السلام عليكم هذا هو الفصل الأول من القصة أنا آسف إذا كانت الصور لم تظهر ********************************************** ذاكرة الغد (1).. رؤيا د. نبيل فاروق اّكشن كل شيء كان يسير كالمعتاد.. السيارات تنطلق بسرعة صاروخية، عبر طرقات واسعة طويلة.. المارة كلهم يسيرون داخل تلك الأنابيب الكبيرة الشفافة، مكيّفة الهواء.. الأطفال يلعبون في حدائق واسعة مغطّاة بقُبّة زجاجية كبيرة، تقيهم تلوَّث الهواء، ولا تمنع عنهم أشعة الشمس الدافئة، التي يخفَّف مِن شدّتها لون الزجاج نصف الداكن، وتلك المادة في تركيبه، والتي تمتصّ الأشعة فوق البنفسجية، وتمنع مرورها، وتعكس في الوقت ذاته الأشعة دون الحمراء.. البيوت متراصة على نحو جمالي متناسق، ولا يزيد ارتفاع كل منها على خمس طوابق على الأكثر.. وفي هدوء، وقف هو يتطلَّع إلى كل هذا، وهو يرتدي رباطي عنقه، اللذيْن يتميّزان بلونيهما المعكوسين، كومضة زمنه، و.. وفجأة، ظهرت تلك السيارة الصاروخية من بعيد.. كانت تتجاوز كل ما أمامها من سيارات في سرعة جنونية، غير مألوفة في هذا الزمن، وصفارات التحذير والإنذار تنطلق من كل خط مروري تعبره، دون أية استجابة من ناحيتها.. لم يكن هذا مألوفاً في عصره؛ ولكن ذلك الشعور الذي راوده، لم يكن يرتبط بأية عصور.. لقد تفجَّر في أعماقه لمرآها شعور عجيب.. شعور بالخوف.. والفزع.. والانزعاج.. شعور جعله يريد أن يركض.. ويركض.. ويركض.. ولكن ساقيْه لم تسمحا له بهذا.. كانتا ثقيلتين.. جامدتين.. باردتين.. ولقد غيرَّت تلك السيارة مسارها ؛ لتنطلق نحوه مباشرة.. واتسعت عيناه عن آخرهما.. وبلغ فزعه مبلغه.. وأراد أن يصرخ.. ويصرخ.. ويصرخ.. ولكن تلك السيارة زادت من سرعتها، وانقضّت عليه مباشرة، و.. انتفض (حاتم) انتفاضة قوية، وهبَّ جالساً على طرف فراشه، وهو يلهث في شدّة، وشلّال من العرق البارد يسيل على وجهه، وتثاءبت زوجته (لميس)، وهي تنهض بدورها، متسائلة، في لهجة من اعتادت الأمر: - أهو ذلك الكابوس مرة أخرى؟!.. أومأ برأسه إيجاباً، وهو يلتقط كوب ماء من جواره، في محاولة لتهدئة لهاثه العنيف، واعتدلت هي تمسح وجهها في إرهاق، وهي تقول في صوت، لم يفارقه نُعاسه بعد: - وأيضاً في ذلك العالم العجيب. هزَّ رأسه، وهو ينهض من الفراش، قائلاً: - ليس عالماً عجيباً.. إنه المستقبل. التفتت إليه في بطء، وهي تسأله في مزيج مدهش، من الصرامة والاستنكار: - أي مستقبل؟!.. أجاب في بساطة، وكأنه يُقرّ حقيقة واقعة: - مستقبلنا. هزَّت رأسها في استنكار ساخر، وهي تُكرّر إجابته: - مستقبلنا!! ثم حمل صوتها صرامة شبه غاضبة، وهي تضيف مستنكرة: - هل تتصور أن (مصر)، وحتى بعد ألف عام، يمكن أن تُصبح على تلك الصورة، التي تراها في كابوسك.. جميلة.. نظيفة.. منظمة؟! سألها، وهو يجلس على مقعد مجاور للنافذة: - ولم لا؟!.. كررت إجابته مرة أخرى، ولكن في لهجة شديدة الاستنكار، وبصوت مرتفع غاضب: - لم لا؟!.. ألا ترى ما يدور حولك، أم أنك تقيم في عالم آخر؟!.. ألا تمرّ بأناس مكتئبين، وتعاني من فوضى مرورية، ومن الفساد الذي صار سمة من سمات البلد، والمحسوبية التي صارت السبيل الوحيد للحصول على ما يُفترض أنه حق لكل مواطن؟!.. رفع كفه يدعوها للكف عن حديثها، وقال، وقد تملّك نفسه إلى حد ما: - لا داعي لتكرار هذه الأسطوانة يومياً. قالت في حدة: - لو أنك مللت سماعها؛ فقد مللتُ أنا ترديدها أكثر. زفر في توتر، واتجه نحو دولابه، وأخرج ملابسه، وهي تتابعه بعينيها في عصبية، قبل أن تقول، في لهجة لم تفارقها حدتها بعد: - الساعة لا تزال الخامسة والنصف صباحاً. أجابها، محاولاً السيطرة على أعصابه: - سأقوم بالتمشية قليلاً، قبل الذهاب إلى العمل. قالت في سخرية محتدة: - التمشية؟!.. أين؟!.. في الشوارع التي أغرقتها مياه أمطار الأمس، أم على الأرصفة، التي يندر أن تجد بها نصف متر خالياً، أو سليماً؟!.. التفت إليها بنظرة صامتة، وراح يرتدي ثيابه، متحاشياً الدخول معها في منازلة كلامية؛ إلا أنها لم تصمت، وإنما قالت في توتر: - مازلت أنصحك باستشارة خبير نفسي. قالت، وقد عاودتها حِدّتها: - هذا لو أنها كوابيس؛ ولكنه مجرد كابوس واحد، يتكرر طوال الوقت، وربما يعبّر عن شيء ما في أعماقك. راح يرتدي ثيابه في سرعة، مغمغماً: - سأفكّر في الأمر. واصلت، وكأنها لم تسمعه: - شقيقتي (ماهيتاب) أعطتني رقم تليفون عيادة طبيب نفسي معروف.. حاول الاتصال به.. ربما. أومأ برأسه في آلية، ومد يده يلتقط الورقة من يدها، ويدسهّا في جيبه، وهو يقول: - ولكنه كابوس يبدو شديد الوضوح، وكأنني عشته من قبل بالفعل. أطلقت ضحكة عصبية قصيرة، وقالت: - ألم تنتبه إلى ذلك التناقض في حديثك؟!.. تقول: إنك تسقط في كابوس مستقبلي، ثم تشير إلى أنك قد عشته من قبل !!!.. ثم نهضت من الفراش، مضيفة: - لا أحد يعيش المستقبل؛ لأنه ببساطة، لم يحدث بعد. قال في لهجة تشف عن حيرته الطبيعية: - لماذا إذن يبدو كل شيء واضحاً، كما أنه ذكرى قديمة؟ هتفت مستنكرة: - ذكرى؟!.. من الغد؟!.. ألم تر كيف يزداد تناقصك مع الوقت.. الذكريات تأتي مما عشناه، وليس مما نعايشه بعد. انعقد حاجباه، وهو يقول في ضيق: - كان مجرَّد مصطلح؛ لتوضيح ما أعنيه. قالت، وهي تسير في خطوات عصبية نحو الحمام: - مصطلح جانَبَه الصواب. زفر مرة أخرى، وغمغم، وهو يتجه نحو الباب: - أنت على حق. غادر المنزل، هارباً من ذلك الجدل الصباحي، ووقف أمام الباب لحظات في حيرة.. أين يمكن أن يذهب، في هذه الساعة المبكَّرة؟!... ضوء النهار بالكاد يتسللَّ إلى الطرقات، وعمله يبدأ في التاسعة، وعقارب الساعة لم تعلن السادسة بعد!!.. وقف لحظات متوتراً، ثم ألقى على ساعة يده نظرة، وكأنما يتمنى أن تسرع عقاربها في سيرها، ثم غمغم: - لا بأس من تمشية صباحية بالفعل. هبط درجات السلم، وتوقَّف لالتقاط صحيفة اليوم، الذي اعتاد عم (محمد) تركها بعد صلاة الفجر، وألقى نظرة سريعة على عناوينها الرئيسية، وهو يواصل الهبوط درجات السلم، ومرَّ بنظرة عابرة على التاريخ في أعلى الصفحة الأولى.. تاريخ الثالث من ديسمبر.. قرأ رقم العامِ، ثم انعقد حاجباه في شدة.. لماذا يبدو له هذا التاريخ مألوفاً؟!.. لماذا؟!.. عاد يقرأ التاريخ كله، ثم طوى الصحيفة، ووضعها تحت إبطه، وهو يغادر المنزل إلى سيارته الصغيرة.. ما الذي يعنيه الثالث من ديسمبر؟!.. أو ما الذي يمكن أن يعنيه؟!.. أي شيء سيحدث اليوم؟!.. مضى في تساؤلاته لحظات، ثم لم يلبث أن هزَّ رأسه في قوة، وقال لنفسه في حدة: - يبدو أنك تحتاج بالفعل إلى طبيب نفسي. هزَّ رأسه مرة أخرى، واستقلّ سيارته؛ ليقودها إلى تلك الحديقة الكبيرة، المجاورة لمقرّ عمله، وأدار الراديو، وراح يستمع إلى بعض الموسيقى الهادئة، و.. وفجأة قطع المذيع الإرسال، ليذيع خبراً عاجلاً.. واتسعت عينا (حاتم) في ذهول، وهو يسمع الخبر.. لقد كان الثالث من ديسمبر يعني شيئاً بالفعل.. وليته ما عناه.. ليته.. يتبع :7_5_129:عهد :7_5_129: |
جزئين أجمل من بعض والفضول عندى عالى جدا الوقتى ياريت ماتتأخريش علينا بباقى الأجزاء ياعهد
شكرا على المجهود الرائع ده |
السلام عليكم شكرا جدا جدا على ردّك ده يا عوض أنا نفسي أعرض القصة كلها أنا متشوّقة جدا ليها بس أنا مرتبطة بموعد إنزال الدكتور نبيل للفصل القادم يعني هو بينزل كل فترة فصل زي الي حصل مع كائنات و أعداد النت الأخرى بس أوعدك أول ما ينزل الفصل القادم إني أنزله فورا و شكرا لك |
شكراً يا عهد على القصة الجديدة وبانتظار باقي الأجزاء بفارغ الصبر
وشكراً على مجهودك في نقل القصة |
الساعة الآن 01:26 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية