كان الصوت هادئا و يحمل لهجة حب الاستطلاع . ان كان مثقفا ام لا فهذا شيئ لا يمكنها ان تحكم عليه و لكن مظهر ثيابه يدل على انه كان مثقفا . كان طويل القامة و آثار الشمس بادية على وجهه . اما شعره فبني فاتح مائل الى الصفرة ، عيناه رماديتان بنظرات وقحة دفعت الاحمرار الى وجنتيها ، و رجولته قوية و بدا واثقا من نفسه .
و اجابت على تحيته لانها توقعت المساعدة منه لو انه يتكلم انكليزية ، و قالت : ( صباح الخير ) من ملامحه يبدو انه بستاني او شيء من هذا القبيل . و سألها : ( هل بامكاني ان اساعدك يا آنسة ؟ ) و ارتاحت لورا لانه يتكلم الانكليرية و ابتسمت قائلة: ( قيل لي ان ارى السيدة روسو ، و كنت على وشك ان اقرع . . . ) ( انت الانسة كولتون ؟ ) و صعد درجات السلم بسرعة و خفة و وقف بجانبها و قد وضع يده في جيب بنطاله المهترئ و الذي بدا عليه انه كان يوما ما بنطالا غاليا ، و كان يرتدي معه فميصا ازرق باهتا . و قالت بنوع من الترفع : ( انا الانسة كولتون . هلا اخبرتني اين اجد السيدة روسو ؟ ) و وقف يتطلع اليها بنظرات مزعجة مما اشعرها بالارتباك . و سألها : ( من اوصى اليك ان تري السيدة روسو ؟ ) و نظرت اليه بتردد للحظة و قالت : (انا . . . انا متأكدة ان هذا هو الاسم الذي ذكره السائق ، اليس كذلك ؟ فأنا لا اعرفها ) و اجابها : ( السيدة روسو هي مديرة المنزل ) و تقدم ليفتح الباب لها منتظرا دخولها . و تابع قائلا : ( و لكن اظن انه ما من حاجة لازعاجها في هذه الحاله ) و ترددت لورا بالدخول و لم تفهم كلامه بالضبط ، و هزت رأسها و قالت : ( انا . . . لا اعرف ) فعبس بعصبية و قال : ( لو تتفضلين على الاقل بالدخول الى القاعة فأنا لا احب الوقوف عند الباب) و شعرت بالغضب للهجته و تقدمت الى القاعة التي لم ترى لها مثيل بسقفها المرتفع و السجاد المعلق على الجدران و الذي لابد انه يعود لقرون عديدة . اما الارض فهي خشبية مزخرفة بمختلف الزخارف باللون البني و الذهبي الذي يشع في ضوء الشمس المتسلل عبر النوافذ . و قد تفرع منها درجان ضخمان الى الطوابق العليا و في نهايتها كانت تقع قاعة الصور و كان من السهل على اي انسان ان يدرك انه في داخل قلعة بغض النظر عن مظهر القلعة من الخارج ، و وقفت و قد بدت الدهشة على محياها . ( انت معجبة بالمكان يا آنسة اليس كذلك ؟ ) و فوجئت بملاحظته و صوته الهادئ ، فقد بدا بلباسه المهترئ غير متناسب مع هذا المحيط الرائع . و اعادت النظر اليه مرة ثانية ، و فكرت مجددا ، و بدأت تشعر برغبة في معرفة هويته . من الواضح انه كان احد الموظفين و لكن هناك من جعل منه انسانا واثقا من نفسه و تصرفاته مما لا يتناسب مع ثيابه المهترئة . و اجابته بطريقة الترفع نفسها قائلة : ( نعم انا معجبة . و لكن انا متأكدة ان السيد جيرارد لن يوافق على ان يقودني احد موظفيه في جولة ، بينما انا على موعد معه . فلو سمحت ان تساعدني على ايجاد السيدة روسو . . . ) و اجابها بحزم و ثقة بالنفس قائلا : ( اخبرتك انه ما من حاجة لرؤية السيدة روسو ) و عبست لورا و نظرت اليه و شعرت بالشك . ( و لكنني . . . ) |
و توقفت عن الكلام عندما فتح احد الابواب و تقدمت امرأة بسرعة باتجاهها . وتنهدت لورا و شعرت بالارتياح فلا بد ان هذه هي السيدة روسو على مايبدو و سيمكنها الان ان تتعرف على هذا الرجل ذي الشخصية القوية الذي يقف معها .
( اوه سيدي ) و بدا الارتياح على وجه السيدة روسو و ابتسمت لدى رؤيته و رمقت لورا بنظرة سريعة و تكلمت بالفرنسية بسرعة مع الرجل الذي كان يقف معها و لم تفهم لورا ماذا كانا يقولان . و بدت عليها القناعة بأن تترك لورا في عهدة الرجل . و كان بدوره يتكلم مع السيدة روسو باللهجة نفسها ثم توجه الى لورا و ابتسم لها و اوما برأسه كأنه يعتذر . و سألها : ( انت لا تتكلمين الفرنسية آنسة كولتون ؟ ) و اجابته قائلة : ( لا .ابدا ) و عبس وبدا عليه عدم السرور بذلك و قال : ( هذا مؤسف ) و اصبحت لورا نوعا ما متأكدة من هويته الان و مع ذلك و جدت من الصعوبة بمكان ان تتقبل ان هذا الرجل ذا الثياب المهترئة هو بالفعل الشخص الذي سافرت كل هذه المسافة لمقابلته و سألته : ( سيدي من انت ؟ ) و حدق فيها للحظة و شعرت بنوع من السرور في عينيه الرماديتين و رفع احد حاجبيه و وضع يده تحت كوعها و ادارها باتجاه احد الابواب و قال: الاتعرفين من انا ) و ترددت لورا و نظرت اليه و تمعنت اولا بالوجه القوي و النظرات الثابته و الواثقة ثم الى تيابه اللمهترئة و اعترفت في محاولة الا ترتكب خطأ شنيعا و قالت : ( انا . . . انا لست متأكدة ) و اجابها بصوت هادئ واثق و قال : ( انا هوغو جيرارد يا آنسة ) و قادها عبر القاعة و تابع : ( اظن انك الانسة كولتون و على مايبدو انك واحدة من اولئك الناس الذين يحكمون على الكتاب من غلافه ، هه؟ ) و شعرت بالارتباك لكهجته و ادركت مرة ثانية كم كانت متسرعة عندما ظنت بأنها قادرة على ان تعمل لرجل كهوغو جيرارد . و لكنها تأخرت الان و لا يمكنها العودة ، فعليها ان تنهي المقابلة على الاقل . نهاية الفصل الاول |
بداية مشوقة ومليئة بالمغامرة
ننتظر التكملة ,,, يسلمواآآ |
السلام عليكم
كيفكم يا احلى اعضاء بأحلى منتدى سوري كثير على التأخير كل عام وانتم بخير ولو انها متأخرة شوي يلا نبدأ بالفصل الثاني |
2- مواجهة غير مريحة!
لم تكن الغرفة التي أدخلها اليها هوغو جيرارد شبيهة بأي مكتب رأته في حياتها ، مع العلم انها لم ترى الكثير ، الا ان فكرتها عن المكاتب انها بسيطة و عملية . و هذه الغرفة جميلة تماما كالقاعة الواسعة التي شاهدتها قبلا . السجادة الخضراء ذات الوبر الطويل اضفت على الغرفة جوا جديا لكن مريحا ، اما الجدران فقد كانت باللي الفاتح محلاة بإطار مطعم بالذهب يكاد يصل الى السقف المنحوت نحتا زخرفيا بديعا و على الجدران بعض اللوحات الجدية، اما منضدة المكتب المصنوعة من خشب الورد فقد بدت انيقة. و على مقربة من المكتب يوجد كرسيان جميلان رقيقان بدا التناقض بينهما و بين المكتب الخشبي الصلب و كرسيه الجلدي . و قدم لها هوغو احد الكرسيين لتجلس عليه . و جلس مقابلا لها محدقا بها بنظرات ثابتة اربكتها ، و جلست لورا و احدى يديها في حضنها و الاخرى ما زالت قابضة على حقيبة ملابسها بينما كانت تنظر الى احدي الثريات الكريستال الجميلة المعلقة فوق رأسها . كل شيء رأته في هذا البيت بدا اكبر من الواقع و خاصة انها لم تشعر في يوم ما بأنه صغيرة و غير متناسقة مع المكان الذي يحيط بها . و بما انها لم تكن متأكذة مما يجب ان ترتدي لهذه المقابلة غير العادية فقد قررت ان ترتدي ثوبا كحليا داكنا ياقته بيضاء و حذاء كحلي يناسب ثوبها كما ردت شعرها الى الوراء بشكل لم يكن ليوافق عليه جاك على الاطلاق اذ انها كانت تتركه مسدلا على كتفيها غزيرا و حريريا بتجعيدات خفيفة جدا . و تمنت لو انها لم ترفعه لانه كان غير مريح بالاضافة الى احساسها بأنه على و شك السقوط في اي لحظة مما يفسد صورة الجدية التي ارادت ان تظهر بها . منتديات ليلاس بادرها هوغو جيرارد قائلا : ( و الان آنسة كولتون ) فنظرت لورا اليه و قلبها يتسارع بالخفقان و كأنها خائفة منه . كانت نظراته هادئة متفحصة و لكنها ودودة مما اراحها بعض الشيء . و استند الى الوراء في كرسيه الجلدي الضخم و وضع يده على جانب الكرسي لسندا ذقنه بيده و قال : ( هل انت راغبة في العمل عندي بعد ان تأكدت اني لست البستاني او احد الموظفين ؟ ) و حاولت لورا ايجاد الكلمات المناسبة لتجيبه و شعرت برغبة لان تكون فظة معو كما كان معها . و لكن للأسف لم تكن عندها الشجاعة لتقول ما كانت تفكر به . و على العكس و جدت نفسها تعتذر منه قائلة : ( انا . . . انا اسفة لاني حسبتك شخصا اخر ، لم ادرك . . . ) و لم يعطها فرصة لتنهي كلامها و قال : ( و هل تتكلمين دائما بلهجة الترفع تلك مع من دونك من الموظفين ؟ ) |
الساعة الآن 09:03 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية