منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   حصري 66 - الوعد الاسمر - كوين وايلدر ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148611.html)

dede77 17-09-10 08:29 PM

66 - الوعد الاسمر - كوين وايلدر ( كاملة )
 
66 - الوعد الاسمر . لكوين وايلدر ، حصريا لليلاس 0


الملخص .

" ..... لم يكن يظن انه سيتذكرها اطلاقا ، ورغم ذلك تذكرها حالما شاهد هاتين العينين الرماديتين العميقتين كبحيرة من غموض ......

هل يعتذر لها عن الطريقة التى صدمها بها منذ عشر سنوات ؟ لاشك انها نسيت الامر فلماذا يثيره ؟ لكنه كان يعرف انها لم تنس ولم تغفر ....."
منتديات ليلاس
" رغم حفاظها على لامبالاتها شعرت جورجينا بارتون بالصدمة عندما قابلت عيناها نظرته . لم يكن هناك مجال لانكار جاذبية تاليس واند اللاعب الرياضى المشهور ، ولكنها لم تعد تلك المراهقة الحساسة التى كانت يوما ، ولن تدع سحره يؤثر فيها ثانية ....."

..... واتخذت جورجينا قرارا سريعا : لن تستطيع ان تعيش مع هذا الرجل تحت سقف واحد ، ولن تقبل ان تعبث بعواطفها ، بينما قلبه مع فتاة اخرى .... يجب ان تتخلص من تاليس واند باسرع وقت ممكن ، ولكن كيف ؟ .....

لااحل بنقل مجهودى الا بذكر اسمى او اسم المنتدى

dalia cool 17-09-10 08:39 PM

شكرا ديدي باين على الرواية حلوة كتير يعطيكي العفية

اماريج 17-09-10 11:55 PM


ربي يعطيك الف عافية يالغلا
باين على الرواية ررررررروعة من الملخص ننتظرها ياعسل
وموفقة يارب بالكتابة وبلتنزيل
لك كل الود

http://www.liilas.com/vb3/../upp//up...4d5d84d925.gif

dede77 19-09-10 07:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia cool (المشاركة 2446579)
شكرا ديدي باين على الرواية حلوة كتير يعطيكي العفية


العفو داليا . شكرا لك .... واتمنى لك الصحة والعافية 0
انت الاحلى حبيبتى ومرورك الرائع 0

dede77 19-09-10 07:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2446814)

ربي يعطيك الف عافية يالغلا
باين على الرواية ررررررروعة من الملخص ننتظرها ياعسل
وموفقة يارب بالكتابة وبلتنزيل
لك كل الود

http://www.liilas.com/vb3/../upp//up...4d5d84d925.gif

اسعدنى كثير كلامك الجميل مثلك اماريج .
شكرا حبيبتى على الانتظار . لك منى كل الحب والتقدير .
:rdd12zp1::0041:

dede77 19-09-10 07:36 PM

عدد فصول الرواية عشر فصول .

1-خفايا لاتموت 0
2-لم تتغيري ابدا 0
3-عندما تقتل الابتسامة 0
4-ما زلنا غرباء 0
5-السعادة لاتباع 0
6-منزل الاشباح 0
7-هل تبوح باسرارها ؟
8-موعد مع الحلم 0
9-هل يعود 0
10-الدموع الاخيرة 0


اتمنى ان تنال اعجابكم ورضاكم0

QTERALNADA 19-09-10 10:02 PM

ننتظرها لاتتاخري علينا باين عليها وايد حلوة يعطيج العافية ويخليج يارب

dede77 01-10-10 09:57 PM

اسفة يا بنات على التاخير 0
هيا نبدا اول فصل .

dede77 01-10-10 09:59 PM

1-خفايا لا تموت 0

****************


جلست جورجينا متقاطعة الساقين على ارض حجرة جلوسها ، يحيط بها كوم من المجلات ، المائلة الى الامام بشكل خطر ....، ادخلت اخر نسخة من " زاوية الاطفال " داخل غلافها البريدى ، ووضعتها بحذر على قمة اقرب كومة مهتزة 0
مررت يدا نحيلة فى شعر لامع يبلغ طوله حد الكتف ، شعر بنى توشحه خيوط العسل . وقد بدا من تشعثه قاتما كثا مما يشير الى وجهها صارمة وعيناها النجلاوان الرماديتان تعكسان قلقا يخلخل العظام 0
ثم لم يلبث ان بدا التعبير القلق بالزوال لتحل محله الراحة والرضى ولينطبع الوجه الرصين المتجهم بالفرحة والبهجة اللتين غيرتا كما السحر مىمحها ، فاذا هى تتحول من معلمة حازمة وقور الى فتاة خلابة اصبحت قسمات وجهها حية مفعمة بالضحك ، تتراقص بسحر فيه قليل من الخبث 0منتديات ليلاس
مددت جسدها النحيل ، ثم نفضت غبار الورق عن بنطلونها الجينز الازرق البالى ثم وثبت بخفة من سجن المجلات الذى صنعته بنفسها . اندفعت ترقص بمرح على الارضية الخشبية اللماعة كالذهب ، واخذت تغنى : انتهى الامر سنة اخرى .... وبقى لنا الصيف الرائع كله 0
كان هناك زوج من العيون قابعتان فوق دائرة من الفرو ، وتحتهما انف افطس . اكملت جورجينا بسعادة " انا وانت فى فندقنا الخاص " وانطلقت تتمتع بفكاهتها الخاصة ، متجاهلة عينى كلبها اللتين اغمضتا الان ، وكانهما تعبران عن معاناة تشبه معاناة البشر 0
طافت خطوتان اخريان ، وكانها تظهر للكلب من هو " الريس " ثم رمت نفسها على اريكتها المتناثرة الوسائد متنهدة رضى . حركت انفها ، ومدت لسانها للمجلات ، ثم بدت نادمة وتمتمت : " اسفة " .... انها كالعديد من الناس الذين يعيشون وحدهم تندفع بين الحين والاخر الى الثرثرة مع نفسها او الى مخاطبة الاشياء لا حياة فيها ، مثل مجلاتها . اردفت تحدثها بوقار : انتم تكسبوننى ما اسدد به فواتيرى .... وتسمحون لى بان ارتع هانئة فى هذا المكان الرائع 0
طافت عيناها فى الغرفة المرتفعة السقف ذات النوافذ الزجاجية المرتفعة ، ثم عادت لمخاطبة المجلات : فى الواقع .... احبك ايضا .... فعلا . ولكننى فى مثل هذا الوقت من السنة احتاج الى الراحة ، تنهدت ، شبكت ذراعيها على صدرها ، ثم نظرت الى سقفها المزين بالاجر الغنى بالحفر ، مفكرة : فى السنة القادمة ، ساستاجر شخصا يهتم بالبريد .... سافعل هذا حقا 0

dede77 01-10-10 10:01 PM

ابتسمت بخشونة ، فعند حلول العدد المقبل فى ايلول ستكون مستريحة ونشيطة بعد راحة الصيف بكامله ، وستتولى مرة اخرى امر البريد بنفسها .... انها الان تكسب مالا اكثر مما تصورت فلم يكن يبدو لها ما يكفى لتغطية جميع مشاريعها . والمال الذى ادخرته فى السنة المنصرمة بقيامها باعمال الارسال البريدى بنفسها ، سمح لها بان تحظى بغاز حطبى مجدد ، يزين الان مطبخها 0
نظرت ثانية الى الغرفة ، فشعرت بالدفء لصلابتها ، وقالت بقلق ، لكن بلا اقل ندم حقيقى : ايها الباهظ الثمن انت تبتلع مالى بالسرعة التى اكسبه فيها 0
ولكن رغم ذلك كانت ابتسامتها ابتسامة رضى واعتدال بالنفس ، لانها تجنى المال فعلا وهو مال يفوق ذاك المال الذى كانت تحنيه من مهنتها فى التعليم . انها سيدة نفسها ، تملك بيتها الخاص فى الريف وهى فى غاية الاستقلالية ، وهذا الوضع كان يبعث اليها بهجة مضاعفة والسبب اناسا كثيرين حذروها من خطوتها البلهاء المتعلقة بزاوية الاطفال 0منتديات ليلاس
كانت فكرة مجلة للاطفال ، مصدر نجاحها . لقد لاحظت اثناء التدريب للانخراط فى سلك التعليم ان العديد من الاولاد موهوبين وجامحى الخيال فى الكتابة ومع ذلك لا يشجعهم احد بطريقة جدية . ربما كانت جورجينا حساسة تجاه هذه المشكلة لانها صدى لطفولتها .... فموهبتها الخاصة فى التعبير عن نفسها بالكلمات لم تكسبها ميدالية ، او صورة فى صحيفة كما يحدث لابطال الرياضة وشهاداتها التى كانت تشير دائما الى نجاحها بدرجة جيد جدا ، لم تكن تحظى بالاثارة التى كانت تحظى بها مشاجرات اخوتها المتعلقة بشان الشرائط الحريرية ذات الميداليات اللماعة 0
هكذا ، ومرة فى كل شهر ، ابرزت جورجينا افضل ما يكتبه تلامذة صفها فى مجلة انيقة صرفت فيها الجهد والساعات المضنية والمحببة من العمل . ودفعت كميات متواضعة لطبع المجلة ، واصدرت شيكات بكميات صغيرة للكتاب الصغار ، وقامت هى بانتقاء التصميم والتخطيط اما المقالات فكانت من الاولاد الى الاولاد ، وربما لم يكن عجيبا ان يحبها الاولاد .... فقد اتسعت المجلة وما هى الافترة وجيزة حتى راحت جورجينا تتلقى الطلبات والمشاركات من صفوف اخرى ، ثم من مدارس اخرى ومن مكتبات الجمعيات المحلية . ولم تمض غير فترة التدريب فى معهد التعليم حتى

dede77 01-10-10 10:02 PM

تكدس البريد امامها ، ثم بعد فترة تخرجت من الجامعى وعندما تجرات على التخلى عن مهنة التدريس فى سبيل ان تصبح ناشرة صغيرة 0

ومنذ ذاك الحين ابت النظر الى الوراء . ولكنها ندمت على شئ واحد لانها بترك التعليم فقدت الصلة بهم ، ومن ناحية اخرى تلقت مئات رسائل الحب من متابعى مجلتها المخلصين . كان عملا شاقا ، مع ذلك كان ياسرها كل الاسر ويكافئها ، بحيث انها نادرا ما ندمت على الوقت والجهد والتضحية التى يتطلبها هذا على حساب حياتها الاجتماعية . اضافة الى ذلك كانت تاخذ اجازة مدة شهرين فى كل صيف ، وكذلك اولادها وهذا كل ما تحتاجه لتعيد التقاط انفاسها ولكن ما ان يحل شهر ايلول حتى تكون فى غاية الشوق للعودة الى عملها 0

بدات بالعمل منذ ثلاث سنوات وها مجلة " زاوية الاطفال " تتمتع اليوم بلائحة اشتراكات تتجاوز الثلاثة الاف ، كما تتمتع جورجينا بارتون بمنزلها القديم فى احدى ضواحى ريف " بريتش كولومبيا " على شواطئ الهادى فى كندا ، وبالاستقلال الذى منحها ياه نجاحها . ولكنها كانت تشعر بمتعة عارمة تفوق متعتها تلك لانها تشجع المواهب الشابة ولان مجلتها اصبحت " الرمز " للكتاب الصغار ....
منتديات ليلاس
رن جرس الهاتف ، فنهرت جورجينا نفسها لانها كادت تغفو وهى غارقة فى تاملاتها . فقد كانت مستيقظة معظم الليل لتحضير اخر نسخة للارسال فى البريد 0

ردت على الهاتف بدون حماس وكادت تعجز عن منع التثاؤب : الو ؟
-يا الهى جورجينا .... كدت اقسم بانك نائمة .... اكنت نائمة ؟
-مرحبا امى 0

تجاهلت السؤال ، ثم القت نظرة على كلبها ( سنوكل ) ....
فسالت الام : كم الساعة عندكم ؟

dede77 01-10-10 10:04 PM

تنهدت جورجينا .... فامها تصر على ان تعتبر ان نصف العالم يفصل بينهما ، وهى فى الواقع لا تبعد عنها سوى منطقة زمنية واحدة فقط . قالت بصبر ، ولو انها تكرر هذا للمرة الالف : الفرق بين وقتنا ووقتكم ساعة واحدة يا امى 0
-هيه .... اذن ماذا فعلت حتى نمت ؟ الناس الاصحاء المنظمون لا ينامون فى مثل هذه .... جورجينا .... هل انت مريضة ؟
سجل وعى جورجينا رنة الذعر فى صوت امها غير انها كبحت فى الوقت المناسب الرد بانها فى سن تسمح لها بان تختار لنفسها موعد نومها : امى ، انا لست مريضة .... انا بخير تماما .... تاخرت فى النوم فقط بسبب الاصدار الاخير 0
-اوه .... المجلة 0
كانت تقول " المجلة " دائما برنة الالم ذاتها ، رنة الاتهام ، وكانها ذلك القاطع الطريق الذى سلبها بدون شفقة او رحمة ابنتها المحبوبة 0
-امى .... ليتك لا تقلقين على . الامر سخيف ، انا فى السادسة والعشرين من عمرى 0منتديات ليلاس
احست جورجينا بمزيج من السخط والحنان وهما شعوران تحس بهما كلما تحدثت الى امها ، التى ردت : بلوغك هذا السن لا ينفعك كثيرا فى وحدتك فى ذلك المنزل المخيف ، ماذا لو اصابك شئ واحتجت الى مساعدة ....
قاطعتها جورجينا تكبح انفاسها جاهدة : لدى الكلب 0
-الحماية الوحيدة الممكنة التى يقدمها هذا الكلب لك ، هى فى ان يدوس المتهجم عليه ويقع ليكسر عنقه 0
غضت جورجينا النظر عن مهاجمة امها للكلب لانها ادركت ان مخاوف امها الفارغة تتحول الان الى مخاوف محددة .... فامها دون شك تفكر فى ان التهجم بعد دقائق من الحديث سيصبح معتديا يحمل سكينا على عنقها وهى تصبح عاجزة ، ولا احد يسمعها على بعد اميال ....
-كيف حال الطقس فى " ادمونتون " امى ؟

dede77 01-10-10 10:06 PM

كانت محاولة لتغيير الموضوع .... لكن امها ردت بلهجة فظة : جورجينا ، لا تصرفى اهتمامى عن الموضوع ! تعرفين شدة قلقى عليك بسبب وجودك فى ذلك المنزل المخيف وحدك وساشعر باننى افضل حالا حين تستخدمينه فقط كفندق للنوم والفطور فى الواقع ....

اغمضت جورجينا عينيها .... انها تشك فى ان الكذبة الصغيرة التى اطلقتها يوما ستلاحقها طوال ايام حياتها . والداها .... عائلتها كلها ، بمن فيهم اخويها ، عارضوا شرائها المنزل القديم ، وكان السبب الاساسى خوفهم على سلامتها لكن السبب الاهم هو انهم من التقليديين الميسورين الذين لا يوافقون ابدا على ان تعيش امرأة عزباء وحدها فى الريف 0

جورجينا تعرف من خلال تجربة طويلة ، ان عائلتها لن تتفهم الوضع ولن تتفهم الشعور الهانئ الذى يوفره لها المنزل .... ولا الحب من النظرة الاولى الذى احست به حين شاهدت شكله " الادواردى " وزخرفته الممتدة فى سقف الرواق ، او حين رات النوافذ ذات المصاريع الخشبية التى بدت لها اشبه بعيون دائخة ودود 0

وعوضا عن تكبد مشقة عمل مستحيل فى جعلهم يفهمون ، ارضت ثورتهم بكذبة متهورة ، ولكنها فى الواقع لم تكن كذبة لانها حتى تلك اللحظة ، كانت قد فكرت للحظات انها قد تحول المكان الى " نزل " . فالمنزل ضخم وممتد واسع وهو اكبر من ان يسكن فيه شخص واحد وفيما كانت يائسة منهم اقنعت نفسها بان من الممتع ادارة نزل قديم الطراز على ان يكون عملا ثانويا لها 0

لكنها لم تخدع نفسها لوقت طويل . فلقد شغفت بمنزلها الجديد ، حتى فى وضعه المزرى ، ولم تكن تحس باى قلق وهى فيه وحدها . فقد كانت تثق بجروها الجديد " البولدوغ " ، حتى ولو نظرت اليه عائلتها نظرة استهجان .... والحق انها شخصية مستقلة لذا لا تتصور نفسها فى منزلها مع غرباء لمجرد سلامة مشكوك فيها او حتى ربح مشكوك فيه اكثر ، كما اثبتت لها

dede77 01-10-10 10:08 PM

حساباتها . ومع ذلك فخرافة تحويل المنزل الى نزل ظنت انها فكرة مفيدة . على امل ان تبعد عن نفسها تطفل العائلة بقصص عن تفاصيل اصلاحات غير متوقعة تمنعها ، حتى الان ، من افتتاح المشروع ، ويوما ، سيعتادون على فكرة عيشها وحدها ، وستنزوى فكرة ان تصبح جورجينا بارتون مالكة فندق من اذهانهم 0

ولكنها امنية ساذجة ، وهذا ما ادركته جورجينا .... فقد مرت سنتان ، وامها ما انفكت تزداد رغبة من رؤية نزلاء يقيمون بسعادة فى نزل ابنتها 0
-ماذا قلت امى ؟

كانت الام تتبع نسقا اسبوعيا محددا فى كلامها ، يسمح لجورجينا ان تصغى بدون اهتمام ، هذا اذا اصغت .... ولقد وصلت الام فى هذه اللحظات الى نقطة القول انها تندب فرص جورجينا فى ان تجد لنفسها زوجا ، فى منطقة ريفية قفراء من كولومبيا الريطانية ، الا ان جورجينا ادركت فجاة ، ان امها لم تكن تسرد عليها محاضرتها الاسبوعية ....
منتديات ليلاس
-كنت اقول : انه بحاجة الى مكان يقيم فيه فورا ....
-من هو ؟

اجابت الام وصوتها يضج بالفخر : اول نزيل عندك .... عزيزتى 0
كبحت جورجينا ذعرها : لا !

-لكن لماذا لا ؟ قلت لك منذ برهة انه لا يمانع اذا كان المنزل غير سوى تماما .... فهو ببساطة يحتاج الى مكان بعيد عن الاعين ليختبئ فيه ....
كررت جورجينا بحزم : لا .....

بل لم تنتظر لتسال اذا ما كان اول نزيل هارب من وجه العدالة ام لا .... يختبئ ؟ .... ابدت اقل اهتمام قد يشجع امها لتصل الى نقطة اللارجوع : ليس لدى غرفة جاهزة 0

dede77 01-10-10 10:09 PM

-الغرفة التى اقمت فيها مع والدك فى الميلاد رائعة جورجينا ، وان كانت بسيطة ، وفى الصيف لن يشكل وضعها مشكلة ، اليس كذلك ؟

-امى .... سانهى تحضير الغرفة العليا المثلثة السقف هذا الصيف ، وعندها ساضع كل ما فيها من اثاث فى الغرفة التى استخدمتها مع ابى 0

-جورجينا .... هذه ليست مشكلة حقيقية . ضعى ذلك الاثاث المحطم فى القبو بالله عليك ...

شدت جورجينا قبضتها ثم فتحتها ثلاث مرات فى جهد لتسيطر على اعصابها .... انها فى الواقع لم تكن معجبة بالسرير المصنوع من خشب السنديان الذى يناهز عمره المئة سنة ، ولا بالخزانة المماثلة له ، التى لم تكن مخدوشة البتة خاصة وانها طلبت منذ اقل من ثلاث سنوات 0

-امى .... الامر مستحيل بكل بساطة ، فبغض النظر عن الغرف . احتاج الى فترة راحة .... كنت افكر بالسفر هذا الصيف .... وانا ....
منتديات ليلاس
-لكننى قلت له انه قادر على الاقامة عندك ....
فى صوتها رنة انتصار ، وكان قولها يسوى كل شئ .... فسالتها جورجينا ببرود : استميحك عذرا امى ؟

راحت الام تتملق ، وانطلقت تتحدث بسرعة : حسنا .... لكنه ليس غريبا .... فنيوتن يعرفه منذ سنوات ، واظنك تعرفينه ايضا . اجل فقد سبق ان قابلته ! اصطحبه نيوتن الى المنزل مرة فى عطلة الفصح .... فى السنة التى لعب فيها مع فريق الجامعة فى اميركا 0

dede77 01-10-10 10:13 PM

احست جورجينا برعشة تسرى فى اوصالها .... وهمست : من ؟
-تاليس واند .... اتذكرينه عزيزتى ؟
-لا اكاد اذكره 0

وكانت تكذب فنهرت نفسها مؤنبة .... ما دهاها ؟ لقد التقت بتاليس واند لفترة قصيرة منذ سنوات . كانت يومذاك فى السادسة عشرة ، خرقاء وصبية ، وكان هو فى الحادية والعشرين وكان الرقم المختار فى فريق كرة قدم اميركى . فى ذلك اليوم رفض ان تكتب عنه مقالا لصحيفة المدرسة .... وحتى يومها هذا لا تدرى لماذا تحس بعمق الجرح الذى تركه تصرفه ذاك فى نفسها . فى تلك الاثناء امضت ثلاثة ايام بالبكاء فى غرفتها بسبب رفضه المتعجرف .... وهى فى ذلك الحين لم تفهم سبب رغبته فى عدم الظهور بشكل علنى 0
منتديات ليلاس
تنهدت .... فى ذلك الوقت ، جعلته سرعته الخيالية ، وبراعته البديهية فى الملعب فى مقدمة الانباء . واكثر من مرة صادفت صورته فى الصحف والمجلات ، وها هى الان تشك فى انها كانت على الارجح ترعى حبا سريا ساذجا وتحتضن امنية متقدة فى ان يقع يوما فى حبها بياس .... ولكن رفضه المؤدب لكتابة مقالة عنه جعل اهتمامها السخيف به يتحول الى حقد 0

ورغم تمكنها من تحليل الموقف الذى جعله يرفض المقابلة منذ عشر سنوات ، فانها لم تستطع اجبار نفسها على مسامحته ، ولن تتمكن ابدا . كانت تراقب مستقبله فى عالم الكرة وتقدمه بشكل باهر بعين متحاملة غير مكترثة .... وقد قالت مرة وهى تنظر الى صورة له كانت فى احدى المجلات : اتمنى ان ينشطر سروالك الضيق الى نصفين حين تنحنى فى المرة القادمة ، ايها النجم المتفوق !

قالت لامها بخيلاء وعدائية : لن يقيم تاليس واند عندى لا هو ولا احد سواه .انا لست مستعدة لهذا بعد 0

dede77 01-10-10 10:15 PM

-جورجينا ، انت لست منطقية .... اسمعينى لحظة ! شقيقك هنا وهو يريد محادثتك 0

-امى .... انا لا اريد ان اتحدث الى .... اوه .... مرحبا نيوتن 0
جرى حديث خافت مخنوق فى الجهة الاخرى ثم تكلم نيوتن : ابعدت امى لتعد لى القهوة .... واظن ان علينا ان نتحدث على انفراد جورجينا 0
ردت بعناد : الجواب هو لا 0
-جورجينا .... بدات اشك فى انك تنوين جعل منزلك نزلا 0

كانت كلماته عذبة حلوة ، وكانها دعوة الى منحه الثقة للافضاء له بالحقيقة ، وهو امر اغراها للحظة لكنها عادت تقول بجفاء : الرد ما يزال لا 0

-لكن ماذا لو اخبرت امى عن شكى ؟
-اتهددنى !
منتديات ليلاس
تصورت امها واباها المتقاعد ، يصلان الى عتبة دارها للعناية بها ..... لقد المحا الى خطة مشابهة اثناء زيارتهما الماضية فى الميلاد ، ولكنها تمكنت من اقناعهما بالعكس بعد اتخاذها عذر تحويل المنزل الى نزل 0

-اختى .... ان العيش وحيدة فى ذلك المنزل الضخم على بعد ملايين الاميال من المدينة لفكرة غير صائبة 0

تمتمت : لدى كلبى 0
-اوه .... ! سخافة ! " روفر " يدعى كلب .... اما " سنوكل " فهو .... شئ ما !

-قال لى البيطرى انه سيتمكن من حمايتى ان دعت الحاجة 0
-حبيبتى .... ان وجود الحيوان معك غير كاف ، ساشعر باننى مطمئن بالا حين يكون معك رجل 0

صرخت ساخرة : حتى وان كان مقعدا ؟

dede77 01-10-10 10:16 PM

سرعان ما شعرت بالخجل من نفسها ، فاضافت : انا اسفة 0

الصورة التى شاهدتها فى الصحيفة الاسبوع المنصرم قفزت الى ذهنها .... كان تاليس فيها مسجى على طاولة العلاج ووجهه مبلل بدموع الالم ، وكانت عيناه السوداوان اللوزيتان تلمعان غضبا على المصور الذى استطاع التقاط هذا المشهد ، حينئذ احست بالغثيان لانها تعلم نعم المعرفة بغضبه للظهور العلنى ولعل احتلال صورته وهو متالم صفحات المجلات لامر عظيم على نفسه وسمعت نفسها تسال : ما الذى اصابه بالضبط ؟

-الم تشاهدى مباريات البطولة ؟
-لا .... لم اشاهدها .... لكنها جرت منذ اشهر 0

احست للمرة الثانية بالشفقة على تاليس واند ، وهو احساس لا تريد ان تشعر به .....
سالت : اكانت اصابته سيئة نيوتن ؟
-انه محطم ..... اختاه 0

اطلق كلماته بتجهم حزين ، فاحست بقشعريرة لكنها تعرف ان اخاها لا يتوانى عن استغلال قلبها الرهف .... فهو يعرف انها غير قادرة على رؤية عصفور مكسور الجناح او قطة صغيرة بارزة العظام او جراء مهجورة 0

-اسمع نيوتن .... اسفة لانه محطم .... حقا اسفة ..... لكننى لا اهتم كثيرا بالمزاح .... كما اننى لا احب رؤية من يتالم .... واعلم يا شقيقى اننى لا اعيش فى غابات معزولة لئلا اسمع الهمسات التى سيثيرها وجود تاليس عندى فليقض نقاهته فى اى مكان يشتهيه قلبه .... ولعل الريفيرا الفرنسية خير مكان فى مثل هذا الوقت فى السنة 0

-جورجينا .... هذا ما لن تفهميه بعد .... فالرجل معروف دوليا .... انه يعتبر نجما لامعا حتى ممن لا يحب كرة القدم .... انه رمز للجاذبية ، او لشئ من هذا القبيل . وراسه مشغول بامور كثيرة لذا هو بغنى عن القلق

dede77 01-10-10 10:17 PM

بشان ان يتعرف اليه احد وبغنى ايضا عن تطفل الناس على حياته الخاصة 0

سالت بعذوبة : اتريد لاختك الصغيرة ان تعيش مع رمز الجاذبية ؟ بصراحة لقد صدمتنى نيوتن 0

-لكنه ليس كذلك فى الحقيقة جورجينا .... انه شريف ، ووقور ومحترم .... رجل عامل صارم . والواقع ان تكتمه يجعل الناس فى شوق الى معرفة المزيد عنه .... وهذا ما يجعل الصحافة دؤوبة فى الكشف عن خفايا حياته فهو اعزب وهو يجنى مالا وفيرا ، ويبدو شريفا ، مع ان الصحافيين قد يقتلون انفسهم لاثبات العكس . اتعلمين ان بعضهم حرض شقراوات مثيرات لاعتراض طريقه ، ورمى اذرعهن حوله وتقبيله ، لانهم يعلمون ان صورا كهذه كفيلة بان تزيد المبيعات ولكن لم يستطع احد منهم اثبات شئ حقيقى فى ما يخصه 0
منتديات ليلاس
ردت بعذوبه ساخرة : يا للرجل المسكين !
-انه حقا شخصا لطيف جورجينا 0
-عظيم .... فليقم فى منزلك 0
-منزلى غير صالح ان يكون فندقا 0
-لكننى لا اريد نزلاء فى منزلى الان 0
-وهل تريدين هذا يوما ما ؟

صمتت جورجينا .... فتابع ممازحا بنغمة تتذكرها منذ الطفولة فهى نغمة تحمل الوعيد فى طياتها : ساخبر امى 0

فكرت بسرعة .... ما الذى يضرها لو سمحت لتاليس بالاقامة عندها لبضعة ايام ؟ ابتسمت لنفسها فجاة فهى ستعمل جاهدة لئلا يمكث عندها مدة تزيد عن الايام . فما عليها الا ان ترفع اجرة الغرفة ، وتقدم الطعام السئ وتسئ خدمات التنظيف ، واذا لزم الامر ، بامكانها الاتصال بالصحيفة لتخبرهم بانه يقيم عندها . وربما تكتب مقالة عنه بنفسها فتكون هذه المقالة تعويضا عن رفضه الذى كان قبل عشر سنوات ...

dede77 01-10-10 10:18 PM

ضحكت فسالها نيوتن بريبة : جورجينا ؟
ردت ساخرة : انا ابكى .... اعرف تماما متى اعترف بالهزيمة 0

رد برضى الرجل الواثق من نفسه : عظيم .... سيصل تاليس يوم الاثنين 0
-الاثنين ؟
-فى الواقع انه فى طريقه اليك 0
-انك واثق جدا من نفسك اخى الاكبر ؟
تشدق متفاخرا : اوه .... بل اعرف كيف اتدبر امور النساء 0
-يا الهى ! كيف تتحملك كريستى ؟

سترى اذن كيف تتدبر امور النساء .... اذا استطاعت لعب اوراقها ببراعة فستكون هى من يضحك اخيرا ، وعندها لن تتاثر بمزاح ثقيل غبى يصدر عن اخيها نيوتن او عن صديقه المتعجرف تاليس واند ...

واكملت بعذوبة : ساكون بانتظاره مع الفواتير 0
قال بقلق : جورجينا 0
-يجب ان اذهب الان .... اخبر امى اننى احس بالانفعال لاننى اتوقع وصول اول ضيف 0
منتديات ليلاس
اصبح فى صوته توسل : جورجينا 0
-اوه .... ماذا ايضا يا نيوتن .... ان استخدمت مرة اخرى مسالة النزل لابتزازى ، فساتصل بصحف البلاد جميعا لاخبرهم باسم صاحب القدمين الشهيرتين 0

صاح كانه يصرخ : جرجى 0
ردت تتصنع الضحك 0
-هه .... هه ..... تاليسوس 0
واقفلت السماعة بحزم 0

dede77 01-10-10 10:19 PM

اعادت ترتيب الوسائد على الاريكة ، وهى للمرة الالف التى تفعل ذلك سعيا للحصول على وضعية مناسبة . كانت كمن تقنع نفسها بعدم اهتمامها البتة بحضور تاليس واند الى هنا .... تنهدت .... لقد حدد نيوتن الاثنين .... لماذا لم تمارس السيطرة على لسانها اللاذع لتعرف بالتحديد الساعة التى سيصل فيها .

انها مضطرة الان للانتظار طوال اليوم . وازدادت كراهية لهذا الامر لان عليها الا تنتظر او تترقب قدومه . انها تتصرف وكانها مبهورة بنجوميته . احست بالاشمئزاز من نفسها .... لديها شقيقان يلعبان كرة القدم ، ولقد ترعرعت وحولها غرور الرياضيين . ولطالما هزات من المعجبين بل من المولعين الى درجة الهوس بمن يستطيع التقاط كرة او ركلها الى خارج الملعب دون فعل اى شئ اخر 0

وقد علمتها خبرتها ان الرياضيين انانيون محبون لذواتهم بشكل مفرط وكان هذا رايها منذ ان بلغت الثالثة عشرة وذلك بعدما احترف اخوها الرياضة . وكان اخوها لا ينفك عن اصطحاب اصحابه الرياضيين الى منزله المؤلف من ثلاثة غرف 0

ولكنها تذكرت انها مرة ، مرة واحدة شعرت بالانفعال الشديد بشان صديق نيوتن الذى امضى عطلة الاسبوع عندهم .... وذلك الصديق كان تاليس واند . كانت تظن ، من خلال صورة انه مختلف . ظنت انها لمحت فى عينيه البنيتين سفافية عميقة من الاحاسيس ، وظنت انها رات فى استدارة شفته الثابتة العليا قدرة على الضحك .... والاهم من هذا ، الضحك على النفس وعلى المجتمع الكروى 0

الان عرفت ان هذا ما تراه النساء فيه ، نيوتن مخطئ فى عزو جاذبية تاليس الرئيسية الى تكتمه واسئثاره عن الاضواء فالسبب الحقيقى هو النظرة المطلة فى عينيه والضحكة الخفيفة المكشوفة للاخطار .... ولكنها تعرف ان هذا غير حقيقى لانها تلقت صدمة كبيرة عندما اظهر لها تعاليا كبيرا وانانية مفرطة هى ميزة الرياضيين عادة 0

dede77 01-10-10 10:21 PM

رات كل شئ بمنظار عقلها فجاة . كان نيوتن وتاليس فى غرفة الجلوس ، يشاهدان مبارة كرة قدم يبثها التليفزيون فى ذلك الحين انتظرت بصبر الفرصة المناسبة لمفاتحته بالحديث . وكانت لها هذه الفرصة فاقتربت بقلب واجف وبراحتين تتضحان عرقا باردا وطرحت السؤال : سيد واند .... تاليس .... هل استطيع ان اجرى مقابلة لصحيفة المدرسة ؟

لم تكن تتوقع اطلاقا الرفض . تصورت نفسها تجلس على الطاولة المقابلة متوثبة متهيئة لطرح اسئلة ذكية تؤثر فيه الى ابعد مدى .... تصورت عيناه تبرقان بالاعجاب والدهشة وتصورت الضحكة ستعلو شفتيه حين يرى سرعة بديهتها بل تصورت تلك اليد السمراء القوية ، تمتد من فوق الطاولة لتبعد خصلة من شعرها عن وجهها الجميل الوضاء 0

وعوضا عن هذا كله رفع بصره اليها بلا اهتمام ، وقال بصراحة ، انه لا يجرى مقابلات صحفية مع احد .... ثم عاد لينظر الى المباراة .... واكملت ذلها بان اجهشت باكية وهرعت الى خارج الغرفة ولاذت فى غرفتها حتى انتهت مدة اقامته هناك 0
منتديات ليلاس
على اى حال جرت مقابلتها القصيرة التى لم تتعد ثلاث دقائق منذ زمن بعيد .... ولكنها تعرف ، اكثر من اى شخص اخر ، انه بالرغم من عينيه المؤثرتين فى النفس والواعدتين بالدفء وبالمرح مجرد رياضى اخر مفعم بالغرور بالنفس 0

dede77 01-10-10 10:22 PM

اذن ، لماذا تشعر بهذا الشعور الان ؟ لماذا لا تشعر بانها مختلفة كثيرا عما كانت عليه وهى فتاة خرقاء فى السادسة عشرة ؟ اما زالت ترعى ، وفى اعماقها اللاواعى الرغبة الساذجة الطفولية ، فى ان يدخل تاليس واند من الباب ليقع بجنون وياس فى حبها ؟

نفضت غبارا عن السروال الازرق الحريرى الذى اشترته قبل يومين وكان السروال مع السترة بسيطين ولكنهما مناسبان لناشرة ناجحة لم تترك النجاح يسيطر على عقلها ، كما يحدث للرياضيين الناجحين ....
منتديات ليلاس
قالت لنفسها : دافعى الوحيد هو الانتقام 0
سيقول لها : انسة بارتون .... كدت لا اعرفك !

ثم سيطلق دعوة لها لتنضم الى عشاء رومانسى يكونان فيه على انفراد فى مطعم المدينة . ولكنها سترفع حاجبها باستغراب وتبتسم بلطف قبل ان تقول بلطف فائق : انا اسفة .... فلا اخرج مع رياضيين 0

ثم ستعود للنظر الى التليفزيون ، بتصرف بارد 0
تمتمت ساخطة : اللعنة .... ليس لدى تلفزيون !
سمعت صوتا فى الخارج لا خطا فيه . انه صوت باب سيارة 0

*****
انتهى الفصل الاول قراءة ممتعة 0

*Orchid 02-10-10 11:42 PM

البداية قوية يعطيك العافية على كتابتها ننتظرها بليزززززززز ماتتاخري علينا

فتاة 86 12-10-10 07:34 PM

THANK YOU FOR YOUR EFORT
BUT WHERE IS THE REST
THANK YOU ONE MORE TIME
BUT DON'T BE LATE

toty_ahmed 14-10-10 05:27 PM

مشكووووووووره

may1973 15-10-10 04:15 PM

وين باقي الروابة

نار وشرار 15-10-10 05:26 PM

يسلمو عالرواية

كتير حلوة

وننتظر التكملة

بأسرع وقت ممكن

dede77 16-10-10 10:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة *Orchid (المشاركة 2466055)
البداية قوية يعطيك العافية على كتابتها ننتظرها بليزززززززز ماتتاخري علينا

يعطيك الف عافية حبيبتى اسفة على التاخير .

dede77 16-10-10 10:51 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2480422)
THANK YOU FOR YOUR EFORT
BUT WHERE IS THE REST
THANK YOU ONE MORE TIME
BUT DON'T BE LATE

العفو حبيبتى . اما بالنسبة للراحة فانا كنت كتبت هذا الفصل عندما علنت عن الرواية . وشكرا كثير على كلامك الرقيق مثلك . ان شاء الله ما اتاخر عليكم 0

dede77 16-10-10 10:55 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة toty_ahmed (المشاركة 2483277)
مشكووووووووره

العفو وشكرا على متابعتك ومشاركتك 0





اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة may1973 (المشاركة 2484195)
وين باقي الروابة

دة جزء من الفصل الثانى ان شاء الله يعجبك .

dede77 16-10-10 11:00 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نار وشرار (المشاركة 2484259)
يسلمو عالرواية

كتير حلوة

وننتظر التكملة

بأسرع وقت ممكن

تسلمى من كل شر .

انت الاحلى حبيبتى .

ان اشاء الله اكملها بسرعة 0

dede77 16-10-10 11:03 PM

2- لم تتغيري ابدا 0

***********************


استرقت جورجينا النظر الى الخارج عبر نوافذ بابها الامامى البيضاوى 0
ربما ليس هو القادم ، فتاليس واند بالتاكيد يقود سيارة فيرارى او احدث موديل فى عالم المرسيدس ، او احدى تلك السيارات التى تحمل اسما يشبه اسم انواع السباغيتى .... استطاعت من وراء الستائر ان تعرف ان السيارة " فان " . وهذا الفان ليس مما يركبه العابثون من الشباب اى لا يملك نوافذ معتمة وصورة غروب مطلية على جوانبها كذلك . بل الواقع انها تبدو اشبه بفان السمكرى .... انه رمادى اللون دفاعاته صدئه وفيها كمية مثيرة من الخدوش والاعوجاج كما ان الزجاج الامامى مشعور 0
ومن خلال النافذة لمحت شعره فعرفت انه هو .... فلا احد فى الدنيا يملك شعرا كهذا : كثيف ، بنى قاتم يكاد يبدو اسود . فى نهاية كل خصلة براقة لون فضى غريب ، وهذه الظاهرة لم تظهر قط فى اية صورة له . انها تذكر دهشتها حين شاهدته شخصيا للمرة الاولى ، وهاهى الان تدهش مرة اخرى . بل انها سمرت فى مكانها من الدهشة بسبب الطريقة التى كانت الشمس والهواء يتلاعبان باللون الفضى 0منتديات ليلاس
اجبرت نفسها على الابتعاد عن النافذة ، ونهرت نفسها بسبب خيالها الجامح وجلست على الاريكة بهدوء . التقطت مجلة تختص باصلاح المنازل القديمة ، فتحتها لتشغل نفسها بدراسة الصور باهتمام زائف . فجاة قررت ان مجلة عالمية ، ستعطى انطباعا افضل لما تسعى للظهور فيه . ثم تساءلت بجنون مما اذا كانت قراءة مجلة فكرة صائبة الان . ربما من الافضل ان تنزل السلم ركضا وكانها قد انتزعت نفسها من مشروع تنفذه ؟

dede77 16-10-10 11:06 PM

تاخرت فى تغيير رايها .... فقد سمعت صوت صرير لوح الخشب المتخلخل فى اسفل السلم ، فسارعت تنظر بعبوس وبتركيز شديد الى صفحات المجلة . ولكن شيئا لم يحدث .... فخاطرت برفع بصرها الى الباب ووجدته هناك واقفا . بامكانها رؤية خياله من التخريم الخشبى . ثم ، وباثارة غاضبة ، عرفت انه يراها .... فهل يتجسس عليها ؟ بالله عليه .... لماذا لا يرن الجرس ؟ هل تحول الى عاجز واهن فى اواخر ايامه ؟

رمت مجلتها بسخط ثم تقدمت الى الباب .... ولم تزعج نفسها بالتمطى بكسل كما خططت .... وفتحت الباب فى الوقت الذى كان يختفى فى الممر متجها تحت القنطرة المغطاة بالعرائش 0
منتديات ليلاس
عند سماع صرير الباب ادار راسه اليها بنظرة عاجلة مختصرة : مرحبا 0
احست بان انفاسها تهدد بهجرها . اللعنة ! ليت هذا الرجل لا يتمتع بهذه القوة الفظة التى يلطفها نور يضحك بمرح فى اعماق هاتين العينين المائلتين الغريبتين .... كان صوته حتى فى كلمة واحدة يزخر بغموض رجولى ، يتعدى مرحلة الجاذبية وهذا ما جعل جورجينا تقشعر كتلميذة التقطت لتوها لمحة لمحبوبها المثالى 0

شعرت بالاحباط بسبب ردة فعلها غير السوية ونظرت الى الحقيبتين الضخمتين ، والحقيبة الكبيرة كالصندوق الموضوعة على شرفة بابها .... كم من الوقت يسعى هذا الرجل الى قضائه هنا ؟ سنة ؟ كان يعود اليها عبر قنطرة مليئة بدالية غنية بالوريقات حاملا ثلاثة حقائب اخرى بين ذراعيه .... اينوى الاقامة مدة سنتين ؟

dede77 16-10-10 11:09 PM

تخلت عن التركيز على الحقائب ، بعد اقتراب ساقيه المديدتين منها . مع انها كانت تتوقع ان تحس بالاشفاق ، الا انها ارتاعت حين راته يعرج بوضوح . كان يجر ساقه اليسرى بألم .... ووجدت نفسها تعض شفتها بقسوة محاولة بجهد كبح لسع الدموع فى مآقيها . احست وكانها تشهد قطعة فنية اصلية مشوهة .... كانت بغض النظر عن كراهيتها له تعترف بان طريقته فى الحركة فى غاية الروعة . وحركته تلك لا تشبه ابدا حركة هذا الصدر المرمى الى الامام ، انها حركة رشيقة قوية دافقة كتدفق الماء الصامت فوق الصخور 0

اجبرت نفسها على ابعاد نظرتها عن مشيته غير السوية فهى بديهيا تعرف انه لن يرحب بشفقتها . وكان ان تركت عينيها بسرعة البرق تطوفان باعجاب على جسده الذى يملك منظرا قويا لينا ، وكانه جسد منحوت من رخام ومع ان ساقه المصابة تجبره على عدم الرشاقة فى الحركة ، الا ان ذلك لا يظهر فى عضلات صدره او ساقيه او ذراعيه . ان عضلاته قوية ، مفتولة دونما تكتل او لحم زائد او صلابة . قد تقود ملابس كرة القدم الى كل انواع التوقعات الزائفة ، لكنها لاحظت ان كتفيه عريضتان بشكل طبيعى ، يضيقان عند معدة مستوية مسطحة وخصر نحيل ....
منتديات ليلاس
بدا جسمه كله قويا بشكل طبيعى . كانت تعلم من خلال الخبرة الطويلة عدد الساعات والعمل الشاق الذى يلزم لبناء جسد يبلغ هذا الحد من الروعة والكمال . وللمرة الاولى كانت مستعدة للاعجاب بالنتيجة بدل الكراهية . استمرت عيناها بجولتهما ووجدت انها تنظر الى وجهه الذى لا يوصف ابدا بالجذاب والوسيم بل بالغلاظة .... ان انفه بارز وملتو كانه مكسور ولعظام خديه زواية حادة ولذقنه ارتفاع بارز . انه وجه عادى يشبه وجوه رعاة البقر او الحطابين او البحارة ... لا ... جاذبيته الغامضة تلك تدعو الى الحيرة احيانا وهى كامنة فى التعابير التى تتراقص على سطح وجهه المشبع بالندبات التى لا تبدو بهذه الكثرة فى تكوينه الرائع او فى مظهره . رات فى تلك التعابير وفى هاتين العينين الغارقتين بضوء متغير الالوان مليون وعد ....

dede77 16-10-10 11:13 PM

ان مصدر الاذى الضاحك الذى تلتقطه احيانا كاميرا التليفزيون وحدها هى تلك القوة الجبارة وتلك الحيوية والرجولة اللتان يفيض تاليس واند بهما عادة . ان كل شئ فيه خاصة عينيه كان مختلفا ولكن بقى منه لمحة بسيطة عما تذكره 0

بدا لها مرهقا يظلل الالم عينيه ويحفر الاسى خطوط وجهه ، ويخيم على فمه طيف ابتسامة بل رات فى تصلب خطوط فمه المعركة التى يخوضها ليسيطر على المه ، وظنت انها رات صرخة الم فى مكان لا يبعد كثيرا عن السطح 0

فجاة وقف امامها ، بعد ما رمى الحقائب بلا اهتمام . رفعت نظرها اليه .... فاعجبها ان تكتشف انه لم يكن طويلا بالنسبة للاعب كرة قدم فطوله على الارجح يقل عن مئة وثمانين سنتمترا .... واعجبها هذا ، فضخامة لاعبى كرة القدم لم ترق لها قط 0

ابتسم لها بوهن : جورجينا بارتون ؟
لم تلامس ابتسامته عينيه المغروقتين بالالم ، ثم امعن فيها النظر مفكرا وبدون سابق انذار ازدادت ابتسامته عمقا ، ثم بلغت حدود عينيه ....
اكمل : لم تتغيرى اطلاقا 0
منتديات ليلاس
تلاشت كل ذرة اشفاق وكل ذرة حنان شعرت بها عندما راته يجر ساقه فوق الممر كريشة فى مهب الريح . احست وكانها عادت ابنة السادسة عشرة .... وكانما يحاول استغلال فرصة اخرى لتحطيم ثقتها بنفسها .... لكنها تمكنت من الرد ببرود :
-ازددت طولا خمسة سنتمترات وازداد وزنى خمسة كيلوات ، ولم يعد فى وجهى نمش او بثور او جسر لاسنانى 0

اوه .... نعم ... كلما تخلصت من هذا المتانق الجاهل بسرعة كان هذا افضل لها ! لم تتغير اطلاقا ... حقا !

هز تاليس راسه بوقار ثم راحت عيناه تطوفان على وجهها ، وتوقفتا لحظة فخطفتا منها انفاسها 0

dede77 16-10-10 11:16 PM

رغم حفاظها على لا اكتراثها شعرت بصدمة عميقة عندما قابلت عيناها نظراته الواعدة بخبث . اخفضت نظرها عنه بسرعة ، وقد اربكتها الحركة الثائرة فى نفسها . حسنا جدا ليس هناك مجال لانكار جاذبيته الفائقة . ولكنها بكل تاكيد وهى فى السادسة والعشرين من العمر تملك سيطرة تفوق تلك التى كانت تملكها قبل عشر سنوات ! دعم ارتباكها قرارها بالتخلص منه باسرع وقت ممكن .

فسالته بصوت عملى : كم من الوقت ستقيم هنا ؟
هز كتفيه : لماذا ى ننتظر ونرى كيف ستسير الامور ؟
-لاباس 0

كانت تعرف مسبقا كيف ستجرى الامور .... فهو سيرحل بعد اسبوع ، وستتمكن من تنفيذ خططها للصيف ...

قادته الى المنزل .... وما ادهشها انه وضع الحقائب من يده ، ليتلمس باعجاب الحفر اليدوى الرائع المحفور على الباب الخشبى .
وتمتم باعجاب : خشب رائع ....انه من الماهوغونى .... لا يمكن للمرء رؤية الكثير مثله هذه الايام .... ليس مثله .... ولديك قطع اثرية رائعة هنا كذلك 0
منتديات ليلاس
-شكرا لك 0
شاهدت مرة اخرى الاعجاب الدافئ فى عينيه ، واستطاعت ملاحظة دهشته ، الصبيانية تقريبا ، وهو يتامل الحفر اليدوى على الطاولات . ووجدت نفسها تقول : احاول ان اجمع قطعا اثرية اميركية قديمة ... اثاث بسيط ، قوى البنية للمستكشفين الاوائل ... لا اصبر على ما هو هش سريع العطب ، ولكننى لا اعتبر نفسى هاوية جمع التحف . اننى اهتم بروح المنزل وانوى الحفاظ عليها 0

احست فجاة بالغباء لانها تشاركه سرها .... فقد يرى فى قولها اعتذار عن بعض القطع الحديثة التى تملكها ، وهذا بالتاكيد غير صحيح .... او قد يراها مخبولة غريبة الاطوار ... روح المنزل ... حقا !

dede77 16-10-10 11:19 PM

ولكنه نظر الى ما حوله فى غرفة الجلوس وهز راسه بوقار : اظنك قمت بعمل رائع ... هذا القسم يشع بشئ ما من روح المستكشفين الاوائل ... البساطة ، والدفء ، والقوة 0

نسيت ان فى مقدمة اولوياتها التخلص منه وفى اسرع وقت ... لانها وهبته بشكل لا ارادى ابتسامة حقيقية ردا على تقديره للاهداف التى حاولت جاهدة تحقيقها فى المنزل 0

سالها وكانه لا يصدق عندما تركز بصره على خزانة من خشب الارز: ما هذا ؟
تبعت نظرته نظراتها ، ثم ابتسمت لذنب متارجح داخل الخزانة : انه كلبى .... وهو يخاف الناس قليلا ....

نادت الكلب بلطف " سنوكل " فاختفى الذنب ، ثم عاد الى البروز من جديد . بعد ذلك راقبت عينان سوداوان خائفتان تاليس وجورجينا 0
سالها تاليس : وكيف دخل الى هناك ؟

-انه عبقرى عندما يريد . وهذا امر غير دائم عادة 0
وضحكت ، عند سماع رنين ضحكتها ، انفتح باب الخزانة اكثر ليكشف عن بشاعة وجه " سنوكل " البولدوغ ....

فقال تاليس : يالهى ! ان من يحمل وجها كهذا غريب عليه ان يخاف الناس انه يشبه الوحش ....
منتديات ليلاس
خسر تاليس كل تقدير اكتسبه حين ابدى اعجابه بالمنزل والاثاث . لا شك ان ملاحظته التى تتعلق بالمنزل كانت من قبيل اللياقة لانه اعتاد اثناء حضور حفلات الكوكتيل ان يبدى استحسانه بشان ديكور منزل مضيفيه . ولابد انه زير نساء ميؤوس منه يعرف بالبديهة كيف يشق الطريق الدافئة الى عواطف ضحاياه ! هه ! حسنا .... قد يكون قادرا على لعب دوره مع الشقراوات الباردات اللواتى يحببن لاعبى كرة القدم ولكنه واجه اشياء مختلفة كل الاختلاف هنا !

ردت بحدة ، ودفاع بارزين : سنوكل كلب ممتاز وهو مرح ولكن من يعطى احكاما بناء على الظاهر يفته مثل هذا الواقع .... كما يفته اشياء اهم فى الحياة 0

رد بخشونة : سامحينى ....
-هل ارشدك الى غرفتك ؟
-تفضلى 0

توقفت امام الدرج ، تسال : هل سيشكل الدرج عائقا لك ؟
تجهم وجهه : انا واثق من اننى ساتدبر امرى 0
-هناك غرفة فى الاسفل هنا يمكننا ....
-قلت اننى ساتدبر امرى 0

ارتدت جورجينا عنه ، تدير عينيها بنفاذ صبر . كلما خرج تاليس واند من منزلها فى مدة اسرع ، كلما كانت حياتها افضل .... من يحتاج الى احمق مفرط الحساسية مغرور هنا ؟

شمس المملكة 17-10-10 01:31 PM

انتظرر الباقي

لاتتأخري

777نور777 18-10-10 11:10 PM

مشكوره كثير على الروايه .......لكن بليز '''لاتتأخري ماأحب الأنتظار

samahss 19-10-10 06:56 AM

:Welcomeani: تسلمى احنا فى انتظار باقى الروايه على احر من الجمر

dede77 19-10-10 09:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس المملكة (المشاركة 2486749)
انتظرر الباقي

لاتتأخري


اسفة حبيبتى على التاخير . ودة جزء جديد يا رب يعجبك .


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة 777نور777 (المشاركة 2489047)
مشكوره كثير على الروايه .......لكن بليز '''لاتتأخري ماأحب الأنتظار


ان شاء الله اكملها بسرعة . وشكرا على مرورك العطر .

dede77 19-10-10 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samahss (المشاركة 2489425)
:Welcomeani: تسلمى احنا فى انتظار باقى الروايه على احر من الجمر



تسلمى حبيبتى من كل شر . وانا اسفة على التاخير .

dede77 19-10-10 09:38 PM

لكن ، للمرة الثانية تمكن اعجابه بالمنزل من فتنتها ... اهى فتنته ؟ ام انه يحب التحف الاثرية ؟

شاهدته يقف فى فسحة الدرج قبل ان يتحول الى الدرجات بحدة . عندما نظر الى خارج النافذة شاهدت كتفيه العريضتين ترتفعان ثم تهبطان . اهذه تنهيدة رضى ، كتلك التى تنهدتها حينما وقفت للمرة الاولى هنا ؟ كانت قد نظرت الى الخارج الى ما فوق رؤوس الاشجار فرات عن بعد البحيرة تلمع تحت اشعة الشمس فى الوادى البعيد ، واحست احساسا رائعا بانها فى منزلها وبلادها ....
منتديات ليلاس
-هل هناك غرفة تطل على هذا المنظر ؟
-اجل .... غرفتى ....
-اهناك فرصة للمبادلة ؟

اجال ببصره فى ردهة الدرج ثانية ثم اعتلت وجهه ابتسامة صغيرة خبيثة . تلاشى لبرهة الالم والتوتر عن وجهه ، واصبح من اليسير رؤية ما جعل تاليس واند محبوبا من قبل النساء وحلما لهن 0

-لدينا ردهة مماثلة فى المنزل الذى ترعرعت فيه . لا احد يعرف كيف تبنى ردهات سلالم كهذه .... اليس كذلك ؟ السلالم الان ضيقة حادة الارتفاع يستخدمون الفسحات فيها باقتصاد للوصول الى الطابق الاخير ، ولكن من دون فعل شئ لتكون رحلتك ممتعة 0

dede77 19-10-10 09:39 PM

حدقت جورجينا اليه . انها فى هذا المنزل منذ سنتين ... وقد زاره والداها واخواها وزوجتاهما واولادهم . كما قضى عدة اصدقاء عطلة نهاية الاسبوع هنا ... ولكن لم يبد اى منهم ذرة اعجاب بمنزلها . كان يعتقد الجميع انها مجنونة لانها اشترته وعاشت فيه . ما من احد ابدى اعجابه بالخشب الماهوغونى او بالافاريز المحفورة ، وما مرر احدهم اصابعه بخفة على الخشب المصقول او توقف فى هذه الفسحة متنهدا برضى 0

رفع نظره فجاة فضبطها تحدق اليه . استدارت بسرعة وتابعت ارتقاء السلالم وهى تقول ببرود ان من الخطر الشديد ان تشعر بان بينها وبين تاليس واند شيئا مشتركا ... انها تحس بهذا نحوه والدافع الوحيد هو عزلتها عن الناس ، ولقد مضى وقت طويل منذ تحدثت فيه الى من يحب المنازل القديمة كما تحبها هى 0
منتديات ليلاس
حسنا ... لا ... هذا غير صحيح تماما ... فجمعية اصدقاء التاريخ يلتقون بها مرتين فى الشهر ، وهم يحبون منزلها ... ولكن الامر مختلف كل الاختلاف عن ابداء نساء تتجاوز اعمارهن الثانية والسبعين الاعجاب به 0

وهنا يكمن الخطر ... انه مخلوق جذاب وهذه نظرة يجب ان تتذكرها وتتذكر انها تشاركها مع الاف النساء ... وان تتذكر ان عنده الافا من المعجبات منهن عارضات ازياء ونجمات السينما ... فلماذا يهتم بفتاة غريبة الاطوار قليلا ، مستقلة تماما ، ليست سوى ناشرة مجلة لبعض الوقت ، فتاة فضلت العيش بعيدا عن الحياة العصرية التى اختارها لنفسه ، فتاة لا تحب كرة القدم كذلك ؟

اجل ... الخطر يكمن عندما يباشر تاليس باغوائها ، خاصة وهى تبدو منجذبة اليه بشكل صاعق . وهذا يطابق تماما ما كانت تشعر به تجاهه وهى فى السادسة عشرة 0

dede77 19-10-10 09:41 PM

تنهدت ... هل النساء جميعهن حمقاوات مثلها ؟ ولكن كيف تشعر بهذا الانجذاب وهى امرأة تمقت النساء اللواتى يقعن فى حب الوجه الوسيم والجسد الرائع كما تمقت المتحلقات حول حول اصحاب الشهرة . اضافة الى ذلك ، تعرف من خلال الخبرة ان جميع الرياضيين مغرورون . انهم يطلبون الكثير فى المقابل . ولكنها منطقيا تعرف ان لا شئ اطلاقا مشترك بينها وبين تاليس واند ، ومع ذلك تجد نفسها تخطط استراتيجيا لئلا تقع فى حبه ، بينما هى فى الواقع تشك فى ان هذا جاء متاخرا 0

-علام كان هذا ؟
انتفضت وحدقت اليه عن غير وعى وكانه مجرم : ماذا ؟

-تلك التنهيدة القوية 0
-وهل تنهدت ؟
منتديات ليلاس
هز راسه بثبات ....
فقالت : لا شك انها تثاؤب ليس الا 0

وتثاءبت ثانية ، لتظهر له عدم تاثرها بصحبته ، ثم اشارت الى باب غرفته : هذه لك ، ارجو ان تجد فيها كل ما يرضيك 0

dede77 19-10-10 09:43 PM

ان تقدم الانسان فى العمر لا يعنى ابدا ان المرء قد يزداد حكمة وتعقلا . والعيش مع تاليس واند قد يؤدى الى تحطيم قلبها هذا ان لم تنتبه لنفسها . لذا عليها ان تظل بعيدة عنه والافضل ان تلتزم خطتها الاولى بالتخلص منه فى اقرب فرصة واسرع وقت 0

احنت راسها تحييه من باب اللياقة ، واسرعت تتركه 0
-جورجينا ؟

استدارت تنظر اليه : نعم ؟
-ما معناه ؟

-ماذا ؟
-اسم جورجينا ؟

ارادت ان تركض عبر الممر لتضربه بقبضاتها ... سيكون من العسير عليها ان تبقى غير مكترثة به . لم يكن السؤال يحمل شيئا خاصا يغضبها ، ولكن شيئا ما فى عينيه كان يحمل تساؤلا خاصا 0

نظرت اليه بريبة وفكرت فى ان عليه الا يدس انفه الطويل فى حياتها الخاصة لمجرد وجوده معها فى منزل واحد . ابتسمت ابتسامة جافة : اسفة ... فهذه معلومات اعتبرها فى غاية السرية 0

dede77 19-10-10 09:44 PM

-لكننى ساعرف 0
ان بقيت هنا مدة طويلة فقد تعرف ....

ارتدت عنه ثانية ، ثم ورغم قرارها بالا تشجعه على رفع الكلفة ، قالت : وماذا يعنى اسم تاليس ؟

رد بتشدق : سيدتى . اظنه اسما يونانيا 0
علت فمها بسمة على مضض : سيقدم العشاء فى السابعة والطعام سيكون ديكا روميا مع توابل 0

-انه طعامى المفضل 0
تمتمت لنفسها : سنرى 0

لكنها بطريقة ما ، لم تكن راضية عن اللعبة التى كانت موشكة على الانخراط فيها ، كما خططت ان تفعل 0
منتديات ليلاس
دخل تاليس الى الغرفة التى اشارت اليها ، ووضع حقائبه واغلق الباب وراءه ... ثم استلقى فوق السرير ، يدلك عن غير وعى ساقه . لقد اعجبته الغرفة لانه يستطيع عبر نافذتها النظر الى الخارج مع ان المنظر لم يكن جميلا كالمنظر الذى راه حين نظر من ردهة السلم . شاهد الان قطيعا من الماشية السوداء والبيضاء يرعى عند جانب التل الاخضر ، كان المنظر بالنسبة له مهدئا لاعصابه ، واحس فى اعماقه بالشوق الى الهدوء والصمت . توقف عن تدليك ساقه ، ووضع ذراعيه خلف راسه مستلقيا الى الخلف ناظرا الى السقف ....

dede77 19-10-10 09:46 PM

اجل ... لديه احساس بان هذا المكان هو ما يحتاجه . فهنا لن يزعجه احد وعليه سيكون هذا المكان الانسب للعمل 0لاحظ الافريز المحفور بازها " التوليب " حول اعلى الجدران ، واخذ يدرسها باهتمام . كان مستعدا للمراهنة على انها من صنع يدوى ... وفكر ... ان لها طريقة خاصة فى انتقاء الاشياء ... طريقة تعجبه ... ان ذوقها يعكس بطريقة مخيفة ذوقه هو فى الاشياء 0

عبس قليلا ... جورجينا بارتون ... لم يكن يظن انه سيتذكرها اطلاقا ، مع ذلك تذكرها . ما ان شاهد العينين الرماديتين الواسعتين حتى تذكرها ... تانك العينان الذابلتان المغريتان الغامزتان الضاحكتان الباكيتان ، الحاملتان الكون كله فى اعماقهما . كان هذا ما عناه حين قال انها لم تتغير كثيرا : لقد قصد ان عينيها ما زالتا كما كانتا ، بحيرتين رائعتين من الغموض ، تذكرهما ما ان القى نظرة قصيرة اليهما . تلك النظرة التى صدمته صدمة فائقة جعلته يشيح نظره عنهما الى التليفزيون ... لانه خاف بطريقة ما ان يضيع وان يقع فى الاسر ....

ازداد عبوس تاليس عمقا . ايجب ان يقول لها انه اسف لانه رفض اجراء مقابلة معها منذ تلك السنوات الطويلة ؟ صحيح ان رده لن يختلف ، ولكن طريقة قوله لها قد تكون مصقولة اكثر . لقد صدم يومذاك حينما هرعت من الغرفة راكضة ، باكية . لقد ظن انها اكبر سنا واكثر حكمة مما كانت . واليوم قالت له انه كان فى وجهها نمش وبثور وقوائم اسنان ، ولكنه لا يتذكر كل هذا ... وحدهما عيناها اللتان اغرورقتا بالدموع يذكرهما 0

كان نيوتن قد صرف النظر عما حدث بتلويح من يده متمتما : تتصرف جورجينا على هذا النحو احيانا 0

بدا له فى لحظة انه يعرف حياتها كلها ويفهمها ، يفهم حساسيتها المفرطة لوجودها بين نجوم مشهورين كما يفهم كيف ان مواهبها الخاصة لا يسمح لها بالظهور . انها الصغيرة ، والاخيرة بعد اخوين عظيمين مشهورين . ولقد راهن يومذاك ان هذا يؤلمها كما راهن الا يتفوه بكلمة عما فهمه 0

dede77 19-10-10 09:49 PM

كان قد صعد الى غرفتها فيما بعد ، وقرع الباب برقة . اراد ان يشرح لها سبب رفضه ولكنها لم ترد ... وعندما عادت الذكرى اليه استطاع ان يعرف الى اى حد كان تصرفه صبيانيا . فى الحادية والعشرين لم يكن يفهم كل الاجوبة ولا يملكها . ولانه فجاة وجد نفسه حائرا فى ما سيقوله لها ولانه خشى ان يسئ اخواها الظن ان وجداه فى غرفتها . لم يكرر الطرق على الباب ومنذ ذاك الحين لم يفكر فى الامر ولا فيها ، حتى عاد الى مشاهدتها ثانية منذ ساعة 0
منتديات ليلاس
ايذكر لها هذا ام لا ؟ لا شك انها نسيت الامر ، على اى حال ... فلماذا يثيره ؟ ولكن ، بطريقة ما ، كان يعرف انها تنس 0

ايمكن لحادثة جرت منذ عشر سنوات ان تفسر مزاجها الغريب الذى بدا واضحا الان ؟ ففى لحظة كانت تبدو دافئة متحمسة ، متشوقة وفى الثانية ، متباعدة قلقة ، مدافعة 0

ابتسم لنفسه فهى لا تزال حساسة ... يا الهى ... كانت ردة فعلها حين سخر من كلبها ردة من هوجم جسديا . ولكن لاباس بردة الفعل تلك فهو يحب الحساسية التى تبدو له ميزة مفقودة فى عالمه للاسف ... ولقد سئم ان يصر على اسنانه امام قسوة وعناد وفراغ رؤوس المزيفين فى دائرته 0

ضحك ، ونظر الى ساقه ... يبدو انه لن يبتعد عن المتطفلين ورجال الصحافة وقتا طويلا اذ لن يتحمل مثل هذا الهروب ومن اجل هذا ليس لديه الوقت الكافى ليحلل شخصية جورجينا ، مهما كانت تثير اهتمامه 0
منتديات ليلاس
فتح احدى حقائبه على مضض ، واخرج صورة موضوعة فى اطار ، ونظر اليها مطولا ... ثم همس اخيرا بصوت ممزق : اللعنة مارلين ... اظنك طلبت منى الكثير !
وضع الصورة الى جانب السرير ، وتنهد ... فمعدات التمرين ستصل غدا 0


*****

انتهى الفصل الثانى 0

شمس المملكة 19-10-10 10:05 PM

اناا في شوق لماسيحدث بين جورجينااا وتاليس


في انتظاااار المزيـــــد

سفيرة الاحزان 27-10-10 08:02 PM

اناا في شوق لماسيحدث بين جورجينااا وتاليس

rosi 28-10-10 01:48 AM

ديدي ننتظر التكملة الرواية حلوة كتير ومرسي خالص لك

ويعطيك العافية:8_4_134::flowers2::flowers2:

الكبرياء الجريح 28-10-10 01:48 PM

شكرا عزيزتي بانتظارك لاتطولي علينا

dede77 30-10-10 10:09 PM

اسفة يا بنات على التاخير .
وهذا الفصل الثالث اتمنى ينال اعجابكم .
اترركم معه الان 0

dede77 30-10-10 10:11 PM

[B]3- عندما تقتل الابتسامة 0**********************************[/B]
كان المطبخ فخر جورجينا ومصدر فرحها ... انه الجزء الوحيد فى المنزل الذى رتبته كما يحلو لها . كانت الغرف الاخرى قد اعدتها بطريقة متقطعة وعلى مراحل ، وذلك كلما سمح لها وقتها وحالها . ولكن المطبخ الذى كان فى حالة مزرية حين وصلت جعلها تستدعى متعهدا رامية الى الجحيم المصاريف الزائدة . وكان ان اخرجت كل ما فى داخله ، لتبدا من الصفر 0

وجاءت النتيجة رائعة فقد جمع المطبخ بين سحر الريف وبساطته وبين روعة القرن العشرين ومتطلباته ، تسللت اشعة الشمس الى النوافذ المنزوية قرب طاولة الفطور وتلاعبت على الارض الآجرية الحمراء .... وكان الآجر الاحمر قد بنى من جديد حول الفرن الذى انكشف تحت طبقات من الصخر الزائف والطلاء واوراق الجدران .منتديات ليلاس وكانت الاوانى النحاسية معلقة بمشاجب متدلية من السقف فوق خشبة تقطيع لحم عريضة اثرية ، وكان يجمل سطح الفرن البراق وعاء نحاسى عمره ثمانين عاما 0

جلست جورجينا فى ركن الفطور ، تنظر بقلق من حين الى اخر الى باب المطبخ المقفل .... انها تكره الابواب المقفلة ، ولكنها كانت تسمع تحركات تاليس الذى كان ينقل اغراضه ، وهى لا تريده ان يطل عليها فيجدها غارقة فى كتاب عوضا عن تحضير الديك الرومى الذى وعدته به 0

سمعته ينزل الدرج ثانية ، فحركت القدر امامها على الطاولة ، وابتسمت من اعماقها .... انه صوت مؤثر لشخص غارق فى الطبخ ... ومن المؤسف الا تستطيع اختراع الروائح المناسبة ! ثم ضحكت ضحكة شيطانية قبل ان تعود الى قراءة الكتاب 0

فى السادسة والنصف ، انطلق جرس الفرن ، فتقدمت الى البراد لتخرج من الثلاجة قطعتين من الديك الرومى الجاهز فرمتهما فى الفرن بلا اكتراث ، ثم تمتمت : مع كل التوابل ....

dede77 30-10-10 10:12 PM

فكرت فى اعداد مائدة الطعام بافضل الادوات الصينية ولكنها تراجعت ، اذ سيبدو ذلك فاضحا .... وهى تريد ان يفهم تاليس ان الطعام الجاهز هو الوجبة المعتادة فى هذا المكان . فاذا كان على معرفة بامور الصحة فستكفى نظرة واحدة الى الاطعمة المحفوظة فى معلبات فى جعله يبدا بتوضيب حقائبه ثانية 0

احست لهنية بالندم . لقد فكرت فى الواقع بعد الظهر بالذهاب الى البلدة لشراء ديك رومى حقيقى ... وهذه الرغبة عزتها تماما الى اندفاع الانثى عندها لكسب رضاه ... لكسب الاعجاب فى عينيه منذ كانت صغيرة ... وهذا امر غريب فهى لم تكن بعد قد دخلت فى عمر الانوثة ولم تكن كذلك حبيبة احد ايضا ، اذن من اين اتى ذلك الشوق الى رؤية ذلك القول الماثور : قلب الرجل يمر عبر معدته 0
منتديات ليلاس
نزل تاليس الى المطبخ فى تمام السابعة ، وحينما رات عينيه تلمعان وهو ينظر الى المطبخ ، احست للمرة الثانية بالندم . ولكنها سمحت لنفسها بتامله برهة . كان يبدو اقل تعبا فشعرت بوخز من نوع اخر فقد كان يرتدى قميصا ملونا يلتف على كتفيه العريضتين ، ويشتد فوق خطوط صدره ، ومعدته المسطحة .... فسارعت تدعوه لتمنع عينيها عن النظر الى منظره الوسيم الرائع 0
-اجلس على طاولة الطعام 0

قاومت جاهدة لتحافظ على صرامة وجهها فارتدت عنه واخرجت الطعام من الفرن ورمته امامه ... كانت مضطرة للمقاومة بكل ما اوتيت من جهد لئلا تنفجر ضاحكة عندما رات المشاعر المتلاعبة على وجهه : ففى البدء ظهر على وجهه عدم التصديق ثم الصدمة وبعد ذلك خيبة الامل ، واخيرا الاشمئزاز .... وعندها لم تعد واثقة ان كانت رغبتها فى الضحك تعود الى فرح حقيقى ام الى نوبة عصبية سيئة 0

dede77 30-10-10 10:15 PM

اخرجت عشاءها من الفرن ، وجلست فى مكانها على الطاولة قبالته ... فجاة بدت لها فكرة العشاء فى غرفة الطعام افضل بكثير لان ذلك كان سيضع مسافة اكبر بينهما كما كان سيوفر لها جوا من الرسميات الباردة ، وسبيعدها عن جاذبيته البحتة . تساءلت كيف لها ان تقترح الانتقال الى هناك دون ان تبدو مخبولة ... اذ كيف لها ان تصر على الذهاب الى غرفة الطعام الرسمية لتناول عشاء جاهز ؟ ادركت ان هذا مستحيل ، فصبت عينيها على طبقها ... انه قريب منها بشكل يثير الاضطراب بل هى تكاد تلاحظ الدوائر الذهبية التى تحدق ببؤبؤ عينيه البنيتين . اذا لم تكن حريصة فستلامس ركبتاها ركبتيه 0

ارجعت ساقيها بجهد الى ما تحت كرسيها وتناولت قضمة من العشاء . ثم اجبرت نفسها على القول " رائع " قبل ان تنظر اليه مبتسمة ابتسام تحد ومرح 0
منتديات ليلاس
كان الاشمئزاز قد تلاشى عن وجهه ، وبدت عيناه تومضان بتسلية مستترة علما ان قسمات وجهه لم تكن تنم عن شئ . قال لها بسخرية كريهة : اوه .... انها المفضلة عندى ... الديك الرومى البلاستيكى مع صلصة التوت البرى الاصطناعية .... مستحضر نباتى كامل ، بطاطا مهروسة ، ومعها حلوى تفاح كالتى تعدها امى ... اوه .... ما الذها ! اتمنى ان يكون هناك واحدة اخرى ....

وبدا يقضم وجبته ... فقالت له بحبور : غذا ستتناول الروستو مع كل التوابل 0

تمتم ، يعبث بمحتويات طبقه بدون وعى : اظننى ارى مشكلة صغيرة فى هذه الجنة 0

احست مرة اخرى بالندم ... وتحول الندم الى الم ... هل يظن منزلها بهذا الكمال ليطلق عليه لفظة الجنة ؟

dede77 30-10-10 10:16 PM

قاومت مشاعرها برهة . انها قادرة على اعداد طبق الخضار الذى تشتهر بصنعه فى المايكروويف فى اقل من عشر دقائق 0

رويدك جورجينا ... انت لا ترحبين به هنا . فلا تبدئى بالندم بسبب نظرة الجوع والحرمان على وجهه ... هيا اكملى اللعبة !

هبت بشكل طبيعى عن الكرسى وهى تامل ان يكون غارقا فى بؤسه فلا يلاحظ انها لم تمس عشاءها . دست طبقها فى المغسلة ، وفتحت درجا قرب البراد تناولت منه علبة سكائر كان قد تركها احد افراد جمعية اصدقاء التاريخ فى لقائهم الاخير . ثم تنهدت قبل ان تعود الى الطاولة لتخرج سيكارة وتشعلها ... وكان ان بذلت جهدا لئلا تسعل .... مع انها شعرت بان دمها يتراجع حتى قدميها 0
منتديات ليلاس
ابتسمت له ابتسامة مهتزة . وسالت : هل تمانع ان دخنت ؟
نظر اليها ، ثم مد يده الى الخلف يفتح النافذة ، وقال متجهما وهو يراقبها بعينين ضيقتين : انها رئتيك وحياتك وقلبك ، وصحتك 0

ردت تدافع عن نفسها : وهو كذلك منزلى ....
وسحبت نفسا اخر من سيكارتها ثم اطلقت سعلتين قصيرتين لتقول : سعال المدخنين 0

لم يرد ، وتابع ينظر اليها نظرة ضيقة اشعرتها بانها حشرة مثبتة على لوحة امامه .... اكملت بعناد تدخين السيكارة حتى كادت تحرق اصابعها . وحين اطفاتها اخيرا ، سالها ببرود : لماذا تفعلين هذا كله ؟

اتسعت عيناها ببراءة مصطنعة فيما كان قلبها يخفق بشدة : افعل ماذا ؟

dede77 30-10-10 10:18 PM

بدا خائب الامل وهذا ما دفع ذقنها المدبب للشموخ الى الاعلى . وقال لها : جورجينا .... لا اعتقد هذا المطبخ لامرأة تتناول .... الطعام المحفوظ 0

-ربما اشتريت المطبخ وهو على هذه الحال 0
املت ان يعوض ارتفاع صوتها عن القناعة المفقودة منه ....

لكنه اجاب : اوه ... لا اعتقد هذا . فانا ارى بسهولة اين ينتهى المنزل القديم واين يبدا منزل جورجينا الجديد 0

تجاهلت احمرار السعادة التى بعثتها اليها ملاحظته ، وتابعت تنظر اليه مترقبة ... واكمل : ومن يدخن بصورة مستمرة ، لا تفوح منه رائحة ازهار الربيع الندية جورجينا ....

اشك ان سعادتها السخيفة ظهرت على وجنتيها اللتين تضرجتا باحمرار شديد 0
منتديات ليلاس
-ففى منازل المدخنين عادة رائحة التبغ اما فى هذا المنزل فتعبق رائحة الخشب النظيف ورائحة النظافة 0

ردت بصوت ضعيف : اوه 0
سالها وعيناه تلمعان بالرضى : اوه ؟

سالت ساخرة : اتخطط الى الخوض فى سلك المباحث الخاصة يوما ؟ انت فى الواقع اذكى من ان تكون لاعب كرة قدم 0

dede77 30-10-10 10:20 PM

راقبت وجهه يتصلب ، فتمنت لو تشعر ببعض السعادة .... فبعد هذا كله لن يمكث فى مكان لا يتلقى فيه الا الاهانة !

قال لها بصوت يهدئه التوتر : اتعلمين ... اذا كان هناك خرافة اكرهها ، فهى تلك التى مفادها ان الرياضى عضلات بدون دماغ ... الحقيقة ان معظم الرياضيين بحاجة الى ما يعكس عنهم التالق السريع ، معنويا وجسديا ... والواقع كذلك ، ان لعبة كرة القدم هى لعبة راقية تحتاج الى حنكة لا تترك المجال للحماقات . والحقيقة ان كل من شاركته اللعب فى كرة القدم يحمل درجة جامعية واحدة على الاقل ، واكثر من واحد يحمل درجة " دكتور " 0

-اه ... دكتوراه فى شق الطريق الملتوى نحو الهدف ... ان هذا اللقب رنة سلطة 0

-بالله عليك جورجينا ... ليس بين اخويك من هو خفيف العقل ! كان يمكن ان اتفهم رايك لو كنت من الجمهور لا ممن عاش مع الرياضيين 0
منتديات ليلاس
-اعترف ان عقليهما راجحان .... فقد انطلقا يتلقى العلوم الجامعية بسهولة ويسر ، وتخصصا فى الرسوم المتحركة لئلا يتعارض ذلك مع سبب وجودهما الاساسى فى الجامعة .... كرة القدم ، العظيمة القدرة ... وما من ذرة من ذكائهما ذهبت الى شئ اخر ، فقد استخدماه لتعلم كل حيلة ، وكل خطة قد تكون موجودة فى قواعد كرة القدم . ولم يضع اى منهما ذرة من الذكاء او الطاقة على شئ خارج ذلك العالم الضيق الصغير ، فقد قال لى لارى انه كان يظن ان كلمة " اماديوس " تعنى نوعا من الشراب الى ان شاهد الفيلم السينمائى . ولم يكن نيوتن يعرف من هو رئيس مقاطعتنا ، ولم يهتم بهذا ايضا 0

اتسعت عينا تاليس دهشة بسبب عنف كلامها ... فتمتمت : انا اسفة ... لم اقصد الاسترسال هكذا ... لكنك لمست وترا حساسا فى نفسى 0

dede77 30-10-10 10:21 PM

صفر بصوت منخفض ، ثم قال : ما كنت تمزحين عندما قلت ما قلته ! افضى الى بما تريدين ان كان هذا يريحك .... اعرف انه ليس من السهل ان ينشا المرء بين اخوين متفوقين 0

احست بالدموع تخز عينيها فارتاعت . ان فى صوته رنة اهتمام اضافة الى اشياء كثيرة . لقد كانت لئيمة معه قصدا ولكنه ظل لطيفا معها . ربما تغير عن ذلك الشاب المتعجرف الذى رفض المقابلة منذ عشر سنوات . والاسوا من هذا ربما كانت هى المخطئة ، وانه لم يكن متعجرفا قط 0

-اسمع تاليس ... انا لا المح الى اننى غير فخورة بهما . وانا اسحب الغمز واللمز الذى وصفت به ذكاءك ... فلننس الموضوع كله الان ... اتفقنا ؟

رد بصوت منخفض : ستفضين الى بسرك يوما جورجينا ... فمن غير المستحسن ابقاء مثل هذا الالم دفينا فى نفسك 0
منتديات ليلاس
-لا تكن سخيفا ... فليس هناك ما يقال الا ما يتعلق بالغيرة التى تنشب بين الاخوة . ثم ان كان هناك شئ ما فلماذا اخبرك به ؟ انت غريب عنا 0

كانت تعرف حتى وهى تقول ذلك ان ما نطقت به غير صحيح ، فقد احست احساسا غريبا بانها تعرفه منذ زمن بعيد . رد عليها : يكون احيانا الغريب افضل شخص تفضين اليه بهمومك 0

ذكرها تاكيده الحازم بانه فعلا غريب عنها بالخطر المقبل الذى يولده شعورها بانه قريب منها بطريقة ما ، فحولت الحديث بسرعة بعيدا عن الامور الشخصية 0

-اعتقد انك تخصصت فى الجامعة بعلم النفس 0

dede77 30-10-10 10:22 PM

-اخطات بل تخصصت بعلم الفيزياء 0
عبست ، لا تريد اظهار جهلها 0

ثم ضحكت : حسنا .... لقد نلت انتقامك ، وانا استحقه 0

ابتسم لها ، فاحست ثانية بالخطر الكامن امامها فى هذا الرجل ... لا يحق له ابدا ممارسة ابتسامة قاتلة كهذه امام امرأة عزباء ! كانت ابتسامة واضحة ، فيها طفولة ودفء ولكنها تكشف عن سن اضافى قرب الناب وهذا ما زاده جاذبية . فهو الان يبدو لها شخصية فاتنة تفوق فتنة جميع من يقف امام عدسة التصوير للقيام بدعاية للسكائر والمشروب 0

ربما كان لهذا علاقة بوجود رابطة معجبات به يصل عددها الى الالاف ... فليس حوله هالة من البرودة التى لا تمس ، جو من التعجرف البارد ، وليس فى هذا الوجه العادى الجلف دليل على الغرور او دليل على التحذير " ارفعى يديك ... الا ان كنت تستطيعين مجاراة المرأة الخارقة فى الركض 0
منتديات ليلاس
لا ... بل فى هذا الوجه نوع من المرونة والصدق والحساسية .... تاليس واند ، النجم اللامع ، يبدو مجرد رجل . ان كل ذرة فيه تدل على انه رجل بكل ما للكلمة من معنى ، فهو سهل المعشر طيب عادى ، ولم يكن يبدو وكانه رجل يحب ذاته 0

وهذا بالضبط ما تحبه النساء فيه ، فمن اليسير على المرأة الوصول اليه ولكن عليها ان تحذر فلم يحدث ان وصلت اليه امرأة من قبل ولم يحدث ان تزوج او اعلن خطوبته ... ولو كان فى حياته علاقة جادة لتناولتها صفحات المجلات الاولى ولنشرتها 0

dede77 30-10-10 10:23 PM

فكرت مرة اخرى بجهد كيف لها ان تبتعد عن الامور الشخصية ، وفاجاها السؤال التالى الذى انطلق من ثغرها 0

-لماذا لم تتزوج تاليس ؟
-صدمتنى ... لم يسالنى احد هذا السؤال 0

-لا اصدق 0
-ولماذا اهتمامك ؟ يا الهى تبدين وانت تطرحين هذا السؤال كامى 0

ردت ساخرة : وكامى ايضا . السبب اننى اتصورك بسهولة تحمل طفلا بين يديك تهدهده .....

ها هى تخوض فى امور شخصية بحتة . شعرت بالندم الحقيقى لانها تطرقت الى هذا الموضوع 0

-جورجينا .... ! امامى صورة عامة يجب ان احميها 0
منتديات ليلاس
ورغم خفة رده ، استطاعت رؤية الاسى يغشى عينيه فكان ان اردفت : هاه ! انت لم تفعل ما يوحى الى تلك الصورة 0

-يصدق معظم الناس اننى شاب عابث .... فلماذا لا تصدقين انت ، جورجينا ؟

-لانك عندها ستحتاج الى قوة الاسد ، واندفاع الفيل ، ورشاقة ماعز الجبل ، لتعطى المصداقية الى نصف ما تنسبه الصحافة لك 0

dede77 30-10-10 10:25 PM

ترددت قليلا ، وغادرت الخفة صوتها حين اكملت : ربما صدقت هذا يوما ... لكننى لا اصدقه الان واراهن ان جميع من يتكلم معك ولو لخمس دقائق لا يصدق الكثير من الاقاويل الدائرة حولك 0

اطبقت يد قوية على يدها تضغط عليها بتودد : شكرا لك جورجينا ... فمنذ زمن بعيد لم اسمع كلاما لطيفا كهذا 0

سحب يده ، فاحست بالوحشة لان يده عندما ضمت يدها كانت فى مكانها المناسب 0

ثم فجاة اشتعل ضوء انذار احمر صغير فى راسها ... خطر ! انه قطعا ساحر موهوب حتى وان كان غير عابث ... انهضى واغسلى الصحون ، لكنها نظرت حولها ، فالعشاء الجاهز لا يترك صحونا كثيرة .
منتديات ليلاس
سالت يائسة : اتريد قهوة تحملها الى غرفتك ؟
-هل سئمت من صحبتى ؟

مد شفته السفلى متظاهرا بالحرد ، فصاحت : طبعا لا ! لكننى واثقة ان لديك اشياء اهم من تسليتى 0

سال بفرح مبالغ فيه : وهل كنت اسليك ؟ فى الواقع ليس هناك ما هو امتع من تسلية سيدة جميلة ... لكن ، فى الغد ....

استدارت حينما سمعت رنة القلق الغريبة فى صوته . اكمل : .... حسنا غدا سيكون الامر مختلفا 0

dede77 30-10-10 10:27 PM

مع ان التغيير الذى طرا على صوته اقلقها ، قاومت ليبدو صوتها صبيعيا : لماذا ؟

-ستنتهى عطلتى ... فغدا تصل معدات التمرين 0
-اوه 0

كان هذا كل ما استطاعت التفوه به مع انها فى الواقع كانت تتحرق شوقا لمعرفة سبب الحزن الدفين المتعلق بوصول معداته ، وتمنت لو تتوسل اليه لئلا يفعل ما يمكن ان يبعده عنها او بغيره عن الشخص الذى راته الليلة 0

ارادت ان تساله ما اهمية هذا ، ولكنها كانت تعرف .... السبب هو كرة القدم ... تنهدت ... لعبة كرة القدم سلبتها دون رحمة او شفقة من العاطفة والاهتمام طوال حياتها ... فلماذا تستغرب ان سلبتها المزيد ؟ خاصة تاليس واند الذى التزامه بكرة القدم التزام مطلق ، وهذا ما يجب الا تنساه ابدا 0
منتديات ليلاس
سمعته يقول لها ردا على حديثهما السابق : اتعلمين ... انا ارغب فى ان اتزوج . ولكننى وجدت ان من عدم الانصاف الحاق زوجة بكرة القدم . فانا متزوج من مهنتى ستة اشهر من كل سنة ... وهذا يسلبنى طاقتى كلها . ومن غير المنصف الا اجد ما اهبه لزوجة او اولاد . انا فى الواقع احب الاولاد ، لكننى لا اريد ان اصبح شخصية مزدوجة بالنسبة لهم . ستة اشهر " الاب الرائع " وفى الستة القادمة الاب البعيد عنهم ، وحينما لا ابتعد اكن متعبا ومتالما ، الى درجة العجز عن اللعب معهم وفى الوقت ذاته سيهتم زملاؤهم بصورة ابيهم اكثر منهم 0

هز راسه : لا ... اب يحظى بشهرة فى الخارج لن يكون مشهورا بين افراد عائلته 0

dede77 30-10-10 10:29 PM

رفضت ان تستدير عن المغسلة لتنظر اليه ، فقد عرفت ان لونها قد شحب ... ايفعل هذا متعمدا ؟ ايحاول التلاعب ليجبرها على البوح بسرها كما وعد ؟ ان زاد الان على كلامه وجود اخوين حذوا حذو ذلك الاب الذى وصفه ، فستستدير لتقذفه بابريق القهوة ! لكنه لم يزد على كلامه شيئا ، فخاطرت باستراق النظر اليه ... هل هو فعلا غارق فى افكاره المتعلقة بالعائلة ؟

سمعته يقول : انت تتنهدين كثيرا 0
-حقا ؟

-اما هذا او انه الكلب تحت الطاولة 0
-الكلب فى الخزانة فى الخارج 0

هز راسه بوقار ... فعلمت ان حساسيتها تجاه الكلام عن سنوكل اصبحت واضحة له ... مع ذلك لم يستطع منع شفتيه من الالتواء 0

-متى يخرج الكلب من الخزانة ؟

-ربما حين ترحل انت . هكذا كان الامر حين كان والدى هنا ، واخواى ايضا . انه يتصرف بهذه الطريقة مع الرجال فقط . يظن البيطرى انه تعرض للتعذيب 0

اعتمت نظرة غضب وجه تاليس : وما نوع الانسان الذى يفعل هذا بحيوان عاجز ؟

dede77 30-10-10 10:31 PM

وضعت كوب قهوة امامه ، ونظرت اليه بامعان : وما نوع من يفعل هذا بنفسه ؟
-ماذا تعنين ؟

-لماذا تحاول العودة الى كرة القدم تاليس ؟ انت فى الواحدة والثلاثين من عمرك . لقد انتهى الامر . انت تعذب نفسك .... وتعرف انك ستصاب باذى مضاعف وبذلك لن تعود كما كنت قبل الاصابة .... قلت ان الكرة تاخذ منك نصف وقتك فى كل عام ، فهل تريد وهبها ما تبقى من ايامك ؟ اتريد ان تظل متالما الما مبرحا طوال حياتك ؟ هذا ما لا افهمه ... انا لا اقول ان لارى ونيوتن راجحا العقل كل الرجاحة ولكنهما على الاقل عرفا متى يتوقفان .... سيتقاعد نيوتن الاصغر منك سنا فى نهاية هذا الموسم ... ولارى غدا مدربا مذن سنوات 0

صاح بها امرا : لا تقولى هذا ... يقول الجميع اننى لن العب ثانية . الاطباء والصحافيون ولكنهم لا يفهمون ... وانت لا تفهمين ايضا ... يجب على ان العب !
منتديات ليلاس
وقف على حين غرة ، ناسيا قهوته التى يتصاعد البخار منها ، وابتعد وهو يعرج 0

حدقت اليه بحزن وعرفت بالبديهة انها لن ترى تاليس واند مرة اخرى كما كان الليلة وربما لزمن طويل طويل ... فقد بدا كفاحه وحيدا . انه ملك للعبة ... قلبا وقالبا ، فكرا ، وروحا ... وهى ... يجب الا تهتم بهذا القدر .... لكنها تهتم !


*****

انتهى الفصل الثالث 0

شمس المملكة 30-10-10 11:58 PM

فصل رائع


يسلمووووو

سيرة الحب 31-10-10 07:39 AM

ثانكس حلو ة كتيررررر

dede77 31-10-10 10:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس المملكة (المشاركة 2504299)
فصل رائع


يسلمووووو

تسلمى حبيبتى من كل شر .

شكرا لك على متابعتك المستمرة .





اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرة الحب (المشاركة 2504679)
ثانكس حلو ة كتيررررر

الاحلى مرورك سيرة الحب .
فى انتظار مشاركات اخرى .

dede77 31-10-10 10:39 PM

4- ما زلنا غرباء 0


*************************
استيقظت جورجينا مرعوبة . جلست فى السرير تصغى برعب متزايد الى الاصوات المتناهية اليها من الطابق السفلى .... هناك رجل يصيح ، وكلب يعوى ... وصحون تتحطم . انتقلت عيناها الى الساعة عل معرفتها بالوقت تعطيها فكرة عما يجرى ... انها السادسة صباحا ... الوقت الوحيد الذى تشاهد فيه عقارب الساعة على السادسة صباحا ، كان حين تصل الى المنزل صباحا بعد ليل مضن من العمل . كان الهرج والمرج المجنون المتصاعد من الاسفل يزداد حدة وها قد تعدى الامر الهرج فالاوانى والمقالى تتكسر والخلاطة صياحها مرتفع . سحبت نفسا عميقا ثم رمت الغطاء عنها وهرعت الى الاسفل وكانما السرعة والتصميم يؤكدان لها شجاعتها 0
منتديات ليلاس
سحبت نفسا عميقا وثابتا اخر ثم نظرت من زاوية الممر نحو المطبخ ... كان تاليس واند يقف امام رف تحضير الطعام يخفق شيئا فى وعاء ضخم ، ويجأر باعلى ما تستطيع رئتاه . لكن ، ما اذهلها حقا ، ان سنوكل كان يقف الى جانبه ، وراسه مضغوط الى ساق تاليس ... وانفه مرتفع يعوى وكانه يغنى اما ذنبه الصغير الكتنز فيضرب الارض مرحا 0

اندفعت جورجينا الى المطبخ لتقف وراءهما صائحة : اخرسا ، اصمتا 0

ضاعت صرختها الاولى بين ضجيج الاصوات ، او انهما تجاهلاها ... ثم ساد الصمت ، وانطفا الخلاط وتوقف ضرب الخفاقة اليدوية ثم اوقف تاليس مواءه ، واستدار سنوكل لينظر اليها مؤنبا ، يتهمها بانها هادمة اللذات ....

سالت : ما الذى يجرى هنا ؟

dede77 31-10-10 10:41 PM

استدار تاليس ضاحكا ضحكة سرعان ما تلاشت وقال بلهجة مستهجنة : جورجينا .... انت لا ترتدين ملابسك !

نظرت الى التى شيرت الواسع جدا الذى يصل الى حدود ركبتيها ثم طوت ذراعيها بحزم حول صدرها ، ترفض ان يلهيها شئ عما تنويه 0

-ماذا يجرى هنا بحق الله ؟
نظر تاليس اليها بحدة : احضر فطورا بسيطا جورجينا 0

وليثبت ما يقول سارع نحو الفرن ، واخرج بعض الفطائر ، ثم عاد الى رف تحضير الطعام ليصب الخليط من الوعاء الى المقلاة 0

-لكن ، ما الداعى الى هذه الاصوات ؟
-كنت هادئا حين كنت فى الحمام 0
منتديات ليلاس
وكانه كان يتوقع التقدير لهذا الجهد ... لكن حين لم يسمع تعليقا نظر اليها نظرة جريح : ثم ، هذا ليس ضجيجا ، انه غناء ... على اى حال ... حان وقت استيقاظك ، يكاد النهار ينتصف 0

صاحت بذعر : غناء ؟ يكاد ينتصف ؟

اشاحت بصرها عنه بسرعة فالتقت عيناها بسنوكل . كانت عينا الكلب تلاحقان حركة تاليس كمعجب يلاحق بطله المفضل . فاحست بانه يخونها ، فعبست تحذر الكلب : نحن نحاول الخلاص من الرجل سنوكل ، ولا ريب انه سيشعر بالذنب ان بقيت مختبا فى الخزانة فينوى الرحيل 0

dede77 31-10-10 10:42 PM

-ماذا فعلت بكلبى ؟
هز كتفيه : لا ادرى . الكلاب تحبنى عادة . الكلاب والاولاد 0

-خاصة وانت تحمل لوح شوكولا ... اليس كذلك ؟

لاحظت اثار الشيكولا البنية اللون على فم سنوكل ، فابتسم تاليس ، بدون ان يظهر اثرا للخجل . تسارعت دقات قلبها امام ابتسامته ... واخفضت عينيها عن عينيه ، ولكنها بدون قصد مكبوتة يمكن ان تتفجر بسرعة لا تصدق فوق ارض الملعب 0

استدار قليلا ، فشاهدت الندبة الطويلة التى تمر من جانب الى اخر من اعلى ساقه ، ثم تختفى تحت بنطلونه القصير . الندبة حمراء مشقوقة ، لم تبعث اليها الخوف بل احساسا بالاسى 0

اعلنت بجفاء : ساعود الى النوم 0
منتديات ليلاس
احست بالقلق من المشاعر التى قفزت فى داخلها بسبب وجودهما معا فى هذا الصباح ... هزت راسها بحزن ثم استدارت مبتعدة .

-جورجينا ....

احست بيد قوية تستقر بثبات على كتفيها ، لتديرها بلطف : شاركينى فطورى ... صحيح اننى اعزب ، ولكننى لم اعتد على تناول الفطور بمفردى 0

dede77 31-10-10 10:44 PM

-اراهن انك لست مضطرا لتقلق على هذا الامر كثيرا 0

انتفضت لتحرر نفسها من يده ولكنها حاولت بعد ذلك تجاهل وخز الدفء الذى ما برح كتفها حتى بعد ابتعاد يده 0

-ساعزو خبث كلامك الى استيقاظك فى ساعة مبكرة . هيا ... فلناكل لانك بعد الطعام لن تشعرى بهذا السخط كله 0

-انا لست ساخطة ! او جائعة !

كانت رائحة البيض واللحم والفطائر تفوح فى المطبخ حولها ، لذا كان عسيرا عليها ان تقول كلمة اخرى فرقع يده يلوح باصبعه متهما 0

-هراء ! ما هذه الطريقة لبدء يوم جديد ... انت لم تكذبى مرة ، بل مرتين 0

-انت مثير للرعب ....
منتديات ليلاس
واستسلمت برشاقة ثم اتجهت نحو مائدة الطعام . كان الامر متناقضا بالفعل .... غريبان يجلسان فى ركن حميم صغير ، وهما الى ذلك يرتديان الثياب الخفيفة لو جاء مراقب فراى المنظر الحميم لا ستنتج دون شك انهما حبيبان .... فالتعامل يجرى بينهما سهلا بشكل مدهش 0

dede77 31-10-10 10:45 PM

وما ادهشها اكثر ، انها كانت تتمتع بالموقف فهى لا تشعر بالخجل ، او بالقلق ، بل لا تشعر بالتشوش الضبابى الصباحى المعتاد ... احست انها مستيقظة ونشيطة وراضية بشكل غريب ومطمئنة بمشاركة هذه المناسبة الصغيرة الحميمة مع تاليس 0

قررت بسعادة ، ربما ادارة فندق ليس بالامر السئ . وربما انها على حق ، لقد سمحت لنفسها بالعزلة الكاملة كما سمحت لنفسها بالتمتع بمباهج العزلة اكثر بقليل مما يجب 0

قال لها : ساجفف لك الصحون 0
-لا ... الحق حق . انت طهوت لذا اغسل انا الصحون 0
منتديات ليلاس
وضع يديه خلف راسه 0
-كنت امل ان تقولى هذا 0

وللمرة الاولى تحس بانها غير مستريحة ذلك ان عينيه القاتمتين ما برحتا تلاحقان تحركاتها فى المطبخ 0

-الديك صديق دائم ؟

العالمية 01-11-10 01:25 AM

ميرسييييييييي يا حلوة إحنا منتظرين إبداعتك كمان وكمان
والله يعطيك ألف العافية وتكملين الرواية للآخر يا حبيبتي

dede77 01-11-10 09:13 PM

جعلها سؤاله المفاجئ تستدير اليه بتوتر 0

هل سيعتبر نفيها اذنا له للبدء بملاحقتها ؟ هل يتطلع الى العيش فى نزل قديم معزول فى الريف ، يقيم فيه علاقة عابرة يرميها بسرعة الى زوايا ذاكرته حالما يبتعد ؟ هل شجعته على هذا عندما شاطرته الفطور بطريقة اليفة ؟ هل الضحك والحديث الحميم يفسر عبثا او اكثر من العبث ؟

قالت بحدة : لا 0
-لبعض الوقت ؟

-ليس فى حياتى رجل منذ زمن طويل ... سنوات ... وفى الواقع احب هذه الطريقة بالعيش 0

-لماذا ؟
منتديات ليلاس
اشعرتها نظرة الذهول على وجهه بانها جذابة وبانها امرأة كاملة وهو شعور لم يسبق ان شعرت بمثله وقد جعلتها قدرته على دفع هذا الاحساس الى داخلها تشعر بالغضب كما جعلتها قدرته على ممارسة سلطة غريبة عليها تشعر بالغيظ ... فهل تبدو سهلة الانخداع الى هذه الدرجة ؟ هل هى ابنة الامس ؟ هل غمزة او ضحكة ، او قول " انت جميلة " هو كل ما يلزمه ليقودها الى ....؟

قالت بحدة : بصراحة ... لم اقابل حتى الان فردا من ابناء جنسك لم يضجرنى حتى الموت 0

هب عن مقعده فى لحظة : ملاحظة كهذه ، قد افسرها تحديا ...

dede77 01-11-10 09:17 PM

ليتها تستطيع قراءة ما فى عينيه . تمتمت : لا تكن سخيفا ... اعنى فقط ....

-ملاحظة كهذه تدفع الرجل الى ان يبحث عما تعنيه بقولك ...
همست بوهن : صحيح ؟

راحت تتقهقر حتى اصطدم ظهرها بالباب ، وعندها طفقت تفتش وراء ظهرها عن المقبض ، وكانت عيناها طوال الوقت اسيرتى عينيه 0

امسك يديها ثم ثبتهما الى جانبيها ثم لم يلبث ان عقد ذراعيه الفولاذيتين حولها ، حيث تركها عاجزة بلا حراك . لم يكن فى حركته اية قسوة ، او خشونة ، بل صلابة وقوة لا تقاوم 0

امرت نفسها بحزم : قاومى ! ولكن الصوت بدا لها اتيا من بعيد وكانت خفقات قلبها تخنقه وكانت حدة انفاسها وصرخة جائعة فى نفسها تصيح بها 0

راحت القوة المغناطيسية فى عينيه تتلاشى قليلا ، ولكن السبب هو ولادة مشاعر اخرى فى كيانها . فكان ان استسلمت على مضض ... ومع ان هذا الاستسلام لم يكن اكثر بقليل من تنهيدة صامتة ، الا انه كان ينتظرها 0

تغير لون العينين البنيتين اللتين كانتا تتاملان وجهها ، وتحولتا الى لون داكن تتخلله النيران وحدة نظرته التى لم تخففها ... ماذا ؟ ايمكن ان يكون العجب ؟ ام هى الترحيب ؟

احنى راسه فلم تعى انها رفعت راسها اليه وكانها تنتظره بشوق جائع وفضول لا يتناسب مع من فى عمرها 0

dede77 01-11-10 09:19 PM

كانت جورجينا فى السادسة والعشرين ، وفى القرن العشرين ... ولكنها ما تزال نقية لا تجارب لها ، لم يسبق ان اقامت علاقة حميمة او عابرة مع اى كان بل فى الواقع لا تذكر ان كان هناك من عانقها 0

لم يكن السبب عدم اهتمامها بهذه الامور ... الا انها كانت تحافظ على نفسها اكثر مما تفعل بنات جيلها . وقد قالت لتاليس الحقيقة المطلقة فمعظم ابناء جنسه يبعثون الى نفسها الضجر والسام . ولطالما تعرضت لتحرشات اصدقاء شقيقيها من الرياضيين .... وكانت تجدهم جذابين جسديا ، ولكنهم فى الوقت ذاته مغرورين بشكل لا يطاق ، عديمى الذكاء . كما تعرفت برجال اهتموا بها اضعافا مضاعفة حين اكتشفوا انها من عائلة رياضية شهيرة 0

لكن نشاتها فى بيت يعج دائما بالرياضيين ، جعلتها تميل للايمان بان هذه الاجسام المرنة النامية ، امر طبيعى ... وفيما بعد اصبحت عاجزة عن القبول بمن هو اقل منها ذكاء0
منتديات ليلاس
اضف الى هذا انه لم يكن لها قدرة صديقاتها من الفتيات على التهور العاطفى ... اى الوقوع فى الحب بعد قراءة ميزات اشخاص لا وجود لهم فى وضح النهار . وكانت على المستوى الغريزى ، غير قادرة على التنازل عن مبادئها وغير قادرة حتى فى اكثر اللحظات باسا ، على اقامة علاقة مع رجل على اساس الجسد فقط . كانت ترفض ان ترتبط برجل ليس بينها وبينه رباط عاطفى او نفسى او فكرى . كما انها لم تكن تتصور نفسها قادرة على التهور فى اعمال خاصة مع شخص لا يستطيع اشعال جذوة عميقة وقوية فى داخلها 0

والان ، وبدون ادنى تعقل تهاوت مبادئها التى حافظت عليها بدقة طوال حياتها ... ولكن فى الواقع ، تهاوت تلك المبادئ بالسهولة التى بنتها فيها 0

dede77 01-11-10 09:20 PM

كانت تعيش ، وبشكل كبير ، فى عالم خاص بها . فى عالم البدائيات ، والحقائق التى تتاتى من افكارها ... لذا كان عناق تاليس كالسير الى لجة عميقة لا قرار لها ، ليس فيها ما هو مالوف ، فجاة اصبحت الكلمات والافكار غير موجودة وتوقف المستقبل والماضى عن الظهور ... فجاة وجدت نفسها ترقص فى عالم ليس فيه الا اللحظات فقط 0

كانت الاحاسيس نارا هادئة تلذع شرايينها ، وكان هناك شعاع ذهبى من شمس صفراء لامعة تملا كيانها ، وتزداد حدة اكثر فاكثر وهى تهيم الى الاعلى فالاعلى ، سعيا الى راحة من نوع ما ، تعرف بالبديهة انها موجودة ... لكنها لا تعرف اين ...

ابتعد عنها بلطف ولكنه ظل ممسكا بها بحيث راحت انفاسه تحرك شعرها . اما هى فبدات ببطء بالانتقال من ذلك الكون المثير العاطفى الى عالم الوعى ولكنها رغم عودتها الى ارض الواقع ظل تفكيرها واحاسيسها موشاة بالذهب . شعرت بانها على مقربة من انسان ما قربا لم يسبق ان وصلت اليه مع احد ، وقد ولد قربه هذا احساسا بالدلال والصواب والانتماء فاغرقت نفسها اكثر بذلك الاحساس بان عقدت ذراعيها حول خصره دافئة راسها فى صدره مصغية الى خفقات قلبه المنتظمة 0
منتديات ليلاس
ضحك بخشونة : حسنا ... هل احسست بالضجر ؟

اختفت فجاة الغمامة الحالمة المريحة التى التى كانت تطوف فوقها كما تختفى فقاقيع الصابون .. فجذبت نفسها من دائرة ذراعيه وراحت تمعن النظر فيه بعينين مذعورتين . يا الهى ! ماذا لو كان ما حدث بالنسبة له مجرد لعبة رجال ... مجرد تحد لم يستطع مقاومة فك رموزه0

اعادها اليه فقبعت يده على ظهرها ، محاولا ابعاد الخوف الذى لمع فى عينيها ... وتمتم : هذا يجعل كل شئ مختلفا ، جورجينا 0

-ماذا تعنى ؟
-اوه ... يا رباه .... !

وتركها ثم نظر الى عينيها المضطرتين القاسيتين 0
-اعنى ... انك ما عدت الاخت الصغيرة لصديق . اعنى انك لست مجرد حامية منزل ... وهذا ما يجعل كل شئ مختلفا 0

شمس المملكة 02-11-10 07:24 PM

انتظررر منك المزيد

لاتطووولي بليزززز

lafloufa 03-11-10 11:07 PM

كتير حلوة يعطيك العافية يا ريت تكمليها بانتظارك شكرا
:55:

العالمية 04-11-10 02:16 AM

رووووعة الرواية الله يعطيك العافية غاليتنا منتظرين الرواية على أحر من الجمر

samahss 04-11-10 04:10 AM

تسلمى على هذه الروايه فى انتظار باقى الروايه

مزنه ساركوزي 06-11-10 12:46 PM

يعطيك العافيه[COLOR:dancingmonkeyff8:="Blue"][/COLOR]

سفيرة الاحزان 09-11-10 12:51 PM

فين التكملة يا قمر ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

dede77 10-11-10 03:43 PM

الان هو الوقت المثالى لتقول له اجل ان هذا ما يجعل كل شئ مختلفا ... وان راجع دراسة كل شئ افلا يجد ان من الافضل له توضيب حقائبه الست من جديد والرحيل ؟ ولكنها رغم ذلك لم تستطع بل عجزت فى اعماقها رافضة الانصياع والخروج ... ثم قالت بثبات : انها لا تغير شيئا ... المنزل كبير ... ولا داعى الى القلق فلن اتوقع منك كلما مررت بك ان تحتضنى بين ذراعيك ... وما دمنا عرفنا ان ما جرى كان غلطة ....

قاطعها بهدوء : لو كانت غلطة لما قلقت لهذه الدرجة 0

ماذا يقول ؟ فهو بالطبع لم يكن مبتهجا منساقا ، مندمجا بروعة ، كما كانت هى .... هذا العناق غير عالمها ، هز ذلك العالم من قوائمه ، ومن السذاجة المطلقة ان تصدق بان تلك المشاعر كانت متبادلة بينهما .. وان يكون هذا هو "الفارق" نفسه الذى يتحدث عنه ... لا شك انه عرف مئات النسوة ... هه ... بل الالاف ... فكيف يجرؤ على لعب دور العفيف الشريف ؟ كيف يمكنه استغلال شئ خاص حدث له ؟ لماذا يتحرك نحوها بهدف اهلاكها ... الكازانوفا القاسى القلب !

الت وانفاسها متسارعة ، وعيناها قد انقلبتا الى جليد : سيد واند ... افهم ان معظم الرياضيين يعتقدون انهم موهوبون بطاقة وجاذبية اكثر من الانسان العادى ، ولكننى لن اكون الطرف الذى يتلقى غرورك الذى فى غير محله 0
منتديات ليلاس
تفجر الغضب فى وجهه ، وتارجح خطر العنف الجسدى فى الهواء بينهما . ثم تلاشى هذا الانطباع عن قسمات وجهه ، ومرر يده فى شعره الكثيف اللماع ، وسال بهدوء : لماذا تصورين ما جرى بيننا بشعا ... جورجينا ؟

قالت لنفسها بشراسة : انت لا تدينين له باى تفسير .... !

dede77 10-11-10 03:46 PM

اطلبى منه الرحيل ! الان حالا ! انه خطر جدا ... مع ذلك ورغم ياسها وارتباكها ، وعذابها بدا لها هذا القرار نهائيا وقاسيا جدا . كان يبدو صادقا ... متالما حقا . ولكنها كانت تشك فى انها ما تزال تشعر بالذنب لانها ترعى حلما مراهقا قديما ، وهو ان هذا الرجل على الرغم من حب العالم له سيقع فى حبها . كان يبدو لها امرا واقعيا كما يبدو لمراهقة تتاوه امام صورة ممثل سينمائى وتفكر : ليتنى التقيه !

دركت فجاة ، انها تشكل خطرا على نفسها بمقدار خطره هوعليها . وقد تكون جورجينا بارتون المؤمنة بالواقعية ، للمرة الاولى ، غارقة فى غرام خيالى من طرف واحد 0

قالت بوهن : تاليس ... لقد حدث الامر بسرعة كبيرة ... وبعد وقت قصير جدا . اتعرف ما اعنى ؟ نحن ما زلنا غرباء 0

لامس خدها بنعومة : انه مجرد عناق جورجينا ، وليس هناك ما هو مخيف 0

ان تجاوبها مع مجرد عناق ادى الى ضعضعة كيانها فماذا سيحدث ان تطور العناق الى ما هو نتيجة حتمية للشغف 0
منتديات ليلاس
تابع بنعومة : لكن ما شعرت به صدمنى وكما سبق ان قلت ان عناقنا هذا سيجعل الامور مختلفة فبعد الان لن اقدر على النظر اليك دون التفكير فى ما حدث ، ودون الرغبة فى تكرار العناق . لكنك على حق فما زلنا غرباء ، لذلك يجب ان نتراجع لنعود من جديد مستاجرا وصاحبة منزل فلا اريد تعقيدات 0

فجاة ، رن جرس الباب ، فاجفلت جورجينا ... غير انها املت الا يغزو اجفالها هذا الى التوتر الذى تشعر به ... والغريب انها انزعجت حين لم تظهر الاهتمام . قال وهو يدس يديه فى جيبيه : ربما هى اغراضى قد وصلت 0

dede77 10-11-10 03:47 PM

ومضى نحو الباب يصفر ... يصفر !

انه رائع ... هو رجل ناضج عاقل . فلماذا اذن تحس برغبة فى ركل ساقه الصحيحة لترميه ارضا ؟
منتديات ليلاس
فعلت ما كان يجب ان تفعله منذ ساعة مضت ... صعدت السلم عائدة الى سريرها ... ولكن الاصوات اللعينة التى كان مصدرها ما لا يقل عن اربعة الاف رطل من المعدات المسحوبة فوق السلم ، منعتها من العودة الى النوم ... ولم يكن السبب ، هو الجوع الذى تملك نفسها وراح يطالب بالغذاء 0

سمعت كذلك صوت قوائم سنوكل الثقيلة ، تطرطق صعودا ونزولا على خشب السلم ... بدا كلبها الذى كان سابقا سريع الاضطراب وكانه واقع تحت سحر ضيفها المثير ، فقد نسى حتى اضطرابه الذى يولده وجود الرجال ، جذبت الوسادة بغضب ووضعتها فوق راسها ، تتساءل عما اذا كانت تضع الوسادة لمنع استماعها الى الاصوات ، ام لكتم انفاسها 0

****

اقنعت جورجينا نفسها بحزم ان السبب الوحيد لاقترابها من غرفة تاليس ، كان بقاءه هناك مختفيا طوال بعد الظهر ، وعدم رغبتها فى تركه يتخلى عن العشاء الذى امضت معظم يومها فى تحضيره ... وقالت لنفسها ، انها لا تشعر البتة باى فضول فى ما يخص المعدات التى وصلته هذا الصباح ، ولا فى ما يخص الاصوات التى كانت تصدر من غرفته منذ ذلك الحين 0

-ادخل !

dede77 10-11-10 03:49 PM

دخلت غرفته بحذر ، ثم لم تستطع اخفاء معالم الفزع عن وجهها ... غرفتها الجميلة التى تعود فى طرازها الى اوائل القرن ، تحولت الى غابة من القضبان الحديدية والاثقال ... وكان تاليس يعمل على قطعة من المعدات تبدو وكانها صممت خصيصا لتعذيب البشر وفى يده مفتاح انكليزى 0

قال معلقا : الا يبدو المكان كالجحيم ؟
هل لاحظت فعلا تجهما محددا فى كلماته المرحة ؟

-كان بامكانى تاجيرك القبو فهو مكان انسب لاقامة غرفة تعذيب فيه 0

هز راسه مفكرا : ليس اختيارك للتشبيه بسئ ... ربما اعلق بضع خيوط عنكبوت صناعية حولى ، واضيف مشنقة واصوات صراخ مسجلة .
منتديات ليلاس
احست وكانه يحاول اخراسها ويتعمد خداعها بكلماته المرحة التى لا تنسجم مع تعبيرات وجهه ، فقالت : الا يمكن ان تكون جادا ابدا ؟ وهل ستؤلمك هذا المعدات حقا ؟

رد حزينا : جورجينا ... ستؤلمنى كما تؤلم الجحيم ناسها . وصدقينى ، لن اضحك ...

بدا مستريحا لانه تخلى عن واجهته المرحة . فسالت : اذن ، لماذا تفعل هذا ؟

-انا مضطر 0

dede77 10-11-10 03:51 PM

وتحولت عيناه عن غير وعى الى صورة موضوعة على رف الخزانة ، وكانت هذه الصورة هى اللمسة الخاصة الوحيدة التى اضافها الى الغرفة هذا طبعا عدا الات التعذيب . تبعت عيناها نظرته فاحست بان وجهها تجمد سائر قسماتها الساكنة ، مخبئا نوبة مفاجئة من الغيرة والغضب . كيف عانقها وله حبيبة ؟

القذر ! الخنزير القبيح ! خاطف الاطفال ! فلمحة واحدة للصورة تؤكد ان الفتاة الجميلة الواسعة العينين لا تتجاوز السادسة عشرة من عمرها ... لكن جورجينا عادت وفكرت ان هذا قد يعود الى جدائل شعرها الادكن والى القسمات العفريتية والى المكر ، والابتسامة المنفتحة التى تضفى عليها براءة الشباب . وعندما نظرت عن قرب اكثر لاحظت ان هناك شيئا فى العينين السوداوين الثابتتين ، لم يكن يوحى بصغر السن ابدا ... كل ما فيها كان جميلا ... ولكن ما تراه لا يحدد عمرها بالتحديد . ربما تكون فى العشرين او ربما اكبر من هذا بعشر سنوات ....

ابعدت بصرها على مضض عن الصورة وغموضها وقالت بحدة : العشاء فى السابعة 0
منتديات ليلاس
-روستو مع كل المتبلات ؟ من صندوق الكرتون مباشرة ؟ حسنا ... انا جائع ... وارجو انك قد حضرت لى قطعتين 0

-سيكون لك ما يكفيك 0
واقفلت الباب وراءها بيد مرتجفة 0

ما ان وصلت الى المطبخ حتى احست باندفاع متهور لاخراج الروستو البنى اللون ، والنقانق الذهبية والارز من الفرن ورمتها جميعا فى سلة المهملات واستبدالها بعشاء جاهز ...

dede77 10-11-10 03:52 PM

عوضا عن ذلك شرعت بتحضير المائدة لشخص واحد فى غرفة الطعام وتفكيرها يعمل محموما ... تفهم الان ماذا عنى "بالتعقيدات" تماما . ثم فكرت بسذاجة انه ربما تكون الصورة لشقيقته اولابنة عم مفضلة لديه 0

لكن لا ... فهو ينظر الى الصورة بطرقة اخوية لقد نظر اليها وكان قدره مربوط فيها ....

تنهدت تنهيدة عميقة . اذا كان يظن ان بامكانه العبث معها على حساب شقراء نحاسية غبية ، قد تجد سببا لمسامحته ، ولو انها تشك فى هذا . لكن ... كيف يخون صاحبة الصورة حتى ولو بالقاء نظرة الى امرأة اخرى فكيف بمعانقتها والايحاء بحدوث اشياء اخرى ان سمحا لنفسيهما بذلك ... ! لا عجب اذن لاضطرابه ذاك حتى ولو ان لحظة ندمه كانت قصيرة وبشكل مقرف ... كيف يستطيع النظر الى تينك العينين الغريبتين المزينتين الحكيمتين اللطيفتين ، والاعتراف امامهما بخيانة ما جاءت وليدة الطيش ؟
منتديات ليلاس
يا للرجل ! الا يفهم ابدا ؟ ... الا يعرف تاليس واند ان لديه شيئا مميزا جدا ، لا يمكنه ان يخاطر به من اجل عناق متهور ؟ فى صاحبة الصورة شئ مميز يجعل الغرباء فى الشارع يقفون محدقين اليها باسى عندما تمر بهم وكانهم يريدون شيئا مما تلمع بع عيناها ، يريدون ان يلتقطوا ولو القليل من تلك الروح المراوغة 0

سمعته ينزل السلم ، فجذبت نفسها من افكارها ، ورتبت قسمات وجهها وجعلتها قسمات لا مبالية . عندما دخل شعرت بالم رغم ساقه المريضة 0

سحب نفسا قويا واعلن : جورجينا ... لم اشم قط مثل هذه الرائحة ... واعرف تماما انه ليس بالعشاء الجاهز 0

dede77 10-11-10 03:54 PM

ارتفع حاجبه ، ونظر بعينين حائرتين الى وجهها ... فسارعت تقول ببرود : لقد تناولت وجبتى !

-صحيح ؟
ارتدت عنه : هل تمانع باخراج طعامك من الفرن ؟

-لا اظن 0
-حسنا ... تمتع به 0

ما ان اصبحت امنة وراء باب غرفة النوم المثلثة السقف حتى مزقت قطعة عنيدة من ورق الجدران ، كانت تجاهد فى اصلاحها 0
منتديات ليلاس
عظيم ... اجل ... لقد تعاملت معه بكفاءة وهنات نفسها . مع ان معدتها كانت تتاوه بشكل ظاهر ، فقد نسيت تحضير طبق طعام لنفسها 0


*****

انتهى الفصل الرابع 0

" اتمنى للجميع قراءة ممتعة "

dede77 10-11-10 03:56 PM

5- السعادة لا تباع 0

******************************

-جورجينا !

بدد نداؤه لها باسمها الصمت الذى طال بينهما اسبوعا ، فقد اقفلت جورجينا على نفسها باب الغرفة العليا ، وعملت بجهد لتحضير الجدران للطلاء ولورق الجدران ... وكان تاليس ايضا لا يكاد يغادر غرفة التعذيب . فهو يمضى بهدوء وكانت تترك له العشاء فى الفرن ، وتتركه يفعل ما يشاء بالنسبة للفطور والغداء 0

كانت تتصرف وكانه غير موجود تقريبا ، ولكنها بالطبع لم تستطع نسيانه . وما ادهشها انه وجدت نفسها تنام بشكل افضل ليلا لمجرد معرفتها بانه قريب منها . لم تكن تعرف كم مرة استيقظت قبل الان ، وانفاسها عالقة فى حلقها واذناها متوتران امام صمت المنزل الكبير 0
منتديات ليلاس
لكنها لم تكن تحس فقط بالامان بل كانت تحس بقوة وجوده ، مع انها كانت تتجنبه . احست به ، واحست بالراحة معه ، فى هذا الصباح حين كادت تصطدم به وهو خارج من استحمامه ... احست ان شيئا قويا مغناطيسيا يحيط به . لمعان شعره الفضى عند الاطراف متجعد ورطب وكانت عضلاته المتناسقة تلمع نظافة وسحرا ، اما رائحة الصابون وانتعاشة الربيع المنبعثتين منه فكان لها تاثير اقوى من الدواء 0

شهقت شهقة عميقة ثم مرت به ودخلت الى الحمام حيث صفقت الباب وراءها واستندت اليه باعياء ... كان تاثيره سيكون اوضح لو وضعت يافطة تقول : على النزلاء ان يرتدوا ملابسهم فى كل وقت !

dede77 10-11-10 03:57 PM

استحمت بمياه باردة واقسمت الا تكون هنا فى هذه الساعة فى اى يوم 0

صاح ثانية : جورجينا !
فتحت باب الغرفة العليا ، واطلت عليه من ردهة السلم 0

-ماذا ؟

حاولت ان يخرج صوتها طبيعيا ، لكن الصوت دوى فى ارجاء المنزل القديم مع ان لا حاجة ابدا الى رفع صوتها !

-انزلى الى هنا !
ردت بخشونة : قل ارجوك 0
منتديات ليلاس
ساد صمت طويل ، ثم قال بنفاذ صبر : ارجوك !

كان فى المطبخ يعقد يديه حول صدره وينظر الى سنوكل الذى لم يكن مهتما بمزاجه والذى كان يتجول جيئة وذهابا ، وذنبه يلوح بسعادة ، واسنانه مطبقة بعناد على ... على ماذا ؟

نظرت بحدة الى كلبها السعيد . فقال تاليس وهو يشير الى قماش ازرق بين اسنان الكلب : اريد استعادة هذا 0

سالته ببراءة ، مع انها كانت تعرف : ما هذا ؟

dede77 10-11-10 03:59 PM

كبحت الضحكة التى بدات تتكون فى صدرها . حرجه الحقيقى قد يصيب بالذهول رجال الصحافة المصرين على نعته بالعابث 0

-دعك مما هو ... ! فانا اركض خلف هذا الغبى منذ نصف ساعة . والمرة الوحيدة التى قبضت فيها على ... هذا ... لم يتركه 0

-اتعرف تاليس ... لدى اخوة ، ولقد رايت السراويل الرجالية من قبل 0

رد بوقار : اعرف هذا . لكن ما كنت لا اعرفه ، هو اين سيتجه هذا الغبى بغنيمته بعد انقضاضه العاصف على غرفتى ... لقد كان يدخل ويخرج بطريقة لم اكن اظن انه قادر عليها ، نظرا لفقدانه النشاط الديناميكى ... ماذا لو اخذ غنيمته الى غرفتك وتركها تحت السرير ؟ ماذا لو اخذ غنيمته وتركها على الاريكة ؟ انا فى الواقع لا اريد لرايك بى ان يكون اكثر انحطاطا عما هو عليه 0
منتديات ليلاس
اجفلها فى البداية ان تعرف ان رايها به يهمه ، ثم احست بالخزى بسبب تصرفها البارد الذى اتخذته لمجرد رؤية صورة . كانت اطباعها قد هدات فعرفت ان حكمها عليه كان متسرعا ومرتكزا على اساس غير متين . كيف تتهمه بعدم الاخلاص ، وهى لا تعرف شيئا عن العلاقة المزعومة او عن صاحبة الصورة ؟

وما ان تذكرت المناسبة التى نظر فيها الى الصورة ، حتى بدا لها ان لهذا الوجه الجميل البرئ علاقة بجهود تاليس البائسة للعودة الى كرة القدم ... وللمرة الاولى سمحت لنفسها بالتساؤل عما اذا كان الالم الذى بدا على صاحبة الصورة حقيقيا ام انه مجرد تعبير ... ربما هى ممثلة قادرة بسهولة على الظهور بمظهر المرأة المحطمة الفؤاد 0

شمس المملكة 10-11-10 05:32 PM

أنتظرر بكل شـــوق

نجمة33 11-11-10 08:32 PM

تسلم الايادي
مشكوووووووووورة
الرواية رائعه

dede77 15-11-10 10:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس المملكة (المشاركة 2520083)
أنتظرر بكل شـــوق


اسفة حبيبتى على انتظارك بس كنت مشغولة شوية 0



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2522030)
تسلم الايادي
مشكوووووووووورة
الرواية رائعه

تسلمى من كل شر . انتى الاروع .

dede77 15-11-10 10:14 PM

احست بالبديهة ان جهوده المضنية مرتبطة بهذه الفتاة بطريقة ما ، وانها لا تتعلق فقط بصحته ... فهل يخشى ان لم يعد بطل لكرة القدم الذى تنحنى له رؤوس السقاة وبائعوا السوبر ماركت ؟ او لا يثق بانها ستظل تحبه كما هو ... وليس لما هو ؟ الا يرى انها قادرة على الفصل بين الرجل وشهرته ؟ ... ان قضاءه الساعات فى عذاب يومى يعنى انه يحبها حبا جما . كما يعنى انه يرى مهنته وسيلة لاغرائها وكسب مودتها ، ولكن حبا كهذا قد يدفعه بسهولة الى احضان امرأة اخرى ... الى عبث لا يتطلب منه شيئا 0

ورغم تفكيرها المنطقى هذا لم تستطع تغيير واقع انه متورط فى مكان اخر ، وهذا بالنسبة لها يكفى ... ولا فائدة ابدا من الاعتراف حتى لنفسها انها معجبة به اعجابا يجعلها تتمنى له افضل شئ فى الوجود . لذا تتمنى ان يكون متزرطا بعلاقة عمادها الاحترام والمرح والمصاح المشتركة عوضا عن علاقة عمادها الشهرة التى يقتل نفسه ليستعيدها . لا ... من الافضل ان تعترف ان لا شان لها بهذا وعليها ان تتجنبه 0
منتديات ليلاس
تنهدت ، ولكنها لا تستطيع ان تجعله بتجنبها له يظن ان رايها فيه وضيع ، صحيح انها امرأة سريعة الغضب ولكن اهانة انسان وايلامه فى لحظة غضب امر واغضابه والاستمرار فى اذيته متعمدة امر اخر . انها لا تهتم حتى وان افل نجم بطولته فى كرة القدم فما زال لديه مشاعر ولا تظن ان احدا يحب ان يشعر انه مكروه او يحب ان يسخر منه احد او ينظر اليه من فوق 0

بدات تعترف : تاليس ليس رآيى بك وضيع 0

بدا عدم التصديق فى عينيه بصراحة : ان طريقتك فى اظهار ذلك جهنمية 0

-ماذا تعنى ؟

dede77 15-11-10 10:15 PM

رد بنعومة : اعتقد انه تولد لدى انطباع بانك تكرهينى ... فانت تاكلين بمفردك كل مساء وتتركينى اكل وحدى . واذا صادف والتقينا فى الردهة او الممر تديرين وجهك كما لو انك قابلت مجذوبا ....

صاحت به تقاطعه ، وقد نسيت غصن الزيتون : اسمع ... ان كان لا وقت لدى او ميل لمجاراتك فى رغباتك ....

قاطعها بسهولة قائلا : هكذا افضل 0

وضحك لها ، ضحكة رائعة ، جانبية تضع مليون قلب الى جانبه ... واكمل : والان ... اتسمحين بمساعدتى فى استعادة ما لا استطيع ذكره ، من هذا الوحش الذى تصرين على تسميتة بالكلب ....

آه ! مرة اخرى يعود الى موضوع الكلب الامن : اظننى قلت لك ان بامكان سنوكلان يكون عبقريا لو صمم على شئ ... لقد قادك متعمدا اى المطبخ لان على البراد عام مفضل لديه ، وهو مستعد لمبادلة سروالك بشئ منه ....
منتديات ليلاس
-كلبك اختطف سروالى لاجل ...... ؟

-قلت لك انه ذكى 0

-لكن كيف تسمحين له بان ينجو بفعلته ... هذه ليست طريقة جيدة لتدريب كلب ... فقد يصبح متسلطا ، وسيدير المنزل كما يريد قبل ان تدركى ما يحصل 0

-لكننى لا حظت انك لم تتورع عن رشوته بالشوكولا حين اردت ان يفعل شيئا !

dede77 15-11-10 10:16 PM

-ذاك امر مختلف 0
-وكيف ؟

-لقد كان .... وصمت ... ثم مد يده الى علبه الطعام زاخرج قطعة شوكولا منها 0

-اعتقد ان على تقديم هذه له بعد نزع اغلاف عنها 0
-لا ... فهو يحب ان يفعل هذا بنفسه 0

نظر اليها شذرا ، ثم انحنى يعرض على سنوكل الشوكولا ويقول متمتما : من الاذلال ان اعامل بهذه الطريقة على يد كلب لعين !

نظر سنوكل الى الشوكولا ، ونفخ ، ثم ادار وجهه . فتطلع تاليس الى جورجينا بريبة ، وكانه ظن انها تشارك الكلب فى مؤامرة لخداعه والسخرية منه 0
منتديات ليلاس
- ماذا هناك بالله عليك ؟
ردت وكانها تقرر امرا واقعا : ثلاثة قطع على الاقل 0

تاوه تاليس : لقد اخطات فى وجهتى ووقعت فى بيت مجانين 0

ارتد ليملا يده بحفنة من الشوكولا التى قدمها الى سنوكل ... نظر الكلب نظرة لا يمكن وصفهاالا بالاعتداء بالنفس قبل ان يضع السروال من فمه . ثم لم يلبث ان ملا فمه بما هو معروض عليه وخرج منتفخ الخدين 0

-ظننتك قلت انه ينزع غلافها 0

dede77 15-11-10 10:17 PM

-اجل ... لكنه يفعل هذا فى الخزانة 0

قهقه فجاة بصوت غنى بالمرح يشبه نورالشمس المتدفق على ارض المطبخ البراقة ... وجعله جذابا بشكل غير طبيعى وهذا ما محا ظلال الالم التى كانت تشكل خطوط توتر حول فمه ، وتحت عينيه ... هذه الظاهرة ابرزت خطوط الضحك حول عينيه اللوزيتين وجعلته يبدو اكثر شبابا واشد حيوية ونشاطا . لمعت اسنانه البيضاء فتناقضت اى تناقض مع بشرته السمراء ، ووجدت جورجينا نفسها ماسورة اسرا كاملا ، فبادلته ضحكته لانها تعجبها قدرته على ان يضحك على نفسه 0

ضحكته ماتت وبسمتها تلاشت ، ووقفا يتبادلان النظرات فيما همس الهواءالصامت حولهما يشتد كثافة ... ولكنها انتزعت نفسها من الوعد الرائع الخبيث ، والسحرالذى اطل من عينيه لتقول : حسنا ... يجب ان اعود الى عملى 0

-وانا كذلك ... لكننى احتاج الى فترة راحة ... اسمعى ، لا الومك على تجنبك اياى ... فانا اعرف اننى لست شخصا مناسبا للرفقة فى الوقت الحاضر ... هيا لنقم بنزهة معا جورجينا 0

ابعدت نظرها عنه الى خارج غرفة المطبخ ... انه يوم رائع فيه شمس لطيفة ومتراقصة بين الاشجار ، وفيه العصافير مزقزقة والماشية تخور من بعيد ... انه يوم ساحر كسول من ايام الصيف 0

بدا لها انها تحرم نفسها من سحر الصيف بفرضها العزلة على نفسها فى غرفة المنزل العليا ... فجاة لم يعد شئ قادرا على منعها عن الهواء النقى ، او عن رفقة تاليس ... فمن حق كل انسان التمتع بشئ من السحر من وقت الى اخر ... شئ من السحر البرئ لا غيره . ارادت ان تساعده على الراحة ، وعلى نسيان العذاب الذى يفرضه على نفسه مهما كانت اسبابه 0

dede77 15-11-10 10:21 PM

سالته بطريقة توحى بالقبول : والى اين تريد المسير ؟

-ما رايك بالبحيرة ؟
-انها ليست مجرد نزهة تاليس ... انها رحلة لثلاثة ايام ! فالبحيرة تبعد عشرة اميال 0

-لا ... انها تبعد ميلا ونصف تقريبا 0
-اوه 0

-اسمعى ، اذا كان اعرج مثلى يستطيع الوصول 0
-لا تنعت نفسك بهذا مرة اخرى 0

ادهشه عنف كلماتها فقال وكانه يجرب فكرة ، ليس عليها بل على نفسه : اتعرفين جورجينا ... من الممكن ان ابقى هكذا طوال حياتى ... ربما لن اتمكن من السير مرة اخرى 0
منتديات ليلاس
لقد ترك شيئا لم يقله ، لكنها سمعته : خاصة اذا لعبت فى دورة اخرى تاليس ؟ اهذا ما تحاول قوله ؟ اتقول ان ساقك قد تظل معطوبة بشكل دائم ؟

تغيرت لهجته ، واصبحت خفيفة : آه ... الله ... اعلم ان كنت قادرا على اللعب 0

dede77 15-11-10 10:22 PM

ارادت ان تساله لماذا يفعل هذا ، ولكنها احست ان لا طائل من سؤالها ... فقد سالت من قبل ولم تتلق ردا ... اذن الامر الذى يخفيه شخصى بحت ... لمست ذراعه ، لتقول بصوت صلب كالفولاذ : اصغى الى تاليس واند ... قد تصبح مقعدا حين تجلس فى كرسى متحرك ... لا حين تعجز عن استخدام قدميك فى الملعب ... الناس الذين يحكمون عليك بهذا هم المقعدون ، لا انت ... لانك لن تكون مقعدا ابدا 0
منتديات ليلاس
تكهرب الجو من جديد وارتبطت عيناه بعمق عينيها ، بسؤال وامر ... فانزلت يدها عن ذراعه ، واشاحت بنظرها بعيدا وشعرت بالحرج فجاة . من اين جاء هذا كله الى نظراته ؟

-فلنذهب 0
رد بنعومة : فلنحمل معنا طعاما للنزهة 0

قالت لنفسها : لا تجربى حظك كثيرا يا فتاة ... لكن نفسها لم ترد عليها ... بل هو شيطان صغير تولى القيادة فى داخلها . وقال لها بصوت شيطانى ابرزته حنجرتها : طعام للنزهة ؟ يبدو لى هذا رائعا !

-ساحضره انا ... اصعدى الى غرفتك ورتبى نفسك 0

فى تلك اللحظة ادركت الى اى حد كانت ملطخة بغبار الطلاء القديم . كان يبدو قميصها العسكرى وكانه من سوق المبيعات القديمة وكان شعرها رازحا تحت نير منديل غريب اللون وكان وجهها ملطخا بالغبار والصمغ ، والعرق ، مع ذلك نظر اليها منذ دقائق والرغبة فى عينيه ! لابد ان الرجل مريض ! لماذا تبدو مغتبطة الى هذا الحد لمجرد اهتمام رجل مريض بها ؟

dede77 15-11-10 10:24 PM

اندفعت بشوق الى غرفتها فاختارت عن غير وعى ملابس تنسجم مع مزاج ينمو ويكبر كبالون طائر براق ... ارتدت سروالا قصيرا وبلوزة بيضاء فوقها قميصا احمر شفافا ... ومررت فرشاة فى شعرها ، ووضعت لمسة خفيفة من المساحيق . متى كانت المرة الاخيرة التى وضعت فيها الماكياج ؟ ثم دست قدميها فى خفين حمراوين ، وهرعت على درجات السلم 0

كان يضع اخر سندويش فى سلة من النايلون ... فابتسم لها ، وقال ممازحا : انك الرد على حلم كل رجل ... امرأة مستعدة للخروج فى اقل من عشر دقائق 0

ذكرتها ملاحظته هذه بمدى معرفته بطبائع النساء ... فحاولت الا يبدو صوتها خشنا : انها مجرد نزهة ، وهى لا تحتاج الى ساعة فى الحمام 0

-حسنا ... بامكانك تعليم زازا كاندل اشياء كثيرة !

ابتلعت جورجينا ريقها بصعوبة ... زازا كاندل ؟
-اهى الممثلة ؟

-اجل ... لقد فرضت نفسها مرة على احدى رحلات صيد السمك التى اقوم بها اقوم بها ... وتركتنى انتظر اربع ساعات فى غرفة جلوسها ... ثم ظهرت الظهور الكبير : بذلة سفارى حريرية وماكياج سمكه ثلاثة انشات . وشعر مغلف بكلات من البلاستيك المنثور ، وعطر قوى كاد يذبل نباتات منزلها 0

انه يعرف زازا كاندل وهى شقراء رائعة اصبحت الان اسما تتداوله البيوت بعدما بدات تمثل مسلسلا تلفزيونيا يقص قصة امرأة تدير دكانا لبيع الحيوانات الاليفة وهو مسلسل يرقى الى ذوق الاثرياء فقط . شاهدت جورجينا المسلسل مرة فى منزل امها ... وهذا ما ذكرها بالسبب الذى جعلها ترفض اقتناء جهاز تلفزيون 0

dede77 15-11-10 10:25 PM

سالته ببرود : وهل التقطت اية سمكة ؟

عندما سالت هذا السؤال ولد سؤال اخر فى ذهنها : ما موقع هذه المرأة منك ؟

ابتسم بخبث : لم ترافقنى ... قلت لها ان عطرها يجذب الدببة . وفيما كانت تركض صائحة من الرعب الى غرفتها ، تسللت الى الخارج واتجهت الى التلال 0

-هل انتما صديقان ؟

هز كتفيه بعد ان فقد الاهتمام بالموضوع : لا ادرى اذا كانت الصداقة هى الكلمة المناسبة 0

حسنا ، هذا قد يعنى امورا متباينة تتراوح بين عدم اكتراثه المطلق بجمال الشقراء وبين واقع انه على علاقة بها ... على الاقل يذكر هذا جورجينا بالوسط الذى يدور فيه 0
منتديات ليلاس
رفع السلة الى كتفه بسهولة ، وفتح الباب لها ثم انطلقا على درب ضيق معتم يمر قرب المنزل وظلا يسيران حتى استدار تاليس الى ممر ضيق ملتو بين الاشجار 0

كانت النزهة لطيفة ، واقصر مما تصورت وهذا يعنى ان تاليس قد اتخذ هذا الطريق اكثر من مرة الاسبوع المنصرم . كان احدهما يسير خلف الاخر بدون ان يتكلما مستمتعين بالمناظر الخلابة مصغيين لاصوات الغابة الغارقة فى نور الشمس . راحت تدريجيا صورة زازا كاندل ، تتلاشى من تفكير جورجينا 0

dede77 15-11-10 10:27 PM

سالها تاليس : ما نوع هذه الاشجار ؟

توقفا فى فسحة صغيرة طلبا للراحة كان يحيط بها اشجار ضخمة كثيرة العقد ، اوراقها الوارفة تظلل الفسحة كلها ... نظرت جورجينا الى الاشجار مفكرة ، ثم دارت حول احداها ومررت يدها على الجذع مقطبة ...ثم هزت راسها ونظرت الى تاليس ، لتقول بوقار : انها شجرة خضراء 0

تردد صدى ضحكته العميقة فى الفسحة فطاردت مرة اخرى ظلال الاضطراب والانشغال عن وجهه واثرت مرة اخرى فى قلب جورجينا باغرب طريقة 0

غمزها باعجاب : رد جيد .انا لا اعرف اسماء الاشجار كذلك ... وهذا لا يعنى اننى لا اتمتع بها 0

امضت بقية الرحلة قرب ضفة البحيرة يتحدثان بمرح ويتبادلان الادوار فى تسمية الاشجار المختلفة باسماء غريبة . كانت جورجينا تشعر تماما بما شعرت به فى الصباح الاول الذى تشاركا فيه وجبة الفطور . احست بدفء رفقته وبراحة لم تشعر بها مع اى كائن بشرى اخر 0
منتديات ليلاس
امسك يدها التى استقرت مع دفء وراحة يده . رفست خفها من قدمها وشرعت تسير معه فى الماء تميل اكثر فاكثر الى جسده القوى لتستند اليه ، مع انها عزت ذلك الى وعورة البحيرة وكثرة صخورها . ليس للامر علاقة بالحرارة التى تنبعث منه الكهربائية اللذيذة التى تسرى فيها كلما اشتدت يده على خصرها ، او كلما لامست ذراعه او صدره قدها الرشيق 0

فجاة وجدت نفسها مغمورة بضمة حميمة ... انها طريقته فى التعبير عن الرضى الذى يشعر به . فقد ابتعد عنها فورا تقريبا مع ان ذراعه لم تبرح كتفيها . نظر الى البحيرة بعينين متقدتين اعجابا ثم قال : اتعلمين ... لقد حصلت على كل شئ ... على التالق ، وعلى افخر الاطعمة والاشربة وعلى اعلى شقة فى بناء حديث قربه بركة سباحة ، كما حصلت على منظر خاص بى هو لناطحات السحاب ... ولقد زرت معظم البلدان الاوروبية وجنيت مالا وفيرا لن استطيع ان انفقه وقدت افضل السيارات ولعبت البولو مع الامراء ودعيت الى كافة انواع المهرجانات ، وخبرت الحياة معه النجوم غير اننى لم اكن سعيدا كما انا الان ... اسير حافى القدمين فى الماء معك 0

dede77 15-11-10 10:28 PM

وتنهد ... فكاد قلبها يختنق فى حلقها ، ولو ادار عينيه البنيتين اليها لظنت ان ما يقوله خاص لها . لكن بصره ظل مستقرا على قمة جبل بعيد . ربما هو متاثر بالمنظر ... فالجو حول بحيرة رائع وملهم ... تبدو بساطة المناظر وروعتها ، وسكونها وانعزالها بالنسبة لرجل حياته مرتبطة بشهرته امرا عظيما . ولكن ما يشعر به لن يدوم الى الابد . اما الفتاة التى تقف قربه فقد تشملها تاملاته لانها فى هذه اللحظات اصبحت جزءا من المنظر . انها كالتلال الخضراء وكالمياه الزرقاء الصامتة ، الصارمة برقة على اقدامهما 0

اعلنت جورجينا فجاة : اكاد اموت جوعا 0

وتسللت من تحت ذراعه ولكنها سرعان ما شعرت بالفراغ ، كما شعرت بان العالم انقلب من ملون الى ابيض واسود مرة اخرى ، ومن رائع الى ما هو عادى . وكان واضحا لها انها تحس بهذا هى وحدها 0

رد عليها ممازحا : جورجينا ... مع الطريقة التى تاكلين فيها ، يجب ان تصبحى ضخمة كمنزلك 0
منتديات ليلاس
لحق بها وهى تخرج من الماء ، ثم الهى نفسه بالتفتيش فى السلة التى اخرج منها بطانية ثم كمية ضخمة من الطعام ، وقطعة زبدة كبيرة ، سندويشات موز وتفاح ، وجزر مقطع وعصير ، وقطع شوكولا . فسالته رافعة الحاجب : اهذه شوكولا سنوكل ؟
ابتسم : تصورى هذا ... انتقم من الكلب !

ثم لاذا الى صمت محبب وتناولا الطعام فى مواجهة الماء . كان لهما العالم كله ولم يكن يلوح امامهما سوى قارب من حين لاخر 0

dede77 15-11-10 10:29 PM

بعد الغداء ، استلقى تاليس على البطانية ، وبعد لحظات تردد استسلمت جورجينا للاغراء وحذت حذوة 0

واشار بكسل الى غيمة بيضاء قطنية الشكل تلوح فوق البحيرة 0

-اترين التنين ؟ انه تنين صديق ... وكانه كلب 0
-لا تكن سخيفا انها تشبه الفيل 0

-حسنا ، لم تعد هكذا ... اظنها تشبه الان سيارة . اجل ... ارى شكل كامارو 0

ردت بحزم : بل فولس فاكن 0

لم يلحظ اى منهما ان ملاحظاتهما كانت متباعدة ، ولا ان صوتيهما اكثر خشونة .... ثم تمتمت : اصبحت قط 0

-آه ... اوه ... بل كومبيوتر 0
منتديات ليلاس
ثم اطبقت الاذرع القابعة خلف الراس وتعالت تنهيدة راضية تهمس فى سماء بعد الظهر ، ونام الرجل والمرأة وقد بدا الامان والهدوء على وجهيهما الساكنين 0
استيقظت جورجينا اولا ، وفتحت عينيها بدهشة ثم نظرت الى تاليس باستغراب 0

لقد تغيرت وضعيتهما اثناء النوم فبعدما كان كل منهما يتوسد ذراعه اصبحا مضطجعين على جنبيهما يواجه احدهما الاخر ، فيما احدى يديه تستقر على خصرها وكانها تحميها 0

dede77 15-11-10 10:32 PM

لو اتبعت ردة فعلها عقلها واتزانها لنزعت نفسها بعيدا عن يده ولجلست بعيدا عنه ، ولكن ردة فعلها العاطفية تحكمت بها . انها تشعر برضى تام لاستلقائها قربه بحيث تجد المتعة بوجوده على مقربه منها . وردة فعلها العاطفية هذه امرتها بان تراقبه فقط وان تشبع نظرها من خطوط وجهه القاسية بنهم لم تكن لتسمح بان يظهر عليها لو كان مستيقظا 0

وكان ان شرعت تراقبه مركزة اهتمامها على ارتفاع وانخفاض عضلات صدره المفتولة غارقة بتامل اهدابه الكثيفة السوداء التى تبلغ طرف خديه . راقبت النسيم الخفيف يتراقص بجذل فى شعره الفضى الرائع فحسدت النسيم على ذلك وتمنت لو ان اصابعها هى التى تبعث الان بشعره ... راحت ترتوى من ملامحه وودت لو كان لديها اله لتصويره او كانت تستطيع الرسم لترسمه ، فهى تعرف ان هذه اللحظات فانية ... ولو التقطت له صورة لتمكنت من ان تضيع فيها مرات ومرات 0

ابتسمت ساخرة من نفسها ... حسنا ... ربما قدر لها ان تتصرف كمراهقة ساذجة ، عوضا عن التصرف كامرأة ناضجة ناجحة ... ربما الاسترسال فى هوى لا ضرر منه ، هو مرحلة فى الحياة فاتتها منذ زمن بعيد . وكان عليها الان ان تعود الى الوراء لتختبرها 0

ادركت فجاة ، انه بدا ينضم اليها فى العالم الحى . واستقرت عيناه على وجهها ، وعلت ثغره ابتسامة شاحبة تخللها غموض خفيف 0
-جورجينا 0

كان صوته اجش بفعل النوم ولكن كان فيه خيط من الاستغراب : ما اشد سعادتى وانا برفقتك !

dede77 15-11-10 10:33 PM

اغمض عينيه : اتعلمين ... كان والدى من المهاجرين ... كانت جميع انواع المرح غريبة عن منزلنا ... نشات وانا اتوق للمرح الذى كنت مؤمنا انه جزء من الحلم الاميركى ، لكنه استمر فى مراوغتى . وحين احترفت كرة القدم وجنيت من المال الكثير رحت الاحق المرح بحقد منتقم ، سافرت الى ديزنى لاند والى لاس فيغاس ، وهاواى والى منتجعات التزلج والى نوادى القمار ، لكننى لم اجد قط ما كنت ابحث عنه ... كان كل شئ مصطنعا . اتفهمين هذا ؟

-ليس تماما 0

-بدا لى الامر ان هذه الاماكن جميعها تحاول ان تبيع المرء شيئا ليس اصلا للبيع ... لا شئ هناك يمكن ان يعطينى البهجة ...

يجب ان يحس المرء بالبهجة من داخله . جورجينا ... حين اكون معك ، احس بالبهجة من الداخل ...وهذه البهجة تجعل من قيلولة بعد ظهر مشمس اكثر مرحا من ركوب دولاب الهواء فى ديزنى لاند 0
منتديات ليلاس
ابعدت بصرها عنه وعيناها تترقان بالدموع ... ثم عرفت او اعترفت بما كانت اصلا تعرفه ... لم يكن ما تشعر به تجاه تاليس هوى فتاة مراهقة بل هو حب حقيقى . فقد وقعت فى حبه منذ زمن لذا بشكل لا ارادى انتظرته عشر سنين . جعلتها معرفتها هذه تشعر بالاسى لان حبها قد يتعرض للاذى ، وحاولت جاهدة ان تجر نفسها بسخرية الى واقعها الحالى لحماية نفسها من قسوة الجرح القادم ... لكن محاولاتها بمواجهة الواقع باءت بالفشل ...
الا يكفيها انها اليوم بالنسبة له مصدر سعادة ومتعة لم يعرفها حتى فى مراجيح ديزنى لاند ؟ طبعت قبلة متهورة ، مرحة ، على طرف انفه ، ثم هرعت الى الماء وقد بدا لها الغد بعيدا بعيدا .....

********


انتهى الفصل الخامس

قراءة ممتعة للجميع

شمس المملكة 15-11-10 11:26 PM

روووعة

أنتظررررك

اماريج 16-11-10 12:09 AM

تسلم ايديك ديدي :flowers2:
ويعطيك الف عافية حبيبتي وبنتظارك يالغلا
وكل عام انت بالف خير ياعسل
:liilase::liilas:


نجمة33 16-11-10 10:03 PM

كت عام و انتم بخير
شكرا لك
ا

العالمية 18-11-10 03:57 AM

كل عام وإنتو بخير يا غلى أعضاء عندي الروايه حلووووووة كثييير الله يعطيك العافية

dede77 19-11-10 08:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس المملكة (المشاركة 2528880)
روووعة

أنتظررررك

الاروع مرورك يا احلى شمس منورة المنتدى 0

dede77 19-11-10 08:24 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2528949)
تسلم ايديك ديدي :flowers2:
ويعطيك الف عافية حبيبتي وبنتظارك يالغلا
وكل عام انت بالف خير ياعسل
:liilase::liilas:




تسلمى اماريج من شر 0

كل عام وانت والاسرة فى خير وسعادة دائمة 0 يااحلى وردة فى المنتدى 0

dede77 19-11-10 08:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2529608)
كت عام و انتم بخير
شكرا لك
ا


كل عام وانت بالف خير نجمة .

شكرا لك حبيبتى على مرورك العطر 0



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العالمية (المشاركة 2530749)
كل عام وإنتو بخير يا غلى أعضاء عندي الروايه حلووووووة كثييير الله يعطيك العافية

كل عام وانت بخير عالمية وكل عام وكل اعضاء وعضوات ليلاس بالف خير وسلامة 0
انت الاحلى حبيبتى 0

dede77 19-11-10 08:30 PM

6- منزل الاشباح 0

**************************
ظل تاليس وجورجينا قرب البحيرة حتى استطالت الظلال فوق الماء فى وقت متاخر من بعد الظهر ... ولكنهما حتى فى هذا اوقت راحا يوضبان سلتهما على مضض ، وكانهما يشعران ان هذه الفسحة المكونة من الصخر والرمل المكان السحرى لهما . هنا ، لم يكن تاليس واند ، ولم تكن هى صاحبة نزل او ناشرة مجلة ... هنا تركا ادوارهما فى الحياة وراء ظهريهما . ولم يبق سوى شخصين يتوق كل واحد الى التمتع بصحبة الاخر فى يوم مشمس خال من جميع الهموم ... وقد جعل هذا الموقع المنعزل الامر سهلا ، بل اسهل مما لو كانا على موعد ، فقد وفرا هنا تعقيدات قد يتعرض اليها غريبان يتبادلان النظرات عبر طاولة عشاء على ضوء الشموع 0

قال لها واعدا : سنقوم بمثل هذه الرحلة مرة اخرى 0
منتديات ليلاس
رمى ذراعه بخفة حول كتفيها عندما وقفت لتلقى نظرة اخيرة على البحيرة ... ارادت ان تلح عليه بالسؤال .. متى ؟ تقريبا ؟ فى الغد ؟ فى الاسبوع القادم ؟ لكن الاسئلة ظلت متوارية فى اعماقها ، فهى تكشف الكثير من الاسرار التى تشتعل بدفء فى داخلها 0

لقد كان مرافقا عطوفا مهتما بها طوال الظهيرة ولكن ذلك لا يعنى ان عليها ان تظهر مشاعرها فقد يصدم او يرتاع ان عرف كنه مشاعرها القوية ... لا ... من الافضل الانتظار حتى ترى ما تكتشفه الايام الطويلة فى هذا الصيف 0

كان جرس الهاتف يرن عندما اقتربا من المنزل ، هرعت جورجينا الى المطبخ وردت بمرح وبانفاسها مقطوعة : الو 0

dede77 19-11-10 08:31 PM

لكن الصوت فى الجهة الاخرى لم يات مرحا ... فقد بدت المرأة المتكلمة متوترة متعبة ، وطلبت الكلام مع تاليس ... اعطته السماعة بهدوء ، ثم شغلت نفسها بمغسلة المطبخ ، متمنية لو تستجمع ارادتها بالا تصغى الى المكالمة . ولكنها لم تستطع بل راحت تصغى بسخط الى هذا التطفل فى عالمهما 0

سمعت تاليس يقول : اوه ... لا ! صوته المنخفض تحشرج . نظرت اليه من فوق كتفها ، كان ظهره اليها ، لكن راسه كان منخفضا ، وكتفاه هابطتان : ايجب ان احضر ؟ حسنا ، حسنا ، اخبرى مارلين اننى احبها ...

ذعرت جورجينا ... مارلين ؟ اهى امرأة اخرى غير زازا ؟ جرها صوته المنخفض من افكارها السوداء : انا افكر فيها كثيرا ... اجل ... اخبريها اننى انفذ ما على من الاتفاق 0

علق السماعة ثم وقف بلا حراك يحدق الى الهاتف 0

لمست جورجينا ذراعه مقاومة غيرتها اللاعقلانية . وغير الناضجة 0

-تاليس ... ؟ ماذا جرى ؟ هل استطيع المساعدة ؟
منتديات ليلاس
نظر اليها بعينين مبتعدتين ... ثم قال : لا .... لى صديقة مريضة ، لن يستطيع احد مساعدتها الا اذا ....

تحول شئ ما فى تعابير وجهه المتجهمة ، واصبح النظر اليه مرعبا ... انه وجده رجل تجهمه اسوا انواع التعابير ... الذنب 0

dede77 19-11-10 08:33 PM

تجاوز جورجينا وكانها لم تكن الى جانبه ، فوقفت تنظر اليه بحيرة ... عقدة الذنب ؟ كيف يكون مسؤولا عن صحة شخص اخر ؟ هل حصل له حادث سيارة ؟ لكن لا ... فلو حدث شئ ما لتناولته الصحف على صفحاتها الاولى 0

لكن ما كان يؤلمها اكثر ، انه وبعد نهار قضياه معا بتقارب وود استطاع وبدون انذار ان يخرجها من حياته . فقد اقفل الباب بثبات فى وجهها ، وانطوى على ذاته . لم يكن يرغب فى ان يشاركه احد بما يؤلمه ، كما لم يرغب فى ان يقدم له احد المواساة ... ارتجفت وهى تتذكر تعابير وجهه فقد شعرت انه لا يشعر بها ابدا . بل بامكانها القول انه كان اسفا لانها كانت موجودة معه ولان اليوم كله كان موجودا 0
منتديات ليلاس
انبت نفسها بقسوة : اوه ... تتراءى لى الخيالات . هل هى انانية الى حد العجز عن التفكير فى قلقه على صديقة ؟ ثم ، انه لا يدين لها بشئ ... الم يكن هذا الخطر كامنا امامها طوال الوقت ؟ الم تكن تشعر انها قد تقع فى حبه راسا على عقب ، فيما يشعرنحوها بصداقة ؟ هذه غلطتها فقد تحركت سريعا ، واطلقت لمشاعرها العنان 0

فى الايام القليلة التالية ، بدا لها ان شعورها بانها خسرته نتيجة تلك المخابرة قد ترسخ ، فلم يكن ابتعاده عنها وليد مخيلتها ، لقد تغير تاليس منذ رد على تلك المكالمة ... لا شك فى انه يحمل حملا كبيرا على كاهله . لكنه كذلك يقفل على نفسه بشدة فى عالم لا يسمح لاحد بالدخول اليه ... كان يعمل بشكل نشيط فى غرفته ، وحين يراها كان ينظر اليها ساهما وكانه لا يعرفها . فى وجهه الم مهيمن عليه نادرا ما انضم اليها على طعام ، واذا فعل كان يهينها بان ياكل بسرعة دون ان يرفع بصره عن صفحات مجلة طبية رياضية . وبالطبع لم يقترح عليها تكرار الرحلة الى ضفتهما الخاصة . شعرت بان الرجل العطوف الذى امضت معه ذلك اليوم قد رحل ، كما رحل اليوم نفسه 0

dede77 19-11-10 08:34 PM

كان ياكل ويتمرن وينام ويقوم باتصال هاتفى يوميا ، وكانت جورجينا تتجنب ان تكون فى اى مكان يخولها استراق السمع كما حدث فى المرة الاولى . فى احدى المرات وبينما كانت تنزل سمعته يقول : مرحبا حبيبتى ... لكن لم تكن الكلمات هى التى استوقفتها بل الحنان الذى انبعث منه فتراجعت على اطراف اصابعها وراحت ترتقى السلالم ودموع الالم تهدد بالاندفاع 0

ما كان يؤلمها اكثر ان كل ما راته منه فى هذه الايام كان التجهم والنأى التام عنها . مع ذلك ، كان اللطف والحنان اللذان طالما عرفت انهما جزء لا يتجزءا منه موجودين ، انما لشخص اخر فقط . لا تدرى لماذا شعرت بالاشمئزاز من نفسها بسبب الغيرة المقرفة الغاضبة التى تحس بها . هل يحق لها ان تغار ؟ انه لم يشجعها ولم يقل سوى انه يجد المرح معها . وما قاله لا يعتبر ابدا اعترافا بحب لا يموت ! ولكنها رغم ذلك كانت تشعر كلما راته بالتمزق بين المرارة والحنان ... المرارة لانه ليس لها ولانه نخاها بسهولة عنه والحنان لانها كانت ترغب بمسح القلق والالم عن جبينه المتغضن ، وفى ازالة العبوس الدائم الوجود ، الذى استقر فى عينيه 0
منتديات ليلاس
وكانت تتالم لانه يجهد نفسه ويتعب ساقه عوضا عن تقويتها فالعرج يبدو الان اسوا من ذى قبل وقسمات وجهه اصبحت رمادية من الالم ... كان حتى وهو ياكل يدلك عن غير وعى ساقه المعطوبة 0

كانت تحس بمشاعر غريبة ممزوجة بين الحب والغضب ... وهذا الشعور اشبه بشعور زوجة تجاه زوجها كان عليها ان تعض لسانها بقسوة لتمنع نفسها من محاولة اقناعة بان يفعل شيئا مختلفا . لكن هذا ليس دورها ، كانت تذكر نفسها بهذا بقسوة ثم تدير بصرها عن قسماته التى تعكس الما مبرحا 0

قال لها فى احدى الليالى من وراء صفحات مجلته : انا مضطر للسفر لبضعة ايام 0

ومرر لها شيكا ثم اكمل : ومن الطبيعى ان ادفع لك المصاريف 0

dede77 19-11-10 08:35 PM

طوت الشيك ودسته فى جيب جينزها دون ان تنظر اليه ... لقد وعت تماما المركز الذى تحتله فى حياته . انها صاحبة النزل ، انها مالكة المنزل . فجاة كرهت الاساس العملى لعلاقتهما 0

ولكنها رغم ذلك شعرت بالراحة عندما اعلن ذلك . فالتوتر الذى يسببه وجوده ، وابعاد نفسها عنه بالبكاء عليه بدا ياخذ منها ماخذه ... ودت لو كانت لديها الشجاعة لتطلب منه الرحيل ... لكنها لا تستطيع . فهى تفضل الالم على ان يرحل 0
منتديات ليلاس
كانت تامل ان يرجع من جديد على ان يعود كما كان فى الصباح الذى وصل الى منزلها وكما كان فى اليوم الذى امضياه على ضفة النهر . وكانت تامل ان تشعر بعد اجازة تقضيها بعيدا عن وجوده العامر بان مشاعرها كانت كمشاعر طفلة سخيفة وان بامكانها انتزاع نفسها من حبه 0

فى الواقع وجدت نفسها على العكس ما اقنعت نفسها به ، فاثناء غيابه احست بتوق غامر اليه . فاضطرت للاعتراف بانها تفضل ان يكون هنا ، نكدا مشاكسا غير مبال بها على ان تحرم منه 0

مضى على غيابه ثلاثة ايام ... وحين عاد ، بدا اسوا حالا عما كان ، فعيناه يدغشهما الالم وفمه تلويه خطوط التجهم . نظر اليها حين وصل الى الباب ولم يشعر انها القت عليه التحية بشوق مرتجف 0

قال لها : ايمكن ان تتاكدى من الا يزعجنى احد فى الايام القادمة التالية ؟

نظرت اليه بسخط ... ماذا يظنها ؟ خادمة فندق ؟ من هى ؟ البوابة ؟ اوه سيد واند ... ارجوك امسح حذاءك فى قلبى ؟ ماذا يعنى بالضبط ؟ اتمنع عنه الاتصالات ؟ اتخفض صوت الراديو ؟ اتبعد سنوكل عن باب غرفته ؟ ام انه يعنى هى تبتعد عن طريقه ، انت جورجينا بارتون ، مالكة النزل ؟

اجابت بسخرية باردة : حاضر سيدى 0

شمس المملكة 19-11-10 09:38 PM

ياربي ليش تختفي انتي فجأة وتزيدي الحماس عندي


يعطيك العااااافية

dede77 21-11-10 09:40 PM

اسفة حبيبتى على التاخير بسبب ظروف خارجة عن ارادتى زواج وخطوبة واخيرا وفاة بس ان شاء الله ما اتاخر عليك مرة اخرى 0

dede77 21-11-10 09:42 PM

بدا مذعورا هنيهة لكنه لم يلبث ان هز راسه بقلق وكان سخريتها امرا اخر زاد من ثقل حمله ... تفرست فيه ... كيف يجرؤ على ان يجعلها تشعر بالذنب ؟

اغرتها نفسها بان تعرضه للمضايقات بقدر المستطاع ، ولكنها كانت تعلم انها لن تستطيع . لانها شعرت به يطلب منها مساعدته ... وهذا ما سنفعل ... وبناء عليه ستلغى موعدها الاسبوعى مع اعضاء جدمعية اصدقاء التاريخ 0

ولكن بعد ظهر يوم الاربعاء دوى صدى مقبض الباب القديم وتمادى فى كل المنزل ... فهرعت جورجينا التى كانت تعتنى بالحديقة الخلفية ، نحو المقدمة ... كانت السيدة باركنز والانسة دورشتر تقفان امام مدخل بابها مرتديتين فستانين ملونين تلوحان لها وتلقيان عليها التحيات المرحة ، فتمتمت : اوه .... لا !

فبعد عشر دقائق ستصل عشر نسوة اخريات ، وستحضرالسيدة كوستنر واحفادها معها . وستقول : ضعيهما فى الفناء الخلفى عزيزتى وهناك سيكونان على ما يرام 0
منتديات ليلاس
وهذا ما حدث فعلا . فقد رمت الولدين فى الفناء الخلفى مع سنوكل ، الذى كان يستقبل ضيوفها بحماس جياش محدثا اكثر من صرخة خوف على الجوارب التى قد تتمزق . وسرعان ما راح الولدان يصيحان بمرح كما راح الكلب يعوى ، والسيدات يغنين اغنية الافتتاح ، ووعاء الشاى يصفر فوق الموقد ... ووقفت جورجينا تصغى الى اى صوت ينم عن الحياة من غرفة تاليس ولكنها لم تسمع شيئا . وهذا يعنى ان الصدمة جعلته يلزم الصمت . وهزت كتفيها . حسنا ... لقد فعلت المستحيل لتوفر له الهدوء و الصمت ، ولكنها ملت من التجوال على اطراف اصابعها 0

ومع انها نادرا ما تحضر مثل هذه الاجتماعات ، الا انها تتمتع بزوارها ، خاصة عندما تتعالى الضحكات الصادرة كلما اجتمعن 0

dede77 21-11-10 09:43 PM

فجاة ، احست بذراع قوية تلتف حول خصرها ، وبصوت خشن يداعب اذنها : يبدو ان لديك جماعة من أوز ضاحكة جورجينا . يا الهى ! ما هذا الصخب !

ابتعد عنها لياخذ لنفسه حفنة من السندويشات التى كانت تحضرها لهن ، ولكنه لم يع انه بهذا قد افسد ترتيب الطبق المحضر باناقة . وقالت له : ان اعضاء جمعية اصدقاء التاريخ يجتمعون كل خمسة عشر يوما هنا 0

-اما كان بامكانك تحذيرى ؟ كنت ساخطط لقضاء ظهيرة هادئة فى حفلة روك موسيقية . ثم ، ماذا لو تعرفت الى احداهن ؟ يا الهى جورجينا ، سيصل الخبر الى الصحافة فى اقل من .....

انه للمرة الاولى يتصرف تصرف رياضى متكبر شهير وهذا ما اغضبها . كانت تظن انها تحب هذا الانسان المغرور المعجب بنفسه ... كانت تتجول فى منزلها على اطراف اصابعها لئلا تزعج مزاجه المشفق على نفسه ... وباسم الحب ؟ هاه ! انه فعل انهزام ان شخصا لا يبادلك الحب ... وتاليس واند لا يختلف البتة عن اى نجم لعين انانى لا يحب سوى نفسه 0

قالت له بغيظ وعيناها باردتان : اسمع يا صاحب الشخصية العظيمة ... ما من احد هنا سيتعرف الى شخصيتك المرموقة المملة . صدق او لا تصدق ان هناك فى هذا العالم من لا يتاثر بكرة القدم ومن لا يعرف حتى ان لها وجودا وهذا النوع بالضبط هم الذين استقبلهم فى بيتى . والمرة الوحيدة التى لم افعل ، عشت لاندم 0

خطا نحوها خطوة : جورجينا .....

غادر التحفظ المتباعد عينيه وحل محلة الندم . ولكنها ابت ان تتاثر بهذه النظرة فصاحت به : اسمع ......

dede77 21-11-10 09:44 PM

-سيد واند ؟ اوه ... يا الهى هذا انت !

تسمرت جورجينا فى مكانها ثم نقلت عينان دهشتان الى السيدة باركنز ، التى دخلت لتوها الى المطبخ والتى راحت تحدق الى تاليس بعينين ملؤهما الاعجاب فنظر تاليس الى جورجينا وكانه يقول : الم اقل لك ؟ خشيت لبرهة ان يصد بعجرفته المعجبة به ، كما يصد الصحافة وان جرح احاسيس السيدة باركنز العجوز فستكرهه فى الواقع ، انها الان على الطريق الى كرهه 0

لكنه اصلح الوضع بان استدار الى السيدة بابتسامة فاتنة ....
فسالته المرأة بانفاس مقطوعة : اتذكرنى ؟
نظر اليها بحذر ، ثم اعتذر بلطف : انا اسف ، التقى بالكثير .....
منتديات ليلاس
-حدث هذا قبل عام فى مباراة النصف نهائى بينكم وبين فريق " الرايدر " . يومذاك سافرت وزوجى لمشاهدة المباراة ... كان ابن عمه بارت " الستاديوم " وقد التقيناك بعد المباراة وحينها وقعت على مفكرتى 0

بدا تاليس حقيقة منزعجا لانه لم يستطع ان يتذكرها خاصة وان لقاءها به يعنى الكثير لها . فقالت له بحبور وهى تنظر اليه بحذر : اوه .... حسنا... الامر لا يهم ... كيف حال ساقك ؟

-انا اعمل على شفائها ... وارجو ان اعود الى اللعب فى الخريف . لكن هذا سر 0

dede77 21-11-10 09:45 PM

شهقت جورجينا ... كيف يقول هذا ؟ لا يمكن ان يعنى ما يقول ؟ لا يمكن ! يا الله ! الرجل ما زال غير قادر على السير السوى . و الطريقة الوحيدة التى قد تخوله العودة الى الملعب هى بحقن نفسه بعدة حقن قاتلة للالم اولا. الا يعرف ان ساقه قد تظل معطوبة اذا مضى فى غيه واصر على العودة الى الملعب وجرحه على هذه الحال ؟ كيف سيتمكن من الركض ؟ كيف يمكنه تعريض ساقه الى عذاب مجحف وضغط لا يرحم مدة ساعتين متواصلتين من اللعب ؟ ارادت ان تقتله بسبب نظرته غير الواقعية هذه لحدوده ... لا ... لا ان تقتله ، بل ان تحبه ... تحبه حبا يقنعه بانه من غير المهم ابدا العودة الى الملعب 0

اكدت له السيدة باركنز : ان سرك آمن معى 0

بروز ذقنها الى الامام بحدة ، تحذير واضح لاى شخص قد يحاول استخلاص هذا السر منها ... واكملت : فى الواقع لن اخبر احد اننى رايتك هنا سيد واند . فرجال الصحافة شياطين ، ولن اثق حتى باعز صديقة فقد يزل لسانها . يا الهى ، كدت اجن حين نشروا صورتك فى المستشفى . هناك حدود لما يحق للناس ان يعرفوه ، وقد كانت تلك الصورة ابعد من الحدود . راسلت رئيس تحرير صحيفتنا المحلية وقلت له رايى هذا ثم راسلته ثانية فى الاسبوع الماضى حين عرفت ان الصورة مرشحة لجائزة صحافية ... مجرمون !
منتديات ليلاس
نظرت جورجينا الى تاليس بذهول ... اوه ... لا ! لا يمكن ان تعنى تلك الصورة التى يظهر فيها وهو يبكى من الالم ... احست بغصة اشفاق تتصاعد الى حنجرتها بسبب نظرة الغضب العاجز التى بدت على وجهه ، انه ليس بحاجة فى الوقت الحاضر الى ما يزيد همومه ... احست انها تريد حمايته بقوة كما تحمى الدبة الام وليدها ....

-حسنا ... اشكر لك دعمك سيدتى ... اقدر لك هذا كثيرا 0

dede77 21-11-10 09:46 PM

فجاة ، بدا ان السيدة تذكرت انهم يقفون فى المطبخ وفى منزل جورجينا ، فاتسعت عيناها وتحركتا منتاليس الى جورجينا بتساؤل كبير . فابتسمت جورجينا لها بجراة ، لقد حاولت منذ زمن اخفاء صلتها بعائلة افرادها جميعهم من اعضاء كرة القدم وستكون ملعونة الان ان ذكرت شيئا لا لسبب الا لتفسير وجود تاليس فى منزلها ، خاصة امام معجبة قديمة وثابتة لكرة القدم ! انها مقبولة ، محترمة ، ومحبوبة فى هذا المجتمع لشخصها ولن تسمح لهذا الواقع بان يتغير ... ولن تعود مرة اخرى اخرى اخت نيوتن ولارى بارتون الصغيرة ، عوضا عن ان تكون هى نفسها . وسالت بنعومة : الا تنتظر السيدات الشاى ؟

اجابت السيدة باركنز ، وخيبة الامل بارزة على وجهها : اوه ... اعتقد هذا ... ما اروع اللقاء بك من جديد سيد واند 0

ابتسم لها تلك الابتسامة التى تجعل النساء يمتن من اجل فرصة لرمى انفسهن عليه ... وغادرت السيدة باركنز المطبخ ، فعقدت جورجينا ذراعيها واتجهت الى النافذة ، وقالت محذرة : لا تتجرا ابدا على القول : قلت لك هذا !

تقدم الى جانبها : وهل افعل شيئا كهذا ؟

اخذ يراقبان بصمت الولدان يهدران فى الفناء الخلفى فى ملاحقة سنوكل ... كان ابن الرابعة من عمره يحاول اخضاع الكلب برميه بالحجارة ... فعبس تاليس : ذلك الشيطان العفن الصغير ... ! الم يعلمه احد احترام الحيوانات ؟ حسنا ... ربما لو خرجت اليه ، ومددته على ركبتى ....

وضعت يدا على ذراعهه تمنعه : انظر ... سنوكل قادر على التصرف مع الاولاد 0

dede77 21-11-10 09:48 PM

وكان هذا مؤكدا ... فسرعان ما نفذ سنوكل صبره مع الصبى ، وتوقف عن الجرى ، فتعثر الصبى بجسد الكلب ووقع ... تقدم منه سنوكل يشم ضحيته مرة ، ثم لعق وجهه ، وجلس باطمئنان فوقه 0

انفجر تاليس ضاحكا ... ضحكته تلك لامست عمودها الفقرى فاشعرتها بالدفء ، وكان شعاعا من شمس الصيف اخترق برد الشتاء 0

-قسما جورجينا ان هذا الكلب بدا يؤثر فى 0
-اوه ....

وصمتت ... يا الله ! انها تغار من فتاة مجهولة ، رات صورتها فى اطار بنى ومن زازا كاندل ومن مارلين ، ومن المخابرات الهاتفية الغامضة ، والان من كلبها ! هذا الرجل قادر على ان يتسلل بسهولة الى كيانها كله 0

اصغى تاليس مرة اخرى الى اصوات النسوة الجالسات وقال ساخرا : لا اسمع الكثير من النقاش التاريخى 0

-فى الواقع ، لقد حققن ما يكفى ... مع اننى لاحظت ان العمل بالنسبة لهن ياتى فى اخر لائحة اهتمامهن فهن يؤجلن مواضيع العمل الى اخر ربع ساعة من اللقاء 0
منتديات ليلاس
-ولماذا يجتمعن هنا ؟

-لان هذا المنزل اكثر المنازل قيمة تاريخية فى المنطقة ... ولقد انتقلت الاخبار بسرعة حين بدات ارممه بالحفاظ عليه لا بتحديثه . واعتقد انهن افترضن اننى اتعاطف مع قضيتهن ...وكن على حق 0

العالمية 22-11-10 03:26 AM

مشكووووووووووووووووورة على الفصل الرووووووووووووعة

نجمة33 22-11-10 03:31 AM

شكرة لك ومقدرة تعبك معنا
جزاكي الله خيراا

فتاة 86 22-11-10 06:22 PM

شكراً شكراً شكراً
بس لا تتأخري علينا عم تشوقينا كثير
يعطيكي العافية

dede77 23-11-10 09:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العالمية (المشاركة 2535321)
مشكووووووووووووووووورة على الفصل الرووووووووووووعة


الاروع مرورك المستمر عالمية . شكرا على متابعتك المستمرة 0


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2535324)
شكرة لك ومقدرة تعبك معنا
جزاكي الله خيراا

جزاك الله الف خير . العفو حبيبتى تعبك راحة 0


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فتاة 86 (المشاركة 2535710)
شكراً شكراً شكراً
بس لا تتأخري علينا عم تشوقينا كثير
يعطيكي العافية

ان شاء الله ما اتاخر عليكم . شكرا لك حبيبتى 0

dede77 23-11-10 09:38 PM

-وما هو تاريخ هذا المنزل ؟

بدا واضحا انه يرغب فى قتل الوقت حتى ترحل " الاوزات الضاحكات " فيعود عندئذ الى تعذيب نفسه بهدوء 0

وترددت ثم غلبها اهتمامها بالموضوع " حسنا ...بنى المنزل فى عام 1876م ، فحين اقول ان له قيمة تاريخية اقصد بذلك هندسته وخشبه المحفور ، الاساسات وما الى ذلك ... لم يسكن فيه اى انسان شهير ، فى الواقع ، من بنة هذا المنزل لم يشارك كثيرا فى تاريخ المنطقة ... كان جون سيتون مزارع بسيط يملك كل الارض التى تراها . وقد ظل اعزب حتى اواخر الثلاثين من عمره وقد عاش خلال تلك الفترة حياة بسيطة فى كوخ خشبى مؤلف من غرفة واحدة وهذا الكوخ ما يزال على تلك التلة وراءنا ... ثم تسللت الى حياته المملة كاتى بانندر وهى زائرة من انكلترا . كان قد التقى بها فى مناسبة اجتماعية عامة ، فاستحوذ عليه حبها . تقول القصة انه افتتن بها بعد رقصة واحدة معها . وطلبها للزواج فى الليلة نفسها وقال لها ان المنزل الذى سيبنيه لها سيكون بمثابة نصب لحبهما 0

تاوه تاليس : اوه .... لا ... كيف لا تكون لهذه البداية الرومانسية نهاية حزينة ؟
منتديات ليلاس
ابتسمت جورجينا ابتسامة حنونة : انت ساخر ... وهذا ما جعلنى اقع فى حب هذا المنزل . لم تكن للقصة نهاية حزينة بل وجدت انهما عاشا عيشة غرامية رائعة ظلت حتى مات جون عن عمر يناهز الثانية والثمانين .... ولحقت به كاتى بعد وقت قصير ... وخلال فترة زواجهما انجبا سبعة اولاد وما يزال له فى هذه المنطقة ثلاثة وثلاثين حفيدا ، واكثر من مئة حفيد حفيد ... ولقد تحدثت الى بعض اقارب جون وكاتى فحدثونى عن ذلك الحب الذى جمعهما وقد قالوا ان الحب ما يزال حيا يتردد صداه فى المنزل ... كما اخبرونى ان اثاث غرفة الجلوس كان يدفع الى الوراء ، لافساح مكان لحفلات الرقص ، ودعوات العشاء العائلية الفخمة ، وللبقاء فى المنزل ليلا ، والتسلل من نوافذ الطابق العلوى الى الخارج 0

dede77 23-11-10 09:39 PM

تنهدت حالمة : انه تاريخ حى . هذا المنزل ليس منزلا معدوما من الحياة ... انه حى ، بطريقة ما ، ينتظر كتابة الفصل التالى من تاريخه 0

كان تاليس ينظر اليها بعينين كئيبتين 0
-لماذا لا تعترفين بالحقيقة جورجينا ؟

شهقت : اعترف بماذا ؟

-اعترفى انك لم تشترى هذا المنزل لتحوليه الى نزل وانك لم تشتريه بسبب اهتمامك بتاريخه 0

همست بذهول : عم تتحدث ؟
منتديات ليلاس
-اشتريته لانك ترغبين فى جزء من سحره . لقد احسست بالحب فيه حالما ولجت بابه ... والان ... انت بحاجه الى شخص يلعب دور جون ... صحيح جورجينا ؟ تريدين كتابة الفصل التالى بنفسك ، ولكنك تعرفين ان هذا المنزل لن يكون كاملا ابدا بدون نصف دزرينة من الاولاد الذين يزرعون فيه اجسادهم . اليس هذا ما اشتريته جورجينا ؟ اشتريت الامل بهذا النوع من العائلة التى لم تعرفيها قط ؟

ردت بسخط حقيقى : هذا الكلام سخيف ... ! لماذا تفعل هذا ؟ لماذا تختلق القصص الخرافية الحمقاء ؟ لماذا انت قاس الى هذا الحد ؟

-قاس ؟ اسف جورجينا ... انا متوتر الاعصاب ولم اقصد ان انفث توترى عليك 0
قالت بغضب : حسنا ... هذا غير صحيح . لم تقل كلمة صحيحة 0

dede77 23-11-10 09:42 PM

لكنها كانت تكبح دموعها لان ما ذكره صحيح . والحقيقة كانت اصعب من ان تتقبلها ، لانها لم تعترف بها لنفسها قط ... لا ... لقد صدقت ما اطلقته من ادعاءات . لقد ظنت انها تصلح هذه الغرف ، بصبر واناة لنفسها فقط ، ولمتعتها الخاصة ... احبت العيش بمفردها ... وان عملها يستاثر بكل اهتماماتها ، وان عائلتها مؤلفة من الاولاد الذين يكتبون لها اكواما من رسائل المحبة كل شهر 0

اوه ... لكن ... كان هناك دائما اشباح صغيرة تتلاعب فى ظلال تفكيرها الخلفية ، اشباح صغيرة يكسوها اللحم ، اشباح ذات خدود وردية وشعر جميل . اجل ... اشباح تتصايح بمرح وهى تنزلق فوق الترابزين !

كيف اكتشف حلمها السرى الذى كانت ترعاه وتخبئه ... حتى عن نفسها ؟ ولماذا احس به ، احس كذلك بالاندفاع ليقوله ؟ هل وجد ان عزلتها مع كلب صغير امر مثير للشفقة ؟ وهل كانت هذه الشفقة الدافع الذى جعله يواجهها بالحقيقة ؟

استعادت اتزانها بصعوبة ، ونظرت اليه ببرود : وهل هناك فرق عندك لما اخططه لهذا المنزل ؟ وما العيب ان غرقت فى احلام ينسجها خيالى من حين الى اخر ؟ ... بل ما الفرق عندك حتى لو كنت ادير عملا غير شرعى ؟ هذه حياتى ... سيد تاليس واند ... ولم اطلب منك مشاركتى فيها ... فما بالك بان اطلب منك ابداء الاعجاب بها ؟

-موافق ... على فكرة جورجينا ... اين تخبئين جهاز التليفزيون ؟

هكذا بكل وقاحة ! يتطفل على حياتها الخاصة ثم وبدون ان يظهر اقل اكثراث بمشاعرها يغير الموضوع ... ردت بتجهم : لا املك جهازا ، لاننى شعرت انه لا ينقل سوى السخافات !

dede77 23-11-10 09:43 PM

لم تبال ان كان قولها يظهرها كمعلمة عانس متقدمة فى السن ... فهذا بالضبط ما هى عليه ! ولا تدين بالاعتذار لاحد على هذا الواقع 0

نظر اليها تاليس باسى : ستظهر اهم مباراة فى هذا الموسم الليلة !

-عظيم ... ! اذهب الى المقهى وشاهدها ! وتمتع بحب المعجبين ! فقد يحسن هذا من مزاجك !

فجاة ، تحركت يده الى صدغه بالم وقلق . وقال بصوت منخفض : انا اسف ... لم اكن اعلم اننى افرض مزاجى عليك ، ولا ادرى ما دهانى 0

اللعنة عليه ! لقد بدات تنجح فى اقناع نفسها بانها تكرهه ، كما بدا يثبت عندها ان من العسير العيش معه وان الوقت قد حان لا فتراقهما 0
منتديات ليلاس
وها هى ترى هشاشته وضعفه المؤلمين مرة اخرى ، ترى المه ، والحمل الكامن على كاهله . صاحت فى نفسها بحدة : اسمح لى بالدخول الى نفسك او اخرج من حياتى ... لكنها قالت بصوت مرتفع : استاجر تلفاز من بلدة " سولمون آرم " على ان تشترى معه سماعات خاصة ، والا ، فقسما بالله تاليس واند ، سارمى الجهاز من النافذة عند سماعى اول صيحة خلال مشاهدة كرة القدم 0

رد باتزان : انا موقن انك قد ترمينه حقا !

وارتد على عقبيه منصرفا وكان عرجه بينا 0


*****
انتهى الفصل السادس

dede77 23-11-10 09:44 PM

7- هل تبوح له بأسرارها ؟


*******************************
انزعجت جورجينا من رنين جرس الهاتف الذى تعالى فى منتصف الليل فظنت ان الاتصال وقع خطا او انه يحمل اخبارا سيئة . مدت يدها الى الجهاز قرب سريرها ، تامل ان يكون المتكلم مخطئا بالرقم ، ونظرت الى الساعة فاذا هى الثالثة وخمس دقائق 0

-الو ؟
-مخابرة خارجية للسيد تاليس واند 0

نظرت بعبوس الى السماعة ... هل قرر زملاؤه من لاعبى كرة القدم ان يتصلوا به لمناقشة مجد الماضى ؟ لكن ، ليس من حقها ان تخفى عنه مكالماته ، فقد تكون مهمة 0

-هل لى ان اعرف اسم المتصل ؟
-نيكول غاربك 0
منتديات ليلاس
لم يكن الصوت الذى عن سؤالها صوت عاملة الهاتف بل صوتا ناضجا يضج بالدفء و الحيوية ، بحيث لا يمكن لجورجينا ان تخطئ فى تصور صاحبته ... هه ! صاحبة الصورة ، مارلين ، زازا ، والان نيكول !

ذلك لكانت الان تشعر بالسقم من الغيرة التى كانت ستبرز انيابها لسماعها الصوت المثير لهذه المرأة التى يبدو ان لها دورا مهما فى حياته ... ارتدت روبها بحدة وغضب ... كيف تجرؤ صديقاته على الاتصال به فى منتصف الليل ؟ بل كيف ترضى هى ان توقظه عوضا عن ان تقول لصاحبة الصوت المغرى كم الساعة

dede77 23-11-10 09:46 PM

الان ، وتقفل الخط فى وجهها ... آه ... لكن تصرفا كهذا سيرى فيه تاليس واند غيرة قاتلة وهى ابدا لن تتركه يعتقد انها قد تغار عليه 0

قرعت بابه ، وكادت تقع عليه حين فتحه فجاة ووقف ينظر اليها بتساؤل ونفاذ صبر ... كان شعره اشعث من النوم ، ولم يكن يرتدى سوى بنطلون بيجاما قصير رمادى اللون . فبدا الاحمرار النارى يغزو عنقها فوجهها 0

-من الافضل ان يكون عذرك مقبولا ، فقد تجاوز الوقت منتصف الليل 0

هى قادرة على الاعتذار مدعية انها سمعت اصواتا ، ثم تعود الى غرفتها لتقفل الخط فى وجه صاحبة الصوت المغرى ... وهذا بالفعل ما ترغب فيه ... على اى حال ! لكنها ردت بحدة : قل هذا لصديقتك ! لك مخابرة هاتفية 0
منتديات ليلاس
ادارت ظهرها له وعادت الى غرفتها حيث صفقت الباب . لكنها لم تسمع الصوت المرتفع الذى يرضيها ، لان يدا قوية اعترضت فعلها وقام صاحب اليد بسؤالها : هل هذا الهاتف الوحيد هنا ؟

-اجل ... لكن ...
تجاوزها ليجلس على حافة سريرها 0

التقط السماعة قائلا : لا تمانعين ... اليس كذلك ؟

لم ينتظر ردها واكمل : الو ... ؟ نيكول ! كم الساعة ؟ ... بعد الثالثة ! انسيت فرق التوقيت ؟ ... لا يهم ... افهم من نبرة صوتك ان الاخبار جيدة 0

dede77 23-11-10 09:47 PM

لايهم ! نظرت جورجينا اليه بكره علما انه مشغول بالمخابرة . سارت شامخة الراس الى جهة السرير الاخرى ثم خلعت الروب ، واندست تحت الاغطية وكانها تقول انه لا يزعجها ، اضطجعت على جنبها ، فاعطت بذلك ظهرها اليه 0

كانت المكالمة قصيرة ، وهذا ما لم يرضها . اقفل الخط ، فتظاهرت بالنوم ولكن عندما لم يبتعد عن السرير نظرت اليه فراته يدلك ساقه : اسف جورجينا ... ساتركك بعد دقيقة . يبدو اننى اتعبتها مرة اخرى ... اللعنة !

تلاشى غضبها ونظرت اليه باهتمام ... لاحظت ان المخابرة رغم المه قد افادته كثيرا ، ويبدو انها رفعت جزءا كبيرا من الحمل الرازح على كاهله ، فللمرة الاولى منذ ايام ترى جبينه بدون تغضنات 0
منتديات ليلاس
فكرت ان تعرض عليه تدليك ساقه ، ثم صرفت النظر عن تهورها ... اهى مجنونة ؟ لتاليس واند قوة خطيرة فى منزلها فكيف ستكون هذه القوة وهو على سريرها 0

-عودى الى النوم جورجينا ، ساكون على ما يرام بعد دقيقة 0

استدارت ، واغمضت عينيها بشدة ... ولكن محاولاتها باءت بالفشل فهى تعرف نعم المعرفة انها لن تتمكن من النوم كذلك الرجل الرائع على بعد ذراع منها 0

ظلت بضع دقائق جامدة لا تتحرك ولكن عضلاتها راحت ببطء تسترخى ... كانت تشعر بان الثقل الموجود على حافة فراشها يهدئ اعصابها . ان قربه منها جعلها تحس بالامان والطمانينة .....
ايقظتها اشعة الشمس المشرقة التى انصبت من خلال النوافذ الزجاجية على غرفتها . كان نسيم صباحى بارد يتنهد ويتلاعب بالستائر الحريرية ... دست نفسها اكثر فى

dede77 23-11-10 09:48 PM

دفء الفراش ، وشعرت بالاكتفاء والرضى خاصة عندما لفت ذراعيها بقوة حول ....

فتحت عينيها مذعورة فاغرة الفم . ثم ادارت راسها بحذر فاذا بها تواجه صدر رجل ادركت ان ذراعيها كانت تلتفان برضى على خصره ، فصاحت تنتزع ذراعيها : تاليس واند ! استيقظ على الفور ... ايها ... ايها ... ايها النذل ! ايها الشرير الخبيث الفاسد ! ايها المختلس ....

تمتم تاليس غارق فى النوم ، ثم استدار متنهدا فى شعرها ، ولم يلبث ان لف ذراعه حولها ... فقاومت الاغراء فى ان تدس نفسها به ، وتعود الى النوم لبضع دقائق ... او تتظاهر بالنوم لتنعم بدفئه وبرائحته 0

صاحت مذعورة : تاليس واند 0

فتح عينيه الناعستين اللتين سجلتا دهشة سعيدة ، وقال بصوت اجش : يا الهى ! ما اجملك فى الصباح 0
منتديات ليلاس
مد يده يمررها فوق خصلة شعر عسلية فتمتمت من بين اسنان مطبقة : ماذا تفعل فى سريرى ؟

بدا مذهولا ، ثم عبس مركزا : اوه ... يا رباه !

رفع ذراعه عنها ثم استلقى على ظهره ، وذراعه الاخرى على جبينه 0

-كنت ادلك ساقى .... ويبدو اننى غفوت 0

استرق النظر الى ما تحت الاغطية ، ثم ابتسم بخجل : لا باس .... لباسى محتشم 0

-رائع ......

نونْ ! 24-11-10 11:32 PM

طولتي علينا بيبي
نحنا بنتظارك بفارغ الصببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببببر

العالمية 27-11-10 04:15 AM

بلييييييييز كمليها إحنا في شووووق لرواية حبيبتي ولإبداعك المتزايد الله يعطيك العافية

بريق العلا 27-11-10 04:53 PM

شكرا على الرواية الروووعة بس بلييييز كمليها بسرعة حاننتظر الباقي على أحر من الجمر

dede77 27-11-10 07:48 PM

مهما كان قد احس بالذنب ، فقد تناساه واخذ ينظر الى ما حوله فى الغرفة باهتمام ... وكانه لا يدرك انها تزداد قلقا وهى تستلقى هنا بعيدة عنه رافعة غطاء سريرها الصوفى المصنوع يدويا حتى ذقنها ... سالها بحماس فيما كان ينظر الى خزانة ادراجها : انها من خشب الكرز البرى ... اليست كذلك !

اسند نفسه الى مرفقه ليتلمس حافة السرير وراءه : قوائم السرير حفر يدوى ؟

تلاشى شئ ما من قلقها على الرغم من وجود هذه العضلات المفتولة الكتفين العريضتين فى سريرها 0
منتديات ليلاس
-انه من خشب الكرز البرى ... اشتريته من امرأة قالت ان جد جدها الاكبر حفره فى ريف " فرجينيا الغربية " .... لم يكن يعرف القراءة او الكتابة وكان يعيش فى فقر مدقع ، يحاول اكتساب معيشته من سفوح الجبال الصخرية .... ولكن لا يهم ما حدث بل المهم انك حين تنظر الى هذه القطعة ترى روح " الارتيزانا " والابداع التى كانت بدون شك فى قلب ذاك الرجل الحافلة حياته بالاحباط 0

-استطيع تصوره ... انه ضخم كشجرة سندنان ، له يدان كبيرتان مليئتان بالندوب . ولكنهما فى الوقت ذاته تملكان الرقة 0

بقيا دقائق يتاملان الاثاث ، يتاملان عمل رجل مجهول عاش فى وقت وعالم مختلفين 0

ثم نظر تاليس اليها وفى وجهه تصميم : نحس انا وانت بالاشياء نفسها جورجينا ... لم اختبر مثل هذا الاحساس من قبل 0

dede77 27-11-10 07:51 PM

تورد وجهها ، وغضبت من نفسها بسبب شعورها بخجل ابنة السادسة عشرة .... ولكن الامر لن يتعدى ان يكون كما كان فى المرة الماضية . فسرعان ما ستصبح بالنسبة له " المرح " لا اكثر ولا اقل . انها ملاحظة لم تكن تعنى شيئا له ، ولكنها كانت مستعدة من اجلها مرة اخرى ان تبدا ببناء القصور 0

-كيف عرفت ان هذا خشب الكرز البرى ؟ اعتقد ان واحدا بالمئة يعرف هذا ... فكيف صادف انك هذا الواحد ؟

-انت قد لا ترغبين فى سماع قصة حياتى جورجينا 0

لكنها ترغب ... انها لا تعرف عنه الا شهرته العالمية ، ترى ماذا رشح عن حياته فى طفولته وهو صغير ؟ انها لاتعرف من اين هو اصلا ، وكيف كان فى طفولته ؟ وما هى المغامرات والشرورالتى انضجته وجعلته شخصية قوية كما كما هو الان ؟ وما هى خلفيته الاجتماعية التى اغدقت عليه هذه الثقة بالنفس النادرة التى تركته لا يمس تقريبا والتى جعلت الشهرة لا تغيره ؟ هذه الشهرة التى تؤثر مباشرة فى رؤوس كل الرجال ! قالت بلهجة من لايجد ما يلهى نفسه الا بهذا 0
منتديات ليلاس
-اعتقد اننى ارحب بسماع قصة حياتك 0
-حسنا .... سابوح باسرارى ... على شرط 0

سرعان ما اعتلت مركز الدفاع ... سيطلب منها الحفاظ على قصته طى الكتمان ! وكانها ستذهب راكضة الى الصحافة ! كيف يجرؤ على عدم اظهار بعض الثقة بها ؟ ارادت ان تزجره وان تضربه على راسه وتدفعه خارج سريرها وتحمله الى النافذة وترميه منها .... ومن يرغب فى سماع قصة حياته الحمقاء على اى حال ؟

-ان قصصت عليك قصة حياتى فعليك ان تقصى على قصة حياتك 0

dede77 27-11-10 07:52 PM

كان طلبه يختلف كل الاختلاف عما تصورته لها نفسها فدهشت وقالت : ظننتك ستطلب منى توقيع معاهدة صمت ... بالدم 0

بدا دهشا ولكنه سرعان ما امسك ذقنها ونظر الى عينيها مبتسما : لا داعى الى هذا الطلب ، فلا اراك ثرثارة ... كما انك حين تسمعين قصتى ستفهمين واعرف ، بطريقة ما ، انك لا تستطيعين اذيتى جورجينا 0

احست بلونها يشحب تحت ثقل نظرته ... يا الله ! انه يعرف اذن ! ايعرف كم تحبه ؟ هل الامر واضح ؟ واضح الى ان ينظر اليها ويعلن بثقة انه يعرف انها لن تتمكن من اذيته ؟

فكرت فى ان من الحكمة فى هذه اللحظة ان تتمنع عن زعزعة غروره بالقول له انها غير مهتمة البتة بسماع قصة حياته ، وبرفسه ليخرج من سريرها ، ومن غرفتها ، ومن حياتها ... وكان ان اختارت الحكمة فعقدت ذراعيها على صدرها وقالت بثبات : تفضل 0
منتديات ليلاس
-حسنا .... سبق ان قلت لك ان والدى من المهاجرين ... صحيح ؟ جاء الى بولندا بعد الحرب العالمية الثانية مباشرة 0

-لكن واند ليس اسما بولنديا 0

-لقد غير اسم العائلة كمئات المهاجرين ... كان اسما طويلا ، فغيره لهما موظف الهجرة بنفاذ صبر ... كان الاسم ....

ولفظ الاسما طويلا لا يمكن لفظه ... فقالت ، وكانها تتعاطف مع الموظف النافذ الصبر : اوووه 0

dede77 27-11-10 07:53 PM

-على اى حال ، كان والدى صانع مفروشات ماهر ... اسس صناعة صغيرة لم تنجح كثيرا ... ربما لانه كان يصر على النوعية والمهارة فى كل قطعة يصنعها ... اذكره وهو جالس على طاولة عمله ، حيث تعبق روائح الخشب الجيد والطلاء . المكوث فى دكانه .... وكانت رؤية قطعة خشب تتولد فيها الحياة امرا سحريا . لكن معظم ما اعرفه عن الخشب جاء عن طريق مراقبه عمله ، فهو لم يشجعنى اطلاقا على الاهتمام بتجارته 0

-وهذا تصرف يختلف عن تصرف جميع الاباء 0
لقد بدا شقيقاها يرميان الكرة ويركلانها وهما رضيعين 0
منتديات ليلاس
-ربما كان مختلفا عن معظم الاباء فى اميركا الشمالية اترين ، لم يكن يحس انه جاء الى ارض الفرص والثروة ليربى صانع مفروشات . كان لا يكاد يعرف القراءة و الكتابة ، وكان يخجل من بساطته ... اراد اكثر من هذا لعائلته ... فمال الى التعليم ، ربما لان الظروف لم تسمح له ولامى بتلقلا العلم . لقد قدما الى اميركا ليوفرا لاولادهما حياة غنية بالعلم وكانا يعتبران العلم الهدف الوحيد الذى يستحق ان يكون للانسان الحرية فى اختياره 0

هزت راسها باعجاب ، فتابع : صحيح ... لقد حققت شقيقتاى اغلى امال والد وطموحهما فى العالم الجديد ... فاحداهما طبيبة والاخرى عازفة بيانو ... اما انا ... حسنا ... لست غبيا ، لكننى احببت الاعمال الحرفية . ربما كنت ساصبح نجارا ماهرا فيما لو منحنى ابى بعض التشجيع ولكنى رحت اجنى رزقى – وهذا ما ارعبهما – من اكثر الوسائل تفاهة وعدم جدوى 0

قالت متاثرة بشفقتها : اوه .... تاليس 0

dede77 27-11-10 07:54 PM

-انها كلماتهما لا كلماتى ، لاننى فخور بما اعمله . لاننى بارع فيه ولاننى احبه . فلقد سليت الملايين من الناس . وتمكنت من التعايش مع واقع ان والدى لا يفهمان هذه الميزة فى اميركا 0

حاولت ان تكون لبقة : اذا كنت فخورا الى هذا الحد بعملك ، فلماذا تحرم العلنية على نفسك ؟

-ربما لانى لم استطع تماما التخلص من وجهة نظر والدى مع اننى اظن ان السبب الفعلى هو عدم رغبتى فى اعلان ما يخصنى . كنت اعرف منذ البداية ان استسلمت لضغط الصحافة بالكشف عن اشياء صغيرة من حياتى الخاصة فسافقد جزءا من نفسى . حين اكون فى الملعب اصبح ملكا للعموم ، اما فى الاوقات الاخرى فانا ملك نفسى 0
منتديات ليلاس
ابتسم ساخرا من نفسه واكمل : اعتقد ان هناك شيئا من العالم القديم فى نفسى . وللاسف لا استطيع القيام بشئ فى هذا الخصوص . اظن اننا نختار الابطال بناء على مقاييس خاطئة .... فوالدى نجار ماهر وهو افضل منى بكثير ولكنى اشهر لاعب كرة ... ستحبين حرفته جورجينا فالخشب يعود حيا تحت لمسته ، يصبح قطعة تشرق حيوية وحياة بشكل غير طبيعى . لكن ، ما من احد سيذكر اسمه على صفحات المجلات الاولى لاجل هذا .... ولن يكون ابدا من المشاهير ... وهذا حال كل الصناعين اما انا فمشهور لمجرد براعتى فى التعاطى مع الكرة والركض بسرعة ... وهذا لا يتناسب مع ذاك ... ولاننى لا اعير اهتماما لطريقة الامريكيين فى انتقاء ابطالهم اعتقد اننى اخترت الا اكون بطلا 0

قالت بلطف : لا يمكنك ان تختار ذلك 0

-لكن بامكانى التجربة ... على الاقل انا لا استغل ما يسمى بالشهرة لبيع الحلويات للاولاد ... والان كفانا حديث عن نفسى . اريد سماع قصتك ، اريد معرفة كل شئ يتعلق بك 0

dede77 27-11-10 07:56 PM

وضع وسادة تحت ظهره وطوى ذراعيه على صدره ، ينظر اليها مراقبا !

اوه ... يا الله ! انها لم توافق حقا على هذه اللعبة ... هل وافقت ؟

-ليس هناك الكثير الذى اطلعك عليه تاليس ولا اعتقد ان ما ساقوله قد يثير اهتمامك . كما اننى اريد ان انهض من سريرى الان ... فهل تسمح بالخروج منه ؟

رد بكسل : آه آه ... لا اتفاق ... ارجو بصدق ان تشمل قصتك تفسيرا لما يعنيه اسم جورجينا ... اكاد اجن فضولا 0

-لا ... فهذا لم يكن ضمن اتفاقنا 0
-هيا اذن ، ابدئى بقصتك 0
منتديات ليلاس
-حسنا ولدت فى " ادمنتون " وانا صغرى ثلاثة اولاد والابنة الوحيدة ، الابنة الوحيدة فى العائلة والابنة الوحيدة التى لم تنتهج نهج الرياضيين . كان والدى محترفا بعض الشئ بلعبة كرة القدم قبل ان يصاب اصابه فى ظهره جعلته لا يستطيع العودة الى الملعب . وكان ما حدث بمثابة الانحدار من البطولة الى اللاشئ فى لحظات ثلاث ... لم يكن قد ارتوى بعد من مجده وكانت امى تشاركه ذلك العطش ، فى الواقع كانا مولعين بالرياضة . وكان ان حققا احلامهما فى ولديهما اما انا فلم اكن ذات فائدة لهما .... لكن هذا لا يعنى انهما لم يحبانى غير انهما كانا جاهلين بالنسبة لما يستطيعان فعله بى ... ولم افعل للاسف شيئا كان يمنحنى اهتمامهما ... ولم اتلق نظرة كتلك التى كنت اشاهدها على وجهيهما حين يسجل نيوتن او لارى هدفا او حين تظهر صورهما فى الصحف . كنت اكتب اشياء لامى فكانت تنظر اليها ثم تبتسم بحيرة وتوتر وتقول : حسنا ، اليس هذا رائعا ... عزيزتى ؟ ما اسخفنى ! يا الهى ، ستظن اننى كنت مهزومة . عائلتى رائعة ، وانا احبها ... لكننى لم اشعر قط بالانتماء اليها . فلم يجدوا اننى اقوم باى عمل صائب ، آه اكره ان اشفق على نفسى !

dede77 27-11-10 07:57 PM

قال بمرح لطيف : اتودين ان نتبادل العائلات ؟ عائلتك تنسبنى انا وعائلتى تناسبك انت فلا شك انها ستعشق ابنة كاتبة 0

ابتسمت جورجينا ... بدا وكانه يقاوم اندفاعا ليلف ذراعه حولها ويضمها الى صدره ، ومد يده الكبيرة يمسح شعرها : هيا ... ابكى ... اخرجى حزنك من نفسك . لقد كتمته فى داخلك مدة طويلة 0

شهقت بصوت مرتفع فقد شعرت بالندم لانها لا تعرف كيف تبكى برشاقة وفتنة وصمت ، كما تفعل ممثلات السينما ... ولكنها نادرا ما تبكى ، وحين تبكى كانت تخرج كل شئ من قلبها وروحها ... لم تكن عيناها رطبتين فحسب بل كانتا حمراوين ... ولم تكن الدموع تتدحرج على خديها قطرة قطرة ، بل تتدفق كالنهر . احمر والتوت شفتاها الى الاسفل بتعبير طفولى يثير الشفقة . احست بالاشمئزاز من نفسها ولكنها رغم ذلك لم تستطع ايقاف تدفق الدموع المحرج 0
منتديات ليلاس
حاولت الضحك على نفسها : انا اسفة ، لا ادرى ما الذى جعلنى ابكى فلست طفلة ! ولم اكن قط طفلة !

-ربما حاولت مدة طويلة ان تكونى قاسية العاطفة لانك لم تستطيعى ان تكونى قاسية الجسد ، كاخويك . ربما حاولت طويلا اخفاء الجانب الحساس من نفسك عن الناس الذين قد لا يفهمونه ، ولكن الان بامكانك اطلاق كل شئ 0

ضغطت انفها الرطب فى صدره ... وهمست امله الا يسمع : وهل ستفهمنى تاليس ؟

لكنه سمع ... واجاب : سافهم جورجينا ... اتذكرين ؟ نملك شيئا مشتركا : كلانا الابن الضال فى عائلته . لقد شهدت كثيرا من الليالى الطويلة السوداء اثناء سعيى للتعايش والاتفاق مع هذا الواقع 0

dede77 27-11-10 07:58 PM

تمتمت : اتساءل لماذا لم استطع هذا ؟

-ربما لان مجتمعنا ما زال يسهل للرجل اختيار طريقه . بل يتوقع منه ذلك . اما النساء فيربين على ان يسعين للموافقة . واظن ان هذا يجعل من العسير على فتاة ما اتخاذ طريق لا يرغب فيه اهلها . ربما هذا ما يجعل من العسير عليك اختيار شخصيتك حتى 0

استغربت صدق كلامه وقالت موافقة : لقد امتلكت انت هذا الحق ... اما امى فقد كانت تؤمن ان فرصتى الوحيدة فى التحرر ، هى اثبات جدارتى فى ان اكون واحدة من عائلة مقاتلة ... او هى عدم انطلاقى وحيدة كما فعلت ويبدو انها تتجاهل رغبتى فى الاستقلال وتسعى لا تزوج من لاعب كرة قدم لامع . ولهذا السبب اظن اننى احقد على كل لاعبى الكرة . لانه سبق وفرض على الكثير منهم ، وكانما مجرد صلتى بهم تجعلنى مقبولة عندهم وعند عائلتى ! الا يثير هذا الاشمئزاز ؟

تنهدت ، وكانما تعتذر عن تصرفها فى الليلة الاولى عندما وصل 0
منتديات ليلاس
-ربما هذا هو سبب تجنبى لاى علاقة مهما كانت ، لاننى ارغب فى ان يتعرف الناس الى على ما انا عليه وعلى ما استطيع تحقيقه 0

تنهدت ثانية : لكن ، وحتى اكون واقعية اقول اننى حتى وان اصبحت عضوا من اعضاء البرلمان فستظل امى ترانى غير ناجحة ولن احظى بمرتبة النجاح الا حين اضع خاتم الزفاف فى اصبعى 0

ادركت انها تثرثر ، واحست بعينيها تثقلان ، فقالت بخشونة : تاليس ... ساعود الى النوم 0

dede77 27-11-10 07:59 PM

مرر اصبعا حنونا على جفنيها المطبقين : دون مزاح ! ... اسمعى جورجينا ... انا احترم ما فعلته فى حياتك ... واظن ان ما انجزته رائعا 0

وبخته بعناد : لا تفسد الامر على تاليس ... لن اثق بك ان قلت لى اشياء لا تعنيها 0

كانت ضحكته خفيفة : لم ار امرأة كثيرة الشكوك مثلك جورجينا بارتون ! يجب ان اشعر بالاهانة لانك اتهمتنى بالتملق !

-هه ! تاليس ... انت لا تعرف حتى ما اعمل ! فانا لا اكسب قوتى من ادارة فندق بنزيل واحد !

-هه ! لدى ابن اخت هو اكبر معجب بزاوية الاطفال ... وربما يكون اكبر المشاركين فى تحريرها ... ومن المعروف عنى اننى كنت اخذ منه اخر عدد من المجلة ... انما لا تذيعى خبرا مفاده ان تاليس واند كان يمضى معظم لياليه وحيد فى منزله الفخم مع مجلة اطفال ... فلدى صورة عامة يجب ان احميها 0
منتديات ليلاس
-اظنك احيانا الطف الرجال تاليس واند 0
وكانت زلة لسان واعتراف ولده النعس لذا لم يبد حقيقيا 0

-احيانا انت قاسية فى صرامتك وانت شبه نائمة ، الست هكذا ؟

هزت راسها ، بلا اثر للاعتذار ، وساد الصمت . احست به يسترخى ايضا ، وشعرت بانفاسه تخفت حتى اصبحت صورة لانفاسها . كان قلبه يخفق بنغمات رتيبة تحت اذنها ... وكانت يده ما تزال تتحرك ببطء على شعرها ، اما رائحته الرائعة ، فبدت منعشة ونظيفة . اوه يا الله ! ما احب الى قلبها ان تكون قربه وان يكون هنا ...

dede77 27-11-10 08:01 PM

لكن ... من تخادع ؟ غدا سيعود الغريب المنعزل مرة اخرى ... غدا قد تطالب به كرة القدم او تطالب به حياته الاخرى 0

ثم ، لقد اقسمت منذ زمن بعيد الا تتزوج رياضيا محترفا ... ابدا ! ولكنها الان تتساءل بنعاس عما اذا كان ذلك القسم مجرد طريقة لا عقلانية فى معاقبة امها !

رن جرس صغير داخل راسها ، وانطفا ضوء ...امها ؟
-تاليس ... اتعرف لماذا انت هنا ؟

كان صوته ناعسا كصوتها : اظن اننى اعرف ... لكن يخالجنى شعور اننى ساواجه مفاجاة 0

-انها امى !
-امك ؟

-اجل ... لتدبير زواج 0
-اوه ....
منتديات ليلاس
ران صمت صويل طويل ، وعاد النعاس يدغدغ اجفانها فنسيت سخطها على امها ، وغرقت فى احلامها وكانت اثناء الحلم تبتسم فقد رات فى منامها رجل يقول لها بعمق : حسنا .... لدى الامهات غريزة فى فعل اشياء كهذه 0


*****

انتهى الفصل السابع 0

اتمنى ان يستمتع الجميع بهذا الجزء 0

بريق العلا 30-11-10 03:10 PM

البارت روعة تسلمي.
ممكن بس تنزلي البارت الاخير بسرعة من فضلك

meme2010 02-12-10 12:55 PM

طھط³ظ„ظ…ظٹâ€ڈ â€ڈط¹ط²ظٹط²طھظٹâ€ڈ â€ڈط§ظ„ط±ظˆط§ظٹط©â€ڈ â€ڈط§ظƒطھط±â€ڈ â€ڈظ…ظ†â€ڈ â€ڈط±ط§ط¦ط¹ط©â€ڈ
ط¨ط³â€ڈ â€ڈظƒظ…ظ„ظٹظ‡ط§ط¨ط³ط±ط¹ط©â€ڈ â€ڈظ„ط§â€ڈâ€ڈâ€ڈ â€ڈط·ظˆظ„ظٹâ€ڈ â€ڈط¹ظ„ظٹظ†ط§:flowers2:

العالمية 03-12-10 07:33 PM

مشكووووووووووورة حياتس على البارت الروووووووووووووووووعة الله يعطيك ألف عااااافية

dede77 04-12-10 09:54 PM

8- موعد مع الحلم 0

****************************

حين استيقظت جورجينا ثانية ، كان الفراش الى جانبها فارغا . لولا الاثر البين على الوسادة ، لظنت بانها كانت ترى فى منامها كل ما جرى 0

كان باب غرفتها مفتوحا قليلا فتناهى اليها صوت احبط حلمها الرومانسى فقد صورت لها احلامها الرومانسية ان تاليس يعد فطورا يضع معه وردة حمراء . ولماذا يفعل على اى حال ؟ فلم يحدث بينهما ما يوصف بالرومانسى 0

لا ... فقد عاد تاليس الى غرفة التعديب ... وها هى تسمع صرير الاثقال وهى ترتفع وتنخفض على حمالاتها ... وتمنت مخلصة لو تقع على راسه الجذاب الفضى الاطراف !
منتديات ليلاس
تبا ! ليتها لا تشعر بانها اشبه بكرة "يويو" معلقة فى نهاية خيطه ! ففى لحظة يمسكها براحه يده ، وفى التالية يرميها ولكنه دائما دائما ، يمسك بالخيط الخفى ويتمكن من استعادتها ساعة يشاء 0

نعم هى المخطئة لانها مستعدة دائما للرضى عنه عند اقل اشارة منه ... على اى حال لن تبقى جالسة فى فراشها طوال اليوم بانتظار مكافاة على حبها تكون ابتسامة او حديثا قصيرا او لمسة على الرأس ، لا ... سيدى ... ما زال لدى جورجينا بارتون بعض الكرامة ... وها هى ستهجر سفينتك !

dede77 04-12-10 09:55 PM

وضبت الغداء ، ثم وضعت ثوبا واغراض السباحة ، فى سيارتها " الهوندا الستايشن " التى قادتها الى الشاطئ العام المزدحم . كانت السماء خالية من الغيوم ، و الماء دافئة مغرية والناس المختلفوا الاجناس نشيطون ومثيرون للاهتمام وكان كتابها ممتعا . ولكن للاسف امضت وقتا سيئا عجزت عن الاعتراف بسويه ، فهى لم تستطع الا تصور نفسها مع تاليس جنبا لجنب على رمال الشاطئ 0

احست بالذعر . ما خطبها ؟ الا تعشق هى المياه والقرب من البحار والبحيرات ؟ اليس هذا احد الاسباب التى دفعتها للانتقال الى هنا ؟ فهل جاء الى هنا ليدمر كل شئ لها ؟ وماذا عن المنزل ؟ هل ستكون سعيدة فيه ان عاشت وحيدة بعد الان وهل سيتوقف ذلك الجزء الخاص منها عن الاصغاء الى الخطوات العرجاء على الدرج ، والى الصوت الذى لا رنة خاصة فيه ، الى الصوت العميق الرائع الذى يرتفع عادة تحت ماء الرشاش فى الصباح ؟ هل سيظل جزء منها ، يبحث فى كل الزوايا على امل ان يرى ظهرا عريض المنكبين وراسا اطراف شعره فضية 0
منتديات ليلاس
نهرت نفسها على هلوستها الدرامية ... سيذهب تاليس وستستعيد هى حالتها الطبيعية وسيكون الامر وكانه لم يعترض سبيل حياتها يوما . ولم لا تكون واقعية ؟ فالواقع يشهد انه لم يحدث بينهما شئ اطلاقا ولم يعلن اى منهما عن حب مجنون او وعد الى الابد ... بل كانت لحظات تقارب اعترفا اثناءها بما يضايقهما 0

لم يكن بينهما سوى صداقة واهتمام مشترك بالاشياء القديمة واحساس بالمرح اوقعهما فى شرك التناغم ، ووضع عائلى تشاركا فيه فى بضع جروح 0

نعم لم يكن هناك الا شعور بالاطمئنان 0

اقنعت نفسها بحزم : لا لم يولد بيننا الا شعور بالاطمئنان وما ان يرحل حتى ينتهى كل شئ . لكنها اعترفت لنفسها بصوت مرتفع وبعينين مغروقتين بالدموع 0

dede77 04-12-10 09:57 PM

-لن اتغلب على ذكراه ابدا ... ابدا !

غضبت من نفسها لانها اعترفت بذلك فوثبت على قدميها وهرعت الى المياه تقفز بروعة فيها ، وراحت تسبح حتى المتها ذراعاها . اما المياه التى بللت وجها فلا يمكن ان تكون الا دموعا 0

بعد سباحتها المرهقة ، اجبرت نفسها على الاسترخاء تحت اشعة الشمس وكانها احدى هؤلاء النسوة الخاليات البال من الهم ، المستلقيات على ظهورهن المنتشرات فى كل حدب وصوب . اخيرا عندما اقترب المساء استخدمت غرفى الملابس العامة التى ارتدت فيها فستانا صيفيا اصفر اللون ثم وضعت لمسة ماكياج على ووجها الذى قبلته الشمس . لم تكن مستعدة حتى الان للعودة . ارادت ان يتساءل اين تكون ... كما ارادت ربما ان يشعر بالقلق 0

حاولت اقناع نفسها بانها لا تموت شوقا للعودة الى المنزل ركضا لتراه ولتطمئن على حاله ولترى ان كان بالامكان استعادة ولو القليل من المشاعر المتقاربة التى شعرت بها وهى معه هذا الصباح .....
منتديات ليلاس
تجولت بسيارتها قليلا فى بلدة سالمون تتظاهر انها تقصد شيئا . اخيرا توجهت الى " بيت الورود " وهو منزل جميل قديم اصبح مطعما ، كانت احيانا تتناول العشاء فيه ، لتدليل نفسها ولتقارن بين ديكور المطعم الحديث وبين ديكور منزلها ولتتامل لوحات الفنانين المحليين المعلقة على الجدران ... ولكن تاليس احتل الليلة افكارها فكان ان افسد ذلك 0

لن ياتى تاليس الى هنا ، ولا يستطيع على اى حال ، فقد يقتحم احد خصوصيته الثمينة .... لقد جعلته مهنته يفرض على نفسه التنسك ، كيف يجد المرء السعادة وهو لا يستطيع الخروج الى اى مكان يريده ؟ وان حدث ان خرج تحلق حوله المعجبين سعيا الى توقيع منه ... لكن ما فائدة التفكير فى هذا ؟ لم يدعها مرة للخروج ... وربما لن يدعوها يوما ... لم تفكر وهى غارقة فى الشفقة على ذاتها انها هى نفسها لا تخرج كثيرا ، وانها تقنع بالبقاء فى منزلها مع كلبها ومع مجلاتها ومنزلها 0

dede77 04-12-10 09:58 PM

بعد ان امضت وقتا طويلا فى تناول العشاء اجبرت نفسها على الذهاب الى السينما . وهناك جلست تشاهد فيلم الوحش الذى اكل كوكب الزهرة و الواقع انها لم تر منه شيئا . ثم عادت الى المنزل ، خافقة القلب ... هل سيكون مستيقظا يذرع الغرفة ؟ ام سيكون جالسا على الاريكة يتظاهر بالقراءة ؟ هل سيعرض عليها كوب شراب ساخن قبل النوم ؟ هل سيبقيان مستيقظين يتحدثان حتى .... ؟

تنهدت لانها ادركت انها هزمت لتوها هدف اليوم كله ... ثم تنهدت تنهيدة اعمق وتوقفت امام المدخل ولكنها لاحظت ان كل الانوار مطفاة ... كان المنزل غارقا فى الظلام . فشعرت بانها عادت لتعيش فيه وحدها 0

جرت نفسها على الدرج وصولا الى غرفتها وهناك استلقت على فراشها تنظر الى السقف ... ايعنى هذا ان عليها تكرار ما فعلته اليوم فى الغد ؟ كم يوما يجب ان تغيب عنه ليلاحظ غيابها ؟ وهل سيلاحظ ابدا ؟
منتديات ليلاس
ان ما تلعبه لعبة ذات وجهين : احدهما برهان لنفسها بانها قادرة على العيش والعمل بدونه . والثانى اجباره على الاعتراف بانه لا يستطيع العيش والعمل بدونها وهذا ما فشلت فيه . سالت نفسها بمرارة ... لماذا فى عائلة واقعية عمكادها العقل تولد امرأة حالمة غبية مثلها ؟

فى الصباح التالى ، لاحظت ان الجو خارج نافذتها رماديا مكفهرا كقلبها تماما . وهذا يوم لا يناسب الخروج الى الشاطئ قطعا ... فلنبدا اذا برسم حدود بركة البط التى رسمتها على جدران الغرفة العليا لتناسب ورق الجدران 0

-جورجينا ، ايمكننى الدخول ؟

لم ينتظر تاليس ردها ، بل دخل من الباب وهو مرتد سروالا قصيرا مخصصا للركض وكان سنوكل خلفه تماما .... جلسا معا فوق السرير 0

dede77 04-12-10 10:00 PM

-هناك مركز حمام بخارى فنلندى بالقرب من هنا جورجينا ... اتعرفين هذا ؟

ردت ببرود ، تركز بصرها على النافذة : لا 0
-فلنذهب الى هناك الليلة 0

ردت بحزم وبالبرود الذى يبدو انه لم يلاحظه : لا 0
سالها بشئ من عدم الاهتمام : موعد اخر ؟

موعد اخر ؟ آها ... ! تغير مزاجها فورا ... اذن ، فهو ليس غافلا عن غيبتها التى طالت يوم امس ... فنظرت اليه بلطف ، مع ان ردها لم يتغير ، وقال وهو ينظر الى يديه الكبيرتين : اسمعى جورجينا ... اعرف ان العيش معى لم يكن سهلا فى المدة الاخيرة ... فى الواقع كان صعبا ... انا اسف 0
منتديات ليلاس
اصابتها صدمة تزن طنا . انها ما تزال تثق بهذا الرجل ، كانت تعرف انها ان لم تثق بصدقه الان فلن تتمكن من الثقة بحكمها على اى كائن بشرى ما دامت حية . ولم يكن لديها شك فى انه كان مضطربا بعمق ، واسفا حقا بسبب المعاملة التى عاملها اياها مؤخرا . احست بذلك الاحساس الذى اصبح مالوف ، احست بالذوبان ... لكن الاحساس لم يرافقه الشك فى انها مخدوعة 0

اكمل محاولا الاقناع : انها ليلة رائعة للصونا .... خاصة وان السماء تمطر ... كما ان البخار يساعد ساقى 0

انه يتلاعب بشفقتها الطبيعية بدون رحمة ! لكنها قالت ببطء : لم يسبق ان جربت حمام بخار 0

dede77 04-12-10 10:01 PM

-حقا ؟ انها تجربة يجب ان يمارسها الجميع 0

استسلمت : حسنا ، ربما يستحق الامر التجربة 0
-ساحجز لنا مكانا اذن 0

راقبته وهو يخرج متنهدة . الا يعرف الى اين تقودها نظرة الفرح الحقيقية فى عينيه التى كانت سبب قبولها ؟ لكن راحت تتولد ببطء فكرة ثانية ... ربما تاليس واند مهتم بها حقا ، لماذا ترفض ان تفكر بانه مهتم بها ؟ وقفت تنظر الى نفسها فى المرآة فاذا عينان كبيرتان رماديتان رزينتان تحدقان اليها . حسنا انها لا تشبه زازا كاندل ، لكنها ليست قبيحة كذلك 0
منتديات ليلاس
اضف الى هذا انه قال لها مرة او مرتين انها رفيقة مرحة تثير الاهتمام . فلماذا تشك فى هذا ؟ لماذا تشك فى امر وقوعه فى حبها ؟ كان لشقيقيها اللذين لم يحظا بشهرة تاليس نصيب وافر من المرح فى الحياة ... لكن حين اتى وقت الاستقرار ، اختار كل منهما فتاة عادية زوجة 0

اما بالنسبة للنساء الاخريات ، اللواتى يلطخن حياته ... حسنا ... من هى لتحكم عليه ؟ من حقه بكل تاكيد ان يلهو حتى يجد ما يبحث عنه ... ماذا تتوقع منه ؟ ان يعيش حياة التنسك والرهينة حتى تقتحم الفتاة المناسبة .... جورجينا بارتون ... حياته ؟

قررت ، انه يكفيها ان تفكر فى انه يحب فتاة اخرى ، ولو زيفا ، ولكنه عندما سيقع فى الحب الحقيقى سيعرف الفرق بنفسه 0

ادركت للمرة الاولى انها ترى امكانية بناء مستقبل معه .ربما لانها مع مضى الايام تشعر بان التففكير فى مستقبل خال منه امر مؤلم 0

dede77 04-12-10 10:03 PM

انها تحبه ... الا يستحق حبها هذا مخاطرة بشئ صغير مثل كرامتها لترى ما اذا كان يبادلها المشاعر ؟ ولتكتشف ولو لمرة واحدة اين موقعها من نفسه ؟ سيكون من الجبن ان تتركه يبتعد لانها لا تشعر بالثقة بالنفس التى تجعلها تواجهه بحبها 0

ستكون الليلة نقطة الفصل فى علاقتهما . جعلت هذه الفكرة قلبها يخفق خفقانا كاد يصل الى حنجرتها ... قالت لنفسها بعناد : ان كان مقدرا لهذا ان يحدث فليحدث ! ولن يكون هناك حاجة الى التلاعب به او الضغط عليه لتكسبه .... وسيستحق اعترافها كل العناء ، هذا اذا كان يحب جورجينا بارتون حقا 0

ولكن لا باس ابدا بان تبذل ما فى وسعها لتلعب اوراقها مستفيدة من افضل ما تملك . سارعت الى خزانتها ... ماذا يرتدى المرء بالضبط للذهاب الى الصونا ؟

لم تضع اى مسحوق على وجهها لانها هناك لن تتلقى سوى العرق ، كما انها لا تحتاج الى تجميل . فقد اكتسبت بشرتها مظهرا ذهبيا من قضاء ذاك النهار على الشاطئ . كان فى عينيها بريق معين لا تستطيع المساحيق اخفاءه او اظهاره اكثر مما هو ظاهر . وهذا يعنى انه لن يساعدها شئ على تحسين مظهرها اكثر من هذا الاشراق الداخلى . قرأت مرة ان المرأة التى تحب ، تنضح جمالا طبيعيا وبريقا رائعا عميقا ... لكنها كانت قد صرفت النظر عن هذه النظرية واعتبرتها هراء رومانسى .. اما الان فهى مستعدة لتصديقها 0
منتديات ليلاس
عقدت شعرها على شكل ذيل حصان ثم جذبت بضع خصلات منه لتشكل اطارا لوجهها ... وكان التأثير رائعا ... ورغم بساطة التسريحة اضفت شيئا من الفتنة و الشفافية . كانت تبرز ثنايا عنقها الطويل ، وتركز على افضل قسماتها ....على العينين الكبيرتين وعلى الاهداب الويلة وعلى الثغر الناعم . اضافة الى هذا ، ومن زاوية يعشش فيها العنكبوت فى باطنها ، تذكرت ان معظم الرجال يحبون ان يحلوا عقدة شعر المرأة . وهذا مزيد من الهراء الرومانسى ... ولكن ، من حقها ان يكون لها ان تشعر ببعض الرومانسية فى حياتها ... اليس كذلك ؟

dede77 04-12-10 10:04 PM

ارتدت قميصا واسعا ، مشمشى اللون تفصيلته رجولية ... لكن الخطوط الرجولية فيه اظهرت كل انوثتها ، خاصة وانها عقدت القميص على خصرها النحيل ، وقد اضافت اليه سروالا ابيضا ضيقا .كان منظرها كله مزيجا من العفوية والاناقة 0

وضعت فى حقيبتها منشفة كبيرة براقة اللون ، وثوب استحمام فيروزى اللون 0

قاد السيارة وهما صامتان . كان فى قلبها خفة رائعة رغم المطر المنهمر المحدق بهما ورغم شدة الظلام الذى كاد يجعلهما لا يريان ما يزيد عن بعد عشرة اقدام . كانت الاراضى الريفية غارقة فى الظلام ، فلم يستطيعا رؤية جمالها . وتمتم : ليلة رائعة للصونا ....

ردت بتحد وخفة : ان استطعت ان تجد المكان ؟
منتديات ليلاس
ابتسم لها ، ثم اعاد اهتمامه الى الطريق حيث انعطف متخذا ممرا مفروشا بالحصى ، تحيطه الاشجار على الجهتين . تلوى الطريق نزولا وكثرت فيه المنعطفات ... ثم ، وسط الظلام الدامس ، شاهدت امامها انوارا تشع وكوخا خشبيا صغيرا ذهبى اللون ، يقع بين ايكة من الاشجار ، وجدول صغير يجرى امامه 0

همست وهى تخرج من "الفان " : اوه تاليس 0

استطاعت ان تشم رائحة الحطب المشتعل فى الجو ، وعبير اوراق الاشجار الندية . سارت خلفه وعندما بلغا الباب توقفا .... كان المكان صغيرا بسيطا ... فيه بضعة بسط فنلندية مصنوعة يدويا ومفروشة على الارض الاسمنت ، وكان هناك تحت النافذة طاولة وعدة كراسى خشبية ، ونار تشتعل جذلى فى مدفأة من الاجر 0

سالت بتعجب : اتساءل كيف وجدت هذا المكان ؟

dede77 04-12-10 10:05 PM

-حسنا ... قمت برحلة اليه فى وقت سابق ...اردت ان يكون المكان مميزا جدا لك جورجينا . بما ان هذه المرة الاولى لك غرفة الصونا من وراء هذا الباب انها عبارة عن غرفة محفورة فى الارض 0

اشاحت بوجهها بعيدا ... فقرب الباب لوحة عريضة تعرض صورا فنلندية لاشخاص شبه عراة يتمتعون بالحمام البخارى . ثم نظرت اليه متوسلة : بالتاكيد لسنا مضطرين الى ...

سيفسد كل شئ لو كان يتوقع منها ان ...

تحركت عيناه الى ما كانت تنظر اليه وقال ممازحا بخبث : الا اذا شعرت براحة اكثر 0

-بكل تاكيد لا !
منتديات ليلاس
هز كتفيه ووميض يطل من عينيه : للفنلنديين نظرة مختلفة الى اجسادهم جورجينا . فالعائلات والاصدقاء يتمتعون بالصونا بدون تفكير فى سواها . لماذا لا تدخلين غرفة الملابس وتبدلين ملابسك ، وفى هذا الوقت ساصب فنجانين من القهوة 0

رحبت بالاقتراح ... دخلت الى غرفة صغيرة غيرت ملابسها فيها وتاخرت قليلا ، تنظر باعجاب الى الخزانة الخشبية المحفورة يدويا ، وتلقى نظرة على غرفة البخار ... ماذا تفعل يا ترى لتؤخر عودتها الى الخارج وهى مرتدية ثياب السباحة ؟ تذكرت بقلق لحنا قديما عن فتاة ارتدت : ثوبا سباحة مرقط اصغر فاحست بالكراهية لمغادرة الغرفة بسببها . ولكنها اخيرا وبعد نفس عميق عادت الى الخارج ... وهناك فوجئت بتاليس يطلق صفير اعجاب منخفضا انما طويل . صاحت آمرة : اوه ... اصمت وادخل الى لتغيير ملابسك 0

dede77 04-12-10 10:06 PM

امسكت بفنجان قهوتها ترشفه بسرعة فى جهد لاخفاء توترها 0

-تمهلى فى ارتشاف قهوتك ، فقد تحرق معدتك 0

كان اثناء غيابها قد ادار امسجلته التى ملات الكابين بانغام حالمة . فجلست الى الطاولة تحتسى القهوة بهدوء وحذر 0

عاد تاليس مرتديا سروالا قصيرا ابيض ، فخفق قلبها لرؤيته 0

وقال مقترحا : فلندخل للقيام بالجولة الاولى 0

دخلا الى دائرة البخار وهناك صدمتها الحرارة . طلب منها تاليس ان تستلقى على المقعد السفلى فيما يتسلق هو الى الاعلى حيث الحرارة اشد . راح العرق يتدفق من جورجينا حالما قعدت تقريبا ... كانت نظرتها تجاة العرق غريبة ، ولم تكن لتعتقد انها تجربة مثيرة ، حتى رفعت نظرها الى تاليس 0
منتديات ليلاس
كانت عيناه مغمضتين باسستسلام وبشرته تلمع بقطرات العرق ... بدا وكانه رياضى كمالالاجسام يضع الزيوت على جسده ليلمع او كتمثال من البرونز اللماع 0

فى الوقت الذى احست فيه ان بشرتها تذوب فوق المقعد الخشبى ، قال لها : يكفى هذا كمرة اولى 0

خرجا من غرفة البخار ، فسارت خلفه الى الخارج وهناك وقف رافعا وجهه نحو السماء تحت المطر المنهمر .... وحذت حذوه ثم ابتسمت بفرح . كان البرد والمطر الخفيف يضرب بشرتها الساخنة فشعرت وكانها تتبخر وتتقلص .... او كانها تتراقص فى حياة خاصة بها . احست انها منتعشة ونظيفة بشكل رائع 0

dede77 04-12-10 10:08 PM

عادا الى الداخل حيث شربا القهوة الساخنة ثانية .... واصغيا الى الموسيقى . ثم كررا ما سبق انما هذه المرة توجهها الى مكان يصب فيه الماء على الصخور الساخنة لافتعال البخار ، ثم عادا الى المطر ثانية 0

فى المرة الثالثة وكانت الاشد حرارة ، خرجا الى الخارج وركض تاليس ثم رمى نفسه فى الجدول ... وبعد لحظات من التردد حذت جورجينا حذوه وعندما رمت نفسها صدمتها برودة المياه ثم لم تلبث ان ضحكت بسعادة غامرة وهى تحس بالمياه الجارية ببرودة على جسدها المحترق . تقدم تاليس منها واحاطها بذراعيه ، وجلسا معا فى اسفل الجدول حيث الماء يغمرهما حتى العنق ... بدا احتضانه لها امرا طبيعيا ....

رفعت وجهها الى المطر ، فتركزت عيناه على وجهها ، وبادلته العناق ، كانت بحاجة الى الاحساس بوجوده القوى ، وبشرته الرطبة الناعمة 0
منتديات ليلاس
ابعدها عنه وهمس باسمها عندما بعثت نظرة عينيه الثقة الى نفسها ، واقنعتها عيناه بما هو ادل من الكلمات بانها جميلة ....

فى زوايا بعيدة من عقلها المتشتت بتالق ذهبى احست انهما بحاجة الى الكلام للتعبير عن كل ما مر بهما من قبل . وثمة امور كثيرة يحتاجان الى استكشافها ، بالكلمات لا بشئ اخر ، لكن الان ليس الزمان او المكان المناسبين . الان ، هو وقت الحلم ، الاسترخاء ، تنهدت ... فاشتدت ذراعاه حولها ، فدفنت راسها فى صدره تشعر بالامان بين ذراعيه 0



*****

انتهى الفصل الثامن 0

dede77 04-12-10 10:09 PM

9- هل يعود 0


***************************

تمطت جورجينا كقطة كسول ، وفتحت عينيها . فى البداية ارتاعت لرؤية نفسها فى فراشها .... ولكنها تذكرت بغموض ان تاليس لفها بحنان فى بطانية وحملها من الفان ، تحت المطر ونقلها الى غرفتها التى وجدت فيها الدفء فنامت 0
منتديات ليلاس
نظرت الى الغرفة الفارغة باستغراب ... لاشك انه نام معها ؟ خافت ان يكون قد تركها وحيدة ثانية وكانها ما عادت تعنى له شيئا . مرت هذه الفكرة فى خاطرها بسرعة . ثم التفتت الى الوسادة فاذا عليها رسالة 0

رفعت الدبوس عن الرسالة ، تحس بالسعادة الحميمية ، والبهجة لانها تكتشف ان الحب يؤدى الى اشياء صغيرة ، مثل تثبيت رسالة على الوسادة . بامكانها للمرة الاولى التمتع بعضوية هذا النادى ، نادى الازواج ، نادى الثنائى الذى يكشف لها عن خبايا رائعة 0

فتحت الرسالة وابتسمت ، ثم قرات : " اظننى وقعت فى حبك " واضافت الرسالة انه خرج للتريض 0

جلست تتامل بغباء الرسالة وامضت فى تاملها وقتا اطول مما تستحقه الكلمات او الخط الجميل الذى كتب هذه المفردات 0
منتديات ليلاس
طبعا لم تعرف ما يجب ان تفهم من كلمة " اظننى " ولو كانت الجملة " احبك " لاتت اوضح وادل بكثير . احست بقلق طفيف من ان تكون الرسالة وليدة تقاربهما ... ايظن ان هذا هو كل ما هو الحب عليه ؟

dede77 04-12-10 10:10 PM

اخيرا طوت الرسالة بحذر ووضعتها فى درج الطاولة قرب السرير . من الواضح انه لم يقض ثلاث ساعات فى كتابة رسالة حب . انها مجرد رسالة ، لا تحمل معانى مخباة ، ودلائل نفسية ... اما ان يكون قد وقع فعلا فى حبها كما يقول ... فمن تخادع ؟ وان كان سيقع فى حب اساسه مشاعر غامرة شعر بها خلال حمام بخارى ، فمن غير المحتمل ان يختارها هى ... كما انها ليست مستعدة ان تصدق انه سطحى الى حد ان يجعل اعترافه بالحب مبنيا على رغبة جسدية 0

لا ... ما حدث بالامس كان تاكيدا سعيدا ، وختما لما اكتشفه عقلاهما وقلباهما 0

دهشت لانها لم تنزعج بسبب خروجه للتريض وخروجه هذا يشير الى ان بينهما اشياء متباينة وسيكون من الخطا ان تحاول تغيير شئ منها ....

وعندما ادركت هذا شعرت بعمق مشاعرها وبصدق حبها . لم يكن هذا تعلقا طفوليا يعود ليطاردها ، ولم يكن مجرد عبث ، ولا تعلقا بالنجوم ... لانها تحبه على حاله ولا تشعر بان عليه ان يتغير لينسجم مع رومانسيتها بل تقبل بان تمتلك كرة القدم جزءا منه . وهذه شهادة على قوة مشاعرها نحوه ... لقد انتزع بلطف وصبر ذلك الحاجز بينهما وخفف من البؤس الذى اوقعتها به كرة القدم . واظهر لها ان الامر لا يتعلق فقط باللعبة ، بل بمن يلعبها ، وبتصرفهم نحوها ، وهو لم يكن احد اولئك الذين اوقعوا بها الالم القديم 0

وللمرة الاولى فى حياتها تشعر بانها قادرة على الفصل بين لاعبى كرة القدم وبين الالم الذى انزله بها طموح ابيها وامها واخويها ... وللمرة الاولى تشعر بانها واثقة بان تاليس حين قال انه يظن انه يحبها ، انما يعنى انه يحبها . ولا يعنى انه يريد التقرب من اخويها ، او ينعم بظل مجدهما . لم يكن يعنى انه بحاجة الى شخص اخر يحبه كما لا يعنى انه يريد ان ياخذ وياخذ ، ولا يعطى شيئا بالمقابل 0

dede77 04-12-10 10:11 PM

نظرت الى الساعة وحركت انفها ... لا عجب ان يخرج تاليس للقيام برياضة الركض . فشخصيته الشغوف بالصباح لا تقوى على الاستيقاظ فى الحادية عشرة . اتسعت ابتسامتها ... يمكنها ان تتمتع بهذا ما دامت قادرة ، فما ان يعمدا الى تكوين عائلة ، حتى يعجزاعن ايجاد الفرص للنوم 0

عائلة ! اولاد صغار ذوو عيون واسعة بنية يركضون بصخب حول المنزل ويركبون ظهر والدهم وكتفيه العريضتين 0
منتديات ليلاس
غضبت من نفسها فليس عليها بسبب رسالة عليها اعتراف بالحب ان تخطط لعائلة . على اساسها ! كم كان تاليس محقا حين فهم الدوافع الحقيقية لشرائها هذا المنزل ... وكم كانت تريد هذا الحلم بياس حتى انها دهشت لسماع الحقيقة منه 0

هبت من السرير تريد الاستحمام . وهناك فى الحمام وفيما كانت تحت المياه ، قررت ان تعد فطور خاصا لها وله . وستكون هذه الفترة مناسبة لمناقشة بعض الامور التى تحتاج الى بحث ، فكرت فى وضع شموع وسط المائدة ، ولكنها ضحكت : شموع فى وضح النهار ؟ ما اروع ان تشعر بانها محبوبة ! ما اروعها مغامرة فى الحياة !

ادركت ان ليس لديها اى من مقومات الفطور الذى حلمت به ... ولكن ، ولان تاليس لم يعد بعد ، فلديها الوقت للذهاب الى البلدة القريبة لشراء ما تشاء ... وما هم لو كان الفطور فى الثالثة ، او السادسة ، او العاشرة ؟
منتديات ليلاس
تركت له رسالة قصيرة وهرعت الى البلدة متجاهلة للمرة الاولى اشارات السير التى تحدد السرعة . انها تريد العودة بسرعة لتكون معه ، لترمى نفسها بين ذراعيه ، لتقبل عينيه وانفه .... اوه .... !

dede77 04-12-10 10:13 PM

جالت فى مخزن الماكولات بسرعة ولكنها ندمت لانها لم تضع لائحة بما تريد ... فقد صعب عليها ان تتذكر كل مكونات الوجبة الخاصة التى تخطط لها ، خاصة وان تفكيرها يتسلل الى ما وراء الوجبة ... كانت واثقة ان افكارها كتاب مفتوح لكل من تمر به ... فقد كانت تتورد خجلا كلما نظر اليها احد 0

اخيرا ، اعتقدت انها اشترت كل شئ ولكنها لم تعد عابئة ان اشترت كل شئ ام لم تشتره . فقد اخذت تفكر فى التخلى عن فكرة الطعام والعودة مباشرة الى ....

توقفت افكارها فجاة ... وتوقف كل شئ حولها واصبح ميتا ، الحركة امام صندوق الدفع ماتت . وضربات قلبها ماتت تسمرت فى مكانها وكانها صورة ساكنة سوداء وبيضاء ... كان وجه زازا كاندل الغارق بالدموع يحتل غلاف مجلة " ستارلاين اكسبرس " مجلة اسبوعية مخصصة للشائعات حول المشاهير 0

تحس جورجينا عادة بالتسلية حيت تقرا العناوين التى تكاد تقفز من غلاف المجلات ...اما الان فقد احست انها تكاد تفقد الوعى ....
منتديات ليلاس
كان العنوان الجرئ يقول : انه ميت ! تبع ذلك عنوان جانبى : زازا كاندل تخاف على خطيبها تاليس واند 0

-الحساب خمسماية وسبعة وستين دولارا انسة 0

نظرت جورجينا بشرود الى موظفة الصندوق وراحت تبحث فى محفظتها ، ثم اضافت ثمن المجلة لمشترياتها 0

نظرت الموظفة الى العنوان وسالتها : اتعتقدين ان هذا صحيح ؟

dede77 04-12-10 10:14 PM

-اضمن لك ان الخبر لم يكن صحيحا هذا الصباح ... لكن قد يصبح صحيحا هذا المساء 0

تجاهلت نظرات الذهول على وجه الموظفة ، واخذت اغراضها واتجهت الى سيارتها . وما كاد الباب ينغلق وراءها حتى اخذت تفتش فى صفحات المجلة للوصول الى القصة ....

كانت المقالة بالنسبة الى حجم صورة زازا وعنوان الغلاف مختصرة : " كادت زازا كاندل تصاب بالهستيريا اليوم حين اعلنت امام الصحافيين ان خطيبها تاليس واند مفقود منذ شهر .... الممثلة الشقراء الجميلة تخشى عليه من حدوث ماهو خطير . زازا ، بطلة المسلسل الذى الغى مؤخرا " دوغ دايز " تقول انها وتاليس مخطوبان سرا ، منذ الميلاد وقالت الممثلة رائعة العينين : احبه كثيرا .... لكن بعد اصابته اصبح رجلا مختلفا فقد عرف ان مهنته ومستقبله قد انتهيا وشعر بالكابة وفقد الامل . كنت الى جانبه طوال الوقت . اما سبب الغاء المسلسل فانشغالى به ... فمعاناة حبيبى كانت معاناتى "0
منتديات ليلاس
تمتمت جورجينا : اوه ... يا لهذا الهراء !

" لكن كل حبى لم يكن كافيا فقد غاص اكثر فاكثر فى اكتئابه ... فهو يعتقد انه بدون عمله ستصبح رجولته كلها فى خطر ... وكيف يستطيع الرجل ان يعيش بدون رجولته ؟ ومع ان الخوف يسيطر على ، يجب ان اقول اننى الان اشك ان يحدث ماهو اسوا . تاليس هو ، او كان شخصا لطيفا مهتما ... لم يكن قادراعلى ان يكون قاسيا وان يتركنى بدون حكمة ، او بدون الاتصال بى 0

انتهت المقالة بجملة صغيرة تصف تاليس والاصابة التى تلقاها خلال مباريات البطولة 0

dede77 04-12-10 10:15 PM

رمت جورجينا المجلة باشمئزاز ... اخر دور لايصدق لزازا كاندل ، هو دور الممرضة التى تضحى بنفسها ! معرفتها بان رجولة تاليس لا يمكن ان تكون مهددة ابدا جعلتها تغضب اكثر ....

وتلميح زازا بانه قد يكون انتحر لم يكن سخيفا فقط ، بل مهينا الى ابعد حد لتاليس . وهذا ما يظهر لها مدى معرفتها بالرجل الحقيقى الكامن داخل تاليس ! انه رجل يضج حياة ، رجل ثقته بنفسه وقدراته ونشاطه تظهر للعيان مع كل حركة ... حتى الحركات العاجزة مؤقتا ... ولكنه لم يستسلم ، انه مقاتل والله ! سيصبح للافاعى اجنحة قبل ان يفكر فى الانتحار ... وهذا ما هى واثقة منه !

تاليس كئيب ؟ نعم لقد شهدت تبدل مزاجه وتارجحه ، ولكنها لم ترى ما يمكن وصفه بالياس والاحباط كما لم تر منه ما يجعلها توافق على وصف زازا له بالمقعد المثير للشفقة ، الذى يفضل التنحى عن الحياة اذا لم يعد الى الملعب ثانية 0

ضربت جورجينا قبضتيها على المقود ... اى نوع من المغفلات علق تاليس نفسه بهن ؟ ام ان زازا مجرد ضحية اخرى ؟ ففى كل هذا الهراء الذى تحتوية المقال ، كان هناك خيط رفيع من الحقيقة .فمن الواضح ان زازا كانت على مقربة منه الى درجة ان رات ذلك الجانب اللطيف المهتم منه ، ذلك الجانب الذى لا يراه الناس 0

ام انها فعلا ممثلة بارعة ؟ هل الجانب اللطيف المهتم هذا هو اكبر كذبة على الاطلاق فى كل المقال ؟ زازا المعتادة على امتصاص كل الادوار ، ما هو المعيار الحقيقى لعلاقته بها ؟ من يخابره فى منتصف الليل ؟ ولكن من صاحبة تلك الصورة ؟ من هى مارلين ؟ وتاوهت غاضبة 0

لماذا سمحت لنفسها بالانخداع به ؟ ولماذا غضت النظر عن الوقوع فى ما لا تحمد عقباه ؟ اوه ... امام تاليس واند اسئلة يجيب عنها ، ولن يكون الرد عنها تحت ضوء الشموع ابدا ؟

dede77 04-12-10 10:17 PM

من سوء الحظ ان سيارته لم تكن موجودة حين وصلت ، ولم تصدق : كيف يجرؤ على الاختفاء حين تكون غاضبة الى حد الانفجار !

كان قد زاد بضع كلمات على الرسالة التى تركتها له : " عزيزتى جورجينا ...حدث شئ طارىء . لذا انا مضطر للتغيب بضعة ايام . اعتذر لرحيلى فى وقت غير مناسب . ساتصل بك الليلة ... حبى .... تاليس " 0

رمت الرسالة على الطاولة ... هل بلغته اخبار وفاته فى الراديو .... او فى جهاز التليفزيون الذى يحتفظ به فى غرفته ؟ لقد وقع اسمه مردفا بكلمة حب ؟ ولكنه ربما ينهى كل رسائله لحبيباته بكلمة "حب " . عليه مواجهة الحديد الخارج لتوه من نيران غضبها 0
منتديات ليلاس
فجاة جف كل الغضب منها ، وجلست فى زاوية المطبخ ، ووضعت وجهها بين ذراعيها واجهشت بالبكاء ... كيف يفعل هذا بها ؟ وكيف تكون على هذه الدرجة من الغباء لتنخدع به ؟ انه نذل بارد القلب ، هذا كان حكمها عليه فى هذا النهار . وفى الليل عندما رن جرس الهاتف نظرت اليه باستغراب وعدم تصديق ، فليرن وليعلم تاليس انه لا يعنى لها الكثير ! فليظن انها خرجت لتضحك ولتتمتع مع شخص اخر الليلة ... فلتتركه ....

نجمة33 06-12-10 12:43 AM

شكراا لكي ديدي

dede77 07-12-10 07:55 PM

فجاة جف كل الغضب منها ، وجلست فى زاوية المطبخ ، ووضعت وجهها بين ذراعيها واجهشت بالبكاء .... كيف يفعل هذا بها ؟ وكيف تكون على ذهه الدرجة من الغباء لتنخدع به ؟ انه نذل بارد القلب ، هذا كان حكمها عليه فى هذا النهار . وفى الليل عندما عندما رن جرس الهاتف نظرت اليه باستغراب وعدم تصديق ، فليرن وليعلم تاليس انه لا يعنى لها الكثير ! فليظن انها خرجت لتضحك ولتتمتع مع شخص اخر الليلة ... فلتتركه ....

اوه ... تبا ... ربما ليس هو المتصل تنهدت والتقطت السماعة ثم اضطرت للاعتراف بانها فى اعماق قلبها كانت تامل ان يكون هو 0

-جورجينا ... هذا انا .... تاليس 0
منتديات ليلاس
كان صوته بعيدا ، والخط مشوشا وكانت كلماته تتلاشى ثم تعود .... مع ذلك ، كان عليها ان تقاوم للسيطرة على قلبها الخارج عن القانون ... سمعته يكمل حديثه : .... فى وقت ابكر . لكننى اضطررت الى تغيير الطائرة فى "كاملويس " او الانتظار الى الغد . اللعنة ... هل الخط سئ عندك كما هو سئ عندى ؟ جورجينا ... لدى احاديث كثيرة ، ولكننى اقف هنا فى ممر ، وهذا الخط اللعين ... هل تنتظرين عودتى ؟ لا ادرى متى ... يبدو اننى ....

هل تلاشى الخط ام اختنق بالعاطفة ؟ انبأتها غريزتها بان هناك امرا سيئا وقع . وانه عالق ، مرة اخرى فى فخ المعاناة ... توسلت اليها غريزتها للوثوق به ولانتظار عودته حتى تواسيه ، وتستمع اليه .....

ولكنها كانت تشعر بانه خانها وبانها خدعت وصاحت به : هل الشائعات المتعلقة بموتك امر مبالغ فيه ؟

dede77 07-12-10 07:56 PM

-ماذا ؟ جورجينا لا اسمعك .... هناك عاصفة قائمة هنا لابد انها تتداخل مع الخط ... اسمعى ، ساحاول الاتصال بك غدا ... احبك 0

تاكدت الان بمرارة انه سمعها ، وانه يتلاعب بها مستخدما كلمات ناعمة ليكسب الوقت . الغضب الذى سمحت له الان ان يطفو ، استمر فى الغليان وتدفق الى الخارج . فسالته بحدة ترفض ان تتركه طليقا بسهولة : كيف حال زازا ؟

-زازا ؟ زازا كاندل ؟ وكيف لى ان اعرف ؟

فى صوته شئ من نفاذ الصبر ، زادها غضبا انه يكاد لايطيق صبرا لانهاء المكالمة وللتخلص منها !

-انت تعرف تماما ... زازا كاندل ، خطيبتك ؟

يصعب ان تكون كلماتها عذبة وهى تشعربانها مضطرة للصياح ... لكنها حاولت ... ووصلت الى مسمعيها شتائم مختارة . فقالت بلؤم : ليس قانونيا استخدامك البذاءة عبر الهاتف 0
منتديات ليلاس
-لا اهتم ! عم تتحدثين جورجينا ؟

اصبح صوته الان اكثر وضوحا ، كانه فى غرفة مجاورة 0

-انا اتكلم عن قصة الغلاف فى مجلة "ستارلين اكسبرس" هذا الصباح ... زازا كاندل اعلنت للعالم انها خطيبتك واعلنت انها تظن انك انتحرت ....

dede77 07-12-10 07:58 PM

-الاكسبرس ؟ بالله عليك جورجينا ... انها مجلة تنشر مقالات عن مقابلات صحافية مع غرباء من كوكب الزهرة 0

تلاشى كل التشويش من الخط ، واصبح صوته اوضح ولكن انخفض . فجاة وبدا خائب الامل وكانما جعلته يحس بحزن مضاعف ووحدة كبيرة 0

-جورجينا ، لم لا تثقين بى ولو قليلا ؟

احست بموجة ذنب عارمة ، تبعتها موجة اشد من الغضب المتجدد . انه يدفعها الى الشعور بالذنب مع ان جميع الادلة ضده 0

-حسنا ... حتى وان لم يكن هناك شئ بينك وبينها ، فمن هى صاحبة الصورة التى فى غرفتك ؟
منتديات ليلاس
ساد صمت طويل ... حين تكلم ، كان صوته مفعما بالحزن : اسمها مارلين غاربك ....

ثم ، وكما حصل قبل قليل ، خشن صوته ولم يكن السبب هذه المرة التشويش .... انها العاطفة بدون شك 0

-يجب ان اذهب 0
وبدون ان يودعها علق السماعة 0

dede77 07-12-10 07:59 PM

حدقت الى السماعة فى يدها ، مصدومة ... تعرف انها ارتكبت غلطة ، تعرف انه كان عليها الانصياع الى ذلك الصوت الهادئ الذى كان يتوسل اليها ان تثق به . ماذا تفعل الان ؟ انها لا تعرف رقما يخولها الاتصال به ؟ نعم الاتصال به لتشرح له انها جديدة فى عالم الحب ... وانها لا تثق حتى بنفسها .... ارادت بياس ان تخبره انها لا تصدق ان امرا رائعا كهذا حدث لجورجينا بارتون ... ارادت ان تبوح له بانها لم تحب قبله احد . ولكن ما العمل ؟ لقد حطمت فى لحظات كل شئ 0

كان سنوكل يتكئ بهدوء قربها على الاريكة .... لم تكن تسمح له بالجلوس على الاثاث ، ولكنه كان يبدو انه يضع واجبه نحو سيدته فوق القواعد . ربتت على جسده ربتة خفيفة ، فاصبح جسده ثابتا بدون حراك ومد لسانه الاحمر الخشن يلعق الدموع عن خديها ، ثم تنهد بتفهم ووضع راسه الثقيل على صدرها ، واغمض عينيه .... تجاهلت جورجينا سيلان لعابه بغزارة عليها ، ولفت ذراعيها حوله وضمته بقوة . اهكذا ستكون طوال حياتها ؟ لا رفيق لها سوى الكلب ؟
منتديات ليلاس
كانت قبل الان تحب هذه الحياة ، بل كانت فخورة باستقلالها اما الان فهى ترى حياتها السابقة على حقيقتها . انها مجرد فلسفة زائفة ... لقد اظهر لها تاليس واند بعدا مختلفا . انه بعد صحى .... هى ليست بحاجة اليه ليعيلها ، او ليشعرها بالامان ، او ليعتنى بها بل تحتاجه ليضيف فرحا واشراقا على حياتها . انها تحتاجه ليغنيها ويحييها ... وهذه الحاجة مختلفة ، بل هى اهم ما فى الحياة 0

كان من المهم لها ان تتعلم الوقوف بمفردها والاستقلال والاكتفاء الذاتى ... ولكن كان من المهم ايضا ان تتعلم كيف تعيش ضمن علاقات ... يجب ان تكون العلاقة مزيجا من طعمين قويين عميقين ... لا ان يبتلع احدهما الاخر ، بل يضيف كل منهما ما ينقص ، ليجعل منها شيئا افضل مما كان 0

وهذا ما فعله كل منهما للاخر .... لقد جعلا العلاقة افضل واقوى واعمق . مزجا التطلعات ووجهات النظر ، وشخصيتان قويتان مستقلتان فى ينبوع مشع حى للحياة 0

dede77 07-12-10 08:01 PM

ترى هل يمكن لخلاف واحد وسوء تفاهم ان يغير هذا كله ؟ لا ... لا يمكنه ذلك اذا كان ما بينهما وطيدا لا وهما 0

فجاة احست بالثقة ... فلا شك ان تاليس سيتخطى مرحلة الغضب والجرح ، وسينظر الى الامر من وجهة نظرها وعندما سيتفهم ويتصل بها ليشرح لها من هى مارلين غاريك ، وعندما سيضحكان على علاقة نسجتها مخيلتها المتطرفة ، وسيفسر لها قصة صاحبة تلك الصورة كما فسر لها امر زازا كاندل 0

لكن ... كان هناك مشكلة واحدة فقد مر اسبوع ولم يتصل تاليس ... وكانت ثقتها بعودته فى كل يوم تموت 0

ذهبت مرة اخرى الى شاطئهما ولكن ارعبها ميلها الى تعذيب نفسها . مع ذلك لم تستطع منع نفسها 0
منتديات ليلاس
كانت تعود الى المنزل عبر الممر الضيق مطأطته الراس تاركة قلبها على الشاطئ ، وفى الماضى ....

حين رفعت الان راسها كادت انفاسها تصعق . اجل .... هناك شئ رمادى يظهر فوق السياج الشجرى حول منزلها ! ايمكن هذا حثت الخطى وهى تخشى ان تتعلق بآمال واهية لكن ظنها كان فى محله . فهذا هو الفان ! وهرعت راكضة والضحكة داخلها ، والحياة تتحرك فى روحها الميتة 0

صاحت مقطوعة الانفاس من الردهة : تاليس !

dede77 07-12-10 08:02 PM

لا جواب ، ولكنها سمعته يتحرك فى غرفته .... ارتقت السلم درجتين درجتين ، ودخلت الغرفة بدون ان تطرق الباب ، وبدون ان تهتم بما يبدو على وجهها من سعادة 0

احست لبرهة بالحيرة ، ثم انطفات بهجتها كما تنطفئ الالعاب النارية التى يبللها المطر 0

عاودها الاحساس الساحق بالاحباط اكثر من ذى قبل ، فقد كانت قبل الان تامل بان هناك فرصة قد تبخرت .... اما الان .... وهى تراقبه ، يفكك معداته ايقنت ان لا امل او فرصة لها مع تاليس واند . انه يوضب اغراضه للرحيل ، وهذا ما يكاد يحطم قلبها 0
منتديات ليلاس
ارتمت على السرير جالسة . لم يعترف حتى بوجودها . كان يدير ظهره لها لاحظت انه يربط معداته بنشاط ممزوج بغضب . تحركت عيناها الى طاولة الزينة فاذا الصورة ما تزال هناك ، تبتسم تلك الابتسامة الغريبة التى تشبه ابتسامة "الموناليزا" 0

قالت بصوت منخفض ، وكانت الكلمات تخرج بجهد : اذن .... لقد انتهى الامر 0

توقف "المفك" عن الحركة واصبح تاليس دون حراك . وقع "المفك" من يد لا حياة فيها ... وقال مؤكدا ، بلهجة لا رنين فيها : اجل ... انتهى 0

وقفت ... كان واضحا من انحناء كتفيه ومن تهدل راسه بان هذه الكلمات كانت مؤلمة له . ربما تكون هذه الصورة مصدرارتياح لها فى اواخر ايامها ! فحينما ستتذكر هذه اللحظة وهذا الاسبوع ستذكر ايضا ان الموقف آلمه 0

dede77 07-12-10 08:03 PM

اتجهت نحو الباب ، تقاوم تهورا يكاد يدفعها الى ان تركع عند قدميه متوسلة لتشرح له سبب غيرتها ، ولتساله عما حدث وعما دعاه للذهاب . ولتساله عما دعاه للذهاب . ولتساله ايضا لم لم يعطها ، او يعطيهما معا فرصة اخرى ... لكنها ارادت ان تحافظ على هذا الجزء البسيط من كرامتها . لن تتوسله ليبقى كما انها لا تضمن بان تخرج منها كلمات التوسل فقط بل قد يخرج عويلا من الياس الصرف والبؤس وكانها حيوان علق فى الفخ ، وهى فعلا عالقه فى فخ من نسج قلبها الخائن 0

كانت يدها على مقبض على الباب حين اوقفها صوت تحطم زجاج ... التفتت ببطء ... ان تاليس يواجهها الان ولكن بدون ان ينظر اليها . كان ينظر الى الارض ، والغضب فى كل خط من خطوط وجهه 0

استدار بصرها الى طاولة الزينة ، وكانها لا تستطيع ان تصدق ما راته على الارض ... لكن ... لا ... المكان حيث كانت الصورة فيه فارغ .... عادت عيناها الى الارض فاذا الصورة مقلوبة على وجهها وسط قطع الزجاج المكسورة 0
منتديات ليلاس
نظرت ببطء الى تاليس ، وقد تلاشى غضبها ، ليحل مكانه ياس عميق لم تستطع منعه عن نفسها ... انها تحبه ، ولا تستطيع الهرب من الم حبه . انها تحبه لذا كان يلح عليها رمز من الصدق والامانة لمواساته 0

تقدمت اليه ، فحضنته بقوة ووضعت راسها على صدره . وظل هو للحظات بدون حراك بين ذراعيها ... ثم ارتجف ارتجافا هائلا واطبق ذراعيه حولها بياس ، وكانه يحتاج الى دفئها ، يحتاج الى الاحساس بتدفق دمها الحى فى عروقها 0

احست بالرجفات تهزه ، ثم عندما احست بدموعه تغسل عنقها اجهشت بالبكاء واصبح المه الغامض المها يغمرها بالحزن 0

قال هامسا : لقد ماتت ، جورجينا 0

كان صوته مخنوقا بحيث لم تفهمه فى البداية .... ثم فهمت : تلك الشابة الصغيرة فى الصورة ماتت ....


*****

انتهى الفصل التاسع 0 ما قبل الاخير 0

dede77 07-12-10 08:06 PM

الفصل الاخير 0
10 – الدموع الاخيرة 0


******************************

بعد لحظة ، كادت لن تنتهى ، ارتد عنها تاليس وقال مديرا ظهره لها : جورجينا ... امهلينى بضع دقائق اقضيها مع نفسى 0

كان خجله الرجولى من كشف مشاعره علنا ، واضحا فى ارتباك قسمات وجهه ... واكمل : سانزل الى تحت بعد دقائق لنتحدث 0

ترددت : حسنا .... تاليس .... الاعتراف بان الحياة مؤلمة يتطلب رجلا ...والاولاد وحدهم يهربون من الدموع 0

نظر اليها متجهم ثم ابتسم ابتسامة متالمة ، وقال بهدوء هامس : شكرا 0
منتديات ليلاس
ثم استدار الى النافذة مرة اخرى 0

كانت تصنع القهوة ، وتسخن البسكويت حين انضم اليها فى المطبخ ، وجلس فى الزاوية المخصصة للفطور . وضعت امامه بصمت الابريق وكوبين ، وطبقا من البسكويت الساخن ، ثم جلست فى مواجهته تنظر الى وجهه المتعب باشفاق ... لاحظت شده تعبه ، فالظلال السوداء تحدق بعينيه ، ولحيته النامية تبرز خدين غائرين سوداوين . لكن ، فى تعابير وجهه هدوءا لم تره من قبل 0

قال معتذرا بهدوء : اسف لاننى عرضتك لكل هذا ... لقد مر على اسبوع قاس 0

dede77 07-12-10 08:07 PM

آسرت عيناه عينيها ، ثم امتدت يده تسعى الى يدها ، تنهد راضيا حين امتدت يدها تقابل يده ، ثم احتضن يدها الصغيرة فى راحة يده الكبيرة بثبات ... وقال يعترف متلعثما : اردت الاتصال بك مئات المرات هذا الاسبوع . كنت بحاجة اليك ، بحاجة الى سماع صوتك ... لكننى لم اجد اننى املك القدرة على الكلام ... كنت خائفا ان يخرج الغضب والارتباك والتشوش الذى كنت احس به صراخا . وهذا لن يكون ايضاحا لك ، لانك لا تعرفين ما يجرى عندى ... هى لم تتجاوز السادسة عشرة جورجينا 0

تهدج صوته وترقرقت عيناه بالدموع ولكنها لم تشعر بالغضب او الذعر . فقد فهمت من نبرة صوته ان كل ما افترضته بشان تلك الشابة الجميلة فى الصورة كان استنتاجا خاطئا . وها هى الان على وشك ان تعرف السر الكامن وراء تينك العينين اللتين لم يكن لهما عمر . اضاءت الذكرى المحببة عينيه : التقيتها فى المستشفى اثر اصابتى ... يا لها من طفلة ! انها تعرف كل فرد وكل فريق ، وكل لاعب فى عالمنا . كانت تاتى يوميا مقتحمة غرفتى ، تجلس على سريرى وهى مرتدية روبا ورديا رائعا . فى البداية اردت ان اكون مؤدبا معها فقط لان مشاكلى كانت تكفينى .كنت اتالم الما شديدا ولكننى فى احدى المراحل بت اتوق الى زياراتها ، وقد انستنى لفترة المى . المستشفيات امكنة مملة كئيبة للناس ولكنها هى لم تتاثر بل كان من المتعذر كبحها ، فقد كانت تتفجر حياة . كانت شعاعا انار ايامى السوداء 0
منتديات ليلاس
صمت لحظات كانه يتصورها : على اى حال ، بعد اسبوعين من الحديث عن كرة القدم وعن ابطالنا المشتركين ، بدانا نغوص فى امور شخصية ... عندها عرفت انها لم تدخل المستشفى بسبب اللوز او الزائدة ، او ما يدخل من اجله الاولاد المستشفى . وعرفت انها مصابة بالسرطان 0

تنهد : لم اشعر قط بمثل ذلك الغضب او العجز فى حياتى ... الا ربما فى الاسبوع الفائت . هذه الفتاة الجميلة الصغيرة على وشك الموت مع انها لم تر شيئا فى الحياة 0

dede77 07-12-10 08:08 PM

صمت مجددا فترة طويلة : على اى حال .... اظننى ، وبسبب احساسى بالعجز عقدت معها ذلك الاتفاق ... اترين ... لقد تحدثت الى طبيبها بشان حالتها ، وقال انها قد ترحل فى اية لحظة ، او تبقى حية لسنوات ... ولكنه يعتقد ان العامل الوحيد المهم هو الامل . وقال ان الاولاد يتعلقون باحد الامال كالوعد بشراء هرة او الوعد بالقيام برحلة الى ديزنى لاند . وهكذا ، وفى احد الايام ، فيما كانت تجلس على سريرى ، تتحدث كما تتحدث ابنة السادسة عشرة راحت تتكلم بجدية : متى ستعود الى الملعب ثانية تاليس ؟ فقلت لها اننى بدات اذعن الى عدم العودة الى الملعب ثانية ... فصاحت : اوه !

ثم نظرت الى ولمسة مكر فى عينيها الكبيرتين ، وقالت ان كان رجل قوى مثلى سيستسلم ، فلا باس ان تستسلم هى ايضا .... وكان ان عقدنا الاتفاق ... ووعدتها ان اعود الى الملعب ، ووعدتنى بالتمسك بالحياة حتى ترانى العب 0
منتديات ليلاس
تنهد : ابتداء من ذلك اليوم زحف الى راسى ذاك الجنون . كنت اعرف ان الفكرة مجنونة ، لكننى لم استطع منع نفسى ، لاننى اذا تمكنت من اللعب ثانية فقد تظل على قيد الحياة 0

كان هذا يمثل لى حياتى كلها جورجينا 0

لقد واجهت تحديات هائلة وربحت ، وهكذا اندفعت ابحث عن القواعد ، عن مخطط اللعب ليساعدنى هذا فى الانتصار ....

فى البداية ، ظننت اننى انما اعطيها املا للتمسك بالحياة 0

نجمة33 08-12-10 12:58 AM

مشكووووورةجدا علي الجهد المبذول
تسلم اديكي يا قمر

العالمية 08-12-10 03:26 AM

كلمة شكررررااااااااااا ما توفيقك حقك يا مزيونتنا

dede77 10-12-10 08:32 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2553541)
مشكووووورةجدا علي الجهد المبذول
تسلم اديكي يا قمر

الشكر لك نجمة على متابعتك وتقبلك للتاخير 0
تسلمى يا اجمل نجمة منورة الرواية 0



اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العالمية (المشاركة 2553621)
كلمة شكررررااااااااااا ما توفيقك حقك يا مزيونتنا

العفو حبيبتى . اتمنى ان نهاية الرواية تعجبك 0

dede77 10-12-10 08:34 PM

كانت فعلا مريضة يوم التقينا فى المرة الاولى ولكنها حين استعادت حيويتها اصدق .... اصدق اننى المسؤول عن تعافيها .... وكان ان توجهت الى هنا وليس فى نيتى الا التمرين لاستعيد عافية ساقى فاقدر على اللعب فاقدر على اللعب من جديد من اجل مارلين . ثم اتصلت بى نيكول ، امها تخبرنى انها تنهار وكدت اجن من عقدة الذنب . كنت امضى ايامى معك متراجعا عن قرارى ... حتى بت غير واثق من قدرتى على اللعب ثانية ، بل كنت غير واثق من قدرتى على العودة . احسست ان اوقاتى هنا اروع من ان افقدها ، واردت البحث عن حياة جديدة 0

لم يكن لدى جورجينا ، التى راح قلبها يقفز بين اضلعها ، شك فى ان تفكيره بحياة جديدة يشملها ... وتابع بصوت منخفض : لكننى كنت مدينا لها اولا ، فقبل ان افكر مليا عقدت صفقة ، واخذتها على محمل الجد ... لكننى خسرت ، فمقارعة الموت ليست كمقارعة فى لعبة كرة القدم .... ما كان اشد ايلامى جورجينا .... فللمرة الاولى فى حياتى اجدنى عاجزا عن انجاز ما عزمت النيه عليه ، وكانت المرة الاولى التى اجد فيها شيئا على هذه الاهمية 0
منتديات ليلاس
قالت بنعومة ، وكلها فخر وفرح امام صاحب هذا القلب العملاق : اوه تاليس ... الا ترى ان الامر لم يعد مهما ؟ فلا يمكن لاحد ان يخسر او يربح امام القدر .... انت فقط تجاريه ... وكل ما هو مهم انكما تعارفتما ، وانا واثقة ان مارلين كانت سعيدة جدا بمعرفتك وكانت اسعد لانها عرفت مدى اهتمامك بها 0

-اريدك ان تفهمى هذا عن مارلين ، كانت تعطى دائما اكثر مما تاخذ ، وكان همها الاوحد حتى النهاية مساعدة الجميع ... كانت تحتضر حين قالت : تاليس ، لولاى لما التقيت بجورجينا ... اليس كذلك ؟ وكان هذا صحيحا . ما كنت لابحث عن مكان اهرب اليه من الصحافة ، لولا قسمى المقدس لها . ثم ابتسمت وقالت : ساكون قد رحلت ، لكن اتظن ان كل ما هو طيب من ذكراى سيرحل معى ... تاليس ؟ اتعتقد ان الفرح والحب سيستمر عبرك وعبر جورجينا ؟

dede77 10-12-10 08:35 PM

مسح بلطف الدموع التى تساقطت بصمت على وجه جورجينا وتابع : قلت لها اجل ... اعتقد هذا ... فما رايك جورجينا ؟

هزت راسها مصعوقة ، انها تتذكر ذلك الغموض فى الفتاة ، كما تتذكر نظرة الحكمة والسكون وهى نظرة تستطيع فهمها ، لكنها الان تعرف ماذا كانت ... انها الحب ... الحب الخالص ... اجل ... افضل جزء مما كان لمارلين غاريك سيظل فى الحياة 0

وقف تاليس ، فوقفت معه تندفع للبكاء بين ذراعيه . لكن تحولت الدموع من الحزن على فتاة لا تعرفها ولن تراها الى دموع فرح 0

كانا مستلقيين جنبا الى جنب على ضفتهما : حسنا .... متى سنتزوج ؟
منتديات ليلاس
حاولت جهدها لتبدو رزينة : تاليس واند ! هذا طلب يد ردئ لا يحمل الحب ابدا 0

اغمض عينيه : كنت اراقب الماء فقط ... لا اريد ان ارمى قلبى على اقدامك ، فتدوسى عليه . اعنى ... ربما تظنين ان الامر جنون ، فنحن لم نتعارف منذ وقت طويل . ربما انا وحدى اشعر بهذا الحب الخاص 0

تنهد متصنعا الدراما وتابع : ربما كنت تتلاعبين بقلبى ! ما ادرانى ؟

سحبت يدها من يده لتمسح الخصل الفضية عن عينيه .... هذه الحركة الحميمة الصغيرة ارسلت قشعريرة عجيبة فيها فراحت تتامل وجهه بحنان . راحت الابتسامات الجانبية ، شيئا فشيئا تتسلل عبر جدار حزنه ... والان ، بعد ثلاثة اسابيع ، بدا انه قد استعاد روعه من ذاك الحزن 0

dede77 10-12-10 08:36 PM

كان قد فك معداته بهدوء واخذها قطعة قطعة الى القبو . ثم رغم صمته وحزنه امضى وقتا هادئا 0

كانت جورجينا ما تزال مذهولة من السهولة التى تنسجم فيها مع حياتها ... لقد عشقت فى ما مضى وحدتها ويئست من ايجاد زوج يتحمل فوضويتها او يفهم حاجتها الى الهدوء والانزواء بمفردها . لكنها الان وهى تتشاطر هذه الحياة مع تاليس تحس بالروعة والفرح 0

عملا معا فى الغرفة العليا خلال الاسبوعين المنصرمين . كان يساعدها ويحمسها . تصفحا المجلات واستقيا منها المعلومات وتجاذبا الاحاديث بشان مختلف الاراء ، كان الحديث بينهما دائما مثيرا ملؤه الضحك والراحة والهدوء 0

طفقت الايام تاخذ شكلا محددا . كان تاليس يركض فى الصباح الباكر وكان هذا هو التمرين الوحيد الذى يمارسه وقد شرح لها دوافعه التى لم يكن لها علاقة بالكرة بل بالاحساس بالصحة . كان يحب الرياضة كما يحب بعض الناس الاعتناء بالحديقة او لعب الورق ، وكما تحب هى اصلاح منزلها القديم . لكن حب الرياضة هذا كان حبا خاصا لذا لم يحاول اقناعها بمشاركته ... وهذا ما اراح قلبها 0
منتديات ليلاس
حين كان ينهى جولة من الركض كان يعود الى المنزل ليحضر الفطور ، ثم يوقظها اتنضم اليه .... وكانا ما دام المنزل باردا فى الصباح يعملان فى العلية ... اما عندما يشتد الحر فكانا يتوجهان الى البحيرة وهناك كانا يطهيان الطعام ، واما فى المساء فكانا يصحبان سنوكل للقيام بنزهة وينهيان يومهما بالجلوس معا على الاريكة والاصغاء الى الموسيقى 0

dede77 10-12-10 08:38 PM

شعرت وهو يطلب يدها للزواج الان بسعادة غامرة . انه يطلب منها ان تشاركه حياته كلها انه يسالها الاتحاد الكلى انه يريدها ان تستيقظ كل صباح لتكون فى دائرة ذراعيه ، يريدها ان تحبه وان تنجب له الاطفال .... احست بخفة فى راسها تزقزق كما تزقزق المياه الغازية فى الكوب 0

اعاد تاليس فتح عينيه ... وقال لها بحدة : دعك من الاحلام واجيبى عن سؤالى ، ايتها الخبيثة !

تنهدت بسعادة : لا يمكن ان اتزوج شخصا ينعتنى بالخبيثة 0

تنهد ايضا ثم عاد يغمض عينيه ، فكبحت ضحكتها ، مع انها لم تستطع فعل شئ حيال الابتسامة التى تلاعبت بشفتيها ... كان وجهه مسترخيا كل الاسترخاء بحيث قد يغفو بسرعة ، تكورت على جانبها تشعر بالامان وهمست فى اذنه : اعتقد ان هذا يدعو الى مقاييس اخرى 0
منتديات ليلاس
قبل ان تتمكن من الابتعاد وجدت نفسها ترتفع بين يدين قويتين ، حملتاها نحو المياه . اكمل المسير غاضا النظر عن صراخها متجاهلا محاوتها الجاهدة للخلاص من قبضته الفولاذية 0

-حسنا ... ماردك ؟
كانت عيناه الضاحكتان تطالبانها بان تكون له ....

سالته بصوت خشن : اليس فى روحك الفظة ذرة من الرومانسية ؟ اعنى الا يمكنك ان تجثو امامى على ركبة واحدة ؟

سرعان ما اطاعها فجثا على ركبته ولكنه لم ينسى ان يغرقها معه 0

dede77 10-12-10 08:39 PM

-ارفعنى الى فوق ! هذه المياه اللعينة باردة ! تاليس واند ....

-اجيبى عن سؤالى اولا 0

انفجرت ضاحكة رغم محاولاتها الدائبة للبقاء رصينة : ما كان السؤال ؟

-كان السؤال "ماذا يعنى اسم جورجينا "؟

ضربته على صدره : ايها الخبيث ! لم يكن هذا هو السؤال ... كان ...

-اوه جورجينا ... الرد على هذا السؤال كان فى عينيك طوال الوقت !

دفعت نفسها الى صدره ، وقد نسيت مقاومتها : انت محق ... احبك تاليس ، بجوارحى كلها وبروحى .... لم احسب قط اننى قد اشعر بمثل هذا الشعور تجاه اى كائن حى و....
منتديات ليلاس
طعنها باصبعه فى ضلوعها بخفة : اصمتى ... انت تحاولين تغيير الموضوع . ان لم تخبرينى الان فورا ما يعنى اسمك اغرقتك اكثر 0

اخفضها تحت الماء ، فاخذت تبقبق بكلام غير مفهوم 0
-لم افهمك !

-حسنا ... حسنا ! انه جورجيا ، كاسم تلك الولاية الاميركية !

dede77 10-12-10 08:41 PM

-احس انى مخدوع ، لماذا لم ترغبى فى شرح ذلك لى . انه يناسبك ولكننى ارى فيه شيئا من البرارى ، هل احب والدك سهول جورجيا الخضراء ....

اخرجها من الماء ثم وضعها بلطف على الضفة ، فاكملت : انه فى الواقع عالم الهنود الحمر الذى سحرهما ، مع اننى اشك فى انهما يعرفان ولاية جورجيا ، او بحيرة جورجيا ... ولطالما كرهت الاسم ، فغيرته الى جورجينا . كانت امى مصممة على ان يكون كل اولادها مشهورين ، وكانت تعتقد ان اسم العائلة "بارتون" اسم بسيط ، لذلك اعطتنا اسماء ضخمة لا تنسى بسهولة فاسم لارى الاصلى ليوناردو ، ونيوتن اسم معروف واشكر الله لان والدى تجنب تسجيل اسمائنا الاصلية 0

يبدو انه لاحظ انها تهذر ولكنه انتظر باناه حتى توقفت ، ونظر اليها بعينين واسعتين . ولامس شفتيها باصبعه 0

-اظن ان اسمك رائع ، والان ايمكن ان نصمت لدقيقة ؟

ولى المزاح وحانت لحظة الحقيقة .... وها هى تحس بالتوتر ... لكنها اطرقت حين ركع تاليس بوقار امامها ، واخذ يلثم يدها : جورجينا بارتون ... هل ترضين ان تكونى زوجتى ؟
منتديات ليلاس
نظرت اليه ، وقد اغرقت الشمس شعره الفضى الاطراف ، وكتفيه البرونزيتين فارتشفت النظرة المطلة من عينيه هذه النظرة التى ستذكرها دائما وتذكر معها هذه اللحظة الغالية .... وغشيت الدموع عينيها ، واختنق صوتها ... فللمرة الاولى لا تشعر بالضيق من اسمها الحقيقى ... او لم يتفضل عليها الكون باغلى هداياه ... هدية الحب ؟

-اجل 0

dede77 10-12-10 08:42 PM

ضمها بين ذراعيه ، وراحت شفتاه تلمثان شعرها الرطب ، فاحست بالاثارة التى اعتادت على سريانها فى عروقها ... وكان هذا العناق ختما لاتفاقهما ، تركهما معا مخطوفى الانفاس 0

-جورجينا ، اريد ان يكون منزلك قاعدتنا العائلية .... فهل انت على استعداد لتشاركينى اياه ؟

-تاليس ، منذ ان دخلت الى عتبة منزلى ، لم يعد هذا المنزل لى وحدى بل اصبح لشخصين 0

-ربما يصبح فى يوم ما لثلاثة !
فى البداية لم تفهم ما يعنى ، ثم ابتسمت له : اجل 0
منتديات ليلاس
طفل بنى العينين يزحف ويزقزق ويمد يديه الصغيرتين الى مكان ما فى تفكيرها ....

عاد يسال : وبعدها ربما اربعة ؟
-ها .... هه ....

-ما رايك بخمسة ؟
-طبعا انت تعنى بمن فيهم سنوكل 0

-طبعا ... انا لا اعنى سنوكل 0


الساعة الآن 05:48 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية