منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   41 - شاطىء العناق - آن ويل - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t149601.html)

نيو فراولة 18-10-10 03:10 PM

وحولت مجري الحديث فقالت :
" أعتقد أنك شديد الحساسية لحالة العرج التي تعاني منها , أنها حالة بسيطة للغاية , الرجال ينظرون ألى سيقان الفتيات , ولكن الفتيات لا ينظرن ألى سيقان الرجال , فضلا على أنه لديك كل المقومات ".
وضحك وقال :
" حقا؟ وما هي تلك المقومات ؟ بالتأكيد ليس منها المال.... برغم وجودي في هذا المكان لبعض الوقت القصير".
وتناولا طعام العشاء معا ,وعرفت أنه سبق أن تزوج وهو في العشرين بزميلة له في الدراسة وعاشا في سعادة لمدة خمس سنوات.
ولم يكن قد مضى أسبوعان على زيارتها للطبيب الذي أكد أنها حامل قاما برحلة لزيارة والديها , وشاءت الأقدار أن تصدمها سيارة تخطت أشارات المرور , وهكذا ماتت ليزا متأثرة بجراحها بعد ثلاث أيام.
ودمدمت شارلوت وقد روعتها رواية الحادث :
" أوه...... بن!".
منتديات ليلاس

" ما كان ينبغي أن أقص عليك ذلك .... في أي حال فقد أستمتعنا أستمتاعا كاملا بخمس سنوات بينما هناك أناس لا يستمتعون ولو بقدر يسير من حياتهم ".
وعندما حان الوقت ليقول كل منهما للآخر – طابت ليلتك – أحست شارلوت كأنما تقابلا منذ زمن بعيد وذهبت في الصباح التالي لتأخذ حمامها الباكر .... فكان قد سبقها ألى الشاطىء وأمضيا معا يوما ممتعا.
ويوم الأربعاء ذهبا ألى العاصمة وأخذ بن معه أوراق الرسم وأمضى قرابة الساعة يرسم منظر الواجهة البحرية , بينما أمضت شارلوت الوقت في تجوال حول المدينة تلقي نظرة على المتاجر العديدة الجديدة التي فتحت بعد رحيلها .
وخطر لها وهي تعنى بوجهها أستعدادا للأمسية, بعد الغد سيكون ليام هنا .
وقال لها بن عندما لحقت به ألى البار :
" أود أن أقضي نهار الغد أرسم صورة لك.... أذا كان ذلك يناسبك".
ووافقت قائلة :
" لا مانع".
وقال وهما على وشك الأنتهاء من العشاء :
" يبدو عليك شيء من التغيير .... وهناك ومضة جديدة أراها فيك اليوم".
" حقا؟ ربما كان ذلك من أثر الشمس! وأنا أحب أن تصبغ بشرتي ".
وعلّق يقول :
" ولكنني أشك في أستعدادي للعيش في هذا المناخ , أنني لا أشعر بالحيوية ".
" أما أنا فالطقس البارد هو الذي يجعلني كسولة , وهنا أصحو مع الفجر وأظل يقظة حتى منتصف الليل , وطاقتي تتضاعف , وربما هذا هو السبب....".
وجاء صوت ليام هاملتون يقول :
" أسعدتما مساء!".
رفعت شارلوت بصرها ورأت ليام يقف ألى جوار المائدة يرقبها بتعبير لا تفهم كنهه , أنه التعبير الذي بدا على وجهه وهو يودعها منذ أربع سنوات , وأحسّت كأن العالم يتأرجح من حولها , وسأل وهو يلتفت ألى بن :
" السيد بالمر ؟ والآنسة مانيارد؟".
ونهض الأمريكي يقول :
" نعم".
" أنا هاملتون صاحب الفندق , أتمنى أن تكون الخدمة بالدرجة اللائقة من العناية , وأن ترضي جزيرة مانغو توقعاتكما".
" أننا نستمتع بوقتنا ألى حد بعيد".
" هل تأذنان بأن أجلس معكما لحظة؟".
" بكل سرور!".
كان بن على وشك أن يشير ألى الخادم ولكن الرجل الآخر أوقفه وأعطى أمرا بصوت خافت.
قال بن :
" لا أظن أنني رأيتك من قبل يا سيد هاملتون".
منتديات ليلاس

" لا... كنت في باربادوس , ووصلت منذ أقل من ساعة , وقيل لي يا آنسة مانيارد أنك تريدين أن تتحدثي أليّ".
قالت بصوت أبح :
" نعم..... نعم".
وقال بن أذ لاحظ أضطراب صوتها :
" أأنت بخير يا كلير ؟".
ونظرت ألى ليام وهي لا تستطيع أن تحول بصرها عنه , وواصلت تقول :
" أسمي ليس كلير يا بن , أسمي شارلوت , شارلوت مارتن , وآسفة لأنني خدعتك خدعة بريئة , أردت أن أعمل مفاجأة للسيد هاملتون , فقد تقابلنا من قبل , ولكن المفاجأة ردّت أليّ".

نيو فراولة 18-10-10 03:45 PM

ووجهت الكلام ألى ليام تقول :
" قالوا أنك سوف تتغيّب حتى الجمعة".
" أستطعت العودة قبل ما توقعت , كيف حالك؟".
" أنا بخير , وكيف حالك أنت؟".
" بخير تام ! وكيف حال الأسرة ؟ هل هم جميعا بخير ؟".
" نعم ....شكرا".
ووجّه ليام الحديث ألى بن :
" كانت الآنسة مارتن وأسرتها تعيش هنا في يوم من الأيام , وربما حدثتك بذلك".
كان بن لا يزال يعاني من أختلاط الأمر , وقال :
" عرفت أنها كانت هنا من قبل".
وأحضر الخادم المشروبات التي أمر بها ليام له ولضيفيه ورفع ليام كأسه يقول :
" في صحتكما ".
وتمتم بن بأجابة...... أما شارلوت فلم تقل شيئا وعجبت كيف أن يدها لم تكن ترتعش وهي ترفع الكأس بينما كان جسمها كله يرتعش من الداخل.
وسأل ليام بالمر :
" هل جرّبت أيّا من رياضات الصيد يا سيد بالمر؟ أم أنك تفضل أجازة فيها شيء من الأسترخاء؟".
" لا , أقصد نعم , ولكن أعتقد أن لديكما الكثير لتتحدثا عنه , فأعذراني!".
منتديات ليلاس

ونظر ليام ألى ساعته , وقال :
" لا , أنا من يجب أن ينصرف , قطعت عليكما الجلسة , وهناك مسائل كبيرة تحتاج ألى عنايتي بصفة عاجلة , سيكون بوسعي أنا والآنسة مارتن أن نتحدث فيما بعد , أسعدت مساء يا سيد بالمر!".
ونهض ومد يده مصافحا , وأنحنى لشارلوت , ومدت يدها , فقد أحست أنها بحاجة ألى أن تمس يده لتقنع نفسها أنه هو الذي كان هنا حقا , كانت قبضته لا تزال قوية , لم يتغيّر فيه شيء على الأطلاق , كان شكله كما عرفته طويل القامة ذا بشرة نحاسية , أزرق العينين , وبالنسبة لها أقوى الرجال جاذبية على الأرض.
وبقي بن بعد أن تركهما ليام عدة لحظات واقفا .... وحاولت شارلوت أن تجبر نفسها على أن تدرس رد الفعل لديه في الدقائق القليلة الماضية ومسّت بيدها كمه تقول :
" آسفة أن كذبت عليك يا بن.... أقتنعت الآن أنني كنت على درجة كبيرة من الغباء عندما أستخدمت أسما مستعارا".
وجلس وقال :
" لا يهم .... لا تشغلي بالك يا.... يا شارلوت!".
وأبتسم وقال :
" سيمضي بعض الوقت قبل أن أتعود على ندائك بأسمك .... شارلوت!".
" أنا مندهشة أنك ما زلت تتحدث أليّ".
" أوه! لا تقولي ذلك .... فأنا واثق أنه كان لديك من الأسباب مما جعلك تفعلين ذلك , وأعترف أن الموقف يحيرني ألى حد ما , فعندما ظهر ظهر هاملتون بدا عليك الأضطراب , ولكنه كان يتصرف ببرود تام".
" نعم , كان باردا , أليس كذلك ؟ شديد البرودة ".
وتمتمت :
" آنسة مارتن وأنا يمكن أن نتحدث فيما بعد!".
وقال بن :
" لا أود أن أكون متطفلا , ولكن لدي أحساس بأنه من المفيد أن تتكلمي... أعتقد أنك تحبين ذلك الرجل".
وسألته مذعورة :
" هل بدا عليّ ذلك؟".
" لا... ولكن بدا أنك أخذت بالمفاجأة لبعض الوقت ".
" هل نذهب ألى مكان نحس فيه بأننا أكثر حرية ؟ أحس أن الضوضاء زائدة في هذا المكان الليلة".
" بالتأكيد .... ما رأيك في الشرفة الخارجية ؟".

نيو فراولة 18-10-10 03:56 PM

وجلسا على كرسي هزاز عند طرف الشرفة الخارجية , وكان لا يزال بوسعهما أن يسمعا ولكن بدرجة خافتة وقال بن :
" من حسن الحظ أن هاملتون عاد في وقت أبكر مما يتوقع , ولا بد أنك أحسست بالصدمة , عندما لم تجديه هنا ".
" نعم , كان ذلك أحساسي ".
" من حسن حظك".
" قد يحدث الكثير في في يومين .... فلو لم يعد يوم الجمعة ربما كنت قد وقعت في حبك".
" أوه يا بن في خمسة أيام....".
" أعرف ... ولكني أحس بالوحدة... وأنت جميلة , وهذا المكان تلتهب فيه العواطف , وفي أي حال أوضحت منذ البداية أنك مشغولة بشكل ما , فلو حدث ذلك لما كانت غلطتك , أعتقد أن كثير من الرجال قد يقعون في حبك يا شارلوت لو أنك شجعتهم على ذلك , أنك شخصية تحب , وليس لهذا علاقة بمظهرك , فالعنصر الهام لديك هو شخصيتك , وأذا كنت قد أحببت هاملتون وهو لا يبادلك الشعور نفسه فلا بد أن في عقله خللا".
ولمّا لم تجب واصل يقول :
" وربما هو مهتم بك بالفعل , ولكنه مرتبط , هل هذه المشكلة؟".
" أوه! لا , لا شيء من هذا , ليام غير مرتبط بأحد".
ووجدت نفسها للمرة الثانية في أسبوع واحد تحكي ما حكته لأنيتا بعد أن ظلّت صامتة لسنوات.
وعلّق بن :
" فهمت , وبعد أن قابلته الآن ,ألا تزالين تحسين بالشعور نفسه ؟ ألم يتغير عن صورته التي في ذاكرتك ؟".
" أنه هو هو تماما .... ولكنه لم يبق معنا سوى دقائق قليلة , ربما يكون قد تغيّر وربما عندما أتكلم معه....".
وتوقفت ثم واصلت تقول :
" ولكنه لم يكن شديد الحماس للكلام معي ... أليس كذلك؟".
منتديات ليلاس

" كلا , ولكن للحق فأنك أنت أيضا لم تظهري حماسا كبيرا , ولم توضحي له أنك كنت معي لتمضية الوقت حتى يعود , لو كنت في مكانه ووجدت فتاتي التي لم أرها لأربع سنوات تتناول عشاء مع شخص آخر .... لتسربت أليّ الشكوك ".
ونهض يقول :
" وزيادة على ذلك , لا أعتقد أننا ينبغي أن نبقى هنا لفترة أطول... فقد نوحي ألى الآخرين بما فيهم هاملتون بأنطباع غير حقيقي , وربما هو يتحيّن الفرصة الآن ليجدك وحدك , هيا بنا ألى الداخل ! ولنودع بعضنا بعضا على مرأى من الآخرين وبعدها أذهب ألى غرفتي لأكتب بعض الرسائل.... وبوسعك أن تجلسي في قاعة الأنتظار قليلا ,ولا أعتقد أنك ستبقين وحدك لفترة طويلة ".
وسألته شارلوت:
" هل أنت واثق من ذلك؟".
" أنا واثق".
ولكنه كان مخطئا.... أذ جلست شارلوت وحدها قرابة ساعة في قاعة الأنتظار تدعو كي يظهر ليام ثانية ولكنه لم يفعل , وصعدت الدرج بفتور وهي تعرف أنها لن تجد سبيلها ألى النوم وأنها في صبيحة اليوم التالي سوف تصحو منهكة وعلى غير أستعداد لمقابلة أكثر فشلا معه.
وفكّرت: كان جنونا أن أفكر في العودة؟ لماذا لا أستطيع أن أنسى ليام وأحب شخصا آخر مثل بن؟
وعندما دخلت غرفتها وأشعلت الضوء , وجدت مظروفا في غرفتها , هل هي رسالة من بن؟ وخلعت ردائها وعلّقته , وأسترخت في كرسيها قبل أن افتح الرسالة لتقرأ :
" أتسمحين بأن نأخذ الأفطار معا في الثامنة صباح الغد في كوخ الدولفين ".
وكانت الرسالة موقّعة بالحرف الأول – (ل).

نيو فراولة 18-10-10 04:36 PM

8- ( يا له من يوط طال نهاره ....ولكم أشتاق العودة ألى البيت )
( من أغنيات عمال الجزيرة)

وبذلت شارلوت جهدا كبيرا لتتأخر عمدا بضع دقائق عن موعد الأفطار مع ليام... كانت تمشي على مهل في طريقها ألى كوخ دولفين , مع أنها ظلت تنتظر منذ الشروق بفارغ الصبر ثم بدّلت ثيابها أكثر من مرة لتبدو كأبهى ما تكون عند اللقاء , وأنفتح باب الكوخ الخشبي على الفور عندما نقرته وأشار ليام أليها بالدخول وعظامها تذوب تحت نظراته , قادها من غرفة الجلوس ألى ممر صغير تظلله أشجار الكروم يطل بزاوية مائلة على الشاطىء الصغير .
وأختفى في الداخل لحظة بعد أن أجلسها حول منضدة زجاجية مستديرة , وعاد ومعه أناءان بهما شرائح الكريب فروت وأناء آخر كبير مليء بالقهوة , وجلس على الطرف المقابل من المنضدة يقول :
" أذن رجعت يا شارلوت ... هل وراء الزيارة سبب خاص؟".
وغمست ملعقتها في الفاكهة الطازجة قائلة :
" جئت أقضي العطلة وأستطلع حال المكان... كدت لا أعرفه بعدما أدخل عليه من تغييرات , لكنك كما قالت فيوليت : تشقى كثيرا وتعطي وقتك للعمل ولا تجد فرصة للمتعة , هل أصبحت حقا من ملوك المال؟".
" أشقى ألى حد ما ... وأجد لذة عندما أبني من لا شيء ... وأنت تعيشين في لندن على ما أعتقد؟ هل تحبين الحياة هناك؟".
"هناك الأعمال المحترمة والأعلام من الناس وأفضل المتاجر والمعارض , وحفلات الموسيقى ".
" ولكن , ما عملك بالضبط؟".
منتديات ليلاس

" مديرة أعمال لرئيس أحدى الشركات العالمية للبلاستيك".
" صرت في غاية الأناقة وتبدين وكأنك عارضة أزياء!".
" أشكرك.... لعلي صرت أفضل حالا عندما رحلت من هنا وبذا قادرة على أقتحام الحياة , كان شعري كعرف فرس بري وكانت عينان حمراوين من الغطس ".
" كم من الوقت تقيمين هنا ؟".
" تسعة أيام أخرى".
" هل تواصلين أجازتك في مكان آخر؟".
" كلا... سأعود ألى لندن".
وقال وهو يقدم أليها سلة الخبز :
" رحلة طويلة وكلفة لأسبوعين فقط ! لا بد أنك تتقاضين راتبا مغريا".
وقالت في شيء من اللامبالاة :
" طبعا... أشكرك فأنا لا أفطر الآن ... فقط قهوة بدون حليب من فضلك".
ونظرت ألى شجرة الكرمة التي تلقي ظلالها المرقشة على الفناء وقالت :
" لم أتعود بعد على جدّة المكان .... هذه الأرض ... كانت برّية في يوم من الأيام".
ورفعت عيناها وقالت :
" يبدو أنك متوتر بعض يا ليام , هل تخليت عن شبابك المرح وأصبحت تفضل شؤون العمل على الحب؟ أتذكّر بالرعب تصريحي المخجل وأنا في الثامنة عشرة من عمري؟".
" نعم أذكر ولكن بدون رعب".
وأحتست قهوتها , وواصلت تقول :
" كثيرا ما فكرت فيما كان سيصيبك لو أنني أستجبت لأغوائك في تلك الليلة".
" أغوائي؟".
" نعم... أنك لم تنس بالتأكيد ... ماذا كنت تفعل لو أنني قبلت عرضك وذهبت معك ألى غرفتك؟".
وقال في لهجة مقتضبة :
" لا أعرف! لماذا رجعت يا شارلوت؟".
" قلت لك... لأقضي الأجازة ... ولأجدد صلتي بأصدقائي القدامى ... ولكن أحدهم ليس مسرورا لرؤيتي".
وعلّق قائلا :
" أنا... مسرور بالطبع ... ولكنك تغيرت كثيرا , وليس من السهل أن تلتقط الخيوط بعد الغيبة الطويلة , هل تخرجين في أجازاتك بأسم مستعار دائما؟".
" أردت أن أجعلها مفاجأة لك".
" بينما أنا الذي فاجأتك ... وأرجو ألا أكون قد سببت لك أي مشكلة , في الليلة الماضية ".
" على الأطلاق... ولماذا تظن ذلك؟".
" أحسست بشيء من الضيق في سلوك بالمر".
" لقد تخيّلت شيئا لا وجود له... فليس هناك شيء بيننا ولم أتعرف به ألا منذ بضعة أيام ولمعلوماتك فأن بن بالمر لم يشف تماما من الأزمة التي يعيشها بسبب فقد زوجته , ثم أنني لا أبحث عن أجازة غرامية ".

نيو فراولة 18-10-10 04:59 PM

ونظر ألى يدها اليسرى , وقال :
" أرى أنك لم تتزوجي أو تخطبي بعد .... أم أن عدم وجود الخاتم مسألة مقصودة ؟".
" كلا.... فأنا ما زلت حرة ".
" ربما لا تريدين الزواج ... كما تفعل فتيات كثيرات الآن ".
" لا ينبغي أن تصدق كل ما يقال عن المجتمع المنحل , ربما ينطبق ذلك على قلة من الناس ولكن ليس على الغالبية".
كانت المحادثة ينقصها الحماس وبعد صمت دام لفترة قالت شارلوت :
" حسنا.... لا شك أن لديك أعمالا تستحق أهتمامك أكثر من الحديث عن الماضي ... ومن الأفضل أن أتركك لتهتم بها".
ونهضا ولكن شيئا لمع في عينيه الزرقاوين القاتمتين وتوقعت أن يقول :
" ليذهب العمل ألى الجحيم! سأمضي اليوم معك ".
لكنه بدلا من ذلك قال :
" يجب أن نتحادث ثانية في وقت آخر".
وهرولت شارلوت ألى المبنى الرئيسي تفكر محمومة : لماذا أعيش على الأمل حتى الآن؟ أنه لم يحبني ولن يحبني ".
وأعترض البواب طريقها وسلّمها رسالة مغلقة قائلا:
" ترك السيد بالمر هذه الرسالة لك يا سيدتي".
" أشكرك".
منتديات ليلاس

وفضّت الرسالة , وقرأت عليها بخط بن الواضح الجميل :
" عزيزتي- غادرت الفندق وأنا أقاوم رغبتي في أن أودعك شخصيا , وعندما تصلك هذه الرسالة أتمنى أن يكون قد تم أصلاح كل ما بينك وبين هاملتون , حظا سعيدا يا شارلوت , وشكرا على الذكريات الغالية ... المحب : بن ".
كان بن غادر الفندق بالفعل وعبثا حاولت أن تتصل به.
وصعدت الدرج منهكة كأنها كانت تختتم يومها مع أن الوقت لا يزال في الصباح... ووقفت أمام باب الغرفة تبحث عن المفتاح ودموع اليأس على وجنتيها , وفاجأتها فيوليت تقول :
" صباح الخير يا حبيبتي , هل نمت نوما هادئا؟".
" أهلا يا فيوليت ... معذرة فأنني على عجل".
وفتحت الباب لتختفي عن الأنظار آملة ألا تكون فيوليت قد لاحظت بكاءها .
ودق جرس التلفون في غرفة شارلوت بعد أن دخلتها بعشر دقائق , وكانت قد خلعت سترتها البيضاء وألقت بها على أرض الغرفة ودفنت وجهها في الفراش .وظل الجرس يدق لمدة دقيقة , فرفعت وجهها الذي أنهكه الكاء وتحسست سماعة التلفون وقالت :
" نعم".
" شارلوت! هل أنت بخير؟".
كان المتحدث ليام ولما لم تجبه على الفور واصل قائلا :
" رأتك فيوليت تندفعين ألى غرفتك باكية ... طمّنيني !".
" كان في عيني رمش ..... وخرج الآن ".
" أذن .... آسف للأزعاج !".
ووضعت شارلوت السماعة وأستسلمت لموجة أخرى من الأسى والشقاء , وذعرت بعد ذلك بدقائق عندما سمعت مفتاحا يدور على عجل في قفل باب جناحها من الخارج , وحنقت لتلك الجرأة وتوقعت أن تظهر فيوليت على باب غرفة النوم ولكنه كان ليام , وكان أول ما قاله:
" أنك تبكين!".
منتديات ليلاس

كان الغضب قد بلغ بشارلوت مبلغه حتى أنها لم تفكر ستر جسمها وعلى كل فأن ملابسها الداخلية , لا تقل حشمة عن رداء البحر , وأنفجرت تقول :
" كيف تجرؤ على الدخول؟ فقط لأنك....".
وتلعثمت ولم تستطع أن تكمل .... فقد أحتواها بين ذراعيه وعانقها .... كأنما الزمن عاد أدراجه أربع سنوات ألى تلك الليلة التي لا تنسى قبل نفيها عن الجزيرة , لكن الأمر مختلفا تماما , لم تعد أمرأة طفلة كما كان ينظر أليها بل أختبر الزمن مشاعرها وتحقق من أنها مشاعر دائمة.
ولم يقل ليام في هذه المرة ما قاله في المرة السابقة : هيا نذهب ألى الغرفة! لكنه قال :
" يا ألهي .... لو عرفت كيف أفتقدتك !".


الساعة الآن 07:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية