منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   15 - ليالي الغجر - آن ميثر - عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t149461.html)

سفيرة الاحزان 06-10-10 01:23 PM



ووافق هنري ثم وضع سماعة الهاتف . وخرجت دابون من حجرة الهاتف ، وهي تشعر أنها أفضل حالا بقليل ، فلقد تأجل موعد رحيلها الفعلي الى يوم آخر ، وكان بوسعها أن تستمتع ببعض الاسترخاء ، وتناولت طعام الأفطار ، ثم صعدت الى حجرتها اترتدي زيا مناسبا ، واستقر رأيها على أن البنطلون يكون أكثر ملائمة .
كانت هناك تذكرة سفر ملغاة على رحلة ما بعد الظهيرة في اليوم التالي ، واستطاعت حجزها ، وعندما خرجت من حجرة الهاتف وجدت نفسها وجها لوجه مع مدير الفندق ، واخبرته بعزمها على الرحيل في اليوم التالي على الأرجح .
وأبد مدير الفندق يستفسر منها قائلا :
" أوه ، يا آنسة ! أرجو ألا تكون هناك أخبار قد أزعجتك من الوطن . هل حدث شيء ؟"
وهزت دابون رأسها ، وهي تقول:
" لا، ولكن علي أن أعود "
وأضافت وهي تبتسم :
" لقد أستمتعت للغاية باقامتي هنا ، وأنني سوف أمتدح هذا الفندق لأصدقائي "
ووصل هنري الى الفندق بعد العاشرة بقليل ، واستقلا السيارة الى سانت مارى . كان هناك سياح وصلوا الى المكان ليزوروا الكنيسة الأثرية من القرن الثاني عشر وكانت قصة القديسات مارى مسجلة في مقصورة الكنيسة . واحست دابون بالأسف عندما وجدت أن المدينة الصغيرة كانت تتحول بسرعة الى مدينة تجارية حديثة . ورات احدى عربات الغجر التي لم تكن موجودة من قبل ، كما كان هناك العديد من الفنادق التي بدأت تطغي على الطابع التاريخي للمدينة .
منتديات ليلاس
وكانت الوجبة التي استمتعا بها في احد المطاعم الشعبية وجبة لذيذة بالفعل ، وتركا السيارة ، وجعلا يسيران على الشاطئ ما دين بعد قليل من الزوار الذين جاؤا يمضون العطلة ويستمتعون بدفء في فترة ما بعد الظهيرة .
سألها هنري:
" هل أنت مضطرة فعلا أن تعودي الى انكلترا غدا "
وجذبت دابون يدها بعيد برفق ، ورفعت رأسها مستندة على مرفقيها ، وأجابت وهي تنظر اليه :
" أعتقد ذلك "
ثم حولت انتباها الى غمامة من الدخان كانت تتصاعد من احدى السفن على مدى الأفق .
وتنهد هنري ، ثم سألها:
" ولكن لماذا ؟ ألست في اجازة ؟ لابد أنك تستطعين البقاء ولو لأيام قليلة أخرى "
وضمت دابون شفتيها ، وقالت :
" ليس الأمر بهذه البساطة ، فان على التزامات في بلدي "
وسألها في ملاحظة ساخرة مترفقة:
" أية التزامات يمكن أن تكون عليك "
وشعرت دابون أنه يستفزها بالتدخل في شؤونها ، فحاولت أن تقطع علية الطريق بقولها :
" أنك لا تعرف شيئا على الاطلاق عني يا هنري ، وقد أكون متزوجة "
ورد عليها:
" ولكنك لا تلبسين خاتما ؟"

سفيرة الاحزان 06-10-10 01:24 PM

وردت قائلة :
" ليس ذلك قاطعا ، فكثير من الفتيات في انكلترا لا يلبسن خاتم الزواج طوال الوقت ، ولا يوجد قانون يلزم بذلك "
وصار هنري يحدق في وجهها النحيل ، وسألها:
" ولكن هل أنت فعلا متزوجة "
وترددت دابون ، وهي تقول :
" لا"
واسترخى هنري ، ثم بدأ يميل نحوها ، وهو يقول :
" ها أنت قد اعترفت اذن . والآن ألا يمكن أن تطيلي أقامتك هنا ؟ فقط اتسعديني؟"
وهزت دابون رأسها بحزم ، وهي تقول:
" لا ، لاأستطيع"
وأحست دابون بالخطر فنهضت مسرعة لتجلس ولتتجنب النظرة العاشقة من عينية ، وقالت له بشيء من التوتر :
" أرجوك يا هنري ! أرجوك ألا تفسد كل شيء "
ورد هنري :
" لماذا أفسد كل شيء ؟ كنت أظن أنك تستلطفيني "
وأجابت دابون وهي تشبك أصابعها حول ركبيتيها المرفوعتين الى أعلى:
" أنني فعلا أستلطفك يا هنري ، ولكنني لا أريد أن تورط "
وعندئذ سمعته يقول:
" وما الذي تريدينه منى أذن "
وبدات تدرك أنه لم يكن ناضجا بالقدر الذي أراد أن يعبر به عن نفسه ، اذاستمر يقول:
" لقد سمحت لي أن أدعوك الى الغداء ، وسمحت لي بأن أحضرك هنا حيث نكون وحيدين ، ثم تقولين أنك لا تريدين أن تتورطي الى هذا الحد؟"
منتديات ليلاس
حملقت فيه دابون بشيء من الكآبة ، وبدات تشعر بخوف حقيقي حاولت أن توضح له قائلة :
" هنري أرجوك "
وفجأة انتبه هنري الى وجود مانويل واقفا يحدق فيهما ، فحدثه بالفرنسية بشيء من التأنيب :
" مانويل ! ألا تعرفني ؟ أنا هنري "
وتصلب فك مانويل وهو يقول :
" ليس الآن ، يا هنري انني لست على استعداد للهزل الآن "
وتمتم هنري بالفرنسية ، وهو يمسح خده بيده:
" واضح "
وأضاف بالانكليزية:
" لا أكاد أفهمك يا مانويل ، ما الخطأ الذي ارتكبته أنا ، هل تعرف الأنسة كنج"
كانت عينا مانويل كئيبتين ، وأجاب ببرود :
" نعم ، أعرف الآنسة كنج "
وصار هنري يهز رأسه بطريقة مرتبكة ، وهو ينظر في دهشة تجاه دابون ، ولكن دابون كانت مشغولة بارتداء سترتها وبنطلونها فوق رداء البحر المبتل ، ولم تلتفت اليه .
وعندما أكملت لباسها ، قبض مانويل على ذراعها كما لو كانت آثمة ، ثم أومأ ايماءة قصيرة تجاه هنري ، ودفعها أمامه بسرعة على طول الطريق الرملي الى حيث كانت الحافلة الصغيرة تنتظر ، وفتح الباب ودفع دابون بقوة الى الداخل قبل أن يصعد خلفها ويدير المحرك في الحال ، وبدات المركبة الثقيلة تدور على هيئة شبه دائرة وتجري بارتطام على الشاطئ غير الممهد حتى وصلت الى الطريق . وكانت دابون تجلس في مقعدها متصلبة تسرح بفكرها تحاول أن تعرف من أين جاء ؟ ولماذا جاء الى هذا المكان ؟


سفيرة الاحزان 06-10-10 01:25 PM


وانكشفت الحقيقية
نظرت دابون اليه بشيء من الرفض ، وبعدما كانت تحس له بالجميل لأنه تدخل في الوقت المناسب وأنقذها من هنري ، تحول شعورها الى نوع من الامتعاض ، وأخذت تسأل نفسها ، بأي حق أباح لنفسه أن يتدخل في شؤونها ؟ وكانت قد وصلت الى قناعه بأنها لن تراه ثانية بعد ما حدث بينهما امس ، فما الذي جاء به خلفها ؟ ولماذا بحث عنها ؟ وماذا يريد منها الآن ؟ واستمدت من شعورها بالضيق بعض الشجاعة، وسألته:
" أين تذهب بي الآن؟"
وألقى تجاهها نظرة تنم عن الاستنكاف ، ثم أجاب بوضوح :
" لم أفكر في هذا بعد ، لكنني أظن أنه من الأفضل أن تتخلصي من رداء البحر وأن تجففي نفسك جيدا ، اليس كذلك "
واتسعت حدقتا عينيها وسألته:
" ماذا تعني ؟"
وضاقت عيناه ، وهو يقول :
" لا تتعجلي الاستنتاج ، يا دابون ، ولا تحسبي أني أبله لأنك تبدين على استعداد لتكوني لعبة سهلة في يد أي رجل كان ، فان ذلك يعني ..."
واستثير سخط دابون ، وجعلت تقول :
" كيف تجرؤ على ذلك ؟ كيف تجرؤ على أن توجه مثل هذا الكلام لي "
منتديات ليلاس
وتهدج صوتها وقد شعرت بالمذلة . وقالت :
" أوه ، أنني أكرهك ، يا مانويل "
ولم يتحرك مانويل فقد بقى حيث هو ، وأحست وهي تقف وحيدة على حافة المياة الزرقاء الضحلة أنه قد جعل منها مثارا للسخرية . كان الجو ساخنا ، وبدأت الشمس تلفح رأسها ، واضطرت آخر الأمر أن تعود لتستطل بشجرة البلانيرة المائية .
وخرج مانويل من السيارة وفي فمه سيجار ، وبين يديه منشفة خشنه ، وألقى بها نحوها ، وهو يقول :
" اليك هذه . أنها ليست مغرية ، ولكنها نظيفة على الأقل ، أحتفظ بها للمناسبات التي أحس فيها رغبة للاستحمام بعد يوم مجهد يستنزف العرق ، هيا خذيها . أنها ليست ملوثة "
وصارت ترشش بالماء لبضع دقائق وهي تنظر تجاه الحافلة الصغيرة من بعد ، وبدأ أن مانويل لم يكن يكترث بما تفعل وأضطرت في النهاية أن تخرج من الماء ، وبينما هي تخوض في الماء نحو سيقان الغاب والبوص التي كانت تحدد حافة المستنقع ، سمعت صوت رشاش من خلفها جعلها تلتفت وراءها في رعب ، وعلى بعد أقدام منها كان أحد ثيران كامارغ القوية السوداء يضرب الأرض بحوافره ويخفض قرونه بطريقة تنم عن التهديد .
وبدت دابون للحظة ، وكانها قد تحجرت ، وتعجز عنأن تفكر فيما ينبغي أن تفعل ، كان الثور وحيدا ، وهذا في حد ذاته كان شيئا غريبا، ولم يكن في وسعها الا أن تفترض أنه قد شرد عن القطيع دون أن يلحظ الحراس ذلك ، وكان ثورا أسبانيا ضخما وقويا من الثيران التي تربى لرياضة المصارعة ، وهيئ لها أنها ستصبح طريحة على الأرض وقد ضربها الثور بقرنه فجرحها وشوهها وسالت بقع من دمائها تلطخ مياه المستنقع ، وسيطر عليها شعور بأن ذلك سيكون أمرا حتميا خلال لحظات فقط .




سفيرة الاحزان 06-10-10 01:27 PM



وبدأت دابون تتراجع ببطء بعيدا عن الحيوان ، وهي تحرص تماما على ألا تصدر عنها أية حركة غير منضبطة قد تثير الحيوان فيندفع في هجوم عليها ، وكان الحيوان بدوره يرقبها بعينيه اللتين تشبهان حبات الخرز وهو يصدر صوتا يشبه الشخير ويضرب بذيله ليطرد الحشرات التي كانت تستثيره ، وخطا بضع خطوات في المستنقع وهو يهز رأسه من جانب الى آخر ، وبدات دابون تفقد أعصابها .
وسمعت أصوات الطرطشة المزعجة خلفها ، وأدركت أن الثور كان يخوض في الماء عبر المستنقع وراءها ، ولم تكن تجرؤ على أن تنظر الى الوراء ورأت مانويل يسرع اليها من الحافلة الصغيرة وبيده عصا ثقيلة ، وصار يخوض مياه المستنقع دون أن يكترث بحذائه الجلدي الرقيق ، واجتاز دابون وهو يصيح :
" اصعدي الى مؤخرة السيارة "
وأذعنت دابون فتسلقت من خلال الباب الخلفي للسيارة الى سطح خشبي خشن تنتثر عليه كمية من الحبال والبكرات تنبعث منها رائحة الأحصنة بطريقة نفاذة .
وتنحى الثور جانبا عندما ظهر مانويل ، وتوقف على مسافة من الحافلة الصغيرة يواصل الشخير ويضرب الأرض بحوافره تعبيرا عن الغضب ، وادركت دابون أنه كان يستعد للهجوم ، ولم يكن مع مانويل ما يدفع به عن نفسه سوى يلك العصا التي بيده ، وصارت دابون ترقب المشهد بيأس وهي تتمنى أن يستدير مانويل وأن يجري مهرولا الى السيارة .
وأخيرا بدأ مانويل يتراجع عن الثور ، وعندما بلغ مؤخرة الحافلة الصغيرة دفعت دابون الباب لينفتح وليسمح له بأن يتسلق الى داخل العربة ، كانت الآن ترتعش بعنف ، ونظر الى وجهها المرتعد قبل أن يمسك بكتفيها ويسحبها بقوة . وتراجع مانويل الى الوراء ، وجاس في وضع محدودب ، رجلاه مضمومتان ، ومرفقاه يستندان على ركبتيه ، ورأسه محنية الى أسفل ، ويداه تحيطان بمؤخرة رقبته ، وأخذ يقول في نبرة معذبة :
" يا الهي ، يا الهي ، أنني أريدك يا دابون "
منتديات ليلاس
كانت دابون تضطجع على أرض العربة حيث تركها ، وشفتاها ملتهبتان ، وشعرها يتدلى كأنه غمامة قاتمة تلفها ، وتمتمت بصوت فيه ألم :
" مانويل "
استدار مانويل فجأة الى باب الحافلة الصغيرة ودفعه فانفتح ، وقفز الى الخارج ، وهويلعن بعنف ، وصار يأخذ شهقات طويلة من الهواء الدافئ الحلو وأجبرت دابون نفسها أخيرا على التحرك ، وبدأت تحس بالحبال أسفل جسدها ، وكانت بشرة ظهرها قد أصبحت مشدودة ملتهبة ، وأخذت تجفف نفسها بالمنشفة ، وخلعت رداء البحر ولبست بنطلونها وقميصها، وشعرت بأنها قد أصبحت في حالة أفضل ، وخرجت من المركبة ، وأخذت تعصر المياه الزائدة من الرداء القطني الليموني .
وعندما أحس بها مانويل وهي عند الباب الخلفي للسيارة التفت ورجع اليها متباطئا بعد أن ألقى بعقب السيجارة الى الأرض وضغط عليه بكعب حذائه ، وومضت عيناه عليها عن عمد ، ثم أخذ يسير بخطى مسرعة الى مقعد القيادة ،وجلس خلف العجلة ، وضمت دابون شفتيها سويا وهزت كتفيها وفعلت بالمثل فتسلقت الى السيارة وجلست الى جواره بشيء من عدم الاستقرار


سفيرة الاحزان 06-10-10 01:29 PM


ولم يدر مانويل المحرك في الحال ، بل اسند مرفقه الى عجلة القيادة ، وصار يحملق في الفضاء الى المجهول ثم قال بنبرة عادية تماما :
" كان بوسعي ان اقتلك "
ولهثت دابون ، ووضعت ظهر يدها على فمها ، واخذ ينظر اليها شزرا ، وعيناه تضيقان وهو غارق في التأمل ، وسألها بشيء من الاحتقار :
" ماذا كنت تنتظرين ؟ تعودين الى هنا في الوقت الذي كنت فيه قد بدأت أتقبل مصيري المحتوم ، وتحطمين ما بقى لي من اطمئنان نفسي ، وهو قليل "
وهزت دابون رأسها ، وهي تقول:
" آسفة ، ولكنني لم أكن أعرف أن الأمور كانت ستصل الى هذا الحد "
والتوت شفتاه ، وهو يقول :
" حقا لم تكوني تعرفين ! ومتى تعرفين بالضبط كيف يكون رد فعلي عندما أراك ثانية "
واحمر وجهها بشدة ، وهي تقول :
" كيف كان بامكاني أن أعرف ذلك "
وحملق فيها مانويل يغضب :
" كيف جاز لك أن تجهلي ذلك بعد كل ماكان بيننا ؟"
منتديات ليلاس
وطأطأت دابون رأسها ، كانت تكابد الألم ، وكانت تريد أن تخبره بالسبب الحقيقي الذي جعلها تأتي الى هنا ، ولكن كانت هذه في نظرها هي اللحظات الخطيرة ، اللحظات التي ينبغي فيها أن تأخذ حذرها حتى لا تعترف بشيء ربما جلب لها الدمار . ورغم كل شيء فقد كان يعتزم الزواج من ايفون بصرف النظر عن فرط انجذابه اليها ، ولم يكن لجوناثان مكان في ذلك البيت حتى لو اقتنعت هي بالتنازل عنه . وأخذت تقول له :
" أرجوك ، أرجوك أن تأخذني الى الفندق ، لازال أمامي حزم أمتعتي ، فأني أعتزم الرحيل في الصباح "
وعندما سمعها تذكر خبر رحيلها بهدؤ ، قال وكأنه قد صعق :
" تعتزمين ماذا ؟ ولكنك لا تستطعين؟"
وعندما كررت العبارة ، اضاف بتجهم :
" لا يمكنك ذلك فانك لم تأخذي النقود وفضلا عن ذلك فأن جيما تريد أن تراك مرة ثانية "
وردت دابون بشفتين مضمومتين :
" آسفة ، لن أستطيع أن أحقق طلبها ، لقد حجزت تذكرة السفر "
ولولا أن دابون كانت تعرفه جيدا لقالت أن الألم المبرح كان ينبعث من أعماق عينيه الرماديتين ، وهو يقول :
" ألغي الحجز "
وبللت دابون شفتيها الجافتين بلسانها ، وهي تقول :
" لا لا لاأستطيع "
" لا يمكن أن تفعلي هذا في يا دابون "
وتعثرت دابون وهي تنطق في صعوبة :
" أفعل ماذا؟"
وأجاب وهو يتأوه :
" أنت تعرفين أرجوك ، أنني أتوسل اليك ، لا تذهبي "
وبلعت دابون ريقها بطريقة ملحوظة ، ثم قالت :
" أنا مضطرة للرحيل "




الساعة الآن 09:23 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية