منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 66 - الوعد الاسمر - كوين وايلدر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148611.html)

dede77 07-12-10 08:02 PM

لا جواب ، ولكنها سمعته يتحرك فى غرفته .... ارتقت السلم درجتين درجتين ، ودخلت الغرفة بدون ان تطرق الباب ، وبدون ان تهتم بما يبدو على وجهها من سعادة 0

احست لبرهة بالحيرة ، ثم انطفات بهجتها كما تنطفئ الالعاب النارية التى يبللها المطر 0

عاودها الاحساس الساحق بالاحباط اكثر من ذى قبل ، فقد كانت قبل الان تامل بان هناك فرصة قد تبخرت .... اما الان .... وهى تراقبه ، يفكك معداته ايقنت ان لا امل او فرصة لها مع تاليس واند . انه يوضب اغراضه للرحيل ، وهذا ما يكاد يحطم قلبها 0
منتديات ليلاس
ارتمت على السرير جالسة . لم يعترف حتى بوجودها . كان يدير ظهره لها لاحظت انه يربط معداته بنشاط ممزوج بغضب . تحركت عيناها الى طاولة الزينة فاذا الصورة ما تزال هناك ، تبتسم تلك الابتسامة الغريبة التى تشبه ابتسامة "الموناليزا" 0

قالت بصوت منخفض ، وكانت الكلمات تخرج بجهد : اذن .... لقد انتهى الامر 0

توقف "المفك" عن الحركة واصبح تاليس دون حراك . وقع "المفك" من يد لا حياة فيها ... وقال مؤكدا ، بلهجة لا رنين فيها : اجل ... انتهى 0

وقفت ... كان واضحا من انحناء كتفيه ومن تهدل راسه بان هذه الكلمات كانت مؤلمة له . ربما تكون هذه الصورة مصدرارتياح لها فى اواخر ايامها ! فحينما ستتذكر هذه اللحظة وهذا الاسبوع ستذكر ايضا ان الموقف آلمه 0

dede77 07-12-10 08:03 PM

اتجهت نحو الباب ، تقاوم تهورا يكاد يدفعها الى ان تركع عند قدميه متوسلة لتشرح له سبب غيرتها ، ولتساله عما حدث وعما دعاه للذهاب . ولتساله عما دعاه للذهاب . ولتساله ايضا لم لم يعطها ، او يعطيهما معا فرصة اخرى ... لكنها ارادت ان تحافظ على هذا الجزء البسيط من كرامتها . لن تتوسله ليبقى كما انها لا تضمن بان تخرج منها كلمات التوسل فقط بل قد يخرج عويلا من الياس الصرف والبؤس وكانها حيوان علق فى الفخ ، وهى فعلا عالقه فى فخ من نسج قلبها الخائن 0

كانت يدها على مقبض على الباب حين اوقفها صوت تحطم زجاج ... التفتت ببطء ... ان تاليس يواجهها الان ولكن بدون ان ينظر اليها . كان ينظر الى الارض ، والغضب فى كل خط من خطوط وجهه 0

استدار بصرها الى طاولة الزينة ، وكانها لا تستطيع ان تصدق ما راته على الارض ... لكن ... لا ... المكان حيث كانت الصورة فيه فارغ .... عادت عيناها الى الارض فاذا الصورة مقلوبة على وجهها وسط قطع الزجاج المكسورة 0
منتديات ليلاس
نظرت ببطء الى تاليس ، وقد تلاشى غضبها ، ليحل مكانه ياس عميق لم تستطع منعه عن نفسها ... انها تحبه ، ولا تستطيع الهرب من الم حبه . انها تحبه لذا كان يلح عليها رمز من الصدق والامانة لمواساته 0

تقدمت اليه ، فحضنته بقوة ووضعت راسها على صدره . وظل هو للحظات بدون حراك بين ذراعيها ... ثم ارتجف ارتجافا هائلا واطبق ذراعيه حولها بياس ، وكانه يحتاج الى دفئها ، يحتاج الى الاحساس بتدفق دمها الحى فى عروقها 0

احست بالرجفات تهزه ، ثم عندما احست بدموعه تغسل عنقها اجهشت بالبكاء واصبح المه الغامض المها يغمرها بالحزن 0

قال هامسا : لقد ماتت ، جورجينا 0

كان صوته مخنوقا بحيث لم تفهمه فى البداية .... ثم فهمت : تلك الشابة الصغيرة فى الصورة ماتت ....


*****

انتهى الفصل التاسع 0 ما قبل الاخير 0

dede77 07-12-10 08:06 PM

الفصل الاخير 0
10 – الدموع الاخيرة 0


******************************

بعد لحظة ، كادت لن تنتهى ، ارتد عنها تاليس وقال مديرا ظهره لها : جورجينا ... امهلينى بضع دقائق اقضيها مع نفسى 0

كان خجله الرجولى من كشف مشاعره علنا ، واضحا فى ارتباك قسمات وجهه ... واكمل : سانزل الى تحت بعد دقائق لنتحدث 0

ترددت : حسنا .... تاليس .... الاعتراف بان الحياة مؤلمة يتطلب رجلا ...والاولاد وحدهم يهربون من الدموع 0

نظر اليها متجهم ثم ابتسم ابتسامة متالمة ، وقال بهدوء هامس : شكرا 0
منتديات ليلاس
ثم استدار الى النافذة مرة اخرى 0

كانت تصنع القهوة ، وتسخن البسكويت حين انضم اليها فى المطبخ ، وجلس فى الزاوية المخصصة للفطور . وضعت امامه بصمت الابريق وكوبين ، وطبقا من البسكويت الساخن ، ثم جلست فى مواجهته تنظر الى وجهه المتعب باشفاق ... لاحظت شده تعبه ، فالظلال السوداء تحدق بعينيه ، ولحيته النامية تبرز خدين غائرين سوداوين . لكن ، فى تعابير وجهه هدوءا لم تره من قبل 0

قال معتذرا بهدوء : اسف لاننى عرضتك لكل هذا ... لقد مر على اسبوع قاس 0

dede77 07-12-10 08:07 PM

آسرت عيناه عينيها ، ثم امتدت يده تسعى الى يدها ، تنهد راضيا حين امتدت يدها تقابل يده ، ثم احتضن يدها الصغيرة فى راحة يده الكبيرة بثبات ... وقال يعترف متلعثما : اردت الاتصال بك مئات المرات هذا الاسبوع . كنت بحاجة اليك ، بحاجة الى سماع صوتك ... لكننى لم اجد اننى املك القدرة على الكلام ... كنت خائفا ان يخرج الغضب والارتباك والتشوش الذى كنت احس به صراخا . وهذا لن يكون ايضاحا لك ، لانك لا تعرفين ما يجرى عندى ... هى لم تتجاوز السادسة عشرة جورجينا 0

تهدج صوته وترقرقت عيناه بالدموع ولكنها لم تشعر بالغضب او الذعر . فقد فهمت من نبرة صوته ان كل ما افترضته بشان تلك الشابة الجميلة فى الصورة كان استنتاجا خاطئا . وها هى الان على وشك ان تعرف السر الكامن وراء تينك العينين اللتين لم يكن لهما عمر . اضاءت الذكرى المحببة عينيه : التقيتها فى المستشفى اثر اصابتى ... يا لها من طفلة ! انها تعرف كل فرد وكل فريق ، وكل لاعب فى عالمنا . كانت تاتى يوميا مقتحمة غرفتى ، تجلس على سريرى وهى مرتدية روبا ورديا رائعا . فى البداية اردت ان اكون مؤدبا معها فقط لان مشاكلى كانت تكفينى .كنت اتالم الما شديدا ولكننى فى احدى المراحل بت اتوق الى زياراتها ، وقد انستنى لفترة المى . المستشفيات امكنة مملة كئيبة للناس ولكنها هى لم تتاثر بل كان من المتعذر كبحها ، فقد كانت تتفجر حياة . كانت شعاعا انار ايامى السوداء 0
منتديات ليلاس
صمت لحظات كانه يتصورها : على اى حال ، بعد اسبوعين من الحديث عن كرة القدم وعن ابطالنا المشتركين ، بدانا نغوص فى امور شخصية ... عندها عرفت انها لم تدخل المستشفى بسبب اللوز او الزائدة ، او ما يدخل من اجله الاولاد المستشفى . وعرفت انها مصابة بالسرطان 0

تنهد : لم اشعر قط بمثل ذلك الغضب او العجز فى حياتى ... الا ربما فى الاسبوع الفائت . هذه الفتاة الجميلة الصغيرة على وشك الموت مع انها لم تر شيئا فى الحياة 0

dede77 07-12-10 08:08 PM

صمت مجددا فترة طويلة : على اى حال .... اظننى ، وبسبب احساسى بالعجز عقدت معها ذلك الاتفاق ... اترين ... لقد تحدثت الى طبيبها بشان حالتها ، وقال انها قد ترحل فى اية لحظة ، او تبقى حية لسنوات ... ولكنه يعتقد ان العامل الوحيد المهم هو الامل . وقال ان الاولاد يتعلقون باحد الامال كالوعد بشراء هرة او الوعد بالقيام برحلة الى ديزنى لاند . وهكذا ، وفى احد الايام ، فيما كانت تجلس على سريرى ، تتحدث كما تتحدث ابنة السادسة عشرة راحت تتكلم بجدية : متى ستعود الى الملعب ثانية تاليس ؟ فقلت لها اننى بدات اذعن الى عدم العودة الى الملعب ثانية ... فصاحت : اوه !

ثم نظرت الى ولمسة مكر فى عينيها الكبيرتين ، وقالت ان كان رجل قوى مثلى سيستسلم ، فلا باس ان تستسلم هى ايضا .... وكان ان عقدنا الاتفاق ... ووعدتها ان اعود الى الملعب ، ووعدتنى بالتمسك بالحياة حتى ترانى العب 0
منتديات ليلاس
تنهد : ابتداء من ذلك اليوم زحف الى راسى ذاك الجنون . كنت اعرف ان الفكرة مجنونة ، لكننى لم استطع منع نفسى ، لاننى اذا تمكنت من اللعب ثانية فقد تظل على قيد الحياة 0

كان هذا يمثل لى حياتى كلها جورجينا 0

لقد واجهت تحديات هائلة وربحت ، وهكذا اندفعت ابحث عن القواعد ، عن مخطط اللعب ليساعدنى هذا فى الانتصار ....

فى البداية ، ظننت اننى انما اعطيها املا للتمسك بالحياة 0


الساعة الآن 04:08 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية