من المؤكد انه لن يوضفها بغض النظر عما قاله جاك ، فهي مجرد صديقة عابرة لابن اخته، بالرغم من ان جاك لابد انه وصفها على انها اكثر من ذلك .
و ادركت ان الكتب التي يذكرها جاك بشكل عفوي مرات عدة كانت في الحقيقة مجموعة كبيرة من المجلدات القيمة التي لا يقدر بعضها بثمن ، وامكانية عملها بين هذه الكتب فرصة قد تعني لها الكثير بالاضافة الى اهمية الرجل بحد ذاته ، لابد ان العمل معه شيق تماما كمكتبته الغالية . كل من يعمل في عالم الكتب سمع بهوغو جيرارد و خاصة منذ ان نشر كتابه في الشهر الماضي ، ذلك الكتاب الذي قوبل بحماس في جميع انحاء العالم ه اشتهر على انه قصة حياة الكاتب بالرغم من وصفه له بأنه قصة تتكلم عن مغامرات رجل فرنسي في مختلف انحاء العالم . منتديات ليلاس قام هوغو جيرارد بأسفار عديدة تماما كشخصية كتابه و عاش حياة مليئة بالمغامرات و المآدب العامرة في محيط المجتمع المخملي . تكلم كثيرا في كتابه عن الحب و النساء اللواتي قابلهن البطل واحبهن و من ثم تركهن . قرأت لورا الترجمة الانكليزية للكتاب و وجدتها شيقة إلا انها وجدتها غير مقبولة من وجهة نظر المرأة ، و لم يغب عنها ان المرأة لا تعني كثيرا في حياة هوغو جيرارد بالرغم من كثرة مغامراته . و اعادت نفسها للواقع و هزت كتفيها و ابتسمت و التقطت كتابا و اضافته الى مجموعة الكتب و قالت: ( جاك ، يبدو ان هذا حظ كبير لي و لكن لا يمكنني ان آخذ الموضوع بجدية . و انا متأكدة ان السيد جيرارد لن يرغب بتوظيف امرأة انكليزية . فما اذكره في كتابه انه لم يكن له رأي جيد بالمرأة الانكليزية ) و امسك جاك بيديها و قال : ( انت مخطئة ، انا اخبرته يا عزيزتي ، انك خبيرة في الكتب . و اقترب منها اكثر ، و أضاف : و اخبرته كم انت جميلة و انك تهمينني و يجب الا يفكر . . . ) و هز كتفيه بدون ان يكمل جملته ، فاحمر وجه لورا ، لادراكها بأن الامور تسير بسرعة و تخرج من يدها و قالت : ( لم يكن هناك من سبب لتقول ذلك ، فلربما تكون قد اعطيت خالك الانطباع الخاطئ ) و سألها : ( و كيف ذلك ؟) هزت رأسها و وقفت و قد ضمت الكتب اليها بشدة كوسيلة دفاع لئلا تترك جاك يقنعها بشيء قد تندم عليه . و أخيرا قالت : (انت تعرف انك اعطيته فكرة خاطئة ) و تابعت و هي تضع الكتب في مكانها بلا مبالاة قائلة : ( هناك شيء واحد . و هو انه يفضل توضيف فتاة فرنسية للعمل اضافة الى اني لست الخبيرة التي تكلمت عنها و سيكتشف ذلك سريعا ) و شعت عينا جاك بخبث و اخرج رسالة من جيبه و حركها امام وجه لورا و قال : ( انت مخطئة اذا كنت تظنين انه لن يوظفك ، فقد طلب ان تذهبي لرؤيته و بأمكانه ان يحكم بنفسه فيما اذا كنت مناسبة للعمل ) و حملقت به و نسيت الكتب و قالت : ( جاك ، انا . . . انا لا اصدق ذلك ) و ابتسم و كأنه كان يتوقع دهشتها و قال مؤكدا : ( انها الحقيقة ، و سيدفع لك تكاليف السفر و انا سأكون بنفسي هناك قريبا جدا . بمجرد ان تبدأ عطلة الصيف ) ( و لكن ) و حاولت ان تجد سببا لكي لا تذهب للمقابلة في فرنسا ، و لكن لماذا ترفض العرض هكذا و تبقى في مكانها ؟ و لم تجد سببا و انما اخذت ترتجف بسبب تشوقها لفكرة العمل لدى رجل مثل هوغو جيرارد اذا كان ما كتبه هو قصة حياته . و اصر جاك قائلا : ( ستذهبين اليس كذلك ؟) و اومأت رأسها بالايجاب بدون تفكير ، و تذكرت انها موضفة عند ستودارد ، و فيما لو لم تنجح بالحصول على العمل الجديد ستعود لتجد نفسها بلا عمل . و بدأ عليها التشوق و لكنها قالت : (جاك ، لا ، لا استطيع . انا . . . لا يحق لي اجازة الان ، و لا يمكنني ان اذهب لفرنسا لبضعة ايام ، فإذا لم احصل على العمل . . .) و اصر جاك قائلا : ( و لكنك ستحصلين عليه ) (جاك لا يمكنني ان اجازف ) و تمتم قائلا : (اذن يجب ان اجبرك يا عزيزتي ) و قبل ان تتمكن من الاحتجاج شدها اليه و عانقها بشدة و شعرت باسترخاء لم تتوقعه . و بدلا من ان تدفعه عنها كما تفعل في مثل هذه الظروف تجاوبت معه و هدأت بين يديه . (انسة كولتون ) |
و أعادت لورا نفسها الآ الواقع و تطلعت الى السيد ستدوارد بوجهه الاحمر محدقا بها من خلال نظارتيه .
و نظرت الى جاك الذي بدا الانتصار في عينيه و ادركت ما عنى عندما قال سأجبرك على ان تذهبي ، و بعد التجاوب الذي ابدته ما من احد يصدق بانها لم تكن راضية عن تصرفه . و حاولت الابتعاد عن جاك محاولة ايجاد تفسير للسيد ستودارد الذي لم يكن ليرضى عن مثل هذا التصرف على الاطلاق وخاصة انه دائم الانتقاد لاخلاق الشبان ، و لم يكن ليتحمل مثل هذا العمل في مكتبته . و سارعت لورا بالاعتذار راجيه الا يبدو اعتذارها عقيما و قالت : (انا اسفة جدا سيد ستودارد) و اجبها العجوز بحدة : ( لا يمكنني ان اسمح بمثل هذه التصرفات في مكتبتي ، وانت تعلمين رأيي بهذه الامور انسة كولتون ، ببساطة لا يمكنني ان اسمح بذلك ) و ضحك جاك ضحكة قصيرة و قال : (و كيف يمكنك ان تعترض لأني عانقتها ، الا يوجد عندك قلب ؟ ) و احمر وجه السيد ستودارد بالغضب و الخجل و نظر مرة ثانية الى لورا و هز رأسه بأسف و قال : ( لقد خيبتي ظني فيك يا آنسة كولتون ، ظننتك تهتمين بعملك هنا و لكن اخيرا على ما يبدو. . . .) و تنهد و تابع : ( انا اسف ولكني لن اسمح لك بالبقاء في خدمتي ) و شعرت لورا فجأة بالحزن ، و لم تنظر الى العجوز و انما حدقت في يديها و قد اختفى وجهها خلف شعرها عندما احنت رأسها و قالت بصدق : ( انا اسفة جدا يا سيد ستودارد ) و نظر الرجل العجور من فوق نظارتيه الى جاك وعبس و توجه الحديث اليه قائلا : ( بالنسبة اليك ايها الشاب ،فقد راقبتك في الاونة الاخيرة و رأيت ان كثرة ترددك على المكتبة لم تزد ارباحها لانك لم تشتري شيئ و لو لمرة واحدة ، و علي ان اطلب منك الا تأتي هنا مرة ثانية) ، وغمز جاك بعينه للورا واجاب : ( لا تخش ايها السيد ، بما انك لم تعد مديرا للآنسة كولتون فلم تعد عندي الرغبة في زيارة مكتبتك) و شعرت لورا بأن جواب جاك قاس جدا على الرجل العجوز . |
و هزت رأسها بأسف و قالت :
( اود ان اكرر اسفي يا سيد ستودارد ، انا اسفة على ترك عملي هنا لاني استمتعت به ) و للحظه بدا السيد هنري و كأنه على وشك ان يصفح عليها و يسمح لها بالبقاء ، و لكن لورا لم تكن متأكدة فيما لو كانت ستسر لو صفح عنها ام لا . لم يعطي جاك فرصة للسيد ستودارد ان يقول اي شيء فلا بد ان يتأكد من ان كل شيء يسير على هواه و ابتسم للرجل العجوز قائلا : ( الآنسة وجدت عملا اخر) و حملق الرجل العجوز بلورا . و سارعت لورا مؤكدة له : ( ليس هناك شيء اكيد بعد ، و لكن السيد جاك تكلم مع . . . مع خاله عن احتمال عملي عنده في فرنسا ) و شرحت له متابعة (هوغو جيرارد الرجل الذي كتب الحياة و الحقيقة) ورفع هنري ستدوارد حاجبيه و نقل نظراته بين لورا وجاك و كأنه فهم كل شيء الان و قال : ( آه فهمت الان ) وحك ذقنه متابعا : (انا اعرف من هو هوغو جيرارد يا آنسة كولتون بالاضافة الى معرفتي الاكيدة بسمعته . لا شك انه كاتب ماهر و لكن هل انت متأكدة مما انت مقدمة عليه انسة كولتون؟ هل تكلمت في الموصوع مع زوج امك ؟) و تذكرت لورا انه تعرف على زوج امها منذ مدة طويلة مما جعله يشعر بالمسؤلية تجاهها ، و شعرت بالامتنان له لاهتمامه . و لكنها على يقين بانها قادرة على ان تهتم بنفسها فيما لو حصلت على العمل عند هوغو جيرارد . و ابتسمت محاولة ان تشرح وجهة نظرها قائلة: ( انا لم اعلم بالموضوع الا الان ) و نظرت الى جاك و تابعت : ( الان اخبرني السيد . . . ) ( و لهذا اذن . . . ) و قام بحركة من يديه فهمت لورا مايعني بها واومأت رأسها قائلة : ( هذا صحيح ، بالطبع لم يصبح الامر اكيدا بعد فعلي ان اذهب اولا لمقابلة السيد جيرارد . . . ) وابتسم جاك للرجل العجوز بثقة و قاطعها قائلا : ( و لكن هناك امل بأن تحصلي على الوضيفة ) ثم وجه حديثه الى السيد ستودارد و قال : ( و ارجو الا تخشي على سمعة الانسة يا سيدي ، فأنا سأعتني بها بنفسي عندما تبدأ عطلة الصيف ) و فكرت لورا بأنها اصبحت شبه مجبرة على الذهاب ، و لا بد ان ستدوارد غير مقتنع بالفكرة لما يعرفه عن سمعه هوغو جيرارد و لا يمكن له ان يعتبر جاك شخصا مناسبا ليعتني بسمعتها . |
رواية مشوقة بانتظار التكملة وشكرا لك على المجهود
|
اقتباس:
شكرا لك ع التشجيع خليكي متابعة معاي و ان شاء الله ما بطول عليكم |
الساعة الآن 06:13 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية