منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   34 - الهوى يقرع مرة - مارجري لوتي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148414.html)

نيو فراولة 22-09-10 01:15 PM

وأندفعت سامنتا تقول في غضب وقد أهتز صوتها :
" أن ليزا كانت على حق فعلا في كل ما قالته عنك , لقد حذّرتني منك قبل حضورك وحدّثتني عن الطريقة الوقحة التي تتعامل بها مع النساء , وأنا أخطأت عندما لم أعبأ بتحذيرها , وها هو التاريخ يعيد نفسه يا سيد رويل , أليس كذلك؟".
وأندفع آدم واقفا ونظر أليها وهو يقول في ثورة غضب جامحة:
ط أنني لا أهتم برأي أختك فييّ , أو برأيك أنت , والآن أتركي الغرفة قبل أن افعل شيئا أندم عليه , لا يمكن لأحد التفوه بمثل هذا الكلام لي بدون أن يفلت من عقابي".
وظللاّ لحظة متواجهين في هذا الموقف ثم ألتفتت سامنتا وأتجهت ألى الباب وأغلقته بشدة وراءها .
وشعرت سامنتا وهي تتجه ألى غرفتها في الكابق العلوي بأن عالمها ينهار من حولها , ولكنها صمّمت , مهما حدث لها , أن تسيّر الأمور على ما يرام بالنسبة للمدرسة.
منتديات ليلاس
ولم تر سامنتا آدم كثيرا في الأيام التي أعقبت هذا اللقاء العاصف , وكان واضحا أنه يحاول تحاشي اللقاء بها , وأنه يحاول أن يضع جدارا عاليا بينهما , وعلى الرغم من أن سامنتا رحّبت بهذا الموقف بعد موقف آدم المشين منها , ألا أنها كانت تشعر في قرارة نفسها أن هناك شيئا يستعصي عليها فهمه , وكانت الأسئلة تتوارد على ذهنها في أوقات فراغها وهي تحاول تفسير موقف آدم , ولكنها لم تجد لها جوابا.
وفكّرت سامنتا في زيارة ليزا لمعرفة حقيقة ما حدث بينها وبين آدم منذ أربع سنوات , ولكنها تراجعت لأنه لا جدوى من ذلك فمهما كان موقف ليزا منه فلن يكون مبررا أبدا لأن يقف آدم منها هذا الموقف , وأعتقدت سامنتا أنه من الأفضل أن تترك الوضع كما هو حتى يمضي كل شيء في مجراه الطبيعي بطريقة عادية.
وعندما طلبتها ليزا في الهاتف بعد ذلك بيومين لم تذكر لها أي شيء عن آدم , وأبلغتها ليزا خلال هذه المكالمة أنها ستسافر مع روبرت ألى نيوكاسل.
وكان من حسن حظ سامنتا أن العمل أخذ عليها كل مأخذ بعد ذلك , وخاصة بعد المرض الذي ألمّ بالسيدة كمبل , وقد أضطرت سامنتا ألى الأستعانة بخدمات السيدة دود وهي أرملة ثرثارة , لمساعدة السيدة كمبل في عملها , وكانت لا تكاد تجد الوقت الكافي لفض المشادات الواقعة بينهما .
في هذه الظروف الصعبة حدث شيء أسعد سامنتا , فقد تقرر أن يغادر العم أدوارد المستشفى وذهبت لرؤيت وهي تحمل ما قد يحتاج أليه في رحلته ألى ديفون ألا أنه حدث ما أدّى ألى تأخرها , فوصلت ألى المستشفى بينما كانت السيارة التي تحمل العمل أدوارد وريتشارد بدأت في التحرك , وتوقف ريتشارد وهو يراها تهرول أتجاه السيارة , ونظرت سامنتا ألى العم أدوارد داخل السيارة ثم قالت لاهثة:
" لقد أردت أن أودعك وأتمنى لك عودة سريعة".
منتديات ليلاس
ورأت سامنتا ريتشارد وهو يقود السيارة يبتسم أليها , وتنبّهت ألى أنه يستخدم سيارة العم أدوارد وهذا يعني أنه حضر ألى المدرسة لأخذ السيارة ولم يحاول مقابلتها ,وبدا لها الأمر غريبا! أنها لم تر ريتشارد منذ ذلك اليوم الذي ترك لها المذكرة على مكتبها وعلى الرغم من أنها كانت تعرف أن ريتشارد من النوع الهادىء الذي لا يحب التحدث كثيرا عن أموره الخاصة ألا أنها شعرت بنوع من الأستياء لما بدا لها من عدم أهتمامه بأبلاغها عن تحركاته.
قال لها ريتشارد مودّعا:
" ألى اللقاء سامنتا , سأحاول العودة سريعا ولكنني لا أستطيع الجزم بذلك في الوقت الحاضر , في أي حال آدم رويل معك ليساعدك ومن المؤكد أن كل شيء سيمضي على ما يرام".
وتابعت سامنتا السيارة وهي تبتعد بالعم أدوارد وريتشارد ثم أتجهت بطء ألى حيث كانت تقف سيارتها.
وبعد عودتها ألى المدرسة وجدت كريستين في أنتظارها في مكتبها وقد بدت عليها مظاهر القلق الشديد.
ولما سألتها عما بها علمت منها أنها قلقة على جيمس فأنه يبدو أن الآنسة نورتون لا تعرف كيف تتعامل معه بلياقة , وأخذت تحكي لها كيف أنها عنّفته بشدة لتأخره في المعمل , حيث كان يشاهد أجراء أحدى التجارب بعد أن سمح له آدم بذلك , وهدّدته بأنها ستمنعه من الدخول ألى المعمل مرة أخرى مما سيؤثر بصورة كبيرة على نفسيته.
وقالت كريستين :
" يبدو أنني تسرّعت في قبول الزواج من هيغ , فأنني والوضع هكذا أشعر بالقلق الشديد أتجاه جيمس وربما كان من الأفضل أن أؤجل سفري ألى أيطاليا".

نيو فراولة 22-09-10 05:11 PM

كان من الممكن لسامنتا في الظروف السابقة أن تسوّي هذه المسألة ببساطة متناهية , أذ أن آدم كان متفهما تماما لظروف جيمس النفسية وكان من الممكن أن يستمع أليها وهي تحدثه بهذا الشأن , أما الآن فقد أختلف الوضع ولا تدري ماذا سيكون موقف آدم , ولكنها أمسكت ذراع كريستين مطمئنة وهي تقول لها أنها سترعى جيمس بنفسها .
ووقفت كريستين وقد لانت ملامحها قليلا وهي تشكر سامنتا قائلة:
" أنا على يقين من ذلك يا سامنتا فأنني أثق بك".
وعندما أغلقت كريستين الباب وراءها حدثت سامنتا نفسها قائلة :
" ليت الجميع يثقون بي , وخاصة آدم الذي أوضح تماما أنه لا يثق بأي فتاة , وخاصة بي".
منتديات ليلاس
وفي السبت الأول من شهر حزيران أقيمت مباراة في المدرسة للكريكيت بين أولياء الأمور , وكانت هذه المناسبة من المناسبات الهامة للمدرسة .
كان يوما مشرقا , بدت الحديقة نظيفة تماما وملاعب الكريكيت مساحة كبيرة من الخضرة الجميلة تحيط بها الأشجار العالية , وتناثر في أنحاء المكان أولياء الأمور مع أبنائهم وكان البعض يرتدي الملابس الرياضية والبعض يجلس تحت أشعة الشمس , وأخذت سامنتا موقعا لها بعيدا عن الزحام , وسمعت صوتا من خلفها يقول :
" أنه منظر أنكليزي تقليدي يا آنسة غولد أليس كذلك ؟".
وألتفتت سامنتا ألى الخلف لتجد السيد جونز مدرس العلوم , وأخذا يتحدثان عن الجو والمباراة , وكان السيد جونز على وشك أن يتركها عندما قالت سامنتا فجأة :
" سيد جونز أود أن أسأل عن أحوال جيمس , كنت أتحدث مع والدته بشأنه فشعرت بأنها مهتمة جدا بتنمية ميوله العلمية ".
وبدا السيد جونز وهو يحاول التذكر ثم قال :
" جيمس هذا الطفل الصغير الذي يحضر ألى المعمل في بعض الأحيان بناء على أوامر السيد رويل , أنه يبدو شغوفا جدا بالكيمياء , أرى أنه من السابق لأوانه توجيه الطفل ألى ناحية علمية محددة , وخاصة أنه ما زال في سن مبكرة , وليس من المستحسن أن يتخصص في هذه السن بل الأفضل له أن يستمر في التعليم العام".
وشعرت سامنتا بالأسف بعد أن تركها السيد جونز , كان من الواضح أنها لن تجد منه مساعدة لتحقيق رغبتها في أن يستمر جيمس بحضور دروس الكيمياء .
وأتجهت سامنتا في بطء ألى ملاعب الكريكيت حيث أخذت تشاهد التلاميذ وأولياء الأمور وهم يتبارون , ثم أتجهت ألى حيث أصطفت الموائد لخدمة الزائرين , وبعد أن أطمأنت ألى أن كل شيء على ما يرام , أتجهت ألى الداخل ولكنها فوجئت بآدم يقف بالباب فتنحت جانبا لتفسح له الطريق , لأنها دأبت في الفترة الأخيرة على تحاشي مواجهته بقدر الأمكان .
وفي هذه اللحظة أندفع أحد التلاميذ الصغار ناحية آدم وعرفت فيه سامنتا كارترايت وكانت تقف بجانبه فتاة على درجة فائقة من الجمال في حوال الرابعة والعشرين من عمرها , وسمعت سامنتا كارترايت يحدث آدم قائلا:
" هذه عمتي , وهي تقول أنها تعرفك".
كان آدم واقفا وظهره ألى سامنتا , فلم تتمكن من رؤية تعبيرات وجهه في هذه اللحظة , ولكنها كانت تستطيع رؤية وجه الفتاة وهي تنظر أليه بعينين لامعتين قائلة :
" هل تذكرني يا آدم رويل ؟ لقد أشتركنا معا في مباراة عنيفة للتنس هنا منذزمن بعيد".
وأعقب ذلك فترة من الصمت , ثم سمعت صوت آدم وهو يقول في سعادة واضحة :
" جيليان , جيليان كارترايت , طبعا أذكرك تماما , هل تقيمين هنا مع شقيقك؟ أنني أذكر أنك كنت تقيمين في دورست".
ضحكت الفتاة وهي تجيب :
" أرى أنك تتمتع بذاكرة قوية ".
منتديات ليلاس
وأتصل الحديث بينهما بعد ذلك , ولكن سامنتا لم تكن تنصت ولكنها فوجئت بهذا المنظر , وأخذت تحدث نفسها :
" أذا هذه هي جيليان كارترايت الفتاة التي حطّم آدم قلبها ودفعها ألى محاولة الأنتحار , حقا يا ليزا لقد كانت قصة درامية عنيفة ولكن ليس بها أي أثر من الحقيقة , وكان يجب أن أدرك هذا من قبل".
وحان موعد زواج كريستين وطلبت ألى سامنتا الذهاب معها لحضور العرس والعودة بجيمس ألى المدرسة بعد ذلك , وكان عرسا بسيطا للغاية أقتصر على الأقارب وعدد قليل جدا من الأصدقاء , وبدت كريستين جميلة في فستانها الرقيق , وقد أعجبت سامنتا بهيغ غاريت بمجرد رؤيتها له وكان يبدو رجلا هادئا ذا طبيعة طيبة.
وفي طريق العودة ألى المدرسة جلس جيمس ألى جانب سامنتا في السيارة وقد ألتزم الصمت تماما , ولم تحاول هي من ناحيتها دفعه ألى الحديث , ولاحظت كيف يحاول جيمس الألتصاق بها , فشعرت بالسعادة لأن جيمس بدا وكأنه مرتاح ألى صحبتها.

نيو فراولة 22-09-10 05:31 PM

كانت سامنتا تدرك موقف جيمس وكيف أنه سيشعر بالضياع والوحدة بعد ذهاب أمه وخاصة أنه رفض قضاء عطلة نهاية الأسبوع مع أبناء هيغ وفضّل البقاء في المدرسة.
وبعد أن وصلا ألى المدرسة قال جيمس " الآنسة غولد".
وسكت لحظة فرأته وهو يحاول التغلب على دموعه ثم أستطرد قائلا:
" آنسة غولد , هل تطلبين ألى الآنسة نورتون السماح لي بالذهاب ألى المعمل بعد العشاء الليلة , فهي تمنعني من ذلك , ولكن , أرجو أن تسمح لي ولو مرة واحدة ".
ووعدته سامنتا أن تفعل ذلك , وشعرت أن موقف الآنسة نورتون يتّسم بالقسوة , وتوجهت ألى غرفة المشرفة الصحية حيث وجدت الانسة نورتون.
كانت الغرفة قد تغيرت معالمها بعد حضور الآنسة نورتون , ولم تعد توحي بجو الأمان لأي طفل صغير قد يفد أليها , لقد أصبحت أشبه بعيادة طبية عادية.
ووجدت سامنتا الآنسة نورتون تجلس خلف الطاولة فبادرتها على الفور قائلة:
" حضرت أليك بطلب من جيمس , تزوجت أمه الليلة وأنت تقدّرين شعوره في هذه اللحظة , وهو يرجو أن تسمحي له بالدخول ألى المعمل ولو لهذه المرة فقط ".
فرفعت الآنسة نورتون وجهها وهي تقول في برود:
" لماذا لم يحضر بنفسه ليطلب مني ذلك؟".
وأمتنعت سامنتا عن القول لها أنه يخشاها , ولكنها ردت عليها بطريقة دبلةماسية :
" لا بد أنه كان يود ذلك , ولكن ظروفه اليوم غير عادية هل تفهمين ما أعني؟".
منتديات ليلاس
وتجاهلت الآنسة نورتون قول سامنتا وردّت قائلة:
" ولكن هل تسمحين له بالتوجه ألى المعمل؟".
فنظرت أليها الآنسة نورتون من خلف نظارتها الداكنة وهي تقول :
" أعتقد أنني صاحبة القرار الأول والأخير".
وتمالكت سامنتا أعصابها وخرجت من الغرفة ووجدت جيمس في أنتظارها قلقا , وأبلغته أن الآنسة نورتون ترغب في مقابلته , وأخذت تطمئنه وهي تضع ذراعها في حنان حول كتفيه.
وجلست سامنتا في أحدى الغرف المواجهة لغرفة المشرفة الصحية , بأنتظار خروج جيمس , وبعد فترة سمع صوت الباب يفتح ثم خطوات أقدام جيمس ثم صوته وهو يبكي في حرقة شديدة .
فأندفعت سامنتا تخرج من الغرفة في نفس اللحظة التي فتح فيها باب الغرفة الملحقة بغرفة المشرفة الصحية ليخرج منه آدم ووقفا وجها لوجه , وتلاقت نظراتهما لحظة ثم بدا وكأن آدم يحاول الأبتعاد فأندفعت دون تفكير تقول :
" أرجوك يا سيد رويل أنتظر لحظة".
فألتفت آدم ونظر أليها وقد أرتفع حاجباه , فقالت وهي ما زالت في قمة أندفاعها :
" لقد كنت هناك طوال هذا الوقت , فهل سمعت ما حدث".
" نعم ,كنت هناك".
وأخذت سامنتا تنتفض وهي تقول له :
" وتركتها تفعل كل ذلك , تركت هذه المرأة تعامل الطفل الصغير بهذه الطريقة ".
فرد أدم وقد خلا وجهه من أي تعبير :
" عليه أن يتعلم كيف يواجه الأمور بنفسه ".
" ولكنه ما زال طفلا صغيرا وقد كان يوما عصيبا بالنسبة أليه , ولكنه تماسك وتجلّد فيه ولم يذرف دمعة واحدة ألى أن دخل غرفة الآنسة نورتون , أن أقل شيء كان يمكن أن تفعله أظهار قدر من الحنان والأنسانية ".
وأهتزّ صوتها وهي تقول :
" أعتقد أنها تصرفت بمنتهى القسوة , وأنت كذلك يا سيد رويل ".
منتديات ليلاس
وبدا على آدم وكأنه سيفقد أعصابه ولكنه ردّ في صوت بارد :
" أنا المسؤول هنا يا آنسة غولد , ولن أسمح لأحد بأن يوجّه أليّ أتهامات أو نقد أو أوامر , وأرجو أن تضعي ذلك نصب عينيك جيدا , ولا تعتمدي على مركزك هنا في المدرسة".
قال آدم ذلك وأبتعد مسرعا عنها.
ووقفت تنظر أليه في وجوم وهو يبتعد , وقد أدركت الآن أن هذه هي النهاية , النهاية المؤلمة.

نيو فراولة 22-09-10 07:03 PM

10- وأزهر الصخر

عادت سامنتا ألى مكتبها وهي تجر قدميها جرا , وما أن دخلت حتى أرتمت في مقعدها وهي تشعر بأرهاق شديد وقد جفّ حلقها .
ورنّ جرس الهاتف وكان المتحدث ريتشارد :
" أخيرا وجدتك يا سامنتا".
جاءها صوت ريتشارد وهو يقول لها أنه كان يحاول الأتصال بها طوال اليوم ولكنه لم يجدها .
وأخبرته سامنتا بأنها كانت تحضر زواج كريستين , وشعرت في هذه اللحظة بعد أن سمعت صوت ريتشارد ينطق بالمودة , كأنها تريد أن تنفجر في البكاء , ولكنها تماسكت وهي تسأله عن أخباره وعن أخبار العم أدوارد .
" أنه يخير وصحته تتقدم سريعا" .
وأضاف في صوت منفعل :
" هناك شيء أود أبلاغك به شيء غير عادي قد حدث لي".
وتساءلت سامنتا :
" هل هي أخبار طيبة!".
منتديات ليلاس
وظنت سامنتا للحظة أنه ربما يريد أن يقول لها أنه قابل فتاة وقرّر الزواج منها , ولكنه أستطرد يقول أنه تلقى عرضا لوظيفة مرموقة كمساعد للأستاذ هايس الذي يعمل لمدة ثلاث سنوات في المكسيك ".
وهنأته سامنتا وهي تشعر بسعادة حقيقية , فقد كانت تدرك مدى أهمية هذا العمل بالنسبة أليه , ثم قالت:
" ولكن هل هذا يعني أنك ستعود ألى جنوب أميركا في القريب العاجل ؟".
" نعم سأعود غدا حقا هذه أنانية مني ولكن والدي شجعني على ذلك".
وتوقف ريتشارد قليلا قبل أن يستطرد قائلا:
" هناك شيء آخر , ولو أنني أشعر أنه من الصعب أن أتحدث فيه عن طريق اهاتف , أنك تعرفين شعوري نحوك , كنت أنوي أن أؤجل الحديث في هذا الموضوع , ولكن لا أدري متى أعود مرة أخرى , انت تعرفين ما أعني يا سامنتا , وأرجوك أن تحاولي التفكير في هذا الأمر ألى حين عودتي".
وكانت سامنتا تعرف أنه يريد أن يحدّثها بشأن زواجهما , فأبتسمت وهي ترد عليه قائلة :
" سأفكر في الأمر ".
وأضافت سامنتا تحدث نفسها ربما أفكر في ذلك بعد أن أطرد آدم رويل من حياتي تماما , وعندما تزول عني هذه الرجفة التي تنتابني كلما رأيته أو سمعت صوته.
كانت ليزا تقول دائما أنها متلبدة المشاعر , وكادت هي أن تصدق ذلك فعلا , ولكن لا يمكنها الآن أن تتجاهل حنينها الدافق ألى عودة آدم أليها , ألى الأرتماء بين ذراعيه ألى عناقه الطويل .
وعلى الرغم من أن سامنتا كانت تشعر بأنها في حالة أنهيار , وأنها تريد الأنفراد بنفسها , ألا أنها تماسكت وصمّمت على عدم التخاذل ونزلت ألى غرفة الطعام حيث شاركت في طعام العشاء , وكان الجميع في شوق ألى معرفة كل لتفاصيا الخاصة بزواج كريستين , فأخذت تقص عليهم بالتفصيل كل شيء عن الحفل , وعن موقف جيمس وكيف بدا وهو يحاول التماسك.
وعندما صعدت سامنتا ألى غرفتها لم تستطع النوم فأخذت تفكر في جيمس الذي كانت تشعر بالقلق عليه , وقادها تفكيرها في جيمس ألى الآنسة نورتون , وأخذت أفكارها تتداعى لتصل بها في نهاية الأمر ألى آدم . هجر النوم أجفان سامنتا فقد راق لها أن تذهب ألى الغرفة التي يقيم قيها جيمس مع ثلاثة من زملائه للأطمئنان عليه , وأرتدت سامنتا روبها وأتجهت ألى غرفة جيمس وفتحت الباب وأطلت برأسها ونظرت ألى سريره في ركن الحجرة , ولكن لرعبها الشديد وجدته خاليا.
وهرولت سامنتا تبحث عن جيمس في الأماكن التي يحتمل وجوده بها , ولمّا لم تجده وقفت في حيرة وهي لا تدري كيف تتصرف , وفجأة خطر لها أن تذهب ألى المعمل لتبحث عنه , وبلفعل عندما وصلت ألى هناك لمحت بصيصا من الضوء ينبعث من الباب الذ لم يكن مغلقا جيدا , ودفعته وهي تقول برفق :
" جيمس أنا الآنسة غولد".
منتديات ليلاس
وفي هذه اللحظة سمعت صرخة طفل , ورأت الضوء ينبعث من ناحية الطاولة الموجودة في المعمل ليضيء المكان فأذا بها ترى جيمس يقف مذعورا في ركن الغرفة محاولا الأبتعاد عن النيران التي بدأت تشتعل .
وتصرفت سامنتا بسرعة فنزعت عنه رداءه الصوفي , وحاولت أن تخمد به النيران التي ةأخذت تمتد , وبذلت جهودا مستميتة في محاولة أحتواء الموقف من غير أن تلجأ ألى طلب المساعدة .
وبعد جهد كبير تمكنت من السيطرة على النيران , وألتفتت ألى جيمس وقد وقف يرتعد من الرعب , ولما لم تجد به أية أصابات , حملته بين ذراعيها وأجلسته فوق مقعد مرتفع وهي تحتضن رأسه بين يديها.
في هذه اللحظة دخل آدم ألى الغرفة وألقى نظرة سريعة عليها , ورأى آثار الحريق والمياه عى الأرض فأدرك على الفور ما حدث.
وشعرت سامنتا فجأة بأن قدميها لا تقويان على حملها , فألقت بنفسها ألى جوار جيمس في شبه أغماء ولكنها شعرت بآدم وهو يحاول رفع يديها لمعرفة ما أذا كانت قد أصيبت.
وبدأت تعود ألى حالتها الطبيعية , وعندما نظرت ألى أعلى رأت اآنسة نورتون تقف ألى جوار آدم , وهي تحاول حثّ جيمس على النظر أليها ,وسمعتها تقول لآدم أنه لا بد من نقله ألى غرفتها للكشف عليه وأجفل جيمس لدى سماعه ذلك , وسمعت صوته وهو يصرخ بطريقة هستيرية ويرفض أن يذهب معها , وحاولت الآنسة نورتون أنزاله من فوق المقعد ولكنه دفعها بعيدا عنه وهو يلتصق بسامنتا ويدفن رأسه في صدرها.

نيو فراولة 22-09-10 07:29 PM

وبدأ آدم يشعر بأن جيمس في حالة لا تسمح له بأطاعة أية أوامر , فألتفت ألى سامنتا وطلب منها أن تأخذه معها للعناية به لبعض الوقت , ألى أن يتمكن من ترتيب الأشياء في المعمل.
وصعدت سامنتا ألى غرفتها وبصحبتها جيمس حيث أخذت تغسل وجهه ويديه , ووضعته على مقعد مريح بجوار المدفأة وأعطته علبة من الحلوى .
وبعد فترة قصيرة قال جيمس :
" كنت أريد فقط أن أرى التجربة التي كانت تجري في المعمل الليلة , وراق لي أن أحاول أن أفعل شيئا , ثم أشتعلت النيران".
وأنفجر جيمس في البكاء وهو يقول :
" أرجوك يا آنسة أريد أن أعود ألى منزلي الآن".
وعاتبته سامنتا لدخوله المعمل وحده بدون أذن من الآنسة نورتون ولكنه قال لها أن الآنسة نورتون طلبت منه ألا يدخل ألى المعمل بعد العشاء , فأنتظر ألى ما بعد موعد النوم وذهب.
ونظر أليها جيمس في قلق فحاولت سامنتا أن تطمئنه , ثم تركته في غرفتها وهبطت ألى المعمل مرة أخرى فوجدته خاليا , وكانت آثار الحريق تبدو واضحة على الطاولة , وعاد آدم ألى الغرفة في هذه اللحظة وهو يقول لها أنه أضطر ألى أبعاد بعض الأدوات ألى الخارج , ولم يكن بأستطاعتها أن تتبين حقيقة موقف آدم في ذلك الوقت , وحاولت شرح الأسباب التي دفعت جمس ألى القيام بهذا العمل وكيف أن أغراء المعمل كن أقوى من أن يستطيع أن يقاومه فرد عليها ائلا:
" الآنسة نورتون تعتقد أنه فعل ذلك تحديا لها ".
منتديات ليلاس
فردت سامنتا بحزم :
" أن الآنسة نورتون مخطئة ".
ثم سادت فترة صمت قالت سامنتا بعدها :
" أن جيمس يريد العودة ألى منزله الآن , وفي هذه اللحظة".
" مستحيل , لا يمكن أن يتسلل بهذه السهولة بدون أن يتحمل نتيجة عمله".
فقالت سامنتا :
" أنه في حالة تعسة وهو في حاجة ألى الحب والحنان ,وهو ما لا يتوفر من جميع الموجودين هنا".
ثم أستطردت سامنتا قائلة :
" كما أن هناك جانبا آخر لهذه المشكلة فلو أن جيمس ظلّ في المدرسة , فأن التلاميذ سيعرفون ما حدث , وبالتالي سيعرف الأهالي ذلك ويعتقدون أن هناك نوعا من التهاون بالنسبة لأحتياطات الأمن بالمدرسة و مما سيكون له أسوأ الأثر على سمعته ".
وأضافت سامنتا أنه يمكنها أختلاق أي قصة لتبرير ما حدث في المعمل .
ولكن آدم رد قائلا:
"وماذا لو رفضت هذا الرأي ".
فرفعت سامنتا وجهها ألى أعلى في تحد وهي تقول:
" سآخذ جيمس ألى منزله الجديد , وأتركه هناك مع جدّته الجديدة فهي أمرأة عطوف , وفي رأيي أنها ستعامله أفضل معاملة , وأرى أن ما أفعله في مصلحة جيمس والمدرسة على حد سواء , وسأذهب الآن وأصحبه ألى منزله ولا يمكن أن تمنعني يا سيد رويل".
قالت سامنتا ذلك وأندفعت خارج المعمل .
وصلت سامنتا ألى منزل السيدة غاريت حماة كريستين وأرادت سامنتا أن تعود ألى المدرسة بعد أن أطمأنت ألى نوم جيمس ولكن السيدة غاريت أصرّت على أن تبقى معها لتناول فنجان القهوة وبعض الفطائر وهي تقول:
" أنك تبدين متعبة جدا وأخشى ألا يمكنك قيادة السيارة هذه المسافة الطويلة ".
كانت سامنتا قد بدأت تشعر بالتعب , بعد أن زالت خطورة الموقف ولكنها كانت مصممة على العودة لتواجه آدم , لأنها كانت تعرف أنه لا بد وأن يكون في أنتظارها وهو غاضب لتحديها له , وأرادت أن تصفّي حسابها معه فورا.
ورفضت كل عروض السيدة غاريت للمبيت عندها , وودّعتها وأتجهت ألى السيارة وجلست في مقعدها , وفجأة وهي تعود ألى الخلف رأت شبحا ضخما يظهر بجانبها ووجلت سامنتا ولكنها بعد لحظة أدركت أنه آدم .
وقالت سامنتا وهي تنظر أليه من نافذة السيارة بعد أن تمالكت أعصابها :
" ماذا تفعل هنا؟".
منتديات ليلاس
قال في لهجة مقتضبة :
" لقد جئت لأعود بك ألى المدرسة في سيارتي ".
" ولكن كيف عرفت الطريق".
" لقد تبعتك".
"كنت تنتظ طوال هذا الوقت في الخارج وأنت تجلس في السيارة؟".
" قضيت الوقت وأنا أتمشّى في المنطقة وأفكر".
كانت سامنتا قد أمضت ما يزيد على الساعتين مع السيدة غاريت , ونزلت من السيارة ورأتها وهي تتجه ناحيتهما , فقدم لها آدم نفسه وهو يقوللها أنه جاء للعودة بالآنسة غولد وطلب منها أن يترك سيارة سامنتا أمام المنزل .
وأعربت السيدة غاريت عن سعادتها لحضور آدم وهي تقول:
" حسنا فعلت , فأنها متعبة جدا بعد كل ما حدث , ومن الأفضل أن تعود بها سريعا ألى المدرسة لتنال قسطا من النوم".
ووجدت سامنتا نفسها تركب سيارة آدم وهي تتجه بهما في طريق العودة ألى المدرسة.


الساعة الآن 02:46 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية