ولم يكن من الممكن أن تبقى طوال النهار فب الفندق تنتظر . وكانت أعصابها مشدودة الى حد الارهاق . كان الدواء الوحيد لها أن تتصرف ، وبأية طريقة . واتخذات القرار فرجعت الفندق وبدات على الفور تبدل ملابسها ولبست بنطلونا ضيقا وقميصا جذابا لونه احمر مزرق ، اما شعرها فكان ممشطا كالعدة كانت حريصة على أنتبدو وكانها ذاهبة الى العمل . لم تكن تحرص على أن تتزين ، فلا أحد في مزرعة سان سلفادور يعنية مظهرها . وملأت خزان السيارة بالوقود واتجهت الى خارج المدينة ، تقود سيارتها على الطريق الترابي الذي يمتد حلزونيا بين النهر والمستنقعات . كانت باستمرار ترى وتسمع صوت الماء يتدفق وأخذت ممجموعة من الطيور المائية والبط البري تحلق وهي تطلق صياحا عاليا حين أفزعها صوت محرك السيارة ، وكان الريش الأحمر القرنفلي لمجموعة من طيور الفلامنغو يومض بعيدا عنها كأنه سراب في مستوى المياه . كانت هذه الطيور تخوض في المياه الضحلة في احدى البحيرات التي تعج بالأحياء المائية من كل نوع والتي تتغدى عليها آلاف الطيور التي تسكن في مصب النهر . أما تلك المساحات الملونة بين سيقان القصب أو الغاب فقد اتضحت أنها مجموعات من نباتات المستنقعات المائية بينها أزهار البنفسج الصغيرة الرقيقة وكأنها تصارع الحياة في هذه المنطقة . رأت النظر الذي سبق أن اثارها ، ذلك هومنظر ثيران كامارغ . كان هناك أكثر من عشرة رؤوس منها ترعى على الروابي المشبعة التي تنمو في تربة المستنقعات .رفعت الحيوانات رؤوسها عندما سمعت صوت السيارة ، ولكنها لم تكترث لاقترابها منها . كانت قرونها تنثني منذرة بالخطر وأمسكت دابون بعجلة القيادة باحكام . وكانت ترى العلامة المميزة لها (س. س) الخاصة بقطعان سان سلفادور على خاصرة كل ثور من ذلك القطيع .منتديات ليلاس أدركت انها ليست بعيدة الآن . من الواضح انها كانت في أراضي سان سلفادور ن وبعد قليل اخذت مجموعة من الأحصنة تختفي من الطريق امامها وسط أيكة من شجر البلانترى ولمحت دابون بين الأشجار شيئا لايمكن أن تخطئه ، رغم أن الصورة كانت لاتزال باهتة عربة كبيرة من عربات الغجر . وضغطت دابون على فرامل سيارتها ، واقفتهاوصارت تحدق تجاه العربة . كان مظهرها يكشف عن الأهمال ، ومع ذلك كانت عربة مميزة ، وعرفتها أنها عربة جيما ، وهي التي سبق أن ركبتها مع مانويل . وكبحت دابون الأفكار التي جاءتها من وحي الطريق ، وشدت الفرامل وانسلت من السيارة ما الذي جاء بعربة جيما الى هذا المكان ، ولماذا اعتراها الاهمال الى هذا الحد ؟ كانت الفكرة التي خطرت لها فكرة عفوية ، ولكنها كانت مقنعة . أيعقل ان ذلك قد حدث ؟ كانت جيما امراة كبيرة السن فعلا ، ولكنها كانت نشطة . هل يمكن أن تكون قدماتت . ؟ وتوقفت دابون على حافة الطريق . كانت الأرض حول العربة شبه مستنقع ولم يكن حذاؤها مناسبا للسير في الطين . كان المكان يبدو مهجورا وكانت الستائر المسدلة على النوافذ مغبرة ولم يبد ان في المكان بادرة حياة . هزت دابون راسها ورجعت الى السيارة ، وجلست شارة خلف عجلة القيادة . كانت عربة جيما بيتها الذي طالما كانت تزهو به وتحرص على أن يكون شفافا نظيفا ، ولكن ها هي الن يصيبها الصدأ . وعاودت النظر الى العربة من جديد واحتبس حلقها . هل يعقل ان تكون جيما قد ماتت ؟ وهل يكون ذلك سببا من أسباب المرارة التي يعانيها مانويل . ونظرت حولها في ياس ، ماذا يمكن ان تفعل ؟ اتعود من حيث اتت ؟ ام توصل وتخاطر بمقابلة زوجة مانويل ، وهي التي لم تخف كراهيتها لهذه الفتاة الانكليزية ؟ بل هي الزوجة التي اختارتها أم مانويل لابنها علىاساس أن ثروة أبيهاتناظر ثروة آل سان سلفادور . |
وأدارت محرك السيارة فجأة ، ووجدت نفسها تركز أفكارها حول جوناثان . لقد حضرت من أجله الى هذا المكان، وان كان حضورها يعني شيئا من المذلة فأن عليها ان تتحمل كل شيء وحدها . وأوقفت السيارة مرة آخرى ، ونزلت متجهة ناحية غطاء المحرك . وضعت يده على جبهتها تحمي عينيها من الشمس وهي تحدق الى المدى البعيد . كان هناك شيء غامض يتحرك على مدى الأفق ، وحاولت أن تتنتبه ، وتجسدت الحركة القادمة من بعد في جماعة من الرجال والأحصنة . كان الرجال هم الحراس في كامارغ يرعون قطعان الخيل والماشية . وعندما بداوا يقتربون من المكان ، استطاعت دابون أن تميز أنهم كانوا يسوقون قطيعا من الماشية أمامهم ، بهائم قوية سوداء جعلت دابون تنظر نحو سيارتها وهي تحاول أن تجد وجها للشبه بينها وبين تلك الحيوانات المخيفة . كانت مزرعة سان سلفادور تربي الثيران الأسبانية التي تشترك في حلبات المصارعة دون الأنواع الأخرى التي تستوطن كامارغ والتي تعتبر أقل قوة ، وتستخدم فقط في رياضة المباريات الحرة . ورغم كل شيئ ، كانت الثيران الأسبانية هي التي تحظي بالتقدير الكبر باعتبار مظهرا للثروة ، وكان والد مانويل هو رئيس الأسرة ، وقد استحق عن جدارة لقب رئيس الفرسان الذي كان من أعظم الألقاب في المنطقة . واندفع القطيع مارا بها دون أن يعيرها أي أهتمام ، ولكن الحراس كانوا يرمقونها بنظرات الاستغراب ، وكانهم يسالون : من هي ، ولمذا دخلت الى مزرعة سان سلفادور ؟ وتقدم أحد الرجال الأكبر سنا بفرسه نحوها ، وخلع قبعته التي تشبه قبعات رعاة البقر في غرب الولايات التحدة ورفعها محييا . لم تكن دابون قد تعرفت على اي من الرجال ، وكانت مفاجاة لها أن يتقدم أحدهم لمخاطبتها . وقال الرجل بادب : " صباح الخير ياآنسة هل يمكنني مساعدتك ؟" وابتسمت دابون ابتسامة تدل على الثقة وسألت بطريقة عارضة : "أين السيد مانويل ؟" وعبس الرجل ن وهويصحح : "تقصدين المالك ياآنسة ؟ أنه ليس هنا " وعضت دابون شفتها ، وقالت: " لا ، انني لااقصد المالك ، يسيدي ، ولكنني أقصد السيد مانويل " ورد الرجل بأحترام : " أن السيد مانويل هو المالك " وحدقت دابون في الرجل وهي تكاد لا تصدق لقد عرفت أن مانويل هو المالك وهوصاحب العمل ، لكن اين اذن مانويل الأب ؟ بالطبع لم يكن في مقدورها ان تسأل مثل هذا السؤال المباشر ، واكتفت بأن ابدت اشارة يائسة وهي تقول : "معذرة ، فانني لا اعرف الأسرة جيدا " وازداد غيظ الرجل وهو يسألها: " أنك من أصل انكليزي يا آنسة ن أليس كذلك " وخفضت دابون راسها ن واجابت : "نعم . هل تتكلم الانكليزية ؟" وفغرت شفتا الرجل عن ابتسامة عريضة ، وهو يقول " قليلا ياآنسة ، اتكلمها قليلا" |
وبعد لحظة ، قالت دابون :
" حسنا ياسيدي ن هل تعرف اين اجد السيد مانويل " " من الممكن أن يكون في اي مكان ياىنسة . تعرفين أن العمل كثير في هذا الوقت من السنة . هل ترغبين في ان خبرة بأنك تنتظرينه في المزرعة ؟" وهزت دابون راسها بسرعة ن وهي تقول : "أوه ، لا، مماجعل الحرس الشيخ ينظر اليها بشك وريبة . كان من الواضح الآن أنه قد بدا يشك في أنها شخص غريب دخل الى المزرعة دون أذن ، خاصة عندما اتضح له انها لاتريد أن يعرف صاحب المزرعة بوجودها . واضافت دابون بتعثر وبطريقة غير مقنعة : "علي أن أعود ثانية الى آرل ، يمكنك أن تخبره بأن بامكانه ان يجدني هناك " وأحنى الرجل رأسه وهو يقول ك "بكل تـاكيد يا آنسة " وعندما لاحظت أنه ينتظر منها أن تتأهب للرحيل ، أدارت دابون محرك السيارة مرة ثانية وحركت ناقل الحركة الى الاتجاه الخلفي ، الى حد أن السيارة الصغيرة اندفعت الى الخلف ، وبدات عجلاتها تنزلق على الأرض غيرالمستوية ، وسقطت على جانب الطريق ، في القناة التي تحف به . وضغظت دابون شفتيها باحكام وهي تحاول أن تتخلص من الذعر المفاجىء . وفتحت باب السيارة ، ونزلت منها لتعرف مدى الضرر . كان الأمر بسيطا ، فالعجلة الخلفية فقط قد غرست في الطين . ومع ذلك كان من الصعب الخروج من هذا المازق دون مساعدة . ونظرت الى الحارس الذي بدأ يربت على ظهر حصانه . وتحرك الحصان خطوات قصير الى الأمام ، وسأل الحارس : "هل معك حبل ياآنسة "منتديات ليلاس وترجل الحارس من فوق صهوة جوادة ببطء بطريقة تنم عن عدم الاكتراث . كان ذلك في حد ذاته أمرا مخيفا ، وربما كان عذره أنه كان قد أمضى ساعات طوال في أراضي المستنقعات الممتدة بين الأرض والسماء . وقال الرجل بهدؤ ، وهو يفك حزمة صغيرة من الحبال أخرجها من سرج حصانه : " معي الحبل ياآنسة " وارتاحت دابون لهذا الخبر وابتسمت ثم قالت : "أين يمكن أن تربطه في السيارة ؟" ورفع الحارس حاجيبة ، ثم انحنى ليربط الحبل في الحاجز الأمامي للسيارة وبسط قامته بعد أن اتم ذلك ، ثم قال : " أما عجلة القيادة ياآنسة ، فعليك أن توجهيها هكذا " وشرح لها ما ينبغي أن تفعله وأبدت موافقتها وهي تقول " بالطبع " فتحت باب السيارة ، بينما كان هو يثبت الحبل على الحصان ، ويمتطي السرج ، وبدات في تشغيل السيارة . كانت مهمة شاقة . وعندما بدات السيارة تستعيد وضعها على الطريق الصحيح ، كان العرق يتصبب منها ، وما كادت المهمة تنتهي حتى سمعت صوت حوافر حصان على الطريق نظرت حولها باضطراب ولمحت شخصا قادما نحوها يمتطي حصانا . كانت تظن في أول الأمر أن القادم صبي ، ولكن عندما اقتربت تبينت أن الراكب فتاة . كانت صغيرة من الشعر البني المذهب تتدلى على أحد كتفيها . توقفت الفتاة بفراسها الى جوراها ، ولم تكون دابون تتوقع أن تسمع صوتا مألوفا عندها . سألت الفتاة : "دابون ،دابون ، أنت ! يا للعجب ! ماذا تفعلين هنا " |
وحدقت دابون في دهشة في الفتاة ، وقدبدأت تطمئن الى البهجة في صوتها ، وقالت ببطء :
"لويزا ! ياللسماء ،! لم أكد أعرفك . كنت طفلة عند... عندما غادرت هذا المكان " وضحكت الفتاة بحرج : " كنت في الرابعة عشر يادابون ، وعمري الآن سبعة عشر عاما . ماذا تعملين هنا؟ ها أنت قادمة الى المزرعة لزيارة جدتي " شعرت دابون بالدوار . كان اللقاء مع لويزا أمرا لم تستعد له ، وكان حماس لويزا حقيقيا ، ولم تعرف دابون كيف تجيبها . ونظرت الى الحارس ، وهو يمتطي صهوة جواده بعد أن قام بفك الحبل ، فشكرته وهي تفكر تبرير يمكن أن تعتذر به عن مقابلة جدة لويزا . وبينما كان الشيخ يمضي في طريقه ... تنبهت الى شيء لفت نظرها بصفة خاصة فيما قالت لويزا وسالت في دهشة : "هل قلت جدتك ، هل تعنين جيما " واختفت الابتسامة من ثغر لويزا وهي تقول : " من غير المعقول أن تنصرفي دون أن تريها " وهزت دابون راسها في ياس ، وتمتمت : " لقد رايت العربة ن هزت كتفها ، ثم قالت : " لاتشغلي بالك ، أنظري لويزا ، هذه ليست زيارة عائلية . وأشارت اشارة يأسة ، ثم قالت : " بالتاكيد ، أنك لست صغيرة الى حد لاتدركين فية أن زيارتي لن تلقى الترحيب في المزرعة " وظهرت الكابة في عيني لويزا ، وهي تقول بحزن : " ان جدتي لا يزورها في الوقت الحاضر زوار كثيرون ، لكن لماذا جئت أذن يادابون ؟ كنت أظن أن مانويل ذهب لزيارتك في الليلة الماضية "منتديات ليلاس وأغتاظت دابون ، وسألت : " هل تعلمين بذلك " وهزت لويزا كتفيها ، وهي تقول : " بالطبع عرفت صوتك من الهاتف ن فأخبرت مانويل بأنك لابد أن تكوني هنا " وضغطت دابون براحتيها على جانبيها ، وسالت : " وهل يعرف الجميع " رفست لويزا الشجيرات العشبية على الأرض وهي تقول : " لا ليس كل شخص . أنا ومانويل فقط نعلم ذلك " وعضت دابون شفتها ، وقالت : " أخبرني يالويزا ، هل ترك أبوك المزرعة ؟" وأجابت لويزا بصوت يدل على العرفان بالجميل : " والدي توفي منذ عامين ، والآن مانويل يحمل لقب رئيس الفرسان وهذه مزرعته وتلك ثيرانه " وهزت دابون راسها في دهشة ، وتمتمت : " لم أكن أتوقع ، ثم أضافت : " أذن ، هل مازالت امك تعيش مع مانويل " وأمات لويزا برأسها ، وقالت : " بالطبع ، ومع إيفون " وردت دابون وكأنها قد أصيبت بطعنة مفاجئة : " آه ... نعم ، إيفون " " |
قالتها بتوتر وحدقت لويزا فيها لحظة وقالت : " أنك تبدين أكثر نحافة يادابون . كيف تسير الأمور معك ، أما زلت تشتغلين بالتدريس ؟" وضمت دابون شفتيها ، وقالت بتجهم : "أوه ، نعم ، مازلت أشتغل في التدريس " ,أضافت : " أنت ، هل أتممت دراستك ؟" وأجابت لويزا أن مانويل يريد أن يرسلني الى مدرسة في سويسرا ، ولكنني لا أريد . أحب هذا المكان ، ولست مقتنعة بذلك لماذا يريد اخي أن يرسلني الى هناك " واختلست النظر تجاه دابون ثم سألت : " أنت طبعا تعرفين الحادث الذي وقع لايفون " وشدت الملاحظة انتباه دابون التي أنكرت معرفتها بالحادث ، وأخذت تستفسر بسرعة : " لا، أي حادث " وهزت لويزا كتفيها ، وقالت : " لقد جرحها أحد الثيران بقرنه وهي الان مصابة بالشلل من الخصر الى القدم " ولهثت دابون في فزع . لقد نطقت لويزا النبأ ببرود وعدم أكتراث وكانت تنظر اليه على أنه دين على إيفون شاء القدر أن تؤديه هكذا . وأطلقت دابون يديها ، وهي تقول : " ولكن ياللفظاعة ! متى ، متى وقع ذلك " وهزت لويزا كتفيها ثتنية ، وهي تقول : " بعد أن تركتينا مباشرة على ما أعتقد ، ولكن هل هذا شيء هام " وعلقت دابون في فزع : " ألا تعتقدين أنه كذلك ؟" وأخذت لويزا تعبث بمقود الحصان ، ثم قالت ببرود : " لقد حصلت إيفون على كل شيء طلبته ، ثم تشاجرت مع مانويل وكانت تظن أنها تضايقه بمعاكستها ثيرانه " وهزت لويزا كتفيها بطريقتها المعهودة ثم أضافت : " هل يمكن للانسان أن يعبث مع الثيران ؟"منتديات ليلاس وربتت لويزا على ذراعها برفق وهي تقول : " يسعدني أن أراك مرة ثانية يادابون . اوكد لك ذلك ، ولكن لماذا تردين رؤية مانويل ؟ كنت أظن ، كنا نظن " ثم توقفت فجأة ، وهي تعض شفتيها ، وأضافت : " هل تعتزمين الاقامة طويلا في كامارغ " كانت دابون تعبث بأصابعها في افريز باب السيارة بلا مبالاة وهي تقول : " لاأعرف يا لويزا ، وهي تسأل : " هل جئت الى هنا لرؤية مانويل ؟" وترددت دابون ، ثم أومات برأسها موافقة : " نعم أين هو " وأجابت لويزا عابسة : " في الوقع انه في مكان بعيد اليوم ، عند أشجار الكروم " وحدقت في المرأة الأخرى للحظة ، ثم سالتها : " ماذا حدث بينكما في الليلة الماضية ؟" واستفسرت دابون وهي تتجاهل كل شيء : "ماذا تعنين " واكملت لويزا : " بينك وبين أخي يا دابون أنك تعرفين ما أعني . لقد رجع الى البيت في حالة سيئة للغاية ، وحتى إيفون لم تستطع أن تسأله عن سبب غضبه ، لقد فكرت في أنكما لابد ان تشاجرتما " وتقطب وجه دابون تعبيرا عن الاستياء ، وقالت : "لا بد أن أنصرف يالويزا اذا لم يكن مانويل هنا ، أعني لاداعي لأن اذهب الى المزرعة " وألحت لويزا : " وماذا عن جدتي ؟ هل أخبرها بأنني رايتك " وجلست دابون في مقعده خلف عجلة القيادة وهي تقول : " ليس بوسعي أن أمنعك من ذلك ، ولكنني أعتقد أن ذلك ربما يزيد الأمر سؤا في هذه الظروف " وأطبقت لويزا أصابع يديها في قوة ، واستندت على مقدمة السيارة وسالت : " لماذا أنت صامته ؟ لماذا حضرت ثانية بعد كل هذا الوقت الطويل ؟ أنك بالتأكيد تعرفين ما يعنية حضورك الآن لـ مانويل في هذه الظروف ؟" وأدارت دابون محرك السيارة ، وهي تقول : " انني أسفة يا لويزا اذا كنت تظنين أنني كتومة . كم كنت أتمنى أن أرى جيما " وتهدج صوتها ، وهزت رأسها ، وهي تقول : " الى الملتقي " " الى الملتقي يادابون . وانتصبت لويزا ، ثم جرت لتلحق بها من جديد ، وهي تسأل : " هل تسمحين لي بزيارتك في الفندق قبل أن ترحلي ؟" وتشبثت دابون بعجلة القيادة وهي تجيب : " لا أعتقد ان ذلك يكون مناسبا ثم " ثم قالت : " الى الملتقي " ثم قادت السيارة مسرعة . وأنفاسها المحتبسة تكاد تخنقها . |
الساعة الآن 07:42 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية