منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   162 - تحسبين الدقائق - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t149088.html)

dalia cool 28-09-10 12:35 AM

162 - تحسبين الدقائق - آن هامبسون - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6a5b0fb41a.gif



رح انزل رواية تحسبين الدقائق اتمنا تنال اعجابكم
للامانة الرواية منقولة و كل الشكر للكاتبة




اسم الرواية:تحسبين الدقائق
المؤلفة:آن هامبسون
الاسم الاصلي:The Black Eagle
1973


الغلاف
http://www.liilas.com/upp/uploads/im...349f3c3b4e.jpg




الملخص


من قلب الأشياء الميتة تولد احيانا زهرة.وهناك دائما بارقة أمل في قلب اليأس تطل وتختفي.دون خوان راميريز فكر ان موت خطيبته هو نهاية العالم . أغلق على نفسه ابواب الحياة وظل يعيش بعيدا عن الناس في مزرعته الموحشة طيلة عشر سنوات .ولكنه صدفة
منتديا
منتديات ليلاس
ت ليلاس
يلتقي روكسان الجميلة,زهرة مجتمع سمع بها قيل ان يراها.انها صورة طبق الأصل عن خطيبته, وهذا بحد ذاته كاف ليجعله يخرج من عزلته بحثا عن شعاع مستحيل .
منتديات ليلاس
كيف يقنعها بحبه وهي ترتعش خوفا كلما رأته,هذا الرجل الذي يلقبونه (بالنسر الأسود) لأنه يشبه طائرا جارحا؟
والسراب الذي وجده وتشبث به كالغريق ,كيف يحوله الى حقيقة؟




http://www.liilas.com/upp/uploads/im...0f12310b84.gif

dalia cool 28-09-10 12:50 AM

1- وحدي مع النسر


كانت ترقص فرحا وبهجة وثوبها الطويل يتموج حول جسمها الناعم الرشيق عندما تقدم منها جويل قائلا:
" دعيني أراك".

وبينما جويل يقترب منها , دارت لتجد نفسها أمام أبواب ضخمة من خشب السنديان تؤدي الى قاعة دافئة تنبعث منها أصداء الموسيقى , فأتجها نحو زاوية وجلسا بعيدين عن مرأى الضيوف العديدين الذين يحضرون حفلة زفاف.
" قولي أحبك".منتديات ليلاس

وبصوت عذب رقيق رقة نسيم الصيف في الصباح أجابت روكسان:
" أحبك يا جويل".
كان في عبارتها تلك شيء من الخضوع نتيجة التشدد في الطريقة التي أنشئت عليها وأضافت:
" أحبك جدا جدا".
منتديات ليلاس

وغرقا في عناق طويل أفاقت بعده محدقة في عينيه الزرقاوين بينما عيناها تشعان كالنجوم وشفتاها ترتجفان وقلبها يرقص طربا , الحياة رائعة ... كيف لا وقد وجدت مثلها الأعلى في الرجل الوحيد الذي أحبته
منتديات ليلاس
وستظل تحبه , طويل أنيق وجذاب , بأمكانه أن يحصل على أية فتاة يشائ , ألا أنه أختارها هي.
" لا أستطيع الأنتظار يا حبيبتي".
وبخجل طفلة خائفة , أنصرفت عنه وهي تردد:

"أرجوك ... لا تقل هذا يا جويل".
أستدار نحوها ليقول:
" أفكارك لا تتماشى مع العصر الذي نعيش فيه , لماذا يا حبيبتي ؟ سنتزوج بعدما أمون وفرت بعض المال , لماذا تنفرين من القليل من الحب؟".

عبست لدى سماعها تلك العبارة وأجابت:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...38b644f718.gif

dalia cool 28-09-10 01:11 AM

" أريد أن أعود يا جويل".
لم يكن منه ألا أن دفعها نحوه قائلا:
" أنها تلك العجوز السخيفة ... نعم هي يا حبيبتي , لا تنكري ذلك , أرجوك .... تلك العجوز العانس التي لا تثق بأي رجل".

لم تعلق روكسان بشيء , غير أن صورة تلك المرأة أمتثلت أمامها و عينان رماديتان تنزان ماء , ظهر محني ووجه تكسوه علامات التقدم بالسن ويدان تشكوان آلام الروماتيزم المزمن , كانت ديبورا شخصامحببا ومحترما من العائلة , جيء بها بعد أن توفيت والدتها مباشرة , فرعت ديبورا الطفلة وربتها بالطريقة التي أعتقدتها الأفضل.منتديات ليلاس

كانت ديبورا تقول لها دائما:
" الرجل الذي سيحبك سوف يضعك على قاعدة تمثال , وعليك يا روكسان أن لا تفعلي أي شيء ينزلك من ذلك المكان , فمهما يكن حب الرجل ثابتا , فذاكرته تبقى ثابتة بالقدر نفسه , سوف يبقى يدللك ما دمت جالسة في المكان الذي وضعك فيه , وأن سقطت فأنه لن ينسى ذلك أبدا ".

ضحك جويل من هذا الكلام مذكرا روكسان بأن عمرها تسعة عشر عاما وبأنها سيدة نفسها وعليها أن لا تصغي لا الى مربيتها العجوز ولا حتى الى والدها , ألا أنه ليس بأمكان المرء أن ينسى بسهولة علاقة تعود
منتديات ليلاس
لسنوات عديدة خلت , أن أحترامها لوالدها وخشيتها منه هما الآن بالقوة نفسها مثلما كانا عند طفولتها ,ولذلك لا تستطيع أن تفعل شيئا لا توافق عليه ديبورا , الأمر الذي يجعلها تعارض محاولات جويل في أقناعها.

ورددت:
"أريد العودة".
عندها أمسكها جوليان بذراعيها وأتجها معا نحو القاعة الكبيرة في الفندق حيث كانت تؤدي فرقة موسيقية معزوفة فالس , والضيوف يقهقهون ويتحدثون وهم يرقصون.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...38b644f718.gif

dalia cool 28-09-10 01:17 AM

كان الوقت بعد منتصف الليل , وبينما وقفت روكسان أمام المرآة تغير ثيابها , أذا بالباب يفتح وتدخل المرأة العجوز , أبتسمت روكسان وقالت:

" أنني سعيدة جدا يا ديبورا".
فأجابت:
" جئت فقط لأقول لك تصبحين على خير , لقد سمعتك تدخلين ".
ومشت ديبورا بهدوء لتقف في منتصف الغرفة وتتأمل , بعينين شاحبتين , وجه روكسن المتوهج.

" ما زلت مستيقظة ؟ كان يجب عليك يا عزيزتي أن تطفئي الضوء وتنامي".
فأجابت ديبورا :

" أود أن أتأكد من عودتك يا حبيبتي".
قالت روكسان:
" عليك ألا تقلقي عندما أكون برفقة جويل , فأنا أشعر بأمان معه ( وبعد فترة من الصمت أردفت) هل سمعتني أقول أنني سعيدة؟".
أجابت ديبورا على الفور:منتديات ليلاس

" طبعا , وهل أدع ذلك يفوتني؟ حتى لو لم تقوليه فأنني أراه , لقد مضى على ذلك أسابيع , متى ستتزوجين؟".
" ليس لدينا المال الكافي.... أو على الأقل هذا ما يقوله جويل , وهل أتزوج وليس لدي شيء؟".

" جويل رجل حكيم , ووالدك يوافق أن عليه أن يوفر بعض المال أولا ".
حاولت العجوز نظرها نحو الحائط , تطلعت اليها روكسان عابسة لتسأل:
" بماذا تفكرين يا ديبورا؟".
منتديات ليلاس

أرادت روكسان أن تعرف حقيقة شعورها ونظرت نحو العجوز ثم هزت رأسها أذ تذكرت أن ديبورا تحب جويل في بادىء الأمر .
وأبتسمت ديبورا قائلة:
" ليس مهما يا طفلتي".
منتديات ليلاس
أخذت روكسان تتأمل ديبورا برفق , وجه زادته السنون قبحا , وبشرة مرتخية وخدان تظهر فيهما الشرايين الحمراء مثلما تظهر الطرق على الخرائط , وشعر أبيض مجدول من الخلف , تقدمت منها ديبورا وبشفتين باردتين خاليتين من أي لون قبلتها قائلة:

" تصبحين على خير يا عزيزتي , وأحلاما سعيدة".
أحلام سعيدة ... أمنيه مألوفة , تسمعها روكسان منذ وعت الحياة .
أغلق الباب بهدوء خلف المرأة العجوز , نظرت روكسان في المرآة مرة أخرى وراحت تتأمل نفسها , جسم نحيل متواز بشكل تام , وجه جميل ,

خدان لم تبخل عليهما الطبيعة , عنق طويل منحن قليلا وجبهة خالية من الخطوط , كتلة من الشعر عسلية اللون فوقها ظلال جميلة نحاسية تتدلى على كتفين بيضاوين ناعمتين , عينان بنفسجيتان نقيتان تشعان كالنجوم بسعادتها الداخلية , الحياة جميلة , قالت لنفسها مرة أخرى.

وبعد أسبوع , وبينما هي تتحدث الى جويل , فاجأها بالقول :
" أنا ذاهب الى لندن من قبل الشركة التي أعمل فيها يوم الأربعاء , ولن أعود قبل الأثنين".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...38b644f718.gif

أحاااسيس مجنووونة 28-09-10 03:01 AM

يعطيك الف عافية دودو باين انها كتير حلوة بانتظار التكمل على نار

queen_salma 28-09-10 08:36 AM

ـ تسلم ايديكي يا دودو بس ويت الباقي بصراحة شوقتينا

فتاة 86 28-09-10 10:00 AM

يعطيكي العافية لرواية من أولى حلوة يعطيكي العافية وموفقة
بس لا تطولي علينا

زهورحسين 28-09-10 12:44 PM


شكررررررررررررا:dancingmonkeyff8:
عمري:dancingmonkeyff8:من زمان نفسي اقراها:dancingmonkeyff8:
:flowers2::flowers2::flowers2:

زهورحسين 01-10-10 06:29 PM

: دلول عمري احنة همين نحسب الدقائق!!!!!!!!!!!
بلييييييييز التكملة:yellow::yellow::yellow:

نجمة33 02-10-10 03:47 PM

تسلم ايديكي يا دودو

dalia cool 05-10-10 02:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2458892)
يعطيك الف عافية دودو باين انها كتير حلوة بانتظار التكمل على نار

و يعافيكي سوسو و الحلو هو مرورك العطر لك ودي يا عسل:flowers2:

dalia cool 05-10-10 02:47 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة queen_salma (المشاركة 2459266)
ـ تسلم ايديكي يا دودو بس ويت الباقي بصراحة شوقتينا

اللة يسلمك و شكرا على المرور و انشاء اللة اكملها لك ودي :flowers2:

dalia cool 05-10-10 02:54 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2459311)
يعطيكي العافية لرواية من أولى حلوة يعطيكي العافية وموفقة
بس لا تطولي علينا

و يعافيكي و الحلو هو مرورك العطر لك ودي:flowers2:

dalia cool 05-10-10 02:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهورحسين (المشاركة 2459399)
شكررررررررررررا:dancingmonkeyff8:
عمري:dancingmonkeyff8:من زمان نفسي اقراها:dancingmonkeyff8:
:flowers2::flowers2::flowers2:

شكرا على مرورك العطر زهور لك ودي يا عسل:flowers2:

dalia cool 05-10-10 02:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2465415)
تسلم ايديكي يا دودو

اللة يسلمك نجمة و شكرا على مرورك العطر:flowers2: لك ودي

dalia cool 05-10-10 03:01 PM

فهتفت:
" أوه....".
ولبرهة شعرت بأن غيابه سيطول لسنة وأكثر.
" سوف أموت".

أبتسم جويل , وبرفق وضع يده على خدها وقال:
" آمل يا حبيبتي , أن لا تفعلي ذلك".
" لن تحضر حفلة كلير أذن".

" كلا يا عزيزتي , لكن عليك أنت الذهاب".
أجابت على الفور:
" لن أذهب الى أي مكان بدونك".

فقال بأصرار:
" ليس هناك من سبب يدعوك لعدم الذهاب , لا يجب أن تخذلي كلير فهي صديقتك قبل أن تكون صديقتي".

صحيح , فكلاهما درس في المدرسة ذاتها وهي التي عرفت جويل اليها .
" نعم , أعتقد أنه يجب علي ذلك".
عندما كانت ترتدي ثيابها للذهاب الى حفلة عيد ميلاد كلير مساء يوم السبت ,لم يكن لدى روكسان أي أهتمام بما تفعل, أن تلبس من أجل جويل فهي مسألة مختلفة تماما ,وبعدما أنتهت من أرتداء ملابسها ووقفت أمام والدها وديبورا اللذين أبديا أعجابا كبيرا بها أحست بشيء من الراحة.

" جاهزة يا عزيزتي؟".
قالها والدها الذي كان بأنتظارها ليأخذها بسيارته , ثم أضاف:
" تبدين جميلة جدا".منتديات ليلاس

أحمرت وجنتاها قليلا ثم شكرته على ملاحظته , كانت تشعر دائما بالأرتباك كونه رجلا عسكريا , طويل القامة , مستقيما صارما , فبينه وبين ديبورا , وأفكارهما المتشددة في التربية , تكونت لدى روكسان ميزة الطاعة الغريزية , ففي حالات كثيرة كانت تثور على ذلك بهدوء آملة أن

تصبح من تلقاء نفسها ميالة الى التوكيد والحزم , وكانت تفكر , بأنها عندما تتزوج سوف تنمو حريتها الشخصية أذ أن جويل لن يكون أبدا مستبدا لهذه الدرجة فيحاول أخضاعها وقهرها.
وعندما أقتربت السيارة من فندق فورتونا الرائع قال الوالد:
منتديات ليلاس
" سأعود في حوالي الساعة الحادية عشرة , تكونين جاهزة في هذا الوقت؟".
أدركت روكسان أن الطريقة التي قال بها ذلك كانت أقرب الى الأمر منها الى الطلب , فوالدها يحب دائما أن يأوي الى فراشه قبل منتصف الليل , وعودته لأصطحاب روكسان مسألة تعتبر في الواقع تنازلا منه , وهي تقدر به ذلك , وعند دخولها القاعة تقدمت كلير منها مرحبة:

" أهلا روكسان ,أنا متأسفة لعدم تمكن جويل من الحضور ".
أجابتها :
" أنا أيضا تأسفت جدا لذلك".

وخفت صوتها وقد تسلط نظرها على عينين داكنتين كانتا تحدقان فيها من طرف القاعة البعيد , لم تستطع أن تحول بصرها عنهما , وشعرت للوهلة الأولى بأنها وقعت ضحية تينك العينين المتفرستين.


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:04 PM

" من.... من يكون ه.... هذا؟".
قالتها بفم جاف وصوت مرتجف , أخبرتها كلير من يكون , ألا أن روكسان لم تنتبه لأن كل همها كان مركزا على ذلك الرجل الذي لم يحول عينيه

السوداوين عن وجهها الصامت وحركات جسمها النحيل , أرتجفت , وبصورة عفوية وضعت يديها حول كتفيها المكشوفتين , شعرت بأنها ترتجف بالفعل , وبأن أعصابها توترت , برغم ذلك أستطاعت أن تسجل في ذاكرتها بعضا من ملامحه الظاهرة.... قامة طويلة وجسم رشيق وبشرة برونزية وشعر قصير

لامع وجبهة مليئة بالتجاعيد وشفاه رقيقة في وجه يوحي بالقساوة والغطرسة , أنه الشر بعينه , هكذا فكرت بعد أن غمرتها رعشة أخرى , لماذا يحدق فيها هكذا؟ ولماذا لم تستطع أن تحول نظرها عنه ؟ ومن تراه يكون؟ أخذت كلير صديقتها جانبا وهي تنظر اليها بغرابة لتقول:
منتديات ليلاس

" أنه دون خوان أرماندو راميريز , يبدو أنك فتنت به؟".
حولت روكسان نظرتها المحدقة لتسأل:
" أنه.... أنه غير أعتيادي ,أهو أسباني أم برتغالي؟".منتديات ليلاس

أجابت كلير :
" كلا , هو من المكسيك".
" وكيف تعرفت اليه؟".

وضعت كلير ذراعيها حول روكسان وأتجهتا نحو شلة من الأصحاب ثم تابعت روكسان:
" لم تذكريه أبدا من قبل".
منتديات ليلاس
أجابت كلير:
" أنني لا أعرفه , فهو صديق لمارتن الذي تعرف اليه خلال رحلاته في شهر تشرين الثاني( نوفمبر الماضي)".

" صديق لأخيك؟ وهل يمضي فرصته هنا؟".
شعرت روكسان عندما سألت ذلك , بقليل من الأحراج أذ أن مارتن كان يود كثيرا أن تكون صديقته , وعندما رفضت , تركها وأخذ يسافر من مكان لآخر , تذكرت الآن أنه كان قد كتب لأخته كلير يعلمها بأنه متجه الى المكسيك عن طريق الولايات المتحدة.

وأجابت كلير :
" أعتقد ذلك , مساء أمس فقط علمت بأنه قادم الى الحفلة , وكما تعلمين مارتن يسكن في شقته الخاصة الآن , أتصل بي هاتفيا ليخبرني بأنه قادم بصحبة أحد الأصدقاء هذه الليلة".
ثم هزت كلير كتفيها أستهجانا وتابعت:

" تعرفين مارتن فهو غريب الأطوار في كل ما يعمل , أي أخ آخر عداه يذكر على الأقل أسم الصديق الذي سيصطحبه معه , لقد أرتعدت عندما رأيت خوان هذا.... أنه يذكرني بكل ما هو شرير".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:08 PM

حدقت روكسان في عيني الرجل , أنه غير حقيقي , عضلات وجهه جامدة وعيناه الداكنتان تحدقان فيها من الجهة المقابلة , أستطاعت أخيرا أن تحول نظرها عنه لتقول:

" قلت نفس الشيء عندما رأيته , أنه صنف غريب من الرجال".
وبصوت خافت قالت كلير:
" قبل لحظات حصلت على بعض المعلومات عنه من مارتن سأخبرك أياها فيما بعد , عندما ننفرد ببعضنا".منتديات ليلاس

وتطلعت نحو الضيوف مبتسمة .
" أهلا بكم جميعا , أنا ممتنة لحضوركم".
ومن الطرف الآخر قالت أحدى الحاضرات وتدعى غليندا هارتنيت :

" شكرا لدعوتك هذه".
ثم صمتت وسألت :
" بحق السماء, من يكون المخلوق الواقف هناك؟".

أجابها أحد الحاضرين:
" صديق لمارتن من المكسيك".
" أنه لا يجيد الأختلاط بالناس , لماذا لا يأخذه مارتن ويعرفه الى الحضور؟".
م
منتديات ليلاس
نتديات ليلاس
أجابت كلير :
" أعتقد أنه سيفعل , مارتن يتكلم على الهاتف الآن وسيعود بعد لحظة ".
وقفت روكسان صامتة بينما الآخرون يتناولون أطراف الحديث وهم في

طريقهم نحو القاعة ,كانت ما تزال متوترة الأعصاب وأزداد ذلك التوتر , وأزداد ذلك التوتر , وأزدادت معه ضربات قلبها عندما لمحت مارتن يتقدم نحوها ذلك الرجل الغريب , تولت كلير تقديمهما لبعضهما البعض ثم غادرت المكان.

شعرت بأحكام قبضته على يدها ,وبسمة رقيقة , قالت بتهذيب:
" تشرفت بمعرفتك".
فأجابها بصوت هادىء , عميق النبرات:
" أنا مسرور بمعرفتك يا آنسة هاتون".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:11 PM

بقيت يد روكسان في يد ذلك الرجل مدة فشعرت أن صديقاتها يراقبن ذلك وهن على وشك الأنفجار بالضحك , أحمرت وجنتاها وهي تحاول سبر غور نظراته عندما قال:

" يجب أن نتكلم سوية فيما بعد".
كانت على وشك أن تسأله السبب لو لم يقاطعها مارتن ليقدمه الى شخص آخر.
وبعد قليل وجدت نفسها واقفة بالقرب من كلير حيث الجميع يتناولون المأكولات الباردة فقالت:

" أخبريني كل شيء عن ذلك الرجل".
أجابت كلير:
" دون خوان؟ما لدي هو بعض المعلومات الممتعة التي حصلت عليها من هنا وهناك , يقال بأن أصله يرجع الى أحدى الجماعات التي كانت تغزو وتنهب وتقتل , خوان لم يخبر أخي بهذه المعلومات غير أن مارتن حصل عليها من

أحد الأشخاص عندما كان يزور خوان , فأشخاص مثل خوان يظهرون من وقت لآخر بين عائلات يتسم أفرادها بالوسامة , ألا أن هذا ليس كل شيء.... كان لخوان خطيبة رائعة الجمال توفيت فيما بعد, فآلمه ذلك أشد الأيلام وأنغلق على نفسه ومزرعته حتى أنه لم يسمح لأحد سوى الخدم , وما
منتديات ليلاس

أكثرهم عنده , بالدخول والخروج , هذا ما قاله مارتن".
وبعد تفكير قالت روكسان:
" أنها قصة حزينة , ألا أنني لا أستطيع أن أتصور أي فتاة توافق على الزواج منه في الدرجة الأولى ... أنه مخيف".منتديات ليلاس

هزت كلير رأسها قليلا ثم قالت:
" أوافقك على ذلك , غير أن مرارته هي التي تسيء اليه من ناحية أخرى , هنالك أمور تبدو جذابة في شخصيته وهي صرامته وشفتاه الرقيقتان".
أومأت روكسان برأسها علامة الموافقة ثم سألت:

" أذا لم يسمح لأحد بدخول مزرعته فكيف أستطاع مارتن الأجتماع به؟".
أجابت كلير:
" أنها قصة غريبة , كان مارتن يمر أمام المزرعة في يوم من الأيام عطشا , وعندما وجد بوابة القصر مفتوحة دخلها فلمحه خوان الذي كان
منتديات ليلاس
يتمشى في الحديقة في تلك الساعة ,ثار عليه في بادىء الأمر , ألا أنك تعلمين كم مارتن لبق وفاتن ,والنتيجة , أنه بعدما أنتهى من شرب الماء طلب منه خوان أن يمضي بعد ظهر اليوم معه ليستحم ويرتاح قليلا

, ثم ألح عليه في البقاء وتناول العشاء , بقي مارتن بضيافة خوان ثلاثة أيام , وبقيا بعد ذلك على أتصال مستمر وأتفقا على أن يقوم خوان بزيارة مارتن في أنكلترا حالما يعود الأخير اليها , وأنت تعلمين أن مارتن عاد منذ أسبوعين فقط , أذن خوان لم يضيع وقتا طويلا في الأنتظار".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:15 PM

قالت روكسان بعبوس:
" الأمر يظهر غريبا بالنسبة الي , كيف أن خوان المتنسك لهذه الدرجة , لم يتردد في المجيء الى هنا؟".

" هذا الأمر حيرني أنا أيضا".
ثم أضافت كلير:
" أن مارتن فرح جدا بمجيء خوان , قال أنه من الصعب التصور كيف أن رجلا كهذا ينقطع عن العالم الخارجي من أجل حب ضائع".

قالت روكسان:
" لا أستطيع تصور ذلك أيضا".
أجابت كلير:

" بالعكس... فأن رجالا من هذا الصنف يحبون بعمق ومرة واحدة في حياتهم".
أبتسمت روكسان وسألت بصوت جدي عن الوقت الذي مضى على وفاة خطيبته , أجابت كلير:
" عشرة أعوام".منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

" وهل أمضى كل هذه السنوات يعيش حباة نكدة؟ أنا لا أصدق".
أكدت لها كلير :
"هذه هي الحقيقة , كان عمر خوان ثلاثة وعشرين عاما عندما حدث ذلك ,توفيت خطيبته خلال أسبوع في المستشفى بعد تعرضها لجرثومة مميتة , فأصبح خوان على أثرها في وضع لم تنفع معه أية مواساة مما جل البعض يعتقد أنه سينتحر".

هزت روكسان رأسها وقالت:
" أنه أقوى من أن يفعل ذلك".
قالت كلير :
منتديات ليلاس
" أوافقك على ذلك ,ألا أن الرجل الذي أخبر مارتن بالقصة عندما كان في مزرعته , قال أن جميع الناس هناك توقعوا موت خوان".
ثم علقت روكسان قائلة:

" لقد كان هذا الرجل كريما بمعلوماته أتجاه هذا الغريب".
أجابتها كلير:
" الجميع علموا بأمر ذلك الأنكليزي الذي دخل المزرعة ونزل بطريقة لا تصدق ضيفا على صاحبها , تناقل الخدم ذلك الخبر على ما أعتقد , الأمر الذي جعل ذلك القروي يسخو في تزويد مارتن بتلك المعلومات , ربما بهدف

أخراج مارتن من المزرعة , ألا أن هذه الخطة لم تنجح لأن مارتن كان يعلم أن خوان سوف يغضب ويمتعض أذا علم أن ضيفه يحاول كشف أسراره الشخصية بعد أستضافته له".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:19 PM

وحارت روكسان بتفكيرها , هدأت أعصابها قليلا ثم توقفت عن التلفت حولها كيلا يقع نظرها مرة أخرى على خوان فتتأثر به كالسابق , ثم تمتمت:

" في ألواقع أنها قصة غريبة ومحزنة , فالمرء لا يسمع كثيرا عن هكذا أشياء".
" أن شعار هذه الجماعة التي ينتمي اليها خوان هو النسر الأسود.... وعندما يولد طفل جديد يكنونه حالا بالنسر الأسود".

لدى سماعها ذلك , أهتزت روكسان بعنف , لو أن صديقتها بقيت صامتة ولم تفه بذلك! عادت تسأل:
" هل الرجل نفسه هو الذي أخبر مارتن بهذا؟".منتديات ليلاس

" طبعا , مارتن لم يتحدث الى أحد سواه".
حدقت روكسان في تينيك العينين السوداوين الحادتين , فغارت أعصابها مرة أخرى , تقدم خوان طالبا منها الرقص معه , وقبل أن تفوه بكلمة الرفض وجدت نفسها بين ذراعيه على الحلبة , وبعد قليل قال:

" ترقصين بخفة يا آنسة هاتون , فهل تفعلين ذلك كثيرا؟".
أجابت على الفور:
" ليس كثيرا , أذهب الى الحفلات ,وفي بعض الأحيان يأخذني صديقي الى نوادي الرقص".
منتديات ليلاس

مضت لحظة وجوم غريبة تابع خوان بعدها:
" صديقك؟ أخبريني عنه".
تطلعت روكسان اليه ثم عبست قليلا , يظهر أن الرجل معجب بتعابيرها ,قالت:
منتديات ليلاس
" متأكدة أنك لا تريدني أن أحدثك عنه".
أجاب بسرعة:
" على العكس , أنه شيء ممتع, هل أنت مخطوبة؟".
هزت روكسان رأسها وأجابت:

" ليس الآن , لكننا ننوي الزواج فيما بعد".
تقوست شفتاه قليلا , وبأبتسامة أعتقدتها نتيجة فكرة خاصة خطرت على باله قال:

" متى تنويان الزواج؟".
أجابته :
" بعدما يكون جويل قد وفر المال الكافي لذلك".
سأل خوان :
" وهل المال مهم لهذه الدرجة؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:24 PM

فأجابته بسذاجة :
" ليس بالنسبة الي , أتزوج الآن أذا وافق جويل".
حدق خوان في وجهها المتوهج وقال:

" لا بد أن تكونا متحابين جدا".
" طبعا , وألا لن أكون مستعدة للزواج من جويل ".
وبعد لحظة صمت طويلة , شعرت روكسان أنه يومىء برأسه وقد شرد ذهنه ولمح من الأكتئاب بدت عليه ,وتساءلت عما أذا كان يفكر بخطيبته ,وعاد يسأل:

" منذ متى تعرفين جويل؟".
غريب أن يكون مهتما بهذا الأمر الى هذه الدرجة , شعرت روكسان بالتردد في الأجابة على جميع أسئلته التي يهدف من ورائها التعرف اليها , كانت تنقصها قدرة الرفض , لذلك قررت الأجابةعليها كلها فقالت:
" ثلاثة أشهر فقط".منتديات ليلاس

ردد عبارتها وكأنه يتحدث الى نفسه:
" ثلاثة أشهر ... ليست مدة طويلة أبدا".

تمنت روكسان أذ ذاك لو تتمكن من أستعادة هدوئها فكلماته تلك جعلتها ترتعد وتشعر بخوف داخلي تعذر عليها فهمه , وبصعوبة قالت:
" هل تسمح أن نتوقف عن الرقص .... فأنا أشعر ببعض التعب".

لمعت عيناه الداكنتان ثم ما لبث أن خبا بريقهما والفم النحيف ضاق قليلا , أما روكسان فسرت لموافقة خوان على طلبها مغادرة الحلبة , غير أنها ستكون مخطئة أن أعتقدت بأنها تستطيع التخلص منه.
منتديات ليلاس
" يجب أن نتكلم".
وقادها الى زاوية ليجلسها الى طاولة تتسع لشخصين وأردف قائلا :
" أنت جميلة جدا , كم عمرك؟".
لم يكن لدى روكسان القدرة على السكوت فأجابت:
" تسعة عشر عاما".

تنهد بعمق وقال:
" أنه أجمل سن للمرأة".
فأدركت غريزيا أن عمر خطيبته كان تسعة عشر عاما حينما توفيت ,وعاد يقول:

" عيناك لونهما غير أعتيادي , بين البنفسجي والأزرق , لونهما يتغير.... هل لاحظت ذلك؟".
فأجابت بخجل أنها تعرف ذلك ثم أضافت:
" جويل يحبهما".


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:29 PM

لم تدر لماذا قالت ذلك, ربما ذكر أسم جويل يمنحها الحماية.... ولكن ضد من؟
ومن غير أن يعلق على ذلك أستمر خوان بالتغزل فيها قائلا:
" وشعرك أيضا غير أعتيادي.... هذه المسحة النحاسية.....".

شعرت روكسان أن خوان لم يكن معها , بل كان يفكر في الماضي البعيد , وتساءلت عما أذا كانت الألوان التي تحدث عنها هي ألوان شعر وعيني خطيبته , وفجأة صار هناك سبب لأهتمامه.

" شكلك.... وجهك...".
أصبحت روكسان باردة كالثلج , وبغير أتزان ,وقفت لتقول:
" أود العودة الى الآخرين .... أرجوك , خذني الى هناك".

تطلع نحوها بتعجب سائلا:
" ما بالك.... هل أنت مريضة بالفعل؟".
وخامر خوان شعور بأنها تكذب عليه أذ أنها أخبرته قبل قليل بأنها تعبة .

" أنني تعبة .... تعبة فقط".
أجاب على الفور:
" تعبة من رفقتي؟".منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

وبذهول أجابت:
" لا , طبعا لا ., أنني أحب العودة الى الآخرين".
" حسنا يا آنسة هاتون , ربما نرقص معا في وقت لاحق".

" أنا , أنا....".
كانت تود كثيرا أن تقول لا , لكن كيف لها أن تفعل ذلك ؟ ليت جويل كان حاضرا , ليتها رفضت المجيء الى هنا من دونه , ألا أن جويل لم يكن هناك وهي وحيدة مع هذا الغريب , هذا المتنسك الذي بمجرد تعرفه الى مارتن تخلى عن تنسكه وجاء الى أنكلترا حيث ألتقى روكسان التي تشعر هذه اللحظات بأن سيفا مسلط فوق رأسها.
منتديات ليلاس
وبكلمات ناعمة , تبدو فيها عاطفة غير واضحة قال:
" مم تخافين يا آنسة هاتون؟".
هزت رأسها علامة الحيرة وقالت:

" لا أعرف".
ألقى نظرة عميقة على عينيها ثم قال:
"أنت خائفة أذن ؟".

بعفوية أومأت برأسها علامة الموافقة , فعاد يسأل :
" لماذا يا طفلتي .... لماذا؟".
طفلتي.... كلمة غير عادية تأتي من رجل غريب.

أجابت وهي ترتجف:
" في الواقع لا أعرف لماذا , أعتقد أن أعصابي ليست هادئة هذا المساء ".
قال بأصرار:
" هل أنا سبب عدم هدوء الأعصاب هذا؟".
مرة أخرى طريقة غير عادية في الكلام , وجدت روكسان نفسها غير قادرة على الأجابة , ألا أنها أضطرت أخيرا لمصارحته بالقول:
" لم أقابل شخصا مثلك في حياتي".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:33 PM

لم تكد تنتهي من عبارتها حتى لمحت موجة من السخرية تملأ عينيه القاسيتين ثم سمعته يقول:
" تجدينني غريبا بالنسبة الى أهل بلدك الذين يتحلون بالوسامة والجمال ".

لم تتوقع روكسان أن يكون خوان فظا الى هذه الدرجة فشعرت بالحيرة ثانية وقالت:
" أنت مختلف عنهم.... طبعا".

قالت ذلك , لتفهمه بطريقة غير مباشرة , أنه ليس وسيما مثل أصدقائها الآخرين.
ألقى خوان نظر حادة , أدركت على أثرها أنه ليس منخدعا بمظهره وشكله , وبعد صمت قصير قال بصوت هادىء :منتديات ليلاس

" أتريدين العودة الى صالة الرقص ؟ لن أطلب منك أن ترقصي معي مرة ثانية أذا كان ذلك متعبا بالنسبة اليك".
كان في صوته بريق أمل فتحول قلب روكسان الرقيق نحوه , وهي تفكر في الخطيبة التي خسرها خوان ,وكيف يكون شعورها فيما لو خسرت هي جويل , ثم أجابت بأندفاع:
منتديات ليلاس

" لا.... لا تقل هذا يا سيد.... أعني دون.... يا ألهي.... كيف أخاطبك؟".
ضحكت قليلا وهي تقول ذلك وشعرت بالراحة عندما توجه اليها ليقول بلطف:

" خوان يكون سعيدا جدا عندما يأتي ذلك منك".
أستدارت بخجل وهزت رأسها قائلة:
" أوه.... لكن .... لكن هذا ليس صحيحا".

" لا أرى أي سبب يجعله غير صحيح , نادني خوان".
قال ذلك بصوت ناعم , فكررت بعده:
" خوان".
منتديات ليلاس
ثم أردف:
" كنت على وشك أن تقولي شيئا يا..... روكسان".
لفظ أسمها بطريقة جميلة أدهشتها وأربكتها في الوقت نفسه وأجابت:
" صحيح؟ .... نعم , نعم , ما أحببت قوله هو أن الرقص معك لا يتعبني أبدا".

" أبدا؟".
وألتقت عيناها بعينيه فقال:
" في هذه الحال سوف أدعوك للرقص فيما بعد".

هزت برأسها علامة الموافقة , ثم وقف الى جانب الطاولة مفسحا لها القيام عن كرسيها , وبينما هي تحاول الخروج ضربت رجلها بقدم الطاولة ,وما أن سمع خوان صرختها حتى وضع يديه حولها وقادها الى الخارج مستفسرا:

" هل تأذيت يا طفلتي العزيزة؟".
" أنه ألم مؤقت ويزول".
قالت ذلك بصوت عميق مرتجف , شاعرة بلمسات ودفء يديه على كتفيها , وبوجهه الأسمر المنحني عليها وشفتيه القويتين من شعرها .


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...e12dcf02ec.gif

dalia cool 05-10-10 03:36 PM

انتهى الفص الاول قراءة ممتعة

صداقة للابد 05-10-10 04:37 PM

شكرارواية حلوة كتيييير ان كتير بحب الاعداد القديمة
الله يعطيكى العافية متطوليش علينايا قمر:
flowers2:

نجمة33 06-10-10 06:01 AM

شكرا جزيلاا لك

dalia cool 06-10-10 07:15 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صداقة للابد (المشاركة 2469721)
شكرارواية حلوة كتيييير ان كتير بحب الاعداد القديمة
الله يعطيكى العافية متطوليش علينايا قمر:
flowers2:

و يعافيكي صداقة للابد و الاحلا من الرواية هو مرورك العطر لك ودي:flowers2:

dalia cool 06-10-10 07:17 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2470411)
شكرا جزيلاا لك

شكرا على مرورك العطر نجمة لك ودي:flowers2:

dalia cool 06-10-10 07:28 PM

2- الشرك

تقع مزرعة راميريز على تلة تطل على واد أخضر جميل من جهة , ومرتفعات سيارا مادرا من الجهة الأخرى , تسمرت عينا روكسان في تلك المرتفعات وهي لا ترى شيئا سوى صورة حبيبها جويل

, كانت الصورة تلك معلقة في ذهنها ومسيطرة على مخيلتها منذ اللحظة المشؤومة التي تقرر فيها زواجها من خوان , فخيبة أمله المريرة , وأحتجاجه و وأخيرا تسليمه بالأمر الواقع سوف تبقى كلها شاخصةمنتديات ليلاس

أمامها حتى الموت , كانت تعرف ذلك من دون شك ,وفيما هي مسمرة أمام ذلك المشهد جاء صوت زوجها لينبئها بأن العشاء جاهز , أستدارت لتجد خوان واقفا بالقرب منها واضعا أحدى يديه في جيب سترته , سألها:

" لماذا تقفين هنا طوال الوقت ؟ ماذا يشغل بالك يا روكسان؟".
كانت دائما مطيعة , وبسبب تلك الطاعة أسرعت بالزواج من خوان , أما الآن فتشعر أنها قد بدأت تستعيد قسطا من ثقتها بنفسها وأنه لا بد أن يأتي اليوم الذي ستتمكن فيه من التخلي عن زوجها , الذي بسبب شبهها لحبيبته التي قضت , وضعها في موقف الأختيار بين الخزي لنفسها وبين الزواج منه , فأختارت الأخير, لأن والدها فرض عليها
منتديات ليلاس
الزواج من خوان , ولأن ديبورا أخبرتها أن عليها أن تتزوج من خوان , ولأنها علمت أن جويل لن يتزوجها أذا عرف ما حدث , هذا ما كان الجميع يؤمنون به , غير أنه لم يكن صحيحا , فخوان أوقعها في الشرك أولا ثم عرض عليها الزواج....
منتديات ليلاس

أجابته بقولها:
" أعتقد أن بأمكاني أن أمضي وقتي كيفما أشاء".
كلمات فيها من المغامرة الكثيرة , ترددها صبية نشأت على طاعة الكبار , وزوجة أفقدت زوجها الصبر أكثر من مرة فأسمعها أشياء لم تحب سماعها , ومضت تقول:

" أفضل أن أكون هنا وحدي".
" وليس مع زوجك؟".
أستدارت نحوه لتجيب بجرأة :
" نعم أفضل أن أكون هنا بدون زوجي".
رمقها بنظرة سريعة وهو يسأل :


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d7693c0ab4.gif

dalia cool 06-10-10 07:41 PM

" هل تعلمين يا روكسان كم من الوقت مضى على زواجنا؟".
أزداد شحوب وجهها وهي تجيب:

" كيف لي أن أنسى , شهران وثلاثة أيام و....... ( ونظرت الى ساعة يدها قبل أن تضيف ) وأثنتان وعشرون ساعة".
تحول عنها بسرعة , فشعرت أنه يريد أخفاء تعابير زجهه عنها , قال:
" تحسبين الساعات يا روكسان ؟".

" سأظل أحسبها حتى أموت.... وأتمنى أن لا يطول ذلك".
لم تقصد ما قالت بقدر ما كانت تقصد أيذاءه , ولكي تجعله مدركا لغدره وللنتائج المريعة التي تسببت عن ذلك , أرادته أن يتذكر أن جويل هو الذي تحب , وليس ذلك الرجل الأسمر الشبيه بالنسر , الذي يأتي اليها كل ليلة متعجرفا طالبا ودها.

وبلهجة آمرة قال:
" لا تقولي شيئا كهذا!".
وبسرعة أنتقلت روكسان بأفكارها نحو مارتا وصورتها التي شاهدتها مع تلك العجوز الشمطاء التي يسمونها مدبرة المنزل , تلك العجوز التي نذرت حياتها لمارتا وكرست وقتها لجمع كل ما خلفته وراءها , وقال زوجها :منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

" لن تموتي , لن تموتي قبلي... لن أدعك".
وتقدم نحوها فتراجعت الى الوراء , ألا أنه أستطاع الأمساك بذراعها وهزها كما فعل مرات عدة من قبل وصاح بها:
منتديات ليلاس
"لا تقولي ذلك , أتسمعين؟ لا تذكري الموت أبدا مرة أخرى".
كانت روكسان تقف أمامه مرتجفة وقد أبيضت شفتاها فأرخت ذراعيها وقررت عدم المشاكسة وبأنها ستكون في يوم من الأيام أكثر ثقة بنفسها , ندمت على ما فعلت أذ لن يفيدها بشيء سوى توسيع رقعة الخلاف الحاصل بينهما , ثم قالت بصوت مخنوق وعينين دامعتين:

" لنذهب الآن قبل أن يبرد الطعام".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...3e771d8166.gif

dalia cool 06-10-10 07:49 PM

أستدار وراح يخطو بسرعة بينما روكسان وراءه تسير ببطء وهي تتأمل البيت وذلك البستان الذي عاد اليه بهاؤه وجماله بعد أن أهمل ست سنوات متواصلة ,كان المنزل قصرا مؤلفا من

طابقين , ذا نوافذ واسعة فرنسية الطراز , مزينا بأقواس من زهور البوغنفيليه وفناء حافلا بالرسوم المغربية وواجهة يعود تاريخ بنائها الى القرن السادس عشر , بينما قناطر السقوف ممتقعة والأبواب محفورة والمفروشات لا تعكس درجة ثراء صاحبها أـبدا.

دخلت أخيرا الى غرفة الطعام آتية من الطابق العلوي حيث كانت تغسل يديها ووجهها وتمشط شعرها , فسألها خوان الذي كان ما يزال واقفا ينتظرها:منتديات ليلاس

" أين كنت؟ لقد مضى ربع ساعة على دعوتي لك".
أعتذرت وبعد أن سحب لها
الكرسي ليجلسها عليه كما كانت عادته دائما , أجابت:
" لم ألاحظ أنني أخذت كل هذا الوقت ".

ألتقت عيناها بعينيه وقال بصوت ناعم:
" أنتبهي يا روكسان فلصبري حدود , أرجو أن تكوني قد أدركت ذلك الآن".

بدأت بتناول الطعام الذي وضعه الخادم لويس أمامها وهي شاحبة , أنتهيا من الطعام دون أن ينبس أحد منهما بكلمة , ثم نهضت ترافق خوان الى حجرة الجلوس ليحتسيا القهوة , كان الوقت الذي أستغرقته
منتديات ليلاس
تلك الجلسة طويلا الأمر الذي جعل روكسان تفكر كيف ستتحمل آلافا من الجلسات المشابهة قبل الهرب من خوان ,وبينما هما جالسان في غرفة الجلوس أخبرها بأنه ذاهب الى المدينة صباح اليوم التالي لقضاء بعض الأعمال هناك , وقال:

"ربما تودين مرافقتي يا روكسان فأنت بحاجة للتغيير وبأمكانك شراء بعض الثياب".
هزت رأسها بلا أكتراث وقالت:
" لست بحاجة الى ثياب".

وبعد برهة من الصمت عاد يقول:
" يظهر أنه ليس لديك ثياب كثيرة , دعيني أشتري لك بعض الثياب الجميلة".

ألقت عليه نظرة أحتقار واضحة , كانت تلك المرة الأولى التي أستطاعت أن تظهر أحتقارها له , وأعتبرتها جزءا من ثقتها امتزايدة بنفسها , وأجابت:


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...3e771d8166.gif

dalia cool 06-10-10 07:55 PM

" ثياب جميلة؟ من أجل أن تقف أمامي لتبدي الأعجاب؟ أنا لست دمية تلهو بها , فكبريائي القليلة تمنعني من أرتداء ثياب تكشف لك أشياء تتمتع برؤيتها".

لمعت عيناه السوداوان فجأة , فتناول فنجانه بيد مرتجفة وقال:
" دمية؟ أهكذا تنظرين الى نفسك؟".
" أليست هذه نظرتك الي؟".منتديات ليلاس

لم يجب فورا لأنه أعتبر كلامها مسيئا لكرامته , وأخيرا سألها:
" وكيف تعرفين ما يجول بفكري؟".
" أفترضت أنك عنيت الأشياء التي ترتديها النساء من أجل أزواجهن ".
علق بشيء من السخرية:
منتديات ليلاس

" يظهر أنك تعرفين نوع الملابس التي ترتديها النساء من أجل أزواجهن".
ثم أضاف:
" متى تعلمت ذلك؟".
" كنت أعرف ماذا يجب أن أرتدي من أجل جويل".
منتديات ليلاس
قالت ذلك وصمتت برهة تفكر , الكلام الذي قالته ليس في موضعه ومليء بمخاطرة غير ضرورية , أتسعت عيناها عندما لمحت على وجهه علامات السخط بأنتظار رد فعله.
تطلع نحوها وقال بحسرة ظاهرة:

" أنظري يا روكسان , أنك ستندمين على هذه الملاحظات المهينة التي لا تتوقفين عن أبدائها , أنا زوجك , وكلما أسرعت في تقبل ذلك تجعلين حياتك أكثر راحة وهناء , فلا تركبي المخاطر فتندمي.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...3e771d8166.gif

dalia cool 06-10-10 08:00 PM

كانت روكسان تتوقع جوابا عنيفا , وخوفا من حول ذلك لم تزد بل صمتت وعادت لتفرغ مزيدا من القهوة من األأبريق الفضي الموضوع أمامها , وبعد فترة , تكلم خوان بهدوء

ليعلمها بأنه يريدها أن ترافقه الى المدينة صباح اليوم التالي , وأضاف:
" وستشترين بعضا من الأشياء الجميلة التي يحب زوجك أن يراها ".
" أنت تأمرني يأن أذهب الى المدينة برفقتك".
هز رأسه موافقا وأجاب:منتديات ليلاس

" أن كان هذا ما تبغين يا روكسان , أجل , أنه أمر".
أخذت تفكر كيف سيكون رد فعلها لو أنها مثل أحدى النساء اللواتي يتتعن بأرادة قوية مثل كلير مثلا, كلير كانت تقول دائما أنها لن تدع رجلا يتحكم بها , هل بأمكان كلير أن تتحدى رجلا مثل خوان ؟ لا , ليس

هناك من أمرأة تستطيع أن تصمد أمام جبروت هذا الرجل الأسمر , هذا الرجل الأسمر , هذا الرجل الذي يدعوه الجميع بالنسر الأسود , وجمدت عينا روكسان تتأملان قسمات ذلك الوجه الشبيه بوجه النسر الذي
منتديات ليلاس

يكتسي , في قمة الغضب , بقناع شر عميق يجعلها تهرب منه مرتعدة , وكان خوان في تلك الحالات يتركها وشأنها ثم يحاول بعدها أشاعة جو من الأطمنان حولها ليزيل تلك الصورة من مخيلتها , ألا أن شيئا لم يستطع

أزالة تلك الصورة لأنها تعودت أن تلجأ في كل مرة الى أمور تذكرها بخيانته لها, تلك الخيانة التي كانت تقوي في نفسها الكراهية نحوه ولم تساعدها على الأقتراب لحظة من حدود التسامح .

بعد أنتهائه من شرب القهوة , نهض عن كرسيه وأتجه الى غرفة صغيرة كان يشغلها كثيرا , روكسان لم تعرف بعد ما أذا كانت تلك الحجرة هي للجلوس أم أنه يستعملها كمكتب خاص , ولم تهتم أن تعرف , أما هي
منتديات ليلاس
فذهبت لتقضي وقتها في الحديقة وعادت الى غرفة النوم وجلست قرب النافذة تطالع كتابا وتستمتع بزقزقة العصافير في الخارج , بينما رائحة الأزهار تفوح في كل مكان , كان الوقت ربيعا , وروكسان جالسة قرب النافذة تمتع النظر بالشجرة القريبة المكسوة ببراعم بنفسجية

مائلة نحو الزرقة , وفي البعيد كانت جميع الطرق المؤدية الى المنزل تشبه لوحة طبيعية تمتزج فيها الألوان بينما الأرض مكسوة بحلة خضراء , وخلف ذلك أنتصبت الجبال تعرض صدرها للشمس الدافئة ويغرق تحتها ذلك الوادي الجميل , حيث تبدو رمال شاطىء أكابولكو الذهبية , ذلك

الشاطىء الذي دعاها خوان لزيارته لكنها رفضت , مفضلة أن تذهب الى هناك بنفسها في يوم من الأيام , في هذه اللحظة سمعت روكسان صوتا هادئا يناديها :
" سنيورا".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...3e771d8166.gif

dalia cool 06-10-10 08:06 PM

كانت ما تزال جالسة الى الطاولة الصغيرة , تسبح في بحر من الأفكار عندما سمعت الخادمة لوبيتا تناديها فأجابت:
" نعم".

قالت لوبيتا:
" أن كنت قد أنتهيت فسوف أرفع الصينية".
فسألتها روكسان بأستعلاء:
" وين لويس؟".
منتديات ليلاس
فقالت بلهجة وقحة:
" تعلمين يا سنيورا أن هذا اليوم هو عطلته ".
ثم مدت يديها لتناول الطبق , فصاحت بها روكسان:

" لم أنته بعد".
تناولت الوعاء الفضي وسكبت بعضا من بقاياه الباردة في الفنجان .
جمدت لوبيتا في مكانها ثم قالت:
منتديات ليلاس

" المعذرة يا سنيورا , هذه القهوة باردة , أتريدين أن أجلب لك غيرها؟".
تطلعت روكسان في فنجانها وقالت:منتديات ليلاس

" أنها جيدة , شكرا لك ,بأمكانك الذهاب الآن".
بقيت عينا المرأة الرماديتا اللون مثبتتين على روكسان , ثم أردفت تقول:

" أنت أمرأة ذات كبرياء ,جميع الأنكليزيات كذلك".
لم تعد روكسان تتحمل وجودها أكثر ,وبلهجة آمرة وصوت بدت نبراته عالية ومختلفة صرخت قائلة:

" أخرجي من هنا , ولا تعودي ألا بعد أن أغادر الغرفة".
برمت العجوز شفتيها , وقامت بأنحناءة وغادرت الغرفة , تبعتها رو وأغلقت كسان في الحال وأغلقت الباب خلفها ,ثم جلست تفكر في ذلك الباب

الذي يقود الى غرفة زوجها , لم ترها من الداخل بعد , تحركت دون تردد وفتحته , فأحدث صريرا جعلها تقف مقشعرة , وهو نفس الصرير الذي كان يحدثه في كل مرة يدخل زوجها غرفتها.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...3e771d8166.gif

dalia cool 06-10-10 08:10 PM

وقفت مدة طويلة تتفحص تلك الغرفة .... ذلك السرير الخشبي الكبير وتلك الطاولة الموضوعة قرب نافذة تطل على المساحة المحيطة بالمنزل وتشرف على الجبال , دخلت الغرفة أخيرا ووقفت

أمام الطاولة وعيناها تحدقان في درجها الأوسط المقفل , فشدته قليلا وأذا به ينفتح أمامها لتشاهد في داخله مشبكا ذهبيا لربطة عنق وأزرار ذهبية وملفا لفت نظرها , تفحته قليلا ثم رمته وأغلقت الدرج

, عند عودتها الى حجرها كادت تسقط على الأرض فزعا حينما وقعت عيناها على وجه لوبيتا الساخر , قالت لها:
" ماذا تعملين هنا ؟ أخرجي فورا!".منتديات ليلاس

فأجابت لوبيتا:
" لقد جئتك يا سنيورا بالبريد الذي وصل الآن , رسالتان موضوعتان على طاولتك".
ألتفتت روكسان نحو الطاولة الموضوعة في زاوية الحجرة وقالت:
منتديات ليلاس

" شكرا".
ثم أشارت عليها بالخروج , فقالت العجوز:
" فضولك دعاك لمعرفة محتويات ملف الدون خوان".
وقبل أن تجيب روكسان أضافت لوبيتا:

" أنها صور يا سنيوريتا ..... صور".
ثم تركت الغرفة وأغلقت الباب خلفها دون ضجة , ألقت روكسان بصعوبة نظرة على باب غرفة خوان وهزت كتفيها , ثم أتجهت نحو الطاولة وأخذت رسالة ديبورا وبدأت تقرأ :

" عزيزتي روكسان:
" أمل أن تصل رسالتي هذه وأنت تنعمين بالخير والسعادة , حزنت بعد قراءتي رسالتك الأخيرة ألا أن والدك وأنا , لم نشعر بالندم على ما قمنا به , هناك يا عزيزتي , طريق واحدة صحيحة , وهي أن تتزوجي
منتديات ليلاس
الرجل الذي تستطيعين أن تمنحيه نفسك , ليس بمقدورنا عمل شيء رغم السعادة التي كانت تغمرك مع جويل , بالمناسبة قام بزيارتنا يوم الجمعة عندما كان والدك في رحلة عمل في الخارج , لم يذكرك أبدا ,

وجدته هزيلا أكثر من الماضي , أعتقد أن صحته ستعود اليه..... الرجال عادة هكذا , أنتبهي لنفسك يا طفلتي وأكتبي قريبا"
المحبة لك دائما
ديبورا".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...3e771d8166.gif

dalia cool 06-10-10 08:13 PM

كان هذا كل شيء , عضت على شفتها بقوة محاولة بصعوبة صد دموعها وأخذت ترثي حالها , أذ شعرت بأن الجميع هجروها في ساعة أحتياجها اليهم , كانت في حاجة الى رسائل من الأهل تشعرها

بالقليل من الراحة , كان بأمكان ديبورا أن تقول أكثر , أعادت روكسان قراءة الرسالة وفي هذه المرة لم تستطع حبس دمعة حارة , أعادت الرسالة الى الظرف وبينما هي تهم بفتح رسالة والدها أذا بها تسمع

حركة في غرفة خوان , وقبل أن تقف لتستطلع السبب , أنفتح الباب وأذا بزوجها يقف فيه ويسأل بحيرة:
" هل كان أحد هنا؟".منتديات ليلاس

هزت روكسان رأسها وقالت:
" لا , لا أفهم ماذا تعني؟".
" دقت لوبيتا على باب مكتبي لتتأكد من وجودي هناك , في تلك اللحظة كان شخص ما في غرفتي أستطاعت أن تسمع خطواته من غرفة الجلوس".
مرت برهة صمت , وهي تفكر بالصور وتستعيد بسرعة ما حدث وقالت:

" وهل بأمكانها سماع أصوات كتلك بوضوح؟ فسقف حجرة الجلوس عال وغرفتك مغطاة بسجادة كثيفة , لا بد أن حاسة السمع لدى لوبيتا فوق العادة لتشعر بوجود أحد ما , في غرفتك".
منتديات ليلاس

" أنا نفسي أعتقدت ذلك غريبا , وكما تقولين , يجب أن يكون سمع لوبيتا فوق العادة ".
ثم هز كتفيه علامة اللامبالاة وتراجع مغلقا الباب خلفه.
أسترخت روكسان على كرسيها تحمل رسالة والدها في يدها وهي تفكر , أن لوبيتا تحاول أن وقع روكسان في الفخ لأنها ذكرت لها عمدا موضوع الصور
منتديات ليلاس
الموجودة في الملف , وهي واثقة من أن روكسان ستحاول العودة الى غرفة خوان مرة أخرى لتدقق في صور تلك الصبية التي أحبها خوان وما يزال , الأمر الذي كانت روكسان تعتقد به فعلا , وبعد برهة قررت التخلي عن هذه الأفكار كي تقرأ رسالة والدها.

لم تحتو الرسالة على أية أخبار , كانت قصيرة تنقصها العاطفة الحقيقية ,تماما مثل رسالة ديبورا , وضعت يديها على وجهها وأخذت تبكي ليس لأن الرسائل لم تحتو أشياء تود سماعها , بل لأن والدها وديبورا ,

كليهما يعتقدان بأنها خذلتهما بذهابها مع شخص كانت قد تعرفت اليه قبل أيام فقط
.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...3e771d8166.gif

dalia cool 06-10-10 08:19 PM

وبينما هي تسبح في بحر من الدموع تستعيد تلك اللحظات المريعة من حياتها وجدت نفسها تقف الآن حائرة أمام واقع مؤلم جديد يكاد يدمر حياتها كلها , وسببه الةحيد ذلك الشبه الكبير

بينها وبين خطيبة خوان السابقة , وراحت تتذكر كيف قال قال لها :" تصبحين على خير" بعد آخر رقصة رقصاها سوية " وسوف نلتقي بالقريب" وكان اللقاء في منزلها بالذات وتذكرت كيف فتحت له الباب فوقف عنده ليقول لها بكل برودة:منتديات ليلاس

" مساء الخير .... كنت مارا من هنا فقررت زيارتك , هل لديك مانع؟".
وقفت مبهورة البصر أمامه وهزت رأسها.
كانت روكسان وحيدة في المنزل , ديبورا ذهبت لزيارة أختها أما

والدها فكان في الخارج في رحلة عمل , خطر ببالها لأول لحظة أن تغلق الباب في وجهه , ألا أنها حافظت على أعصابها وأجابته بكل تهذيب , لم لا تستطيع أن تتذكر ما قالته له بالفعل ؟ لكنها متأكدة أنها لم تطلب

منه الدخول , الشيء الذي تتذكره هو وقوفه بجانبها بحجرة الجلوس حيث طلبت منه أن يجلس ففعل ثم قدمت له قهوة ليأتي بعدها طلبه المشؤوم الذي أدى الى تحطيم حياتها:

" بما أنك يا روكسان وحيدة مثلي فهل تمانعين في الخروج لتناول العشاء؟".
وعند طرحه السؤال فكرت روكسان بخطيبته وبصعوبة الفترة التي مر بها بعد وفاتها , فبالرغم من أنها كانت تخافه و أشفقت عليه , ولم تجبه بحزم كما كانت تريد:
منتديات ليلاس
" آسفة يا خوان , لا يليق بي أن أقبل دعوتك لأنني , كما تعلم , شبه مخطوبة".
" هنالك فارق بين شبه مخطوبة , ومخطوبة بالفعل".

فكرت روكسان بأنه لا بد أن يكون في تلك الشخصية المتزمتة قليل من اللطف , فلهجته الناعمة التي تحدث بها , ونظرته المعبرة , وكلماته المستعطفة التي نطق بها دلت كلها على ذلك وبخاصة حين أضاف:

" لن يصيبك أي سوء أن تناولت العشاء معي , فقريبا سأعود الى بلدي , وأود أن أحمل معي بعض الذكريات الجميلة".

لم تقل شيئا لبرهة من الوقت , وتذكرت كلماته لها في حفلة كلير وأهتمامه الواضح بها , الأمر الذي جعلها ترد ذلك الى الشبه الحاصل بينها وبين خطيبته المتوفية , ثم قالت:


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...3e771d8166.gif

dalia cool 06-10-10 08:23 PM

" في الواقع , لا أستطيع..........".
وتوقفت , عيناها البنفسجيتان كانتا تحدقان فيه وكأنهما تلتمسان منه أن يتوقف عن الأصرار , فهي تعرف نفسها جيدا , وتعرف أن عاطفتها لن تسمح لها بأن تحرمه من ساعات قليلة تقضيها برفقته , لأن ديبورا كانت

دائما تحثها على أن لا تفوت فرصة نشر السعادة على الناس أذا سنحت.
وبانت في عينيه السوداوين عذوبة عندما قال:
" أنك يا روكسان رائعة , وأنا أشعر بالغبطة للقاء فتاة مثلك , أنه شرف كبير أن أتعرف اليك".منتديات ليلاس

لم تتذكر أن كان الأخلاص الظاهر في قوله وعبارات الأطراء هي التي جعلتها تغير رأيها , كل ما تعرفه هو أنها شعرت بأن عليها أن تقبل دعوته رغم أنها كانت تخاف أمورا فيه تجهل سببها , طلعت الى غرفتها لتغتسل وتغير ملابسها , وما أن رآها قادمة حتى وقف وقال بأبتسامة خجولة:

" تبدين رائعة يا عزيزتي".
وأقترب كثيرا منها , شعرت بأنفاسه النقية الباردة على وجنتيها ثم جمدت مكانها عندما لمس جبهتها , كادت لحظها تسيء الظن لو أن الرجل لم يثبتها في مكانها وهي غير راغبة في التحرك أو الأحتجاج , أو حتى في منعه من وضع المعطف على كتفيها عندما توقفا لحظة في القاعة , فقالت فجأة :
منتديات ليلاس
" علي أن أترك رسالة لديبورا".
قدم لها خوان قلما ونزع ورقة من مفكرته كتبت عليها ملاحظة مختصرة وقالت :

" أخبرتها أنني خارجة مع صديق , لا أرى جويل أيام الخميس أذ أنه يرافق والدته لزيارة شقيقته وتمضية المساء هناك ,كان يقوم بذلك قبل أن يتعرف الي فأصبح بالنسبة اليه شبه روتين يجب المحافظة عليه".

أبتسم حوان ولم يقل شيئا , فقررت أن تمتنع عن ذكر أسم جويل كي يستطيعا قضاء سهرة ممتعة يحمل خوان ذكرياتها معه الى بلده.


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...3e771d8166.gif

dalia cool 06-10-10 08:26 PM

أخذها خوان الى أفخم وأغلى مطعم , وعندما عاد ليوصلها الى البيت في سيارته المستأجرة , شعرت أن تلك الليلة ستظل في ذاكرتها الى وقت طويل , لم تعرف بالضبط متى غمرها ذلك

الشعور , أعتقدت أنه حصل عندما تعمد عدم أتباع أرشاداتها نحو المنزل وبقي يقود السيارة حتى وصلا الى مكان عرفت فيما بعد أنه مكان سكنه , دخلا الشقة وهي في حالة شديدة من الرعب فصرخت:

" دعني أذهب".
هز رأسه ولم يجب فأخذت تناشده أن يدعها نذهب فأستمر يرفض ويؤكد لها كل الوقت بأنه لن يسيء اليها فقالت:
" أنك تبغي الأساءة الي و وألا لماذا جلبتني الى هنا؟".

أجاب:
" لأنك ملكي يا روكسان , ملكي , هل تسمعين ؟ جويل هذا , ليس لك ..... أريدك زوجة لي , فأنا رجل شريف , وحتى نتزوج لن....".
قالت :منتديات ليلاس

" رجل شريف؟ كيف تستطيع الوقوف هنا والتصريح بذلك؟".
" يصعب عليك أن تصدقيني , لكن نيتي شريفة , أريد أن أتزوجك , لقد علمت الكثير عن والدك وطريقة تربيتك , عندما يعلم والدك أنك أمضيت ليلة معي , سيجبرك على الزواج مني , ليس أمامي أية حيلة أخرى".
منتديات ليلاس

صمتت مدة من الزمن ولم تجب , كانت تفكر بشيء آخر حولها عن الموضوع ثم سألته:
" لماذا جئت الى أنكلترا بعد فترة طويلة من التنسك؟".
منتديات ليلاس
قطب جبينه وقال:
"كيف علمت بتنسكي هذا؟".
أخبرته روكسان كيف توصلت الى معرفة ذلك , حدق خوان في عينيها الدامعتين وقال:

" أطلعني مارتن , عندما كان في زياري , على صورة لك , فقررت أنه علي .... علي أن أراك شخصيا".
حدقت في وجهه وقالت:

" خطيبتك....".
قاطعها قائلا:
" تعرفين عنها أيضا".

قال ذلك بلهجة تخلو من العاطفة , الأمر الذي أدهش روكسان التي أفترضت أنه كان متأثرا من موتها وقالت:

" رجل من قرية قريبة منك أخبر مارتن أشياء كثيرة عنك وعن مارتن أطلع شقيقته عليها بدوره , فأخبرتني هي كل شيء".
حدق فيها مليا وقال:

" كان لديك الأهتمام لتسألي؟".
سألت روكسان بعد أن تجنبت الأجابة عل ذلك ".
" أنا وخطيبتك السابقة متشابهتان , أليس كذلك؟".
أجاب بصراحة :


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...3e771d8166.gif

dalia cool 06-10-10 08:30 PM

" نعم يا روكسان.... نعم".
" ولهذا السبب تريدني أن أصبح زوجتك؟".
" نعم يا روكسان".

شعرت بأنها باردة كالثلج , كان هنالك شيء غير صحي في رغبته , شيء جعلها تبتعد عنه وتذهب الى أبعد زاوية في الغرفة , راقبها دون أن يقوم بأي حركة , كونه يعلم سبب تصرفها هذا , وعادت تلتمسه قائلة:
" دعني أذهب , أتوسل اليك أن تتركني وشأني".

فقال بدون تردد :
" لن أدعك يا روكسان ,أريدك أن تكوني زوجتي".
" والدي لن يسمح لي بأن أتزوجك , سأخبره بما فعلت ليقتص منك".
أقترب منها وقال:منتديات ليلاس

"هل ستخبريه يا روكسان؟ أتريدين أن أودع السجن؟".
كان صوته منخفضا وعيناه جامدتين ,فعجزت روكسان عن أجابته بالطريقة التي كان عليها أن تجيبه بها , شعرت بغموض قوته وسيطرته البارعة عليها .
منتديات ليلاس

وقال مضيفا:
" بما أن والدك سيعلم بأننا أمضينا هذه الليلة سويا , فأنني أعرض عليك الزواج , كأشرف عمل أستطيع فعله , وأنت ستقبلين يا روكسان.... نعم ستقبلين".

أجابت:
" والدي يعلم أنني لن أقوم بعمل كهذا! فأنا أحب شخصا آخر".
" أتعتقدين ذلك؟ كلا , فأنت خلقت لي ومصيرانا متصلان , كنت أعلم ذلك منذ اللحظة التي رأيت فيها عينيك الجميلتين , لن تتمكني من الهرب يا روكسان فأقبلي بما كتب".
منتديات ليلاس
ذهبت الى غرفة نوم جميلة قدمها اليها خوان , وأقفلت على نفسها , تذكرت أنها بقيت مستيقظة طوال الليل , فالليلة تلك , كانت بالنسبة اليها , ليلة أبدية لن تنساها مدى العمر , وفي اليوم التالي تأخرا

في العودة الى منزلها , وعندما وصلاه , كان والد روكسان قد عاد , لقد علم خوان منها بموعد عودة والدها فتعمد التأخير ليحصل بالنتيجة على ما يريد.

لن تنسى روكسان أبدا ذلك المشهد , حاولت المستحيل كي تقنع والدها وديبورا ببراءتها في كل ما حصل , ألا أن تأثير ذلك الأجنبي الأسمر عليها جعلها تتلعثم , وتتصرف بطريقة مناقضة تماما لصراحتها المعهودة , فبدلا من أقناعهما ببراءتها أققنعهما بذنب لم ترتكبه.

" لن تندمي على ما أقدمت عليه".
قال خوان لروكسان في يوم زفافهما وأضاف:
" أنه نصيبك , وأنت حكيمة لأنك قبلت به".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...3e771d8166.gif

حلا الكويت 06-10-10 08:35 PM

الله يعطيج العافيه علر الروايه الرائعه ....ومشكوه على النقل قلب ...

dalia cool 06-10-10 08:41 PM

http://www.liilas.com/upp//uploads/i...f6fa23f262.gif


انتهى الفصل الثاني


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...f6fa23f262.gif

نجمة33 06-10-10 11:04 PM

شكراً لك
تسلم الايادي

فتاة 86 06-10-10 11:07 PM

thank you thank you thank you
It's great
we'll wait for you
best wishes

dalia cool 08-10-10 12:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلا الكويت (المشاركة 2471598)
الله يعطيج العافيه علر الروايه الرائعه ....ومشكوه على النقل قلب ...

و يعافيكي حلا الكويت و الرائع هو مرورك العطر لك كل ود:flowers2:

dalia cool 08-10-10 12:14 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2471813)
شكراً لك
تسلم الايادي

اللة يسلمك نجمة و شكرا على مرورك العطر لك كل الود:flowers2:

dalia cool 08-10-10 12:18 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2471820)
thank you thank you thank you
It's great
we'll wait for you
best wishes

شكرا على مروك العطر لك كل الود:flowers2:

dalia cool 08-10-10 12:24 AM

3- أبتسمي لي

في صبيحة اليوم التالي كانت روكسان تجلس بالقرب من خوان وهو يقود سيارته الكبيرة في البلدة , أنزلها أمام بعض المحلات واعدا أن يلتقيها بعد ساعتين تقريبا وقال:

" سنتناول الغداء وبعدها نقوم بشراء بعض الحاجيات الأخرى".
لم تجب روكسان , كانت تحدق فيه غير مبالية , ومن نافذة السيارة قال:
" أنتبهي لنفسك من السيارات فهي كثيرة في مثل هذا الوقت".

أجابت :
" لا تقلق , فلن أدعها تدهسني".
ثم تابعت :
" ألست خائفا أن أهرب؟ هل تعلم أنك أعطيتني كثيرا من المال؟".
أجابها وهو يهز برأسه:منتديات ليلاس

" لست خائفا أن تهربي مني يا روكسان , ألم أقل لك منذ البداية أن مصيرنا؟ هو كذلك الآن أكثر من أي وقت مضى ,لن نفترق يا عزيزتي ,ولو أنك تؤمنين بهذا كما أؤمن به , تكونين أسعد".

أجابت بسرعة:
" أسعد من ماذا؟ فالمقارنة مضحكة".
وقبل أن يطلق لسيارته العنان ويختفي قال:
" لا أريد مجادلتك في هذا الوقت , لدي أجتماع عمل بعد عشر دقائق, تمتعي بوقتك والى اللقاء".
منتديات ليلاس

أتجهت الى أقرب مخزن وهي تفكر بما قال , الى أية درجة هو واثق من أنها لن تتركه ! تذكرت فجأة أن جواز سفرها ما يزال في حوزته فأحست بأنها أسيرة في هذه البلاد الغريبة القاسية .

ثم تجولت في المكان ولم تشتر شيئا , ليقينها من أن خوان سيجبرها على الشراء عندما يعود , خرجت من المخزن وراحت تتمشى في الشوارع الضيقة حيث يقف بائعو الفواكه والخضار , ثم أخذت تتأمل وجوه المارة وألوانهم , خليط عجيب من الألوان , جلد كالقهوة والحليب , آخر أصفر قذر , وبشرات بيضاء أيضا".

لم يمض وقت طويل حتى وجدت نفسها أمام دكان صغير لمحت فيه شخصا أبيض اللون , ولشدة أستغرابه دخلت المحل وقالت للرجل :
" أنت أنكليزي".
وقبل أن يجيب تابعت :
" أنت صاحب هذا المحل ".
منتديات ليلاس
حدقت في الكتب الموضوعة على الرفوف وكان بعضها باللغة الأنكليزية , نظر اليها الرجل بفضول وقال:
" تركت عملي في موطني وجئت الى هنا , أنا الآن مكسيكي الجنسية ".
أجابت بدهشة:

" صحيح؟ وهل أنت مسرور هنا؟".
" جدا , لن أترك هذا البلد لقاء أي شيء".
ثم صمت برهة ليسأل:
" من أنت؟ وماذا تعملين هنا؟".

أجابت بقليل من الصعوبة والتردد كونها المرة الأولى التي تأتي فيها على سيرة زوجها.
" أنا متزوجة من مكسيكي".
" منذ متى؟".
" منذ شهرين وبضعة أيام".
" أعتقد أنك لم تعتادي على الحياة هنا بعد".
" كل شيء هنا مختلف".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 12:28 AM

لم تقل أكثر من ذلك فهي لم تخرج من المزرعة كثيرا , وتلك كانت أول مرة تذهب فيها الى البلدة.

" ستحبين هذا المكان بمجرد أن تعتادي عليه , المسألة تأخذ بعض الوقت , وهذا ينطبق على كل مكان جديد ينزح اليه الأنسان".
أخذا يتفحصان بعضهما البعض , كان لطيف المحيا , معتدل الطول والجسم , ذا شعر بني فاتح وعينين بين الأخضر والرمادي و أبتسم لها فجأة عندما رآها تحدق فيه , أحمر وجهها خجلا وأدارت وجهها عنه , قائلة :

" أريد شراء كتاب".
وبينما هي في طريقها الى أحد الرفوف , سألها:
" أين تسكنين؟.
" في الريف.... في مزرعة راميريز , لا أعتقد أنك سمعت بالمكان ".
منتديات ليلاس

قالت ذلك وقد غمرتها سعادة غريبة لملاقاتها هذا الأنكليزي الذي قد يصبح صديقا لها في هذه البلاد الغريبة , فقال:
" في....".
توقف وحدق فيها مليا وتابع:منتديات ليلاس

" مكان راميريز العجوز؟ هل غادر الحياة أخيرا؟ لا أحسبه باع منزله لأنه في حوزة العائلة منذ أجيال".
فهتفت بغضب لا واع:
منتديات ليلاس
" هو ليس عجوزا .... عمر زوجي ثلاثة وثلاثون عاما فقط!".
" زوجك؟ هل تتكلمين عن دون خوان؟".
" نعم ".

قطب حاجبيه وقال:
" ليس متزوجا.... هذا غير ممكن".
قالت بهدوء:
" أنا زوجته ".
هز الرجل رأسه علامة الذهول وقال:

" هل تمانعين الشرح؟ لكن قبل ذلك , أود أن أخبرك من أكون , فأنا توم .... توم وكيفيلد عمري أكثر من واحد وعشرين وأقل من ثلاثين , أعزب , والآن أخبريني كيف توصلت الى الزواج من هذا.... العجوز".

توقف لحظة وأضاف:
"متأسف , ألا أن دون خوان راميريز كان متنسكا لسنوات عديدة , هل تعلمين ذلك؟".
هزت رأسها وقالت:
" كان خاطبا وتوفيت خطيبته".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 12:45 AM

توقفت قليلا وتساءلت في نفسها كيف تتكلم هكذا مع رجل تعرفت اليه لتوها , ربما لأنه من بلدها , وطبعا بسبب شعورها العميق بالوحدة , أنه لجميل أن تستمع الى شخص , غير زوجها , يتكلم لغتها.

قال:
" هذا صحيح , أن تنسكه جعله يظهر دائما بمظهر الرجل العجوز , لا يستطيع المرء أن يتصور كيف ينغلق شاب على نفسه كل هذا الوقت ".
" لقد فعل ذلك مدة عشرة أعوام متواصلة".

" بالله أخبريني كيف ألتقيت به؟".
" خلال أجازة في أنكلترا".
كذبة بيضاء لكنها لم تملك القدرة على القول بأنه ذهب الى هناك خصيصا ليتعرف اليها , وليحملها معه بعيدا عن بيتها وأهلها وحبيبها.
فقال توم:

" قصة غريبة! الجميع كانوا يعتقدون أنه لن يخرج من ذلك المنزل أبدا , والآن تزوج , أنها قصة ممتعة ذات نهاية سعيدة".
أجابت روكسان على الفور:

" نعم .... أنها قصة ممتعة كما تقول".
" أنت أذن السنيورا راميريز , ما هو أسمك الأول؟".
" روكسان".منتديات ليلاس

" أسم جميل ..... أحسب أن زوجك يناديك روكسي".
" لا".
" أأقدر أنا؟".
" في الواقع لا أحب هذا التدليل".
منتديات ليلاس

بدأت تدرك أن المحادثة قد تخطت كثيرا طابع الرسميات وكانت سعيدة لملاقاة توم فلم تعد تكترث لطبيعة الكلام.
وعاد توم يسأل:
"أين زوجك الآن؟".
منتديات ليلاس
" يقوم ببعض الأشغال وسألتقيه للغداء".
" ألقى توم نظرة على ساعته وقال:
" الساعة الآن تقارب الواحدة".

" صحيح؟".
قالتها لاهثة وأضافت:
" يجب أن أذهب".
قال صارخا:
" عروس متشوقة , لا تنسي أن تعودي مرة أخرى".

أجابت وهي تغادر المكتبة مسرعة:
" لن أنسى".
وتذكرت بعد ذلك أنها لم تشتر شيئا منه!

كان خوان بأنتظارها في المكان الموعود , لمحته من بعيد , أخذ قلبها يخفق أضطرابا فغضبت على نفسها , أنها ما تزال تخاف أستياءه وعدم رضاه , ليتها تستطيع أن تستعيد الثقة بنفسها لتطرد الخوف.
وعندما وصلت كانت تلهث فوقفت بجانبه , ألقى عليها نظرة أستغراب وقال:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 12:52 AM

" لم تشتري شيئا , ماذا كنت تفعلين كل هذا الوقت؟".
بلعت روكسان ريقها وقالت:

" كنت أتمشى وأشاهد المناظر...".
وبصوت هادىء سأل:
" أية مشاهد؟".
" الناس , وعربات الخضر والفواكه وكل شيء ".
تبع ذلك صمت ثم قال:

" هل زرت تلك المكتبة يا روكسان؟".
تغير لونها وقفزت لتقول :
" نعم , زرتها في الواقع".منتديات ليلاس

" وهل أمضيت كل الوقت هناك؟".
" ليس كله , تجولت في ذلك المخزن ثم تمشيت.... و....".
قال مقاطعا:

" وألتقيت ذلك الأنكليزي؟".
" السيد ويكفيلد , نعم".
ساد صمت طويل وممل وظهر القلق واضحا على روكسان , كانت تمسك حقيبتها بعصبية وبأصابع مرتجفة , لاحظ خوان ذلك فأمسك بيديها بقصد تهدئتهما وقال:
منتديات ليلاس

" لنذهب ونأكل شيئا , أعتقد أنك جائعة".
أجابت نعم , وغمرها شعور بالأرتياح أذ توقف عن ذكر ذلك الأنكليزي.
وعندما دخلا الفندق علقت قائلة:

" يظهر أنه مكان جيد , أعتقد أنني جائعة".
أجاب مذكرا بتهذيب:
" لقد قلت ذلك الآن".
منتديات ليلاس
وعندما لم تعلق بشيء أضاف:
" هل كان ذلك مجرد رد فعل عفوي؟".
هزت رأسها وقالت:

" أعتقد ذلك".
وبعد أن لمح قليلا الى زيارتها للمكتبة بكل لطف أمتقع لونها وقالت:
" آمل أن لا تكون قد أستأت من تحدثي الى السيد ويكفيلد".

ثم أضافت بجرأة :
" سررت بالتحدث الى شخص من بلدي".
قال ببرود:
" أكثر من سرورك بالتحدث الى زوجك".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 12:55 AM

كانت كلماته تبطن شيئا جعل أعصاب روكسان ترتعد , كان النادل يشير الى طاولة في الوسط عندما نظر اليه خوان وقال بأسلوب فظ:
" نريد مكانا منعزلا أكثر".منتديات ليلاس

قال النادل شيئا بالأسبانية وتحرك نحو طاولة في الزاوية فتبعاه , وبعد أن شكره خوا , جلسا وجها لوجه وتابع زوجها يقول:
" لم تجيبي على سؤالي".
أستعادت روكسان قليلا من الجرأة المخزونة بين حناياها وقالت:
" ليس بينك وبيني ألا القليل لنتحدث عنه".
فقال موافقا:

" يظهر أننا لا نستطيع التحادث الى بعضنا البعض , على المرء أن يحاول , وأنت لا تريدين ذلك أبدا".
" صحيح , لا أريد المحاولة".
" هل أنت راضية بأن تعيشي على هذا النمط من الحياة؟".
" أفضله على أي شيء آخر في هذه البلاد".
فأجاب وقد تلألأت عيناه:

" البلاد هذه هي موطنك , وكلما أسرعت في أدراك ذلك يكون أفضل لك , فصبري يكاد ينفد , لقد نبهتك مرات عديدة كي تتعظي يا روكسان, لن أدع أحدا....".
وأكمل وهو يحدق في عينيها:
" أن يعاملني بأحتقار, أن زوجتي هي آخر شخص أقبل منها معاملة كهذه , تصرفي في المستقبل بأسلوب أكثر أحتراما , أفهمت؟".
منتديات ليلاس

بأرادة قوية أستطاعت أن تحافظ على درجة عالية من الكبرياء , يجب عليها أن تحاربه , هذا الخضوع الذي كان نتيجة للطريقة التي تربت عليها , يجب أن ينتهي... ليس بأمكانها أن تبقى خاضعة لمشيئة الآخرين طوال حياتها , وللحظة فكرت بجويل , فهو على عكس زوجها ,كان دائما يوبخها على الطريقة السهلة التي تتقبل بها أوامر والدها وديبورا , وقالت لنفسها :
منتديات ليلاس
" لو لم أفتقد قوة الشخصية لما تزوجت هذا الرجل , لا توجد هناك فتاة في عمري تقبل بأن تخضع رغباتها لمشيئة الآخرين".
نظرت الى الرجل الجالس أمامها وهو ما زال يحدق فيها , العجرفة والقوة باديتان على وجهه , قالت:
" أنا لست مدينة لك بأي أحترام , لقد خدعتني بطريقة مجرمة , كذبت على والدي ونلت.... نلت ما تشتهي , حصلت على حقوق أعتقدت بأنك تمتلكها , أنها الخسة بعينها".

ثم توقفت لتنظر اليه معجبة بنفسها وبشجاعتها , فهي تتحسن يوما بعد يوم , أنها تمتلك الآن الجرأة والصدق في العزيمة , صحيح أنا كانت تسير بمعدل خطوتين الى الأمام مقابل خطوة الى الوراء , غير أن ذلك يعد ربحا في أي حال , وتابعت:
" أعلم أنك قانون قائم بذاته , ألا أنني لست على أستعداد للخضوع لهذا القانون".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 01:00 AM

كانت شرارات الغضب تتطاير من عينيه السوداوين ويده مثبتة الى الطاولة , بينما روكسان تحاول التمسك بشجاعتها التي أخذ بعض منها بالأنهيار , فسيطرة خوان عليها

كانت قوية جدا ونظرته كافية لأن تهتز لها أقوى القلوب , كانت تلك أحدى اللحظات التي لو حصلت داخل المنزل لهربت منه.
قال بصوت يهتز غضبا:
" ستخضعين لهذا القانون يا روكسان".منتديات ليلاس

أخذت دقات قلبها تخفق بألم وهي تفكر في نيته بأن يجعل أمر خضوعها الكلي له حقيقة لا مفر منها , وأضاف:
" أنني أعلم ما هو حق لي وحق لك , فمصيرنا تقرر منذ زمن بعيد وبعيد جدا , أنت تعلمين كل هذا , بالنسبة الى حقوقي , كما تدعينها , طبعا أنا متمسك بها , وذلك لسبب بسيط هو أنك لم تأتي الي بملء أرادتك".

أنفجرت روكسان غضبا بعد أن أستعادت قسطا من شجاعتها وقالت:
" كيف تتوقعني أن أفعل ذلك؟ أن تفترض بأنني أسعى وراء أهتمامك وأنتباهك ؟ أنه لشيء سخيف".

تلون وجهها أرتباكا وأدارت وجهها عنه , لتسمعه يقول لها بنعومة :
" أخفضي صوتك يا روكسان , فأنا أحتقر النساء اللواتي يصرخن ".
زاد التوبيخ وجهها أحمرارا , فردت بأنها لم تصرخ ثم أضافت وهي تتناول قائمة الطعام التي دفعها خوان صوبها:
منتديات ليلاس

" أنك تبالغ , وأنا لست جائعة بعد الآن".
أخذتها الذاكرة الى أنكلترا , الى ذلك المطعم الذي كانت تجلس في أحدى زواياه مع جويل لتقول وهي ترتجف معيدة قائمة الطعام الى خوان:
" لا.... لا أريد أن آكل أي شيء".
منتديات ليلاس
وبصوت خال من أي أثر للغضب أمسك بذقنها ورفع رأسها بيده وقال:
" أنظري الي يا روكسان".
أهابت بها الغريزة أن تدير رأسها عنه ألا أنها توقفت مخافة أثارة غضبه والغوص في مشاكل أكثر , في مكان عام كهذا , فتركت يده ونظرت

اليه والدموع تغمر عينيها دون أن تبدي أية حركة , وتساءلت, أحقيقة ما ترى وتسمع , أم أنها في خيال ؟ لقد أحتارت في أمره , عيناه تحولتا الى كتلة من اللطف والسلالة , وقال بصوت مليء بالعاطفة والحنان:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 01:03 AM

" أنت تبكين يا روكسان , لا تبكي يا طفلتي , فلا حاجة لذلك ".
أجابت بصوت مرتجف جدير بالشفقة:

" هذا ما تعتقده أنت , أما أنا , فلدي الكثير لأبكي عليه".
سحب خوان يده ,وبصورة عفوية نظر الى أصابعه كأنه يحاول التفتيش عن شيء ,وقال:
" ما هي الأشياء التي تبكين عليها؟".منتديات ليلاس

فأجابت ,وقد عادت لصوتها رنته الطبيعية الناعمة:
" تعلم يا خوان أنك أبعدتني عن بيتي وأهلي وأصحابي وعن.... عن الرجل الذي أحب".

أستدار خوان بسرعة , وأذا بالنادل يظهر قريبا منه , ناداه , وطلب منه زجاجة شراب , ثم تطلع نحو روكسان وقال:
" وهل ستمتضين حياتك كلها وأنت متعلقة بالماضي؟".
منتديات ليلاس

" طبعا".
قال بأصرار:
" أمامك مستقبل وعليك تقبل ذلك كحقيقة".
أجابته بكسل ظاهر :
" ليس أمامي أي مستقبل ولا حاضر أيضا".

صمت لبرهة فأعتقدت أنه يزدرد شيئا ثم قال بلهجة خلت من النعومة:
" عليك أن تحاولي , فالحياة طويلة وقد يكتنفها سأم لا يطاق....".
فأدركت روكسان أنه أنتقل الى الماضي ,حيث كان يعيش في وحدته القاتلة , تلك الوحدة التي جعلت جميع الناس حوله يصفونه بالعجوز , عشرة
منتديات ليلاس
أعوام بعيدا عن العالم الذي يحيطه , كم كان مقدار حبه لمارتا عظيما,تلك الفتاة التي تجمعها بروكسان صفات عديدة ,ثم فكرت بمارتن وبالصور العديدة التي أخذها لها وتساءلت , أي من الصور أيقظت

الرغبة لدى خوان , ليستيقظ من سباته ويتخلى عن تنسكه سعيا وراء الحصول على حبيبته التي أفتقدها؟ أثارتها هذه الفكرة أذ تخيلت أن خوان كان يستغلها ويعايشها معتقدا بأنه يعايش الفتاة التي ماتت قبل أكثر من عشر سنوات.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 01:08 AM

" نعم يا روكسان".
قال خوان وهو ينتشلها من تلك التصورات المؤلمة :
" فالحياة قد تكون طويلة ومملة بشكل لا يطاق , ألا أننا نستطيع أن نحولها الى الجنة التي نريد بمجرد المحاولة سويا".

كلماته تلك أذهلت روكسان أذ أنها لا تنسجم مع تفكيرها أتجاه ذلك الرجل الذي يستغلها ليغذي شوقا دفينا لأخرى , تسمرت عيناها بزوجها لمدة طويلة دون أن تتكلم وقالت أخيرا:منتديات ليلاس

" لن يكون لنا أمل فأنا أحب شخصا آخر".
وتوقفت قليلا لتضيف:
" وأنت كذلك".

كانت الحكمة تقضي عليها بأن لا تدخل مارتا في هذا الموضوع أذ أن مجرد ذكر أسمها يؤلم , الغريب في الأمر أن روكسان كانت تريد أن تؤذي خوان بأي شكل من الأشكال , ألا أنها فضلت أن لا تذكر أسم البنت التي تعلق بها وأفسدت عليه حياته لمدة طويلة.
منتديات ليلاس

وقال بصوت ينم عن السخط والغضب :
" ما زلت تحبين جويل؟".
أجابت على الفور :
" طبعا , وسأظل أحبه".
أطرق هنيهة ثم قال:
" مهما يكن الحب قويا , فأنه يزول مع الوقت".

ألقت عليه نظرة محدقة , أصحيح أن حبه لمارتا سيزول ؟ أنه لن يزول , وزواجه مني برهان على ذلك , أذ كيف له أن يزول ما دام قد تزوج من فتاة تذكره دائما بخطيبته التي رحلت؟ وقالت:
منتديات ليلاس
" أن حبي لجيل قوي ولن يزول ما حييت".
ثم نظرت الى زوجها وهو يتذوق الشراب الموضوع أمامه وسكب لها كوبا وقال:
" تفضلي أشربي".

" لا أريد , لا أريد شيئا".
أعاد :
" أشربي!".
فتناولت كوبها وشربت , عندها قال:
" ماذا سنأكل الآن ؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 01:11 AM

وأضاف بصوت رشيق النبرات مبتغيا وضع حد للنقاش:
" ستأكلين معي يا روكسان , فأنا لن آكل لوحدي".

وبعد ساعة ونصف ساعة , قاما يتجولان في الأسواق , كانت روكسان تسير مع خوان وهي تفكر مندهشة بذلك الغداء الممتع وبالأشياء الكثيرة التي علمتها عنه وعن مزرعته التي ورثها منذ أثنتي عشرة سنة , والمشاريع منتديات ليلاس

التي يود القيام بها من أجل تحسينها وتجميلها,كما علمت بأن له عدة أخوة وأخوات يصغرونه سنا , أضافة الى أبناء عمه الخمسة , فوجئت بهذه المعلومات حيث أنها كانت تعتقد بأن خوان وحيد في هذا العالم , ولذلك سألته:

" لماذا لا يقوم أخوتك وأخواتك بزيارتك؟".
أجاب , ملاحظا أنها تعلم سبب تنسكه الطويل:
" منعتهم جميعا من الأقتراب مني أما الآن فهم لن يزورونني قبل تحسن الأمور فيما بيننا".
منتديات ليلاس
وعندما همّا بمغادرة المطعم قال:
" سنذهب الآن لشراء بعض الأشياء الجميلة لك , وأرجو أن لا يكون هناك أي جدل".

عاودت روكسان ميزة الطاعة مع أنها كانت تأمل أن تتصرف عكس ذلك , فتقول له بأنها لنترتدي ثيابا حسب ذوقه , ألا أن متعة الغداء وشعورها بالتعب من أثارة أية مناقشة لن تؤدي بالنتيجة الى الأنتصار
منتديات ليلاس

عليه , جعلاها تصمت , لتجد نفسها وقد أبتاعت الملابس التي حدثها عنها أضافة الى أربعة فساتين جميلة , دفع ثمنها بعد أن رفض أن يدعها تدفع من المبلغ الكبير الذي كان قد أعطاها أياه من قبل , ففكرت بأن تحتفظ بما لديها من مال لمواجهة أي طارىء قد يحدث .... كهروبها منه عندما يصبح ذلك ممكنا.

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 01:15 AM

في تلك الليلة أرتدت روكسان كعادتها ثيابا غامقة اللون غير جذابة , وما أن دخلت غرفة الطعام حتى سمعت زوجها يقول:

" أذهبي وغيري هذه الثياب يا روكسان".
رفعت رأسها نحوه قائلة:
" سألبس الثياب الأخرى في مناسبة ثانية".
" ستلبسين واحدا منها الآآن.... الأخضر".منتديات ليلاس

الأخضر؟ هل كان ذلك اللون المفضل عند مارتا؟ أجابته بحدة:
" لا , لن ألبس لونا أخضر!".
فوجىء خوان بعنف كلماتها وجرأتها فتطلع نحوها مقطبا وقال:
" أتؤمنين بالخرافات؟ لماذا لم تقولي ذلك؟ كنا أشترينا شيئا آخر".

أرتبكت روكسان لدى سماعها ذلك , فتصورها كان خاطئا , وسرعان ما وجدت نفسها تقول:
" سأذهب لأغير فأنا.... أنا لا أومن بالخرافات".
منتديات ليلاس

وعقب خوان قائلا:
" ضعي قليلا من اللون على وجنتيك أذ تبدوان شاحبتين جدا".
أنسحبت بخضوع وعادت بعد قليل لتراه ينظر اليها بعينين واسعتين يومض البريق فيهما ثم يخبو , أعتراها شعور غريب , أنها النظرة نفسها التي

ألقاها عليها في تلك الليلة التي غيرت مصير حياتها , ماذا تعني؟ هل هي الرغبة في......؟ وتوقفت عن التفكير في أنتظار سماع صوت زوجها ثانية , لأول مرة منذ زواجها , كانت روكسان متشوقة لسماع كلماته:
" زوجتي.... أنك جميلة جدا , تقدمي مني.....".
منتديات ليلاس
تقدمت منه بطاعة , وتمتمت مشيرة الى الفستان :
" أنه واسع قليلا , كان علي أن ألاحظ ذلك من قبل".

وأحاط خصرها بذراعيه , فأحست بدفء يديه على جسمها المرتعد , ثم حول وجهه نحو وجهها وقربه منه أكثر , وبطريقة لا شعورية أحست أنه مع حبه القديم.... مارتا , ثم شدها نحوه بغير شفقة وقال:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 01:18 AM

" أبتسمي لي!".
ومرت لحظات مثيرة و لحظات ألم مبرح أجتاح كيانها ,فتعمدت البرود ودفعته قليلا عنها , فأمسك بها بقوة أكثر وشدها نحوه وهو يصرخ في عينيها الدامعتين :منتديات ليلاس

" أبتسمي لي , أقول لك أبتسمي!".
وكانت, كلما ردد تلك الكلمات تشعر أن ظهرها قد قصم , يا ألهي! أي نوع من الرجال هو؟ ومن أي قبيلة بربرية أتى؟ وأخيرا أطاعت ,

فأفلتها لتجد طريقها نحو كرسي بعيد فتجلس عليه بيضاء اللون مرتجفة تتفحص الرضوض والعلامات التي خلفتها أصابعه , بينما هو ينظر اليها غير مبال بما فعل , في هذه اللحظات فكرت بالمال الذي لديها وبالأنكليزي توم وبالهرب وبجواز السفر.

وبحدة سأل:
" بماذا تفكرين؟".
" طبعا , بالطريقة التي عاملتني بها".
منتديات ليلاس

قال محذرا:
" تلك الطريقة ما هي بشيء أذا ما أستمريت في تصرفاتك هذه, فأنت زوجتي ,وعليك أن تتصرفي كباقي النساء , لقد سئمت برودتك المهينة , عليك منذ الآن أن تتصرفي كأمرأة وليس كقطعة من الجليد , هل هذا واضح؟".

كانت قد أستعادت قوتها لتلقي عليه نظرة غاضبة وتقول:
" أن أحترامي لنفسي يمنعني من التجاوب , فما عليك سوى تكييف نفسك وفق ما تملك من غير تذمر ".
منتديات ليلاس
ضاق فم خوان , غير أن آثار الغضب والغطرسة كانت واضحة في نبرات صوته.
" سنرى يا روكسان, الوقت لم يحن بعد لأخذ القرار بأخضاعك لمشيئتي .... ألا أنه يقترب جدا , لذلك, أنصحك بأن تفكري كثيرا قبل أن ترفضي ما حذرتك منه".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d56d6dd756.gif

dalia cool 08-10-10 01:21 AM

http://www.liilas.com/upp//uploads/i...db85b87843.gif


انتهى الفصل الثالث


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...db85b87843.gif

نجمة33 08-10-10 11:32 AM

رووووعه شكرالك

زهورحسين 09-10-10 09:59 PM

دلول عمر بليييييييييييييز التكملة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
:flowers2:روعة:flowers2:روعة:flowers2:روعة:flowers2:

dalia cool 10-10-10 01:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2474018)
رووووعه شكرالك

الروعة هو مرورك العطر نجمة لك ودي يا عسل:flowers2:

dalia cool 10-10-10 01:16 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهورحسين (المشاركة 2475682)
دلول عمر بليييييييييييييز التكملة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
:flowers2:روعة:flowers2:روعة:flowers2:روعة:flowers2:

الاروع مرورك العطر زهو لك ودي يا قمر:flowers2:

dalia cool 10-10-10 01:22 AM

4- لن تكوني مثلها

كانت تسير وحيدة في شارع ميغيل متجهة نحو مكتبة توم , لم تكن روكسان تدري بأن أحدا يلاحقها فخوان كان قد غادر في صبيحة ذلك اليوم الى مدينة مكسيكو ليقوم ببعض

الأعمال هناك , ولم تتوقع عودته قبل أربعة أيام , كانت فكرة غيابه كافية لتنسيها مأساة الحياة التي تعيش , ومستقبلها الغامض , وما أن وصلت المكتبة حتى حياها توم ودعاها الى دخول غرفة الجلو س قائلا:منتديات ليلاس

"أجلسي يا روكسان , سأغلق المكتبة بعد ساعة , أتبقين لتناول الغداء معي؟".
أجابت :
ط بكل سرور يا توم ".

أسترخت على الكرسي , بينما ذهب توم الى المطبخ لتحضير القهوة , وبعد قليل أتجه نحو مدخل المكتبة ليرى من هناك , ففتح الباب لحظة ثم أغلقه معلقا:
" أمرأة عجوز , يا لها من أمرأة بليدة ".
منتديات ليلاس

رفعت روكسان نظرها وسألت:
" ماذا تعني؟".
أجاب:
ط ربما أدركت أنها في المكان الخطأ أذ فتحت الباب وأغلقته مرة ثانية , أناس مثلها لا يبتاعون الكتب , أنهم يفتشون عن شيء يأكلونه".

ثم ذهب للأنتهاء من تحضير القهوة , ولما عاد بها وضع الصينية على الطاولة أمام روكسان وقال:
" أستطي أن اغلق المكتبة الآن فالشغل ليس بكثير".
منتديات ليلاس
سألته روكسان:
ط أنت لا تفتح طيلة النهار , أليس كذلك؟".
" نعم أحب أن أتمتع ببعض الوقت لنفسي".
وبعد برهة صمت قال:

" هل تودين أن ترافقينني في نزهة بالسيارة؟".
فأحست روكسان برعشة خفيفة وأجابت بدون تردد :
" بل أرحب بذلك يا توم فأنا بحاجة للتغيير ".
قال وهو يسكب القهوة :
" ألا يأخذك الدون خوان في سيارته؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 01:24 AM

" لا أحب أبدا مرافقته يا توم".
أومأ برأسه قليلا ثم قال:
"يظهر أنها حياة جحيم هي التي تعيشينها , لماذا لا تتخلين عنه؟".
أحست روكسان برعشة أخرى تصدر من أحشائها , ففي الشهرين الماضيين

كانت تحاول , بدون أن يعرف والدها أو ديبورا بالأمر , أن تصل الى تلك النتيجة , ومع أنها أخبرت توم بكل شيء , وجدته كارها لمساعدتها في أمر تخليها عن زوجها وهربها ,وقالت بحزم:

" أريد أن أتخلى عنه لقاء أي ثمن".
وسرت روكسان عندما رأت توم يومىء برأسه وأضافت:
" غير أن جواز سفري ليس بحوزتي".منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

سأل بدهشة:
" ليس معك؟ وأين هو أذن؟".
أجابت:
" أنه مع خوان".
" تستطيعين الحصول عله منه بكل تأكيد".

وهزت برأسها قائلة:
" لا أجرؤ على طلبه منه , فهو سيشك بالأمر حالا".
وبعد برهة تفكير قال توم:

"أعتقد أنك على حق".
وأضاف:
" هل تريدين تركه حقا؟".
" نعم , أريد يا توم , لن أستطيع العيش هكذا فترة أطول".
منتديات ليلاس
أطرق هنيهة قبل أن يقول:
" لا أدري كيف تزوجت منه في الدرجة الأولى؟".
أجابت والألم يحز في نفسها:

" كانت غلطة يا توم , وكما أخبرتك , أجبرني والدي ومربيتي العجوز على ذلك الزواج".
" جميع البنات في عمرك توقفن منذ زمن بعيد عن القيام بأعمال كهذه ".
فأجابت بلهجة يائسة:

" كنت قد شرحت لك عن القسوة التي سادت طريقة نشأتي , فالمرء يلزمه قسط وافر من الشجاعة ليقف في وجه أناس حكموه مدة طويلة ".
قال والدهشة ظاهرة في نبرات صوته:
" وماذا عن جويل.... ما كان رأيه بالموضوع؟".

" طبعا , كان الأمر مرهقا له ,كان غاضبا جدا , ألا أن أهتمامه بدأ يفتر في الأخير".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 01:31 AM

تلك هي المرة الأولى التي تعترف روكسان بذلك , فضلت أن تلوم نفسها على ما حدث , لأنها هي التي أشعرت حبيبها بأنها تخلت عنه.

سألها توم وعلامات الدهشة ما تزال بادية عليه:
" جويل لم يصدق بأنك أقدمت على هذا العمل الشنيع؟".
" لقد صدق يا توم".منتديات ليلاس

تابعت بعد أن لاحظته يهز رأسه بعنف:
" تكلم معه والدي في غيابي , والظاهر أنه أستطاع أقناع جويل بذنبي ".

" لا أدري كيف أقتنع , لو كنت أنا محله لما أقتنعت".
أجابت على الفور:
" على العكس , كنت أنت أقتنعت أيضا , فالدليل كان واضحا , لقد أعترفت بأنني كنت مع خوان في الفندق , ذلك كان كافيا ليشكل صدمة لأي فرد منهم , خاصة وأنني لست البنت التي تخرج مع غرباء, لم يستطع والدي

وديبورا التصور بأنني فعلت ذلك , أنا , أنا نفسي لا أستطيع تصور ذلك"
نظر اليها توم بأستغراب وقال:
" الدون خوان غريب جدا ,يظهر أن لديه قوة خاصة عليك لجأ اليها منذ البداية , هل أنا على حق؟".
أجابت روكسان معترفة بصحة هذا الأستنتاج , وعاد توم ليسأل:

" وهل كذب الدون خوان على والدك؟ لم تكوني واضحة حول هذه النقطة".
لم ترد روكسان الأجابة على هذا السؤال , فهي ما تزال تشعر بالحيرة

حياله وتفضل أن لا تضع زوجها في موقف قاتم جدا عندما تتكلم عنه مع توم , أنها لا تدين لخوان بأي أحترام وتكرهه أكثر من أي شيء في الوجود , غير أنها تجنبت أعلام توم بحقيقة كذبه على والدها ليحظى بها في النهاية, وأجابت:

" كان يحيط الموضوع في ذلك الوقت الغموض والتشوش , في الواقع لا أذكر الكثير ,كل ما علمته هو أن أن والدي كان يقول بأن علي أن أتزوج من خوان".
عندما كانت روكسان تتكلم , كان توم يفكر , لاحظت ذلك في تعابير وجهه , وعندما تكلم أخيرا , نطق بشيء أذهلها وبقيت أصداؤه ترن في أذنيها لوقت طويل جدا:
منتديات ليلاس
" هل فكرت يا روكسان بأنك لا شعوريا أردت الزواج منه؟".
" أردت!".
أعادت تلك الكلمة وهي تحدق فيه وتهز رأسها بذهول وبطء , وسرعان ما علقت تلك العبارة في نفس روكسان لتصبح حقيقة لا خلاف حولها , فلو كان ذلك غير صحيح , لماذا لم تنفه حالا بدلا من مجرد التأكيد على كلمة

( أردت) فقط؟ كان ممكنا أن يعتبر ذلك سخيفا لو أنها أبعدته عنها بالفعل , فهي لم تبد أية معارضة عندما شعرت به يلمس شعرها , وعندما زارها في البيت في غياب والدها وديبورا , لم تمتلك القدرة على طرده من المنزل , بل علاوة على ذلك , رافقته لتناول طعام العشاء ,حتى أن أطراءه لها كان ممتعا لها رغم أنها كانت تخافه , ثم


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 01:37 AM

أنها لم تبدي أي تذمر عندما أرتدت ثيابها ورافقته الى الفندق لتناول العشاء , وفوق ذلك , شعرت طيلة فترة العشاء بأن حديثه كان ممتعا وودت لو طال أكثر ,وقالت لنفسها ,

سوف تظل تتذكر ذلك لمدة طويلة من الزمن , وهل هذه الأنعكاسات جميعها كانت نتيجة بعض الجاذبية في شخصية الدون خوان أورماندو راميريز المروعة؟ مستحيل... ألا أنها.... قالت أخيرا وهي تركز نظرة حائرة على وجه توم المتيقظ :منتديات ليلاس

" لم أكن أريد الزواج منه أبدا".
وأضافت:
" كيف لي أن أفعل ذلك وأنا مغرمة بجويل؟".
أبتسم توم أبتسامة خفيفة وقال:

" كنت مرة مغرما بفتاة , ثم ألتقيت بفيليس والآن لست مغرما بالفتاة الأولى".
" أنت متقلب....".
وأرادت أن تكمل , غير أنه هز راسه مقاطعا ليقول:
منتديات ليلاس

" يا عزيزتي روكسان , علينا أن نواجه الحقيقة , لم أتزوج الفتاة الأولى , فلو فعلت , لكنت أرتكبت خطأ فادحا".
سألته بأهتمام:

" وماذا حدث للفتاة الثانية , فيليس؟".
" قررت أنها ليست أهلا للزواج , أذ أنها تفضل الأستقلال في حياتها وهي قادرة على تدبير أمورها بنفسها , أضيفي الى ذلك , وظيفة جيدة

ومعاشا محترما , فحينما رفضت فيليس الزواج مني قررت الهجرة , تناولت خريطة العالم لأنتقي موطنا آخر , وأذ بالأختيار يقع على هذا المكان , فيليس تعرف عنواني ووعدت بأن تكتب لي في يوم من الأيام , وهي تعلم بأنني مستعد للزواج منها متى غيرت فكرها".
منتديات ليلاس
أصبح قلب روكسان الرقيق أكثر رقة , وقالت مؤاسية:
" متأسفة يا توم , آمل أن تتزوج من فيليس يوما ما".
أجاب على الفور:

" وأنا آمل ذلك , غير أنني لا أعتمد كثيرا على هذا الأمل , فالنساء في هذه الأيام ,وفي تلك البقعة من العالم على الخصوص , قد تحررن لدرجة بعيدة جدا على عكس وضعهن هنا حيث الهيمنة ما تزال شأن الرجال".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 01:43 AM

لم تعلق روكسان بشيء , فعاد توم الى الموضوع الذي أثاره من قبل قائلا:
" يظهر برغم كل الذي قلته , أنك أردت بالفعل الزواج من الدون خوان ".

هزت رأسها قليلا , فأدعاء توم أتي مفاجئا لها ولم تستطع دحض هذا الزعم بالقوة والتأكيد المطلوبين , قالت بنبرات صادقة:
" أنني أكرهه يا توم".منتديات ليلاس

" تكرهينه...؟ المرأة مخلوق عجيب يا روكسان , تعلمت الكثير عنها من الحالتين اللتين حصلتا معي , أنها تثبت بفكرة ما , ولا تتخلى عنها ,

ألا بعد حدوث هزة , أو حادثة رهيبة أو أي شيء آخر .... لتعود الى عقلها فتدرك أن فكرتها كانت غير صائبة , أعتقد أنني أتكلم بغموض ,يجوز أنك أسأت فهم زوجك".

شعرت روكسان بأن آمالها بالهرب قد تبخرت , فأسرعت لتؤكد بأنها مصيبة فيما تعتقد وأردفت :
" أريد أن أتركه يا توم .... أرجوك أن تساعدني".

بعد تردد طويل قال:
" الأفضل الأنتظار حتى تتأكدي من شعورك , فأذا بقيت مصممة , سوف أساعد ك , لكن يا روكسان , لا تنطقي بشيء عن هذا الأمر لأي كان , لا
منتديات ليلاس

نريد الدون خوان أن يعلم بشيء , فأذا علم , أو لاحظ شيئا عندها تقع المأساة علي وعليك معا , فهو كما تعلمين ذو نفوذ كبير هنا , فعلاوة على أمتلاكه جميع الأراضي في قريتك يمتلك أيضا ربع هذه البلدة أضافة الى مزارع السكر وغيرها , لذلك أرجوك أن تحاذري".
منتديات ليلاس
أجابت روكسان:
" ليس هناك من أحد أستطيع التكلم معه , حتى لو أردت ذلك".
شعرت روكسان بمرارة لتطور الأمور بهذا الشكل , أذ أنها كانت تسعى للتحرر من زوجها بأقرب فرصة , أما الآن فما عليها سوى الأنتظار ,

وعاد توم ليؤكد عليها بأن تحاول الحصول على جواز سفرها متجنبة جميع المخاطر , فبدت على وجهها ملامح الحيرة وهي تقول:
"لا أعلم أين يحتفظ به , هل لي أن أحصل على جواز غيره؟".

" مستحيل , حاولي أن تجديه , كوني لبقة بالسؤال عنه أو بالتفتيش عليه".
أجابت روكسان بأنها ستفعل ذلك في اليوم التالي , ثم أردفت بعد أن تذكرت أمرا ما:

" لا تقلق أن لم آتيك الأسبوع المقبل , فهذه الأيام يحب خوان أن يمضي وقتا أطول في المنزل , وقد أجد صعوبة في مبارحته".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 01:48 AM

قال في فضول :
" بدأت تفتعلين الأعذار".
أجابت على الفور:
" لم أفتعل أي شيء , كل يوم أرى خوان يدخل غرفة غيرة , علمت فيما بعد أنه يستخدمها كمكتب بعد تناول الفطور ويبقى فيها حتى يحين موعد الغداء ثم يعود اليها حتى يحين موعد العشاء".منتديات ليلاس

صمت توم لحظة ثم سأل:
" وهل غير هذه العادة الآن؟".
" بدأ يقوم بذلك الأسبوع الماضي , وقد جئت اليك كما تعلم يوم الخميس بعد أن أستقل سيارته قائلا أنه لن يعود قبل السابعة مساء ".
أستغرق توم في التفكير قليلا ثم قال:

" جائز أن يكون التغيير مؤقتا , واضح أنه رجل كثير الأنشغال , حتى خلال تنسكه لم يهمل أشغاله , أذن , محتمل أنه عاد الى عادته في صرف معظم أيامه في العمل".

كان رد فعل روكسان مفاجئا أذ قالت:
" آمل أن يكون ذلك صحيحا, كم أحب المجيء الى هنا , أشعر بأنني في بيتي هنا".
تطلعت نحوه بخجل , وأضافت:
منتديات ليلاس

" آه ,كم تمنيت أن نصبح أصدقاء منذ ألتقيتك لأول مرة هنا وها هي أمنيتي تتحقق".
أجابها توم:
" أنه لأمر غريب , لقد أعتراني نفس الشعور , كنت أعلم , أنه يتوجب علينا معرفة بعضنا البعض أكثر ".
منتديات ليلاس
وأضاف:
" وبما أننا من نفس البلد كان لا بد من الألتقاء".
ثم أخذ يجمع الفناجين , وألقى نظرة على ساعته وقال:

" أريد أن أغلق المحل باكرا اليوم , لنذهب ونتناول الغداء ,أنه لجميل حقا أن أحظى بك كل هذا الوقت , أنت تريدين العودة الى المزرعة في وقت متأخر , أليس كذلك؟".

" ليس متأخرا جدا , أود أن أعود في حوالي الساعة العاشرة".
أجاب توم :
" ليكن ذلك".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 01:58 AM

بعد الغداء , غسلا الصحون وأستقلا السيارة , سألها توم عن جويل , فأخبرته كل شيء رغم التأثر الذي بدا واضحا في صوتها المرتجف وعينيها الدامعتين , ثم صمتت فترة من الزمن أقترح توم على أثرها أن يذهبا الى أكابولكو مضيفا:

" أعتقد أنك لم تزوري هذا المكان بعد؟".
" كلا , هل هو بعيد؟".
" ليس بعيدا لمن لديه متسع من الوقت , نستطيع أن نسبح لو كان عندك ثوب سباحة".منتديات ليلاس

أن فكرة السباحة في تلك الماه الأستوائية الدافئة هي أجمل ما كانت تحلم به ,وبحركة مفاجئة أقترحت على توم أن يتوقف أمام أقرب دكان لتشتري ثوب سباحة , وأضافت:

" أظن أننا سنجد هناك مكانا للتغيير ".
" أكيد".
وبعد فترة توقفا أمام دكان لبيع الملابس , فأشترت روكسان ثوبا من قطعة واحدة , ثم قالت:

" بقي علينا أن نشتري بعض المناشف".
وسرعان ما بدت عليها علامات الأرتياح عندما علمت بأن توم يحتفظ بمنشفة كبيرة في السيارة وبخاصة عندما فكرت بأن توفر الأموال التي معها لأمر قد يكون أكثر أهمية من المنشفة.
منتديات ليلاس

وما هي ألا دقائق ,حتى كانا يعبران حدائق غناء , مليئة بالأشجار المتنوعة والألوان الساحرة , كانت روكسان تسأل وتتعجب وهي التي أصبح لها في تلك البلاد مدة تزيد على الأربعة شهور وما تزال تجهل كل تلك
منتديات ليلاس
الأماكن , وأخيرا أخذا الطريق المؤدية الى الشاطىء , وعندما وصلا الى هناك , أوقفا السيارة أمام أحد الفنادق القريبة حيث ظهر صف كبير من الأكواخ التي تستعمل لتغيير الملابس , فصرخت روكسان:
" أنه مكان رائع".

وما هي ألا بضع دقائق حتى قفز كلاهما الى الماء وبدآ يسبحان جنبا الى جنب وروكسان تقول:
" لم يخطر ببالي أبدا هذا الصباح بأنني سأجد نفسي هنا بعد الظهر ".

حقا لم تفكر بذلك أبدا , فأثناء تناول الفطور مع خوان في صبيحة ذلك النهار , بدا خوان مكتئبا صامتا وبقي كذلك حتى أوشكا على الأنتهاء عندما قال :
" ماذا ستفعلين في غيابي؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 02:03 AM

أجابت على الفور:
" سأعمل نفس الأشياء التي أعملها أثناء وجودك".
وأردفت :
" سأروح عن نفسي بطريقة ما".

ألتفت خوان اليها وقال:
" شعورك بالوحدة هذا أمر أتخذته أنت بملء أرادتك".
"يبقى أفضل من مصاحبتك".منتديات ليلاس

أكتفى خوان بحدجها بنظرة قاتلة دون أن يقول شيئا , لقد أصبح معتادا على ردود زوجته المعاكسة , وتحولها التدريجي بدأ يصبح أكثر وضوحا يوما بعد يوم , وبرغم الخجل الذي كان يبدو عليها في بعض

الأحيان , ألا أن ثقتها بنفسها كانت تتضاعف وبخاصة أنها قريبا ستحتفل بميلادها العشرين , كانت على أستعداد دائم للأعتراف بأن الشيء الحسن الذي حصل في حياتها هو أبتعادها عن والدها وديبورا لأن كليهما , وعلى طريقته , كان قد سلبها قوة الشخصية والثقة بالنفس , نعم
منتديات ليلاس

,كان ذلك حسنا , ألا أن الأمر السيء كان وجودها مع خوان , فلو تزوجت من جويل لكانت اآلآن كالزهرة في أوج تفتحها وليس كما هي الآن , برعما يكافح كي يزهر , في أي حال التقدم قد حصل , ولم تعد الخلافات بينهما تأتي من طرف واحد , فخوان يحاول عند الضرورة , أن يشعرها
منتديات ليلاس
بسيطرته , غير أنه لم يقف ضد التغيير الذي يحصل لها ما يجعلها تفكر بأنه يفضل زوجة تقف في وجهه بعض الشيء , وفيما هي صامتة تفكر بكل هذه الأمور أذ بتوم يقطع عليها حبل ذلك الصمت ليقول:
" أراك هادئة جدا يا روكسان".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 02:06 AM

أنقضت ساعة من الزمن وهي راقدة على الرمال الذهبية , بالقرب من طاولة صغيرة مسقوفة , كباقي الطاولات , بسعف النخيل الجميل ,تتأمل مياه البحر الزرقاء الدافئة

الناعمة وتحدق في البعيد , حيث يمارس هواة التزلج على الماء رياضتهم المفضلة , وتلفتت حولها حيث الشاطىء حافل بالمتنزهين , ثم ترفع رأسها نحو سماء صافية زرقاء تتوسطها شمس حارقة ترسل أشعتها الحارة في كل مكان , وكأنها في منتصف حلم , أجابت:منتديات ليلاس

" كنت أفكر".
أنسل قربها على الرمال تاركا بعض مسافة بينهما وسأل:
" بماذا؟ آمل أن لا يكون في أمر قد يعطل علينا الأستمتاع بروعة هذا اليوم".

أجابت معترفة:
" في خوان , كنت أفكر به في الواقع".
" خوان؟".
قال ذلك ثم غرق في تفكير عميق :

" من الواضح أنه تغير كثيرا وبسببك يا روكسان , عليك أن تقري بذلك".
" لا أفهم , كان متنسكا , لم يكن أحد يفكر بأنه سيعود لمواجهة الحياة مرة أخرى , لقد شرحت لك كيف حدث ذلك , وكيف غادر موطنه وذهب الى أنكلترا".

" ذهب بعدما رأى رسمك".
" وأدرك كم وجه الشبه كبير وبيني وبين مرتا".
نظر اليها من طرف عينيه وقال:
"هل أنت متأكدة بأنك تشبهينها ؟".

" طبعا , متأكدة , لقد أعترف خوان بأن ذلك كان السبب لزواجه مني , بالأضافة ,فقد شاهدت رسما لمارتا".
" أرتك أياها تلك المشعوذة؟".
منتديات ليلاس
فسألت روكسان بأهتمام:
" كيف تعلم بأنها تشبه المشعوذين؟".
" من الناس فالناس تحكي كثيرا , يظهر أن لوبيتا تعلقت بمارتا لأنها كانت تعمل عند والدتها , وقد حذرت ولادة مارتا , الجميع يتساءل لماذا

تركت لوبيتا عائلتها وذهبت لتشتغل عند عائلة راميريز , كان والد زوجك حيا في ذلك الوقت , الغريب في الأمر هو أحتفاظها بعلاقات ودية وطيدة مع والدة مارتا , والناس يتذكرون كيف كانت تمضي أوقات فراغها في منزل والدة مارتا تلاعب الطفلة وتقود عربتها , البعض


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 02:08 AM

يقول , أنه نتيجة تعلقها بالطفلة , أجبرت على الأبتعاد عنها ,ألا أن هذا الأمر لا يتفق مع الواقع حيث أن علاقاتها مع أهل مارتا بقيت على ما يرام لا تشوبها أية شائبة ,

كما يقال أيضا أنها أصيبت بالأغماء مدة من الزمن بعد وفاة مارتا وبقيت بعد ذلك مريضة لفترة طويلة جدا , كل هذا الوقت , كان الدون خوان رائعا بمعاملته معها".منتديات ليلاس

سألت روكسان بفضول:
" ومنذ متى تعلم كل هذا؟ أنت لم تذكره لي من قبل".
أجاب توم معترفا:

" قصتك أثارت ح الأستطلاع في نفسي , وما أن جاء الى هنا رجل عجوز يعمل في مزرعة الدون خوان حتى وضعت أمامه بعض الأسئلة , وبدقائق قليلة أجاب عليها كلها وهو الذي بأن لوبيتا كالمشعوذين ".
منتديات ليلاس

" هل تعلم ما عمرها؟".
" في أواخر الخمسينات , ليس أكثر , مع أنها تبدو أكثر من ذلك بكثير".
أومأت روكسان برأسها وقالت:

" أنها مروعة , في بعض الأحيان أشعر أن حياتي تكون سعيدة لو تختفي عن وجهي ,أتعجب , لماذا لا تتقاعد؟".
" لأنها تعيش في بيت مريح في المزرعة , وربما ليس لديها مكان آخر تذهب اليه".
منتديات ليلاس
" هل ما تزال والدة مارتا على قيد الحياة؟".
" توفيت نتيجة الصدمة التي سببتها لها وفاة مارتا ".
أكفهر وجه روكسان وقالت :

" يا لها من قصة محزنة ".
قال توم بوجه عابس:
" محزنة لكنها غريبة نوعا ما".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 02:12 AM

ثم رفع نفسه قليلا عن الأرض ونظر الى الأفق مضيفا:
" أمور عديدة حدثت , موت الفتاة نفسها ثم وفاة الوالدة ثم مرض لوبيتا وأخيرا تصرف الدون خوان الغريب , أنا أفهم , أن يرتاح فترة

من الزمن بعد الذي حدث , وليس عشر سنوات كاملة ,في الحقيقة , هذا شيء مستهجن".
" في بعض الأحيان أشعر أن مارتا ما تزال.....".
وتوقفت دون أن تكمل مدركة غرابة الكلمات التي أوشكت أن تنطق بها.... غير أن توم حاول أن يكمل عنها مستكملا:منتديات ليلاس

" شبحها يلازم المكان , أهذا ما عنيت؟".
لم يدرك توم سبب توقفها المفاجىء عن الكلام غير أنها سارعت في الأجابة عن تساؤله وقالت:
"يظهر أن حضورها يلازم المكان , في بعض المناسبات وليس دائما ".

صمت برهة ثم سأل:
" عندما تكون لوبيتا موجودة؟".
أجابت , وقد تغضن جبينها:
" نعم , نعم يا توم في حضورها فقط".
نظر اليها توم بحدة قائلا:
" هذا يفسر كل شيء , أنها تبغي تذكيرك بمارتا , فهي اتي أرتك رسمها ,
منتديات ليلاس

أليس كذلك؟".
لم تعلق روكسان بشيء فأردف توم قائلا:
"لماذا جاءت اليك بالرسم يا روكسان؟".
" هي التي بدأت الموضوع , فبينما كنت في أحد الأيام جالسة في الحديقة , أتجهت لوبيتا نحوي وبدأت الكلام دون أن أبدي لها أمارات التشجيع.... أذ أنني منذ المرة الأولى التي شاهدتها فيها لم أتحملها ...... فهي كما يظهر شريرة نوعا ما".

توقفت روكسان عن الكلام , ثم هزت كتفيها بلا أكتراث , فلوبيتا كانت الرفيق المناسب لخوان طوال السنوات التي عاشها متنسكا , وأردفت تقول:
" تكلمت عن مارتا وهكذا علمت بأسم الفتاة وتكلمت عن جمالها الرائع".
منتديات ليلاس
وهنا لم يسع روكسان ألا أن تردد كلمات لوبيتا لها حين قالت:
" أنت لن تكوني أبدا بمثل جمالها , أعتقد الدون خوان أنك بديلة عنها , غير أنه سيكتشف خطأه بالقريب , نعم , أنت تشبهينها بأمور عدة , ألا أنه لن يخلق مثلها في االوجود ,كانت ملاكا نزل من السماء , وكانت طاهرة النفس وذلك كان سر جمالها , أما أنت ..... وبصقت على قدمي "

أنت بشعة بالمقارنة" فقلت أقاطعها محتجة : لم ينعتني أحد بالبشاعة في حياتي , قالت: هناك الآن من يقول لك ذلك , وتابعت أتريدين أن تشاهدي رسمها ؟ وبغير أنتظار لسماع ردي على ذلك تناولت من صدرها محفظة قديمة متسخة , الأمر الذي أغضبني فأدرت وجهي عنها , وبحركة

سريعة , أمسكت لوبيتا بقوة بذراعي وشدتها نحوها وهي تقول : سألقنك درسا لن تنسيه في حياتك , هذا جزاء من يتطلع بأحتقار نحو طفلتي الحبيبة , أنظري الآن.....".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 02:15 AM

ودفعت بالصورة المتسخة المبقعة من كثرة الأستعمال الى وجهي وهي تصرخ:
" لا بأس , أسخري من هذه العجوز الشمطاء , ماذا بأمكانك أن تقولي الآن؟".
حدقت في الصورة وقالت:

" في الحقيقة كانت جميلة".
وصرختالعجوز مرة أخرى:
" ماذا تقولين؟ كانت جميلة؟ طفلتي الحبيبة ما تزال هنا , أنها هنا وستبقى هنا داخل هذا القلب وقلب حبيبها".

ثم رفعت يدها لتصفعني فتطلعت اليها وأنا لا أكاد أصدق وقلت:
" أنت.... كيف تجرؤين على صفعي؟ أن زوجي سيعلم بالأمر , اغربي عن وجهي , أنت وصورتك الغالية تلك!".

وقفت العجوز تنظر الي والألم ظاهر على قسمات وجهها الملتوية والزبد يكسو فمها وهي تتكلم بغضب , ذلك الغضب الذي حولها الى شيطانة تخلو شفتاها من أي لون ,وما هي ألا دقائق حتى هدأت العاصفة وكشفت العجوز عن أسنانها امطبقة لتقول:منتديات ليلاس

" أنت تشبهينها ,أليس كذلك؟ ترين الشبه الغريب الذي جعل الدون خوان يتخذك زوجة له؟
ألا أنك مهما فعلت فلن تستطيعي أن تجعليه يحول حبه لمارتا نحوك , لقد أختارك كبديلة لترضي أهواءه فقط , هذا كل شيء".
بقي توم صامتا فترة من الزمن بعد أنتهاء روكسان من سرد حكايتها مع تلك العجوز , وهو غارق في التأمل والتفكير ,وقد تجهم وجهه , ليقول أخيرا :
منتديات ليلاس

" لا أعجب من قولك بأن حياتك ستكون أكثر سعادة بدون تلك العجوز , والله لا أعلم يا روكسان , كيف تستطيعين تحمل وجودها معك ,ألا تستطيعين أقناع زوجك بطردها ؟".
منتديات ليلاس
" أنه لن يفعل ذلك أبدا ,أنا في الواقع , لا أراها كثيرا , فهي في المطبخ معظم الوقت".
ثم تذكرت روكسان حادثة دخولها الى غرفة خوان ,والصورة الموضوعة في درج الطاولة , وكيف أن لوبيتا كانت تتمنى أن يعود خوان ليجد زوجته في غرفته , فقررت أن تنسى الموضوع من دون ذكره لتوم الذي وقف لتوه وبدا عابسا عندما قال:

تفوه بهذه الكلمات وأدرك أنه أرتكب خطأ فادحا بالرغم من أن تعابير وجه روكسان لم توح بأنها فهمت قصده , ألا أنها علمت فيما بعد أن المرأة العجوز التي حاولت الدخول الى مكتبة توم عندما كانت روكسان جالسة في الداخل ما كانت سوى لوبيتا.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...177f1d5b2b.gif

dalia cool 10-10-10 02:19 AM

http://www.liilas.com/upp//uploads/i...8438852d21.gif


انتهى الفصل الرابع


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...8438852d21.gif

امل السنين 10-10-10 12:22 PM

{ رائعه جدآ .. بنتظار التكمله ..
و مشكورهـ ع المجهود الرائع ..

kagol 10-10-10 11:58 PM

ميرسى يا داليا على الرواية الجميلة دى بجد احداثها شيقة جدا وان شاء الله تكمليها بسرعة عن قريب .لكى منى جزيل الش:flowers2::flowers2::flowers2:كر.............

زهورحسين 11-10-10 03:07 PM

تسلمين على هذه الرواية:flowers2:
بليز مااطولي علينا:flowers2::flowers2:

نجمة33 11-10-10 04:53 PM

رائعه شكرالك

اسماء88 11-10-10 08:26 PM

شكرا كتير رواية روعة وبهنيك على اختيارك

dalia cool 11-10-10 08:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة امل السنين (المشاركة 2476456)
{ رائعه جدآ .. بنتظار التكمله ..
و مشكورهـ ع المجهود الرائع ..

الرائع هو مرورك العطر امل السنين لكي ودي:flowers2:

dalia cool 11-10-10 08:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kagol (المشاركة 2477428)
ميرسى يا داليا على الرواية الجميلة دى بجد احداثها شيقة جدا وان شاء الله تكمليها بسرعة عن قريب .لكى منى جزيل الش:flowers2::flowers2::flowers2:كر.............

الجميل هو مرورك العطر لكي ودي:flowers2:

dalia cool 11-10-10 08:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهورحسين (المشاركة 2478255)
تسلمين على هذه الرواية:flowers2:
بليز مااطولي علينا:flowers2::flowers2:

اللة يسلمك زهور و انشاء اللة ما اتأخر و شكرا على مرورك العطر لكي ودي:flowers2:

dalia cool 11-10-10 08:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2478310)
رائعه شكرالك

الرائعة هو مرورك العطر نجمة لكي ودي:flowers2:

dalia cool 11-10-10 08:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اسماء88 (المشاركة 2478702)
شكرا كتير رواية روعة وبهنيك على اختيارك

الرائع هو مرورك العطر اسماء لكي ودي:flowers2:

dalia cool 11-10-10 08:48 PM

5- الشر بالمرصاد

وقفت روكسان تراقب السيارة الفخمة تتهادى على الطريق متجهة نحو بوابة المزرعة الكبيرة , وما أن دخلت البوابة وأقتربت منها ورأت خوان جالسا خلف مقودها حتى أطبقت

عينيها في لحظة يأس , كانت في غيابه تشعر بالأرتياح أما الآن وقد رجع , , فعاد اليها بؤسها القديم , فكرت بمطالبه العقيمة وكيف كان يصر عليها أن ترتدي الثوب الذي يروق له دون أي أعتبار لمشاعرهامنتديات ليلاس

وأحاسيسها , فهي تكره هذه الأمور , تكرهها لأنها بنظر زوجها , هي مارتا ,حبه الأول والوحيد , ما هو الحافز الذي دفعه لأبتكار تلك الخطة الجهنمية التي أوصلتها الى هنا ؟ نظر الى رسمها وأذا بالشبه واضح بينها وبين حبيبته التي غابت , ثم خطط مع مارتن موضوع التعرف

اليها , ثم أرتكب جرمه الشنيع ليجرها الى الزواج منه , عفريت فقط يقطع كل هذه المسافات ليحصل على ما يريد , وكيف لا يكون الدون خوان ذلك العفريت والجميع يلقبونه بالنسر الأسود؟

وما هي ألا لحظات حتى توقفت السيارة أمام المدخل , وقبل أن يترجل منها خوان , رمق روكسان بنظرة سريعة متعجرفة , ثم نزل من السيارة ووقف برهة غير قصيرة قبل أن يصعد وهما يتبادلان التحديق من دون أن يتفوها بكلمة واحدة , في الواقع, من الصعب جدا على المرء أن يجد شخصين مختلفين الى هذا الحد فعينا روكسان البنفسجيتان تؤمنان

بالأخلاص ,وفمها واسع سخي كله دفء وعاطفة بينما فمه رقيق نحيف, توحي ملامحه بالبرودة والقساوة و أنه ثنائي غير متجانس , هذا ما كانت تعتقده روكسان , وطال الصمت , وهي تنظر اليه جامدا مكانه , وأذا بشفتيها ترسلان اليه أبتسامة باردة فيقول:

" هل هناك ما يضحك يا روكسان؟".
وجاء صوته الحاد ليمسح تلك الأأبتسامة عن وجه روكسان فتنحت عن طريقه وهو يصعد درجات السلم بخطى قوية حتى وصل وأمارات الغطرسة المهيبة بادية على وجهه.

وأجابت روكسان بالنفي بعد أن تلون وجهها:
" كنت أبتسم لشيء آخر".
وأستدارت لتعود الى المنزل , فأمسكها بيدها وقال:
" هل أشتقت اليّ يا روكسان؟".
منتديات ليلاس
ألهذا السبب غاب هذه المدة؟ أرادت أن تضحك ألا أنها توقفت عن ذلك وأجابت:
" أشتقت الى عنايتك غير المرغوب فيها , ربما هذا ما تود سماعه".
ومرت لحظة صمت مريعة , تكلم بعدها منذرا بالعواقب الوخيمة التي تنتظرها وقال:

" أنت تتجاوزين جميع الحدود ,أعلم انك تغيرت , جميل أن تتمتع المرأة بقليل من الجرأة , نعم أنا أدرك أنك نشأت في جو هو بمنتهى الشدة والحزم"

http://www.liilas.com/upp//uploads/i...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 08:53 PM

ولم يعطها الفرصة كي تقاطعه وأضاف:
" لكنني لن أسمح لك بأن تتمادي أكثر بوقاحتك وأهاناتك المستمرة لي ,تعودي أن تخاطبيني بأحترام , وأذا لم تفعلي , فأنني أقسم بالله أنك ستجدين نفسك محاطة بالمتاعب".منتديات ليلاس

وعاد لوجهها لونه الطبيعي , غير أن شعور الخوف ظل يرافقها , وقالت:
" نعم يا خوان , أنني تغيرت كما تقول, أعترف بأنك هزمتني وتمكنت من أجباري على الزواج منك بسبب ضعفي , لو تسنى لك أن تعيد الكرة

الآن لفشلت من البداية , ولو كانت لدي الشجاعة التي أملكها اليوم ,لكنت تركتك منذ شهور".
بهدوء أدار يدها وأخذ ينظر في راحتها بأهتمام , وروكسان تحدق في وجهه وعينيه الحنونتين وفمه الذي يرسل الكلمات ببطء , صفات تبدو غريبة في شخص هو في منتهى القساوة والغطرسة , وقال:

" لندخل الى المنزل".
شعرت بأن عليها أن تقول شيئا , سألت:
" هل كانت الرحلة موفقة؟".
" وهل يهمك الأمر؟".
منتديات ليلاس

هزت كتفيها علامة اللامبالاة وقالت:
" ليس بالضرورة".
قال والشرر يتطاير من عينيه :
" توقفي عن ذلك وتذكري من أكون".
ثم رفع ذقنها وهزه هزا عنيفا وأضاف:

" أنت تجبرينني على اللجوء لضربك يا روكسان".
أرتجفت وهزت رأسها متساءلة عن الشجاعة التي أعتقدت أنها تمتلكها قبل قليل وصمتت , فهي لم ترد أثارته أكثر كي تتجنب تنفيذ وعده , وعاد ليقول بهدوء:

" لم تجيبي على سؤالي يا روكسان؟".
" وهل هناك حاجة للتعبير بالكلمات؟ لماذا تريد أذلالي لتجبرني على الخضوع؟".
عبس خوان قليلا ثم سحب يده عن ذقنها , لقد تكلمت روكسان بلطف وبصوت مرتجف وتساءلت أن كانت ستشهد اليوم الذي يفقد فيه خوان سيطرته على نفسه وينفذ تهديده , وبنفس يائسة قررت أنه لا محالة من الهرب ,
منتديات ليلاس
وعلى توم أن يسهل لها ذلك , وفيماهي في مجال التفكير والتساؤل جاء رد خوان مفاجئة لها أذ قال بصوت ناعم رقيق:
" لا يا روكسان , أنا لا أريد أذلالك".

وأتبع ذلك بمفاجأة ثانية أذ أقترب منها ووضع ذراعه حول كتفيها بمنتهى اللطف والحنان ودخلا سوية الى المنزل.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 08:59 PM

وبينما كانت ترتدي ثيابها وتستعد للعشاء , أخذت تفكر بما حدث فأستغربت كيف أنها لم تبعد تلك الذراع عن كتفيها ولم تبد أستياءها من لمسه لها , حتى ولا قامت بأشارة بسيطة تعبر عما تكن تلك النفس من أشمئزاز أتجاهه , وعندما نزلت من غرفتها ,

كان خوان واقفا عند أسفل الدرج , وتعجبت , أذ غمرها شعور خفي بأنه كان ينتظرها كل هذا الوقت , وتعجبت أكثر أذ رأته يتطلع نحوها باسما ,وهو الذي لم يبتسم سوى مرة واحدة منذ أن تزوجا وقال:
"تبدين رائعة الجمال يا روكسان".منتديات ليلاس

مفاجأة أخرى أخرستها , فوقفت والحيرة تملأها , ليس فقط من تصرفاته بل من مدى تـأثير ذلك عليها شخصيا , أذ أنتابها شعور بأن كرها له قد زال , وتوصلت بينها وبين نفسها الى نتيجة وحيدة وهي أنه من الأفضل أن لا تقوم بأي عمل قد يستفزه , فبادلته الأبتسامة وقالت بخجل:

" شكرا".
أنشرح وجهه وعمقت أبتسامته , ثم دعاها الى الشرفة لتناول المرطبات .
أختار شرفة تقع بالقرب من غرفة الطعام تطل على القسم الجنوبي من المزرعة , على بحيرة هادئة تعكس نورا فضيا على ما حولها , وجمال
منتديات ليلاس

الحديقة بدا رائعا من خلال الخيوط الحمراء الذهبية المترامية على الأشجار الباسقة والأزهار , كان النسيم ينسل ببطء حاملا معه رائحة الورد وعبير أزهار الليمون والياسمين , فتمتزج كلها لتضفي على الجو رطوبة ونداوة , يزيده حلاوة طائر جميل اللون , يظهر بين الحين والآخر ثم

يختفي , وينساب صوت زوجها برقة يعرض عليها كوبا آخر من الشراب , فتقبلته شاكرة .
" تبدين سارحة الذهن هادئة".
أومأت برأسها موافقة وقالت:

"أنه لمكان رائع هنا , وهادىء جدا ".
" تحبين أن تستمتعي به بسكون؟".
بسرعة حولت نظرها عن الحديقة وراحت تتأمل مظهره الأنيق وسترته البيضاء وربطة عنقه , غير أن كل ذلك لم يغير شيئا من ملامحه المرعبة .
وفاجأته بالسؤال :
منتديات ليلاس
" أتود أن تتكلم؟".
فأجاب بعد أن سكب لنفسه كوبا آخر :
" جميل أن نتسامر".
أطرقت هنيهة قبل أن تجيب:
"وهل هناك شيء بيننا للمحادثة؟".
" نستطيع أن نجد شيئا ".
تنهدت بعمق وقالت:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:02 PM

"لا أدري أن كان ذلك صحيحا".
" لا تريدين أن تتكلمي يا روكسان , أليس كذلك؟".
أحتارت روكسان في أمرها , كانت تختلف عنه كثيرا ,ألا أنه بدا ناعما

رقيقا , فتذكرت أشارة توم بأنها أرادت الزواج منه بطريقة لا شعورية , كانت أشارة غير معقولة , كان عليها أن تقرر ذلك , غير أنها لم تفعل , على العكس , بقيت حقيقة هذا الأمر تزيدها أرتباكا حتى تلك الساعة التي تجلس فيها مبهورة بجمال الطبيعة وسكونها ,تذكرت حبها لجويل , غير أن صورته بدت باهتة في في مخيلتها.

صدر عن زوجها تنهيدة ذكرتها أنه ما زال ينتظر أجابة على سؤاله فتبسمت قائلة:
"طبعا أريد الكلام ,غير أنه ليس لدي الكثير لأقوله , أو على الأقل , لا يثير الأهتمام".
أجاب على الفرو :
" نعوز كلينا الراقة في التعبير , أليس كذلك يا روكسان؟".

فكرت بأنها هي التي تعوزها الرشاقة في التعبير وليس هو , ثم سألته بنبرات جدية كي تضفي على الجو بعض الأرتياح:
" أخبرني , ماذا كنت تفعل في مدينة مكسيكو ؟".
" كانت رحلة عمل , نزلت أثناءها بضيافة أختي المتزوجة مارغريتا".

هنا أصبحت روكسان متشوقة لتعلم المزيد عن أخته , وسألت عن شكلها ومنذ متى تزوجت ؟ وكم عمرها.........
وتبسم خوان فلاحظت روكسان علامات الأهتمام على وجهه , فأعترفت أنه بأمكانه أن يكون وسيما غير أنها أضافت, وسيما بتزمت , فهو دائما يبدو متحفظا متكبرا وقاسيا بعض الشيء ..... أجاب:منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

" في الواقع , لا تشبهني أبدا , هي ذات شعر بني خفيف وعينين زرقاوين , أنها جميلة جدا أو هذا ما أعتقده أنا شخصيا وجوابا على السؤال الثاني أقول : أن مارغريتا منذ سنتين ونصف سنة وهندها صبي عمره سنة واحدة , أذن أنتخالة , أما عمرها فخمسة وعشرون عاما".

" عندها ولد........".
وعادت بها الذكرى الى جويل وأحاديثهما عن الأولاد وكيف أتفقا معا على أن العدد المفضل لديهما سيكون ولدين ,وتذكرت أنها تكلمت عن ذلك الموضوع بحياء في مراحل علاقتهما الأولى , وسألها خوان بصوت لطيف:
" أتحبين الأولاد؟".

أومأت برأسها بعفوية قائلة:
" ربما في يوم من الأيام".
" ربما".
وتجهم وجه خوان , فعضت روكسان على شفتها نادمة على تسرعها بالأجابة ,وقالت لنفسها بأنها لا تريد ولدا من خوان , فذلك مستحيل .
أطرق هنيهة قبل أن يقول لها بنبرة قاسية:

" لندخل الى المنزل ,هيا أكملي شرابك".
" متأسفة........".
وأرادت أن تكمل , وبسرعة قاطعها قائلا:
" أتعجب من أعتذارك , لست بحاجة لذلك , فالأمر , في أي حال , ليس له أي تأثير".

نهضت وحالة من البؤس تغمرها , حيث أنها عادت مع خوان الى نقطة الصفر , أنها غلطتها هذه المرة ولكن, تساءلت لماذا حالة البؤس هذه ؟ كأنها لم ترد بالواقع تحسين الأمور مع زوجها .... وعاد اليها الرعب , حاولت أن تتخيل وجه جويل وفشلت ... ماذا سيحدث لها؟ نظرت الى الرجل الجالس
منتديات ليلاس
أمامها وهو يحمل كأسه بيده وعيناه تحدقان فيها بحنان , مستحيل قالت لنفسها , فعلى الرجل تبدو علامات الحزن والوحدة , وهزت رأسها بطريقة غريبة وهي تردد , كيف يكون رجل مثل خوان تعود العيش لوحده , وحيدا؟ كل ذلك مجرد تخيلات منها ,وشعرت بسيل من العاطفة يسيطر عليها , وفي الوقت نفسه , برغبة ملحة لتقوم بعمل شيء يهدىء من تعاستهما ,وقالت وهي لا تدري كيف تصيغ الكلمات لتعبر عن رغبتها الحقيقية:

"هل علينا أن ندخل الآن؟ الجو رائع هنا... أليس بأستطاعتنا البقاء لمراقبة غروب الشمس؟".
جحظت عيناه الداكنتان وظهرت عليه علائم الحيرة الأمر الذي أدهش زوجته , فالحيرة وقوته الجامحة لا يجتمعان لدى خوان , ثم قال:
"أهذا ما تريدين يا روكسان؟".

لفظ خوان أسمها بطريقة جذابة لم تلاحظها منذ زواجها , وذلك لسبب بسيط هو أنها لم تكن لتصغي الى كلامه من قبل بالأهتمام والتركيز ذاتهما , وأجابته:
" نعم يا خوان , أما أذا كنت تفضل الدخول.......".
فقاطعها خوان مبتسما وموافقا:
" سوف نبقى هنا بعض الوقت".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:07 PM

وبحياء غريب عرض عليها كوبا آخر من الشراب , فقبلته بالرغم من أنها لم تكن تشعر بحاجة اليه , وبينما هو يسكب لها الشراب , ألتقت نظراتهما وأبتسما , شعرت روكسان بسعادة لا توصف , كانت تعلم بأن ظاهرة غريبة تحدث , لم تحاول أدراك ما تعني

وبدأت بالتحدث الى زوجها الذي عاد ليذكر أخته مرة ثانية فقالت له:
" أحب الأجتماع بها وببعض أقاربك الآخرين؟".
" ستجتمعين بهم ( ثم أضاف والأبتسامة تغمر وجهه ) سوف أدعو مارغريتا وزجها لزيارتنا يوما , فهما بشوق للتعرف اليك".منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

لا ريب أنهما يعتبران مسألة عدم الأجتماع بها غريبة نوعا.
" لقد تقبلا منذ زمن بعيد فكرة كوني رجلا غريبا وأنطوائيا , قلت بأنهما متشوقان لرؤيتك , ألا أنني لا أسمح أبدا لأحد من الناس بأن يتدخل في حياتي الخاصة , فهما لن يأتيا الى هنا بدون دعوة , أو الطلب بالسماح لهما بالمجيء".

هزت روكسان رأسها موافقة وقالت:
"كم تمنيت أن يكون عندي الكثير من الأخوة والكلمات ولا أعلم كيف أستطعت أن تنقطع عنهم بالطريقة التي فعلت؟".

" كان هناك سبب لذلك كما تعلمين".
لم تصدق روكسان أن حديثا كهذا يجري بينها وبين زوجها , وحبست أنفاسها عندما تطرق الحديث بطريقة غير مباشرة الى موضوع مارتا

معتقدة بأن وقع ذلك سيكون هائلا عليه , غير أنه لم يتأثر أبدا فظنت أن خوان قد شفي تماما من معاناته الطويلة.
كانت الشمس تغطس في البحر ,والألوان تتغير بشكل مذهل لم تشهد روكسان مثيله من قبل , فأندفعت تقول:

" أنظر يا خوان .... كأن أحدهم يرسم ببراعة خطوطا ملونة على ريش طائر".
لم يعلق خوان بشيء , وأستدارت لتجده يحدق في وجهها وليس في الوهج المتألق في رحاب السماء , أحمرت وجنتاها وحولت نظرها عنه وأذ بضحكة
منتديات ليلاس
خفيفة تضع حدا للسكون ويمد يده ويربت على خدها ملاطفا , فتتقبل ذلك من غير أستياء أو أرتعاد ,وسألت نفسها ما الذي حدث لها؟ ولم تشأ أن تذهب الى أبعد من هذا , وبعد أن وقف وشرب ما تبقى في الكوب تمتم قائلا:

" أنك لن تشاهدي غروبا كهذا في أي مكان آخر".
" وكيف تكون هناك ألوان بهذا العدد؟".
قالت ذلك وهي تحدق بتلك الألوان الجميلة التي تتحول من الزهري الشاحب

الى اللون الوردي الى القرمزي والى النحاسي اللامع , أنها قوس عظيم من الأضواء والألوان أنتشرت في السماء وبدت كأحد جناحي طار ضخم , وما هي سوى لحظات , حتى غاب الأفق وظهر البحر كأنه كتلة من النار تشتعل ,وما أن أدارت روكسان رأسها حتى بادرها خوان قائلا بصوت ناعم:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:11 PM

" الطبيعة رائعة".
ومد يده نحوها ليساعدها على النهوض ووضع ذراعه حول عنقها وشدها نحوه بعطف ظاهر , ثم أردف قائلا:

" أنتهى كل شيء يا روكسان .... لنذهب الآن لتناول العشاء".
كانت روكسان تجلس أمام طاولة الزينة تمشط شعرها وتفكر في أحداث ذلك المساء و كانت سعيدة وتمنت لو أن تلك الليلة لم تنته , غير أنها تدرك بأنها طوال الوقت حذرة يغمرها شعور الجالس على حافة سكين وكأن

الأتيان بأية حركة غير ملائمة كاف لأختلال التوازن وجعل زوجها يعود الى عنجهيته وغضبه ,وتساءلت لماذا تصرفت بهذه الطريقة , وعندما لم تهتد الى الجواب , أقرت بأن علاقتها بخوان دقيقة وأنه هو الآخر يجلس على

حافة السكين , وأن علاقة من هذا النوع غير مريحة , لكن تلك الليلة برهنت لها أن بذل قليل من الجهد يجعل حياة كليهما أكثر سعادة , هل هذا ما تريده ؟ ثم قالت لنفسها بأن المهم الآن هو الفترة ما بين الحاضر

وموعد تركها لزوجها , ويجب عليها أن تجعل تلك الفترة تمضي بشكل مريح.
وفيما هي مستغرقة في التفكير لفت أنتباهها صوت صرير الباب بين غرفتي النوم ,وما أن تطلعت في المرآة حتى شاهدت زوجها واقفا في الباب , منتديات ليلاس

أرتجفت قليلا وتمنت أن لا يكون قد لاحظ أرتباكها أذ ما زال في نفسها بعض النحو أتجاهه وقالت:
" أنا تعبة يا خوان".
منتديات ليلاس

أقترب منه ووقف الى جانب كرسيها وقال:
" ألا تريدين مني البقاء؟".
كان تأثير رده عليها غريبا , فبدلا من أن يثور مذكرا أياها بأنه زوجها وله حقوق عليها , أكتفى بذلك الأمر الذي أزال كثيرا من

الأشمئزاز الذي كانا تشعر به أتجاهه , ولم تصده بشكل عنيف بل أعادت:
" أنا تعبة ".
ولم تجد شيئا آخر تضيفه الى ذلك".
تقدم منها خوان ولمس أعلى رأسها قائلا بلطف:
" حسن أذن, تصبحين على خير".
وقفل عائدا الى غرفته.
منتديات ليلاس
ونظرت الى الباب مندهشة لا تصدق ما سمعته منه , ماذا حدث له؟ أين أختفى جبروته وغطرسته ,وسعور اللامبالاة أتجاه ما تعاني , وأتجاه آلامها المبرحة التي كانت تسببها لها معاملته الخالية من كل شفقة ورحمة؟

ونهضت أخيرا , ثم آوت الى فراشها وهي تشعر براحة بال لأول مرة منذ زواجها عدا تلك الأيام القليلة التي كان خوان فيها خارج المنزل , فلا توتر الليلة ولا خوف ولا صرير أبواب ولا أرتعاد ولا أشمئزاز , تنهدت روكسان دليل الرضى وأستسلمت لنوم عميق مريح.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:14 PM

في صباح اليوم التالي , نزلت الى الحديقة وراحت تتجول في أرجائها , وبعيدا , في ناحية مشجرة كان هناك هيكل صغير قررت روكسان أن تزوره مرة ثانية , لقد زارته مرة من قبل شعرت

أثناءها أنه كان مهملا وظنت أن المكان لم يطأه أحد منذ سنوات عديدة , وصلت الى هناك ووجدت الباب مفتوحا , وما أن سارت قليلا بأتجاهه محاولة أغلاقه , حتى شعرت فجأة بتوقف أنفاسها وهي لا تصدق عينيها , فأمام المذبح في الداخل كان زوجها راكعا يصلي , أنها لصدمة صاعقة منتديات ليلاس

.... خوان راكع يصلي! أمر لا يصدق .
بقيت روكسان فترة من الوقت واقفة مكانها لا تتحرك , لا تصدق ما رأت بأم عينيها وراحت تعيد لنفسها عبارة( خوان يصلي) مرات ومرات لتقنع نفسها بما رأته عيناها , تحرك خوان فأخذت تبتعد بهدوء ثم تركض

أذ لا تريده أن يعلم أنها رأته في ذلك المكان المتواضع ,وتساءلت لماذا كان يصلي؟ وكيف لرجل مثل خوان أن يكون بحاجة الى الصلاة؟
وعندما جلسا الى مائدة الفطور كانت تشعر بالأرتباك والحيرة , تبسمت عندما سألها أن كان هناك ما يزعجها , وأجابت:
منتديات ليلاس

" لا شيء يا خوان".
قال بعد برهة صمت:
" كنت أفكر بأن نذهب لزيارة أختي وزوجها , وجدت هذا أفضل الآن فزوج أختي منهمك جدا بأشغاله , وبذلك نوفر عليه عبء التعطيل والخسارة".
سألته روكسان عن نوع عمله فأجاب:
منتديات ليلاس
" هو احب مصنع للأدوات الكهربائية ".
نظرت اليه قائلة:
" أحب أن أزورهما , متى تفكر بالذهاب؟".

" نذهب في أي وقت".
فأخذت تفكر في توم وزياراتها الروتينية له , لكنها كانت نبهته بأنها لن تستطيع الذهاب اليه كالعادة في المستقبل كيلا ينتابه أي شعور بالقلق.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:17 PM

وأردف خوان:
" ربما نذهب الأسبوع المقبل , هل يوم الأثنين مناسب؟".
أومأت برأسها علامة الموافقة وسألت:
" كم من الوقت سنمضي هناك؟".منتديات ليلاس

" بضعة أيام أو أسبوع على الأكثر ".
وما أن أنتهيامن تناول الفطور , حتى عاد خوان الى غرفته التي يعمل فيها , وتناولت روكسان كتابا حصلت عليه من مكتبة توم , وأسترخت على مقعد في غرفة الجلوس تقرأ , وما هي ألا دقائق حتى جاءت لوبيتا

تحمل في يدها نافضة للغبار وهي تقول:
" لم أكن أعلم أنك موجودة هنا يا سينيورا .... أنني أقوم ببعض التنظيف".
ألقت روكسان نظرة على كل ما حولها وقالت:

" تنظيف هذه الغرفة قامت به دولوريس قبل الفطور ".
شعت عينا العجوز وقالت بغلاظة:
" حسن أذن , أنا لم آت بهدف التنظيف , بل للتحدث اليك".
منتديات ليلاس

أنتفضت أعصاب روكسان , غير أنها حافظت على هدوئها , وقالت:
" عن ماذا؟".
مشت نحوها لوبيتا بأنحراف , فأدارت روكسان رأسها لتبعد عنها رائحة فمها الكريهة , ثم حنت العجوز جسمها النحيل وقالت:
منتديات ليلاس
" أنت وصديقك .... أعني حبيبك".
ألتفتت نحوها عابسة لا تفهم ماذا تعني وقالت:
" عم تتكلمين؟ أنت مجنونة يا لوبيتا .... أرجوك أن ترحلي من هنا ".
وصرخت لوبيتا :

" أأنا مجنونة ؟ أنت تدعينني مجنونة ؟ أنت تهينيني وسوف تندمين على ذلك".
" طلبت منك أن تغادري هذا المكان ".
" أغادر عندما أريد وبعدما أكون قد فرغت من كل الذي أنوي قوله ".
" أسرعي وبعدها أتركيني وشأني".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:20 PM

وسيطر على الغرفة صمت ثقيل قبل أن تبدأ العجوز بالكلام لتقول :
" تبعتك الى دكان صاحبك ".
" أنت..........؟.

وشعرت روكسان أن جبلا من الجليد هوى على رأسها وأضافت:
" تبعتني الى المكتبة , كيف تجرأت على ذلك؟".
أجابت العجوز بخرخرة متجاهلة عبارة روكسان الأخيرة :
" المكتبة يا سينيورا ... أنها دكان حبيبك".منتديات ليلاس

وقع الكتاب من يد روكسان من فرط غضبها وأرتعادها وصاحت بالعجوز :
" أخرجي من هنا".
قالت ذلك وهي تتخيل كيف سيكون رد فعل خوان عندما يعلم بالأمر وأردفت قائلة:
" أخرجي من هنا ودعيني وسأني ".

ضحكت العجوز ضحكة شريرة خبيثة وقالت:
" خائفة ..... خائفة أنت من النسر الأسود , يجب عليك أن تخافي لأنه سيقتلك , نعم يا سينيورا .... لو علمت بكامل قصته لما تزوجت منه , دون خوان قاتل , لقد خنق رجلا في أحد الأيام".
منتديات ليلاس

أمتقع لون روكسان وقالت غير مصدقة ما تسمع :
" خ............خنق رجلا .....لا .... لا أصدق ذلك".
غير أنها رأته يصلي , هل كان يصلي من أجل المغفرة لجريمة أرتكبها ؟
وقالت العجوز :

" أنسي هذا الموضوع الآن , جئت كي أكلمك عن علاقتك بتوماس وكيفيلد".
" زوجي يعلم أنني كنت في مكتبته ".
قاطعتها العجوز قائلة :

" أنت خائفة أذن من أعلام زوجك بالأمر".
" قلت لك أنه يعلم بذلك".
" ربما زوجك يعلم أنك تحدثت معه في دكانه , لكنه لا يعلم بأنك زرته في منزله , هل يعلم كم مرة ترددت عليه أثاء غيابه؟ وهل يعلم بأنك سبحت معه؟".
منتديات ليلاس
سألت روكسان بدهشة:
" وكيف علمت بكل هذا؟".
" الأخبار تسير بسرعة يا سينيورا , لم تكوني حكيمة بالطريقة التي تصرفت بها , وحبيبك هو أيضا لم يكن حذرا , حياته في خطر الآن, دون خوان سوف يقتله عندما يعلم بالأمر".

ورغم الخوف الذي أعترى روكسان , وضربات قلبها المتسارعة , أستطاعت في الأخير أن تهدىء نفسها وتقول:
" مثل حبه لك".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:24 PM

أرتجفت روكسان وهي تفكر بأنها تقف بحضرة أنسان لا يعيش في هذا العالم , ولم يسعها ألا أن تطلب من لوبيتا مغادرة المكان في الحال , الأمر الذي تجاهلته العجوز وأستمرت مندفعة كالنهر.منتديات ليلاس

" أنه يمضي معظم وقته يصلي لعله يرتاح من آلامه , فأنا أراقب بعينين تريان كل شيء , وأنا أجد بأن كل شيء لا يسير على ما يرام , ومنذ ليلة أمس رأيت الأمور تتغير , لقد كان مختلفا في معاملته لك عن ذي قبل".

سألتها روكسان:
" وكيف علمت بكل هذا؟".
أجابت لوبيتا :
" قلت لك بأنني أراقب وأصغي أيضا يا سينيورا , فذلك أعتبره من قبيل الوفاء لحبيبتي مارتا , نعم , أصغي , وكان واضحا أنه تغير..........".

قاطعتها روكسان لتسأل:
"كيف تغير يا لوبيتا ؟ قلت بأن زوجي ما زال مغرما بمارتا ,ثم قلت أنه تغير , أعتقد أنك على وشك أن تقولي أنه أصبح يهتم بي".
أجابت لوبيتا :
منتديات ليلاس

" أبدا , كل ما أردت قوله هو أنه يغازلك الآن بهدف أن ترضي عواطفه فقط".
" كنت خلف الباب تستمعين الى أحاديثنا أليس كذلك؟".
" الواجب يقضي علي بأن أفعل أي شيء من أجل حبيبتي مارتا , المغازلة تلك , بما فيها مسألة تعريفك بأقاربه لا تهمني , يجب عليه أن يبقى وفيا لحبه الأول , علمت أشياء وأشياء عنك بما فيها علاقتك بتوماس وكيفيلد".

" أنها علاقة بريئة يا لوبيتا".
" دون خوان لن يصدق أنها كذلك , سوف يقتص منكما معا ! وبما أنني ومارتا لا نريدك هنا , سوف أساعدك على الهرب , بأستطاعتي أن أسهل عليك مغادرة المكسيك ".
منتديات ليلاس
" وأذا لم أرد المغادرة؟".
" القرار لا يعود لك بل لحبيبتي مارتا , أن روحها تهيمن في كل مكان هنا , فهي لا تبتسم ولا تضحك , هي تبكي لأنك أنت هنا , ستوافقين على مغادرة هذه البلاد وألا سأضطر لأعلام خوان عن علاقتك بتوم ........... فكري بالأمر يا سينيور , أعطيك مهلة أسبوعين فقط".
وأستدارت لتغادر الغرفة وتغيب.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:27 PM

http://www.liilas.com/upp//uploads/i...03752027fc.gif


انتهى الفصل الخامس


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...03752027fc.gif

dalia cool 11-10-10 09:30 PM

6- قلبه الذي مات.......

أسبوعان .... فكرت روكسان بتهديد لوبيتا لفترة طويلة بعدما غادرت المرأة غرفتها , لكن بالرغم من أن فكرة الهرب كانت تلاصق أفكارها منذ البداية ألا أن أضطرارها الى رسم خطة

التنفيذ بدا الآن أقل ألحاحا , فهي لا تستطيع الأنكار بأن ثمة تغييرا قد طرأ على موقفها العاطفي من زوجها ,وفي نفس الوقت تواجه حقيقة صعبة أخرى هي أنها لن تستطيع أبدا التوصل الى قلبه حتى لو عاشت معه

عمرها كله ,سيبدو دائما أن قلبه مات مع مارتا , وروحه ستظل تعانق ذكراها , لقد أحتاج فقط الى عزاء أو أنعتاق نفسيين فأختارها زوجة , هذا هو الدور الذي رسمه لها , فيما هو يتحصن ببرود أتجاه أي عذاب قد

تعانيه بينها وبين نفسها , حري بها أن تكرهه الآن كما كرهته في البداية لكنها وجدت أن كراهيتها تضعف مع مرور الأيام , كذلك يبدو أنهما يتقاربان أكثر.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

لقد أكدت لها لوبيتا أن زوجها يتملقها ليس ألا , وقد يكون هذا صحيحا , لكن بما أنها لا تستطيع التحقق من ذلك فما عليها ألا أن تأخذ هذا الأحتمال بعين الأعتبار حتى لو بدا أن خوان قد بدأ يميل اليها

قليلا ,كما أنها أصبحت واثقة من أنه لا يبغي الموت في الحقيقة ,فهو صار يضحك بين الحين والآخر , وعندما يتمشى معها في الحديقة مساء....وهذه أنطلاقة جديدة تماما من قبله , يبدو عليه رضا وسلام حقيقيان .....

كذلك أوحت اليها لوبيتا أنه يصلي بأنتظام صباح كل يوم و, وبالسر عن روكسان , سائلا الله أن يميته ليرتاح من عذاب فجيعته بمارتا , لكنها تشك في صحة هذا الأيحاء لأن قوة شخصية خوان تتعارض مع مسلكية ضعيفة كهذه , أذن لماذا يصلي بأستمرار؟ هل يطلب المغفرة على جريمة قتل؟

وسرعان ما نفت روكسان هذه الفكرة جملة وتفصيلا , لا شك أن عقل لوبيتا قد أصيب بمس من جراء حبها المفرط للفتاة الراحلة , كما شكت روكسان في صحة أقدام خوان على خنق رجل وعزت الأمر الى أن لوبيتا أخترعت هذا التخيل لتزرع الرعب في قلبها لأنها زوجته.

وفكرت روكسان في نفسها , لو يتعلم أن يحبني قليلا أستطعنا ربما أن ننجح في زواجنا ..... لكنها ما لبثت أن تذكرت أنها لن تستطيع أبدا التوصل الى عواطفه ببب حبه الراسخ للفتاة الميتة .... وعادت تقول
منتديات ليلاس
لنفسها.... لا , لن نقدر أبدا أن نحب بعضنا كزوجين ولذا من الأفضل العزم على تركه.
هذه التساؤلات وأخرى من نوعها كانت تشغل بالها في اليوم المقرر لذهابها معه الى زيارة أخته وزوجها والمكوث عندهما لبضعة أيام , كانت

في غرفتها حين أعادها صوت خوان الى الواقع لحظة دخل عليها وسألها أن كانت مستعدة لبدء الرحلة , أومأت بالأيجاب وأشارت الى الحقيبة المفتوحة على السرير :
" سأخفف شيئا منها أذ لا أستطيع أقفالها".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:33 PM

تقدم من السرير وسألها:
" ما الذي تودين أخراجه منها؟".
" ذينيك الفستانين ...على ما أظن......".

أحدهما كان الثوب الأخضر الذي أعجبه , لكنها حالما رأت نظرته المستاءة بدا مهما جدا أن تأخذ ذلك الفستان بصورة خاصة , فقالت على الفور :منتديات ليلاس

"سأفرغ الحقيبة ثانية لأفرز ما يمكنني الأستغناء عنه".
ألا أنه هز رأسه قائلا :
"هناك حقائب أخرى بالطبع ويمكنك أستعمال أحداها".

" لم أبحث في الخزائن , هاتان الحقيبتان أتيت بهما معي".
وأشارت الى الثانية المقفلة والجاهزة لتنقل الى السيارة .
فأقترح بقوله:
منتديات ليلاس

" أعطني الفستانين لأضعهما في أحدى حقائبي وفيها بعض المتسع".
ناولته أياهما وهي تستغرب شعورها بالسعادة والأنشراح بالرغم من التهديد المتأرجح فوق رأسها , في أي حال , على لوبيتا أن تفكر مرتين قبل أن تثبت أتهامها لها , لأن خوان سيصر على أن يعرف منها بالضبط
منتديات ليلاس
كيف حصلت على معلوماتها , لا شك أن قوة شخصية روكسان في أزدياد مطرد , والدليل أستطاعتها التغلب على مخاوفها في الوقت الحاضر وأنصرافها الذهني الى مستجدات الزيارة الوشيكة , كانت متلهفة الى لقاء مرغريتا

وزوجها , وتتطلع بالفعل الى الرحلة الطويلة وهي تجلس الى جوار زوجها في السيارة , كذلك تتوقع جلسات بهيجة في المطاعم أثناء تناولهما الوجبات على الطريق , ونزهات قصيرة على الأقدام عندما يتركان السيارة لينشطا عضلات سيقانهما.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:36 PM

بيت مارغريتا يقع في سان آنيل وهي منطقة يستغرق الوصول اليها من مدينة مكسيكو حوالي ثلاثين دقيقة بالسيارة , ولدى أقترابهما من البيت كان الوقت متأخرا جدا.
وسألها خوان:

" أتشعرين بتعب يا روكسان؟".
خيل أليها أنها أستشفت قلقا بسيطا في صوته وهزت رأسها نفيا , فأضاف:
" لقد وصلنا".
ثم أنعطف عن ممر مرصوف بالحصى يعلوه من الجانبين حائطان عاليان , أوقف السيارة , وفي اللحظة ذاتها أنفتحت البوابة الحديدية على يد رجل مكسيكي شاحب الوجه ينتعل صندلا , كان قد أرسل لينتظر وصولهما , عاد

خوان يقود اسيارة عبر البوابة التي أقفلها الرجل خلفهما , وفي ضوء القمر رأت روكسان بيتا أبيض , شامخا ومهيبا , يقوم وسط ساحة معبدة , أوقف خوان السيارة , وحالما ترجلا منها ظهرت أخته وزوجها على

الباب الأمامي وكان أيضا من الحديد الثقيل المزخرف وقد أنفتح بلا صوت بسبب مفاصله المزيتة.
تبادل خوان ومرغريتا عبارات سريعة بالأسبانية فأستنتجت روكسان أنها تحية خاصة بين الأخ وأخته ثم قام بالتعريفات المطلوبة , هتفت مارغريتا بأخلاص وسرور واضحين :منتديات ليلاس
" يبهجنا أن نلتقيك يا روكسان!".
منتديات ليلاس

أنتظرت روكسان بأنفاس محبوسة لبينما تمعنت الفتاة في وجهها لكنها لم تكشف بكلمة أو بتعبير عما أذا رأت فيه أي شبه لوجه مارتا , ثم دخل جميعهم الردهة فلاحظت روكسان بسرعة أثاثا وبلاطا لامعين ولوحات في أطر مذهبة وثريات من البلور المصقول.

وقال لها أدوارد بصوت هادىء مهذب :
" لقاؤك يسحرنا يا روكسان".
بدا طويل القامة ومستقيم الظهر ووسيما وهو يقف الى جانب زوجته الجذابة ويصافح روكسان بقبضة متماسكة ودودة , فشعرت بالدفء يسري فيها وبدهشة لذيذة من لباقة أهل زوجها.
منتديات ليلاس
" هيا تفضلا , لا بد أنكما متعبان وجائعان ومتقلصا العضلات بعد هذه الرحلة الطويلة ".
فأحتج خوان بنبرة غضب بسيطة :
" لا نشعر بأي من هذه المزعجات , فقد أسترحنا قليلا وأكلنا , وغادرنا السيارة عدة مرات حيث تخلصنا من أي تقلص عضلي محتمل الحصول".
وأستدار ينظر الى وجه زوجته قائلا:

" أليس كذلك يا عزيزتي؟".
أومأت مبتسمة ووافقته بهدوء:
" نعم يا خوان , لقد فعلنا كل شيء".
فأعلنت شقيقته:

" هذا لا يمنع أن تتناولا شيئا من الطعام , وقد ترغب روكسان في تغيير ملابسها قبل العشاء ".
ثم تبادلوا حديثا خفيفا لبضع لحظات تعرضت روكسان في خلالها لعدة نظرات متفحصة , ثم أخذتهما مرغريتا الى غرفتهما حيث وجدا حقائبهما قد سبقتهما الى هناك , وقالت صاحبة البيت:
" العشاء سيكون جاهزا في حوالي ثلث ساعة ".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:39 PM

فأجابها شقيقها بلياقة:
" سيناسبك ذلك تماما , شكرا يا مرغريتا".
أبتسمت لروكسان بأشراق وأنسحبت مغلقة الباب خلفها.منتديات ليلاس
وجوابا على السؤال الصامت في عيني زوجها قالت روكسان :

"أنها ساحرة الشخصية ,وكذلك أدواردو".
فقال وهو يرفع أحدى حقائبه ويضعها على كرسي :
" سترين طفلهما غدا.... الوقت متأخر لكنني بحاجة الى أبدال ملابسي".
لاذت زوجته بالصمت , لم يسبق لها أن غيرت ثيابها أمامه وشعرت الآن بعجزها عن ذلك ,ثم سألته:

" هل لي بأستعمال الحمام قبلك؟".
فرمقها بنظرة مدركة وقال:
" سأقصد الحمام الآخر الموجود في الرواق وسأبدل ملابسي فيه أيضا كي تتصرفي بحرية".

توردت لملاحظته وشكرته بأمتنان , لكن عندما خرج وقفت تحدق في الباب المغلق .... أنه كثيرا ما يدهشها بلطفه المتزايد وبتفهمه وبتواضعه الغريب الذي تشك في ترحيبها به , وهذا التواضع لا يظهر دائما في وضوح بل على العكس , لا تستشفه الا في لحظات حرجة معينة لكن مجرد شعوره به يحملها على الأستغراب.
منتديات ليلاس
طالت فترة العشاء بسبب أحاديثهم المتنوعة ولم يأووا الى أسرتهم ألا في الساعة الثانية صباحا , وكما فعل قبلا , أستعمل خوان الحمام الآخر وتعمد البقاء فيه ردحا كي يوفر لها الخصوصية التي يعلم أنها تبتغيها , تأثرت لتفهمه الواعي حتى العمق وأحست قلبها يتجه نحوه بدفء , أنما

لازمت كواليس ذهنها تلك القناعة بأنها ليست روكسان في نظره بل مارتا , ولهذا , عندما أحاطها فقط بذراعه لدى صعوده السرير الى جانبها بذلت جهدا كبرا في أن تبدو طبيعية ولا تنفر منه.


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:41 PM

أمضوا اليوم التالي في أنشراح ما بين حديث وشرب قهوة وتناول طعام ,أنسحرت روكسان بالطفل أفريك وبلغ سرورها منتهاه حين سمحت لها أمه بأن تحمله في حضنها وتعطيه زجاجة الحليب , في السادسة مساء وضع الطفل في سريره , وقال خوان مداعبا أنه ما دام

أسترد زوجته من الطفل فسوف يذهبان للتنزه , لدى عودتهما الى البيت كان أدواردو رجع من مكان عمله في المدينة وقد أغتسل وبدل ثيابه , صعدت روكسان لتغير فستانها وما أن دخلت غرفة النوم حتى طرقت مرغريتا الباب ودخلت أستجابة لدعوة روكسان , قالت بوجه مشرق:منتديات ليلاس

"لدينا بضع دقائق للحديث وكنت أتحرق للأنفراد بك لفترة , أولا , أود الأعراب لك عن مبلغ سرورنا لدى سماعنا نبأ زواج خوان".
" شكرا يا مرغريتا".

" أنني أتساءل عن مقدار معلوماتك بالضبط".
نطقت مارغريتا السؤال الغامض بعد تردد بسيط , والآن ظهر شيء من القلق على محياها الجميل.
منتديات ليلاس

فأستوضحتها وكسان بحذر أذ بدا لها أن زوجها لم يسر الى أخته الا بالقليل :
" ماذا تقصدين؟".

" لقد أعتزل خوان الناس لسنوات طويلة , هل عرفت ذلك؟".
" أجل عرفت".
بدا الأرتياح على مرغريتا لما تأكدت من أنها لم تبح بأية أسرار , وتابعت تسأل:
" هل تعرفين السبب الذي دفعه الى الأنعزال؟".
" أجل يا مرغريتا , أعرفه".
منتديات ليلاس
" أذن هو أطلعك على خطوبته السابقة؟".
" عرفتها من شخص آخر لكن خوان يدرك أنني على علم بقصة مارتا".
" ألا يضايقك ذلك الماضي؟".

فأجابت روكسان بنبراتها اللطيفة المعتادة:
" أنه ماض جد بعيد".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:43 PM

" كنا قطعنا الأمل من أمكانية تغلبه على فجيعته يا روكسان .....".
توقفت مرغريتا عن الكلام وغيّمت الدموع عينيها .

" كان الوضع رهيبا .... حسبنا أنه سيظل منقطعا الى الأبد عن العالم وحتى عن أفراد عائلته".
لم تجد روكسان كلمة تعليق واحدة , وبعد هنيهة تمالكت مرغريتا نفسها وتابعت:منتديات ليلاس

" أنها لأعجوبة أن يتغير الى هذا الحد , أصبح الآن رجلا طبيعيا , يتكلم ويضحك و..... أوه , أسترد سعادته أخيرا! وأنا سعيدة أيضا , كانت كارثة يا روكسان , وكلنا مدينون لك بفضل أنتشال أخي من عزلته".
منتديات ليلاس

وهنا أنتهى الحديث ونزلت الفتاتان معا لتناول العشاء , لكن خوان تفرس فيهما مليا لدى دخولهما غرفة الطعام وأستوضح روكسان الأمر في وقت لاحق , فأعترفت بقولها:
" أجل , جاءت مارغريتا لتتحدث معي ".

وهل طرحت عليك أسئلة كثيرة ؟".
" بل أسئلة قليلة يا خوان؟".
" عما أستوضحتك؟".

تطلعت اليه مباشرة وروت له بصراحة كل ما دار بينهما , فكرر أحدى العبارات بأهتمام ومرح:
" أذن هما مسروران لسعادتي .... آه... حسن...".
لم يكمل جملته وغيّر الموضوع فجأة بقوله:

" غدا سآخذك الى المدينة , هذا هو البرنامج المقرر حسبما أخبرتني مرغريتا ".
" حسبت أختك أنني سأستمتع برؤيتها , لكن أن كنت لا ترغب في ذلك.......".

" بالطبع أود ذلك أذ لا يمكنك أن تعودي الى البيت بدون أن تري مدينة مكسيكو ".
" بل أتلهف الى ذلك , هل سنقضي النهار هناك؟".
" الأمر يتوقف على رغبتك , فهمت أيضا أن أدواردو سيلاقينا لتناول الغداء".
منتديات ليلاس
أومأت زوجته وعلقت:
" خسارة أنه مضطر الى اعمل لكن مارغريتا أوضحت أنه مشغول جدا هذه الأيام ".
" لا بد أن الأمر كذلك وألا لأستطاع أن يتفرغ ليوم غد".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:49 PM

أستيقظت روكسان باكرا في الصباح التالي وأنسلت من الفراش وزوجها ما يزال نائما , وقفت لبعض الوقت تحدق الى الوجه الأسمر الملتصق بالوسادة البيضاء , كانت أحدى يديه منقبضة الأصابع قرب خده , وتحركت شفتاه بصمت ولعدة مرات وهي تراقبه , أحست

بعاطفة مجهولة تتحرك فيها بلا دافع واضح فأشاحت بصرها عنه , كان قويا حتى وهو نائم , وعندما يتحرك فمه بهذه الطريقة يبدو وكأنه طفل نائم يحلم بأنه ضل طريقه , عبرت الغرفة وأزاحت الستائر ثم فتحت الأبواب الزجاجية وخرجت الى الشرفة المغمورة بالشمس , كانت على

السطح عريشة من البوغنفيليه تتدلى غصونها المزهرة على حاجز الشرفة , لمستها بأسترخاء , وأرسلت بصرها يجول على فسحات العشب المقلم ومساكب الزهور , أنسحرت بنبات الألياف المتدلية والشبيهة بخضار الكوسى , وبالطيور النحيلة ذات الذيول القرمزية التي كانت تغط عليها وتطير عنها مكررة هذه اللعبة بأستمرار , تنشقت الهواء النقي المنعش وشعرت أنه كان بأمكانها أن تحب هذه الأرض الأستوائية الزاهية على مر الزمن لو أنها وفدت اليها في ظروف أفضل.

أحست بحركة خفيفة في الغرفة جعلتها تستدير صوبها , كان خوان يراقبها مرتكزا على مرفقه , فتوردت خجلا وأغتاظت لأنها لم ترتد شيئا يغطي قميص نومها القصير والمحرج , وقال بتكاسل :
" نهضت باكرا يا روكسان , منذ متى تقفين عل الشرفة؟".

فدخلت الغرفة ووقفت في منتصفها تبحث عن روبها ثم تذكرت أنها علقته خلف باب الحمام , وهنا أجابت سؤال زوجها:
" خرجت منذ قليل , أنه صباح جميل".منتديات ليلاس

راح خوان يتفحص قوامها بالتفصيل , وقال معلقا:
" بدوت جذابة جدا وأنت تقفين كلوحة ضمن أطار النافذة".
" شكرا".
منتديات ليلاس

أجابت بجمود غير مقصود ورأته يقطب حاجبيه قبل أن يقول:
" لا تحبين المديح , أليس كذلك يا روكسان؟".
هزت كتفيها بأرتباك وقالت:

" أنه......... أنه لا يعني شيئا".
" تقصدين مديحي أنا بصورة خاصة؟".
" أجل , هذا ما عنيت".
فأزاح الأغطية جانبا وأجاب:
" أذن لنتكلم في موضوع آخر كي لا تفسد بهجة هذا النهار المهم بالنسبة اليك والى مرغريتا".
" ألا تتطلع أليه أيضا؟".

أضطرت الى أن تسأله , أذ بدا فجأة مهما أن يشاركها الأستمتاع بهذا اليوم , صمت قليلا ثم قال وهو يرتدي الروب:
" أيزعجك أن لا أكون متحمسا له؟".
" أريدك بطبيعة الحال أن تستمتع بأصطحابك لي ولمرغريتا الى المدينة ".
" أنك تتحاشين أجابة مباشرة وصريحة , أليس كذلك؟".
تناول حقيبة جلدية صغيرة وخرج قاصدا الحمام في الممر وتاركا أياها تفكر مليا بتعليقه الغامض.
منتديات ليلاس
وبعد نصف ساعة كانت مرغريتا تقول:
" أسعدتما صباحا! أرجو أن تكونا أمضيتما ليلة مريحة ونمتما جيدا ".
فرد خوان وعيناه السوداوان تبتسمان لها:

" نعمنا بنوم مريح جدا , شكرا يا مرغريتا ... وماذا عنك أنت؟".
" أسترحت تماما , لقد أضطر أدواردو الى مغادرة البيت باكرا وطلب الي أبلاغكما أعتذراه عن عدم أستطاعته تناول الفطور معنا".
كان على المادة عصير برتقال وأناناس وأيضا شرائح من الباب

ايا , تناولت روكسان بعضها وقد سبق وأعجبت بهذا الثمر الأستوائي اللذيذ.
رشت عليها بعضا من عصير الليمون الصغير الحجم , أكلت مرغريتا فطائر حلوة , لكنها لم تغفل عن تحضير خبز محمص لروكسان ,والبيض المسلوق جاءت به مرسيدس الفتاة ذات المريول الزاهي التي ساعدت في حمل الحقائب الى الطابق العلوي ليلة وصولهما.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:52 PM

في الساعة العاشرة كانوا في مدينة مكسيكو يتمشون في شارع صغير تحف به بيوت أسبانية الطراز , مطروشة بلون زهري وذات بوابات خارجية وأبواب داخلية مصنوعة من الحديد , كانت هناك حدائق رائعة أمام كل بيت وأناس يكبون على نكش أحواضها وتشيذ

أغصانها أو ري عشبها بواسطة النباريج , أنعطفوا عند الزاوية فأذا بهم في شارع المدينة الرئيسي جادة باسيو دي لاريفورما الجميلة , كان شارعا عريضا ضخما تحف به من الجانبين أشجار الدردار والأوكالينوس وما بين مسافة وأخرى , يوجد دوار مشجر في وسطه تمثال وحوله أناس يجلسون على مقاعد حجرية مستطيلة أو يمسحون أحذيتهم على أيدي صبية حفاة الأقدام ذوي ثياب رثة , ولاحظت روكسان أنهم يستعملون أصابعهم في وضع الدهان على الحذاء.

تمشوا في الجادة لأكثر من ساعة ثم أقترح خوان قائلا:
" أظن من المستحسن أن نأتي بالسيارة لنتفرج على المدينة بطريقة أخرى وبسرعة أكبر".
فوافقته مرغريتا فورا:
منتديات ليلاس

" معك حق فأصابع قدمي بدأت تؤلمني من كثرة المشي".
فوبخها خوان قائلا:
" هراء! أنك تبالغين!".
ثم ألتفت الى روكسان وسألها:منتديات ليلاس

" ماذا عنك أنت؟ هل تؤلمك قدماك؟".
فأطلقت ضجكة قلبية ... واحدة من ضحكاتها النادرة منذ مجيئها الى المكسيك, وأجابت:
" كلا , فأهتمامي الشديد بما أرى لا يجعلني ألاحظ قدمي بتاتا".

" أتشعرين باألأستمتاع؟".
أومأت قائلة:
" كل شيء رائع!".

جاؤوا بالسيارة وقادهما خوان الى مركز التسوق , وهي منطقة شاسعة تمتد في كل الأتجاهات , أوقفوا السيارة في مرآب آخر ثم أتجهوا سيرا على الأقدام الى شارع فرنسيسكو ماديرو الأول حيث توجد أروع حوانيت المدينة وأفخمها.
وأوضحت مرغريتا لروكسان:

" هذا الشارع يعادل بوند ستريت عندكم".
ثم رمقت أخاها بنظرة سريعة وسألته:
" هل تمانع أذا أنفصلنا عنك لفترة يا خوان ؟ أخشى أن بقيت معنا أن نضجرك بوقوفنا الطويل أمام الواجهات الرائعة".
وبدا لروكسان أنها طرحت السؤال بعفوية مصطنعة , وسرعان ما وافقها أخوها بقوله:
منتديات ليلاس
"كما تشائين يا مرغريتا , سنلتقي بعد ساعة من الآن وحذار من التأخير أذ وعدنا أدواردو بملاقاته الساعة الواحدة في الفندق".
أنفصلوا بعد ذلك , وبعد أن سارت المرأتان قليلا توقفتا أمام واجهة كبيرة تعرض تشكيلة متنوعة وشاملة من المنتوجات الجلدية , وسألت روكسان رفيقتها وكأنها لا تصدق ما ترى:
" هل هذه كلها مصنوعات يدوية؟".

" أجل , وهي ليست غالية الثمن تبعا لبطاقات الأسعار الملصقة بها , أليس كذلك؟".
" أسعارها معقولة جدا بالمقارنة مع أسعار الجلد في بريطانيا , أنني أحب هذا الجلد فعلا!".
فهتفت مرغريتا بعفوية:
" أنت حلوة المعشر يا روكسان , أن أخي سعيد الحظ حقا ونحن جميعنا لا نقل عنه حظا بهذه القربى , أخوتي وأخواتي , سيأكلهم الحسد عندما أخبرهم أنني تعرفت اليك وأنك في الواقع أفضل زوجة أخ حظينا بها!".
" لا , لا تقولي أني.........".

توقفت روكسان فجأة عن الكلام ,ولما رأت الدهشة في عيني مرغريتا تابعت بأرتباك:
" أقصد......... أعني أنني أنسانة عادية لا أختلف عن الأخريات".

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 09:56 PM

" هذا تواضع منك يا عزيزتي , فأخي كان في منتهى العزوف عن النظر الى أية أمرأة , ولو لم تكوني أنسانة مميزة لما أستطعت جذب أهتمامه بتاتا".

أكملت روكسان سيرها في صمت وهي تفكر بالأيام التي ستعقب تركها لزوجها , ماذا سيقول أهله عنها وكيف سيكون موقفهم منه؟ لقد عزوا اليها كل الفضل في تغييره وفي أنتشاله من عالم العزلة الموحشة وأعادته الى عالم الناس والحياة , لا ريب أنهم سيكرهونها أذا تركته الآن , لكن بما

أن رغبتها في الأنفصال عنه بدأت مؤخرا تضمحل بسرعة فقد طردت الفكرة من ذهنها ,في أي حال , عادت مرغريتا تتكلم وسألتها أذا كانت تعرف السبب الذي حدا خوان الى الذهاب الى أنكلترا في تلك الزيارة التي أسفر عنها زواجهما , وأكملت السؤال بقولها:منتديات ليلاس

"كلنا أصبنا بدهشة شديدة لما تناهى الينا خبر تلك الرحلة , وحتى الآن لا أستطيع التفكير في السبب القوي الذي جعله يقرر فجأة أن يسافر الى بريطانيا البعيدة عنا".
فأجابتها روكسان :

" كان قد ألتقى صديقا لي , وهذا الصديق دخل أراضي المزرعة بالصدفة أذ كانت البوابة مفتوحة حينها , وطلب كوب ماء ليروي عطشه , وهنا دعاه خوان الى البقاء لبعض الوقت لبينما يستريح قليلا , لكن الزيارة القصيرة أمتدت الى ثلاثة أيام , وعندما ودّعا بعضهما وعده خوان بأن بزيارة الى أنكلترا".

فعلقت مرغريتا قائلة:
"ما زلت أشعر أن هناك أمورا كثيرة ما زلنا بجهلها , في أي حال , أن أهم شيء في نظري هو أن أخي الحبيب قد تزوج وحظي بشريكة تسعده , لا يمكنك أن تتصوري كم شاخ في تلك السنوات يا روكسان .... بالطبع نحن لم نره آنذاك لأنه رفض أن يدعونا مرة واحدة الى بيته , لكنني رأيته في
منتديات ليلاس
العام الماضي وكان يبدو مرعبا بهزاله وتغضن وجهه كأنه رجل في الستين.... لكن أتوقع الآن أن يسترد رونقه وشبابه يوما بعد يوم".
وأنهت كلامها بضحكة سعيدة.
فقالت ركسان:

" أرجو ذلك........".
خرجت الكلمات بشكل آلي من فمها لكنها سرعان ما أردفت وقد أنتفت ظنونها تماما:

" أجل , أرجو أن يعود الى سالف عهده يا مرغريتا".


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 10:00 PM

ولما ألتقتا خوان ثانية رأت روكسان أنه كان يتسوق هو الآخر, وبدون أن تتروى سألته ماذا أشتري, وهنا عادت مرغريتا ترمقه بنظرة خاصة شبيهة بتلك التي تبادلاها عندما أقترحت أن تنفصلا عنه , جعلت روكسان تنظر اليهما محتارة.

وأجابها زوجها بصوت مشاغب ومطعم بروح المرح:
"أهتمي بشؤونك الخاصة .... ألا يستطيع الرجل أن يبتاع شيئا صغيرا بدون أن يضطر الى كشف هويته لأناث فضوليات؟".

فوجدت نفسها تضحك وتعتذر عن حشريتها , كما راحت تتساءل عن مرح زوجها الصبياني تقريبا وهو ينطق تلك الكلمات الرادعة والمبطنة.... رمقت الرزمة التي أبتاعتها عدة مرات وهم في طريقهم الى الفندق حيث ستناولون طعام الغداء مع أدواردو , لم تكن الرزمة كبيرة الحجم أنما أكبر من أن يتسع لها جيبه , تملكها فضول فعلي أذ تأكدت الآن من أن

مرغريتا تقصدت أنفصالهما عن خوان ليتسنى له شراء ذلك الشيء , من دون أن تراه هي , هذا يعني أنه أتفق مسبقا مع أخته على أن تبعدها مؤقتا عن طريقه.منتديات ليلاس

حاولت فك اللغز لبضع لحظات أخرى ثم أبعدته عن تفكيرها وهي تؤنب نفسها وتذكرها بوجوب الأمتثال لطلب زوجها بأن تهتم فقط بشؤونها الخاصة.
بعد يومين كانا يودعان مرغريتا وأدواردو الذي حمل باتريك الصغير بين ذراعيه وطلب اليه أن يلوح بيده مودعا الضيفين الراحلين.

وقالت مرغريتا لروكسان وهي تقبل بمحبة صادقة :
" في رعاية الله يا زوجة أخي الحلوة , سنذهب لنراكما قريبا جدا, أليس كذلك يا أدواردو؟".
" طبعا , يا عزيزتي".
منتديات ليلاس

وبدوره , لثم أدواردو خد روكسان , كان رجلا هادئا مفكرا لا يشارك في الأحاديث ألا قليلا ويجلس معظم الوقت يصغي الى ما يقوله الآخرون , لكن هذه الميزة تجعله محبوبا الى حد كبير.
منتديات ليلاس
أدار خوان محرك السيارة , وقال وهو يقودها ببطء أستعدادا للأنطلاق:
" أترككم في رعاية الله! سننتظر بشوق أن نراكم قريبا في مزرعة راميريز".

وهتفت مرغريتا مجددا حين أزدادت سرعة السيارة ومدت روكسان يدها ملوحة من النافذة:
" في رعاية الليه يا روكسان, أعتني جيدا بأخي العزيز!".
فأدار خوان رأسه المكلل بشعره الأسود ورمق زوجته بنظرة خاطفة قبل أن يخرج من البوابة الى الطريق وقال بأقتضاب:
"أنهما يحبانك".
ثم ركز أهتمامه على القيادة.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 11-10-10 10:04 PM

http://www.liilas.com/upp//uploads/i...03752027fc.gif


انتهى الفصل السادس


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...03752027fc.gif

زهورحسين 12-10-10 08:34 PM

ووووووووووووووووووووووووووووووووواووووووووووووووووووووووووو
تسلللللللللللللللللللللللللللللللللمين ياالغالية:lol::lol:
:lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol::lol:

dalia cool 13-10-10 08:42 PM

اللة يسلمك زهور و شكرا على مرورك العطر ياعسل:flowers2:

dalia cool 13-10-10 08:51 PM

7- كل شيء ينهار

تسللت لوبيتا بهدوء الى كشك الحديقة الصيفي حيث تجلس روكسان وفي حضنها كتاب مفتوح , كانت عيناها البنفسجيتان تلاحقان حلما جميلا وشفتاها المكتنزتان منفرجتين قليلا

ببسمة سعيدة , وقد توزعت أفكارها في كل الأتجاهات , فكرت أولا في زوجها وفي لطفه المتزايد نحوها مما خفف الكثير من نفورها المشمئز السابق , ثم وجدت نفسها فجأة تفكر في جويل وتتساءل أذا كانت قد

أحبته حبا حقيقيا , فهي عجزت منذ فترة طويلة عن أستذكار ملامح وجهه الوسيم بوضوح , ثم أن ثقتها الذاتية المتنامية وأحساسها الجديد بأنها فرد له حقوقه وليست مجرد دمية يحركها الآخرون على هواهم , جعلاها الآن تنقم على جويل لأعتقاده بأنها خانت حبه عن تعمد وكان يجب أن يتأكد , من خلال معرفته الوثيقة بطباعها المحافظة الخجولة ,أنها لا يمكن أن تذهب مع رجل غريب وتمكث معه طوعا في أي مكان.منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

ثم فتحت قناة جديدة لأفكارها في أتجاه والدها وديبورا , هما أيضا كان يجب أن يعرفا تماما بأنها لا يمكن أن تقدم على عمل كهذا , الآن أدركت مبلغ تفكيرهما الضيق , وعلى الرغم من حبها العميق والمستمر لهما , ألا أنها دانتهما أيضا ,ليس فقط بسبب عدم ثقتهما بها وأستعدادهما لتصديق أسوأ الأمور عنها أيضا بسبب تربيتهما الصارمة لها والتي حالت دون

أكتسابها شخصية قوية مميزة , لكن لسبب غريب لم تقدر أن تحقد عليهما من ناحية أرغامها على الزواج من خوان.
وفي الأخير عادت بكل أفكارها الى زوجها , وهذا ما رسم في عينيها حلما جميلا وعلى شفتيها أبتسامة عذبة , لكن ظهور المرأة العجوز المزعج سرعان ما محا الحلم والبسمة معا , وسألتها قبل أن تتمكن لوبيتا من الكلام:

" ماذا تريدين؟".
" تعلمين سبب مجيئي يا سينورا ,هل أتخذت قرارك؟".
نظرت اليها روكسان بأستعلاء وسألت بجفاف:
" بأي شأن يا لوبيتا؟ تكلمي بسرعة ثم أنصرفي من هنا".
فتوهجت عينا العجوز وبدا الشرر في عمقهما الأسود , قالت:
منتديات ليلاس
" أظهري بعض الأهتمام يا سينيورا , فأنت على شفا كارثة".
تنهدت روكسان بفروغ صبر وبصوت مسموع , فقلصت العجوز يديها البارزتي العظام وأردفت وهي تلصقهما بصدرها :
" هل سأضطر الى أخبار الدون خوان بعلاقتك السرية ؟".

" لا أحسبني أفهم ما تقصدين يا لوبيتا , هل لك أن تشرحي مقصدك بكلمات أوضح؟".
" ها! ها! أنت تتعالين علي , أليس كذلك ؟ هل تعلمت من الدون خوان أن.........".
" هل لك أن تشيري اليه كزوجي ؟".

" مستحيل! لا بد أنك لاحظت حذفي لهذه الصفة التي تريدين أسباغها عليه؟ لن يكون زوجك أبدا ! أنه زوج مارتا فحسب!".
" أنت مجنونة يا لوبيتا , سوف أخبر زوجي أنك تستحقين الطرد".
ما كان في نية روكسان أن تفعل شيئا من هذا , لأن شجاعتها لا ترقى الى هذا المستوى ولا يمكن أبدا أن ترتقيه , مهما بلغ مقدار الدلال الذي شرع زوجها يبديه لها فسوف يوقفها عند حد أصدار أوامرها اليه.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 08:55 PM

وجعرت لوبيتا قائلة:
" يا .... سوف تندمين على نعتي بالجنون ! أنا لست مجنونة بل أكثر تعقلا منك!".
ثم أقتربت منها وحنت رأسها حتى كاد وجهها الشرير المغضن يلامس وجه سيدتها وأردفت تقول:منتديات ليلاس

" وهل تحسبين أن الدون خوان سيطردني ؟ أنا الوحيدة من بين سائر الناس التي ما زالت تربطه بحبيبتنا المشتركة مارتا؟".
نهضت روكسان من مقعدها وسارت الى باب الكشك حيث فتحت صدرها للهواء النقي وعبّت منه عدة أنفاس عميقة ثم أنتحت جانبا وقالت لها:
" يمكنك الآن أن تنصرفي ".

" ليس قبل أن أستعد للأنصراف , لقد أمهلتك أسبوعين طويلين لتفكري وتعطي قرارك , والآن أريد جوابك ,هل سترحلين أم أطلع الدون خوان على المعلومات التي في حوزتي؟".

" هل خطر لك أن زوجي سيطلب معرفة الطريقة التي حصلت بها على معلوماتك؟ هل أنت مستعدة للأقرار بأنك تلاحقينني وتتجسسين عليّ؟".
توقفت قليلا ثم تابعت وهي تقلد صوت زوجها الهادىء المنخفض والذي كان في نظرها أكثر أرهابا من أي نبرة أخرى:
منتديات ليلاس
" هل أنت مستعدة يا لوبيتا لأخباره أنك أسترقت السمع من خلف باب غرفة نومنا؟".
تراجعت المرأة خطوة الى الوراء وشحب وجهها حتى حاكى الزعفران , ثم جعرت وشفتاها تتقلصان على لثّتها :
" أتظنين أن لديك سلاحا ضدي؟ ألهذا السبب لست خائفة؟".

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 08:57 PM

وفكرت روكسان , لا ريب أن المرأة مجنونة تماما , وتساءلت لماذا لم يكتشف خوان هذه الحقيقة لغاية الآن....لكنها بالطبع ذكية كسائر الناس المجانين , فعندما تتحدث مع خوان تقمص أمامه شخصية أخرى تختلف عن هذا كل الأختلاف .... أجابتها:

" البريء لا يخاف وبراءتي هي سبب رباطة جأشي , أن زوجي سيصدقني عندما أخبره بأنني لم أرتكب أي خطأ أحاسب عليه ....".
" أليس من الخطأ أن تذهبي مع رجل آخر وتنزعي معظم ثيابك وكأنك لا ترتدين شيئا على الأطلاق؟".منتديات ليلاس

" من أين جئت بهذه المعلومات؟".
" أنت لست ذكية كما تظنين يا سينيورا ! فلقد تركت تلك القطعة الصغيرة من القماش في الحمام لكي تجف , وأنا رأيتها بأم عيني هناك".

أبتعلعت روكسان ريقها بصعوبة أذ أحست بكتلة خوف صغيرة تتكوم في حلقها على الرغم من مظهرها الخارجي الواثق,ولما أستطاعت الكلام سألت العجوز ببرود:
" هل ستقرين بهذا عندما يستجوبك زوجي؟".
منتديات ليلاس

" لي الحق أن أدخل حمامك يا سينيورا .... سأقول له أنني كنت أقوم بتنظيفه".
" جواب منطقي بالنسبة الى الحمام , لكنك لا تملكين أجوبة منطقية لأي شيء آخر , أن زوجي سيطردك فورا أذا جرؤت على أعطائه أية معلومات حصلت عليها بواسطة التجسس".

وهنا بدا الأنهزام واضحا على المرأة العجوز ولاذت بالصمت لفترة طويلة وهي تقلب المشكلة في ذهنها , أستنتجت روكسان أنها تحاول أيجاد شيء تقوله كي تسحب السجادة من تحت قدمي الفتاة التي تكرهها أشد الكره ,
منتديات ليلاس
لكن لوبتا أخفقت في مسعاها الفكري , وسر روكسان جدا , وأدهشها بدرجة أقل , أن ترى لوبيتا تخرج من الكشك وتجر قدميها مبتعدة عن الحديقة والى جهة البيت الخلفية.

أخيرا حققت أنتصارا عليها! أنتشت روكسان وسرى الفرح في عروقها لبضع دقائق لكنها سرعان ما أفاقت على الواقع عندما واجهتها

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:03 PM

حقيقة أن هذا الأنتصار لا يعدو كونه ربح جولة وليس أنتصارا نهائيا بأي حال , فلوبيتا ذات العقل الماكر واللامتوازن لا بد أن تتوصل الى طريقة ما للتغلب على هذه العقبة

,وعندما تنجح في أيجاد وسيلة , ستنتهي هذه الفترة المؤقتة من الراحة , لقد تكلمت روكسان بثقة وأكدت للعجوز أن زوجها سيصدق براءتها , لكنها في أعماقها تشك الى حد كبير في صحة هذا الكلام .... لا ريب أن منتديات ليلاس

خوان بدأ يتغير تدريجيا أذ أصبح أقل أرهابا ,وأقل ميلا الى التملك والى فرض مطالب معينة ضمن علاقتهما الحميمة , كذلك أكتسبت رقة معينة , جعلت روكسان تعترف ولو بأستغراب بأنها تأثرت كثيرا برقته هذه

وبتفهمه لمشاعرها الحساسة , والى حد لم يخفّ معه فقط أشمئزازها السابق منه , بل بدأت أيضا ذكرى قسوته الأولى تمحي من ذهنها , وفي الواقع صارت توجد مبررات لتصرفاته أنطلاقا من تفهمها الجديد لطبيعة زوجها الأفضل.

لقد أكدت لنفسها في ما مضى أن زوجها قانون بحد ذاته بسبب مزاجيته الشديدة ونزعاته العنيفة البربرية التي ورثها عن أجداده, لكن بالأضافة الى هذه الناحية المغرورة والمسيطرة من شخصيته هناك ناحية
منتديات ليلاس

أخرى مختلفة تماما , وراحت روكسان تستعرض الحوادث البسيطة التي تؤكد ذلك والتي بدأت تكثر في الآونة الأخيرة , فهو يقدر أن يكون رقيقا جدا , وكم من المرات أظهر قلقا عليها , بالأضافة الى تلك الومضات
منتديات ليلاس
المتباعدة من التواضع التي أستطاعت أن تلمحها في تصرفاته , ولولا معرفتها الأكيدة لحبه العميق لمرتا الراحلة , لأستطاعت في تلك اللحظات أن تصدق تقريبا أنه كان يناشدها منحه بعض العاطفة.

أجل , لا ريب أطلاقا في صحة تغيّره , لكن روكسان لا تأمن كليا التغيير وتحسب حسابا لظهور طبيعته الوحشية مجددا أذا عرف بذهابها مع توم الى أكابولكو , وسيزداد غضبه أشتعالا عندما يتذكر بأنها رفضت الذهاب معه هو عندما عرض عليها مرافقته ليقضيا النهار فيه.

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:07 PM

كانت ما تزال واقفة عند باب الكشك الصيفي , ونظرت عبر الحديقة الى ما وراء النافورة حين أسترعت أنتباهها حركة هناك , رأ خوان يسير بمفرده ثم يتوقف ليتأمل الزهور , كم بدا وحيدا ....رجل طويل عريض المنكبين وواثق , أنما أنسان وحيد! وفي

تخيلاتها رأت الفتاة الصغيرة الرائعة تركض في أرجاء الحديقة , كما وصفتها لوبيتا , ورأت خوان , الشاب السعيد آنذاك , يلاحقها راكضا ويمسك بها.... كانا يلهوان كولدين صغيرين ,كما قالت لوبيتا , وأستطاعت روكسان , الرومانسية بطبيعتها بالرغم من خجلها الفطري , أن تتصور الصغيرين المرحين اللاهيين يحضنان بعضهما بعضا .... عادت منتديات ليلاس

أفكارها الى الواقع وأبتلعت كتلة أسى صغيرة سدت حلقها , يا لها من قصة حزينة , كررت القول لنفسها , لكنها أحست فجأة بعزوف عن التفكير فيها والتوقف عندها , لا تريد أن تتخيل فتاة أخرى بين ذراعي خوان , كانت تحس ألما غريبا من فكرة حبهما العميق لبعضهما البعض ,

وتشعر بغيرة من لحظاتهما الحميمة السالفة ومن ضحكاتهما الجذلى التي كانت ترن كالجرس في أرجاء حدائق المزرعة.
بدأت تسير بقلق عائدة الى البيت , فأثار تحركها أنتباه خوان الذي أدار رأسه صوبها كما لو أنه لم يستطع لجم فرحه برؤيتها .

تقدم صوبها وقال عندما وقف الى جانبها:
"كنت أتساءل الى أين أمضيت , أنني أفكر في أقامة بركة للسباحة .... كان يجب أن أقيمها من قبل أنما لم أجد ضرورة لذلك ....".
منتديات ليلاس

توقف فجأة وقطب حاجبيه كما لو أنه يؤنب نفسه على عدم لياقته , وتابع بسرعة:
" أنا وأنت سنجد فائدة كبيرة في أستعمال بركة كهذه يا روكسان , تعالي وساعديني في أختيار المكان المناسب لها ".
تملكتها سعادة غريبة لمجرد أنه طلب اليها ذلك , فسألته وكأنها لا تصدق:
" أنا؟ أتريدني حقا أن أساعدك؟".
منتديات ليلاس
فتأبط ذراعها بلطف وأجاب:
"بالطبع أريدك أن تفعلي , سأريك تلك البقعة هناك كي تعطيني رأيك في صلاحيتها".
تسللت يده وأحتوت يدها , ولأول مرة منذ زواجها شعرت بذلك الأحساس اللذيذ الذي أنتابها ليلة رقص معها في تلك الحفلة البعيدة , ووقتها كان هناك خوف مجهول وغريب يخالط بهجتها لكنها اليوم لم تحسه.

قادها خوان الى فسحة واسعة مزروعة بالعشب اليانع المقلم كبساط أخضر , تدها من كل الجهات تقريبا أشجار باسقة وشجيرات في منتهى الروعة , فهتفت جذلى:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:11 PM

" هذا المكان فسحة غابية أسطورية يا خوان ! قد يبدو غريبا جدا بالفعل أنني فكرت فيه من قبل كمكان مثالي لأقامة حوض سباحة".
" فكرت في ذلك ؟ أجل , أنه لأمر غريب فعلا".منتديات ليلاس

شرد مع أفكاره هنيهة , فقالت روكسان في نفسها ,أذا حصلنا على حوض سباحة فسوف يكون شيئا لم تره مارتا أبدا , وسيكون جزءا مني وليس منها .

تأملات غريبة تصدر عن زوجة كانت تعاهد نفسها دائما على أن تكره زوجها وألا تقترب أبدا من حدود الغفران.....
وقالت لزوجها بحماسة:

" أنه مظلل ومحمي تماما , وخاص جدا".
" نستطيع أن نزرع على جوانب الحوض أشجارا تزينه ومن النوع المتمدد الذي تنحني أغصانه حتى مياه الحوض".
" ليس على كل الجوانب لأن معظمها مشجر بما فيه الكفاية".

" معك حق , ماذا تقترحين أذن؟".
شعرت بأصابعه تضغط بدفء على ظاهر يدها فرفعت بصرها الى وجهه وشفتاها تفتران عن أبتسامة عذبة , حدق اليها بعينين سامنتين وهو يراقب نظراتها ثم بادلها أبتسامتها وقال:
منتديات ليلاس
" لا أدري أذا كانت الأشجار ستبدو جميلة على زوايا الحوض....لا, ليس على كل زاوية وحيث لا تعطي الرونق المطلوب , لا نريد نوعا من التشجير المصطنع, ألي كذلك؟".

هز رأسه وقال:
" كنت أفكر بحوض على شكل كلية.....".
" بالطبع هذا هو الشكل الأصح , ما أضيق خيالي الهندسي! أنا كنت أفكر بحوض مستطيل , لكن أذا أقمنا واحدا على شكل كلية سيعطينا مجالا أوسع لزرع الأشجار".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:18 PM

فأزداد حماس خوان ومضى يقترح قائلا:
" وماذا عن الصخريات ووضع أشياء أخرى لتزيين منعطفات حافة الحوض مثلا؟".

" سيكون ذلك رائعا ! كذلك يمكننا أستحداث شلالات صغيرة".
" أجل ,مياه تجري على الصخور".
" كم سيبدو كل شيء جميلا!".منتديات ليلاس

ثم أجالت بصرها في أرجاء البقعة المختارة والتي يشتمل تشجيرها الحالي على أشجار الفرانغييابي ذات البراعم العطرة بلون الكريم , وشجر البونسيانة ذي الزهور البرتقالية ,والبوغنفيليه البنفسجية الفاتحة , ثم شجيرات دفلي الزهرية تشكل سياجات منخفضة , يخالطها ياسمين أصفر

لكسر النمط الواحد ولتنويع الألوان , وفي أحد الجوانب الطويلة , تتهادى ورود وقرنفل وخشخاش أحمر فاقع تتوزع ألوانها في رشات رائعة , وعلى مطل كل هذه المشاهد الساحرة البهيجة أشجار باسقة تشمل نخيلا عاليا وارفا.
وسألت روكسان كاسرة الصمت الذي ساد بعمق بينهما:
منتديات ليلاس

" متى نشرع في أقامة الحوض؟".
" فورا , سآتي بمتعهد في الحال".
" وكم سيستغرق بناؤه وتجهيزه؟".
بدا ملتذا بنفاذ صبرها أذ برقت عيناه وهو يجيبها:
منتديات ليلاس
" لا أعرف متى ينتهي العمل بالضبط يا روكسان , علينا أن نحثهم على سرعة التنفيذ , أليس كذلك ؟".
أنتابها خجل مفاجىء بسبب حميمية المشهد ونظرات زوجها الحانية وصوته الهامس تقريبا , فأكتفت بأيماءة سريعة كجواب على سؤاله وأشاحت

بوجهها عنه وهي عاجزة عن أعتقال تلك الشرارة من النور التي ظهرت مرة واحدة من قبل ثم ما لبثت أن خبت متهربة منها , لكن يد زوجها الحانية أحتوت ذقنها وأعلى عنقها وأرغمتها على رفع رأسها فأضطرت الى النظر الى وجهه , وسألته متلعثمة لمجرد أن تقول شيئا :

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:21 PM

" ما.... ماذا هناك؟".
" أنت في منتهى الجمال. هذا الشعر ..... ذو الخصلات النحاسية اللماعة.... وهاتان العينان اللتان يتغير لونهما.....".منتديات ليلاس

أجتاحها أشمئزاز مفاجىء سرى في كيانها كله وقفزت بعيدا لتتجنب أي أحتكاك به وهتفت:
" أوه! أنني أكرهك!".

تجمعت الدموع بسرعة فحجبت بصرها .... لقد ولت سعادتها هاربة لدى سماعها كلماته التي نطقها وكأنه يخطب بها نفسه , والتي ذكرتها الى حد كبير بتلك التي قالها لها في مناسبة قديمة.... عندما رقص معها وأمتدح

لون شعرها النحاسي وعينيها البنفسجيتين وبشرة وجهها فأدركت آنذاك أنه كان يلمح الى شبهها الشديد بخطيبته المتوفاة....
وكررت بأنفعال وأختناق:
" أنني أكرهك وسوف أكرهك دائما".
منتديات ليلاس
وبدون أن تتوقف لتلاحظ ردفعله المذهول أتجاه أنفجارها , أستدارت وركضت عبر المرج وأختفت عن نظره بالتدريج بعدما تركت المكان الذي كانت منذ دقائق فقط نصفه فرحة بأنه قطعة غابية أسطورية!


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:24 PM

وحالما أغلقت على نفسها باب غرفة النوم سمحت لدموعها بأن تتساقط بغزارة .... بعد مشهد حيم كذاك, وبعد أن خططا معا لأقامة حوض للسباحة .... الشيء الوحيد في طول منتديات ليلاس

الأملاك وعرضها الذي لن يكون مرتبطا بمارتا بأي شكل من الأشكال.... بعد هذا كله , أتاح لنفسه أن يضيع في الماضي وأن يعاود رؤية حبيبته القديمة من خلال روكسان ويتذكر لون شعرها وجمال وسحر عينيها ,

....هي , زوجته , لم تعد في نظره تلك الفتاة التي أختطفها من وطنها ومن أحبائها , بل تمثل مارتا , الحبيبة الغالية على قلبه.
شعرت روكسان بغثيان شديد , ما هذه العاطفة القوية المريضة التي تصر على أحياء روح فتاة معينة في جسم فتاة ثانية ؟ أن خوان رجل

شرير..... قذر في الفعل والتفكير ويلتذ بتعذيب الآخرين , أنه يستطيع , بلا وازع من ضمير , أن يعيش معها هي متظاهرا بأن مرتا هي الزوجة التي يحتضنها بين ذراعيه .... أما حديثه عن حوض السباحة , فقد أدركت روكسان الآن أنه خطط له مع مرتا , فيما أحست هي سعادة وفرحا
منتديات ليلاس

غامرين لأعتقادها أنها كانت المرأة الوحيدة التي تملأ أفكاره , وذلك بأقناع نفسها بأن هذا هو الشيء الوحيد الذي سيكون منفصلا تماما عن حبه القديم .... أجل , لقد خطط له مع مارتا , وكان ينوي مراقبة أنشائه معها , ويحلم بأن يسبح فيه معها في النهاية .... وهتفت

روكسان لنفسها ملتاعة : كلا , لن يفعل ذلك ألا أذا سبح فيه مع شبحها ! أما أنا , فلن أستعمل الحوض أبدا .... أبدا ! ", وهكذا ومن دون أن تبذل جهدا واعيا , تملكتها شجاعة وقوة عظيمتان , من اليوم فصاعدا لن تخضع له أبدا , وقريبا جدا ستتركه وترحل .

هذا القرار الأخير ركزت عليه كل أفكارها , كان أمامها خياران للهرب , أما بواسطة توم أو بواسطة لوبيتا , لكنها تشمئز من أي تعامل مع لوبيتا الشريرة , قررت للحظة , أنما تذكرت في اللحظة التالية قول المرأة بأنها تستطيع مساعدتها على الخروج من البلاد , في حين لا يقدر توم
منتديات ليلاس
أن يفعل ذلك أبدا دون أن يكون جواز سفرها في حوزتها , وقررت قبل كل شيء أن تحاول الحصول عليه بطريقة ما.... لا بد أنه موجود في غرفة نوم خوان أو في مكتبه , أذن حالما يخرج من البيت , ستبحث عن جواز السفر , لكن عليها أن تكون حذرة تماما من تجسس


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:27 PM

لوبيتا المستمر .
وفجأة تقلصت عضلاتها وأرهفت سمعها , ثم دخل عليها خوان دون أن يطرق الباب , ووقف يحدق فيها بخليط من الحيرة والغضب , أستفسر بحزم:منتديات ليلاس

" روكسان , ما الذي قصدته من أنفجارك السخيف ذاك؟".
أجابته بصوت مختنق:
" أنت تعرف السبب جيدا ولا أريد التحدث معك بشأنه ".

فقطب جبينه بحيرة شديدة وكرر قائلا:
" أعرف السبب؟ أنني واثق من جهلي له يا روكسان".
تغير لون عينيها البنفسجي وهي تشمله بنظرات أحتقار وقالت:
منتديات ليلاس

" أهناك أي حاجة الى التمثيل؟".
ثم عجزت عن مواجهة نظراته الثاقبة فأشاحت عنه وتابعت:
" أنت تدرك لماذا تزوجتني , وذلك تفسير كاف لأنفجاري كما تسميه ".
وأكملت بكبرياء هادئة:
منتديات ليلاس
" والآن , هل لك أن تتركني وشأني؟".
أجابها بالصمت , فتصورت غضبا يرتسم في عينيه لكنها لم تتحرك في أتجاهه لتتأكد من غضبه.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:31 PM

ولما أجابها كان صوته يعكس حيرته المستمرة :
" السبب الذي تزوجتك من أجله لبس له أية علاقة بذلك الأستعراض الذي جرى في الحديقة , لا أظن أنني أفهم قصدك يا روكسان".

فهتفت غاضبة:
" كف عن التمثيل ! أنك تضيع الوقت ليس ألا ! قلت لك أنني لا أريد التحدث في الموضوع".
قال يأمرها بلطف :منتديات ليلاس

" أنظري اليّ".
"لن أفعل! لقد طلبت اليك أن تتركني !".
كانت على وشك البكاء , أنما بالرغم من تعاستها أحست في قناعة

داخلية بأنها أستطاعت التمسك بقوتها مع أنها أستغربت ذلك كثيرا , فلو أنها واجهت الموقف نفسه قبل بضعة أسابيع لما تهورت الى هذا الحد وجرؤت على مخاطبته بهذه اللهجة الصارمة.
وأرعد غيها ثانية :

" أنظري ألي!".
لكنه لم يمهلها حتى تطيعه بل قبض على ذراعيها بخشونة ولوى جسمها مرغما أياها على مواجهته قائلا:
" أصر أن أعرف حقيقة ما يجري!".

فصوّبت اليه نظرة أحتقار طويلة , أنزلقت من وجهه الى قدميه وصعّدتها ثانية الى وجهه , ألهب تصرفها غضبه فهزّها بعنف من ذراعيها ,وهتفت هي:
" أتركني وشأني! وأخرج من هنا".
منتديات ليلاس

" أتطردينني؟".
وهنا ثارت ثائرته وظل يهزها حتى تهاوى وجهها باكيا , وصرخ محتدا :
" أياك ومخاطبتي بهذه اللهجة الآمرة ! لن أترك هذه الغرفة ألا عندما تعطيني تفسيرا أقتنع به!".

كان وجهه مزبدا من شدة الغضب فتذكرت أنه يمثل أسلافا همجيين ويلقب بالنسر الأسود , كانت تقاسيم وجهه الشبيهة بوجه نسر تبرزها التغضنات العميقة في جبينه من جراء ثورته ,وشفتاه النحيلتان المتقلصتان حول لثته وأسنانه والشريان النابض بجنون في خده .
منتديات ليلاس
بدأت شجاعتها تنحسر أنما للحظة واحدة فقط أذ صممت على الأستمرار في الصمود , لأنها أذا أتاحت له الآن أن يجرفها بقوته فكيف ستقوى على رفضه عندما يأتي في المساء الى غرفتها؟ وهي مصمممة على رفضه ولن تتزحزح عن قسمها بأن تضع حدا نهائيا لتظاهراته العاطفية

المريضة.... لكنها كيف تفسر له الآن سبب تصرفها االسابق في الحديقة؟ وبما أنها لم تشأ أن تأتي على ذكر خطيبته المتوفاة , قالت أخيرا بعدما أستطاعت تحرير ذراعيها من قبضته:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:34 PM

" أن كان لا بد لك أن تعرف السبب , فأعلم أنني عدت أشعر بكل الأشمئزاز القديم الذي كنت أكنه لك , فكلامك حول جمال شعري وعيني ذكّرني بكلام مماثل سمعته منك في أول لقاء لنا , وذكرني بكل ما فعلته معي".

وبرغم شحوبها أكملت بصوت هادىء أدهشها:
"أنني أكرهك يا خوان , والآن , أرجوك أن تنصرف".
تقلص وجهه الأسمر الداكن ,وعاد يقبض على ذراعيها بقسوة , فصرخت هذه المرة من الألم وصاح فيها متهكما:منتديات ليلاس

" أنت تكذبين! أريد معرفة الحقيقة!".
وبالطبع لم تكذب عليه لكنها أخفت عنه جزءا من الحقيقة , تفحص وجهها بحدقتين ضيقتين وقابلت نظراته المخيفة بطرف جامد , فقال بقدر أكبر من الهدوء:

" أرى أنك ذكرت الحقيقة".
لكنه دفعها بعيدا عنه بعنف شديد جعلها تتعثر الى الوراء وكادت تسقط أرضا لو لم يسارع الى الأمساك بها مجددا , ثم جذبها اليه معاقبا أياها على كلامها ,وبعد لحظة قال بصوت منخفض خرج كثيفا من حلقه:

" تقولين أنك تقرفين مني ؟ أذن يبدو أننا عدنا الى حيث بدأنا ".
لم توهم نفسها بأنه ربما يقصد من كلامه شيئا أيجابيا , بل كانت لديها قناعة تامة بأن كل الرقة التي لمستها منه مؤخرا وكل الأهتمامات الصغيرة , والنظرات القلقة على راحتها , لم تعد من نصيبها من اليوم فصاعدا.... ولماذا تتحسر أو تهتم ما دامت قد عزمت على تركه ؟

ولفترة طويلة , حدقت في الباب المغلق بعد أن عبره الى الرواق بخطوات ثابتة وقورة على الرغم من الثورة المستعرة في صدره ..... ثم أتجهت عيناها الى الباب الآخر الفاصل بين غرفتيهما ووجدت قدميها تسوقانها

صوبه , هل جواز سفرها في مكان ما هناك؟ من الأكيد أن زوجها لن يصعد الآن الى غرفته وعلى الأقل لفترة معينة , دفعت الباب أمامها ودخلت غرفته .... الدرج الذي فتحته مرة من قبل وجدته الآن فارغا ألا من حلقات لجمع أكمام القمصان ومشابك لربطات العنق.... وفكرت , لا بد
منتديات ليلاس
أن خوان أخرج منه صور مارتا الفوتوغرافية .... وأحست بأختناق حين تخيلته يحدق في تلك الصور .... يحدق ويحدق لوقت طويل , فتحت عددا من الأدراج الأخرى لكنها كانت تحتوي ثيابا فحسب....درج آخر وجدت فيه عدة دفاتر مذكرات فتجاهلتها وأقفلت الدولاب , تنهدت ونظرت الى ما

حولها . لم تبق ألا الخزانة ولم تتصور أن يكون جواز سفرها محفوظا فيها , ومع ذلك فتحت بابها ولحثت في داخلها , ثياب كثيرة معلقة ورفوف عديدة ملأى بسترات صوفيه وملابس داخلية مطوية بعناية فوق بعضها بعضا , مررت يدها تحت هذه الثياب وتنهدت بخيبة , أذن يبدو أن الجواز محفوظ في غرفة مكتبه , وليس من السهل دخولها لأنها في الطابق الأرضي ولوبيتا ستكون هناك فلا سبيل الى ذلك.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:39 PM

وفيما هي تقفل باب الخزانة , جذبت بصرها رزمة ملقاة على أرضها في أحدى الزوايا , حدقت اليها مطولا وقد سحرها الورق الجميل الملفوفة به والزهرة التي تزينها والمصنوعة

من شرائط زرقاء وبيضاء ووردية , أنحنت عليها تلمسها فأذا بالذكرى تغمرها وتعيد الى ذهنها شكل الرزمة التي كان زوجها يحملها يوم ذهبت وأياه ومرغريتا الى مدينة مكسيكو , الحجم هو نفسه لكن العلبة

ملفوفة الآن كما تلف الهدايا , بورق أنيق وربطة زاهية , أكيد أنها نفس الرزمة وأكيد أنها هدية لها بمناسبة عيد ميلادها.... سارعت الى أقفال باب الخزانة وهي ترتعد وعادت فورا الى غرفتها , من الواضح

أنه كان ينوي أهداءها اليها .... وكان سيتخيل نفسه يقدم هدية الى حبيبته االقديمة.
تلك الليلة , لما دخل غرفتها متغطرسا , واجهته وهي ترتدي كامل ثيابها وأخبرته أنه لا يستطيع البقاء , أعقبت كلماتها الهادئة صمت مذهول من جانبه , فيما بدأت عيناه السوداوان تتقدان بنور مخيف كان كفيلا بألقاء الرعب في قلبها قبل ساعات معدودة , لكنها تحولت الآن الى أنسان آخر يتحلى بشجاعة هي وليدة معرفتها بأنها على صواب ,منتديات ليلاس

فعلاقتهما كانت ملوثة فضلا عن أنها كانت مصدر عذاب لها برغم كونها مبعث بهجة لزوجها..... بهجة لا تطيق التفكير فيها لأنها من النوع الذي لا يروق ألا لشخص شرير جدا
وأخيرا سألها خوان بصوت لطيف:
منتديات ليلاس

" ماذا قلت يا روكسان؟ لا أحسبني سمعتك بطريقة صحيحة ".
يا لغروروه الرهيب بالرغم من أنه مجرد غريب داكن اللون! أجتاحها غضب وأمتعاض ألهبا كيانها في العمق فأضاف وقودا الى شجاعتها , قالت بصوت متعال:
منتديات ليلاس
" ما سمعته كان صحيحا ,فأنا لست مستعدة لتحمل المزيد من أشياء تقرفني , كما لا أنوي أن أظل مجرد دمية متحركة".
دمية على شاكلة مارتا , كادت تضيف , لكنها أستطاعت كتم الكلمات في اللحظات الأخيرة , وتابعت:

" لقد أرغمت على الزواج لأنني كنت ضعيفة آنذاك , أنما لم أعد اليوم كذلك , أن حياتي ملكي وليست ملكك لتحركها بأصابعك على هواك ".
كانت عيناها البنفسجيتان تبدلان لوهما وتكشفان عن العاطفة القوية

التي تتملكها , كانت شاحبة الوجه أنما رابطة الجأش تماما , لكن في حال قرر أن يستعمل معها العنف فسوف تعجز عن مقاومته أنما ستكون هي المنتصرة معنويا ,ولن يحصل على ذرة واحدة من الأكتفاء من خلال أنتصاره عليها.... قال:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:42 PM

" تبدين وكأنك تستمتعين بأستعمال كلمة أشمئزاز ".
بدا صوته ذا رنة سطحية عفوية , لكن طياته حملت شيئا من وحشيته , فردت بهدوء:

" أنها كلمة تناسب مشاعري أتجاهك".
بدأ يتقدم صوبها فأنكمشت منه غريزيا وهي تحس ضربات قلبها تعنف وتتزايد , مدت يدها أمامها لا شعوريا كما لو أنها تبغي درء ضربة

ستنهال عليها , فتوقف حيث هو وأبتلع ريقه بطريقة غريبة , لكن فمه النحيل ألتوى بقسوة وركز على وجهها عينين حارقتين, حدقت اليه بتعجب مشدوه أذ شكت في أن صراعا يتفاعل في كيانه... وبالتدريج , وكأنه

يؤكد شكها هذا , أكتست عيناه نظرة حزينة مفكرة سرعان ما محت معظم الخشونة عن صفحة وجهه , وراح فمه يتحرك بغرابة كما لم بفعل عضلة متمردة فقد سيطرته عليها , وهبطت يداه المتشنجتان الى جنبيه , ثم أستدار دون أن يتفوه بكلمة أخرى , ولم تمض لحظة حتى أنغلق باب غرفة
منتديات ليلاس

نومه وسمعت المزلاج يقفل بهدوء من الداخل .
ولفترة طويلة وقفت روكسان جامدة تراقب مقبض الباب وهي عاجزة عن التصديق بأنه كان هو الذي أنسحب من المعركة.... لقد توقعت مئة منتديات ليلاس

بالمئة أن ينقض عليها بتلك السطوة التي يتميز بها العزاة المنتصرون , أنما بدلا من ذلك أنسحب بغاية الهدوء وتركها وشأنها , ومع ذلك , كانت متأكدة من عزمه المبدئي على فرض نفسه عليها .... أذن ما الذي جعله يقدم على هذا التصرف الذي لا يمكن وصفه ألا بأنه أستسلام غير مشروط؟

كل ذلك أثار فيها حيرة شديدة , لكن الفكرة الرئيسية التي طغت على ذهنها هي أنه تركها في سلام.... وأنتابها شعور واثق من أنه لن يعود اليها هذه الليلة ولا في أي وقت آخر في المستقبل.
منتديات ليلاس
أرتدت قميص نومها ببطء , لكن عندما أوت الى فراشها أخفقت في أستجلاب النوم الى جسمها المرهق أذ كل ما أستطاعت أن تراه , وهي تستلقي في الظلام , هو جسم زوجها الراكع عندما تلصصت عليه من خلال باب الهيكل.... جسم خوان الراكع في تواضع أمام ربه , ورأسه المحني في صلاة خاشعة.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:44 PM

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...03752027fc.gif


انتهى الفصل السابع


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...03752027fc.gif

dalia cool 13-10-10 09:48 PM

8- بأنتظار الفجر


بعد مرور أسبوع , أطل صباح عيد ميلادها الحادي والعشرين ولم تكن قد فعلت بعد أي شيء في صدد خطة الهرب , ظلت ترى خوان بعين خيالها ولم تقدر أن تقرن تصرفه المؤمن هذا

بالصورة السوداء التي رسمتها لشخصيته , هل هناك شيء أشكل عليها فهمه بالنسبة الى الوضع ككل؟ وهل ستقدر أن تتوصل الى هذا الشيء أذا بقيت في المزرعة ؟ بما أن خوان توقف الآن كليا عن زيارة غرفة نومها فهي تنعم براحة نسبية وبالتالي ليست هناك حاجة ملحة الى تركه في منتديات ليلاس

الوقت الحاضر ..... لم يخطر لها أبدا , في هذه المرحلة على الأقل , أن هناك دافعا خاصا يحثها على تأجيل الهرب.
لقد زارت توم في خلال الأسبوع الماضي وأخبرها أن فيليس كتبت اليه أخيرا , لم تذكر موعد للقاء , لكن توم كان بادي التفاؤل , وعندها فقط

أدركت روكسان مدى حبه العميق للفتاة .
وسألها توم آنذاك بلهفة:
" ما رأيك في رسالتها ؟ أقصد , هل أخطىء أذا بنيت عليها أملا للمستقبل؟".

فردت على الفور لتطمئن أفكاره القلقة:
" أنها بكل تأكيد مدعاة للأمل واتفاؤل , أنا واثقة من وجود سبب قوي جعلها تقرر أن تكتب اليك".

ثم أستفسر توم عن سير علاقتها بخوان , فأعتمدت جوابا متحفظا بطبيعة مما جعل توم يتأملها بدقة محاولا أستشفاف الحقيقة , فقال بصيغة سؤال أنما كان في الواقع تذكيرا بحقيقة معينة :
منتديات ليلاس

" لست متأكدة الآن من صوابية تركه؟".
ظلت صامتة بعض الوقت ثم أجابته بصدق :
" لقد غيّرت رأيي يا توم , لا أرغب مطلقا في الأنفصال عنه".
وبهذا الأقرار سطعت الحقيقة المذهلة أمام عينيها .... أنها واقعة في حب زوجها الغامض الأسمر , الرجل الذي يطلقون عليه أسم النسر الأسود.
منتديات ليلاس
ولما أستلقت ليلا على فراشها , سألت نفسها : كيف ومتى وقعت في حبه , وهي تدرك بشكل ما أنها تخطّت سنوات مراهقتها , كانت هناك مناسبة أو أثنتان , تسرب فيهما الى وعيها بصيص من النور , أنطلق من مكان ما

في ثنايا ذهنها العميقة لكنها أخفقت وقتئذ في أدراك معناه , وحتى لو أنها وعت ذلك البصيص من الحقيقة لكانت نبذته على الفور كشيء سخيف للغاية .... أفلم تعاهد نفسها على أن تكره زوجها طيلة حياتها؟أما الآن فكل ما فعله معها يبدو باهتا وبلا أهمية تذكر , بالرغم من أنها

لم تنس السبب الأساسي واللاعطفي لزواجها منه , لكنها في ضوء هذه الحالة الجديدة الصادقة مع ذاتها , تتعلق بالأمل بطريقة بطريقة يائسة وذلك أنطلاقا من تصميمها على أيجاد وسيلة تجعل زوجها ينسى حبيبته الأولى , لكن , أليس أكيدا أنها تحضن أملا عسير التحقيق؟ فخوان أحب

مارتا طوال أحد عشر عاما تقريبا , وقد تزوجها هي , شبيهتها , ليعيش مع مارتا في الخيال من جديد , أذن أي أمل لديها في أمتلاك قلبه بلا منازع ولا شريك؟
" سأحاول بكل ما لدي من قوة وتصميم".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

dalia cool 13-10-10 09:51 PM

قالت لنفسها وهي تعي شجاعتها وثقتها الذاتية اللتين أكتسبتهما فقط نتيجة لأحتكاكها مع خوان في الأسابيع الأخيرة , وكان له الفضل الأكبر في أحداث التقارب بينهما.... وتابعت تحدث نفسها قائلة:

" عندما يعطيني هديتي اليوم سأتقبلها منه بلباقة وأمتنان , ولن أقذفها في وجهه كما كنت أنوي أن أفعل.... أجل , سأحاول أن لا أتذكر بأنه يقدمها في الحقيقة الى مارتا .... لكنني سأقبل الهدية كما لو أنها لي خصيصا وسأقنع نفسي بأنه أختارها لي أنا ولم يخترها لها".

وهنا أحست أن أثقالا عديدة تنزاح عن قلبها فنهضت منشرحة وأستحمت وأرتدت ثيابها .
في غضون الأسبوع الفائت بالكاد تكلم أحدهما مع الآخر , وبدأت الهوة منتديات ليلاس

تتسع بينهما , لقد ألتزم غرفته الخاصة طوال الوقت , ومع أنها ما تزال تفضل هذا الوضع الأنفصالي بالرغم من حبها الذي أكتشفته مؤخرا , فقد تراءى لها لو أنه جاء اليها , لأستطاعت , بسهولة أكبر , أن تكثف محاولاتها لأستجلاب حبه , ولصعب على زوجها مع الوقت أن يقاوم هذه
منتديات ليلاس

المحاولات القوية من جانبها , أفليس أكيدا أنها أذا أغدقت عليه حبها الصادق سوف يستجيب لعواطفها قليلا , ويوما بعد يوم؟
لما نزلت الى الطابق الأرضي ودخلت قاعة الطعام جاءتها لويس بعدة بطاقات معايدة على صينية فضية , لاحظت أن أحداها كانت من أبيها

وأخرى من ديبورا , البطاقة الثالثة من صديقتها كلير التي تذكرت عيد ميلادها , ورابعة من مرغريتا أيضا , أما البطاقة الخامسة وغير المتوقعة فقد أرسلها جويل وكانت تحتوي بيتا عاديا من الشعر والكلمات التالية تمنياتي لك بالسعادة في عيد ميلادك , جويل).

قرأت الفحوى دون أن تشعر بأي حزن أو توق الى الشاب الذي أحبته سابقا , ولماذا تشعر بشيء وهي الآن تحب خوان أكثر من حبها لأي شخص آخر في العالم ؟ ولكن أين بطاقته؟ لماذا لم يرسل اليها واحدة؟ ووجدت
منتديات ليلاس
نفسها تغص بريقها ألما وخيبة لكنها سرعان ما أنتبهت الى أنه سيرفق البطاقة على الأرجح بالهدية , وهكذا راحت تنتظر نزوله الى قاعة الطعام وهي تعيد في ذهنها ما ستقوله له , وكيف ستنظر اليه كي تجعله يتخلى عن القسوة التي حلت به منذ تلك الليلة التي أنتصرت عليه فيها

برفضها له .... قد يتمشيان بعد الأفطار في الحديقة فتنتهز الفرصة وتقوده الى تلك البقعة الرائعة حيث قررا أقامة حوض السباحة , الحوض الذي ما زال مشروعه مجمد التنفيذ بالرغم من قرار خوان بأن يتصل بالمتعهد على جناح السرعة .... ومتى وصلا البقعة , يجب أن تحاول جهدها

أن تنسى ما حل سابقا وتواصل ما أنقطع من تخطيطهما السعيد , فتبدأ مجددا من اللحظة التي سبقت تلفظه بتلك الكلمات المشؤومة وحيث غمرت كيانها تلك الموجة العاتية من الأشمئزاز .


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...6676ed8328.gif

اسماء88 14-10-10 05:02 PM

شكرا كتير عالرواية الحلوة و يعطيك الف عافية

dalia cool 16-10-10 02:47 PM

عفو حبيبتي الحلو هو مرورك العطر اسماء لكي كل الود:flowers2:

dalia cool 16-10-10 02:54 PM

أستدارت بسرعة حين دخل قاعة الطعام وأحست قلبها يقفز من مكانه.... أين الهدية؟ لماذا لم يأت بها معه؟ أكيد أنه لم ينسها ؟ شعرت فجأة أنها لم تحتمل الصدمة أذا كان قد نسي أن اليوم
منتديات ليلاس
هو عيد ميلادها وبعد كل الآمال الجميلة التي عقدت العزم على تحقيقها.
وقال لها بنبراته الباردة المعتادة واللامبالية:
" صباح الخير يا روكسان , أرجو منك المعذرة أن كنت تأخرت , هل تركتك تنتظرين طويلا ؟".

فقد قلبها كل الفرح الذي غمره منذ برهة قصيرة , وأجابته بصوت ذي رنة غريبة لا تمت اليها بأي صلة :
" صباح الخير يا خوان , لا , أنت لم ....لم تدعني أنتظر طويلا ".
لماذا تقترب دموعها من عينيها الى هذا الحد؟ ليس من المعقول بتاتا أن تشعر بهذا القدر من الخيبة المرة , ما دامت لا تستطيع أن تزعم , حتى في

الخيال , أنها قد فعلت مطلق شيء تستحق لقاءه أن يتذكر عيد ميلادها , ألا يبدو غريبا جدا أن أن لا يتذكر فقط أن يبتاع لها هدية , بل أن يكلف نفسه أيضا عناء لف الهدية بتلك الطريقة الجذابة جدا.... وهذا التصرف من جانبه أدهشها الى أقصى الحدود لأن مهمة رقيقة كهذه لم تكن لتتوقع
منتديات ليلاس

أبدا أن يقوم بها زوجها الصارم القاسي.
وكعادته دائما قبيل تناولهما الطعام أزاح خوان كرسيها الى خلف فجلست عليه وهي تشاور فكرها , هل تغامر بالتلميح أن هذا اليوم خاص بالنسبة اليها أم تلوذ بالصمت ؟ وقررت أن لا تذكر له شيئا , أنه سيتذكر ذلك
منتديات ليلاس
من تلقاء نفسه وفي وقت لاحق , وآنذاك سيصبح بأمكانها أن تنفذ خطتها وذلك بأن تقبل الهدية بأسلوب ودود لطيف تعبر له من خلاله عن التغيير الذي طرأ على مشاعرها , لكن الساعات توالت بدون أن يقدم اليها الهدية , ومع حلول العصر قطعت الأمل وأضطرت الى الأعتراف بأنه على الرغم من

تجشمه مشقة شرائها فقد نسي موعد تقديمها.
لم تر له أثرا وقد أصبح عدم ألتقائهما عاديا منذ أن أتسعت الهوة بينهما , أحست بالغم يطبق عليها من كل جانب فذهبت لتزور توم وجلست وأياه في غرفة الحانوت الخلفية ,قالت وهي تغتصب أبتسامة لطيفة:

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 02:59 PM

" توقعت أن تسرك لكونك بعيدة جدا عن الوطن , هل تلقيت هدايا جميلة؟".
فرطبت شفتيها وقالت بأرتباك:
" لم.... لم أتلق أية هدية".

فعبس مجيبا:
" ولا حتى واحدة؟ ألم يقدم اليك وجك شيئا؟".
كان يحدق اليها مستغربا فقالت على الفور :
" لم يفعل لغاية الآن , أظن أنه قد يهديني شيئا في وقت لاحق".

وهنا فاضت شجونها فلم تشعر ألا وهي تخفي وجهها بين يديها وتشرع في البكاء ....قالت بأختناق:
" أنا .... آسفة".

" يا لك من مسكينة , لقد وقعت أذن في حب النسر الأسود , لماذا لم يقدم لك هدية؟".
فتهاوت دموعها وردت منتحبة وبدون أن تعي أنها قد تزج بتوم في موقف بطولي سيؤثر عليه في وقت لاحق :منتديات ليلاس

" لقد نسي عيد ميلادي من أساسه ! كنت.... كنت أعتقد أنه سيتذكره حتما".
فقال لها مواسيا:
" لا بد أن يتذكره , لا تحزني ".

ثم سألها محتارا:
" ألم تتلقي أية هدايا من الأهل والأصدقاء في الوطن؟".
" كلا , تسلمت بطاقات فقط".
" البريد يعاني من الفوضى يا روكسان , سوف تتسلمينها على الأرجح في وقت لاحق من الأسبوع".
منتديات ليلاس
أومأت وأخذت تبحث عن منديلها , ثم قالت :
" خطر لي أن بطء البريد هو السبب , فوالدي وديبورا لا بد أن يكونا أرسلا لي هديتي لكنني.... وددت أن أتلقى شيئا في عيد ميلادي بالذات .... وخاصة من خوان".

أنخرطت في سحبة بكاء ثانية , وهنا ,لم يستطع توم أن يبقى ساكتا يراقبها فتقدم منها وعانقها قائلا بحنان:
" لا تبكي يا روكسان ,أن زوجك رجل كثير المشاغل كما تعلمين , لكن كلماته المعزية أخفقت في مواساتها لأن أهمال خوان بحد ذاته لم يكن

الدافع الرئيسي الى تعاستها بل الفرصة الضائعة التي بنت عليها آمالا حلوة .... فرصة أقدامها على الخطوة الأولى نحو تحسين علاقتها بزوجها , هكذا أطلقت لبكائها العنان فأنهمرت دموعها كما لم تنهمر من قبل , ولجأت الى كتف توم تنشد لديه العزاء.


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:02 PM

وعندما رن جرس الحانوت وسمع توم صوت أنفتاح بابه فقال:
" يجب أن أذهب , يا عزيزتي........".

لكن كلماته قوطعت فجأة أذ أنفتح الباب الداخلي أيضا ووقف خوان على عتبته يستعر غضبا فيما بدا فمه النحيل ملتويا كفم ضبع على وشك العواء:
" خوان".منتديات ليلاس

بدأت روكسان تقول بذعر ثم تجمدت وكأنها فقدت حاسة النطق , تلفتت حولها برعب وقد غاص كل اللون من وجهها حتى حاكى الشمع.... همست بصوت مرتجف متلعثم:

" كيف عرفت أنني, أقصد.... ما .... الذي .... جعلك تأتي الى هنا؟".
صمتت مرتعبة حين أشتعل الشرر في عينيه السوداوين .... وفي بادرة غريزية وقف توم بينهما بلا تفكير , وكان تصرفا خطيرا من جانبه أذ

ساعد فقط في أضافة وقود الى ثورة خوان المتأججة ,وحيث أمسك بتوم بخشونة وقذفه عبر الغرفة فسقط أرضا , وصرخت روكسان حين قبض خوان على رسغها بوحشية وكادت أن تفقد توازنها وهو يجرها خلفه في أتجاه الباب المفتوح , وجعر كالمجنون :

" أخرجي..... أصعدي الى السيارة وأنتظريني هناك!".
وكان توم يقول:
" دون خوان, يمكنني تفسير.........".
لم تسمع روكسان أكثر من هذا لأنها أطاعت زوجها فورا وهرولت خارجا الى حيث السيارة.
منتديات ليلاس

أرتجفت من رأسها حتى أخمص قدميها ودب الرعب في قلبها فأخذ يخفق ويهتز بجنون بين ضلوعها , تملكها أختناق مخيف كما لو أن أنفاسها ستتوقف الى الأبد.... وراحت تقول في نفسها : من السخف أن تخاف الى هذا الحد ! لن تسمح لهذا الرعب بأمتلاكها ! ستقف في وجه خوان , أجل ستفعل ذلك
منتديات ليلاس
بالتأكيد ! لكنها عبثا حاولت التخلص من ذلك الأحساس المريض والعنيد الذي يطوق قلبها وعروقها .... أن عومها على الشجاعة والتمرد شيء رائع لكن خوان رجل طويل وقوي الجسم بالرغم من نحوله , أنه قوي

كالأسد وهي تحت رحمته تماما .... وأزداد رعبها حين ألتمع في ذاكرتها قول لوبيتا بأن خوان أقدم مرة على خنق رجل .... وقتها, أستبعدت روكسان صحة هذا الحديث بناء على الحنان والرقة اللذين لمستهما في زوجها , لكنها الآن صارت على ثقة تامة من أمكانية أقدام زوجها على

القتل ... وعلى أكثر من القتل! فهو لن يتوانى على الأرجح عن تعذيب ضحيته قبل الأجهاز عليها .... ثم سرعان ما قفت هذه الخواطر وعنّفت نفسها على أفكار خيالية كهذه , قد يكون خوان شريرا لكنها متأكدة من أنه ليس شريرا الى هذا الحد.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:05 PM

ومع ذلك لم تقدر أن تتغلب على أرتجافها وعندما خرج أخيرا من الحانوت وجلس خلف المقود بغضب صامت أسود , أبتعدت عنه غريزيا وألصقت جبينها بباب السيارة وكأن هذه

المسافة الصغيرة الفاصلة بينهما كفيلة بأن تؤمن لها مقدار من الحماية.
كانت الرحلة الصامتة واحدة من أقسى المحن التي ذاقتها في حياتها.... وقد مرت بمحن عديدة منذ أن تزوجت هذا المكسيكس الأسمر الذي أقتلعها بقسوة من حضن وطنها , حاولت عدة مرات أن تتكلم , أن تفهمه بأن
منتديات ليلاس
المشهد الذي رآه بعين الغضب كان مخالفا للواقع , لكن الخوف الخانق أنفاسها أعجزها عن الكلام , كذلك أحرقت الدموع عينيها , فلقد أقسمت هذا الصباح أن لا تألو جهدا في كسب قدر بسيط من عواطف زوجها

, وكانت سعيدة والأمل يملأ قلبها حتى جاءت اللحظة التي أكتشفت فيها أن زوجها قد نسي يوم ميلادها .... ولو أنه تذكر لما ذهبت أبدا لتزور توم أذ كانت تمل أن تقضي النهر في صحبة زوجها , أما الآن فتساءلت عن

مدى جنوحها الى الأوهام نظرا الى الهوة السحيقة التي ما برحت تفصل بينهما منذ تلك الليلة التي رفضته فيها , ولذا قد تكون تفاءلت أكثر من اللزوم حين أعتقدت أن هدية عيد ميلادها ستردم جزئيا تلك
منتديات ليلاس

الهوة بنهما , وأن تقبلها الودود لها سيكون بمثابة توطئه لنهار سعيد توقعت أن تقضيه معه .... الآن فقط خطر لها أنه لم ينس عيدها في الواقع , لكنه شعر أن الوقت غير مناسب لتقديم الهدية نظرا لى علاقتهما الشديدة التوتر .
منتديات ليلاس
وأخيرا , لما ترجلا من السيارة أمام مدخل المبنى الريفي الجميل , أسترعت أنتباه روكسان حركة عند أحدى نوافذ الطابق العلوي لم ينتبه لها زوجها ..... لمحت وجه لوبيتا خلف الزجاج , وأستطاعت في تلك اللحظة

القصيرة أن ترى بسمة أنتصار متشفية تنتشر على قسماته المتغضنة قبل أن تختفي العجوز بسرعة خلف الستائر.

المشهد العاصف والمجنون الذي أعقب دخولهما البيت , سلب روكسان كل قواها وأوقع فيها رجفة شديدة جعلتها تلجأ الى غرفتها وتستلقي خائرة على فراشها .... عيد ميلادها! يا له من عيد!


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:08 PM

أنكفأت على بطنها دافنة رأسها في وسادتها وراحت تبكي حتى جفت الدموع في محجريها ثم أنتابتها شهقات متواصلة أوجعتها لفترة طويلة , أحست بأنها مريضة جسمانيا , وفجأة

عاد اليها تصميمها السابق على ترك خوان , فهي لا تستطيع أبدا أن تعايش عنفا كهذا حيث سيلازمها خوف دائم من أن تفعل شيئا من شأنه أن يثير نقمة خوان وغضبه.... تنهدت بأرتعاد كلي حين تذكرت المشهدمنتديات ليلاس

العاصف , الغضب المتأجج الذي أنتشر فيه كاللهب الحارق , أتهاماته وأدانته .... قال أنها جعلته أضحوكة بين الناس بتصرفها المخزي وأنها لوثت أسمه .... طلب أن يعرف كل ما قالته لتوم , ونظرا الى حالتها

الذهنية المشوشة تكلمت بلا تحفظ , وهكذا وصل غضبه قمة الأحتراق عندما علم أن زوجته باحت لتوم بكل شيء تقريبا , حاولت عدة مرات أن تقاطعه لكنه لم يعطها أية فرصة فظلت تجهل كيف عرف أنها ستكون في

حانوت توم , وكيف عرف أيضا بأنها كانت ترى صديقها بأنتظام.
لم يكن لديها أدنى شك في أن لوبيتا هي التي أخبرته ,ولكن كيف أستطاعت العجوز أن تطلعه على هذه المعلومات بدون أن تضطر الى الأعتراف له
منتديات ليلاس

بتجسسها؟ وماذا يهم ذلك؟ كانت قلقة , مشتتة ولا ترغب في أقلاق نفسها أكثر بأسئلة غامضة لن تتمكن أبدا من الأجابة عليها .
لكن الذي حدث أنها تلقت الأجابات ومن فم العجوز نفسها , ففي ذلك
منتديات ليلاس
المساء , وقبيل الساعة السابعة دخلت لوبيتا غرفة نومها بلا أستئذان , حيث أستوت روكسان جالسة على سريرها وحدقت الى العجوز بغضب مستعر , ثم هتفت قبل أن تقول الأخرى شيئا :

" أخرجي من هنا! أغربي عن وجهي وألا ألقيت بك خارجا!".
هل تستطيع أن تقاوم المرأة فعلا؟ سألت نفسها , وأحست أن كراهيتها لها ستزودها بالقوة اللازمة لتنفيذ تهديدها .
لكن لوبيتا غمغمت تؤنبها :


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:12 PM

" سينيورا ! هذه الطريقة في الكلام لا تليق بالسيدات المهذبات".
أوقفت عبارتها بنظرة قرف خبيثة ,وتابعت بلطف وهي تتقدم قليلا من السرير:

" جئت لأشبع فضولك يا سينيورا , أذ كنت تتساءلين ولا شك كيف أستطعت نقل معلوماتي الى الدون خوان بدون أن أثير ظنونه حول الوسائل التي حصلت بها على تلك المعلومات".

توقفت المرأة ثانية , وأصغت اليها روكسان هذه المرة بدون أي تعليق فتابعت تقول:
" لقد تركت بطاقات المعايدة على طاولة زينتك , أخذت البطاقة التي تلقيتها من حبيبك و.... بمحض الصدفة طبعا".منتديات ليلاس
منتديات ليلاس

وهنا أطلقت ضحكة خبيثة تجمد الدم في العروق , وأضافت:
" أجل , بمحض الصدفة , أسقطتها أمام الدون خوان مباشرة , عندما كان في الردهة.....".

فهتفت روكسان وقد ثار غضبها من جديد :
" أخذت البطاقة من غرفتي ؟ جرؤت على أخذها من هنا؟".
" كان ذلك ضروريا يا سينيورا للمضي في خطتي .... تظاهرت بالطبع

بالتلكؤ في ألتقاطها عن الأرض فسارع الدون خوان الى ألتقاطها بنفسه, وبطبيعة الحال , نظر اليها ثم فتحها , يا لمنظر وجهه المخيف في تلك اللحظة .... كان القتل مرسوما في تينك العينين السوداوين".
منتديات ليلاس
وعندما توقفت العجوز عمدا , حثتها روكسان بقولها :
" هيا , تابعي , أنني مهتمة جدا بالموضوع ".
كم بدت هادئة ظاهريا ! هل هذا صوتها؟ توقعت أن يخرج مجرحا بالشهقات , أنما تذكرت أنها نامت لبضع ساعات ولا بد أن الراحة أعادت اليها هدوءها قليلا , ومضت لوبيتا تقول:

" تملكه الغضب , كما ذكرت سابقا , وأصر على أن يعرف كيف حصلت على البطاقة , فقلت أنك تركتها في قاعة الأستقبال وأنني كنت سآخذها اليك

, تظاهرت بالخوف والقلق يا سينيورا , لأبدو تماما كما الخادمة التي تشارك سيدتها سرا مشينا... أنا أتقن التمثيل , وهكذا رحت أحرك قدمي بقلق وأمتلأ وجهي أرتباكا , وفي الأخير أنتزعت البطاقة من يده.... كان تمثيلا في منتهى الأتقان".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:16 PM

شردت لهنيهة وراء خاطرة مشرقة ثم تابعت:
" أراد الدون خوان أن يعرف السبب وراء حرجي الشديد فحاولت بالطبع أن أزيح ظنونه جانبا...".

" فعلت ذلك بطريقة ضاعفت ظنونه!".
فوافقتها العجوز فورا :
" كما تقولين يا سينيورا .... كما تقولين تماما .... تضاعفت ظنونه وأضطررت الى أخباره بكل ما أعرف , لسوء الحظ".
منتديات ليلاس
أطلقت ضحكة عنيفة أخرى , وبدا وجهها المغضن أكثر نحولا وهي تضغط بأحدى يديها على قلبها , وسألتها روكسان:
" لا بد أن زوجي سألك عن طريقة حصولك على المعلومات؟".

فأومأت العجوز مجيبة:
" أخبرته أن أمرأة من نساء القرية أكتشفت أنك تقمين علاقة مع رجل آخر وأنها نقلت اليّ هذه الأشاعة".

شهقت روكسان لدى سماعها هذه الكذبة الرهيبة , لا عجب أن يثور غضب خوان! لا بد أنه يظن الآن أن الجميع يتبادلون خبر (علاقتها) برجل آخر.... أذن هذا نا جعله يتهمها بتلويث أسمه وبجعله أضحوكة بين الناس!".
منتديات ليلاس

تمالكت أعصابها وأستفسرت من العجوز :
" من الطبيعي أنه سألك أسم تلك المرأة ؟".
" زعمت أن أسمها سها عن بالي , لسوء الحظ".
" فهمت .... تابعي يا لوبيتا".
منتديات ليلاس
" قلت له أن الوضع يسبب لي قلقا كبيرا , وصدقني لأنه يعلم أنني أهتم دائما براحته , وقلت أنني تكلمت معك مرارا بالموضوع وتوسلتك أن تتخلي عن هذا الرجل الأنكليزي لكنك لم تصغي ألي , ثم قلت أن الوضع يحزنني لكوني أعتقدت أنه وجد السعادة أخيرا مع الفتاة الجميلة التي

جاء بها من أنكلترا .... بدا شديد الغضب وأراد أن يعرف أين أنت.... تظاهرت مجددا بالحرج وأختلقت عذرا للأنصراف من أمامه ,لكنه أدرك أنني أتهرب فقال أنني أعرف مكانك وألح علي بالأقرار , وفي الواقع خمنت أنك ذهبت لزيارة صديقك .... لتشكريه ربما على بطاقة المعايدة".
عادت العجوز تبتسم بوقاحة وأحتقار فكادت تصفعها على وجهها , لكنها أمسكت نفسها , وتابعت لوبيتا:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:19 PM

" وهكذا أضطررت الى مصارحة الدون خوان بشكوكي أذ كان في منتهى الغضب , وخشيت أن....".
فقاطعتها سيدتها بصوت مختنق:

" يا لك من كذابة مرائية يا لوبيتا ! أتساءل أن كانت لديك أية فكرة عن مدى أنحطاطك؟".
" لا تواجهي الأمر بهذه البساطة , سينيورا.....".منتديات ليلاس

" بماذا تنوين تهديدي؟ لا يمكنك أيذائي أكثر مما فعلت لغاية الآن , وبالنسبة الى أهتمامك المزعوم براحة زوجي فلا أعتقد أنك تكنين له ذرّة من المحبة!".

وهنا توهجتت عينا لوبيتا بببريق مفاجىء , وبدت لأول مرة تطفح بالشر كمشعوذة شمطاء ومخبولة كليا .... وصرخت:
" كان يجب أن يظل وفيا لحبيبتي الراحلة ! صحيح أنه يستعملك فقط ليعوّض بك عنها كأمرأة , لكنه خان مارتا بزواجه منك ....".

شيء ما في نبرة العجوز والطريقة التي ذاب بها صوتها وتحوّل الى نوع من الصمت المتأمل ,أصابا روكسان بقشعريرة مفاجئة أحستها تسري على أمتداد عمودها الفقري , من السخف أن تخيفها المرأة الى هذا الحد

لكنها لم تستطع التخلص من فكرة مرعبة أستحوذت عليها , وهي أن خوان في خطر من هذه المرأة .
كانت لوبيتا تغمغم كلمات غير مفهومة وكأنها تهذي , وبرجفة قرف أخذت روكسان تراقب ظهور الزبد على زاويتي فمها .... وقالت العجوز بعد

قليل:
" لقد أصغيت الى ما دار بينكما بعد أن جاء بك الدون خوان من حانوت حبيبك , قصدتك لأعرض عليك المساعدة لأنك سترغبين الآن في الرحيل؟".
توقفت بعد أن صاغت العبارة الأخيرة في قالب يتراوح بين الأفادة والسؤال , وكان رد فعل روكسان المبدئي أن ترفض عرضها المساعدة , لكنها
منتديات ليلاس
راجعت أفكارها وتمهلت في أعطاء الجواب , منذ فترة وجيزة , أقرت نهائيا بأستحالة البقاء هنا حيث الحياة مع خوان ستكون شبيهة جدا بالعيش على حافة بئر أو هاوية سوداء , قد تكون هناك بضع لحظات سعيدة

لكنها بصورة عامة ستعاني تمزقا بسبب خوفها منه أو لمعرفتها بأنها لن تتمكن أبدا من الحصول على قلبه الذي وهبه لأمرأة أخرى , ومع أنها كانت , حتى ساعات خلت , مليئة بالأمل والتفاؤل , ألا أنها تجد نفسها

الآن ملقاة في أعماق اليأس وأنقطاع الرجاء من جراء كراهية زوجها لها وعدم ثقته بها, لقد رفض الأصغاء الى وجهة نظرها فيما حصل , والآن ما عادت راغبة في شرحها له طالما أن ذلك لن يفيدها بشيء .... ولا حتى أذا صدقها , وهذا غير محتمل على الأرجح.


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:21 PM

وأفاقت على صوت لوبيتا تقول:
" يمكنني الحصول على جواز سفرك يا سينيورا , كذلك أستطيع أن أؤمن لك بسهولة رحلة العودة , أنت لا تنتمين الى هذا المكان وقد توصلت اليوم

بنفسك الى هذه القناعة ... أن الدون خوان لا يشعر نحوك بشيء .... عدا مشاعر الكره لأنك لطّخت أسمه الطيب بعلاقتك الشائنة مع رجل آخر , زوجك سيرحب برحيلك ولا شك أنك تدركين هذه الحقيقة ؟".
أومأت روكسان بتردد وسألتها:منتديات ليلاس

"أتعرفين أين يحتفظ بجواز سفري؟".
توقفت فجأة أذ أجفلتها فكرة أضطرارها الى التعامل مع مخلوقة شريرة كهذه , أرادت أسترجاع جواز سفرها لأنها متى حصلت عليه ستتمكن من
منتديات ليلاس

الرحيل ولن يقع بصرها مرة أخرى على لوبيتا , أذن , ما همّها؟ من المحط لكرامتها بالتأكيد أن تسمح للوبيتا بمساعدتها , لكن من المنطقي والضروري أن تستعين بها بحكم الظروف القاهرة , وأجابتها العجوز:

" أجل , أعرف أين يوجد جواز سفرك يا سينيورا".
" حسن يا لوبيتا , أذا جئتني به سأرحل عن مزرعة راميريز ".
فجالت عليها بعينيها الظافرتين وقالت وفمها الهزيل يتحرك متقلصا :

" من حسن الحظ أنك أتخذت هذا القرار , لأنه يخطر لي أحيانا يا سينيورا أن أقتلك .... بمسدس".
" ألديك مسدس؟".

" يمكنني الحصول على واحد يا سينيورا , لكن أذا غادرت هذا المكان فلن تكون هناك ضرورة لقتلك".
خفت صوتها حين بدأت تتمتم كلمات مفككة , ومع أن روكسان تمالكت
منتديات ليلاس
أعصابها المرتجفة من جراالتهديد المريع وأنحنت الى الأمام لتسمع ما كانت تقوله العجوز , ألا أنها فشلت في ألتقاط كلمة واحدة من شأنها أن تلقي ضوءا على سائر الكلمات , سألتها بحدة :
" ماذا تقولين؟ تكلمي بصوت عال كي أسمعك يا لوبيتا".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:23 PM

فأشتعلت عيناها فجأة وحدقت الى روكسان بنظرة جامدة شاردة , ثم قالت بهدوء وبصوت أقل تهجما:
" لا لزوم لأهتمامك بما أقول , أهتمي فقط بالعودة الى بلدك , سأرتب لك كل التفاصيل المتعلقة برحيلك".

أمتنعت روكسان عن التعليق فهي متى حصلت على الجواز سوف تقوم بترتيباتها الخاصة للعودة .منتديات ليلاس

لزمت غرفتها وأراحها أن خوان لم يرسل في طلبها .... وعندما حدست أنه مشغول بتناول العشاء أرتدت روبا فوق قميص النوم وتسللت الى الحديقة لتنعم بالهدوء والأنفراد بعض الوقت , كان ضوء القمر يغمر

الأراضي والبيت الذي بدا بشكل غريب جدا , دافئا ومرحبا من حيث وقفت روكسان تنظر اليه , لم يكن في مظهره ما يخيف أبدا , وهذا المساء , وهي مفعمة بأحساس رحيلها الوشيك , بدا وكأنه يدعوها الى دخوله , كانت الحدائق متعة للعين ,والأراضي شبه البرية المحيطة بها عبارة عن عالم
منتديات ليلاس

سحري يموج في ألق القمر الفضي , تركت روكسان أراضي المزرعة وبدأن تصعد التل المنخفض والمنحدر من قمم الجبال التي تبدو من بعيد كغيوم صغيرة , لم تشاهد أحدا ولم تسمع شيئا ,وفي هذا الهدوء المحيط بها أستطاعت

أن تفكر بوضوح أكثر في خططها .... لن تدع أباها وديبورا يعلمان بعودتها الى أنكلترا حتى تستقر في شقة خاصة بها , وألا أصرا على أن تعيش معهما في بيتها القديم , هي الآن أنسانة مستقلة وتنوي أن تبقى هكذا

, أما كيف سيتقبل والدها أقدامها على ترك زوجها فهذه مسألة لا تقلقها البتة , لقد أطاعته حين أمرها بالزواج من خوان , ولن تتيح له المجال في المستقبل ليصدر لها أوامر أخرى.
منتديات ليلاس
صعدت التل بتمهل وذهنها منصب على المستقبل , أن كلير صديقتها المفضلة , ومن المؤكد أنها ستهب الى مساعدتها فور وصولها الى أنكلترا , ليس من المفروض أن تواجه صعوبة في أيجاد عمل , وبعد ذلك ستبحث عن شقة صغيرة , ولبينما تجد العمل ثم الشقة , كانت تأمل في سكن مؤقت مع كلير , فوالدا صديقتها أحبّاها منذ صغرها ودائما كانا يرحبان بها في بيتهما .


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:25 PM

أكتنفها الصمت العميق حين توقفت لفترة عن السير وأدارت بصرها حولها , خيّل اليها أنها في عالم ريفي لا يغمره ألا ضوء القمر , وليس فيه حتى بصيص نور أصطناعي يظهر من

نافذة بيت , وهنا أدركت أنها ضلت طريقها الى واد بين التلال , أما القرية الواقعة في أسفله فلم تقدر أن ترى أضواءها من حيث تقف , كل ما حولها مثير للرهبة أنما جميل بطابعه البريء البكر , كانت هناك شقوق

صخور ضخمة تبرز في الأفق الأرجواني البعيد , فتبدو كوحوش هائلة متحجرة مما قبل التاريخ وذات رؤوس مشوهة الأشكال أو مقطوعة كليا , منتديات ليلاس

رأت أيضا نباتات صبار ضخمة تبرز حادة في الفضاء بين الأرض والسماء , وأذرعها الطويلة ذات اللون الأخضر المعتم , ترتفع في نماذج وأشكال عجيبة.... كان المشهد الغريب برمته يستلقي كلوحة فضية تحت وهج وجمال

القمر المعلق كأسطوانة مستديرة ضخمة فوق الجبال , فيما تبرز النجوم من خلال القمم التي تشكل شرائح واضحة التقطيع.
أستدارت روكسان أخيرا عائدة على الطريق ذاتها , ألا أن أفكارها شردت
منتديات ليلاس

عما حولها وأستقرت على زوجها , وللمرة الثانية تراءت لها فقط صورته الواضحة وهو يصلي راكعا , فأنتابها أحساس غريب جدا , وتمنت فجأة لو تتوصل الى معرفة المطلب الذي يصلي خوان من أجل تحقيقه , فلعل الجواب

يوضح لها طريقها أكثر.... هذه خاطرة غريبة بحد ذاتها فهي تعرف تماما الى أين ستذهب , لقد رسمت خطتها وسوف تتركه ولن تراه بعد ذلك أبدا في مستقبل حياتها ,تساقطت دموعها على خديها قبل أن تستطيع لجمها ....
منتديات ليلاس
ما أصعب أن لا ترى خوان ثانية .... الزوج الذي كان في وسعها أن تسعده لو أتيح لها فقط أن تتوصل الى قلبه , لكن قلبه مات , قالت لنفسها , مات مع مارتا , ومع ذلك , وفي مناسبات عديدة , أستشفت

رقة معينة في تصرفاته لا يمكن أن يظهرها رجل ميت القلب , لقد بدا سعيدا في غضون زيارتهما لمرغريتا , أذن بالتأكيد سعيدا .... وأيضا بدأ يضحك ويتخلى عن بعض صرامته التي كانت تضفي على مظهره قسوة جامحة.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:29 PM

لكنه عاد الآن الى شخصية النسر الأسود , ومن خلال غضبه الأسود الشرير وأتهاماته العنيفة تكشف لروكسان بوضوح مخيف أن الحياة معه ستكون مستحيلة.منتديات ليلاس

عادت بذهنها الى الواقع فأدركت أنها كانت تسير على غير هدى وليس على الطريق التي سلكتها سابقا , وهكذا وجدت نفسها في منطقة غريبة تماما , لقد أعتادت التنزه في التلال وأصبحت على ألمام كامل بدروبها

المختلفة , أنما يبدو أنها ضلت الطريق وها هي تسير بالفعل على أرض كثة العشب والنبات أذ يصلان الى كاحلها ,ما أغباها وأسخفها! وقفت ساكنه تحدق الى المشهد المغمور بضوء القمر , وهي تحاول التمييز بين أشكال التلال المتنوعة , لكن هذه الأشكال لا تبدو جلية كما في ضوء

النهار فأزدادت حيرة وأرتباكا , نظرت الى ساعتها وذهلت أذ رأت عقربيها يشيران الى أن الوقت تجاوز العاشرة , كيف تاهت طوال هذا الوقت بدون أن تدري؟ لو تستطيع فقط أن ترى ضوءا واحدا يهديها الى

الطريق..... كان من عادتها أن تبقي مبنى المزرعة الرئيسي تحت بصرها , لكن يبدو الآن أن سلسلة من التلال تحجبه عنها.
مرت ساعة فجلست على الأرض وهي تحس بداية خوف تلسعها , فكرت في خوان لكنها قررت أنه لن ينتبه لغيابها لأنه ما عاد يدخل غرفتها هذه
منتديات ليلاس

األأيام , سوف يسلم بأنها آوت الى فراشها وهكذا لن يفتقد وجودها قبل الصباح.... حتى الصباح؟ أرتجفت رهبة وبردا فالليالي قارسة , تذكرت كذلك وجود حيوانات مفترسة في المكسيك لكن سرعان ما تذكرت أيضا أنها
منتديات ليلاس
تعيش في الغابات البكر وليس في أي مكان قريب من هنا , ومع ذلك أحست بقشعريرة خوف لم تفارقها بالرغم من تأكيداتها المتكررة لنفسها بأنها في أمان تام.

وسرعان ما قررت أن متابعة السير أفضل من الجلوس حيث لا بد أن ترى ضوءا يهديها السبيل , لكن الليل تكاثف من حولها والهواء أزداد برودة ولسعا , ثم أدركها التعب بشدة فأرتجفت خطواتها , وهنا وصلت فسحة صغيرة مغطاة بطبقة كثيفة من العشب الميت الجاف فأستلقت عليها في أنتظار طلوع الفجر.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...42a613ac48.gif

dalia cool 16-10-10 03:31 PM

http://www.liilas.com/upp//uploads/i...c16f2a5472.gif


انتهى الفصل الثامن


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...c16f2a5472.gif

نجمة33 16-10-10 05:09 PM

مشكوووووووووووررة

dalia cool 17-10-10 08:55 PM

شكرا على مرورك العطر نجمة لك ودي يا عسل:flowers2:

فتاة 86 17-10-10 09:11 PM

HELLW
THANK YOU OVERY MUCH

dalia cool 17-10-10 09:29 PM

9- أحلام محمومة....

أفاقت روكسان على ضوء الفجر الباهت اللطيف فطرفت بعينيها وأستوت جالسة وهي ترتجف بعنف , أين هي؟ برقت الذكرى في ذهنها فعاد اليها كل شيء , نهضت واقفة ثم أجفلت لدى

أحساسها بألم في ساقيها المتقلصتين , كانت ثيابها الرطبة تلتصق بجسمها وبدأت تسعل وتعطس , لقد أصيبت برشح ,وهذا شيء متوقع , فكرت في تفسها وهي تزداد نقمة وغضبا على تصرفها الأحمق , نظرت حولها , منتديات ليلاس

فأستطاعت فورا أن تميز أشكال التلال المختلفة وعرفت تماما الجهة التي يجب أن تسلكها مع أنها لم تكن متأكدة بأي حال أين هي بالضبط , كل ما عرفته أنها كانت تسير بعيدا عن المزرعة ليلة أمس وقد أستدلت على هذا

من بعد المسافة التي تفصلها عن البيت , بدأت تسير بتمهل في البداية بسبب التقلص في ساقيها , ألا أنها أستطاعت أن تزيد سرعتها بالتدريج وترافق بزوغ الشمس , وأن تعجب بروعتها بالرغم من شعورها المؤلم بالهزيمة.

كان هناك لون وردي عميق يضيء الغيوم بهالة عظيمة فوق الأفق تمثل الكرة النارية الضخمة نفسها , وفوق هذا الهالة وعلى جوانبها , بدت السماء اللؤلؤية كوشاح لامع يتماوج محل حافة الشروق , أما الجبال فبدت مرقطة بنحاس مصهور , فيما جوانب الوادي ما تزال هاجعة في الظل .
منتديات ليلاس

وأخيرا أشرقت الشمس وكست السماء بمجد عابر بألوان برتقالية وذهبية ونحاسية داكنة غنية ,وهنا أستيقظت جوانب الوادي وقد خدشها موكب الألوان المتقدم صوبها والمتزامن مع أرتفاع الشمس المتمهل الى كبد
منتديات ليلاس
السماء , مضت روكسان في سيرها الحثيث أنما كان التعب يعيقها أضافة الى بثور جلدية تكوّنت على أصابع قدميها , لقد جففت الشمس وأحست بأمتنان للدفء الذي بعثته في أوصالها لكنها كانت تعطس بين حين وآخر , وسعالها كان يسبب لها ألما حادا في صدرها .... أن عدد الأميال التي

قطعتها ليلة أمس شيء لا يصدق! فكرت في نفسها وهي تتابع سيرها المغني بأرهاق وتكتشف أن وصولها الى درب مألوف أستغرق ساعتين تقريبا .
كانت الساعة تشير الى الثامنة والنصف صباحا عندما دخلت البيت أخيرا , ألتزمت الهدوء وهي ترتقي الدرج وراعت أن لا تتنفس بصوت مسموع حتى وصلت غرفتها وأحتمت فيها , أتجهت عيناها الى الباب الفاصل بين

غرفتيهما وأستطاعت أن تسمع تحركات خوان من خلاله , ثم دخلت الحمام وفتحت حنفية الماء الساخن.
بعد أن أستحمت وبدلت ثيابها بدا لها شكلها مقبولا, فنزلت الى قاعة الطعام... ليس بدافع أي رغبة في لقاء خوان بل لمعرفتها الأكيدة بأنه سيرسل في طلبها أذا تخلفت عن تناول الأفطار ولا سيما أنها تخلفت مساء أمس عن تناول العشاء.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 09:32 PM

وبمراعاته المعتادة والمنتظمة لآداب المائدة, قرّب لها الكرسي فجلست عليه وهي تتساءل كيف سيتخطيان فترة الطعام هذه بعد الذي حدث بينهما عصر أمس , أسترقت النظر الى وجهه وهو يتخذ مكانه المقابل لها , كانت خشونته ترعب البصر , أنما كان في

عمق عينيه تعبير آخر من التأمل الحزين , تعبير غائر يصعب فهمه , ألا أنه أثار فيها حنانا جارفا أتجاهه , كم هو غريب هذا الرجل ليستطيع أن يجير عواطفها الى هذا الحد , ويجعلها تقرر في لحظة أنه عفريت مريد

وأن تشفق عليه في اللحظة التالية كل هذا الأشفاق.... وفكرت في نفسها , أنه يبدو متعبا جدا , فجفناه محمران قليلا من قلة النوم , لم يأكل ألا قليلا وشرب فقط نصف فنجان من القهوة , لقد حدق اليها بضع مرات أثناء تناول الطعام لكنها أحست أنه كان ينظر اليها دون أن يراها... أين تسرح أفكاره؟ خلف مارتا على الأرجح , مارتا التي لم تكن لتخذله أبدا كما فعلت هي بحسب أعتقاده.منتديات ليلاس

هل يتوجب عليها أن تحاول شرح الوضع؟ سألت روكسان نفسها وهي تشعر فعليا بحبها له وبحنين عميق اليه بدا أنه يتصارع مع قناعتها الراسخة بأستحالة الحياة معه.... أية فائدة ستجنيها من محاولة أطلاعه على

الحقيقة؟ هزت رأسها بحركة لاواعية , فهو ليس في مزاج قابل للأصغاء ولن يصدقها , في أي حال , كانت بالفعل ترى توم بأنتظام , وقد رافقته الى شاطىء أكابولكو وسبحت معه , كذلك أئتمنته على أسرارها وباحت له بكل شيء تقريبا حول الطريقة الغادرة التي لجأ اليها خوان

ليحملها على الزواج منه.... أن طبيعة خوان المعقدة تحول دون تفهمه وتقبله لكل هذه الأمور , ولن يقدر على الأخص أن يغفر لها أبدا , فلقد أصيبت كرامته في الصميم , وروكسان تعلم أنه سيمضي وقت طويل قبل أن يصبح قادرا على النسيان.
منتديات ليلاس

أستأذنها بترك المائدة بصوت جاف , وكان يهم بالنهوض عن كرسيه عندما أنتابتها نوبة سيئة من السعال , فضغطت صدرها بيدها غريزيا وعضت شفتها من جراء الألم الذي أحسته يمزقها , فسألها دون أن تظهر في صوته دلائل الخشونة المسيطرة على وجهه:

" هل أنت مريضة؟".
سارعت الى هز رأسها وقالت:
" كلا , بالطبع لا".

بدا واضحا أن خوان لم يقتنع بجوابها أذ أستقر بصره للحظة على المكان الذي ضغطت عليه بيدها لتخفف عنه الألم , وقال بعد هنيهة:
" ذلك السعال.... لم تحسي به يوم أمس , هل فعلت شيئا جعلك تصابين بالبرد؟".

هزت رأسها مجددا وفكرت , يبدو قلقا علي ... لكنها رأته يحدجها بنظرة مقطبة فأحست بأنها تتورد قليلا لكونها كذبت عليه ,وقالت معترفة:
" ذهبت ليلة أمس في نزهة قصيرة , وبرد الطقس بعدئذ".
منتديات ليلاس
أزداد عبوسه وسأل:
" بالطبع أخذت معطفك معك؟".
" نسيت .... أن آخذه".
فضاقت حدقتاه وقال:

" لقد قضيت هنا وقتا كافيا لتدركي أنك تحتاجين الى أرتداء معطف في المساء".
" قطعت مسافة أبعد من تلك التي نويتها".
" الى أين وصلت؟".
نظرت اليه بسرعة , الى عينيه الثاقبتين , فمه المتقلص... وتلك الحركة في حنكه , ماذا يجول في ذهنه , أو بالأحرى ,بماذا يتهمها؟


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 09:35 PM

بدأت تحس غضبا فردّت بجمود :
" ليست لدي أي فكرة الى أين وصلت , كنت بمفردي".
أضافت الكلمتين بلهجة متحدية بدت عديمة التأثير عليه أذ نقي تعبير وجهه كما هو ".منتديات ليلاس

وبعد قليل قال ينصحها:
" من الأفضل أن تلزمي الفراش هذا النهار".
فبدأت تقول:
" لا ضرورة لذلك على الأطلاق....".

لكن نظرته أسكتها وسمعته يقول بحزم شديد :
" ستبقين اليوم في فراشك يا روكسان , وغدا أيضا أن لم يخف سعالك ".
قضمت شفتيها مغتاظة , لقد أرادت اليوم أن ترى توم لتأخذ رأيه حول أسعار السفر ومواعيد الرحلات الجوية , ولتعرف منه أذا كانت هناك

أجراءات خاصة أو عقبات محتملة , لكنها ستسجن الآن في غرفتها , وأستنتجت كذلك أن ترغم على البقاء فيها لبينما يقرر خوان صلاحيتها الصحية لمغادرتها .

كانت على وشك النطق بأحتجاج آخر حين بدأت تسعل ثانية , وهذه المرة أشتد عبوس زوجها وحفر أخدودا في جبينه , قالت بسرعة :
" آسفة , سأخذ جرعة أخرى من ...".
منتديات ليلاس

فقاطعها فورا :
" عندما تأوين الى فراشك سأرسل لك مع دولوريس دواء للسعال ".
" شكرا".

أطاعت يده التي أشارت اليها بالصعود وهو ينهض من مقعده وسبقته في مغادرة الغرفة ,وفيما هي عند النافذة في غرفة نومها , أنفتح الباب ودخل خوان بنفسه يحمل كوبا يحتوي سائلا غامق اللون , وأستفسر بحزم:
" لماذا أنت خارج الفراش؟ حالتك الصحية لا تسمح لك بالنهوض".
" خوان , أنا.........".
منتديات ليلاس
تجاهل الأحتجاج الذي بدأت تشرحه وأعلمها قائلا بهدوء:
" الطبيب سيكون هنا في حوالي نصف ساعة , أصعدي الى الفراش وأشربي هذا".
وضع الكوب على المنضدة المجاورة للسرير وأستدار اليها سائلا :
" هل سمعت ما قلت يا روكسان؟".

" نعم".
قالت أخيرا بخضوع , كانت تشعر الآن بوهن , وما لبثت أن أصيبت بنوبة أخرى من السعال الحاد , فسأل زوجها بأهتمام:
" أتريدين أن أرسل لك دولوريس لتساعدك على نزع ثيابك؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 09:38 PM

" لا , شكرا يا خوان , سأتدبر أموري بنفسي".
أكتفى بأيماءة خفيفة وغادر الغرفة , وهنا أحست روكسان بأرتخاء ساقيها وبقشعريرة تسري في ظهرها بشكل متواصل, ما كان أغباها حين

توغلت في سيرها بعيدا ليلة أمس! وكلما فكرت في غلطتها كلما صعب عليها أن تفهم كيف أستطاعت أن تبتعد كل ذلك الأبتعاد عن حدود المزرعة.منتديات ليلاس

بدت الغرفة أكثر صقيعا مع أن أشعة الشمس الدافئة كانت تتدفق من خلال النافذة ... وفي خلال خمس دقائق نزعت ثيابها وأرتدت قميص النوم ثم أندست بأمتنان بين الأغطية.

الطبيب الذي دخل برفقة خوان كان رجلا مكسيكيا طويلا , ذا شارب أسود صغير ووجه بني مغضن , وقف بمحاذاة السرير ينظر الى روكسان للحظة طويلة ودون أن يتفوه بكلمة , ثم قاس حرارتها وعبس سائلا أياها بلغة أنكليزية مكسرة:

" أين كنت يا سينيورا حتى تعرضت للأصابة بنزلة برد كهذه؟ سوف تلزمين الفراش أسبوعا على الأقل".
فهتفت وفمها يرتجف:
" أسبوع!".
منتديات ليلاس

لا يمكنها أبدا أن تبقى هنا , لوحدها تماما , طيلة أسبوع كامل! وأردفت تقول:
" دكتور , أكيد أنك تستطيع أعطائي شيئا من شأنه أن يشفيني في وقت أسرع؟".
منتديات ليلاس
فحص صدرها ناقرا أياه بأصابعه وعاد يقطب جبينه قائلا:
" كيف أستطعت أن تؤذي نفسك الى هذا الحد؟".
فأجابه خوان ليوفر عليها عناء الرد على أسئلة الطبيب:

" أصيبت زوجتي بنزلة برد ليلة أمس عندما خرجت تتنزه بدون معطف ".
فقال الطبيب مفكرا:
" أهذا كل شيء ؟ هل تشعرين بألم ما في جسمك؟".

أومأت روكسان بالأيجاب فسألها الطبيب عن مكان الألم وهو ما يزال يتأملها مفكرا , فقالت:
" في ساقي بالدرجة الأولى وهناك بالطبع ألم صدري الناتج عن السعال".
" أحقا؟".

رفع حاجبيه قليلا وتابع يقول بتمهل شديد:
" أظن أنك لم تخبريني كل الحقيقة يا سينيورا".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 09:50 PM

فقد قلبها أحدى خفقاته , وقبل أن تجد وقتا للأجابة تدخل خوان في الحديث وكانت نبراته مستنكرة يشوبها الغضب... فبغض النظر عن رأيه الخاص في تصرفها بدا واضحا أنه لم يكن

ينوي السماح للطبيب بأن يلمح الى أن زوجته كانت تكذب عليه , قال له بحدة:
" أكيد أن زوجتي أخبرتك الحقيقة , أنني أطالبك بالأعتذار اليها ".
سارع الطبيب الى هز رأسه وقال:منتديات ليلاس

" آسف يا دون خوان , لكن يجب أن أخبرك أن هناك دليلا على تعرّض طويل الأمد للبرد والرطوبة ".
ألتقت عينا روكسان بعيني زوجها أنما فقط للحظة خاطفة أذ أنها أرخت أهدابها بسرعة , وأدركت فورا أن خوان سيفسر هذه الحركة على حقيقتها , أي أنها علامة ذنب.

نقل خوان بصره الى الطبيب سائلا:
" تعرّض طويل الأمد؟".
" أجل , لبضع ساعات , بل لساعات عديدة بحسب رأيي".
تلا ذلك صمت طويل ورهيب ثم قال خوان:
منتديات ليلاس

" حسن يا دكتور , أن طول الوقت الذي قضته زوجتي في الخارج لا يشكل أهمية حقيقية , المهم هو أن تصف لها دواء يخفف ألم صدرها ".
" بالطبع , سأفعل ذلك".

بعدما شيّع الطبيب حتى الباب الرئيسي عاد خوان بعد عشر دقائق الى غرفة زوجته , وقف عند السرير وسألها بأقتضاب وهو يحدق اليها بعينين نصف مغمضتين:
منتديات ليلاس
" والآن؟".
فروت له كل ما حدث , وأردفت قائلة:
" ما قدرت أن أقر بهذا أمام الطبيب كيلا يحرج موقفك .... فأنا لم أكن صريحة معك من قبل".

فأستوضح بصوت لطيف للغاية:
" لماذا لم تكوني صريحة معي من قبل؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 09:52 PM

" لم أحسب أنه كانت هناك ضرورة لأخبارك , أقصد .... عندما نزلت لتناول الأفطار لم يخطر لي أنني سأضطر الى ذكر الموضوع بالمرة , لكنني بدأت أسعل فرحت تطرح عليّ أسئلة".

" أسئلة لم تجيبي عليها بصدق".
ظل صوته لطيفا بيد أنها أرتجفت وليس بفعل البرد هذه المرة , أجابته وهي تحس رفيقا في قلبها وأعصابها فيما كان ألم صدرها يزداد سوءا لحظة بعد أخرى.منتديات ليلاس

" لا أدري في الحقيقة لماذا أخفيت عنك بعض الحقيقة يا خوان , أنا..... لا أستطيع شرح.....".
صمتت ومررت يدها بسرعة على عينيها ثم أشاحت عنه لتخفي أرتجاف شفتيها المفاجىء.
وأضافت بصوت مختنق:

" أنا آسفة".
أعقب ذلك صمت طويل وأنتابتها رغبة ملحة في تلطيف غضبه وفي أن تشعر بيده الباردة تلمس جبينها الملتهب بالحمى ,وبعد قليل قالت بأرتباك:

" لو.... لو أننا ما تخاصمنا يا خوان لما... لما كنت ذهبت أبدا ولما زرت توم كذلك, لكني كنت تعيسة جدا.... تعيسة الى حد مخيف, فأمس كان عيد ميلادي , و... كنت أود كثيرا أن تتذكره....".
منتديات ليلاس
غريزة ما جعلتها تدير رأسها , فوجدت أنها تتحدث الى نفسها أذ أن خوان كان قد غادر الغرفة بدون أن يحدث صوتا.


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 09:56 PM

في موعد الغداء أرسل الطعام اليها على صينية بواسطة.... لوبيتا, كانت عليها علبة تحوي أقراص دواء وكوب ماء أضافة الى قطعة صغيرة من السمك الأبيض على صحن أنيق , وشريحتين

رقيقتين من الخبز وبعض الزبدة وأبريق صغير من الشا الى جانبه حليب وسكر.
قالت العجوز:
" هل لك أن تجلسي قليلا يا سينيورا؟".منتديات ليلاس

" أتركي الصينية على الطاولة يا لوبيتا".
أدارت وجهها بعيدا عن نظرة المرأة المزدرية , هذه المرأة التي تكرهها أشد الكره وأردفت:

" يمكنك الأنصراف".
" أنصرف يا سينيورا؟ لم أقل بعد ما جئت لأقوله".
" لا أشعر بأي رغبة في الأصغلء اليك , هيا , غادري هذه الغرفة , وفي المستقبل أرسلي طعامي مع دولوريس".

تجاهلت لوبيتا أمرها وقالت:
" أمس مساء , رأيتك تخرجين يا سينيورا , سهرت في أنتظارك لكنني لم أرك ترجعين , في الساعة الرابعة صباحا جئت غرفتك أذ حسبتك قد رجعت بدون أن أراك , هل كنت مع حبيبك يا سينيورا؟ أسترقت أليكما السمع حين
منتديات ليلاس

أخبرت الدون خوان أنك قد ضللت طريقك , لكن تعبير وجهه دل على شك , أنا أعرف تعابيره جدا لأنني أعمل لديه منذ سنوات طويلة , هو يعتقد أنك كنت مع صاحبك لذا عليك أن تغادري البيت بسرعة.... حالما تسمح لك حالتك الصحية بالسفر , أذا لم تفعلي فسوف يقتلك!".
منتديات ليلاس
" عرفت أنني كنت خارج البيت طوال الليل؟ ألم يخطر لك أنني قد أكون أضعت طريقي؟".

ألتوت شفة العجوز العليا ثم أغمضت عينيها كما لو أنها تعاني ألما وقالت:
"كنت أتمنى أن تضيعي وأن تظلي ضائعة الى الأبد , لكن أملي ذاك خاب ! آه , أصبت بخيبة فظيعة ! أنما لم يكن ممكنا أن تموتي حيث كنت , لأنك حتى

لو عجزت عن أيجاد طريقك للعودة الى هنا, لأستطاعوا العثور عليك".
توقفت فجأة عن الكلام ووضعت يدها على قلبها وهي تشهق وكأنها في حاجة الى هواء .... ثم تابعت:

" لا بد أنهم كانوا سيرسلون فرقة أنقاذ الى هناك حيث يعثرون عليك في النهاية , لكن كان من المناسب لي أكثر لو أنك متّ! أذ لأستطاعت حبيبتي مارتا , في تلك الحالة , أن تضحك من جديد!".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 09:58 PM

حدقت اليها روكسان مذهولة , بدا لها مستحيلا أن تتجرد العجوز من الرحمة الى حد تركهاهناك لتموت , وبعد أن خامرها الظن في أحتمال ضياعها ,سألتها:منتديات ليلاس

" لقد عرفت أنني ضللت طريقي , أليس كذلك يا لوبيتا؟".
" لا أعرف شيئا من هذا يا سينيورا , قلت لك فقط أنني تمنيت أن تكوني ضائعة , أنما راودني أحتمال بأنك كنت في الحقول مع صاحبك".

نظرت اليها روكسان تتأملها , وأحست فجأة بشيء من الأشفاق يتحرك في داخلها ويمتزج بمشاعر الكراهية التي تحملها لهذه المرأة , أنها مخبولة تماما , ولا ريب أنها أصيبت بهذا الجنون منذ زمن بعيد بسبب وفاة

الفتاة التي أحبتها كثيرا , وتوصلت روكسان الى قناعة بأن المرأة قد كابدت عذابا مبرحا خلال كل تلك السنوات وما تزال تعاني وسوف تتعذب الى أن يريحها الموت من عذابها , كان الزبد يطفر الآن من فمها وعضلات

وجهها تتقلص كما لو أنها تعاني ألما جسمانيا حادا , أبتلعت روكسان ريقها , وأجتاحتها للحظة قصيرة موجة حنان عارمة جعلتها تنسى كراهيتها لها , بدا غريبا وشاذا بالنسبة الى تفكير روكسان المنطقي أن تدع لوبتا حياتها تتركز برمتها حول شبح فتاة لا تربطها بها أية قربى

دموية , بل كانت فقط أبنة مخدوم عملت لديه فيما مضى.
ثم تركت خدمته لتأتي وتعمل لدى والد خوان , قطبت روكسان فجأة أذ بدا لها غريبا جدا أن تقدم لوبيتا , التي أحبت مارتا الى درجة الوله
منتديات ليلاس

, على ترك أم الفتاة من الأساس , ومع ذلك تركتها , ألا أنها أستمرت تزور أم مارتا وتقضي كل أوقات فراغها مع البنت الصغيرة , حيث كانت تعتني بها وهي طفلة وتخرجها للتنزه في عربتها , أذن لماذا لم تبق في خدمة تلك العائلة التي كانت تنعم معها بسعادة متناهية , وكل

الظواهر أكدت هذه الحقيقة؟ أجل , لأنه لأمر غريب جدا أن تحب مارتا الى حد الوله , وتستطيع بالرغم من ذلك أن تتركها وتلتحق بخدمة أناس آخرين وفي مكان آخر .
عادت لوبيتا تضغط على صدرها بيدها وراحت روكسان تراقب بأ
منتديات ليلاس
نسحار الأصابع الطويلة الهزيلة وهي تنفتح وتنقبض بتقلص , وفي الأخير قالت لها بلطف:
" لوبيتا , أرجوك أن تنصرفي , أريد أن أتناول طعامي".
تألقت عينا العجوز , لكنها بدت مغلفة بنوع من الأنبهار كما لو أنها لم تستوعب ما قالته لها سيدتها , وغمغمت:

" سوف تتحسن حالتك في يوم أو أثنين , سأرتب أمر رحيلك عن هذا المكان يا سينيورا .... لا تقلقي أبدا , هل تعدينني بذلك؟".
فقالت روكسان ثانية:
" أرجوك أن تنصرفي".

فأمتثلت المرأة للطلب دون أن تتفوه بشيء آخر.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 10:00 PM

تناولت روكسان قرصين من الدواء بعدما قرأت التعليمات على العلبة وكانت مكتوبة باللغة الأنكليزية , ثم أستلقت على ظهرها ورفعت الأغطية الى ما حول كتفيها , كانت نائمة

عندما جاء خوان بعد بضع دقائق , وقف عند السرير يتأمل بحزن وشرود وجهها المتورد بالحمى , وبعد ردح ألتقط الصينية غير الممسوسة الطعام , وغادر الغرفة بهدوء.منتديات ليلاس

ألهبتها الحمى لعدة أيام حيث بالكاد أحست بما كان يجري حولها , لكنها وعت بشكل غائم أنها كلما فتحت عينيها مرة كانت تجد خوان هناك... دائما هناك.... يجلس بالقرب من سريرها.

ومن خلال الأمواج الضبابية التي تغلف ذهنها كان يخيل أليها أنها تسمعه يقول ,وبنبرات لطيفة تحف بها رقة عميقة:
" روكسان.... يا حبيبتي الغالية".

وعندها , كانت تتنهد برضاء وتستسلم مرة أخرى للظلام الزاحف عليها.
ثم أطل يوم شعرت فيه بأنها تحسنت كثيرا , تذكرت تلك الأحلام التي حملت اليها صوت زوجها الرقيق الملهوف فغمرها اليأس من رأسها حتى
منتديات ليلاس

قدميها.... لو أنها أستطاعت فقط أن تظل كذلك الى ما لا نهاية , أن تستيقظ لتسمع كلمات تبعث فيها الراحة والأمل , لكنها عادت الآن الى الواقع ,وكل ما تستطيع التفكير فيه هو كيف أن خوان غادر غرفتها بقرف عندما كانت تحاول أفهامه السبب الذي دفعها الى ذلك التصرف.
أول شيء لاحظته بعد أن بدأت تهتم جيدا بما يدور حولها هو أن مظهر

خوان قد طرأ عليه تغيير خطير , فوجهه صار أنحل وهناك فجوتان عميقتان تحت عظمتي خديه البارزين ,وبشرته فقدت لونها النحاسي الجذاب وأصبحت رمادية وجافة , وعيناه ما عادتا تتطلعان ببريق وحدّة بل صارتا

مظللتين بشكل ما , أما فمه فبدا ممتلئا وحين تأملته رأته يتحرك بصمت وتقلص , ماذا جرى له؟ هل كان مريضا هو الآخر ؟ طرحت عليه هذا السؤال فهز رأسه وأجابها بهدوء:
منتديات ليلاس
" لا , يا روكسان , كنت فقط أعاني من القلق".
" كنت قلقا.... علي أنا؟".
لم تكن قد أبلت من مرضها تماما لتستطيع أن تعلق أهمية خاصة على جوابه , وتابعت تقول:
" أنه للطف منك أن تقلق عي".

هل خرجت كلماتها جامدة وباردة بالفعل أم أنها تصورتها كذلك؟ لم يكن لديها نية واعية في أن ترفع الكلفة معه , بل العكس هو الصحيح.
وعاد يقول:

" أنت زوجتي يا روكسان....".
توقف عن الكلام متنهدا بعمق ,وصمت لفترة ثم تابع قائلا:
" من الطبيعي أن أقلق عليك".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 10:03 PM

زوجته.... الزوجة التي أخذت مكان حبيبته القديمة , أذن هذا هو السبب الحقيقي لقلقه .... لم يشأ بطبيعة الحال أن يفقد مارتا من جديد , لم يخطر لها ولا للحظة أن أستنتاجاتها هذه

خسيسة وغير منطقية , فهي ما تزال مشوشة الذهن بفعل المرض وتعتقد بالتالي أنها ترى الوضع كله من وجهة نظر واضحة , كانت ما عند رأيها بأن الحياة مع خوان ستكون مستحيلة , ومع مرور الأيام , شغلت معظم وقتها بالتفكير في ترك المزرعة وفي العودة الى بلدها.منتديات ليلاس

كان تحسنها الصحي يسير في ثبات مطرد ألا أنها خسرت من وزنها الكثير وبدت أنحل من السابق , وجهها صار الآن كبرشمان بلون الكريم , نعومة بشرتها بقيت كما هي ألا أنها خلت من التألق الجذاب الذي يعطي الدليل على العافية المتكاملة.

خوان أيضا , بدا أنه يتحسن عن ذي قبل , لكن الكآبة لم تفارق عينيه السوداوين طوال الوقت , وأستنتجت روكسان أن مرضها الثقيل قد أعاد اليه بقوة ذكرى أيام العذاب الرهيب الذي قاساه عندما وقعت مارتا
منتديات ليلاس

فريسة المرض.... من الطبيعي أن يعيش تلك الأيام من جديد , وهذا هو سبب ذلك التعبير الكئيب والدائم في عينيه , مارتا لا تبارح أفكاره أبدا...

ولأن روكسان كانت تتحسس هذه القناعة بشكل فعلي فقد وجدت نفسها تعامل زوجها ببرود أكثر من أي وقت مضى , صحيح أنها تشعر نحوه بحنان
منتديات ليلاس
لكنها تشعر كذلك أن الوقت قد حان ليصرف ذهنه كليا عن التفكير بحبيبته القديمة , لو أنه فقط يفعل هذا لأصبحت أكيدة تماما من

أستطاعتها الوصول الى عواطفه , ولقدرت , من خلال حبها له , أن تجعله بالتدريج يبادلها حبها قليلا , وبالتالي سيتمكنان من أيجاد السعادة .


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 10:06 PM

وذات يوم , فيما روكسان تستريح على مقعد في الحديقة أقبلت عليها لوبيتا , كان خوان غائبا عن البيت وقد ذهب الى مدينة مكسيكو في مهمة تتعلق بالعمل , كان يخابرها يوميا , وهمت

بالنهوض لظنها بأن لوبيتا جاءت تخبرها بأنه على الهاتف , لكن المرأة لم تأت لهذا الغرض بل لتحدثها عن جواز السفر وعن الترتيبات التي تستطيع تستطيع تأمينها لرحيل روكسان.منتديات ليلاس

وقالت بتلك اللهجة الخشنة التي تمقتها روكسان الى أقصى حد:
" سيكون الأمر سهلا يا سينيورا , سأبتاع لك بطاقة سفر بالطائرة أن كنت لا تملكين المال المطلوب.....".

" كل ما أطلبه هو جواز سفري يا لوبيتا , قلت سابقا أنك تعرفين مكانه , هل يحتفظ به زوجي في غرفة مكتبه؟".
سألتها بفضول , لظنها بأنها قد تستطيع الحصول عليه بنفسها وهكذا تصبح في غنى عن مساعدة العجوز , لكنها أجابتها:

"كان في غرفة مكتبه , لكنه الآن في حوزتي".
" كيف تجرؤين على الأحتفاظ بشيء يخصني؟ ماذا سيقول زوجي أذا أكتشف أنك خذت جواز السفر من غرفته؟ ".

لا جواب ... وبدت لوبيتا شاردة في عالم آخر , فأكملت روكسان بحدة:
" سوف يطردك لو أكتشف السرقة".
أيقظتها هذه الكلمات وأكتست عيناها ببريق مخيف صارت روكسان تعرفه جيدا ,وهتفت:
منتديات ليلاس

" لن يطردني أبدا! ألم أقل لك أنني الرابطة الوحيدة بينه وبين مارتا؟".
لاذت روكسان بالصمت , لقد أدى مرضها الى أصابتها بنوبات أكتئاب لم تستطع التغلب عليها , وشعرت الآن كما لو أن ثقلا لا يطاق يضغط عليها من كل جانب ... وفكرت في نفسها , حتى لو أنها تعاونت مع خوان على
منتديات ليلاس
أنجاح زواجهما فأن ظل مارتا مارتا سيظل قائما بينهما ومتمثلا في لوبيتا .... الرابطة التي ذكرتها العجوز أكثر من مرة.

ولأحاسها بالهزيمة ,ولرغبتها فقط في أيجاد نوع من الراحة الذهنية , طلبت ألى لوبيتا أن تمضي في التريبات التي قالت أنها تستطيع تنفيذها.

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...b1df4fbb61.gif

dalia cool 17-10-10 10:09 PM

http://www.liilas.com/upp//uploads/i...95d117affa.gif


انتهى الفصل التاسع


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...95d117affa.gif

زهورحسين 17-10-10 11:24 PM

روووووووووووووووعة:flowers2::flowers2:
التكملة بلييييييييييييييييييييز:flowers2::flowers2:

dalia cool 18-10-10 12:41 PM

شكرا عتلى مرورك العطر زهور و رح اكمل الرواية لكي كل الود:flowers2:

dalia cool 18-10-10 12:50 PM

10-متى يبدأ الحب!

مر أكثر من شهر على رحيلها من المكسيك , وروكسان ما تزال شاحبة ونحيلة , كانت تعمل كمربية لطفلتين , بعدما نصحتها والدة ديقتها كلير بأن تجد عملا في مكان يؤمن لها السكن أيضا , وقد قالت لها آنذاك:منتديات ليلاس

" متى أسقررت يرتاح ذهنك قليلا , يمكنك الشروع في البحث عن مكان مناسب للسكن".
وفي الواقع , أبدت السيدة ستوكون أستعدادا كبير لأستضافة روكسان في بيتها , وما كانت لتتوانى عن أبقائها لديهم بصورة نهائية , ألا أن

روكسان رفضت أن تتقبل ما يعتبر بالفعل نوعا من الصداقة , فكل ما كانت تملك من مال دفعته ثمنا لبطاقة السفر الى أنكلترا , وتابعت السيدة ستوكتون تقول:
" لن ترغبي بطبيعة الحال في السكن مع مخدومتك , أنما كبداية سوف يناسبك هذا الترتيب أكثر من سواه ... في رأيي على الأقل".
منتديات ليلاس

كانت بالطبع بصيحة ممتازة تقبلتها روكسان بأمتنان وأستطاعت أن تحصل على أول ع مل تقدمت له بطلب خطي , كان العمل قاسيا مرهقا وساعاته طويلة , فالصغيرتان تستيقظان باكرا ولا تأويان الى الفراش ألا عند الثامنة مساء , وعلى الرغم من ذلك شكرت روكسان ربها على أنشغالها

الكامل أذ ما عادت تجد وقتا فائضا للتفكير في خوان , وفي ما كانا سيتوصلان اليه من سعادة لو أنه أستطاع فقط أن يحرر أفكاره من ذكرى خطيبته المتوفاة .

لم تكن قد أجرت أي أتصال مع والدها , لكن مع مرور الأيام وأنقضاء شهر على وجودها في ربوع الوطن , شعرت أن من واجبها الأتصال به في أقرب فرصة , وبما أن يوم الثلاثاء هو يوم عطلتها الأسبوعية , فقد أعلمت مخدومتها أنها ستتغيب ذلك النهار حتى المساء.
منتديات ليلاس
فقالت السيدة ثورب – أتكنسون وهي تأمل روكسان وتقطب جبينها بعمق:
" أوه , حقا؟".

ولكونها صبية ومتزوجة من رجل أعمال ثري , كانت تقضي معظم وقتها في ركوب الخيل ولعب البريدج , أو في مجرد الثرثرة وتناقل الأشاعات مع زوجات أخريات في مقتبل العمر يعشن حياة منعمة وكسولة شبيهة بحياتها , كانت

بلدة رايوود في مقاطعة شروبشاير تعج بهذه النوعيات من السكان , والتي تتصف بأصوات عالية وضحكات خاوية وتقضي معظم أوقاتها في لهو وفراغ , كان الضجر مرسوما على وجوههن ويتمثل بوضوح في قضائهن أوقاتا طويلة عند مزين الشعر أو تلك المرأة البارعة التي تجني ثروة طائلة من تدليك وجوههن في صالون التزيين الذي أفتتحته في البلدة.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 12:56 PM

وتابعت سيدة البيت تقول:
" كنت أرجو أن تبقي هنا لأنني أبغي الخروج للتسوق , ليس لدي ما أرتديه وأنا مدعوة الى ثلاث حفلات عشاء , ألا تستطيعين أرجاء ما تنوين القيام به , الى يوم آخر ؟ لا أعتقد أنه أمر ضروري الى هذا الحد؟".

" أنا ذاهبة لرؤية والدي يا سيدة ثورب- أتكنسون".
" أهذا كل شيء؟ سأعطيك أجازة يومين في الأسبوع المقبل".
ترددت روكسان أذ أحست نفسها في مأزق , فهي تكره أن تعامل بهذه

الطريقة على يد شابة لا تكبرها بالسن ألا قليلا , وفي الوقت أعتراها قلق من أحتمال فقدها عملها أذا أصرت على موقفها , وبعد لحظة من التفكير أجابتها بهدوء:

" أفضل أن أذهب اليوم يا سيدة ثورب- أنكنسون , ألا يمكنك أنت أن ترجئي التسوق الى يوم غد؟".
هزت الفتاة رأسها بأستعلاء , وقالت:منتديات ليلاس

" غدا تقفل الحوانيت باكرا".
" صحيح".
ترددت روكسان ثانية , ثم هزت رأسها بدورها وأردفت بحزم:

ط سأذهب اليوم في أجازتي المقررة , أظن من الأفضل أن نحافظ على أتفاقنا بالنسبة الى يوم الأجازة هذا , أذ أخشى في المستقبل ألا أعرف متى يمكنني التغيب بالضبط".

رمقتها مخدومتها بنظرة غاضبة لكنها توقفت عن المناقشة , وهنا خطر لروكسان أنه ليس من السهل أيجاد مربيات أطفال هذه الأيام بعكس أنواع العمل الأخرى والمتوفرة بكثرة.

لم تستطع التغلب على الأرتعاش البسيط الذي أنتابها وهي تضغط على زر الجرس بعد أن سارت بتمهل على ممر البيت المؤدي الى الباب الأمامي, لغاية الآن , لم تدع أباها يعلم بعودتها الى أنكلترا , كذلك يجهل

بالطبع أنها قد وضعت حدا نهائيا لحياتها الزوجية مع خوان , كان يتخذ موقفا متزمتا جدا من هذه الأمور , وقد ثبت لها ذلك من خلال الزواج الذي أرغمها عليه صيانة لسمعته ,لكنها خرجت الآن من دائرة سيطرته بل أبتعدت عنها كثيرا , ثم أن واقعها الأستقلالي عزز الى حد بعيد قوة

شخصيتها وثقتها الذاتية اللتين أكتسبتهما خلال فترة زواجها من خوان ,وهكذا , أذا حاول أبوها فحسب أن يؤنبها على تصرفها الأحمق بترك زوجها فسوف ترتدي معطفها وتخرج من بيته فورا.
منتديات ليلاس
أجفلت ديبورا وأرتدت الى الوراء أذ عجزت عن تصديق ما تراه عيناها عندما فتحت الباب ووجدت نفسها تواجه الفتاة التي ربتها منذ أن كانت طفلة وليدة ولها بضعة أيام من العمر! وهتفت تقول:

" روكسان! أأنا في حلم أم يقظة؟".
فقفزت الى شفتي روكسان أبتسامة حنون وردت:
" بلى أنا , بلحمي ودمي يا ديبورا!".

ولما أستمرت المرأة تحدق اليها بذهول كما لو أنها ترى شبحا , أردفت تقول:
" ألن تدعيننني الى الدخول؟".
" بالطبع , تفضلي".

فتحت الباب على أتساعه وهي ما تزال مشدوهة وعلقت قائلة:
"أنك تبتسمين , أذن لا يمكن أن يكون هناك خطب ما.... أين زوجك؟".
" لم يأت معي".

دخلت روكسان الردهة وأستغربت أن تجدها خالية من شعورها السابق بالألفة وأن تحس كما لو أنها تدخل بيتا غريبا.


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 12:59 PM

وسألتها ديبورا وكأنها تود تأكيد واقع ما:
" سوف يأتي في وقت لاحق , أليس كذلك ؟ في أي حال , سيكون والدك مسرورا لرؤيتك".

كانت الغيوم , منذ الفجر الباكر , تتجمع منخفضة في الفضاء , وبما أن المدخل الخارجي المسقوف مظلم بطبيعته , لم تلحظ المربية العجوز شحوب روكسان ونحول جسمها الشدسد ألا عندما أصبحتا في غرفة الجلوس ,

حيث أتسعت عيناها دهشة , بعدما أحتوت الفتاة بنظرة شاملة سريعة ,لكن قبل أن تتيح لها فرصة للكلام أخبرتها روكسان أنها كانت مريضة وشرحت السبب بقولها:منتديات ليلاس

" ضللت طريقي في البراري وقضيت ليلة كاملة في العراء , وهكذا أصبت ببرد حاد فلم أستطع التغلب على نتائجه ألا بعد وقت طويل , أنني أتحسن الآن وقد بدأت أستعيد وزني المفقود".

" لكن لا يجدر بك أن تتجولي هكذا أذا كنت مريضة ....".
فرفعت روكسان يدها معترضة .... ها هي ديبورا تعود الى عاداتها السابقة فتملي عليها ما هو مسموح وما هو ممنوع من التصرفات ....
" قلت لك أنني أتحسن".

توقفت قليلا ثم أردفت:
" بل صرت معافاة تماما يا ديبورا , والدليل أنني أعمل حاليا.... مربية لطفلتين".
حدقت اليها المرأة مشدوهة وبدا واضحا أنها لم تصدق ما سمعته أذناها , قالت:
منتديات ليلاس

" لا أحسبني أفهم ما تقصدين! لديك زوج يعيلك , أذن ما الذي يضطرك الى العمل؟".
" أنا أعمل هنا , في شروبشاير , لقد تركت زوجي".
" تركت.....".

لوّحت ديبورا يديها في الفضاء مرتعبة وأردفت:
" كلا! بحق السماء! والدك سوف يموت من العار!".
جلست روكسان بهدوء على أحد المقاعد وكانت قد نزعت معطفها وقفازها في الردهة وتركتهما هناك ,وسألت ديبورا:

" أين والدي يا ديبورا؟".
" أنه خارج البيت وأحمد الله على ذلك ! أخبريني كل شيء يا صغيرتي , تقولين أنك تعملين مربية أطفال؟ لماذا لم تأتي الى بيتك ؟ يجب أن تفعلي ذلك , أعطيني أسم هذه السيدة التي تعملين لديها كي أخابرها بالهاتف
منتديات ليلاس
.... تعملين مربية أطفال! هذا حتما لا يليق بك على الأطلاق! أبوك لن يرضى بهذا الوضع بتاتا!".
أبتسمت روكسان من طرافة الموقف وقالت:
ط أخشى يا ديبورا أنني مضطرة الى تخييب أملك فلقد أصبحت الآن سيدة نفسي وأنا عازمة على الأستمرار في عملي".

حدقت اليها ديبورا للحظة كالخرساء ثم أعلنت في تأكيد :
" أنت مريضة بالفعل , لا شك أنك مريضة وألا لما كنت تتحدثين الي على هذا النحو ,وبالنسبة الى قضية أنفصالك عن زوجك , فأروي لي القصة بكاملها".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 01:02 PM

روت لها روكسان أجزاء معينة منها فأخبرتها فقط ما أرادتها أن تعرفه , لم تذكر أسم مارتا بتاا لكون ديبورا لا تعرف شيئا عنها , وأكتفت روكسان بالقول , كتعليل

لأنفصالها عن خوان , بأن طباعهما المتنافرة حالت دون أنسجامهما الزوجي ولهذا قررت أن تهجر تلك الحياة التي لم تكن لا هي ولا زوجها يستمتعان بها.

وللمرة الثانية شخصت اليها المربية العجوز بلسان معقود , وبعد فترة طويلة من الصمت والتأمل قالت لها بلطف:
" يا صغيرتي , ينبغي أن تأتي الى بيتك وتدعيني وأباك نعتني بك , وبعد أن يشفى ذهنك تماما سوف نرسلك ثانية الى زوجك".منتديات ليلاس

فردت عليها روكسان بهدوء:
" ذهني سليم وليس به أي أنحراف , أنا أعرف ما تبغين يا ديبورا....أنت لا تريدينني أن أتابع حياتي الماضية والتي تركتها لدى زواجي من خوان , أنا أنسانة مستقلة , وسأبقى هكذا دائما".

قطبت السيدة العجوز وقد تحول أهتمامها الى جهة أخرى أذ بدت تستوعب التغيير الحقيقي والمخيف الذي طرأ على الفتاة بعد أن كانت مثال الطاعة التي أعتبرتها ديبورا دائما أمرا بديهيا .... وقالت تسألها:

" تبدين في منتهى الهدوء يا صغيرتي ....ألا يزعجك البتة أن تدعي زواجك يتحطم بهذا الشكل؟".
فأحست روكسان بغصة مؤلمة تسد حلقها وتجمعت خلف عينيها غيمة من الدموع الجامحة , لكنها حافظت ظاهريا على تصرفها الفاتر وأجابت:
" الزيجات المحطمة صارت شيئا عاديا هذه الأيام , أنا لا أختلف عن مئات الشابات الأخريات , وسوف أشق طريقي الخاصة في الحياة".

وتوقفت حين رأت السيدة المسنة تهز رأسها بذهول مستمر وبألم , بدا ذلك واضحا تماما لروكسان , فهي تعرف ماذا يعني كل تغيير يطرأ على وجه مربيتها وحركاتها , ولذا أردفت بلطف:
منتديات ليلاس

" يؤسفني أن أسبب لك هذا الحزن والقلق يا ديبورا , لكن لا أنا ولا خوان أستطعنا الأستمرار على ذلك النحو ".
كانت تعلم أنها تكذب , فخوان ما كان ليتوانى عن الأستمرار في تلك الحياة الى الأبد ...

وغمغمت ديبورا تخاطب نفسها:
" زواج محطم... لن يتغلب أبوك المسكين على هذه المصيبة أبدا ".
وفجأة فقدت روكسان صبرها وقالت بحدة:
" ما كان يجب أن يرغمني عليه من الأساس!".

يرغمك؟".
" كلاكما , أنت وأبي ضغطتما علي حتى قبلت".
فذكّرتها ديبورا بلطف :

" لكن يا صغيرتي , يبدو أنك نسيت تلك الظروف القاهرة التي أوجبت الزواج".
فردت قائلة:
" كانت تلك الظروف مخالفة تماما لظواهرها , لقد حاولت أن أشرح لكما
منتديات ليلاس
الوضع في حينه لكن كليكما لم يكن مستعدا للأصغاء الي , أما أنا فكنت على أستعداد للمغامرة بكل شيء مقابل أن تتصرفي وتقفي الى جانبي , لكنك خذلتني يا ديبورا.... وهكذا أمتثلت كالعادة , وكنت تلك الطفلة المطيعة التي تحني رأسها دائما لرغبات أبي ولرغباتك , والآن ,

هذه هي النتيجة! لكن , هناك في الواقع فائدة واحدة جنيتها من كل الذي حصل وهي أنني تحررت من سيطرة الآخرين وأصبحت سيدة نفسي".
" لا أصدق أنك تتكلمين بهذه الطريقة!".

بدت ديبورا تعاني توترا كبيرا أذ كسا وجهها شحوب شديد , فأنتاب روكسان أحساس أكيد بأن المرأة كانت تتخيل المشهد الذي سيعقب وصول أبيها الى البيت ... وأكملت مربيتها قائلة :

ط أنت لست نفس الفتاة التي رحلت من هنا".
فسارعت روكسان الى الموافقة بقولها:
" لا أشبهها بأي شيء , لقد تغيرت , وأنا مسرورة بذلك".
"وخوان... أكيد أنه أنزعج كثيرا من أنهيار الزواج؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 01:20 PM

لاذت روكسان بالصمت ,لم تكن تنوي أخبار ديبورا بأنها هربت من بيت الزوجية في أثناء غياب زوجها عن البيت , وأستعرضت في مخيلتها ذكرى ذلك اليوم , كما لو أنها تشاهد شريطا سريعا .... حزم حقائبا , التاكسي المنتظر عند الباب ,

تسلمها جواز سفرها من لوبيتا التي زودتها قبلا بالمعلومات المطلوبة حول مواعيد السفر الجوي وثم البطاقة والوقت الذي ستستغرقه حتى تصل المطار.... لقد وقفت المرأة العجوز على درج المدخل تراقب رحيلها عن المزرعة , أما هي , فبكت في التاكسي طيلة الطريق, وأضطرت الى أن منتديات ليلاس

تستعين بكل ما لديها من تصميم كيلا تطلب الى السائق أن يحوّل وجهى سيره ويعود بها الى البيت , فحتى في وضعها الحازم ذاك , بدت قوة خوان تمتد نحوها عبر المسافة وتجذبها اليه موهنة عزيمتها , وحتى وهي موجودة هنا , وآلاف الأميال تفصل بينها وبينه , يبدو لها أحيانا , أن شخصيته كانت

قوية الى درجة ستتمكن معها من أجتياحها في نهاية المطاف.
قالت أخيرا وهي تحس نظرات ديبورا الأستجوابية مسلطة عليها:
" لقد حكم على زواجنا بالفشل منذ البداية , أعتقد أن خوان أدرك ذلك الآن".
منتديات ليلاس

" شيء محزن للغاية , الزيجات المنهارة تثير الحزن دائما".
حدقت روكسان للحظة في الفضاء , ثم عزمت على وضع حد لهذا الحوار الشاذ الذي بدت ديبورا عاكفة على متابعته , فسألتها بصوت مرح:
" ألن تقدمي الي فنجانا من الشاي؟ أنا أعتبر ضيفة كما تعلمين".

رمقتها المرأة بنظرة شديدة العبوس وقالت:
" لا تقولي أشياء كهذه! أقول لك بصراحة يا روكسان أن تصرفك هذا يصدمني أكثر مما تتصورين , أرجو ألا تكوني في طريقك لأن تصبحي واحدة من أولئك الشابات العصريات!".
منتديات ليلاس
" أتقصدين طريقة لباسي؟ ما يمنع أن أصبح كذلك يا ديبورا؟".
ثم أستعاد صوتها رنته العطوفة المرحة وأضافت تقول:
" سأكون عصرية , على حد تعبيرك , من حيث تصميمي على الأحتفاظ

بشخصيتي المستقلة , في الوقت الحاضر علي أن أقوم بهذا النوع المعين من العمل , وحتى يحين الوقت لأتلفت حولي , أذا جاز التعبير , وأرى الى أين أود أن أذهب , وآنذاك سأبحث عن عمل أنسب من هذا , كذلك سأبحث عن شقة أستقر فيها أو عن بيت صغير جميل".

فقالت ديبورا تنصحها بصوت ينم عن قلق عميق:
" تعالي الى بيتك يا صغيرتي , فأنت لم تعتادي أبدا العناية بنفسك".

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 01:26 PM

" أنني أعتني بنفسي في الوقت الحاضر".
" لشد ما تغيرت!".
أعلنت ديبورا هذا بصوت حزين وأتجهت الى المطبخ لتعد أبريقا من الشاي.

كانتا تشربانه معا عندما وصل أبوها ,صوت دوران المفتاح في القفل جعل ديبورا تجفل بوضوح فيما أحست روكسان برفيف في أعصابها , أنما لم تكن خائفة بأي شكل , رفعت بصرها عندما دخل والدها غرفة الأستقبال

ورأت عينيه تتسعان بدهشة , سارعت الى تأخير السؤال الذي لمحته يتكون على شفتيه فقالت مبتسمة:
" مرحبا يا أبي , قبل لحظة خلت , كنت أسبب صدمة لديبورا المسكينة وذلك بأخبارها بأنني قد تركت زوجي".

صمت من قبل السيد هاتون , الرجل الطويل المستقيم ظهر ذي القامة العسكرية والذي بدا فجأة أنه يحني كتفيه قليلا.
وفي الأخير أستطاع أن يسألها:منتديات ليلاس

" صحيح ما سمعته منك يا روكسان؟".
" أنا وخوان أنفصلنا عن بعضنا ياأبي وقد عدت الى أنكلترا بصورة نهائية".

وهنا قالت ديبورا بلهجة مأساوية:
" الطفلة وجدت عملا , أنها تشتغل كمربية ".
فأضافت روكسان تكمل المعلومات :

" قبل أن ندخل في أي نقاش , أعلمك أيضا بأني لا أنوي العودة الى هنا , فمن اليوم فصاعدا سأشق طريقي في الحياة بنفسي".

حدق اليها بعينيه الرماديتين وبطريقة مخيفة طالما جعلت رجالا عديدين يرتجفون في حضرته , لكن روكسان لن تؤثر فيها هذه النظرة بتاتا , بل أنها واجهتها بعينين ثابتتين.... رأسها يرتكز على كتفيها بأعتزاز وذقنها يشمخ في قوة وتحد.

" هل تدركين أنك تخاطبين أباك؟".
سألها أخيرا وقد تعمد شحذ صوته بالصرامة ليذكّرها بأنها لم تخاطبه بهذه الطريقة ولا مرة واحدة في حياتها.
لكنها أجابته بهدوء:
منتديات ليلاس

" كلمتك بأحترام ولم يبدر مني عكس ذلك , لقد بيّنت لك فقط ما أنوي فعله , كيلا تحاول أن تفرض أرادتك علي مثلما فعلت ديبورا ,لقد قررت أن أقف على قدمي الأثنتين ,ولا شيء قد تقوله أنت وديبورا سيجعلني أغيّر رأيي".
منتديات ليلاس
" فهمت".
حافظ على كرامته ظاهريا بشكل جيد , لكنه تألم داخليا , كما تألمت ديبورا , أحست روكسان بالأسف أنما لم يزعزع هذا الشعور عزيمتها وقال والدها:

"أذن قررت ألا تعودي الى زوجك وألا ترجعي كذلك الى بيتك؟".
هزت رأسها نفيا وردت:
" أصبحت الآن مسؤولة عن نفسي يا أبي".

فنظر اليها من حيث يقف على عتبة باب غرفة الأستق
بال , حيث لم يتحرك نصف خطوة منذ أن وقع بصره عليها وهي تجلس هناك تحتسي الشاي , وبطريقة بدت له بالتأكيد لا مبالية الى أبعد حدود اللآمبالاة , ثم أستوضحها بقوله:
" ما السبب الذي حملك على ترك زوجك؟".

فأجابت ديبورا بالنيابة عنها:
" لأنهما لم ينسجما مع بعضبهما البعض".
فخاطب أبنته بنوع من السخرية الحادة :
" ألم تتأخري قليلا في أكتشاف هذه الحقيقة؟".

تنهدت روكسان من أعماق صدرها وقالت بكبرياء هادئة وهي تنهض عن مقعدها:
" هذا الحديث ليس مفرحا لأي منا يا أبي , سأنصرف الآن , وأذا أردتني أن أزورك في أي وقت من الأوقات فما عليك ألا أن تخابري هذا الرقم التلفوني".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 01:32 PM

كانت قد سحبت دفترا صغيرا من حقيبة يدها وبدأت تدوّن الرقم على أحدى صفحاته , ثم أنتزعتها من الدفتر وقربتها منه ليأخذها , لكنه نظر اليها بسرعة ومنها الى وجه أبنته ثم مر بها

صامتا نحو غرفته , فما كان من روكسان ألا أن وضعت قطعة الورق الرقيقة على الطاولة وخرجت الى الردهة لتسترد معطفها وقفازها.
تبعتها ديبورا باكية وقالت تناشدها:منتديات ليلاس

" يا عزيزتي.... لا تخرجي يهذه الطريقة".
فردت عليها بهدوء:
" ديبورا , لم أسمع منك ولا من أبي كلمة عطف واحدة , كلاكما أهتم فقط بما يعتبره خطأ وصوابا وما أهتم قط بما قد أكون أقاسي من عذاب ,

ولذا أدركت الآن أن كل الحب الذي منحتكما أياه لم يجد لديكما تجاوبا حقيقيا ,فأنتما منحتماني حماية بدل الحب , وكانت حماية مفرطة".

لكن بالرغم من توكيدها الصريح هذا فقد سارعت وأحاطت كتفي ديبورا بذراعيها وقبّلت خدها.
وفيما كانت تفتح الباب الأمامي لتغادر البيت ناشدتها المرأة العجوز بقولها:

" دعينا نراك ثانية يا طفلتي العزيزة".
" ذلك يتوقف على أبي, أذ دعاني الى هذا البيت فسوف ألبّي الدعوة بكل سرور".
ثم هبطت الدرج ركضا ومضت تسير بسرعة الى موقف الباص بقلب مثقل أنما بعزم ثابت وثقة , أنها أمرأة متزوجة بالرغم من حقيقة عدم وجود

زوجها معها , وبالتالي يجب أن يسمح لها بتسيير دفة حياتها حسبما تريد. هذا ما تعوّل على فعله حتى لو أدّى الى قطع علاقتها بوالدها نهائيا.
منتديات ليلاس
لم يكن هناك مناص من أن يسمع جويل بنبأ عودتها الى أنكلترا , وذات يوم , وبعد مرور أسبوعين على زيارتها لوالدها وديبورا , أخبرتها مخدومتها أن شابا جاء البيت في غيابها طالبا لرؤيتها , وأضافت السيدة ثورب- أتكنسون بحدة:


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 01:37 PM

" أرجو أن تفهميه بألا يأتي البتة يا روكسان , فمن أحد شروطي ألا أسمح لأصدقاء مستخدماتي الشبان بزيارتهن في بيتي".منتديات ليلاس

"كانت روكسان وقتها في غرقة الطفلتين ريتا وعمرها سنتان ونصف سنة , وأيما وعمرها ستة أشهر , وقد وضعتهما في سريرهما لتناما قيلولة بعد الظهر , كانت تجمع ثيابهما المتسخة تحضيرا لغسلها , فرفعت بصرها بشيء من الدهشة عندما خاطبتها مخدومتها هكذا , وددت عابسة :

ط شاب جاء لرؤيتي؟".
" شاب يدعى السيد جويل بويير".
أحست روكسان بتورد بسيط يصبغ وجهها وأجابت:

" أوه ... سآتي لرؤيته حالا , أين هو؟".
" في الحديقة , تركته واقفا على الدرج , أحسبك سمعت ما قلته قبل لحظة؟".
فردت روكسان بصوت بارد:

" أجل سمعتك يا سيدة ثورب – أتكسنون".
كانت في هذا الوقت قد بدأت البحث عن عمل آخر وفضلت عملا في مكتب , لكنها لم توافق بسبب عدم خبرتها في مجال السكرتارية , فضلا عن عدم وجود
منتديات ليلاس

وجود مكان تسكن فيه حتى لو واتاها الحظ ووجدت من يستخدمها في مكتب بدون خبرة , لكنها تستطيع في أي حال أن تسكن مع والدة كلير بصورة مؤقتة , وهي لا تمانع في الأقدام على ذلك ما دامت قادرة على دفع مبلغ لقاء هذا السكن.

خرجت الى الحديقة لتلاقي جويل , ووجدته واقفا عند سياج من الأعشاب يحدق الى ما وراءه من أزهار.
وغمغم حين وصلت مكانه:
منتديات ليلاس
" روكسان.... تنامى ألي أنك قد تركت زوجك...و ..... و....".
أرتج عليه فبسط يديه أمامه وتابع يقول:
" ما زلت أحبك".

رأته يبتلع ريقه بحركة متقلصلة , وأردف يسألها:
" هل يوجد بعض الأمل في أن نعود الى بعضنا ؟ هل باشرت معاملات الطلاق؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 01:42 PM

نظرت اليه مليا وتساءلت كيف يمكنها أن تفعل ذلك بدون أن يخامرها أقل أحساس بالعاطفة أو الحنين أو الندم ؟ لكن وجه زوجها تراءى لها بزهاء حاجبا عنها وجه الشاب , كما لو أنه يذكرها بأنها ما تزال ملكه.منتديات ليلاس

وأجابت جويل بهدوء :
" لم يدر بيني وبين خوان أي حديث عن الطلاق".
" ولكن........هل أنفصلتما نهائيا ؟".
ردت عليه بأيماءة أيجابية ولما رأته يلوذ بالصمت سألته بلطف :

" من أعلمك بعودتي الى أنكلترا؟".
" ألتقيت بصديقة لكلير , أخبرتني أنك تملين لدى أمرأة هي السيدة ثورب – أتكنسون , وهكذا حصلت على عنوانها من دليل التلفون , أرجو ألا تكوني تضايقت من مجيئي لرؤيتك؟".

" أبدا".
نظر في عينيها وقال:
" لقد تغيرت يا روكسان".
فذكرته بقولها:
" واجهت الكثير من المصاعب".

" وبرغم ذلك لم ينجح الزواج؟ كيف له أن ينجح .... مع زوج غريب؟ أن تقاليدهم تختلف عن تقاليدنا وطرق معيشتنا".
بقيت صامتة فتابع يقول:

" أشعر بأنني خذلتك يا روكسان.... لقد حدثت أمور كثيرة أستعصى علي فهمها , لكنني أدركتها في وقت لاحق .... بعد فوات الأوان ,أدركت أنه من المستحيل أن تكوني ذهبت مع ذلك الرجل بمحض أرادتك".
ولما أستمرت تلوذ بالصمت عاد يقول:
منتديات ليلاس

" كانت هناك أشياء كثيرة لم أستطع فهمها, لقد أرغمت على الزواج من رجل لا تحبينه وحسنا فعلت بتركك أياه , كانت لديك كل الأسباب الموجبة لتركه".
تأملته روكسان وقالت برقة:

" من الواضح أنني تركته لسبب معين لكنني لم أفعل ذلك لأنني لم أكن أحبه".
فقطب حاجبيه بحيرة وأستوضحها :
" أتقصدين..... أنك تحبينه فعلا؟".
" هذا بالضبط ما عنيته يا جويل".

" لكن لماذا أنت هنا, أذن؟".
" قلت لتوي أنه كان لدي سبب خاص دفعني الى تركه".
فهز رأسه بشيء من نفاذ الصبر لكنالحقيقة ما لبثت أن تراءت له فقال:
" فهمت , أن زوجك لا يبادلك الحب , أليس كذلك؟".

فأومأت مجيبة :
" أجل , هذه هي الحقيقة ".
" لو كان يحبك لتبعك الى هنا".
فأعترفت بحزن:

" لقد فكرت في هذا".
" هل كنت تأملين أن يلحق بك؟".
منتديات ليلاس
أرتجفت شفتاها , لكنها عدا عن هذه الدلالة العاطفية البسيطة ظلت محتفظة بهدوئها ورباطة جأشها... الآن فقط , عندما أنفتح موضوع زواجها , تأكدت الى أي مدى كانت تتوق في لا وعيها , الى أن ترى زوجها يطل عليها فجأة آتيا لأستردادها ومبررا ذلك بأنه أكتشف أخيرا أنه يحبها , هل كانت لتعود معه لو أتى ؟ أجل , بل وتعود بفرح وبصلاة

شكر تغمر قلبها.
وأعترفت أخيرا بقولها:
" كنت آمل فعلا أن يأتي الي".
تكاثف العبوس في جبهة جويل وقال:

" أنسي أمره يا روكسان.... باشري معاملات طلاقك منه كي نستطيع بعد ذلك أن نتزوج .... سنعود رأسا الى البداية ".
فقاطعته بلطف:
" هل ستعملين وتكدحين كجارية طوال حياتك؟".
فأضطرت الى أن تقول:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 01:48 PM

" أنا لست بجارية كادحة , ما الذي أوحى اليك بهذه الفكرة؟".
" أستوحيتها من صديقة كلير أذ قالت أن السيدة ثورب – أتكنسون ليست لطيفة معك كما يجب".منتديات ليلاس

" هذا صحيح , لكنها لا تقدر أن تعاملني كجارية , لن أسمح لها بذلك".
فبدأ يقول محاولا أقناعها :
" روكسان , أرجوك أن تفكري بعرضي وتوليه بعض أهتمامك ".
هزت رأسها بحزم وقالت:

" لقد فات الأوان يا جويل , أنا أحب زوجي وسأحبه دائما".
وقفت عند السياج تراقبه وهو يسير متمهلا في أتجاه البوابة الخارجية , ثم أستدارت على عقبيها ورجعت الى غرفة الطفلتين والى الغسيل الذي

أنتوت أنجازه , وجدت الصغيرتين نائمتين ورأت أمهما تتجه الى المرآب وبعد قليل سمعتها تنطلق بالسيارة , وفكرت روكسان , لقد ذهبت لتمضي العصر مع عدد من صديقاتها الشابات , وسوف يقتلن الوقت بالثرثرة

الفارغة وأحتساء الشاي ومن ثم تستقل كل واحدة منهن سيارتها الخاصة , ويعدن الى بيوتهن مهرولات كي يتسنى لهن تزيين وجوههن وأرتداء ثياب أنيقة ليستقبلن أزواجهن لدى رجوعهم من المدينة بواسطة القطار.
منتديات ليلاس

كانت روكسان في المطبخ تخرج الثياب الصغيرة من الغسالة الكهربائية عندما دخلت عليها دورا , المرأة التي تأتي ثلاث مرات في الأسبوع لتنظيف البيت , وناولتها برقية:
" أهذه لي أنا؟".

قفز قلبها من مكانه أذ أدركت غريزيا أن البرقية مرسلة من توم , لقد كتبت اليه تخبره عن عملها وطلبت اليه أن يجيبها برسالة عندما يجد وقتا لذلك , بسطت الورقة المطلوبة بأصابع مرتجفة ,وما أن أنتهت من قراءتها حتى غاصت كل نقطة دم من محياها.
منتديات ليلاس
" لوبيتا أطلقت النار على الدون خوان , حالته خطرة.......".
لوبيتا .... وتلك الغمغمات الهاذية بعد أن ذكرت المسدس , وبعد أن أقرّت بأن فكرة قتل روكسان كانت تراودها أحيانا , هل فكرت أيضا بقتل خوان؟ واضح أنها فعلت".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 01:51 PM

وهتفت روكسان بصوت معذب:
" لماذا لم أحزر بأنها قد تفعل؟".
لكن في اللحظة التالية تغلبت على رد فعلها القصير أتجاه معلومات البرقية المخيفة وهتفت بصوت عال:

" دورا, تعالي هنا!".
" ماذا.......".
" عليك أن تعتني بالطفلتين لبينما تعود أمهما يا دورا , البرقية تستدعي حضورا عاجلا......".منتديات ليلاس

" لا أقدر يا روكسان , أنت تعرفين جيدا أنني أغادر دائما في تمام الثامنة والنصف".
"يجب أن تبقي! أن زوجي في حالة الخطر وأنا ذاهبة اليه!".

" من؟ لم أعرف بأن لديك........".
كانت روكسان تصعد الدرج ركضا وهي تبرق لدورا بهذه التعليمات , وأكملت هاتفة من فوق:
" ناديني عندما تؤمنين الأتصال بالمطار".

" ولكن.........".
فصرخت روكسان بأنفعال عندما رأت المرأة واقفة بلا حراك:
" أسرعي دورا , أرجوك! أسرعي!".

" أوه , حسنا , سأفعل".
غمغمت دورا وبدأت تجري الأتصالات .
منتديات ليلاس

وفي هذه الأثناء ,وضعت روكسان كل ما تمكلك من مال في كيس صغير وحشرت فيه أيضا قميص نوم وأدوات أغتسالها ومن ثم جواز سفرها , وأخيرا أختطفت معطفها وركضت تنزل الدرج , وجدت أن دورا قد أمنت أتصالا هاتفيا بالمطار فتناولت روكسان السماعة منها.
منتديات ليلاس
بعد ثلث ساعة كانت تستقل التاكسي المسرع بها الى الطائرة.
كان خوان في أحد مستشفيات مدينة مكسيكو وقد نقل اليه عندما وجد الأطباء أن حالته تستدعي أجراء عملية جراحية ثانية , كانت روكسان

قد أرسلت برقية الى تون من المطار في أنكلترا تعلمه فيها بقدومها , فأحست بالأرتياح حين رأته في أنتظارها لدى وصولها المطار المكسيكي , كان يعرف بالطبع عنوان المستشفى فتكفل بأخذها اليه على جناح السرعة.

ظلت لدقائق طويلة تخشى التلفظ بالسؤال الذي عذّبها طوال الرحلة الليلية على متن الطائرة , وفي الأخير أستفسرت متلعثمة:
" هل... هل ... هو في طور الأحتضار؟".

dalia cool 18-10-10 01:55 PM

فرد توم:
" أعرف فقط أن حالته خطرة , لقد أستخرجوا الرصاصة بدون صعوبة على ما يبدو , لكنه أصيب بعد ذلك بمضاعفات أستوجبت نقله الى المستشفى كي تجري له جراحة ثانية , يؤسفني أن لا أكون دقيقا في معلوماتي يا
منتديات ليلاس

روكسان , أذ عرفت كل هذا عن لسان شخص آخر , ذلك الرجل العجوز الذي يأتي من المزرعة أحيانا الى حانوتي كما تعلمين, ومنه وحده أطلعت على مجريات الأمور , أضافة الى أجابات المستشفى التي كنت

أتلقاها عندما أخابر للأستفسار عنه , وفي كل مرة كانوا يقولون أنه لا يزال على لائحة الخطر".
" كيف حصلت الحادثة؟".منتديات ليلاس

" فجأة, فقدت لوبيتا عقلها , ويبدو أنها حصلت على مسدس من مكان ما , وأطلقت النار على الدون خوان".
تملك روكسان عذاب ذهني رهيب حين تخيلت المشهد فتساقطت دموعها على خديها كما المطر , وهتفت وهي تعصر يديها الراجفتين:

" لا أطيق التفكير في ذلك , لا بد أنه عانى ألما فظيعا".
لم يجد توم ما يقوله , ولما تمالكت نفسها قليلا سألته:
" متى وقع الحادث؟".

" قبل أسبوع تقريبا, لكنني لم أسمع الخبر ألا صباح أمس فأبرقت اليك فورا , عرفت أنه سيهمك الأطلاع على ما حصل".
" أجل.... شكرا يا توم , لن أنسى لك هذا الفضل ما حييت".

أكتفى بسعلة خشنة كما لو أن الحرج يسد حلقه وأنعطف بالسيارة داخلا بوابة المستشفى , بعد خمس دقائق كانت روكسان تحدق الى الرأس الأسود الشعر المستلقي على الوسادة , وتتساءل عما أذا كان خوان غائبا عن الوعي أم ينام نوما طبيعيا , فالممرضة التي قادتها الى جناح المرضى

الخاص , لم تقدر أن توضح لها شيئا لجهلها اللغة الأنكليزية , لكن سرعان ما دخل طبيب الى الغرفة , ومع أنه رمقها بنظرة غريبة ألا أنه لم يضيع الوت في طرح أسئلة غير ضرورية كان يسألها أين كانت طوال فترة مرض زوجها , أو لماذا جاءت الآن بالذات , أكتفى بالقول:

" يسرني أن أراك".
ثم أضاف بنبرة خالية من أي تعبير :
" أرجو يا سينيورا , أن تكوني قادرة على تزويد زوجك بالرغبة في الحياة ".
سألته وعيناها تشعان دهشة:
منتديات ليلاس
" هل كنتما منفصلين؟".
ولما أومأت بالأيجاب مضى يقول أنه لم يعلم بوجود زوجة ألا عندما ذكر خوان ذلك في أثنلء هذيانه , لكن حين أستجوبه بعدما أستعاد وعيه وألح في الأستجواب , رفض خوان أن يتحدث عنها بتاتا , وأضاف الطبيب يقول بالصوت الجامد أياه:

ط أذا أستطعت أن تقنعيه تماما بأنك تحبينه فسوف تتحسن حالته الصحية بسرعة , لم تعد هناك أية مضاعفات على الأطلاق , بأستثناء تلك المتسببة عن فقدان رغبته في الحياة".
" هل.... يرغب... في أن يموت؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 02:01 PM

شعرت بألم رهيب يملأ قلبها .... فخوان ما عاد قادرا على متابعة المعركة ولا يبغي ألا أن يلتحق بحبيبته , بسطت يديها بحركة عاجزة وسألت الطبيب بمرارة:
" ما الذي يمكنني فعله؟".

" أخبرتك لتوي يا سينيورا".
" لكنك لا تفهم .... أنا لست.......".
خففت صوتها ثم أنقطع حين فتح خوان عينيه على حين غرة , وفي طرفة عين رمت بنفسها عليه ,وقد نسيت كليا جرح العملية في جسمه , وأنخرطت تبكي وتهتف مرددة:منتديات ليلاس

"لا تتركني يا خوان! أبق الى جانبي .... أنا أحبك وأحتاجك".
سالت دموعها على وجهها وأنتقلت أيضا الى وجهه , وعادت تقول متأوهة:
" لا تتركني .... دكتور , لا تدعه يتركني".

فتقدم الطبيب وأنهضها بيدين لطيفتين على الفراش حتى وقفت على قدميها , لكنه ظل يسندها ممسكا بكتفيها , وحسنا فعل لأنها أحست بساقيها تلتويان تحتها ولا تقويان على حملها.

" لا تدعه يموت.... حتى لو أراد هو ذلك!".
" روكسان".
لم تكن الكلمة أكثر من همسة مبحوحة , لكنها أستدارت بسرعة وراحت تمسح الدموع عن وجهها بظاهر كفها , وهتفت:
" خوان!".
" تعالي هنا".

تركها الطبيب تذهب فعادت الى جانب السرير , أنحنت عليه تلمس جبينه بشفتيها وناشدته قائلة:
"خوان , لا تتركني , أنا أحبك وأحتاج وجودك ..... أعرف أنك لا تستطيع أبدا أن تحبني لكنني سأتعلم العيش مع هذا الواقع.....".
" أنا لا أحبك؟".
منتديات ليلاس

بدا غائم النظرات ومتعبا جدا , أستدارت روكسان ورمقت الطبيب بنظرة متسائلة أذ خشيت أن لا يستطيع خوان تحمل هذه المؤثرات , لكن الطبيب أشار لها بيده مطمئنا , وعاد خوان يقول بصوت واهن:
" أنا لا أحبك؟ لكنني أخبرتك مرات عديدة أنني أحبك....".
هز رأسه يمنة ويسرة على الوسادة وسألها:
" هل قلت ذلك حقا؟".
منتديات ليلاس
ذهلت للحظة لكنها سرعان ما تنبهت الى رنة الألحاح التي شابت صوته فقالت برقة:
" أنني أحبك؟ نعم يا خوان , قلت ذلك بالفعل , أنا أحبك".

ما القصد من كلماته؟ هل هو يهذي؟ نظرت الى الطبيب مستفسرة , ألا أنه لم يكن ينظر اليها بل يركز كل أهتمامه على المريض , وفجأة لاحظت التغيير الذي طرأ على نظرته , فقد زال منها القلق الذي رأته قبل دقائق فقط , عندما دخل الغرفة وتعرفت اليه لأول مرة , وسألت زوجها والفرح يثقل لسانها:

" أخبرتني .... عدة مرات , أنك... تحبني؟".
" لا بد أنن فعلت ذلك في أحلامي........".
تغضن جبينه وهو يحاول التركيز , وتابع :

" لقد حلمت مرارا وتكرارا أنك هنا , تقولين لي أنك تحبينني , كنت أجيبك بأنني أحبك أيضا.....".

أنقطع عن الكلام ثانية فأشارت الى الطبيب بحركة خفيفة مذعورة بأنه من الأفضل أن تغادر الغرفة.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 02:14 PM

لقد أرعبها ظنها بأن هذا الحديث سيرهق زوجها , أذ كان واضحا تماما أنه أحدث له توترا كبيرا , لكن الطبيب أشار بيده ثانية ليطمئنها , وسمعت زوجها يقول متابعا:

"ولدى أستيقاظي كنت أجد دائما أنك رحلت......".
ثم غمغم بصوت بالكاد سمعته:
" مجرد أحلام .... تعذبني".
فهمست له:
" حبيبي , هذا ليس حلما , أنا هنا, معك".منتديات ليلاس

أخذت أحدى يديه في يدها وقالت وهي تضغطها برقة:
ط خوان , يا أعز الناس الي , أنا هنا".
نظرت عيناه الغائمتان في عينيها , وراحت أصابعه تستكشف يدها ورسغها , ثم همس:

" أنت هنا حقيقة".
تنهد وأغمض عينيه قرير القلب.
أستدارت روكسان وحدقت الى الطبيب وقد بدت بدورها زائغة البصر.
منتديات ليلاس

فرد الطبيب بهدوء وعيناه تجولان في وجهها الرائع الجمال:
" أنه بالطبع يحبك يا سينيورا , كيف يمكن أن يكون الأمر خلاف ذلك؟".
ثم نقل بصره الى الرجل المستلقي على السرير , كان يتنفس بأنتظام فأبتسم الطبيب راضيا , قالت له روكسان:

" أخالك تتساءل لماذا تركته مع أنني أحبه , لكنك ترى , أنني كنت أجهل حبه لي, حسبت........".
بترت عبارتها وصمتت:
منتديات ليلاس
" سينيورا , كنت تقولين؟".
هزت رأسها وقالت أن الأمر لا يهم , ففي غمرة هذا الفرح المدهش الطافح به قلبها , لا شيء في العالم يهم ألا حقيقة أن زوجها قد أسترجع الأرادة على الحياة.


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 02:18 PM

كانت هناك أمور كثيرة تحتاج الى ايضاح فيما بينهما , حوادث محيرة للطرفين , وقد شرحاها لبعضهما البعض بالتدريج مع مرور الأيام حيث كانت روكسان تزوره يوميا في المستشفى , علمت منه

أنه بدأ يحبها بعد الزواج مباشرة , وذهل خوان الى حد الصدمة حين كاشفته بقناعتها بأنه كان يستغلها كزوجة ليظل يتذكر مارتا من خلالها , وهذا الشق الأخير أثار غضبه الى حد جعل روكسان بعد ذلك تتحفظ كثيرا في كلامها , لكن حين أستوضحها سبب أنفجارها وهروبها منه عقب

حديثهما عن حوض السباحة , أضطرت مرة ثانية الى أخباره السبب بصراحة, فهتف غاضبا:
" أعتقدت بالفعل أنني كنت أفكر بها هي؟".منتديات ليلاس

فأنتابها أحساس واثق بأنه لو أستطاع التحرك من الفراش , لأمسكها من كتفيها وهزها من شدة الغضب.
وبدأت تقول وهي تقدم عذرا أقبح من ذنب :

" لقد ذكرت لون شعري:
"وهكذا ظننت.....؟ روكسان , كنت تخفين أفكارا غريبة جدا طوال تلك الأشهر".

لم تقل شيئا , لكنها أشاحت وجهها عنه وقد أذهلها عجزها الكامل عن رؤية الأمور من زواياها الصحيحة , قال بنبرة ألطف بكثير من سابقتها:
" سأعلّق دائما على جمالك فذلك جزء من حبي لك".

وبدا قلقا وهو يردف:
" روكسان , عديني بأن لا تسيئي فهم أي شيء أقوله لك في المستقبل".
" أعدك بذلك , كنت بلهاء يا خوان".

لم يحاول مناقضة كلامها , وبعد تردد بسيط غامرت بالقول أنه كان يعاملها أحيانا بما يقرب من القسوة وقد عززت هذه المعاملة قناعتها بأنها لن تستطيع الوصول الى قلبه أبدا.... فغامت عيناه بالندم وهو يبرر ذلك بقوله:
منتديات ليلاس

" أحسست أنك لا بد أن تكرهيني دوما لكوني تزوجتك بسبب شبهك لمارتا ,ومع مرور الزمن ما عدت أطيق أحتمال الوضع , كنت قد أحببتك كثيرا في ذلك الوقت ولذا كان أحتقارك وأزدراؤك يلسعان جرحي المفتوح كالسوط ويثيران أسوأ ما لدي من طباع , أغفري لي يا حبيبتي ما سببته لك من جراح عميقة".
منتديات ليلاس
أحست أنفعالا خانقا منعها من الكلام فتابع خوان بصوت محفوف بالألم:
" أبتعت لك هدية لعيد ميلادك وكنت أتلهف الى أعطائك أياها.......".
خف صوته أذ شرد يفكر فقالت وقد أوشكت على البكاء:

"كنت أريد تلك االهدية بشكل يائس يا خوان....".
توقفت أذ رأته ينظر اليها بحيرة شديدة , فأردفت متعثرة:


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 02:21 PM

" رأيتها في خزاتنتك , عندما كنت أبحث فيها عن جواز سفري".
وهنا لم تتمالك نفسها فسألته:

" ماذا كانت الهدية؟".
" حقيبة من جلد التمساح , لكن الهدية الأهم والتي أردتها أن تعبر لك عن مبلغ حبي , كانت داخل الحقيبة".منتديات ليلاس

توقف مفكرا ثم تابع:
" كانت سوارا من الماس والياقوت , سوف تتسلمين الهدية لدى عودتنا الى البيت".
فهتفت:

" أشعر بخجل رهيب من نفسي .... أستحق عقابا أليما على الألم الذي سببته لك!".
تطلعت اليه دامعة العينين وأردفت:

" كان يجب أن أبوح لك بحبي!".
" لا يا عزيزتي , كانت المبادرة مطلوبة مني أنا ,لكن شعوري بالذنب حال دون أقدامي عليها , كنت أعلم أنني أخذتك عنوة من الرجل الذي تحبين , أو بالأحرى الذي حسبت أنك تحبينه..... لهذا السبب لم ألحق بك عندما هجرتني , أقنعت نفسي وقتها بأنني سأجدك مع هذا الرجل الآخر".
منتديات ليلاس

فهزت رأسها الجميل وقالت تذكره ببساطة:
" كان حبك وحده المسيطر علي".
صمتت قليلا ثم أردفت:

" أوحى توم اليّ مرة , أنني كنت أرغب ضمنا في الزواج منك , مع أنني لم أكن أعي تلك الحقيقة".
فقال:
" أظن أنك وعيتها يا روكسان , وألا لما كنت رضخت لضغط والدك ".
منتديات ليلاس
نظر في عينيها عميقا فرأت أعماق حبه مرسومة في مقلتيه وقال مذكرا أياها:
" ألم أقل لك مرة , أننا خلقنا لبعضنا بعضا؟".

" أجل , وكنت مصيبا يا خوان".
وأضافت بأسى نادم:
" ليتن وعيت ذلك في حينه".
" لا عليك يا حبيبتي , كل ذلك صار الآن صفحة مطوية".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 02:24 PM

في مناسبة أخرى تكلما صدفة عن لوبيتا , كان كلاهما يتعمد الأبتعاد عن ذكرها , لكن فيما كانت روكسان تحدثع عن عذابها , عندما كان يبدو أنها لن تستطيع أبدا التوصل الى قلبه , زل

لسانها بشيء من أقوال لوبيتا , ولخوفها من توريط المرأة ,توقفت فجأة عن الكلام ألا أن خوان أستحثها على المتابعة , ولما أمتثلت , أستشف أنها كانت تختصر أشياء كثيرة فقال بحزم:منتديات ليلاس

" أريد الأطلاع على كل التفاصيل يا روكسان".
فأضطرت عندئذ أن تروي له الحكاية بكاملها , ولما أنتهت علق قائلا:
" كم كنت طفلة مسكينة ! لماذا, يا حبيبتي الغالية, لم تستنجدي بي حيث كنت سارعت الى وضع حد لكل ذلك الشر؟".

" كنت أشفق عليها... في أعماقي".
" لا ريب أنها تستحق الشفقة".
صمت طويلا ثم أعلمها بهدوء:

" لوبيتا كانت والدة مارتا".
" أم مارتا؟".
حدقت اليه بذهول وهي تخبر نفسها بأنها كان يجب أن تحزر هذه الحقيقة.......

" ولكن كيف.......؟".
" لقد أنجبت طفلا من رجل مجهول الهوية عندما كانت تعمل لدى السينيورا لوبيز وتلك بدورها كانت أنجبت طفلا في الوقت ذاته لكنه توفي , ثم أقنعت لوبيتا بأن تتنازل عن أبنتها للسينيورا لوبيز .... وأتصور
منتديات ليلاس

أنها أقدمت على ذلك بسرور فعلي في حينه , لقد أحيطت العملية بسرية تامة ولم يعرف بها ألا أصحاب الشأن فقط , أنا نفسي , لم أعرف الحقيقة ألا بعد وفاة مارتا , علمتها من لوبيتا وكانت يومها في حالة هستيرية من فرط الحزن".
منتديات ليلاس
شرد لفترة وكأنه يستذكر المشهد المريع فلم تحاول روكسان أن تقطع حبل أفكاره , ثم تابع:
" صارت , على ما يبدو , أكثر أحساسا بملكيتها للطفلة مع مرور

الزمن وهكذا أقنعوها بأيجاد عمل آخر , جاءت وقتها وعملت لدى أبي , لكنها لم تحرم أبدا من حقها في رؤية أبنتها , وكانت تذهب الى بيت السينيور لوبيز في كل أوقات فراغها".

فقالت روكسان والحنان يظلل وجهها الرائع:
" مسكينة لوبيتا , هل تظنها ستحظى يوما بسلام نفسي؟".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 02:26 PM

أجابها بلطف:
" لقد حظيت به".
ولما حدقت اليه روكسان مشدوهة , أعلمها بقوله:

" تناهى الي صباح اليوم أنها توفيت بذبحة قلبية بعد أسبوع من دخولها مصحا للأمراض العقلية".
" ماتت........".
أحست روكسان بأختناق في حلقها وأمتلأت عيناها بالدموع بالرغم من شعورها بأن الموت قد يكون أفضل الحلول , نسة الى ما كابدت المرأة من تعاسة وعذاب في السنوات الأخيرة .

" يا حبيبتي الصغيرة , لا تبكي".
" يؤلمني التفكير في تعاستها".
" بعد كل الأذى الذي ألحقته بك؟".منتديات ليلاس

" فعلت ذلك بدافع الغيرة وبسبب أختلالها الذهني , أرادتك أن تحب مارتا الى الأبد".
أومأ مفكرا , ثم روى لها أنه بعد وفاة مارتا شعر بأن الحياة ما عادت تعني له شيئا وأن لا مستقبل له....

" هكذا يشعر المرء عندما يكون شابا في الثالثة والعشرين , لكن مع مرور السنوات أدركت أن الزمن كفيل بشفاء الجراح وأنني سأبدأ صفحة جديدة في الحياة , وقبل أربع سنوات تقريبا بدأت أرسم الأضرار التي
منتديات ليلاس

لحقت بالبيت والأملاك من جراء الأهمال, ووجدت متعة كبيرة في أعادة كل شيء الى رونقه القديم , أما لوبيتا فقد حقدت علي لأنني بدأت أنسى مارتا , وخطر لي مرارا أن أنذرها بترك الخدمة أنما كنت أشفق عليها في كل مرة وهكذا بقيت معي".

فقالت روكسان مفكرة:
" كنت بدأت تعيش مجددا يا خوان لكنك في نفس الوقت عزلت نفسك عن جميع الناس".

" في الواقع لم أنقطع عن العالم بصورة مطلقة , فحين ألقيت بنفسي في مصالحي العملية , أستطعت أن أشغل وقتي وأن أحتك أيضا بأولئك الذين أتعامل معهم , لكن في مكان صغير كهذا , سرعان ما تزدهر الشائعات ,
منتديات ليلاس
وأتصور أن الناس أبتدعوا قصة تنسكي ليجدوا شيئا يتسلون به , ثم أن أهلي لم ينقطعوا بتاتا عن زيارتي وفعلوا ذلك في مناسبات معينة .... مع أعترافي بندرتها , وفي الواقع , كنت أرفض أستقبالهم في البداية ,ليس لأنني لم أرد رؤيتهم بل لشعوري آنذاك بأنني لا أصلح لرفقة أحد".

لم تقل روكسان شيئا , كان واضحا تماما أنه أحب مارتا الى حد الوله أنما كان واضحا كذلك أن ذكراها بدأت تمحى من مخيلته منذ زمن بعيد .

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 02:30 PM

هذه المكاشفات المتبادلة تمت بشكل متسلسل أذ أن الطبيب كان حازما في جعل روكسان تتقيد بساعات الزيارات , وهكذا, وفي مناسبة أخرى , علمت أنه كاد بالفعل أن يقدم على خنق

رجل , أو بالأحرى خنق لص تسلل الى البيت , وقال خوان يشرح ما حدث:
" لقد قاومني وقتها كعفريت ,والطريقة الوحيدة التي أستطعت أسكاته بها لبينما يصل البوليس كانت القبض على عنقه".

وهنا ضحك بجذل وأضاف:
" لا تخافي يا حبيبتي , فأنا لن أصل أبدا الى حد خنقك مع أنك تفقدينني أعصابي أحيانا".
" لن أعود الى ذلك أبدا".منتديات ليلاس

سكت عن التعليق فقالت:
" خوان.... رأيتك مرة في الهيكل....".
لم تكمل أذ خشيت أحراجه , ألا أنها نظرت اليه متوسلة كما لو أنها تصر على معرفة السبب , فقال:

" كنت أصلي صباح كل يوم طالبا من الله أن يجعلك تحبينني ولكي تغفري لي بالتالي ما أرتكبته بحقك".
نطق الكلمات ببساطة وبتواضع وبفيض من الحب والرقة مما جعلها تنحني صوبه بحنان , ثم قالت:

" أنها لصدفة غريبة , أذ كنت تشعر أحيانا بأنني لو أستطعت معرفة ما تصلي لأجله لأتضحت طريقي أكثر , فأنا فكرت بتركك منذ البداية ".
" " فعلت ذلك؟".

أبتلع ريقه بصعوبة ونبض عرق في جانب فكه ,وتابع:
" أنا مسرور لكوني لم أعرف في حينه , لماذا أقدمت على تركي في النهاية؟".

" أعتقدت أنني لن أستطيع الوصول اليك .... بسب حبك لمارتا".
ثم أخبرته كيف حصلت على جواز سفرها , فأتسعت عيناه دهشة وقال:

" قالت لوبيتا أنها رأتك تخرجين من غرفة مكتبي والجواز بيدك , وعندما أستجوبتها حول وقت رحيلك وكيفية سفرك".
" هي التي أرادتني أن أرحل ووعدتني بالمساعدة....".
منتديات ليلاس
اوقفت فجأة ثم أردفت:
" دعنا نقفل موضوع لوبيتا المسكينة يا خوان , كانت شريرة فعلا بسبب مرضها العقلي أنما كانت حزينة جدا في أعماقها , فأنا أعرف كيف سيكون شعوري أذا.... أذا فقدت طفلا".

أخذ يدها في يده وقال بهدوء:
" أفهم ذلك تماما , والحق معك يا عزيزتي , لا يجب أن تأتي على سيرتها أبدا , ولندعها ترقد في سلام".

وأخيرا , وقلبها يخفق بأنفعال شديد خالته سيؤثر على حواسها , وجدت روكسان نفسها تجلس الى جوار خوان وهما يعودان الى البيت في سيارة توم الذي أصر على القيام بهذه المهمة الجليلة .
" أنك تبدو رائعا!".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 02:33 PM

كانت قد هتفت عندما دخلت الجناح ورأت خوان في كامل ثيابه وقد أسترد لونه الطبيعي تقريبا ... ما زال وجهه يذكرها بنسر , أنما بنسر لطيف وليس كطير مفترس .... أجل , كان وجهه النسري مغلّفا بالرقة وعيناه السوداوان تفيضان حبا وسعادة , وأجابها وهو يفتح لها ذراعه ليحضنها:
منتديات ليلاس

" مشاعري في قمة الروعة كذلك , أخبريني يا حبيبتي الغالية , كيف حدث كل ذلك؟".
هزت رأسها بحيرة وكأنها لا تعرف من أين تبدأ فأقترح أن تخبره متى أحبته بالضبط.....

" أحببتك بالتدريج ,وذات يوم وعيت الحقيقة.... أنك لا تعرف أبدا متى يبدأ الحب , أليس كذلك يا حبيبي؟".
" كلا يا حبيبتي , أخالنا لا نعرف".منتديات ليلاس

صمت قليلا فظنته ينتظر قدوم الممرضة التي ستأتي لتعلمهما بوصول توم , لكنه عاد يقول:
" يخيل الي أنني أحببتك دفعة واحدة يا روكسان..... بدأت أرى أنك لا تشبهين في الواقع أية فتاة أخرى , كنت أنت , بشخصيتك المميزة التي جذبتني , بتصرفاتك الصغيرة الخاصة وصوتك العذب الغالي".

شدد ذراعيه بحب حولها وتابع هامسا:
" أنت لست سوى حبيبتي روكسان .... زوجتي".

أبتعدا عن بعضهما لدى دخول الممرضة التي خاطبت خوان بالأسبانية وهي تبتسم , وعند بوابة المستشفى شكرا الطبيب والممرضة اللذين شيعاهما الى هناك وتبادلوا عبارات الوداع , كان توم ينتظرهما في سيارته , وفي تعبير وجهه شيء ما جعل روكسان تسأله:

" هل ربحت ثروة يا توم؟".
" ربحت أكثر من المال! أخذت رسالة من فيليس تقول فيها أنها ستأتي لكي.... لكي..... أحزري لماذا!".
وفي الطريق , أنحنى خوان من مكانه على المقعد الخلفي وقال له:

" أنا مدين لك بأعتذار يا توم.......".
فقاطعه الشاب بسرعة:
" لا عليك, كل ما يهمني الآن ويفرحني هو أن كل شيء أنتهى كما يجب".
فرد خوان:

" أذن دعني أشكرك على الأقل ومن كل قلبي , أنا وروكسان مدينان لك بهذه السعادة لكونك أرسلت لها تلك البرقية".
بعد ذلك صمت ثلاثتهم , كل مع أفكاره الخاصة ,وفي الأخير قال خوان:
منتديات ليلاس
" أرجو أن نتلقى دعوة الى الزفاف".
فرد توم بفرح ظاهر:
" سيشرفنا ذلك كثيرا يا دون خوان".

عاد الصمت يخيم عليهم الى أن توقف توم أمام المدخل وسلم عليهما مودعا , شكراه على أيصالهما ووقفا متشابكي الأيدي يراقبان السيارة حتى أختفت عن البصر.

أستدارت روكسان تنظر الى المنزل الأبيض المهيب الغارق في أشعة الشمس , وهمست منتشية:
" عدنا الى بيتنا".
" أجل , عدنا الى بيتنا".
ردد خوان عبارتها بحرارة , وبدون أن يفلتا أصابعهما المتشابكة , أرتقيا الدرج الرخامي متمهلين , فيما الباب المفتوح يرحب بقدومهما.

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...d92ba5a187.gif

dalia cool 18-10-10 02:35 PM

http://www.liilas.com/upp//uploads/i...48243d7e4a.gif


تمت
قراءة ممتعة للجميع



http://www.liilas.com/upp//uploads/i...48243d7e4a.gif

نجمة33 18-10-10 07:11 PM

روووووووعه شكرا لك

أحاااسيس مجنووونة 18-10-10 11:02 PM

http://fashion.azyya.com/attachments...7-a-23-195.gif

يعطيك الف عافية

رواية كتير حلوة والكاتبة احلى

تسلم اناملك يا الغلا..............



http://fashion.azyya.com/attachments...9-a-23-182.gif

بنيتي بنيه 19-10-10 12:40 AM

جميله جدااااا شكرااا لك

زهورحسين 19-10-10 06:45 PM

:flowers2:تسلم هل الانامل ويسلم هل الذوق:flowers2:
ميرسي كثييييييييييير وبانتظار جديدك العطر
:flowers2::8_4_134::8_4_134::flowers2:

اماريج 20-10-10 05:40 AM


يعطيك العافية داليا
باين الرواية حلوة مادام صاحبتها حلوة دوما ننتظر جديدك يالغلا
تحياااااااااتي العطرة لك
http://www.iraqnaa.com/ico/image/t028.gif

Rehana 20-10-10 07:36 PM

يعطيك العافية داليا

http://koolkittymusings.typepad.com/...lon_thanks.jpg

شوشو2 23-10-10 10:38 PM

تسلم اديكي روايه جميله
اوىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى
:liilas::7_5_129::55::lol::8_4_134:

(غموض) 26-10-10 01:06 PM

شكرا لك على القصة الرائعة

أترقب جديدك الأروع

تمنياتي لك بالسعادة

nadafha 26-10-10 10:03 PM

:8_4_134:يعطيكي العافيه

moura_baby 13-12-10 10:10 PM

جميله جدا
يعطيك الف عافية

باسل صادق 23-01-11 09:21 PM

dalia cool alwayes be cool with your love novels

الجبل الاخضر 27-01-11 06:07 AM

:55:برافو :55:برافو:55: برافو:55::flowers2: تسلم ايك :friends:روايه مرررره روعه :dancingmonkeyff8:اختيار ممتاز :7_5_129::Welcome Pills4:وننتظر جديدك:55::friends::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::f lowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::f lowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::f lowers2::flowers2::0041::welcome_pills3::Thanx::party:

زهرة منسية 28-03-11 07:19 PM

جنان روعه يسلم اديكى انا كنت وثقه ان مارتا بنتها

سومه كاتمة الاسرار 30-03-11 02:47 AM

دودى ياقمر الروايه ولا اروع من هيك سلمتى وسلمت اناملك دومتى بود ياسكر
:8_4_134:

مشكلتي قمر 31-03-11 01:53 AM

روعة الروايه وكان فيها الكثير من الغموض
تسلم اناملك
وانتظر جديدك بكل شوق

katia.q 31-03-11 06:05 AM

قصة جميلة جدااااااا
تسلم يديك
http://travel.maktoob.com/photo/data/5582/thanks6.gif



عبير سلامة 02-04-11 06:58 PM

:Welcome Pills4:

فجر الكون 02-04-11 07:58 PM

:flowers2:

تسلم يديك

fadi azar 02-04-11 09:47 PM

كتير حلوي:55::55::55:


الساعة الآن 07:50 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية