منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   41 - شاطىء العناق - آن ويل - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t149601.html)

نيو فراولة 15-10-10 12:48 PM

وسألته وهي تعد القهوة :
" أحقا ليدك بعض الوثائق التي قد تهم أبي؟".
" بالطبع .... وألا لما قلت ذلك أذا لم تكن عندي؟".
" حسنا , كان أسلوبك وأنت تحدث كخبير في علم دراسة المحار".
" كلا , على الأطلاق ...... قلت فقط أنني أدرس الرخويات البحرية , وهذا صحيح , وأعرف عنها الآن أكثر بكثير مما كنت أعرفه عندما كنت هنا في المرة السابقة".
وقدم لأوليفر بعض الحليب المحفوظ وأخذ يسرب قهوته.
وقالت شارلوت :
" كيف أحبك ؟ أنت يا من.........".
وأكمل لها :
" أنجح في التعامل مع كل الناس ".
" حسنا , ربما تتهمني بالوقاحة , ولكنني لم أكن أقصد ذلك , فقط أقصد القول أن أبي عادة لا يحب أي شخص غريب , ولم أكن أعتقد أنك ستشذ على القاعدة لأنك أنت وهو على النقيض , قطبان متنافران".
" بالنسبة ألى المرض الذي أشارت أليه أمك والذي قال أبوك أنه شيء تافه .... ماذا كانت أعراضه ؟".
وسردت شارلوت ما سبق أن أخبرها به أخوها وما شهدته بنفسها ثم قالت :
" ولم تسأل ؟".
منتديات ليلاس

" لأنني أحسست أن أباك يعاني من حالة قلق ومن الضروري أن يهتم بوضعه الصحي , وأرى أن تقنعوه بأن يضع نفسه تحت الرعاية الطبية".
" أنه عنيد للغاية , حاولت أمي ذلك , ولكنه لا يقتنع , لا أريد أن أتحدث عن أبي هكذا .... فأنا أحبه كثيرا وكلنا نحبه".
وشرب ليام قهوته بدون أن يترك فيه بقية , ثم قال :
"نسيت أن أحضر لك الأوراق..... سأصعد لأحضرها الآن ".
وعندما رجع قال :
" لدي أرتباطات بالذهاب ألى المدينة اليوم يا شارلوت , ويؤسفني أنني لا أستطيع أن أدعوك لتناول الطعام ".
كانت شارلوت تتوقع أن تمضي اليوم كله على الجزيرة , ولم تستطع أن تخفي أحساسها بالأحباط.
وأعطاها المظروف الكبير الضخم المحفوظ في حقيبة من البلاستيك وسارا معا ألى البحيرة وقال لها عند حافة الماء :
" تعالي كلما أستطعت ذلك , فأنا لا أخرج كثيرا ومرحبا بك دائما ".
وأبتسمت وهي تقول :
" حسنا ... أشكرك... ألى اللقاء يا ليام!".
وهذه المرة لم يحملها ألى زورقها وأكتفى بأن قال :
" وداعا".
وأخذ يخوض في المستنقع , وأعتلى قاربه وقال :
" أنت أولا .......".
وكان يعني بذلك أنها ينبغي أن تسبقه بقاربها عبر القناة .
وأحست شارلوت أحساسا لا يكذب أن قصة أرتباطه بالذهاب ألى المدينة لم تكن ألا كذبة بيضاء أنتحلها للتخلص منها ..... وأنه ربما قام بجولة قصيرة في القرية ثم عاد ألى الجزيرة , كانت في حيرة بسبب تلك المناورة وهي تعبر المنطقة المعروفة بأسم أولدمانز بوينت لتقترب من الميناء فلم تلحظ شبحا يخرج مسرعا من بيت مارتن ويهرول ألى الشاطىء ليقابلها , كان الشبح فيوليت تقول في صوت غريب أجش:
" أسرعي يا حبيبتي ...... أسرعي!".
وأكتشفت شارلوت أن فيوةليت كانت تبكي وترتعد في تأثر بالغ , وصاحت شارلوت:
" ما الخبر؟ ماذا حدث؟ ".
وساعدت شارلوت لتصعد ألى الميناء ثم أمسكتها بين ذراعيها وقالت في صوت غالبه الحزن :
" أنه أبوك يا طفلتي ..... ساءت حاله بدرجة كبيرة ونقلته سيارة الأسعاف ألى المستشفى , وذهبت أمك معه ثم أخذت فلافيا الأولاد في سيارة تاكسي , وهناك تاكسي آخر في أنتظارك يا عزيزتي .. ليس أمامنا وقت ....... سأذهب معك!".
مات رافاس مارتن قبل الغروب بدون أن يستعيد وعيه بعدما أصيب بالنوبة القلبية الثانية التي كانت أكثر خطورة من الأولى ودفن ظهر اليوم التالي , وعادت أسرته التي فاجأتها الصدمة ألى البيت.
ظلت هيلين مارتن لأيام عديدة تبدو كأنها لم تتأثر لوفاة زوجها , كانت تؤاسي الأطفال وفيوليت وتقوم بأعمالها العادية أو تجلس على الشرفة تحدق نحو البحر في هدوء غير طبيعي بعينين لا تدمعان.
وفي أحد الليالي أيقظ كيث شارلوت باكيا يقول :
" ماما تبكي! ماذا نفعل؟".
وأيقظت شارلوت فلافيا وذهب الثلاثة ألى غرفة أمهم , لكن الباب كان مغلقا ولم تسمح لهم بالدخول ووقفوا لفترة طويلة أمام الباب يستمعون بلا حول ولا قوة ألى نحيبها المكتوم وأخيرا ذهبوا ألى الفراش , وأخذت شارلوت تعانق كيث وتطمئنه حتى نام بين ذراعيها.
كان وجه هيلين في الصباح التالي يبدو وقد أنهكه الحزن , لكنها تخلصت من النظرة الشاردة في عينيها , وأحست شارلوت بأن تلك النظرة كانت أكثر أقلاقا من النحيب العنيف طوال الليل.
وذهبت هيلين ألى غرفة مكتب زوجها بعد الأفطار ومكثت هناك تفحص أوراقه حتى وقت الغداء.

نيو فراولة 15-10-10 08:14 PM

وبعد الوفاة بحوالي أسبوعين , وكانت قد أرسلت الأولاد ألى المدينة بقائمة للطلبات , أخبرت أبنتيها أنها تريد أن تناقش المستقبل معهما وبدأت تقول :
" أرى أنه من اللازم أن ننظر ألى المستقبل وأن كنا لا نحس بالرغبة في ذلك ... لا أريد أن يحمل الأولاد الهم ولكنكما أنتما الأثنتين أصبحتما كبيرتين الآن بدرجة تؤهلكما لمواجهة الحقائق أيا كانت .... بل أرى أنه من الواجب أن تشاركا بالرأي في أتخاذ القرارات الهامة , أن ما لدينا من النقود لا يكفينا ألا لأشهر قليلة , والمال الوحيد الثابتالذي نملكه هو هذا البيت , وهو لا يساوي كثيرا في الوقت الحاضر ولكن قيمته قد ترتفع كثيرا أذا ما قام شخص بأستثمار الخليج , وأعتقد أن ذلك سيحدث عاجلا أو آجلا , لأنه من أجمل المناطق في الجزيرة , لكننا لا نستطيع أن نعيش على ذلك , فليس لدينا الوقت ..... وأذن سيكون علينا أن نقبل أعلى مبلغ يقدم لنا ثمنا ونعود ألى أنكلترا , ولدينا مبلغ قليل في البنك ..... أما ثمن البيت فينبغي أن يغطي تكاليف رحلة العودة على أحدى سفن الموز".
" ولماذا أنكلترا؟ لم لا تذهب ألى الولايات المتحدة؟".
قالت ذلك فلافيا .... وكانت ترى أن نيويورك هي المكان الذي تطمع به .
وأحست شارلوت بالروع أذ رأت أمها تفكر في العودة ألى الوطن , فقالت :
" هل هذا ضروري يا أمي ؟ المطر يسقط دائما في انكلترا , وأعتقد أنها الآن أكثر سوءا عما كانت عندما هجرتها أنت وأبي".
منتديات ليلاس

كانت شارلوت قد عقدت صداقات مع عدد من سكان الجزيرة الذين هاجر بعضهم ألى أنكلترا , وبرغم أنهم يستمتعون بالحياة هناك فأن وصفهم في الرسائل أقنعها بأنها سوف سوف تشمئز من الحياة هناك .
وعلقت هيلين في أبتسامة باهتة :
" المطر لا يسقط هناك دائما يا حبيبتي ....... والطقس في بلادنا لطيف وعلى كل , فأنكلترا ليست كاملة , بل ليس هناك مكان يتوفر له الكمال , ولكنها أفضل من أماكن عديدة عن أنها وطننا الذي ننتمي أليه ".
وعلقت شارلوت :
" أنا أنتمي ألى هنا ".
وردّت فلافيا :
" لحسن الحظ أنا لا أنتمي ألى هذه المنطقة ".
وعلّقت الأم :
"ألا تريان أنكما تتمركزان حول نفسيكما ؟ ألم تنسيا الصبيان؟ أعتقد أن أنكلترا هي أفضل مكان لهم".
كن يجلسن على السرير في غرفة هيلين ودخلت فيوليت لتخبرهن أن السيد هاملتون في الخارج ينتظر أن يقابل السيدة مارتن , وقالت هيلين :
" لا بد أنه سمع بخبر الوفاة وأنه جاء للتعزية ".
وقالت فلافيا :
" هل تعتذر بأنك نائمة ؟".
" لا , من الأفضل أن أقابله , ويمكنكما أن تحضرا كذلك".
وبدا أن ليام لم يكن قد سمع الخبر فلم يظهر بمظهر من جاء ليبدي التعزية , وألقى عليهن التحية قائلا :
" طاب وقتكن".
ثم قال لهيلين :
" جئت أطلب مساعدتك يا سيدة مارتن , هل بوسعي أن أتحدث أليك حديثا خاصا؟ ربما أستطعنا أن نتمشى على الشاطىء لمدة خمس دقائق ؟".
" لا بأس أذا كنت تريد ذلك ".
وتمتمت فلافيا بعد أن مضت أمها مع ليام تقول :
" ماذا يريد يا ترى ؟".
وعلقت شارلوت :
" وكيف أعرف؟".
ورفعت شارلوت نفسها على الدرابزين الذي يحيط بالشرفة وجلست وظهرها يستند ألى أحدى الدعامات التي ترفع السقف وقالت :
" أما زلت تكرهينه؟".
" نعم!".
" لماذا؟".
" أنت تعرفين لماذا؟".
" أرجوك أن تقولي لماذا؟".
وأجابت فلافيا في قتامة :
" النمر لا يغيّر البقع على فرائه .... لا أثق به!".
" أنه الصديق الوحيد".
" قد يكون صديقك .... ولكنه ليس صديقي ".

نيو فراولة 15-10-10 10:08 PM

وكان على الفتاتين أن تحبسا رغبتهما في الأستطلاع لأكثر من خمس دقائق , وظل هاملتون وهيلين يروحان جيئة وذهابا حوال نصف الساعة على الشاطىء , مشغولين بحديثهما الخاص , وتوقفا عند نقطة معينة ووقفا ينظران أتجاه البيت لعدة دقائق قبل أن يستأنفا تجوالهما , وتوقفا بعد ذلك للمرة الثانية , وجلس ليام القرفصاء وبدا كأنه يحدث علامات عل الرمل المبتل على خط المد والجزر وألى جانبه السيدة مارتن تتابع ما يقوم به.
ودمدمت فلافيا في قلق تسأل :
" ماذا يناقشان , وأيا كان موضوع المناقشة , أنا لا أفهم لماذا لا يسمح لنا بالمشاركة ؟".
ونزلت شارلوت من مكانها على الدرابزين وهي تقول :
" أنهما عائدان...".
وعندما أقترب هاملتون وهيلين نظرت شارلوت ألى وجه أمها تحاول أن تستطلع ما يساعدها على أستئناف موضوع المحادثة السرية بينهما .
وقالت هيلين وهي تصعد ألى الشرفة :
" تعالا وأجلسا يا أبنتي".
وبدا كأنها في شبه مأزق.
وجلست شارلوت وفلافيا تحدقان أتجاههما , وأستند ليام ألى الدرابزين وأشعل سيكارا.
وبدأت هيلين تتحدث قائلة :
" يعرف السيد هاملتون بخبر وفاة بابا .... ولقد فكر في أننا قد تصادفنا بعض المصاعب , وأقترح أحد الحلول لمشاكلنا".
وأضاف هاملتون :
"ولمشكلتي أنا أيضا".
ونظرت أليه هيلين تقول :
" هل أنت متأكد تماما من أن.....".
وقاطعتها فلافيا :
" أرجوك أن تتجهي ألى الموضوع مباشرة يا ماما !".
وبادر ليام ألى أشباع فضولهما قائلا :
"بأختصار ...... طلبت ألى أمكما أن تحضروا جميعا لتعيشوا معي في جزيرة سوليفان ".
منتديات ليلاس

" أوه...... لا !".
" أوه..... نعم".
أجابت الفتاتان بالدرجة نفسها من القوة ولكن التناقض بين رد فعلهما كان واسعا للغاية فقد أحست فلافيا بالرعب بينما عبرت شارلوت عن الترحيب الكامل.
وسأل ليام بنبرة يغلبها يغلبها المزاح :
" ولم لا يا آنسة مارتن؟".
" لأني لا أريد أن أصبح سجينة في جزيرتك , , أنا أشعر بالمرض لأننا منعزلين عن كل شيء , أريد أن أعيش كما يعيش الآخرون".
وصاحت هيلين توبخها :
" فلافيا ".
وأصرت فلافيا على مواصلة الكلام قائلة :
" أريد أن أحصل على عمل .... أريد أن أعتمد على نفسي".
وعلّق ليام بجفاء :
" بالطبع..... ولكن ذلك سيكون من الصعوبة بمكان أذا لم تحصلي على مؤهلات , لماذا لا تدعين أمك تشرح فكرتي بالكامل قبل أن تتخذي قرارك !".
وعلّقت شارلوت تقول :
" أعتقد أنها مدهشة".
وحذّرها ليام قائلا :
" قد تغيرين رأيك أذا عرفت قدرا أكبر من التفاصيل ".

نيو فراولة 15-10-10 10:36 PM

5- الشياطين ليست سوداء جدا كما الرسم
توماس لودج – مارغريت الأمريكية –

قالت هيلين :
" أرجو أن تصمتا , أنه لكرم كبير من السيد هاملتون أن يشغل نفسه بمشكلاتنا , وينبغي أن يكون القرار في صالح الأغلبية ".
وقالت شارلوت :
" أنا آسفة".
وأصرت فلافيا على عنادها بالصمت .
ووجّه ليام الكلام ألى فلافيا :
" مواردي المالية ليست في حالى طيبة الآن والبيت الذي أسكنه بني ليكون قصرا لأسرة غنية لديها خدم وحشم ..... وهو كبير عليّ في أحوالي الراهنة , وأعتزم تحويله ألى فندق".
وأحس أن شارلوت قد ذعرت , فنظر أليها وقال :
" أذا فكرت جيدا ستجدين أنه مشروع أفضل من مشروع صيد المحار".
وسكت برهة , ثم قال :
"تعودتم على نمط غريب من الحياة يجعلكم بحاجة ألى فترة لألتقاط الأنفاس قبل أن تتخذوا قراركم بشأن المستقبل , ولهذا دعوتكم لتعيشوا معي أولا لمدة ستة شهور".
ونظر ألى هيلين وأستطرد :
"ربما كنتم تتخيلون أن نمط حياتكم الحالي يمكن أن يستمر لسنين طويلة ولم تفكروا في أي نوع من التغيير ".
وأومأت ثم طأطأت رأسها وواصل يقول :
" أنا لا أستطيع دفع الأجور الباهظة التي قد تقنع السكان المحليين بأن يتغلبوا على مخاوفهم ولكن بعد أن تعيشوا على الجزيرة فترة معينة سوف يدركون أن مخاوفهم وهمية ويقبلون العمل بالأجور العادية , وسوف تعاونونني في تنظيم المنزل ولن يتطلب ذلك ذلك قدرا كبيرا من المهارة , فأغلبية العمل يدوي , وسبعة أشخاص أفضل من شخص واحد , ليتنا نكون ثمانية أذا قبلت فيوليت الذهاب معنا ".
وأعترضت فلافيا :
" أنك تريد أن تنقلنا من القدر الذي فوق النار ألى النار ذاتها , لقد مللنا الحياة هنا ..... وعملنا كخدم مسخرين لن يكون أفضل حالا".
وأنبتها هيلين قائلة :
" فلافيا! ماذا جرى لك ؟".
" لم أكن أجرؤ فيما قبل أن أعبر عن رأيي ...... أنا أكره هذا المكان , فلقد حرمت فيه من المزايا التي تستمتع بها الفتيات الأخريات .... هذا ليس عدلا !".
وكررت العبارة الأخيرة وأنفجرت باكية , وأنطلقت ألى داخل البيت.
منتديات ليلاس

وأعتذرت هيلين قائلة :
" آسفة للغاية يا سيد هاملتون".
وحاولت أن تنهض ولكنه وضع يده على كتفها قائلا :
" لا تنشغلي ! دعيها , أنا أقدّر مشاعرها , أنها مسكينة , هل تأذنين في أن أذهب لأتكلم معها ؟ أين غرفتها؟".
" أخشى أن يسير الأمر من سيء ألى أسوأ ".
" أرجوك ...... دعيني أحاول ".
ورغم تشككها قالت :
" غرفة البنات تلي المكتبة.. .. ولكن.........".
وأبتسم قائلا :
" أتركي لي الموضوع!".
وأنصرف ..... ومضت قرابة عشرة دقائق قبل أن يعود وفي عينيه بادرة ضحك , وقال :
" كل شيء على ما يرام , وهي تعنى بهندامها الآن , لقد حضرت اليوم بطريق البر , والتاكسي ينتظر , ما رأيكم في ألقاء نظرة سريعة على الجزيرة تستطلعون صورة الحياة التي تنتظركم أذا قبلتم أقتراحي ,وسيكون بأمكانكم العودة قبل الغروب".
وقالت هيلين :
" فكرة رائعة! ليت فيوليت كانت معنا ! سأترك مذكرة للأولاد أخبرهم بمكاننا فقد يعودون قبلنا , هل تبقين يا شارلوت؟".
" أريد أن أذهب معكم!".
كانت فلافيا في غرفة نومها وكان من الصعب أن يظن أنسان أن هذه هي فلافيا التي كانت تنهمر بالبكاء , كانت روحها المعنوية قد أرتفعت بشكل واضح , وسألتها شارلوت :
" ماذا حدث؟ ماذا قال لك؟".
وأجابت فلافيا :
" لقد أعتذر".
" عن أي شيء؟".
" عن كل شيء في تلك الليلة .... وعن أبعادي عن الحفل بتلك الطريقة".
وترددت بعض الشيء ثم قالت :
" وقال أن لي عينين جميلتين , وأنني عندما أتعلم أصول الماكياج وأنتقاء الملابس سأصبح شيئا آخر ...... أنه ليس كريها كما ظننت ".
ولم تعلق شارلوت بشيء.

نيو فراولة 15-10-10 11:12 PM

وأثناء الرحلة ألى القرية المواجهة للجزيرة جلس ليام ألى جوار سائق التاكسي وجلست شارلوت صامتة بين أمها وأختها اللتين أندمجتا معه في الحديث , وكانت تلحظه وهو يلتفت ليجيب عن أسئلتهما وكانت تسأل نفسها :
" هل هو مخلص وأمين حقا ؟".
وخطر لها أنها لا تعرفه تمام المعرفة .
وركبوا الزورق عن رصيف الميناء حيث تجمع نفر من الفضوليين من أهل القرية , وعندما وصلوا ألى الجزيرة أخذت شارلوت تتجول بعيدا وحدها , وأمضى الآخرون شطرا من الوقت داخل المنزل قبل أن تعود أليهم , وساورها خاطر بأنه سيكون عليها أن تتعود على أن يشاركها في اجزيرة آخرون , ولم تكن قادرة بعد على التحكم في مشاعرها أزاء ذلك.
وعاد بهم ليام في قاربه , وقال وهو يعاون السيدة مارتن على السير قرب الشاطىء :
" سأعود يوم الأحد , وأمامكم أربعة أيام لتتوصلوا ألى قرار".
وعبّر الأولاد الثلاثة عن حماسهم للفكرة , أما فيوليت فقد عبّرت عن هلعها .
ولم تعر هيلين أهتماما للمخاطر التي تنبأت فيوليت بأنها ستقع لهم في الجزيرة ولكنها تضايقت لرفضها الذهاب معهم.
وقالت فلافيا :
" سوف تغير رأيها بعد أن تستقر هناك أسبوعا أو أسبوعين ".
وعرفت شارلوت السبب الذي جعل فلافيا تنتقل من معرض ألى مؤيد من خلال حديثهما معا في الفراش تلك الليلة حين قالت :
" وعد ليام بأن يعلمني كل الأشياء التي لم أجد الفرصة لتعلمها".
" وما هي؟".
منتديات ليلاس

" المسائل الأجتماعية مثل السلوك أذا دعيت للعشاء في الخارج... وما شابه ذلك وسوف يساعدني في الحصول على عمل ".
لم يكن لدى ليام شك في الأجابة التي تنتظره عندما جاء يوم الأحد .... كان قد حضر بحرا ووجدهم تجمعوا في الشرفة ينتظرونه , وعندما أخبرته هيلين أنهم يقبلون أقتراحه قال:
" حسنا , والأن لنناقش التفاصيل!".
وأخرج لفافة من الورق ونشرها على المنضدة قائلا:
" هذا رسم يوضح أماكن الأقامة لكل منا".
وألتف أفراد الأسرة حوله ليروا الأسم , وقال :
" أقترح أن تشغل السيدة مارتن والبنات وكيث الصغير الغرف الأربع في الطابق العلوي , أما روب وبيتر فيشغلان الغرفة التي كانت مخصصة لغسل الأطباق وسوف أنام على أريكة الغرفة المجاورة للردهة وأستخدمها كمكتب أيضا ونستخدم غرف النوم الممتازة في الطابق الأول للضيوف , هل يناسبكم هذا الأقتراح ؟".
وعلّقت هيلين :
" بالتأكيد !".
" وأذا , فأول شيء أعمله غدا هو نقلكم ألى المدينة لنشتري الطلاء , وبعض الأدوات , وحالما تجهز غرف النوم يمكنكم الأنتقال وسأرتب سيارة لنقل الأثاث ألى القرية , ثم ننقلها بالقوارب ألى الجزيرة , وبعد ذلك نعرض هذا البيت للبيع , هل ستحضر فيوليت معكم أيضا ".
وعلّقت هيلين في أسف:
" لا! ولكن ربما غيّرت رأيها فيما بعد".
وسألته هيلين :
" من كان مالك الجزيرة قبلك , يا سيد هاملتون ؟".
" لم أشترها , فهناك صلة قرابة تربطني بالمالك الأول وقد ورثتها عنه".
لم يكن راغبا في الكشف عن طبيعة الصلة بينه وبين المالك الأول لأي شخص فيما عدا شارلوت مما أدخل السرور ألى قلبها.
وتناول معهم وجبة الغداء , وبعدها خرج مع هيلين في الزورق ليواصلا حديثهما الخاص , وقد دار جزء منه حول تعليم الأولاد , فأتفقا على أنها أذا ما قررت بعد تجربة الشهور الستة الأستمرار في المعاونة في أدارة الفندق فسوف يرسل الأولاد ألى مدرسة داخلية في باربادوس.
وقالت لأبنائها :
" قرر السيد هاملتون أن يدفع لكل منكم أجرا متواضعا ودفع لكم أجر الشهر الأول مقدما فقد تحتاجون ألى شراء شيء غدا".
وأعترضت شارلوت قائلة :
" ولكننا لا نستطيع أن نأخذ نقودا منه , فليس لديه منها الكثير".
وعلّقت هيلين:
" أنه مصمم".


الساعة الآن 11:18 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية