منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   34 - الهوى يقرع مرة - مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148414.html)

نيو فراولة 17-09-10 12:08 AM

3- مشاعر غريبة

جلست سامنتا وآدم يتناولان العشاء , وقال آدم وهو يلتهم الطعام بشهية :
" أن الشخص الأعزب هو وحده الذي يدرك مدى جودة الطعام المنزلي".
وسألته سامنتا عن مكان أقامته وهي تأمل ألا يكون سؤالها شخصيا فأجاب آدم :
" ليس بعيدا عن المدرسة و أنني أقيم في كوخ صغير في كوستولدز".
ثم أستطرد يقول :
" لقد تركته لفترة خلال وجودي في باريس , حيث كنت أقوم بأبحاث خاصة بالكتاب الذي أقوم بتأليفه".
وسألته سامنتا عن موضوع الكتاب بعد أن بدا الود واضحا بينهما , كما بدا على آدم وكأنه أعجبه تجاوبها معه فردّ قائلا:
" الموضوع قد لا يعجبك , أنه عن التعليم".
كانت سامنتا بالفعل لا تهتم كثيرا بهذا الموضوع , ولكنها ردّت بأدب :
" لا بد أنه موضوع مسل".
منتديات ليلاس
" أنه كذلك بالنسبة أليّ , فأنا أهتم دائما بالبحث عن نشأة الأشياء ,وهذا ما يتناوله كتابي , أذ يدور حول نشاة التعليم في أوروبا".
أنتبهت سامنتا ألى حديثه فقد كانت تهتم بالتاريخ وتواصل الحديث بطريقة طبيعية , وأنطلقت سامنتا تتحدث على سجيتها ولم تكن تدري هل كان ذلك بسبب الشراب أو لأن الموضوع أعجبها .
وبدا آدم وكأنه يشعر بالراحة , وكانت عيناه تبرقان تحت رموشه الكثيفة , وتذكرت سامنتا في هذه اللحظة ما قالته ليزا في أحدى المرات من أن أتاحة الفرصة للرجل ليتحدث في الموضوع الذي يفضله , هي أحدى وسائل التقرب أليه , أن ليزا تهتم بالحديث عن العلاقة بين الجنسين , وكانت دائما ومنذ صغرها جديرة بهذه الأمور , ولم تكن سامنتا تود التقرب ألى آدم ,ولكنها كانت تريد أن تقيم معه علاقات طيبة لمصلحة العمل.
وأستطردت سامنتا تسأل:
" هل تسمح لي بقراءة بعض ما كتبت , ألا أذا كنت تكتب لمتخصصين فقط".
" بالطبع لا , أن هدفي هو أتاحة فرصة المعرفة للجميع , وكم أود أن أجرّب مدى نجاحي في ذلك معك يا سامنتا".
أهتزت سامنتا قليلا لدى سماعها آدم وهو ينطق بأسمها مجردا لأول مرة , وفي هذه اللحظة دخلت السيدة كمبل الغرفة وبدأت في رفع بقايا الطعام , وبعد أن شكرها آدم أستدار ألى سامنتا مستأذنا في الأنصراف ليرتب أمتعته ز
وقالت وهي تودعه :
" لقد أسعدني حديثك عن الأمبراطور شارلمان , وأنا على يقين من أن كتابك سيكون رائعا".
ونظر أليها آدم بطريقة ذكّرتها بما قاله من قبل , من أنه لا يحب المجاملات النسائية , وحاولت أن تقول شيئا آخر ولكن الكلام لم يسعفها فسكتت وودّعت آدم على أن يلتقيا في الصباح.
وأتجهت سامنتا ألى غرفتها وقد أقتنعت تماما بأن آدم ذو شخصية مزدوجة , فقد كانت شخصية آدم الذي جلس يتجاذب معها أطراف الحديث في ود على العشاء , غير شخصية آدم الأخرى التي تتسم بالبرود أحيانا ألى درجة الوقاحة.
وفي الصباح رافقت سامنتا آدم في جولة بأنحاء المدرسة , ولاحظت أنه دقيق جدا في محاولته معرفة كل التفصيلات , وبدا لها بالفعل بمظهر المدير الشاب .
وبعد الأنتهاء من هذه الجولة وقفا معا في الشرفة الملحقة بغرفة المدرسين وقالت سامنتا وهي تشير ألى ملاعب التنس :
" سيتم قريبا أعداد هذه الملاعب , لقد كانت السيدة بارنز تقيم أحيانا مباريات للتنس في أيام العطلات".
قالت سامنتا ذلك ونظرت ألى وجه آدم , لترى ما أذا كان يذكر تلك المباراة التي حضرها منذ أربع سنوات , وقد تأكد لها ذلك بالفعل ,فقد أكتسى وجهه بجمود مفاجىء لا يمكن تجاهله وقال:
" دعينا ندخل الآن فأنا أريد معرفة المزيد عن الجداول".
وقاطعته سامنتا لأنها كانت تعرف أنهما لم يبحثا هذا الموضوع من قبل ,, ولكنه لم يستمع أليها , فقد أندفع ألى داخل الغرفة , وهزّت سامنتا كتفيها وتبعته ألى الداخل.
حان وقت الغداء وتناولاه معا في المكتبة وكان أشبع بغداء عمل , فقد عكف آدم على دراسة الأوراق التي أمامه وبدا وجهه مقطبا وهو منكب على المكتب , وأستجمعت سامنتا شجاعتها وقاطعته قائلة:
" سيد رويل".
منتديات ليلاس
ورفع آدم رأسه بدون أن تفارق وجهه التقطيبة وأستمرت تقول :
" آسفة لمقاطعتي , ولكنني أنوي الذهاب ألى المستشفى بعد الظهر ولا أدري ......".
ولم يدعها تكمل حديثها أذ رد عليها فورا:
" حسنا يمكنك الذهاب".
ونظر ألى سعته وقال :
" لماذا لم تخبريني من قبل , هل لديك سيارة ؟".
" نعم لدي سيارة صغيرة".
" حسنا أذهبي الآن , وآمل أن تكون صحته قد تحسنت ".
وأستطرد وهي تتجه ألى الباب كأنما تذكر شيئا :
" سامنتا".
وأستدارت أليه بسرعة وقد أنتابها الشعور الغريب , الذي ساورها من قبل عندما ناداها بأسمها وقالت :
" نعم يا سيد رويل".
" أرجو أن تعرفي منه أذا كان بأمكاني رؤيته ".
ومضت سامنتا بسيارتها في طرقات البلدة التي تحف بها الأشجار , وقد بدأت الخضرة تكسوها مع قدوم الربيع , ووجدت نفسها تفكر في آدم رويل لقد بدا لطيفا وهو يتحدث عن العم أدوارد , لا يمكن أن يكون مثل هذا الشخص عديم المشاعر كما وصفته ليزا , لا بدأن هناك حلقة مفقودة في قصة ليزا عليها أن تبحث عنها.

نيو فراولة 17-09-10 03:18 PM

كان المستشفى مزدحما بزوار يوم الأحد ,وكانت أشعة الشمس تدخل من نافذة العنبر الذي يقيم فيه العم أدوارد , الذي رفع لها يده بالتحية هندما رآها تدخل ووضعت سامنتا زهور النرجس التي جمعتها من الحديقة على عجل وقالت وهي تقبله:
" أنك تبدو في أحسن حال".
قال وهو ممسك بيدها بين يديه :
" أنني أشعر بتحسن لأنني رأيتك".
كان صوته ما زال واهنا ولكن البريق عاد ألى نظراته , وأبتسمت له سامنتا من بين دموعها.
" لقد كانت تجربة صعبة , ولكن شكرا لله أنتهت على خير".
ثم أستطردت وهي تفتح حقيبتها :
" اديّ مفاجأة سارة لك , رسالة من ريتشارد وصلت أمس".
منتديات ليلاس
ورفع أليها عينين متسائلتين ولكنها ردّت على الفور:
" لا يا ياعزيزي , أنه لم يعرف شيئا عن موضك أنني عند وعدي لك".
ربت على يدها بأمتنان وفضّت سامنتا المغلف وكان بداخله رسالتان أحداهما للعم أدوارد , والأخرى لها وضعتها في جيبها وهي تقول:
" سأقرأها فيما بعد".
وأخذت سامنتا تقرأ رسالة العم أدوارد بصوت مرتفع , وبعد أن أنتهت أعادت وضعها في المغلف وهي تقول:
" حسنا , أنه على ما يرام".
وبعد أن تحدّثا فترة عن ريتشارد سألها العم أدوارد :
" والآن ماذا عنك , متى يحضر آدم رويل؟".
" لقد وصل بالفعل أمس".
" حقا , أنني أعرف أنه يحب دراسة كل شيء بعناية لأنه دقيق في عمله".
" هذا صحيح ".
وأضافت سامنتا وهي تبتسم :
" وعندما تعود ألى المدرسة لن تجد سامنتا التي تعرفها ".
زظهر القلق على وجه العم أدوارد وهو يقول :
" لن يحدث هذا , هل تعتقدين أنه سيمكنك التعاون معه يا عزيزتي؟".
" بالطبع يمكنني ذلك ,ولو أن شخصيته تبدو غامضة ".
وسكتت برهة ثم سألت:
" هل هو عدو للنساء؟".
وأبتسم العم أدوارد وهو يقول :
" آدم رويل عدو للنساء! على العكس من ذلك تماما , ما الذي يجعلك تقولين ذلك".
" لقد ابلغني أنه لا يحب التعامل مع النساء".
" هل قال آدم ذل , لا أعتقد أنه يعني ما يقول , ربما كان ذلك مجرد أجراء يحمي به نفسه , فهو محبوب من النساء وأذكر تماما أيام كنا معا في الجامعة أن الفتيات كنّ يحمن حوله مثل الفراشات حول ضوء الشمعة , طلبت منه مرارا أن يتزوج وكان يرد بأنه سيفعل ذلك عندما يجد الفتاة المناسبة".
وأعقبت ذلك فترة لبعض الوقت, ولاحظت سامنتا مظاهر الأرهاق وقد بدت واضحة على وجهه فوقفت وهي تقول:
" سأذهب الآن فقد أرهقتك بحديثي , لقد أبلغني آدم برغبته في الحضور لزيارتك , هل توافق؟".
وردّ العم أدوارد في صوت خافت بالأيجاب .
وقفت سامنتا للحظة تنظر أليه , قد بدا لها عجوزا وعلا وجهه الشحوب , ولم يكن قد بلغ الخمسين بعد.
وأبتلعت سامنتا دموعها وهي تنحني عليه تقبّله مودّعة .
وعندما دلفت أل ى سيارتها فتحت رسالة ريتشارد وأخذت تقرأها ,وهي تسترجع صورته بقامته الممشوقة النحيلة ,وعينيه الرماديتين وحبّه للمرح".
كانت رسالة قصيرة عرفت منها أن ريتشارد غير متحمس للعودة ألى التدريس , ووضعت سامنتا الرسالة في جيبها وهي تبتسم أن رسالة ريتشارد تعكس شخصيته الهادئة المتّزنة المفعمة بالمشاعر الأنسانية , كانت متعلّقة بريتشارد ألى درجة كبيرة فهو من الطراز الذي يمكن الوقوع في حبه سريعا , ولكنها لم تستطع أن تمنع نفسها من التساؤل هل تحبّه حقا؟
منتديات ليلاس

وجلست سامنتا ويدها على مفتاح السيارة وهي تفكّر , ثم هزّت رأسها في حيرة وأدرات المفتاح وخرجت من المستشفى.
كانت سامنتا تريد أن تمر بمنزل ليزا في طريق عودتها ألى المدرسة , ولم يكن منزلها في تلك الطريق فقد كان يبعد بضعة أميال عن البلدة , ولكنها كانت تريد الأطمئنان عليها , خاصة وأنها أقسمت ألا تحضر ألى المدرسة خلال فترة وجود آدم بها .
كانت سامنتا تعتقد أن ليزا تبالغ كثيرا بالنسبة ألى موقفها من آدم , خاصة وأن المسألة لم تكن متعلّقة بها هي شخصيا , ولكنها سرعان ما أستعادت في ذهنها صورة أختها ,وقد أكتسى وجهها الجميل بهذا التعبير الفظيع عندما نطقت أمامها بأسم آدم رول , كما أن سامنتا لم تنس أيضا التعبير الذي أرتسم على وجه آدم عندما خلط بينها وبين ليزا.

نيو فراولة 17-09-10 03:42 PM


كان منزل ليزا يقع في ضاحية جميلة راقية تكتنفها الأشجار من كل جانب , ووقفت سامنتا أمام الباب الأمامي للمنزل الأنيق الذي تقيم به أختها , وقرعت جرس الباب , ولمّا لم تتلق ردّا فقد أتجهت ألى الحديقة الخلفية , حيث وجدت ليزا وزوجها يجلسان متلاصقين في أسترخاء تام , نظرت سامنتا أليهما وهي تحدّث نفسها بأنه شيء جميل حقا أن يجلسا على هذه الصورة بعد ثلاث سنوات من الزواد.
وأنتابها في هذه اللحظة شعور أشبه بالغيرة.
منتديات ليلاس
وأتجهت سامنتا ناحيتهما ولكنها توقّفت في أرتباك شديد , فقد أكتشفت أن الرجل الذي يجلس ألى جانب ليزا واضعا ذراعه حول كتفيها , لم يكن زوجها .
وفوججئت ليزا بوجود أختها , ولكنها تمالكت نفسها سريعا وقفزت واقفة وأخذت سامنتا بين ذراعيها في سرور واضح وهتفت :
" سام يا لها من مفاجأة جميلة , ولكن لماذا لم تبللغيني بمجيئك , لقد أنتهينا أنا وروي للتو من تناول الشاي , تعالي وأجلسي معنا".
وقدّمت ليزا الرجل ألى أختها قائلة:
" سامنتا , روي ماذرز صديق روبرت , لقد حضر لرؤيته ولكنه للأسف سافر روبرت ألى ألمانيا , بمجرد عودته من مانشيستر , وشعرت بالملل الفظيع وتمكنت بعد جهد جهيد من أقناع روي بالبقاء معي لتناول الشاي".
ثم قدّمت ليزا سامنتا ألى روي الذي مدّ أليها يده مرحبّا , وهمهمت سامنتا ببعض الكلمات ردا على مجاملته التي وجّهها أليها , وحاولت أن تبدو طبيعية بقدر الأمكان ثم قالت ليزا بمرح :
" تعالي يا سام سأعدّ لك بعض الشاي".
وجلست سامنتا وسحب روي مقعده وهو يجلس ليبعده قليلا عن مقعد ليزا وردّت سامنتا بسرعة :
" لا شكرا يا ليزا , لن يمكنني البقاء طويلا فقد كنت في طريقي من المستشفى وأردت الأطمئنان عليك , حاولت الأتصال بك هاتفيا مرّتين ولكنني لم أتلق ردا".
وردّت ليزا وهي ترفع فناجين الشاي :
" ربما كنت بالخارج , وكيف وجدت الرجل المسن؟".
" تقصدين العم أدوارد؟".
قالت سامنتا ذلك في لهجة جافة , وكانت تشعر بالأستياء من موقف أختها , حقا لكل منهما طريقتها الخاصة في الحياة وفي التعامل مع الناس , ولكنها شعرت أن الهوّة تزداد أتساعا بينهما وأجابت ليزا في تهكم:
" نعم عزيزي العم أدوارد".
ثم نظرت ألى روي قائلة:
"أختي سام تعمل في مدرسة أعدادية , ومديرها موجود حاليا بالمستشفى".
وردت سامنتا :
" لقد تحسنت صحته قليلا ولكنه يبدو في حالة شديدة من الأعياء ,والآن يجب أن أذهب فورا فلديّ الكثير لأفعله , وقد حضر المدير الجديد".
وسألت ليزا في لهجة باردة ألى حد ما :
" هل حضر حقا و وكيف وجدته؟".
" لم أتمكن بعد من معرفته".
ودّعت سامنتا أختها ورفضت أن تسمح لها بتوصيلها ألى السيارة , فلم تشعر برغبة في الأنفراد بها هذه اللحظة بالذات , لقد أبلغتها بحضور آدم وهذا هو المهم ".
وأنتاب سامنتا وهي تقود سيارتها عائدة ألى المدرسة شعور بالقلق الشديد أتجاه ليزا , حقا أنها حرة في تصرفاتها الشخصية , ولكنها كانت تأمل أن تدرك أختها مدى خطورة هذه التصرفات , فهي تعرف تماما أن زوجها روبرت أبعد ما يكون عن التساهل بالنسبة ألى سلوك زوجته , لا بد أن تكون ليزا غبيّة حين تجازف بحياتها بهذه الطريقة .
وتنهّدت سامنتا وهي تحاول أقناع نفسها , بأنها ربما تكون متحفظة أكثر من اللازم , وحاولت التخلص من أفكارها والتركيز على قيادة السيارة ,وعند عودتها ألى المدرسة , كان أول من رأت كريستين فيليبس المشرفة الصحية بالمدرسة , وقد عادت من العطلة لتوّها وكانت تصطحب أبنها الصغير جيمس , الذي ألتحق بالمدرسة لأول مرة في الخريف السابق , ورحّبت سامنتا بهما وداعبت جيمس ائلة:
" لم يحضر أحد من أصدقائك بعد يا جيمس , ستمرح كما تشاء بمفردك".
منتديات ليلاس
ونظر جيمس ألى أمه ثم ألى سامنتا متسائلا:
" وهل يمكنني الدخول ألى المعمل ؟".
" ليس هناك ما يمنع ذلك ونظرت ألى أمه تسألها:
" هل يمكنني ذلك يا كريستين ؟".
وردّت كريستين قائلة:
" أن جيمس تلقّى هدية في عيد ميلاده عبارة عن بعض الأدوات الخاصة بالعمل , ومنذ ذلك الوقت وهو متشّوق ألى رؤية المعلم ودراسة العلوم ".
وربتت على رأس جيمس بحنان وهي تقول :
" نعم يمكنك أن تذهب بعد أن تعدني بألا تلمس شيئا هنا".

نيو فراولة 17-09-10 06:23 PM

وبعد ذهابه ألتفتت كريستين ألى سامنتا , وأخذت تسألها عن الأحوال في المدرسة , فأصطحبتها سامنتا ألى غرفة المكتب , وأخذت تقص عليها الأحداث التي وقعت أثناء العطلة المدرسية , وقالت كريستين وقد ظهر على وجهها بعد معرفتها بمرض العم أدوارد :
" كنت أشعر في الفترة الأخيرة أن صحته ليست على ما يرام".
" في أي حال زال الخطر على ما أعتقد ".
" وماذا عن المدير الجديد المنتدب هل تعتقدين أنه الرجل المناسب ".
منتديات ليلاس
ولوت سامنتا شفتيها وهي تقول:
" بودي لو أعرف ذلك , أن العم أدوارد يقدّره كثيرا , أنه يبدو دقيقا في عمله , كما أنه ذكي جدا ولكنه ليس كما توقعت فهو أصغر كثيرا مما كنت أعتقد".
وأستطردت سامنتا ردا على تساؤلات كريستين :
" على الرغم من ثقافته الأكاديمية , ألا أنه يبدو على العكس من ذلك".
وسكتت للحظة قبل أن تستطرد قائلة:
" هناك شيء آخر , لقد طلب مني أن أبلغ الجميع بلباقة , أنه حضر ألى هنا بغرض العمل فقط وليس لأقامة علاقات شخصية مع المدرسين".
وشهقت كريستين وهي تقول:
"يا ألهي , هل هذا الرجل أنسن ؟".
" أعتقد..... أنه أنسان".
قالت سامنتا ذلك وهي تسترجع في ذهنها نظرات آدم أليها ولمسة يده بذراعها عندما كادت تسقط في القبو وأضافت سامنتا:
"أنه يفسر هذا الموقف الغريب بأنشغاله في تأليف أحد الكتب , ولكن ليس لديه وقت لمثل هذه العلاقات الأجتماعية ".
وبدا الأهتمام على كريستين وأستطردت سامنتا:
" لم يقل لي ذلك بنفسه ولكن العم أدوارد أخبرني ذلك , عندما قمت بزيارته في المستشفى , وفهمت أيضا أن آدم رويل بجاذبية خاصة عند النساء , فالفتيات يحمن حوله مثل الفراشات حول ضوء الشمعة ".
ولوت كريستين شفتيها في أستياء وهي تقول :
" يبدو لي أنه شخص مغرور , لماذا يعتقد أننا جميعا سنقع تحت سحره , لا أعتقد أن أحدا هنا سيحوم حوله".
منتديات ليلاس
وردت سامنتا في لهجة بدت جادة جدا..
" ولكن لا يمكن أن تتأكدي من ذلك , أذ يبدو أن السيدة كمبل قد أخذت بسحره بالفعل , فقد أرتدت أحسن ثيابها وهي تقدّم له العشاء أمس".

نيو فراولة 17-09-10 08:23 PM

وأنفجرت الأثنتان بالضحك وقالت كريستين مازحة :
" يجب أن تكوني على حذر , فسيكون عليك تقديم كشف حساب بتصرفاتك ألى ريتشارد عند عودته , أما بالنسبة أليّ........".
وتوقفت كريستين قليلا ثم قالت وقد أندفع الدم فجأة ألى وجنتيها :
" عندي أخبار مدهشة لك يا سامنتا , لقد قررت الزواج مرة أخرى".
وأندفعت سامنتا تهنىء كريستين في مرح بالغ , وأخذت تسألها عن تفاصيل هذه المسألة فأجابتها كريستين :
" أنه مهندس يدعى هيغ غاريت يعمل في برمنغهام وقد توفيت زوجته منذ ست سنوات ولديه ولدان يكبران جيمس قليلا , وكانت شقيقته تقيم معه للعناية بهم , ولكنها ستتزوج قريبا".
منتديات ليلاس
وسألتها سامنتا عن موقف جيمس فأجابت بأنه لا يبدو سعيدا بهذه الفكرة وسألت سامنتا:
" ومتى تنوين الزواج؟".
فردّت كريستين وقد أنتابها شعور بتأنيب الضمير .
" ربما يكون ذلك في شهر حزيران المقبل , هل يمكنك أن تجدي أحدا ليحل مكاني؟ خاصة في هذه الظروف التي تمر بها المدرسة".
وشعرت سامنتا باليأس , فالعم أدوارد بالمستشفى وها هي كريستين تعتزم الذهاب أيضا ولكنها قالت:
" بالطبع يمكنك مغادرة المدرسة في أي وقت , ولكن هل يمكنك الأستمرار في العمل ألى أن أجد من يحل مكانك , وسأبدا فورا في البحث عن شخص آخر وأترك للسيد رويل مذكّرة بذلك ..... في أي حال أنا سعيدة جدا بهذه الأخبار ".
منتديات ليلاس
وبعد مغادرة كريستين للغرفة جلست سامنتا تكتب المذكرة , وأتجهت ألى المكتبة بعد ذلك تضعها على مكتب المدير , وبينما هي تضعها لمحت مغلفا معنونا بأسمها , أخذته سامنتا ووجدت به ورقة صغيرة يبلغها فيها آدم بأنه أضطر للعودة ألى كوخه الصغير لأحضار بعض الأوراق التي تلزمه في أبحاثه , وأنه سيعود في الصباح الباكر .
ونظرت سامنتا ألى خط آدم , كان خطّه يعبر تماما عن شخصيته التي تتفجر بالرجولة والثقة بالنفس.
وتركت سامنتا الغرفة وفي طريق عودتها ألى مكتبها كوّرت الورقة في يدها وقذفت بها في سلة المهملات , ولكن لدهشتها ولسبب لا تعرفه , وجدت سامنتا نفسها تعود لتبحث عن الورقة وتحاول أن تفرد ثناياها من جديد لتعها بعناية شديدة في جيب سترتها!


الساعة الآن 01:03 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية