منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   34 - الهوى يقرع مرة - مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148414.html)

نيو فراولة 20-09-10 03:12 PM


وعندما وصلا ألى المدرسة كانت الساعة قد أوشكت على العاشرة , ووجدت سامنتا كريستين في أنتظارها التي نظرت ألى وجهها فوجدته شاحبا مرهقا فصحبتها ألى غرفتها حيث قدمت لها فنجانا من الشاي المركز وهي تقول:
" أشربي هذا فأنك تبدين مرهقة تماما".
وأخذت سامنتا الفنجان وهي تقول :
" كانت المسافة التي قطعناها سيرا على الأقدام طويلة جدا".
منتديات ليلاس
كانت سامنتا في حاجة شديدة ألى النوم بعد التجربة العاطفية العنيفة التي تعرضت لها , وما أعقب ذلك من مجهود شاق في طريق اعودة , فصعدت غرفتها وحاولت النوم ولكنها لم تستطع , وقضت ليلتها مؤرقة وهي تفكر فيما سيكون عليه موقف آدم منها في الصباح , هل سيكون غاضبا منها أم أنه بعد تفكير سيجد أنه كان قاسيا معها , وأنها لم تتعمّد بالفعل عدم ملء خزان السيارة بالوقود , وأرتعدت سامنتا وهي تتذكر الموقف العنيف الذي كان بينها وبين آدم وما أثارته من غضب عنيف , ولكنها على الأقل أستطاعت من خلال هذه التجربة , أن تكتشف وهي بين ذراعي آدم فوق التل , أنها ليست فتاة متلبدة المشاعر كما كانت تعتقد دائما من قبل , ولم تكن سامنتا تعرف ما أذا كانت تحب آدم حقا! حتى لو كانت لا تحبه كما كانت تؤكد لنفسها , فأنه بجاذبيته التي تقاوم ورجولته , أستطاع أن يحرك في داخلها من العواطف ما لم تعرفه من قبل طوال حياتها , وحدّثت سامنتا نفسها بأنه يجب عليها ألتزام الحذر تماما في علاقتها مع آدم خلال الفترة الباقية من هذه الدورة الدراسية .
ولكنها وجدت قلبها يدق بعنف عندما دخل آدم ألى الغرفة ووقف قبالتها وهي تجلس ألى المكتب وقالت من دون أن ترفع عينيها ألى وجهه .
" صباح الخير".
فرد في لهجة جادة :
" صباح الخير , هل لديّ أرتباطات اليوم؟".
وفتحت سامنتا المفكرة الموضوعة على المكتب ونظرت فيها وهي تقول :
" سيحضر السيد والسيدة غريغوري لمقابلتك في الساعة العاشرة والنصف".
" لمذا , هل لديك أية فكرة؟".
" لقد كتبا يشرحان شعورهما بالقلق بشأن عدم تفهم بيتز للرياضيات ويودان مناقش هذه المسألة معك بوصفك المدير الجديد للمدرسة".
" آه .... نعم , أنني أتذكر الآن , أرجوك أستدع السيد جونز , فأنني أريد الأستعانة برأيه في هذه المسألة , كما أنني في حاجة ألى رؤية التقارير الخاصة بهذا التلميذ للفترات الدراسية السابقة , وماذا بعد , هل هناك شيء آخر؟".
" نعم , سيحضر بعض أولياء أمور التلاميذ الجدد ليتفقدوا المدرسة هل ستصحبهم أنت في جولتهم؟".
ونظرت سامنتا ألى اعلى فلم تر سوى طرف الروب الجامعي الأسود الذي يرتديه آدم ولا تدري لماذا شعرت في هذه اللحظة , وكأن آدم يرتدي ثوبا جنائزيا أسود يودع به اللحظات الجميلة , التي قضياها معا في الكوخ معلنا بذلك أنتهاء فترة التفهم الذي بدأ يسود بينهما.
ثم رد قائلا:
" نعم , سأصحب أولياء الأمور في تجوالهم في أنحاء المدرسة , ولكن أرجوك أن تعملي على أستضافتهم في مكتبك حتى أنتهي من مقابلتي مع السيد والسيدة غريغوري , هل من شيء آخر ؟".
" لا , ليست هناك أية أرتباطات أخرى , ولكنك وعدت بمشاهدة مباراة الكريكيت التي تقام بعد ظهر اليوم في فناء المدرسة".
وتذكّرت سامناا في هذه الحظة موعد ذهابهما معا ألى المسرح الذي من المفروض أن يكون هذا المساء , ولكنها لم تجرؤ أن تسأل آدم أذا كان يتذكر هذا الموعد أم لا.
" حسنا , سأتصفح البريد قبل حضور آل غريغوري".
وتلاحقت ساعات الصباح وقد أتسم سلوك آدم معها بالجدية التامة , وبدا واضحا لسامنتا أن آدم يريد أن يشعرها بطريقة غير مباشرة بأن كل ما حدث بينهما أمس في الكوخ , يعتبر أمرا غير ذي بال بالنسبة له .
منتديات ليلاس
وبينما كانت سامنتا تشرب فنجنا من القهوة دخلت كريستين ألى المكتب وهي تحمل بعض الشطائر التي وضعتها أمام سامنتا قائلة:
" لقد أحضرت لك بعض الطعام , فقد فاتك موعد الأفطار".
فردّت سامنتا في لهجة حاولت أن تبدو مرحة :
" يبدو أنني أستغرقت تماما في النوم بعد كل هذا العناء الذي صادفته في تسلق التلال والمشي".
ولكن كريستين نظرت أليها في تشكك وهي تقول:
" ولكن يا سام هل أنت متأكدة أنك بخير؟ لقد كان منظرك فظيعا عندما عدت ألى المدرسة ليلة أمس".
" لا تقلقي عليّ فأنا بخير".
وكانت سامنتا لا ترغب الخوض في حديث مع كريستين عن أحداث الليلة الماضية , فحاولت أن تحوّل مجرى الحديث قائلة:
" على فكرة يا كريستين , لقد تلقيت رسالتين من فتاتين بشأن الأعلان الخاص بطلب موظفين لمدرسة , وستحضر أحداهما صباح الأربعاء القادم أما الأخرى فستحضر في المساء , وأعتقد أنه سيكون عليك مقابلتهما معي , فكما تعرفين ستحل أحدى الفتاتين مكانك في العمل بعد زواجك".
فقالت كريستين :
" آمل أن تكون أحدى الفتاتين على الأقل مناسبة لهذا العمل , ويمكنها تسلم وظيفتها فورا , فقد أضطر ألى مغادرة المدرسة قبل أنتهاء هذه الفترة الدراسية ".
" هل تحدد موعد زواجك من هيغ؟".
" لقد تحدد الموعد مبدئيا في الثالث عشر من شهر حزيران أي بعد شهر تقريبا , مما يتيح لنا الفرصة لنجد بديل تحل مكاني حتى لا أسبب أية متاعب بالنسبة للمدرسة".

نيو فراولة 20-09-10 10:36 PM

ثم أستطردت كريستين :
" نسيت أن أخبرك يا سام , لقد قابلت السيد جونز في الصباح وأخبرني أنه سيسمح لجيمس بمشاهدة بعض التجارب التي تجري في المعمل , أليس هذا لطيفا منه؟".
وردت سامنتا بالأيجاب وهي متعجبة لأن السيد جونز لم يذكر لكريستين أن آدم رويل هو الذي أقترح عليه هذه الفكرة , وربما يكون آدم قد طلب أليه ذلك .
وأضافت كريستين :
" أنني أشعر براحة كبيرة لذلك , فأن أهتمام جيمس بأي شيء سيساعده كثيرا في هذه الفترة من حياته , عندما أتركه لأسافر مع هيغ في رحلة شهر العسل ألى أيطاليا , أنني أشعر بقلق شديد أتجاه جيمس وآمل أن يتمكن من التغلب على هذا الموقف الجديد بدون أن يحدث ذلك أي أثر في نفسه , أن جيمس كما تعلمين حسّاس للغاية ولا يمكن أبدا أن أعرف شيئا عن أفكاره أو أنفعالاته , فهو يفضّل الأحتفاظ بها لنفسه".
منتديات ليلاس
وأغرورقت عينا كريستين بالدموع وهي تضيف قائلة:
" أليس من المخجل أن يبني أنسان سعادته على أنقاض سعادة أنسان آخر , أنني أعرف أن زواجي سيعود بالفائدة على جيمس , ربما على المدى البعيد , ولكنه على الأرجح لن يتقبّل هذا الأمر ببساطة على الأقل الآن".
ونظرت كريستين ألى سامنتا في توسّل وهي تقول :
"أرجوك يا سام الأهتمام به بعد ذهابي , لا أعني أن تدلليه ولكن كل ما أطلبه منك هو أن يكون بخير دائما".
" بالطبع سأعمل على ذلك يا كريستين فأطمئني".
وكانت سامنتا تشعر أن آدم أيضا سيعامل جيمس بعطف وحنان بعدما رأت موقفه منه في البهو , لكنها لم تقل ذلك لكريستين .
وبدا على كريستين أنها لا تستطيع التغلب على أنفعالاتها وهي تشكر سامنتا على وعدها بالأهتمام بجيمس في غيابها , ثم حولت مجرى الحديث وقالت:
"والآن ماذا عن أخبارك يا سام , وكيف ستحضرين سيارتك؟".
ونظرت أليها سامنتا في بلاهة وهي تقول :
" تصوري لم أفكر في هذا الأمر".
ثم مرّت بيدها على جبهتها وهي تقول:
" هل يمكنني مساعدتك ؟ فليس لديّ ما يشغلني بعد ظهر اليوم وسأتوجه ألى أوكسفورد لمقابلة هيغ , ويمكنني أن أوصلك ألى ستو في طريقي لتحضري السيارة".
" شكرا يا كريستيت , تبدو فكرة معقولة".
ثم بدا عليها وكأنها تذكرت شيئا فجأة , فقالت وهي تهز رأسها في يأس :
" ولكن , من المفروض أن أذهب ألى المسرح مساء اليوم في سترانفورد بصحبة آدم رويل , ولو أنني لا أعرف ما أذا كان راغبا في الذهاب معي فأنه كان غاضبا مني أمس".
وقطبت كريستين وهي تقول :
" أعتقد......".
ولكنها لم تكمل حديثها فقد فتح باب غرفة المدير في هذه اللحظة وسمع صوت آدم وهو يودع آل غريغوري قائلا:
"أرجو أن تكمئنا تماما فسأبذل كل جهدي لمساعدة بول".
وبعد ذلك خرجت كريستين من الغرفة.
وقضى آدم بقية الصباح في أجتماعات مع أولياء أمور التلاميذ ,مما أتاح لسامنتا الوقت الكافي لنسخ الأوراق التي أملاها عليها أثناء وجودها في كوخه , وحاولت سامنتا التركيز في عملها ولكن صورة آدم كانت تلح على ذهنها , ولم تفارقها للحظة وهي تقوم بالطباعة , وأخذت تسترجع في مخيلتها صورة آدم وهو يبحث في الكتب , وهو يملي عليها مذكراته وقد أغمض عينيه قليلا لتلامس رموشه الطويلة وجنتيه , وكانت سامنتا تشعر وهي تقرأ ما كتبته بنفس الأثارة التي شعرت بها وآدم يملي عليها هذه الأوراق .
وأستغرقت سامنتا في التفكير تماما حتى أنها لم تشعر بدخول آدم ألى الغرفة وأنتبهت فجأة ألى صوته يأتي من خلفها وهو يقول:
" لقد رن جرس الغداء , ألم تسمعيه؟".
منتديات ليلاس
وأنتفضت سامنتا وألتفتت أليه بسرعة وهي تقول في تلعثم :
" لا لم أسمعه, أنني.........".
وتوقفت عن الكلام فقد شعرت بقلبها يدق بعنف كما يحدث دائما عندما يدخل آدم ألى الغرفة فجأة , وكانت سامنتا تحاول أقناع نفسها بأن ذلك ربما يعود ألى شعورها برجولة آدم فقط , وليس لأنها تحبه , ولكن يجب عليها التغلب على مشاعرها مهما كانت.
وقال آدم وهو ينظر ألى آلة الطباعة أمامها :
" أرى أنك تقومين بنسخ أوراقي , وأرجو أن لا تغفلي عن شيء قد يكون مهما , على الأقل بالنسبة أليّ ".

نيو فراولة 20-09-10 10:38 PM

ثم توقف قليلا وهو يضيف :
" أعرف أنها ليست كذلك بالنسبة أليك ,وخاصة بعد الطريقة السخيفة التي تصرفت بها معك أمس".
ولمّا لم ترد سامنتا أستطرد قائلا وهو ينحني عليها :
ط أنني آسف يا سامنتا عما بدر مني أمس , هل تغفرين لي؟".
ولم تدر سامنتا ماذا يقصد بالغفران ! هل يعني أن تغفر له شكوكه فيها أم عناقه ولكنها ردت بالأيجاب , فأيّا كان الأمر فما يهم الآن هو الود الذي أتصل بينهما من جديد .
وقال آدم :
" أنت لطيفة للغاية يا سام , كيف أعرف أنك لن ...... ولكن......حسنا ...... فلندع الحديث في هذا الموضوع الآن".
قال ذلك وهو يضع أمامها على المكتب مفاتيح السيارة , فقالت سامنتا:
" أن كريستين ستذهب ألى أوكسفورد بعد ظهر اليوم وقد وافقت على أن توصلني ألى سنو لأحضر السيارة".
منتديات ليلاس
ولكن آدم قاطعها قائى:
" أن السيارة بلخارج , فقد وصلت منذ بضع دقائق فقط".
وحملقت سامنتا في وجهه وهي تقول:
" لم أفهم...... كيف؟".
" لقد أتفقت مع الكاراج في ستو على أحضارها ألى هنا وكان هذا أقل ما يمكن أن أفعله..... في أي حال سنحتاج ألى سيارة الليلة للذهاب ألى المسرح في سترانفورد وسيارتي كما تعرفين لم أتسلمها بعد , متى نذهب؟ هل نذهب في السادسة والنصف؟".
وهزّت سامنتا رأسها وهي تردد قوله:
" في السادسة والنصف".
ودخل السيد جونز ألى الغرفة في هذه اللحظة وخرج مع آدم وهما يبحثان مشكلة بول.
وجلست سامنتا في كرسيها وقد شعرت براحة كبيرة , وتنفست بعمق وهي تفكر في أن التعامل مع آدم رويل يحتاج ألى جهد كبير , لأنه يشبه ركوبأحد القطارات في مدينة الملاهي , يصعد الأنسان ألى أعلى ثم يهبط به فجأة ألى أسفل , أنها لم تقابل في حياتها شخصا مثل آدم رويل , هذا الأنسان المتقلّب الذي يكاد يدفعها ألى الجنون , ولكنه أعتذر لها وسيذهبان ألى المسرح.
وعندما حان موعد الغداء , توجهت سامنتا ألى غرفة الطعام وقد علت فمها أبتسامة رقيقة.

نيو فراولة 20-09-10 11:49 PM

8- الأعتراف

في المساء أخذت سامنتا تستعد للذهاب ألى المسرح , وبدت وهي تنتقي أجمل ثيابها وكأنها ذاهبة ألى أول موعد غرامي لها وليس ألى المسرح مع آدم تنفيذا للخطة التي أقترحتها , وبدت سامنتا رائعة وقد أرتدت ثوبا جميلا من الجورجيت تهدّل منسدلا على جسمها النحيل في تموج أنيق , وشعرها الأشقر وقد صفف بطريقة أبرزت جمال وجهها.
وعندما نظرت سامنتا ألى المرآة تلك الليلة , أدهشها أن وجهها قد أكتسى برونق عجيب زاده جمالا .
وبعد أن أطمأنت ألى زينتها نزلت ألى البهو الذي كان خاليا من أي شخص في ذلك الوقت .
وفكرت سامنتا في أن ذلك لا يتمشى مع الخطة التي وضعتها مع آدم , لأظهار أرتباطهما أمام الجميع , ولكن لسبب لم تكن تدريه شعرت أنها لم تعد تهتم بذلك.
كان آدم ينتظرها بجانب السيارة وهو يرتدي حلة داكنة اللون , وشعرت بقلبها يخفق كالمعتاد كلّما وقعت عيناها عليه , ونظر أليها آدم مبتسما وهو يقول:
"يا لك من فتاة جميلة , أن مظهرك رائع".
وأضطربت سامنتا قليلا ولكنها أبتسمت أبتسامة عريضة وهي ترد قائلة:
" يمكنني أن أكون أفضل من ذلك كثيرا لو أنني حاولت".
منتديات ليلاس
ورفع آدم حاجبيه وهو يقول :
" ربما من أجل ريتشارد بارنز!".
" ربما".
قالت سامنتا ذلك وهي تسلمه مفاتيح السيارة ثم سألته:
" هل تتولى أنت القيادة ؟".
وتوقف آدم قليلا أمام باب السيارة وأخذ ينظر أليها ثم قال :
" ربما كان من الأنسب أن نذهب لمشاهدة هاملت بدلا من ماكيت فقد كان هاملت يعاني أيضا من المتاعب مع النساء".
وجلست سامنتا ألى جانبه في السيارة وهي تقول:
" كنت أتساءل أذا كان من الأفضل لو أننا عرضنا على الآنسة بيلي والآنسة ترامب توصيلهما معنا ألى المسرح ".
قالت سامنتا ذلك في محاولة منها لمعرفة ما أذا كان آدم ينظر ألى خروجهما معا الليلة , على أنه مجرد تنفيذ للخطة التي دبراها معا .
فقال آدم :
" لقد فات الأوان فقد رأيتهما وهما تستقلان سيارة أجرة , وكنت أتمنى أن أراهما وهما تركبان دراجة ترامب البخارية ".
ومنعت سامنتا نفسها من الضحك وهي تتخيل هذا المنظر , ثم قالت:
"أنني معجبة بالآنسة ترامب ".
" وأنا كذلك معجب بها".
وسكت لحظة ثم قال :
"ألم تدركي بعد يا سامنتا أن هذه هي طريقتي في الحديث عن الأشخاص الذين أعجب بهم , أنني أحب الجميع هنا في المدرسة ما دمت لا أتعرض لمضايقاتهم أو يدعونني ألى الخروج معهم".
" وماذا عني ؟ لقد كنت أنا التي دعوتك للخروج معي , هل هذا يعني أنك لا تحبني؟".
" أنت شيء آخر وأرجو أن تتوقفي عن أستفزازي وأنا أدور بالسيارة في هذا المنحنى وألا وجدنا أنفسنا في أحدى الحفر".
بدا آدم لسامنتا في حالة مرحة مشجعة , فشعرت بالأطمئنان أليه , وأسترخت في مقعدها ألى جواه وأخذت تنظر من نافذة السيارة , كان الجو صيفا والطبيعة ساحرة من حولهما , وزقزقة العصافير تملأ المكان وهي تسارع ألى أعشاشها فوق الأشجار تصطف على جانبي الطريق.
وفجأة وجدت سامنتا نفسها تساءل أذا كانت على صواب فيما تفعله ,ولكنها توقفت عن التساؤل , فقد كانت تشعر بنوع لم تألفه من السعادة وهي تجلس ألى جانب آدم .
ومضت بهما السيارة وقد لفّهما الصمت حتى وصلا ألى المسرح , وتركا السيارة في مكان بعيد عن الزحام وسارا ألى الحديقة الكبيرة التي تحيط بالمسرح وقد أمتلأت بتماثيل شخصيات شكسبير المسرحية , وهي تحيط بتمثال برونزي لشكسبير نفسه.
وقال آدم وهو ينظر ألى وجه شكسبير :
"لقد عرف شكسبير كل شيء عن النفس البشرية , فالمرء لا يحتاج لدراسة علم النفس أذا ما درس شكسبير وفهمه , ويمكن لأي شخص أن يجد نفسه في أحد هذه التماثيل".
فهزت سامنتا رأسها وهي تقول:
" نعم , ولكن المهم هو أن تعرف نفسك , وأذا حدث أن عرفت فقد لا يعجبك ذلك".
ونظر أليها آدم وقد أكتسى وجهه بتعبير غريب وهو يقول:
" يا لك من طفلة فيلسوفة , أنك تدهشينني دائما يا سامنتا".
فردّت بلهجة تمثيلية ورزينة :
" شكرا أيها المدير , ولكنني لست طفلة".
" لست طفلة!".
قال آدم ذلك في سخرية خفيفة ثم أضاف بصوت خافت :
" ربما لا تكونين ".
وساد الصمت بينهما فترة وهما يسيران وسط الحديقة , وقد أنعكست أضواء المسرح على صفحة النهر , وشعرت سامنتا وهي تسير بجانب آدم وكأن شحنة كهربائية تسري في جسمها , فحاولت أقناع نفسها بأن ما تشعر به ما هو ألا الأنجذاب الطبيعي بين رجل وفتاة , وبعد لحظة شعرت بيد آدم وهي تبحث عن يدها لتمسك بها.

نيو فراولة 21-09-10 12:18 AM


لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تذهب فيها ألى مسرح سترانفورد لمشاهدة مسرحيات شكسبير , وعلى الرغم من كانت تحس بشعور مختلف تماما هذه المرة وهي تدخل ألى المسرح وبجانبها آدم رويل.
وبدأ العرض المسرحي وأستغرقت سامنتا تماما في الأستمتاع بالمسرحية , حتى أنها لم تستطع أنتزاع نفسها من الجو التاريخي الذي نقلتها أليه أحداث المسرحية.
وأخيرا أنتهى العرض وسألها آدم وهما يخرجان معا في الزحام عن رأيها في المسرحية وقال لها:
" كنت تستمتعين بكل دقيقة من وقتك , فقد كنت أراقبك".
وأثناء سيرهما في أحد ممرات المسرح فوجئت سامنتا بآدم ينحني عليها قليلا وهو يقول:
"لا تنظري الآن ألى الوراء و فأن الآنسة ترامب والآنسة بيلي خلفنا مباشرة , وربما تكون هذه فرصة مناسبة لتنفيذ خطتنا".
قال آدم ذلك وهو يحيط كتفيها بذراعيه ويقربها منه في ود ظاهر.
وشعرت سامنتا بملمس ذراعه الدافىء على كتفيها وودّت للحظة لو أنها مالت برأسها ألى كتفه.
وجاءها صوت آدم يهمس في أذنها:
" ما رأيك و هل أقوم بدور المحب بطريقة مقنعة".
ورفعت سامنتا وجهها أليه وقلبها يخفق بشدّة وردّت عليه ببرود وهي تحدث نفسها بأنه يقوم بدوره بطريقة ممتازة فعلا وقالت:
" لا بد أنك تدربت كثيرا على القيام بهذا الدور".
منتديات ليلاس
" أنه لشيء غريب حقا وربما لا تصدقينني يا سامنتا أذا قلت لك أنني لم أتدرب كثيرا على هذه المواقف كما تعتقدين".
وأستطرد قائلا:
" ربما كنت أنتظر الفتاة المناسبة ".
ومرة أخرى برزت أمام عينيّ سامنتا صورة أستيل نورتون , تلك الفتاة التي كان آدم يتحدث عنها بأعجاب شديد , وهنا شعرت سامنتا أنها أخطأت في الأشتراك في هذه المهزلة مع آدم , ثم قالت ببرود :
" ظن ليس هناك ما يدعو ألى أن تقوم بدورك بهذه الدرجة من الأتقان".
فأبتسم آدم وهو يذكّرها بأن الفكرة فكرتها ثم قال:
" وما الذي يجعلك تعتقدين أنني أمثّل؟".
وشعرت سامنتا بالرجفة تسري في جسدها من جديد وهي تسمعه يقول ذلك في صوت عميق.
ورفعت أليه وجهها ونظرت أليه بعينين متسائلتين , وفي هذه اللحظة سمعا صوت الآنسة ترامب وهي تحييهما بصوت عال , ثم لحقت بهم الآنسة بيلي وأخذ الجميع يتجاذبون أطراف الحديث حول المسرحية.
وأبتسمت سامنتا وهي ترى آدم يتحدث أليهما بطريقة مهذبة للغاية , وتمنت ألا يعرض عليهما توصيلهما بالسيارة , وشعرت براحة عميقة عندما سمعته يعتذر لهما ثم يضع يده في ذراعها وهو يدفعها بعيدا عن الزحام ويقول :
" لقد حجزت مائدة للعشاء , هل توافقين ؟".
وشعرت لأول وهلة بالسعادة أذ ستتاح لها فرصة أطول للأستمتاع بهذه الليلة الجميلة ولكنها قالت:
ط لم يكن من الضروري أن تفعل ذلك".
" أعتقد أن ذلك كان ضروري لسببين : الأول أننا سنكون أكثر أقناعا في مثيل دورنا لو أننا تأخرنا في العودة ألى المدرسة ,والثاني لأنني كنت على يقين من أنك ستشعرين بالجوع".
وأتجها معا ألى المطعم وكان العشاء ممتعا وقد جلسا يتحدثان عن المسرحية , وشعرت سامنتا بالسعادة تغمرها فتنهدت وهي تقول:
" هذا شيء رائع حقا ولم أدرك كم أنا جائعة , فقد أنشغلت في العمل ولم يكن لديّ الوقت لتناول الطعام قبل خروجي".
فنظر أليها آدم وهو يقول:
" أنك تهتمين بعملك في المدرسة كثيرا أليس كذلك؟".
" أعتقد ذلك فعلا , فأنني أشعر بطريقة أو بأخرى أنني أشغل المكان الذي كان من المفروض أن يشغله أبي".
وأغرورقت عينا سامنتا بالدموع عند ذكر والدها , ولكنها أضافت وهي تحاول التغلب على عواطفها :
" لهذا السبب أجد نفسي مسؤولة عن المدرسة خلال فترة تغيّب العم أدوارد ".
فنظر أليها آدم وهو يبتسم قائلا:
" في أي حال سنعمل معا على أن يمضي كل شيء على ما يرام , فأنت لست وحدك الآن لأنني معك".
ونظرت أليه سامنتا وهو يدفع فاتورة الحساب وأسترجعت كلماته حين قال لها:
"لقد أستحوذت عليّ".
وتمنت لو أنه كان يعني ما يقوله ,ولكنها كانت تدرك تماما أنه لا يمكن لأية فتاة أن تمتلك آدم رويل , في علاقة يسودها الحب والثقة لأنه ببساطة لم يخلق ليكون هذا الرجل.


الساعة الآن 12:10 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية