منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   67 - حارس القلعة - ريبيكا ستراتون - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t150808.html)

عطر@المحبة 27-11-11 07:52 PM

و كانت الغرفة التي دخلتاها في مستوى بقية الغرف التي رأتها لورا و نظرت حولها بسرور . و تذكرت انها دخلت هذه الغرفة عندم قضت ليلة في المرة الماضية لكنها وقتها كانت مرتبكة بحيث لم تترك اي ذكرى في ذاكرتها .
كانت السجادة سميكة بلون ازرق غامق تتناسب الوانها مع الجدران المذهبه و الاطار الذهبي المزخرف بعرض ثلاثين سنتيميتر ليصل الى السقف المزين بالتماثيل المنحوثة الجميلة . في حين تدلت ثريتان من الكريستال تشعان بشكل رائع . و الجدران مزينة ببعص اللوحات الشبيهة باللوحات التي زينت غرفة المكتب التي قابلها فيهاهوغو و لكن معظم تلك اللوحات تمثل سيدات بلباس رسمي ، كذلك الذي اختفآ ايام الثورة و تساءلت لورا فيما لو كانت تلك اللوحات تمثك افرادا من العائله .
كان الاثات يعود الى فترة حديثة اكثر و اختير لانه مريح لكنه كان انيقا و غاليا و نم عن ذوق رفيع . و لاحظت السيدة جيرارد اهتمامها و اشارت اليها بالجلوس و من ثم اشارت الى الغرفة ككل فائلة :
‏( هل اعجبتك هذه الغرفة يا آنسة كولتون؟ )
و اومأت لورا برأسها بدون تردد و قالت بأخلاص :
‏( انها جميلة كل جزء شاهدته من القلعة الى الان جميلا ، و لم يخطر لي انه ما زال هناك اناس يسكنون في مثل هذه القصور )
و اجابتها السيدة جيرارد و هي تهز رأسها :
‏( قليل من الناس في الواقع يسكنون في مثل هده الامكنة ، فاكثرها اصبح متاحف او اماكن عرض عامة ، و لكن عائلة جيرارد محظوظة يا آنسة فهم مازالو يملكون هذا القصر . و للاسف فرجال العائلة لا يقدرون ،دائما الى ان يتقدم بهم العمر و عندها يهتمون بالامور المنزلية اكثر من الامور الاخرى )
و كان من السهل جدا ان تقدر لورا ماذا كانت تعني الامور الاخرى .وتذكرت لورا التحرير الذي سمعته للعمل عند رجل كهوغو جيرارد .
فحتى والدته كانت تميز اهتماماته و لكنها تقبلتها على انها واقع . و ربما انه من المتوقع لجاك ان يسير بالخطى نفسها . و سألتها لورا :
‏( انه منزل له تاريخ اليس كذلك ؟ )
و ابتسمت السيدة و اومأت برأسها ببطء و قالت :
‏( انه منزل عائلة جيرارد لفترة طويلة من الزمن و لكنه لم يكن بحالة جيدة طوال الوقت يا آنسة . فقد تم ترتيب العديدمن الجيزات في الماضي لغرض الجفاظ على الممتلكات من الانهيار و لكن . . . )
و من تم هزت كتفيها و ابتسمت و تابعت قائلة:
‏( في الوقت الذي خسرت فيه عائلات الاخرى ممتلكات كهذه حافظت عائلة جيرارد على قصرها بحرص )
و حدقت لحظة بلورا قبل ان تتابع :
‏(الجقيقة يا آنسة ان رجال عائلة جيرارد قساة و واثقون من انفسهم الى حد كبير )
و فكرت لورا تماما كهوعو و بالتأكيد ان السيدة جيرارد تعرف ابنها على حفيقته بالرغم من انها تحبه كثيرا . و لابد ان افراد عائلة الحاليين صورة على مثالهم في جاذبيتم للنساءفجميعهم على ما يبدو استغلو هذه الحقيقة الى اخر حد . و لاحظت ان السيدة جيرارد كانت تتفحصها بعينيها البنيتين فاعادت لورا نفسها للواقع بسرعة و ابتسمت باعتذار و سألتها السيدة :
‏( هل تظنين انك ستسرين بالعمل عند ابني ؟ )
و فكرت لورا قبل ان تجيب و نظرت في يديها و اعتدلت في جلستها و حاوكت الا ترى السيدة جيرارد شيئا من الشك الذي شعرت به وقالت :
‏( اتمنى ذلك يا سيدتي )‎
و ادركت انها فشلت في اقناع السيدة جيرارد بعدم شكها عندما تقدمت الاخيرة في كرسيها و لمست يد لورا محاولة لفت انتباهها و سألتها برقة :
‏( انت . . . على ما أظن خائفة من هوغو ؟ )
و فوجئت لورا الى حد كبير لان مشاعرها بدت واضحة بهذاالشكل و قالت معترفة :
‏( في الحقيقة لا اعرف . لم اكن احلم بان اتقدم لعمل كهذا على الاطلاق ، لو لم يجبرني جاك و كذلك السيد جيرارد )
و اصرت عليها السيدة العجوز قائلة :
‏( و لكن لم لا ؟ اظن بانك جيدة في عملك و الا لما وظفك ستودارد . انا سمعت عنه )
و ضحكت و تابعت قائلة :
‏( ابني و حفيدي ذكرا لي عنه و هو لن يوضف حمقاء. و يجب الا تخافي من عدم قدرتك القيام بهذا العمل يا آنسة )
و فكرت لورا _ و لكن لا يمكنني ان اقول لك بانهم حذروني من العمل عند هوغو جيرارد ، و لن اقول لك ان لقائي الاول معه لم يكن ناجحا جدا بالرغم من انه منحني ا لعمل _ و من ثم قالت للسيدة :
‏( بالطبع لا )
و مرة اخرى امسكت العجوز بيدها و قالت برقة :
‏(ستسعدين هنا يا صغيرتي . سوف تعتادين علينا قريبا . . . )
و من ثم نظرت اليها بتمعن و ابتسمت متابعة :
‏(قريبا سيحضر جاك و ستعجبك الاقامة هنا ، اليس كذلك ؟ )
و يبدو ان انكارها يوم المقابلة لم تصدقة السيدة جيرارد . فما زالت تظن ان العلاقة بينها و جاك اعمق مما هي .
و بادرتها لورا بالقول :
‏( يا سيدتي يبدو ان فكرتك خاطئة عن طبيعة علاقتي بجاك )
و اجابتها المرأة العجوز برقة :
‏( اهذا صحيح يا صغيرتي ؟ )
و اصرت لورا قائلة :
‏( انا لا اعرف شيئا عن رغبته في الزواج مني . فلم يخبرني باي شيء من هذا القبيل ، و لم اكن لاحضر الى هنا و اقبل بالعمل لو اخبرني )
وشعرتبان عيني العجوز بدأتا تنمان عن القسوة و كأنه لم يعجبها الكلام و لكنها ابتسمت و هزت رأسها و سألت :
‏(انت لا يعجبك جاك ؟ )
و فكرت لورا بسرعة و فالت :
‏( انا معجبة به الى حد كبير ، و لكن ليس الى الحد الذي يدفعني للزواج منه لو طلب ذلك )
و ذكرتها العجوز قائلة :
‏( و لكنك الان تعيشين معه في بيت و احد اليس كذلك ؟ )
ربتت على انفها باصبعها علامة المعرفة و ابتسمت متابعة :
‏( من يعرف هه ؟ )
و تذكرت لورا المقابلة مع هوغو و عبست قائلة :
‏(لا اظن ذلك سيكون سهلا ايضا . فقد حذرني السيد جيرارد اني اعمل هنا عنده و لن يسمح لي باعتبار نفسي في اجازة مع جاك )
واجابتها السيدة جيرارد :
‏( يا له من ابن قاس . بالطبع يجب ان تشاهدي جاك و تذهبي معه بينما انت هنا يا آنسة . و انا لن اسمح لهذا القاسي بان يبقيك تعملين ليلا و نهارا . لا تخافي يا صغيرتي فانا لن ادعه يقسو عليك )
و شعرت لورا بالمبالغة في الكلام و لكنها لم تناقش السيدة و انما اكتفت بالابتسامة ، و نظرت بسرعة باتجاه الباب الذي فتح ليدخل هوغو جيرارد و احمر و جهها لانهما كانتا تتكلمان عنه .

عطر@المحبة 27-11-11 11:26 PM

و عبس لدى رؤيته لورا ، و كأنه لم يرضى عن وجودها هناك . و ساد الصمت لحظة الى ان بادرته السيدة جيرارد بالتجية و الابتسامة و اشارت له بيدها ليجلس بجانبها . و بالرعم من انه تقدم اليها فانه لم يبتسم و امسكت السيدة جيرارد بيده و فظرت اليه باستياء و من ثم نظرت الى لورا و قالت له :
‏(لقد و صلت الانسة بسلام )
و اومأ برأسه باختصار و قال بصوت هادىء :
‏( ارى ان الانسة قد وجدت صديقة لها . لم اعرف انك وصلت انسة كولتون . فما من احد اخبرني )
و اعتذرت لورا بقولها :
‏( انا اسفة )
و قاطعتها السيدة جيرارد بقولها :
‏( لان السائق قد احضر الانسة من الباب الخلفي يا عزيزي )
و كان لا يزال يحدق بلورا التي شعرت بانه ربما عليها ان تقف احتراما له .
و شعرب بكآبه لتأثيره عليها و خوفا منه و قلبها يخفق بقوة .
و أجاب بقوله برقة :
‏( و هل اعترضت الانسة ؟)
و كأنها كانت مع والدته لتعترض .
و انكرت لورا بسرعة قائلة .:
‏(لا ، لم اعترض )
و لاحظت الابتسامة في عينيه عندما ضغط على يد امه و قال :
‏(اذن ليس هناك من حاجه لاحتجاجك يا اماه )
و اصرت السيدة جيرارد بقولها :
‏( بالطبع هناك حاجة . فالانسة كولتون صديقة حميمة لجاك ، و كذلك لن اسمح بادخالها من الباب الخلفي )
و سألها بقوله :
‏(و هل تظنين بأنني اعطيت اوامر بذلك ؟ )
و هز رأسه بالنفي قبل ان تسنح لها الفرصة بالاجابة و تابع قائلا:
‏( انا لم اعطي اي اوامر يا أماه ، فببساطة علم روبرت ان الانسة عندي و افترض انها ستعامل لبقية الموضفين )
و استدار للورا ينظر اليها بتفحص و قال :
‏(و اذا كانت الانسة قد جرحت لهذه المعاله ، فسأطلب من روبرت ان يعتذر لها ، اهذا ماترغبين به يا انسة كولتون؟ )
و أجابت لورا بتسرع :
‏( اون ، لا ، بالطبع لا )
و كان لايزال يجدق بها بحيث تمنت لو انشقت الارض و ابتلعتها من فرط ارتباكها .
و تابع هوغو قائلا باصرار :
‏( الم تشتكي لامي عن سوء معاملتك ؟ )
و قبل ان تتاح لها الفرصة لاجابة تدخلت السيدة جيرارد و قالت :
‏( بالتأكيد ان الانسة كولتون لم تشتكي يا هوغو، انا اعترضت )
و ابتسم لها بحب و صبر و هز رأسة و ضغط على يدها قبل ان يتركها ، و جلس على كرسي قريب منها مقابلا للورا و قال :
‏(انت متجمسة لتشكيل الاحزاب يا اماه . و انا متأكد ان الانسة كولتون ليست بحاجة لحمايتك ، اليس هذا صحيحا يا انسة )
منتديات ليلاس
و احمر وجه لورا و اصبحت متأكدة انه يحاول ارباكها عن قصد .
فرفعت رأسها و بدت في عينيها الرماديتين نظرات الدفاع و قالت بحزم :
‏(انا قادرة على الاعتناء بنفسي يا سيد )
و ابتسمت السيدة جيرارد مؤيدة لها . فمن الواضح انهالم ترى شخصا من قبل يواجه ابنها .‎
و خدق بها للحظة و شعرت بانه يبتسم لنفسه و لم يظهر ذلك الا في وميض خفيف في عينيه و قال :
‏(جيد )
و من ثم استدار الى امه و قال :
‏( لقد حجزت مخابرة هذا المساء يا اماه . فها انا قد قمت بدوري و ما عليك الا التمني بان يكون جاك هناك عندما تأتي المخابرة )
ولمعت عينا السيدة جيرارد بالسعادة و قالت:
‏( اوه شكرا يا عزيري فسيكون رائعا ان اتكلم معه اليوم . و من ثم نظرت الى لورا و اومأت برأسها ببشوق و قالت :
‏(و انت ستتكلمين مع جاك يا انسة )
و عبس هوغو و بدا عليه الضيق و هز رأسه قائلا:
‏(لا اظن ان هناك حاجة يا أماه . فلم تمضي ساعات على رؤية الانسة كولتون لجاك )
‏( ولكن يا عزيزي ، اذا كانا سيتزوجان اعني الانسة و . . . )
و قاطعها بحزم قائلا:
‏(الانسة انكرت معرفتها بمثل هذا الترتيب .و جاك لا يزال صغيرا على الزواج. فلم ينتهي بعد من المدرسة يا اماه (
و اضاف و هو ينظر الى لورا قائلا :
‏(و شخصيته غير مستقرة بعد، و اظن ان الانسة ستوافقني على ذلك )
و شعرت لورا بنوع من الغضب فليس له الحق ان يصغر جاك و هو غير موجود ليدافع عن نفسه و خاصة امام شخص غريب ، فقررت الدفاع عنه و قالت بصوت غاضب :
‏( سيد جيرارد ،جاك ليس ذلك الغبي الذي تحاول ان تصوره . انه لطيف و مهذب . و ذكي ايضا و الا لما كان في الجامعة)
و فوجئ بردة فعلها و اخذ يحدق بها للحظات بثبات و قد وضع كوعيه على ركبتيه و قال بهدوء )
‏(سنرى حقيقة ما قلته اخيرا عندما نرى نتائج الامتجانات )
و ابتسم قليلا قبل ان يتابع قوله :
‏(و اما ما تبقى من كلامك فانت تثكلمين بنوع من الحزم و السلطة بحيث لايمكنني الا ان اوافقك )
و فكرت لورا_ كل ذلك يحمل معاني كثيرة و يبعث في نفسها التوتر .
و تساءلت عن السبب الذي يجعلها تشعر بوجوب الدفاع عن نفسها امامه . فهي بالكاد تعرف الرجل و ها هو قادر على اثارة غضبها بسرعة اكثر من اي شخص عرفته . و هذا لن يعطي نتائج خيرة في علاقتهما كرئيس و مرؤس في المستقبل .
و لشعور السيدة جيرارد بخسارة لورا انحنت الى الامام و لمست يدها محاولة تأكيد تأييدها لها و قالت برقة :
‏(و انا ايضا اجد جاك لطيفا و مهذبا يا صغيرتي . و سيعود هنا قريبا و سنسعد نحن . . . برؤيته .)
و نظرت الى ابنها بطرف عينها و ابتسمت و قالت :
‏(و عندها لن يسير كل شيئ على هواك يا عزيزي هوغو ، هه ؟ )
و تسمرت عيناه الرماديتان على لورا مع وميض ابتسامة على طرف فمه العريض و اجاب و الدته قائلا :
‏( ربما لا )

ليتني اعود طفلة 02-12-11 06:43 PM

يسلمو للتكملة وبانتظار الباقي

عطر@المحبة 03-12-11 09:55 PM

كانت لورامستلقيةفي سريرهافي صباح اليوم التالي محدقةبأشعة الشمس الممتدةعلى جدران غرفة كان عليها ان تبدأ مهمتها اليوم بتصنيف مجموعةجيراردالشهيرة انها ستسعد بذلك حقا
لم يكن هناك من عيب في الغرفةالتي اعطيت لها ويبدو انهم فعلا عاملوهاعلى انهاصديقة جاك و ليس كموضفة فمن المؤكد ان بقية العاملين لايحتلون غرفا فاخرة مثلهاربما و بالمقارنة مع بعض الغرف في القلعة لم تكن غرفتهاكبيرة جدا و لكنها كانت مريحة و مؤثثة بأثاث ثمين. السجادة السميكة بلون الكريم سمحت لها ان تتمشى في الغرفة حافية القدمين اما الجدران فكانت باللون البيج و الذهبي نفسه الذي غلب على معظم جدران القلعة كما لاحظت كانت هناك ثريا صغيرة من الكريستال معلقه في غرفتها بالاضافة الى ضوء جانبي بقرب السرير . و نافذتان تطلان على حديقة القلعة و الحقول البعيدة حتى تلك الغابة الداكنة .
و بالرغم من الشكوك التي انتابتها حول العمل الذي كان عليها القيام به او الرجل الذي ستعمل عنده فلا بد انها محظوظة لان تقضي بعض الوقت في هذا الجو .
كان هوغو جيرارد قد اراها المكتبة بشكل سريع و دهشت لمساحتها .
فالغرفة كانت هائلة الحجم و فيها ثلات جدران مليئة بالكتب من الارض و حتى السقف و للنظرة الاولى بدت لها مهمتها هائلةو ربما تستغرق طول العمر
و نظرت الى الساعة المعلقةعلى الحائط بجانبهاو ادركت بأن عليها النهوض و القت بالاغطية جانبا وجلست عل2 جانب السرير للحظة . سمعت صوتاخارج الغرفة عدة مرات و تساءلت فيما لو كان احد العاملين ام انه مديرهاالذي استيقظ منذ الصباح الباكر
و بما ان القلعة كانت مجددة على الطراز الحديث فقد كان هناك عدد كاف من الحمامات و كان حمامها اكخاص صغيرا مؤثثا بفخامة
و ارتدت فستانازهريا و ابيض و ربطته عندالخصر و نظرت الى المرآة لتجد شعرها مشعتا من النوم و بدت بذلك الفستان اصغر من عمرها الحقيقي و لوت وجهها في المرآة عندما ادركت ذلك ثم ضحكت و خرجت من الغرفة الى الدهليز الطويل المطل على القاعة
كانت جميع الابواب على الجانبين مغلقة و شعرت بالسرور لانها على مايبدو وجيدة
نظرت الى القاعة و الزخارف و لم يكن هناك من احد في القاعة ايظا . و اخذت بتأمل الارض الخشبية المزخرفة و السجاد المعلق .
و بدا لها كأنها في عالم اخرو هي ستعيش فو هذه القلعة الفاخرة و تعمل علآ كتب لم تكن تحلم بأن تراها . و شعرت بالقشعريرة لتفكيرها بتلك الكتب و ابتسمت و استدارت لتتوجه الى الحمام و اذا بها تطلق صرخة لانها اصطدمت فجأة بجسد رجولي ضخم و ادارهابيديه نقوة قائلا و لكن برقة
‏(صباح الخيريا آنسة)
و استغرقت لحظة او لحظتين من الوقت لتدرك انها بين يدي هوغو جيرارد و قالت
‏(انا آسفة)
و كان صوتها متقطعا ولم تجرؤ على التطلع اليه و انما حاولت ان تفلت نفسها من بين يديه و لم يخطر لهامن قبل كم هو طويل وخاصة بالمقارنة مع طولها
و تركها لكن عينيه ظلتا مركزتين عليها و شعرت بقلبها يخفق بشدة
‏(هل نمت جيدا يا آنسة؟
و اومأت لورابرأسها قائلة (نعم شكرا سيدي)
‏(جيد)
للحظة بقيا صامتين و لم يتحركان و توجست لورامن شي جديد ربما سيحصل ولكنها لم تعرف كنهه.
لونه البرونزي و ضح اكثر بقميصه الابيض و عينيه الرماديتان و شعره الاشقر و سألها برقة
‏(هل انت ضائعة ؟
و شعرت لورا بتسارغ خفقات قلبها و هزت رأسها بالنفي و قالت:
‏(آه لا كنت اتطلع للغابة)
و نظرت اليه لتميز ان كان هناك آثار ضحكه في عينيه و تساءلت لماذا يبدو وجودها اما يسليه او يغضبه .و سألها مبتسما:
‏(و انت لعجبه بكل شيء اليس كذلك؟ الم يخبرك جاك عن بيته يا آنسة ؟
و شعرب لورا بانه يسخر منهاو تضايقت لانه لم يسبق لأحد ان اشعرها بفوقيته و صغرها بهذا الشكل و قالت بصوت مرتجف بالرغم من انها بذلت جهدا لتبدو هادئة :
‏(انا سعيدة لان هذا يسليك يا سيد جيرارد .لكن الاختلاف كبير بين منزل صغير في ضواحي انكلترا و بين هذا المنزل الذي يمكن استيعابه بدون اظهار اية ردة فعل و انا متأكدةبانك تجد هذا بدائيا مني)
‏ولم ترعب باعطائه فرصة للاجابه و انما استدارت متوجهة الي الحمام و لكنه استوقفها بيد قويث فحبست انفاسوا ونظرت في عينيه حين قال بهدو :
‏(إنسة كولتون انك تظليمين7 و تظلم7ن نفسك ايضا انا لم اقصد السخرية منك على الاطلاق)

و بدا لها غريبا ان يقول لها او يحاول القيام باي تفسير اكثر من ان يهز كتفية و يتركها ونظرت اليه و قلبها يخفق بشدةو قالت
‏(ليس لك من حاجة للاعتذارسيد جيرارد )
و لم يسمح لها بالمتابعة و اكد لها قائلا:
‏(انا لم اكن اعتذر ليس هناك من سبب يجعلك تتوقعين مني الاعتذار )
و حدقت به للحظة و شعرت بالاستغراب لتصرفاته غير القادرة علآ بفسيرهاو قالت:
‏(و لكن انت . .)
و تابع بهدوء
‏(كنت افسر لم اكن اعتذر )
و تمنت لورا لو انشقت الارض و ابتلعتهاو شعرت باحمرار وجهها و ودت لو انها لم تخرج لن غرفتها او لو اوا توجهت الى الحمام مباشرة بدون توقف على الاطلاق .
و سألته بدون ان تعرف سبب سؤالها قائلة :
‏(انا لا اعجبك أليس كذلك ؟
‏ و رفع حاجبيه و كأنه استغرب السؤال و نظر اليها بثبات وقال
‏( احب ان اذكرك ياإنسة انني رب عملك و حتى لو اختارت والدتي ان تعتبرك صديقةلأبن اختي و مادام عملك جيدا فلا يهم اذا كنت تعجبينني ام لا وفي اللحظة التي لا يقنعني عملك فسأعفيك منه ولا فرق عندي صديقة من تكونين.
و نظر اليها بتفحص من رأسهاالى قدمها و قال
‏( عندماتكونين في هيئة افضل يا آنسة سأراك من اجل طعام الافطار فأنت ستتناولين و جبات الطعام معنا.
و اومإ لها برأسه باختصار و وقفت هي محدقة به حيت استدارعلى كعبه و خطاخطوات واسعة باتجاه الدرج . و ضغطت على قبضتيها و اعترتهامختلف المشاعر و كان الغضب اوضحها لحمدلله جاك قادم خلال ايام قليله ولن تشعر بالغربة التي تشعر بها الان السيدجيرارد اوضحت لها بصراحة انهامرحبة بوجودهاو لكن حتى دعمها لها لن يخفف من الطريقة التي يعاملها ابنها وفكرت في لعودة لغرفتها

وحرم حقابها لتقول لهوغو انه حتى لذة العمل عل مجموعته النادر لن تستحق البقا عند شخص
مثله يعاملها بهذه الطريقة .

عطر@المحبة 10-12-11 12:08 AM

4_ سر الرسالة المسجلة



مضت خمسة ايام على بدء لورا العمل و بالرعم من انها تعمل بجد فانها لم تحرز تقدما كثيرا بالنسبة الى الاف الكتب الموجودة .و لكنها كانت مسرورة بما انجزته .
و بالرغم من عدم قدرتها على ترجمة معظم عناوين الكتب فقد كانت تصنفها حسب ترتيب الاحرف الابجدية و هذا لا يتطلب المعرفة الضليعة باللغة الفرنسية .
كان هناك بعص الكتب القديمة جدا بمجلدات جلدية و اطراف الورق مزخرفة بالذهب . بعض الكتب كانت لا تقدر بثمن و بدأت تدرك ان المجموعة قيمة اكثر مما كانت تتخيل . و لطالما شعرت بالارتباك عندما فكرت بما قد يحصل فيما لو الحقت ضررا بأحد الكتب عن غير قصد . كانت سعيدة بعملها و مما زاد في ارتياحها عدم رؤيتها لرئيسها الا قليلا . فلو كان يتردد دائما ليتأكد مما تفعل لكانت ضاقت به و لصعب عليها تقبل ذلك .
فلم تره الا في اوقات الوجبات عدا اليوم الاول عندما اتى ليشرح لها مهمتها و ما هو مطلوب منها بالضبط .
كانت تتناول الوجبات مع هوغو جيرارذ و السيدة جيرارد و حمدت ربها لان السيدة جيرارد سهلة المحادثة . و خاصة عندما تتطرقان الى موصوع جاك فلم تجدا صعوبة في ايجاد موضوع للحديث بالرعم من ان هوغو جيرارد _ حسب توقعات لورا _ بدأ يشعر بالضيق بعد فترة لتكرار الحديث عن ابن اخته الغائب .
و لاحظت عليه العبوس و من ثم الانسحاب ليبقى صامتا .
و في صباح اليوم السادس و بينما كانت تتناول بعض الكتب قبل تسجيلها دخلت السيدة جيرارد الى المكتبة برفقة رجل ذكرها كثيرا بجاك و قدرت انه ابن السيدة جيرارد الثاني حتى قبل ان يتم تقديمه اليها .
كان متوسط الطول ذالون اسمر و شعر بني و وجه عريض ودود و ابتسم لها بمجرد دخوله و لاحظت الدفء نفسه في عينيه الذي طالما لاحظته في عيني جاك .
و بادرتها السيدة جيرارد بالحديث و قد تقدمت الرجل قائلة :
‏( لورا. هل يمكننا ازعاجك للحظة يا عزيزتي ؟ )
اصرت السيدة جيرارد على استعمال اسم لورا الاول منذ البداية في حين ان هوغو كان يخاطبها بكلفة اكثر اذ يناديها بالانسة كولتون او انسة .
وكانت تشعر بأنه يحاول ابقاءها في مركزها .
وضعت الكتب التي كانت تحملها على منضدة خلفها و استدارت مبتسمة لهما و قالت:
‏( لن تزعجيني ابدا يا سيدتي فأنا انجز مهمتي بشكل جيد )
و غمزت السيدة جيرارد لورا و قالت :
‏( جيد . ان هوغو سيسر منك اليس كذلك ؟)
ادارت لورا و جهها و قالت :
‏( لا اظن ذلك)
و ضحكت السيدة جيرارد و قالت :
‏( اود ان تقابلي ابني الاخر برونو )
و وضعت يدها على ذراع ابنها وابتسمت للورا و قالت :
‏(عزيزي برونو هذه الانسة لورا كولتون و هي صديقة حميمة لجاك ) ‎
و اعطت بلهجتها ‎معاني ‎كثيرة لكلماتها و احمر و جه لورا عندما صافحت برونو جيرارد و تمنت نكران وجود اي علاقة خاصة حاولت ايحاءها السيدة جيراز و لكنه كان يصعب فعل ذلك بدون تكذيبها .
و صافحها برونو قائلا :
‏( آنسة كولتون )
و ذكرتها اصابعه القوية بجاك و كذلك بهوغو و ربما كان هذا وجه الشبه الوحيد بينمهما .
لم يكن يتكلم الانكليزية بشكل جيد و هذا ما حيرها لان هوغو ذكر ان أخاه الأكبر ذهب ايضا الى اكسفورد .
و اجابته محيية بالفرنسية قائلة :
‏( صباح الخير يا سيد )
و بدت عليه علامات الرضى و سألها :
‏(و هل تتكلمين الفرنسية يا آنسة ؟ )
و هزت رأسها بالنفي و قالت :
‏( لا لأسف لا اتكلمها يا سيد جيرارد )
و اجابها بقوله :
‏(و لكن لهجتك جيدة يا انسة )
و من ثم هز كتفيه و تابع :
‏( اذن عليك ان تعاني من لهجتي الانكليزية و خاصة انني لا اتكلمها بالجودة نفسها كجاك او اخي هوغو لاني لم ازر بلدكم الجميل في حياتي )
و نظرت اليه لورا باستغراب تتساءل فيما لو كانت قد فهمت خطأ و قالت :
‏( انا اسفة ظننت . . . لابد انني لم افهم . . . و لكن اظن ان السيد هوغو جيرارد اخبرني انك انت ايضا ذهبت الى اكسفورد مثله و مثل جاك . اعتقد انه قال لي أخي . . . )
و خيم الصمت على الجميع لحظات و من ثم بدت ابتسامة حزينة على وجه السيدة جيرارد و قالت برقة :
‏( ان هوغو هو الوحيد الذي يتكلم عن فيليب و لكن . . .)
و من ثم هزت كتفيها و وضع برونو يده على ذراعها و هز رأسه و قال برقة :
‏( ماما )
و شعرت لورا بلهجة التحذير في صوته . و نظرت اليه السيدة جيرارد و كأنها تدافع عن نفسها ثم استدارت و تطلعت الى لورا و استغربت لورا الموقف لأنها لم تجد مبررا و قالت السيدة جيراز بهدوء :
‏( كان هناك ثلاثة اخوه )
و قطب بروو غير موافق على الكلام و تابعت السيدت قائلة:
‏( فيليب كان الأكبر و لكن . . . )
و قاطعها برونو قائلا :
‏(و لكنه توفى شابا يا انسة انه لأمر محزن من الموكد انك تفهمين ما اقصد )
و تلمس ذراع والدته و قال برقة :
‏( ماما انا متأكد ان الانسة كولتون لاتود سماع مأسينا )
و بدا كأن السيدة جيرارد ستتجاهل نصيحته و تتابع و لكن بعد لحظة اومأت برأسها ببطء و تمتمت قائلة :
‏(انت على حق )
و شعرت لورا بتنهيدة الارتياح التى صدرت عن برونو و قال :
‏(هل اعجبتك مجموعة كتب هوغو يا انسة ؟ )
و اجابت لورا:
‏(انها رائعة )
و ضحكت و من ثم تابعت قائلة :
‏(في الواقع اشعر بالذنب لاني تقاضى راتبا على عمل احب القيام به )
‏(لعلك تودين العمل بدون راتب يا انسة )


الساعة الآن 04:38 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية