منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 66 - الوعد الاسمر - كوين وايلدر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148611.html)

dede77 30-10-10 10:11 PM

[B]3- عندما تقتل الابتسامة 0**********************************[/B]
كان المطبخ فخر جورجينا ومصدر فرحها ... انه الجزء الوحيد فى المنزل الذى رتبته كما يحلو لها . كانت الغرف الاخرى قد اعدتها بطريقة متقطعة وعلى مراحل ، وذلك كلما سمح لها وقتها وحالها . ولكن المطبخ الذى كان فى حالة مزرية حين وصلت جعلها تستدعى متعهدا رامية الى الجحيم المصاريف الزائدة . وكان ان اخرجت كل ما فى داخله ، لتبدا من الصفر 0

وجاءت النتيجة رائعة فقد جمع المطبخ بين سحر الريف وبساطته وبين روعة القرن العشرين ومتطلباته ، تسللت اشعة الشمس الى النوافذ المنزوية قرب طاولة الفطور وتلاعبت على الارض الآجرية الحمراء .... وكان الآجر الاحمر قد بنى من جديد حول الفرن الذى انكشف تحت طبقات من الصخر الزائف والطلاء واوراق الجدران .منتديات ليلاس وكانت الاوانى النحاسية معلقة بمشاجب متدلية من السقف فوق خشبة تقطيع لحم عريضة اثرية ، وكان يجمل سطح الفرن البراق وعاء نحاسى عمره ثمانين عاما 0

جلست جورجينا فى ركن الفطور ، تنظر بقلق من حين الى اخر الى باب المطبخ المقفل .... انها تكره الابواب المقفلة ، ولكنها كانت تسمع تحركات تاليس الذى كان ينقل اغراضه ، وهى لا تريده ان يطل عليها فيجدها غارقة فى كتاب عوضا عن تحضير الديك الرومى الذى وعدته به 0

سمعته ينزل الدرج ثانية ، فحركت القدر امامها على الطاولة ، وابتسمت من اعماقها .... انه صوت مؤثر لشخص غارق فى الطبخ ... ومن المؤسف الا تستطيع اختراع الروائح المناسبة ! ثم ضحكت ضحكة شيطانية قبل ان تعود الى قراءة الكتاب 0

فى السادسة والنصف ، انطلق جرس الفرن ، فتقدمت الى البراد لتخرج من الثلاجة قطعتين من الديك الرومى الجاهز فرمتهما فى الفرن بلا اكتراث ، ثم تمتمت : مع كل التوابل ....

dede77 30-10-10 10:12 PM

فكرت فى اعداد مائدة الطعام بافضل الادوات الصينية ولكنها تراجعت ، اذ سيبدو ذلك فاضحا .... وهى تريد ان يفهم تاليس ان الطعام الجاهز هو الوجبة المعتادة فى هذا المكان . فاذا كان على معرفة بامور الصحة فستكفى نظرة واحدة الى الاطعمة المحفوظة فى معلبات فى جعله يبدا بتوضيب حقائبه ثانية 0

احست لهنية بالندم . لقد فكرت فى الواقع بعد الظهر بالذهاب الى البلدة لشراء ديك رومى حقيقى ... وهذه الرغبة عزتها تماما الى اندفاع الانثى عندها لكسب رضاه ... لكسب الاعجاب فى عينيه منذ كانت صغيرة ... وهذا امر غريب فهى لم تكن بعد قد دخلت فى عمر الانوثة ولم تكن كذلك حبيبة احد ايضا ، اذن من اين اتى ذلك الشوق الى رؤية ذلك القول الماثور : قلب الرجل يمر عبر معدته 0
منتديات ليلاس
نزل تاليس الى المطبخ فى تمام السابعة ، وحينما رات عينيه تلمعان وهو ينظر الى المطبخ ، احست للمرة الثانية بالندم . ولكنها سمحت لنفسها بتامله برهة . كان يبدو اقل تعبا فشعرت بوخز من نوع اخر فقد كان يرتدى قميصا ملونا يلتف على كتفيه العريضتين ، ويشتد فوق خطوط صدره ، ومعدته المسطحة .... فسارعت تدعوه لتمنع عينيها عن النظر الى منظره الوسيم الرائع 0
-اجلس على طاولة الطعام 0

قاومت جاهدة لتحافظ على صرامة وجهها فارتدت عنه واخرجت الطعام من الفرن ورمته امامه ... كانت مضطرة للمقاومة بكل ما اوتيت من جهد لئلا تنفجر ضاحكة عندما رات المشاعر المتلاعبة على وجهه : ففى البدء ظهر على وجهه عدم التصديق ثم الصدمة وبعد ذلك خيبة الامل ، واخيرا الاشمئزاز .... وعندها لم تعد واثقة ان كانت رغبتها فى الضحك تعود الى فرح حقيقى ام الى نوبة عصبية سيئة 0

dede77 30-10-10 10:15 PM

اخرجت عشاءها من الفرن ، وجلست فى مكانها على الطاولة قبالته ... فجاة بدت لها فكرة العشاء فى غرفة الطعام افضل بكثير لان ذلك كان سيضع مسافة اكبر بينهما كما كان سيوفر لها جوا من الرسميات الباردة ، وسبيعدها عن جاذبيته البحتة . تساءلت كيف لها ان تقترح الانتقال الى هناك دون ان تبدو مخبولة ... اذ كيف لها ان تصر على الذهاب الى غرفة الطعام الرسمية لتناول عشاء جاهز ؟ ادركت ان هذا مستحيل ، فصبت عينيها على طبقها ... انه قريب منها بشكل يثير الاضطراب بل هى تكاد تلاحظ الدوائر الذهبية التى تحدق ببؤبؤ عينيه البنيتين . اذا لم تكن حريصة فستلامس ركبتاها ركبتيه 0

ارجعت ساقيها بجهد الى ما تحت كرسيها وتناولت قضمة من العشاء . ثم اجبرت نفسها على القول " رائع " قبل ان تنظر اليه مبتسمة ابتسام تحد ومرح 0
منتديات ليلاس
كان الاشمئزاز قد تلاشى عن وجهه ، وبدت عيناه تومضان بتسلية مستترة علما ان قسمات وجهه لم تكن تنم عن شئ . قال لها بسخرية كريهة : اوه .... انها المفضلة عندى ... الديك الرومى البلاستيكى مع صلصة التوت البرى الاصطناعية .... مستحضر نباتى كامل ، بطاطا مهروسة ، ومعها حلوى تفاح كالتى تعدها امى ... اوه .... ما الذها ! اتمنى ان يكون هناك واحدة اخرى ....

وبدا يقضم وجبته ... فقالت له بحبور : غذا ستتناول الروستو مع كل التوابل 0

تمتم ، يعبث بمحتويات طبقه بدون وعى : اظننى ارى مشكلة صغيرة فى هذه الجنة 0

احست مرة اخرى بالندم ... وتحول الندم الى الم ... هل يظن منزلها بهذا الكمال ليطلق عليه لفظة الجنة ؟

dede77 30-10-10 10:16 PM

قاومت مشاعرها برهة . انها قادرة على اعداد طبق الخضار الذى تشتهر بصنعه فى المايكروويف فى اقل من عشر دقائق 0

رويدك جورجينا ... انت لا ترحبين به هنا . فلا تبدئى بالندم بسبب نظرة الجوع والحرمان على وجهه ... هيا اكملى اللعبة !

هبت بشكل طبيعى عن الكرسى وهى تامل ان يكون غارقا فى بؤسه فلا يلاحظ انها لم تمس عشاءها . دست طبقها فى المغسلة ، وفتحت درجا قرب البراد تناولت منه علبة سكائر كان قد تركها احد افراد جمعية اصدقاء التاريخ فى لقائهم الاخير . ثم تنهدت قبل ان تعود الى الطاولة لتخرج سيكارة وتشعلها ... وكان ان بذلت جهدا لئلا تسعل .... مع انها شعرت بان دمها يتراجع حتى قدميها 0
منتديات ليلاس
ابتسمت له ابتسامة مهتزة . وسالت : هل تمانع ان دخنت ؟
نظر اليها ، ثم مد يده الى الخلف يفتح النافذة ، وقال متجهما وهو يراقبها بعينين ضيقتين : انها رئتيك وحياتك وقلبك ، وصحتك 0

ردت تدافع عن نفسها : وهو كذلك منزلى ....
وسحبت نفسا اخر من سيكارتها ثم اطلقت سعلتين قصيرتين لتقول : سعال المدخنين 0

لم يرد ، وتابع ينظر اليها نظرة ضيقة اشعرتها بانها حشرة مثبتة على لوحة امامه .... اكملت بعناد تدخين السيكارة حتى كادت تحرق اصابعها . وحين اطفاتها اخيرا ، سالها ببرود : لماذا تفعلين هذا كله ؟

اتسعت عيناها ببراءة مصطنعة فيما كان قلبها يخفق بشدة : افعل ماذا ؟

dede77 30-10-10 10:18 PM

بدا خائب الامل وهذا ما دفع ذقنها المدبب للشموخ الى الاعلى . وقال لها : جورجينا .... لا اعتقد هذا المطبخ لامرأة تتناول .... الطعام المحفوظ 0

-ربما اشتريت المطبخ وهو على هذه الحال 0
املت ان يعوض ارتفاع صوتها عن القناعة المفقودة منه ....

لكنه اجاب : اوه ... لا اعتقد هذا . فانا ارى بسهولة اين ينتهى المنزل القديم واين يبدا منزل جورجينا الجديد 0

تجاهلت احمرار السعادة التى بعثتها اليها ملاحظته ، وتابعت تنظر اليه مترقبة ... واكمل : ومن يدخن بصورة مستمرة ، لا تفوح منه رائحة ازهار الربيع الندية جورجينا ....

اشك ان سعادتها السخيفة ظهرت على وجنتيها اللتين تضرجتا باحمرار شديد 0
منتديات ليلاس
-ففى منازل المدخنين عادة رائحة التبغ اما فى هذا المنزل فتعبق رائحة الخشب النظيف ورائحة النظافة 0

ردت بصوت ضعيف : اوه 0
سالها وعيناه تلمعان بالرضى : اوه ؟

سالت ساخرة : اتخطط الى الخوض فى سلك المباحث الخاصة يوما ؟ انت فى الواقع اذكى من ان تكون لاعب كرة قدم 0


الساعة الآن 06:11 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية