منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   15 - ليالي الغجر - آن ميثر - عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t149461.html)

سفيرة الاحزان 06-10-10 12:34 PM


ولم يكن من الممكن أن تبقى طوال النهار فب الفندق تنتظر . وكانت أعصابها مشدودة الى حد الارهاق . كان الدواء الوحيد لها أن تتصرف ، وبأية طريقة .
واتخذات القرار فرجعت الفندق وبدات على الفور تبدل ملابسها ولبست بنطلونا ضيقا وقميصا جذابا لونه احمر مزرق ، اما شعرها فكان ممشطا كالعدة كانت حريصة على أنتبدو وكانها ذاهبة الى العمل . لم تكن تحرص على أن تتزين ، فلا أحد في مزرعة سان سلفادور يعنية مظهرها .
وملأت خزان السيارة بالوقود واتجهت الى خارج المدينة ، تقود سيارتها على الطريق الترابي الذي يمتد حلزونيا بين النهر والمستنقعات . كانت باستمرار ترى وتسمع صوت الماء يتدفق وأخذت ممجموعة من الطيور المائية والبط البري تحلق وهي تطلق صياحا عاليا حين أفزعها صوت محرك السيارة ، وكان الريش الأحمر القرنفلي لمجموعة من طيور الفلامنغو يومض بعيدا عنها كأنه سراب في مستوى المياه . كانت هذه الطيور تخوض في المياه الضحلة في احدى البحيرات التي تعج بالأحياء المائية من كل نوع والتي تتغدى عليها آلاف الطيور التي تسكن في مصب النهر . أما تلك المساحات الملونة بين سيقان القصب أو الغاب فقد اتضحت أنها مجموعات من نباتات المستنقعات المائية بينها أزهار البنفسج الصغيرة الرقيقة وكأنها تصارع الحياة في هذه المنطقة . رأت النظر الذي سبق أن اثارها ، ذلك هومنظر ثيران كامارغ . كان هناك أكثر من عشرة رؤوس منها ترعى على الروابي المشبعة التي تنمو في تربة المستنقعات .رفعت الحيوانات رؤوسها عندما سمعت صوت السيارة ، ولكنها لم تكترث لاقترابها منها . كانت قرونها تنثني منذرة بالخطر وأمسكت دابون بعجلة القيادة باحكام . وكانت ترى العلامة المميزة لها (س. س) الخاصة بقطعان سان سلفادور على خاصرة كل ثور من ذلك القطيع .
منتديات ليلاس
أدركت انها ليست بعيدة الآن . من الواضح انها كانت في أراضي سان سلفادور ن وبعد قليل اخذت مجموعة من الأحصنة تختفي من الطريق امامها وسط أيكة من شجر البلانترى ولمحت دابون بين الأشجار شيئا لايمكن أن تخطئه ، رغم أن الصورة كانت لاتزال باهتة عربة كبيرة من عربات الغجر .
وضغطت دابون على فرامل سيارتها ، واقفتهاوصارت تحدق تجاه العربة . كان مظهرها يكشف عن الأهمال ، ومع ذلك كانت عربة مميزة ، وعرفتها أنها عربة جيما ، وهي التي سبق أن ركبتها مع مانويل .
وكبحت دابون الأفكار التي جاءتها من وحي الطريق ، وشدت الفرامل وانسلت من السيارة ما الذي جاء بعربة جيما الى هذا المكان ، ولماذا اعتراها الاهمال الى هذا الحد ؟
كانت الفكرة التي خطرت لها فكرة عفوية ، ولكنها كانت مقنعة . أيعقل ان ذلك قد حدث ؟ كانت جيما امراة كبيرة السن فعلا ، ولكنها كانت نشطة . هل يمكن أن تكون قدماتت . ؟
وتوقفت دابون على حافة الطريق . كانت الأرض حول العربة شبه مستنقع ولم يكن حذاؤها مناسبا للسير في الطين . كان المكان يبدو مهجورا وكانت الستائر المسدلة على النوافذ مغبرة ولم يبد ان في المكان بادرة حياة .
هزت دابون راسها ورجعت الى السيارة ، وجلست شارة خلف عجلة القيادة . كانت عربة جيما بيتها الذي طالما كانت تزهو به وتحرص على أن يكون شفافا نظيفا ، ولكن ها هي الن يصيبها الصدأ .
وعاودت النظر الى العربة من جديد واحتبس حلقها . هل يعقل ان تكون جيما قد ماتت ؟ وهل يكون ذلك سببا من أسباب المرارة التي يعانيها مانويل .
ونظرت حولها في ياس ، ماذا يمكن ان تفعل ؟ اتعود من حيث اتت ؟ ام توصل وتخاطر بمقابلة زوجة مانويل ، وهي التي لم تخف كراهيتها لهذه الفتاة الانكليزية ؟ بل هي الزوجة التي اختارتها أم مانويل لابنها علىاساس أن ثروة أبيهاتناظر ثروة آل سان سلفادور .

سفيرة الاحزان 06-10-10 12:36 PM


وأدارت محرك السيارة فجأة ، ووجدت نفسها تركز أفكارها حول جوناثان . لقد حضرت من أجله الى هذا المكان، وان كان حضورها يعني شيئا من المذلة فأن عليها ان تتحمل كل شيء وحدها .
وأوقفت السيارة مرة آخرى ، ونزلت متجهة ناحية غطاء المحرك . وضعت يده على جبهتها تحمي عينيها من الشمس وهي تحدق الى المدى البعيد . كان هناك شيء غامض يتحرك على مدى الأفق ، وحاولت أن تتنتبه ، وتجسدت الحركة القادمة من بعد في جماعة من الرجال والأحصنة . كان الرجال هم الحراس في كامارغ يرعون قطعان الخيل والماشية .
وعندما بداوا يقتربون من المكان ، استطاعت دابون أن تميز أنهم كانوا يسوقون قطيعا من الماشية أمامهم ، بهائم قوية سوداء جعلت دابون تنظر نحو سيارتها وهي تحاول أن تجد وجها للشبه بينها وبين تلك الحيوانات المخيفة .
كانت مزرعة سان سلفادور تربي الثيران الأسبانية التي تشترك في حلبات المصارعة دون الأنواع الأخرى التي تستوطن كامارغ والتي تعتبر أقل قوة ، وتستخدم فقط في رياضة المباريات الحرة .
ورغم كل شيئ ، كانت الثيران الأسبانية هي التي تحظي بالتقدير الكبر باعتبار مظهرا للثروة ، وكان والد مانويل هو رئيس الأسرة ، وقد استحق عن جدارة لقب رئيس الفرسان الذي كان من أعظم الألقاب في المنطقة .
واندفع القطيع مارا بها دون أن يعيرها أي أهتمام ، ولكن الحراس كانوا يرمقونها بنظرات الاستغراب ، وكانهم يسالون : من هي ، ولمذا دخلت الى مزرعة سان سلفادور ؟
وتقدم أحد الرجال الأكبر سنا بفرسه نحوها ، وخلع قبعته التي تشبه قبعات رعاة البقر في غرب الولايات التحدة ورفعها محييا .
لم تكن دابون قد تعرفت على اي من الرجال ، وكانت مفاجاة لها أن يتقدم أحدهم لمخاطبتها . وقال الرجل بادب :
" صباح الخير ياآنسة هل يمكنني مساعدتك ؟"
وابتسمت دابون ابتسامة تدل على الثقة وسألت بطريقة عارضة :
"أين السيد مانويل ؟"
وعبس الرجل ن وهويصحح :
"تقصدين المالك ياآنسة ؟ أنه ليس هنا "
وعضت دابون شفتها ، وقالت:
" لا ، انني لااقصد المالك ، يسيدي ، ولكنني أقصد السيد مانويل "
ورد الرجل بأحترام :
" أن السيد مانويل هو المالك "
وحدقت دابون في الرجل وهي تكاد لا تصدق لقد عرفت أن مانويل هو المالك وهوصاحب العمل ، لكن اين اذن مانويل الأب ؟
بالطبع لم يكن في مقدورها ان تسأل مثل هذا السؤال المباشر ، واكتفت بأن ابدت اشارة يائسة وهي تقول :
"معذرة ، فانني لا اعرف الأسرة جيدا "
وازداد غيظ الرجل وهو يسألها:
" أنك من أصل انكليزي يا آنسة ن أليس كذلك "
وخفضت دابون راسها ن واجابت :
"نعم . هل تتكلم الانكليزية ؟"
وفغرت شفتا الرجل عن ابتسامة عريضة ، وهو يقول
" قليلا ياآنسة ، اتكلمها قليلا"




سفيرة الاحزان 06-10-10 12:38 PM

وبعد لحظة ، قالت دابون :
" حسنا ياسيدي ن هل تعرف اين اجد السيد مانويل "
" من الممكن أن يكون في اي مكان ياىنسة . تعرفين أن العمل كثير في هذا الوقت من السنة . هل ترغبين في ان خبرة بأنك تنتظرينه في المزرعة ؟"
وهزت دابون راسها بسرعة ن وهي تقول :
"أوه ، لا، مماجعل الحرس الشيخ ينظر اليها بشك وريبة . كان من الواضح الآن أنه قد بدا يشك في أنها شخص غريب دخل الى المزرعة دون أذن ، خاصة عندما اتضح له انها لاتريد أن يعرف صاحب المزرعة بوجودها . واضافت دابون بتعثر وبطريقة غير مقنعة :
"علي أن أعود ثانية الى آرل ، يمكنك أن تخبره بأن بامكانه ان يجدني هناك "
وأحنى الرجل رأسه وهو يقول ك
"بكل تـاكيد يا آنسة "
وعندما لاحظت أنه ينتظر منها أن تتأهب للرحيل ، أدارت دابون محرك السيارة مرة ثانية وحركت ناقل الحركة الى الاتجاه الخلفي ، الى حد أن السيارة الصغيرة اندفعت الى الخلف ، وبدات عجلاتها تنزلق على الأرض غيرالمستوية ، وسقطت على جانب الطريق ، في القناة التي تحف به .
وضغظت دابون شفتيها باحكام وهي تحاول أن تتخلص من الذعر المفاجىء . وفتحت باب السيارة ، ونزلت منها لتعرف مدى الضرر .
كان الأمر بسيطا ، فالعجلة الخلفية فقط قد غرست في الطين . ومع ذلك كان من الصعب الخروج من هذا المازق دون مساعدة . ونظرت الى الحارس الذي بدأ يربت على ظهر حصانه . وتحرك الحصان خطوات قصير الى الأمام ، وسأل الحارس :
"هل معك حبل ياآنسة "
منتديات ليلاس
وترجل الحارس من فوق صهوة جوادة ببطء بطريقة تنم عن عدم الاكتراث . كان ذلك في حد ذاته أمرا مخيفا ، وربما كان عذره أنه كان قد أمضى ساعات طوال في أراضي المستنقعات الممتدة بين الأرض والسماء .
وقال الرجل بهدؤ ، وهو يفك حزمة صغيرة من الحبال أخرجها من سرج حصانه :
" معي الحبل ياآنسة "
وارتاحت دابون لهذا الخبر وابتسمت ثم قالت :
"أين يمكن أن تربطه في السيارة ؟"
ورفع الحارس حاجيبة ، ثم انحنى ليربط الحبل في الحاجز الأمامي للسيارة وبسط قامته بعد أن اتم ذلك ، ثم قال :
" أما عجلة القيادة ياآنسة ، فعليك أن توجهيها هكذا "
وشرح لها ما ينبغي أن تفعله
وأبدت موافقتها وهي تقول " بالطبع "
فتحت باب السيارة ، بينما كان هو يثبت الحبل على الحصان ، ويمتطي السرج ، وبدات في تشغيل السيارة . كانت مهمة شاقة . وعندما بدات السيارة تستعيد وضعها على الطريق الصحيح ، كان العرق يتصبب منها ، وما كادت المهمة تنتهي حتى سمعت صوت حوافر حصان على الطريق نظرت حولها باضطراب ولمحت شخصا قادما نحوها يمتطي حصانا . كانت تظن في أول الأمر أن القادم صبي ، ولكن عندما اقتربت تبينت أن الراكب فتاة . كانت صغيرة من الشعر البني المذهب تتدلى على أحد كتفيها . توقفت الفتاة بفراسها الى جوراها ، ولم تكون دابون تتوقع أن تسمع صوتا مألوفا عندها . سألت الفتاة :
"دابون ،دابون ، أنت ! يا للعجب ! ماذا تفعلين هنا "

سفيرة الاحزان 06-10-10 12:39 PM

وحدقت دابون في دهشة في الفتاة ، وقدبدأت تطمئن الى البهجة في صوتها ، وقالت ببطء :
"لويزا ! ياللسماء ،! لم أكد أعرفك . كنت طفلة عند... عندما غادرت هذا المكان "
وضحكت الفتاة بحرج :
" كنت في الرابعة عشر يادابون ، وعمري الآن سبعة عشر عاما . ماذا تعملين هنا؟ ها أنت قادمة الى المزرعة لزيارة جدتي "
شعرت دابون بالدوار . كان اللقاء مع لويزا أمرا لم تستعد له ، وكان حماس لويزا حقيقيا ، ولم تعرف دابون كيف تجيبها .
ونظرت الى الحارس ، وهو يمتطي صهوة جواده بعد أن قام بفك الحبل ، فشكرته وهي تفكر تبرير يمكن أن تعتذر به عن مقابلة جدة لويزا . وبينما كان الشيخ يمضي في طريقه ... تنبهت الى شيء لفت نظرها بصفة خاصة فيما قالت لويزا وسالت في دهشة : "هل قلت جدتك ، هل تعنين جيما "
واختفت الابتسامة من ثغر لويزا وهي تقول :
" من غير المعقول أن تنصرفي دون أن تريها "
وهزت دابون راسها في ياس ، وتمتمت :
" لقد رايت العربة ن هزت كتفها ، ثم قالت :
" لاتشغلي بالك ، أنظري لويزا ، هذه ليست زيارة عائلية . وأشارت اشارة يأسة ، ثم قالت : " بالتاكيد ، أنك لست صغيرة الى حد لاتدركين فية أن زيارتي لن تلقى الترحيب في المزرعة "
وظهرت الكابة في عيني لويزا ، وهي تقول بحزن :
" ان جدتي لا يزورها في الوقت الحاضر زوار كثيرون ، لكن لماذا جئت أذن يادابون ؟ كنت أظن أن مانويل ذهب لزيارتك في الليلة الماضية "
منتديات ليلاس
وأغتاظت دابون ، وسألت :
" هل تعلمين بذلك "
وهزت لويزا كتفيها ، وهي تقول :
" بالطبع عرفت صوتك من الهاتف ن فأخبرت مانويل بأنك لابد أن تكوني هنا "
وضغطت دابون براحتيها على جانبيها ، وسالت :
" وهل يعرف الجميع "
رفست لويزا الشجيرات العشبية على الأرض وهي تقول :
" لا ليس كل شخص . أنا ومانويل فقط نعلم ذلك "
وعضت دابون شفتها ، وقالت :
" أخبرني يالويزا ، هل ترك أبوك المزرعة ؟"
وأجابت لويزا بصوت يدل على العرفان بالجميل :
" والدي توفي منذ عامين ، والآن مانويل يحمل لقب رئيس الفرسان وهذه مزرعته وتلك ثيرانه "
وهزت دابون راسها في دهشة ، وتمتمت :
" لم أكن أتوقع ، ثم أضافت :
" أذن ، هل مازالت امك تعيش مع مانويل "
وأمات لويزا برأسها ، وقالت :
" بالطبع ، ومع إيفون "
وردت دابون وكأنها قد أصيبت بطعنة مفاجئة :
" آه ... نعم ، إيفون "

"

سفيرة الاحزان 06-10-10 12:40 PM


قالتها بتوتر وحدقت لويزا فيها لحظة وقالت :
" أنك تبدين أكثر نحافة يادابون . كيف تسير الأمور معك ، أما زلت تشتغلين بالتدريس ؟"
وضمت دابون شفتيها ، وقالت بتجهم :
"أوه ، نعم ، مازلت أشتغل في التدريس "
,أضافت :
" أنت ، هل أتممت دراستك ؟"
وأجابت لويزا أن مانويل يريد أن يرسلني الى مدرسة في سويسرا ، ولكنني لا أريد . أحب هذا المكان ، ولست مقتنعة بذلك لماذا يريد اخي أن يرسلني الى هناك "
واختلست النظر تجاه دابون ثم سألت :
" أنت طبعا تعرفين الحادث الذي وقع لايفون "
وشدت الملاحظة انتباه دابون التي أنكرت معرفتها بالحادث ، وأخذت تستفسر بسرعة :
" لا، أي حادث "
وهزت لويزا كتفيها ، وقالت :
" لقد جرحها أحد الثيران بقرنه وهي الان مصابة بالشلل من الخصر الى القدم "
ولهثت دابون في فزع . لقد نطقت لويزا النبأ ببرود وعدم أكتراث وكانت تنظر اليه على أنه دين على إيفون شاء القدر أن تؤديه هكذا .
وأطلقت دابون يديها ، وهي تقول :
" ولكن ياللفظاعة ! متى ، متى وقع ذلك "
وهزت لويزا كتفيها ثتنية ، وهي تقول :
" بعد أن تركتينا مباشرة على ما أعتقد ، ولكن هل هذا شيء هام "
وعلقت دابون في فزع :
" ألا تعتقدين أنه كذلك ؟"
وأخذت لويزا تعبث بمقود الحصان ، ثم قالت ببرود :
" لقد حصلت إيفون على كل شيء طلبته ، ثم تشاجرت مع مانويل وكانت تظن أنها تضايقه بمعاكستها ثيرانه "
وهزت لويزا كتفيها بطريقتها المعهودة ثم أضافت :
" هل يمكن للانسان أن يعبث مع الثيران ؟"
منتديات ليلاس
وربتت لويزا على ذراعها برفق وهي تقول :
" يسعدني أن أراك مرة ثانية يادابون . اوكد لك ذلك ، ولكن لماذا تردين رؤية مانويل ؟ كنت أظن ، كنا نظن "
ثم توقفت فجأة ، وهي تعض شفتيها ، وأضافت :
" هل تعتزمين الاقامة طويلا في كامارغ "
كانت دابون تعبث بأصابعها في افريز باب السيارة بلا مبالاة وهي تقول :
" لاأعرف يا لويزا ، وهي تسأل :
" هل جئت الى هنا لرؤية مانويل ؟"
وترددت دابون ، ثم أومات برأسها موافقة :
" نعم أين هو "
وأجابت لويزا عابسة :
" في الوقع انه في مكان بعيد اليوم ، عند أشجار الكروم "
وحدقت في المرأة الأخرى للحظة ، ثم سالتها :
" ماذا حدث بينكما في الليلة الماضية ؟"
واستفسرت دابون وهي تتجاهل كل شيء :
"ماذا تعنين "
واكملت لويزا :
" بينك وبين أخي يا دابون أنك تعرفين ما أعني . لقد رجع الى البيت في حالة سيئة للغاية ، وحتى إيفون لم تستطع أن تسأله عن سبب غضبه ، لقد فكرت في أنكما لابد ان تشاجرتما "
وتقطب وجه دابون تعبيرا عن الاستياء ، وقالت :
"لا بد أن أنصرف يالويزا اذا لم يكن مانويل هنا ، أعني لاداعي لأن اذهب الى المزرعة "
وألحت لويزا :
" وماذا عن جدتي ؟ هل أخبرها بأنني رايتك "
وجلست دابون في مقعده خلف عجلة القيادة وهي تقول :
" ليس بوسعي أن أمنعك من ذلك ، ولكنني أعتقد أن ذلك ربما يزيد الأمر سؤا في هذه الظروف "
وأطبقت لويزا أصابع يديها في قوة ، واستندت على مقدمة السيارة وسالت :
" لماذا أنت صامته ؟ لماذا حضرت ثانية بعد كل هذا الوقت الطويل ؟ أنك بالتأكيد تعرفين ما يعنية حضورك الآن لـ مانويل في هذه الظروف ؟"
وأدارت دابون محرك السيارة ، وهي تقول :
" انني أسفة يا لويزا اذا كنت تظنين أنني كتومة . كم كنت أتمنى أن أرى جيما "
وتهدج صوتها ، وهزت رأسها ، وهي تقول :
" الى الملتقي "
" الى الملتقي يادابون . وانتصبت لويزا ، ثم جرت لتلحق بها من جديد ، وهي تسأل :
" هل تسمحين لي بزيارتك في الفندق قبل أن ترحلي ؟"
وتشبثت دابون بعجلة القيادة وهي تجيب :
" لا أعتقد ان ذلك يكون مناسبا ثم "
ثم قالت :
" الى الملتقي "
ثم قادت السيارة مسرعة . وأنفاسها المحتبسة تكاد تخنقها .


الساعة الآن 07:42 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية