...))

(( لم ارغب بازعاجك عمي ابو ماجد...ولكن...هناك ما اجبرنا.))

واشار ناصر لطلال

(( هذا نسيبي طلال... وهو هنا لايجاد حل لمشكلته..ورايت ان لك ان تساعدنا....))

وبنبرة صوته الحنونه كما اعتادها ناصر منذ صغره

(( من عينيّ اقدم لكما ماتريدان...))

لحظتها فقط نطق طلال

(( يحفظك الله عم بو ماجد اخجلتنا بكلامك...))

وباشارة منه لنا ان نتبعه...

تحرك من مكانه...وتبعناه انا وطلال

العم ماجد بعمره الذي تعدى الستين
عُرف بصرامته في التعامل.... وحكمته في ايجاد حلول لاي مشكله
وشدته مقابل اي امر يخالف المبادئ التي يعتقد بها

ومبادئه ليس لاحد ان يعترض عليها
فهي قائمة على ايمانه وتقواه


اخذنا لزاوية معزولة في هذه الديوانية الكبيرة
واشار لاحد الصبية ان لا يزعجه احد

وفي لحظة... ازال قناع الصرامة والشدة
ليبتسم لنا...
(( اخبراني..كيف لي ان اساعدكما؟؟؟؟))

اخذت بداية خيط الحديث....

واخبرته بكل شئ يتعلق بطلال وبالفتاة جلنار....

كان يسمعني دون ان يعلق
وطلال يوزع نظره علينا
بدى قلقا بعض الشئ

(( ماذا قلت اسم والد الفتاة؟؟؟))

التفت الى طلال اشارة مني ليجيبه
(( يوسف.... يوسف بن عبدالله الــ.......))

اشار ابو ماجد لصبي القريب منا..والذي بدى وكأنه ينتظر امر العم
(( يا ولد.... احمد ابن اخي جاسم.... اخبره اني اريده ))

اختفى من امامنا...
ليعود وبرفقته احد الرجال...

بدى في بداية الاربعينات من العمر

وبكل احترام...
(( تفضل عمي...))

اشار له بالجلوس....


(( بو جاسم.... لي ان اسألك عن نسيبكم يوسف بن عبدالله..))
وبدون تردد..
(( بالتأكيد تفضل..))


(( اخبرني......... لديه ابنه من ام اجنبية؟؟؟))

ابقى نظره على العم ابو ماجد
ونظرات استغراب غزت ملامحه

(( هل لديك فكرة عن ذلك؟؟؟))

وبارتباك...
(( نعم ..نعم.. زوجتي ابنة اخته حدثتني عن هذا الامر.. ))
واكمل

((ابو عاصم.... كان متزوج من سيدة تركية...وله ابنه قدم بها للبلاد منذ فترة وجيزة لكن لم يلتقي بها احد بسبب رفض عائلته لوجودها بينهم..))
لم يكن كلامه سهلا على طلال...
بدى وان الكلمات الاخيرة ازعجته فعلا
ولكنه كتم ردة فعله

بقي الجميع على صمتهم بعد ان انهى ابو جاسم حديثه عن ابو عاصم والذي يعني به والد جلنار

حتى نطق ابو ماجد..وهو يشير الى طلال...
(( ابننا قدم من بلاده لخطبة هذه الفتاة....بحكم معرفته بها خلال دراسته.. ويريد منا ان نكون واسطه بينه وبين ابو عاصم))
ودون تردد...
(( ولم لا؟؟؟ ان كنت ترى ذلك...))
ابو ماجد,,,وهو يشير لطلال
(( تحدث مع والدها لكنه اخبرها انها مخطوبة لابن عمه...))

ابو جاسم...(( ليس لدي علم بذلك....))
واكمل...
(( ولكن ان كان صحيحا مخطوبة ابن عم ابو عاصم فلابد ان يكون سعد بن سالم.....))

وباستغراب (( هل متاكدين انه ابن عمه....))

نطق طلال لحظتها.
(( نعم..ابن عمه .... وكما قلت اسمه سعد..اخبرني والدها باسمه عندما التقيت به...))

باستغراب اجابهم ابو جاسم...
(( سعد متزوج...وابنائه بعمرك تقريبا...))

زادت ملامح طلال ضيق وتوتر

الا ان ابو ماجد اشار الى ابن اخيه...
(( اتصل بأبو عاصم الان... واخبره اني سأزوره في ديوانيته عصر غد....))

واكمل وهو يلتفت الى ناصر وطلال
(( تفضلا معنا الان على العشاء.... ))

لحظتها اقترب طلال اكثر من ناصر...
(( ناصر.... ماذا سيحدث الان؟؟))

(( طلال؟؟؟ افهم من بعد حديث العم ابو ماجد ان ننتظر.....انتظر يا طلال...))
تبعهم طلال وهو يسحب انفاسه بكل ضيق وقلق





الشاطئ الــ 45
الموجة الخامسةا

لم اقوى على رد هذين الشابين
رغم ان الامر ليس سهلا
الموضوع بشأن خطبة فتاة
من عائله معروفة
والدها سبق وان رفض الشاب
والسبب ليس بسيطا
فهي مخطوبة لقريبها

لكن رغم كل هذه العقبات
احببت ان اقدم مساعدتي لهما
لطلال والذي بدى قلبه منفطر على هذه الفتاة خاصه عندما سمع التفاصيل من ابو جاسم
وطبعا من اجل ناصر.... لم ارغب في رد طلبه وهو يفعل ذلك لاول مرة منذ ان عرفته
فرغم الظروف التي مر بها مسبقا
لم يحاول ان يشكي امر لي...


رحب بي ابو عاصم
في ديوانيته الخالية تماما من الناس
فقد تعمدت ان اختار هذا الوقت بالذات

فيما هو كان متفرغ تماما...
لابد انه شعر بأهمية ما انا قادم من اجله

(( تزورنا في اي وقت ابو ماجد...))
(( تسلم يا بو عاصم..ولكن هذه المرة اتمنى ان لا تردني...))
(( انا؟؟؟؟ اطلب ولك ماتريد...))
(( لا تستعجل الامر ابو عاصم....))
(( اقلقتني هل الامر صعب لهذه الدرجة؟؟))

(( يعتمد على موقفك......الامر يتعلق بابنتكم...))
(( ابنتي؟؟؟؟))
(( جلنار كما اعتقد اسمها....))
(( ............................))
(( جئتك وسيط لخطبتها...واريد ان اعرف ردك....))
(( وسيط؟؟لمن؟؟))
(( السيد طلال..... اعتقد انك تعرفه...))
(( طلال؟؟؟؟))
((.......................))
وهو يشبك اصابع كفيه ببعضها...
(( والله...انه زارني وطلب مني خطبة ابنتي....لكني اخبرته ان ابن عمي سبقه بخطبتها....))

وبنظره مربكة فعلا (( وهل لي ان اناقشك في ذلك؟؟؟مع احترامي))
بارتباك....(( لك ذلك.ابو ماجد..))

واسترسل في الحديث بهدؤ(( الشاب اخبرني انه ...وعذرا على هذه الكلمة.....انه على معرفه بالبنت بحكم دراسته معها ...
واغترابهما معا في بريطانيا.... وكان ينتظر عودتها معك ليتقدم لها....اي قبل ان تتم خطبتها على ابن عمك كما اخبرتني...))

وبسرعه كان رد ابو عاصم...
(( ربما خطبة سعد امر حدث مؤخرا...لكن معرفتهما مسبقا ليس سببا لاوافق على طلبه وارفض طلب ابن عمي....وانت تعلم ان هه الامور غير مقبوله عندنا...))

وبهدؤ ابو ماجد...(( اسمح لي ابو عاصم...عندما تتحدث عن احدى بناتك اللاتي تربين هنا...في حضنكم ووسط مجتمعنا ..يكون لك كل الحق...ولكن....ما اعرفه ان هذه الفتاة لا تعرف شئ عن بلدها وهذه زيارتها الاولى..ويكفي ان اسرتها رفضت عيشها بينهم..فقد يكون هناك مجالا لتفكير بالامر مجددا.))

كم اربكته ملاحظات ابو ماجد
لم يقوى على الرد عليه خاصه مع اسلوبه المرن في الحديث
كان ابو ماجد في حديثه يؤيد كل ما يقوله ابو عاصم ويتفق معه ولكن بالنهاية
يعارضه على قراره بموافقته على خطبة ابن عمه على ابنته التي تعتبر غريبه
وان كانت تحمل اسمه وجنسيته


وبنهاية اللقاء
ابو عاصم..
(( والله يشرفنا حضورك..ويعز علي رفض طلبكم....لذا اتمنى ان تعطيني وقتا
ارتب فيها الامور واخبرك بما انتهى عليه الامر..))

ابتسم له ابو ماجد وهو يودعه
(( لا استغرب كرم اخلاقك معي..وننتظر اخبار طيبه بطيبتك ابو عاصم...))


الشاطئ الــ 45
الموجة السادسةا

(( غدا صباحا سنعرف ان كان هناك نتائج ايجابية لكل ما اجتهدنا به مع ابو ماجد))

طلال بلهفة(( مااذ تعني؟؟؟ ماذا اخبرك ابو ماجد..وماذا قال له ابو جلنار..؟؟))

(( طلال من لقائنا بأبو ماجد عرفت كيف هو قليل الحديث بالتفاصيل.))

وهو يتصنع الهدؤ....(( ماذا اخبرك اذن؟؟))

ناصر وهو يعبث بجواله..(( ان نصبر لصباح الغد...اصبر يا طلال ....غدا صباحا يكون كل شئ واضح...))

(( كيف سأصبر للصباح؟؟؟))

وهو يبتعد عن طلال (( هذه مشكلتك ...دعني الان اتصل بزوجتي...لقد اشغلتني عنها بما فيه الكفاية...))



ادار بظهره لطلال....
بعد جائه الرد

(( نونو كيف حالك؟؟؟))
(( بخير....))

(( وحشتيني.....))
(( ............................))

(( نورس... البعد عنك يصنع العجائب واولها كل كلماتي لك...))
(( واضح واضح...))
(( يعني لي ان اقول كل عجائبي؟؟؟))

بنبرة جديدة عليه (( ماشالله على هذه عجائب...))
(( بمستوى شوقي لك....))
وبحدة...(( ناصر ....))
(( عيون ناصر.....اعيدي اسمي ...))

((.........................))
وهم يسحب انفاسه يتظاهر بالضيق...
(( حسنا اخبريني ما تريدين قوله بدل هذا الصمت...))

بهدؤ(( عمتي فريدة طلبت مني زيارتها مع زينة..والبقاء معها لحين عودتك بما ان زوجها مسافر وهي لوحدها مع البنات...))

وهو يبدي لا مبالاة (( لك ماتريدين.....))
((...............................))
همس لها (( الن تسألي عن احوالي؟؟؟))
بترد ...(( ماذا حدث معكما؟؟كيف هو حال طلال؟؟))

(( مازال الموضوع معلق ولكن نستبشر خير.... ))
واكمل..(( مازلت انتظر ان تسألي عن زوجك....))

((......................................))
همس لها بنبرة يعرف انها تؤثر بها كثيرا
(( اعرف كيف اسحب الكلام منك عندما اراك انتظريني فقط....))


yassmin 11-11-10 04:33 PM





الشاطئ الــ 55
الموجة الاولى

تعالَ صوتيهما كالعادة
لطالما كان يجبر زوجته على التراجع
ولكن هذه المشادة لم تكن كسابقتها


فهذه المرة بدت امامه سرشه
تكاد تفترسه
لم يقوى على اسكاتها

خرج من منزله وصعد سيارته
(( ابو عاصم انقذني من الورطة...))

((..اي ورطة؟؟ لا افهم ماذا تقصد))

(( ام اولادي... علمت بخبر زواجي.... ))

(( وماذا في ذلك...؟؟؟))
(( ليس سهلا ابو عاصم... مشاجرة كل يوم لابد منها لكن هذه المرة شككت انها تنوي قتلي...))

(( هل كنت ترغب باخفاء الامر عنها؟؟؟))
(( على الاقل الان....))
(( كيف عرفت بالموضوع اذن؟؟؟))
(( لا ادري... جائها اتصال من احداهن وحدث ما حدث..))

في الوقت نفسه.............................................. .................................................. .
(( بنيتي الجميله لابد ان تأكلي.... لك ايام وانت على هذا الحال..))
اومأت برأسها
ترفض الاكل..
وقد اذبلت الدموع عينيها

خرجت الجده من غرفة جلنار
اخذت مكانها على الكنبة في الصاله

وتظرات قلق وضيق ترصد بها باب غرفة هذه الفناة


فهي لا تقوى على الحركة
ونادرا ما تغادر غرفتها
ولكن ما ان دخلت الجميلة كما تناديها منزلها
تغير روتين يومها
صارت تتناول وجبة الطعام معها في الصاله
وتستمتع بسر حكاويها لها
التي بالكاد تستوعب كلماتها

حفيدتها الغريبة
والتي استصعبت حتى نطق اسمها
ولكن بسهولة اصبحت قريبه منها لتناديها دوما بالجميلة

لم تكن تعرفها الا من ايام قلائل
لكنها اجبرتها على محبتها
واسعدتها عنايتها بها

شعرت بقربها
احبتها ..احبتها كثيرا
احبت حنانها
وعنايتها لها

احبت لكنتها الغريبه
وكلماتها التي لا تستوعبها غالبا

الا انها....
لا تعلم ما حدث
فبعد ان علمت بخبر خطبتها من سعد

حتى بات والدها لا يزورهما في المنزل

حتى عندما اعلمته بسؤ حالها
ابدى عدم اهتمامه


والان هو في المكتب............................................ ....................
تزحمه الافكار
محتار فيما عليه ان يفعل
ابنته في المنزل بحالة سيئة
ومشكله جديدة لـ سعد اضافة لمشاكله مع زوجته

ما يضايقه في الامر
ليس حال ابنته فهي لم تعنيه يوما
ولا مشكلة سعد لانه اعتاد على المشاكل مع زوجته

ما يضايقه المسؤلية الجديده التي وقعت عليه
مسئولية فتاة
بعمر صغير
عاشت وتربت في مجتمع لا يعرف عن عادات وتقاليد اسرتها او من المفترض ان تكون اسرتها

الجيد في الامر انها لم تجلب له مشاكل ولم تتعبه في اتخاذ اي قرار يخصها
لطالما كانت راضيه بقراراته

وكل ماهو رائع بها
اكتسبته من نفسها

ارتسمت ابتسامة على شفتيه
عندما تذكرها بحجابها الملون


وبدون تردد ادار رقم سعد
(( لا اريد ان ان ادخلك في متاهات جديدة مع زوجتك....))

(( ماذا تعني؟؟))

((برأيي نصرف نظر عن خطبتك لأبنتي جلنار.. ان رغبت انت بالطبع))

(( كم انا خجل منك....ولكن اعتقد انه قرار صائب لنا جميعا....))


بعد اقل من ساعة....
جاء اتصال ابو ماجد
كما اتفقا مسبقا
لم تطل المكالمة.....

فقد دخلت مكالمة والدته..
انهى بسرعه مكالمته مع ابو ماجد ليحدث والدته..
وقبل ان يسمعها

(( امي..اخبري جلنار ان موضوع زوجها من سعد صرفنا نظر عنه ...اما الولد طلال...))

وقبل ان يكمل قاطعته والدته بنبرة خائفة....
(( يوسف..بني... اسرع الينا... ابنتك فقدتوعيها في الحمام.....))

الشاطئ الــ 55
الموجة الـثانية

في ذلك الحين
ناصر وطلال في احد المقاهي
طلال صامت تائه وكأنه في عالم ثاني
*(( طلال ما بك؟؟))
(( لا شئ))

*(( لم انت صامت؟؟))
قطع حديثهم رنين جوال ناصر
*(( اهلا ابو ماجد ..نعم ...ان شالله...سنكون هناك..))


رفع طلال نظره لناصر...
(( هل من جديد.؟؟))

ويرتشف القهوة
*(( قبل قليل شككت انك قد بلعت لسانك...))
(( ناصر اخبرني...))

*(( يدعونا على الغداء...))
(( فقط؟؟))

كان ناصر يتعمد اغاضة طلال ببروده...
(( ناصر ماذا قال عن لقاءه بوالد جلنار؟؟))
*(( سيكون لقائنا مع والد جلنار بعد الغداء...جيد؟؟))
(( هل حصل على موافقته؟؟))

*(( لم يقل هذا بالضبط...))
(( ماذا تعني؟؟؟))
*(( تفائل بالخير ...))
.................................................. ...................
اجتمع ابو ماجد مع ضيوفه
ناصر وطلال...
كان نظر ابو ماجد الى طلال طوال الوقت....
في حين طلال مستعجل
ينتظر معرفة نتيجة اللقاء
وقد ارهقه صمت هذا الرجل

والذي اخيرا نطق
(( بني طلال ..كيف هي دراستك؟؟))
(( الحمدالله تخرجت هذا العام ,,,وسأواصل دراسة الماجيستير...))

(( هذا جيد..لكن اسمح لي..والدك اليس من المفترض ان يكون معك الان؟؟))

سحب طلال انفاسه ونظره الى ناصر..
ليأخذ ناصر طرف الحديث

(( عمي ابو ماجد...كل شئ حدث بسرعه بدون ترتيب مسبق..وان شالله سيكون كل شئ كما هو متعارف عليه...))

شرعوا في تناول الغداء

كان الحديث متبادل بين ابوماجد وناصر
بعيدا عن طلال الذي حاول ان يتظاهر بالاكل
فكل ما يفكر به
هو حبيبته جلنار
لابد انها مرهقه من التفكير
بعد ان اخبرها بموقف والدها معه
خاصة ان مكالماته الاخيرة معها
كانت تلتزم الصمت

ولم تبدي تجاوبا لفكرة وساطة ابوماجد في الموضوع
بعد الغداء............................................ .............
بدأ الصبي بتقديم الشاي لابو ماجد وضيوف
(( كان من المفترض ان استضيف رجال العائلة...ترحيبا بكما...))

ناصر بكل احترام(( ليس هناك اي تقصير منك ابو ماجد..))

ابو ماجد..(( تسلم بني... الا اني رغبت ان اعطي موضوعكم بعض الخصوصية..))

كان طلال يفكر بأمر والده
كيف اخذته جلنار عنه
وهل يعقل ذلك
استئذن طلال بالخروج ليجري اتصالا

طلال وهو يهمس اثناء حديثه في الجوال
(( عبدالله افهمني والد جلنار ابدى موافقه مبدئية...بعد ان كان يرغب بتزويجها لابن عمه..))

(( وانت تتوقع موافقة والدي؟؟))
((......................))

(( سافرت فجاة...حتى دون ان تعلمه او تسأله عن رأيه..))

وهو يشعر بغصه تخنقه...((هل هو متضايق كثيرا مما فعلته؟؟))

(( متضايق؟؟؟ ما يعيشه والدي اكبر من ذلك...هو مصدوم من فعل ابنه العاقل... غير انه قلق عليك...))

وباستسلام...(( وماذا علي ان افعل.؟؟))

(( اعطني فرصه لاتصرف))
(( اعتمد عليك اخي,,,))

(( اطمئن اخي... رتب امورك مع اسرة الفتاة وانا أمهد الموضوع لوالدي...))

(( اخبره اني اعتذر عن كل مافعلته...مشاعري جعلتني اتصرف دون تفكير... تحدث مع والدتي فانا خجل منها كثيرا...))

دخل بعدها طلال
كان ناصر وابو ماجد صامتين
ونظرات غريبه منهما
طلال وهو يهم بالجلوس
همس الى ناصر...
(( ماذا حدث؟؟))
رفع ابوماجد نظره الى طلال...
(( ابو عاصم يعتذر عن لقائنا..))

انصدم طلال من تعليق ابو ماجد
فلم يقوى حتى على السؤال عن السبب

الا ان ناصر انجده (( اخبرنا انه في المستشفى..مع ابنته..))

وبحركة سريعه وقف طلال (( جلنار؟؟ما بها؟))



الشاطئ الــ 55
الموجة الثالثه

(( لا تقلق مجرد ضعف عام نتيجة سؤ التغذية....))
كان الدكتور يحدث ابو عاصم
عن حالة ابنته جلنار

قد تكون كلماته لتزيل قلقه على ابنته
كعادة الاطباء

رغم ان هذا الاب لم يبدي قلق واضح على الفتاة المستلقية على السرير

خرج الطبيب
لتدخل الجدة بخطوات متثاقلة
(( امي مالذي اتى بك الى هنا...))
(( الا تريد ان اطمئن عليها؟؟؟))

(( هي بخير الطبيب...))
وقبل ان يكمل كلامه...
مدت ذراعها نحوه تبعده عن طريقها

(( يوسف ابتعد..دعني اطمئن على جميلتي...))
ودون اكتراث لابنها الواقف امامها

اقتربت من جلنار...
واخذت تمسح على شعرها....

(( جميلتي..ماذا حدث لك لتتعبي فجأة؟؟؟))
كانت نبرات حزينة من الجدة وهي تهمس لحفيدتها

ابو عاصم واقف يتأمل المشهد الذي امامه
اخذ نفسا عميقا
(( امي... هي بخير لا تقلقي..))
اشارت له باصبعها ان يصمت...

كانت تردد المعوذات عليها.....
وما ان انتهت...
وبصوت منخفض...
(( اسمع يوسف... البنت ما ان عرفت بامر خطبتها تغير حالها.... هذه الخطبة لن تتم....ثم انك طوال تلك السنين لا تعلم عنها شئ.... فقط زيارة كل سنه لتتأكد ان مازالت هناك ابنة لك في بلاد غريبه.....))

وقبل ان يبدا بالحديث قاطعته....
(( اتركها تفعل ما تريد.... انظر اليها كيف ذبلت فجأة....
اين هي جميلتي عندما رأيتها او مرة...))

لم تكن تعجبه كلمات والدته العاطفيه

الا انه ابتسم لها...
((اطمئني امي..سافعل ما تريدين....))

سمعا طرقا على الباب

خرج ابو عاصم
ليلتقي بأبو ماجد وبصحبته ناصر وطلال

كان الحديث بين ابو ماجد وابو عاصم
فيما طلال يدور بنظره على المكان
بوده ان ينهي كلمات المجامله ويقلع الباب الذي يفصله عن حبيبته

انتبه ناصر لتوتر طلال....
امسكه من ذراعه وشده بعيدا

(( طلال ...مابك؟؟؟ اهدأ؟؟))
(( لا يمكنني... تصور انها في هذه الغرفه وليس لي ان ادخل...))

(( على الاقل احتراما لابو ماجد ولما فعله معنا....
انتظر قليلا..... وكل شئ سيكون كما تريد...))

قطع حديثهما رنين جوال طلال...
وهو ينظر للجوال باستغراب...
(( امي.... كيف حالك؟؟؟))

(( بخير بني... كيف حالك انت...ماذا حدث معك؟؟))
(( امي..جلنار في المستشفى.... ))

(( ماذا حدث لها؟؟))
(( للان لا اعلم عن شئ... والدها معنا.... امي لا يمكنني تركها... اخبري والدي.... سأتي اليكم وهي معي...لاعتذر منه....))

صار طلال يقترب من كرسي في الممر...
حتى استقر اليه
فهو غير مصدق لما يسمعه

وبنبرة تخفي بكاءه
(( ابي.. انا اسف... سامحني والدي... فعلت كل هاذا غصبا عني...))

(( لقد فعلت ماتريد طلال... واتمنى ان تكون مرتاح الان...))
(( دون رضاك والدي لن يتحقق شئ.ولن ارتاح...))

(( لا تبكي بني... انت رجل الان...وستتزوج قريبا..لاتدع احد يرى دموعك...))

(( هل تعني انك رضيت بزواجي من جلنار...))

(( ان وافق والدها طبعا...))
لحظتها اشار لهما ابو ماجد بالتقدم نحوه...

انتبه له طلال....وهو يحدث والده
(( ابي... الان سأتحدث مع والدها واخبركم بكل شئ...))

واخيرا استطاع ان يكسب رضا والديه
لم يتصور ان ينهي الامر في هذا الوقت بالذات

كان يشعر غضب والده سبب لعدم تيسر الامور معه
والان بعد هذه المكالمة بدى واثقا ان كل شئ سينتهي على خير

ما ان اقتربا...
ابتسم ابوماجد وهو يربت بكفه على كتف طلال
(( بني طلال.... لابد تحيي عمك ابو عاصم وتشكره على موافقته على الزواج من كريمته...))

لم يصدق طلال نفسه

تقدم من ابو عاصم
وشد على كفه بحراره
وبنبرة عاليه ...وسعيدة...
(( شكرا عمي... شكرا.... والدي اتصل الان يبلغك سلامه...))

لم يعلق ابو عاصم على حديثه فقط ابتسم له
ليشير بعدها لباب الغرفه
(( جلنار تحتاج للراحة اليوم وغدا ننتفق على كل شئ...))
طلال..(( هل نتم عقدالقران غدا...))

وهو ينظر الى ابو ماجد وكأنه يستنجد به
(( ما رأيكم نستعجل في ذلك...))

ابوماجد ونظره على ابو عاصم...
(( الرأي لوالدها......))

لحظتها ابو عاصم يشعر انه ارهق نفسه بمسئولية هذه الفتاة
وانه لو تركها تسافر مع والدتها لارتاح من كل ذلك

كان ينظر الى طلال ويرى كيف هو متحمس للارتباط بابنته
شعر انه يمكنه ان يعطيه موافقته وبذلك يحل كل المشاكل
التي حاصرته ما ان احضرها معه
بدءا من رفض زوجته وابنائه...حتى مشكله خطبتها...

قطع افكاره صوت ابو ماجد
(( ابو عاصم ماذاقلت.؟؟؟))
(( خير البر عاجله...))

ابو ماجد...
(( حسنا..غدا العقد والعشاء عندي في مجلسي,,,))
ابو عاصم..(( ليس هذا المتعارف عليه..لابد ان يكون عندي..))
(( لا فرق بينا.... اتمنى ان تدعو رجال العائلة غدا لمجلسي ليتم العقد. نتشرف بحضوركم..))

الشاطئ الــ55
الموجة الرابعه

ناصر وطلال معا
في المقهى الذي اعتادا الجلوس فيه
بدى طلال حاله افضل بكثير عن قبل...
ناصر...(( كيف تجرأت ان تطلب منه ذلك؟؟))
طلال...(( لم اقوى على الصمت اكثر....))

ناصر...(( انت صامت طوال الوقت ...وتنطق على تحديد موعد عقد القران؟))
طلال...(( نحن في عصر السرعه ...))

طلال وهو يستند على الكرسي...
(( كلمت والديّ... واخبراني بموافقتهما على الخطبة..))

وقد ارتسمت ابتسامة على شفتي ناصر
(( حقا؟؟؟ لا اصدق.....فعلها عبدالله...))
(( معك حق...لابد ان عبدالله هو من اقنعهما...))

(( الامر ليس صعبا..هما لن يرفضا هذه الخطبة للابد...لكنك انت من تسرعت...))
بنبرة ملؤها السعادة...(( والنتيحة غدا عقد القران....))

اقترب ناصر بنظره الى طلال...
(( طلال...هناك ما عليك ان ترتب له...))
(( ماذا تقصد؟؟؟))
(( مهر العروس..تجهيزاتها.... وانت تحتاج لثوب جديد ...فأنت العريس...))
(( تصور اني نسيت كل هذه الامور؟؟؟))
(( تعتقد انه عقد وينتهي الامر به؟؟؟))

(( مهر العروس... هدية من ابو ماجد لك ياطلال...))
باستغراب...(( ماذا؟؟؟ كيف عرفت؟؟))
(( هو اخبرني...))

(( لا ناصر.... يمكنني ان ادبر الامر مع اخي عبدالله...
لا يمكن اقبل هدية مثل هذه..))
(( لماذا طلال...))

(( يكفي ان سيكون العقد في مجلسه ويتحمل مصاريفه...))
(( ماشالله ارى ان زواجك لم يكلفك شئ...))

(( لا تقل ذلك..فكم انا خجل من ابو ماجد...))

بدى طلال متوترا من موقف ابو ماجد
وكله خجل من كرمه


انتبه لرنين جواله
رقم غريب

بلهفة واضحه...
(( جلنار..حبيبتي..كيف حالك الان؟؟؟))
(( بخير... لا تقلق...))

(( كيف تريدني ان لا اقلق؟؟؟))
(( جدتي اخبرتني انك كنت هنا..مع والدي في المستشفى...))

(( نعم... وقد اتفقنا على عقد القران..))
(( لا اصدق طلال....))

(( لا تصدقي ماذا؟؟؟))
(( البارحة فقط بدى لي ارتباطنا مستحيلا واني ساكون لغيرك بعد ايام...كيف تحول الامر فجأة.))


(( رضا والديّ جلنار..سهل لنا الامر...))
(( ما ذا تعني؟؟))
(( كلمني والدي..واخبرني انه موافق على زواجنا...))

كان معا بقلبيهما
بدا كل منهما يتنفس السعادة اخيرا

طلال..(( حبيبتي...هل انت مستعدةة للغد,,صحتك تساعدك؟؟))
جلنار..(( قلت لك انا بخير..غدا صباحا اخرج من المستشفى...))
طلال..(( اليس هناك من ترتيبات؟؟؟))
جلنار..(( لا يهمني شئ الان الا ان اكون معك....))

طلال..(( لكني اعلم ان العروس تحتاج لامور كثيره اقلها فستان..الا تريديني ان اراك عروس...))
جلنار..(( لن نقيم حفله..لذا ما احتاجه فستان بسيط... وهذا متوفر لدي...ثم ان هذه امور نساء لا تشغل نفسك بها...))

ابتعدت عن طلال
الذي لم يشعر اني اجلس معه

وصرت انظر اليه من بعيد
كان سعيدا..في منتهى السعادة

هل احسده
لا طبعا
لكني تذكرت نفسي

وناا في هذا العمر تزوجت ثلاث مرات
لم امر بالسعاده التي يعيشها هذا الفتى

حتى نورس الوحيده التي احببتها وتمنيتها زوجه
لم اعش معها هذه اللحظات

شعرت بأني اريدها
اريد ان اتحدث اليها

(( نونو حبيبتي....))

(( اهلا ناصر...))
(( كيف حالك.؟؟))
(( بخير...مابك.. نبرة صوتك متغيرة..حدث شئ...))

(( غدا عقد قران طلال...))
(( رائع...كم انا سعيـــ......))
(( نورس احبك... احبك كثيرا... لا اقوى على فراقك...))
((...................................))
(( الم تقرري بعد ما مصيري معك؟؟؟ لقد تعبت...))
(( ناصر اهدأ...))
(( احتاجك نورس ...احتاجك كثيرا.....))

(( ناصر ارجوك ليس وقته..عندما تعود نتحدث...))

لم يكن ناصر الذي يحدثني
شعرت به وكانه يبكي
لا انه يبكي بالفعل

لم اتصور انه يحمل كل هذه المشاعر
مشاعر صعقت كل العناد الذي بداخلي

لانطق اخيرا...
(( حبيبي... اهدأ الان...وعندما تعود نتحدث في الامر...))

لا اعرف كيف نطقت بها
لكني شعرت ان من حقه ان يسمعها مني
تالمت كثيرا لحديثه ولكلماته

ناصر الذي تمنيت ان لم التقيه
اناديه الان حبيبي

لاول تجتمع هذه الحروف مع بعضها
واطلقها علانيه لاحدهم

ليكون ناصر
ناصر الذي سلبني اغلى ما املك
وتركني
نعم تركتي

ودون وعي مني صرت اشحن نفسي بكل ما فعله ناصر معي في الماضي

لاندم على اللحظة التي تجمعت حروف كلمة حبيبي ونطقت بها له هو....


الشاطئ الــ55
الموجة الخامسه

في سيارة حديثه ارسلها لهما ابو ماجد مع السائق
لتقلهما الى مجلسه


فالكل هناك بانتظارهما

طلال الذي ارتدى ثوب ناصع البياض
(( ناصر..اخبرني العقال وضعه مرتب..))
(( مرتب..مرتب...كم مرة اقولها..))

لاول مرة يلبسه
لم يعتد عليه
لكن احب ان يكون بزيه الخليجي المميز
في ليله عمره

كم يتمنى ان يكون والده واخيه برفقته
كان متضايق لهذا الامر..الا ان عبدالله اخبره ان والده رتب له حفله زواج فور عودته

كان هذا الامر قد قلل من ضيقه بعض الشئ
وصلا لمجلس ابو ماجد

سيارات كثيرة على جانبي الطريق
وما ان دخلا حتى تفاجا بعدد المدعوين
الذين وقفوا ما ان لمحوهما..
وصار في المقدمة وكل منهم يأتي ليبارك للعريس ونسيبه

تقدم ابو عاصم.....
ومعه شابان..احدهم اكبر من طلال والاخر اصغر منه....
عرف انهما اخوان جلنار

ومن ثم تعرف على ابناء عمومتها....

واضح انهم متواجدون لزوم العادات والتقاليد فقط..
فمن العيب الابنه تتزوج في غياب افراد عائلتها من الرجال....

كم تمنى والده واخيه معه....
لم يشعر بحلاوة تبريكات الزواج...

وبدى مرتبكا اكثر....
عندما انصرف عنه ناصر...
والذي قد اختفى فجأة دون سابق انذار....

كان طلال يتلفت يمين يسار يبحث عنه
لكن لا اثر له..

اتجه نحو الصبي الذي يسكب الشاي
(( هل رايت ناصر؟؟))
(( لقد خرج قبل قليل.....))

اين ذهب الان؟؟؟ بدى محتارا ومرتبكا

ولكنه لم يقوى اخفاء صدمته
ما ان لمح ناصر وهو يدخل معه

والده واخيه عبدالله

طلال وهويسرع باتجاهما

اقبل الى والده..
قبّل كفه...وجبينه..وضمه اليه

وبعدها.... تقدم لاخيه عبدالله

(( لا اصدق... ))
عبدالله..(( تظن اننا سنتركك وحدك....))

تقدم ابو ماجد نحوهم...
فيما طلال لا يقوى على كتمان سعادته
(( عمي ابو ماجد.. والدي ...وعبدالله اخي الاكبر...))

ومن ثم اتجهوا الى ابو عاصم...
الذي رحب بوالد طلال...

وتبادلا الحديث....

استوعب ابو عاصم ان هذا الفتى ابن عائلة معروفه
ووالده يعمل بالسلك الدبلوماسي

لا يدري لم ظنه في بداية الامر فتى لا يرتقي لمستواهم

اخذهم الحديث ابوعاصم وابو ماجد وبالطبع والد العريس ابو عبدالله

وتمــ عقد القران اخيرا

ظن طلال ان توتره سيزول ما ان ينتهي الشيخ من العقد

الا ان توتره بدأ يزداد...

الان جلنار اصبحت زوجته
وله ان يخطفها لجزر الواق واق

(( اجهزي حبيبتي... لحظات واخطفك لجزر الوااق واق))

بعد هذه الرساله جاءه اتصال من جلنار
لكن ليست هي من تحدثه

لابد انها جدته
(( طلال...))
(( نعم جدتي..طلال معك...))

(( مبروك بني...))
(( الله يبارك للجميع جدتي...))

(( جميلتي امانه لديك...))
(( هي في عيوني اطمئني..))

(( لا اعرف كيف اقنعت والدها بزواجها منك..بعد ان اعتدت على وجودها معي...))
(( سنزورك ونتصل بك دائما...))

(( اخجل من اقول ما اريد ..لكن.............))
(( انت تأمرين جدتي....قولي ما تريدين..))

(( سفركم يوم غد صحيح؟؟))
(( لا جدتي ....موعد عودتي غدا لكني لم احصل على حجز على نفس الطائرة لجلنار فأجلته لبعد غد.))

(( هل لك انت تترك جلنار معي الليله...وغدا تاتي لاخذها.... تعلم اني قد التقي بها مجددا..ستسافران لبلاد بعيده... والعمر لا احد يضمنه))

((كما تريدين جدتي))


الشاطئ الــ55
الموجة السادسه

تعالت الضحكات في السيارة
وهم في طريق العودة للفندق

عبدالله...(( بعد كل هذا يا طلال تعود معنا وحدك؟؟))
ناصر..(( كل شئ في هذا الزواج غريب....))

ابو عبدالله...مازحا...(( اشك باننا كنا في مشهد تمثيلي.... خلال اين عروستك..يا ولد.))

طلال الذي بدى خجلا من تعليقاتهم
(( ابي...جدة جلنار طلبت ان تبقى معها الليله....لم استطع ان ارفض طلبهااا...))

ناصر ونظره لابوعبدالله..(( هذه البداية عمي....))
ابو عبدالله...(( تعلم ان ليلة زواجي من والدتك بقيت تبكي عند والدتها...لكني لم اخرج الا وهي معي....))

تعالت الضحكات اكثر....

كان جو من المرح بين الرجال في السيارة الى ان وصلا

اقبل ابو عبدلله نحو طلال
(( بني ... جيد ما فعلته بقبول طلب الجدة...
لا اعرف حسن التصرف هذا اين كان قبل الان؟؟))

انصرف عنه مبتسما...
فيما عبدالله...همس في اذنه...(( كلاَ يدخل غرفته بعدها لك ان تذهب اليها...فهي زوجتك الان...))

كان ناصر قريب منهما
سحب عبدالله من ذراعه
(( طلال... لا تفعلها.. والا طلقت الجدة منها....))

كان طلال ينظر اليهما باستغراب
لم يستوعب حديثهما
بينما هو الاثنان يكتمان ضحكاتهما

طلال...(( ارى ان من الغباء ابقى معكما....))



في صباح اليوم التالي............................................ .....

العم فهم وعبدالله وناصر يهمان بالخروج من الفندق للمطار

فيما طلال استعد لزيارة زوجته

كان سيارة خاصة بابو ماجد تنتظرهم
اوصلتهم للمطار
وقبل صعودهم الطائرة
اجروا اتصالا لابو ماجد
تحدث كل واحد منهم اليه

كانوا يشكرونه على كل ما قدمه من خدمات وكذلك على حسن ضيافته وكرمه

لحظتها........
الجدة تتحدث مع ابو عاصم في الهاتف
(( يوسف..كيف يحضر ليرى زوجته وانت غير موجود...))
(( انت قلتها امي..هي زوجته.... لم وجودي...))
(( لانك والدها....))
(( انت معها امي...ليس لدي وقت....))

كانت جلنار تعلم بما يجري...
وكم ترغب ان يأتي طلال بسرعه
وينتشلها من كل هذا الضيق
الا ان كل ما يؤلمها
هو فراق جدتها الحنونه

حتى كان صوت الجرس...
اشارت لها الجدة بحركة يدها ان تدخل غرفتها
ابتسمت لها جلنار

التي باتت لا تستغرب من اي شئ تأمر به جدتها
فهي تقوم بالواجب كما تقول

كانت جلنار في غرفتها
تنظر لنفسها في المراة

ترتب خصلات شعرها الذي يصل لكتفها
و بفستان راقي
من الدانتيل السكري....
بأكمام قصيرة....
ويحيط على خصرها قطعه من الشيفون الذهبي.....
تتدلى اطرافها على شكل فيونكه...

ووجهها خالي من المكياج...
ما عدا الكحل الاسود....
ولمعه زهريه...
فبشرتها الناعمة...
وخدها الوردي بطيبعته.
لا تحتاج لاي نوع من الكريمات او الزينة....

حتى سمعت صوت جدتها تناديها....
وكمااتفقت معها.....

عليها ان تخرج وتقف بعيدا حتى تطلب منها جدتها ان تسلم على عريسها....


خرجت اليهما
كان طلال مع جدتها في الصاله
ما ان لمحها قادمة حتى وقف بحركة مرتبكة

ينظر اليها وابتسامة على شفتيه
لم يقوى على النطق ليرحب بها
بقى واقفا صامتا فقط يمعن النظر لهذه الاميرة

اميرته التي تحقق حلمه معها
بان يخطفها لجزر الواق واق كما وعدها

فيما هي واقفه قرب جدتها....
دون ان تنظر اليها....

(( جميلة... تقدمي نحو زوجك...لا تخجلي....))

بدت وكانها تطير في الهواء
وهي تتقدم اليها....
امسك كفها وقربها اليه
جلسا معا على الكنبة

تشعر وانها تطير فعلا في السماء
وقد جلسا على السحاب

قرب شفتيه من اذنها
(( كم انت فاتنه...))
لم تجبه....
فقط ابتسامة وهي تنظر اليه

استئذنتهم الجدة حينها
ليلتفت طلال بحركة سريعه الى حبيبته

(( جلنار.... لا اصدق...انت زوجتي الان...))
(( لا.... صدق يا طلال...))
(( حتى تعرفي ماذا لي ان افعل من اجلك...))
(( وهل نسيت ما فعلته انا؟؟؟))

اقترب منها اكثر...
(( تضنين هل هناك حب اكبر من حبنا....))
(( لا... لااظن.....))

كان مغمض عينيه
(( طلال مابك؟؟؟؟لم انت مغمض عينيك...))
(( اخاف ان افتحها ولا اراك امامي...))

وهي تربت على كتفه
(( انا معك اطمئن....))
وضع كفه على كفها....
وسحبها اليه...
قبل راحة يدها...
(( جلنار... رائحتك احبها...رائحة الياسمين...))
بدلال...حقا.....
(( اترك يدي فجدتي قادمة...))
وبحده مصطنعه...(( جلنار اسمعي... تركتك البارحه احتراما لجدتك...لكن اليوم لن ابتعد عنك...))

لم يكمل حديثه حتى اعتدل في جلسته
بعد ان ابعد كفه عن زوجته
وهو ينظر للجدة قادمة...

(( جدتي انا وجلنار سنتغدى خارجا....))
(( هي زوجتك الان.... لك ان تاخذها لاي مكان...))

قرب شفتيه من اذنها
(( هيا بنا نهرب... اشعر باني في معسكر...))

الجده باستغراب..(( مابك طلال؟؟))
جلنار وهي تكتم ضحكتها...

(( جدتي..طلال يريدك ان تذهبي معنا ))
وهي ترفع جسدها من الكنبة بصعوبة
(( لا..اذهبا انتما... انا سأدخل غرفتي لارتاح قليلا....))

نهاية الشاطئ الــ55




yassmin 11-11-10 04:36 PM




موجة بين شاطئين
موجه عاليه....

اخترق صوتها ذكريات الماضي
وارتطمت بقسوة موجعه على صخورالشواطئ
شواطئ وقفت عليها نورسنا..

مرت ثلاث ليال على غيابه
لكنها ابدا لم توازي الساعات الاخيرة وهو بعيدا عنها
وبالتحديد اللحظة التي نطقت بها
بحروف كلمة لم يحلم بها
(( حبيبي ))
رغم انه بقي فترة ليست بقصيرة
وهو يقنع نفسه بما سمعه
فعلا قد نطقت بها نونو ولم يكن يتخيلها
والان وهو يقترب من منزله

ليس له ان يتصور كيف لها ان تستقبله
بعد ان باحت له بمكانته في قلبها
كم هو مشتاق لــها
دخل منزله بسرعه
دون حتى ان ينزل حقيبة ملابسه
وبحركة سريعه دخل الصاله
واسرع بخطواته على السلم

لكنه توقف فجأة
وصار يتلفت حوله
يوزع نظره على المنزل من اعلى السلم
بدى المكان هادئ
وخالي تماما...
لا اثر لازعاج رحمة
ولا فوضى زينة
ولم يلمحها
لم يلمح نورس
مستلقية على الكنبة في الصاله كعادتها

اخذه نظره الى باب غرفتها
وبتردد فتح الباب دون ان يطرقه
كانت الغرفه خاليه...

صار يجول بنظره في ارجاء المكان
شعر ان دقات قلبه تتسارع
وكأن صداها يتردد بين جدران هذه الغرفه

بلع ريقه بصعوبة
وهو يحاول ان يستوعب عدم وجودها في المنزل

هل هي في مشوار؟؟؟
ربما.....

لكن........
سجادة الصلاة المفروشة دائما في زاوية الغرفه ليست موجودة
فهذا الشئ الوحيد الذي لا تغيره نورس من مكانه

تردد في الاتصال بها....
وليس له الا ان يتصل بــ زينة

كرر الاتصال اكثر من مرة
لكنها لم تجبه

اعاد اتصاله على هاتف المنزل

(( رحمة؟؟ اين زينة...؟؟))
(( ليست هنا..))

(( لا تدرين اين تكون؟؟؟))
(( لا... زينة اعادتني للبيت...))
وقبل ان ينهي المكالمة
(( سمعتهما يتحدثان مع العمة فريده.... ربما نورس هناك...))

لفضول رحمة فوائد احيانا


اخذ خطواته
خارج الغرفة
ومنها لخارج المنزل...

حتى وجد نفسه في سيارته امام بوابة فيلا سلمان
اوقف السيارة جانبا
وبقي يتأمل المنزل

وكل تفكيره بما فعلته نورس معه
دون ان تعلمه

تردد كثيرا قبل ان ينزل من السيارة

كانت احدى العاملات امام البوابة
اقترب منها
(( سلمان موجود؟؟))
(( لا...من انت؟؟.))
((ناصر.. اخبريهم ناصر ..))

تحركت من امامه ببرود
ولكنها عادت وهي تجري اليه

و تشير له بالدخول
دخل المنزل

حيث كانت العمة فريده جالسة في احدى جوانب الحديقه
تقدم لها..فيما هي ترتب الوشاح الاسود الطويل عليها

كانت ابتسامة واضحه على محياها وتحييه بحرارة
لا يعرف ما يقول او بماذا يبدأ
فهو لا يعرف لم قًدِم الى هنا

*(( لا اعرف كيف اشكرك على ما فعلته مع طلال..... ))


(( لا داعي للشكر...طلال اخي الصغير ولابد ان اكون بجانبه))
*(( كنت اعتقد انه سيخسر الفتاة ورضا والده بما فعله....لم اتصور انه سيأتي به والده عريسا من هناك...))

(( الامور تسهلت لنا هناك...))

*(( لطالما كنت قلقه على ابنتي... ولكن الان وهي معك لن اقلق عليها ابدا.....))
ارهبته كلماتها الاخيرة....

حتى اكملت...(( سنوات مرت وفي كل مرة ترفض فيها شخص تقدم لها دون سبب كنت اقضي الليل ادعو ربي ان يرزقها زوجا صالحا.. حتى استجاب الله لي...))

كان يسمعها دون ان ان يلتفت لها
كان خجلا منها
من ثقتها
من امتنانها له
بقي صامتا
لايدرك ما عليه قوله

ولكنه
فكل مايدركه انه يريد نورس

فبقدر شوقه لها
بقدر ضيقه من مغادرتها البيت في غيابه

حتى اشارت له العمة فريده للجانب الاخر للحديقة
(( نورس هناك في المسبح مع البنات...))

ادار وجهه لتلك الجهه
واكملت حديثها
(( البنات فرحين بها... ومنذ الصباح وهن معها...))
كانت العاملة قادمة نحوهما تحمل كوب العصير

اشار لها ناصر

(( لا اريد شكرا..هل لي ان اذهب لهن في المسبح...))

تقدم نحو المسبح...
مكانه كان محجوب....

فلا يرى من فيه....
حتى اقترب اكثر....

فوضى صوت الفتيات وضحكاتهن تملأ المكان
لكنه يبحث عنها
عن زوجته نورس

لمحها جالسه على طرف المسبح...

بلباس سباحة ملون...وهي مبللة بالماء

(( عمي؟؟؟ لا اصدق.....))
زينة...بعد ان انتبهت له

حيث كانت مع البنات داخل المسبح

التفتت له نورس بحركة سريعه

وباستغراب....
(( ناصر... متى عدت؟؟؟))
لم يجبها
فليس لديه اجابه لسؤاله

لان ما يحمله لها اكبر من الكلام
لهفة ووشوق وضيق يعصر قلبه

وقفت نورس
وتقدمت نحوه بهدؤ بملابسها التي تقطر ماء..

(( مابك ناصر ؟؟حدث شئ؟؟))

وهو يلتفت حوله
(( هل لي ان اكلمك؟؟ لوحدنا؟؟؟))

تقدمت معه نحو الملحق....
ما ان دخلا حتى اغلق الباب بحركة سريعه...

واقترب منها وهو يحاول ان يخفض من صوته
(( لم انت هنا؟؟؟ لم تركت المنزل..؟؟))

كانت تنظر اليه باستغراب
لم تفهم ما يعني بكلامه

تقدم منها اكثر...
وهو يمسك عضدها...
(( نورس ماذا تفعلين هنا؟؟؟))

ارعبتها ردة فعله الغريبه
(( اتركني انت تؤلمني...))

انتبه لنفسه ولقبضته....
تركها....وهو يحاول ان يصل لشئ من الهدؤ..
((اخبريني الان...))
(( اخبرك بماذا؟؟))

بالانفعال نفسه...(( لم غادرت المنزل؟؟))
وهي تنظر لعينيه...(( اخبرتك...))

اقترب منها اكثر..(( اخبرتني بماذا؟؟؟))
وهي تبتعدد عنه خطوات..(( ناصر مابك؟؟ولم كل هذه العصبية... اخبرتك اني سأزور عمتي...))

وهو يحاول ان يستوعب كلامها
(( زيارة فقط))
واكمل وعينه على ما ترتديه
(( وكيف لك ان تبقي بهذه الملابس هنا...))
(( ناصر.... اخبرتك ان سلمان مسافر... وعمتي طلبت مني انا وزينه ان نبقى معها ...هل نسيت لقد استأذنت منك؟؟؟))

لا يدري كيف نسى هذا الامر ربما كلماتها له و لهفته لرؤيتها
شلت تفكيره

شدها نحو احدى الكنبات الموزعه في المكان
صمتت هي فيما هو ينظر اليها فقط

وكلما التقت عينهما ابعدت نظرها عنه
(( اسف نورس.. لم اقصد ان اتعامل معك بعصبية...
لكني.......
قلقت عندما عدت ولم اجدك في المنزل....
ربما لهفتي للقائك في المنزل مسح من ذاكرتي وجودك هنا...))

وهو يمسح على شعرها المبلل بالماء
(( لا اعرف كيف وصلت الى هنا...
كنت مرعوب من فكرة تركك للمنزل..))

كنت انظر اليه وهو يحدثني
بالكاد كان ينطق الكلمات
بالفعل بدى قلقا ومرتبكا

كان يبرر عصبيته معي
والضيق الواضح عليه

فقط لانه ظن اني تركت المنزل
هل هذه ردة فعله لو اني طلبت الانفصال

لقد جاء الى منزل عمتي بدون وعي منه لتصرفاته

وما شعرت به حينها اني رغبت في البكاء
لا اعرف لماذا؟؟؟
فقط هذا الشعور الذي انتابني لحظتها
وانا ارى قلقه من فراقي

افقت من دوامة افكاري وهو ممسك بكفيّ..
قربها اليه وهو يضغط عليها..
صار يقبل اطراف اناملي
مغمض العينين
لا ينظر الي
فقط انا أتأمله وكأنه في عالم اخر

حتى قربني اليه...
لمني الى صدره...
بملابسي المبلله...
ودموعي المحبوسة...

((سمعتك قولينها...حبيبي.كانت حقيقه لم اتخيلها اليس كذلك..))
خجلت منه...لم اقوى على النطق
(( لا اقوى على فراقك لا تتركيني....))
قالها... وصار يكررها اكثر من مرة
اشعر انه ليس بوعيه

افزعني كلامه
نبرات صوته
(( ناصر..لا تقلق ..انا هنا بطلب من عمتي فقط...))

خفف من شد ذراعيه علي
ونظر الي
(( سنبقى معا.؟؟))
لا اعرف كيف ارتسمت الابتسامة على ملامحي
وانا احاول ان اهدأ من انفعاله

(( ناصر في الخارج من ينتظرنا....))

(( من تعنين؟؟))
(( زينة وبنات سلمان))

(( زينة هنا؟؟لم المحها؟؟))
(( لم تلمحها؟؟؟ يجوز ذلك ..فقد دخلت علينا دون حواس...))

وهو يضم وجهها براحة كفيه..
(( لا ارى غيرك ...))
وعاد ليضمها اليه

(( اشتقت لك نونو....))

فيما هي تحاول ان تفك نفسها من مشاعره الملتهبه...
وذراعيه القوية

(( نحن هنااا...ماذا تفعلان؟؟؟...))
التفتا نحو الباب حيث كانت زينة واقفه

وهي تغمز لعمها
(( يكفي غزل ...البنات تنتظرن في المسبح ..هيا نونو...))


لحظات وكانا معا قرب المسبح
والعمة فريده كذلك...
(( زينة... اخبرتك ان تتركيهما لوحدهما ..لم تزعجينهما؟؟))

اجابت زينة العمة فريدة..
(( عمتي...هذا ناصر اعرفه جيدا ما ان يرى نونو ينسى ما حوله...))

ناصر ..(( زينة..اخجلي..))

وبدلالها المعتاد...(( انا لا اخجل..ويمكنني ان اخبرها بما تفعله في الملحق...))

تغيرت ملامح نورس خجلا
فيما اقترب ناصر من زينة....

(( اعتقد وجودك في الماء افضل بكثير....))
ودفعها في المسبح...

عادت ضحكات البنات من جديد
مريم وهي تصعد درجات المسبح
(( عمي.. اسبح معنا...))
صار يسمع اختيها ترحبان به في المسبح
التفت الى نورس...
(( ربما زوجتي لا توافق...))

مروة ...(( لماذا؟؟لماذا ترفضي نونو؟؟))

استغربت نورس كلام ناصر
الا ان ناصر اكمل كلامه
(( نورس تغار علي كثيرا...
لا اتريد ان اكون بمكان يضم فتيات جميلات مثلكن...))

نورس بالكاد خرجت الكلمات من بين شفتيها
(( انا؟؟؟))

وهو يقترب من المسبح....
((كنت معها قبل قليل اقنعها ان لا تزعل مني لو فعلتها وسبحت معكن..))

كانت زينة والعمة فريدة يكتمن ضحكاتهن على ملامح نورس
وملامح الفتيات الاتي صدقن كلام ناصر...

(( لكني ابدا لا ارضخ لكلام النساء... حقيبة سفري...مازالت في السيارة. أحضرها..وابدل ملابسي لانزل المسبح...))

.فعلها فعلا....
احضر حقيبته... واخرج له ملابس سباحة..

وقبل ان يرتديها التفتت له نورس..
(( لِم قد تحمل هذه الملابس معك في سفره قصيرة...))

(( احملها في كل رحلاتي فلا بد من وجود مسبح في الفندق...))
وقبل ان ينصرف عنها

غمز لها
(( يكفي غيرة نونو....))

واكمل..(( تعرفين السباحة؟؟))
نورس وهي تتظاهر بعدم الاهتمام
(( لا احبها....))

فجاة ارتفعت نبرة صوته...
وبلهجة امر...
(( ان كنت لا تحبين السباحه..لو سمحتي اذهبي واخلعي هذا اللباس... ))
وهي تنظر لنفسها....
(( ما به؟؟؟))

اقترب منها..وهو يمرر طرف سبابته على عنقها
(( تبدين رائعه به...بودي لو اكٌلُكِ...))

بارتباك ابتعدت عنه

من يراه يمزح ويضحك
لا يرى ملامحه قبل ساعات والعبرة تكاد تخنقه


خرج اليهن......
مروة ومريم ومرام فقط في المسبح

نزل معهن ... على صوت ضحكاتهن العالية....

زينة والعمة فريده في جانب بعيد عن المسبح تتحدثان

فيما نورس نظراتها اليه
كم تراه وسيما
وكله عنفوان الشباب

صارت تتأمله
وهو يمازح الصغيرات ويلاعبهن

وهن بحماس يتفاعلن معه

حتى انتبهت له وهو يهمس للبنات

وبحركة واحده منهن
التفتن اليها
فيما قالت مروة
(( خالة نونو... انزلي معنا المسبح...))

نورس بحده ونظرها لناصر...(( لا سأذهب لابدل ملابسي ....))

ناصر يحدث الصغيرات..(( سمعتن ما قالت؟؟ لقد اخبرتكن انها تغار منكن كثيرا..))


بقي ناصر مع الصغيرات
فيما نورس وزينة جلسن مع العمة فريدة بعد ان ابدلتا ملابسهما....

كان حديثهن عن طلال
نورس..(( فعلها طلال وتزوج بها...))
العمة فريده..(( لم اتصور ابدا ان تخرج كل هذه التصرفات منه....))
زينة..(( القلب وما يفعل بصاحبه..؟؟))
قاطعهن رنين جوال زينه...

كانت رساله نصية....
(( أمازلتِ في منزل عمتي؟؟؟ انا قادم...))

لحظات والرنين مرة اخرى
ولكنه جوال العمة فريدة

(( اهلا بني عبدالله...نعم نحن هنا...ناصر ايضا...))

التفتت نورس الى زينة

(( كان هو؟؟؟))
اومأت زينة برأسها بدلال
(( لم يشتاقوا لك فقط...لنا نصيب ايضا))

بعد اقل من ربع الساعه
كان عبدالله معهن...

جلس مع عمته...ونورس وزينة
اللتان قد ارتدين العباءة والوشاح الاسود...

لم يقوى على ابعاد نظره عنها
لم يقوى على اخفاء اعجابه بها...

قاطعته العمة فريده..(( كيف حال والدك؟؟؟))
#(( افضل بكثير عن الايام الماضية...))

(( الحمدلله...المهم الان انه راضي عن اخيك...))
#(( طلال؟؟..لو ترينه.... سيطير من الفرح ))

(( لو لم يلحق به ناصر لا ندري ما مصيره...))
#(( معك حق.... لقد اتعبناه معنا....))

كان نظرهما اليها
الى زوجته
والتي وقفت فجأة...
(( سأحضر السندويشات للصغيرات....))

انصرفت نورس برفقة زينة

بعدها كان صوت ضحكات الصغيرات
ينبأ عن قدومهن مع ناصر....

فريدة..((هيا ابدلن ملابسكن ... ))

مرام...(( لا ماما...عم ناصر سيلعب معنا كرة سلة...))

فريدة وهي تلتفت الى ناصر...
(( ناصر مرهق من السفر دعوه يرتاح قليلا..))

ابتسم لها ناصر...
(( بعد اذنك عمتي... نلعب قليلا ونعود...))

انصرف ناصر برفقة الصغيرات
فيما العمة فريدة اقتربت اكثر من عبدالله..

(( عبدالله ..اخبرني ماذا تريد قوله؟؟))
(( ماذا عمتي؟؟))

(( اخبرني لا تخجل؟؟))
(( اخبرك عن ماذا؟؟))

(( عن زينة..))
صار ينظر اليها باستغراب...
(( كيف عرفت؟؟))

ضحكت عليه عمته
(( كيف عرفت؟؟..من عينيك...التي تقوى على رمشها ما ان تراها.))

وهو يمرر انامله على شعره
(( عمتي.. ماذا افعل؟؟ احبها...))

باستغراب ...فتحت العمة عينيها....
وبنبرة استغراب اكثر..
(( ماذا؟؟ماذا؟؟؟ من يتكلم عبدالله بن فهد يقول هذا الكلام؟؟))

وقد اخفض صوته
(( لا تخجليني عمتي.....))
وهي تكتم ضحكتها...
(( وبعد ان احببتها..))

ارتفعت نبرة صوته فجأة..
((سأتقدم لها رسميا..))

(( هي تعلم؟؟))
(( نعم...))

(( ماشالله عليكم ابناء اخي... الهوى جرفكم ددون ان تنتبهوا.))

قطع حديثهما قدوم نورس وزينه...

فريده..(( ناصر مع الصغيرات يلعبن الكرة...))
نورس..(( حسنا ناخذه لهم...))

همّ عبدالله بالوقوف...
(( سارافقكما ..بعد اذنك عمتي..))
اشارت له ان يذهب.. وهي تبتسم له


اقتربوا منهم...
نورس. وهي ترفع صحن السندويشات..(( هيا بنات... ))

اقتربن منها..
وناصر خلفهن يحمل الكرة...

تناولن السندويشات من الصحن...
ناصر..(( نونو... تعالي العبي معنا الكرة..))

نورس...(( لا احب اللعب...))

مروة وهي تلتهم سندويشتها...
(( لا ..ماما فريده لن ترضى...))

ناصر وهو يقلد على اسلوبها الطفولي في الحديث
(( لماذااا؟؟))

كانت نورس تحاول ان تسكتها
الا ان مروة اكملت حديثها

(( عمتي قالت..عليها ان لاتنزل المسبح ولا تلعب معنا.. ربما تكون حامل))

صار ناصر ينظر الى نورس بحده
فيما نورس ارتبكت من ردة فعله

في حين زينة وعبدالله لم يكونا معهما في الحديث
كانا في عالم اخر....

بارتباك...
نورس...
(( هيا بنات..ماما تريدكن...))
جرين نحو مكان جلوس العمة...
وزينة وعبدالله معهن..

فيما تهمّ نورس لتتبعهم

امسكها ناصر
بالحركة نفسها

وشد قبضته على عضدها اكثر..
عندما حاولت الابتعاد عنه...

(( نورس توقفي وكلميني...))
(( مابك ناصر...))

(( ما معنى كلام الصغيرة؟؟))
(( انت قلت كلام صغيرة...))

(( ماذا تعنين؟؟))
(( لا تأخذ عليه...))

(( لكنه كلام عمتك.. ماذا تعني عمتك..))
(( لاشئ..لا شئ ...هي تخمن ذلك..))

(( تخمن؟؟))
اجابته بحده....(( ناصر.. كيف سأحمل؟؟))

ارتبكت بعدها
شعرت بان سؤالها محرج
محرج جدا لها وله
الا انه اجابها بهدؤ

(( انت زوجتي... هل نسيتي؟؟))
شعرت بأنه يلمح الى ماحدث بينهما
بعد عودته من جنيف

شعرت بحرارة تسري في جسدها
وزاد ارتباكها

ودون ان تنظر اليه
بنبرة هادئة
(( لست حامل..واقولها لك وانا متأكده من ذلك...))

ابتعدت عنه
وهي تفكر
لم شدته فكرة الحمل

ولم كل هذه الاسئلة؟؟
هل يأمل ان تكون حامل؟؟؟
لماذا؟؟


بعد حدة اللقاء الذي جمع ناصر ونورس
لم يقويا على البقاء اكثر
رغم اصرار العمة فريدة

خرجا بعدها برفقة زينة
التي طلبت ان يوصلاها الى منزلها



لم يتبادلا الحديث في السيارة
كانا صامتين حتى وصلا المنزل
دخلت نورس غرفتها
وهي تشعر ان هموم الدنيا على رأسها
خاصة... المجادلة الاخيرة مع ناصر
بعد موجة مشاعره التي جرفتها
لتتركها في تيهان اكثر واكثر
ولكن...لن ترتاح الا بعد ان تستحم بالماء البارد كعادتها

بعدها....
وقفت امام المراة تمشط شعرها وهي تسترجع كلمات ناصر لها
ونبرات اللهفه والقلق التي غلبت مشاعرها
كيف لمها اليه...
وصار يرجوها ان تبقى

هل لرجل مثل ناصر ان ينهار فجأة ويبوح عن ما في قلبه هكذا؟؟؟

تركت شعرها الرطب منسدل على كتفها
وهي ترتدي لباس نوم القصير
كحلي اللون ومزين بقطع دانتيل باللون الابيض

اخذت مكانها على السرير
وسحبت دفترها العزيز
لتدون فيها ما لن تمحيه من ذاكرتها ابدا

استرسلت في الكتابة
رغم الحيرة والقلق
الا ان شئ من الفرح يتسلل لمشاعرها
هل لناصر ان يحبها بهذا القدر

وهل هو الشخص الذي تبحث عنه منذ زمن
شخص يحبها يريدها معه لانه يريد قربها فقط
ليس لانه يشفق عليها او يشعر بحاجتها له

طرق على الباب
قطعها عن الكتابة
ودخل بعدها ناصر

(( نورس...لديك مسكن.... جسدي يؤلمني بالكامل..))

اربكها دخوله عليها
وبحركة سريعه منها اخفت دفترها تحت الوسادة
وشدت الغطاء عليها
(( لا...))
انتبه ناصر لحركتها
تقدم منها اكثر
مما زاد من ارباكها


وهي تتظاهر بالهدؤ

(( ناصر انت مريض؟؟))

كان قريب من سريرها...
لم يركز لما تقول
نظره لما تحت الوسادة

(( هل لديك ما تخفينه عني؟؟))
(( لا ..))


وهو يبتسم لها....
اقترب منها اكثر وجلس على طرف السرير
ارتباكها ليس فقط من ان يرى دفترها

لم تكن ترغب ان يراها بلباسها هذا

(( اريني ما تخفينه تحت الوسادة...))
فيما يحاول ان يسحب الوسادة من تحت راحة كفها
كانت تضغط عليها بقوة

اقترب اكثر..
واحاط ذراعيه حولها
وهو يسحب الوساده بيده اليمنى
ونظره لما تخفيه

ارتسمت ابتسامة على شفتيه ما ان لمح الدفتر
رفع نظره اليها
كان قريب منها
قريب كثيرا

وهو يحيطها بذراعه..
ووجهه مقابل لوجهها... لنظراتها القلقه
فعلا هو مريض
بدت عيناه غائرة مائله للاحمرار

كانت تشعر بانفاسه الدافئة
وحرارة جسده..انتقلت اليها
لتزيد من دقات قلبها

لا تعلم كم مر من الوقت وهما على هذا الحال
لم تكن لديها اي ردة فعل

حتى... قرب راحة كفه على ظهرها
ليقربها منه اكثر واكثر

لتنطق اخيرا...وهي تكاد تبكي
(( لا...لا تلمسني....لا تلمسني...))
كلماتها كانت كما التيار الكهربائي
كما الصاعقه التي اعادته لرشده

ليبتعد عنها....
وهو ينظر اليها..بنظرات قاسيه...
ارعبتها فعلا...
ليخرج من غرفتها دون ان ينطق بشئ...

جمدت مكانها.....
لم تتصور ماحدث
ولا ردة فعلها القاسية على ناصر...

لتسمع بعدها صوت محرك سيارته...
لابد انه خرج...
تمددت على جانبها الايمن..
اخذت تتنفس بضيق...

شعور فقدته منذ فترة
وعاد لها من جديد...

تكورت على نفسها
واخذت تبكي...
تبكي لانها تشعر
انها على وشك فقدان غالي...


بعدها بساعات
سمعت صوت خطواته
عائد من الخارج لغرفته

بحركة سريعه
قامت من سريرها
ما ان وصلت للباب
حتى توقفت
بقيت متردده في ان تخرج اليه
لكن الامر يعنيها

هي فقط من معه في المنزل
ومن مسئوليتها ان تطمئن عليه

كانت تحاول ان تقنع نفسها بهذا السبب

كان قد دخل غرفته
(( ناصر...ناصر..))

بالكاد سمعت صوته يسمح لها بالدخول

دخلت عليه
كان مستلقي على سريره
بلباسه الرياضي نفسه

ولكن بدى عليه اثار الرمال

هل من المعقول انه ذهب للساحل وهو مريض
(( اين كنت ناصر...))
وبصوت مبحوح وهو يشير لمجموعه ادوية رماها على الكنبة القريبه من الكرسي...
(( في المركز الصحي....))

اخذت مكانها على الكنبة
وراحت تتفحص الادوية

(( مسكنان للالم....وهذا المهم بينهم مضاد كل 8 ساعات...))

لم يعلق ناصر على حديثها
بل انه لم يلتفت لها ابدا
واضح ان المرض قد سلبه كل حواسه
فلا يشعر بما حوله

ليس هو...
هي كذلك... من قلقها عليه لم تنتبه لنفسها
لم تنتبه انها ترتدي اللباس نفسه
التي جاهددت قبل قليل كي لا يلمحها به
اقتربت منه
وشدت الغطاء عليه

فيما هو مغمض العينين

همست له..(( كنت على البحر صحيح؟؟؟))
لم يجبها...ولكن تأكدت ان توقعها صحيح

(( كيف تفعل ذلك وانت مريض..حرارتك مرتفعه....))
(( الامر بسيط... هذا فقط من اثر السباحه..خرجت بملابس مبلوله كي العب الكرة مع الصغيرات....))

وهو يشد جسده ليستند على واجهة السرير
(( سأكون بخير بعدما اتناول المضاد...))
لحظتها اخذ وضعا مريحا..

ليلتفت اليها
ابدا لم يتوقعها معه ..قريبه منه بهذا اللباس
نظراته نحوها اصبحت غريبه
اربكتها

تحركت من مكانها
لتأخذ علبة الدواء
وتقربها منه
(( لابد ان تاخذ هذا المُسكن الان والمضاد بعد ان تأكل....
سأحضر لك شوربة....مارايك...))

كانت قريبه منه
على طرف السرير
وهي تحادثه
كل ماترغب به
ان تشعره انها في راحة تامة لمساعدتها له وهو ومريض

قربت منه قرص من علبة المسكن
(( تفضل ناصر....))
كان مستغرب تصرفها

لكنه لم يتحمله
فكم هو يحبها ومشتاق لها
ولكن كلمتها "لا تلمسني" اثرها اكبر من كل شوق
فقد اوجعته فعلا

كانت قريبه منه كثيرا
لا تشعر بما تتركه من اثر لتصرفها هذا

حتى غرِب بوجهه عنها
((ابتعدي عني..........ابتعدي نورس))

كانت تنظر اليه باستغراب
(( لِم تفعلين ذلك؟؟))

لحظتها فقط
نزلت بنظرها لما ترتدي

وضعت كفيها على صدرها
وهو يعيد نظره عليها

لتتحرك من مكانها بسرعه
وبحروف ترجف خوفا وخجلا
(( اسفه..لم اعي لنفسي...اسفه...))
خرجت مسرعه
فيما هو سحب انفاسه المرهقه

وشد غطاء السرير عليه
ربما يشعر بالدفئ

وبضيق يكتم انفاسه

كيف يزعجها بكلماته
لِم يكلمها بهذه القسوة
يعلم جيدا انها لم تعني استفزازه بما فعلته

فعلت كل هذا لانها قلقه عليه
وترغب ان تكون بجانبه

لدرجة انها لم تنتبه لما ترتديه

لم يرغب باحراجها


بل كان بوده ان يقول لها
ما شعر به ما ان سمع نبرات صوتها القلقه عليه

يخبرها انه احب مرضه لانه جذبها اليه
يريد ان يبقى مريضا حتى تبقى بقربه تعتني به وتدللــه


لا يعرف ما عليه فعله
هل يذهب ليعتذر لها
ام يبقى على حاله وفي وحدته
كي يعتاد على بعدها
وانها ليست دائما معه

وفي غمرة افكاره
كان طرقٌ على الباب

دخلت بعدها...
وهي تحمل صحن الشوربة

ودون ان تنطق وضعته على الطاولة القريبه منه
(( شوربة مشروم ساخنة....وبعدها تناول قرص فقط من المضاد..))

كانت الكلمات تخرج من شفتيها بصعوبة

فيما هو ينظر اليها كيف تبعد بنظرها عنه

كانت قبل لحظات
امامه امرأة فاتنة

باللباس الحريري....
وشعرها المنسدل على كتفيها....
لم يقوى قربها...

والان مرة اخرى...
تفتنه بخجلها..وبنبرات صوتها وليدة الاحراج

وحتى ما ارتدته....
كان يظهر نعومتها وبساطتها....
تي شيرت قطني ابيض به نقوش وردية...
وبنطال وردي قطني....

(( هل تريد شئ قبل ان ادخل غرفتي..))

لم يرغب ان تبتعد عنه
كان يريد قربها
يريد ان يعتذر من
قسوته عليها
وان كانت قسوته من اجلها

وعينه على صحن الشوربة
(( مرهق جدا...لا اظن اني اقوى على شرب الشوربة...))

وبهدؤ اجابته..(( لن تتناول المضاد الا بعد ان تأكل....))

ناصر..(( حسناَ قربي الصحن مني...))

وبعفوية
اخذت الصحن من على الطاولة..
وقربته له...وضعت في يده الملعقة

(( الن تطعميني؟؟؟))
فتحت عيناها له..

فيما هو ابتسم لها
واخذ منها الملعقه...

(( لن اتناولها الا بعد ان تسامحيني..))

وهي تبعد نظرها عنه..(( اسامحك على ماذا؟؟))
وبنبرة كلها حنيّة...(( اعلم اني كنت قاسي بكلامي..ولكني لم ارغب ان افعل شئ يضايقك...))

تلاشت ملامح الحزن والارتباك عن وجهها البرئ
ولم تشعر بنفسها الا وهي ترسم ابتسامة على شفتيها.....

(( لم ازعل لاسامحك....))

ما ان انهى الشوربة وتناول الدواء
حتى غط في النوم
بدى ان المرض غلبه فعلا....





تحت اشعة شمس ضحى اليوم التالي...................................
قرب مدخل فيلا العم فهد...ابو عبدالله....................................

(( مابك حبيبتي؟؟؟))
(( لا شئ..قلق بعض الشئ من لقاء اسرتك...))

ضغط على كفها....
(( لا داعي للقلق جلنار هم بانتظارنا....))

اقبلا عليهم...
حيث كانوا ينتظرونهما...

بالاضافه لوالده ووالدته واخويه
كانت العمة فريدة...

كانت لحظات مؤثرة للجميع...

حيث كان والده واخيه عبدالله
يلمحانه من بعيد

دون تعليق...
فيما الام والعمة تغرقانهما بكلمات الفرح والتبريكات


اجتمع الجميع في الصاله الواسعه لفيلا ابو عبدالله

طلال الذي بدى في قمة سعادته وهو بقرب زوجته جلنار
بفستانها الازرق ووشاحها الزهري

العمة فريدة...(( عروستنا كيف حالها...))

ونظرها على طلال..(( الحمدالله...))
طلال وهو يشير الى عمته..(( هذه فرودة..... شمعة هذه الاسرة...))

العمة فريده..(( الا تخجل ...قل عمتي فريده....))

غمز لها..(( عمتي.؟؟؟.. لا اريد ان اكبرك...))

ثم اشار الى اخيه الاصغر...الذي بدى هادئا...فقط يوزع نظراته عليهم

(( وهذا محمد...اخي الاصغر....))

ونظره الى عبدالله..(( ولابد انك تعرفين مجنون الدراسه..الدكتور عبدالله...))
كانت جلنار في قمة خجلها
تكتفي بابتسامة
بالكاد ترتسم على شفتيها


ابو عبدالله...(( طلال ارى ان مزاجك في قمته.... ))
لحظتها فقط خجل من تعليق والده

العمة فريدة...(( لقد جهزنا لحفلة الزواج غدا.... ))

طلال..(( غدا....؟؟؟؟؟))

وبصوت منخفض...(( لا اعتقد اني جاهزة للحفله عمتي...))

ام عبدالله..(( مجرد حفلة بسيطه نقيمها هنا...))

العمة فريده...(( ما ينقصك فستان الزفاف.....))

وفي زحمة الترتيبات....
استأذن ابو عبدالله بالخروج...وتبعه عبدالله ومحمد....


فيما اكملت العمة فريده...(( نذهب معا لتأخذي فستان يناسبك لا تقلقي ....))

اقتربت العمة فريدة وهي تهمس لابن اخيها...

(( طلاااال... اين باتت جلنار البارحة...))
طلال وهو يتصنع الضيق...
(( جلنار؟؟؟ باتت في حضن جدتها ..تصوري.... وانا في الفندق وحدي....))

العمة فريدة باستغراب...
(( هل هذا صحيح جلنار؟؟؟))
وبخجل واضح اومأت لها بالايجاب...

التفتت الى ام عبدالله...
(( اذاُ لنجهز لعروستنا غرفة الضيوف الليله....))
طلال..(( ماذا تعنين؟؟؟))

العمة فريده...
(( مادام البارحة لم تكن معك فلن تبقى معك الليلة..,,,انصرف من هنا....الان...))
طلال وهو يتظاهر بالزعل..
((لن ابقى معها الليلة؟؟؟))

ام عبدالله..(( طلال.؟؟؟ لا تخجل...قلنا لك ليلة الغد زواجك....))

طلال وهو يهمس لجلنار...
(( امي وعمتي... اخذهم الحماس بدور اهل العريس... تحملي ذلك للغد فقط...))

لم تعلق جلنار على حديثه فقط تنظر اليه

نظر الى عمته
(( عمتي..جلنار تخجل من الجلوس بدوني.... تريدني معها...))

وهي تشير للحقيبتين امام المدخل
(( طلال.... اخذ الحقيبتين للاعلى.... ))

بعد ان انصرف طلال....

اقتربت منها ام عبدالله
(( جلنار انت هنا مثل ابنتي..لا تخجلي من شئ... ))

العمة فريده...
(( سأتصل بنورس... لتذهب معنا لمشغل الخياطة... و بعد ذلك نذهب لشراء باقي ما تحتاجينه....))

كانت جلنار صامته فقط تومأ بقبولها كل اقتراحاتهم


وبتردد سألتها ام عبدالله..(( عذرا بنيتي ولكن والدتك اين هي الان؟؟))

جلنار...(( في كندا مع خالي... اتصلت بها فور وصولي هنا... )))
ام عبدالله..(( الن تحضر؟؟؟ ..))

جلنار..(( طلبت منها لك..لكن ظروفها لا تسمح كما انها تحتاج لتأشيرة دخول وهذا يحتاج وقت...))

العمة فريده وهي تحاول ان تلطف الجو الذي تسلل له الحزن..
(( لا عليك... انا وام عبدالله معك...لا تتضايقي من شئ...))



في غرفة ناصر مستلقي بجسد يقاوم مرضه...................................

افاقت من نومها على الكنبة
لتلمحه مازال نائماَ على سريره...

ابعدت خصلات شعرها عن وجهها...
وجلست على طرف السرير

اقتربت منه اكثر
ووضعت راحه كفها على جبهته
يبدو ان حرارته انخفضت عن البارحه

هدأت قليلا...
هدؤ غريب تسلل اليها
وهي تلمحه
لاول مرة قريب منها كل هذا القرب

ولها ان تتأمل ملامحه بامعان
كانت تنظر اليه وهي تأخذ انفاسها بهدؤ كي لا يشعر بها

كانت تراه ذاك الشاب الذي لمحته اول مرة في المستشفى
مررت اناملها على شعره

وهي لا تقوى على تحريك رمش عينيها
لا تريد ان تخسر ولو لحظة تلمحه فيها بهذا القرب

ودون ان تعي لنفسها
مررت راحتي كفيها على خده

وهي تغمض عينيها وتأخذ نفسها بعمق

حتى تكهرب جسدها بالكامل
بعد ان شعرت به وقد امسك بكفيها بكلتا يديه
وصار يضغط عليهما وهما مكانهما قريبين من خده

هل تهيأ لها ذلك
ام انه افاق لها فعلا

تنتظر منه ان ينطق
لكنها لم تسمع نبرات صوته
فتحت عيناها

تريد ان تكذب احساسها

لتراه ينظر اليها وابتسامه خبيثه على شفتيه
(( نونو؟؟ تستغلين نومي في ماذا؟؟؟))
بلعت ريقها بصعوبه
وهي تحاول ان تسحب كفيها منه

ان تهرب منه
لكنه شد على كفيها اكثر

(( كنت..كنت اريد ان اتأكد من ان حرارتك انخفضت بعد تناولك المضاد...))
(( تأكدتي من ذلك عندما وضعت راحة يدك على جبهتي...))
(( لم..لم تكن نائما..؟؟))
وهو يومأ برأسه...بلا

حاولت ان تبتعد عنه بعد ان سحبت كفيها منه
لكنه امسك ساعدها
(( لن تذهبي...))
(( ناصر ارجوك.....))


قربها منه اكثر
وهو يعتدل في جلسته

(( لم تتهربين مني؟؟؟))
لم تجبه بقيت صامته

(( قلتيها لي...لا تنكري....))
نظرت اليه وهي تحاول ان تستوعب ما يعني
(( كلمة حبيبي...مازالت ترن في اذني...))

اغمضت عينيها
لاتريد ان يرى ضعفها في نظرات عينيها

ولكن كل احاسيسها ضعفت امامه
وهو يلمها اليه

(( ليس لنا غير بعض نونو....))

وهي تشد جسدها عنه بكل ضعف
كانت تحدث نفسها..... لا تفعل ناصر... لا اريد ان اضعف من جديد....

(( انت زوجتي....ولنا ان نبقى طوال العمر زوجين..ولك مني كل ما تريدين....))

ابتعدت عنه اخيرا

ودون ان تنظر اليه
(( لا اريد شئ... ))

ارتفعت نبرة صوته
(( بلى نونو... انت محتاجه لي كما انا محتاج لك....))

ابتعدت عنه
وعن مكان مضجعه

ونظرها بعيدا عنه

(( كنت محتاجه لك.... لحظة ما فقدت اسرتي وبقيت وحيده ومقعدة ..كنت انت املي من اجل ان اعيد الحياة لجسدي من جديد...لكنك................))
لم تقوى على اكمال حديثها

حيث انها اجهشت في البكاء

كان خلفها...وضع كفيه على كتفها
وقرب شفتيها من اذنها
(( نورس صدقيني...ان ما حدث كان غصبا عني.... لم ارتب لاي امر مما حدث))

وقف مقابل لها وجها لوجه...
ومسك كفها....
ليجلسها على الاريكه...

(( صدقيني نونو......))
وهي تسحب انفاسها بصعوبة
(( اصدق ماذا؟؟؟؟ ما تقوله الان ام ماقلته لي حينها....))

(( لم اكذب عليك قط.... اقسم بذلك....))
رفعت نظرها اليه..وكأنها تريد ان تلمح الصدق في عينيه
(( قلتها لك...انت حبيبتي.....لاني فعلا احببتك....))

وهو يبلع ريقه بصعوبة...
(( ولم اقصد اذائك.... الظروف يا نورس.... صدقيني ان ظروفي كانت ضدي في كل شئ...))

كانت تريد ان تعرف....
لطالما شعرت انه يخفي عنها احداث من حياته...

احداث تخللت لقائه بها

وكانت سبب لفراقهما
وللألم الذي عاشته لسنوات...
كانت تريده ان ينطق

هل حانت اللحظة لتعرف ما يخفيه عنها

هل هناك ما يبرر فعلته معها
هل فعلا لديه ما يقوله كي يستعيد ثقتها وحبها من جديد
وهل ستسمح لنفسها ان ترمي بجسدها في احضانه
وتبكي لاخر مرة وحدتها ورعبها وألمها


كانت تنظر اليه
تنتظره ان يتكلم....
كانت تقول بداخل...انطق يا ناصر.....انطق..


حتى كان رنين الجوال....

طال رنينه كي تلتفت هي...
فيما هو ينظر اليها...


تحركت من امامه...ورفعت الجوال

كان يسمع حدديثها مع عمتها
(( اهلا عمتي....اليوم؟؟؟؟........لم تعلميني مسبقا.......اسفة جدا....ناصر مريض علي ان ابقى معه...... مارأيك ان تذهب زينة معكما..... هي افضل مني في ذلك....اسفة مرة اخرى ابلغي سلامي لجلنار...))

ناصر..(( ماذا هناك؟؟))
نورس..(( طلال وجلنار هنا...وغدا سيقيمون حفله زواج.. وتريدني اخذ جلنار للسوق..))
ناصر..(( لم اعتذرتي؟؟؟))
نورس بهدؤ...(( لقد سمعتني....))
ونظره لعينيها...(( تريدين البقاء معي؟؟))
وهي تتهرب من نظراته...(( اريد ان نكمل حديثنا..))

ناصر ..(( ماذا تريدين ان تعرفي.؟؟))

نورس... وهي تدعك ظهر كفها براحة كفها الاخرى
(( لِم فعلت ذلك معي؟؟؟ وتركتني بعدهاا...))

التفت لها...
ودموع تقطر من عينيها
(( اشعرني ولو مرة واحده انك لم تراني فتاة رخيصة استمتعت بها ليله واحده وتركتها...))

اقترب منها بحركة سريعه
حتى كاد يلتصق بها
(( لا تقولي ذلك.... لا تلفضيها على لسانك,,, ان كنت اراك كما تقولين...فانا سأحمل الصفه نفسها...))
وهو يمرر اناملها على شعرها..
(( وانا لن اقبلها في الحالتين))


مسح بكفيه دموعها...
واحاط بذراعه على كتفها....
(( لنخرج من هذه الغرفه اولا..))
لم تفهم ما يعني بحركته هذه...

حتى قالها..(( اشعر ان هذه الغرفه امتلئت بالمشاحنات.....))


تقدم معها نحو غرفتها....

استغربت ما يفعله...
وهو يغلق الباب عليهما...

(( هنا كنتِ زوجتي... وهنا أخبرك ما اخفيته لسنوات...))

وانخفضت نبرة صوته فجأة...
(( ولكن ماذا بعد؟؟؟ماذا بعد ان تعرفي الحقيقة..هل ستبقين معي؟؟؟))

لم تجبه.... بل انها صارت تتهرب من النظر اليه

فهم من نظراتها التائهه انها لا توعده بشئ

وبضيق...(( أخبرك الان بكل شئ... ولك بعدها حق الاختيار...))

التفتت اليه بحركة سريعه وكأنها تريده ان يتحدث ب..

ونطق اخيرا.......
وكان حديثا طويلا.....
بطول تلك الليالي وألمها....

....عند لقائي بكِ اول مرة....
كنت تائهاً في نظرة عينيك..
قاومت كثيرا حتى اصرف نظري عنك.....
**كانت نورس تتذكر موقفه عندما التقته اول مرة في المطعم**
لحظتها بدأ قلبي وعقلي التفكير بكِ انتِ
رغم انشغالي بوضع امي رحمها الله والتي كانت اغلى ما عندي....
الا اني لم استطع ان اتجاهلك...
نورس....
اعلم انك كنت تخرجين من غرفتك للعلاج الطبيعي كل صباح الساعه التاسعه والنصف...

وتتناولين غدائك مع عمتك بعد صلاة الظهر مباشرة....
وموعد الفحص من قِبل الدكتور يكون كل يوم بعد العصر.....

اعرف تفاصيل يومك كله
لاني كنت اترصدك من بعيد..
اشبع نظري بلفتاتك البريئة....
وبلمعة الحزن التي اجهل اسبابها في تلك اللحظة....
نادرا ما اجعلك تشعرين بي حولك
..كنت المح ابتسامة خجل كلما التقت عيني بعينيك
ابتسامة تذيب كل ما بداخلي
حتى اكاد اضعف امامك وقد ابوح لك كل ما بداخلي...
لكن اعلم ان الظروف لاتسمح...
ظروفي وظروفك....

حتى كان قرار امي بالعودة
جاء قرارها بعد اتصال من والدي....
شعرت امي ان والدي في ازمة او مشكلة
لم ترتاح لنبرة صوته
لطالما امي كانت قريبه من والدي..
تشعر به وان كانت بعيده عنه....

حاولت اقناعها.... ان تصرف نظر حتى انهاء عمليتها
خاصة ان عمليتها ستكون خلال اسبوع...ونسبة نجاحها عالية جدا...
لكنها ابدا ابدا لم تأخذ بكلامي
قرارها ومصره عليه ان تعود للبلاد
قلبها مشغول على والدي...
لم اوافق على قرارها حتى كان رأي الطبيب...
ليس من صالح والدتك اجراء العملية وهي بهذا الوضع النفسي السئ..
وكان رايه ان اعود بها للبلاد....

لتطمأن على والدي...حتى تأخذ قرارها بالعودة بنفسها
لاجراء العملية....وهذا ما كنت ارفضه
اعلم جيدا ان عادت والدتي للبلاد..لن تفارق والدي..
فقد كان احساسها في محله...
هناك ما يقلق بشأن والدي...
علمت من اخوتي....عبدالرحمن والد زينة ... وعبدالعزيز

ولكن لابد من العودة.....
حجزنا تذاكر العودة....
خلال يوم سأفارقك....
كان الم العالم كله في صدري....
وجع على من احبهم...
ابي الذي ليس بمقدوره مواجهة ما حصل معه....
ووالدتي.... التي صرفت نظر عن اجراء العملية كي تعود لها القدرة على الاعتماد على نفسها في المشي...
وانت يا نورس... كيف لي ان افارقك بعد ان تعلقت بك...
كنت اتمنى ان اكون بقربك اثناء اجرائك للعملية..
اطمئن على صحتك...
كنت اتمنى ان تنعمي بالصحه....كما كنت اتمناها لوالدتي دائما
ايامي هنا اقضيها من اجلكما انت ووالدتي
استيقظت مبكرا كي انعم نظري بك... ولأكون عونا لوالدتي...
ولكن كان قرار امي في العودة .. اكبر من مواجهتي ورفضي
وفي ذلك اليوم...
قررت زيارتك..
الحديث معك...
اقتربت من غرفتك كما افعل كل ليله لكني لا ادخلها..
ولكن هذه المرة سوف افعلها....

ودخلت عليك..
لا انسى وقوفي امامك...
قريب منك ...
اذكر ما كنت ترتدينه....
لباس نومك اختلط به اللونين الاصفر والبرتقالي و تتوسطه صورة ميكي ماوس
وشعرك لم يكن منسدل على كتفك كما احب ان اراك..
لكنك كنت تبدين في قمة الروعه
كنت تنظرين الي
وانا المح بريق حزن قد تلاشى من عينيك واستبدلته بابتسامة
رأيت في عينيك ابتسامة
تبادلنا حديثا قصيرا
لكنك بديت عفوية معي في حديثك..

وفي المقابل
صرت احدثك عن والدتي...
وكيف اني هنا من اجلها...
لم انم ليلتها
صرت استرجع كل كلماتك
نبرات صوتك...
حديثك بكل حب عن عمتك...

وقبل يوم من السفر
بعد لقائي بك
زاد اصراري على والدتي ان نبقى
من اجلها..ومن اجلك
لم اقوى بعدك
لكنها لم ترضى ابدا
وليلة السفر.....

تلك الليله
لم ارغب في رؤيتك صدقيني...
بل ان طوال اليوم بقيت حبيس غرفة والدتي لم افارقها
لم ارغب حتى ان المحك
لا اعلم لماذا
وفي وقت متأخر بعد ان نامت والدتي..
ذهبت للفندق للاستحمام وشراء وجبة لاني بقيت طوال اليوم غير راغب في تناول الطعام
حتى مررت من غرفتك
لا..الحقيقه ان قدماي اخذتني اليك....
لا اعلم لم شعرت انك تنتظريني.....
اتذكر فتنتك عندما لمحتك....
لباس نومك القصير من الحرير.. باللون الزهري.. وقد اسدلتي شعرك الاسود الطويل ..
((تذكرته نورس لحظتها...صورته ليلتها لم تغب عنها ابدا ))


نورس..(( كنت ترتدي قميص ابيض بكم قصير وبه نقوش زرقاء ناعمة مع بنطال جينز ازرق... وبدى شعرك رطب,,ونفسها رائحه عطرك تفوح في المكان..))
اتذكر جيدا كيف كنت ابرر وجودي معك....
لا ابرره لك فقط
وانما لنفسي ايضا
فعقلي يقول لي ان انصرف وبسرعه
وقلبي...
يرفض
يريد ني ان اكون معك بقربك...

ربما لن التقيك.... شعور ذبحني ..
نعم ذبحني بمعنى الكلمة....
حاولت ان ابدو طبيعيا...
في حين انك لم يبدو عليك الانزعاج من زيارتي
اتذكر جيدا انني فكرت بالخروج وبسرعه او بالاحرى ان اهرب منك
اخبرتك اني سأخرج
ولكن ضعفت في اخر لحظة
وانت تطلبين مني البقاء..
رفعت الكيس الذي يحوي وجبتي...
وقد اشترطت عليك ان تشاركيني ...
ودون قصد مني سألتك...
..(ولكن كيف تشاركيني وانت على السرير؟؟؟)
نظرتي الي باستغراب...(لا يمكنني...)

ايقنت اني ارتكبت خطأ فاضح
وبسرعة تداركت الامر

ودون ادراك لما افعل
عرضت عليك المساعده وقلتها
وانا انظر لعينيك
قريب منك
(نورس حبيبتي....)
..(هل تسمحين لي ان اناديك حبيبتي...)
كنت صامته
وانا استمد قوتي من صمتك
فأطلقت لقلبي العنان
لا انسى كلماتي لك ابدا
( نورس انا احبك..نعم احبك..منذ ان رايتك اول مرة..اعلم انها فترة قصيرة... لكن في كل مرة المح الحزن في عينك يكبر هذا الشعور بداخلي.. )
شعرت ان علي ان اقول لك كل شئ..
وبصراحه
ومن حق قلبي ان يبوح بما داخله
يكفيه صمت
وهناك احتمال للفراق
لم اخجل ان ابوح لك بحبي
كنت وقتها صامته
وكأنك تطلبين مني المزيد من البوح
نطقتِ ببضع كلمات
استنتجتُ ان هناك شعور متبادل
عقلي حاول ان ينهي هذا اللقاء
ولكنه وللأسف انهزم امام قلبي
رغم ان قلبي وقتها ذائب بِبُشرى مشاعرك لي
لكنه نجح في واجهة عقلي
صرت انظر اليك
لحظتها اخذ عقلي يجاري قلبي
هل سأترك هذه الفتاة التي سلبتني قلبي...
كنت ارغب ان اكون بجانبك ...
بجانبك دائما....
لم اشعر بنفسي....
الاوانا التهم برائتك...لأشبع رغبة بداخلي...
لم استوعب لحظتها سوى ان التردد في الا قتناع بحبي لك قد زال
تأكدت اني احبك..احبك اكثر...
تذكري كلمتي لك
اني احبك اكثر........
لاتركك بعدها
نعم تركتك..
وتركت قلبي وعقلي وروحي معك....
تركتك وذهبت لوالدتي....
ارجوها ان اتبقى...
بكيت عند قدميها ان تبقى...
كانت تتصور دمعي من اجلها
لم تعلم اني معها بعد ان سلبت براءة فتاة...
برائتك كانت معي امام ناظري...

ولكن كل هذا لم يقنع والدتي بالبقاء....
وبسرعه...
ذهبت اسأل عن موعد العملية...
اخبروني انها بعد اسبوع تقريبا...
كنت اشعر ان لدي المزيد من الوقت..
اخذ امي للبلاد...لتطمأن على والدي..
واجعله يقنعها بالعودة لألمانيا لاكمال علاجها..
وقتها سألتقيك....
ولن اتركك...
نورس.... منذ تلك اللحظة وانا اشعر بك زوجة لي....
لابد ان اعود بك للبلاد....وانت تقفين على قدمك... نحيا معا انا وانت
ليس لي ان ابرر ما فعلت
وليس لدي اي عذر
ولكن...الشيطان ثالثنا....

وعدت للبلاد...
واكتشفت ان الامر اكبر مما تصورت...
والدي موقوف.... بسبب قضايا اختلاس ورشوة في وزارته
اصبحت قضيته حديث الناس في كل مكان
لم يتحمل..حتى اصيب بازمة قلبيه
ابقي بعدها في المستشفى العسكري الخاص
وصارت حالته من سئ لأسؤ...
عدنا وهو في المستشفى...
وامي ما ان علمت..حتى انهارت....
وكل هذا له ان يحدث وعلي مواجهته لوحدي....
لا تسألين عن اخوّي...
تركونا في عز الازمة....
قامو بسحب كل اموالهم تهريبها للخارج....
اموالهما ربح شركة كانا يديرانها
ولانهما قلقا من ان يتم تجميد حساباتهما مع جميع حسابات والدي في البنوك..
وكان هذا ما حدث....
حتى انه تم ايقاف عمل شركتهما..واعلنا افلاسهما لتأكيد للجميع انهما لا يملكان مالا يتم تجميده....

هربا اخوي .. خوفا من سمعتهما بين رجال الاعمال
بل اني صرت اسمع حديث البعض عنها انهما يرفضان تصرف والدي....

امي طريحة الفراش في المنزل...الذي اصبحنا لا نملكه
ووالدي موقوف..رغم مرضه....
شهر لم يكمل.... ورحل والدي.....

رحل عنا انا وامي...
ازدادت حالتي امي سؤا

وانا وحدي معها
الجميع انصرف عنا
لم يرغب احد يشوه سمعته بعلاقته معنا الا القليلين.....
ونعمة من الله
كان اخاها الوحيد...
خالي الله يرحمه..وقتها كان على فراش المرض..
طلب من ابنائه اعطاء والدتي حقها...
حقها من ورث والدها الذي لم تفكر يوما انها ستحتاجه
لذا ابقته مع اخاها ليستثمره في اعماله التجارية
حينها كان الوقت المناسب للحصول على هذا الحق
الذي اشترت به هذه الفيلا....
والباقي ابقته في حساب خاص بي...
حتى تقنعني اني لست بحاجة للعمل..
وعلي العوده للدراسة
ولكن وقتها لم افكر الا بك
حاولت الاتصال بك في المستشفى
لكنهم يرفضون اعطائي اي معلوماتك عنك
باعتبار ان هذه قوانين المستشفى
صرت ابحث عن اي شئ يدلني عليك
وكل ما اعرفه هو اسمك
(( نورس محمد الــ.....))

لا اكذب عليك
لم يكن صعبا
فقد دلوني عليك
ولكن ما عرفته
ان محمد الــ.....
توفي مع اسرته في حادث
واخيه الوحيد فهد الــ.....
يعمل في السلك الدبلوماسي خارج البلاد...
ولابد ان تكون ابنة اخيه الناجية من الحادث معه
عجزت في معرفه اين يكون عمك...
لم اصل لك نورس صدقيني....

**لم تتحمل اكثر...
اقتربت منه وهي تبكي...
كنت هنا ناصر....
لم اغادر هذه البلاد...
كنت برفقة عمتي وجدتي
اعيش ألمي ووجعي..**

لم يقوى على اخفاء دموعه
وهو يحدثها
استسلمت لقدري....
شعرت ان كل شئ ضدي...
وقدرنا ان نفترق....

حتى كان قرار والدتي ان ارتبط بنبيلة...
قريبتي
كانت تعمل ممرضة...
وتزورنا باستمرار تتابع حالة والدتي..
كانت في منتهى الطيبة
وبحكم انها يتيمة واصغر اخواتها
كانت تعيش مع اخيها الاكبر
طلبت امي ان اتزوجها...
كان لديها اسبابها
واهمها انها ترى اني بحاجة لاحد يكون بقربي
لم امانع
ليس لدي سبب لارفض
بعد ان خسرت كل شئ
لِم ارفض طلبا لوالدتي
تزوجتها
تم العقد والزواج في يوم واحد

وبقينا شهور
لم تجمعنا غرفه واحده

حتى اكتشفت امي ذلك صدفة

لم اتصور ردة فعلها
كانت غاضبة
لأول مرة اشعر بغضبها

كانت ترى ذلك اهانه لهذه الفتاة
وبداخلها كانت تخشى ان تكون قد ظلمتنا
بقرار الزواج

لم ارغب ان تتألم اكثر
فيما نبيله بسلبيتها تقبل بأي قرار دون نقاش
فتاة بطيبتها تخجل تفرض رغباتها عليّ او على والدتي
كانت تقضي يومها بعد العمل مع والدتي
ترى في ذلك افضل من يومها في منزل اخيها
والذي اتضح لي بعدها انها لم تتفق مع زوجته وبناته المراهقات
اكملت دراسة البكالوريوس خلالها
وفي سنة الاخيرة
كنا ننتظر طفلنا الاول
وكم كانت والدتي سعيدة بهذا الخبر
لكن الموت لم يمهلها...
سلبها الموت من حياتي...
ليس لي ان اصف لك ألم فقداني لها....
وفي الشهر نفسه....
جاء احمد....
طفلي الاول.....
وكما جاء...ذهب
لم يحتمل هذه الحياة القاسية
ذهب وهو يسحب انفاسه بصعوبة
ليتحول وجهه امامي لقطعه زرقاء
وتنقطع انفاسه بعدها..
لم احتمل...
كنت اراه املي في حياة جديدة....
طفلي الاول.... انجازي الاول في هذه الحياة...
علّه يكون سببا لأقبل بوالدته الطيبة رفيقة دربي

لكنه كان سببا لقرار الفراق...
لم تعترض...رضخت لقراري كعادتها

كان الجميع يرى ان كوننا قريبين سبب لما حمله ابننا من عيب خلقي لم يستطع مقاومته
وليس هناك ما يمنع انفصالنا...

وتم الطلاق.....
سافرت بعدها لأامريكا لاكمال الماجيستير....

فيما هي...نبيلة....
لم تبقى في منزل اخيها طويلا....
تزوجت بعد شهور....
وعلمت بعدها انها انجبت اطفالا اصحاء...

سعدت لها فهي تستحق كل خير...
كانت معنا سنوات انا وامي...
لم نرى الا ابتسامتها... ورضاها....



استرسل ناصر في الحديث
كان لديه الكثير ليقوله
ولكن عند هذه اللحظة لم يقاوم
وضع راحة كفيه على وجهه
نورس وسط زوبعة هذه الحقائق والاعترافات....
اقتربت بنظرها اليه...
ودموع في عينها
تتراقص بهدؤ
وبقيت على صمتها
فتحتاج للوقت لتستوعب كلماته
كلمات اختصرت سنوات من عمرهما
سنوات فراق ووجع

في حين انسحب من امامها....
فكم يحتاج للراحه الان..
بعد القى بثقل حمله لسنوات ...
ادار ظهره عنها...
تقدمت خلفه خظوة...
وسحبتها بعد ثانية واحده...
عادت ادراجها...
تسحب انفاسها وكأنه اشوك تخترق جوفها...
تؤلمها..توجعها...
فيما هو....كل ما رغب به لحظتهاا...
ان يريح جسده...
بعد تعب سنوات...


yassmin 11-11-10 04:37 PM




الشاطئ الــ 56
الموجة الاولى....
افاقت من نومها..
تتلفت حولها
ما الغريب في الامر
ان كانت في غرفتها؟؟؟
ولِم تشعر بانقباض في قلبها
اخذت نفسا عميقا وهي تغمض عينيها.....
لتظهر امامها صورته
صورة ناصر وهو يحدثها
وانهاك واضح على ملامحه

ببرود تحركت من سريرها....
تبحث عن التوقيت الذي تعيشه الان...
الرابعه عصرا؟؟؟؟؟
ادركت ان صلاة الظهرين قد فاتتها....
كانت تحاول بقدر الامكان
ان تعطي عبادتها كل حواسها
لا تريد ان يشغلها شئ....
ولكن ماحدث ليس بأمر سهل...
انهت صلاتها....مع رنين جوالها....
انها العمة فريده....
تطمئن على حال ناصر....
يبدو ان العم سلمان عاد من السفر...

والمفاجأة انهما في الطريق ..لزيارتها هي وناصر....
بدت اشد ارتباكا
صارت تنظر لنفسها في المراة
كيف لها ان تخفي القلق الذي غزا ملامحها
والصراع الذي تعيشه بداخلها
مازالت تحتاج للوقت لتستوعب كل ما قاله ناصر قبل ساعات
لملمت خصلات شعرها بمشبك...
وابدلت ملابسها وارتدت عباءتها ووشاحها الاسود....
لابد ان تنتظرهما في الاسفل...

خرجت من غرفتها
لتتوقف قدماها طواعيه امام غرفته
اقتربت .. وهي تسحب انفاسها بهدؤ
وكأن انفاسها سوف تفضح وجودها..
لم تشعر باي حركة داخل الغرفه...

ليس وقت مواجهه جديدة بينهما
مازالا يحتاجان للوقت
ولكن.... اليس لها ان تدخل...
كانت تسأل نفسها
لم قد ارغب في الدخول؟؟؟
ولا تجد اجابه
قد تكون هناك اجابه
لكن..... لن تعترف بها

غلبها قلبها.... وفتحت الباب بهدؤ....
كان نائما....
لم يشعر بها
اقتربت منه بهدؤ....
وهي تكتم نفسها....
اربكتها حركته....
وهو يحرك جسده على السرير
لتلمح قطعه صغيرة قرب وسادته...
اقتربت اكثر... و اكثر بنظرها
قطعه قطنية زرقاء صغيرة
لقد رأتها مسبقا...
لكنها بلون مختلف
باللون الزهرية
ابتعدت عنه خطوات
وكيف لصوت خطواتها ان توقظه
فتحت عينيه عليها...
وبسرعه استند على واجهة السرير
وهو ينظر اليها
لم ينطق كان ينظر اليها فقط....
بعبائتها السوداء
ووشاحها الذي على كتفيها....
لا يدري لم ارتعب من مظهرها
فتح عينيه اكثر....
فيما هي تحاول ان تبرر وجودها...
(( موعد الدواء الان.... هل ازعجتك؟؟؟))

وبالكاد نطق....
(( لم العباءة عليك؟؟؟))
استقر نظرها على عبائتها....
ودون ان تنظر اليه...
(( عمتي فريده قادمة الان.....))
انقذها من الموقف...جرس الباب....
لتختفي من امامه...
لم العمة فريده هنا....
شعور بالوجع الم به....
ليعاود الاستلقاء على السرير...

الشاطئ 56
الموجة الثانية
رحبت نورس بهما...
ودعتهما للجلوس في الصاله....
(( كيف هو ناصر؟؟؟ ))
(( بخير عمتي.... فقط حرارته مرتفعه....))
(( لقد ارهق نفسه مع البنات.... وهو لتو عاد من مشواره مع طلال الذي اخذ كل طاقته...))
دخل سلمان في الحديث....
(( الاهم الان ان يكون بخير...))

ونظرها باتجاه السلم...(( الحمدالله))
كانت تتسائل هل بمقدوره النزول لاستقبالهما؟؟؟؟
ام تعتذر نيابة عنه؟؟؟؟
بعد ان قدمت لهما نورس كوبان من العصير وقطع من الكعك...

نورس...(( كيف هو طلال وجلنار؟؟؟))
(( بخير... جلنار خرجت مع زينة.... لتجهز لليلة غد...))
(( كم انا سعيدة لهما؟؟؟))
(( جلنار فتاة طيبه.... وليس لها في هذه الدنيا الا طلال....))
التفت العم سلمان..(( الزوجة ليس لها الا زوجها....))

لم تعلق فريده على حديثه انما اكتفت بابتسامة....
وعادت بنظرها الى نورس.....
(( ابلغي ناصر تحياتنا.... وان شالله يكون بخير..لتحضرا الزواج....))
ما ان اكملت كلماتها فاذا بصوت خطواته على السلم...
تقدم ناصر نحوهم..
فيما نظر نورس بعيدا عنه
تبادلا السلام....
بدى افضل من قبل...
و تلاشئ قلقه سريعا ...
عندما ادرك ان العمة فريده وزوجها هنا ليطمئنا عليه فقط.....
لحظات بعدها انصرفت العمة وزوجها....
انصرفا دون ان يدركا انهما كانا
وسط معركة من المشاعر
دون ان يظهر المنتصر فيها....
تقدم ناصر نحوها...
جلس قريب منها...
وهو يمسك كفها...
ونظره اليها....
(( اسف نورس....))
وبصعوبة خرجت الحروف من بين شفتيها....
(( ولم اسفك ؟؟؟))
ضغط على كفها اكثر...
وهو يكتم العبرة
(( على كل شئ.... سامحيني.... كل تصرفاتي كانت بأنانية.... كنت اريدك لي... لي انا فقط...... لكن صدقيني اني لم اتعمد وجعك والمك...))
(( ليس لنا نغير الماضي...والحديث فيه لا جدوى منه...سوى زيادة الالم والوجع..))

وبرجاء سألها...(( ماذا تعنين بكلامك؟؟؟))
وقفت امامه...وهي تمرر راحة كفيها على شعرها....
(( تريد قراري... الان؟؟؟؟))
وقبل وان يجيبها...
(( ليس لي ان اخبرك ما يجول بصدري ..وجع سنين مضت لن يمحى في ليلة واحدة...))
واكملت...(( اتركني ناصر....الان على الاقل....))
انصرفت بعدها تسابق خطواتها على السلم...
فيما هو جامد مكانه...
انعزل كلاهما في غرفته....
لم يرغبا في مواجهه جديدة...
ما يتاجنه...
المزيد من التفكير.....
ناصر مرعوب من قرارات نورس....
ونورس... صراع بداخلها ارهقها..
وانهك كل قواها....

الشاطئ الــ 56
الموجة الثالثة
كانتا معا في السيارة...
زينة وجلنار....
بعد مشوار طويل للتسوق...
انتهى وجلنار محملة بأكياس بكل ما تحتاجه العروس...
والاهم.... فستان الزفاف....
فلم تتصور ان تحصل على ما تريد بهذه السرعه....
(( لم انت صمته جلنار...))
(( فعلا خجله منك زينة...))
(( لم تتعبي من تكرار هذه الجمله...))
(( لاول مرة نلتقي.... لأرهقك معي في التسوق...))
(( التسوق...التسوق...احلى شئ بالدنيا....))
كانت فعلا سعيده برفقة جلنار....
ربما لانها تقدم خدمة للعمة فريده التي استضافتها في منزلها وعاملتها بكل حب وحنان لم تشعر به منذ فتره طويله
او ربما لانها ترى نفسها في هذه الفتاة الغريبه...
وحيده..تجاهد من اجل ان تكون الافضل مع من تحب...
ونجحت بعد جهد جهيد...
وهي؟؟؟؟
هل ستجتمع معه؟؟؟
مع عبدالله.....

حتى كان اتصال منه...
(( اهلا بك...))
(( انتهى مشواركما؟؟؟))
(( نعم.....))
(( ستتناولين عشائك معنا....))
(( مع من؟؟؟))
(( امي تنتظرك مع جلنار...))

هناك من ينتظرها على الوجبة...
لم تحصل من قبل
فلم تقوى على رفض الدعوة...
دخلت برفقة جلنار...
للان الخجل يغلب على هاتين الفتاتين..
التي تبحث كل منهما عن شئ من الرفقه خلف جدران هذا المنزل...

رمقها بطرف عينه...وهو يتظاهر بقراءة الصحيفه...
وابتسم لها فقط...
فيما هي تعيد ترتيب وشاحها ....
وجلنار ...
تتلفت تبحث عنه...
(( اهلا بالعروس.... اتمنى ان لا تكون ارهتقت زينة بتسوقها...))
جلنار...(( طلال....لا تقل هذا... انا اجهدتها معي....))
ام عبدالله... تتقدم منهم...
((زينة وجلنار العشاء جاهز...))
و هي تشير لــطلال...(( انت بدل كل هذا الكلام اذهب وراقب العمال....هل جهزوا كل شئ لحفلة غد؟؟؟))

وهو يتظاهر بالاحراج...
(( انا العريس امي... اطلبي من عبدالله..))
لم يهتم عبدالله لحديث طلال....
فيما...تقدمت الفتاتين لغرفة الطعام.....





الشاطئ الــ56
الموجة الرابعه
(( هل تصدقي انها طلبت البقاء النوم معها.... تبدو قلقه من الغد...))
واكملت زينة حديثها...
(( سعدت كثيرا لمساعدتي لها.... و المني وجودها وحيده....))
وهي تنتظر الى نورس....
(( نونو لم انت صامته؟؟؟))
بالكاد انتبهت لها نورس...
(( نعم؟؟؟))
زينة وهي تعتدل في جلستها على سرير نورس...
(( لهذه الدرجة قلقه على مرض عمي؟؟؟))
وهي تغمزلها...
(( لك ان تذهبي له في الغرفه الاخرى...))
لم تبالي نورس على عكس عادتها لحديث زينة
(( نونو لم انت صامته؟؟؟))

وباهتمام اقتربت منها نورس...
(( زينة اخبريني ماسبب القطيعه بين ناصر ووالدك وعمك؟؟؟))

ابطأت في الرد كثيرا....
وهي تنظر اليها
(( لم هذا السؤال ؟؟والان؟؟))
(( اجيبيني زينة..))
((ليست قطيعه احداث تراكمت على بعضها..وانتهت بهذا الفتور ))
((هل تتذكرين جدتك...؟؟))
(( جدتي؟؟؟))
(( ام والدك...))
باستغراب اجابتها زينة (( لم ارها .. توفيت قبل ولادتي..))

(( لم تريها؟؟؟توفيت قبل سنوات قليله ...))
(( من تعنين؟؟؟ ام ناصر؟؟؟ليس جدتي...))

لم ادرك ذلك الا الان ام ناصر ليست جدة زينة
كانت مفاجأة لي....
لم استوعب الا بصعوبة....
بعد اخذت زينة تتحدث ببراءة...
عن علاقة والدها وعمها.... بناصر ووالدتها....
ام ناصر الزوجة الثانية...
احبها زوجها لدرجة اثارت غيرة الاخوين
خاصة بعد انجابها لناصر......
انشغلا بعملهما في التجارة...
فيما والدهما قد انشغل بزوجته وابنه الذي بدى متفوقا بدراسته....
التفوق الذي لم يراه في ابنيه....
لم يفرق بينهم ابدا....
ولكن ...هما من خلقا فرق المعاملة بجفاف العلاقة....
تتذكر زينة ما حدث...
عندما مرض جدها بسبب مشاكل في العمل...
كانت تجاوزت العشر سنوات باشهر قليله....
لكنها تدرك جيدا...
انا والدها ترك اباه في ازمته...
وعمها هاجر للخارج مع زوجته الاجنبية...
لم يهتما باخيهما الاصغر...الطالب الجامعي....
الذي انشغل بوالدته المريضة...
وعاش حياته دون ان يحتاج لهما...
وما اثار دهشتي اكثر...
ما اخبرتني به ...لم اعرفه من ناصر....
ان والده بريء من تهمة الاختلاس...
الا ان الصحف لم تعلن ذلك الا في زاوية صغيرة من الصفحات الاخيرة....
بعكس اتهامه الذي اُدرج على الصفحات الاولى....
صارت تتحدث عن جدتها ام ناصر كما تسميها
تحدثت عنها بكل حب...
كانت تمتلك قلب كبير لم تسمعها قط تتحدث عن والدها بسؤ...
انصرفت زينة لغرفتها
وتركت نورس اسرة لافكارها
كل هذه الامور التي لا تعتبر بسيطه مر بها زوجها
زوجها ناصر
لم يشكي منها قط
لم يلون اخويه...
لم يتحدث عنهما على انهما ليسا شقيقيه...

في حين ناصر...
قد هرب من نوم من عينيه..
صار يتقلب على السرير...
تقلب كثيرا....
لم يقوى على الارق...
حتى قرار ان يخرج لرفيق وحدته ...
البحر...
في حين نورس تتسلل بنظرها للنافذه...
ترمقه وهو يهرب من همومه....
كعادته...كل ليلة...



الشاطئ الــ 56
الموجة الخامسة...
(( لم اكره النوم وحدي الا الان؟؟؟))
(( لماذا؟؟؟))
(( لاني اشعر ان من حقي ان تكوني معي الان...))
(( طلال ..غدا زواجنا....))

كان يحدثها
يبث شوقه لها...
حديثا ليس مباشرا..
انما عبر الهاتف...
بعد ان اخبرته والدته ان عليه ان لا يلتقي بجلنار حتى ليلة غد....
لم يقوى على ترك الحديث معها
حتى اجبرته هي...
ولم يطعها...
الا عندما سمع ضحكات عبدالله عليه
عندما دخل عليه..
وعرف انه يتحدث مع جلنار...

(( للان تعيش قصة حب....؟؟؟ لقد اصبحت زوجتك...))
(( زوجتي؟؟كيف ذلك وانا وهي في غرفتين منفصلتين...))

اكمل طلال..
(( وانت...متى قررت؟؟؟))
(( قررت ماذا؟؟؟))
(( خطبة زينة....))
(( اطمئن اخي العزيز... ان حددت موعد الزواج..سأخبر الجميع..
لتكون خطبة رسميه بوجود كل افراد العائلة....))

كان يعلم طلال ان عبدالله يعنيه بما يقول....
حتى رن جوال عبدالله...
طلال وهو يشير لاخيه بالخروج..
(( اذهب لغرفتك الان...انا مرهق..وغدا زواجي....لست مثلك مازلت مراهق اعيش قصة حب...))

انصرف عبدالله...
الى غرفته...
وهو يهمس في جواله...
يحدث زينه...
التي اصبحت تستمد الحياة من حبه واهتمامه...
احبت عبدالله كما لم تحب من قبل...
تقبلت منه كل نقده..
نفذت كل طلباته لتغيير من نفسها..
لم تتردد حتى لا تخسره...
كما خسرت سنوات من عمرها تبحث عن من يلملمها...
واخيرا وجدته...
وجدت عبدالله ذاك الشاب الصامت دائما...
جاد الملامح...
شديد في معاملته...
لكنه يحمل قلب طفل...
ضعف امامها..
واراد ان تكون له...
فحب التملك لدى قلبه الطفل...
اجبرها على ان لا تظهر زينتها لاحد...
فقط له هو..ان تزوجها...

وقريب سيحدث...
غدا زواج اخيه طلال...
سيفتح موضوع خطبتها مع عمها ناصر...

بدى ليلا طويلا للجميع...
ناصر ونورس................... بين الرغبه والوجع
عبدالله وزينة..............وخطوة جديدة نحو حياة معا
طلال وجلنار..... وحلم اتضحت رؤيته وسيكون حقيقه


نهاية الشاطئ


الشاطئ الــ 57
الموجة الاولى....
افقت من نومي....
قد اكون مبكرة بعض الشئ...
فالكثير من الامور تتصارع بداخلي
نعم...اليوم حفلة زواج طلال...
وانا لم اجهز لها للان...
ولكن قبل ذلك..
لابد ان اطمئن على صحته..
على صحة ناصر..
فليس لي ان اذهب ان كان مازال مريضا....
وسط هذه الترتيبات...
دخلت الحمام....
احتاج للماء البارد....
كي تنشط الدورة الدموية قليلا...
واستعيد نشاطي....
ارتديت فستان كحلي اللون..
ورفعت شعري المبلول بمشبك ....
وقليل من العطر....
ما ينقصني...
كوب من القهوة الساخنه....
وبحركة سريعه..
اخذت خطواتي على السلم ثم للمطبخ...
وخرجت منه وانا احمل كوب القهوة الجاهزة.....
باتجاه الصاله.... قد يسليني التلفاز بعض الشئ....
الا اني تفاجأت بنظراته نحوي....
وقفت مكاني....
وكتمت انفاسي...
دون سبب واضح...
(( صباح الخير نورس..))
(( صباح النور... ))
وبارتباك...
(( هل تريد ان احضر لك كوب من القهوة..؟))
وهو يشير لكوب امامه..
(( شربت شاي قبل قليل....))

واكمل...وهو يشير للكنبة...
(( تعالي ...اجلسي ..))
كان يقلب اوراقا في يده
اخذت مكاني على الكنبة....
كنت اتسلل بنظري نحوه...
خجلت ان اسأله عن صحته...
ربما انتبه لي....
(( ما بك نورس؟؟ تريدين قول شئ..؟؟))
(( لا..لا شئ... كنت اريد فقط ان اتأكد ان حرارتك انخفضت..))
ابتسم لي
ابتسامة رائعه...
كلها حياة
(( لا تقلقي...انا بخير...))
وهو يغمز لي..
(( ان كنت قلقه علي فعلا....))
لم اجبه الا انه اكمل...
(( الليله زواج طلال...هل حضرتي له؟؟؟
اعرفكم انتم الفتيات...تحتاجون لاكثر من 24 ساعه في اليوم لتحضير لحفلة زواج...))

فعلا لقد صدق في ذلك....
فقررت ان انصرف لابحث لي عن شئ البسه...
استأذنت منه
كنت اتهرب من السبب الحقيقي..
كنت اخشى قربه فعلا
دخلت غرفتي...
فتحت خزانتي....
زادت حيرتي...
تذكرت المنقذ...زينة...
هل مازالت نائمة؟؟؟
ذهبت لغرفتها...
كانت لتو قد وعت...
ولم تتردد في مساعدتي في اختيار فستان مناسب...
حتى وقع على فستان...
اسود...من الشيفون....
خالي من الاضافات...والاكسسوارت...
فستان في منتهى النعومة...
(( ستكون ملكة بنعومتك نونو...))
خرجت... وتركتني في حيرة اكبر
لم اكن محتارة بما سأرتديه...
لم يكن هذا اهتمامي يوما...
الحيرة في اتخاذ قراري,,,
تكاد تخنقني...
تزيد من ارتباكي وقلقي..
رغم اني احاول تجاهلها...
ماذا انتظر؟؟؟
كل ما اريده منه اخذته اخيرا....
باح لي بكل شئ...
وهو ينتظر..مازال ينتظر...
ينتظر بصمت...
كنت اشعربه
وانا اجلس بقربه....
لا يرى الاوراق التي امامه...
وان كان نظره اليها...
ليس من حقي التزام الصمت اكثر..
لملمت الفستان بين كفي...
وضممته لي...
وانا استعيد شريط سنوات مرت...
لم اتصور هذه نهايتها...
ارضى به زوجا؟؟
امضي حياتي معه وننسى ما حدث...

ام نفترق ويعيش كل منا حياته...

الحيرة تزداد ولكن لابد من قرار.....

افقت على طرق الباب
(( نونو....))
كان ناصر....
ودون ان يدخل... اخبرني بانشغاله طوال اليوم...
مع مجموعه من اساتذة الجامعه...
لاستقبال وفد جامعه امريكية...
خرج بعدها
وكنت اشعر ان هناك ما يريد قوله...
وانا ايضا لدي ما اقوله لكننا التزمت الصمت...



الشاطئ الــ56
الموجة الثانية

بعد ساعات.......................ساعات ليست قليله...
بعد صلاة المغرب....
كنا نستعد للحفلة ...
انا وزينة....
كنت احاول ان اتجاهل ما بداخلي
لكني لم اقوى...
ولم اقوى على اخفاءه عن ملامحي...
وما ان سألتني زينة...
حتى بدأت الدموع تنهمر من عيني...
دون وعي مني...
ارتعبت من ردة فعلي....
اخذت تهدئني...
لكنها لم تعي ان كل لمسه حب وحنان منها
تزيد من دموعي...
ضمتني اليها....
دون ان تكثر من اسألتها
ادركت ان ما بداخلي لا يمكنني الحديث عنه....
كانت تنظر في وجهي تمسح دموعي... لتنهمر من جديد
وتعيدني لصدرها....
لتبكي هي معي...
ودون ان نشعر دخلنا في نوبة بكاء....
لا اعرف سببا لدموعها
ولا تدرك سبب دموعي...

حتى اكتفينا..
وكأنها سيمفونية وانتهت....
(( نونو..يكفينا بكاء.... ليس لدينا وقت....))
في اقل من ساعتين...
كنا قد جهزنا...وفي اتم الاستعداد لذهاب للحفل...
بدت لي زينة مختلفه بم ترتديه..
جديد عليها هذا المظهر...
تنورة طويلة من الساتان الاسود....
مع قميص من التور الاحمر...
يشع حمرة ...بلون حب الرمان....
بدت فعلا بنوته.... بشعرها المسترسل بعفوية...

لم اختلف عنها...
ارتديت فستاني الاسود...
وتركت شعري مسترسل بهدؤ على ظهري...
واجبرتني زينة بوضع تاج صغير من الكريستال على شعري في المقدمة...
(( نونو...لو كان فستانك باللون الابيض لظنوا انك العروس..))



الشاطئ الــ56
الموجة الثالثة
لبست عبائتي... مع وشاح اسود مزين بقطع كريستال صغيرة....
وكذلك زينة....
ونحن نهم بالخروج...
استوقفنا... ناصر...
كان يحاول ان يتجنب النظر الي....
وهو يسأل كيف سنذهب وحدنا بهذا الحال....
وبأمر منه صعدنا سيارته ليأخذنا للحفل...
رغم انه بدى مرهقا فعلا...
الا انه في منتهى الاناقه...
بثوبه ناصع البياض...والشماغ...
ونظارته الطبية ذات الاطار الابيض....
ورائحة عطره المميزه
التي تأخذني لعالم اخر...
كنت اجلس بجانبه....
اتسلل بنظري اليه...
فيما زينة مشغولة بمكالمتها...
انتبه لنظراتي نحوه...
فتظاهرت بأني اضبط العباءة علي...
ليقرب كفه مني...
ويضغط على كفي...
برودة سرت في جسدي...
لا بل حرارة كالجمر...
صرت لا استوعب فهم ما حدث لي...
خاصة بعد ان التفت لي...
وهو يرسم ابتسامة على شفتيه
ابتسامه اسرتني فعلا...
الابتسامه نفسها....
كيف انساها...
صرت اسحب انفاسي بصعوبة....
زمن مضى في الطريق...
حتى وصلنا....
ليترك كفي لحظتها...
وقبل ان انزل...
(( سأكون بانتظارك بعد الحفل...))
دخلنا القاعه الواسعه وسط فيلا عمي..
تجهيزها لا يختلف عن يوم زفاف عمتي...
عمتي التي كانت جالسه...في المقدمة...
اخذت مكانا قربها....
أنا وزينة....
شعرت ان جميع المدعوات التزمن الصمت ما ان دخلنا...
وصرن ينظرن نحونا..
كانت عمتي... بجلابية واسعه...
باللون الاخضر الداكن والمزينة بسلسل ذهبية..
وبدى الحمل واضح عليها...
انتبهت لرنين الجوال...
جوال زينة..
كانت رساله..
وهل غيره؟؟؟
عبدالله.......
ألتفتت زينه نحو عمتي بحركة سريعه وهي تسأل عن خالات طلال...
كن ثلاث سيدات...يجلسن قرب بعض..
ومعهن اكثر من فتاه في العشرينات من عمرهن او اصغر...
همست لي...
ان كنت اعرف اي منهن منال...
اومأت لها اني لا اعرف..
همست لعمتي...
اسألها...
فأشارت نحو اكبر الفتيات...
تبدو فعلا فتاه ذات انوثه طاغيه...
في كل ملامحها...
فتاة في منتهى الجمال...
ابنة اخت الخالى ليلى
ما ان عرفتها زينة..
حتى انشغلت بجوالها...
وقد تغيرت ملامحها..
وعندما سألتها اخبرتني..
ان عبدلله طلب منها ان تعرفها لخبرها بأمر يخصها....
وهي تريد ان تعرف منه هذا الامر..
حتى جائتها الرساله..
(( امي تريد ان اتقدم لها..))
بقدر ما اضحكتني كلماتها بقدر ما تبدلت ملامح زينة
وبدت غاضبة فعلا...
تعلم انه يريدها..
ولا يفكر بغيرها..
وان كان ما يقوله صحيح فهذا ليغضبها باقتراح امه فقط
همست لها
ان لا تدعه يعكر مزاجها الان بالذات...

كان اغلب المدعوين من عائلة الخاله ليلى...
وبعض معارف عمي...
لم تكن الصاله مزحومة...
بدت هادئة...
اهدئ من ما يجول بداخلي...
رغم اني اظهر الهدؤ ...
الا اني ما ارغب به...
ان اعود للبيت وحالا...
لم تتأخر العروس بالدخول...
فعلا كانت في قمة الجمال....
جمال مبهر...
همست لي زينه..
انها من اختارت لها المزينة للشعر والمكياج...
جمال ونعومه فريد من نعومة
ليس رأيي ..
بل رأي الجميع من نظراتهن لها..
وهي تتقدم...مع طلال..
الذي لم يقوى على كتم فرحته...
بدى انيقا بالثوب والشماغ
فيما هي...
ترتدي فستان ابيض من الدانتيل...
بدون اكمام عاري الصدر...
مزين بقطع صغيرة جدا من الكريستال...
واكتفت بحلق كريستال..
وقد رفعت شعرها الطويل بطريقة مبهره...
وزينته بحبات صغيرة من الكريستال ايضا..
كانت تبرق من بعيد...
وبريق عينيها هو الغالب..
كانت خجله مرتبكة كثيرا...
خالات طلال ووالدته من حوله
كن سعيدات بالكنه الجديدة...
اخذني حضور جلنار عن قلقي..
الا اني انتبهت لرساله من ناصر
يخبرني ان حفل الرجال انتهى...
فأجبته اني سأخرج الان...
لاداعي للبقاء اكثر...
اشعر اني بحاجة للراحه ...
وكأني سأواجه اعصارا..
لا ادري ما سبب هذا الشعور..
انصرفت بعد ان باركت للعروس انا وزينة...
ودعت عمتي والخاله ليلى..
التي لم تنجح باقناعنا بالبقاء اكثر..
في حين السائق ينتظر زينه ليأخذها للمنزلها...
نهاية الشاطئ


الشاطئ الــ56
الموجة الرابعة

طال انتظاري لها..
انتظار سنوات...
وهدؤها بعد حديثنا الاخيرة..
يبشر خيرا...
ارغب ان اخطفها الان...
من وسط العالم...
لعالم اخر نعيش فيه لوحدنا...
اخذتها من امام بوابة فيلا الاستاذ فهد...
كنت ابحث عما نتحدث فيه
كي تنطق
وتحادثني
كي التفت لها
لارى عينيها....
التي تذيب قلبي بسحرها
وهي مزينه بالكحل الاسود...
واخبرتها ان لدي ما افاجئها به...
لم تحاول ان تعرف...
حتى وصلنا للمنزل...
دخلت وبسرعه اتجهت نحو السلم...
امسكتها من ذراعها
(( نونو..الن نبقى معا...؟؟))
كان تتحجج بالارهاق...
لكني لم اقوى على بعدها اكثر...
ابتسمت لها...
وانا احاول ان اغير من مزاجها...
(( نونو... لنسهر قليلا اريد ان احدثك بامر ما...))
شعرت بقلقها بارتباكها....
وبجدية.....
شددت اكثر على ذراعها
(( مابك؟؟ اخبريني...))
((ألم تمل من هذه الحياة؟؟؟))
(( اي حياة؟؟؟))
(( التي نحياها معا في الصمت...))
(( بلى ....وكرهتها ايضا....لكني الان ادعوك للحديث...))
(( تبدو بمزاج رائق لا اريد ان ازعجك...))
صار قلبي يدق بسرعه...
وكأنها تخفي امر عني...
(( مابك نونو.... تكلمي..))
(( اسمي نورس...نادني نورس...))
صرت انظر اليها باستغراب اكثر....
واكملت وقد تغيرت نبرة صوتها
(( كما ناديتني في المستشفى....نوووورس وانت تمط في اسمي...))

حاولت ان تسحب نفسها ...
لكنها لم تقوى...
بل انه قربها منه اكثر...
(( نورس... ستبقين معي..اليس كذلك...))
صارت دموعها تنهمر دون توقف...
ضمها الى صدره..
ضمها بقوة..
وهو يهمس لها...
(( نحمل نفس المشاعر...لم تتظاهرين بعكس ذلك...))
كانت تحاول ان تفك نفسها منه تارة..وتضعف تارة اخرى...
(( نورس... سنبقى معا..زوجين.... نكون اسرة... في هذا البيت... نحيا معا..نعوض مافات من عمرنا...))

رفعت رأسها اليه...
(( لن نقوى ناصر....انا لن اقوى....))
صار يمسح دموعها....
(( تعالي..لنجلس قليلا... ونتحدث..))
سحب الوشاح من على كتفها...
ونثر شعرها على كتفها..
وهي مازالت بالعباءة...
((تريدين ان نمضي حياتنا معا؟؟))
لم تجبه
اعاد عليها السؤال....
لترفع من نبرة صوتها
(( ليس لنا الحق في ذلك...))
(( لم تقولين هذا؟؟؟ نملك كل الحق ان نقرر مانريد...))
(( وما حدث؟؟؟))
(( حدث وانتهى...))
(( لا لم ينتهي.... لقد اجرمنا بحق انفسنا...وليس لي ان انهي الجرم بسعادة مسطنعه...))
(( ألست سعيده معي نونو...))
ودون وعي منها...
ضمته اليه..
ضمته بقوة....
وهي تجهش بالبكاء...
(( نونو...اخبريني..ألم تشعري بالسعاده معي...))
بالكاد خرجت حروفها...
(( لم اشعر بالسعادة فقط... انما بأمان افتقدته منذ ليلة فقداني لاسرتي...
لم انم بهدؤ دون خوف الا معك...
وانت قربي...))
وهو يهمس لها...
(( ولم لا ترغبين بقربي الان؟؟؟))

(( لا استطيع..حاولت كثيرا...لكني شئ بداخلي يشعرني بالذنب..))
ابعدها عنه وصار ينظر اليها
(( نورس الذنب الذي تتحدثين عنه... عشنا سنين نحاول ان نكفرعنه.. وربك غفور رحيم...))
صارت تتأمل ملامح ناصر..
وكأنها تراه لأول مرة...
(( اعلم ذلك جيدا.... لقد ستر الله عن ذنبنا....
كنت وقتها اقضي ليالي ابكي فيها ادعو ربي بالستر والمغفرة...))
(( وقد حصلت عليها.... ولك ان تعشي كباقي الفتيات....))
(( لا..لا استطيع..صدقني حاولت لكن لا اقوى..
لن اشعر بالرضا ابدا))
(( لم تعذبين نفسك؟؟؟ الايكفي عذاب سنوات...))
(( انت لا تفهمني.... لا ارى ان كل شئ انتهى...
تعلم ان بمقدوري ان اتزوج اي ممن تقدم لي..
عملية بسيطه تعيد لي براءة وان كانت مصطنعه...))
كان ينظر اليها..
كان هذا سؤال يحيره لكنه لم يقوى على البوح به
يريد ان يعرف لِم لم تأخذ به...
(( لم يخطر ببالي ابدا... لان العيب الذي احمله ليس بجسدي يا ناصر...
العيب في روحي... بالداخل...
عيب اراه كلما انظر لنفسي في المراه...
كلما سمعت مديح من حولي لاخلاقي...
كلما شعرت باهتمام عمتي وجدتي وقلق الجميع عليّ))

وقف ناصر..
وأوقفها قريب منه..
نزع العباءة من عليها..
وصار يوزع نظره عليها...
(( لا ارى ما يعيبك نونو ))
كانت دموعها تنهمر لا ارادياً
(( انا اراه ناصر... ارجوك افهمني...))
كانت تنظر اليه..
لعينيه... التي تكتم دموعه...
حاول مع نظراتها ان يصمد...
لكنه لم يقوى هو الاخر..
ضمها اليه...بدموع ساخنه
(( لكِ ماتريدين....))
رفعت نظرها اليه...
لمحت دموعه لاول مرة...
مررت اناملها على خده..
صارت تمسح دموعه..
(( لم انسى ملامح وجهك...
اتذكرها رغم قسوتها في تلك اللحظة...
كانت تعذبني.... وتدمي قلبي...
احببتك وانا صبية مراهقه..
ذقت اليتم فجأة وعشت الاعاقه دون سابق انذار..
كنت اراك منقذي...
لم اعلم اني سأقع في ذنب لن اغفره لنفسي...
عذبني الذنب كما عذبني امر اخر....
اني فقدتك...
كنت افكر ان لو لم استسلم لك..
ولم اسلمك نفسي... ما فقدتك لحظتها...))

اعادها لصدره...
كان يزرعها بين ضلوعه..
(( لم اقوى بعدك ابدا...
حاولت لكن الظروف ابدا لم تسعفني...
نونو... ان كان يرضيك بعدي الان...
لك ذلك...))
واكمل وهو يقربها اكثر واكثر...
(( لكن سأبقى قريب منك دائما وان احتجت لي لا تترددي..))
(( ارجوك ناصر... لا تقل هذا..لا اريد ان اضعف...من جديد...))
(( هل تضنين اننا لن نلتقي؟؟؟))
(( هذا ما يجب ان يحدث...))
(( ماذا قررت نورس؟؟؟))
(( سأذهب للعيش مع عمتي... الان...وسأقدم لدراسات العليا في الخارج...))
(( وهل هذا يمنع لقائنا...؟؟))
(( ماذا تعني..))
(( عبدالله ابن عمك اخبرني برغبة بالزواج من زينة ابنة اخي.هذا ما اردت افاجأك به منذ وصولنا..))
ادركت ان هناك نسب يربطهما من جديد
ساد الهدؤ بينهما...
لتلقط كلماتها..
(( معك حق سيكون الامر صعبا...لكن ايضا لن يمنعنا..))
واكملت...(( ناصر لا اريد ان اربك خطبتهما...
لنكتم قرارنا حتى يتم ارتباطهما رسميا..خلالها سأكون مع عمتي...))
كانت تتحدث..
وكفيها بكفيه...
يضغط عليها بقوة كلما قالت ما يضيق صدره....
رغم المها مازالت تفكر بمن حولها...
هذا ما شعر به لحظتها...
لم يرغب في الضغط عليها اكثر...
كان يتألم بداخله...
وهو يمرر افكاره في عقله
هل صحيح ما تقوله
ليس لنا الحق بالعيش معا؟؟
وهل سيقوى ابتعادها عنه من جديد؟؟؟
(( ناصر... غدا اعود لمنزل عمتي...
ساعدني في ذلك ارجوك))
اخذ نفسا عميقا...
وهو يقربها منه اكثر...
(( لك كل ما تريدين...ولكن لي طلب واحد...))
رفعت رأسها له..تحاول ان ترسم ابتسامه على شفتيها....
(( لتبقي معي الليله...))

وهو يشير للكنبة...
(( لا اعني ان يجمعنا سرير واحد
نامي هنا...
وانا سأكون قريب منك...
اريد ان اعطيك الشئ الوحيد الذي اسعدك...
اريد ان اشعرك بالامان وانت نائمة...
لنبقى الليله هنا..))
ادركت ما كان يريد...
كان يريد قربها فقط...
يريد ان يهديها الشئ الوحيد الذي تفقده..
والذي شعرت به معه فقط....
صعدت غرفتها تبدل ملابسها...
في حين ذهب هو للغرفة...
اخذ منها وسادتين وغطاء...
بعد ان ابدل ملابسه...
ونزل اليها حيث كانت في المطبخ بلباس النوم ...

ابتسم لها..
(( اراك طفله فعلا بهذا اللباس القطني...))
وهي تبتسم له..(( تريد ان احضر لك ماء..؟؟؟))

(( نعم..وانا سأجهز لك مكان للنوم...))
كانا يتصنعان الهدؤ...
كلا منهما في حالى ارباك وقلق...
بل وجع يعصر روحيهما
ويزيد وجعهما بقربهما لاخر ليلة تجمعهما معا كما قرارا...






yassmin 11-11-10 04:40 PM




موجة بين شاطئين....

موجة تنبأ عن بداية وجع
وجع قاسي
اقسى من سنوات مرت
لم تتصور هي ان هناك اقسى من تلك سنوات....
ولم يتصور انه سيلقاها كان يظنه حلما..واستوعب انه حقيقه عندما قررت الفراق

اليكم موجة من وجع لفراق



صمت ممزوج بنظرات تائهه
كانت تتهرب من النظر الى عينيه
فيما هو لم يقوى على ابعاد بصره عنها
(( هل يضايقك ان تنامي هنا؟؟؟))
كان يشير للكنبة.... وقد وضع الوسادة على طرفها...
(( لا بأس....))
بدت نظراته تتبدل...بعد ان ابعد بصره عنها
وهو يأخذ نفسا عميقا...
((مابك؟؟))
التفت لها...
(( هنا..على هذه الكنبة...كانت امي.... تستلقي عليها طوال اليوم....
كانت تكره البقاء في غرفتها وهي مريضة.....))
وبحركة سريعه..
اطفأ الانوار...
اكتسحت الظلمة المكان....
الان لها ان تأخذ راحتها..دون ان ينتبه لها...
تمددت على الكنبة....
ووضعت الغطاء على ساقيها...
ونظرها للسقف...
تحسب انفاسها....
تلتفت الى حيث يكون...
ترى خياله فقط في هذه الظلمة
لكنها.... لا ترى ملامحه...
انها الليله الاخيرة التي تجمعها معه...
بعد ستة شهور من الحياة معا...
بدأت برعب ووجع
وتخللتها لحظات لم تعشها مسبقا
لحظات صمت وخجل منه
وصدق ومرح مع زينة
وانتهت.... بليله ظلماء
فقط صوت انفاسهما يتخلل هذا الصمت الخانق
نعم ..خانق...
تشعر انها تختنق... شعور يتزايد كلما تسارعت انفاسها في صدرها

شعور لم يعتريها مسبقا....
ودون ان تشعر...وبحركة سريعه منها...
صارت قدميها تبحث عن حيز يقرب هذا القلب من صاحبه
يقرب قلبها من ناصر
انتبه لحركتها
التفت ناحيتها....
هي ثواني معدودة...
تسابقت مع دقات قلبها ترمي بثقل جسدها بقربه....
لم يصدق.... هل بات يتخيلها...
يتخيل انفاسها تتخلل خلايا عنقه....
واطراف اصابعها البارده تتراقص على كتفه....
ينتظر ان يسمع نبرة صوتها
ليتأكد انه يعيش حقيقه لا خيال..
بلع ريقه بصعوبة..
وهو يمرر راحة يده على شعرها.....
انها حقيقه....
احاط ذراعيه حولها...
ليضمها اليه بقوة....
مازالا صامتين
فقط جوارحهما تتحدث لبعضها....
رجعت بهما الساعات والايام والسنوات....
اخذتهم للوراء....
يتذكران كل لحظة جمعتهما..
ألم ..حزن...فرح
احبته سلب كل تفكيرها من بين ألم فراق اسرتا
ومن ثم كرهته
كانت تكرهه...لا تطيق ان تنظر اليه
وكان يرهب الاقتراب منها.... يخشى جرحها
والان.. قربهما بلسم لقلبيهما
لم يتوقعاه ابدا...
صامتين.... حتى شعر بقطرات ساخنه
تلهبه...تلهب كل خلايا جسده
دموع نورس....
افاق لحظتها.....
لينطق...وبالكاد نطق...
(( نورس..لا تبكي...))
كان يشعر بها تقاوم دموعها
لكنها لم تقوى...
رغم ظلمة المكان
الا انه لمح عينيها تتلألئ بفعل دمعها....
(( نورس.. لك كل ما تريدين...لكن...لا تبكي...))
لم تنطق...
لملمت اشلائها عنه...
وهي تغطي وجهها براحة يديها....
ادر جسده للجهة الاخرى...
حيث ابجورة...مركونه على طاولة بجانب الكنبة...
لتتسلل خيوطها الصفراء المضيئة بهدؤ ...
واخيرا استطاع ان يرى النورس...
بعيدا عن شطانه ... قريبا منه...
(( نورسي... اجهدني بكائك...يكفيك ألم ووجع...
طلبتي ان اصنع خاتمتي بالبعد عنك وفعلت....
فقط لألمح راحه سلبتها منك يوما بأنانية شاب سيّرتهُ أنانيته..
لِم البكاء.الان؟؟....))
لم يكن ينطق بكل هذ... كان فقط يحدثها بنظراته..
بعينين يترقرق الحزن في لفتاتها...
رفعت نظرها اليه....
تلاقت العيون.... لتستسلم الشفتان اخيرا
وهل كانتا تتنظران هذا اللقاء لتنتطقا؟؟؟
(( نورس.. اهدئي...))
وهي تهم بالابتعاد عنه...
(( اسفه...))
شدها اليه ...
(( نورس ... قولي ما يجول بصدرك....))
بألم يعتصر فؤداه اكملــ
(( رضيت بكل ما قرارتك حتى لا تنساب دموع من عينيك...))
تسحب انفاسها بصعوبه
علها... تعيد الحياة لجسدها من جديد...
(( سأتركك انا هذه المرة ناصر.... ))
ادرك ما كانت تعني....
قبل سنوات...اختفى من حياتها فجأة بقرار منه هو فقط
والان هي...هي من اخذت القرار لتتركه وهو يرجو قربها
(( لكـِ كل ما تريدين... ان كان يرضيك...))
*(( تركتني...وكنت اريد قربك.... والان....))
(( سيدميني بعدك...ولكن... لن امنعك....))
قرب وجهه منها....
وصار ينظر اليها
لطالما تألمت لفراقك...
وشعرت بالذنب لاني تركتك....
وألم يعتريني كلما تذكرت مااخذته منك وغادرت...
كل هذا ..لم يكن بمقدار ذرة من ألم فرقاك الذي اشعر به الان,,))
*(( ناااصـــر... صدقني...لم اعني ألمك....
لا اقوى على رؤيتة الحزن في عينك...))
ارتسمت ابتسامه ملاطفه منه
(( اعلم انكِ لا تفعليها,,,فأنتِ ارق من ذلك بكثير...))
وهو يمرر انامل كفيه بين خصلات شعره...
وقد تغيرت نبرة صوته..
بدت حزينة...ثكلى..
(( المتكِ... سلبتكِ برائتكِ....كنت حقيرا معكِ....))
لحظتها شعر ببرودة تسري في دمه..
كانت لمساتها ..
لمسات انالمها على وجهه
*(( كنتُ شريكه معكَ في ذلك...
وافقتكَ فيما فعلته.... نتحمل الذنب معا...))

لم تنتبه لنفسها..
وهي تحاول ان تبعد شعور الذنب عنه
بوقت كانت سابقا تحاول ان تجرحه بأي كلمه عله يشعر بذنبه..
وهو ينظر اليها..
وابتسامه تقاوم دموعه
(( صدقيني نونو... مقدار الم فراقنا...يعادل فرح بدأ يتسلل الان بداخلي..
اخير استطعت ان اهبك ما تريدين...
اهبك سعاده ناتجه من حزني
راحة... ولدت من المي...))
اخذها اليه الى صدره..
غرسها بين ضلوعها..
اخذ ينفس ذرات الهواء من بين خصلات شعرها
(( لو ترغبين بروحي..لاهديتك اياها...
ولكن هل للروح ان تسلب الروح...
انت روحي نورس....
وانفاسي..
ونبض قلبي...))
لم ينطق بهذه الكلمات حبسها بداخله
لايريد ان يضعفها..
هي من طلبت منه ان يساعدها في قرارها هذا
اخذت تضغط باطراف اصابعها على كتفه...
*(( لم ينبض قلبي الا بحبك..
انت من خلقت الحب بداخلي..
وعلمتني كيف اعشق الالم...
لانك هو...
انت المي ياناصر..وانت فرحي...
لكني... لم اقوى ان اجمع بينهما....
فكيف لقطعة الثلج ان تتحمل الصمود في الماء الساخن...؟؟
احبك ناصر منذ اول مرة تلاقت عيناي عينيك....))
(( احببتك نورس..بكل ذرة في كياني...وانت كالغصن اليانع ..))
*(( لم اقوى بعدكَ رغم كونكــَ ألمي ووجعي...))
(( وجعٌ يعتريني...كلما لمحت حب من فتاة.. او من اخرى... كنت ارى حقك تسلبه اخرى))
*(( لم اقوى ان اكون لغيرك.... لان قدري ان اكون لك. منذ الحظة الاولى التي شبّت مشاعري..واصبحت قادرة على الحب))
(( تزوجت وخنتها معك....فكم وكم. مرة انسى اسمها..واكاد انطق بأسمك ...نـــوورس....
وتزوجت ثانية... وكررت الخيانه نفسها.... فكلما رغبت ان شعر بالمحبة اتجاه زوجتي...لمحت صورتك...وبرائتك))
كانا صامتين...
وحديث النفس سرقهما من الزمن...
حتى اختفت خيوط ضؤ الاباجورة...
بعد ان امتزجت مع نور الصباح....
ثقُلت قدميهما...
بعد ان تسلل بداخلهما شعور واحد...
الم واحد
ووجع واحد
لاول مرة

فقد حان موعـــد الفراق



لا تضيقوا ذرعاً من نورس....
فمازال الم السنوات الماضيه قابع في ذاكرتها
ما مرت به ليس سهلا ابدا

تحب ناصر نعم
لكن لا ترى ان علاقتهما ستنجح بسبب خطيئتهما في بداية تعارفهما

فهي تصارع مشاعرها بقرارها هذا...
ومازالت تبحث...
عن شاطئ يهدأ من ثورة موجات وجعها....


اليكم شاطئ جديد


الشاطئ الــ 58
الموجة الاولى....

لملمت كل ما يخصني ... ووضعته في الحقيبه...
وكم كنت ارغب أن ألملم انفاسي ولفتاتي المتناثر هنا وهناك...
ان احمل معي احلى ذكرياتي خلف هذه الجدران...
والتي ظننت للحظة انني لن اعيش الا الحزن والاسى من بينها...
والان اتألم لفراقها...
نظري يجول في المكان...
هنا بعثرت عطوري وادواتي وانا اتزين برفقة زينة لاشاركها حضور حفلات الزواج
وعند هذه الكنبة بعثرت اوراقي وكتبي..وانا اجاهد من اجل التخرج....
وعند هذه الزاوية الزجاجية.... بعثرت نظرات شوق وغيره عليه كلما تركني ليلا
وعند هذا الجدار... قربني منه لاول مرة...
ليوقف كل جروحي بقبلة منه

وهنااا,,هنااا
على هذا السرير,,,,
اصبحت زوجته...
اصبحت له للمرة الثانية...
ولكن دون ذنبـــ انما بحقـــ منـــ حقوقه...

و هذه السجادة التي تقاسمت معها الالم والدموع..
وانا استخيرالله ان يرشدني للصواب...
(( انتظريني...سأنزل الحقيبه بنفسي...))
لم احاول ان انظر اليه...
ابعدت كل جوارحي عنه
هربت من امامه...
من هذا المكان...
بعيد عن هواء هذا المنزل الذي يحمل انفاسه...
الى سيارته..سبقته اليها..
واتاني صامتا....
بعد ان وضع حاجياتي في صندوق السيارة...
وجلس قريب مني....
لقد رفض ان اذهب بسيارتي....
(( دعيني اكون معك لاخر لحظة قد تجمعنا دون ان نخل باتفاقنا....))
وقبلها اتصلت بعمتي....
لابد انها تفاجأت لكنها لم تسأل
هذا طبعها ...
ستنتظرني الى ان اتكلم من نفسي...

هل كانت المسافه قصيرة...
ام انا شعرت بذلك فقط...
لطالما كان بُعد منزل عمتي عنا يبعث في نفسي الضيق كلما قررت زيارتها..
انا اشعرر بذلك... لاني اريد قربه اكثر....
وهو كذلك...فكانت سرعته بطيئة جدا جدا
حتى ان السيارات صارت تتجاوزنا على الشارع السريع...
التفت لي...
وبصعوبة نطق
(( لقد وصلنا...))
اعلم..ارى اننا في منطقتهم
في حيهم
قرب موقف الفيلا...
لِم تستعجل الوجع..
وجعك قبل وجعي...
ثقيلة هي ساقيّ..
اسحبها بصعوبة...
لانزل من السيارة...
كنت اريده ان يوقفني..
ان يتحجج باي امر لابقى معه اكثر...
لأتنفس انفاسه للمرة الاخيرة....
لأتمعن بتقاسيم وجهه...
لكنه لم يفعل...


ونزلت نورس من السيارة....
غادرتني بعد ان سحبت معها روحي..
وضعت راحة كفي على صدري
اتحسس نبض قلبي امازلت تنبض ياقلبي
بعد ان غادرتك حبيبتك
غادرتنا...دون ان تلتفت لنا
دون ان تتحجج باي شئ لتطيل بقائها في اللحظة الاخيرة
الللحظة الاخيرة التي تجمعني بها....
كنت انتظر منها
تقول اي شئ
لكنها لم تفعل...
استسلمت للمكان...
حيث الفراق..
وغادرت...
لي فرصه اخيره... وانا اسلمها الحقيبه...
نزلت من السيارة..
اجر الامي وحسرتي....
وجررت معهما حقيبتها...
فُتحت البوابة....
كم هي كريمة..
لم تودعني للان..
تركتني ادخل معها..
قطعنا المسافه القصيرة....
القصيرة جدا... مجرد عشرات الامتار,,,حتى مدخل الفيلا...
وقفت..
ووقف الزمن

لتتوقف نبضات قلبي..
وهي تمد ذراعها نحوي
تريد مصافحتي
لا...
تريدني ان اسلمها الحقيبه
سحبت انفاسي...
وانا اضغط على مقبض الحقيبة الكبيرة...
الكبيرة جدا.... بما تحملها من حاجيات اختلطت رائحتها وانفاسها بكل شئ فيها.....
الم تفكر تتركها لي
اتسلى بذكراها
الم تترك لي... مشبك شعرها الذهبي الذي اراه دائما وهو يداعب خصلات شعرها
او فستانها الاسود الذي ضم مفاتنها

او قد تركت لي لباس نومها الناعم الزهري
وهل اخذت معها اوراقها ومراجعها
التي انشغلت بها عني لشهور....
((ألن تدخل ناصر؟؟))
لم يكن سؤالها...
بل سؤال عمتها....
التفت لحبيبتي...نورس..
اريد منها اجابة...
دعوة للبقاء اكثر... دعوة تكون طويلة جدا... بقدر الفراق الاتي...
(( ماري...تعالي اخذي الحقيبه لغرفة الضيوف..))
وانصرفت العمة...
وتركتنا كما نحن..
مكاننا...جامدين...
ربما لم تقوى على مقاومة التيار الذي بيني وبينها
انا وزوجتي نورس
كم هي قاسية هذه اللحظة
اللحظة الاخيرة التي لي حق بان اصفها بزوجتي
رفعت نظرها اليّ...
قالت كلمة واحده...
بنظرتها الطويلة....
(( يكفي...))
شعرت بحروفها في بريق عينيها...
(( سأتركك الان....))
أومأت برأسها
هذه ردة فعلها لكما خجلت من الاجابة..او ترددت او اصرت عليها...
والان ما هو الخيار الصحيح...
ماذا تريدين؟؟؟
(( هل اذهب...؟؟))
اجابتني..(( لا تصعب الامر عليّ...ساعدني ارجوك...))

ورحـــــــل ناصر,,,,
تركني...
واقفة مكاني....
ادار ظهره عني...
لم يلتفت الي...
قطع المسافه الى البوابة....
لم يسمح لي بنظره اخيرة....
اعلم ان لمن حُكم عليه بالاعدام امنية اخيرة
لِم ..لم يسأل قلبي عن أمنيته قبل ان يعدمه بانصرافه
كنت سأطلب منه ان يلتفت الي...
ويبتسم...
اريد ان ارى ابتسامته نفسها التي رأيتها هناااك وانا مكسورة الفؤاد على فراق امي ابي واخي...
فقد كُسر فؤادي بفراقه...ولم يبتسم لي...

اُغلِقت البوابة بعدما خرجت...
لحظتها فقط التفتُ خلفي...
وانا اعلم اني لن اراها
لو كنت قد سبقت الزمن والتفت قبل ثواني للمحتها...
اعلم انها مازالت واقفه...
لكني قاومت مشاعرا بقوة مشاعر المحبين كلهم في كل العصور..
مشاعر تطلب النظرة الاخيرة
لكني لم افعلها...
فما يضمه جفناي... يضمان نظرة حب بحجم العالم كله
اعلم انها ستضعفها..
وسأجعلها تتنازل عن كل شئ وتعود اليّ
لكني لم افعلها
لأفي بوعدي واساعدها على قرارها بالفراق...
صعدت سيارتي لا ادري الى اين...
ولكني ذهبت بعيدا عنها...



الشاطئ الــ58
الموجة الثانية...


(( نونو تعلمين ان عبدالله طلبني للزواج... اخبرك؟؟ناصر؟؟؟))
(( نعم اخبرني...))
(( اخبرني..انه يريد ان يتم العقد بسرعه.....))
(( هذا جيد...))
(( نورس..سيتم نقل عبدالله لاحد فروع البنك في بيروت...ولابد ان نتزوج قبل ذلك حتى اذهب معه..))
(( مبروك زينة....))
(( اين ناصر لاحادثه؟؟؟))

كانت كما الطنعه في صدري
بسكين بارد
ناصر ليس معي
ولن يكون معي بعد الان..
تركني... او ربما انا من تركته
كلانا ذبح الاخر برحيله...
لم يعد يجمعنا بيت واحد..
ولا طعام مشترك..
ولا نظرات خجلة...
ولا حتى ضيق وألم..
(( انا في بيت عمتي...))
(( عمتك؟؟؟ لماذا؟؟))
(( ارغب في البقاء معها..اشعر انها مرهقه وتريد من يكون بجانبها...))
هل صدقتني؟؟؟
لا ادري...
ربما...وربما شعرت بأني كنت احدثها وانا امسح دموع واكتم عبرتي...
لم تطل الحديث معي
وانهت المحادثه....



الشاطئ الــ58
الموجة الثالثة...


اتصل بي عبدالله
يطلب مني موعد للقاء
اخي...لخطبة زينة
لا يعلم بأمر فتور علاقتي بأخي
و لم يعلم بأمر وجعنا
اعني فراقنا انا ونورس
وعدته خيرا...
اليوم... تنتهي علاقتي بها...
وتولد علاقة جديدة... زينة وعبدالله..
هذا هو القدر..
يجمع ويفرق في صمت
..
كنت اشعر بشئ من مشاعره اتجاهها كلما اجتمعنا....
كم هي محظوظة...
ابنة اخي...
بشاب مثل عبدالله
شاب جعلها تسلك الطريق الصحيح...
فالمشاعر بين الطرفين...
تجعل احدهما يتنازل من اجل الاخر...
فهذه الفتاة الطائشة التي لاتقبل النصيحه ...
تهوى الحرية....
بقدر ما تهوى الطيران بسيارتها الرياضية...
وان تظهر بشعرها المجعد بطريقه لم احبها...
وبلباس لم احبه....
هل تنازلت عن كل هذا ....
من اجله...
كتمت غصه بقلبي....
ونورس...
احبتني...
وتنازلت عن برائتها من اجلي للتتعذب سنوات من عمرها
ولأحرمها من الفرح معي او مع غيري...

فلا مجال للشك...
ان تكون نهايتهما هما السعيده...
لا اشكك في حبه لها....
فلي ان اتصور حياته معها بعد عشر سنوات من تعارفهما...
اسرة تتكون من ام واب مغرمان بالعيش معا...
مع اطفال يبعثون مزيد من الحياة بينهما...
ويزيدون من عشق بعضهما البعض مع كل ازعاج من طفل..
او بكاء من اخر..
او ضحكات بريئة...

وكم هو محظوظ عبدالله....
اخي.... هنا في البلاد على غير عادته
استغرب اتصالي...
ولم اشعر بحماسه عندما اخبرته بالموضوع
الا انه رحب بهم...
بعائلة الاستاذ فهد الــ.......
لطالما احب اسماء العائلات المعروفه....
وعمل العلاقات معها....
الشاطئ الــ58
الموجة الرابعة...
(( أليس هناك ما تودين قوله؟؟؟))
(( عمتي..انا وناصر نرغب في الانفصال..))
خشيت عليها من كلماتي...
اطلت انظر اليها واذكر اسم الله عليها...
وانا اشعر بصدمتها..
رغم اني جاهدت كثيرا كي اجد الكلمة المناسبة...
والتي تقلل من المفاجأة...
وكعادتها.... اظهرت عكس ما شعرت به...
وبصعوبة اجمعت حروف الكلمات..
(( ترغبان بالانفصال؟؟؟))
اومأت لها بالايجاب....
(( لماذا نورس؟؟؟ ناصر...مابه لتنفصلي عنه...))
(( عمتي... ناصر لا يعيبه شئ...وهذا قرارنا نحن الاثنان...لم يكن منفرد...))
(( فقط ستة شهور مع بعض...مازال امامكما المزيد من الفرص...))
لم اجد ما اقوله ..الا....
(( سوف ننفصل..واسافر لدراسه خارجا...))
لقد استوعبت من ملامحي... لا ننتظر فرصة تجمعنا..
صمت انا...
وصمتت هي...
ليس لدي ما اقوله..
بينما اشعر ان لديها الكثير لتقوله....
همت بمغادرة الغرفة
وقبلها...
(( نونو... تعلمين ان عبدالله تقدم لخطبة زينة؟؟؟))
شعرت بأن كلماتها لأمل اتراجع عن قراري
رغم ان هذا الامل ضعيف جدا
(( عمتي... لنكتم قرار الانفصال حتى تتم الخطبة..))
لم تجبني...
ارتسمت ابتسامة على شفتيها
هل تظن ان هناك مجال للتراجع...
او قد تكون ابتسامة ازالت القلق من ان تتعثر خطبة الحبيبان الجديدان...
خرجت عمتي...
وهي تحمل هم جديد ...
من ابنة اخيها اليتيمة...
والتي ظنت لشهور... انها تخلصت من مسؤليتها ولها ان تعيش حياتها...

خلف جدار اخر............................................... .......
همسات متبادلة
تحمل شجن وضيق...من جانب...
ومحاولة لتهدأت الامر من جانب اخر...
فريده تقاوم دمعها وهي تحدث زوجها
فيما هو يرسم ابتسامته المعتاده كلما حاول تهدئتها بخصوص امر ما....
يمسح على شعرها المنسدل على ظهرها...
(( سلمان فكر معي......))
(( فريده ارجوك لا تربكي نفسك اكثر....))
(( انا قلقه عليها....ما قد يحدث لتأخذ هذا القرار...))
(( اخبرتكِ انه قرارهما معا...))
(( لست مقتنعه بكلامها.... الا ترى كيف هو معها... ناصر يذوب عشقا في نورس... من اول مرة رأيتهما معا...))
(( هناك امور بين الزوجين لا يدركها غيرهما....))
(( اعرف نورس جيدا.. هي كتومة...وتفرض قرارتها مهما كانت.))
(( هل تعنين ان هذا قرار نورس لا ناصر...))
(( بالتأكيد...... اخبرتني... انها خططت للسفر... لدراسه بعد ان تنهي علاقتها به.... يبدو انها رتبت لكل شئ...))
(( هل تعتقدين ان هناك فراصة للتراجع...))
(( اتمنى...اتمنى ذلك....))
(( فرووودة..اهدئي الان.... مازال امامنا وقت كافي...وكما قلتِ طلبت ان تكتمي الامر حتى عقد زواج عبدالله...))
(( هل تظن انها قد تتنازل..وتعود لزوجها...))
(( ان كانت ترى راحتها بذلك.. صدقيني لن تفوت الفرصة في العودة اليه......
انا وانت خير دليل))



الشاطئ الــ58
الموجة الخامسة...


مضت ساعات... تجمعت في ايام صامتة ..يتيمة...
الم وحزن في جانب
وامل وفرح في جانب اخر...
وهمسات عاشقين...مازالا في بداية الطريق....
(( يستحيل ذلك عبدالله....))
(( ماذا تعنين... هل ستغيرين رأيك؟؟؟ اليوم على موعد مع والدك...))
(( عبـــــــــــــدالله........))
احب دلالك زيونه
لكن ليس الان....
كانت تحادثه بكل دلال كعادتها
وكانت جادة فعلا في رفض الزواج
الذي سيكون خلال هذا الشهر....
لم تتوقع انه سيكون بهذه السرعه....
فهي تحتاج لاسابيع قد تجهز نفسها لزواج احداهن....
فكيف ان كان زواجها هي....
لكن..........
لابد ان تستسلم لقرار عبدالله
ربما يكون مجبر عليه بفعل قرار نقله الى بيروت...
ولكنه ابدا لم يفكر ان يجد بديلا...
فكم يتمنى ان تكون له... باقرب وقت...
كم يرغب بقربها
بملامسة وجنتيها الوردية...
ان يمرر انامله بين خصلات شعرها....
ويتنفس انفاسها...
لتكون له هو..
هو فقط
نهايــــة الشاطئ الــ 58



yassmin 11-11-10 04:41 PM




الشاطئ 59
الموجة الاولى
من جديد
اختلي معك في غرفة لوحدي
وعمتي في غرِفة اخرى تصارع افكارها
وقلقها
والسبب انا....
دفتري العزيز
لم اتمنى ابدا انا اعيدها لشعور القلق
ولكن كل هذا غصبا عني
غصبا عني
كنت اتمنى ان اخلصها من مسؤليتي
لتعيش هي حياتها بعيدا عن همومي ومشاكلي
ولكن....
كل هذا لوقت محدد فقط...
سأرتب للسفر خارجا خلال اشهر قليلة....
انشغل بالدراسه عن كل شئ...
قطع سيل الكلمات على صفحات دفتري مكالمة منها
زينة فهذه النغمة المخصصه لها....
(( نونو اين انت؟؟؟))
كانت قلقه او ربما تبكي....
كانت تبكي فعلا...
(( مابك زينة؟؟))
(( نبيل...نبيل...))
تاه الاسم عن ذاكرتي
نبيل..من نبيل؟؟؟؟
نعم ...لقد عرفته....
(( ماذا به؟؟؟))
(( اتصلت احداهن قبل قليل وحدثتني عنه.....))
(( وماذا قالت...))
(( تحدثت كثيرا كثيرا....))
(( حسنا اهدئي واخبريني ما قالت؟؟؟))
تمالكت نفسها وراحت تتحدث وتتحدث
الامر لم يكن مقلق ابدا
لكن مشاعر القلق بسبب المفاجأة لا غير..
المتصله هي قريبه نبيل...
اتصلت لتطلب منها قبول اعتذار نبيل عن كل شئ
بعد ان فشل في التحدث معها او الاتصال بها
فلم اعلم من زينة ان نبيل حاول الاتصال بها اكثر من مرة
وكما تقول..
فقد اخفت الامر عني
لانها لم تكن تجيب على مكالماته
ولا تريد ان تعطي اتصاله اي اهتمام

كانت مشاعرها متضاربه
عندما اخبرتها الفتاة
انها اتصلت بها بطلب من نبيل..
والذي قرر السفر ومغادرة البلاد
لم تذكر لها السبب
لكنها شعرت انه يرغب ان يعالج نفسه من ادمان السموم
والتي حاول بسببها
اذائها تلك الليله لولا تدخل عبدالله
نبيل
يطلب السماح منها...
لم يقصد اذائها...
وكل ما حدث
لأنه ليس في وعيه ابدا
انه يعتذر وحاول ان يوصل اعتذاره بنفسه
لكنها لم تسمح له

استلقيت على السرير
بعد ان انهيت محادثتي معها
وانا افكر
بنا نحن معشر البشر
لم نقوم بتصرفات
سنندم عليها لاحقا
ولا نعلم هل سنحصل على العفو ممن تضرروا من تصرفاتنا هذه؟؟؟
تقلبت على السرير
يمين تارة
ويسار تارة اخرى
ابحث عن ما يبعث لي النوم
لكن.....
ابى النوم ان يرضخ لي لي...
وبقيت طوال الليل افكر....
افكر به...ناصر....كيف هو الان؟؟؟؟؟؟؟؟

الشاطئ الــ 59
الموجة الثانية
اصبح السهر رفيقي كل ليله
لا يفارقني ابدا ابدا
هي مرات معدودات لا تتعدى اصابع اليد
شاركتها النوم في غرفه واحدة
فلم يتغير علي شئ
وانا هنا في الغرفه وحدي
لكن شعور اني لن التقي بها عندما استيقظ صباحا
ولن اتشارك معها يومي في منزلي هذا
الذي سادته الكابة من جديد
فللمرة الثانية تغيب احداهن عنه
وتتحول جدرانه لقطع جامده
بعد ان كانت تبعث الحياة لمن فيه
قبلها امي رحمها الله
ومن ثم هي نووورس

كم اشتقت لك نورس
ودون وعي مني
سحبت نفسي من على السرير
واخذت خطواتي خارج هذه الغرفة الكئيبة
الى غرفتها
ولها ان تكون غرفتي بعد ان رحلت هي
هل فعلا رحلت للابد ولن تعود
وهل هذه دموع التي تتراقص في مقلتي
قلبي يكاد يخرج من بين ضلوعي
ورئتي بالكاد تستوعب الهواء الذي استنشقه بصعوبه
صرت اتلفت فيها
الن اراها تمرر اناملها في شعرها المبلل الساحر
وهي خارجه من الحمام

او ان تكون امام المراة..تتأمل نفسها طويلا قبل ان تخرج برفقتي

او قد تكون مستندة على واجهة السرير
تقلب في صفحات دفتر تحتضنه كفيها دائما

جال نظري بكل زاوية في الغرفه وقد تركت اثر انفاسها فيها
حتى وقع نظري على سجادة الصلاه
لم تاخذها معها
لباس الصلاة بلون ابيض ناصع ممزوج بورود زهرية صغيرة
اقتربت منها
وحملت لباس الصلاة بكفي
قربته مني
صرت استنشق ذرات الهواء من بين ثناياه
رائحه نورس
رائحه الياسمين التي تتعطر بها دائما
الرائحه التي اذوب بها
كلما تخللت مسامات جسدي...
لن تكون هنا
افضت الغرفة لي
ولي ان افعل ما شئت بها
لم اكن طامع في اكثر من ان استلقي على السرير
نفسه
الذي ضمها ليال طويله
بفرحها وحزنها
وضمني معها في ليلة لا تنسى
صرت اسحب انفاسي بصعوبه
وانا استرجع ما حدث
في تلك الليله
ليلة عودتي من مؤتمر جنيف
اشتقت اليها....
فلم ابخل على نفسي لحظتها بارسال بعض الكلمات
وانا مرمي على سريرها الدافئ
ورأسي على وسادتها
والتي مازالت متمسكه ببعض خصلات الشعر المتناثرة عليها
وكأنها ترفض البعد عن هذا المكان



الشاطئ الــ 59
الموجة الثالثة


(( دخلت غرفتك..ومررت بزاوياها .... انفاسك مازلت محبوسه بين جدرانها...))
*(( حاولت ان الملم كل ذكرياتي منها من اجلك...))
(( ونسيت شئ واحد....))
*(( سجادة الصلاة........))
(( تعمدتِ ذلك؟؟ لماذا؟؟))
*(( لا تسألني لماذا... لكنه الشئ الوحيد الذي رغبت ان ابقيه في منزلك...))
(( والشئ الوحيد الذي تبقى من حاجياتي والدتي ولم اتصدق به هو سجادتها ايضا....))
*(( اسفه لهذه الذكرى الحزينة....))
((لا داعي للاسف... ولكن....ماذا استفيد من ترك سجادة الصلاه كذكرى من صاحبها..))
*(( لم اعتقد انك بمزاج مناسب للمزاح...ناصر..))
(( اه..ناصر... كم اتمنى ان اسمعها منك ..بنبرات صوتك...))
*(( مزاج رائق....هذا واضح..))
(( لاني على سريرك نونو... استنشق عبير رائحتك..رائحة الياسمين....))
*(( احتاج لسيارتي....))
(( غدا ستكون عندك..))

انقطعت عن الرد....
بعد ان ادارت وجهة الحديث...
اشاره منها..
الى هنا وكفى.....

الشاطئ الــ 59
الموجة الرابعة


تقدمت نحو مكان جلوسي
بخطوات بطيئة وهي تتلفت حولها
اعرف انها تريد ان تتأكد ان سلمان ليس هنا
(( نونو...سلمان خرج منذ الصباح...))
اسرعت بخطواتها...
وقد بدت عليها ملامح تبعث الطمأنية
أمر اسعدها
ولكن ما هو...
(( عمتي...رجاء اتصلت بي....ستزورني.... ))
واكملت وقد هدأت نبرة صوتها
(( ستكون هنا خلال ساعه..))
ابتسمت لها.....
(( منذ زمن لم نلتقي بها...جيد اننا سنراها..))
بعثت لها رساله بطريق غير مباشر
ان ليس هناك ما يمنع باستقبال ضيوفها هنا
(( ستبقى للغداء....؟؟))
(( رفضت ذلك عمتي.... ))
(( لايصح ذلك نونو...))
(( كنت مصرة على دعوتها للغداء...ولكن بعد ان اخبرتني...انها تطول زيارتها...))
اكملت نورس.... بفرح واضح..
(( انها مرهقة من الحمل..... ))
(( ماشاء الله... ابنها مازال صغيرا...))
(( عزوز عمره ستة شهور فقط.... وهي حامل في الشهر الثالث...))
اخذنا الحديث عن رجاء
كانت سعيده بزيارتها
فلم ارغب في مناقشة موضوعها مع ناصر لحظتها
فيكفي....
هموم الضيفة الجديده...
بالطبع ليست رجاء
انما بدور اخت سلمان....
والتي باتت لا تقوى على اخفاء مشاكلها هي الاخرى مع زوجها....
فتزورنا وانا وسلمان بين الفينة والاخرى..لتفضفض..
واحيانا تقضي معنا كم ليلة لتغير من نفسيتها...



الشاطئ الــ 59
الموجة الخامسة


استقبلتها من مدخل الفيلا الداخلي..
تقدمت نحوي
تحمل طفلها عزوز
وحقيبته الكبيرة التي تضم كل مستلزماته
وبطن بدى مكتنزا
(( رجاء... لا اصدق....))
تقدمت نحوها
اخذت منها طفلها...
ضممته الي..
وانا اتقدم معها..للصاله الصغيرة في جانب مخفي من الفيلا....
صرنا نتبادل التحيات...والسؤال عن الاحوال
بعد انقطاع دام شهور
كنت غارقه بحياتي معه
مع ناصر
وهي غارقه بمسؤلية طفل وزوج مسافر دائما... وارهاق حمل....
كل منا تلوم الاخرى على هذا الغياب
و نبادل كلمات تبرر لنا كل ذلك....
حتى كان سؤالها
(( استغربت وجودك في منزل عمتك..))
(( هذا ماحدث...))
(( ماذا حدث نورس...))
(( انفصلت عن ناصر...))
ردت فعلها كانت مرعبه بالنسبة لي....خوف عليها لا غير
((مااااذا؟؟؟ انفصلتِ؟؟ نورس تتكلمي من جد؟؟))
(( وهل عدتِ مني المزاح في هذه الامور؟؟))
(( لا..لكني لم اتصور ذلك.... تعلمين ضننت انك تتوحمين لذا جئت للبقاء مع عمتك بعض الوقت....))
ارتسمت ابتسامة على شفتيّ
خيالك واسع يارجاء....
لم تكن كما عهدتها
تحترم صمت
ولا تصر على معرفه اسباب قرارتي
التي قد تكون محيرة للبعض...
كانت مصرة على معرفة الاسباب
ليس لها ان تستوعب حاضري الا بعد ان تعرف ماضيّ
والماضي لا يُحكى
امر حدث وانتهى...
كنت ابرر لها ذلك بأننا لم نتوافق مع بعض...
كل شئ حدث بسرعه دون ان يكون هناك مجال لفهم الطرف الاخر

*******
كنت اجد نورس غير مقنعه بحديثها...
فليست هي من تتخبط بقرار مثل الزواج...
ومن بعده تقرر الطلاق وبهذه السرعه
دون سبب واحد مقنع...
لكني فعلا لم اقوى على سحب الكلام منها...
اخذنا الوقت بالحديث في كل الامور
الا موضوع طلاقها
فقد غلبتني كعادتها بكتمانها الامر..
وبين الفينه والفينه ننشغل كلتانا بعزوز
اما ارضعه انا
او تلاعبه هي بكل ما تحمله من حنية...

حتى كان رنين جوالي...
(( نونو عليّ ان اذهب الان..))
(( مازال الوقت مبكرا..ابقي للغداء...))
(( ارجوك نونو...لا اريد ان اقول لك ان الطريق لمنزل عمتك اخذ مني كل طاقتي..لا احتمل السيارة وانا حامل...فعلت ذلك من شوقي لك...))
((فيكِ الخير رجاء..))
(( الزيارة القادمة ستكون منك...))
(( ان شالله ..))
(( واتمنى ان لاتكون بعد ولادتي...))
لم ترغب نورس في مناقشة رجاء بقرار سفرها
فهذا امر سيفتح امور كثيرة لا تريد الخوض فيها
لذا ابقت للوقت لتخبرها لاحقا....

رتبت نورس وشاحها الاسود الطويل...
وشدت قميصها القطني الابيض الطويل...الذي ترتديه مع بنطال اسود...
حملت عزوز على كتفها...
وتقدمت مع رجاء للمدخل

(( زوجك في الخارج؟؟))
(( سعود؟؟؟ يستحيل ان يترك عمله من اجل ان يتنقل معي من كان لاخر..الا تعرفينه...))
ادركت ان اخيها من يرافقها....
فلم المّح لاسمه..
خاصة اننا لم يدخل في حديثنا الطويل خلال الجلسه...

ايقنت للحظة انها لن تقوى على المشي حتى البوابة....
خاصة عندما علقت..
(( ماشاء الله ..فيلا عمتك واسعه..احتاج لسيارة لاصل للبوابة ...))
وبحركة سريعه مني...
اشرت للعامل في الحديقه ان يفتح البوابة...
(( اتصلي به..اخبريه ان يدخل بالسيارة...اسهل لك ..))

اتصلت به...
ليتقدم بسيارته للداخل...
لم ارفع نظري اليه..
وانا اتقدم معها للخارج...
وانا احمل طفلها..
الذي امتعني فعلا ببرائته
فهل هناك اروع من براءة الاطفال

اقتربت رجاء من السيارة...
حيث نزل حامد منها..
فتح لها الباب الخلفي..
لتضع حقيبتها ...
وتتقدم بعدها نحوي....
اخذت مني طفلها...
وهي تودعني بابتسامتها الدائمة التي لم تروي شوقي لها ....
وهي تهم بالصعود...
كانت سيارة تدخل الفيلا....
واخرى قد رُكنت بجانب البوابة من الخارج...
انها سيارة عبدالله..
ميزتها رغم بعدها عني...
والسيارة الاخرى... سيارتي بجانب سيارة حامد...
وناصر من يقودها...

حتى نزل منها
في حين عبدالله قد دخل الفيلا بعد ترك سيارته خارجا...

اشار لي بيده...
ابتسمت له...
وانا تائهه بعيني في الفضاء
اشعر بأني في فضاء شاسع
حتى انتبهت لرجاء تودعني...
وحامد يغلق باب سيارته عليها..
ليبتسم لي وهو يومأ برأسه دون ان ينطق....
وكأنه يودعني هو الاخر....

فيما مارد واقف امامي...
ناصر....
وعبدالله الذي تقدم معه...
تراجع لحظتها حامد بسيارته للخلف.
وغادر المكان
دون ان يعي للزوبعه التي تركها خلفه دون ان ايقصد...




الشاطئ الــ 59
الموجة السادسة


حاولت وحاولت
ان لا اظهر الغضب الذي حل علي وانا ارى صديقتها واخاها واقفين معها امام المدخل
وخاصة ان عبدالله برفقتي...
عبدالله..(( اهلا نورس.... جئنا لك بالسيارة كما طلبت...طلباتك اوامر...))
لم انطق..
ولم تنطق هي
وزع عبدالله نظراته بيننا...
(( اممم.. انصرف واترككم في هذا الجو العجيب الذي تجاوزت حرارته 43..؟؟))


ناصر...وبنبرة جافه
(( نذهب الان عبدالله....ليس لدينا وقت..))الاستغراب واضح على عبدالله من ردة فعل ناصر
ورغبته بالانصراف دون ان ينطق بكلمة لنورس....
والذي اكتفى بأن رفع مفتاح السيارة...
ليسلمه لها....

شدته من بين انامله بهدؤ
لا بل برجفه حاولت كتمانها
لكنه ناصر
يفهم جيدا كل مشاعرها وكل ما يجول في صدرها
من نظرة لعينيها
اربكتها

جعلت منها مجرد اشلاء تتحرك...
لاتسمع لاترى لا تتكلم
فقط تقطع المسافه...
لتصل لغرفتها....

حتى ايقظها صوت صراخ
لم تعتد على ذلك مسبقا
لم يكن صراخ ربما كان نقاش حاد في احدى الغرف...
وارتفع صوت احداهن...
لكنه صوت من...
انتبهت للعاملة تهم بصعود السلام..
نظرت اليها بتساؤل عن مصدر الصوت...
(( مدام بدور....))
بدور اخت سلمان
والتي التقتها لمرات قلائل...
ولكن لم كل هذا الصراخ؟؟؟

لم تنشغل يوما بخصوصيات وهموم غيرها
ولكن هذه المرة ربما وجدت ما يبعدها عن همومها هي..



الشاطئ الــ 59
الموجة السابعة


اجتمع الجميع حول المائدة
وجبة الغداء...
جمعت الطفلات الثلاث...
واللاتي بدى عليهن الارهاق بعد يوم دراسي حافل على ما يبدو...
وسلمان وفريده..
اللذان يتبادلان النظرات...
نظرات تحمل الكثير من الكلام...
خاصه وهما يرميان جزء من هذه النظرات على بدور...
التي بدت تتسلى بالملعقه في يدها تقلب الاكل دون ان تأكل....
صمت... حل على المكان...
بعد انسحاب البنات...
وانا متردد في الانصراف..
لم اكمل اكلي..
ولا اريد ان اتناقش مع عمتي او زوجها برغبتي في الاكل..
ليس وقته..
حتى نطق سلمان اخيرا..
(( بدور..لِم لا تأكلي..))
(( لا ارغب بالاكل...))
(( كُلي الان..وبعدها نتحدث بأمر كريم...))
بنبرة مرتفعه...(( نتحدث الان))
وهو يحاول ان يبدو هادئا...
(( ليس وقته.... بعد الغداء نتحدث...))
لحظتها.... تساقطت دموعها..
وما اعتقده انها اختلطت بالطعام الذي في صحنها...
تحركت عمتي من مكانها..
وهت تسحب منديلا من على الطاولة وتقدمه لها...
(( بدور حبيبتي..... اهدئي...سنجد حلا لكل شئ...كفي عن البكاء الان...))

اخذني الموقف ..
كانت عمتي تحاول ان تهدأ من بدور..
وقبل كانت تتحدث معها بعد ان تعالى صوتها....
يبدو ان عمتي لن تتخلص من رعاية من حولها انا او غيري..
الا يجهدها ذلك؟؟
خاصه مع حملها المتعب...
ام انها تجد متعه بحلول مشاكل الاخرين؟؟؟؟
عدت لغرفتي...
بعد وجبة غداء اختلطت بهموم الجميع...
ليزيد همي...
مكالمة سابقه ...لم انتبه لها
منه
من ناصر مذا يريد ياترى؟؟؟


ترددت بالاتصال..
حتى جائتني رساله منه....
(( لم تجيبيني؟؟؟))
*(( كنت اتناول الغداء))
(( كانت صديقتكِ))
*(( نعم..هي....))
(( واخيها...))
*(( ماذا تعني؟؟؟))
(( لاشئ..))
*(( بلى ...هناك ما تود قوله...))
لم يرد على رسالتها...
وامتنعت عن الاتصال به ....

فلا ترغب بالحديث معه بعد ان تملكها الغضب من كلماته
ماذا يعني بما يقول؟؟؟
هل يعي..لمعنى كلماته؟؟
ام يحاول استفزازي...
فيما كان ناصر....
يضغط على ازرا جواله بعصبية
ليرميه بعيدا عنه...
وضيق اكتسح كيانه
ما ان لمحه واقفا...
رأى ابتسامته....
قد لا تكون ذات معنى...
ربما تحية منه فقط..
لكن...
اغضبه ذلك كثيرا
لدرجة انه لم يُحسن اختيار الكلمات مع نورس...
(( اه ...يا نورس لا تعلمين الغيرة التي تحرق قلبي من ابتسامه لا تحمل معنى من احدهم ...فكيف سأعيش باقي عمري بدونك..وكيف سأقبل ان تكون لغيري؟؟؟))




نهاية الشاطئ الــ 59


الشاطئ 60
الموجة الاولى...

لا اعرف مالذي دعى عمتي للحديث عن بدور....
بعد انصرافها مباشرة...
وهي تحمل حقيبتها الصغيرة...
التي ضمت امتعتها...احتاجتها لقضاء يوم واحد معنا..
شغلت الجميع
بضيقها...وصوتها العالي مع كل نقاش..
احسنت الاستماع لعمتي
لتفاجأني بما لا اعرفه عن بدور
كانت متزوجه من اخر..وقد انفصلت عنه بعد اقل من عام....
وتزوجت بعدها من عبدالكريم......
اخبرتني عمتي
ان بدور لم تقوى على الاستمرار مع سمير زوجها الاول
بعد ان تفاجأت به...
شخص بيتوتي...
يومه كله يقضيه في المنزل...
ليس لديه اصحاب يخرج معهم..ولا هواية يمارسها....
ساعات قليله يقضيها في محله تجاري .... وباقي يومه الجلوس في البيت ..ومشاهدة التلفاز...
لتفوح من المكان رائحة دخان الشيشة التي يدمنها...

في حين هي...
بدور..منشغله طوال اليوم بدراستها لاعداد رسالة الماجيستير..

فليست على استعاد ان تشاركه امور لا قيمة لها بنظرها..
خاصه وانها لا ترغب بتشجيعه على الجلوس في المنزل وترك محله التجاري لعامل اجنبي
وحقيقه انه لم يشكي يوما انشغالها عنه بالدراسه
وهذه مشكلتها الثانية
وجودها وعدم وجودها واحد
لم يهتم يوما لدراستها
ولم يفكر ان يناقشها فيما تعده في رسالتها
كانت تره دون مستواها العلمي
الا انها
حاولت كثيرا ان تحدث شئ مشترك بينهم
لكنها لم تقوى
لم يهتم ابدا انها ليست معه...
ولم يعنيه ذلك مادام هناك ما يشغله في التلفاز....
برود لم تتحمله
ولم تقوى على التخلص منه حتى مع انشغالها الدائم
لدرجة انها كرهت لحظات تواجدها في البيت لانها...
ستقابله....
وهو يضحك لوحده مع مسرحية كوميدية او متسمر باندماج مع برنامج وثائقي
وقد تكون مبارة ليست مهمه....
لان الرياضة ابدا ليس من هواياته
فليس هناك هواية الا التلفاز بمصاحبة الشيشه....

وقد يفضلهما احيان كثيرة...
على مشاركتها غرفه النوم...

اخترعت كل الحلول...
وطبقت حلول من حولها...
لكن لا فائدة....

حاولت ان تجتمع معه في وقت محدد لمشاهدة التلفاز....
رغم ضيق وقتها....
لانها تجد ان زوجها اولى باهتمامها...
لكنها وجدت ان هذا لا يعني له شئ..
فهو لا يشعر بوجودها ابدا....

وضاق بها العيش اكثر..
عندما ضعف مدخوله المالي من المحل..
وفي المقابل لم يقلقه ذلك....
فزوجته... ليست بحاجة لمصروف منه...فهي ورثت من والدها ما يكفيها لرغد العيش....
لم يهمها ان يكون صرفها من مالها..
لكن كرهت اللامسؤليه منه..
واللامبالاة من شكواها..
وكأنها شئ غير مهم...

انسحبت من حياته ببرود....
بمقدار الصقيع الذي صنع حاجز بينهما.....

حاول ان يستوعب سبب طلبها للطلاق....
لكنه لم يقوى....
لانه لم يرد ذلك....

لترتبط بعدها بزوجها الحالي
عبدالكريم...
والذي هو الاخر قد خرج من تجربة زواج من اجنبية
وكانت تجربة غير ناجحة
كريم يحمل شهادة الماجيستير في ادارة الاعمال
والذي يعشق مجال عمله الخاص....

لم تتردد بالموافقة عليه...
فهذا هو الشخص الذي تريده..بمستواه العلمي والعملي....
وبمظهره الانيق..
وبنيته التي تفوح منها عنفوان الشباب...
كل صفاته بعكس زوجها السابق...
لتصر على رأيها وتقبل به زوج...
كم سعدت به..
وهو يشجعها على اكمال دراستها...
والحصول على درجة الدكتوراه...

ولكن الحلو لا يكتمل ابدا......
وجدته انسان..جاف المشاعر....
لم يغدق عليها بحلو مشاعره بقدر ما كان يغدق عليها بالمال....
ووقته ليس لها..
فلديه اعمال وصفقاته...وسفره المتكرر..
وعندما حاولت ان تقتحم يومه....
بان تزوره فجأة في مكتبه..
اما ان يكون في اجتماع..او مشغول بمكالمة مهمة....
وعندما قررت ان تشاركه رحلة عمل....
تفاجأت بأنها وحيده في غرفة في الفندق كما يحدث معها في البيت
لانه مشغول بلقائاته مع رجال الاعمال
ولا يتناسب ان تكون متواجده معه....

تتصور انها مع عبدالكريم كانت كما هي مع سمير
ربما....
تسعد بمفاجأته لها ..بالهدايا الثمينه..
ودعوات العشاء النادرة...
والتي يبقى اثرها لــليلة....
وتزول بعدها..
لتعيش بضيق من جديد...

تأتي لتشكو ضيقها لأخيها وزوجته....
ولكن.....
ما على اخيها ان يفعل...
فطالما ردد لها....
(( ليس لي ان اقول له اترك عملك وتفرغ لزوجتك...وقد انفصلت عن زوجك سابقا لانه يترك عمله ليجلس معك في المنزل..))

كنت متسمره مع حديث عمتي..
ادقق في كل التفاصيل....
بدور تأتي تشكو امرها وتعود من جديد..
لا تقوى على طلب الطلاق ....
لأنها احبته..احبت كريم...
وهذا الفرق الاكبر في علاقتها بين سمير وعبدالكريم

الشاطئ الــ 60
الموجة الثانية


وكانت كلمات عمتي
كما السيف الجارح..
الذي ابحت له اختراق مشاعري....
لترسل لي من خلالها رساله..
تحمل اسم بدور...
ولكنها لي انا ....
فقد سألتها ... وانا غارقه بقصه بدور
(( كيف اقنعتها هذه المرة عمتي بالعودة... كنت اسمع صراخها ترفض العودة له....))
**** كل مرة تردد انها لن تعود اليه
وماذا بعد؟؟
تتطلق؟؟؟
وبعد الطلاق؟؟؟
هل تظمن زوج افضل من سمير او عبدالكريم؟؟؟
هي ليست كاملة... ليست معصومة عن الخطأ....
ولديهااخطاء تقبلها زوجها ولم يشكو...
فلم لا تتقبل زوجها وتحاول ان تصلح عيوبه
وان لم تقوى
عليها ان تتأقلم...
المشكلة لا تكون مشكله الا اذا اعطينها كل تفكيرنا..
لنجد نفسنا امام عقبات السيئات ولا نلحظ الكثير من الحسنات...
ليس كل ما نحلم به نحصل عليه..
هي تريد زوج متفرغ لها وقت ما هي متفرغه من دراستها....
يعطيها كل وقته واهتمامه..
ويعيشها بوضع اجتماعي راقي...
تتباهى به امام صديقتها بوسامته وحضوره...
ولاتدري ان كل هذا بمقابل...
ان يعمل ويعمل...
وخاصه انه يرى ذاته بعمله
عبدالكريم انسان مثقف...محترم
و كل بنت تتمنى الزواج منه
لم تُضيع شاب مثله من حياتها...
عليها هي..وغيرها ان يتحملوا مصاعب الحياة...
الانسحاب ليس الحل...
لان الاتي ليس اجمل مما مضى....
كلاً لديه مشكله...
فمثلا انا وسلمان....
ترين ان السعادة تغلف حياتنا...
ليست هناك سعاده كاملة..
فنحن الاثنين لدينا مشاكل..
بدأت من اول يوم زواج...
بناته وتقبلهن لي...
قريباته وغيرتهن التي خلقت المشاكل بيننا..
كنت اسهر ليالي.... افكر بحالي معهن
وابكي ليال اخرى من كلمات جارحة ترسلها قريابته
انشغاله كذلك كان مشكلة... بوقت انا حامل...و مسؤلية البنات التي لا احب ان اتركها للمربيه
لي الحق ان اشكي هذه الامور واصرخ امام الجميع اني لم اعد احتمل
لكن...كل هذا يتلاشى
عندما يعود مساء..
مرهق من العمل...
يرتمي على الكنبة
ليبتسم لي...
فروودة..اشتقت لك وللبنات..اعذريني على تقصيري....
كلماته هذه اكبر من افكر بكل المصاعب التي ذكرتها...

عمتي تجولت من حكاية بدور....
لحياتها الخاصه مع سلمان
ولأول مرة تبوح بمايضايقها
لكنها لا تشكو

كانت ترغب ان ترسل رساله لي....
قد اعيد التفكير في قراري
لكن هذا سيكون مستحيلا
لان ما بيننا من مشكلة اكبر من مشاكلك عمتي انت وبدور

الشاطئ الــ 60
الموجة الثالثة


فيلا العمــ فهد......
في الجناح الخاص بالعروسين.....
جلنار وطلال.....
طلال ينظر الى صورة زوجته المنعكسة في المراه...
نظرات حيرة...بل انها اكبر من الحيرة....
لم يستوعب ما تقول...
فيما هي....
مازالت تمرر المشط ذو الاسنان الواسعه....
على شعرها الحريري.....
لتنثره على كتفها ..
وهي تلتفت اليه...
(( طلال.... لِم تنظر اليّ هكذا؟؟؟ ))
وهو يحرك كفه في الهواء..
اشارة منه ان تعيد كلامها....
كان غير مستوعب الفكرة التي طرحتها..
جلنار تريد منه ان يستقرا في بلاده
ليس لديها الرغبه في العودة الى بريطانيا....
حاول ان يستوعب كلامها....
فهذا ليس ما خططا له...
وكان اخر شئ ممكن ان يفكر به مع جلنار
فكيف خطرت هذه الفكرة على بالها ولماذا؟؟؟
جلنـــــــار
احبت جو هذا البيت...
احبت الجو العائلي....
احلى وجبة تناولتها وهي معهم على المائدة
واحلى اللحظات المفعمة بالسعادة
عند اجتماعهم عصرا....
لتناول الشاي والكعك....
ولم تضحك من اعماق قلبها...
كما ضحكت على تصرفات طلال مع اخويه
وكلمات العناد التي يتبادلونها مع بعض
احبت حنان خالتها ليلى....
واهتمام عمها فهد....
كانت ترى انها ستخسر كل هذا لو سافرت..
وانشغلت مع زوجها بالدراسة...
وخاصة ان اخذته ساعات العمل بعد الدراسه
عن الجلوس معها....
حاولت ان تقنعه...
ان يقدما لدراسات العليا هنا..
فتخصصهما متوفر....
وله ان يعمل كما قد خطط ...
ولن يضايقها ذلك....
فهي ستكون بين اسرته...
اسرتها التي لمّتها في لحظة تشتت بفراق والدتها واهمال والدها...
ويبدو ان جدتها لها دور فيما تفكر....
هذا ما شعر به طلال...
وبقدر استغرابه من الفكرة الا انه احبها...
احب الفكرة من فيّ حبيبته....
لم يعلق..
تقدم نحوها...
وهو ينظر في عينها..
مستغربة حركته هذه...
(( مابك حبيبي؟؟؟))
قرب وجهه منها..
وطبع قبلة ناعمة على بنعومة شفتيها....
(( هذا ما تستحقه هاتان الشفتان...بعد كل ما قالته...))
(( هل تعني انك موافق؟؟؟))
(( كنت افكر كيف لنا انا وعبدالله ان نترك والديّ في نفس الوقت؟؟؟))
(( لن نتركهما ان اخذت برأيي....))

في الاجتماع الأسري الذي عشقت جوه جلنار ...

كان اقتراح جلنار على لسان طلال ...
يوجهه الى والديّه...
والده صار ينظر اليه بحده...
ما ادركه ان طلال الغى فكرة الدراسه في الخارج...
نظراته ارعبته....
التفت الى زوجته....
(( هل تسمعين؟؟؟ هذا ما كنا نخشاه...))
(( ابو عبدالله لنفهم منه ما يريد قوله...))
(( قال ما يريد..لن يكمل دراسته...))

استدرك طلال الموقف...
(( ابي... سنكمل دراستنا انا وجلنار...كما وعدتك...))
واكملـــ
(( لكننا سنكملها هنا في البلاد....
بدل سنوات دراسه وغربة....
فكرنا انا وجلنار ان نبقى معكما....
خاصة بعد ان قرر عبدالله السفر....))

لم تبالي الخالة ليلى لموقف زوجها قبل لحظات
حيث انها اظهرت سعادتها....
(( ستبقيان هنا؟؟؟والله ان كنت احمل همّ فراق ابنيّ...))
التفتت لزوجها..وكأنها تقنعه بكلام ابنها
(( فهد..ابنك لم يرغب ان يتركنا..لذا قرر ان يكمل دراسته هنا....بدل ان يتغرب من جديد...))

ادرك العمــ فهد اخيرا
ان كل ما يشغل باله طلال
هو كيف يكون بقربهما...
كانت جلنار....
توزع ابتسامتها الناعمة بينهم بعد ان كانت دماء ساخنة تجري في عروقها
وهي ترى ابو عبدالله.... يتحدث بعصبية مع ابنه..
بسبب فكرة هي طرحتها
لكن الان بعد ان استوعب الفكرة جيدا
سعد كثيرا
وهذا واضح من الابتسامة التي لم يقوى على اخفائها...
وهو يخبره..
ان يسرع بالتسجيل في الجامعه..
وهو سيساعده في الحصول على عمل.....


الشاطئ الــ 60
الموجة الرابعة...


بعد العِشـــــــاء.................................... .................................................. .
التفت السيارات حول فيلا اخــــي....
والد زينه.....
يبدو انه دعا معارفه واقارب والدة زينة رحمها الله
اعرفه جيدا كيف يحب المظاهر...
كنت انا دليل العم فهد....
تقدمتهم بالسيارة....
وتوقفت قبلهم....
نزلت من السيارة....
وانا ارقبهم
سيارة العم فهد..وعبدالله
والعم سلمان...
وكم همني ان اعرف...من تحوي هذه السياره الفارهه
هل هي برفقتهما...
لابد ان تحضر..فزينة صديقتها...
ولابد ان لا تظهر امر انفصالنا امام الجميع في هذا الوقت...
كل امالي تبخرت...
وانا لا اراها معهم...
هل كان الضيق واضح علي؟؟؟
كنت ارى العمة فريده..
ترمي نظراتها لي ...
حتى تقدمت احييهم..
رحب بي سلمان...
وقبل ان تتقدم العمة.. سمعتها تهمس لي....
(( لم تتأتي...
عليك ان تتفاهم مع عمك ان سأل عنها...))
وكأنها تتنبأ بما سيحدث....
ولكنه عبدالله...
يسأل عن ابنة عمه....
صرت اجول بنظري في الطريق....
في هذا الفضاء الشاسع..
الظلمة التي بدأت تزداد حلكة..
ابحث عن اجابة....
يبدو ان اطلت في ذلك...
لان العمة فريدة استدركت الموقف....
(( نورس مرهقة بعض الشئ...لم تقوى على المجئ..فبقيت مع البنات .....))
ليس هناك وقت كافي لمناقشه هذا السبب غير المقنع....
حتى همّ الجميع بالدخول..


انه يومــ مميز لــ عبدالله وزينة
عمي برفقة رجال من العائلة...
ذهبوا لخطبة زينة....
عمتي... وليلى وجلنار....برفقتهم....

وكما عرفت من زينة...
ان والدها وعدد من اقاربها بالاضافه اليه هو...ناصر....
ولابد من تواجد خالاتها وعدد من قريباتها
لتكون الخطبة رسمية...
لم اذهب
هكذا كان قراري دون تردد...
لم تضغط علي عمتي..
ولم اخبر زينة بالطبع..
سأتركها للوقت لتستوعب عدم حضوري...
واعتقد وقتها انها لن تشغل فكرها بغيابي....
ستكون مشغول بما هو اهم.....
وســـــــــــــط هذا التقليد الاجتماعي......................................... .......................
لم يخلو الاجتماع من المجاملات....
حتى ينتهي بالموافقة على الخطبة.....
ليس الخطبة فقط....
قرار الزواج السريع من اجل السفر....
كان والدها على علم بكل ذلم فلم يطل النقاش كثيرا.....
كما هو حال مجلس النساء
الذي بدى مجلس تعارف لا غير....
زينة......
بفستانها السكري المزين بورود من الدانتيل....
وشعرها المنسدل بنعومة على كتفيها....
كما لفتت جلنار انظار قريبات زينة....
لتهمس لها خالتها..
(( سلفتك جميلة..لكنها ليست اجمل منك....))
بدأ حديث النساء الذي لا تحبه...
ما يهمها الان...
ان تستوعب سبب غياب نورس...
هناك امر تخفي عنها...
خاصة وانها برفقة عمتها بسبب ارهاق الحمل...حمل عمتها
ولـــــــــــكن..العمة فريده هنا....
وواضح انها بخير....
واضح ان ثقل الحمل قد اتعبها
لكن ليس بقدر ما تصورته من كلمات نورس....
ووسط الكلمات المتناثرة بين النساء
ارسلت العروس زينة كلماتها
الى نورس....
(( افتقدكِ كثيرا.....وعدم حضورك يعني ان هناك امر اكبر مما نتصور.....))


نهاية الشاطئ الــ60



yassmin 11-11-10 04:49 PM





شاطئ هادئ جدا بلا اموااااج


أنا.....زينة.......جلنار

اخذتها الايام في منزل عمتها....
حاولت كثيرا ان تتناسى الالمها
وجعها
وحبها
ناصر
لكنها لم تقوى....
ذكراه كغصة تخنقها
ولا تعود انفاسها الا اذا هطلت دموعها...
وهي تضم وسادتها الناعمة
وبقلبها تصرخ
نــــــاصر..افتقدك
كل هذا بصمت واضح...
جعلت من حولها يلتزم الصمت معها
احتراما لمشاعرها
عمتها
فقط تلقي بنظرات حيرة وضيق
لاتمر بسهولة على نورس
كانت تقطعها من الداخل
لا ترغب لعمتها كل هذا القلق
وبوجودها مع سلمان زوج عمتها
الذي باتت تخجل منه
وبشده
تخجل من وجودها في بيته
ربما استفسر عن ذلك العم سلمان
ولا تعلم ماذا اخبرته عمتها
لكنها تدرك جيدا
انه لن يحدثها ابدا بأي موضوع يختص بناصر زوجها...
مازال زوجها...
وقريبا سيعلنان قرار الانفصال
لتخسر هذا اللقب
هل فعلا ستخسره بعد ان يتحول من زوجها الى طليقها....
لا تتصور حياتها بدونه
للان لم ترسم خطة واضحه لما هو اتي....
الامر يبدأ بالطلاق..
بعدها القرارات ستكون اسهل....
هذا ما تتوقعه
ليس لها ان تتصور موقف عمها..وابنيه....
فلا يمكن ان يكون موقفهم مثل عمتها
عمتها فريده التي تركتها على راحتها....
لم تحاول ان تضايقها بأسئلتها ابدا...
اخذت تتنفس بصعوبة...
نفسها صعوبة الموقف الذي ستكون فيها لحظتها...
كم هي الحياة مرهقة...وكلها الم ووجع

لو.....لو......
لو انها لقت المصير نفسه مع اسرتها لما عاشت هذه المأساة.....

نادرا ما تتخللها مشاعر اليأس من الحياة بهذه الصورة....
وهذه هي احدى اللحظات....
لتسرع بعدها للاستغفار من ربها ....

خطرت ببالها زينة..........
لابد انها في شوارع باريس....
تتجول
تحمل اكياس مملؤة بالملابس والعطورات وادوات التجميل.....
هذا ما كانت تخطط له دائما....
لزواجها لا تناسبها المحلات هنا.....
لابد ان تذهب للخارج..
وجيد انه صادف وجود مراد اخيها في فرنسا...
اخيها الذي لا تربطه بها اي علاقه....
لم اسمعها يوما تحادثه...
او تنطق باسمه حتى....
ربما احتاجته في هذه اللحظة فقط ..لان عبدالله لن يوافق على سفرها لوحدها كما اعتادت سابقا...
ومراد هو المنقذ...
اعرفها.... اعرف زينة جيدا
تعرف كيف تدبر امورها.....مر على سفرها اكثر من عشرة ايام....
ايا م قلائل..على موعد حفلة زواجها....
اخبرتني عمتى
ان عبدالله حجز افخم القاعات في احد الفنادق..
وسيجهزها بديكور مميز
خاص بزينة فقط....
كم هي محظوظة بزوج مثل عبدالله....
وعلاقة طاهرة.نقية..

هل تحسدها؟؟؟
طبعا لا...
قد تغبطها....
لانها حصلت على ما استعصى على نورس اكتسابه....

صارت تسترجع احداث الماضي...
ماتعرفه عن زينة وعبدالله...
لم تكن هي زينه نفسها الان.....
مختلفه كثيرا.....
لا تشترك مع عبدالله في شئ...
وربما يكون عبدالله يكره تصرفاتها...
وهي لا تستسيغ اوامره وملاحظاته....

ومن ثم يصطدم بحادثة نبيل معها
مقابل كل هذا..
الحب قربهما...
قربهما كثيرا.....


كل هذه الفروقات كان بالامكان ان تكون سبب لفراقهما....

لكنها كانت سببا لتقوى علاقتهما....
لتكون زينه مثل ما يريد عبدالله...
ويكون عبدالله حبيبها الوحيد...

بُعدِكَ أوجعنيـــ
تبدو عمتي مرهقه كثيرا....
حركتها صعبه....
كذلك قيامها وجلوسها.....
ايام وتدخل شهرها السابع....
الاحظ قلقها...من ان تلد مبكرا....
في حين كنت اخفي رغبتي بان تسرع ولادتها كي ارى الطفلين...
او الطفلتين...
او قد تكون بنت وصبي....
لست اتصور كيف ستكون ام؟؟
ان كانت قادرة ان تكون ام لكل من حولها
فكيف مع اطفال انجبتهم....
تترقرق دموعي في تلك اللحظة....
لم اتصورها ان تحيا هذه الحياة فعلا....
رزقها الله اكثر ما كانت تتمنى..
كم انا سعيده من اجلها.....

وناصر.........................بعيد عني....
لم اعد اراه..ولا اسمع صوته....
ولا استشعر انفاسه قربي......
فراقنا بات حقيقه......
لم يعد يتصل بي..
او يرسل رسائل....كما كان في اول الايام...
ان كنت انا من طلبت منه...فلم اتضايق من ذلك...
انا من طلبت ان يبتعد
ان يساعدني في قراري....
بمقدوره..... ان يطلب لقائي..او الحديث معي.....
وستساعده عمتي لو رفضت لكنه لم يفعل..
من اجلي انا.....
لا انكر اني ابيت والجوال قرب وسادتي..
اصحو فجرا للصلاة...
وليسقط نظري غصبا عني على شاشه الجوال
لكن...لا مكالمه فائته.....
استشعر الالم والوجع
واحيانا..ابكي...ابكي بحرقه.....
اتجه للقبله....
اؤدي فرضي
وادعو ربي
ان يهديني للصواب

ارهقني قربه...
واوجعني بعده

ساعدني ربي كي انسى
انسى وجود ناصر في حياتي...



ذكرى من ألمـــ

عادت زينه من فرنسا.....
قبل موعد زواجها بيومين.....
اتصلت بي..
تخبرني بذلك.....
وتريدني معها لبعض المشاوير المتبقيه
اسفه اسفه زينة اعذريني
لم اعد اقوى على لقاك
لا اريد اي شئ يُرجعني اليه الى ناصر
اريد ان ابتعد عن كل شئ
كي انسى
كي يعتاد قلبي على الغياب
وعيني على فقدان صورته
وتعتاد خصلات شعري على بُعد انامله
ومساماتي على خلو الهواء من ذرات انفاسه
احترمت قراري...
ولكن كما قالت لوقت مؤقت
حتى تنتهي من زحمة تجهيزات الزواج
والزواج نفسه
وبعدها تنفرد بي
لـــم تعلم
ان القرار قد اتخذناه وانتهى الامر....

في العالم نفسه......................................
والهموم نفسها.........................................
والوجع نفسه.............................................. .
والالم نفسه.............................................. ..

يحيا ناصر...
وحيدا....
يقضي يومه بين اوراقه في مكتبه
او....على شاطئ البحر
يبوح بهمه
حتى صديقه حمد....
رفض لقياه
لايريد الحديث في موضوع نورس....
وان لم يخبره من نفسه
سيعرف صديقه بعد بان عليه الحزن
فراق نورس...
اخذ من نشاطه
ومن هدؤ ملامحه...
فهو يشتاق لها كثيرا كثيرا...
لكنه....
لن يفكر بالاتصال بها بعد لالان....
كان صوتها يسعد..
يزيل همه
والان بات يوجعه اكثر واكثر...
يحيي فيه حبه لها
عشقه الذي استوطن كل خلايا جسده
وهذا ما لا يرغب به
يعلم جيدا انه لو حدثها
لن يقوى على الاحتمال
وسيصرخ بها انه بحاجة لها
لا يقوى بعدها
وهي......
لن ترفض....لن تعترض
ستأتي اليه
ترتمي في احضانه
لتمسح كل همومه

ليس هذا ما وعدها به
وعدها ان يساعدها
ان يكون سندا لها في قرارها

يريد ان يقدم لها شئ واحد لها ان تسترجعه في سنوات عمرها القادمة
وتدرك انه فعل هذا لانه احبها...

يريد ان يترك ذكرى حبه
وان كانت مكتوبه بوجعه وألمه


الحلمــ الابيض


الليلة...
يتحقق حلمهما..
حلم زينه وعبدالله...
الليله يتوج حبهما بأقوى رابطه بين قلبي....
بصعوبة جهزت نفسي...
لم اكن اتزين
اشعر اني كنت اقطع شعري بدل من اسرحه
واجرّح وجهي بدل لمسات المكياج البسيطه...
وكم هو ثقيل هذا الفستان...
رغم خفة قماشه....
الشيفون الناعم.....
ارتمى على جسدي بخفه...
ورسم تضاريس جسدي من اعلى...
و طبقات متدرجة من القماش تتقاطع مع بعضها عند الجانب حتى الذيل...
بدت اكمامه قصير وشفافه..
وقطعة اكسسوار من الكريستال تزينه من جانب الخصر
كان لونه
الابيض الناصع....
لا ادري لم ارتديته..بالذات...
شعرت اني بحاجه...
ان ارى ما ينير الدنيا امامي وانا ذاهبه للحفل بهمومي....
كنت ارغب باللون الابيض..
كي استشعر بشئ بسيط بسيط جدا من الراحه
الراحه التي افتقدتها منذ...منذ شهر او اقل قليلا...
منذ تلك الليله التي افترقنا فيها.....

وتركت شعري منسدل....بتدرج....
كنت اسرح كل خصله واجعدها بمقدار الالم والوجع
بدى مجعدا بشكل واضح ورائع
هل للألم والوجع ان يظهرا رائعان لهذه الدرجة
زينته بورد تحمل اللون الابيض
الذي لم استشعره للان...
فتحت علبة الاكسسوارات
اخرجت حلف صغير من الذهب الابيض مع سلسله تحمل تعليفه بشكل وردة صغيرة الحجم
و...........................................
هدية ناصر
دبلته
كيف ركنتها هنا ونسيتها
ابقيتها بين اصبعي
بريقها نفسه بريق عينيه وهو يقول لي انه يحبني...
مر ززمن وانا مازلت ممسكه بها
حتى قربتها من شفتي
قبلتها
لاشعر بانفاسه
تذكرت قبلته لي اول مرة
عندما غضب من حديثي واراد اسكاتي
فطبع قبلة على شفتي جعلني ابلع كل حزني

ضممتها في راحة كفي...
وفتحت احد الادراج.....
بعثرت قطع القماش الذي يحويه
حتى اخرجت الفطعه القطنية
الزهرية اللون
وضعت الخاتم وسطها
ولففتها بعناية ووضعتها في حقيبتي
لابد ان يستلمها ناصر
اعرف هذان الغرضان
يعنيان الكثير له
بعدهـــــــــا
تأملت المراة.....وانا افكر
ليله زواج جلنار.....
اخذنا القرار.....
وبزواج زينة...
سنعلن الانفصال.....

ما اسعد هاتان الفتاتان
وما اتعسني انا......
وانا اعلم ان حب ناصر اكبر...من حب طلال او عبدالله لهما.....
لكن قدري ان لا اسعد بهذا الحبـــ

خرجتُ الى الصاله..
وانا اخطو بصعوبة
بفعل ثقل احبائي اللذان في احشائي.....
كم اشعر بالضيق عندما اتحدث عنهما بصيغة المذكر....
لاني للان غير متأكد ه من جنسهما
قد تكونان فتاتان...
قد تتضايقان من تحيزي للاولاد
لا انكر اني اتمناهما ولدين
او لنقل ولد وبنت
المهم ان يأتي الولد الذي يحقق حلم سلمان
الحلم الذي استشعره فيه
دون ان يبيح به
ان يكون لبناته اخا..

ارتديت جلابية واسعه......
باللون الاخضر الفاتح...
وبأكمام طويله وواسعه......
يزينها تطريز ذهبي ناعم.....

كنت انتظر نورس....
هذه الفتاة التي باتت تشغل تفكيري ليل نهار...
لا اتصور كيف لها ان تتخذ قرار الانفصال ولو باتفاق معه
مع زوجها ناصر
لابد ان اكلمه..
ان افهم منه الاسباب
ولكن لن افعل ذلك الان...
سأصبر بما اني صبرت الاسابيع الماضية...
بعدها.....
سأقف وبجدية امام قرارهما
حتى وان كانت المرة الاولى التي ارفض قرار منها من نورس
نورس التي طلت علي من غرفتها....
اخذت اردد اسم الجلاله عليها
كانت جميله
جميله جدا....
جمال مبهر....
تكاد عيني تدمع وانا اراها بالفستان الابيض....
الفستان الذي لم تفرح به حتى بليلة زواجها.....

وقفت مكانها تنظر الي...
تنتظر مني ان اؤكد لها عدم وجود سلمان ...
اومأت لها ان تتقدم....
كانت تحمل حقيبتها وعبايتها....
(( عمتي.... لنذهب الان لا نريد ان نتأخر....وحتى نعود مبكرا....))
اعلم انها تتحجج بهذا الامر حتى لا انفرد بها....
ويأخذني الكلام عن زوجها ناصر.....
ابتسمت لها.....
(( حسنا...البسي عبايتك...سأتصل بسلمان لينزل الان....))

وصلنا لمكان الحفل
اوقفنا سلمان قرب البوابة....
لنسرع بالدخول...
وهل لي القدرة على المشي...حتى اسرع؟؟؟؟
ونورس خلفي..
تتحرك مثلي ببرود...
التفت لها..
اطلب منها ان تتقدم...
كانت في عالم اخر..
جامدة مكانها
ونظرها لجهة اخرى....
التفت للجهة نفسها.....
كانت سيارة ناصر متوقفه
ويبدو ان هناك من نزل منها.....
نزلت منها فتاة شقراء..
وعيني نورس باتجاهما.....تكاد تفترسهما
يبدو ان ناصر لم ينتبه لي او لسهام نورس.....
كان مشغولا بالحديث.....
تقدمت الشقراء وتبعها ناصر..
وما ان اقتربا....
حتى انتبه لوجودنا
لحظتها تحرك الصنم المرافق لي...
تحركت نورس..
وهي تبلع ريقها بصعوبة..
(( لندخل عمتي....))

ليتحول ناصر هو كذلك لصنم اخر...
وهو يتأملنا نتحرك اخيرا من مكاننا....

التقينا معها
مع الفتاة رفيقه ناصر....
عند عتبات المدخل...
وقبل ان ندخل....
(( اهلا عمتي....))
والتفت الى نورس.... وبالكاد تجمعت الحروف...
(( كيف حالك نـــــــــورس....))
اجبته انا..والتزمت مرافقتي الصمت....
وقبل ان نهم بالدخول...
اشار للفتاة الشقراء..
والتي ترتدي.... فستان قصير قصير جدا.....
(( عمتي..عذرا...هذه جولي.. صديقة زينة جائت خصيصا لحضور الحفل.... هل لها ان تدخل معك...))
ابتسمت له
واكملـــ
(( قبل ساعات حضرت من بلدها...اصطحبتها من الفندق بنفسي لانها لا تدل مكان الحفل..))
اومأت له برأسي....
وانا ابتسم لها.... واشير لها ان تتأتي معنا..
وما ان دخلنا القاعه..
التفت لنورس....
وانا اكتم فرح بداخلي
(( مسكين ناصر عجز لسانه وهو يبرر وجود هذه الشقراء معه....))
كانت ملامح نورس قد هدأت زوبعتها التي ثارت قبل لحظات....
كذلك ناصر
الذي لم يقوى ان يبعد ناظره عن عيني نورس

عشق فاح بينهما في ثواني وقفنا خلالها.....
هل لهذا العشق ان ينتهي بقرار تافه
طبعا لاااا
لن اسمح لهماا....


ابهرني المكان.....
رغم الضيق الذي حل بي فجأة عندما لمحته...
لست بمزاج اناقش الامر مع نفسي
او ربما اتهرب منه....
عدت لانبهاري من جديد لديكور القاعه.....
لقد زُينت بقطع من الشيفون ممدوده على السقف بخفه من المدخل حتى نهاية القاعه.....
وقطع اخرى تلتف بحركة تموجية على الاعمدة ...
واضاءة صفراء تتخلل هذه القطع..
فبدت كأنها اشعة صادرة من قرص الشمس.....

ونهاية القاعه...
مقعد العروسين....
الذي زين بالديكور نفسه.....
وتناثرت قطع الشيفون حول المقعد امامه وخلفه....
وورود صفراء متناثرة عليها
بكمية هائلة.....
كذلك طاولات المدعويين...
قد زينت بورود صفراء..
وقطع من الحلويات مغلفه باللون الاصفر...وتزينها قطعة كريستال صغيرة.....

نزعت العباءة..
وتقدمت مع عمتي...
الى الخالة ليلى....
وقريباتها
وكذلك قريبات زينة وخالاتها.....
رحبن بي وبعمتي...
الفرحة واضحة عليهم....
اشارت لنا الخالة ليلى الى احدى الطاولات في المقدمة..
يبدو ان جلنار تجلس عليها
تقدمنا نحوها نشاركها الجلسه....

كانت في منتهى النعومة
شعرها مسترسل بنعومة....
ولا اثر للمكياج فقط
لمعة وردية وكحل ازرق بلون فستانها البسيط
بدت لي كعارضة ازياء

غلبنا الصمت....
والقاعه تموج بصوت الموسيقى
وعدد من الفتيات يرقصن بدلال....
كنت في عالم ثاني
ليس مع عمتي وجلنار
ولا مع هؤلاء الفتيات....

كنت غارقة في عينيه
نظراته الي
كم اشتقت له
اشتقت لصولاتنا وجولانا في العناد والتحدي تارة
والصمت والاستسلام تارة اخرى

اشتقت لكل شئ
ولكن علينا ان نتحمل
وعليّ ان اجبره على قراري
لن نستسلم
فهذا القرار لم يأتي بسهولة ابدا

وعلينا ان نلتزم ونتمسك به
فبه نغير حياتنا....

سحبت انفاسي بصعوبة....
حتى اتفاجأ بالخالة ليلى تناديني
ومعها سيده

افقت من تفكيري...
كانت زوجة عم زينة ام وليد وبناتها

لا اعرف كيف استرجعت ذاكرتي بهذه السرعه
تذكرت زيارتنا لهن انا وزينة
في حفلة زواج ابنتها ريما...

رحبن بي بحرارة.....
وجلسن على طاولة بقربنا....

حتى اعلن دخول العروس....
لتتغطى المتحجبات من الحاضرين
اطفأت الانوار....
شموع صفراء توزعت في المكان
و انوار صغيرة جدا كانت كماالنجوم في اعلى سقف القاعه

عزفت موسيقى هادئة
وتفاجأت بكلمات شعر

تسيجل بصوت عبدالله
لم انتبه ان هذا صوته الا بعد ان قطعا نصف المسافة
لم اتصور عبدالله بهذه الجرأة
لم يخجل ان يظهر مشاعره بصوته امام جميع الحاضرين....
كان كما الامير العربي يرنو لعروسته بحب كلما نطق اسمها في ابيات شعره
زيـــــــــــــــــــــــنة
ما اروعها
ايه في الجمال....
فستانها الناصع البياض....
بذيل طويل
طويل جدا يتلقف الورود الورد الصفراء التي تتناثر
كم هي رائعه
رائعه لدرجة هدؤ غريب عم على القاعه
فيما كنت اسمع المعوذات على لسان عمتي....

سيل من الذكريات هاجمتني
وارستني في مكاني هذا
رغم جموع الحاضرات

زينة وهي تترجى عبدالله ان ياخذها لعمها وهو يظهر الامبالاة في هو يتمنى ان يخطفها ويطير بها لعمها كي يرضيها
نبرات صوته القلقه عليها وهو يأمرها ان ترتدي معطف مع جو لندن القارس
بكائها ليلة لقائها بنبيل
وهروبه منها كلما التقى بها وشعر انها تأسره وتضعفه امام الكل

افقت على نظرات من حولي
الفتيات متسمرات
ينظران لهذان الزوجين
المقبلين بحب ووله
نحو حياة جديدة
لكن الحب
الحب من يصنع المعجزات

وصلن لمقدمة القاعه..
وقفا مواجهان لعيون الحاضرات

ابتسامة رقيقه على شفتي زينة...
كنت اراها سندريلا
كما كنا نتصورها ونحن اطفال
اراها كالوردة الصفراء
وكأن القاعه بكل الورد الاصفر المنثور
لم تكتمل زينتها الا بهذه الوردة
زينة
فستان الابيض مزين بورود صغيرة بلون اصفر وغصون ذهبية فاتحه...
تتوزع عند اطراف ذيل الفستان....
واطراف فتحة الصدر الواسعه.....
ومتناثر على الطرحة بشكل عشوائي...
وشعرها بخصلاته الصفراء المختلط بخيوط الكستناء
رُفع بتسريحة شينيون...

رفع الطرحة عن وجهها وقبلها على جبينها
وغبت مع القبله لعالم اخر
لا بل العالم الحقيقي الذي اعيشه...
وان كان بتفكيري..
تذكرت قبلاته لي بحنان كلما رغب ان يهدئني او يغضبني
رائعه رائعه
ولكن الى متى لابد ان اقنع نفسي ان الذكرى هي الاخرى محرمة علي بعد انفصالي عنه....
لابد ان انساه انسااااه

لكني لمحته امامي..
ينظر الي..
يبتسم
يبتسم لي...
هل صرت اتخيل
اهلوس
هل حب ناصر يفعل بي كل ذلك
لا انها حقيقه
ناصر مع رجلين اخرين بقرب العروسين..
استوعبت اخيرا انه مع اخويه يباركن لزينة...
لاول مرة التقي باخويه ... بدوا اكبر منه سنا بشكل ملحوظ
وشكلهما مختلف عنه فيما هما متشابهان
كان اوسمهم هو
تحيتهما للعروس كانت عاديه بعكس ناصر
حتى اني شعرت لوهله انها ستبكي...
وهو يحدثهااا


لقاء النبيلة


لم احتمل
سحبت نفسي من المكان
فهذه عادتي
ليس لي مكان في الفرح ابدا
خرجت من المكان
الى زاوية معزولة عن القاعه تضم كنبات حمراء
القيت بجسدي عليها
فيما سيداتان مع طفله صغيرة تجلسان ....
حاولت ان اظهر انشغالي بالجوال....
فقد كانتا تتحدثان....
سيدة في الاربعين..
تحدث الاخرى التي بدت في عمر اصغر ربما اوائل الثلاثينات
وفي حضنها طفله تلعب بالعقد الذي يتدلى من عنقها
كانت السيدة الاكبر في السن تحاول ان تقنع صاحبتها بالعودة للحفل

كنت ارى صورتهما لكن لم انتبه لحديثهما جيدا حتى ..حتى سمعت اسمه
ناصر.....
(( ناصر موجود...ما شانك انت.....هو لن يراك اصلا))
(( لا اريد اذهبي انت..وسأنتظرك هنااا...))
حديث طويل لتقنعها بعدم رغبتها العودة للحفل....
وحديث اطول في داخلي
احاول ان اربط ناصر بهذه السيده الثلاثينية....
قد تكون عجزت صاحبتها من اقناعها وعادت للقاعه وهي تضبط فستانها وشعرها الاسود الطويل....

وعلى غير عادتي
اردت ان اكشف سر سبب خروجها لوجود ناصر.....
تظاهرت اني اداعب الفتاة بحركة اناملي نحو ناظرها
وبالكاد انتبهت لي
وصارت تبتسم لي

واخيرا التفت هي....
وابتسمت بصعوبة...
وحزن في نظرة عينيها....

لا عرف كيف بدأ الحديث...
هل هذا بفعل اسمه فقط؟؟؟
(( ماشالله..هذه ابنتك؟؟))
(( نعم.. ...))
رفعتها....وهي تداعبها...
(( منااال ....منااال..... انظري للخالة...))
قلعت نفسي من مكاني بسهولة
الحركة نحوها كانت اسهل من حديثي اليها
لاني نهضت من اجل الطفله لا من اجل الفضول...
جلست قريب منها....
امسكت بانامل الطفلة منااال....
وصرت اتحسسها وانا اهمس لها....
((مناال..اسمك مناال؟؟؟))

التفتت لي والدتها...
(( انت من اهل العروس,,,,ام العريس...))
ابتسمت لها..
(( العريس ابن عمي..والعروس صديقتي...وانت؟؟؟.))
الكلمة الاخيرة خرجت بفعل الفضول
اعترف بذلك
(( انا... قريبتها.....))
لم يشبع فضولي ردها
وليس بطبعي ان اسحب الكلام من الاخرين

القيت عليها اظنه سلاحي في الحديث اليها علي افهم من هي
(( زينة ابنة اخ زوجي.... زوجي هو ناصر....))
سحبت انفاسهااا....
بصوت جعلني اجمد مكانها
كنت اراها تبلع ريقها بصعوبة
صمتنا..كلتانا
كنت اشعر بأنها تتحدث
تقول الكثير بعينيها فقط

اومأت لها دون ان اتحدث ..ماذا؟؟؟

ضمت طفلتها اليها وسحبت عبائتها ...
وهي تهم بالوقوف...

كنت انظر اليها وكم ارغب ان ان تتنازل وتجلس...

وفعلا...
نظرت الي....
وبصوت تحاول ترفع منه
(( انت زوجته؟؟؟زوجة ناصر؟؟))
صارت تحرك ذقنها للاسفل...
*(( تعرفين ناصر...))
(( ناصر عمر عشته ولم انساه...))
لم اعلق,,,,
وكأنها تستدرك ما قالته
(( اعذريني... فان كنت سمعت عن زوجته الاولى ....هذه انا..))
بنبرة عالية...
*(( نبيلة؟؟؟))
وقد هدأت قليلا...
(( تعرفينني؟؟؟؟))
*(( كيف لا اعرفك.....))
((ناصر اخبرك عني..))
*(( ليس كثيرا...))
(( بالطبع ليس لديه الكثير ليقوله....))
*(( ماذا تعنين...))
(( عشت معه سنتين ...ربمااا.....وكأنها يومين...))
*(( لم تقولين ذلك؟؟؟))
(( الايزعجك ان تحدثت عنه؟؟؟))
ابتسمت لها....
*(( لا....اريدك ان تتحدثي..يبدو ان هناك ما تريدين قوله...وما اريد انا سماعه))
(( ليس هناك ما اقوله..فأنا كنت زوجته على الاوراق فقط وامام الناس...))
*(( ولكن كان هناك طفل....))
هل اذنبت او تسرعت بكلمتى.....
نظرت اليها وكأني اوجه لها اعتذاري
الا انها صنعت ابتسامة صفراء على شفتيها...
(( مثل ماجاء رحل....))

للان لم افهم... لم هي تتحدث بضيق..
ما عرفته انها تطلقت منه برضاها..
وتزوجت مباشرة وانجبت اطفال اصحاء...
لِم كل هذا الوجع في كل شئ ينبض بالحياة بجسدها...
حتى حروف كلماتها...

كانت ترتب العباءة عليها
وكانها تهرب من امامي...

حتى انتبهت لمن يناديني....
((مدام ...نورس....))
انها رحمة
كانت تشير لي وتبتسم وترحب بي
وهي تهم بدخول القاعه برفقه مجموعه من العاملات
ارتفع صوتها فجأة..
(( اسمك نورس؟؟؟))
*(( نعم....))
اسندت رأسها على الكنبة وهي تسحب انفاسها(( لم اتوقع ان اراك....))
استغربت كلماتها
وكأنها تحدث نفسها..
(( فقد تزوج ناصر من نورس......))
*(( هل تعرفيني...))
لم اتوقع ردها

فقد استرسلت بالحديث...
بحسن نية...
وكأنه مسجون بداخلها من سنين... وتريد اطلاقه

تحدثت...وتحدثت

وانا اعيش كلماتها حرف حرف
وكان حديثها نفسه بما باح به ناصر
لكن الاغلب منه لم اكن اعرفه ولا ناصر قد يكون عرفه كذلك
ضمت ابنتها لصدرها...
وهي تبتسم لي تودعني...
وبدون شعور عدت للقاعه
جلست قرب عمتي
لا اشعر بما حولي..



فقط استرجع ما قالته
تزوجت من ناصر بطلب من والدته
لم تتردد في الموافقه
خرجت من منزل اخيها الي منزل ناصر بورقة عقد فقط دون حفل زواج
فالظروف لا تسمح
ظروف ناصر النفسية هو ووالدته ام ناصر بعد وفاة والده
لم يضايقها ذلك فالشكليات اخر ما تفكر به
الاهم انها ستستقر اخيرا
حتى وان كان هناك اتفاق قبل العقد مع ناصر ان كل هذا فقط لينال رضا والدته
كانت ترى ان الامر مؤقت
لكنه طال حتى علمت ام ناصر
ومن هنا بدأت المشاكل
((فقد كانت والدته لا تعلم اننا في الطابق العلوي نصعد معا ونفترق بعدها
لانها لا تقوى على صعود السلم
والخادمة هي من كشفت لها السر...
فأجبرنا على اتمام الزواج بما هو متعارف وعشنا كزوجين لفترة لم تتعدى شهور....))
كان معها وليس معها
ليس هم والدته فقط ما يشغله...
هناك امر اخر...
تجهله...
لا لم تكن تجهله انما تتجاهله
كان قلبه متعلق باخرى
بشعور الانثى والزوجه عرفت ذلك
لكنها لم تقوى على سؤاله
او مصارحته
لم تصارحه اصلا... وليس هناك ما يجمعهما الا امر والدته
امر والدته جاء من اجل نبيله...لقلقها عليها
فقلبها الطيب لن يرضى بظلم نبيلة
كانت ترى جفاف ابنها ناصر في معاملته ظلم لها
وكثيرا ما تؤنبه
لم يكن هو يتعمد ذلك...
ولكنه لا يقوى على اخفائه
اخفاء انه لا يراها زوجه
وبقلبه اخرى
تدعى نووووورس
وكان الزلزال الذي هزني

كانت قد سمعت بأسمي اول مرة
يهلوس بفعل حمى شديدة المت به
لم تستوعب نتيجة ترتيب الحروف...
لم تصل لاسم نورس بالضبط

لكنها استوعبت انه ينادي حبيبته وانه مازال يريدها
لم تخبره بعد ان فاق بهلوسته التي تدمي قلبها كزوجة
لان ليس لها ان تتحكم بمشاعره واحاسيسه الداخليه

لكنه فعلها مرة وكاد ان ينطق باسمها
يناديها...وهي معه زوجه
على سرير الزوجيه..
كم مقتت هذه اللحظة...

لكنها ايضا لم تدرك الاسم صحيحا لانه تراجع باخر لحظة
واكتملت الحروف وبصراحة....

عندما اخبرته بحملها
لم يكن مجرد خبر كما تقدت كانت بشارة
جعلته يجري لوالدته يبشرها
وبداخلها تعلم انه سعيد فقط لان والدته ستستبشر بذلك

ولحظة نسي نفسه
(ان كان ولد اسميه على اسم والدي)
وحين سألته(( ان كانت بنت...هل تسميها نعيمة على اسم والدتك؟؟))
ابعد نظر عنها وهو يسحب ذرات الهواء لصدره
(نورس اسميها نورس)

اخيرا ترتبت الحروف
نورس
يريد ان يسمي ابنتها باسم حبيبته
التي تسلب تفكيره وهي معه
ولا يبقى الا اسمها عندما تفقده الحمى وعيه

وكعادتهااا
صمتت وابتسمت
ليس لها الا ذلك....

لانها تعلم انه لم يحبها
رغم انه يحاول باقصى جهده ان يعوضها عن حبه

ومقتنعه بهذا
يكفي انه يراعيها في معاملته
اما مشاعره ليست ملكه

فكيف سيتحكم بها...

لم يكن دورها سهلا في حياته وهي غائبه عنه....
اخبرتها انه باح لها بشئ مما في قلبه
وذلك عندما فقدا طفلهماا

عندما راته ضعيفا لاول مرة
وهو يخبرها
ان قسوة الحياة قضمت ظهره
والده ثم والدته قبل ان ترى حفيدها
ثم الحفيد المنتظر
وقبل كل هذا حبه....
لتسأله
((كنت تحبها.....))
((نعم.......))
((لمِ لم تتزوجها......))
((لاني لا استحق برائتها......))

برائتها
قالتها بالحرف.
كان يرى برائتي
يشعر بها حتى بعد ما حدث بيننا
لم يكن يراني انسانه رخيصه

انفصلا لانها طلبت ذلك
ولاول مرة تأخذ قرار يجمعهما.
احترم رغبتها واعلنا طلاقهما

كنت متسمرة مع حديثها
كنت التهم كلماتها
وهي
كأنها وجدت من تبوح لها ما في قلبها
او ربما ابت ان تبقى الفتاة الطيبة
لتذكر على لسانها وهي الزوجة السابقة حياة عاشتها الى زوجته الحالية
لكن هذا لم يبعث لي الضيق
لاني استوعبت غرضها
كنتُ اعيش بينهم هذا ما بررت به حديثها معي
لم تعرفني او تلتقي بي
لكنها تشعر بي في حديث ناصر
تأملاته
حتى في كوابيسه واحلامه
تشعر بالفتاة التي مازال ناصر يحبها
يحبها كثيرا
ولم تستطع هي بسلبيتها وطيبتها ان تتغلب على ذكراها
ابتسمت....
((انت جميلة....جميلة جدا.....
لهذا لم يقوى ناصر على نسيانك...
وبعد كل هذه السنوات تكونان لبعض.....))

كانت تتحدث بحب
بهدؤ
لم تحمل الضغينه او العتاب

حتى سألتها لم ضايقها وجود ناصر في الحفل
لتسرع باجابتها
لانها لا تقوى رؤيته
فهي جاهدت كثيرا كي تنسى هذه المرحلة من حياتها
واسرعت بسؤالها عن السبب
لتفجعني بردها
لاني ندمت على انفصالنا
واسمحي لي نورس
لو يعود الزمن للوراء
لما تنازلت عن ناصر
حتى مع قرار عدم الانجاب ان كانت جيناتنا لا تتناسب مع بعضها
لها ان تبقى معه دون ان تنجب منه
ضمت طفلتها بحنان لصدرها
واغمضت عينها وهي تستغفر ربها.....
وتحمده بعدها....
ما هذا التناقض....

لم احتمل المزيد
بعد هذا البركان الذي ثار فجأة دون سابق انذار
وفي وقت غير مناسب ابدا

واحترت في كلمتها الاخيرة....
انها نادمة.....
لماذا ندمت
الم تعوضها حياتها.... واطفالها....بحنانها الواضح

حتى لمحت طفله تجاوزت السبع سنوات
وهي تشدها من عبايتها
(( ماما ابحث عنك..بابا ينتظرنا في الخارج.... بسرعه قبل ان يغضب اكثر...ويضربنا....))
.............

افقت من حمم كلمات هذه النبيلة
على صوت جلنار...
(( نونو تعالي معي نبارك لزينة....))
نعم ابارك لها واخرج
كانت سعيده
وهي تحدثنا
ولكني ارى حيرة بنظراتها الي...
ابتسمت لها وودعتها
التفت ناحية عمتي
لم تكن هنا
اين هي؟؟؟؟
وكأن جلنار ادركت تساؤلي
(( العمة فريده غادرت.. كانت تحدثك انها مرهقه وعليها الانصراف.....وسترسل لك السائق مع الخادمة...))
هل حقا حدث كل هذا وانا غارقه مع جريمتي
كنت اشعر بالجرم
لان كنت طرف في هدم حياة تلك النبيلة
وان كانت بحروف اسمي على لسان زوجها
ناصر زوجها؟؟؟
وزوج سمر؟؟؟
والان؟؟؟
طليق نورس...
ارعبتني الكلمة....
سحبت حقيبتي...
واخرجت منها القطعه الزهرية...
ضممتها بيدي...
واعدتها من جديد...



عروستي نورس

لحظاااات..................................
الا وانا اطلب ناصر على الجوال
لكنه مغلق
هذا الجهاز اللعين
(( طلال...اين انت؟؟؟؟))
سألته عن ناصر....
حدثت نفسي...لقد انصرف....
ولكني اريده
(( كيف ينصرف بدونك))
(( ربما لاني اخبرته اني سأعود مع عمتي لمنزلها))
(( وانا كنت اعتقد انك سكونين معه في الشاليه))
ناصر في الشاليه
لابد ان اذهب اليه...
سأسال عروستنا عن مكان الشاليه
اريده
اريد ان اسلمه العهدة...
لا اريد ان اعود بها الى المنزل...
همس لي طلال..(( جلنار معك.. اخبريها اني انتظرها في الخارج...))
اوصلت الرساله الى جلنار....
واتصلت بعدها بعمتي لترسل السائق.....
بعدها ارسلت لها رساله
تجنبا لنقاش
(( ذاهبه الى ناصر...سأتصل بك لاحقا))
لا ادري ان اتصلت او لا....
فجهازي ابقيته مغلقا
ربما تظن اني سأعود اليه...
لا تعلم ان قراري لا عودة فيه....
ابتسمت لي زينة
وانا اسالها عن عنوان الشاليه ولم تتردد في اخباري...
تركتها....
الى المخرج...
مواقف السيارات...
حيث السائق برفقة الخادمة ينتظراني...
اخبرته بطريق الذي يجب ان يسلكه...
وجهتنا ليست بعيدة كثيرا....
وجيد ان هذا السائق الاسيوي الذي يعمل لاكثر من 15 سنه مع عمي سلمان يدل كل طرقات البلاد
اوصلني بعد ان قطع طرقات مظلمة...

بحثت عن رقم الشاليه...
حتى وجدته...
لكن سيارته ليست هنا ..لمحت مدخل موقف السيارة...ربما تكون بالداخل
نزلت من السيارة بحركة سريعه

المدخل الصغير...
التي تحيط بها اصايص الورد
ورود جافه
يبدو انها لا تروى
لحظتها فقط توقفت...

هل انا هنا لاعطيه ما بحقيبتي وانصرف
هل تعنيت من اجل هذا؟؟؟؟

سحبت نفسي بشدة...
وانا اشير للسائق ان ينتظر..
وطرقت الباب...
مرة مرتان...ثلاث
وفُتح الباب تلقائيا...
يبدو انه ليس مغلقا...
اخذت خطواتي للداخل...
بدى المكان خاليا....
اخذت خطواتي للامام..
شعرت بالخوف قليلا
ربما دخلت الشاليه الخطأ
او انه غير موجود
لا ادري...
هل اعود ادراجي؟؟؟؟

توقفت اتلفت في المكان الصغير....
حتى سمعت صوت موج البحر....
قادمه من احدى الزوايا..
تضم باب زجاجي....مفتوح
قطعت امتارا باتجاه الصوت

ولمحته....
مستلقي على الرمل...
حيث ان هذا الباب يأخذني للجهه الاخرى للشاليه المطله على البحر....
بينه وبين البحر امتار معدودة

لم يشعر بي
ولم يراني وهو يثني ذراعه على وجهه...
يرتدي لباس رياضي
كتمت انفاسي كي لا يشعر بي
لا ادري لم قررت ان انسحب من المكان
ولكن شئ اقوى مني جعلني اتعمد احداث صوت بقدمي
جعلته يلتفت ناحيتي...

من وضع الاستلقاء....الى الوقوف مباشرة
وهو ينظر لي بعيني حمراوتين
هل كانت حمراء بفعل الدموع هل ناصر يبكي فراقي
كما بكت تلك النبيله فراقه
وندمت عليه بعد ان استبدلته بزوج قد يضربها هي وبناتها لانها تاخرت فقط

كل هذا جال في عقلي...
(( نووورس...؟؟؟؟؟؟))
اسمي نطقه كما اعتدت ان اسمعه منه
كما سمعته منه اول مرة
يمط في الاسم وكأنه يتلذذ به
هل كان يفعل ذلك مع نبيله
حتى يجعلها تنسحب من حياته
اسمي جعلها تنفصل عنه...

هل اسمي له القدرة على ذلك...
ام مشاعر حبه لي تنافرت مع مشاعرها هي....

كل هذا وانا انظر اليه
تقدم لي
((لا اصدق...))
لم انطق.....
بقيت واقفه....
مرعمر من الزمن..
حتى نطقت باتفه الكلمات
(( السائق ينتظرني خارجا...........))
هل جئت لاخبره عن السائق؟؟؟؟
ابتسم لي....
لحظتها..وعيت قليلا....قليلا
فتحت حقيبتي...
اخرجت القطعه الزهرية...
ومددتها له
وكأنه يسألني عنها....
اخذها مني دون اجابة..
كانت ملفوفه بعناية
فتحها بهدؤ
كنت ارى كفه ترجف
وهو ينظر اليها....
وتحرك لا اراديا للداخل...

وهو ينظر الى ما بيده
التفت لي....
وعاد بنظره الى الخاتم...والقبعه القطنية الزهرية...الخاصة بطفلته المتوفية امل ...

(( كيف حصلت عليها؟؟))
قالها بحروف ترجف ودموع مخفيه ترجف كذلك
وكفاه مازالتا ترجفان

(( لا يهم...الاهم انها معك....جئت لاعيدها مع الخاتم...))
كان واقفا مكانه
حتى تحركت
ليتقدم نحوي
وهو يشدني من ساعدي
(( انتظري..لا تذهبي...))
ومد الخاتم اليّ
(( انه لكِ))
(( لا..لا اريده............))
(( خذيه...))
(( لا اريد.......))
كانت نبرات صوتنا ترتفع تدريجيا....
حتى صرخ بي...
(( لا تريدنه....حتى لا تتذكرينني..... لن تنسيني نورس...لانك احببتني...ومازلت تحبينني...))
ارعبني كلامه
اخذت خطواتي للخلف
وانا الم عبائتي
لاتحرك ناحية الباب....
اسرع نحوي...
عاد ليمسكني...
ويشدني نحوه((( لن تذهبي....)))
(دعني ارجوك)

(((لم ترجوني؟؟؟؟
لاني اكشف مابداخلك)))
(اريد ان اذهب)
(((ماتريدينه ان تبقي معي
ارى ذلك في عينيك
ورجفة نبرة صوتك

اعرفك اكثر من نفسك نونو)))

(اتركني...)
((( وستذهبين وتتركينني...ولترسلي لي رساله بالجوال ان اطلقك لانك لا تقوين على نطقها)))

بتحدي صرخت به...
( بلى اقوى
اقوى على قولها )

((( قوليها نورس..
اطلبيها مني.... واخبريني ان لا مانع عندك ان تزوج باخرى واعيش حياتي
وتتزوجين انت....وتعيشين حياتك....
بوحي بهذا لي الان...)))

صمت كلماته اثارت حديث الاخريات....

بدور تطلقت وتزوجت اخر.... وللان غير مقتنعه باي قرار سوى زواج او طلاق....
وتلك السيده .... التي باحت بمكنون قلبها لي من اول لقاء
التي تمنت ان تعود بها الايام لزوجها الاول وان كانت بدون اطفال
افضل من قرارها بالزواج من اخر وانجاب اطفال يشع الخوف من عينيهم بسبب من اختارته اب لهم

لم هاتين السيدتين بالذات وقعتا بطريقي.....
هل لاستوعب اخيرا ان ليس كل ما نريده نناله
علينا ان نقتنع بقدرنا بحظنا في هذه الدنيا
لا نتصارع مع ماضي خلق لنا حاضر...
بل نفكر بمستقبل لا يؤثر عليه ماضي

لا اريد ان اكون بدور.... اتنقل من زوج لاخر لاسباب تتناقل معي
ولا اريد ان اكون نبيله اندم على فقدان شخص يحترم رغباتي حتى وان فقدت امرا اخر وهو الحب
فكيف اذا كان هذا الشخص يحبني ويحترم رغباتي

وانا في هول هذه الافكار وهاتين الضيفتين....
كان ناصر قد تجاوزني وهو مازال ممسك بساعدي وكأنه يخشى هروبي...
سمعته يصرخ بالسائق اكثر من مرة
حتى أمره بالانصراف

وبقينا لوحدنا....
(((نورس ان كنت مُصرة على الطلاق اطلقك الان ولكن اسمعيني....)))

صمت انتظر كلماته
ونظره اليّ

(((احبك ولم احب غيرك..... ولم اقوى التنفس في الايام الماضيه لاني افتقدتك
وانت؟؟؟
هل تتألمين لفراقي...؟؟؟
يرهقك بُعدي عنكِ؟؟
هل ستقوين على ايام اخرى قادمة
هل قلب نورس يتحمل كل ذلك
اخبريني انك ستتحملين كل ذلك وانفذ رغبتك بالطلاق
لان لحظتها سأطمن انك اقوى من مشاعرك اتجاهي )))

كان يتحدث عن مشاعري التي بسببها ضعفت معه وسلمته نفسي
مشاعري التي ابت ان اغادر منزله حتى ضاق بي الوجع

انا
لا اريده....
و اريده...اريده...الف مرة...

كنت امامه جامده
مشاعر بداخلي تتصارع
لم اقوى على النطق
امسكني من كتفي
وصار يهزني...
لم انطق
فقط دموعي تتناثر في الفراغ
لا ارى امامي الا هو
مكان مظلم
وهو فقط....
بكيت بصوت تعالى فجأة
وصرت اشهق بانفاسي....
ارتعب امامي ...
ليضمني...
ضمني بقوة
وهو يهمس لي((( اسف اسف حبيبتي )))
ولاجيبه ( ولم اقوى فراقك جاهدت ولم اقوى
بذلت كل مافي جهدي كي اخلق لنفسي حياة جديده ووجوه جديده
لكنك تظهر بكل الوجوه
انت حياتي ناصر......
اريد مستقبل تأخذني اليه
لا اريد ماضي......)

خرت امامه
على الارض
نزل اليها...
صارت تبكي...
وهو يقرب راسها لصدره
يحاول تهدئتها

((( لن اتركك نورس....)))

(اريد ان احيا من جديد...فقدت حياتي في ذلك الحادث
اريد الحياة من جديد)

((وانا معك نورس ...اهدئي...لك كل ماتريدين))

(لن نتطلق؟؟؟؟؟؟)
(((لا نورس لن نتطلق......)))

(وسنذهب لمنزلنا....في غرفتنا انا وانت؟؟؟)
((( نعم...)))

(نتشارك الغرفه في كل شئ)
(((كل شئ)))


(ونفكر في الايام القادمة؟؟؟)
(((نعم ايام نكون فيها اسرة ... سيكون لدينا اطفال)))

(اطفال؟؟؟ اطفالنا)
(((نعم اطفالنا انا وانت)))

رفعت رأسها اليه ( ارى انك توافق على كل ما اريد)
ابتسم لها ((( الا يعجبك؟؟؟)))

وبدلال....(امممم تشعرني كأني طفله تخدعها بالاحلام)

((( انت طفلتي نورس احلامك احققها لك اعدك....فقط اترك الماضي....وفكري بما هو اتٍ)))

نهض وشدها اليه...
وهو يشد الوشاح الاسود من عليها
لينثر شعرها المجعد....
قربها من الكرسي...نزعت عبائتها واستندت عل الكرسي
صار ينظر اليها....
(مابك؟؟؟)
(((لم الفستان الابيض؟؟)))

هبطت بنظرها على الفستان
وابتسمت

( اليس جميلا؟؟؟؟)
اخذ الخاتم..واقترب منها وهو يبتسم....
(((انت عروستي اليوم.....)))




بعد عام ونصف.................................................. ................
نورس في المستشفى
مستلقيه على السرير الابيض...
والبالونات الزهرية تحيط بها...
ناصر قريب منها...
يهمس لها...
(( نونتي.... رائعه هي طفلتنا.....))
وهي تتلمس اصابعها المجعدة....
وتبتسم...(( استجاب الله لدعائنا ورزقنا طفلة سليمة....))

لحظات وطرق على الباب....
العمة فريده ...
اقبلت اليها عمتها
تصارع دموعها
حتى استسلمت لهم
اخذت تقبل طفلتها التي اصبحت ام....

اخذ ناصر في صمت
نورس بقرب عمتها والطفله بينهما...
(( تشبهك نونو....اتذكرك جيدا عندما كنت صغيرة...))

هل سبقني احد لزيارتك؟؟؟؟
(( نعم عبدالله وزينة....خرجا للتو...))
(( كيف هي زينة؟؟؟))
ابتسمت نورس لعمتها....
(( كما اعتدنا منهما... هي جالسه مقابل له..وهو يشير لها ان تغطي خصلات شعرها المتسلل من دون قصد من تحت الوشاح...))
(( برغم انهما ينتظران طفلا الا اني لازلت اراهما عروسين بدلاله وغيرته عليها))

اخذهما الوقت.......

حتى تعالت طرقات على الباب.....
فتح ناصر الباب..
كان طلال وجلنار...

(( نحن هناااااااااا))
طلال بصوت عالي....
اشارت له عمته باصبعها ان يخفض صوته...
(( الن تكبر على هذه التصرفات يا طلال؟؟؟؟))
جلنار بهدؤها المعتاد...(( عذرا نورس....))
تقدمت اليها تقبلها ..(( مبروك قدوم العروس..ماذا اسميتها؟؟؟))
نورس وهي تنظر لطفلتها...
(( دانة...اسم احبته امي...))

ومنعا لمشاعر الحزن غير طلال دفة الحديث..
(( عمتي اين فريق كرة السله؟؟؟))
جلنار ونظرها على زوجها..(( طلال ...ماهذا الكلام؟؟؟))
العمة فريده(( الاتعرف ان تقول ماشالله؟؟؟))
كان يعني بنات سلمان الثلاث...وطفلاهما الجديدان احمد ومحمود.....
فقد انجبت العمة الاخوين الذان تمناهما حبيبها سلمان لبناته....

كبرت العائلة...بأطفال جُدد
واحلام جديد
وهموم لابد منها
نحيا بها لنستطعم الحياة

انتهت الحكاية حكاية نورس




فيض من شواطئ نورس


حكاية نورس ولدت بمخيلتي
بعد قرأت عبارة بما معناها
** كم من نظرة ولدت لدينا حسرة**
للاسف لا اذكر نص العبارة بالكامل
فكرت بها كثيرا
هل فعلا حركة بسيطة جدا لا تجهد ابد وهي النظره تترك حسرة ابدية؟؟؟
نعم لهذا ان يحدث
هناك امور لا تعوض..
لذا يجب ان نحافظ عليها
و ليس الماضي من يصنع المستقبل
بل نحن من نصنعه ان تغلبنا على مشاكلنا...
لنحل مشاكلنا بدل ان نتهرب منها...
لنفكر بكل خطوة قبل ان نندم بعدها
لنأخذ عبرة ممن حولها..
واحيانا كثيرة نخسر امور ليس لنا ان نعوضها....
لنكن قريبين من الرحمن ...لتتيسر امور.... ونفقه الدرب السليم
(( اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كأنك تموت ابدا ))
كلمات لطالما احببتها واحاول ان اخذ بها....

تحياتي
اختكم غيورة

yassmin 11-11-10 04:52 PM




اتمنى ان تعجبكم الروايه ورح اكون سعيده لو اشوف ردودكم الحلوه

تحياتي
يااااسمين

بياض الصبح 12-11-10 09:13 AM

~ ... ~ ألف شكر ياسمين على النقل ~ ... ~


~ ... ~ ربي يعطيج ألف عافية ~ ... ~




~ ... ~ كل اللي حاب يحمل الرواية كاملة على ملف ورد أو تكست يتفضل هنا ~ ... ~


http://www.liilas.com/vb3/t147664-20.html




yassmin 12-11-10 01:10 PM



تسلم ايدك بيااض الصبح وربي يعطيكي العافيه

nona-zidan 12-11-10 05:55 PM

تسلم ايدك,,,,رائعة:friends:

yassmin 13-11-10 12:35 AM

وايدج حبيبتي اتمنى تكون عجبتج

لانا الاحمدي 05-11-13 08:08 AM

رد: نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره ..
 
قرات الرواية مرتين ولا زالت شقية بالنسبة لي سلمت يداكي

خربشات قلب 09-07-14 06:54 AM

رد: نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره ..
 
يسلمووووو مررررة خطيييرة

فلورنسيا 04-11-14 12:17 AM

رد: نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره ..
 
من احلى الروايات شكرااااااااااااااااا

ندى ندى 05-11-14 07:48 PM

رد: نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره ..
 
من اروع واجمل الرويات اللي قرأتها

قمة الابداع اسلوب راقي ورائع

شكرا كتير على الروايه الرائعه

fadi azar 22-12-14 08:19 PM

رد: نورس على شطان الماضي ، للكاتبه : غيوره ..
 
رواية رائعة جدا وخاصة قرار نورس بنسيان الماضي وتتقدم بحياتها مع ناصر


الساعة الآن 11:40 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية