منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148458.html)

شاذن 14-09-10 04:28 PM

220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
220 - همسات ( جيسيكا ستيل)


جوسي فيرايدي ، امرأة خجولة تدفن في أعماقها كل شيء حتى الغضب . . .
اتخذت قراراً مصيرياً عندما انتقلت إلى فرنسا للعيش عند داكر ،الذي قدم لها بيتاً وعملاً. . .
ولكن هذا الفرنسي الوسيم يحرك النار التي تحت رماد مشاعرها ، ويؤجج فيها ، في الوقت نفسه ، غضباً لم تعرفه قط . . .
منتديات ليلاس
لقد طلب منها الزواج ،ولكن جوسي ترفض فهي تعلم أنها لا تصلح أبداً ، وتجربتها مع حبيبها الأخير كانت قاتلة . . .
. . . إلا أن رأي داكر مختلفاً . . . لقد قال " سأنتظر " وانتظر . . .


أتمني تعجبكم مرخص هذه الرواية . . .
وأنا لا احل نقل تعبي ومجهودي لأ بذكر اسمي " شاذن" واسم المنتدي " ليلاس" .
مع حبي شاذن.

:flowers2::flowers2:

Rehana 14-09-10 04:42 PM

شكلها حلوووة من الملخص حبيبتي شاذن
بنتظارك وبالتوفيق في الكتابة

اماريج 14-09-10 05:38 PM

يعطيك العافية يالغلا
واختيار موفقة فيه ياعسل رواية جنان وانا بحب الكاتبة جيسيكا ستيل رواياتها حلوة كتيررررر
لك ودي

http://www.iraqnaa.com/ico/image/t033.gif

dalia cool 14-09-10 05:52 PM

يعطيكي العافية شاذن باين على الرواية رووووعة نحن بالانتظار

samahss 15-09-10 03:02 AM

الملخص رائع فى الانتظار

QTERALNADA 15-09-10 04:00 AM

بانتظار:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::liilase:

شاذن 27-09-10 11:31 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2443327)
شكلها حلوووة من الملخص حبيبتي شاذن
بنتظارك وبالتوفيق في الكتابة

إن شاء الله تعجبك الأحداث . . .
وأنا أسفة على تأخير بس كان عندي ضروف. . .
واتمني ما أتأخر عليكم مرة أخرى. . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 27-09-10 11:34 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة اماريج (المشاركة 2443352)
يعطيك العافية يالغلا
واختيار موفقة فيه ياعسل رواية جنان وانا بحب الكاتبة جيسيكا ستيل رواياتها حلوة كتيررررر
لك ودي

http://www.iraqnaa.com/ico/image/t033.gif

أنت الأحلى يا عسل واتمني القصة تعجبك . . .
وأنا أسفة على تأخير بس كان عندي ضروف . . .
واتمني ما أتأخر عليكم مرة أخرى . . .
مع حبي شاذن .

:flowers2:

شاذن 27-09-10 11:36 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia cool (المشاركة 2443363)
يعطيكي العافية شاذن باين على الرواية رووووعة نحن بالانتظار

اتمني أن يكون هذا هو رأيك عندما تقرأين الرواية . . .
وأنا أسفة على تأخير بس كان عندي ضروف. . .
واتمني ما أتأخر عليكم مرة أخرى. . .
مع حبي شاذن .

:flowers2::flowers2:

شاذن 27-09-10 11:37 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samahss (المشاركة 2443959)
الملخص رائع فى الانتظار

إن شاء الله تعجبك الأحداث . . .
وأنا أسفة على تأخير بس كان عندي ضروف. . .
واتمني ما أتأخر عليكم مرة أخرى. . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134::8_4_134:

شاذن 27-09-10 11:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة QTERALNADA (المشاركة 2443993)
بانتظار:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::liilase:


مشكووووووووورا على مرورك . . .
وأنا أسفة على تأخير بس كان عندي ضروف. . .
واتمني ما أتأخر عليكم مرة أخرى. . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 27-09-10 11:45 PM

1 - امرأة وقرار

نظرت جوسي من نافذة السفينة التي تعبر القناة وتنهدت . . كان عليها أن تعود من فرنسا مع حلول العيد ، ولكنها أجرت تغييراً في حياتها ،وذلك حين صممت على ترك البيت الذي تعيش فيه مع أبيها ،آملة أن تبدأ حياة جديدة .
كما عليها أن تعترف بأنها تشعر بتوتر بالغ بسبب ما ينتظرها .لكنها تشعر بالسرور أيضاً لقرارها ذاك ،رغم تأخره . . لقد تأخر فعلاً ،بحيث استغربت ،ولا سيّما منذ وافقت على قبول الوظيفة لستة أشهر فقط . إنما كانت تدرك أن العلاقات العائلية تلعب الدور الأكبر هنا .
وفجأة انتقلت بأفكارها ،ومن تلك العلاقات العائلية إلى عدد القرارات التي اضطرت لاتخاذها في حياتها ـفهي قليلة وتعد على أصابع اليد الواحدة . أول قرار اتخذته هو أن تلازم بعد انتهاء دراستها أباها الأرمل لترعاه . وعندما بلغت ،هي وشقيقتها التوأم الوحدة والعشرين من العمر حصلتا على إرثهما من أمهما الحبيبة التي توفيت وهما في سن السادس عشرة . واشترت جوسي سيارة وفرساً . . . وشعرت باللوعة لابتعادها عن " هيثي"العزيزة، ولكن الأشهر الستة تلك ستمر بسرعة ،وقد وعدتها تريسي ،الفتاة التي تعمل في الأسطبل حيث " هيثي"،بأن تعتني بها وكأنها فرسها هي .
منتديات ليلاسوجوسي تعلم أنها فتاة جديرة بالثقة .وغشى الحزن عينيها البنيتين الجميلتين بعد أن أثار التفكير في الإسطبلات ذكريات في نفسها . . . ذكريات تحب استعادتها لكنها عاجزة عن تخلص منها . . . ذكريات ما انفكت تعذبها .,لقد تعرفت إلى مارك في الإسطبلات ، وهو رجل فرنسي خجول متواضع .
كان مارك يعمل هناك ،فتعرفت إليه . . ومن ثم اتخذت أهم قرار في حياتها ،فتزوجا في شهر حزيران من العام الماضي .
وخنقتها غصة .فبعد زواجهما ،ذهبا لزيارة والديه في قرية تبعد أميالاً قليلة عن " نانت" وذلك لقضاء شهر العسل . . . ولكن قبل أن تمر أربع وعشرون ساعة على زواجهما ،مات " مارك" إثر سقوطه عن طهر حصان . وها قد مضى على وفاته أكثر من عشرة أشهر لكن اعتقادها بعدم كفاءتها ما زال يشغل بالها .
حاولت ألاّ تفكر في ذلك ،وأن تركز على الحياة الجديدة التي وضعت ختها لنفسها .كانت تعلم أنها لن تتزوج مرة أخرى أبداً ،ومع ذلك شعرت ،عندما بلغت الثالثة والعشرين من العمر بأن عليها أن تبدأ حياة جديدة .لم تشأ أن تحافظ على دورها كمدبرة منزل أبيها ،خاصة بعد ما استغلها هي وأختها ،بتلك الطريقة الحقيرة لتحقيق أهدافه الملتوية ،وهذا ما جعلها تشعر بأنها لا تدين له بشيء .وكانت قد صممت على مغادرة إنكلترا ،لفترة من أجل بيلفيا المحبة والعطوفة . مرت سنة على زواج أختها ،ورأت جوسي أن لا داعي لأن تقلق أختها عليها بعد الآن بل عليها أن تحصر اهتمامها بزوجها " لاثام" .

شاذن 27-09-10 11:48 PM

كان " داكر بانشيرو"،ابن خالة مارك ،وهو مصرفي لم تقابله سوى مرة واحدة قد جاء في زيارة عمل إلى انكلترا في أواخر شهر أيلول فقام بزيارة مجاملة لها .
فيما كانت لغتها الفرنسية ركيكة لعدم الممارسة ،كانت إنكليزته متقنة لا تُفرّق عن إنكليزتها. ولطالما عانت من الخجل الشديد لكنها وجدت أنّ التحدث إلى داكر أسهل من التحدث إلى كل الغرباء الذين قابلتهم .
ولعل السبب يعود إلى أنه ضيفها ،مما اضطرها إلى بذل جهد مضاعف للترحيب به ودعوته إلى الدخول والقيام بكل واجبات الضيافة .
على كل حال تفجّرت مشاعرها المكبوتة كلها عندما نظر إليها ،وسألها برفق:
- هل أنت بخير ، يا جوسي ؟
كانت تخشى أن يهتم بشخصيتها أحدهم ،فأجابت بفتور :" نعم . . . طبعاً ".
منتديات ليلاس
وقبل أن تضيف أي كلمة أخرى ،وضع فنجانه ،قائلاً :" يبدو عليك الشحوب . . . هل تخرجين إلى الهواء الطلق ؟".
- نعم ، إلى الحديقة .وأخرج للتسوق . . الـ. . . الـ . . .
وتلاشى صوتها ولما طال الصمت قال بهدوء :" أما زال لديك الفرس في الأسطبل ؟".
أجابت بصوت رسمي للغاية :" نعم . . هيثي".
- هل تمتطينها ؟
لم تكن تريده أن يحقق معها ،بل أن يخرج ،لكنه كان ضيفها ،وابن خالة مارك ومع أنه يكبر زوجها ذا الخامسة والعشرين بعشر سنوات ن فقد أدركت ،من خلال حديث مارك ،أنه كان بمثابة الأخ بالنسبة له . فأجابت : " لا".
- كل يومين ؟
فأجابت مرة أخرى :" لا".
وكيلا يطرح المزيد من الأسئلة عن هذا الأمر ،أضافت :" لم أمتطِها منذ . . . منذ عدتُ من فرنسا ؟ ".
وتبع ذلك صمت طويل .ومرة أخرى ،أخذت تتمني أن يرحل هذا الفرنسي الطويل القامة ،الوسيم المظهر . لكنها لاحظت عليه ،فجأة ،بعض الشحوب،وبدا في صوته الذهول وهو يسألها بخشونة:"هل أنت حامل ؟"
فسارعت تنكر بحدة نوقد احمر وجهها :" لا ،لا .أنا . . . "
وأشاحت بنظرها عنه وقد عاد الألم يعذبها ثم رددت :" لا".
لم يتعدّ صوتها الهمس وهي تنفي .آه لكم تمنت لو أنها حملت منه ! فلو حدث ذلك لتخلصت إلى الأبد من هذا الشعور بالذنب لأنها لم تستطع أن تمنح نفسها لمارك .
- أرجوك اصفحي عني !
عادت جوسي من عالم الذكريات المؤلمة لترى أن ملامح داكر لم تعد تعكس الذهول بل الندم لأنه آلمها .
- كان سؤالك بديهياً ،على ما أظن .
ومنعها حسن السلوك وأدب التصرف من أن تهرب من الغرفة لتتخلص من ذلك الجو المتوتر .

شاذن 27-09-10 11:51 PM

ألقت نظرة متوترة على الرجل الذي راح يراقبها بعينيه الرماديتين . وإذا به يبتسم ابتسامة هي من السحر والعفوية بحيث خلبت لبّها وبددت توترها .
عادا بالموضوع إلى الخيول .وقال لها بمودة ظاهرة :" لكنك ما زلت تحبين الخيول ".
فبادلته ابتسامته بخجل ،وأجابت :" آه ،نعم !"
وشعرت مجدداً بأن التحدث إليه أسهل من التحدث إلى غيره .وفجأة ،لمحت في عينيه ما يشبه التأمل ،مما أقلقها نسبياً .
لكنه ما لبث أن سألها متمهلاً :" إنني أتساءل . . . وأرجو ألاّ يكون لديك مانع من أن أسألك . . . إن كان باستطاعتك مساعدتي".
- أساعدك ؟ كيف ؟
فأجاب :" المسألة تتعلق بجيادي .أنا أعيش في منطقة نائية في وادي اللوار. . . ".
- ألا تسكن في " نانت" قرب منزل خالتك ؟.
طرحت هذا السؤال بعفوية واندفاع . . . لقد استقبلهما داكر بانشيرو في المطار فظنت أنه يعيش في تلك المنطقة .
- بيتي الذي أمضي فيه عطلات نهاية الأسبوع يبعد ساعتين بالسيارة عن " نانت". أما بقية أيام الأسبوع فأمضيها في باريس .
- لكنك كنت تزور والديّ مارك يوم كنت أنا ومارك . . .
وسكتت .مارك ،مارك ،مارك . ما كان عليها أن تتزوجه .لو لم يتزوجا لما ذهبا إلى باريس و. . .
- كنت أمضي نهاية الأسبوع في بيتي حين تلقت خالتي وزوجها اتصالاً من مارك في الصباح الباكر ،يعلمهما بأنه قادم ومعه امرأة عزيزة جداً عليه .
وتنبه للتغيرّ الذي طرأ على ملامحها وهو يتابع :" أحسّت خالتي بالإثارة وتملكها شعور قويّ بأنها ستقابل كنتها".
علمت جوسي بأمر اتصال مارك ،لكنها لم تكن تعرف التفاصيل الأخرى .وفي حين رفض جزء منها سماع المزيد ،إلاّ أن الجزء الآخر أراد معرفته بعد موت مارك ، وعندما تسنت لها الفرصة لتفكّر ملياً أدركت أن ولع مارك بالخيل ،والذي يفوق ولعها هي ،كان الموضوع الرئيسي الوحيد الذي تحدثا عنه .
وسألته :" وهل اتصلت بك والدة مارك ؟".
- كانت قد اتصلت بأمي التي أخبرتها ، أثناء الحديث ،بأنني لم أكن في باريس بل في البيت لإتمام بعض الأمور قبل أن آخذ إجازة لمدة أسبوعين ، في اليوم التالي. وحالما أنهت خالتي " سيلفي" اتصالها اتصلت بي وأصرت علي لاستقبل مارك وخطيبته لأنني سأسافر ولن أراهما بعد ذلك .
- ونظر داكر إليها بثبات للحظة طويلة وتابع يقول :" أما المفاجأة الكبرى فكانت أنكما كنتما متزوجين ؟".
فاندفعت تقول بتعاسة :" لم نقصد جرح مشاعر أحد .لكننا لم نرغب في عرس فخم و. . . "

شاذن 27-09-10 11:53 PM

قاطعها متفهماً :" يا عزيزتي ،لم تجرحا أحداً .نحن أسرته ونعلم أنه يفضّل الخيل على الناس ،وعندما تعرّفنا إليك أدركنا أنه كان محظوظاً للغاية حين عثر على فتاة تشاركه ميوله ومزاجه المتحفظ".
محظوظ ؟ كيف يمكن أن يكون محظوظاً؟ لقد تزوجها ومات . شرعت تقول :" أنا . . . "
لكنها شعرت فجأة بالاختناق فسكتت وجاهدت لتتمالك نفسها ،لئلا تنهار أمام هذا الرجل الغريب ، وإن كان من العائلة مارك .
وانتظر داكر ،بصمت وهو ينظر إليها ،فشعرت بالامتنان نحوه ،إذ منحها الوقت الكافي لتهدأ مشاعرها .وبعد حين نتابع يقول :
- فلنعد إلى العون الكبير الذي يمكنك أن تقدميه ليّ .أنا أعيش في منطقة معزولة تماماً ،كما سبق أن ذكرت لك ، وبما أنني أحتاج إلى من يعتني بجيادي ،وبما أنك مولعة بالجياد إلى هذا الحد . . .
وسكت ثم نظر إليها بثبات وأضاف :" لا أظن أن هذا العمل يهمك؟".
منتديات ليلاس
أجابت على فور:" لا".
- ألانّه يشكل عزلة تامة لك ؟
- ليس هذه هو السبب .
وأدركت أن رفضها كان وقحاً ،وأنها افتقرت للباقة في تصرفها ، فعادت تقول :" أظنني أحب العيش في منطقو نائيه ،ولكن . . . ".
- لكنك لا ترغبين في العيش في فرنسا ؟
حتى هذا لم يكن السبب .
- بل أظن . . أظن أن العيش في فرنسا قد يعجبني .
ثم أضافت بشيء من الذعر :" لكنني لا أستطيع . . . فأنا أهتم بالبيت وبأبي .إنه . . .".
وقاطعها :" لك الحق في الحياة خاصة بك ،يا جوسي".
قال ذلك بلهجة بعثت في نفسها الاضطراب.
- أعلم ذلك ، ولكن . . . ولكن . . ز أخبرتك بأنني لم أعد أمتطي الخيل ،ولم أعد اهتم بالجياد منذ وفاة مارك .
مضت لحظة طويلة، راح داكر أثناءها ينظر إليها بصمت ،ثم قال بهدوء بالغ :" ألا تظنين أن عليك العودة إلى ذلك؟".
فتحت فمها لتجيب بالنفي ،ولكنه لم يتح لها الفرصة لذلك ،بل تابع حديثه بالهدوء نفسه مبيناً لها أن وفاة مارك بعد سقوطه عن الحصان يجب ألا تحرمها من ركوب الخيل الذي كانا يعشقانه .
وانهي كلامه قائلاً :" وعلى ذكر الخيل ستصطحبينني إلى الإسطبلات حيث كان ابن خالتي يعمل ".
- الاسطبلات ؟
شهقت ذعراً .لقد تجنبت الاسطبلات ،وكأنها وباء ،منذ عودتها من فرنسا أيّ منذ أربعة أشهر تقريباً . . .
- أنا لا . . . لا أريد الذهاب إلى الأسطبلات .لم اذهب إلى الإسطبلات منذ عودتي!
- إذن أظن أن الوقت قد حان كي تذهبي ؟
أخذت تحدق فيه نوقد انتابها شعور بالغضب الشديد أثار ذهولها ، غضبت منه ومن تدخله في شؤونها رغم انها نادراً ما تغضب .
- أنا . . .

شاذن 27-09-10 11:55 PM

شرعت تتكلم عن نفسها ،حين لاحظت أن نظراته استقرت على الغضب البادي في عينيها . .. وكأن غضبها أدهشه بقدر ما أدهشها ،وعندما تذكرت مشاعرها والأفكار التي راودتها عن الإسطبلات . . . وكيف راحت تتساءل ،في الآونة الأخيرة ،عما إذا كان عليها أن تفعل ما يشير به عليها ، وترشى غضبها فجأة .
منتديات ليلاس
كانت أختها بيلفيا ملاكها الحارس ،فهي تعتني " بهيثي "يومياً ،وتنزهها وتحبها وتعتني بها .لكن ، منذ ما يقارب الأسبوع شعرت جوسي أنها غير منصفة بحق أختها . . . وأن عليها أن تتصرف بطريقة ما .
وسمعت نفسها تسأله :" هل . . . هل تريد حقاً أن ترى المكان حيث كان مارك يعمل ؟ ".
تشابكت نظراته الحازمة مع نظراتها ،ثم لاحظت أن عينيه راحتا تتأملان بشرتها الناصعة النقية ، لتستقرا على شعرها الأشقر المائل إلى الحمرة،وقبل أن تعودا مجدداً إلى عينيها الكبيرتين الداكنتي اللون .
أجاب ،وهو يحدّق فيهما مباشرة :" نعم . أودّ ذلك حقاً".
أن تكون قوية من أجل أختها الحبيبة


أحاااسيس مجنووونة 28-09-10 09:20 PM

يعطيك الف عافية الرواية باين انها كتير حلوة بعدين انت كاتبيتها اكيد احلى واحلى

شاذن 01-10-10 08:38 AM

مشكوووووورا كثيييراً على هذه الثقة . . .
واتمني ما أخيب ظنك . . .
وتعجبك الرواية حتى النهاية . . .
مع حبي شاذن .

:flowers2:

شاذن 01-10-10 08:44 AM

التي فعلت الكثير من أجلها . . . وهي مدينة بذلك لمارك أيضاً . . . آه يا الهي لكم تدين بذلك لمارك ! ولأجل مارك الذي فقدته أسرته ، هي أيضاً تدين كثيراً لهذا الرجل ، داكر بانشيرو ،الذي كان بمثابة أخ له . ولهذا يجب أن تكون قوية وتمتثل لطلبه وتريه المكان حيث كان مارك يعمل .
منتديات ليلاس
- هل . . . هل يمكنك الانتظار . . . ريثما تابدّل ملابسي ؟
فأجاب بلطف :" طبعاً ".
خرجت جوسي وعندما عادت لم تكن قد استبدلت ثيابها بأخرى أكثر أناقة ،بل بزيّ الفروسية ، وذلك كلّفها جهداً كبيراً .
- أجاهز أنت ؟
طرحت سؤالها وهي تلاحظ نظراته تنصبّ على ساقيها الطويلتين في بنطلون الركوب الضيق .فأومأ بالإيجاب ،وهو ينضم إليها عند العتبة .
ذهبا إلى الإسطبلات بسيارته .وتملك جوسي التوتر وهي تسير أمامه لتبحث عن " هيثي" وحين رأتها للمرة الأولى نبعد غياب دام أربعة أشهر ،شعرت بالحياة تدّب فيها من جديد .
- آه ! هيثي ، هيثي .
أخذت تناجيها بصوت رقيق منخفض وقد فاض قلبها حنيناً أنساها داكر بانشيرو الواقف على بعد خطوات منها .
عانقت " هيثي" مسندة وجهها إلى عنقها ، في حين أخذت هيثي تصهل مسرورة .
لم تدرك جوسي كم من الوقت مكثت هناك تمرر يدها على عنق الفرس وقد فاض حبها لها وانتعش كيانها .لكن حركة خفيفة جعلتها تنتبه وتستدير إلى الخلف ، وعند ذلك تذكرت داكر .
نظرت إليه بخجل .لكنها ،وللمرة الأولى منذ وقت طويل ، شعرت بشيء من سلام الداخلي ، فتمتمت بهدوء :" شكراً".
ويبدو أنه تفهم شعورها ، إذ اكتفى بتأمّل وجهها المعبّر ، وقال :" من المؤسف ألاّ تستغلي بنطلون الفروسية هذا".

شاذن 01-10-10 08:47 AM

هي ،في الواقع ،تجهل السبب الذي دفعها لارتداء هذا البنطلون ،ربما السبب أنها اعتادت أن ترتدي هذه الملابس حين تأتي إلى الإسطبلات .لكن الشوق والرغبة طهرا على الفرس . وعندما ازداد تألق عيني جوسي وجدت نفسها تسأله :" وهل يمكنك أن تنتظر ؟".
فقال لها برزانة :" سأنتظر".
وبعد لحظات ،ساعدها على امتطاء الفرس .
وانتظرها . . . وعندما عادت ،وحمرة خفيفة تصبغ وجنتيها الشاحبتين، ساعدها على رفع السرج عن الفرس والاهتمام بها ،قبل أن يعودا إلى بيتها . حين وصلا إلى البيت، أخذت تتساءل إن كان عليها أن تدعوه إلى الدخول نلكن الخجل عاد يتملكها ،وترددت في أن تستقبله في بيتها مجدداً . ومن باب التهذيب ،أوشكت أن تدعوه ،لكنه قفز من السيارة واستدار ليفتح لها الباب .وعندما نزلت من السيارة معه للحظة على الرصيف طلب منها أن تفكر في اقتراحه :
- فكري ،جوسي .أنا بحاجة إلى شخص أثق به كي يعتني بجيادي .
منتديات ليلاس
حاولت أن ترفض :" أنا".
لكنه قاطعها بسرعة :" فكري في الأمر جيداً .فإذا شعرت برغبة في العمل ،لفترة قصيرة ،ستة أشهر مثلاً ،فكري في هذا".
- أنا . . .
وأوشكت أن ترفض مجدداً فقال :" أكاد لا أتواجد هناك ،وغالباً ما لا أقصد المنزل في العطل الأسبوعية".
وأضاف باسماً :" وسأطمئن لأن أحد أفراد أسرتي هناك" .
ما أجمل ما قاله ! وسمعت نفسها تجيب :" سأ . . . سأفكر في الأمر". ورحل داكر وأخذت تفكر في الأمر حتى الصباح حين عادت بيلفيا إلى البيت بعد أن أمضت عطلتها الأسبوعية مع صديقة لها .لم تكد تطلع بليفيا على زيارة داكر حتى جاء لاثام يسأل عنها .فأخبرتها بيلفيا ، وهي تتمايل ولاثام إلى جانبها ،بأنهما سيتزوجان .
شهقت جوسي مذهولة .وفيما بعد ،طلعتها أختها على محاولات أبيها لدفع لاثام إلى استثمار أمواله في شركته، وعلى خططهما للزواج . وبذلك .لم يعد يتسنى لها التفكير في داكر واقتراحه بالسفر إلى فرنسا للعمل معه . وبعد خمسة أيام ،وفي شهر أيلول ، وبعد جولة في الأسواق وبعد جملة الاستعدادات تزوج لاثام وبيلفيا .بدت بيلفيا عروساً متألقة ، في حين بدا لاثام وكأنه لا يصدق أنها وافقت على زواج به . ومن أجل بيلفيا وحبها لها ،سيطرت جوسي على خجلها لتكون وصيفة العروس ،ولم يتنبه سوى بيلفيا ولاثام إلى جوسي هي في مركز رئيسة شرف وليس وصيفة عروس كونها كانت متزوجة .
لم تخبر جوسي أباها قط أنها تزوجت مارك .كما لم تقدّمه له يوماً . أرادت أن يرافقها مارك إلى البيت ذات يوم ،لكن أباها تصرف بتكبر وتعجرف ورفض أن تحضر إلى منزله سائس خيل .كانت عواطف جوسي نحو مارك أعظم من أن تجرحه باستقبال غير لائق ولكنها لم تكن تعرف ، حينذاك ،أن نفور مارك من الناس جعله يختار هذه الحياة البسيطة بينما هو في الواقع يتحدّر من أسرة ثرية جداً .ولم يخبرها مارك عن عمل أبيه ،كما لم يعلمها بأنه لا يحتاج إلى العمل على الإطلاق إلا إذا شاء ذلك . لم يخبرها بكل هذا إلا بعد زواجهما ،وهما

شاذن 01-10-10 08:49 AM

في طريقهما إلى مطار لقضاء شهر العسل ولإطلاع والديه على خبر زواجهما .
بعد أسبوع من زيارة داكر بتانشيرو ، كانت أفكارها لا تزال مشغولة بأختها وزوجها وبأبيها وسوء معاملته لها ولأختها ثم راحت تفكر أيضاً في داكر بانشيرو والعمل الذي عرضه عليها . إن قبول عرض العمل يعني ترك أبيها يتدبر أموره بنفسه ، ولكن بعد طريقة تصرفه لم يعد ضمير جوسي يؤنبها كثيراً إذا ما تركته فهي كانت تنوي ترك المنزل، على أي حال ، بعد عودتها مع ما ر من شهر العسل .لكنها كانت مصممة على العودة إليه يومياً لتغسل ثياب أبيها وتطمئن عليه وها هي تقتنع بما قالته بيلفيا منذ أسبوعين بأن عليه استخدام مديرة منزل .فجأة ،بدا لها كل شيء ممكناً . . .مع شيء من الجرأة .السفر يعني ترك " هيثي" وهي فرس رائعة تدفع المرء إلى حبها والعناية بها وتدليلها ولكنها لن تغيب سوى ستة أشهر . . . كانت جوسي واثقة من ذلك وهي تنظر إلى عرض داكر وكأنه حبل النجاة .
شعرت بحاجتها إلى الابتعاد ،لكي تراجع حساباتها وتفكر في أمورها ، وتستريح قليلاً من أبيها المستبدّ ،فهل من فرصة أفضل من هذه ؟ أذا سافرت إلى فرنسا فلن يتمكّن من الاتصال بها هاتفياً إن لم يجد في البيت ما يريده ،ويطلب منها الحضور للبحث عنه .
منتديات ليلاس
وكانت ،منذ أسابيع ،قد بدأت تفكر في أنها لا تستطيع الاستمرار على هذا المنوال ، وأنّ عليها أن تبذل المزيد من الجهد .
ولم تدرك جوسي أهمية فضل أختها إلاّ مؤخراً فقد تركت بيلفيا أشغالها كلها على الفور ،وسافرت إلى فرنسا لتكون إلى جانبها وتساندها ،ثم عملت على حمايتها عند عودتهما إلى الوطن . . .كانت حقاً ملاكهاً الحارس . . . وأدركت جوسي أنها لن تنسى جميلها هذا طيلة حياتها .
لكن بيلفيا الآن امرأة متزوجة .بالرغم من العلاقة الوثيقة التي ستربطهما دوماً،رأت جوسي أن الوقت قد حان لكي تبتعد عنها . تنفست بعمق وقد صممت في تلك اللحظة على أن تقبل عرض داكر بانشيرو.
ثم رن جرس الهاتف . فذهلت عندما وجدت أن المتكلم هو نفسه يسألها :" كيف حالك يا جوسي ؟".
فأجابت بأدب :" بخير .شكراً ".
- أرجو أن تكوني قد قبلت بعرضي .
أخذت جوسي نفساً عميقاً ،فقرارها الذي اتخذته منذ لحظة لم يكن قد نضج بعد .
- أود أن . . . أعمل لمدة ستة أشهر فقط .
الصمت المتوتر الذي تلا كلماتها أثار أعصابها ،فاندفعت تقول :" أنا لا أحسن الفرنسية . . . حسناً ، بل لا أكاد أفهمها ".
- هذه ليست مشكلة .أتريدين أن أحضر لأصطحبك معي ؟
- آه ! لا ، سأحضر بنفسي .
- متى ؟
وبعد أن حظي بموافقتها ،بدا نافد الصبر .
- أنا لا . . . هل أبلغك بالموعد فيما بعد ؟ أنا . . .أنا لم أخبر أبي بعد .
- هل ستدعينه يؤثر فيك ويغير رأيك ؟
فقالت :" لا. . .لن أفعل "

شاذن 01-10-10 08:51 AM

وطلب منها أن تدوّن رقم هاتفه كي تتصل به لاحقاً .
ولكن ، مضت ستة أشهر قبل أن تتمكن جوسي من تنفيذ وعدها والسفر من إنكلترا إلى فرنسا .إذ أن أباها لم يرض بقلب نظام حياته وتغييره . قال غاضباً :" لا أريد أن استخدم مدبرة منزل".
نظرت إليه ،وهي تفكر في المرات العديدة التي كانت تذعن فيها لطلباته وأهوائه . وفكّرت في الحياة التعيسة التي عاشتها أمها معه . . .فكرت في خداعه . . .وللمرة الثانية في حياتها واجهته بجرأة ،قائلة :
- ستدبّ الفوضى في المنزل من دون مدبرة .
سألها بحيرة :" هل علّمتك أختك هذا الكلام ؟".
- أختي لا تزال في شهر العسل .
فعلقّ بلؤم :" مجنونة".
وفي اليوم التالي أصيب بأنفلونزا حادة ألزمته الفراش .
منتديات ليلاس
واتصلت جوسي بداكر ،وقالت له :" أنا آسفة فأبي مريض لولا أدري متى سأتمكن من الحضور".
- هل أخبرته بأنك مسافرة إلى فرنسا ؟
قالت :"نعم . . .ولكن إذا لم تشأ الانتظار . . .أعني أنها مجرد وظيفة مؤقتة. . . فإذا أردت أن تسلمها لشخص آخر. . . "
قالت هذا وهي ترى أن فرصتها الوحيدة تفلت من بين يديها .
لكنه أجاب :" إنك من الأقرباء . . . وسأنتظر".
لم تعلم أن الأنفلونزا قد تدوم كل ذلك الوقت وكانت لا تزال تعتني بأبيها ،في أواسط شهر تشرين الثاني ،عندما سألته :" ألا تظن أن من الأفضل لك أن تذهب إلى العمل ؟".
- لقد بلغت الجرأة من " لاثام ثافينر"حد إرسال محاسبيه إلى الشركة.
- هذا طبيعي ما دام ينوي استثمار مبلغ كبير في شركتك .
- حسناً ،يمكنهم الحضور لكنهم لن يحصلوا على أي جواب مني فإذا اتصلوا أجيبيهم بأنني مريض .
اتصلت جوسي بداكر بانشيرو ومجدداً في شهر كانون الأول ،قائلة :" ما زلت أريد العمل ،لكنني لا أستطيع ترك أبي وحده في عيدي الميلاد ورأس السنة ".
- أراك في شهر كانون الثاني .
واقفل السماعة باستياء واضح للغاية .
عند ذاك ،وبعد أن خشيت أن تخسر هذه الوظيفة ،أدركت جوسي أنها تريدها حقاً كفرصة لتغيير حياتها .
وتملكها ارتياح بالغ عندما اتصل بها داكر يوم عيد الميلاد مظهراً المودة.
- أردت أن أتمني لك عيد ميلاد مجيد .
أجفلت جوسي وهي تشعر بالدفء في صوته ،وأدركت أنه يفكر في مارك دون شك ،و يعلك أنها تشعر بالأسى لأنها تمضي العيد وحيدة من دونه ن ولكنها لم تكن تريد عطفه فالشعور بالذنب لا يزال يتملكها . . . وهي لا تريد التفكير في ذلك .
فأجابت :" شكراً ،عيد ميلاد سعيد".
ولم يكن لديها شيء تضيفه ،فأقفلت السماعة . . .لكنها تفاجأت حين راحت تتساءل في أي من منزليه سيمضي العيد . . . ومن سيكون معه

شاذن 01-10-10 08:54 AM

.فقد كان وسيماً ،ومفعماً بالحيوية ومحنكاً . . . لكنه لم يذكر أنه سيمضي العيد مع شخص ما .في الماضي ، كان رجل كهذا يخيفها .لكن بيلفيا ولاثام وشقيقته ،اعتادوا أن يدعوها لتناول العشاء نعهم ، وكلما زادت معرفتها بصهرها المحنك المجرب ،كلما خف توترها وازداد ارتياحها لصحبة الرجال الذين يتمتعون بالحنكة مثله ،اتصلت بداكر من جديد في شهر كانون الثاني لتخبره بأنها تجد صعوبة في العثور على مدبرة منزل لأبيها .
- أرجوا أن تنسى وعدك إياي بالوظيفة إذا ما شعرت بأنني أعبث وأضيع وقتك .
ختمت كلامها وهي تدعو الله من كل قلبها ألا يتخلى عنها بسهولة . . .
لأنها ،وبالرغم من التوتر النسبي الذي يتملكها ،وبدأت تشعر بالإثارة لاحتمال ذهابها إلى بيت داكر .
منتديات ليلاس
وأجاب :" أنت تهنين شرفي ، كفرنسي".
فأدركت أنه كان يمازحها .وفي الشهر شباط ساعدتها أختها في إجراء المقابلات مع المجموعة الثانية من المرشحات للوظيفة . ورأتا أن السيدة " فيل"ذات العينين الحازمتين ،وهي المرأة المثالية لوظيفة مدبرة منزل والدهما السيئ الطباع .
قالت بيلفيال بعد أن ودعتها المرأة :" ستقدّم السيدة " فيل" استقالتها لمخدومها الحالي .لهذا اتفقت معها ،على أن تبدأ العمل في أول شهر نيسان"
- سيطلب أبي مقابلتها قبل الموافقة .
فردت بيلفيا :" هذه مشكلة !".
وضحكت ،فبدت متألقة ،وأجمل مما كانت عليه قبل زواجها .
وأضافت :" قلت للسيدة " فيل" بأن معاشها سيحوّل شهرياً إلى حسابها في المصرف وأنا سأرتّب هذا الأمر ، إذ أن ذاك البخيل قد يتحجج بأنه لا يستطيع تحمل هذه الكلفة .والآن هيا ،اتصلي بفرنسا . أما زلت ترغبين في الرحيل يا حبيبتي ؟".
أومأت جوسي .يجب أن تبقى مع سيدة " فيل" لمدة أسبوعين على الأقل قبل أن تتركها بمفردها ، فقررت أن تحدد لداكر موعداً في منتصف نيسان . وسألها داكر :" هل هذا وعد نهائي ؟".
فأجابت ضاحكة : "بكل تأكيد.".
وساد صمت قصير ، وأدركت أن سماع ضحكتها أدهشته كما أدهشتها هي نفسها فقلما كانت تضحك في الآونة الأخيرة ، وأضافت بسرعة :" أنا . . . سأحضر بنفسي . هل سيكون هناك أحد في البيت في عطلة نهاية الأسبوع تلك ؟".
أجاب :" سأحاول جهدي كي أكون هناك .كما سأرسل لك كافة الإرشادات".
وقبل أن تقفل السماعة أضاف :" "نينا" "وسيزار" يتطلعان بشوق إلى رؤيتك" .
- نينا وسيزار ؟
أجاب :" ستكونين مسؤولة عنهما".
- حسناً ألا يزعجك أن أتخذ هذه الوظيفة لمدة ستة أشهر فقط ؟
فرد بهدوء :" لا بأس في ذلك على الإطلاق".
وعندما لم يعد هناك ما يتحدثان عنه ، قال بالفرنسية :" إلى اللقاء".

شاذن 01-10-10 08:56 AM

وفاءً بوعده ، أرسل لها إرشادات مفصّلة عن كيفية الوصول إلى " سومير"ومنها إلى بيته . ومن ثم راحت تحزم أمتعتها .
قررت أن تسافر يوم الجمعة لكي تمضي ليلة في النور ماندي، وتتوجه بالسيارة في الصباح التالي إلى منزل داكر . وربما خوفاً من أن يسيء أبوها معاملتها في لياليها الأخيرة في البيت ، حضر كل من بيلفيا ولاثام لتناول العشاء معها ليلة الخميس .
قالت لها بيلفيا بثقة وهما يغادران البيت :" واثقة أنّ ما من سبب لتقلقي. صحيح أنني لم أتعرّف إلى داكر بانشيرو ، لكن والديه كانا في جنازة مارك ،وبدا لي أنهما طيبان".لم تستطيع جوسي أن تتذكرهما .وهذا طبيعي للغاية ، لأنها كانت في حالة ذهول لم تسمح لها بأن تلاحظ ما يدور حولها .وجلّ ما شغل تفكيرها هو أن مارك مات وأنه ما كان يموت لولا . . .
احتضنتها بيلفيا بقوة وهي تبتسم قائلة :" سأفتقدك".
منتديات ليلاس
كما أحاط لاثام كتفي زوجته بذراعه وابتسم بدوره لشقيقتها قائلاً:" تذكّري يا جوسي ، إذا ما صادفتك أيّ مشكلة، أننا سنكون عندك في غضون ساعات".
فأجابت:" سأتذكر".
وابتسمت إذ لم تكن تتوقع أي مشاكل ،ودعتهما وهي تدرك أن بيلفيا كانت على صواب حين قالت لها إن عدم ثقتها ،وخوفها من المجهول سيزولان مع الأيام .قالت لها هذه الكلمات حين بدأت تتغلب تدريجياً على حزنها لفقدان مارك .لكن لم يخطر في بالها قط أنها ستخطو يوماً مثل هذه الخطوة ، فهي لن تترك بينهما لتعمل وحسب ،بل ستسافر لتعمل في بلد أجنبي غريب.
أرتفع صوت المذياع ،ينبّه سائقي السيارات على متن السفينة التي تعبر الفتاة ،فأخرج جوسي من تأملاتها ومن ذكريات الماضي. لقد بدأ المسافرون بالتحرك. . . إذ وصلوا إلى فرنسا!
لم يسبق لها أن فادت سيارتها من الجهة التي تعتبرها خطأ ،أيّ اليمين. لكن ، بعد ربع ساعة من التركيز البالغ ،اكتشفت أنّ الأمر سهل للغاية.
عثرت جوسي على الفندق الذي حجز لها فيه أحد مساعدي لاثام غرفة. . . توجهت إلى غرفتها مباشرة وقد شعرت بأن عليها أن تتصل بداكر لتعلمه بأنها وصلت إلى بلاده ، ولكن خجلها منعها من ذلك ،كما خشيت أن يعتبرها معتوهة إذا ما اتصلت به الآن لأنها ستراه غداً .وطلبت العشاء إلى غرفتها فتناولته ثم أوت إلى فراشها .
اعتادت جوسي النهوض باكراً وهكذا في الساعة الثامنة من صباح يوم السبت كانت قد انطلقت في طريقها ،نحو حياتها الجديدة . . . لقد أخذت استراحة من بيتها ،ومن أبيها ،وسترى ماذا يختبئ لها القدر .وعندما تعود إلى الوطن ، فستبحث عن مكان آخر لنعيش فيه ،وستفكر في العثور على عمل آخر.
ما زالت الأموال التي تركتها لها أمها وفيرة ،لكنها لن تدوم إلى الأبد . وقد تجد ،لاحقاً عملاً في رعاية الخيول ،فهي تحب ذلك .وقد تتمكن من إحضار " هيثي"لتكون معها ،بل يجب أن تحضر " هيثي" إليها وتهتم بها ،بهذا وعدت نفسها . . . فبدا لها ذلك حلماً رائعاً قابلاً

شاذن 01-10-10 09:00 AM

للتحقيق ويمكنها أن تقول لأي مستخدم جديد بأن عمل لها كان العناية بالخيول في فرنسا ، وستكون صادقة . . .ابتسمت جوسي لأحلامها الطائشة هذه ،فهي لم تبدأ العمل بعد ،داكر لا يملك سوى حصانين لكنهما يعيشان في إسطبل على كل حال .وقررت أن تكون عملية أكثر مما هي عليه الآن .
استمرت في قيادة سيارتها ،شاعرة بمرح لم تشعر به منذ زمن طويل .لكن حين وصلت إلى مدينة " أنجي" الكبيرة ،وتبددت ثقتها بنفسها التي اكتسبتها حديثاً .فمدينة " سومير" وضواحيها ما زالت بعيدة حوالي الساعة. لم يكن لديها أيّ فكرة عن موعد تناول الغذاء في منزل داكر ،لكنها لم تشأ أن تصل في وقت غير مناسب ،وبالرغم من أنها لم تر داكر منذ ستة أشهر ،إلا أنها ما زالت تذكره بوضوح ،فهو طويل القامة ،أسود الشعر، رمادي العينين، أنيق المظهر، في الثلاثينات من العمر .كما يبدو محنكاً وصاحب خبرة . . . وهذا ما جعل الخجل يتملكها من جديد. تركت سيارتها في موقف سيارات في " أنجي" وراحت تتجول في أنحاء المدينة .ثم تشّجعت ودخلت مقهي وطلبت ما ظنت أنه شطيرة لكن ،ونظراً لفرنسيتها الركيكة ،تبيّن لها أنها طلبت نصف رغيف خبز فرنسي محشوّا بكل ما يخطر في البال .
منتديات ليلاس
خجلت من أن تتركه ،ولكنها لم تعرف كيف تأكله .وفجأة ،أخذت تشعر بالغضب من نفسها ،فهذه حياتها الجديدة .وهي الآن إنسانة جديدة .
عندها ، أمسكت بالخبز الفرنسي بكلتا يديها وراحت تلتهمه .
وصلت إلى " سومير" بعد الثانية والنصف . وعند الثالثة والربع ، وتبعاً للإرشادات التي أعطيت لها ، أوقفت سيارتها أمام باب المنزل .ولعل كلمة منزل لا تصف ما رأته .فقد كان المبني أقرب إلى القصر منه إلى المنزل ،مما يدل أن داكر ينحدر من أسرة ثرية .كان المنزل منتصباً وسط الأراضي والمروج ،دون أيّ أثر لبيوت أخرى حوله . . . أسرته عزلته الرابعة ،وراحت تتساءل عما إذا أخطأت في أتباع الإرشادات ،وخرجت من سيارتها حاملة في يدها تلك الإرشادات .وبعد أن نقلت نظرها من الواجهة الأمامية البيضاء ،والنوافذ العديدة الواسعة ،والمبني ذي الطابقين نظرت إلى الطريق المنزل الواسع وإلى الفناء الفسيح والغابة الصغيرة خلفية ،ثم عادت تتصفح الإرشادات .
عند ذلك ،اكتشفت أنها لم تخطئ ،كما لم تعد تحتاج إلى مراجعة الإرشادات إذ سمعت صوتاً يناديها :" جوسي".
فرفعت بصرها ،إذا بالارتياح يتملكها ،وهي تجيب :" داكر".
اعتراها الخجل عندما خرج من المنزل رجل فرنسي طويل القامة ،يرتدي بنطلوناً وقميصاً وكنزة خفيفة نحوها ليستقبلها .
تهذيبها الغريزي تغلب على خجلها ،فمدت يدها الناعمة نحوه .لكنها أدركت أنها في فرنسا ، حقاً عندما تجاهل يدها الممدودة ،ومدّ إليها يديه الاثنتين ،قائلاً:" مرحباً بك في منزلي".
وابتسم وراحت عيناه تنتقلان بين شعرها ووجهها وملابسها التي بدت مشابهة لملابسه ،فقد ارتدت بنطلوناً وقميصاً وكنزة خفيفة.
شعرت جوسي بيديه على ذراعيها وهو يدنيها منه ، فحاولت ألا تجزع وإذا بها تكتشف أن بنيته رياضية ،وصدره عريض ،ثم أحست بلمسة جلده على جلدها عندما قبل وجنتيها .
شعرت بحرارة غريبة في جسدها ،وبحاجة إلى تنشق الهواء ،ورغم علمها بأن هذه هي طريقة الفرنسيين في تحية أقربائهم .
دفعته عنها .ولما رأت التعبير الذي ارتسم على وجهه من جراء تصرفها هذا ،شعرت بالحرج وتمنت لو تنشق الأرض وتبتلعها .لكن وبسبب القرار الذي اتخذته بأن تصبح إيجابية ،استطاعت أن تبتسم .وعندما أبعد يديه عنها ،قالت :" أنا مسرورة لوجودي هنا".
وتمنت أن تكون الوحيدة التي أدركت كم أربكها تقبيله لها على وجنتيها .



***********

نهاية الفصل الأول

شاذن 07-10-10 12:43 PM

مشكووورا على مرورك الحلو. . .
راح اكمل أن شاء الله . . .
مع حبي شاذن.

:flowers2:

شاذن 07-10-10 02:08 PM

2 – ولادة الغضب

- لابد أنك متعبة بعد رحلتك هذه ، سنترك أمتعتك حتى تتناولي بعض المرطبات ،وشيئاً من الطعام . . .
قال ذلك ،وسواء أكانت خجلى أم لا ،فقد فقد اضطرت إلى مقاطعته:" لقد تناولت الغذاء في " أنجي".".
ثم أضافت بسرعة خوفاً من أن تحرجه :" لكنني أود شرب فنجان من الشاي".
وتذكرت أنها في فرنسا ، فتراجعت قائلة :" أو قهوة".
- نحن أيضاً في فرنسا نشرب الشاي.
قال ذلك مازحاً وقد انتبه إلى ما بدا عليها من قلق :" وأنا واثق من أن مدبرة منزلي قد سبق وأن وضعت الإبريق على النار".
رافقته جوسي على الطريق المرصوف بالحصى ،وقد بدأت تشعر بالراحة ،بسبب مزاحه على الأرجح .دخلا إلى ردهة أنيقة ، ثم صعدا سلماً رائعاً انتهي إلى فسحة تشبه الهلال.
سألها بطريقة عفوية :" هل مرت الرحلة دون متاعب ؟".
أجابت بأدب وهي تسير إلى جانبه :" نعم، شكراً".
مرا بأبواب عدة مغلقة إلى أن وصلا إلى الباب مفتوح يفضي إلى غرفة استقبال ولابد أن داكر كان يستريح فيها عندما سمع صوت سيارتها .
وقبل أن يدخلا الغرفة ،برزت سيدة أنيقة في منتصف الخمسينات من عمرها وتمتم داكر وهو ينتظر وصولها إليهما :" إنها مدبرة منزلي".
اعتادت جوسي أن تكون متحفظة مع أولئك الذين تتعرف إليهم للمرة الاولي ، ولكن عندما احمر وجه " أغاثا أودوان"، ورأت جوسي فيها خجلاً يماثل خجلها هي ،شعرت بالحاجة إلى طمأنتها ،فقالت بالفرنسية وهي تمد يدها إليها باسمة :" كيف حالك مدام".
منتديات ليلاس
وكان ردّ مدبرة المنزل ابتسامة ومصافحة وجواب سريع للغاية بحيث لم تفهم منه جوسي حرفاً واحداً نلكن عندما التفتت إلى داكر ،رأته ينظر إليها وكأنها شيء ما فيها قد أسره .وقبل أن يراودها أيّ شعور بالقلق لما عسى أن يكون ذلك الشيء راح يعطي " أغاثا" بعض الإرشادات ،فهمت منها جوسي اسمها هي أيّ مدام بوميير .
أكملت أغاثا طريقها ،بينما أشار داكر إلى جوسي بالدخول إلى غرفة استقبال رائعة ،ذات سقف عالٍ،كانت مؤثثة بشكل فاخر أنيق ،بسجادات سميكة وأثاث فرنسي قديم الطراز ،قال :" لن تتأخر "أغاثا"في إحضار الشاي ".
ودعاها للجلوس على أحد المقاعد الجميلة العالية الظهر .وعندما توجّهت نحو أحدها وجلست عليه ،أدركت أنه طلب من " أغاثا" إحضار بعض مرطبات .كما أدركت أن داكر بانشرو ليس بالرجل الذي يتظاهر بعدم ملاحظة شيء تنبه له ،قال حالما جلس قبالتها :
- بدت عليك الدهشة ،يا جوسي ،عندما أشرت إليك باسم " مدام بوميير"؟
ما إن طرح عليها هذا السؤال ،حتى تمنت لو لم تأت . . لكنها عادت وتداركت الأمور وتمالكت نفسها .ما هذا ؟ أهذه هي طريقة في بدء حياة جديدة ؟ أتهرب عند أول عقبة ؟ أو عند سماع كلمة واحدة تلمس

شاذن 07-10-10 02:11 PM

عصباً حساساً منها ؟ إن داكر لا يعلم شيئاً عن ذنبها ،ولا يعرف أنها لم تشعر يوماً بأنها تزوجت .
- أنا. . .
حاولت أن تجيب لكنها لم تجد الجواب المناسب .
قال معتذراً عندما رأى عجزها عن الكلام .
- سامحيني ربما كنت عديم الإحساس .أعرف أنك لا تضعين خاتم الزواج ،لكن . . .
وسكت ،ثم سألها :" هل السبب أنك تفضلين أن ينادونك باسم الآنسة فيريداي؟".
شعرت بإغراء قوي يدفعها إلى التعلق بهذا السبب ،وأوشكت أن ترد بالإيجاب ، لكنها سكتت فجأة وهي تنظر إليه .أرادت أن تقول له إن هذا هو السبب ،لكن ،لسبب ما ،عندما نظرت إليه ،إلى هاتين العينين ابتلعت بريقها ،إذ ما كان ينبغي أن يؤثر فيها بهذا الشكل .فهو مجرد شاذن نسيب لزوجها ومع ذلك جعلها تشعر بأنها إذا ما أرادت حياة جديدة لنفسها ،فلن تفلح فيها إذا بدأتها بالكذب.عليها أن تكون صادقة وشجاعة إلى أقصى حد . . . وبدا كأن نظرات داكر الثابتة ترفض لها أن تكون خلاف ذلك .
منتديات ليلاس
أجابت وقد أدركت أنه ينتظر جوابها بصبر :
- ليس . . .ليس الأمر كذلك . . . كل ما في . . . الأمر أنني . . . لا أشعر بأنني كنت متزوجة.
فقال معتذراً في الحال :" آه ،مسكينة يا جوسي ! أنا آسف لم أقصد أن أسبب لك أي ألم . لقد دام زواجك أقل من يوم واحد و. . . " شاذن
- أرجوك لا تظهر الشفقة .
ليس لديها الحق في شفقته . أخذت نفسها مرتجفاً وتمتمت :" أنا"
لكنها عادت وسكتت إذ لم يكن لديها فكرة واضحة عما عليها أن نقوله .
وكأن داكر أدرك أن الحديث عن زوجها يؤلمها ،فقال يخفف عنها :
- قدومك إلى هنا يسرّ مارك.
- وافترضت انه يعرف مارك أكثر منها هي ،فقالت تبادله عطفه :" لابد أنك تفتقده".
- - كان فارق العمر بيننا عشر سنوات ،فمن الطبيعي ،إذن أن تكون اهتماماتنا مختلفة ،لكننا ابنا خالة ،ودّمنا واحد ، وكنا قريبين. . .
وسكت فجأة حين سمع صوت العربة في الردهة ،فتمتم يقول :" أظنه الشاي".
ثم وقف ليفتح الباب لأغاثا.
تكلم للحظات مع مدبرة منزله ،ثم عاد بعدها إلى جوسي ليسألها باهتمام :
- هل مفاتيح سيارتك معك ،يا جوسي؟ لأن فرانك ،زوج أغاثا ،يريد أن ينقل حقائبك من السيارة إلى غرفتك.
أرادت جوسي أن تحتجّ إذ بإمكانها أن تفعل ذلك بنفسها .فقد أنزلت حقائبها من غرفتها ووضعتها في سيارتها دون أن تتلقى عوناً من أحد . . . فقد كان أبوها مستاءً منها ،لكن هذا لا يعني أنه كان ليساعدها على أيّ حال . شاذن

شاذن 07-10-10 02:14 PM

كما يبدو أن داكر يستخدم فرانك لهذا النوع من الأعمال .وناولته المفاتيح .وبعد أن وضعت أغاثا ما كان على العربة أمامها ،خرجت .سألت داكر :" هل ستشرب الشاي معي"
- بالتأكيد .
حملت فنجاناً وصحناً هما من أرق ما رأته من الخزف الصيني ،ودعت الله ألا تراق أو تفعل ما هو أسوأ من ذلك ،بأن تسقطه .ثم سكبت الشاي وسألته :" حليب ؟".
فأجاب :" ولماذا لا ؟"
وشعرت بالامتنان نحو هذا الرجل الذي يشرب الشاي مع الحليب، وباذلاً بذلك جهده كي تشعر بأنها في بيتها ،ومن العجيب أنها سكبت الشاي وقدّمته دون أي حادث .
قال وهو يقدم إليها صحناً من " الكيك"المثير للشهية :" يمكنني أن أشهد على طعم الحلوى التي تحضّها مدبرة منزلي ".
فرفضت قائلة :" مازلت أشعر بالتخمة".
وتذكرت الوليمة التي تناولتها في المقهى في "أنجي" وفكرت في أنها لن تشعر بالجوع حتى يحين موعد العشاء.
نظرت من أحد النوافذ المستطيلة التي تطل على موقف السيارات والغابة .وتمتمت وقد بدأ الهدوء والسلام اللذين يعمّان المكان يتسللان إلى نفسها :" هذا المكان مثالي".
منتديات ليلاس
- أتضنينه هادئاً أكثر مما ينبغي بالنسبة لك ؟
التفتت إليه ،ولاحظت أنه جاد ،فأجابت بهدوء:" أبداً وأتعجّب كيف يمكنك أن تترك هذا المكان".
- لباريس جاذبيتها أيضاً .
وفجأة ،راحت تتساءل عما إذا كان لديه صديقة دائمة في باريس .
خطرت لها فكرة :" هل أنت متزوج؟".
وعلى فور أحمر وجهها فأضافت :" آسفة لتدخلي في أمورك الخاصة".
أجابها على الفور وقد لاحظ ارتباكها وخجلها :" جوسي ،عزيزتي ، إنك فرد من أسرتي وأود أن نتعارف أكثر ما تشائين".
حدقت فيه بعينين بريئتين ،لقد خلّصها من شعورها بالارتباك، فشعرت بالامنتنان نحوه .كما كان من الرقة ،بحيث قال إن عليهما أن يتعارفا بشكل أفضل لأنها فرد من الأسرة ،لكنها لطالما كرهت الصداقات ولم تتمكن يوماً من تحديد شعورها نحو أي شخص يريد أن يتعرف إليها بشكل أفضل .
أخذت جوسي تتأمله بجد ،دون أن تبتسم .ثم راحت تفكر في مارك ،وكيف كان أفضل أصدقائها ،هذا إذا ما استطاعت أن تمحو من ذاكرتها آخر أربع وعشرين ساعة أمضياها .شعرت بأنه لو كان على قد الحياة لحثها على إقامة علاقة صداقة مع ابن خالته ، وعلى التعرّف إليه بشكل أفضل .وهكذا ابتسمت لداكر ابتسامة نادرة وسألته ممازحة ،وبشيء من الذهول إذ أدركت فجأة أن في داخلها طفلاً صغيراً يحب اللهو :"و . . . هل أنت متزوج . . . يا مسيو ؟".
بدا على الرجل الفرنسي شيء من الدهشة.ثم ابتسم فجأة ابتسامته الدافئة ،تلك التي رأتها مرة في إنكلترا من قبل ،وأجاب قائلاً :" لست متزوجاً ،كما لا تربطني أيّ علاقة بأيّ امرأة حالياً".

شاذن 07-10-10 02:16 PM

فتمتمت جوسي:" آه".
أدركت أن داكر حصل على أفضل ما في العالمين ولا شك في أنه يقوم بعمل شاق ،لكن عندما ينتهي عمله يومي ، يستمتع بحياة باريس الليلية. وسواء ،كان على علاقة جادة بامرأة أم لا ،فهو حتماً ، لا يرتاح ويستمتع بوقته وحيداً .وفي عطلة الأسبوعية ،هل هناك أجمل من أن يترك مباهج العاصمة الصاخبة ويأتي إلى بيته هنا ،إلى منزله الهادئ الرائع الجمال ؟
انتهت من شرب الشاي ،ورفعت بصرها فرأته يتفرس فيها .حولّت نظراتها بسرعة ،إلى فنجانه الموضوع على منضدة .لقد فرغ من شرب الشاي هو أيضاً ونهض واقفاً ليقول ببساطة :"أتريدين رؤية غرفتك؟".
خرجت برفقته من غرفة الاستقبال وصعدا السلم المغطى بالسجاد السميك .وصلا إلى الطابق العلوي حيث رأت عدداً مماثلاً من الغرف إلى اليمين واليسار .
قال لها :" أعتقد أنك ستكونين مرتاحة في هذه الغرفة".
فتح أحد الأبواب ثم تنحّى جانباً ليدعها تدخل.
وعند ذلك ،أدركت جوسي أنهم سيعاملونها هنا كفرد من الأسرة وليس كموظفة .فالغرفة التي خصصت لها لم تكن كتلك الغرف التي تعطى للعاملات في الإسطبلات ،فقد خطف جمال الغرف أنفاسها .
منتديات ليلاس
كان الأثاث من الطراز الفرنسي القديم .أما السرير فبأربعة أعمدة تتدلى منها ستائر مخملية باللونين البني والتبني ،قد وضعت عليه وسائد رائعة .فاستدارت على السجادة التبنية اللون التي يصل صوفها حتى الكاحل ،وقالت بصوت خافت :" هذا رائع ! غرفة بديعة".
حدّق داكر في وجهها المذهول لعدة لحظات ،ثم قال بهدوء بالغ :" أمنيتي أن تشعري بالسعادة هنا".
وعندما انشغل بالتأكد من وصول أمتعتها ،كان التأثر يتملك جوسي لكلماته الرقيقة تلك فتمتمت:" شكراً".
وأدركت أن هذا الرجل حساس أكثر مما كانت تظن ،وأنه يرى أنها تحتاج لبعض الوقت كي تستعيد سعادتها ،بعد شهور الحزن التي تلت موت مارك.
- سأتركك الآن لترتاحي .العشاء في تمام السعاة الثامنة ،إنما إنزلي إلى الصالون حين تشائين.
شكرته مجدداً لكن ،وبعد ذهابه ،قررت ألا تراه قبل موعد العشاء .ولكن عندما ألقت نظرة على ساعتها دهشت حين وجدتها تقارب الرابعة والنصف. . .ولم تشأ أن تحجز حرية داكر أكثر من ذلك .
شغل تفكيرها معظم الوقت وهي تفتح باباً يؤدي إلى الحمام الخاص طغى على الحمام اللونان التبني والبني ،كما وضعت مناشف تبنية اللون مطرزة باللون البني.
عادت إلى غرفتها لتكتشف أنها تطل على منظر بديع .وأدركت ،بشيء من الضيق ، أنّ داكر يكرمها بهذا الشكل ،لأنها أرملة ابن خالته . من الواضح أن الروابط العائلية أهمية كبيرة عنده فمن أجل ذكرى ابن خالته العزيز .لم يبخل بشيء على أرملته. وانتقلت جوسي من نافذة

شاذن 07-10-10 02:19 PM

إلى أخرى وقد تملكها القلق . هذا ليبس أنصافاً ، فهي لم تكن زوجة لمارك ،ولا تستحق كل هذا الكرم؟
شعرت بالاضطراب ،وبحاجة إلى ما يشغلها ففتحت أحدى حقيبتيها وأخذت تفرغها .
انتهت أخيراً من إفراغ الحقيبتين ،ورتبت ما أحضرته معها في المكان المناسب .كانت تشعر أنها تخلصت من اضطرابها وصممت ،في الصباح ،على أن تتصرف بإيجابية،فقد وجدت أن داكر يحتاج إليها فهو شاذن بحاجة إلى شخص يعتمد عليه ويثق به . . .شخص لا تنفره عزلة المكان .وبفطنته وحساسيته البالغة ،رأى فيها الكفاءة اللازمة لتقوم بهذا العمل .
وفجأة ،أخذت تشعر بتحسن بالغ لكن الخجل منعها من أن تفكر في مغادرة غرفتها قبل الثامنة إلا عشر دقائق وتذكرت أنه تركها لترتاح . . .ولم تكن تشعر بحاجة إلى ذلك ،لكن . . . نظرت إلى الهاتف في غرفتها وفكّرت في الاتصال بأختها لتخبرها بوصولها بالسلامة ،لكنها قاومت هذه الرغبة فبيلفيا تنعم بحياة مختلفة الآن ،وبالرغم من مشاعر المحبة التي تجمعهما ، صممت جوسي على أن تدع أختها تستمتع بسنة زواجها الأولي من دون أن تفكر فيها أو تقلق عليها .
منتديات ليلاس
وهكذا وبعد أن عدلت عن هذا الأمر ، عادت بتفكيرها إلى استقبال داكر . . . وقوله لها :" لابد أنك متعبة بعد رحلتك هذه ".
ومن تكون هي حتى تناقشه ؟ وارتسمت على وجهها ابتسامة ،وهي تخلع حذائها وتصعد إلى السرير بعد أن طوت غطاءه المطرز. ما ظنت أنها ناعسة ،لكن الفراش كان مريحاً للغاية وآخر ما فكرت فيه قبل أن تنام هو أن مدينة مثل " سومير" بقصرها الأثري البديع على ضفاف اللوار ، أطول نهر في فرنسا ،لا تبعد أكثر من نصف ساعة في السيارة عن منزل داكر.
استيقظت جوسي مجفلة لتجد أن الساعة قاربت السابعة ألا ربعاً. رباه. . .وهي التي لا تنام كثيراً في العادة ! تثاءبت ،وهي تفكر في أن السبب يعود إلى جوّ هذا المكان الممتع .ثم تذكرت أن موعد العشاء في الثامنة .ومع أنها قد أكلت وقت الغذاء ما يكفيها طوال النهار ،بدأت تشعر بالجوع .ولا بد أن ذلك يعود إلى الجوّ السحري أيضاً.شاذن
كانت في الحمام عندما راحت تفكر في ما تلبس .ما هذا ؟ لا بد أنه ذلك السحر مجدداً ،فهي عادة لا تطيل التفكير في ما تلبسه.
وفي الثامنة إلا عشر دقائق ،كان شعرها الأشقر الطويل مسّرحاً ،وزينة وجهها كاملة ،وقد ارتدت ثوباً صوفياً ناعماً بلون المشمش ،واستعدّت للنزول إلى غرفة الطعام ،ولسوء الحظ ،وبالرغم من أنها شعرت بالجوع عند السابعة والنصف ،إلا أنها لم تعد جائعة الآن ،بل هي الآن تفضل البقاء دون طعام حتى الفطور في صباح اليوم التالي. وفي الثامنة إلا خمس دقائق ندفعها الأدب والسلوك الحسن الذي يعتبر عد المحافظة على مواعيد غلطة شنيعة ، إلى مغادرة الغرفة .
شعورها بالحاجة إلى التمسك بحاجز السلم عند نزولها ،وإلى التشبث به ،أصدر صوتاً خافتاً نبّه داكر ،فتزامن خروجه من الباب غرفة الاستقبال مع وصولها إلى أسفل السلم . لفتتها النظرات التي رمقها بها وهو يتقدم نحوها ،فأرغمت نفسها على إكمال طريقها . شاذن
قال مسروراً:" الراحة أفادتك".

شاذن 07-10-10 02:22 PM

فأجابت بشكل آلي:" استلقيت ولم أشأ أن أنام . . .لكن النوم غلبني. أعني. . . ولكن. . .".
سكتت وقد تملكها شعور مريع . ها هو يقف أمامها رصيناً محنكاً بينما هي تثرثر . . . وشعرت بسخافتها . . .وبرغبة في الرحيل إلى بيتها .فصمتت. أمسك بمرفقها يقودها إلى غرفة الطعام وهو يقترح :" هل تحبين المقبلات قبل العشاء".
فرفضت على الفور:" آه ،لا ،شكراً".
كانت فكرة الجلوس أو الوقوف في غرفة الاستقبال وتبادل الأحاديث المختلفة معه نوهي ترشف العصير ،أصعب من أن تحتملها.
سألها وهو يتوقف عند باب غرفة الاستقبال:"ألا تشربين شيئاً قبل العشاء ؟"رفعت جوسي بصرها إلى العينين الهادئتين الرماديتين وشعرت ،فجأة ، بأن الكلمات تعوزها ،ثم تملكتها الارتياح عندما تذكرت ما فكرت فيه ، منذ قليل، وموضوع الدقة في المواعيد ،فقالت :" ليست هذه هي المسألة. . . حسناً،لا أريد أن أكون فظة ،ولكنني لا أريد أيضاً أن أثقل على مدبرة المنزل فلا أحفظ الموعد ".
ونظرت إلى ساعتها مضيفة:" أصبحت الثامنة".
بقى جامداً في مكانه للحظات،واكتفي بالنظر إليها ثم بدت في عينيه نظرة دافئة ،وتمتم يقول:" أنت جميلة للغاية".
منتديات ليلاس
وعندما أحنى رأسه قليلاً تملكها شعور غريب بأنه على وشك أن يطبع قبلة على خدّها ،فتراجعت بسرعة ،ولكن، وقبل أن تصاب بالذعر ،ولكي يظهر مدى خطئها ،قال يوافقها الرأي ببساطة :" نعم علينا ألاّ ندع أغاثا تنتظر"
سارا معاً حتى آخر الردهة . وراحت تفكر في مدي حيرته إذ أدرك أنها أساءت فهم ما هو مجرد انحناءة صغيرة ،فغايته من تلك الانحناءة كانت الموافقة على ما قالته عن جهود مدبرة منزله . بدا أثاث غرفة الطعام رائعاً كأثاث غرف المنزل الأخرى وكانت المائدة طويلة جداً ،لكن طرفاً واحداً منها كان معدّاً . ساعدها داكر على جلوس ،ثم جلس في مكانه وراحت مدبرة المنزل تحضر الطعام الذي استهلته بطبق لذيذ من الفطر المطبوخ مع توابل المختلفة .
- هذا شهي جداً.شاذن
لم تستطع جوسي منع نفسها من التعلق وقد استعادت شهيتها فجأة .
- إننا نزرع الكثير من الفطر في هذه المنطقة .لكن أظن أن أغاثا أعدّت هذا الطبق بالذات من أجلك ،وترحيباً بك .
- آه ، ما ألطفها !
وأحست يتأثر عميق لرقة تلك المرأة . . .وعندما عادت مدبرة المنزل الخجول لتأخذ الأطباق الفارغة ولتحضر الطبق الثاني ،استجمعت جوسي شجاعتها واندفعت تقول بالفرنسية :" شكراً يا سيدتي على لطفك البالغ".
وشعرت بأن شكرها هذا غير وافٍ مقارنة مع ما قدمته لها .ورأت مدبرة المنزل تتمتم بشيء لم تفهمه وقد بدا عليها السرور البالغ.
وعندما خرجت المرأة ، قال داكر:" طلبت منك أغاثا أن تناديها باسمها".
- سأفعل.شاذن

شاذن 07-10-10 02:25 PM

أجابته جوسي بذلك وهي تفكر في السبب الذي يجعلها تشعر بمثل هذا الاسترخاء .لقد شعرت بالارتياح مع داكر أكثر مما كانت تتوقعه . . . ولعل ارتياحها عائد إلى أنه يحدّثها عن مركز الفروسية الوطني في فرنسا . . . فكل ما يتعلق بالخيل يجعلها تنسى نفسها.
ولكن مهما كان السبب الذي يدعوها للارتياح ،سواء أكان داكر أم الموضوع ،فعندما انتهى من كلامه وجدت نفسها تسأله :" هل ستكون سيارتي على ما يرام حيث تركتها ؟".
- لقد وضعتها في الكاراج .سأطوف بك في الأنحاء غداً صباحاً .
قالت باسمة وهي تتطلع إلى ذلك ولاسيما إلى زيارة الإسطبل:" شكراً".
سألها:" هل تقودين سيارة منذ وقت طويل ؟".
- منذ بلغت الواحدة والعشرين من عمري. آسفة ،فهذا ليس جواباً على سؤالك. منذ سنتين، بيلفيا ،أختي التوأم ،علّمتني القيادة.
- لا أظنكما توأمين متطابقتين ،وإلا لذكر أحد أفراد أسرتي الأمر.
فغامت عيناها .لا بد أن أسرته رأتهما ،هي وأختها التوأم ،في جنازة مارك .قالت وهي ترغم نفسها على تجاوز شعورها بالحزن.
- لا ،لسنا متطابقتين،مع أنه يوجد شبه بيننا ولكن بيلفيا شقراء رائعة الجمال.
التفت داكر إليها بشيء من الدهشة وهتف قائلاً :" وأنت تعتقدين أنك لست رائعة الجمال ،أيضاً ؟".
منتديات ليلاس
أخذت تحدق فيه مدهوشة.هل ابن خالة مارك يجدها رائعة الجمال ؟ ثم قررت أن تغير الموضوع.
- تزوجت بيلفيا في بداية شهر الأول و. . .
- ألم تعد تعيش في بيتكم ؟
فهزت جوسي رأسها ،وأجابت :" لا .وأنا مسرورة جداً لأجلها فهي لم تتردد في القدوم إلى فرنسا عندما احتجت إليها عندما. . . عندما مات مارك".
- حدّثني والداه عن الصدمة البالغة التي تملكتك .
لم تشأ الحديث عن هذا الموضوع أيضاً .لكنها سألته حين خطر لها خاطر مفاجئ :" هل سيزورك السيد والسيدة بوميير هنا؟".
فأجاب :" هذا غير محتمل .هل سيقلقك هذا إذا ما حصل ؟".
فكرت في ذلك عدة لحظات ،وردت :" لعل رؤيتي ستذكرهما بابنهما".
فقال بهدوء:" إن لديهما ذكريات سعيدة عنه ،يا جوسي ،لديهما أسعد الذكريات لأنك أتممت حياته بالزواج. . . ".
- إياك !
لم تستطع تقبل هذا .آه ،رباه . . .إنها ستبكي.
- آه عزيزتي ! سامحيني.
ومدّ يده عبر المائدة ليمسك يدها بحزم .وعندما فعل ،بدا كأن قوته تتسرب من يده إلى يدها ،فشعرت بأنها قادرة ـوبشكل ما ،على أن تهزم خوفها من الانهيار.
- لا بأس . . . أنا آسفة .أنا . . .
وجذبت يدها من يده .فتمتم مضيفها بعطف:" لقد مرت سنة تقريباً فظننت أن الحديث عن ذلك قد يساعدك".

شاذن 07-10-10 02:27 PM

لم تستطع يوماً أن تتحدث عن هذا الأمر ،ولكن لعل داكر الذي كان شغوفاً بمارك هو أيضاً ،بحاجة إلى الحديث عنه وعدم نسيانه .
فقالت :" أحياناً ،لا بأس في الحديث عنه . . .وأحياناً أخرى . . . ".
وسكتت ،ولكنها لم تدهش حين غيّر الموضوع.
- ثمة تقصير بالغ مني. لكنني أدركت للتو أننا لم نحدد راتبك. سوف. . .
فهتفت :" آه ! لا أريد أجراً .لديك حصانان فقط . . .وهذا ليس عملاً".
نظر إليها حائراً ثم قال بقوة ،وبلهجة متسلطة :" ولكن لا بد أن أدفع لك أجراً".
بالرغم من خجلها الشديد ،كانت جوسي تظهر شجاعة وحزماً في بعض الأحيان ،وعلى فترات متباعدة ودون توقع .
دفعت كرسيها إلى الخلف ونهضت واقفة ،ثم قالت تذكّره:" أنا من أفراد الأسرة !".
وسمعت في قرارة نفسها صوتاً لا تعلم مصدره، يعترض بشدة على لهجة داكر بانشيرو التسلطيه .
راح داكر يحدق فيها مدهوشاً ثم نهض هو الآخر .بعد لحظات غادرت جوسي الغرفة .
صعدت إلى غرفتها مباشرة . وعندما أصبحت في أمان ملجئها ، استلقت على فراشها وأخذت تتساءل عما إذا كانت هي من تصرف بذلك الشكل ؟وهي نفسها تلك الفتاة الخجول الجبانة ؟ وعما إذا كان هناك سحر حقيقي في هذا المكان؟ إذ لم تصدق هي أيضاً ما حدث .
منتديات ليلاس
لم تتوقع أن تنام جيداً ،لكنها ،ويا للدهشة ! فعلت .واستيقظت مع بزوغ الفجر وهي تشعر بالخزي لأنها تمنت ،بالأمس ،أن تعود إلى بيتها. يجب أن تكون إيجابية . . .هذا هو قرارها من الآن فصاعداً .سيرحل داكر غداً ،ولعله سيذهب اليوم . . . عندها ،يمكنها أن تستقر هنا وتستمتع بحياتها .وعند هذه الفكرة دخلت إلى الحمام واغتسلت ثم ارتدت بنطلوناً خاصاً بركوب الخيل وقميصاً وكنزة . . .في نور هذا الصباح الربيعي الجميل ،لم تكد تصدق أنها ،ليلة أمس ،ردت على داكر بعنف وغطرسة بأنها من الأسرة ولهذا لا تتوقع ولا تريد أجراً على عملها .
تركت غرفتها بهدوء ، ثم نزلت السلم وتوجهت إلى الباب الخارجي . فتحته وأخذت تتنفس هواء الربيع النقي ،فشعرت بالانتعاش . وتعالى وقع قدميها على الحصى وهي تسير في الساحة أمام المبنى وإلى جانب المنزل الكبير بكل هدوء.
رأت مبان ملحقة بالمنزل ولكنها لم تعثر على الإسطبلات فأين . . .؟
- هل تستعدين لركوب الخيل ؟
فاستدارت هاتفة :" آه ، مرحباً".
لماذا لم تسمعه قادماً من خلفها وهي التي تعمّدت أن تستدير بهدوء تام على الحصى ؟ أخيراً أدركت السبب ،وهو أنه جاء من طريق خلفي.
- لم أعثر على الإسطبل.
قالت هذا مسرورة وقد لاحظت من لهجته الممازحة أنه لم يستأ من تصرفها وتركها المفاجئ له أثناء عشاء أمس.
- هذا لأنه يبعد ربع ميل .

شاذن 07-10-10 02:30 PM

وابتسم فخفق قلبها بشكل غريب.
سألته وهي تشير إلى مبنى بطابق واحد :" هل سيارتي في هذا المرآب ؟".
- أتريدين الذهاب إلى الإسطبل بالسيارة ؟
- لا. فأنا سأذهب سيراً على الأقدام إذا ما أرشدتني إلى الطريق .كل ما في الأمر أنني ظننتها هنا لأنك أخبرتني أنها في المرآب.
- تعالي ،سأريك إياها .
ثم اصطحبها إلى المبني وفتح أحد الأبواب فسرت لرؤية سيارتها ،لكن هذا لا يعني أنها تريد استعمالها كثيراً ،قالت :" شكراً ،إذا سمحت ،دلني أين . . . " .
- سآتي معك .
- لكن الوقت مبكر وأنت لم تتناول فطورك.
فأجابها ممازحاً :" ولا أنت".
وتابع يقول :" أي قريب سأكون إن تركتك تذهبين وحدك في أول صباح لك هنا ؟".
تساءلت بصوت عالٍ:" هل علّي أن أعتذر لسوء أدبي الليلة الماضية ؟".
- لا أظنّ ذلك .
منتديات ليلاس
رده جعلها تدرك أنها فكّرت بصوت عال.
قال وهو يقودها من المبنى إلى ممر جديد واسع مرصوف بالحصى :" هل كان علّي أن أكتب إلى أبيك ؟".
وهذه المرة كان هو يتساءل بصوت مرتفع .
فهتفت بصراحة :" لا !".
الرسالة الوحيدة التي تلقتها من داكر كانت معنونة إلى "السيدة م. بوميير"وهو اسم زوجها .ولحسن الحظ ،لم يكن أبوها موجوداً حين وصلت وإلا لكتب على الغلاف " غير معروف"أو لأعادها إلى مرسلها .
سألها دون أن يتظاهر بعدم الملاحظة :" يبدو عليك الفزع".
- أبي لم يعلم . . . ماذا كنت تريد أن تكتب له ؟
- مجرد رسالة مجاملة لا أكثر ،بمناسبة انتقالك من بيته إلى بيتي. ربما لأطمئنه إلى أنني سأبذل جهدي لأعتني جيداً بأرملة ابن خالتي.
- لا !
هتفت بذلك مجدداً وبعنف أكبر ،فسكت إزاء لهجتها هذه ،وسكتت هي أيضاً .لكن ،عندما نظرت إليه ،لاحظت من نظرته الهادئة المصممة أن كلمة لا لم تكن كافية .بل كان يريد المزيد .
ثم سألها بهدوء فيما الهدوء بعيد كل بعد :" هل أنت خائفة من شيء ما ؟".
- لا لست خائفة .
أنكرت إذ ليس عليها أن تخبره بما لم تشأ أن يعرفه .
- ما الأمر إذن ؟
تباً له ، إنه يثير غضبها مرة أخرى ، فردّت حانقة :" لقد أخبرتك أنني في الثالثة والعشرين من عمري .وفي هذا العمر من غير الطبيعي أن تكتب لأبي لتطمئنه عني ".

شاذن 07-10-10 02:32 PM

- ألا تضنين أنه سيقلق عليك ؟
لكن هذا الأمر لم يخطر على بال جوسي .فما دامت مدبرة المنزل تطبخ وتغسل ،وتنظف ،فلن يمنحها سوى فكرة عابرة .
وعندما لم تجبه ،قال مصراً :" هل اتصلت به لخبريه أنك وصلت سالمة ؟".
فقالت باختصار :" سأكتب إليه ".
وشعرت بالكراهية نحو بانشيرو حين نظر في عينيها مباشرة وأجاب :" وأنا سأكتب إليه من باب المجاملة".
فقالت غاضبة :" لا ، يجب ألا تفعل هذا !" .
- أخبريني إذن عن السبب .
تباً له ،تباً له .
- لأن . . . لأن . . . جلّ ما يعرفه هو أني جئت إلى فرنسا لأعمل مع الخيول ،وهو لا يعلم عنك شيئاً .
ختمت حديثها وقد توهجت وجنتيها غضباً .
- ألم تحبريه بأنك ستعيشين مع أسرة زوجك ؟ وأن الرجل الذي . . .
- لا ، لم أخبره .
- لماذا ؟
تململت ،وتألمت وشعرت بالحقد نحو داكر.
- لأن . . .
شعرت بأنه لن يدع هذا الموضوع يمّر مرور الكرام ،فأضافت :" لأن أبي لا يعلم أن لديّ أسرة أخرى . . . وأنه كان لدي زوج . . . أنني كنت متزو. . .".
وسكتت .وبدا ذهول داكر واضحاً حين سألها غير مصدق :" ألا يعلم أبوك أنك كنت متزوجة ؟".
منتديات ليلاس
- ولا أريد منك أن تخبره .
وكان عليها أن تحتمل تفرّسه فيها وتفحصه فيها للحظة طويلة .
وأخيراً قال ببطء:" آه ، يا جوسي الحلوة ! من كان يظن أنّ فيك مثل هذا العمق ،مثل هذا الغضب".
وسكت فجأة ،ثم راح يتأمل عينيها البنيتين الملتهبتين ،قبل أن يختار كلماته التالية بحذر :" ومثل هذا الخداع".
أثرّت كلمته الأخيرة فيها . . . وكما أدركت فيما بعد ،كان هذا هدفه .
لكنها الآن ،قد تفجر غضبها ،وعجزت عن الوقوف جامدة أمام هذا الاتهام ،فاندفعت تقول :" أخفِ الخبر عنه من أجلي . . . بل من أجل مارك !".
- هل طلب منك ابن خالتي ألاّ تخبري أباك ؟ أنا أعلم أن مارك لم يكن يحب الاختلاط بالناس ،لكنه حتماً . . .
- لم يكن هذا قرار مارك.
- قرارك أنت ؟
فنظرت إليه والدم يغلي في عروقها بهدوء ،ولكن بما أنها لن تستطيع أن تحزم أمتعتها في هذه اللحظة بالذات ،وترحل إلى بيتها ،رأت أن ما من حلّ أمامها سوى إخباره ،فقد شعرت بعد قدومها إلى هنا وقضائها ليلة تحت سقفه ،بأنها لا تريد الرحيل .قالت بتوتر :" لن يعجبك الأمر".
- أنا سأكون الحكم .

شاذن 07-10-10 02:34 PM

- حسناً ،ما دمت مصراً على ذلك . . . ما كان أبي ليرضى بزواجي من سائس خيل .
- هل أبوك متكبر ؟
فأومأت بالإيجاب . لقد حاولت من قبل التستر على أبيها ،لكن بعد حيلته الأخيرة ،لم تعد تشعر بالوفاء نحوه .
- نعم ،مع الأسف .
وعندما تبدد غضبها ، أضافت :" اتضح لي ذلك عندما اقترحت أن أحضر مارك إلى البيت لأقدمه إلى الأسرة".
سكتت وهي تتذكر ،ثم أخذت نفساً مرتجفاً ،وتابعت تقول :" مارك وأبي لم يتعارفا قط . وعندما تزوجنا لم يمثل أسرتي سوى أختي".
- أعتقد أنه كان لديكما شقة فوق الإسطبلات تعودان إليها بعد شهر العسل ؟
- نعم ،لقد قصدت بيلفيا الشقة وجهّزتها لعودتنا ،وقد طلبت منها أن تخفي أمر زفافنا عن أبي عديم الإحساس .
- هل هذا هو السبب الحقيقي لعدم رغبتك في وضع خاتم الزواج ؟
كان هذا جزءاً من السبب . . .جزءاً ضئيلاً منه لكنها لا تريد أن تخبره بذلك ،فهي لا تستطيع أن تطلعه أو تطلع أي شخص آخر على مشاعرها . . .فيما أنها لم تصبح قط زوجة ،فليس لديها الحق في لبس الخاتم .
فقالت :" الحقيقة كما أخبرتك".
ثم سارت في طريقها ،ولكنها أدركت ،حين وضع يده على ذراعها ،أنه لم ينته من الحديث بعد وأزعجها ذلك .
لكنه تابع يسألها بهدوء :" أتعلمين أنه كان بإمكان مارك أن يشتري الإسطبلات كلها لو أراد ".
وأجابت بحدة:" لم أتزوجه من أجل أمواله ،إذا كان هذا ما تعنيه".
وتملكها الارتياح حين سمعته يهتف بالفرنسية ،وبحدة ،ما يعني أنها أساءت فهمه .ثم قال بالإنكليزية :" ألا أعرف هذا ؟ وألم تدرك أسرته هذا أيضاً حين رفضتِ كل ما عرضوه عليك من المساعدات المالية ؟".
ردت بعناد :" لدي أموالي الخاصة".
كان هذا جوابها ليس لوالديه وحسب ،بل لمحامي مارك أيضاً الذي كتب إليها ليعلمها بأنها ورثت مزرعته .
وتابعت :" إنها ليست ثروة كبيرة مقارنة مع وضع أسرتكم لكن أمي تركت لي ما يكفي لأعيش مستقلة". . .
نظر إليها داكر طويلاً ،ثم قال بخشونة :" أتظنين أنك بذلك تنصفين مارك ؟".
- كيف تجرؤ ؟
صرخت سؤالها بغضب ، ثم نفضت يده عن ذراعها واندفعت مبتعدة عنه دون أن تكترث بما إذا كانت تسير في الاتجاه الخطأ ،وازداد غضبها . كيف يجرؤ ؟ إنه لا يعلم شيئاً على الإطلاق عن هذا الأمر ! ستتركه وتعود إلى بيتها .اللعنة ،لا . . .لن تذهب بل ستبقي في هذا المكان حتى وإن كان في ذلك مقتلها ،فهذه حياتها الجديدة ،وهي لن تهرب منها لأن أبن خالة مارك كان فظاً في كلامه .

شاذن 07-10-10 02:37 PM

سيرحل إلى باريس اليوم ،على أيّ حال ،أو في الغد على أبعد تقدير . وستحاول في الوقت نفسه ،أن تتجنبه ،وإذا ما حالفها الحظ ،فقد يغيب شهراً .
عادت جوسي إلى الواقع تدريجياً ،وقد أخافها قليلا خروجها عن الخجل والصمت ،وإظهار مثل هذا الغضب.فجأة ،تنبهت إلى داكر يسير إلى جانبها بصمت مستغرقاً في أفكاره .هل شعورها بالذنب للدور الذي لعبته في عدم إتمام ذلك الزواج ،هو الذي جعلها تغضب وتصرخ في وجهه ؟
كانت لا تزال تشعر بالغضب نحو الرجل الذي يسير إلى جانبها ،حين سألها بنعومة :" هل أنت خجولة على الدوام ؟".
منتديات ليلاس
وإذ بأغرب المشاعر تتحرك في أعماق نفسها .تذكرت غضبها، وعنفها ،وكل تصرفاتها ما عدا الخجل . . . وبالرغم من أنها ما تزال تشعر بالغيظ منه ،تملكتها رغبة في الضحك .
لكنها لم تفعل بالطبع بالرغم من افترار شفتيها عن شبه ابتسامة وسعلت لتريه بأنه لا يملك القدرة على تحريك روح الفكاهة فيها .
وأجابته بلهجة التهديد :" يوماً ما سأتخلص من ذلك".
لكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من إلقاء نظرة سريعة عليه فتملكها الحيرة وهي ترى طيف ابتسامة على شفتيه .
وبعد دقائق ،برز أمامها مرج مسيّج حديثاً .وما لبثا أن وصلا إلى الإسطبلات ،فعرفّها على حصانين حسني السلوك للغاية .
خفق قلب جوسي وهي تفكر في " هيثي" لكن " هيثي" لديها من يرعاها جيداً ،وهي لن تبقى هنا سوى ستة أشهر . . . أثناء ذلك ، وإذا ما سارت الأمور بينها وبين داكر على ما يرام ،فستصبح مستعدة للبحث عن عمل في انكلترا حيث يمكنها أن تحتفظ " بهيثي" معها .
تملكها شعور بالرضا وهي تربت على نينا ثم على سيزار.
- سنجهز الفرسين للركوب ،ثم أجول بك في الأنحاء.
قالت وهي تفكر في تمرين نينا أولاً ثم العودة إلى سيزار:" يمكنني التجوّل بمفردي"
فقال بغيظها مازحاً :" هل عدت إلى الخجل مني مرة أخرى ؟".
- أين غرفة السروج ؟
استغرقت نزهتهما حوالي الساعتين ،وتحدثا قليلاً . شعرت جوسي ، وهي على ظهر الحصان ،وكأنها في وطنها .وعندما أخذا يسيران في الحقول والغابات ،أدركت أنه كان من المنطقي بالنسبة إلى داكر ، أن يرافقها أول مرة . لكن وجهها كان يتألق سروراً عندما عادا إلى الإسطبلات .وقبل أن تنزل ،ترجّل عن جواده وتقدم نحوها ينظر إلى وجهها . . .بدا الرضا عليه ،و لكنها لم تتمكن من تحديد شعورها حين رفع ذراعيه نحوها كي يساعدها على الترجّل.
أرادت أن تقول له أنها لا تحتاج إلى عونه ،لكنها ترددت خاصة بعد الطريقة التي فقدت فيها أعصابها معه ،إذا أظهرت سوء بالغ ،وكأن تعليقاته تشعرها بالاستياء .
رفعت ساقاً فوق السرج ،ومالت نحوه ،لتمسك بذراعيه .وفي تلك اللحظة ،استدارت نينا جانباً ،فسقطت جوسي إلى الأمام ،لكن داكر تلقاها .اختل توازنه قليلاً ،لكن ذراعيه طوقتاها بسرعة وهو يستعيد

شاذن 07-10-10 02:40 PM

رفعت ساقاً فوق السرج ،ومالت نحوه ،لتمسك بذراعيه .وفي تلك اللحظة ،استدارت نينا جانباً ،فسقطت جوسي إلى الأمام ،لكن داكر تلقاها .اختل توازنه قليلاً ،لكن ذراعيه طوقتاها بسرعة وهو يستعيد توازنه .واضطرت جوسي إلى أن تستند إليه بقوة لتستعيد توازنها هي أيضاً،
وعندما نظر داكر إلى وجهها ، احمرت خجلاً .
لبث في مكانه دون حراك يتأمل وجهها المحمّر . انقطعت أنفاسها وأخذ قلبها يخفق بشدة ،وتملكها الذعر إذ شعرت بأنها على وشك أن تفقد وعيها رفعت بصرها إلى عينيه اللتين كانتا تراقبانها . . . ثم دفعته عنها .
ابتعد عنها خطوتين ،وبينما كانت ترتجف من الاضطراب وتجاهد لتستعيد هدوءها ، قال :" جدول مواعيدي مثقل ومن الأفضل أن ننتهي من إنزال السرجين عن الجوادين".
قالت :" سأقوم بذلك".
وتملكتها الحيرة وهي ترى صوتها طبيعياً رغم المشاعر التي كانت تعصف بها .
- وهما بحاجة أيضاً إلى علف وإلى الخروج إلى المراعى.
منتديات ليلاس
- يمكنني القيام بذلك أيضاً ،فهذا عمليّ هنا .
نظر إلى الساعة ،ثم التفت إليها متسائلاً :" هل لديك مانع ؟".
أجابته :" أبداً".
وأحست بارتياح بالغ عندما أنزل سرج حصانه ،وعاد إلى المنزل. أخذت تنظر إليه وهو يبتعد ،واكتشفت أنها كانت ترتجف بعض الشيء ،آه ،يا إلهي ! كم تمنت لو تركها تترجل وحدها عن ظهر نينا . عن مساعدتها نصرف مهذب من قبله ،طبعاً .ولكن لكم تمنت لو لم يزعج نفسه بذلك .فهي لا تزال تشعر بتأثير قربه ،وقد أثار هذا الأمر اضطرابها. . . أثار هو اضطرابها . . .ولم تشأ أن يخالجها هذا الشعور
.



***********


نهاية الفصل الثاني


نونْ ! 12-10-10 04:16 PM

اكملي ياحبيبة
همسة في أذنيكِ :$
تعجبني إختياراتك جدن جدددددددا ^_^ | [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]^_* [/COLOR]| [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]^^ ![/COLOR]

شووقهـ 12-10-10 04:23 PM

شاذن غاليتي

رااائعة جداا

وبنتظار تطور الاحداث بين داكر وجوسي

متابعاكِ

مودتي لكِِ

نجمة33 12-10-10 06:46 PM

روعه شكرا لك

شاذن 13-10-10 05:21 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نونْ ! (المشاركة 2480259)
اكملي ياحبيبة
همسة في أذنيكِ :$
تعجبني إختياراتك جدن جدددددددا ^_^ | [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]^_* [/COLOR]| [COLOR="rgb(255, 0, 255)"]^^ ![/COLOR]

مشكوووورا كثير على مرورك الحلو . . .
وحاضر من عيوني راح أكملها . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134::8_4_134:

شاذن 13-10-10 05:26 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 2480264)
شاذن غاليتي

رااائعة جداا

وبنتظار تطور الاحداث بين داكر وجوسي

متابعاكِ

مودتي لكِِ

سعيدة جداً لأن الرواية قد نالت أعجابك . . .
سأحاول أن أكملها بسرعة . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 13-10-10 05:28 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2480381)
روعه شكرا لك

مشكووورا واااااااااجد على مرورك الحلوة. . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 13-10-10 05:32 PM

3 – سّر الرجل


عندما عادت جوسي إلى المنزل ،كان داكر قد رحل إلى باريس ،وقد سرها ذلك .كان ،بشكل ما ،بارعاً في تحريك المياه الراكدة . . . وتذكرت كيف أغضبها . . .هذه الموجة العارمة التي تتحرك أحياناً في مياه حياتها الساكنة . في الواقع ،لم تكن تريد أن تطوّقها ذراعان أي رجل ،حتى وإن كان مضطراً للإمساك بها .راحت تعمل على مهل ، تتفحص صنابير المياه والأوتوماتيكة ،تعتني بالجوادين قبل أخذهما إلى امراعي .
ما من شيء يجعلها تسرع بالعودة إلى المنزل .بدا كأن داكر قد شعر بأنها لن تستعجل في العودة ،لذا أرسل لها طعام .حمل إليها زوج أغاثا الطعام على دراجته الهوائية بينما كانت في المرعى تتفحص الماء في المعلف . عّرفها على نفسه ثم ناولها سلة الطعام ،وانتظر ريثما رفعت الغطاء.
شهقت بدهشة حين رأت الطعام وقد أدركت أن موعد الغذاء قد حلّ عندها ، شكرته بخجل .
ابتسم لها وتمني لها طعاماً هنيئاً قبل أن يبتعد على دراجته. كانت تفكر في أن الإسطبل حديث ،عندما شعرت فجأة بالجوع فتوجهت إلى الحمام لتغسل يديها تتفقد نظافة معدات وحالة أنابيب الماء والكهرباء فيه .
عندما خرجت ،حملت طعامها إلى مقعد خشبي مستطيل .جلست عليه تحيط بها المناظر الريفية البديعة ، وأخذت تستعيد هدوءها تدريجياً .بدا المكان رائع الجمال حقاً . وبعد مرور وقت الطويل ، أخذت تتفحص محتويات غرفة السروج .وأمضت ساعة من وقتها تلمع الجلود التي سبق تلميعها .
منتديات ليلاس
عندما عادت إلى المنزل قرابة الساعة السادسة والنصف ،تذكرت ما قاله داكر عن جدول مواعيده .وكما توقعت ،كان قد غادر المزرعة ،وإذ جعلها هذا تشعر بالراحة ، صعدت إلى غرفتها وهي تشعر بالتعب ،ولم يكن يشغل ذهنها سوى فكرة الاستلقاء في حوض الاستحمام .
عندما دخلت إلى غرفتها ،أجفلت حين رأت مفاتيح سيارتها على منضدة الزينة وإلى جانبها ورقة .لقد دخل داكر إلى غرفتها ، وترك لها ورقة كتب عليها :
( أغاثا ستقدم لك العشاء يومياً عند الساعة الثامنة إلا إذا شئت تغيير ذلك .إذا صادفت أي مشكلة ،مهما كانت بسيطة ،اتصلي بي . اعتبري نفسك في بيتك).
وفي حال نسيت رقم تلفونه في باريس دوّن لها رقم بيته ومكتبه، ووضع إمضاءه في أسفل الورقة " د" .عندها ،رأت جوسي أنها تحب ابن خالة زوجها .ففي حين أنه يعكّر صفاء ذهنها ،و يجعلها تكشف عن ناحية في شخصيتها لا تكاد تعرفها . وبالرغم من أنها تُسّر لغيابه ،إذا به من الرقة والشهامة بحيث يطلب منها أن تعتبر نفسها في بيتها . وهكذا دخلت جوسي إلى حمام بنفسية مرتاحة وذهن أكثر صفاء.
ومضى أسبوع تعرفت جوسي أثناءه إلى امرأتين من القرية تحضران للتنظيف . . . " إديث"و" ليلاس" ، وإلى رجل في الخمسينات يدعى جورج ويعمل في الحديقة .

شاذن 13-10-10 05:44 PM

مع فرانك وجورج ،لم تشعر جوسي بأيّ قلق مع الجوادين لأنهما كانا شغوفين بالجياد أيضاً ويبدو أنهما تلقيا تعليمات من مخدومهما .لأن أحدهما يبقى موجوداً دوماً ليساعدها في عملها مع نينا وسيزار وعندما تعود من ترويضهما .وإذ ما تأخرت في الإسطبل ،يمر الآخر على دراجته ليطمئن عليها .اتصلت بها شقيقتها يوم الثلاثاء . . .كانت جوسي في غرفة الطعام تستمتع بعشائها عندما دخلت أغاثا .ومن بين ما قالته ،فهمت جوسي كلمتين هما !"ليفون مدام".
أما لماذا يخفق قلبها ظناً منها أن داكر على الخط ،فهذا ما لم تفهمه ،لكنها غادرت غرفة الطعام وتوجهت إلى الردهة ،حيث أقرب هاتف .
قالت برجفة خفيفة :" آلو".
وعلى الفور ،عاد إليها توازنها حين سمعت صوت أختها يقول بلهفة :" هل أنت بخير ؟ يبدو التوتر في صوتك "
أجابتها جوسي بابتسامة :" أنا بألف خير!".
وأدركت أنها إذا لم تطمئن أختها فستقلق هذه الأخيرة عليها ،لذا أضافت :" لم أعرف من المتصل ، لكنني أعترف بأنني لم أكن متشوقة للتحدث مع شخص ما بالفرنسية".
منتديات ليلاس
- أعرف ما تعنينه . لا أدري من أجاب عن الهاتف ، لكن ما إن وصلت إلى أذني كلمات بالفرنسية حتى أدركت أني أواجه مشكلة فسألتها بالفرنسية إن كانت تتكلم الإنكليزية وأظنها طلبت مني أن أنتظر للحظة وها أندا أتحدث إليك . تستحق تلك المرأة أياً كانت ،شهادة تقدير .
- إنها " أغاثا"مدبرة منزل داكر.
- كيف حاله ؟ داكر؟
- لقد عاد إلى باريس يوم الأحد .
- وهل وصلت إلى منزله دون مشاكل ؟ أردت أن أتصل بك يوم السبت ومن ثم الأحد والاثنين. ولكنني عندما فكرت في الأمر ،قررت أن أدعك تستقرين أولاً.
وضحكت ثم سألت :" هل أنت على قدر المسؤولية ؟".
- تماماً ،المكان جميل جداً هنا .
وكانت تواجه الأمور بشكل جيد أيضاً ،ولكن العناية بجوادين لا يمكن أن تسمّى عملاً ،كما قالت لداكر من قبل .
وبدأت تشعر بالاسترخاء . . . إلى درجة كبيرة إذا ما قيست بعدد الأيام التي مرّت عليها هنا .هل هذا نتيجة هدوء وسكينة هذا المكان الجميل والواقع في وادي اللوار؟ أم أن لخلاصها من سطوة أبيها واستبداده ،حصة في الأمر ؟ مهما كان السبب ،عندما حلّ يوم الجمعة غائماً ممطراً ذهبت إلى الإسطبل لتتحدث إلى نينا وسيزار وتطعمهما ،ثم قررت عدم إخراجهما إلى للرياضة .وبعد الظهر ،قررت إخراج سيارتها من الكارج .وتوجهت إلى " سومير"بقصرها الأثري الرائع الذي يعود إلى القرن الرابع عشرة القائم على تلة تشرف على المدينة الجميلة في الأسفل.
ولكن رغم جمال المدينة ،شعرت حالاً برغبة في العودة إلى منزل داكر . مكثت فيها من الوقت ما يكفي لشراء بطاقات بريدية وشرب الشاي ،ثم أرسلت بطاقة إلى أبيها تعلمه بوصولها سالمة .كانت تفكر في

شاذن 13-10-10 06:44 PM

استقلالها عنه ،عندما خطر لها ، فجأة ،أن تكتب إليه لاحقاً رسالة عادية .
التقت ،عند عودتها ،أغاثا فحيّتا بعضهما بعضاً باسمتين .وبما أنها كانت تفكر في " هيثي"طوال النهار ،توجهت إلى الهاتف واتصلت بالإسطبل :" تريسي".
- نعم ؟
- أنا جوسي فيريداي. أنا في فرنسا .هل " هيثي"بخير ؟
- بألف خير . مدللة للغاية ،ومشتاقة إلى "ماما"طبعاً .
شعرت جوسي بوخّز سكين في صرها عند سماعها الكلمات الأخيرة لكن الأشهر الستة هذه ستمر بسرعة ، وإذا كانت " هيثي" مشتاقة إليها حقاً يمكنها أن تسافر إلى انكلترا لعدة أيام فتراها من وقت لآخر.
- لديك رقم هاتفي هنا إذا ما احتجته .
ثم تحدثت إلى ترايسي لدقيقة أو نحوها .عندما أنهت المكالمة ،أخذت تفكر في أنها إذا عادت إلى انكلترا لترى " هيثي"فهذا يعني عودتها إلى بيت أبيها ،وهو ما تكرهه .
تلك الليلة ،كانت في غرفتها تستعد للنزول لتناول العشاء ،والموضوع نفسه يشغل ذهنها ،عندما اتضح لها أن انفصالها عن أبيها هو نهائي،وأن لا سبيل للعودة إلى الوراء . . .لقد أدركت الآن أنه مهما حدث ،لن تعود إلى بيتها القديم أبداً .عندها ،شعرت بأنها بدأت تتحول إلى تلك المرأة الإيجابية التي أرادت أن تكونها ،وأعجبها هذا الأمر .وفجأة ،تعالى الهاتف في غرفتها .
منتديات ليلاس
حدقت فيه مجفلة ،فلم يسبق له أن رن من قبل ،أتراها بيلفيا تتصل مجدداً ؟ دنت جوسي من الهاتف ترفع السماعة قائلة :" آلو ؟".
فجأة فارقتها إيجابيتها عندما سمعت صوت داكر :" هل أمضيت أسبوعاً جيداً يا جوسي ؟".
أجابت لاهثة : " نعم".
- هل من شيء أقلقك؟
- لا، لا شيء . شاذن
وتمنت لو تتمكن من التفكير في شيء تقوله ،أيّ شيء إيجابي .
- هل الجوادين بخير ؟
- نعم ،نعم ، إنهما كذلك .
- إذن فلن آخذ المزيد من وقتك .
اندفع عقلها يعمل بسرعة ،فسألته :" هل ستعود غداً ؟".
ساد الصمت للحظة ،ثم سألها بدوره :" أتريدين أن أعود ؟".
تملكها ارتباك بالغ وكأنها طلبت منه المجيء :" لا".
أنكرت بحدة وهي لا تدري ما الذي دفعها إلى طرح هذا السؤال ،فما يفعله لا يعنيها .وعذبها الارتباك لأنها لم تجد وسيلة لتخفف من أثر إنكارها الحاد ،في حين كان داكر ،وعلى ما يبدو ،يفكر في ما يريد أن يفعله .
ويبدو انه اختار ألا يحضر ،عندما قال :" ما دام ليس لديك أيّ مشاكل ،فسأبقي في باريس . إلى اللقاء".
- إلى اللقاء. شاذن

شاذن 13-10-10 06:47 PM

وضعت السماعة على الفور ،وقد تملّكها الارتباك .لكنها سرّت لأنها لن تراه أثناء عطلة نهاية الأسبوع .وحل يوم الاثنين،فاستعادت معه بعض ثقتها المكتسبة حديثاً ،ويوم الخميس توجهت إلى سومير مرة أخرى أما يوم الجمعة فقصدت " مدرسة الفروسية الوظنية".وأخذت تراقب ،برهبة ، الفرسان وهم يختبرون جيادهم الرائعة .وذلك المساء ،بقيت تفكر في كل ما شاهدته ،لكن ما إن بدأت تغتسل وتغير ملابسها للعشاء حتى تبددت من ذهنها أفكارها عن الجياد وغيرها .
نظرت إلى الهاتف متوترة لقد اتصل داكر بها في مثل هذا الوقت ،يوم الجمعة الفائت ،أتراه سيتصل الليلة مرة أخرى ؟ وماذا عليها أن تجيبه إذا ما سألها مرة أخرى إن كانت تريد منه أن يحضر . لم يكن لديها الإيجابية التي ظنت أنها وجدتها في نفسها ، بدأت تتزعزع مجدداً .ولم تستطع أن تحدد ما إذا كانت تريد أن تراه أم لا .
أصبحت مستعدة لمغادرة غرفتها .لكن داكر لم يتصل ،كما لم يتصل أثناء العشاء وعادت جوسي إلى غرفتها وقد أدركت أنه لن يتصل الآن .ولم سيتصل ؟ فهذا بيته ،يمكنه المجيء إليه والذهاب منه حين يشاء .وتذكرت اتصاله نهار الجمعة الفائت ،حين قال إنه لن يؤخرها طالما الجوادين بخير . فهو لم يتصل إذن إلا ليطمئن على الجوادين .
منتديات ليلاس
وعندما استلقت أخيراً في سريرها ،تذكرت أحداثاً كثيرة أخرى من بينها كيف أثار غضبها . . . ولا تتذكر جوسي أنها غضبت بهذا الشكل سوى مرة واحدة من قبل ،حين كانت في الخامسة عشرة من عمرها ، ورأت أباها يضرب أمها .
لم تنم جوسي جيداً تلك الليلة .ونهضت من فراشها مبكراً صباح السبت ،مسرورة لمغادرته ،فقد بدت لها الليلة وكأنها لن تنتهي .اغتسلت ثم وكأنها تحاول أن تتخلص من أفكارها غير مرغوب فيها تلاحقها نزلت إلى غرفة الإفطار حيث تناولت فطوراً سريعاً من " الكرواسان"ومربى المشمش والقهوة ،وتوجهت على عجلة إلى الإسطبل . وكالعادة ،لم تجد مشكلة مع نينا وسيزار ،وبدا عليهما السرور لرؤيتها ،لكنها ،هذه المرة ،عندما ربتت عليهما وأعطت كل منهما تفاحة ،لم تستطع أن تنسى نفسها كلياً ففي أعماقها خوف من العنف الجسدي.
اعتادت أحياناً أن تخرج الجوادين معاً ،فتركب أحداهما ذهاباً والثاني إياباً .لكنها شعرت هذا الصباح بأن طاقة مضطربة تغلي فيها .لهذا أسرجت نينا على أن تعود لتأخذ سيزار فيما بعد .
كانت جوسي على بعد ميلين من البيت ،سارحة مع أفكارها لا تركز على الدرب أمامها ،حين تعثرت نينا فسقطت عن ظهرها .أخذت تحدق في الفرس غير مصدقة ، ثم ضحكت بأسى .لكن دهشتها ازدادت عندما انطلقت نينا الحسنة السلوك نحو المنزل .إما لأنها تريد أن تلهو ،إما لأنها تبحث عن طعام .
- حسناً !
هتفت جوسي بذلك وهي تنظر بعجز إلى الفرس تعدو على مهل عائدة من حيث أتت .
كانت على وشك أن تنهض لتعود إلى المنزل سيراً على الأقدام ،عندما سمعت صوت طائرة في الجوّ ،أخذت تنظر إليها للحظات ،وهي شاذن تتكئ على مرفقيها .ثم فقدت اهتمامها بالأمر لكن وبدلاً من الوقوف كما كان

شاذن 13-10-10 06:50 PM

في نيتها أن تفعل استلقت على الأرض وكأنها ترجو أن يزيل عنها سكون المكان همومها .ولا بد أن جورج أو فرانك في الإسطبل الآن وسيعتني بنينا حين وصولها .إنها واثقة من ذلك .
استلقت جوسي معرّضة وجهها لدفء أشعة الشمس. أغمضت عينيها لدقائق فقط ،محاولة ألا تفكر بشيء .لكنها وجدت ذلك مستحيلاً . راحت تفكر في مارك .مارك العزيز . . . ما كان لها أن تتزوجه قط . وتملكها شعوراً بالذنب لا حاجة به ولا تريد مواجهته . . .فلتفكر في شيء آخر عادت إليها صورة أبيها وقد ارتسم الغضب البالغ على ملامحه . . .
أبعدت هذه الصورة عن ذهنها وأخذت تفكر في داكر بانشيرو لكنها ـلسبب ما ، لم تشأ التفكير فيه هو أيضاً .فقد بعث ذلك الاضطراب فيها ودفعها إلى تفكير في بيليفيا بدلاً منه .فكرت في قلب أختها الطيب وحبها ، ثم بدأت تسترخي .
- جوسي ! جوسي !
منتديات ليلاس
كانت مرتاحة فلم تشأ أن تستيقظ ،لكنها ما لبثت أن استيقظت مجفلة وقد تملكها الذعر .لم تكن تحلم ! هناك شخص ما يناديها ! وما كادت تدرك أنها كانت نائمة ،حتى سمعت وابلاً من الشتائم باللغة الفرنسية وفتحت عينيها فجأة حين أحست بيد تتفحص عنقها .
وعلى فور ،حتى بعد أن أدركت أنه داكر ،دفعته عنها بفزع وهي تصرخ :" ابتعد عني".
- كنت أتحسس نبضك !
فصرخت :" لا تلمسني !".
ثم تراجعت إلى خلف ،وعيناها مسمرتان على وجهه . ولاحظت أنه يبدو أكثر شحوباً مما تعهده .
- ظننتك ميتة !
- حسناً ،أنا لست ميتة !
قال بحدة :" أرى أنك لست كذلك ".
ثم أضاف :" يا إلهي ! إن طبعك ناري ، يا جوسي بوميير ".
وفجأة ،أدارت له ظهرها ،كانت تعلم أن طبعها ليس نارياً . . .كانت تعلم أنه يحق لها من الناحية القانونية أن تحمل اسم " بوميير"ولكنها لا تستحق هذا الاسم من الناحية الأخلاقية .وكرهت داكر بانشيرو لأنه تمكن من أن يثير منبع الاضطراب والقلق فيها . أرادت أن يرحل ، أن يتركها بسلام ،لكنها أدركت أن عليها أن تكون أكثر حكمة .
- تعالي ، هو ذا سيزار .
التفتت ، فرأت سيزار . وأدركت أن داكر ناداه ليأتي من حيث تركه فسألته بشراسة :" ماذا تعني بقولك :" هو ذا سيزار؟"".
نظر إليها داكر بثبات ثم قال باقتضاب جعلها تدرك أنه غير راضٍ :" هيا امتطيه".
فردّت بحدة :" لا ".
لن تركب خلفه على الحصان أبداً .
قال بحدة وكأنه قرأ أفكارها :" لم أكن أفكر في الركوب على الحصان معك ، إذا كان هذا ما تخافينه !".
ولم يعجبها ما قاله كما كرهت إشارته إلى خوفها .كرهت أن يعرف أنها تخاف من أي احتكاك جسدي مع أي إنسان . . .كرهته إلى حدّ لم تفكر

شاذن 13-10-10 06:52 PM

فيه بما تفعله .ودفعها غضبها البالغة ، إلى التحرك بشكل مفاجئ فمّرت به كالبرق وامتطت الحصان ثم انطلقت بعيداً .
اللعنة ، اللعنة عليه . سيطرت هذه الفكرة الساخطة عليها وهي تعدو: فليقطع ذينك الميلين ماشياً ! وتمنت أن تمطر السماء ، وأن ترعد وتبرق ، فتبتهج . لكن السماء لم تمطر ،بل تحوّل الطقس إلى طقس ربيعي رائع . وخففت جوسي من سرعة سيزار بعد قليل. في الواقع ، ما إن لاح الإسطبل ، حتى أبطأت .كانت تشعر ، بعد أن تعبت أعصابها ،بارتباك بالغ لما حلّ بها .
كان فرانك في الإسطبل .وبدا عليه الراحة لرؤيتها ،فازداد شعورها بالذنب لاستسلامها للنوم رغماً عنها ،مما جعله يخاف وهو يرى نينا تعود دون فارستها .
- آسفة يا فرانك .
اعتذرت وقد تكهنت بأنه فهم من ملامحها أنها غير راضية عن نفسها ، لكنه ابتسم ، فأدركت أنه صفح عنها إذ راح يساعدها على رفع السرج عن سيزار والعناية به.بعد أن انتهت من العناية بالحصانين وأخرجتهما إلى المرعى ،راح ذهولها يتلاشى ، ليحل مكانه ندم مرعب . توقفت عن محاولة فهم الأوجه الغامضة في هذه الشخصية النارية الجديدة التي أيقظها فيها داكر ، وأخذت تفكر في الأمور من وجهة نظره هو ،وأخيراً ، حين ظهر داكر واقترب منها ، تملكها شعور بالخزي من تصرفاتها .رباه ! ألا يكفيه أن ابن خالته مات في حادثة سقوط عن الحصان ؟ ولابد أن داكر تساءل عما إذ كان التاريخ يعيد نفسه عندما أخبره فرانك إن نينا عادت من دونها .
منتديات ليلاس
لابد أنه أسرج سيزار على فور وجاء ليبحث عنها ،والله وحده يعلم الأفكار التي راودته حين رآها عن ظهر جواده ، وهي مطروحة على الأرض دون حراك .ولا شك أن أول ما خطر له هو أن يفحص نبضها ليرى إن كانت حية ،فيما كان منها إلاّ أن صرخت في وجهه .
كان داكر على بعد خطوات منها ،عندما اتجهت نحوه مطأطئة الرأس، وقد أدركت أيّ امرأة سليطة اللسان كانت . وعاد الخجل ليتملكها لكن ، سواء كانت خجلى أم لا ، فعليها أن تقوم بهذه الخطوة .
اقتربت منه ثم توقفت . . . رآها ، فنظر إليها من عليائه ،ثم تابع سيره دون أن يوجّه لها أيّ كلمة .
حدقت جوسي فيه . . .أرادت أن تناديه . . .أن توقفه ،لكن خجلها لجم لسانها . وعند ذلك راح عالمها الجديد ينهار من حولها ،فابتعاده عنها ، ومتابعته السير دون أن ينبس بكلمة ، لا يحمل سوى معنى وحيد ،وهو أن داكر يريد منها أن ترحل !
حبست أنفاسها عندما راودتها هذه الفكرة المفزعة . ومع أنه لم يمض على وجودها هنا سوى أسبوعين ،أدركت أنها لا تريد أن ترحل . وأعتصر الألم قلبها ، لكنها علمت أن كرامتها لن تسمح لها بالإقامة في مكان غير مرغوب بوجودها فيه .
توجّهت إلى المراعى .كانت نينا وسيزار في الظل بين الأشجار في آخر المرعى ،لكنها تركتهما وغسلت يديها . وبعد ذلك ، عادت إلى المنزل متكدرة الذهن .
عندما دخلت ، لم تر أثراً لداكر .لكنها مكثت في غرفة الجلوس لعشر دقائق تنتظر قدومه ، وعندما لم يحضر قررت الصعود إلى غرفتها

شاذن 13-10-10 06:54 PM

لتغتسل وتغير ملابسها . فلعلها تكتسب ثقة أكبر بنفسها إذا ما تخلصت من رائحة الخيل .
وكانت قد وصلت لتوها إلى أعلى السلم ،عندما خرج داكر من الباب غرفة لابد أنها غرفته . . .ومن مظهر شعره الرطب ، أدركت أنه اغتسل هو أيضاً .
رآها على فور فوقف .وعندما احمرّت وجنتيها أدركت أن عليها أن تتابع سيرها .لم يكن لديها أدنى فكرة عما عليها أن تقوله كحالها حين قررت أن تكلّمه لأول مرة .لكن كرامتها رفضت أن تدعها تبقى في مكان غير مرغوب بوجودها ،وأرغمتها على التقدم.
وقفت أمامه ورأت أنه يتأملها بعينين ثاقبتين ، فقالت دون تفكير :" أتوقع أن تطلب مني الرحيل ؟" .
- ترحلين ؟ إلى أين ؟
أيعبث بمشاعرها ؟ رفعت رأسها بحركة و لا إرادية ، وأرغمت نفسها على القول :" ظننت أنك تريد أن أرحل ".
وكان عليها أن تعاني مجدداً من ثقل نظراته الثاقبة ،لكنه سألها برقة :" ولماذا أريد أن ترحلي ؟".
حدّقت فيه بعينيها البنيتين الواسعتين ،وأجابت متلعثمة :" ظننت . . . أنني تركتك تعود إلى البيت سيراً على الأقدام ، وغير ذلك . . ."
وراحت البهجة تتسلل إلى قلبها ،حين أدركت من لهجته أنها أخطأت فهمه .
منتديات ليلاس
- إنك من الأسرة ، يا جوسي ،أليس كذلك ؟
وسرّها أن يبتسم لها بظرف وهو يقول ليغيظها :" ألا تعلمين أنه يحق للمرء في الأسرة الواحدة أن يسير وحده إلى البيت لمسافة ميلين ؟ ".
تمتمت بالرغم عنها :" آه ، يا داكر . أنا آسفة ".
وارتسم على وجهها طيف ابتسامة . . . ثم رأت نظراته تتحول من عينيها إلى فمها المبتسم ،ولاحظت افتتانه بابتسامتها . . .مما جعلها تدرك مدى ندرة ابتساماتها .لا عجب أن يستغرب بها إذن .
قال لها بسخرية صارمة جعلتها تضحك :" حسناً ، لا تكرري فعلتك هذه".وأشاح بوجهه وكأنه سيتابع طريقه ،ثم عاد والتفت إليها يسألها :" هل ترجّلت عن الفرس باختيارك ، أم ألقتك هي عن ظهرها ؟".
- إنه ذنبي أنا.لم أنتبه للفرس أو لما أفعله فتعثرت هي ووقعت عنها .
- هل أصابك أذى ؟
- حتى كرامتي لم تتأذّ َ.
وضحكت ، لأن ما قالته كان صحيحاً . فألقى داكر نظرة أخرى على فمها ، ثم قال فجأة :" ومع ذلك خذي حماماً ساخناً".
استدارت جوسي وتوجهت إلى غرفتها ،وفكرت ثائرة بأنها لا تريد حماماً ساخناً لكن ،عندما انهمرت المياه على جسمها جمدت في مكانها . ما الذي يحدث لها ؟ فهذه ليست من عاداتها .ليست جوسي فيرايدي التي تعرفها ،بل امرأة أخرى ضحوك متمردة ،حية .
فاجأتها هذه الفكرة الأخيرة لكنها لم تشأ أن تحلّ هذا الغز ،بل تناولت الشامبو وركزت تفكيرها على غسيل شعرها الأشقر الطويل .
عندما اقترب موعد الغذاء قررت أنها لا تريد أن تتناوله مع داكر .

شاذن 13-10-10 06:56 PM

لكنها عادت وبدّلت رأيها حين فكرت في أن تصرفها هذا قد يجذب إليها مزيداً من الانتباه .
ثم اكتشفت أنه ما كان عليها أن تقلق لأن داكر لم يكن موجوداً . وحاولت ،بفرنسيتها المحدودة، أن تخبر أغاثا بأنها ستنتظر السيد لتأكل معه .فأفهمتها المرأة أن السيد لن يتناول الغذاء في المنزل لأنه خرج ليقابل أصدقاءه .
وسواء أقالت " أغاثا" صديق أم صديقة فهذا ما لم تهتم جوسي للتأكد منه . واكتشفت أنها ليست جائعة جداً ، ولكنها قدر إمكانها كيلا تحرج شعور أغاثا التي حضرت لها الطعام .وبعد ذلك عادت إلى غرفتها لتغير ملابسها .وعاد الشعور بالتململ وعدم الارتياح يتملكها .ستذهب لتنظف الإسطبل ،هذا إذا لم يسبقها فرانك إلى ذلك . عادت جوسي إلى البيت عند الساعة السادسة والنصف وصعدت إلى غرفتها مباشرة لتأخذ حماماً ساخناً كما أمرها داكر عند الصباح بعد الحمام .أمضت بعض الوقت تتأمل خزنة ثيابها ،ثم اختارت ثوباً بسيطاً بلون الخزامى، وبدا جميلاً عليها . غادرت الغرفة عند الساعة الثامنة إلا خمس دقائق ،وهي تتساءل عما إذا كان داكر سيتناول العشاء معها أم في الخارج مع أصدقائه، أو صديقته على الأرجح ،فلاشك أن لديه صديقات هنا كما في باريس ، وإن كان الأمر لا يهمها .
لكنها اكتشفت أن لا مانع لديها مكن وجود شخص تتبادل معه الحديث أثناء العشاء . وهذا غريب فطالما فضّلت الانفراد بنفسها !
تذكرت اعتقادها السابق بأن جواً سحرها يكتنف هذا المكان لكن أفكارها هذه سرعان ما تبددت عندما خطر لها ، فجأة ، أن داكر قد لا يكون وحيداً .ماذا لو أحضر صديقته لتتناول العشاء معهما ؟
منتديات ليلاس
فما مضى، كانت فكرة كهذه تجعلها تسرع عائدة إلى غرفتها .لكنها ،ومرة أخرى لم تكد تعرف نفسها ،إذ وقفت في باب غرفة الاستقبال لكي تستجمع شجاعتها قبل أن تفتحه .نعم ، ها قد فتحته .
حيّاها داكر :" مرحباً جوسي !".
وكان وحيداً .
- هل تأخرت .
كانت تعلم أنها لم تتأخر ، لكنها شعرت بحاجة لأن تقول شيئاً .
فرد مازحاً :" لا ، إلا إذا أحببت أن تشربي بعض العصير قبل العشاء".
آه . . .ما ألطفه ! أجابت :" لا ، شكراً".
وعندما أمسك بمرفقها بخفة ليقودها إلى غرفة الطعام ،تسارعت أنفاسها بعض الشيء.
بداً بتناول الطعام بصمت ، ثم سألها داكر بعد حين :" أرجو ألا تكوني قد أصبت برضوض".
مضت لحظة لم تفهم فيها ما قاله ، ثم تذكرت أنها وقعت عن ظهر نينا ذلك الصباح .
- لا ،أبداً.
فسألها بعفوية :" هل عدت إلى الإسطبل هذا الصباح ؟".
- المكان جميل هناك . هل وضعن ذلك المقعد الطويل حديثاً ؟

شاذن 13-10-10 06:58 PM

- قد تلوميني على ذلك .
قال ذلك بظرف ،واستغربت هي خفقات قلبها المتسارعة ،فتمتمت:
" إنه في المكان المناسب".
وكأنما خطر على بالها شيء آخر ،فسألته :" رأيت هذا الصباح عندما كنت . . . كنت ارتاح ،طائرة صغيرة ،فهل كنت على متنها ؟".
ألقى عليها نظرة دافئة ، وردّ :" هناك مطار قريب وهو جيد ، هل بدأت تشعرين بالاستقرار هنا ؟".
منتديات ليلاس
من جهة ،كان شعورها بالاضطراب يتزايد ،ومن جهة أخرى فقدت ، في الأسبوعين القصيرين اللذين أمضتهما هنا ،جوسي التي تعهدها ،مما جعلها تشعر بالاستقرار إنما بشكل محيّر .
أجابت بأدب :" نعم ،شكراً".
وتمكنت من الابتسام لأغاثا عندما دخلت لتأخذ الأطباق المستعملة وتضع مكانها دجاجاً مطهياً شهياً للغاية .
عندما غادرت أغاثا الغرفة ، سألها :" ألم تشعري بالحنين إلى بيتك قط ؟".
توخياً للصدق ،كان عليها أن تعترف بأنها لم تشعر بذلك ،لكنها اكتفت بأن تقول :" لقد تركت شقيقتي البيت عند زواجها منذ سبعة أشهر ولهذا تعودت على ألا تكون إلى جانبي دوماً . ولكن بيليفيا اتصلت بي إلى هنا اتصلت أنا بالإسطبل حيث فرسي ،فأنا أفتقدها قليلاً".
- "هيثي".
- هل تتذكر " هيثي"؟
- طبعاً .
وابتسم لها ثم جمدت نظرته وهو يسألها :" لقد ذكرت أختك وفرسك".
سكت للحظة ثم سألها بهدوء :" ألا تفتقدين أباك ؟".
- أنا . . .
وترددت . . .فجأة ،انتبهت إلى أنها لم تفتقده ولو للحظة ،مع أنها عاشت معه طوال حياتها في البيت نفسه ،كما أنه لم يخطر ببالها إلاّ نادراً .
فهتفت :" إنك تجعلني أشعر بالذنب".
- لأنك لا تفتقدينه ؟
أومأت بالإيجاب ،فتابع يقول :" سامحيني لم تكن هذه نيّتي".
اعتذر داكر على فور ،ثم حدّق فيها للحظات بثبات ،قبل أن يسألها بهدوء :" هل كان أباً طيباً ، يا جوسي" .
أرادت أن ترد بالإيجاب . . .وأن تقول إنه كان رائعاً .لكن " إدوين فيريداي"لم يكن أباً طيباً ،كما أنه لا يستحق الوفاء .وعندما فتحت فمها لتكذب على داكر ،اكتشفت أنها عاجزة عن ذلك .
- لا .
تمتمت بذلك ثم قررت أن تترك الموضوع عند هذا الحد .لكن بدا أن داكر لم يشأ أن يصمت ،إذ سألها بالصوت الهادئ نفسه :" هل . . . كان يضربك ؟".
حدّقت جوسي في صحنها ،ثم هزت رأسها مشيرة إلى أنها لا تريد متابعة هذا الحديث .وبالرغم من لهجته الهادئة ،بدا مصراً على الحصول على جواب شافٍ ، وطال الصمت ، وراحت تفكر في تركه

شاذن 13-10-10 07:00 PM

والعودة إلى غرفتها لكنها ،لسبب ما ، سمعت نفسها تقول :" تلك المرة ، فقط".
أجفلت وهي لا تكاد تصدق أنها أجابته ،وهّمت بالنهوض ،لكنها أثناء ذلك رفعت بصرها نحو داكر .فإذا هو جالس كالسابق بصمت ينتظر وفي عينيه الرماديتين دفء مشجع وكأنه كان يعلم أن الأمر تعدّى مجرد الصفعة لسوء تصرف طفولي.
وبشكل ما ، وجدت جوسي نفسها تعود إلى كرسيها .سألها وقد أصبح صوته رقيقاً مهذباً :" أخبريني عن ذلك ".
فحدّقت فيه . كان في شخصيته ما يشبه التنويم المغناطيسي .وقال لها برقة يشجعها :" نحن أقرباء ، يا صغيرة".
من الأفضل لبعض الأسرار العائلية أن تبقى مدفونة لكن ما أن أخذت الثواني تمّر ،حتى قالت :" ليس . . .ليس هناك ما يقال".
- كم كان عمرك.
- خمس عشرة سنة .
منتديات ليلاس
وعندما ساد الصمت ،أضافت :" لطالما كان أبي عدوانياً".
وسكتت مجدداً . . . وكأن الحاجز راح ينهار ، إذ أصبحت عاجزة عن وقف سيل الكلمات :" كان يتجاهلنا معظم الأحيان . . .أنا وبيلفيا وأمي".
أخذت جوسي نفساً مرتجفاً ،وازداد تشقق السدّ فقالت :" وفي يوم سبت ،كانت بيلفيا تسبح وكنت أنا عائدة من درس الموسيقى عندما دخلت .سمعت صوت شجار عنيفاً في الطابق العلوي، وأدركت أن أبويّ يتشاجران بشأن موضوع ما . . .".
وسكتت عاجزة عن متابعة ،فقال بهدوء :" لكنه لم يكن شجاراً وحسب أليس كذلك ؟".
هزت رأسها مرة أخرى .لم تشأ أن تفصح أكثر فهمست :" لا استطيع مواجهة العنف الجسدي".
فقال برقة :" لكنك واجهته".
أومأت وكأنها تحدث نفسها :
- لم أشأ أن اسمعهما يتشاجران ،فتوجهت إلى الباب الخارجي .فكرت في أن ألحق بيلفيا إلى بركة السباحة .ثم سمعت صوت صفعة ، وصوت أمي تصرخ ولا أتذكر شيئاً بعد ذلك لكن لا بد أنني اندفعت صاعدة السلم ـلأن ما أذكره هو أنني وصلت إلى غرفة نوم والديّ.
راحت الكلمات تتدفق من فمها دون أن تتمكن من السيطرة عليها :" كان أبي يضرب أمي .ارتميت بينهما فأخذ يضربني أنا . . .ودفعني إلى طرف الغرفة".
شهقت وهي تروي له ذلك وكأنها لا تزال تشعر بذلك الألم الجسدي ، وتعاني من آثار النفسية .
شعرت بيد دافئة تمسك بيدها ،فطرفت بعينيها وهي ترى داكر جالساً على كرسي إلى جانبها .لم تنتبه له حين انتقل من مكانه أو لعلها هي التي انتقلت إلى جانبه .
سألها بلطف :" ماذا حدث بعد ذلك ؟".
فقالت بصوت مختنق :" لا أريد قول المزيد ".
- لم يبق الكثير ،أليس كذلك ؟
قالت :" لا، على ما أظن . أنا . . . بخير الآن ".

شاذن 13-10-10 07:03 PM

وأدركت أن التعاسة قد تجلّت على وجهها ،وأن داكر ، بحساسيته التي تعهدها ،قد ترك كرسيه محاولاً التخفيف عنها .
جذبت يديها من يده .بعد أن تأمّل وجهها الشاحب عاد إلى مكانه السابق ،كما بذلت هي جهدها للسيطرة على ارتجافها .قال :" قلت إنك تدخلت بين والديك ،وإنه ضربك".
وللمرة الأولى منذ ثماني سنوات ،منذ عصر ذلك اليوم المفزع ،اعترفت قائلة :" لقد رددت عليه بالمثل".
- هل ضربت أباك ؟
- كان يضرب أمي فهجمت عليه .جلّ ما أذكره هو أن أمي شدّتني وأبعدتني عنه ، كانت قد ورثت لتوّها بعض المال عن أهلها ،فأصبحت مستقلة مالياً لأول مرة في حياتها .لكنني لم أرها يوماً غاضبة بهذا الشكل كما لم تكن يوماً بمثل ذلك التصميم وهي تقول له إنه إذ ما رفع يده عليّ أو عليها مجدداً فسترفع عليه دعوى لاستعماله العنف ولن تهتم بما ستتسبب به تلك الدعوة من ضرر بالغ له ولأعماله .
- وهل عاد أبوك إلى ضربك مرة أخرى .
- إنه ،مع الأسف ،رجل مستبد بمن هو أضعف منه .وككل أمثاله تراجع عندما رأى أن أمي كانت تعني ما تقوله ،خصوصاً في ما يتعلق بي .
- أمك ،كما أرى ، عكسه تماماً.
- نعم ، كانت رائعة .
- وقد ماتت عندما بلغت السادسة عشرة .
- هل أخبرك بذلك والدا مارك ؟
منتديات ليلاس
أومأ بالإيجاب ،وقال :" كنت شجاعة للغاية حين حاولت حماية أمك بذلك الشكل ".
- آه ، لا أدري ،الشجاعة هي أن يقوم الشخص بعمل يخاف منه عادة ،ألا تظن ذلك ؟ لكنني لم أكن خائفة ،بل لم أفكر بالأمر.
- لقد صعدت السلم ووقفت بينهما وحسب .
وابتسم ثم أضاف وقد تلاشت ابتسامته :" وكل هذا ترك أثره عليك".
شعرت تنكر:" أنا لا . . . ".
فقاطعها :" إن تحفظك. . . ".
فقاطعته ،ثم انتبهت إلى أن خجلها كان يمنعها في الماضي من مقاطعة أي شخص :" لطالما كنت خجولة ! حسناً . . .كنت كذلك حتى جئت إلى هنا".
وابتسمت بشيء من الخجل ،فقال لها :" مازلت كذلك ".
وضحك عندما دخلت أغاثا مرة أخرى وسألها :" هل تريدين قطعة جبن قبل الحلوى ،يا سيدتي؟".
عندما عادت جوسي إلى النوم تلك الليلة ،خافت أن تبقى مستيقظة لساعات طويلة بعد أن عاودها ذلك الرعب الذي عرفته منذ ثماني سنوات .لكن الغريب أنها استغرقت في النوم حالما وضعت رأسها على الوسادة .وكان آخر ما فكرت فيه قبل أن تنام ،هو السرّ الكامن في داكر ،فهي لم تخبر أي شخص ما أخبرته به . . .ما هو سر هذا الرجل ؟



***********

نهاية الفصل الثالث

dalia cool 13-10-10 09:57 PM

شكرا كتير شاذن الرواية كتيير حلوة نحن بالانتظار ياعسل:flowers2::flowers2:

نونْ ! 14-10-10 01:53 PM

متابٍعًهٌ :) آكــــمليٌ
^_* !i!

نجمة33 14-10-10 11:38 PM

الرواية كتيير حلوة نحن بالانتظار ياعسل

أحاااسيس مجنووونة 15-10-10 05:49 AM

يعطيك الف عافية يا حلوة

الرواية احداثه كتير مشوقة

مشكورة على مجهودك يا عسل

بانتظارك...................

شاذن 15-10-10 03:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia cool (المشاركة 2481780)
شكرا كتير شاذن الرواية كتيير حلوة نحن بالانتظار ياعسل:flowers2::flowers2:

مشكوووووورا كثييييرا على مرورك الحلو . . .
مع حبي شاذن.


:8_4_134:

شاذن 15-10-10 03:40 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نونْ ! (المشاركة 2482984)
متابٍعًهٌ :) آكــــمليٌ
^_* !i!

مشكووووووورا على مرورك الحلو . . .
مع حبي شاذن ؟

:8_4_134:

شاذن 15-10-10 03:42 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2483647)
الرواية كتيير حلوة نحن بالانتظار ياعسل

مشكوووورا كثييييييييرا على مرورك الحلو . . .
وسعيدة لأن الرواية قد نالت أعجابك . . .
مع حبي شاذن.

:8_4_134:

شاذن 15-10-10 03:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2483857)
يعطيك الف عافية يا حلوة

الرواية احداثه كتير مشوقة

مشكورة على مجهودك يا عسل

بانتظارك...................

مشكووووورا كثيييييرا على هذا التعليق الحلو . . .
وإن شاء تعجبك باقي الأحداث . . .
مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 15-10-10 03:47 PM

4 – يَدِكُّ حصونها. . .

لم تصدق جوسي ،طوال الأسبوع التالي ،أنها أخبرت داكر كل تلك التفاصيل عن أبيها .لم يبد لها الأمر بعيداً عن التصديق وحسب ، بل غير معقول .فقد باحت له بذلك السر الذي دفنته في أعماقها تلك الفترة كلها .
وبقيت الحيرة تتملكها لحدوث هذا . لكنها شعرت بتحسن عندما كشفت لداكر عن ذلك المشهد الفظيع الذي عاشته منذ ثماني سنوات .
وعاد داكر مجدداً في العطلة الأسبوعية .لكن نينا كانت قد أصيبت بسعال خفيف ، فعزلتها جوسي في آخر الإسطبل واضعة سيزار في الطرف الآخر .ولهذا ،بقيت قرب الإسطبل أكثر مما بقيت في المنزل .
لكنها نزلت لتناول العشاء ليلة السبت .
- إنها المرة الأولى التي أراك فيها اليوم .
بادرها داكر بهذا الكلمات عندما رآها تنزل السلم بسرعة في الثامنة تماماً ،وقد ارتدت قميصاً أبيض وتنورة منقوشة بالأزهار . . . كانا أول ما وصلت إليه بعد أن استحمت .
فحيّته قائلة :" مرحباً".
منتديات ليلاس
وأدركت أن عجلتها كيلا تجعله ينتظرها ،هي السبب في تسارع أنفاسها .ثم جذبها داكر إليه ليطبع قبلتين على وجنتيها .
سألته وهما يدخلان غرفة الطعام :" هل ذهبت إلى الإسطبل ؟".
فأجاب بجفاء :" مرات عدة".
- آه ، آسفة . هل أردت رؤيتي من أجل شيء محدد ؟ نينا تسعل قليلاً ، وقد أخذت سيزار في نزهات طويلة لأبعده عنها .
فقال فجأة :" سأحضر لك شخصاً يساعدك".
- لا حاجة لذلك .
- لِمَ لا حاجة لذلك ؟ لا تسمحين لي بأن أدفع لك أجراً ،فلماذا لا تسمحين لي بأن أدفع أجراً لشخص آخر فأسهل عليك عملك اليومي ؟
- جورج وفرانك موجودان دائماً عند الحاجة .
قالت ذلك والحيرة تتملكها لأنها تناقشه ،هي التي تتهرب عادة من المناقشات .وأضافت بسرعة :" على أيّ حال ،أنا أحب العمل وحدي".
فما كان منه إلاّ نظر إليها ساخطاً .
لم تتلكأ جوسي بعد الطعام بل عادت إلى الإسطبل على الفور ، ورافقها داكر ،لكنه بقى صامتاً . .. وفي طريق العودة ،أرادت أن تعتذر له عن أيّ خطأ بدر منها ،لكنها لم تتذكر شيئاً يمكنها أن تعتذر عنه . ونطقت أخيراً وهما يدخلان إلى البيت :" أظن أن نينا قد تحسنت قليلاً ،ولكن إذا لم يكن لديك مانع ،أود أن يراها البيطري".
فردّ باقتضاب :" سأرتب الأمر لذلك".
خلدت جوسي إلى النوم يتملكها الارتياح لأن البيطري سيحضر ،لكنها شعرت بحيرة بالغة بسبب تصرفات داكر .
أمضت ليلة قلقة ،ثم استيقظت مبكرة صباح الأحد فنزلت إلى الإسطبل للاطمئنان على نينا .وكانت تغني لها في أذنها عندما سمعت صوتاً يقول بجفاء :" لماذا لا تحضرين فراشك إلى هنا ؟".

شاذن 15-10-10 03:55 PM

شعرت تبتسم من صميم قلبها ،فهي لم تشأ أن تكون رفيقة سيئة .وبدا كأن داكر قد صفح عنها ،مهما كان ذنبها .
استدارت نحوه وقد ارتسمت الضحكة في عينيها .ولم تخطئ ، فقد عادت روح النكتة إلى داكر.عرفت ذلك من ارتفاع زاويتي فمه الرائع .
- لا أظنني أيقظتك . . . هل أنت راحل . . . ؟
فمه الرائع ؟ يا إلهي ،من أين خطرت لها هذه الفكرة ؟
- يبدو أنني مثلك ،قليل النوم .كنت في مكتبي أترك رسالة للبيطري على المجيب الصوتي ،عندما خرجت أنت .كيف حالها ؟
- أفضل من قبل .لكنني ما زلت أفضّل أن يراها البيطري .
وتولى داكر مهمة أخذ سيزار للرياضة ذلك الصباح تاركاً جوسي مع نينا .لكنه عاد بسرعة وتوجّه إلى المنزل .وقرابة الظهر ،عاد إلى الإسطبل برفقة رجل قدّمه إليها بصفته البيطري .فشعرت جوسي بالإحراج لاستدعائهم السيد " غراماش"يوم الأحد ،إذ كان بالإمكان تأجيل المسألة إلى اليوم التالي .
قال لها البيطري ،بانكليزية جيدة رغم لكنته الفرنسية :" سأصف لها دواء وستستعيد صحتها بعد أيام".
فأجابته باسمة :" شكراً".
منتديات ليلاس
شعرت بالارتياح أثناء التحدث معه عن نينا ،وكانت على وشك الانسحاب عندما قال له داكر باقتضاب وبلهجة رسمية :" سأعود معك إلى المنزل يا سيدي وستهتم السيدة بوميير بالفرس".
فعاد الرجل يبتسم لها ،وقال :" سأعود يوم الأربعاء ،يا سيدتي".
حوّلت جوسي نظرها عنه إلى ملامح داكر المقطبة ثم سعلت نينا فنسيت كلا الرجلين .
يوم الأربعاء ،كانت حالة نينا قد تحسنت . وسرّت جوسي عند وصول البيطري .
- هل تريدين أن أفحص الحصانين ما دمت هنا ؟
أجابت مستحسنة الفكرة :" يسرني ذلك ،يا سيدي".
قال لها بابتسامة خلاّبة :" اسمي ريجيس".
أجابته متمتمة :" آه ،حسناً".
فسألها :" وما اسمك ؟".
ترددت ،لكن بدا من السخافة ألاّ تخبره ، فأجابت :" جوسي . ذاك هو سيزار".
وأشارت إلى الحصان الذي كان في المراعى . .. قام ريجيس غراماش بفحص الحصانين ،ليعلن بعد ذلك أنهما على ما يرام . وأخبر جوسي أنه بدأ عمله في وقت مبكر جداً ذلك الصباح ،وأشار إلى رغبته في تناول فنجان قهوة . رباه . . . أدركت أن البيطري يسعى للتحرّش بها ، لكنها لم تعرف كيف تتصرف إزاء ذلك .
نظرت إلى مخزن الأعلاف ،حيث شاذن كان فرانك يستريح .وبما أن المطبخ الصغير قرب غرفة الغسيل مجهز بالقهوة ،والشاي ،نادته :" قهوة ،يا فرانك ؟". حضّرت القهوة لهما ،ثم تركتهما معاً وأخذت نينا إلى المرعى .
اتصلت بها أختها ذلك المساء ،وسّرها التحدث إليها .لكن جوسي اقتنعت أكثر بأنها اتخذت القرار الصائب حين غادرت انكلترا فقد كانت

شاذن 15-10-10 03:57 PM

تعرف مدى اهتمام بيلفيا لأمرها ولم تعد تريد ذلك ، إذ لم تشأ أن تقلقها أكثر . استغرق حلول يوم السبت وقتاً طويلاً دون سبب ظاهر وعندما سمعت جوسي صوت طائرة تحلق في الجو باكراً ذلك الصباح ،أدركت أنها كانت تنتظر داكر دون وعي منها .كانت تعلم أنّ من على متن الطائرة قد يكون شخصاً آخر ،لكنها شعرت بالبهجة حين عادت مع نينا من نزهة قصيرة ووجدت داكر في الإسطبل .
حيّته بالفرنسية:" صباح الخير يا داكر".
تقدم نحوها ،وقال :" سنجعلك تتكلمينها كالفرنسيين أنفسهم ".
وابتسم وهو يمسك بذراعيها متمتماً بالفرنسية : صباح الخير ، يا جوسي".
ثم مال عليها يقبل وجنتيها .فتراجعت ،شاعرة بالاضطراب وتمتمت:" ظننت أنني سمعت هدير طائرتك".
تفحّصها للحظات ، ثم أجاب:" وأنا سمعت أنك تعدّين قهوة جيدة ".
منتديات ليلاس
وظهر فرانك من مكان ما فناوله داكر لجام نينا ليعتني بها . ثم سألها :" هل ستحضّرين لي القهوة".
فردت وهي تسبقه إلى المطبخ الصغير :" طبعاً".
وعندما أخذت تعدّ القهوة ،سألها وهو يرتاح على الكرسي خشبي :" هل ستشربين القهوة معي أم ستتركينني لأشرب قهوتي مع المستخدم عندي،كما فعلت مع البيطري ؟".
- آه ،يا إلهي . . . أتراني كنت غير مهذبة ؟
انفجر ضاحكاً ،وسألها :" وهل شعرت بأنك غير مهذبة ؟".
فهزت رأسها نفياً ،ثم نظرت إلى داكر للحظة ،قبل أن تقول له وكأنها بدأت تعتبره من أفراد أسرتها :" بما أننا من أسرة واحدة ،بإمكاني أن أخبرك بأنني اعتقدت أن السيد غراماش كان يحاول مغازلتي . . . إنما".
وضحكت هذه المرة إنما بخجل ،ثم أضافت :" إلا أنني لا أعرف كيف أواجه ذلك".
ونظرت إلى داكر وأمام ملامحه الصارمة شعرت بمرحها يتلاشى.
- ألم يكن لديك أصدقاء قبل مارك ؟
أجابته :" لا، لم يكن لدي".
حدق فيها داكر بحدة، متفحصاً .ثم صفا وجهه نسألها :" هل أردت أن تعبثي مع صديقنا البيطري؟"
فأجابت بجفاء :" لا، طبعاً".
ثم قالت بحدة لم تستطع منعها :" لماذا أفضي إليك بأشياء لا أخبر بها أحداً ؟ ".
حدّق فيها ،ثم ضحك ،فسّرها هذا وهدّأ طبعها على الفور .وحملت فنجاني القهوة إلى الطاولة .فسحب لها كرسياً إلى جانبه ،وهو يجيبها :" ربما . . . لأنني . . . ابن خالة زوجك؟".
- نعم ،ولكن . . .
وتنهدت بشكل مضطرب وهي ترتجف ،ثم سألته بصعوبة :" لِمَ أنت و. . . وليس مارك ؟ ".
- ألم تخبري مارك عن الأثر النفسي الذي تركه فيك أبوك ؟


شاذن 15-10-10 03:59 PM

لم تدرك يوماً الأثر النفسي الذي خلّفه أبوها في مشاعرها ،ولم تع سوى كراهيتها وانزعاجها من العنف الجسدي .وهذا قاسم مشترك مع الكثير من الناس .لكنها ما إن نظرت إلى داكر ،حتى راحت تتساءل ،عما إذا كانت ستكبر كأختها واثقة من نفسها لولا تلك الحادثة ،وما رافقها من أذى وقمع ؟وهل كانت ستترك خجلها اللعين هذا خلفها مع انتقالها من مرحلة المراهقة منذ سنوات؟ لا تظن ذلك .لكنها ،منذ جاءت إلى هنا ،منذ تركت منزل أبيها ،أصبحت أقل خجلاً .
تركت أفكارها المعقدة تلك ،عندما سألها داكر بصوت هادئ متمهل بعد أن أعطاها ،بحسب رأيه ،وقتاً كافياً لتجيب:" هل علمت أختك بالمحنة التي سببها لك أبوك عندما كنت في الخامسة عشرة من عمرك ؟".
أجابته جوسي :" لم يعلم بها أحد ".
وشعرت بحاجتها لشرح الأمر ،فأضافت :" كانت بيلفيا تجري امتحانات في المدرسة ،بل نحن الاثنان في الواقع . . . بينما كنت أنا قادرة على إخفاء ما يقلقني ،كانت بيلفيا تصرخ في أحلامها حين يتملكها القلق . وعندما حدث ما حدث ،كانت تعاني من عدم استقرار ،ولهذا لم نشأ ،أنا وأمي ،أن نضيف إليه قلقاً آخر".
- هكذا قررتِ أن تحتفظي بالسر لنفسك ؟ ألم تفكري في أن تخبريها بعد موت أمك ؟
- كيف يمكنني ذلك ،فقد أحببنا أمنا إلى أقصى حد .
منتديات ليلاس
- إذن ،كما حاولت أن تحمي أمك ذلك اليوم عندما ارتميت بين أبويك ،حميت أختك بإخفائك كل ما جرى عنها .
- لم أستطع أن أخبرها ،فلو عرفت بيلفيا أن أبانا كان يضرب أمنا ،لتعذّبت كثيراً.
- وبدلاً من ذلك ،تركت ذلك يعذبك وحدك .
تكلم برقة ،فلم تجب .إنها تتذكر جيداً كيف عاشت السنة التي تلت ذلك الحدث ،كيف تهرع يومياً من المدرسة إلى البيت خائفة لكي تطمئن إلى أن أمها بخير .
- وبعد موت أمك حملت السر وحدك ،حتى أنك لم تخبري الرجل الذي تزوجته.
ظنّت أنه نسي سؤاله السابق .لكنها ،عرفت الآن مدى عناد وتشبث هذا الرجل .كان عليها أن تستشف ذلك عندما انتظر قدومها أشهراً لكي ترعى حصانيه فأجابته باختصار وقد ضايقها سؤاله :
- لا ، لم أستطع .
- لماذا ؟
تباً له ولأسئلته الهادئة ! لم تشأ أن تجيب .والحقيقة أنها لم تكن تعرف الجواب .
فكرت في أن تنهض وتتركه لتذهب إلى عملها ،لكن شيئاً ما أوقفها . وفجأة ،تبينّ لها أنها اعتادت على الهرب من المواقف الصعبة في الحياة. ولكن هذه حياتها الجديدة . ألم تشعر بالتحسن بعد أن أخبرت داكر عن فعلة أبيها ذلك اليوم ؟ واندفعت تقول بألم :
- بدا لي كل ذلك فظيعاً بشعاً قاسياً . كنا ،أنا ومارك ،على علاقة هادئة رقيقة .إننا . . .شاذن
وسكتت .لم تستطع أن تكمل ،فقالت بحدة :


شاذن 15-10-10 04:02 PM

- لا أريد أن أتحدث عن هذا الأمر !
وقفت فجأة ،وحملت فنجانها وصحنه إلى الحوض . يا إلهي ! خمس دقائق أخرى من هذا التحقيق الدقيق ،وتكشف له كيف انتهت علاقتها بمارك بشكل لا يمكن أن يوصف بالهدوء أو الرقة .
قفزت مجفلة حين شعرت فجأة بيده على ذراعها . أدارها نحوه وقال لها بلطف :" لا تتكدري".
كان وجهه قريباً من وجهها . . . قريباً أكثر مما يجب .لم تشأ أن تنظر في عينيه ،كما لم تشأ أن تدعه ينظر في عينيها .وودّت لو تختفي الشعور بالذنب الجلي فيهما .
قالت له كاذبة :" أنا لست متكدرة".
ثم نفضت يده عنها ،وقامت بما كان عليها أن تقوم به منذ دقائق .
خرجت من الغرفة .
امتطى داكر سيزار وخرج للنزهة مرات عدة في العطلة الأسبوعية تلك ، أما جوسي فلم تره إلا قليلاً ،إذ كانت تحرص على البقاء بعيدة عنه ،وعندما رحل إلى باريس شعرت بارتياح بالغ .وإذا ما حالفها الحظ ،فسيمضي هناك العطلة الأسبوعية القادمة فتعود وتشعر بالاستقرار مجدداً . . .في الأسبوع التالي فكرت في مارك .ولم تكن ممتنة لابن خالته الذي أثار ذكراه في نفسها .وعندما استيقظت نهار الجمعة ،انبعث فيها إحساس بالعدل .فبعد أسبوعين ستحّل دكرى زواجهما ،وأدركت أنها ستفكر فيه كثيراً سواءً بسبب أسئلة داكر أم من دونها . كانت في الإسطبل عندما سمعت صوت سيارة ،فالتفتت لترى " ريجيس غراماش"يوقف سيارته إلى جانبها . شعرت بشيء من الكراهية نحوه لأنها لم تكن ترتاح في صحبته .فتركت ما كانت تقوم به ، وعندما خرج من سيارته وتوجه نحوها ،قابلته في منتصف الطريق ،وبادرته معتذرة :" لا بد أنني أسأت فهمك ،يا سيدي .لم أدرك أنك ستحضر لرؤية نينا مرة أخرى".
منتديات ليلاس
فقال يذكرها باسمه الأول :" ريجيس".
ثم أضاف :" لم تسيئي الفهم ،يا جوسي .فأنا لم أحضر لرؤية أي من الحصانين وإنما لأراك أنت".
شهقت لجوابه وجمدت في مكانها ،ثم شعرت بالارتياح وهي ترى جورج قادماً نحوهما مندفعاً على دراجته ثم يتظاهر بإصلاح شيء في العجلة الخلفية .آه يا للسماء، كانت صراحته أقرب إلى الوقاحة .فاحمر وجهها ، بينما تابع ريجيس غراماش ،قائلاً :" أنا أعلم أنك سيدة أرملة ،لكنني أعلم أيضاً أن بإمكاني أن أساعدك على نسيان حزنك".
إنها غطرسة حقاً ، غطرسة بالغة .إن داكر متغطرس أيضاً ،لكنه ليس مخادعاً أما هذا الرجل ! وأجابت بأدب :" شكراً ،لكنني أفضل تناول الطعام في البيت "
- أتودّين أن أتناول الطعام معك هنا ؟
واكتشفت جوسي أن ثقتها بنفسها قد ازدادت فشعرت برغبة في الضحك .وأجابت :" لا أريد ذلك ،يا سيدي".
لكنها شعرت بكرامتها تنتعش ،ولسبب محيّر ، سمعت نفسها تقول له بأدب :" قد اتصل بك عندما أشعر برغبة في الخروج لتناول العشاء
".

شاذن 15-10-10 04:04 PM

لم تتأكد مما إذا فهم ما تعنيه ،لكنها استنتجت أنه فهمها عندما أخذ يدها اليمنى في يده واستبقاها أطول مما يلزم ثم هزها مصافحاً ،وأجاب بحرارة :" إلى اللقاء حتى ذلك الحين ،يا جوسي".
ثم عاد إلى سيارته .
- أتريد قهوة يا جورج ؟
طرحت عليه السؤال وهما ينظران إلى السيارة تبتعد .هل هذه هي المرأة نفسها . . .هل هي حقاً هذه المرأة ؟ هل تراها حقاً واجهت موقفاً كهذا ، موقفاً كان في ما مضى يسبب لها العذاب المر ؟
****
استيقظت جوسي في الصباح اليوم التالي وهي تشعر ببهجة بالغة . وتكهنت بأن شعورها هذا بقية من الأمس حين عرفت كيف تتصرف مع البيطري العاشق ،وحين اندفع جورج نحوها مسرعاً ،عند رؤيته سيارة البيطري قادمة بينما هي بمفردها .
نزلت إلى الإسطبل ،وتملكها إحساس بالدفء والحماية البالغتين ، وكأنها فرد من أفراد أسرة داكر .سمعت هدير طائرة فوقها وأدركت أنها ،وعلى خلاف رأيها في الأسبوع الماضي ، لم تعد تمانع في عودة داكر إلى بيته لقضاء هذه العطلة .وكانت تتنزه على ظهر نينا ،عندما عاودتها روح النكتة . . . لا تمانع في عودة داكر إلى بيته ؟ ولكنه بيته ! ويحق له أن يأتي إليه ساعة يشاء.
منتديات ليلاس
كان في المرعى يتفحص السياج عندما عادت .رآها ،فترك ما في يديه ليتجه نحوها ، وترجّلت هي عن نينا بسرعة ووقفت تنتظره .كان قلبها متلهفاً وهي تنتظر منه أن يحييها بتقبيل وجنتيها .وتمنت لو يظن أن احمرار وجهها عائد لجولتها في البراري.
- مرحباً ، يا ابنة الخال .
وابتسم لها محيياً ،فيما راح يتأمل عينيها الواسعتين ولونهما الدافئ . فأجابته :" مرحباً داكر".
وبالرغم من أنها اعتادت عليه ، شعرت فجأة بالخجل .آه ، رباه . . . وهي التي ظنت أنها قد تخلصت من ذلك .
سألها :" هل كان أسبوعك جيداً؟".
كان ممكناً في الأسبوع الماضي أن تخبره عن زيارة " ريجيس غراماش"، أما اليوم فشعرت بارتباك منعها من ذلك . أجابت :" استمتعت به جداً".
وأضافت بسرعة دون أن تعطيه الفرصة ليقول شيئاً آخر :" هلاّ عذرتني ! لدّي عمل أقوم به مع سيزار".
فكرة أنها بدأت تعود إلى شخصيتها الأولي الخجول المرتبكة أزعجتها ، وبقيت تتجنبه بقية النهار . إلا أن اللياقة ،أرغمتها على مشاركته طعام العشاء تلك الليلة .
ورغبت في إنعاش ثقتها بنفسها ، فاختارت ثيابها بعناية فائقة .وخّيل إليها أنها لمحت نظرة إعجاب في عيني داكر وهو يجر لها الكرسي لتجلس عليها .ولعلها لم تكن قادرة على إخباره ،هذا الصباح ،عن زيارة ريجيس غراماش ،لكن عيني داكر لم تعكسا أي إعجاب عندما كشف لها أثناء العشاء أن هناك من أطلعه عليها .

شاذن 15-10-10 04:07 PM

قال لها في معرض الحديث :" سمعت أن البيطري قد زارنا في الأمس".
لكن شيئاً ما في صوته أنذرها بالا تقول ما لا يرضيه .فأجابت وقد رأت أن من الأفضل أن تختصر جوابها :" نعم".
- لكنه لم يمض وقتاً كافياً لفحص الجوادين .
- هذا صحيح .
قال فجأة بحدة :" هل تتصنعين الغباء ؟".
رددت بحدة مماثلة ،مدهوشة من نفسها :" يبدو أنك تود افتعال شجار".بدت عليه الدهشة هو أيضاً ،فسيطر على أعصابه ،ثم سألها بتوتر وبشيء من المهادنة :" أخبريني إذن عن زيارته".
حدقت فيه بعناد ،لعدة ثوان .لكنها ما لبثت أن ضعفت وهي تفكر في أنه ابن خالة مارك ،وأنا أخذ على عاتقه أمر الاعتناء بها .
- جاء ليراني .
مهما كانت الشتائم التي تفوه بها داكر بالفرنسية فلم تفهمها جوسي .
وإنما فهمت ما قاله بالانكليزية صارخاً وقد بدت عليه العدوانية :" هل بلغت به الوقاحة حد المجيء إلى بيتي ليغازلك ؟".
منتديات ليلاس
فهتفت :" يغازلني ؟ لكنه لم يفعل".
- أخبريني إذن !
- جاء ليدعوني على العشاء .
انفجر قائلاً على الفور :" هذا مستحيل ".
ردت عليه صارخة :" أنا من يقرر ذلك".
وفجأة انفجرت ضاحكة ،فسألها ببرود :" ما المضحك في الأمر ؟".
- أنت . . . أنا . . .آسفة يا داكر ،لم أعتقد أن أتصرف بهذه الطريقة مع أي إنسان.
وشعرت بنظراته الجليدية تذوب وهي تضيف :" لطالما كنت جبانة خجولة ،ولكن ها أندا الآن ،وليس للمرة الأولي كما أذكر ،أصرخ في وجهك .وأعترف بأنني ، منذ جئت إلى هنا أكاد لا أعرف نفسي".
وتلاشت ضحكتها ،فجلس داكر يحدق فيها ،صامتاً ،للحظة طويلة ثم قال بهدوء وقد زال غضبه :" هذا حسن".
ثم دخلت أغاثا ،فلم يضف أية كلمة أخرى .
تحيّرت جوسي لرده ،وفكرت فيه في يقظتها .لكن حيرتها تلك تبددت حين سارت نحو الإسطبل صباح يوم الأحد ،وهي تتذكر حالها عندما زارها داكر في بيتها . . . منذ ثمانية أشهر .وأدركت أنها قطعت شوطاً بعيداً منذ ذاك الحين ،فبالرغم من حبها لهيثي ،لم تكن قادرة بعد موت مارك على الذهاب إلى الإسطبل لتراها ،وقد غيّر داكر حالها في ساعة . . . كان داكر، في الواقع ،مسؤولاً عن التغيرات الكثيرة التي طرأت على حياتها ، ولولاه لما تمكنت يوماً من الخلاص من بيتها .وأدركت أنها تدين له بالكثير .
لكنها ،على أيّ حال ،لم تكن في مزاج يسمح لها بأن تشكره عندما وافته على الغداء.
قال لها ببطء:" ستنهكين نفسك والجوادين إذا ما أختهما للتمرين أكثر من ذلك ".

شاذن 15-10-10 04:09 PM

شعرت برغبة في أن تقول له ،اطردني إذن .لكن ،بما أنها ليست موظفة عنده ، وبما أنه قد يستحسن الفكرة ،لجمت لسانها السليط ،وأجابت بهدوء:" إنهما يستمتعان بذلك".
لكنها كانت من الصدق ، بحيث اعترفت بأن وجود داكر جعلها تتعمد إبقاءهما في الخارج لمدة أطول .ولسبب ما ،لم تستطع تحديده ،كان هناك ما يحثّها على تجنّبه ،وسألته :" هل تريد أن تمتطي سيزار ؟".
أجاب باختصار :" لا".
وغامرت بالسؤال :" أتريد شيئاً مني ؟".
أجاب بحدة :" أبداً !".
وشعرت بأنها تكرهه تكرهه تكرهه ! لا بأس .هي أيضاً لا ترى ما قد يدفعه إلى الحضور إلى الإسطبل ليسألها عنه ، ولكن كان بإمكانه أن يتصرف بفظاظة أقل ،وألاّ يجيبها بهذه النبرة الحاسمة . . . ولم يتبادلا أي كلمة بعد ذلك . ولم يُبقِ جوسي في كرسيها سوى حسن تهذيبها .لكن التمرد ،الذي لم تعرفه من قبل ، بعث تشوّشاً بالغاً في نفسها فكادت لا تصبر على إنهاء وجبة العشاء ،كي تتوارى في مكان ما .
منتديات ليلاس
أخيراً ، وضعت فوطتها .وقالت له متحدية :
- إذا احتجتني بشيء فأنا خارجة إما على نينا وإما على سيزار .
وتبادلا نظرات عدائية ،ولكن عندما لمحت حركة فمه ،وكأنه يمنع نفسه من الضحك ،اندفعت نحو الباب. وذهلت عندما ترك داكر مقعده وسبقها إليه فتوقفت إذ سدّ عليها الطريق. ونظرت إليه بتمرد ،ولم يخفّ تمردها ذرة واحدة حين قال ببطء:
- بما أنك تعملين وتفكرين وتحلمين بالخيل ،فسأصطحبك في الأسبوع القادم إلى عرض للخيل في نادي الفروسية.
إذا ظنّ أنه سيهدّئها بهذا الكلام ،فهو مخطئ إذ ثار غضبها .يا له من متغطرس! قالت بكبرياء :" لقد سبق وأن ذهبت إلى هناك".
زمجر قائلاً :" مع من ؟".
ردت بغضب:" وحدي وكنت مسرورة لذلك".
ثم اندفعت خارجة وصاعدة إلى غرفتها لتغير ملابسها .إذا لم يفهم من ذلك أنها تفضل أن تذهب بمفردها على أن تذهب معه ،فهذا سوء حظه.
وعندما هدأت أعصابها ،كان قد عاد إلى باريس.
أمضت جوسي يومي الاثنين والثلاثاء تتمنى لو يمضي داكر ما تبقّى من الأشهر الستة المتفق عليها في باريس ،فهو مصدر للإزعاج والاضطراب والقلق.
لم تشعر يوماً بمثل هذا الاضطراب الذي كان يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
لقد تغيّر نظام حياتها ،ومع اقتراب الذكرى السنوية لزواجها ،كان ذهنها مشغولاً على الدوام إما بداكر ،وإما بمارك.
ليلة الجمعة ،حلمت بهما معاً . ونهضت ،صباح السبت، من سريرها مرهقة منهكة وقد غمرها شعور بالفشل لأنها لم تكن قادرة على أن تحب مارك كزوجة .
توجهت جوسي إلى الإسطبل راجية من كل قلبها ألا يتخاصما ،هي وداكر ،في هذه العطلة الأسبوعية ،فهي لن تستطيع مواجهة ذلك ،لكنه جنّبها المشاكل ،إذ لم يأت إلى بيته في عطلة نهاية الأسبوع.

شاذن 15-10-10 04:12 PM

وجدت نفسها تنتظر سماع طائرته .بينما مشاعرها حائرة بين السرور لغيابه والأسف على ذلك .فلا بد أنه يتعب في عمله مما يجعله بحاجة إلى الاسترخاء في الريف.
رباه ،أتراه ضجر من وجودها هنا ؟ أقلقتها هذه الفكرة لدقائق ،لكن خطر لها أنه لن يتأخر عن إيجاد مكان لها ،إذا ما أرادها أن تبتعد ،سواء أكانت من الأسرة أم لم تكن .حتى لو كان ذلك يعني أن يبني لها شقة فوق الإسطبل . . وعادت بأفكارها إلى مارك ،فراحت تتساءل إن كانت قد جنّت.
كما أخذت تتساءل عن السبب الذي جعلها ،في بداية الأسبوع ،ترجو ألا يعود داكر أبداً ،في حين أنها تشعر ،الآن ،بالشوق إليه . . .وما لبثت أن عارضت نفسها . . . فهي لا تشعر بالشوق إليه بالطبع ،كما ‘إنها لا تهتم لأمره مثقال ذرة .ولديه ، دون شك ، ما يشغله في باريس،كأنثي رائعة الجمال ،إذ لم يزعج نفسه بالاتصال ليعلم شخصاً ما بأنه لن يأتي إلى البيت ولزادت تشّوش ذهن جوسي عندما انتهت العطلة الأسبوعية وتبعها يوم الاثنين والثلاثاء.ولم تنم جيداً ،وأخذ شعورها بالذنب نحو مارك ينتعش من جديد .
منتديات ليلاس
ويوم الجمعة ،يوم الذكرى السنوية لزفافها ،استيقظت مذهولة ، وشعرت بأن عليها أن تذهب لزيارة قبر مارك .اهتمت بالجوادين مبكرة وأخرجتهما إلى المرعى ،ثم ذهبت لتبحث عن جورج ،وبفرنسيتها المحدودة ،طلبت منه أن ينتبه للجوادين لأنها ستذهب إلى سومير .غداً باكراً ،وقبل مجيء داكر ،هذا إذا ما نوى المجيء إلى بيته هذا الأسبوع ، ستتوجه بسيارتها إلى " نانت". اشترت خريطة ثم عادت إلى البيت وحملتها إلى غرفتها .فتحتها ،فرأت أن الرحلة ستستغرق ساعتين .الوصول إلى نانت لن يشكّل عائقاً ولكنها قد تجد مشكلة في العثور على قبر مارك ،فهي لا تكاد تتذكر جنازته فكيف بقبره .
كان الوقت مبكراً ،ولم تتجاوز الساعة الحادية عشرة صباحاً عندما تركت الخريطة مفتوحة على سريرها .وقررت أن تنزل إلى الطابق السفلي، لتبحث في المكتبة عن خرائط تضم تفاصيل أكبر عن منطقة " نانت"وأدركت ،وهي تغادر غرفتها أنها ستضطر إلى إعلام أغاثا برحلتها غداً ،إذ لا يمكنها أن تغيب النهار بطوله دون أن تخبرها ،كما أن عليها أن ترتب أمر الاعتناء بالجوادين .
كانت قد وصلت إلى منتصف السلم عندما انفتح الباب الخارجي ودخل داكر ،ـفطرفت بجفنيها متسائلة عما إذا أضاعت يوماً في مكان ما تابعت نزول السلم بينما اتجه هو نحوها حاملاً حقيبته .
- لم أسمع صوت طائرتك .
وكانت هذه أول فكرة خطرت لها .
- كيف حالك يا جوسي ؟
طرح سؤاله هذا وهو يضع حقيبته على الأرض ويمسك بذراعيها وعيناه تتفحصان وجهها.
وأجابت كاذبة ،وهي تعلم بأنها تبدو منهكة شاحبة ومحطمة :" أنا بخير".
تأملها داكر مرة أخرى ،ثم تعالى رنين الهاتف .لم يجب على الفور بل قبّل وجنتيها ، فجمدت مذهولة دون حراك .


شاذن 15-10-10 04:15 PM

كانت لا تزال جامدة عندما تركها وذهب ليجيب عن الهاتف . .. فكرت في أن مخيلتها تخدعها ،لكنها استفاقت من ذهولها فجأة ،عندما أدركت أن داكر ،الذي أجاب أولاً بالفرنسية ،يتحدث الآن بالانكليزية .
- لقد وصلت جوسي.
ثم مد يده بالسماعة ،فتقدمت لتمسك بها :" آلو ؟".
- آلو ،حبيبتي .
وفجأة أخذت جوسي تغالب دموعها ،فسألتها أختها :" هل الذي أجاب هو داكر بانشيرو ؟".
أجابتها وهي تخفي دموعها :" نعم ".
عندما التفت إليها قبل أن يحمل حقيبته متوجهاً إلى غرفته ابتسمت له بخجل .
- يبدو من صوته أنه رجل طيب .
- وهو كذلك .
- كيف الحال عندك ؟
أجابتها جوسي :" رائع ".
ولكن البكاء عاودها عندما تطرقت أختها إلى سبب هذا الاتصال :" عدنا ،أنا ولاثام الليلة الماضية ، من رحلة . ولقد فكرت في أن أمضي معك يومين".
شعرت جوسي بغصة إزاء حنان أختها .كانت تعرفها جيداً ،وما قالته يعني : أعرف أنها الذرى السنوية لزواجك ،وغداً الذكرى السنوية لوفاة مارك وأريد أن أكون معك .
منذ عام ،وقفت بيلفيا إلى جانبها ،وهي من أنقذها من الانهيار .وشعرت جوسي أنها لم تحب أختها يوماً كما أحبتها حينذاك .لكن لم تمض سنة على زواج بيلفيا أيضاً . وإذا كانت تحب لاثام بقدر ما يحبها ، فلا يجوز أن يتعدهما عن بعضهما كما أن جوسي لا تريد منها مزيداً من التضحيات .فأجابت وهي تغالب دموعها :" آه ، يا بيلفيا ،كم أود حضورك .لكنني لن أكون هنا".
- إلى أين ستذهبين ؟
- إلى "نانت".
منتديات ليلاس
- سأذهب معك .
جاهدت جوسي لكي تبدو قوية ،وأجابت :"لا، أنا بخير الآن صدقيني أنا بخير .إذا لم يكن لديك مانع يا بيلفيا ،أود أن أذهب بمفردي".
مع أنها كانت تتمنى من كل قلبها لو ترافقها أختها .
ساد الصمت للحظة ، ثم سألتها بيلفيا بحساسيتها المعهودة :" أصحيح هذا ، يا جوسي ؟".
راحت جوسي تبذل جهدها لمغالبة دموعها بعد أن أعادت السماعة إلى مكانها .لم تعد قادرة على البحث في المكتبة عن خرائط مفصلة ،فجلّ ما أرادته هو أن تعود إلى غرفتها .
وخوفاً من أن تنهار قبل أن تصل إلى الغرفة ،صعدت السلم مسرعة ووصلت إلى أعلاه مع انفتاح باب غرفة داكر.
ابتلعت ريقها بتشنج وهي تمرّ بجانبه لتدخل إلى غرفتها .ولكنها لم تتمكن من ذلك إذ دخل داكر دون أن يستأذن وقبل أن تتمكن من إغلاق الباب ،وسألها بسرعة :" ماذا حدث ، يا عزيزتي".


شاذن 15-10-10 04:17 PM

- إنها . . . أختي تريد أن تمضي معي بضعة أيام .
وتلعثمت وهي تشهق متأثرة ،وتمسح دموعها ،فتقدم داكر منها وأمسك بيدها قائلاً :" ليس في الأمر ما يدعو إلى البكاء، يا صغيرة ، ستعد لها أغاثا غرفة في أسرع وقت ممكن".
جلست على حافة السرير وأجابت :" ولكن بيلفيا لن تأتي".
سألها وهو يجلس بجانبها :" لن تأتي ؟".
فهزت رأسها :" طلبت منها عدم المجيء . لا يمكنني أن أسمح لها بذلك .كم كانت طيبة" .
وغصّت بالكلام ثم أضافت :" ليس لديك أدنى فكرة . . . فبالرغم من أنها متزوجة الآن ،وفي غاية سعادة ،فقد تذكرت زواجي من مارك . . وغداً ذكرى . . . ".
ولم تستطع أن تكمل فأخذ داكر يهدئها ،ثم ترك يدها ووضع ذراعه حول كتفيها بهدوء.
لبثا جالسين ،بهذا الشكل ،لعدة ثوان ،ثم تنهدت جوسي وهي ترتجف ،وتنبهت فجأة ،إلى أنه يحيطها بذراعه .راح قلبها يخفق بسرعة ، فظنته ذعراً . . . ابتعدت عنه وهبت واقفة ، قائلة :" أنا . . . أنا بخير الآن".
لكنها أدركت أنه لم يصدقها حين نظر إليها مطولاً وبحدة.
كان انتباهه كله مركزاً عليها ،ولكن وقف بدوره والتفت قليلاً ، رأى الخريطة على السرير ، فسألها بهدوء :" هل تفكرين في الذهاب إلى مكان ما ؟".
قالت :" أريد أن أحمل بعض الزهور إلى مارك".
منتديات ليلاس
رأت داكر يومئ بخفة فلم تعرف إن كان استحساناً أم مجرد موافقة بقيت تحدق فيه ، بتبلدّ ، قبل أن يقول :" سآخذك بسيارتي"
- لن أذهب قبل الغد. ويمكنني الذهاب بسيارتي.
- لا أظن ذلك .
لقد صمم على ذلك ،وعندما رأى أنها ستعترض ،أضاف :" انظري إلى نفسك وقد اتسعت عيناك لشدة الضغط النفسي الذي تعانينه .أفلم تنامي أبداً خلال هذا الأسبوع ؟".
- أنا . . . أنا بخير .
وعندما لم تعد ترغب في البكاء ،وبدأت تشعر بالغضب .يا إلهي ! ما هذا الرجل ؟
- لم أعد تلك الفتاة العاطفية المحطمة .أنا . . .
رد بحدة :" أعلم هذا . لقد تغيرت كثيراً منذ ذلك اليوم حين زرتك في بيتك ولكن . . . ".
وتابع يقول حين حاولت أن تقاطعه :" ما زال لديك بعض نقاط الضعف ،سواء أكنت تعرفينها أم لا . . . وأنا أعلم أنك ستجاهدين كي لا يراك أحد باكية ،لا أظن أن يوم الغد سيمّر عليك بسهولة ،وقد لا تتمكنين من التركيز على القيادة و . . .لذا من الأفضل أن أتولي القيادة بنفسي".
رأت أن وجهة نظره صائبة ، لكنها رفضت أن تبتسم ،وتكهنت بأنها تستطيع فعلاً التركيز على القيادة ،لكنها حاولت وضع عقبة .
- أريد أن انطلق باكراً .
- سآخذك بالطائرة ،إذا شئت .
أجابت بأدب :" لا ،شكراً".

شاذن 15-10-10 04:21 PM

- سنغادر عند الساعة الثامنة .أظن أن والدّي مارك سيسرّان إذا ما زرناهما.
نسيت ،على فور ،العداء الذي تشعر به نحوه وشهقت قائلة :" هل يعلمان أنني هنا ؟ في بيتك ؟".
منتديات ليلاس
- نعم ،منذ أعطيتني موعداً محدداً لوصولك .
- ولم يعترضا . . . على رعايتي لجيادك ؟
- لقد سّرهما موافقتك ،فهما يريان أن هذا سيسعد مارك لو كان معك ،وكم . . .
وسكت فجأة عندما أفلتت منها شهقة ألم سارع يسألها :" ماذا قلت . . . أنا ؟ ماذا . . . ؟".
أدارت له ظهرها بسرعة ،وشهقت لكنها لم تستطع أن تخبره .لقد غمرها شعور بالذنب ، وحاولت جاهدة أن تتمالك نفسها .لكنها كلما غالبت دموعها ،كلما سارعت هذه الدموع في العودة .وأخيراً قالت له :" حسناً هلاّ خرجت ،بينما . . .أغالب أنا ذلك ؟" .
وابتلعت ريقها . سمعته يتحرك .لكن ليس نحو الباب كما كانت ترجو بل نحوها .أدارت ظهرها ،فشعرت به ينسك بذراعيها .لم يدرها لتواجهه كي لا تشعر بالإحراج إذا ما خسرت معركتها . وانهمرت دموعها على خديها واكتفى بأن أمسك بذراعيها بهدوء ، ثم قال برقة :
- كنت بحاجة إلى هذه السنة كي تفرغي أحزانك ،يا جوسي .ولكن بعد غد ،ومن أجل مصلحتك وذكرياتك السعيدة عن مارك ،يجب أن تحاولي أن تعيشي لنفسك .
ثم طبع قبلة خفيفة على شعرها .
تأثرت من أعماقها لقبلته هذه ولما قاله .لم تخف من قبلته على شعرها ، إذ ما من داعٍ للذعر ،فهي لم تحمل سمى الاحترام والمودة .
أرادت أن تعيش لنفسها كما قال لها . أرادت ذلك حقاً ،لكنها تشعر بالاضطراب .لم تكن تعرف إلى أين تلتجئ أو تريد أن تلتجئ أو ماذا تريد أن تفعل . . .
ولم تعد تعرف أيّ شيء آخر بعد الآن . . .



***********


نهاية الفصل الرابع


نونْ ! 17-10-10 08:27 PM

اكملي سريعاً أرجووك ؛)

شووقهـ 18-10-10 03:07 AM

شاذن

جدا رااائعة

ابكتني جوسي

احسها انسانة تريد استقلاليتها

يعطيك العاافية يالغلااا

مودتي لكِ

بين الكلمات 18-10-10 04:20 AM

اول مرة اقرا لك ان شالله تعجبني الرواية

http://www.iraqnaa.com/ico/image/t033.gif

samahss 18-10-10 04:21 AM

روايه رائعه احنا فىانتظار التكمله وتسلم الايادى

شاذن 19-10-10 07:34 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نونْ ! (المشاركة 2487327)
اكملي سريعاً أرجووك ؛)

مشكورا كثيرا على مرورك الحلوة. . .
وحاضر من عيوني راح أحاول أكمالها بسرعة . . .
مع حبي شاذن .

:flowers2:

شاذن 19-10-10 07:39 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 2487753)
شاذن

جدا رااائعة

ابكتني جوسي

احسها انسانة تريد استقلاليتها

يعطيك العاافية يالغلااا

مودتي لكِ

مشكورا كثير على هذه التعليق الحلوة والمميز . . .

وأن شاء الله باقي الأحداث تعجبك . . .

وكمان شخصية البطلة جوسي . . .

مع حبي شاذن .

:flowers2:

شاذن 19-10-10 07:43 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بين الكلمات (المشاركة 2487776)
اول مرة اقرا لك ان شالله تعجبني الرواية

http://www.iraqnaa.com/ico/image/t033.gif

مشكورا على مرورك العطر . . .

وأنا كمان أتمنى ان تعجبك القصة . . .

مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 19-10-10 07:46 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samahss (المشاركة 2487777)
روايه رائعه احنا فىانتظار التكمله وتسلم الايادى

مشكورا كثير على مرورك العطر . . .

وأنا سعيدة لأن الرواية قد نالت أعجابك . . .

واتمنى ما أتأخر عليكم واجد . . .

مع حبي شاذن .


:flowers2:

شاذن 19-10-10 07:51 AM

5 – الذنب البريء

كانت جوسي مكتئبة المزاج عندما توجهت مع داكر نحو مدينة " نانت". لم تتكلم كثيراً ،وكلما اقتربا من هدفهما كلما ازدادت انطواءها على ذاتها .
قال داكر بعد أن مرت نصف ساعة لم تنطق أثناءها بكلمة واحدة:شاذن
" لعلها لم تكن فكرة جيدة"
أجابت بجهد كبير :" أنا . . . بحاجة إلى . . .أريد أن أذهب".
وكانت تعلم أنه أعطى فرانك وجورج تعليمات للعناية بالجياد ، فأرغمت نفسها على تبادل الحديث معه :" سيكون سيزار ونينا بخير ،أليس كذلك ؟".
فكان جوابه أن وضع يده على يدها المرتاحة في حضنها يطمئنها قائلاً :" من برأيك كان يعتني بهما عندما أخذت كل ذلك الوقت للحضور إلى هنا ؟".
طرح سؤاله بمرح ،فشعرت نحوه بالمودة فعلاً .
توقفا في الطريق لتشتري بعض الأزهار فاشترت وروداً صفراء لأن مارك كان يحب اللون الأصفر ،كما ابتاعت مزهرية لتضعها فيها .
منتديات ليلاس
عندما نزلا من السيارة ،حمل داكر المزهرية . . . كانت خائفة ألاّ تتذكر موقع قبر مارك ،ولكن داكر أتجه نحوه مباشرة .
رأت عليه أزهاراً غضة ، فتكهنت بأن والديه كانا هنا في الصباح .وبعد أن ملأت المزهرية بالماء من حنفية قريبة ،جلس داكر بقربها بينما راحت تنسق الأزهار .سرّها وجوده معها وقدرت له تفهّمه عندما عاد إلى سيارته ، تاركاً إياها وحيدة مع ذكرياتها ،بعد أن وقف معها صامتاً لدقائق قرب قبر مارك.
لا زالت آخر ذكريات جوسي تحطمها ،ولكنها تذكرت حين أشار داكر إلى تذّكر تلك الأوقات السعيدة . . .تذكرت طيبة قلب مارك ،ورقته ،ورفقه بالجياد ،ولكنها تذكرت خجله أكثر من أي شيء آخر ذلك الخجل الذي جذبها إليه .لقد أصبح ،بعد أختها ،أفضل صديق لها ،يا مارك العزيز ! أفضل صديق لها و . . . واغرورقت عيناها بالدموع لكنها كانت مسرورة لمجيئها .
عادت إلى السيارة ،وكان داكر يقف قربها . . . حاولت أن تضع حداً لأفكارها الحزينة ،ولكن قبل أن تتمكن من فتح باب السيارة ،توجه نحوها وأوقفها بوضعه يديه على كتفيها .وشعرت بأنها ترتجف ،لكنها رفعت بصرها فوجدت نفسها غارقة في عينين جادتين ثابتتين.
سألته بفتور:" ماذا . . .".
فرد بهدوء :" علّي أن أخبرك بأن خالتي وزوجها مسروران لأنك أتيت إلى هنا اليوم".
- هل اتصلت بهما ؟
أومأ برأسه ،وقال :" وقد دعيانا على الغداء".
فهمست وابتعدت عنه :" آه ، داكر !".
كان قد ذكر في الأمس مسألة زيارتهما .لكنها لا تريد العودة إلى ذلك البيت حيث لا . . .لا يمكنها أن تكون بهذه الشجاعة .إنها . . . وتشتت أفكارها مجدداً .

شاذن 19-10-10 07:54 AM

إنها كنة السيد والسيدة " بوميير" . . .زوجة وأرملة ابنهما الوحيد وحتى وإن لم تكن تشعر بأنها كنتهما .فهل عليها أن تبقى جبانة إلى الأبد ؟
عندها وافقت بشجاعة :" لا أظنني جائعة جداً ،لكن . . . "
تمتم داكر بالفرنسية بكلام ناعم رقيق لم تفهمه .ثم ساعدها على الصعود إلى السيارة .
منتديات ليلاس
استقبلتهما السيد و السيدة " بوميير" بكل حرارة .
- آه ن ما أشدّ شحوبك !
هتفت " سيلفي بوميير"بذلك وهي تطوقها بذراعيها كما فعل " فيليب بوميرر"في الواقع ،احتضناها بحرارة لم تلمسها قط عند أبيها .
كانت وجبة الغذاء محنة أقل عذاباً مما توقعته وأحسّت جوسي بأن عليها أن تشكر داكر لذلك ،إذ كلما جاء ذكر مارك ،حوّل الحديث وروى قصة فكاهية أو حادثة نادرة عنه .
كان والدا مارك يتكلمان الإنكليزية وإنما ليس بطلاقة داكر ،فاضطر أحياناً إلى أن يترجم لها بعض الجمل .وقام بهذه المهمة عندما أتى الأب على ذكر المال .
وكلما حاول والد مارك أن يشرح لها وصية ابنه ،كلما ازداد تشوش ذهنها ،فضلاً عن شعورها بالحرج من هذا الموضوع .
اعترفت وقد بدأت تشعر بالحرارة والانزعاج :" آسفة ، أنا لا أفهم".
فقال لها داكر :" لا ترتبكي هكذا ،يا صغيرة .كل ما في الأمر أن السيد بوميير ، وبسبب اختلاف اللغة ،يريد أن يتأكد من أنك تفهمين تمنيات مارك ، وتمنياتهما أيضاً ، إنهما يقولان إنك كتبت إلى محاميهما ترفضين ما أوصى به مارك لك ،ولكن . . ."
- أرجوك ، لا أستطيع ، لم أكن أعلم أن مارك يملك مالاً ،و . . .
وتهدج صوتها قليلاً وهي تضيف :" لا يمكنني قبوله".
واندفعت السيدة " بوميير"تقول :" إننا نكدّرك . . . أرجوك سامحينا"
فازداد شعور جوسي سوءاً عن أيّ وقت مضى .إنهما اللذان يجب أن يسامحاها .شعرت جوسي ،أثناء رحلة العودة ،وبقنوط بالغ . إذ أخطأت حين ذهب لزيارة والدي مارك .لقد تظاهرت بأنها غير متكدرة ،تقديراً للطفهما ورقتهما معها ،ولأنهما والدا مارك .يكفيهما أنهما يمرّان بظروف صعبة ،حتى تجعلهما يظنان أنها تركتهما منزعجة أكثر من ذي قبل ؟
مرت رحلة العودة إلى ضواحي " سومير" بصمت في الطريق إلى " نانت" حاولت أن تضفي بعض المرح على الجو ،لكن في طريق العودة كانت أكثر كآبة من أن تحاول .
عندما أوقف داكر السيارة عند باب بيته ، شكرته بأدب :" شكراً لمرافقتك لي اليوم ".
وعندما نزلت من السيارة وجدته قد ترجّل هو أيضاً ووقف معها على الطريق المرصوف بالحصى . قال وهو يتأمل وجهها المنزعج :" لقد مرّت عليك سنة سيئة ،يا عزيزتي لكن تذكري أنه ابتداء من الغد عليك أن تعيشي لنفسك . . .وليس للماضي".
أخذت تحدق فيه بصمت ،فمد يده يهز ذراعها بخفة وسألها :" هل ستتذكرين ؟".

شاذن 19-10-10 07:55 AM

فتحت جوسي فمها . . .ترددت ،ثم قالت تعده :" سأتذكر".
ثم استدارت ودخلت إلى البيت ،وتاركة إياه ليدخل السيارة إلى المرآب.
صعدت إلى غرفتها منهكة .لقد وعدته بأن تعيش لنفسها .ولكن ماذا يعني هذا ؟ حين أتت إلى هنا ،ظنت أنها بداية حياة جديدة . . .لكن حياتها الجديد ستبدأ جدياً حين تعود إلى انكلترا ، وتحصل على عمل يسمح لها بالاحتفاظ " بهيثي" معها .مع أن الفكرة أن تترك هذا المكان الجميل الهادئ لكي تبدأ حساباتها الجديدة ،وبدت دون معنى هي أيضاً .
****
لم ترى جوسي داكر يوم الأحد ،إلا قليلاً . ذهبت لتدّرب نينا ، فجاء هو إلى الإسطبل وامتطى سيزار ،ثم عاد إلى باريس قبل الغداء .
ذلك المساء ،شعرت بحاجة إلى ما يشغلها ،فكتبت إلى أبيها . . . ليس لأنها تظنه مهتماً بنجاحها ،وإنما من باب المجاملة .ثم كتبت إلى تريسي في الإسطبلات ،آملة أن تجيبها على رسالتها وتحدثها عن حياة " هيثي" اليومية ، بشكل أفضل مما تفعله عندما تتصل بها .
يوم الاثنين ،اتصلت بيلفيا ،وتحدثتا معاً لأكثر من عشر دقائق . وبعد ذلك تابع الأسبوع مساره . . .تملك جوسي الضيق والملل أكثر من أي وقت سابق .كان شعورها بالذنب نحو مارك يحطمها لكنها ،ولأول مرة ،بدأت تقرّ بأن عليها أن تتعود على هذا الشعور ما دامت عاجزة عن التخلص منه . والغريب أنها أصبحت تنام بشكل أفضل في الليل رغم مللها وضيقها في النهار.
استيقظت نهار السبت وهي تشعر بالانتعاش .لكن ما إن تذكّرت أن داكر سيحضر قريباً ،حين أخذت تشعر بالبلبلة والتشوّش.
منتديات ليلاس
ليس لدي ما يكفي من العمل . . .هذه هي مشكلتي ،وأخذت تفكر في هذه المسألة ،وعندما نهضت من الفراش مليئة بالحيوية .كانت قد فكرت مؤخراً في أن تسأل جورج إن كان يحتاج للمساعدة في الحديقة ،لكن الخجل ، وواقع أن جورج يعتني بالحديقة جيداً ودون مساعدتها ،جعلاها تصمت، وإنما رعاية نينا وسيزار هي أبعد ما يكون عن وظيفة بدوام كامل . وبعد أن اغتسلت وتناولت فطورها ،توجهت إلى الإسطبل ،كانت حرارة الطقس مرتفعة فلم تشأ أن تخرج الجوادين في نزهة فاكتفت بأن أطعمتهما ثم أخرجتهما إلى المرعى .لم يكن لديها ما تفعله فجلست تراقبهما وهما يستظلان بشجرة .ولكن عندما تنبّهت إلى أنها تحاول أن تسمع هدير طائرة ، فرغ صبرها من نفسها وقامت لتنجز بعض الأعمال المنزلية .
وعند الغذاء ، لم تسمع صوت داكر كما لم تره .هكذا ، ستتناول العشاء وحدها هذه الليلة .حسناً ،لا بأس في ذلك ، وتمنت له أن يستمتع بوقته أينما كان .
أوت جوسي إلى سريرها تلك الليلة ،وذهنها مشّوش للغاية .فمن ناحية ،تملكّها قلق بالغ من أن يكون داكر مريضاً .لكنها من ناحية أخرى ، لا تهتم مثقال ذرة باحتمال أن يكون مع فتاة رائعة الجمال قد استبقته في باريس خلال عطلة نهاية الأسبوع . وفي اليوم الأربعاء ،استيقظت وتوجهت إلى نافذتها لترى أن ضباب الصباح المبكر قد تبدد ،كما حصل في الأمس .وعند الساعة التاسعة ،كان النهار يبدو مشمساً

شاذن 19-10-10 07:57 AM

والسماء زرقاء صافية تتخللها بعض الغيوم البيضاء الخفيفة . وبدأ الطقس يصبح حاراً . وبما أنها لا تحب فكرة إبقاء الجوادين في الإسطبل طوال النهار ،فضّلت أن تأخذهما إلى المرعى حيث ينعمان بالظلال.
لم يستغرق عملها وقتاً طويلاً ،ومع حلول الساعة الحادية عشرة ،أصبح الإسطبل نظيفاً وجاهزاً لعودتهما .وعادت جوسي بدورها إلى البيت وهي تشعر بالحر فتوجهت مباشرة إلى الحمام .وكانت لا تزال تحت الماء المتدفق حين تملّكها شعور بالملل وعدم الارتياح ،جعلها ترفض تمضية النهار بالتكاسل والتسكع .
وكانت قد قصدت مدينة " سومير" مراراً لقربها فقررت التوجّه إلى مكان أبعد ،وذهبت لتبحث عن أغاثا .قالت لها بخليط من الإنكليزية والفرنسية :" أنا ذاهبة إلى " أنجي"، يا أغاثا . سأتناول الغذاء في انجي. . . نينا . . . سيزار. . . " . قاطعتها أغاثا باسمة بخجل :" فرانك أو جورج".
وذهبت جوسي إلى المرآب لتخرج سيارتها ،مطمئنة إلى أن أغاثا ستطلب من زوجها أو من جورج مراقبة الحصانين .
وبعد أكثر من ساعة ،وصلت إلى مدينة " أنجي" حيث تركت سيارتها في موقف للسيارات . راحت تجول في الأنحاء ،ولكنها لم تكن تعلم ما تريد أن تفعله بالضبط أو إلى أين تود الذهاب .شعرت بالوحدة والضياع ،وبفراغ مؤلم في أعماقها . . .الفراغ يعذبها منذ أيام ،وهذا ما حيّرها .دخلت متمهلة إلى متجر لبيع النباتات والحيوانات وألقت نظرة حولها نولكن التململ في داخلها جعلها تخرج وتتابع سيرها .رأت مقهى في شارع " بوليير" وقد وضع كراسي وطاولات على الرصيف ،فتوجهت إليه وجلست .لم تشأ أن تأكل كثيراً . . .تكفيها شطيرة واحدة من الجبن مع بندورة .وبينما كانت تنتظر ، أخذت تفكر في داكر ،ثم حاولت التفكير في شيء آخر إذ يبدو أن داكر احتل ،مؤخراً ،قسماً كبيراً من تفكيرها . . . ركزت أفكارها "هيثى " هيثي".فجأة انتبهت إلى ظل شخص يقف أمامها . رفعت بصرها متوقعة أن يكون النادل ،لكنها فتحت فمها مذهولة إذ كان داكر بانشيرو ويقف أمامها !
وفي تلك اللحظة بالذات اكتشفت مصدومة أنها تحبه !
أخذ قلبها يخفق ،وتعالى هدير غريب في أذنيها . . .فهي لا تحبه وحسب ،وبل مغرمة به ! شعرت بأنها على وشك الإغماء ولكن ذلك لم يحصل ،وبقى داكر واقفاً مكانه ،يتأمل ملامحها المذهولة ،فأدركت أن عليها أن تقول شيئاً ما . لذا ،سألته لاهثة :" ماذا تفعل هنا ؟".
أجاب ببطء :" على وشك الجلوس إلى طاولتك لتناول الغذاء".
وانحنى يقبل وجنتيها .وبينما كانت تحاول أن تعود إلى طبيعتها ،رغم اقتناعها بأن لا شيء سيعود كما كان ،وسحب كرسياً وجلس عليه بهدوء وهو يسألها عما طلبت من طعام .
- طلبت . . . شطيرة جبن وبندورة .
تلاشى في داخلها ذلك الفراغ المؤلم الذي لازمها منذ غيابه عن المنزل . . .تلاشى وكأنما بسحر ساحر.
- سنموت جوعاً قبل حلول موعد العشاء.لكنني سأطلب ما طلبته أنت.
ابتسمت . . . أرادت أن تضحك .كانت سعيدة لمجرد وجودها معه .


شاذن 19-10-10 07:59 AM

- كيف يسير العمل في باريس من دونك ؟
تمالكت نفسها لكي تمزح معه . وبدأ عليها الاستغراب وهو يرفع إليها بصره بعد أن مازحته . عجباً ،كيف نسيت خجلها وأصبحت فجأة بمثل هذا المرح ؟
أجاب داكر بابتسامة واسعة لجرأتها هذه :" بصعوبة".
وبدا عليه المكر فلم تستطع إلا أن تنفجر ضاحكة ولاحظت نظراته المسمّرة عليها ، فسيطرت على نفسها بسرعة وسألته :" هل . . .هل ذهبت إلى البيت ؟".
- وصلت منذ ساعتين بالطائرة .
وكانت متلهفة لتعرف كم من الوقت سيمكث ،ولكنها بقيت صامتة. وأضاف :" قالت لي أغاثا إنك ذهبت إلى المدينة .وبما أنه لديّ عمل في هذه الناحية ،فكرت في المجيء لمساعدة قريبتي الإنكليزية في قراءة قائمة الطعام لكنني وصلت . . . متأخراً ".
منتديات ليلاس
آه ،كم تحبه ! . . .كم تحبه ! إنها تحبه ، خصوصاً حين يكون في مزاجه هذا ن الذي يماثل مزاجها بالضبط .
- أنا . . .أكره أن أقول لك هذا . . . ولكن هناك ترجمة بالإنكليزية .
- أتعلمين أنك من دون مساعدة أحد يمكنك أن تصبحي وقحة للغاية ؟
وضحك ،وهو يحدق فيها ، فتمنت ألاّ ينتهي هذا الغذاء أبداً .لكنه انتهى ،ورافقها داكر إلى سيارتها .
قالت له :" إلى اللقاء في البيت".
وأحسّت بالخجل مجدداً ،وراجية ألا يكون لديه مانع من أن تعتبر بيته بيتها .ظاهرياً ، لم يكن يمانع .إذ نظر إليها بحرارة ، وقال برقة " إلى اللقاء".
وقبلّها بلطف على وجنتيها ،ثم تراجع إلى الخلف ،فتمتمت :" وداعاً".
ثم صعدت إلى سيارتها وأدارت المحرك ، وفي الدقائق الأولي من رحلتها راحت تتساءل كيف أنها ،من بين كل المقاهي الموجودة في المدينة ، اختارت ذلك الذي مرّ به داكر.
خرجت من زحمة السير في المدينة إلى الطريق السريع المؤدي من " أنجي"إلى " سومير" ، مما جعلها تصرف معظم اهتمامها إلى الحقيقة المذهلة التي اكتشفتها وهي أنها غارقة في حب داكر .لم تحتج إلى التدقيق في شعورها هذا . . .فقد كان موجوداً وكفى . إنها تحبه . . .إنه شعور لم تعرف مثله من قبل.
أما سبب تبدد هذه السعادة التي غمرتها ،وهي في طريقها إلى منزل داكر ،فهذا ما لم تفهمه . . .كل ما تعلمته هو أنها أدركت أنها لن تجد السعادة في حبها هذا الذي جاء دون رغبة أو دعوة منها .
أوقفت جوسي سيارتها على الطريق الأمامي وقد ازداد إحساسها ، فجأة ، بالمكان من حولها .تركت سيارتها في مكانها ،وخرجت منها ثم أخذت تتمشى نحو المرعى .
اقترب سيزار ونينا منها خبباً ، فأخذت تغني لهما بحنان لفترة وجيزة ، ثم عادت تفكر في حبها لداكر . . .هذا الحب المختلف . . .الذي أدركت لتوّها ، أنه سيبقى إلى الأبد . . . لقد أحبت مارك ،ولكن حبها لم يكن من هذا النوع .حبها لمارك ،والحق يقال ،لا يُقاس بهذا الحب الغامر

شاذن 19-10-10 08:02 AM

الذي تشعر به نحو داكر ،لكن سبق أن اقتنعت بأنه ما كان لها أن تحب أي رجل ، فقد أحبت مارك ومارك مات .
كانت جوسي تقف بجانب سياج المرعى ،مستغرقة في أفكارها ،تحاول أن تستعيد سكينتها عندما رأت داكر يتوجه نحوها بخطوات واسعة .
أجفلت على الفور ، آه ،كم تحبه ! .. .وكم هو عزيز وغالٍ .ولكن . . .ما كان ينبغي ذلك . . .وهزها الألم .وعندما أصبح قربها ،حولت نظراتها بعيداً . إذا ما توقع أن يرى رفيقة الغذاء الضاحكة ،أو تلك المرأة الخجول السعيدة التي ودّعها إلى سيارتها ،فقد خاب أمله .
أخذ يتأملها بصمت ، ثم سألها فجأة :" ماذا حدث يا جوسي ؟".
راح قلبها يخفق ألماً .وشعرت بأنها ستموت إذا ما اكتشف شعورها نحوه .فأجابت بلهجة متصلبة :" لا شيء".
وأدركت ،متأخرة ، أنه لن يتركها وشأنها دون أن يعرف السبب .فقال بحدة :" لا تكذبي علّي !".
- أنا لا أكذب !
- هل هناك ما يكدرك ؟
وأطلق شتيمة غاضبة بالفرنسية ،ثم هدأ وسألها :" ما هو ؟ كنت في أنجي. . . ".شاذن
- لم نعد في " أنجي"الآن .
- أنت غير سعيدة هنا إذن ؟
انفجرت نقول وقد بدأ الغضب يتملّكها :" هذا غير صحيح طبعاً فأنا أعشق هذا المكان . . .ولا بد أنك تعلم هذا ".
منتديات ليلاس
فعاد يسألها :" ما الذي حدث إذن بين هنا و" أنجي"؟".
- لن أجيب عن سؤالك !
هتفت بذلك ثم أشاحت عنه تريد أن تبتعد ،لكنه ،وكعادته ،لم يدعها تفلت منه .
- هلاّ توقفت عن الهرب من الأمور التي تزعجك ؟
زمجر بهذا وهو يمسك بذراعيها اليمنى ويديرها لتواجهه .
فصرخت به :" أرفع يديك عني !".
- إذن أخبريني بما حدث !
صاحت به وقد تبدد ذعرها ورأت أن الهجوم هو طريقة الخلاص الوحيدة :" لماذا تريد أن تعرف ؟".
هتف ظافراً :" هناك إذن شيء ما !".
ورغم حبها له تمنت لو تضربه .
دفعته بغضب ، فلمعت عيناه ، إذ لم يعجبه تصرفها هذا ، بينما صرخت هي بألم .ثم كادت تقع أرضاً عندما جعله الغضب يفقد سيطرته على نفسه ويصرخ بها :" أريد منك أن تتزوجيني ! ".
- لا !
شهقت بذعر وقد انحبست أنفاسها ،وبدا متأثراً بما قاله بقدر تأثرها لسماعها هذه الكلمات .
لكنه عاد وتملك نفسه ،وقبل أن يسألها بخشونة ، إذ لم يغب عنه ذعرها : " هل تنفرين من هذه الفكرة إلى هذا الحدّ ؟ فكرة أن تكوني زوجتي وأم أولادي . . . ".شاذن
فصرخت :" كفى ! إياك . . . ".

شاذن 19-10-10 08:04 AM

لم تستطع أن تسمع أكثر ، فاستدارت هاربة منه ،ولكن هذه المرة رأى أن الإمساك بها قد يضر أكثر مما ينفع ،فتركها تذهب .
كانت جوسي في حالة ذهول عندما بدأت تدرك أنها تجلس في غرفتها دون أن تتذكر كيف وصلت إليها . أما جلّ ما استطاعت أن تتذكره فهو أن داكر أعلن بوضوح وبصوت عالٍ أنه يريد يتزوجها .يا إلهي ! . والأسوأ من ذلك أنه ذكر الأولاد أيضاً ،فهو إذاً لا يريد زواجاً صورياً وحسب .
وبعد مرور ربع ساعة ،كانت الأمور لا تزال مشوشة في ذهنها ،فداكر لم يأت على ذكر الحب . . .لعله لا يعتبره ضرورياً .ولا شك أن حياتهما معاً ستكون متقطعة فسيحضر إلى البيت في عطلة نهاية الأسبوع على الأرجح . . .وأثناء الأسبوع أحياناً . . .سيكون عليها الاعتناء بالجوادين . . .وبالأطفال أيضاً حين يأتون . آه ، يا إلهي .شعرت بأنها تكاد تجن . أطفال ! ليساعدها الله . . . فهي لن تحتمل أن يلمسها رجل !
أخرجها من دوامة أفكارها المعذبة طرق على بابها .أجفلت ،وشعرت بالتوتر .لكنها رجّحت أن يكون الطارق أغاثا لأن داكر ليدخل مباشرة على الأرجح.
سارت إلى الباب تفتحه . . . فرأت داكر .بدا جاد الملامح وهو يسألها :" هل أنت بخير ؟".
أجابت بسرعة وجفاء :" بألف خير".
- مظهرك مخيف .
أرادت أن تشكره على ملاحظته لكنها عجزت عن الكلام ، فأضاف بشيء من اللطف :" حاولي أن ترتاحي حتى موعد العشاء".
- أنا . . .
أرادت أن تخبره أنها لن تتناول العشاء معه الليلة فقاطعها :" وبعد العشاء سنتحدث ،أنا وأنت " ولكنها لا تريد أن تتحدث إليه ،فما من شيء يقال .لقد اختصرت النقاش بذاك الرفض المرعب الذي أجابت به طلب الزواج وتذكرت اتهامه لها بأنها تريد تهرب من المشاكل ، فأرغمت نفسها على القول " حسناً".
أومأ مكرراً :" ارتاحي إذن".
وخرج من الغرفة . وعندما عادت جوسي إلى غرفتها متمهلة ، لمحت وجهها في المرآة فلاحظت لونه الشاحب ، وتناست نصيحته لها بأن ترتاح ، فقررت أن تخرج من غرفتها .
تذكرت أن سيارتها ما زالت متوقفة أمام المنزل ،لكن عندما خرجت من الباب الرئيسي لم تجدها وأدركت أن داكر قد أوقفها في المرآب . . .شعرت بتحسن لوجودها في الخارج ، فسارت متمهلة نحو الإسطبل ،وكان الوقت قد تجاوز المغيب بقليل .لكن جورج الذي يعمل بعد الدوام كعادته ،كان هناك يبالغ في العناية بالحصانين . لوّحت إليه بيدها فأشار إلى أنه سيدعهما يخلدان إلى النوم .
عادت جوسي إلى البيت وهي تفكر في شهامة داكر ، إذ أدخل سيارتها إلى مرآب ، وقصد غرفتها ليطمئن عليها .لكنها ، في الوقت نفسه ، شعرت بالندم لموافقتها على التحدث إليه بعد العشاء .

شاذن 19-10-10 08:08 AM

أي فائدة من الحديث ؟ فهو لا يحبها . . .وسيضحك في سّره إذا ما فكر أحدهم في أن رغبته في الزواج بها سببها شعور معين يكنه لها . لقد قرر أن الوقت حان ليتزوج وينجب أولاداً . . .وبما أنها تعيش في منزله . . .فهي شخص موثوق أكثر . ولا يمكنها بالطبع التأكد من أنه يفكر بهذه الطريقة . . .منذ حضرت إلى هنا أصبحت أقوى ،في بيته شعرت بسعادة لم تكن تتوقعها .واحتراماً لحبها له ، وللطفه البالغ وشهامته ،عليها أن تقرّ بأنها تدين له بأكثر من مجرد رفض قاطع ، كجواب على طلبه .
عادت إلى غرفتها . . .اغتسلت وغيّرت ثيابها .لكن كلما قاربت الساعة الثامنة ، كلما خفّت شهيتها أو رغبتها في رؤية داكر مجدداً ، إذ لم يعد لديها أدنى فكرة عما ستقوله له .
أخذ الذعر يستولي عليها ، ووجدت نفسها أمام خيارين ،إما المواجهة وإما العودة إلى انكلترا . أشارت الساعة الثامنة ،لأنها تحبه وتريد أن تبقى معه ، وجدت الشجاعة اللازمة لتنزل إلى الطابق السفلي.
عندما سمع داكر وقع قدميها ،خرج من باب غرفة الجلوس .لقد تمكنّت من مواصلة التقدم نحوه ،لكن الجليد تسلل إلى داخلها ، وجّمد أحاسيسها .
منتديات ليلاس
- هلاّ دخلنا لنرى أيّ طعام لذيذ أعدته لنا أغاثا الليلة !
رافقته جوسي إلى غرفة الطعام .إذ كانت هذه طريقته في التخفيف من حدة توتر جوّ ،فما كان له أن يزعج نفسه ،لأنها لا تريد إلا أن تهرب . وما كان لها أن تنزل لتناول العشاء. . .
آه ، لماذا . . . كان على داكر أن يعقّد ما كان رائعاً حتى عصر اليوم ؟
احتلّت مقعدها المعتاد في غرفة الطعام وقد تملكها شعور بالتوجس والتوتر .أرادت أن تنهي هذا الموضوع كيفما كان لتعود بعد ذلك إلى غرفتها .
بالكاد تذوقت الطبق الأول .وجاهدت لتتناول القليل من الطبق الثاني .لكنها وجدت أن ابتلاع أي لقمة يتطلب منها جهداً بالغاً .
وأجفلت عندما قال داكر فجأة :" استرخي ، يا جوسي".
فرأت أن من العبث أن تنكر توترها .ولاحظت أن نظراته تحوّلت إلى صحنها ، فسألته :" هل . . . هل لك أن تعتذر لأغاثا نيابة عني و . . .وتقول لها إنني تناولت وجبة عارمة على الغذاء ؟".
فأجاب بلطف :" بكل تأكيد".
لقد رأي بنفسه ما أكلته على الغذاء ،ومع ذلك لم تطرف له عين لكذبتها هذه .
أدهشها أنه لم ينه طعامه ،هو أيضاً ،بل وقف فجأة وقال:" يا عزيزتي . . .يبدو كأنك تنتظرين الحكم الإعدام".
- هلّ أنهينا هذا الأمر ؟
فقالت باحتجاج ،وقد تملكتها مرة أخرى الرغبة في الهرب :" وطعامك ؟".
فرد رافضاً محاولتها التملص :" تعالي".
وتقدّم نحو كرسيها ،فتحركت قبل أن يصل إليها ،وتوجّها إلى غرفة الجلوس .
دخلت جوسي إلى الغرفة ،وهي تتمنى أن ينتهي الأمر سريعاً .عندما أغلق داكر الباب ودعاها للجلوس ،أدركت أن الأمر لن ينتهي بتلك السرعة ،أو السهولة .ولكن عندما جلست وجلس داكر على كرسي قبالتها ، قررت أن الأمر سهل للغاية .. . انه كذلك بالطبع وإذا أرادت الانتهاء من هذا الأمر بسرعة ،فعليها أن تبدأ الحديث ،ما دام داكر صامتاً .
رفعت بصرها نحوه فرأته يرمقها بنظرات ثابته .تنفست بعمق ، وفي لحظة شجاعة ،شرعت تقول :" أنا آسفة إذا كان . . .".
وخانتها الكلمات للحظة لكنها تمالكت نفسها وتابعت :" كان ردي عصر هذا اليوم ،جافاً نوعاً ما .ما كان علّي أن أقول . . .حسناً ، بصراحة . . .فوجئت بعرضك هذا . . . بما قلته . . .الحقيقة أنني . . .لا أستطيع أن أتزوجك . . .لأنني . . .لن أتزوج ثانية أبداً".
ها قد قالتها .وإذا كان داكر على قد من رقة والكياسة فسيدعها تعود إلى غرفتها دون نقاش .وبدأ تنفسها يهدأ ،حتى أنها همّت بالنهوض عن كرسيها .لكنها اكتشفت أنه ينتظر منها مزيداً من الشرح وسألها بهدوء :" هل الأمر يتعلق بي وحدي ؟".
رباه ! إنها تحبه . وإذا أرادت الزواج يوماً فلن يكون من سواه وأجابت :" لا".
- لماذا إذن لا تريدين الزواج أبداً ،يا جوسي ؟
حدقت فيه ،عاجزة عن الرد ،ورافضة ذلك .غير أنها رأت تصميماً في عينيه ،وكأنه يعلم شعورها بأنها تخون ذكرى مارك زوجها المتوفى ،وحبها له .وهكذا صمم داكر على الانتظار .لكن ، هي أيضاً يمكنها أن تكون عنيدة .


شاذن 19-10-10 08:09 AM

انتظر داكر بصمت ،دون أن يتحرك ،وكأنه يعتبر أنها ستجيب عن سؤاله أخيراً .وبدأت تشعر بالتوتر مرة أخرى .رمقت الباب بنظرة ثم عادت تنظر إليه . بدت عيناه أكثر رقة . . ز إنها تحبه ،وبالرغم من أنّ جل ما تريده هو الهرب ،إلا أنها عجزت عن ذلك ، لسبب ما . . . لعل السبب ما سبق أن قاله عن الهرب من المشاكل ، أو لعل السبب حبها له الذي يضعفها . . .منتديات ليلاس
لكنها لا تستطيع أن تجلس جامدة أيضاً .نهضت عن كرسيها فنهض داكر بدوره ،إما أدباً وإما رغبة في أم يسبقها إلى الباب إذا ما فكرت في الهرب .لكنها لم تتجه نحو الباب إنما سارت نحو النافذة .ما زالت الرؤية واضحة في الخارج ،ولكنها لم تر المشاهد الممتدة أمامها وهي تجاهد لتتمالك نفسها وخبره بما يصّر على معرفته . . .وهو ما لم تخبره من قبل .
- هل الأمر مؤلم إلى هذا الحد ، يا عزيزتي ؟
لم تكن تعلم أنه قريب منها بهذا القدر ، فالتفتت إليه . هتفت به بحزن صامت :" آه يا داكر . ليس لديك أدنى فكرة . . .".
- نعم .
كانت تأمل ، حتى في هذه المرحلة المتأخرة ،أن يكتفي بهذا الجواب . لكنه لم يفعل .وبينما عادت تفكّر في مغادرة الغرفة ،خطر لها أنها تدين له بأكثر من ذلك ، من أجل حبها له وعرضه الزواج الذي تقدّم به .
- قلت . . . اتهمتني . . .
بدأت بتردد ، ثم عادت تقول :" اتهمتني عصر اليوم بمحاولة الهرب من الأمور التي تزعجني ، حسناً . . .".
وسكتت لتأخذ نفساً مرتجفاً قبل أن تضيف :" حسناً ، هذا غير صحيح . أنت مخطئ".

نجمة33 19-10-10 09:39 AM

شكرا جزيلا لك

nana*nana 19-10-10 11:01 PM

يعطيكي الف عافية على مجهودك بكتابة الرواية الرلئعه وانتظر الباقي ع احر من الجمر

نجمة33 20-10-10 05:15 PM

يعطيك الف عافية على الرواية الرائعة

شاذن 22-10-10 07:55 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2489634)
شكرا جزيلا لك

مشكوووورا كثيييييرا على مرورك الحلة . . .

مع حبي شاذن .

:flowers2:

شاذن 22-10-10 07:58 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة nana*nana (المشاركة 2490365)
يعطيكي الف عافية على مجهودك بكتابة الرواية الرلئعه وانتظر الباقي ع احر من الجمر

مشكورا كثيرا على كتابعتك الحلوة . . .

مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 22-10-10 07:59 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2491318)
يعطيك الف عافية على الرواية الرائعة

مشكووورا كثثثثيرا على مرورك الحلوة . . .

مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 22-10-10 08:00 AM

- تعالي أجلسي .
طلب منها ذلك بهدوء وبصوت مؤثر جعلها تطيعه فقادها إلى أريكة جلسا عليها معاً ، ثم التفت إليها قائلاً بلطف :" هيا ، أخبريني أين أخطأت".
التفتت إليه ثم حوّلت نظراتها عنه ، غير قادرة على مواجهة عينيه ، وشعرت تقول :" أنا لم أختبئ من شيء ، يا داكر . منذ مات مارك وأنا أتعذب وأواجه . .ذنبي ، الذنب الذي يجعلني ملامة على الحادثة التي قتلته ، والذنب الذي . . .".
وراح صوتها يخفت وهي تضيف :" جعلته يموت".
لم تستطع أن تنظر إليه كما لم تشأ ذلك . . .لن تحتمل الكراهية والاشمئزاز في نظرته بعدما باحت له بأنها السبب في موت قريبه المحبوب . همّت بالنهوض ، لكن يده أمسكت بذراعها تمنعها ، ثم رفع وجهها بيده الأخرى يرغمها على نظر في عينيه .نظرت متفحصة تينك العينين الرماديتين فلم تر أثر للكراهية .وسمعته يقول بهدوء :" لقد ألقى الحصان بمارك عن ظهره ، يا جوسي".
- لا .
منتديات ليلاس
أنكرت ذلك ، ثم عادت فغيرت لهجتها قائلة :" حسناً نعم ، لقد سقط . . نعـ. . . نعم . هذا ما حدث . ولكن ذلك . . . كان بسببي . . .لأنني . . .".وتلاشى صوتها .لم تستطع أن تخبره بذلك . . .ما من شيء على هذه الأرض يرغمها على أن تفعل . أضافت :" لم يكن يفكر في ما يفعله عندما سقط عن ظهر " ديامانت" .لقد كان . . .".
ولم تستطعه أن تتابع . ثم وجدت أنها لم تكن بحاجة إلى ذلك ، إذ أخذ يتمتم وقد بدا مصعوقاً للغاية :
- آه ، يا عزيزتي . . .يا عزيزتي جوسي . هل ظننت طوال تلك المدة أن موت مارك كان بسببك ؟
وبينما راحت تحدق فيه باضطراب ، وقلبها يخفق بشدة . عاد يقول :" يا عزيزتي يا عزيزتي جوسي ، ألم يخبرك أحد ؟".
وسكت غير مصدق .
- يخبرني بماذا ؟
لكنها لم تنتظر جواباً ، إذ قالت بسرعة :
- كنا . . .كنا مصدومين حزينين . . .أعلم أنني لم أكن أفهم ما يجري وأن الأحاديث دارت بالفرنسية لكنني لا أتذكر الكثير مما حدث سوى أن بيلفيا كانت هنا وهي لا تعرف من الفرنسية أكثر مما أعرف أنا . كل ما استطعت معرفته ، والتفكير فيه ، هو أنني ، لو تصرفت بشكل مختلف ، لما تكدر مارك . . . مما يجعلني مسؤولة عن سقوطه عن طهر الحصان .
تأوهت مرتجفة وهي ترى يدي داكر على كتفيها تهزانها قليلاً .
نظرت إليه فرأت ملامحه جادة ، ولم يعكس صوته أيّ كراهية لدورها في موت مارك . لكنها تنبّهت من مشاعرها الحزينة عندما هزها قائلاً بسرعة :

شاذن 22-10-10 08:03 AM

- أصغي إلي ، يا جوسي ، وانتبهي إلى كل كلمة . . .أنت لست مسؤولة عن موت ابن خالي .
لكنها رفضت أن تصدقه :" بل أنا كذلك .لقد سقط مارك . . .".
فقاطعها :" ما كان مارك ليقع عن ظهر حصان حتى ولو أراد ذلك . فقد ولد وهو يحسن ركوب الخيل ،وهو يقوم بذلك بالغريزة .ليس عليه أن ينتبه . . .كان الركوب طبيعة ثانية فيه ".
- نعم ، ولكن . . .
- لقد اعتاد أبوه أن يضعه على ظهر الحصان منذ طفولته الأولي ،حتى أصبح مارك والحصان شخصاً واحداً .
- ولكن . . .
فقاطعها :" جوسي ، جوسي ، اسمعيني".
وسكت للحظة ثم تابع بعينين يقظتين :" يبدو أنكما واجهتما مشاكل في شهر العسل".
احمر وجهها لكنها بقيت تحدق في عينيه وهو يقول :" لكن صدقيني ، ليس لهذا علاقة في إلقاء ذلك الحصان الأسود القلب لمارك ، من عن ظهره"
اتسعت عيناها .لم تصدق أن مشاكل شهر العسل ، كما أسماها ، ليس لها أيّ علاقة بالحادث لكنها المرة الأولى التي تسمع فيها أن الحصان قد ألقى بمارك أيضاً ! وسألت :" ألقى به ؟".
- نعم ،ولم تكن هذه هي المرة الأولى .
- لم تكن المرة الأولى ؟
فحدّق في ملامحها الذاهلة ، وسألها :" ألم يخبرك مارك ؟ ".
هزت رأسها ،وأجابت :" لم يذكر ذلك قط . ماذا حدث ؟ هل تضرر ؟".
منتديات ليلاس
- لقد بقى في المستشفى أسابيع ، بل أشهراً .
ورقّت نظراته وهو يضيف :" لقد صمم أبوه ، عند ذلك ، على التخلص من ذلك الحصان ،" دبامانت" لكن مارك لم يرضَ بذلك .لم يصدق أن ذلك المتوحش كان سيئاً وهكذا احتفظ به زوج خالتي في الإسطبل حتى شفي مارك وسافر في رحلة نقاهة".
سألته جوسي :" وهل كان في فترة نقاهة عندما عمل في الإسطبلات ؟". ما أقل ما تعرفه عن مارك ! حادث وقوعه ذاك . . .ثرائه . . . وهتفت :" لكنه لم يكن بحاجة إلى عمل ".
- لم يكن يسميه عملاً . ورفض أن يأخذ أجراً على الأرجح .ولكن كان من الطبيعي بالنسبة إليه ،أن يتجه إلى أقرب إسطبل .
- ألم تمنعه تلك الحادثة مع " ديامانت" من العودة إلى امتطائه ؟
- لا، فما أن عاد إلى فرنسا ،حتى أدرك والداه أنه سيجازف بحياته على ذلك الحصان الشيطان ،وذلك خلال أربع وعشرين ساعة .
- وهل أسقطه " ديامانت" مرة أخرى ؟
- نعم ، فبالرغم من تحذير أبيه ، لم يستطع مارك الانتظار ،بل توجّه به نحو الغابة . . .
- كنت معه ،لقد انطلق به مارك بأقصى سرعة وغابا عن ناظريّ .
- في الغابة ،قرر الحصان أنه لا يريد أحداً على ظهره . أحد العمال كان حاضراً فرأى الحصان يقف على قائمتيه الخلفيتين ويلقي به . . .حتى من هو بخبرة مارك كان ليجد صعوبة في التشبث . لقد قُتل مارك عندما قذفه الحصان ،بقوة وعنف ،على جذع شجرة صلبة .

شاذن 22-10-10 08:05 AM

حدّقت جوسي فيه ،وحاولت أن تصدق أن لا علاقة لسقوط مارك عن الحصان بها . فوجدت صعوبة في تصديق ذلك بعد سنة كاملة كان خلالها الشعور بالذنب يقعدها عن الحركة .
- هل أنت متأكد ؟
أجاب دون تردد :" تماماً ،لقد قابلت بنفسي " إمبل غايير" ،عامل المزرعة الذي شاهد الحادثة ،وذلك بعد مرور أسابيع عليها".
هتفت وهي ترتجف :" أوّاه ، يا داكر !".
هل يمكنها أن تتخلص من هذا الشعور بالذنب؟داكر لا يعلم . . .عن. . . ولكن . . .ردّ عليها ، برقة ، وبصوت خافت :" آواه ، يا جوسي ،أنا آسف لأنك فقدت مارك ،وحمّلت نفسك مسؤولية وفاته أيضاً".
وجدت نفسها تبتسم ابتسامة باهتة .يمكنها بعد لحظة أن تذهب إلى غرفتها لتستوعب كل ما سمعته .ولكن عليها الآن أن تبقى لتقول :" شكراً يا داكر .شكراً لأنك أخبرتني بكل ذلك ".
- كان عليهم أن يخبروك بذلك من قبل .ما كان ينبغي أن تجهلي ذلك طوال هذه المدة .أفترض أن خالتي ظنت أن الصدمة البالغة التي أصابتك كانت نتيجة رؤيتك للحادث وليس فقط لخسارتك مارك.
منتديات ليلاس
وافقت وهي تبتعد للعودة إلى غرفتها :" لا بد أن هذا هو السبب . شكراً مرة ثانية".
شغلت هذه المعلومات التي كشفها لها داكر رأسها ،وبدأ الأمل يتملكها .بدا واثقاً تماماً . فهل ما رواه لها هو الحقيقة ؟ وهل صحيح أن لا علاقة لمقتل مارك بمشاكل شهر عسلهما ؟
وسكتت عندما مدّ يده ليبقيها مكانها .نظرت إليه مجفلة ،وارتجفت وهي ترى نظرة العزم قد عادت إلى عينيه ،قبل أن يقول :" لم ننه حديثنا بعد ".
فقالت باحتجاج :" لكننا تحدثنا لأكثر من عشرة دقائق".
- تحدثنا عن قضايا الجانبية التي نتجت عن الحادثة . . .عن الأمور التي كان عليك أن تعرفيها منذ عام ،والتي انتهينا منها الآن . . .وأرحنا ضميرك منها قبل أن نتابع الحديث .
فهمت من كلامه أنه لم يرضَ بالأسباب التي تحملها على عدم الزواج مرة أخرى .
- أنا . . .أنت . . .
واحتبس الكلام في صدرها ،ولم تستطع المتابعة ،وعاد إلى الحديث قائلاً :" فلنعد إلى الحديث عن السبب الذي جعلك تظنين أن مارك لم يكن قادراً على التركيز ،أعني مشاكل شهر العسل بينكما ."
حدقت فيه كالواقعة تحت تأثير سحر ما ومدّ يديه ليمسك بذراعيها وكأنه يدرك أنها قد تهرب في أيّ لحظة ،وبينما سألها بصوت هادئ:" أخبريني يا جوسي . . .هل أصبحت زوجته بالفعل ؟".
حدقت في عينيه مذهولة ،وسؤاله يدور في ذهنها .حدقت فيه لا تصدق ما سمعته .ثم . . .توصلت إلى قرار سريع . . .ستخرج من هذا المكان . . .لقد أدركت أن دفاعاتها انهارت ولكن ما من قوة على الأرض ستجعلها تتحدث في هذا الموضوع !

***********

نهاية الفصل الخامس

شاذن 22-10-10 08:06 AM

6 – تخاف ولكن . . .

نظرت جوسي إلى الباب ،وكأنما اشتبه داكر في أنها ستهرب ، فاستعد لذلك . وما إن هبّت عن الأريكة حتى امسك بها بقوة . فصرخت بعنف مذعورة :" دعني أذهب !".
امسك بها برفق على بعد خطوة منه ، إنما بقبضة حديدية ،وهو يقول :" لن أؤذيك .كنت بالغة الشجاعة ،ولكن ما زال هناك أمور يجب توضيحها".
- لقد واجهتها كلها ،ولا علاقة لك بها .
كانت تتلّوى بين ذراعيه بعنف .هذا الرجل . . .يغضبها حقاً . . .
- لا أوافقك الرأي ،لأن علاقتي بها قوية .
لم تفهم لما يظن أن له علاقة باكتمال زواجها بابن خالته . . .وحاولت جاهدة ،استعادة هدوئها .وصرخت بحرارة :" أسرار غرفة نومي هي من شأني الخاص".
- هذا صحيح في الأحوال الطبيعية ،ولكن ما من شيء طبيعي هنا ، و. . .
وتردد ثم أضاف :" وأظن أنه من المهم لنا أن نخوض هذا الحديث".
منتديات ليلاس
عاد الذعر يتسلل إلى قلبها . . . لم تعجبها كلمة " لنا" التي استعملتها ، لكنها استطاعت ،بجهد بالغ ،كبح ذعرها .ولمّا وجدت أنه لن يترك ذراعها وأنه لن يسمح لها بالخروج من الغرفة ،اتجهت نحو الأريكة ،فتركها من يده وهندما جلست سحب كرسياً جلس عليه أمامها .لم تنظر إليه فهي أسيرته وبإمكانه أن يفعل بها ما يشاء .لكنه لن ينتزع منها حرفاً واحداً أدارت نحوه جانب وجهها بعناد .ومضت لحظات طويلة شعرت ، أثناءها ، بنظرات مسمرة عليها .أمتد بينهما صمت متوتر ،وتعاقبت الثواني بثقل ،لكنها رفضت النظر إليه .
ودام الصمت حتى أجاب داكر عن سؤاله بنفسه ،وببالغ رقه :" لا أعتقد أنك أقمت علاقة معه ليلة شهر عسلكما ، يا صغيرة ، ولا أظنك منحت نفسك لابن خالتي قبل الزواج".
التفتت جوسي إليه ، كانت نظراته بمثل هدوء كلماته ، فانفجرت تقول مرتجفة ، وعيناها تقيسان المسافة التي تفصلها عن الباب :" ما زال الأمر لا يعنيك".
قال بصوت خافت ، وكأنه اكتشف ذلك من جوابها :" آه ، يا للعذراء الصغيرة ! أنا لا ألومك".
كلامه هذا وشعورها بالذنب جعلاها تثرثر دون حذر ، فانفجرت تقول :" بل عليك أن تلومني".
سألها بلطف :" هل علّي ذلك ؟"
- نعم . فما كان لي أن أتزوج مارك ! أردت أن أعيش معه ولكن ليس كزوجة .
ذُعرت لاعترافها هذا .وأخذت تحدق فيه غير مصدقة . . .لقد جرّها إلى الكشف عن هذه التفاصيل .لم يكن لديها فكرة عن ردة فعله ، ولكن ، ويا للدهشة ! بدت ملامحه بنفس الهدوء . وفي ما عدا ذلك الانتظار في عينيه وسألته :" ألست غاضباً ؟".
- لا ، لست غاضباً . ألم تحبيه ؟
- بل أحببته طبعاً ! كان مارك ، بعد أختي ،أفضل صديق لي .
- هل أحببته بصفته صديقاً حميماً أم زوجاً ؟

شاذن 22-10-10 08:08 AM

- مرحباً بك في كوابيسي .
ولم تعد معجبة بالمشاعر المختلفة التي يثيرها داكر في كيانها .إنها تحبه . . . وهو حب قلب عالمها رأساً على عقب .
- أخبريني عن كوابيسك ؟ متى بدأت ؟
أخذت جوسي تنظر إليه بتمعن .فهي لم تكن مستعدة للسماح لأحد بأن يشاركها فيها . . .ولا حتى بيلفيا .فلماذا تبحث الكلمات في داخلها عن منفذ لها ؟ نعم . . .إنها تحب داكر، لكنه ليس أفضل أصدقائها .
وقالت بغير وعي تقريباً :" كان مارك صديقي الحميم ،لم أشعر معه بأي تهديد وكان يبدو أكثر خجلاً مني في بعض الأحيان".
فسألها :" وبعد أن أدركت مقدار خجله ، تحدثت إليه وحاولت أن تشعريه بارتياح أكبر في بلادك ؟".
منتديات ليلاس
أدهشها أن يعلم كيف بدأت علاقتها بمارك .
- آه . . .نعم . قد يبدو ذلك جنوناً ،لكننا تزوجنا نحن الاثنين ،دون أن يتدخل المشاعر المحمومة في ذلك .
- وعقدتما خطبتكما دون مشاعر غرامية !
- حسناً ،لم تدم خطوبتنا سوى شهر ،وكان لدينا أكثر من الواجبات مثل . . .تجهيز الشقة وغير ذلك .
وسكتت لحظة ثم سألته :" لماذا أخبرك بكل هذا ؟".
نظر إليها بهدوء ، وقال :" لأنه من المهم أن تفعلي ذلك".
ولعل حبها له دفعها إلى البوح بأسرارها ونظرت إليه فشعرت بأنه على صواب :" ولأنك شعرت بالأمان مع مارك ،تزوجته متوقعة زواجاً دون عواطف ، ثم . . ."
- بل لم أفكر بهذا القدر من العمق .فقد أخبرتك بأننا كنا صديقين ! وجمع بيننا حبنا للخيول ولم أفكر في أي شيء آخر .ولكن . . .كان علّي أن أفكر . ..
وأخذت نفساً مرتجفاً .
- ألم تفكري في الناحية الجسدية من الزواج ؟
قالت وصوتها يزداد تهدجاً وهي تتذكر ما حدث :" لم تكن تلك المشكلة .أظنني افترضت ،بما أنني ومارك على علاقة جيدة ، تربطنا تلك الصداقة . . .أن المشاكل ستحل نفسها بنفسها . . . ".
وسكتت إذ لم تعد قادرة على الاستمرار فقال مشجعاً :" على مهل ، يا صغيرة".
أجابت هامسة :" ليس هنالك ما أضيفه . جئنا ، أنا ومارك ،إلى منزل والديه بعد الزفاف . . . ومنذ ذلك اليوم ، أصبحت حياتي كابوساً مستمراً ".
وتلاشى صوتها . ولم يكن لديها ما تضيفه ، وساد الصمت بينهما مرة أخرى .خيّل إليها أن داكر تحرك وكأنه يهمّ بالتقدم نحوها فمنعه شيء ما لكنه لا زال يرغب في معرفة المزيد ، وكان في صوته إخلاص عميق وهو يقول:" جوسي . . . عزيزتي ، أرجو منك أن تصدقي أنني لا أتطفل عليك ، لكنني بحاجة إلى معرفة المزيد عن ذلك الكابوس لأحمله معك".
ردت بحدة وقد تملكها الغضب مرة أخرى :" إياك !".
ما الذي يريده ؟ وتابعت بحدة :" لقد تزوجنا ،وأصبح مارك غريباً بالنسبة لي . . .هل هذا ما تريد أن تعرفه ؟ عرفته شاباً هادئاً خجولاً

شاذن 22-10-10 08:10 AM

رقيقاً ولكنه تحوّل . . .تلك . . .تلك الليلة . . .إلى رجل غريب . . . رجل عدواني" .
وصرخت بذعر :" لقد مزق ثيابي . . . ألقى بي على الفراش . وحش . . .عدواني . . .وتملكني رعب شديد".
وعلى الفور ، انتقل داكر إلى جانبها على الأريكة ليحيطها بذراعه .
- لا!
وهجمت عليه بغضب واضطراب تدفعه عنها وهي لا تعلم مقدار ما كشفت ،وما كتمته.
- أتريد أن تعرف بقية الكابوس ؟ شهور طويلة و من العذاب حاولت خلالها أن أتقبل حقيقة برودة مشاعري التي جعلت زوجي يمتطي حصانه ليقتل .
- ولكن . . .
فقالت بعنف :" لقد كتمت كل هذا لمدة طويلة . . . "
إنه يريد أن يسمعها فليكن ! عندئذ قد يخفّ ألمها .
منتديات ليلاس
وتابعت تقول :" أتريد أن تعلم أن مارك ، ليلة عرسنا ، نام في غرفة الملابس ، بينما . . . احتفظت بعفتي بقيت وحدي في سريري مسرورة. . . مسرورة للغاية بذلك . . . ورحت أتساءل عما أفعله هناك وعما جعلني أتزوج مارك ؟ في تلك الليلة ،وكل ليلة بعدها ، لاسيما في الأشهر الأولى التي تلت ،كنت استلقي مستيقظة وأنا أتساءل عما جعلني أتزوج مارك . لم تعد تبدو رغبتي في العيش مع صديق محبوب سبباً كافياً لذلك .هل كان زواجي بمارك الرقيق اللطيف العذب ،عذراً مناسباً كي أترك بيتنا ؟ كانت أختي لا تزال تعيش معنا ،لكنني شعرت بأنها باقية من أجلي ، وأنني أعيقها . . .وأنني إذا ما تركت البيت فلن تبقى فيه لمواجهة سوء طباع أبي . وهكذا تزوجت مارك لمجرد الهرب . . .وإذا بي أجد نفسي في ورطة أسوأ ".
- وهل تحملت كل هذه الأفكار السوداوية وحدك ؟
- ولمن كنت أستطيع أن أقولها ؟
- وأختك ؟
فهتفت بصوت مرتجف :" ليس لديك فكرة عما شعرت به ! ألا يمكنك أن تتصور شعورك عند مواجهة حقيقة أنك بارد المشاعر ،وأنك لا تريد أي مشاعر ،وأنك بارد جنسياً ؟ لقد تجمدت في تلك الليلة ! هل لديك فكرة عن شعوري بعد ما فعلته بمارك ؟ وإحساسي بأنني تسببت بموته ؟ كيف يمكنني أن أعترف بأيّ من هذا لبيلفيا ؟ إنني اعرفها ، فنحن توأمان . . . ستجد لي أعذاراً ، وأنا لا أريد أعذاراً .لقد تألمت ،وأنا استحق ذلك .لكن لولاي لكان مارك حياً الآن . آه ! كم ظلمته !".
صرخت بذلك بصوت معذّب . . .ولم تدرك أن داكر يمسك بيديها حتى شدّ عليهما وهو يحاول أن يهدئها :" اهدئي . . .جوسي ، جوسي ، يا للصغيرة المسكينة ! لقد عشت في الجحيم".
أخذ يتمتم بذلك برقة وهو يهز يديها بخفة ،وكأنما يريد أن يسترعي انتباهها .
نظرت إليه وقد بان الخزي في عينيها المتسعتين ، فقال :" جوسي ، عزيزتي ، أصغي إلي".

شاذن 22-10-10 08:11 AM

وعندما شعرت بإرهاق بالغ منعها عن الحركة ، جلست ساكنة ، وأخذت تحدق فيه ، فقال بصوت حازم :" أنت لم تظلمي مارك ،بل هو من ظلمك".
لم تصدق جوسي ما قاله ،فردّت تجادله بخشونة :" هذا غير صحيح" .
لكن داكر لم يتراجع ،بل قال وعيناه في عينيها :" هنالك أشياء كثيرة لم يطلعك مارك عليها . . . وأظنك توافقينني الرأي".
أجابته وقد أصبحت أكثر هدوءاً :" لم أكن أعلم شيئاً عن ثرائه ، إذا كان هذا ما تشير إليه".
ثم أضافت باقتضاب:" وأريد منك أن تترك يديّ من فضلك".
فقال لها داكر وهو يترك يديها :" ولا تعلمين شيئاً عن أملاكه . . . وقد أوصى ببعضها لك".
- هل كان صاحب أملاك ؟
- ولم يخبرك أيضاً عن حادثة سقوطه عن الحصان .
- ولم أعلم بها حتى أخبرتني أنت عن ذلك .
ولم تكن مستعدة لما قاله بعد ذلك .
- ما دام مارك لم يأت على ذكر الحادثة ،فلا بد أنه لم يخبرك عن نتيجتها. لهذا أظن أن بإمكاني أن أعلمك أن تلك الحادثة تركت مارك . . . عاجزاً جنسياً.
هتفت وقد احمرّ وجهها :" عاجزاً ؟".
قال وهو يلامس وجنتيها المتوهجة :" نعم مع الأسف ".
أبعدت وجهها عنه بسرعة وقالت :" لا . . .لا أستطيع أن أصدق . . . أن أصدّقك ! فقد لحق بي تلك الليلة ، ليلة زواجنا ، وكأنه مجنون !".
- يا عزيزتي . . .يا عزيزتي المسكينة ، لو كنت تعرفين الرجال أكثر ، لـ. . .
وسكت للحظة ،ولكنه عاد يشرح لها :" مما قلته لي ،أنا متأكد من أن ابن خالتي كان يدرك الواجبات الزوجية المتوقعة منه تلك الليلة ، فتصرف بعدوانية لاعتقاده بأن العدوانية ستساعده على تحطيم الحاجز العجز الجنسي".
- لا . . .
شهقت غير مصدقة . فجأة ، تذكّرت شيئاً ما فقالت متحدّية :" سألتني مرة إن كنت حاملاً !".
وجدت لدى داكر جواباً جاهزاً :
- بعد حادثة الحصان الذي كادت تقتله ،أخبرني مارك بنتيجتها . وعندما قابلتكما وعلمت أنكما متزوجان ،افترضت أن الجراح الذي عالجه أخطأ في تشخيصه . عفواً يا عزيزتي ،كان مارك في الخامسة والعشرين من عمره عندما تزوجتما ،ورغم تزمّته البالغ ، لا بد أنه أقام علاقة أو اثنتين. وأنت يا صغيرة ، من الجمال والخجل ما يجعلك مرغوبة للغاية .
خفق قلبها وهي تسمع داكر يقول عنها إنها جميلة .نعم هي تريد منه أن يراها جميلة ،لكنها لا تريد منه أن يظنها مرغوبة .
- وما شأن مظهري في أي شيء آخر ؟

شاذن 22-10-10 08:14 AM

- أنت جميلة جداً وغير مادية .سواء أكان الأطباء على خطأ أم على صواب ، فقد عرفت منذ رأيتك ،أنك المرأة الوحيدة القادرة على شفاء مارك من عجزه .ولكن بعدما عرفته الآن أدركت أن الجراحين الذين عالجوه كانوا على صواب .وأن مارك كان عاجزاً .
- صرخت باكية :" أنت . . .هو . . .آه ، مارك ،مسكين يا مارك".
- مسكينة يا جوسي .لقد عانيت من كل. . .
قاطعته :" وهل والداه على علم بالأمر ؟".
راحت تتذكر كيف نزلت ومارك إلى الإسطبل ،وصباح اليوم التالي وهما يتجنبان أن تتلاقى أعينهما ، أو أن يريا والديه ، فهز داكر رأسه :" لم يستطع إخبارهما . . .أخبرني أنا لأنني كنت بمثابة أخ له".
- و. . . هل أنت متأكد ؟
أجاب بثقة :" أنا متأكد ، ولكن إذا أردت تقريراً طبياً بصفتك أرملة مارك ،يمكنني ترتيب الأمر دون مشكلة".
منتديات ليلاس
صدرت عنها آهة مرتجفة بعد أن صدّقته ، ثم قالت بهدوء :" هذا ليس ضرورياً".وإذ شعرت بتشوش بالغ ، وبحاجتها إلى الإنفراد سألته :" أتريد مني أن أعود إلى انكلترا ؟".
أحسّت فجأة ،وكأن علاقتها بهذه الأسرة انقطعت .لكن الارتياح غمرها حين رأت ابتسامة خفيفة ترتسم على وجه داكر وفهمت من هذه الابتسامة أنه لن يلقي بها خارجاً .لكن ارتياحها لم يدم طويلاً ، وشهقت مذهولة عندما قال :" لا يا عزيزتي ، بل أريد أن تبقي في فرنسا وأن تتزوجيني".
شعرت بوجهها يتوهج احمراراً ، ليشحب بعد قليل .أخذت تحدق فيه بحيرة وذهول وهتفت :" ألم تكن تصغي إلى أي شيء مما قلته ؟".
قال بهدوء ، بينما الاضطراب يتملكها :" بل سمعت كل كلمة".
فصرخت بذعر وهي تهب واقفة :" أنت تعلم إذن أنني لا أستطيع أن أتزوجك .لا يمكنني أن أكون زوجة . . .لأي رجل ! لم يكن مارك وحده عاجزاً . . .بل أنا أيضا".
ووقف داكر بدوره . . .وبينما كانت تثور هائجة ، حافظت نظراته على ثباتها وهدوئها .
كانت متلهفة إلى معرفة ما يفكر فيه ، ثم عادت وقررت أنها لا تريد أن تعرف أبداً ، فبعدما رفضت طلبه مرتين ،اكتفى بمدّ يده ليلامس أنفها ، وهو يقول برقة :" سأنتظر".
واعتبرت جوسي هذا تهديداً .بقيت في غرفتها خمس دقائق قبل أن تهدأ أفكارها المتلاطمة وتصبح أكثر تعقّلاً .
توقفت عن ذرع غرفتها جيئة وذهاباً ، ثم توجهت نحو سريرها لتجلس على حافته ، والحديث الذي تبادلته مع داكر يدور في ذهنها .
كان داكر عنيداً ، فالحديث الذي دار بينهما للتوّ ، بدأ لأنه بقى مصمماً على التحدث إليها، ليعرف سبب رفضها الزواج به .
عليها أن ترحل . . .ما من سبيل آخر أمامها . . .وتذكرت كلمة (سأنتظر) الهادئة كما تذكرت عناده . لا بد أن ترحل ،لكن . . .لم تشأ ذلك لم تشأ أن ترحل ،فهي تحبه ، وفكرة ألا تراه ثانية تخيفها حقاً .فكيف ترحل ؟ لكن كيف تبقى وسيف التهديد مسلط على رأسها ؟ كان رأسها يضجّ بالأفكار عندما أوت أخيراً إلى فراشها .لطالما أحبت

شاذن 22-10-10 08:15 AM

الوحدة . . .لكنها لم تشأ أن تكون وحيدة من دون داكر .وراحت أفكارها تدور في حلقة مفرغة، فهي تريد أن تبقى . . . آه ، كم تريد أن تبقى .
وفي محاولة لطرده من فكرها ،أخذت تفكّر في كل ما قاله لها .وللمرة الأولي ،شعرت بشيء من السكينة فالآن تدرك أن موت مارك لم يكن بسببها . . بعد وفاته ، عانت من الصدمة ،وكانت الأحاديث تدور من حولها بالفرنسية ،فلم تعلم أن موت مارك لم يكن ناتجاً عن عدم تركيزه ، بل عن جموح ذلك الحيوان الغادر الذي ألقى به على الشجرة بعنف بالغ . ومارك . . .مارك المسكين . . .ما أكثر الأمور التي أخفاها عنها ! ربما لو أحبته أكثر ، لطرحت عليه مزيداً من الأسئلة الدقيقة ، ولأخبرها عن ثرائه . . .وربما عن حادثته آه ، ليته فعل ! . . .فلو أخبرها لأصبحا متلائمين تماماً .لأنه هو عاجز جنسياً ، ولأنها هي غير قادرة على منح نفسها . وقبل أن تستسلم للنوم ، وبالرغم من أنها استيقظت على وقع كلمته الهادئة (سأنتظر)، كانت أهدأ من ذي قبل .فلن يجبرها داكر على الزواج به . لا أحد يمكنه ذلك .
اغتسلت وارتدت ثيابها ثم نزلت إلى الطابق السفلي . . .اعتقدت أن داكر قد تغير رأيه ، ولعله غيره فعلاً .لكن القدر سخر منها مجدداً .
فما إن دخلت الردهة ، حتى خرج داكر من مكتبه متجهاً نحوها :" صباح الخير يا جوسي".
حيّاها ببشاشة ،ثم تأملها للحظة . وذهلت حين أحنى رأسه ،وطبع قبلة خفيفة وحيدة على جبينها .
شعرت بنار تسري في كيانها .وأخذت تحدق فيه فاغرة فاها ، ولكنه اكتفى بوضع ذراعه حول كتفيها وتوجيهها نحو غرفة الطعام .
قال بلهجة عفوية دون أن يشير إلى ما حدث الليلة الماضية :" لا بد أنك تشعرين بالجوع مثلي".
أبعدت ذراعه عنها حالما تمكنت من ذلك . . .هل هذا ما سيحدث . . .؟
قبلة تبدو عفوية ؟ لقد طلب منها الزواج .فهل قبلته المختصرة هذه والذراع التي تحيط بكتفيها بخفة ،طريقته في محاولة هدم مقاومتها ؟ بعد أن ساعدها على الجلوس وجلس قبالتها ، قال :" هذه رسالة موجّهة لك ، بخط أنثوي ،كما أظن".
ثم ناولها الرسالة التي أخذتها منه ،وعندما تلامست أصابعهما شعرت بتيار كهربائي يسري في كيانها .آه ،رباه! ستتحطم أعصابها إذا لم يرحل إلى باريس في الحال .
تمتمت بأدب :" المعذرة".
ثم فتحت الرسالة .سألها :" أرجو ألا تحمل أخباراً سيئة".
ورغم توترها ، شعرت بأنها تريد أن تضحك على محاولة الاستدراج الملتوية تلك .
قالت مبتسمة :" إنها من " تريسي" التي تعمل في الإسطبلات .لقد كتبت إليها أسألها عن أحوال هيثي".
فبادلها الابتسام وعيناه مسمرتان على ثغرها .
- هل هيثي هي فرسك ؟
- نعم ، هيثي هي فرسي .
- وكيف حالها ؟

شاذن 22-10-10 08:16 AM

- بأحسن حال .لكنها اشتاقت للحلوى التي كنت أحملها إليها ،عادة،في جيبي.
- يبدو كأنك تفتقدينها .
- حسناً ، إنها عزيزة غالية .
ازداد توترها وهو يقول ببشاشة :" كصاحبتها".
سألته بخشونة لم تقصدها :" هل سترحل إلى بريس اليوم ؟".
وتوقعت جواباً يماثل سؤالها خشونة ، فالبيت بيته على أيّ حال ،لكنها دهشت وهو يجيبها بهدوء :" فكرت في أن آخذ عطلة".
فنظرت إليه بسرعة ،وسألته بقلق :" لتبقى هنا ؟".
رأت جوسي في ذلك مزيداً من الضغط عليها في حين أنها لم تكن تتمنى أكثر من ذلك .
وأجاب بثبات وعيناه مسمرتان على عينيها :" هنا".
تأوهت وقد أدركت أن الأمر جاد حقاً .
****
مرّ يوما الجمعة والسبت على الوتيرة نفسها . قبلة خفيفة على الجبين قبل الفطور ، خروج إلى الإسطبل برفقتها ، نزهة على صهوة الجوادين ، وتوتر أعصاب لجوسي .بعدما بدأ شعورها بالذنب حيال مارك يتلاشى ، بدأت تشعر بأن أوزاناً قد أزيلت عن كاهلها ، لكن جوسي ما زالت تعاني من مشكلة جسيمة ،وهي عدم قدرتها على ترك أي رجل يقترب منها .
منتديات ليلاس
واستيقظت صباح الأحد لتكتشف أن داكر هو أول من فكرت فيه . آه كم تحبه ! لِمَ يصرّ على الزواج بها ؟
نزلت إلى غرفة الطعام ،فحياها داكر كعادته منذ ثلاثة أيام :" صباح الخير يا جوسي". وعندما ازداد توتر أعصابها ،لم تستطع إلاّ أنّ تتساءل إن كان عليها اليوم أن تحتدّ . . .وتصرخ به طالبة منه ألاّ يلمسها .
كان داكر ، طوال اليوم ، لطيفاً دافئاً رقيقاً . . .بينما بلغت جوسي حداً جعلها تتمنى أكثر من أي وقت مضى أن يعودا إلى ما كانا عليه من قبل
سألها بعد العشاء :" هل نذهب إلى غرفة الجلوس ؟".
- لديّ . . . بعض الأعمال التي علّي أن أقوم بها في غرفتي .
وعندما رأت نظرة عينيه الصارمة وعدم الرضا المرتسم على وجهه قالت بسرعة :" تصبح على خير".
وتركته .
كانت جوسي في غرفتها عندما واجهت حقيقة أنه لا يمكنها أن تستمر بهذا الشكل .إنها تحبه وتريد أن تكون معه .أرادت أن تبقى في غرفة الجلوس لتتحدث معه ، ولكن ماذا عليها أن تفعل الآن ؟
وماذا عنه هو ؟ اعترفت بأنها لم تفكر كثيراً في ما يريده منها .ورأت أن السبب في ذلك يعود إلى أنها ما تزال مضطربة من طلب الزواج . . ومن كلمة " سأنتظر".
لكنها لا تريد منه أن ينتظر .لا تريد أن ينتظر أبدأ ، فهو يريد زوجة ، ورغم حبها الكبير له ،لن تكون تلك الزوجة .وهو يريد أماً لأولاده . . .
آه ، يا إلهي ! . . .لن تكون أبداً تلك الأم .
فهل من العدل أن يبقى منتظراً ؟ لكن الذنب ليس ذنبها ! لقد رفضت طلبه ، فماذا يمكنها أن تفعل أكثر من ذلك ؟ ولنّا أثقلت أفكارها كاهلها،

شاذن 22-10-10 08:18 AM

دخلت الحمام لتستحم علّها تسترخي . . . آه ! ماذا عليها أن تفعل ؟ وعندما انتهت من الاستحمام ولبس ثياب نوم جديدة ، أوت على سريرها . . . ثم خيّل إليها أنها سمعت صوت باب يغلق في الممر. وأدركت أن داكر قد غادر إما المكتب وإما غرفة الجلوس ،منهياً بذلك يومه .
وبقيت مستيقظة ، تصارع أفكارها .عله أن يفهم أنه يضيع وقته في انتظارها . . . لكن، ها قد مرّت أربعة أيام آه ! يجب أن تقوم بشيء ما في هذا الصدد .
مضت نصف ساعة أخرى وجوسي تتعذب وتتألم .فهي لا تريد أن ترحل . . .لا تريد ذلك بأي شكل من الأشكال ، لكنها راحت تتساءل عما إذا كان هذا هو الحل الوحيد . . .فجأة . . .رأت سبيلاً آخر . . .
منتديات ليلاس
ولم يعد أمامها سوى مواجهته . . فتنفست بعمق ، وواجهته .داكر يريد أن يتزوجها . . . وهي لا تستطيع أن تتزوجه . . .قال إنه سينتظر . . .لكنها تعلم أنه سيمضي حياته في الانتظار . . .لا يمكنها أن تفعل هذا به . عليها أن تجد طريقة لتقنعه بأنه يضيع وقته في انتظارها . . .وإلا . . . ابتلعت بريقها بذعر . . . وإما يبقى أمامها الرحيل .
لكن حبها له يمنعها من الرحل .فهل حبها يكفي كي تتزوجه وتثبت له أنها لا تستطيع أبداً أن تصبح زوجته بكل معنى الكلمة؟ هل لديها الشجاعة الكافية ؟ . . .جفّ فمها لهذه الفكرة . . .مع أنها لن تتطلب وقتاً طويلاً . سيكتشف الحقيقة وبعدها ينفصلان ويعود كل واحد منهما إلى حياته السابقة . . .تعرف أنّ الفراق سيؤلمها لكنها تتألم الآن .بقى عشرة أيام من إجازته وربما أكثر بحسب قوله . . .فهل ستمضي تلك المدة كلها على الوتيرة نفسها . . .تنزل كل صباح لتناول الفطور والرجفة تتملكها خوفاً من أن تتطور قبلته لتصبح أكثر عنفاً وحرارة فتفقد بعدها السيطرة على أعصابها .
وإذ لم تعد قادة على البقاء ساكنة ،نهضت من سريرها وأخذت تذرع الغرفة جيئة وذهاباً حتى غضبت من نفسها ومن شخصيتها المثيرة للشفقة . وسرعان ما تناولت عباءتها . ولبستها وغادرة غرفتها . . . غضبها العارم من نفسها كاد يتلاشى حين وصلت إلى باب غرفة الجلوس التي كانت مضاءة . . .فاجأها ذلك . يبدو أن داكر قلق مثلها وهو جالس في غرفة الجلوس وكأن النوم جافاه كما جافاها . . . ارتدت على عقبيها عائدة إلى غرفتها لكنها عادت فتوقفت . فلِمَ لا تدخل الآن وتنتهي المسألة ؟ألا تحبه ؟ تملكتها الشجاعة لثوانٍ فانتهزتها الفرصة ودخلت إلى غرفة .
كان النور على إحدى المناضد في الزاوية مضاءً ، وداكر جالساً على الأريكة الكبيرة يقرأ. رفع بصره إليها فاحمر وجهها . . . وبقيت جامدة عند الباب .ولو لم تتسمّر قدماها في مكانها لارتدّت على عقبيها هاربة .لكنها عجزت عن الحركة .
أخذت تنظر إليه وهو يتأملها بصمت ،ولاحظت أنه أغلق الكتاب .
لم تسعفها الكلمات .وشعرت بالغثيان وعادت تقول :" هل أستطيع . . . . ؟". رفعت نظرها إلى وجهه الوسيم المنتظر ثم أضافت بسرعة " هل . . . هل أستطيع التحدث إليك ؟".

شاذن 22-10-10 08:21 AM

أخذ داكر يتأمل ملامحها المذعورة بصمت .وفيما راحت غريزتها تعنفها لأنها دخلت إلى هذه الغرفة في مثل هذا الوقت ،أجاب هو مرحبّاً :" طبعاً تعالي اجلسي قربي على الأريكة ".
مرت ثوان رفضت فيها قدماها أن تطيع ذهنها وأن تتقدم لتجلس قربه لكن ،بعد أن عّذبتها الرغبة في الهرب ،دنت منه و زيادة في الترحيب ،أفسح لها داكر المجال على الأريكة فابتلعت بريقها وجلست ، وازداد حبها له ، عندما تمتم بتفهم :
- لا بأس يا صغيرة ! ما بالك ؟ ولماذا هذا الوجوم على وجهك ؟
لكنها راحت ترتجف بشدة بحيث لم تستطع البقاء ساكنة . ثم ما لبث أن اقترب منها فوضع ذراعه حول خصرها قائلاً برقة :" لماذا ترتجفين ؟".
منتديات ليلاس
لكنها لم تستطع أن تجيب . شعرت بذراعه حول خصرها المتصلب المرتجف وكان حبها له ينمو ويتعاظم . . . وأرادت أن تصرخ لأنها سرعان ما ستفقد السيطرة على أعصابها ، ولأنها تخشى أن تقترب من أي رجل . . .بدا وكأن كل حواسها متنّبهة . . . كانت تشعر بدفء قبضته وتحس بقربه منها يشلّها وعندما أوشك الذعر على الإمساك بخناقها تجمدت وشدت قبضتيها فانغرزت أظافرها في راحتيها ، سألها وهو يعانقها برقة بالغة ، عما تريد أن تقوله . . .
- فكرت في طلبك . . .ونعم . . . سأتزوجك . . . لكن . . .
علمت جوسي أن جهنم سترسل حممها في داخلها في أي وقت ،حين تبدأ معركتها مع الخوف والضياع ،ولكن الذهول البالغ تملكها عندما طبع داكر قبلة على خديها ثم قال بصوت خافت :" غداً نتزوج فكوني جاهزة في الحادية عشرة والآن تصبحين على خير يا صغيرة".


***********

نهاية الفصل السادس

نجمة33 23-10-10 03:46 PM

الف شكر على المجهود

شووقهـ 27-10-10 12:13 PM

واااااااااااااااو

فظييييييييعة

بنتظااارك شاذن

نجمة33 27-10-10 04:59 PM

رااااااااااااااااااااائعه تسلم ايدك

و لا تتاخري علينا اكثر ارجوكي

فتاة 86 27-10-10 08:40 PM

شكراً كثير على المجهود
بس وينك تأخرتي علينا
موفقة بكتابة باقي الواية
و منتظرين جديدك

sweat_tama 31-10-10 08:40 PM

niceeeeeeee
thxxxxxx n wr waiting

shery2 01-11-10 11:41 AM

الرواية جملية
بس ياريت تكمليها عايزة اية اللى هيحصل
وهى هتعمل اية

نجمة33 01-11-10 06:28 PM

اين انت يا شادن
اكملي ارجوكي

شاذن 03-11-10 09:22 AM

أنا آسفة جداً على هذا التأخير . . .

وراح اكملها لكم ان شاء الله خلال هذا الأسبوع . . .

سامحوني . . . أوكي . . .

مع حبي شاذن .

:8_4_134:

شاذن 03-11-10 09:24 AM

7 – زهرته الجميلة

عندما حل الصباح اليوم الثاني لم تصدّق أنها كانت من الطيش والتهور بحيث وصل بها الحد إلى الموافقة على القبول بالزواج ، الزواج يعني مشاطرة العيش مع رجل لكنه ليس أيّ رجل .رباه ، هل وافقت فعلاً على الزواج به ؟ لا شك أن هذا المكان سحري .فمنذ ثلاثة أشهر كانت فكرت الزواج برجل والنوم معه تبعث في نفسها الرعب لكن هذا كان منذ شهر فالآن هي تواجه حقيقة أنها تحبه .وهذا ما لم تختبره من قبل ، فالحب يجعل الأمور مختلفة . جلست على كرسي . ورفعت ركبتها حتى ذقنها ولفت ذراعيها حول ساقيها .الحب يجعل كل شيء مختلفاً . . .وأخذت عيناها تحلمان وهي تتذكر الرقة الرائعة التي أظهرها داكر الليلة الماضية . من الغريب أنّ العناق الذي تبادلاه لم يقلقها .كانت خائفة بالطبع ، لا بل مذعورة . . لكن ذاك العناق الرقيق لم يقلقها ، ولم يتمادَ داكر أكثر بل تركها لتعود إلى غرفتها حتى تنعم بنوم هانئ .عندما حان وقت نزولها ، أخذت جوسي تعجب مرة اخرى لموافقتها على الزواج به . . رباه ! كانت ترتدي ملابسها وتفكر في هذه الخطوة التي وافقت عليها .
منتديات ليلاس
غادرت غرفتها وهي لا تعرف كيف ستواجهه .ليته يقرر العودة إلى باريس بل ليتني أجده قد رحل !
لكنه لم يرحل وكأنه كان يعلم متى ستغادر غرفتها إذ وقف في الردهة في اللحظة التي وصلتها .
ودت ألا يحمر وجهها عندما تراه. لكنه توهج حين حيّاها برقة :" مرحباً يا فتاتي الشجاعة".
- صـ . . . صباح الخير .
نطقت بذلك بجهد فابتسم :" هل أنت مستعدة للذهاب ؟ تكاد تبلغ الحادي عشرة ".
وقفت تنظر إليه نظرت حب . . . ولم تدرِ لماذا لم تشعر بأي شيء من الارتباك فهي مستعدة فعلاً للذهاب حيث يريد وللقيام بما يرضيه فهو من تحب . . .الآن لم تعد فكرة الزواج بالنسبة لها شيئاً مقيتاً .
كانت ترتدي طقماً عاجياً أضفى عليها رونقاً وبراءة وكان في نظرتها وداعة واسترخاء وكأنها لم تعد تلك الفتاة التي ترعبها مجرد فكرة الاقتراب من رجل .
بعدما تناولا فطورهما قصدا مكتب تسجيل الزواج حيث قام الموظف بتزويجهما وسط جو من الهدوء.
كان يوماً جيداً بدا لجوسي من أفضل أيام حياتها فبعدما خرجا من مكتب الزواج عادا لممارسة النشطات نفسها . . متحدثين حيناً وصامتين أحياناً . بدا داكر مستعداً لإجابة على أيّ سؤال تطرحه وراح يسألها عن نفسها ، حتى استخلص منها ، رغماً عنها ،اعترافاً بأنها تجيد العزف على البيانو .
سألته بحيرة عندما عادا إلى البيت حوالي الساعة الرابعة بعد الظهر ، وبعد نزهة طويلة في الحقول والغابات :" لَم أخبرتك بذلك ؟".
أجاب بابتسامة عريضة :" أنت لم تفعلي ذلك بل أنا استخلصته منك ، يا آنستي المتواضعة".


شاذن 03-11-10 09:26 AM

- آه ، حسناً ! لا بأس في ذلك إذن .
وضحكت مما جعلها تفكّر في أن تتجنب لقاءه أغلب الأحيان كي لا يقرأ في عينيها شعورها .
كان قد ذكر رغبته في إنها بعض الأمور في مكتبه ،وعندما همّت بتركه عند السلم،سألها :"هل نخرج لنتناول العشاء معاً ، يا صغيرة؟"
توقفت عن السير ،واتسعت عيناها البنيتان الجميلتان أكثر من العادة فتحت فمها لكنها لم تجد عذراً معقولاً يبرّر عدم خروجها معه فهي الآن زوجته .
وأخيراً وجدت عذراً مناسباً :" لابد أن أغاثا بدأت بتحضير . . . ".
فهز رأسه ، وقال :" لقد عرفت منذ الصباح أنني. . . "
وسكت قبل أن يكمل :" وزوجتي قد نتناول العشاء في الخارج هذا المساء".
فتمتمت :" حسناً إذن".
ثم صعدت إلى غرفتها بسرعة .
كان النهار رائعاً ،ولكن الاضطراب عاد يتملكها . فها هي معاملته إياها تتغير فيقول :" هل نخرج لتناول العشاء معاً ؟".ولم يقل أتحبين أن نخرج أو هل يمكنني أن أصطحبك . . .لكن ما أسعدها أكثر هو أنه . . .يعتبرها ويعتبر نفسه فريقاً واحداً ، ويريدها أن تنظر إلى الأمر بالطريقة نفسها . كقوله " هل نذهب"وكأن ما يفعلانه يجب أن يفعلاه معاً كزوجين . . .
منتديات ليلاسحاولت التخلص من قلقها وهي تستعد للخروج ،ولكن المهمة لم تكن سهلة .كان داكر ينتظرها . . أخذت تذكر نفسها بذلك . فوراء الأحاديث الودودة والنزهات على الخيل معاً ،والسير جنباً إلى جنب ، وعلاقتهما الجديدة التي عمادها الزواج انتظار هادئ . . . فقد وعدها بأن ينتظر حتى تأتي إليه من تلقاء نفسها , فرغم زواجهما لن يفرض نفسه عليها ولن يطالبها بحقوقه كزوج ينتظر حتى تأتي إليه من تلقاء نفسها . قال لها حين نزلت مرتدية ثوبها المشمشي اللون :" لقد ارتديت هذا الثوب في أول ليلة لك هنا".
أدهشها أن يتذكر ذلك . وكان ، من الظرف ذلك المساء ،بحيث تمنت عندما أخذ الوقت يمرّ ،لو أن الأمسية لا تنتهي أبداً .
قالت ضاحكة عندما وصلت الحلوى المغطاة بالقشدة التي طلبها داكر
:" يجب أن أتوقف عن الأكل بهذا الشكل".
- لم يزدد وزنك عن قبل ، لكن مظهرك العام تحسن عن أول يوم وصلت فيه .
كانت تعلم أنه على حق .فقد اسمرّت بشرتها قليلاً بينما كانت ناصعة البياض ،وكأن الشمس لا يمكن أن تغيرها .وبعد أن أخبرها داكر كل ما يعرفه عن حادثتي مارك ،بدا كأنه أصبح من الماضي وحين عادا إلى البيت تركته يتأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ ، قائلة بشيء من التشنج :" شكراً على العشاء ، تصبح على خير".وصعدت إلى غرفتها وهي تتذكر كلمة سأنتظر التي قالها في ما مضى .
عندما اغتسلت ولبست ثياب النوم ،وجدت نفسها حائرة أمام مشاعرها المتضاربة ، هذه الليلة ،و بعد أن تزوجا اليوم ، أخذت علاقتهما منحى جديداً فهي تعلم الآن أنها تريد من كل قلبها وروحها أن تصبح زوجة فعلياً وليس صورياً ! كما تعلم منطقياً ،أن هذا الأمر مستحيل. كيف

شاذن 03-11-10 09:27 AM

يمكن ذلك ؟ فحالما يلمسها كحبيب وليس كصديق ، ستتحطم كلياً ،إنها تدرك ذلك ،لكنه وعدها بأن ينتظر !
بقيت جوسي أرقة في سريرها لساعتين والألم يعتصر فؤادها ، ويشتد ويقوى . . . غضبت . . .من نفسها . . .منه . . . من أرقها هذا . . . كانت متعبة ، منهكة ومع ذلك لم تتمكن من أن تنام. . . وفجأة خطرت لها فكرة مفاجئة . . . نعم ستذهب إليه .أيمكن أن يكون غضبها هو الذي دفعها إلى ترك سريرها غاضبة لتذهب إليه وتنتهي من الموضوع لمرة واحدة وإلى الأبد ؟ فلم تتوقف لترتدي عباءتها .وعندما دخلت غرفة داكر وجدتها غارقة في الظلام .
جمدت في مكانها وهي تعلم أنه نائم وأنه ما كان عليها أن تحضر .تلاشى غضبها وهمّت بأن تتراجع لتخرج بصمت من غرفته ،لكنها اكتشفت أنه لم يكن نائماً ،وأنه علم بوجودها إذ ناداها في الظلام بصوت هادئ مطمئن :" تعالي قربي ، يا صغيرة".
جف حلقها ، وبقيت لثوان طويلة عاجزة عن الحراك ثم أغلقت الباب بهدوء وتقدمت نحو السرير ، وكأنها تسير في غيبوبة .
منتديات ليلاس
عندما انسلت بين الأغطية ، توترت أعصابها جداً ، شعرت بدفئه دون أن تلمسه ،وكان ظهره نحوها ن فلم يحاول أن يستدير . . .وفجأة ، هالتها فظاعة ما فعلته . النوم في الفراش معه هو شيء غير مقبول ، وإن كان زوجها !
حاولت أن تنزل عن السرير لكنها تعثرت بالأغطية. . . وفجأة ، تنبهت إلى أن قطعة القماش التي أمسكتها لم تكن ملاءة السرير . . .بل سترة ثياب نومه !
آه يا داكر ، كم أحبك . وتوقفت عن محاولتها مغادرة السرير . . .لقد توقّع مجيئها . . .لابد أنه أرادها في سريره . . . وأزعج نفسه بارتداء ثياب نوم .
عادت فاستلقت على السرير وقد توقفت عن الارتجاف وكان داكر لا يزال يدير ظهره لها ، لكنه مدّ ذراعه إلى الخلف ليلمسها .
قال لها برقة :" حاولي أن تنامي".
عندما فهمت معنى كلامه ، واسترخت ، أبعد ذراعه عنها .
استلقت جوسي مستيقظة لبعض الوقت ، حاولت أن تكوّن عنه صورة ذهنية .مظهره الرجولي ،حنكته البالغة دليل على خبرته . . .فلماذا يتجاهلها إذن ؟ هل هي سبب ؟ هل هي التي تتجنبه ؟
ولكن كيف تجنبته ؟ لقد تكلم عن الزواج ،عن الأولاد . . . وشعرت بالنعاس فاستدارت على جنبها ، وإذا بها تكتشف أنها انقلبت لتواجه ظهر داكر .
آه ،كم تحبه ! ومدّت يدها تلمسه ، عاجزة عن مقاومة هذا الرغبة .لم يتحرك . ودنت منه أكثر ، شاعرة بالرّاحة والدفء بقربه ، ولم يتحرك واقتربت منه أكثر ، حتى لم يعد يفصل بينهما سوى أنملة أرادت أن تلمسه ، أن تعانقه .ودون أن تجرؤ على التنفس ،طوّقت خصره بذراعها ولمست يده ، فقال برقة وهو يضغط على يدها :
- تصبحين على خير يا جوسي .
أجفلت وحبست أنفاسها لثوانٍ عدة ، ثم تمتمت بصوت مختنق :" تصبح على خير يا داكر" .

شاذن 03-11-10 09:29 AM

وبعد دقائق ، أخذت تشعر بالنعاس . ودون تفكير ، أزاحت رأسها عن الوسادة وأسندت خدها إلى ظهره الدافئ . لم تكن تعرف روعة النوم مع شخص تحبه .
***
استيقظت لتجد أن الصباح قد انبلج ولم تتذكر أنها نامت جيداً بهذا الشكل من قبل ، لم يكن لديها أدنى فكرة عن الوقت .كانت وحدها في السرير ، فتكهنت بأن داكر قد استيقظ منذ وقت طويل .وفكرت في أن تنهض لتسرع عائدة إلى غرفتها ، لكنها شعرت بأنها تحب وجودها في سرير داكر أليس هو زوجها ؟ تلمست ناحيته من السرير ، فشعرت نحوه بحب عارم ، فاض من قلبها ليغمرها كلياً .
وإذا بباب الحمام ينفتح فتملكها ارتباك بالغ . وعندما دخل داكر إلى الغرفة وقد اغتسل والتف بمنشفة لم تعرف أين تحوّل نظراتها ، فقالت بصوت مختنق :" لقد . . . لقد تأخرت في النوم".
فقال باسماً :" وأنا أيضاً".
نظرت إليه . . . كان في عينيه وعلى فمه ابتسامة متأملة ،وهو يضيف :" بدوت رائعة الجمال وأنت نائمة ، فلم أشأ أن أوقظك".
لم تفهم شعورها حيال تأمله لها أثناء نومها ، قالت:" نعم ، حسناً . . . ". ولم يكن ردها يعني شيئاً بل مجرد جواب منها لتكسر الصمت ، وراحت تقدّر المسافة التي تفصلها عن الباب ، وأضافت :" من الأفضل أن أذهب . . . ".
منتديات ليلاس
ثم تركت السرير .كانت قد قطعت خطوات عندما سألها :" ألن تعانقيني ؟".
توقفت ، والتفتت إليه ، فخطت نحوه خطوة ، وسّرها أن يتحرك بدوره . نظرت إليه وهي تتمني الهرب ، لكنها دهشت حين أدركت أنها تريد أن تبقى .
قالت تحييه :" صباح الخير ".
وعندما لم يتحرّك ليعانقها ، نظرت إليه بصمت والجد بادٍ في وجهها . لكنه بقي جامداً لا يتحرك ، وقف على بعد خطوة منها ، وهو من القرب
بحيث يمكنها لمسه . فاقتربت منه متوترة ، ثم عانقته بسرعة وتراجعت إلى الخلف وأخذت تحدق فيه . لم ينطق بأيّ كلمة . . .وقفت تنظر إليه بحذر وقلبها يخفق . . .وفجأة شعرت بأنها تريد أن تعانقه ثانية .
نظرت إليه منتظرة بصمت ، هل يريدها أن تعانقه مرة أخرى فهو لم يبتعد عنها ؟ واقتربت منه قليلاً . . . حتى كادت تلمسه . وبخجل وتوتر، لأنها لم تستطع أن تمنع نفسها ، عادت تعانقه من جديد بثقة أكبر هذه المرة . وعندما كادت تبتعد عنه وتسرع عائدة على غرفتها تحرك داكر . شعرت بذراعيه تطوقانها ورغم أنها تراجعت ، غريزياً ، إلى الخلف ، إلا إنها لم تقاومه لتتخلص من عناقه . وشعرت بالحيرة وهي ترى نفسها واقفة رغم تسارع نبضات قلبها، تحدق فيه متوجسة.
قال بصوت خافت :" لا تقلقي .سيكون الأمر على ما يرام".
أحقاً ما يقوله ؟ لم تعتقد ذلك ، في المرة الماضية ، عندما قاومت هجوم مارك الجسدي .كانت واثقة من أن علاقتها بداكر لن تكون مخيفة ، وزادت حيرتها وهي تسمع نفسها تسأله بصوت مرتجف :" هل . . .هل يمكنني أن أعانقك مرة أخرى ؟".

شاذن 03-11-10 09:30 AM

فابتسم يحييها :" يسرني هذا".
نظرت إليه برزانة ن لكنها لم تكن واثقة من شعورها ن كما لم تكن واثقة من أي شيء آخر . . . وراح داكر يساعدها ، بدون تسّرع ، على التخلص من خوفها . ودون أن ينتظر منها المبادرة انكب عليها يعانقها بشغف .
ارتجفت ركبتاها ارتجافاَ جعلها تتمسك به لئلا تسقط ، لكنها ما لبثت أن تركته كأنه أحرقها . إنما ما كان لها أن تخاف السقوط لأن ذراعي داكر اشتدتا حولها . وفي حين أدركت أنها لم تشعر يوماً بمثل هذا الأمان ، وبمثل هذا الارتباك في الوقت عينه تحركت ، فجأة ، كي تتخلص من عناقه .
سألها وهو يتركها على الفور وعيناه تتفحصانه عينيها :" هل أنت بخير ؟".
فأجابت بصدق :" أنا . . .لست واثقة".
وابتسم فجأة ، قال ممازحاً :" إذن ، أقترح عليك ، يا زوجتي الحلوة ، أن تقابليني في الطابق السفلي لتناول الفطور".
- آه ، يا داكر .
منتديات ليلاس
وضحكت ، وأسرعت عائدة إلى غرفتها .
ومضى يوماً رائع آخر . سارا معاً وتحدثا ، وفيما كانا يرتاحان عند جدول الماء ، قطف داكر زهرة برية ووضعها خلف أذنها .وخزت لمسة جلدها ، إنما هذه أللفتة منه .
تناولا العشاء في الوقت المعتاد ، ولكن عندما شارفت الوجبة على نهايتها ، بدأت تشعر بالتوتر . بدا كأن تقارباً جمع بينهما ، وقد سّرها هذا التقارب . إنما زال في أعماقها شعور بأن علاقتهما لا يمكن أن تتطور أكثر . . .
- هل تريدين أن تشاركيني في أفكارك ؟
أجفلت حين خرق صوت داكر صمت أفكارها ، وأدركت أنه لاحظ تبدّل مزاجها .
أجابت وهي تهز رأسها :" لا".
كانت تعلم أنه لن يترك الأمر عند هذا الحد فأضافت :" أشعر . . . بشيء من التوتر".
نظر إليها للحظة طويلة ، مما جعلها تشعر بالذنب . ظنّ أنه سبب توترها ، فقال معتذراً :" آسف . لم أقصد ذلك ".
- آه ، يا داكر ، أظنني بحاجة للانفراد بنفسي ، هل تمانع إذا لم أنضم إليك في غرفة الجلوس؟
نظرت في عينيه لكنها عجزت عن الفهم أفكاره ، وقال :" لا ، طبعاً ".
فتركته وهي تعلم أنها لن تذهب إلى غرفة زوجها الليلة ، بل ستبقى وحيدة لتغالب خوفها .
وبعد ساعات قليلة ، وفيما كانت مستلقية على سريرها وقد جفاها النوم ، راحت تتساءل كيف واتتها الجرأة لتفعل ما فعلته ، ومع هذا ، فقد أدركت أنها أحبت ، حقاً ، مشاركته فراشه .
أثناء الأيام القليلة الأخيرة ، شعرت بأنها استطاعت أن تعرفه بشكل أفضل . تحدّثت معه يومياً ، وشاركته السرير ليلاً ، فأعجبها هذا التقارب ، لكن لا يمكن لعلاقتهما أن تستمر بهذا الشكل . ومرت ساعات أخرى ، وجوسي تفكر في أن داكر لا ينبغي أن يعلم بحبها له .

شاذن 03-11-10 09:32 AM

وازداد توترها وهي تشعر برغبة في الذهاب إليه ، مدركة في نفس الوقت ، أن عليها ألا تفعل ذلك مجدداً . وخانتها أعصابها ، وأحست بأنها تريد ذلك . وثارت مشاعرها ، فهو زوجها ويحق لها أن تكون بقربه .
وفجأة ، فتح باب غرفتها ثم أقفل . وفي الظلام ، وصلها صوت داكر يقول برقة ، وكأنه يعلم بأنها مستيقظة :" لم أستطع النوم من دونك".
امتزجت فرحتها لوجوده بخوفها المعهود ، فأفسحت له مكاناً بجانبها .
سألها وهو يجلس بقربها :" أما زلت تشعرين بالتوتر ، يا عزيزتي؟".
- إنه غير مهم .
- أجلسي .
فسألته :" أجلس ؟".
- أريد أن أمسّد رقبتك .
ولكنها لم ترغب في الجلوس ، واعترضت :" لن ينفعني هذا ".
- وما أدراك ؟
هتفت شاعرة بالحب نحوه :" آه ، يا لك من . . . ".
ثم ضحكت بشيء من التوتر ثم جلست وأدارت له ظهرها . . . وعندما شعرت بلمساته ، ارتعشت ، إذ بدت لها أشبه بالسحر ، ككل ما يحيط بها . ضغط بثبات ، ولكن برقة ، وأرادت أن تتكئ عليه .
- لديك عقد من التوتر على طول عمودك الفقري .
منتديات ليلاس
لعله على صواب في ذلك . فهي تشعر بالتوتر من رأسها حتى أخمص قدميها .
شعرت بيديه الدافئتين على بشرتها ، فظنت أنه سيغمى عليها من تأثير الصدمة .
- إن لك . . .
وتلاشى صوتها الأبح . . . إنّ يديه خبيرتان ، وأضافت بعد أن استعادت أنفاسها :" هل فعلت هذا من قبل ؟".
أجابها وهو يدلك ظهرها برفق، وصوته قريب منها للغاية :" أنت أول مريضة عندي".
- و. . . وكيف تجيد ذلك إذن ؟
- كنت ضيفاً لدى أحد الأصدقاء ذات مرة . والكتاب الوحيد الذي وجدته عنده ، يعالج هذا الموضوع .
وسكت للحظة ن وعاد يقول بعدها :" يسرني أني قرأته".
لو أرادت جوسي أن تجيبه حينذاك ، لما استطاعت . فحتى لو كان صوته طبيعياً فإن يديه كانتا تحدثانها عن شيء آخر . . . ولمسته لم تكن تمسيداً وحسب . . . قد تكون مخطئة ، طبعاً ، ولكن . . .
وقالت بصوت حاد مخنوق :" أنا بخير الآن".
جمدت يداه ، وقال بصوت خافت :" أتريدين مني أن أتوقف ؟".
وعندما لم تجبه ، أزاح شعرها الأشقر الطويل ، وطبع قبلة على عنقها فأجفلت ، بينما تمتم برقة :" أنت رائعة الجمال . بشرتك كالحرير".
فابتلعت بريقها :" أ . . . أحقاً".
لم يكن هذا صواباً . إنها تعلم أنه ليس صواباً . . . فلِمَ لم تصرخ ؟ ولِمَ تجلس ساكنة بهذا الشكل ؟

شاذن 03-11-10 09:33 AM

وبينما كانت ما تزال تحاول التعوّد على تلك المشاعر ، امتدت يداه إلى خصرها تجذبانها إليه ن وعندما احتك ظهرها بصدره أجفلت فضمها غليه ، وعانقها برقة . . . ولكنها حاولت أن تبعده عنها . . .
- اهدئي . . . لا تخافي .
وأمسك بها للحظة طويلة بين ذراعيه ، جامدة قريبة منه وكأنه يريدها أن تتعود على هذا القرب .
لم تعرف جوسي من قبل مثل هذه الإلفة الحميمة . . وبعد دقيقة أو نحوها راحت أعصابها المتوترة تهدأ . أواه ، يا داكر ! أرادت أن تناديه أن تقول له إن ما يريده لن يكون له أبداً ن فخوفها يقعدها عن وهب نفسها له .
اتكأت عليه ، وفي قلبها حزن ن طالما شكّت في قدرتها على تحمّل القرب من أيّ رجل . لكنه لم يكن أيّ رجل ! وفجأة ، عندما جذبها نحوه أكثر ابتلعت ريقها .
تمتم في أذنها وقد رأى أنها حبست أنفاسها :" تابعي تنفسك . . .لن أدع شيئاً يؤذيك".
تسارعت نبضات قلبها ، وأحست وكأن النار تسري في عروقها ، فهتفت :" داكر".
فقال يخفف عنها :" لا بأس ، لا بأس".
ثم أدارها نحوه . . . أحاطها بذراعيه وشدّها إلى قلبه ليشعرها بالأمان قائلاً بلطف :" اهدئي . . . يا زهرتي الحلوة ، ستكونين بخير".
لكنها كانت مرتبكة للغاية . . . بعد أن احتضنها داكر بهذا الشكل اكتشفت أنها . . .تحب ذلك ! قبّلها برفق . ولم تعد جوسي ، بعد ذلك ، متأكدة من أيّ شيء .
منتديات ليلاس
همس وخدّه على خدها :"إذا أردت أن أذهب ، فاطلبي مني ذلك وحسب . . . لكنني أودّ أن أبقى".
- لكي . . . تنام ؟
- سكت قليلاً قبل أن يجيب :" نعم ، لكي أنام ، يا حبيبتي الصغيرة".
- أرجو منك أن تبقى .
واستلقيا معاً ، فطوّقها داكر بذراعه ووضع رأسها على كتفه . مهما حدث ، ستتذكر دوماً هذه اللحظات .
قالت له :" تصبح على خير".
فأجاب وهو يقبّل جبينها :"تصبحين على خير ، يا صغيرتي".
واكتشفت جوسي أنها لا تشعر بالنعاس فأرادت أن تحاول الاقتراب منه أكثر فرفعت يدها وطوقت صدره . شغفت بملمسه الدافئ ، وظنته نائماً . وبحركات بالغة الخفة ، كي لا توقظه ، أخذت تتحسس كتفيه وصدره .
وإذا بصوت داكر العميق المضطرب يشق الصمت والظلام :"يا زهرتي الحلوة ، ما أنا إلا بشر".
أجفلت وهي تدرك أنه كان مستيقظاً . فقالت وهي ترتعش :" تصبح على خير ".
وأسرعت تعيد يدها إلى حيث كانت من قبل . . . عندما استيقظت في الصباح ، كان داكر قد ذهب . لكنها تذكرت ، بسرور وليس بخوف ،

شاذن 03-11-10 09:36 AM

كيف احتضنها لتنام ولم يرغمها على شيء ، بل بقى على وعده . وهذا أمر رائع . عندما نزلت إلى غرفة الطعام وجدته هناك .
- هل من مشكلة ؟
طرح سؤاله هذا ،وهو يأخذها بين ذراعيه . هزت رأسها نفياً ، وقد أدركت أنه يسألها عما إذا كرهت عناقه ، ومشاطرته الفراش .
تمتم يقول :" هذا حسن".
وكأن يوماً رائعاً . خرجا على صهوة الجوادين في الصباح ، ثم تمشيا معاً بعد الظهر . وعندما استعدّت جوسي للعشاء ، أدركت أن أحاديثهما الكثيرة المتنوعة، تناولت من الأمور أكثر بكثير من تلك التي ناقشتها مع مارك. فمع مارك كان الحديث عن الخيل يستبعد ذكر أي موضوع آخر. وكانت هي راضية تماماً بذلك . . .
شعرت بالذنب لهذه الأفكار التي تتملكها . لكن أحاديثها مع داكر وسعت آفاقها ، ونشطت فكرها أكثر . . . نعم ، ستبقى دوماً عاشقة للخيل . . . كانت تعلم ذلك . فحبها للحيوانات ، وللخيل خاصة ، ولد معها دون شك والتفكير في هيثي وحدها يشوّقها إلى رؤيتها ولكن . . .
وغادرت جوسي غرفتها وقد أدركت فجأة أن عقلها وجسدها أصبحا أكثر تفتحاً وحيوية ، منذ عرفت داكر ، وليس منذ وقعت في غرامه وحسب. وكانت تتناول عشاء معه عندما نظر إليها عبر المائدة ، واعتذر منها لعدم تمكّنه من الانضمام إليها في غرفة الجلوس فيما بعد ، قائلاً :" لدي عمل هام هذا المساء وقد يستغرق بعض الوقت".
منتديات ليلاس
وأوشكت أن تقول له إنها ستأوي إلى فراشها باكراً ، عندما خطرت لها أمور عدة . هل يعني أنه ينوي العمل في مكتبته ، أم أنه سيخرج ؟
وإن كان سيخرج ، أليس الوقت غريباً للخروج بهدف العمل ؟
أدركت أن أفكارها هذه بسبب الغيرة ، فراحت تقنع نفسها بأن العمل لا ينتهي عند الساعة الخامسة تماماً في عالم الأعمال والمال .
وتلت تلك الفكرة ، فكرة أخرى أسوأ منها . . . بعدما أمضت أسبوعاً برفقته ، كيف ستمر أيامها دون أن تراه يومياً ؟
- تبدين مكتئبة قليلاً ، يا عزيزتي . هل هناك ما يزعجك ؟
هزت رأسها ، ثم رأته يراقبها بصمت .لعل أهم ما عرفته عنه خلال هذا الأسبوع الذي أمضته برفقته ، أنها تضطر دوماً إلى الإجابة عن أسئلته . وبما أنها تعجز ، بشكل عام ، عن الكذب أخذت تقول :" حسناً في الحقيقة ".
ثم سكتت .
- إن صدقك هو أكثر ما أقدّره فيك ! لماذا أنت حزينة ؟
لقد قضى على دفاعاتها بقوله إنه يقدّرها !
- حسناً . . .لست حزينة تماماً ، كنت . . . أفكر في . . . أن هذه الأيام كانت رائعة . . .
آه . . .رباه . . .وأضافت :" و . . وأنني. . .أنني سأفتقدك . . . سأفتقدك قليلاً في الأسبوع القادم".
جمد داكر وأخذ يحدق فيها ، ثم قال بهدوء بالغ :
- أظن ، يا صغيرتي ، أن هذا أجمل شيء قلته لي على الإطلاق.
احمر وجه جوسي قليلاً ، وبقى يحدّق في وجهها صامتاً للحظات ثم وكأنما شجّعه قولها هذا ، سألها بلهجة تحمل معنى :" لعلك ، يا عزيزتي ، تدعينني للنوم في غرفتك الليلة ".


شاذن 03-11-10 09:37 AM

حدقت فيه وأول ما فكرت فيه الرفض ، لأن نظراته الثابتة المصممة وطريقته في الكلام تدل أنه لن يكتفي بالنوم قربها كما فعل في الليالي الماضية . فتحت فمها لتقول له أنها لا تستطيع ، لكنها عجزت عن ذلك . . . ظلت عيناه تحدقان في عينيها بثبات ، فشعرت بأنه يريدها أن توافق ، وجفّ حلقها وهي تعترف بصوت أبح :" أنا خائفة".
أجابها بهدوء وقد بدا عليه أنه غير مستعد لتركها :" أعلم هذا".
- ماذا لو تملكني الذعر ؟ . . . آه لا أستطـ. . .
قال بهدوء :" لن يتملكك الذعر".
- نعم ، لكن ماذا لو حصل ذلك ؟ إنك . . .
قال وهو يبتسم ملاطفاً :" سنعالج الموقف . كفاك قلقاً يا زهرتي الصغيرة . . .قولي فقط كلمة نعم التي أنتظرها ".
فتنفست بعمق ، وردت متلعثمة :" نـ. . . نعم".
ورغم توترها ، ابتسمت له بضيق . فقال برقة :" جوسي".
منتديات ليلاس
وفي تلك اللحظة ، دخلت أغاثا لتخبره بأن ثمة مكالمة هاتفية له ، فوقف قائلاً :" المعذرة ، يا عزيزتي . إنها مكالمة أنتظرها ".
وغادر الغرفة . مرت ساعة ، ومن ثم ساعتان . وأخذت تذرع غرفتها جيئة وذهاباً ، ثم اغتسلت وارتدت ثياب نومها ، وعادت تسير في أنحاء الغرفة . كان جزء منها يتمنى أن يحضر . . . لكن ن ماذا لو تملكّها الذعر كما حدث لها مع مارك ؟
آه ، رباه ! . . . وعادت تذرع الغرفة ، وهي تعلم أن سبب توترها لا يتعلق برحيله إلى باريس . . . إذا ما فقدت السيطرة على نفسها ، وساءت الأمور بينهما الليلة ، فسيكون عليها أن ترحل إلى انكلترا في الغد ، لتطلب الطلاق لاحقاً .إذ ستخدع نفسها إذا ظنت أن بإمكانها البقاء معه ، زوجة مع وقف التنفيذ.
هدأت قليلاً عندما تذكّرت رقة تصرفاته معها الليلة الماضية ، إذ لم تشعر بالذعر حينذاك . قد تسير الأمور على ما يرام . . . وتعلقت بهذه الفكرة وإن لم تصدقها . . . فالبديل عنها الرحيل وهو خيار أفظع .
عندما دخل داكر غرفتها ، كانت الساعة قد قاربت منتصف الليل. بدا طويلاً عريض الكتفين وثياب النوم التي ارتداها .
وقف ويده على زر الإضاءة :" المعذرة لتأخري . لقد أخذ العمل مني أكثر مما توقعت".
أجابته دون تفكير :" لا بد أنك متعب".
ولم يجب ، إنما أطفأ النور فأغرق الغرفة في الظلام . . . أخذت جوسي ترتجف حين استلقى على الفراش قربها . فقال ممازحاً :" ما هذا ؟ ظننت أننا انتهينا من هذا كله ".
فغمرها شعور بالحب نحوه ، لمزاحه . . . ولم تعترض حين مدّ يده ليلمسها .
- أنا . . . أنا بحاجة إلى ضوء.
- بكل تأكيد .
حمل صوته حرارة وتفهماً .فازداد حبها له لأنه لم يكن غاضباً منها .
وسحب ذراعه ثم مال على جنبه ليضئ المصباح الموضوع قرب السرير ، فغمر الغرفة ضوء خافت ساحر .عاد واستدار نحوها ن ولم يضمها إليه بل اتكأ مرفقه وأخذ يتأملها .
- أنا آسفة .

شاذن 03-11-10 09:38 AM

ابتسم وأجاب :" يا جوسي الحلوة . أنت خائفة قلقة .أعرف هذا لكنني لا أختلف عن ذلك الرجل الذي نمت قربه في الليالي الماضية منذ زواجنا".
حاولت أن تبتسم فلم تفلح :" اعلم هذا .لكن الوضع مختلف هذه الليلة ، أليس كذلك ؟".
نظر إليها ، ثم دنا منها .استطاعت أن تشمّ رائحة الصابون التي فاحت منه حين مال إليها برفق يقبل خدها ، ويظمئنها قائلاً :" فقط إذا أردت أنت ذلك".
وتابع :" صدقيني يا عزيزتي ، إذا ما شعرت بذعر أو خوف ، فلن أرغمك على شيء".
هتفت :" أواه ، يا داكر".ثم مدت يدها تلمس وجهه . لقد أدركت الآن أنه لن يمزق ثيابها ، ويفقد السيطرة على نفسه كما فعل مارك.
- ثقي بي .
أمسك بيدها يقبل راحتها .
أغمضت جوسي عينيها . وبعد لحظة ن شعرت بحرارة جسده وهو يقترب منها . فتحت عينيها ورأت وجهه الحبيب قرب وجهها فابتسمت له .
وعندما أخذ يعانقها راحت تبادله عناقه .
راحت تفكر في أنها ليست خائفة . حدّقت برزانة عندما رفع رأسه ، وقالت :" إنك . . . ".
وسكتت لتسعل وقد اختنق صوتها حتى لم يعد يُسمع .
- انك وسيم .
قبل عينها الأولي ثن الثانية ، وأجاب :" وأنت جميلة ، يا جوسي ، استرخي ، يا زهرتي الحلوة استرخي". تمتم بذلك ثم عاد يعانقها برقة كانت تحرّك في قلبها مشاعر . . . ثم بدأ عناقه يتغير وأصبحت ذراعاه حولها أصلب وأقوى .
همست بصوت مختنق :" أظن أنه حان الوقت لأتخلص من عُقدي".
منتديات ليلاس
- يا حبيبتي الشجاعة .
ثم انحنى يضمّها إليه بقوة ، ويعانقها . بشغف ، لكنها لم تُذعر . راح يتمتم بكلمات رقيقة بالفرنسية . . .
تشبثت به جوسي شاعرة بالخجل ، وتملكها التوتر ، لكنها أدركت أنها تثق به ، وبدأت تسترخي . تمتمت وقد فاض حبها :" أواه ، يا داكر".
فقال لها بصوت خافت :" لا تخافي ، يا صغيرتي ،إنك في أمان".
- أريك من كل قلبي .
ولم تصدّق الآهة المرتجفة التي صدرت عنه ، قبل أن يقول :"كم تمنيت سماع ذلك منك ".
نظرت في عينيه وقالت :" أنا لست ماهرة في ذلك ".
- ستكونين كذلك .
فضحكت وهي لا تصدق أنها لم تعد ترتجف ! دنت منه أكثر وعانقته ، فشعرت بيديه تشدانها إليه ، وابتلعت بريقها وهمست :" داكر".
فقال وكأنه يدرك المشاعر التي اجتاحتها :" لا تخافي . . . هذا أمر طبيعي !".
- أحقاً ؟
فابتسم ، وأجاب :" آه ، نعم " .
ازداد حبها له فأحنت رأسها وعانقته مجدداً .
تمتم بكلمات لم تفهمها ، فسألته :" هل أخطأت ؟".
- يا حلوتي ، استمري على هذا المنوال ، لمكن ارحمي أعصابي !
شهقت لكلامه هذا ودفنت وجهها في عنقه . وعاد الخجل يتملكها بعد أن ظنت أنها تخلصت منه .
شعرت بيديه دافئتين وهما تطوقانها وبعدما ظنت أنها تغلبت على مشاكلها النفسية عاد الخجل يتملكها .
سمعته يضحك برقّة ويتمتم :" أنت رائعة حقاً ".
وعانقها مجدداً ، فاندلعت نار الحب في كيانها ، وشهقت فرفع رأسه على الفور ، واستفهم .
- جوسي ؟
- أريدك . . . نعم أريدك .
بقى يحدّق فيها ، ورأته يبتسم ن ثم ضمها إليه بهدوء وللحظة طويلة ، وقبلها برقة ، فشعرت برغبة لا واعية في الاقتراب منه .
لكنها عادت وابتعدت عنه وهي تشبثت به بعنف وكأنها تحارب حاجزاً أخيراً من الخجل والذعر .
وكان داكر رائعاً . إذ أدرك وجود عقبة أخرى أمامها فهمس لها بكلمات مشجعة وهو يقبلها برقة .
وعندما أخذت العوائق تنهار ن وبدا كل شيء رائعاً للغاية ،أرادت أن تخبره بأنها تحبه . لكنها أدركت أنها لن تتمكن من ذلك .
تنهدت ببهجة وحب . . . وسرعان ما أدركت أنها ستصبح زوجة فعلياً ، فخفق قلبها لشدة لهفتها بعد أن أنكسر حاجز الخوف .

شاذن 03-11-10 09:40 AM

نهاية الفصل السابع

نجمة33 03-11-10 11:03 PM

تسلم ايديك الرواية تحفة
منتظرة التكملة

samahss 04-11-10 04:16 AM

الروايه رائعه تسلمى على هذا المجهود فى انتظار الباقى

شووقهـ 06-11-10 01:28 PM

لااااااااااااااااااااااااااااااااااا

شاذن كملييهاااا

متحمسة ع الاخر

يعطيك العافية خيتوو

مودتي لكِ

sal_sal_ma 09-11-10 04:31 AM

لي التاخير كلو.............................كل يوم عم فوت ما في شئ




كمليهااااااااااااااااااااااااااااا بسرعه

شاذن 09-11-10 08:08 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2509607)
تسلم ايديك الرواية تحفة
منتظرة التكملة

مشكووووورا كثييييرا على هذا التعليق الحلوة . . .

اليوم أن شاء الله أنزل أخر فصل . . .

مع حبي شاذن .

:flowers2::flowers2:

شاذن 09-11-10 08:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samahss (المشاركة 2510140)
الروايه رائعه تسلمى على هذا المجهود فى انتظار الباقى

مشكوووورا كثييييييرا على مرورك الحلوة . . .

وأن شاء الله أنزل اليوم أخر فصل . . .

مع حبي شاذن .

:flowers2::flowers2:

شاذن 09-11-10 08:12 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شووقهـ (المشاركة 2513654)
لااااااااااااااااااااااااااااااااااا

شاذن كملييهاااا

متحمسة ع الاخر

يعطيك العافية خيتوو

مودتي لكِ

مشكوووووورا كثيييييرا على مرورك الحلوة . . .

وأنا آسفة على التأخير . . .

وأن شاء الله راح أنزل اليوم الفصل الأخير . . .

مع حبي شاذن .


:flowers2:

شاذن 09-11-10 08:15 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sal_sal_ma (المشاركة 2517879)
لي التاخير كلو.............................كل يوم عم فوت ما في شئ




كمليهااااااااااااااااااااااااااااا بسرعه

معليش أنا آسفة على هذا التأخير . . .

وأن شاء الله راح أكملها اليوم . . .

وأن شاء الله تكون نهاية الرواية حلوة . . .

مع حبي شاذن .


:flowers2:

شاذن 09-11-10 08:20 AM

8 – أنت حياتي



استيقظت جوسي في الصباح , لتجد أن داكر قد خرج. وكانت الشمس ترسل أشعتها عبر النافذة, ففتحت عينيها على شعور بالرضا و البهجة . تحركت إلى حيث كان داكر نائماً ووضعت رأسها على وسادته.
تذكرت روعة حبه ورقته. . . وغمرها فيض حبها له. يا لشدة اهتمامه ورعايته لها, وطول صبره! ويا لروعة علاقتهما السحرية تلك! ولم تكن باردة جنسياً كما ظنت . . . ليس معه هو ,حبيبها وزوجها.
أغمضت عينيها وأخذت تتذكر حبه وخبرته. . . وكيف حاولت ألا تصرخ ألماً, لكنها لم تستطع منع نفسها من أن تشهق .
فهمس وهو يضمها إليه حتى هدأت ))سامحيني يا حبيبتي ))
وفتحت عينيها, أتراه يهتم بها إلى هذا الحد؟
وأخذ قلبها يخفق. إنه زوجها قولا وفعلا. وفجأة, تبادر ‘إلى ذهنها سيل من الأسئلة و الأفكار جعل بقاءها في السرير مستحيلا ً.
لم تجد جوابا على تساؤلاتها . . . وبعد أن اغتسلت و ارتدت ملابسها, أحست بأنها لا ترغب في التفتيش عهنه, إذ لا زالت تشعر نحوه بشيء من الخجل، رغم ما حدث بينهما في الليلة الماضية.
توقعت أن يلازمها هذا الخجل دوماً، و إلى حد ما ، فالشخص لا يتغير بين ليلة وضحاها، لكنها اكتشفت بين ليلة وضحاها أن بإمكانها أن تكون زوجة بكل ما للكلمة من معنى.وحبست أنفاسها . . . وجف فمها لهذه الفكرة ، لقد اكتشفت ذلك بفضل داكر وصبره. فهل كانت المشكلة مشكلة مارك ؟ ولم تشأ أن تفكر في مارك . . . مارك العزيز المسكين . . . اكتشفت إنها طبيعية
منتديات ليلاسويمكن أن تعيش مع داكر كزوجته و أم أولاده . . .
أخذت تمشط شعرها أمام المرآة ، لكن يدها جمدت عندما غامت بهجتها . . . لعلها فقدت غموضها بالنسبة إلى داكر . . .لاسيّما الآن وقد أصبحت زوجة فعلياً . لكنها عادت ونبذت هذا الشك ، فهي تثق به ، وتعلم أنّ ما من رجل في مثل الرقة التي أظهرها الليلة الماضية و . . .
ولكن ما الذي تعرفه عن الرجال ؟ ولِمَ أراد داكر أن يتزوجها في البدء ؟ ربما لم يعد يريدها الآن ؟
انقبض قلبها ألماً .لكن هذا العذاب توقف فجأة ، وتبددت أفكارها المزعجة عندما تحرك مقبض الباب . أخذت جوسي تحدّق في الباب كالمسحورة ، وهبّت واقفة دون وعي منها ، وعندما فتح الباب ودخل داكر دون استئذان ، شعرت بوجهها يتوهج احمراراً .
نظر إليها بصمت ، والجد بادي في ملامحه ، وكأنه يقوّم ردة فعلها . وتفّرس فيها ، وعندما أوشك الخجل أن يتملكها ، أخذت تبحث عما ينقذها من هذه اللحظة الحرجة .
قالت وهي تحدّق في الأرض متمنية لو تبتلعها : " صباح الخير".
يا للغرابة ! هي التي كانت منذ ساعات قليلة بين ذراعيه ! لكن هذه المعاناة لم تستمر طويلاً .ففيما كانت تتأمل السجادة باهتمام بالغ ، إذا بأصبع داكر الدافئة ترفع وجهها لترغمها على انظر إليه .
قال شيئاً بالفرنسية فهمت منه " رائعة الجمال". وعندما التفتت إليه ، رأت أن نظرته لم تكن باردة أو متباعدة كما كانت تخشى ، بل حملت دفئاً رائعاً .

شاذن 09-11-10 08:24 AM

- هل أنت بخير هذا الصباح ؟
ولم تعرف إن كان يمزح ، فأجابت :" بألف خير".
سألها :" ولكن ، ألا أعجبك هذا الصباح ؟".
وكان في صوته شيء لم تدرك جوسي كنهه . . . إنه مسحة خوف من ألاّ يكون قد نال إعجابها . . .فتمتمت :" أظن . . . أظنني عدت أشعر بالخجل ".
فقال باسماً :" أنت محبوبة رائعة".
ثم دنا منها يقبلها . ليلاس
شعرت بذراعيه تطوقانها ، فشهقت :" آه ، داكر".
وأخذت تحدق فيه باضطراب وحيرة . كيف حصل هذا ؟ بالأمس كانت عذراء خجول . . . فكيف أصبحت الآن لا تحتمل لمسة من داكر دون أن تفيض مشاعرها ؟
منتديات ليلاس
- هل شعورك مماثل لشعوري ؟
طرح سؤاله هذا فتعجبت مرة أخرى لمقدرته على معرفة شعورها بالضبط .
فسألته بخجل :" أنت أيضاً ؟".
قال باسماً وهي لا تزال بين ذراعيه :" أليس لديك فكرة عما فعلته بي ؟ لا، لا أظنك تعلمين ".
ثم قبلها بخفة وأضاف :" لكن لدينا اليوم أموراً هامة علينا مناقشتها . ولا أظن ، يا صغيرتي، أن غرفة نومك ، مكان مناسب لمناقشة أي أمر سنذهب إلى الإسطبل".
ودون أن يمنحها فرصة للتفكير ، أبعد نظراته عن سرير ثم أسرع بها خارج غرفتها ، وهبطا السلم معاً . سألها :" أيمكنك صرف انظر عن الفطور لدي ما أريدك منك أن تريه" .
تمتمت وقد غمرها الحب فلم يعد للطعام أي أهمية :" طبعاً".
ظنت أنهما سيتوجهان إلى الإسطبل سيراً على الأقدام ن لكن ما إن خرجا من البيت حتى رأت سيارة داكر تنتظرهما . فتح لها الباب فصعدت إلى المقعد الأمامي .ثم أخفت ألماً مفاجئاً شعرت به حين فكّرت في أنه قريباً قد يتوجّه إلى مطار . لم تكن تريد أن يرحل أبداً . . . حاولت تهدئة أعصابها ، وراحت تتذكر أن داكر يريد أن يريها شيئاً ما . ولا بد أنه شيء هام ليتحمس إلى هذا الحد .
لم يستغرق الوصول إلى الإسطبل وقتاً طويلاً . إنما ، في هذه الأثناء ، كانت جوسي تفكر في ما قاله داكر بالفعل . لقد قال لدينا اليوم أمور هامة علينا مناقشتها ، قال علينا وليس علّي، وهذا يعني هما معاً ؟ وابتلعت ريقها بصعوبة بعد أن جفّ فمها فجأة .
وعندما أوقف داكر السيارة في فناء الإسطبل ،وكانت الأفكار تدور في رأسها كدوّامة .ترجّلت ورأت مكان الحصانين خالياً .
- هناك من أخرج نينا وسيزار ، على ما أرى !
- إنهما في المرعى .
- آسفة .لقد تأخرت هذا الصباح . شاذن
- تأخرك سببه مفهوم . فأنت لم تنامي إلاّ بعد منتصف الليل .
احمرّ وجهها قليلاً فسكت وبدا عليه التردد ، ثم التفت إليها وسألها :" هل أنت نادمة ؟".

شاذن 09-11-10 08:25 AM

نظرت في عينيه وقد شغفها حبه . لا يهم ما يحدث اليوم ، حتى لو كانت الأمور التي سيناقشانها تتعلق بطلاقهما وبعودتهما إلى بيتها .فهي لن تندم ، إذ جعلها تشعر بأنوثتها ، وتدرك أنها امرأة ، وأحسّت فجأة بغصة منعتها من الكلام ، فاكتفت بأن هزت رأسها نفياً .
لكنها أعطته الجواب الذي أراده ، فوضع ذراعه حول كتفها وضمها إليه للحظة ثم قال :" لنذهب ونرى الجوادين في المراعي".
وهكذا توجّها من فناء الإسطبل إلى المراعي وذراعه حول كتفها.
كانا على وشك الوصول ، عندما جمدت جوسي في مكانها ، فوقف داكر أيضاً . قالت ببطء :" هنالك ثلاثة جياد ".
- هل أنت واثقة ؟
تنبهت لنبرة المزاح في صوته ، فالتفتت إليه ثم نقلت نظراتها بسرعة إلى المرعى حيث الجواد الثالث . . . حين سمع هذا الجواد الأصوات التفت ، وتوجه نحوها خبباً ، يتبعه نينا وسيزار . وامتلأ قلبها بهجة . هتفت جوسي وهي تهرع راكضة :" هيثي ! أواه ، داكر . . .هذه هي المفاجأة إذن".
لاقت هيثي عند سور المرعى . وانحنت عليها تحتضنها وتقبلها . . .كما ربتّت على سيزار ونينا عندما ركضا نحوها ، قبل أن تعود إلى هيثي تناجيها بصوت منخفض :" كيف وصلت إلى هنا؟".
ثم انتبهت إلى داكر الوقف إلى جانبها :" أتذكرين العمل الذي خرجت من أجله الليلة الماضية ؟".
- هل وصلت هيثي الليلة الماضية ؟
- المكالمة التي تلقيتها أفادتني أن هيثي قد وصلت إلى أنجي . . .وقبل أن أعود إليك ، يا صغيرتي ، كان علّي أن أنتظر وصولها ،ونقلها إلى الإسطبل .انتظرت حتى تأكدت من أنها بخير وأنها سعيدة مستقرة .
قالت برقة :" آه ، داكر".
إنها لا تكاد تصدق أن هيثي هنا . . . لأن داكر قد أحضرها . . .وأنجز كل شيء الليلة الماضية . وانزلقت يدها عن عنق الفرس .
وبعد أن أطعم الجياد السكر ، عادت راكضة إلى الظل ، سألته جوسي :" ولكن . . .لماذا ؟ ".
- لماذا ؟
واستدار نحوها وقد بان على ملامحه الجد البالغ ، وأضاف :" وهل هناك سبب آخر سوى رغبتي في ألا يبعدك عني شيء ولو كان بالتفكير يا عزيزتي ".
سألته مذهولة وقد أخذ قلبها يخفق بسرعة :" يبعدني عنك بالتفكير" .
نقل داكر نظراته إلى المقعد الخشبي حيث اعتادت الجلوس لمراقبة الجياد ، قال :" دعينا نجلس . فقد قلت لكِ إنّ لدينا أموراً مهمة علينا أن نناقشها".
اتجهت معه نحو المقعد وقلبها يخفق خوفاً من الجد البادي على ملامحه ، إذ خطر لها أنّ تلك الأمور بالغة الأهمية حقاً . آه ، يا إلهي ! . . .شعرت وكأنها كتلة من الأعصاب المتوترة .شاذن

شاذن 09-11-10 08:27 AM

عندما جلسا ، التفت داكر إليها .نظرت هي إليه ، متمنية أن يبتسم لكن بعد أن اختفت ابتسامتها لفيض عواطفها ، تملكها الشك في أن تتمكن من مبادلته الابتسام .
- قلت . . . قلت إنك أحضرت هيثي . . .لأن . . .
ولم تعد تحتمل ما تملّكها من توتر ، فسكتت .
- أدركت مدى شوقك إليها .
ارتاحت حين أمسك بزمام الحديث .وفجأة ، تلاشى بعض الجد الذي يكسو ملامحه وهو يقول :" لم أشأ أن يكون لديك سبب للتفكير في انكلترا والحنين إليها .وبعد كل الجهود التي بذلتها لأحضرك إلى هنا وللزواج بي خشيت أن تهجريني ، ولا ترجعين أبداً ".
راعت جوسي قوة بصيرته ن وفيما راحت تفكر في معنى كلامه ، استوقفتها عبارة " الجهود التي بذلتها".
- الجهود التي بذلتها ؟
أمسك بيديها مؤكداً .
- نعم ، جهودي ، يا عزيزتي جوسي . . .آسف إن لم أخبرك دوماً بالحقيقة .
- وهل كذبت علي ؟
منتديات ليلاس
ولم تعد واثقة من مشاعرها .
- صدقيني ، ثقي بي يا صغيرة . لطالما كنت ، في نظري ، أهم من أن أكذب عليك لأي سبب كان ، إلا في ما فرضته الضرورة.
لم تستطع أن تفهم ما يقوله . . . وهّمت بسحب يدها من يده ، لكن قوله بأنها مهمة في نظره جعلها تبقي يدها مكانها .
سألته بشيء من الجفاء :" وهل كذبت علي ؟".
أحبت ابتسامته الساخرة وهو يقول :" لكم تغيّرت في هذه السنة".قالت تعترف :" لقد ازدادت ثقتي بنفسي منذ جئت إلى هنا ، وأنا أشكرك على هذا ".
أضافت الجملة الأخيرة معترفة بفضله فسألها :" أتظنين أن هذا كله بفضلي ؟".
- منذ عرفتك ، اكتشفت أن لي طبعاً حاداً ، وأنني اغضب .
فعلّق بجفاء :" لاحظت ذلك !".
أدركت أن تحريكه لعواطفها في انكلترا ، وغضبها أيضاً ،كان الخطوة الأولي لوقوعها في غرامه فقالت :" لماذا اضطررت للكذب علّي ؟ "
- لأنني أردتك هنا معي .
- ولكن . . .ولكن . . . لكنك طلبت مني القدوم مني إلى هنا منذ أشهر . . .طلب مني ذلك عندما جئت إلى انكلترا . . . في آخر أيلول. طلبت مني أن أساعدك في العناية بجيادك .قلت إنك تعيش في عزلة تامة . . .
وسكتت حين لاحظت أنه يريد أن يقاطعها ثم عادت ، وسألته :" ماذا ؟".شاذن
- لن أكذب عليك بعد الآن يا عزيزتي ، فقد أصبحت علاقتنا أقوى وأعظم من ذلك .
وعندما أخذ قلبها يخفق ، أضاف :" لكن علّي أن اعترف بأنني حين طلبت منك القدوم للعناية بجيادي ، وعندما أخذت أؤكد لك عزلتي ،

شاذن 09-11-10 08:28 AM

كنت أشعر أن العزلة ، ولسبب ما ، تريحك وتغريك . . .ولم أكن في ذلك الحين . . . أملك جياداً ".
أخذت جوسي تحدق فيه بحيرة ، وشهقت :" لم تكن لديك جياد ؟ ولكن . . . هل فسّرت لي ذلك . . .منذ البداية ؟ " .
نظر داكر إليها طويلاً ، ثم قال بهدوء :" سأفعل ، ولكن أولاً. . .".
ورفع يدها إلى فمه يقبلها :" بدأ ذلك ، يا حبيبتي الصغيرة ، عندما توجهت لاستقبال مارك وعروسه في مطار نانت ".
- ثم ؟
تسارعت دقات قلبها وزاد اضطرابها .فبعد رحلتهم من المطار إلى منزل والدي مارك ، لم تر داكر إلا بعد مرور نحو أربعة أشهر .
قال لها بهدوء وعيناه في عينيها :" تعرفت إليك ، يا عزيزتي جوسي ، فلم أعرف ما الذي أصابني ".
ما الذي يقوله ؟ على أي حال ، لم يكن هذا ليؤثر في تسارع نبضات قلبها . وسألته بصوت أجش :" لم . . . تعرف ؟".
- نعم ، لم أعرف ،كنت خجولة للغاية إنما رائعة الجمال ، ومع ذلك غير مدركة لجمالك ،وعلى الفور وقعت في غرامك .
- أنت .
منتديات ليلاس
واختنق صوتها ولم تستطع أن تضيف كلمة أخرى . . .
- لم أستطع ، حينذاك ، أن أصدق ما حصل لي .
وابتسم .
- لعله كان مجرد افتتان ؟
- هذا ما رجوته . لكنني أدركت أنني أخدع نفسي إذا ما حاولت إنكار حبي ، فأخذت أكذب عليك فيما بعد .
لقد أحبّها داكر ! لم تستطع أن تصدق . أرادت متلهفة أن تسأله عما إذا كحان يحبها الآن ، لكنها لم تملك الشجاعة الكافية . وعندما تذكّرت رقته الفائقة وتفهمه الليلة الماضية ، بدأت تحلم وتتمنى وقد أشرقت نفسها .
- وهل حاولت إنكار حبك ؟.
- اضطررت لذلك يا عزيزتي ،فقد كنت عروس ابن خالتي ، ولم يكد الحبر يجفّ عن الورق زواجكما . كما فوجئت بنفسي ، أنا ، الرجل الذي لا يؤمن بالحب عن بعد ، أغرق في غرام فتاة كرّست حياتها لابن خالتي ، الذي أعتبره كأخ لي .لم أستطع احتمال ذلك . شعرت كأن كل ما علمت من أجله واستمتعت به طوال هذه السنوات ينهار من حولي .
تمتمت برقة وقد بدا عليها الذهول :" آه ، يا داكر .
بدا كأنه أحب صدى اسمه على شفتيها .لأنه طوّق كتفيها بقوة قبل أن يتابع :" لقد ذهلت للغاية لهذه المشاعر التي دمرتني .فما إن أوصلتك مع مارك إلى بيت والديه ، حتى لم أعد أرغب في قضاء اليوم التالي في إجازتي معكما كما كنت قد صممت . وهكذا ، سافرت في تلك الليلة إلى جزيرة يونانية بعيدة . . .كنت بحاجة إلى الابتعاد . . .بحاجة إلى لتفكير ، إلى الانفراد بنفسي . . .وتمنيّت أن أدرك أنني اقترفت غلطة"
- و . . .هل هي غلطة ؟

شاذن 09-11-10 08:30 AM

اشتدت ذراعه حول كتفيها ،وهو يجيب :" لا ، يا ملاكي ، لم أقترف غلطة . ما حصل كان قدري . وقد أصبح جمالك وتصرفاتك هاجساً يلاحقني طيلة تلك الإجازة ".
وقبّل جبينها برقة قبل أن يضيف :" عدت من اليونان لأجد أن أبي حاول الاتصال بي مراراً ليخبرني أن مارك قُتل في حادث ركوب ذلك الوحش ،وأنه دفن".
قالت برقة :" آسفة جداً".
إن حبها له جعلها تتعاطف معه للصدمة التي أصابته حين سمع الخبر .
وإذا بها تجد أن داكر ،ولشدة حبه لها ،اهتم لأمرها أكثر . قال :" كنت أحاول استيعاب موت مارك عندما سألت عنك . أخبرني خالتي أنك تعانين من صدمة عميقة وعندما غضبت لأنهم سمحوا لك بالعودة إلى انكلترا وحدك أخبرتني خالتي بأن أختك التوأم ، ولحرصها الشديد عليك ، حضرت الجنازة ورافقتك في طريق عودتك إلى وطنك".
- كانت بيلفيا رائعة .
منتديات ليلاس
- أنا مسرور جداً لأن لك مثل هذه الأخت .أردت حينذاك أن أقصد انكلترا لأراك ،وكان علّي أن أفعل ذلك .حين أخبرتني عن سوء الفهم الذي ترزحين تحته ، والشعور بالذنب الذي يرهقك ، أدركت أنني أخطأت عندما لم أزرك .فلو حدث ذلك لأخبرتك عن ذلك الحصان الشيطان الذي كان السبب في موت مارك . ولأقنعتك بأنه السبب وليس عدم تركيز مارك بعد ليلة زفافكما الفاشلة .
- لا أتذكر الكثير مما كان يدور حولي في ذلك الأيام ما عدا شعوري بالذنب .
لكنها ما لبثت أن ابتسمت وهي تضيف :" شكراً لأنك جعلت ذلك الشعور المخيف يتلاشى ، فقد تخلّصت منه الآن ".
- أنا مسرور للغاية يا عزيزتي . أحبك .
قال كلمته الأخيرة بالفرنسية وبصوت خافت وكأنه لم يعد يستطيع تمالك نفسه . وعندما أدركت أنه اعترف لها بحبه رفعت رأسها فتلاقت أعينهما ،وهمس :" آه ، يا زهرتي الحلوة ".
قبلها فراحت ترتجف ،وبقيت تحملق فيه مأخوذة وتأكدت من أنه يحبها .
أردت أن تقول له بدورها إنها تحبه . . .وكم تحبه . . . لكن خجلها ألصق الكلمات بحلقها ،بينما تابع يقول :" وهكذا لكي أفسر لك ما جرى يا قلبي ، علّي أن أوضح لك مدى كذبي ،ولن أكذب عليك بعد الآن أبداً أبداً .لا بد من أن أخبرك أننا عندما كنا تحت تأثير صدمة خسارتنا لمارك ، اضطربت لأنني رأيت أنّ الحب الذي أحمله لك أصبح أقوى . في ذلك الوقت التعس شعرت بأني منافق لأنني ما رغبت في الذهاب إلى انكلترا إلا لأراك وليس لتقديم واجب التعزية".
أخذت جوسي تحدق فيه فتابع يقول :" لهذا ، لم أتصل بك .لكن بعد أربعة أشهر ، لم أعد احتمل حاجتي لرؤيتك".
- لكنك كنت في انكلترا بقصد العمل .
- إنها كذبة يا حبيبتي . فبالرغم من محاولاتي كلها ن لم أستطع نزعك مكن قلبي . وكان علّي أن آتي لأراك . ورأيت أنه مكن الأفضل أن أتظاهر بأنني في انكلترا في مهمة عمل .
فشهقت :" لم يكن لدي فكرة عن ذلك !".

شاذن 09-11-10 08:32 AM

قبلها برقة ، وقال :" يا حبيبتي المسكينة ، كم بدوت حزينة تعيسة وشاحبة . رؤيتك كانت أشبه بطعنة سكين في قلبي ،ولم أستطع أن أحتمل حالتك تلك . أردتك في فرنسا حيث أستطيع العناية بك".
ابتسم وأضاف :" علمت من والديّ مارك بحبك للخيل . فوجدت أن أفضل حيلة هي أن أدّعي أن لدي جوادين بحاجة إلى عناية فائقة من شخص موثوق به ، رغم صعوبة نجاح هذه الفكرة حينذاك".
فابتسمت / وأجابت :" لكنني صدقتها".
- ليس على فور . لكن خيّل إلى إنني رأيت وميض اهتمام في عينيك ، فأخذ قلبي يخفق لفكرة أن خطتي ستنجح ، وأنه سيصبح لدي أمل في أن أراك في عطلة نهاية الأسبوع .
همست :" أواه ، يا داكر ، هل كل هذا صحيح ؟" .
وراح قلبها يخفق وهي تفكر كم أحبها حينذاك ،ولا يزال .
- لا يمكنك أن تتصوري معاناتي يا حبيبتي .
قبلّها برقة قبل أن يعود إلى متابعة كلامه وكأنه يريد أن يبوح بمكنونات فؤاده ليرتاح :" شراء حصانين ، إقامة مرعى ، تحويل بعض المباني القديمة إلى إسطبل كان الجزء السهل من الأمر ، أما الجزء الصعب ، فهو تعلم الصبر".
- ألست رجلاً صبوراً في العادة ؟
منتديات ليلاس
- لم أكن حينذاك ، يا حبيبتي ، لكنني كنت أعرف مقدار خجلك ، ومدى الحذر الذي علي توخّيه إذا أردت ألا أدمّر أملي . لقد ذهبت معك إلى الإسطبلات في لندن ، وازداد افتتاني بك عندما تفجرت عواطفك المكبوتة ، ولاحظت الجانب الرقيق الحنون المحب من شخصيتك وأنت تعانقين " هيثي". سألتني إن كان بإمكاني الانتظار ريثما تذهبين في نزهة على صهوتها . . . وشعرت حينذاك ، يا أحب الناس ، إن بإمكاني أن انتظرك قدر ما تشائين .
- لقد كنت . . . رائعاً .
لم تستطع إلا أن تعترف بذلك رغم خجلها وعدم اعتيادها على المديح . فقال بابتسامة عريضة :" يسّرني رأيك هذا بي . علّي أن أعترف ، يا صغيرتي ، بأن الرجاء والقنوط تصارعا في نفسي وأنا أنتظرك .تطلب قدومك إلى هنا أكثر من ستة أشهر ".
فانفجرت ضاحكة ، وردت :" وأنا مسرورة لحضوري".
- لست أسعد مني .كم كنت متشوقاً إليك .لا يمكنك أن تتصوري مدى فرحتي ذلك اليوم . يومذاك لم أعد أستطيع التحمّل فاتصلت بك في بيتك ثم فاجأتني عندما أعلمتني بأنك قبلت عرض العمل .
فهتفت :" لم يكن لدي فكرة عن مشاعرك تلك !".
- هذا طبيعي .
ابتسمت له وقد غمر قلبها الحب وقالت :" عندما اتصلت بي ، كنت قد تعوّدت على فكرة موت مارك . لكن عبء الشعور بالذنب أرهقني ،ورحت أراجع نفسي ،فأدركت أن علّي أن أحضّر لحياة جديدة .وصممت على السفر إلى فرنسا لقضاء ستة أشهر انفصل خلالها عن أبي".
- تملكني سرور بالغ بعد ذلك الاتصال . لم أكن أعلم ، حينذاك ، أنه سيكون علّي أن أنتظر قدومك ، وأنتظر ، وأنتظر .
- كان أبي مريضاً . . .

شاذن 09-11-10 08:34 AM

- نظراً للصدمة التي عانيت منها ، كان علّي أن أكتب إليه لأخبره بأنني سأبدل قصارى جهدي للعناية بك . . لكنني لم أفعل خوفاً من أن يضع العراقيل أمام سفرك . . .
- هل هذا ما شعرت به ؟
- نعم . فقد تأخرت كثيراً في المجيء .
- لكنك اتصلت بي يوم عيد الميلاد .
منتديات ليلاس
- اضطررت إلى ذلك ، فقد وصلت إلى شفير اليأس .الحمد لله لنني لم أكن أعلم ، حينذاك ، أنّ علي أن أنتظر حتى نيسان لكي أراك .لكنك ، يا عزيزتي ، اتصلت بي في شباط وأعطيتني موعداً نهائياً فقلت لك إن نينا وسيزار في انتظارك ، في حين أنني أنا الذي كنت متشوقاً إلى رؤيتك . ورأيت ، عند ذاك ، أنّ علّي أن أجدّد مهاراتي في ركوب الخيل .
هتفت بحيرة :" ألم تكن تمارس الفروسية ن عادة ؟".
- لم امتطِ صهوة جواد منذ سنوات . لكني تحمّلت ذلك ، وأكثر من أجلك .وفي الموعد المحدد في نيسان ، وبعد ان أمضيت ، معظم فترة الصباح قرب النافذة لأراك حين تصلين ، تناهى إلى مسمعي صوت سيارتك ، في الساعة الثالثة والدقيقة الثانية عشرة . . .انتظرت دقيقتين ، وصممت أن أكون ودوداً غنما عفوياً . . . ورأيتك . . .وجلّ ما شعرت به حينذاك هو إنني متلهف إلى أن المسك ، وأمسك بك فقد طال تحرقي إلى رؤيتك .
- وقد فعلت . أمسكت بذراعيّ وقبلت وجنتيّ .
- أدركت أن تصرفي صدمك حين تصلّب جسمك . وعندها علمت أنّ علّي أن أتحلى بمزيد من الصبر لكي أحصل على رغبة قلبي .
وابتسم لها وأكمل قائلاً :" وليس لديك أدنى فكرة عن مدى صعوبة ذلك ، إذ راح حبي لك يزداد مع ازدياد معرفتي بك".
وسألته بصوت مخنوق :" أحقاً . . . تحبني ؟ ".
إنه يحبها . . .يحبها ، يحبها ، يحبها !
- وكيف يمكنني منع نفسي من ذلك ؟ لقد استطعت أن تدركي مدى خجل مدبرة منزلي ، فتغلبت على خجلك أنت كي تخففي عن أغاثا .فهل من الغريب أن أفتتن بك ؟ وأن أتمنى أن أقضي معك وقتي كله ؟ وأن أبني معك علاقة صداقة ، وأعززها وأكتسب ثقتك ، وأكتسب شيئاً من حبك ؟
- أواه ، يا داكر .
وتنهدت ، فابتسم لها برقة ، وقال :" لكن رغم تحفظك . كنت أراك تغضبين . . . كنت أرى الشرر يتطاير من عينيك . . . ولكم استمتعت برؤيتك ! لكن ، يا صغيرتي ، عندما أصبح الحب ، في قلبي ، أكبر من أن أخفيه ، أدركت عجزي عن الصبر فتعمدّت الابتعاد عنك ".شاذن
فهتفت مذهولة :" هل بقيت بعيداً عن بيتك بسببي ؟".
- نعم ، كنت أدّعي أنّ لدي موعداً على الغذاء في مكان ما أو أنّ لدي ما يؤخّرني في باريس أثناء العطلة أو ما يجعلني أغادر البيت مبكراً ، في ليلاس حين أنني لا أريد سوى البقاء معك .
فشهقت :" لم أكن أعلم ".


شاذن 09-11-10 08:37 AM

فقال بنعومة :" كنت أخاف أن تجزعي إذا ما عرفت ذلك . ألا ترين ، يا زهرتي ، أنني سمحت لك بأن تأتي إليّ حين تشائين ، في حين أنني لا أتحمل التأخير ؟".
- لقد عشت وقتاً عصيباً .
فتمتم برقة :" وأنت أيضاً،يا صغيرة ".
تمتم بذلك برقة وبدا من الطبيعي أن يتعانقا.
همست وكل منهما يحدق في وجه الآخر :" آه ، يا عزيزي . هل كان الأمر مخيفاً إلى هذا الحد ؟".
- لم أشعر بالخوف يوماً بقدر ما خفت ذلك السبت عندما جئت لأبحث عنك ، على صهوة سيزار ، فرأيت نينا من دونك . لم يتملكني قط مثل الرعب الذي تملكني عندما رأيتك مستلقية على الأرض دون حراك فظننتك ميتة .
وابتسم ثم تابع :" ولكنك لم تكوني ميتة بل رحت تصرخين بصوت يوقظ الأموات عندما تجرأت على لمسك".
- أنا آسفة .
فقال ممازحاً :" اعتذارك مقبول . لقد خفت أن أكون قد فقدتك قبل أن أفوز بك ولو لدقيقة واحدة . وبينما كنت أصب اهتمامي على تلمس نبضك ، تملك الذعر مني وساءني أن تخافي لنني لمستك ن لكن حبي لك أزادا بعد أن رأيت الجانب الشجاع المليء بالحيوية من شخصيتك . . . حين ركبت الحصان وتركتني".
منتديات ليلاس
لم تستطع إلا أن تبتسم ، ثم اعترفت قائلة :" أردت أن أعتذر بعد أن هدأت أعصابي في الإسطبل ، ولكن ، عندما عدت ، ابتعدت عني فلم أستطع النطق بحرف ، وتملكني شعور مخيف بأنك تريدني أن أرحل".
- آه ، يا جوسي الحلوة الرائعة ! اضطررت للابتعاد عنك وإلاّ لاحتضنتك بين ذراعيّ.
فهتفت بدهشة :" أحقاً ؟".
أجاب :" طبعاً . فقد وددت أن أعانقك . . . ولم تكن رغبة جنسية ، يا صغيرتي ، بل حاجة ماسة إلى أن أكون بقربك ، أن أمدّ يدي لألمسك وحسب . وفيما كنت أخشى تعرّضك لإصابة ما أو لما هو أسوأ ن كنت مضطراً إلى مقاومة رغبتي في احتضانك ".
- آه ، كم أنا آسفة .
- أما إذا ما كنت أريدك أن ترحلي ن يا عزيزتي ، فاعلمي إنني انتظرتك ستة أشهر ، فكيف أريد منك أن ترحلي ؟
قبلته باسمة ، وتلعثمت قائلة :" إذا كان الأمر كذلك . . .لو أن . . . حسناً . . .الأمر هو ، إذا شئت الصدق . . . ".
فقال بهدوء :" لا أريد سوى الصدق بيننا من الآن فصاعداً . . . ".
فابتسمت له بحرارة وهي تعترف قائلة :" حسناً ، إذا شئت الصدق فقد شغلت بالي كثيراً ".
- شغلت بالك ؟
- أظنني رحت اهتم بك بطريقة لم أشعر بها من قبل .
- يا صغيرتي !

شاذن 09-11-10 08:39 AM

- لم أدرك ما يحدث لي بالضبط . إنما أعلم الآن أنه ن عندما جئت إلى انكلترا في أيلول الماضي ، واقترحت علّي العودة إلى ركوب الخيل ، وغضبت منك اعتبرتك " داكر بانشيرو" وليس ابن خالة مارك وحسب .
- أرجوك لا تتوقفي عند هذا الحد ن يا زهرتي ، مهما كان الأمر .
ضحكت جوسي ، وعندما راح الرضا يتملكها لحب داكر لها ، ولحذره البالغ ورقته وحنانه ، تخلّصت من بقايا خجلها لكي تخبره بصراحة :" لقد أغضبتني وأضحكتني . لا ، بل جعلتني أشعر بالتمرد . . . كنت أحمل شعوراً ما نحوك في أعماقي حتى أنني أخبرتك بأسرار ظلت مدفونة في أعماقي منذ كنت في الخامسة عشرة من عمري . . . أسرار لم اخبرها لأحد من قبل".
منتديات ليلاس
فقال براقة :"لقد تساءلت عن ذلك وعما إذا كنت تثقين بي وعما إذا كنت تثقين بي أكثر مما وثقت بمارك . . . أم أنني كنت عديم الأهمية بنظرك بحيّث لم تهتمي بما أعرفه عنك ؟ ولهذا ، يا صغيرتي ، ابتعدت عنك معظم العطلة الأسبوعية . . .حتى قررت ألاّ أعود إلى البيت في العطلة التالية".
- ولكنك عدت .
- نعم ، وشعرت أنك بعيدة عني لأنك أمضيت معظم أوقاتك مع الجوادين . وبعد ذلك بأسبوعين ، دعوتك إلى نادي الفروسية ، فقلت لي بغطرسة إنه سبق أن زرت المكان .
- بغطرسة ؟
فرد ضاحكاً :" أنا حساس . ظننتك خرجت مع ذاك البيطري العين".
- هذا غير صحيح ! هل كنت غيوراً ؟
- غيور للغاية . وكنت قد أعطيت تعليماتي لفرانك وجورج بأن يحرساك كابنتيهما أثناء غيابي وسرعان ما شغفا أيضاً بالأرملة الإنكليزية الصغيرة . وهكذا كنت مطمئناً إلى أنه ما من أحد يزعجك أثناء وجودك في أملاكي.
وأبتسم لها متابعاً :" لم يخطر في بالي أن الجوادين سيحتاجان يوماً لبيطري ، وبدأت أفقد عقلي كلما فكرت فيه وفيك . . . لكن ، في الوقت نفسه اضطررت إلى الاعتراف بأن الوقت . . .لم يحن بعد . . . كي نجتمع معاً . وقررت البقاء في باريس أثناء العطلة الأسبوعية التالية".
فقالت بهدوء :" لكنك عدت يوم الجمعة ".
- لم استطع البقاء بعيداً في ذكرى زواجك السنوية . لم أحتمل فكرة أنك وحيدة وتعسة .
- هل جئت خصيصاً . . . ؟
- ألم تدركي بعد ، مقدار حبي لك ؟
فصرخت بضعف :" أواه ، يا داكر ".
فقال بصوت خافت :" تألمت بما فيه الكفاية ، يا صغيرتي".
وقبلها برقة قبل أن يتابع قائلاً بشيء من المرح :" وأنا أيضاً كنت أناضل باستمرار لأخفي حبي لك ، وبدأت أعصابي تنهار ، وخفت من الانفجار والاستسلام في أي لحظة . وخشيت أن أدمر ما كنت أطمح إليه إذا ما ضممتك إليّ وأخبرتك بشعوري نحوك".

شاذن 09-11-10 08:42 AM

أدركت انه عاش في جحيم ، فسألته :" ألهذا لم تأت في العطلة الأسبوعية التالية ؟".
- نعم . هل افتقدني ؟
عاد الخجل يهددها من جديد . لكنها أرادت أن تكون صريحة معه فقالت :" الغيرة ليست ميزة خاصة بك أنت ".
ورأت ابتسامته الرائعة ، وهو يسألها :" ظننت أنني في نادٍ ليلي باريسي مع . . . ".
وشعرت بالغيرة فقالت بخجل :" عندما لم أكن قلقة عليك من المرض".
ولأنها خافت ألا تتمكن من التغلّب على الخجل إذا ما سألها عن مشاعر الغيرة التي تملكتها ن سارعت تقول :" لكنك جئت من باريس بالطائرة يوم الأربعاء".
- كنت متلهفاً إلى رؤيتك . فاضطررت إلى الحضور ، لكنك لم تكوني هنا . وقالت لي أغاثا إنك في " أنجي" فذهبت أبحث عنك .
- ولكن كان لديك عمل في أنجي .
- كنت أنت عملي ، يا صغيرتي .لقد قصدت المدينة لرؤيتك فقط.
منتديات ليلاس
- آه ، داكر . . .وقد وجدتني .
- نعم ، وجدتك وقحة ، قليلة الحياء ، رائعة . . . فشعرت نحوك بالحب أكثر من أي وقت آخر . فهل من الغريب ، يا حبيبتي أن أفقد السيطرة على أعصابي وأصرخ أنني أريد أن أتزوجك بعد أن تبعتك على البيت ووجدت رفيقتي الضاحكة عند الغذاء قد اختفت ؟
قالت بعجز :" أنا . . .ماذا يمكنني أن أقول ؟".
- الذعر الذي بدا عليك نطق بلسانك وقد ذُعرت أنا أيضاً . . . حتى أخذنا نتناقش ذلك المساء ، فعلمت بذلك العبء المخيف الذي تحملينه وحدك .
وضمها إليه بحرارة ثم أضاف :" يوم الأحد الماضي ، عاودت التفكير في خطتي ، بعد أن أدركت أنك مقتنعة بأنك باردة جنسياً .وبما أن تصرف مارك صدمك ولم يساعدك على تعلب على خجلك الطبيعي ، رأيت أن اقتناعك ببرودتك قد نشأ ليس عن تصرف مارك وحسب ، بل عن خوفك من العنف أيضاً .كنت أعي تماماً صعوبة الحواجز التي علينا تخطيها".
- لقد فكرت بي كثيراً .
- وباستمرار . فأنت لم تبارحي ذهني ورحت أتساءل عما إذا كانت خطتي الجديدة ستنجح . قررت أن ألازمك كي أجعلك تشعرين بارتياح أكبر برفقتي ، لكني رحت أشك في جدوى الخطة ، حين رفضت قضاء الأمسية معي في غرفة الجلوس بعد العشاء .
- كنت مضطربة . . . قليلاً . أظنني بدأت أدرك أنني لن أستطيع الاستمرار بهذه الطريقة ولهذا وافقت على زواج . ومع أنني شككت أن ينجح زواجنا حاولت أن الجأ إليك لأحرر نفسي من خجلي .
وتلاشى صوتها لكن قلبها ابتهج للابتسامة الرائعة التي ارتسمت على وجهه ، وهو يقول :" ويا لها من طريقة شجاعة اعتمدتها ، يا حلوتي . لا يمكنك أن تتصوري مدى تسارع خفقات قلبي ، وتدفق الأفكار في رأسي عندما جئت إلى غرفتي تريدين النوم قربي".
- هل ظننتني مجنونة ؟

شاذن 09-11-10 08:43 AM

- بل وجدتك فاتنة للغاية ، قلت لي مرة إن شعورك بالشجاعة يخيفك ، فأدركت مدى شجاعتك وخوفك حينذاك .كما أدركت أن خطوتك هذه تطلّبت منك جرأة جبّارة . . . ولا بد أنّ هذا يعني . . . أنك تميلين إليّ .
منتديات ليلاس
ابتسمت بخجل ولم تستطع أن تنكر ذلك . وطبع على وجنتيها قبلة ناعمة وقال :" كما أدركت أيضاً بعد زواجنا ، أنّ علّي أن أسيطر على رغباتي أكثر من أيّ وقت مضى . ووجدت ذلك أسهل حين شعرت بجسدك المتوتر يرتجف بين ذراعي . جلّ ما أردت أن أفعله ، عندها ، هو أن أخفف من الرعب الذي كان يتملكك".
- هل فكرت في دوماً . . . وليس في نفسك ؟
فهمس بإخلاص :" طبعاً ، فأنت حياتي ".
فتنهدت :" ما أجمل ما تقوله !".
فقال وهو يقبلها :" وهو صحيح".
عندها هتفت حالمة :" قلت لي تصبحين على خير ، ثم استسلمت للنوم".
- قلت لكِ تصبحين على خير ، لكنني لم أنم كثيراً وقد بزغ الفجر وأنا مستيقظ .
لم تجد رداً سوى الضحك ، وقال :" لم أصدق ، في ضوء النهار ،أنني استطعت البقاء بقرب رجل . لكنك كنت لطيفاً ومتفهماً وصبوراً . . .".
- وكيف يمكن أن أكون خلاف ذلك ، يا حبي ؟ حاولت أن أعودّك علّي . . .أردتك أن تثقي بي ، أن تعتادي على وجودي . . . وأن تكوني أقل توتراً برفقتي .
- أظن أنّ هذا ما حصل فعلاً . . .فقد . . .فقد عانقتك في الصباح . . .
علّق برقة بالغة :" ومن دون خوف".
- هل توقعت أن أخاف عندما . . .؟
- آه ، نعم ! فقد زاد التقارب بيننا . وحين لم تأتي إلى غرفتي ، خفت أن تذهب الجهود التي بذلتها عبثاً . . .لأبين لك أنك لست باردة جنسياً . . .
- وهكذا حضرت إلى غرفتي قائلاً إنك لم تتمكن من النوم .
- ولم أنم أيضاً ، لقد أمضيت معظم تلك الليلة أقاوم رغبتي في معانقتك وأنت نائمة .
- لم أكن أعلم . . .
- لقد عدت إلى غرفتي قبل الفجر . الليلة الماضية ، وعلى العشاء قلت إنك ستفتقدينني قليلاً في الأسبوع القادم عندما أعود إلى باريس ، فأدركت أن هذا يعني أنك تشعرين بشيء ما نحوي . وبالرغم كمن أنني مشغول بتنظيم أعمالي التي أريد أن أديرها من هنا ، فلن أتمكن بعد الآن من السفر إلا إذا رافقتني .
أخذ قلبها يخفق وهي تسمعه يصّرح بأنه ينوي البقاء معها في بيته الريفي ، وأنه إذا ذهب إلى باريس فسيأخذها معه . وتابع يقول :" وأنا أعلم الآن أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة".
فقالت :" أنت أردت البقاء معي ليلة أمس ".
- وأنت قلتِ إنك خائفة ، فلم أستطع أن أخبرك ، يا غاليتي ، أنني كنت خائفاً أيضاً . . . لأنني علمت أنه إذا ما ساءت الأمور ، فسأخسرك إلى الأبد .

شاذن 09-11-10 08:46 AM

- أواه ن يا داكر.
وابتسمت له بحب ، وقد بلغت ثقتها به حداً لم يعد يهمها معه إذا عرف أنها تجده رجلاً غير عادي .
قال لها بصوت خافت وقد شدّها إليه ليحتضنها طويلاً :" أنت جميلة ، وأحبك كثيراً . ألا يمكنك أن تخبريني ، يا حبيبتي الخجول ، عن مشاعرك نحوي ؟".
وكانت جوسي قد تأكدت من أنه يجب أن يعرف مشاعرها نحوه . لكن الحب ، كما أدركت سيد متعب عصبي المزاج. لهذا ، استجمعت شجاعتها ، وشرعت تقول :" سألتني بعد عودتنا من أنجي عما جعلني كئيبة ، لكنني لم أستطع أن أخبرك حينها . ذاك اليوم ، في المقهى ، عندما رفعت بصري ورأيتك أمامي أدركت أنني . . . أشعر نحوك بعاطفة كبيرة . . . ".
سكتت فجأة وهي تبتلع ريقها ، وشعرت بذراعه تشتد حولها . . . وبرقة قبلته على خدّها . وقال يحثها :" استمري يا صغيرتي . لا تسكتي " .
- حسناً ، كنت سعيدة جداً حينذاك ، لكن . . .
منتديات ليلاس
- ولكن ماذا ؟
- كنت في طريق العودة حين عاد غليّ التعقّل ، ما الفائدة من العواطف ؟ لا شيء على الإطلاق . وإذا بي أراك ، تسألني عم حدث . . . وتصرخ بي أنك تريد أن تتزوجني .
فسألها بهدوء :" والآن ؟".
- الآن ؟
سألها :" أنت تعلمين أنّ لهذا فائدة ونتيجة . . . فماذا سيحصل الآن ؟".
وتملّكه شيء من توتر وهو ينتظر جوابها رباه . . . إنها تحبه . وأخذت نفساً عميقاً بخجل . وأجابت :" الآن . . .أظنني مرتاحة معك ، فأنا أحب من كل قلبي . . .أن أبقى معك وأكون أم أولادك".
هتف وعيناه تلتهبان هياماً :" عزيزتي ، جوسي ، ما أعظم حبي لك ! لقد لمست الليلة لمس اليد أنك تحبينني . إنك تحبينني أليس كذلك ؟ "
أجابت وهي لا تصدق هذه البهجة التي بدت على وجهه :" آه ، نعم أحبك كثيراً ".
فهتف مجدداً مبتهجاً :" وستبقين معي إلى الأبد ؟".
عاد يتأكد وكأنه لا يصدق ما سمعه . فأجابته هامسة :" نعم".
وسمعها داكر ، فوقف وساعدها على النهوض ثم طوّقها بذراعيه وقال :" سأحبك إلى الأبد ،ولن تندمي على قرارك يوماً".


وتمت بحمد الله


:flowers2:

شاذن 09-11-10 08:48 AM

أرجو أن تنال أعجاب كل من "الزوار والأعضاء ". . .

وآسفة على هذا التأخير . . .

وشكراً لكل من تابعني حتى نهاية الرواية وصبر علّي . . .

مع حبي شاذن.

:flowers2:

sal_sal_ma 09-11-10 11:36 PM

مشكووووووووووووووووووووووووووره وتسلم الايادي ........ززززز عنجد هلئ بقدر انام



نسلمي عالمجهووووود
:55::dancingmonkeyff8:

samahss 10-11-10 01:10 AM

:flowers2: الروايه جميله جدا

نجمة33 10-11-10 04:55 AM

مشكووووووووووووووووووووووووووره وتسلم الايادي
الروايه جميله جدا

فجر الكون 12-11-10 01:02 PM

رووووعة

يعطيك العاافية

صاصا 83 14-11-10 10:00 PM

شكراً على الراوية الرائعة :55:

فتاة 86 15-11-10 08:21 PM

شكراً شاذن
من أجمل الروايات يلي قريتة
يعطيكي العافية
رح استنى جديدك

شووقهـ 19-11-10 11:05 AM

يعطيك العافية غاليتي

شاذن ابدعتِ في الكتابة

مودتي لكِ

اماريج 23-11-10 04:27 PM

يعطيك الف عافية شاذن
تسلم الايادي الحلوة والناعمة يلي كتبتها بس اكيد مش احلى من كاتبتها
وربي مااننحرم لامنك ولامن رواياتك الحلوة ياعسل
لك مني كل الود يالغلا كله




http://www.liilas.com/up/uploads/liilas_12905221771.gif

Rehana 24-11-10 06:15 AM

تسلمى اناملك الذهبية الى تعبت في كتابة الرواية
وراح اقرأها على جوالي ان شاء الله .. مانحرم منك حبيبتي شاذن
لك كل الوود والتقدير:flowers2:

http://i44.tinypic.com/16i2l2.jpg

شاهد 25-11-10 10:25 PM

روووووووووووووووووووووووووعة

حتشبسوت 30-11-10 08:00 PM

شكرا على مجهودك وعلى ذوقك الراقي في اختيار الرواية

ندى ندى 07-01-11 01:05 AM

شو هاي الرواي الرائعه ما في كلام بيوصف هالجمال عنجد شكرا على اختيارك

saba_samim 08-01-11 06:25 AM

من زمان مقريت هيجي رواية حلوة عاشت الايادي

زهرة منسية 08-01-11 12:45 PM

يعطيكى العافيه شاذن مره مره مررررررررررررررررررررره حلوه يسلم ايدكى

arajit 09-01-11 08:46 PM

o5tihttp://www.liilas.com/vb3/images/smilies/55.gif chathan yeslamo chakelha 7elwa w ana ktir b7eb "jessika " a3malha dayman 7elwa

hoob 10-04-11 07:22 PM

:friends::friends:
:flowers2:

انسى العالم 14-04-11 06:31 AM

يعطيك العافيه
مممتعه هالروايه
يسلموااا ع تعبك معنا
انسى العالم كانت هنا

emy_mm 30-04-11 07:46 PM

حلوةةةةةةةة

ربي اسالك الجنة 01-05-11 05:32 PM

يسلموووووووووووووووووووووو حبيبتي الرواية شي بصراحة الرواية مؤثرة مرررررررررررة حتى اني اندمجت مع الرواية وصرت انا البطلة من جد خطييييييييييييييرة تسلمين والله:55::liilas::55:

sara00 14-05-11 07:18 PM

مشكـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــورة
:55::toot::toot::55:

دلوعة فلسطينيه 26-05-11 03:51 AM

:55::55::55::55::55:

deemaah 27-05-11 08:55 PM

الروايه ابداع
الف شكررررررررررررررررررررررررررر

سومه كاتمة الاسرار 28-05-11 01:30 AM

الروايه روووووووووووووووووووووووووووووووعه سلمت اناملك

نجلاء عبد الوهاب 16-06-11 04:26 AM

قد ايه رواية رائعة:8_4_134:

بحيرة الدموع 21-07-11 12:57 AM

الروايه جميله جدا
شكرااااااااااااااااا

وجدان الاسي 06-11-12 04:51 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل (كاملة )
 
تسلمي شاذن انا قرات هذه الرواية منذ سنوات واردت ان اقراها ثانية مشكوررررررررررررررررررة عالمجهود

الجبل الاخضر 21-11-12 12:40 PM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل (كاملة )
 
:dancingmonkeyff8::55:تسلم الانامل ياعسل :dancingmonkeyff8:روايه ممتاز واختيار موفق :peace:ننظر جديدك تحياتي لك ياالغاليه:lol:

نجلاء عبد الوهاب 15-01-13 01:16 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل (كاملة )
 
حلوه كتيير يعطيكى العافيه مش عارفه دى المره الكام اللى بقراها فيها بس مش اول مره
:liilas::liilas::liilas::liilas::liilas:
:110::110::110::110:
:Welcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4::Welcome Pills4:
:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63:

NONA malk 25-01-13 02:42 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل (كاملة )
 
جميله جدا اتمنى لكى انجاح الدائم

NONA malk 25-01-13 02:49 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل (كاملة )
 
احس بداخلى بحزن عميق يمكن بكون مرتاحه عند قراءة هذه الروايات فاروجوا منكم المزيد من هذه الروايات

NONA malk 25-01-13 03:07 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل (كاملة )
 
:55::55::55::55: :55::55::55::55:

سما يحيى 27-02-14 06:13 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل (كاملة )
 
شكرا كتير على الرواية الرائعة ‎:-)‎

رنا20 02-03-14 02:23 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل (كاملة )
 
بحب هاي الرواية كتير
تسلم ايديك:55:

راماا 19-09-14 07:04 PM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
شكرا جدا على مجهودك الرائع

ززهرة اللوتس 02-11-14 04:46 PM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
شكرا على التعب والجهود الرائعة يسلمووووووووا:welcomepirate2:

بدور الزمان 09-11-14 02:15 PM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
ششششششششششششششششششششكرا

عاشقة وهمية 20-11-14 11:49 PM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
:55: woow رواية رائعة جداً

Solala 31-05-15 02:08 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
اواه ياشادن اذا كنت كل اخياراتك على هذا النسق والزخم العاطفي فانت رائعة كثيرا ياحبيبتي انا عن جد حبيت الرواية وحبيتك انتي كمان اتمنى ان تري رسالتي ياحلوتي

السند 22-08-15 10:47 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
من اروووووووع. و. أجمل. الروااايات ،.،.،. شكراااا لتنزيلها:55::liilas:

الخنساء الشاعره 28-10-15 08:37 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
شكرا على المجهود❤️❤️❤️😍

انا مغربية 30-12-15 11:46 PM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
جميلة جدا يسلموا

omsara 01-01-16 02:10 PM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
CM Security protects your privacy

sasoohappylife 12-02-16 04:40 PM

روايه جميله

الزهرة الخجولة 14-06-17 08:43 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
يسلموووووا احلا منتدى

الزهرة الخجولة 14-06-17 08:57 AM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
يعطيك الف عافية

حنان محمد ابراهيم 06-09-17 07:34 PM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
الرواية غاية فى الجمال شكرا وتسلم ايدك

Zenaalbaqqal 01-02-18 04:14 PM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
شكرا للرواية

Nadia Alnajah 21-05-18 10:42 PM

رد: 220 - همسات - جيسيكا ستيل ( كاملة )
 
يسلمووووووو على احلى الروايات


الساعة الآن 05:59 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية