منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   وشاء القدر / للكاتبة : صدى الدموع .. (https://www.liilas.com/vb3/t150418.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 27-10-10 12:36 AM

وشاء القدر / للكاتبة : صدى الدموع ..
 




الســــلآإم عليكم ورحمـة الله وبركـــآإته ..

صبـــآإحكم ورد ..
كيفكم آل ليــــــــــــــــلآس .. ؟


جيت ومعي روآإيـــة طلبتها rs-ss501 ..

الروآإيــة مكتمللللة ..
ما اطوول عليكم اترككم مع البــآإرت الآول ..




♫ معزوفة حنين ♫ 27-10-10 12:38 AM

(وشاء القدر)
الجــزء/الأول


(لا تلمسني) صرخت "أريج" بكل قوتها مبتعدة عن ابن عمها كفرس

ها ئجة وقد بدأت دموعها بالتساقط على وجنتيها الجميلتين

وما لبثت ان أجهشت بالبكاء وقد غطت وجهها بكلتا يديها مسندة

رأسها على جدار غرفتها الصغيرة. حاول "عماد" تهدأتها مقتربا

؛ غير انها صرخت صرخة اقوى من سابقتها مما اجبره على الوقوف

مكانه مدهوشا (ابتعد عني! ولا تتوقع ان أخر ساجدة كحمل وديع

بمجرد ارسال صورتك المصونة؛ وسامتك لا تعني لي شيئا البتة)

تطلع اليها بنظرات غريبة وكأنه قد بدأ باستيعاب الأمور رويدا

رويدا؛ وقبل ان ينطق بحرف واحد؛ كانت قد فجرت قنبلتها

الموقوتة (لا أحبك؛ أحب شخصا آخر)

ساد صمت عميق لعدة دقائق؛ تمتم "عماد" بعدها (لم تزوجتني اذا

؟) أجابت برعونة وقد تملكها الألم (أحقا لا تدري؟ عمك العزيز

هو السبب؛ والدي أرغمني على ذلك؛ وأنت تعرف السبب) بدت

تقطيبة جبينه واضحة وهو يقول ببرود خمنت انه من ضمن الأشياء

التي اكتسبها من عيشه بأمريكا طوال السنين الفائتة التي لم

يتقابلان فيها وجها لوجه ولو لمرة واحدة (اسمعي "أريج"؛ ان

كنت تهدفين من وراء هذه المسرحية دفعي للطلاق فانسي الأمر

برمته؛ ليس لدي الوقت لتطليقك والبحث عن امرأة أخرى وكل هذه

الأمور السخيفة؛ ثم ان هذا الأمر سيزعج عمي وأنا...) قاطعته

بحدة وقد تملكها الذهول مما تفوه به؛ فقد توقعت كل شيْ من ابن

عمها المتحرر الا انعدام الكرامة لديه بهذا الشكل المقزز

(كما توقعت؛ لقد تزوجتني فقط ارضاء له؛ ولتتقرب من اسرة

عمك ؛ لتثبت لهم انك "عماد" الشرقيّ المسكين الذي لم ينسى

أصله واسرة والده بالرغم من معيشته بقرب والدته بأمريكا) صفق

لها بحرارة لا تخلو من السخرية (انك لرائعة! ذكاءك هذا

سيدفعني لاغراءك بالعمل برفقتي حال وصولنا للولايات المتحدة

مساء الغد) وقبل ان تتفوه بكلمة؛ كان قد عاد لسريرها الواسع

متدثرا بغطاءها وقد غطى وجهه معلنا انتهاء النقاش؛ مما

أشعرها بيأس كبير؛ فلم يكن منها الا ان سحبت غطاءها ومخدتها

وارتمت على الكنبة الطويلة القابعة قرب الباب؛ غير ان النوم

قد جافاها فانتفضت جالسة وتطلعت الى المرآة المقابلة له

ا بحزن شديد سارحة بخيالها لذكرى اليوم الذي دخلت فيه

اختها "سهام" الى غرفة مكتبها المنزلية وقد علت وجهها

ابتسامة عريضة.. وبرغم ان زيارتها كانت مفاجئة؛ لضروف عمل

زوجها "علي" بشركة الاتصالات؛ الا ان "اريج" لم تلمح الى ذلك؛

فقد اندفعت اختها الكبرى لتقول بحماس (ألف مبروك "أريج"؛

لقد اتصل لي والدي منذ قليل ليخبرني ان "عماد" قد تقدم

لخطبتك؛وهذه آخر صورة له؛أرسلها بالفاكس هذا الصباح) وقد

توقعت "سهام" كل شيْ بتلك اللحظة؛ الا انتفاض اختها الصغرى وهي

تصرخ باعتراض (مستحيل؛ لن أتزوج "عماد") وتحول المستحيل الى

حقيقة بفضل والدها المتعسف ؛ الذي عاملها كفتاة صغيرة لايحق

لها الرفض أو الاعتراض؛ أجبرها على ابن عمها الذي لم تره لعشر

سنين؛ والذي أرجعها بدوره الى الخمسينات؛ حيث لا يحق للزوجة

رؤية زوجها والجلوس معه الا بليلة الزفاف؛ والتي تمت بسرعة

البرق بمجرد ارسال صورته"الملعونة" لتتسنى له العودة

لمملكته الأمريكية بأسرع وقت ممكن.. (اللعنة عليك يا"عماد")

هكذا تمتمت "أريج" قبل أن تستسلم لنوم عميق من دون ان تخلع

فستان زفافها الذي صار "مشؤما" عندها؛ بعد ان كان حلمها

المنتظر مع حبيب قلبها "وحيد"....


--------------------------------------------------------------------------------
---------------------------------

استيقضت "أريج" في الصباح الباكر وتثائبت بانهاك شديد عائدة بذاكرتها لأحداث ليلتها البائسة؛ حدقت لبرهة

بالشاب الوسيم النائم ؛ لتتأكد من انها لم تفقد الذاكرة.. نعم؛ انه "عماد" زوجها ؛ انه القدر المشؤوم الذي فرضه

والدها عليها وكأنها لا تملك تصريف أمورها بحرية ؛ عاملها كطفلة تتلقى الأوامر ؛ ونسيّ انها امراة راشدة في

الخامسة والعشرين بوسعها اتخاذ قراراتها المصيرية بمفردها .. نعم؛ لقد خسرت القضية؛ خسرت قضية حياتها؛

خسرت حبها؛ وكان والدها_وللأسف_ هو القاضي الظالم الذي حكم عليها بالتعاسة التي لا تعرف لها نهاية مؤكدة

. نهضت من فراشها وهيّ تتنهد بعمق محاولة تخفيف مقدار الألم الذي تحس به ؛متوجهة لدولاب ملابسها لتبدل

فستانها وهي تحاول عدم التسبب بأي ضجة حتى لا يستيقظ "عماد" . ولما كادت تنتهي؛ تفاجئت به وهو يفتح

عينيه ببطء محاولا التثاءب ؛غير انه توقف فورا" عن التلويح بيديه عندما أبصر "أريج" وقد تجمدت دماءها؛

وأمسكت بجاكيتها كتمثال صخري محدقة فيه بمنتهى الخوف والخجل ؛ فحدق فيها باستغراب؛ ابتداء بشعرها

البني الحريري المتناثر على كتفيها ومرورا" بقميصها الأبيض عديم الأكمام وانتهاء ببنطالها الأسود؛ فما كان

منها الا ان أسرعت في ارتداء جاكيتها الأسود صارخة فيه (لا تنظر اليّ هكذا!) فأسرع بدوره بتهدئتها وقد

أشاح بعينيه الزرقاء بعيدا" عنها واعتدل في جلسته ليحاول ارتداء قميصه الأبيض(بالله عليك؛ لم أكن أنوي

اغتصابك لتصرخي بهذه الطريقة!! ثم الى أين أنت ذاهبة بهذا الصباح الباكر؟ أنسيتي اننا مسافران هذا

المساء؟!)..(لا لم أنس؛ ولذا أنا ذاهبة لتوديع "وحيد") ضم "عماد" حاجباه الشقراوان باستفسار وقد نهض

متوجها" الى الحمام("وحيد"؟ من هذا؟) تنهدت "أريج" بعمق قبل ان تجيب وهي في طريقها للانصراف(انه

حبيبي الذي أخبرتك عنه البارحة؛ عن اذنك) وأمسكت بمقبض الباب محاولة الاسراع في المغادرة بعد ان تملكها

الشوق لرؤية "وحيد" مجددا"؛ غير ان صرخة "عماد" وهو يقترب منها جعلتها تجفل في مكانها(مهلا"!!)

وأسرع في جرها الى الأريكة مستطردا" وهو يعود الى الحمام(ماذا تضنين نفسك فاعلة؟ هل جننت؟!!) ووجدت

نفسها تقف باندفاع متوجهة الى الحمام لتقف عند بابه المفتوح قائلة باعتراض(ماذا هناك؟ قل فأنا متعجلة)تناول

"عماد" المنشفة وقام بمسح وجهه جيدا" مغادرا" الحمام(ألا ترين ان خروجك بمفردك بهذا اليوم وبدون زوجك

وبهذه الثياب السوداء وكأنك بجنازة سيثير التساؤلات؟!) حدقت به بتفهم .. هكذا اذن؟؟ انه لا يرغب في تشويه

سمعته وصورته أمام والدها .. قاطع "عماد" أفكارها مواصلا حديثه وهو يتناول ربطة عنقه ويعقدها بهدوء ( أنا

مستعد لمرافقتك؛ سأدعي اننا خارجان للتسوق؛ هذا سيسهل الأمر أكثر) حدقت به باستنكار وكراهية شديدة و

بتعجب كبير دون ان تنبس ببنت شفة. ولعله لاحظ نظراتها اذ قال لها ضاحكا" وهو يتناول جاكيته الأسود من

على السرير ويرافقها لخارج الغرفة موصدا الباب من خلفه( اعرف ان تصرفاتي تسمى" بلادة" بلغة الشرقيين ؛

ولكنها في أمريكا تسمى "د يمقراطية") . نزلت "أريج" الى الطابق السفلي برفقة "عماد" الذي أمسك بيدها حال

بروزهما بالصالة وابصاره لوجود عمه وابن عمه "قاسم" محاولا ابراز تحابهما وتوافقهما التام والذي لم يكن

موجودا" على الاطلاق وحين أدركت "أريج" مقصده بهذا التصرف؛ حاولت ابعاد يدها عن قبضته بسرعة؛

ولكن كان ذلك مستحيلا " امام احكام قبضته. تقدما معا الى مائدة الافطار ؛ فبادر " قاسم" بالترحيب بهما قائلا

(صباح الخير أيها العريسان؛ تعالا وشاركانا الافطار؛ لابد انكما جائعان ولم تأكلا شيئا منذ الأمس) ابتسم "عماد"

محاولا رفض دعوته بتهذيب وبغاية الرقة (صباح الخير؛ اننا جائعان حقا ولكن " أريج" تفضل ان نتناول

فطورنا بالخارج؛ لأننا ذاهبان للتسوق على كل حال) كانت " أريج " تتوقع رفضا قاطعا من ابيها تكهنا منها

بقراراته الصارمة المعتادة عليها بهذا الشأن. ولكن على ما يبدوا؛ فأن اباها قد سلم لجام الفرس إلى "عماد " بنفس

مطمأنة؛ فقد قال بسعادة وارتياح شديدين وهو يتناول نظارته الطبية ويضعها على عينيه العسلية ( جولة موفقة؛

توكلوا على الله) استدار "عماد" إلى " أريج" التي بادلته بسمته الخبيثة؛ وسارعا بعدها في الانصراف خشية

منهما أن يغير والدها قراره بين لحظة وأخرى؛ واندفعا يطويان الأرصفة بالسيارة " وعماد " يحاول الثرثرة بعدة

امور قائلا وهو يشير إلى الحديقة التى استقرا امامها ( هل تذكرين عندما اوسعت اولئك الشبان ضربا حين

تحرشوا بك قبل عشر سنوات بهذه الحديقة؟ عندما انتصرت عليهم اعتقدت نفسي السوبرمان ) لوت " أريج"

شفتيها باستخفاف ( ألا زلت تذكر؟ لقد كنت مراهقا كبيرا في التاسعة عشر من العمر يريد ان يجتذب إليه أنظار

الفتيات؛ لم يعجبني فيك شيئا عندها إلا تلك الدماء الشرقية الساخنة التي لم تعد تجري في عروقك على الاطلاق

في الوقت الحالي) انكس " عماد" رأسه مفكرا لبرهة قبل ان يرفع رأسه إليها مغيرا الموضوع ( اين ستقابلين

فارس احلامك الشرقي الهمام ؟! هل حددتما موعدا او انك تضيعين وقتي سدى ) أرادت "أريج" اغاضته ؛

فقالت بلهجة مستفزة (نحن لسنا في أمريكا بلد المواعيد ؛ هنا القلب من يحدد لنا مواعيد لقاءاتنا؛ لأنه قلب مشتعل

بالحب؛ لا تغطيه ثلوج ولا يكسوه الجليد؛ بكم تراهنني بانه ينتظرني هنا الان؟) ضحك "عماد" بخفة ضحكة

ليست صادقة بالقدر الكافي قائلا بسخرية(الامر ليس بحاجة لاي رهان؛واضح انكما كنتما تلتقيان في هذا المكان

باستمرار وبذات التوقيت؛ لا قلوب محروقة ولا قلوب مجمدة!!) ارتفع غيظ "أريج" عاليا؛ وكادت أن تهم بصفعه

حنقا؛ لولا انها أبصرت "وحيد" جالسا على مقعدهما المعتاد بجوار أزهار البنفسج .. نسيت الشاب الساخر الذي

يضن نفسه ظريفا ؛ نسيت كل شيّ؛ ماعدا انها أبصرت "وحيد" مجددا ؛ وشعرت وكأن دهورا قد مرت دون ان

تراه؛ بالرغم من انها لا تتعدى الايام القليلة .. لاحظ "عماد" جمودها وشرودها التام وأدرك مسار نظراتها؛

فعرف ببد يهته ان الشاب القابع بالكرسيّ المقابل لوقوفهما ما هو الا حبيب زوجته "وحيد".......

♫ معزوفة حنين ♫ 27-10-10 12:41 AM



الجزء الثاني
------------------------------------------------------

وراح يتفحصه بتأمل من قمة رأسه حتى أخمص قدميه وكأنه ينوي تقيمه كوالد ينوي الاطمئنان لصحة اختيار ابنته؛ بينما هي

اندفعت مسرعة للاقتراب منه بعد ان كررت ل"عماد" باصرار ان يبقى بانتظارها بمكان وقوفه ؛ وان لا يتقدم خطوة واحدة

نحوهما . وقفت "أريج" أمام "وحيد" تلتقط أنفاسها بسعادة ودموع الشوق تملىْ عينيها هامسة وكأنها تناجيه ( عرفت انك

ستأتي) تنهد "وحيد" بألم مكبوت وباستسلام تام وهو يشير لها بيده ان تجلس بجواره ( وهل بوسعي فعل غير ذلك؟)

حاولت "أريج" مواساته وهي تقوم بقطف احدى الازهار وتقدمها له برقة (لا عليك ؛ كل شي سيكون على ما يرام ؛ أعدك بأن

أتخلص منه بسرعة...) قاطعها "وحيد" بتعجب مشيرا الى "عماد" الذي يقف امامهما مباشرة على بعد عدة خطوات (من

هذا؟ لقد اتيت برفقته ؛ أليس كذلك؟ لا تقولي انه..) أكملت "أريج" عبارته بتأكيد وعدم اكتراث (انه زوجي.. لقد يسر لي أمر

مقابلتك ؛ انه عديم الكرامة) بحلق "وحيد" كالمشدوه بابن عمها وكأنه غير قادر على استيعاب ما يجري وقال بتلعثم وخوف

شديد (زوجك؟؟؟ انه لأمر لا يصدق!!!) ..( بل يصدق؛ لا تتعجب من أي امر يصدر عن أمريكي بارد متحرر ك "عماد" ؛

لقد أخبرته عن علاقتنا ا لبارحة ؛ وها أنت تراه برفقتي هنا ليساعدني على ملاقاتك) وأعقبت حين وعت لعمق صدمته(

ستسألني لماذا لا يطلقك اذا؟ وسأخبرك انه انسان استغلالي يريد كسب ود ابي على حسابي الخاص؛ ولكنني سأجد الطريقة

التي تدفعه لتطليقي رغما عنه؛ حتما سأهتدي الى حل) تنهد "وحيد" مجددا وهو يعود الى يأسه( متى؟؟ أنت مسافرة هذا

المساء ؛ وانا لا أنوي متابعة علاقتنا ما دمت متزوجة؛ ان كان هذا الأحمق لا يأبه لأمرك ولا يهتم لسمعتك؛ فأنا أهتم وكثيرا

أيظا) تطلعت "أريج" اليه بتفهم وألم وحب ليس له حدود مقدرة ما يقول ؛ ومحاولة اقناع نفسها بقسوة الواقع الجديد الذي

ستعيشه كجثة هامدة لا حياة فيها وقالت كلمات لم تلمس مشاعرها( أنا لا أتعجب هذا الموقف من شاب شريف مثلك يا "وحيد"

؛ كل ما أتمناه أن لا تسمح لنفسك بنسياني بعد غيابي ؛ وتذكر ان لا شيئا ولا مخلوقا سينتزعك من قلبي) ونهضت بعدها بتثاقل

مفضلة سرعة انهاء الموقف ؛ فهي تحس وكأن روحها تنزع منها بمنتهى الوحشية؛ صافحته؛ ولم تستطع خنق عبرتها ؛

فاندفعت منتحبة الى حيث موقف زوجها ؛ الى القدر المشؤوم الذي لا مفر منه ولا مناص الا الصبر. واستقبلها وجه "عماد"

الباسم مصفقا ومحدقا بعينيها العسلية الدامعة التي تحاول "أريج" السيطرة عليها (رائع؛ رائع! لقد كان المشهد مؤثرا بدرجة

غير معقولة ؛ لولا انني لم أتعود البكاء في الاماكن العامة؛ لبكيت بدوري!) ولم تجد "أريج" لديها الرغبة في مجادلته بتلك

اللحظات؛ فقد نا لت ما يكفي لهذا اليوم فحاولت تغيير الموضوع وهي تشيرا لى الرجل الذي كان "عماد" يحدثه للتو وأشار

اليه بالانصراف حال تقدمها اليه (من هذا الرجل الذي كان برفقتك منذ لحظات ؟ ) أجابها وكأنه قد أعد الاجابة مسبقا (صديق

قديم ؛ كان معي بالمدرسة ) وسرعان ما ضمهما الشارع الخارجي ؛ وانطلقا بالسيارة؛ فأخذت "أريج" حريتها في اغداق

الدموع؛ وأخذت تبكي بثكل حتى احمرت عيناها وأخذت تردد كل حين وكأنها في غيبوبة (يا الهي؛ لا أصدق ان هذا يحدث

لي؛ كم أحبك يا "وحيد" ؛ كم أحبك ) ناولها "عماد" منديله لتجفف دموعها وهو يردد في صبر نافذ ( خذي ؛ امسحي دموعك

اللعينة ؛ لا أصدق انك تبكين لأجل سخافة كبيرة) رددت "أريج" لفضه با ستنكار ودموعها تأبى التوقف ( سخافة؟! أنت حتما

لا تدرك معنى الحب ؛ لا يمكن لشخص بارد كالقطب الشمالي أن يدرك معناه البتة ) وكان آخر شي توقعته "أريج" في تلك

اللحظات أن تستقبل ثورة "عماد" _ زوجها الامبالي_ وهو يشرح لها معنى الحب الحقيقي في نظره؛ فقد استدار اليها لتلتقي

عيناهما في تحدي وبغضب شديد يدل على استياءه التام مما يقول؛ وطيف يشبه الدموع يلوح عبر عينيه الزرقاء كالبحر ( من

قال ذلك؟ انني أعرف معناه حق المعرفة؛ أتعرفين ما الحب؟! ا لحب خدعة كبيرة يصدقها القلب بسذاجة؛ ألم قاتل؛ ولوعة

مصير محتوم؛ وقدر لن يكون في النهاية الا مشؤوما) توقفت "أريج" عن نحيبها غير مصدقة ما تسمع ؛ آخر ما توقعته هو ان

يكون "عماد" رجل معقد؛ رجل

كان الحب هو السبب الرئيسي ببؤسه ؛ تماما كما هي الان...

♫ معزوفة حنين ♫ 27-10-10 12:43 AM




الجزء الثالث

عضت على شفتها السفلى بأسنانها هامسة بأعماقها الحائرة ( أهذا "عماد"؟؟! ) بينما أشاح "عماد" بوجهه بعيدا عندما فقه

لعمق صدمتها؛ وقال مغيرا الموضوع (هيا بنا لنذهب للتسوق ؛ فأنا لا أتوقع من فتاة ذكية ومحامية ماهرة أن تدخل لبيت

والدها بدون مشتريات بعد ان ادعت انها ذاهبة للتبضع ؛ وسيسعدني أن تقبلي دعوتي لتناول الافطار باحدى المطاعم) ……..

عندما عادت "أريج" برفقة "عماد" الى الفيلا كان موعد الغذاء المعتاد قد حان؛ ولكن ما شغل "أريج" أكثرهو تواجد اختها

الكبرى وزوجها "علي" .. فقد كانا جالسان بانتظارهما بقاعة الجلوس برفقة والدها وأخيها "قاسم" الذي كان يغدقهما بنوادره


التي لا تنتهي؛ وهم يتجاوبون معه بمرح واغتباط. وما ان دخلا الى الغرفة صمت الجميع على الفور محدقين بهما وبأكياسهما

التي تؤكد تآلفهما ومدى السعادة التي يعيشانها معا؛ وتبرع والدها بابتدار الحديث قائلا وقد نهض من موقعه على الاريكة

متوجها الى المائدة ؛ ومشيرا الى الحظور بأن يتبعوه اليها ( هاقد اتيتما أخيرا؛ تعالا وشاركانا وجبة الغذاء ؛ فالربما لا

نتشاركها بعد هذه المرة على الاطلاق) اقترب "عماد" من عمه مواسيا وربت على كتفه قائلا بلهجة لطيفة واحترام كبير(

بالطبع سنفعل ياعمي ؛ أو تضننا أنا و"أريج" قادرين على مقاطعتكم؟!) ابتسم والدها عندئذ براحة واطمئنان ؛ وأومأ لأبن

أخيه ايجابا ليؤكد مدى ثقته به وبما يقول وهو يحتل مقعده المعتاد بأول الطاولة والجميع يتبعه في سكون واحترام كبير؛

الا "أريج" فقد وقفت حائرة لا تهتدي الى سبيل يحقق لها الخلوة بنفسها لتعيد حساباتها وتهدىْ قلبها الثائر بالألم بعد موقفها

و"وحيد" ؛ ولم تمر سوى لحظات حتى وجدت العذر المناسب للتملص؛ فقالت بتلعثم وقد بدأت في صعود السلم الى غرفتها (

سأذهب أنا الى غرفتي لأضع الاغراض وأرتاح قليلا؛ كلو أنتم بالهناء والشفاء) واستقبلها صوت أبيها الحاد ما ان وضعت

رجلها على أول درجة من السلم ؛ قائلا بطريقته التعسفية المعروفة التي ضنت انها بزواجها قد ودعتها الى الأبد ("أريج" !!

تعالي واجلسي بجوار زوجك وشاركينا الغذاء؛ الأكياس ليست عائقا والراحة لن تهرب؛ تعالي وتصرفي بلباقة فأختك وزوجها

آتيان خصيصا من أجلك ) تراجعت "أريج" الى الوراء وقد احمر وجهها غيضا واحراجا لتصرف والدها؛ واستدارت الى

حيث المائدة بغضب مكتوم؛ فالتقت عيناها بعينيّ زوجها الشامتة وهو يبتسم ويشير بالوقت ذاته الى المقعد بجواره ؛ فما كان

منها الا أن تمد لسانها بحركة طفولية لم يلحظها سواه وهي تتقدم ببطء لتجلس بجواره على مائدة الطعام؛ محدقة في الصحن

الأبيض الخالي الذي أمامها وقد غرقت بتفكير عميق؛ فأسرع والدها حينئذ باستعجال الخادمة ؛ حتى تأتي بوجبة الغداء بصوته

الحاد الآمر الذي اعتاد عليه الجميع بما فيهم "عماد" ( أنت يا وجه الشؤم!! أحضري الغداء ؛ ماذا تنتظرين؟! حلول الظلام

حتى نستبدلها بوجبة العشاء؟) رفعت "أريج" حينئذ عينيها العسلية عن صحنها؛ وتطلعت الى أخاها "قاسم" الذي سيكون على


الدوام الشاب الأكثر استغلالا للمواقف على وجه الأرض؛ فقد راح يقوم بحركاته البهلوانية المعتادة التي يتظاهر فيها بالخوف


من والده مقلدا الخادمة ؛ و"سهام" أختها تشير له بيدها أن يكف عن القيام بذلك كمثل كل مرة تأتي فيها لتناول احدى الوجبات

برفقتهم ؛ ولكن هذه المرة ليست ككل مرة ؛ فالضيف الثقيل الدم الذي يقبع بجوارها لم يكن موجودا ؛ وحتى بعد العشر سنوات

؛ كان من المفترض أن يضل غير موجود؛ وبالأخص كزوج لها؛ ولكنه القدر!! .... أيقضتها صرخة مدوية من أفكارها

البائسة ؛ فهزت رأسها كمن أفاق من نوم عميق لتستوعب ما يجري؛ فأدركت ان تلك الصرخة لم تكن الا صرخة الخادمة بعد

ان تسببت باسقاط طنجرة الحساء الساخنة بأكملها على الأرضية على اثر تعجلها.. وتنبأ الكل بالمشهد التالي الذي لن يكون

مرضيا على الاطلاق عندما نهض والدها من مقعده بغضب كبير ؛ واتجه لموقع الخادمة حتى يوسعها ضربا؛ ولكن المشهد لم

يكتمل؛ اذ ان "عماد" سارع بانقاذ الموقف؛ واقفا بين الخادمة وعمه ليمنعه من ما اعتزمه.. حدق الجميع بتوتر وبترقب لما

سيؤول اليه الأمر؛ فكان صوت "عماد" يخترق صمتهم قائلا بلهجة متوسلة راجية( أرجوك يا عمي سامحها هذه المرة؛ جل

من لا يخطىْ ) أصر عمه على الاقدام انقاذا لهيبته ؛ وهو يتظاهر بأن "عماد" يشكل عائقا ؛ مطالبا اياه بالابتعاد بلهجة أبوية

( ابتعد يا"عماد"!! دعني ألقنها درسا بحسن التصرف) ولم ييأس "عماد" فقد أصر على متابعة مسايرته باسلوب دوبلماسي

ذكيّ ( سامحها لأجلي يا عمي؛ لن تكررها ثانية) وتراجع عمه عندئذ الى الوراء؛ وعاد الى مقعده بعصبية مشيرا الى الخادمة

بيده بتهديد( هذه المرة أنقذك "عماد" ؛ وان كانت هناك مرة مقبلة فلن ينقذك مني أحد.. أغربي بسرعة وأحضري شيئا لمسح

الأرضية؛ خادمات آخر زمن !!) وأسرعت الخادمة عدوا الى المطبخ منفذة لأوامره ؛ وهي تتطلع الى "عماد" بامتنان غير

مصدقة بأنه استطاع انقاذها من تلك اليد القاسية؛ واللسان الاذع؛ وعاد الجميع لانتظار الطعام بصمت ؛ متطلعين ل"عماد"

بامتنان كبير لموقفه هذا ؛ ماعدا "أريج" ؛ فقد ألقت عليه نظرة مستخفة هازئة؛ ومالت عليه لتهمس بأذنه قائلة ( أحسنت صنعا

أيها السوبرمان!!) .......... قضت "أريج" فترة ما بعد الظهر في استقبال المهنئين والمودعين من صديقاتها بوأقاربها

وأصدقاء زوجها القدامى ؛ وهي تحاول أن تبذل أقصى جهدها لتظهر بمظهر الزوجة السعيدة ؛ لأن اظهار الحزن في هذا

الوقت مت زواجهما؛ ليس في صالحها من وجهة نظرها كأنثى ماكرة ؛ ومحامية ذكية . وكان أخاها "قاسم" حينها قد غادر

برفقة والدها الى الشركة التي يعمل بها بالوقت الحالي كمساعد لأبيه الى أن يتمكن من انهاء دراسته الجامعية بادارة الأعمال؛

وأما "سهام" فقد غادرت برفقة زوجها مفضلين تركها قليلا لتأخذ قسطا من الراحة ؛ والعودة في المساء ؛ حين تكون كل العائلة

في توديعهم. وعلى اثر مغادرة الضيوف ؛ لم تجد "أريج" نفسها الا برفقة "عماد" بمفردهم تحت سقف واحد؛ الأمر الذي لم

يرق لها على الاطلاق.. ولم تلاحظ في عمق توترها ؛ بأنه يراقبها ويتفحصها متأملا ؛ الا حين تناهى الى مسمعها صوته

الغليظ وهو يقول كمن يحادث نفسه؛ واضعا اصبعه على شفتيه بتفكر وذهول واضح( أتعلمين؟! أنت تفوقين "توم كروز" قدرة

على التمثيل؛ لم أكن أعلم بأنك متعددة الهوايات!)

♫ معزوفة حنين ♫ 27-10-10 12:44 AM




الجزء الرابع

.............................................

ضحكت باستخفاف شديد؛ وقالت بسخرية لاذعة وهي تحاول تجنب التقاء

نظراتهما ( لست أمتلك ما تملكه أنت من الهوايات) ضحك "عماد" ضحكة قصيرة قبل ان يهتف مستنكرا بتشوق لمعرفة كل

ما تفكر به اتجاهه ( أنا؟! أنا المسكين لا أجيد سوى تلك المحاماة اللعينة!!) أصرت على موقفه بهدف استفزازه؛ فليس من

العدل في نظرها أن يكون هو السبب الرئيسي في أوجاعها ولا تمسه تلك الأوجاع ولو بالنزر اليسير( بلى؛ فأنت بليد

الاحساس وحقير وأناني؛ منافق واستغلالي؛ اضافة لهوايتك الأكثر دناءة؛ ألا وهي الافتقار الشديد للكرامة والرجولة الشرقية)

سيطرت لحظة صمت مخيفة بينهما ؛ توقعت "أريج" لن يأبه لما قالت كالمعتاد؛ وسيعتبره ديمقراطية وحرية رأي شخصية ؛

ولأنها لم تكن تنوي الاستدارة له على الاطلاق؛ دون آبهة بردود أفعاله؛ فقد تبرع هو بالنهوض ؛ ووقف أمامها كتمثال صخري

متأملا دون أن تحمل قسماته أية تعابير لبرهة؛ وبعدها فاجأها بصفعة عنيفة ؛ احمر لها خدها الأبيض صارخا فيها بغضب

جنوني؛ تأكدت"أريج" من ان معظمه كان حبيسا بصدره منذ ان قابلته لأول مرة ( ان كانت هذه هي الرجولة الشرقية في

نظرك؛ فانني سأكون سعيدا بمنحك ما تريدين !!!) وقفت"أريج" مذعورة؛ وحدقت به بغيظ وبحقد أكبر لفترة طويلة قبل أن

تصرخ به ودموع الاهانة تنحدر على خديها دون توقف( أكرهك؛ أكرهك؛ ألا تفهم؟!! طلقني ؛ امنحني حريتي؛ لا أريدك

زوجا!!) أمسك "عماد" بذراعها غارزا أصابعه في لحمها بصورة مؤلمة وهو يصر بأسنانه ويهم بتطليقها ( أنت طا...)

وأختنقت الكلمات في حنجرته فجأة ؛ ولم يكمل عبارته التي أصبحت حلم لا يقدر بثمن بقلب "أريج" ؛ محدقا فيها بعصبية بالغة

دون أن يفلت ذراعهامن قبضته؛ وبعد برهة من النظرات الغاضبة؛ تناهى الى مسمعها صوته وهو يقول معلنا وقد مر ذلك

الطيف العابر من الدموع وعاد يلوح عبر عينيه الزرقاء الجميلة ( كلا!! لن أفعل قبل أن أريك طريقة الرجل الشرقي في

اخضاع امرأة متمردة !!) ..........................
------------------------------------------

وقبل ان تدلي بأي تعليق؛ كان قد حملها كريشة لا وزن لها الى الطابق العلوي حيث هي غرفة نومها؛ متجاهلا صرخاتها

وضرباتها العنيفة على صدره القوي؛ وما ان وصلا الى باب الغرفة حتى فتحه مسرعا وصفقه برجله بقوة من خلفه؛ وألقى بها

على سريرها المزدوج بعنف ؛ وتوجه بعدها الى الباب حتى يقفله بالمفتاح وهو يستعد لخلع جاكيته؛ ورميه على الأريكة تحت

وطأة نظراتها الذاهلة المندهشة وقد بدأت بالارتجاف رعبا؛ وكذلك صوتها وهي تسأله وقد هم بفتح أزرار قميصه ( ماذا

تفعل؟؟ ماذا تنوي؟!!) هز "عماد" رأسه ببرود مواصلا خلع قميصه ؛ وأجابها بعدم اكتراث ظاهري ( ما الذي تعتقدين انني

أنويه؟!) تسارعت ضربات قلبها خوفا حتى كاد يغادر صدرها هاربا ؛ وصرخت بذعر حينما بدأ بالا قتراب منها ببطء ( انني

لا أحبك ؛ لا يمكنك معاشرة امرأة لا تحبك ) لم يتوقف "عماد" ولم يتراجع خطوة واحدة غير آبه بما تقوله وعلق على

عبارتها بسخرية مريرة لمست بها"أريج" للحظة عمق عذابه الداخلي ( الرجل الشرقي الذي يتزوج بطريقة تقليدية لا يأبه البتة

لمشاعر المرأة أو آراءها اتجاهه ؛أليس كذلك؟!) أدركت "أريج" عندها ان لا فائدة ترجى في مجادلته ؛ وأنبت نفسها تأنيبا

قاسيا لاستفزازها له ؛ والذي لم يعد عليها الا سلبا ؛ واندفعت تذرف دموع الاسى والندم في صمت مؤلم ؛ فها هي الان تدفع

ثمن غلطتها غاليا؛ هاهو الرجل الأمريكي البارد المتحرر؛ يتحول الى عربي متعصب لا تقوى على ردعه ؛ أو منعه من

ايذائها بأي طريقة من الطرق... وتأهبت بجسدها وبحواسها لتلقي العقاب ؛ لولا صوت طرق الباب الذي أنقذها بآخر لحظة ؛

فتطلعت الى "عماد" بنظرات مترقبة راجية ودموعها تنحدر على خديها بضراوة ؛ وقلبها لا يكف عن النبض المتلاحق السريع

لشدة تحسبه ؛ فحدق بها بتردد لبرهة ؛ قبل ان يقرر فتح الباب ؛ وقبل أن يفعل ذلك ؛ استدار اليها وعلى فمه ابتسامة خبيثة؛

وقال لها بتوعد بينما أسرعت في مغادرة السرير لتدلف الى الحمام وتغسل وجهها ( أنت محظوظة يا ذات اللسان الطويل؛

ولكنني أعدك أن لا تكوني كذلك دائما) واستقبله وجه الخادمة البريْ المعتذر حين أبصرت صدره العاري قائلة بسرعة ( عذرا

سيدي؛ ولكن المطار اتصل بك منذ قليل لاخبارك ان الطائرة ستقلع في السابعة ليلا؛ لقد ألغو التوقيت الأول عند التاسعة )

واسرع "عماد" في شكرها باهتمام بالغ( شكرا جزيلا لك؛ سنستعد على الفور؛ أرجو أن تتصلي بعمي و"سهام" حتى يوافوننا

جميعا في المطار) وانصرفت الخادمة بسرعة لتنفذ الاوامر؛ بينما أوصد "عماد" الباب وأسرع في توضيب حقائبه. وعندما

خرجت "أريج" من الحمام وأبصرت تعجله سألته بهدوء بعد ان استعادت توازنها ( ماذا هناك؟) أجابها "عماد" دون ان

يتوقف مشيرا الى خزانة ملابسها آمرا ( هلمي بتوضيب حقائبك وحاجياتك؛ الطائرة ستقلع بعد قليل ) وقفت "أريج" جامدة

على اثر الصدمة؛ وحدقت به مستفسرة بعدم تقبل لما يقوله ( ماذا تقول؟! ولكن الموعد كان...) قاطعها "عماد" بعجلة

وبصبر نافذ ( لقد ألغوه؛ لا أضن هذا كارثة؛ فالنهاية واحدة؛ وهي اننا سنسافر معا الى أمريكا ) .


وفعلا؛ سافرت "أريج" مع "عماد" زوجها بعد وداع قصير ومؤلم جدا لأهلها في المطار ؛ انهارت فيه دموع الجميع بسخاء؛

بما فيهم والدها!! ...... أحست "أريج" لأول مرة بالوحدة الحقيقية وبمذاقها المر ؛ وأدركت ان ليس كل ما يقال يمكن

تطبيقه. نعم؛ لقد كانت مخطئة حين اعتقدت ان بوسعها التخلي عن عائلتها والعيش بعيدا عنهم؛ حتى والدها ؛ كان فراقه بالنسبة

اليها بتلك اللحظات أمر لا يحتمل؛ وتسائلت: لماذا الرجل العربي يخجل من التعبير عن حبه واهتمامه؟! لقد تمنت بكل قوتها

لو ان أباها أبكر بذرف هذه الدموع من أجلها... استمرت "أريج" في بكاء متواصل مفرغة كل الآلام والهموم التي تجتاحها

مذ دخلت الطائرة وحتى وصولهما لباب شقتها؛ ولم يكن "عماد" معترضا على الاطلاق؛ فلمحة الألم والعذاب كانت مرتسمة

بوضوح عبر قسماته هو أيظا مما فاجأها كثيرا..............................


الساعة الآن 09:49 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية