منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   82_الحمقاء الصغيرة_آن هامبسون_روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t150725.html)

اماريج 03-11-10 05:13 AM

82_الحمقاء الصغيرة_آن هامبسون_روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12887551781.jpg
صباكم ومساءكم ورد ياحلوين
:flowers2:
اليوم راح انزل رواية حلوة كتيرررر وروعة هي من روايات عبير القديمة
وانا كتيررر بحبها وحبيت اشاركم فيها ويارب تنال رضاكم ياحلوين :flowers2:
للامانة الرواية منقولة
اسم الرواية :الحمقاء الصغيرة
الكاتبة :
آن هامبسون

الملخص

تحت شمس افريقيا الحارقة كانت كيم تعيش في كنف مخدومها بارت ناش , الكاتب الذي انقذها بعدما هامت على ووجهها اثر وفاة اهلها و خطيبها في حادث . كيم نذرت شبابها لهذا الرجل الطيب وهو اعتبرها ابنة له , لكن حان الوقت لتقاعده , وقلبه بحاجه الى عملية جراحية و لا يريدها ان تعرف بها .
منتدى ليلاس
لذلك وجد بارت ان زواجها من روك صديقة العازب المكرس مناسب للغاية
...و تكتشف كيم ان الحب لم يكن اساس زواجها فكادت أن تنجح في الهرب منه , لكن حقيقة اخرى لم تكن تعرفها كيم جعلتها تتصرف كحمقاء صغيره , فقد كان روك يحبها بصرف النظر عن الظروف ...

:liilas:
قراءة ممتعة للجميع

اماريج 03-11-10 05:17 AM


1- ذكريات ولقاء
*******************
عبق الهواء بأريج ساحر فيما أسرعت كيم وهي فوق حصانها الرمادي الجميل سامي , الذي أهداها أياه رب عملها , عبر الممر الترابي المؤدي الى مسكن كاتانيا , وتمايل شعرها الأشقر الطويل فوق كتفيها وهو يلتمع تحت أشعة الشمس الأفريقية , ألا أن الجزء الأمامي شكل ذؤابات صغيرة رطبة ألتصقت بجبهتها البيضاء الصافية , وأسودت عيناها الزرقاوان العميقتان الواسعتان المكسوتان بأهداب طويلة عندما لمحت الحصان الضخم مربوطا الى شجرة عند الرواق الخلفي.

أدركت أن روك لنتون وهو المالك الوحيد للأحراج المجاورة , الذي يوظف عشرات الغلمان الأفارقة فيها ويصمم على القاء ويصمم على البقاء عازبا لأن رأيه في النساء يدفع أي أنثى أن تفقأ عينيه الرماديتين القاسيتين , يزور رب عمل كيم وهو مؤلف شهير لكتب الطبيعة والأسفار .
منتدى ليلاس
ترجلت كيم عن الحصان وهي تفكر كيف بدأت العمل مع بارنلت ناش في الأساس , كانت هائمة على وجهها في مروج دربي شاير والدموع تنهمر على وجنتيها البيضوين وهي تتمنى لو أنها ماتت مع والديها وخطيبها في حادث اصطدام سيارتهم بشاحنة مسرعة , ورأت كيم بارت- كما يدعوه أصدقاؤه-يدب على يديه ورجليه , فسقطت عليه لأنها لم تتوقع أن تلتقي أحدا في تلك المروج المنعزلة , لا سيما شخصا يتصرف على هذا النحو.

وأعتذر بارت بسرعة فيما نهض ليوقفها , وفي الحال أبصرت عيناه البنيتان الحادتان وفي أقل من عشر دقائق سمع قصتها بأكملها , فقد وجدت آخر الأمر شخصا تتحدث اليه , كلمته وهي تحاول تخفيف الألم الضاغط بثقل على قلبها وفكرها
قال بارت مشفقا:

" هل أنت وحيدة في العالم الآن يا أبنتي؟".

أجابت والغصة في حلقها تكاد تخنقها بعد أن سالت دموعها مجددا:
" أجل , ليس لي أحد على الأطلاق , وعليّ أن... أن أترك البيت الذي أعيش فيه لأن صاحبه يريد بيعه".
وعلى الفور تحول بارنلت ناش الى رجل أعمال نشيط , فوضع العدسة المكبرة التي كان يستعملها لمراقبة تحركات خنفساء بين الأعشاب الكثيفة القاسية , فيما ألتقط الجراب بأحدى يديه ليمسك بالأخرى كوع كيم
ولم تدرك كيم ألا بعد وقت طويل وعندما تمكنت من تقييم الوضع بتجرد , أن القدر تحكم بحياتها كليا , فنقلها من ليل الأحزان الى أنوار الفجر ثم وضح النهار.

منتدى ليلاس
وهنا قطعت كيم تأملاتها لتتحدث الى الحصان الذي أحبت ركوبه :
" سامي , أنت حر الى مثل هذا الوقت في الغد".
صهل الحصان عند الجانب الآخر من السياج قبل أن ينطلق نحو الأصطبل , وأستأنفت كيم تأملاتها وهي تتجه الى البيت .
أدخلها بارت سيارته التي وصلاها بعد أن سارا خمس عشرة دقيقة ,وأخذها الى منزله حيث أجبرها أن تتناول بعضا من السمك المطهي بالبخار , الذي أشترته مدبرة منزله لتقديمه على االعشاء , ثم طلب من مدبرة المنزل أن تهيء السرير الأضافي وأصر على أن تبيت كيم ليلتها في منزله.

وما حدث بعد ذلك رمى ألى أن تنسى كيم حزنها بعض الشيء على الأقل , فقد تركت سكرتيرة بارت عملها منذ شهر , ولم يستطع العثور على بديل مناسب , فعرض الوظيفة على كيم ,التي عملت من قبل طابعة على الآلة الكاتبة في أدارة متجر كبير للأدوات المنزلية , وقد تركت عملها لأربعة عشر يوما.

اماريج 03-11-10 05:18 AM

وبينما صعدت درجات الشرفة تذكرت أنه سرعان ما ضاق مديرها بها ذرعا , ثم نصحها بأن تلزم بيتها الى أن تستطيع أستئناف العمل , لكنها لم ترجع اليه أذ قبلت عوض ذلك المنصب الذي عرضه عليها بارت

قال لها:
"لديّ كثير من العمل لأن سكرتيرتي غابت منذ وقت طويل , وليس العمل سوى طباعة ملاحظاتي المدونة , وهذا لا يتطلب تركيزا شديدا , أطبعي هذا يا كيم من دون أن تكترثي للأخطاء , فهذه ليست النسخة النهائية للكتاب".
وما لبثت كيم أن أقامت في منزله الأنيق كما قامت على خدمتها مدبرة المنزل التي تشبه رب عملها تفهما ولطفا , وأهتم بارت ببيع أثاث كيم , كما نقل الى بيته بعض القطع التي أرادت الأحتفاظ بها , وسهّل بارت الحياة على كيم بكل طريقة ممكنة , مما جعلها تقسم ألا تترك العمل عنده الا حين يجد أنه لم يعد بحاجة اليها , وربما كان ذلك عند تقاعده .

وخلال السنوات الثماني الماضية قطعت كيم آلاف الأميال مع بارت , وكان عليها الآن ,وهي في السادسة والعشرين من عمرها , أن تقضي سنة أو يزيد في أفريقيا حيث تساعده في أبحاثه وطباعة ملاحظاته وتقوم قليلا على خدمته لأنه لم يصطحب مدبرة منزله التي يمكنها التكيف مع أهوائه الغريبة نوعا ما , وبعد أنتهاء العمل الميداني وطباعة الملاحظات عليها هي وبارت أن يرحلا الى أميركا الجنوبية حيث سيعكف على وضع كتاب في السفر والسياحة.


وأنقطعت كيم عن التفكير لتقف وتتطلع حولها , لقد أمطرت خلال الليل ,فأمتلأت الأرض برائحة الرطوبة وبدا كل شيء أخضر ينبض بالحياة برغم أن زهور الناعمة في الحديقة تضررت لسوء الحظ, وسمعت دبيب الحشرات في نباتات الخبازى وتغريد عصفور شجي يطير بسهولة من شجرة سنديان قصيرة ليستظل شجرة حور باسقة.

وبعد لحظات أستدارت ودخلت غرفة الجلوس حيث أبتسم لها روك أبتسامة ساخرة مألوفة وهو يرمقها بنظراته الجامدة فيما بدا أن بصره نفذ الى ما وراء قميصها القطني المخطط وسروالها اليجينز
وقال بلا مبالاة:

" كيف حال الآنسة مايسون؟ هل أستمتعت بتمرين الركوب؟".
فرفعت كتفيها ببعض الكبرياء في أيماءة أعتاد روك عليها
وقالت بلهجة تثير الغضب:

" كثيرا يا سيد لنتون , أرى أنك قصدت ألينا وأنت تركب الحصان ,ولا شك أنك ستبتل في طريق عودتك ".
منتدى ليلاس
ضاقت حدقتا روك ,وقبل أن يتفوه بجوابه الحاد , تكلم بارت وقد قطب جبينه:
" كم أتمنى لو تكونا أكثر مودة أتجاه بعضكما , الآنسة مايسون؟ السيد لنتون؟ أسمان يبدوان ثقيلين على السمع".
وأزداد عبوسا فيما وبخهما وتفحصت عيناه البنيتان وجهيهما مداورة:
" أنكما تعرفان بعضكما منذ أكثر من ثلاثة أشهر , فما بالكما تخاطبان بعضكما بهذه الطريقة التي توحي الى من يسمعكما أنكما خصمان متباغضان....".

فأعترضت كيم قائلة:
" أنا لا أحتد في وجه أحد يا بارت".
ثم رمقت روك بنظرة قبل أن تحدق الى السماء حيث تجمعت سحب المطر منذرة بهبوب العاصفة , وعلى رغم أنها كانت بعيدة في الأفق , فقد حجبت الشمس
ورد بسرعة وقسوة:

" أنت لا تحتدين كثيرا ".
فعلّق بارت متجاهلا أعتراض كيم:
" أنها لا تحتد في وجه أحد سواك".
وألتفت روك اليها مداعبا وساخرا من حمرة الخجل على وجهها وألتماع الغضب في عينيها
فقالت:

" قلت أنني لا أحتد , وأعني بذلك أنني لا أحتد في وجه السيد لنتون".

" حسنا , والآن لا أظن أن بأستطاعتك أن تنكري ذلك.....".
وتنبه بارت من شروده أذ كان يفكر بمشكلة تتعلق بعمله , وأضاف وهو يتنهد بعصبية:
" أن كلا منكما يحتد في وجه الآخر كما قلت , والآن لماذا لا تتصافحان وتحاولان نسيان السبب؟ قولا لي ما السبب وراء ذلك كله؟".
طلب ذلك فيما بدا مستغربا أنه لم يطرح هذا السؤال من قبل .

اماريج 03-11-10 05:19 AM

ونظرا الى بعضهما ثم أخذ كلا منهما يتذكر مشهد لقائهما الأول , كانت كيم تتجول على طول ضفة الجدول الصغير الذي يخترق مزارع روك,وبناء على ما تذكرت كيم من حرية عشاق الطبيعة المطلقة في التجول في مروج دريشاير , لم يخطر لها أنها تتعدى على حرمة ممتلكات أحد .
وطردت أي فكرة بهذا المعنى فورا , فهي لا تؤذي أحدا بسيرها على جانب الجدول الرائع المتعرج ذي الضفتين الفرحتين بأزهارهما البيضاء التي قد تصبح محط أهتمام بارت عما قريب , فهو قد يكتب عنها ضمن باب الأزهار في كتابه الجديد .
ثم سمعت صوت رجل عميق يناديها :

"مرحبا ,من أنت؟ وماذا تفعلين في أرضي؟".
منتدى ليلاس
أوقفت نبرته الشعر في جسمها ,.فهو رجل متعجرف ومغرور
لذا أستدارت كيم وأجابته بتحد:

" لا يفترض فيّ أن أعرف أرض من هذه ,وبما أنني لا أزمع أيذاء شيء , لا أرى أن معرفتي قد تعني شيئا في أي حال ,ولست أنوي ألا أن أسير على طول ضفة الجدول".
أعقبت ذلك فترة صمت مثيرة حدقت خلالها كيم الى الرجل , الذي لم ترهبها قسماته , وألقت نظرة متفحصة على شعره المتجعد الضارب الى السواد والمتجعد ,والى جبهته العالية وجفونه السوداء وأنفه المستقيم وفمه الغليظ والمغري , وكان جسمه رشيقا قويا مثل أجسام الرياضيين يرتفع ستة أقدام ,وقدرت أنه يقارب الثلاثين برغم أن سنه بدت أكبر من ذلك لأن جلده قد أكتسب لونا برونزيا لامعا نتيجة حياة القفار والعمل تحت أشعة شمس أفريقيا اللاذعة مما شكل تغضنات عند أطراف عينيه
وكثيرا ما كان عليه أن يضيّق حدقتيه , الأمر الذي جعلها تقرر ساعتئذ أن تزيد من أستعمالها لنظارتيها الشمسيتين , ثم رفعت رأسها ثانية لتنظر الى عينيه الحادتين اللتين كانتا تتقدان شررا ,ومع عبوسه وجدت نفسها تعترف مكرهة بوسامته
ثم سألها برقة ولطف:

" من أنت؟".

وبالرغم منه , وجدت كيم نفسها تقر بهزيمة جزئية :
" أنا أعيش في مسكن كاتانيا , وأعمل عند الكاتب الذي يقيم هناك بعض الوقت".
وتمتم بينه وبين نفسه:
" أظن أنه أستأجره من أسرة جوينسون".
فتكون لدى كيم أنطباع بأنه كان يتمنى لو أن جيرانه لم يذهبوا الى أنكلترا لسنة , ويؤجروا منزلهم لرجل سيجوب المكان زحفا على بطنه وهو يحمل عدسة مكبرة ليفحص تحركات الحشرات وأجزاء الأزهار

وتهيأ لكيم أن ذلك الرجل يعتبر هذا النوع من العمل تافها وذلك قبل أن تعلم أن عمله يتعلق بالأشياء الضخمة لا سيما الأشجار العملاقة التي يربيها بقصد بيعها
ومضى ليقول بعد أن أنتهى من تفكيره:

" حسنا يا آنستي , لا أود أن أراك ثانية في ممتلكاتي".
ثم ضاقت عيناه الرماديتان وفمه المغري:
" وأذا حدث أن وجدتك تتخطين حدود أرضي , فسأضطر أن أحدث رب عملك بذلك, وعليه أنصحك بأن تحترسي في سيرك".
منتدى ليلاس
وأبتسم وهو يشير لها بفضول أرتسم معه الغضب في وجنتيها.
غضبت كيم علما منها بأنها على خطأ وأنه على صواب , وأستدارت بسرعة لشدة غضبها , فزلت قدمها وسقطت على وجهها في الجدول , أما الرجل , فقهقه وهو يقف واضعا يديه على وركيه من دون أن يحاول مساعدتها على الوقوف
فصاحت:

" أيها....".
ومنعها غيظها من نطق بقية الجملة , فيما أخذت تزيل الوحل عن ثيابها بيديها
وأشار لها بيده:

" من سوء الحظ أنك لم تسقطي في المجرى الأكثر عمقا .... هناك عندئذ فقط كنت ستعرفين معنى تغطيس المجرمين عقابا , وقد أعتاد مواطنوك فيما مضى أن يغطسوا النساء , وأنها لخسارة أن يلغى هذا النوع من العقاب الذي كان يثبت فاعليته مع مثيلاتك من النساء اللواتي لا يعرفن حدودهن".
وقبل أن تجد كيم ما تجيبه به, أدار ظهره لها وأندفع مبتعدا بسرعة مذهلة.


اماريج 03-11-10 05:20 AM

تنحنح بارت بعصبية , فقطع على كيم أحلام يقظتها , وجلس روك في كرسيه ينظر اليها بسخرية فيما أجاب عن سؤال بارت بنبرة تنم عن شيء من الحقد:
"لا يمكن القول بأن بداية معرفتنا كانت سعيدة يا بارت, لأن الآنسة مايسون أظهرت أتجاهي بعض الوقاحة , وكان قصاصها العادل أن سقطت في الجدول , وأقر بأن عملية تغطيسها كانت نافعة أذ لم تحاول أن تدخل أرضي ثانية على حد علمي".

ثم أدارت كين رأسها لتتذكر شيئا تنصتت اليه في نادي الكامليون , الذي أنضمت اليه هي وبارت بعد وصولهما الى جنوب أفريقيا ,كانت كيم في الحديقة تتنشق الهواء تحت جنح الظلام , وفجأة وجدت نفسها تصغي الى جزء من محادثة جرت بين صبيتين غالبا ما تترددان على النادي.
" أن وقاحة روك لنتون لمذهلة , لقد كدت أصفعه عندما قال بلهجته الساخرة أن على النساء ألتزام حدودهن , وهو يعني بذلك البيت".
أجابت الفتاة الثانية :
" أنه بالطبع يعني المطبخ , وأنه لمن دواعي الأسف أن يفكر بهذه الطريقة , ولكن عليك أن تعترفي أنه غاية في الأناقة , وأنه حاذق في ترتيب هندامه , أنه الزوج النموذجي....".
منتدى ليلاس
" آه , أما أنا , فلا أريد أن أستعيده".
" ولكنك يا سوزان عشقته لسنوات عديدة ".
" كفاك كذبا يا ليندا".
" حسنا ,أنا لا أكترث بما تقولين , فهو سيكون زوجا رائعا لو كان أقل غرورا وسخرية في ما يتعلق بالنساء".
" أنه عازب مكرس يصمم على عدم الزواج ,وقد قال لي ذات مرة أن المرأة التي ستجبره على تسليم حريته بالحيلة أو بالأغراء لم تخلق بعد".

قهقهت الفتاة الأخرى:
" بالحيلة أو بالأغراء؟ من المؤكد أن هذا القول ينسجم مع طبيعة روك , كم أتمنى أن أرى اليوم الذي يتراجع فيه عن هذه الكلمات ".
منذ تلك الليلة بدأت كيم تعرف روك عن كثب أذا نشأت صداقة بينه وبين بارت خلافا لما توقعت , وغالبا ما كررت التعبير عن تلك الرغبة لأن وقوع روك في هوى أمرأة ما سيبعث فيها رضى لا يوصف , كم ستغيره , وهو لن يستطيع أن يرد عليها بجواب لاذع من أجوبته المعروفة
بل سيقبل كل ما ستقوله , ورمقته بنظرة من مجلسها على الأريكة المغطاة بقماش قطني مطبع , فوجدته يستوي على مقعده بأرتياح وهو يمد رجليه الى الأمام , ولاحظت عيناها الحادتان فيه كبرياء وغرورا أثارا حفيظتهما ,وبدا, وهو يعتد بحصن عزوبيته , في غاية الرضى عن نفسه نتيجة التباهي بمناعته
أجل , لقد تمنت بحق أن ترى دفاعاته تنهار أمام أمرأة يقع بهواها .


أما هو , فرماها بنظرة ثاقبة ساخرة فيما تنفست بصعوبة وهي تحول أنتباهها الى بارت , الذي غرق في الصمت وهو يفكر في ما قاله عن بداية معرفته المشؤومة بكيم , وفجأة عبس بارت فيما أحدث طقطقة عالية بلسانه
ثم همس:

" هذا مخز, أجل , أنه مخز.........".
" أن نكون أعداء يا بارت , أليس كذلك؟".
لم تقدر كيم أن تمنع نفسها من التفوه بهذا الكلام وقد رغبت أن ترى أثره على هذا الرجل المتعجرف الذي يتجنب النساء
فقال روك مبتسما أبتسامة خفيفة:

" أن تعبيرك قاس يا آنسة مايسون , أظن أن عبارة (أخصام) هي أكثر ملاءمة للوضع".
لقد سخر منها بمكر وعلى نحو يثير الغضب
فوجدت نفسها تكظم غيظها وهي تجيب رغم ذلك بحدة :

" لا فرق يا سيد لنتون".

أجاب وهو يطرق مفكرا:
" فرق ضئيل , فلا تعني كلمتا أعداء وأخصام المعنى نفسه".
تراجعت كيم أمام هذا التعريف الواضح لتجد رضى وفرحا كبيرين في السماء المتلبدة بالغيوم أذ أكفهر وجه الطبيعة وخيّم عليها ظلام العاصفة, ثم تنبأت وهي ترمقه بنظرة من تحت أهدابها الطويلة:
" ستهب علينا عاصفة عما قريب".
" هل تتمنين عليّ المغادرة؟".

هنا قطع بارت تفكيره ليقول:
" روك, ما هذا الذي تقوله؟ لا يمكن لكيم ألا تكون مضيافة وكريمة".
عقد روك حاجبيه قليلا فيما ضاقت حدقتاه:
" لا, يبدو أنك لا تعرف مساعدتك جيدا يا بارت على رغم بقائها معك أكثر من ثماني سنوات".
وبينما لاحظت كيم التغير المفاجىء في قسماته , كان بأمكانها أن تقسم أنه أضاف في سره:
" ثماني سنوات , يا ألهي كيف أمكنك أن تطيق كيم طوال هذه المدة؟".
ثم غادر بعد بضع دقائق وراقبت كيم تلبد الغيوم الممطرة ,وصلّت بحرارة أن تبتل جميع مسام جلد روك لنتون الذي ر يطاق.
منتدى ليلاس
لم تلتق كيم ألا مساء السبت التالي في حفلة النادي الراقصة , دخلت كيم وقد أرتدت عباءة ثمينة ذات ثنايا دقيقة صنعت من قماش التول الحريري الدقيق, وصبغت بلون أزرق فاتح يتحول تدريجيا الى لون داكن عند طرفها السفلي العريض ,ووجدت نفسها تحملق في وجه الرجل الذي أصبحت تكرهه أكثر من أي شخص عرفته
فوجدته أسمر ساخرا , وأقرت مرغمة بجماله الرائع أذ تألقت سمرته الضاربة الى الصفرة مع لون ياقة قميصه البيضاء بياض الثلج , كما سطع بياض قفازيه أزاء سمرة يديه الحادة , وتلألأ شعره لأسود بينما خيّل اليها أنه أرتدى ملابس السهرة تلك للمرة الأولى , ثم حياها بتجرد وبرودة مألوفين ورمقها بنظرة ثاقبة وهو يرفع يده ليخفي تثاؤبه:

"مساء الخير يا آنسة مايسون , هل حضر بارت معك؟".


الساعة الآن 11:12 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية