ودفنت بيلار وجهها في يديها وذهلت جولي ..... ثم وقفت ووضعت ذراعها حول الفتاة وقالت :
" يهمه ماذا يا بيلار؟ فلا أعتقد أن مانويل يلوم أحدا على الحادث ". " لا أعني الحادث فوالدي ليس أنانيا". وقالت بيلار بصوت مكتوم : " أعرف ذلك يا بيلار, هل الأمر يتعلق بدولورس أريفيرا ؟". وقالت بيلار بصوت مكتوم : " كلا! لا يتعلق بدولورس , لقد طردها أبي عندما ذهبت لزيارته بالمستشفى , وفهمت الآن السبب أنني أحب أبي غير أنني أغار عليه , كانت حياتي قاسية في السنوات السبع الأولى , فلم تكن أمي تهتم بي , غير أن مانويل أنقذني من هذه الحياة ,وأراد أن يعوّضني عما قاسيته". وقالت جولي بصوت خافت: " بيلار , مانويل يحبك وليس ما يدعو ألى تخوفك , فلو أحب مائة أمرأة فسوف يظل يحب أبنته". " أبي يكرهني الآن .....". وحملقت جولي في بيلار قالت : " لا أعتقد ذلك يا بيلار". منتديات ليلاس " بل لن يغفر لي أبعادك عنه , فلم أتدخل من قبل في شؤونه , غير أن الوضع أختلف فيما يتعلق بك , هل تفهمين؟". وفهمت ما ترمي أليه بيلار , ألا أنها لم تصدق ما تضمّنه كلامها من معا. وعاد فيليب ألى الغرفة , ووقف باباب وهو يقيّم الموقف وقالت لجولي: " ألم أقل لك أنكما تحتاجان ألى تبادل الحديث؟". وأبتعد بيلار , وعادت ألى الجلوس وقالت: " ماذا سيحدث يا عم فيليب! هل يمكننا تسوية الأمور؟". " بالطبع يا عزيزتي , مشكلتكأنك تتوقعين دائما أسوأ الأمور , وأعتقد أن جولي تفعل نفس الشيء – فجولي تعتقد أنها ليست ذات أهمية , وأنت تتصورين أن أباك سوف يتخلّى عنك أذا أحب أمرأة , بيلار يجب أن تكوني أكثر ذكاء". وهزّت جولي رأسها وقالت: " فيليب , ما أهمية ما يحدث بيني وبين بيلار؟ من الواضح أن مانويل لا يرغب في رؤيتي , وألا ما كان يقبل أن تمنعني من زيارته بحجة ضرورة شفائه قبل أن أراه". وقال فيليب بصوت ساخر: " أنت مخطئة , قلت لمانويل أنك لا ترغبين في رؤيته " . وقالت جولي بدهشة: " قلت له ذلك؟ ولكن لماذا؟". وقالت بيلار بغضب : " لأن هذا صحيح ألم تقولي ذلك للعم فيليب ؟". وأنكرت جولي ذلك فقالت : " بل أنني لم أفعل , فيليب أنت تعرف أنني رغبت في رؤيته , وقد سألتك أذا كانت الزيارة مباحة !". وأومأ فيليب برأسه وقال: " أعرف ذلك". وربّت على كتفيها وقال: "لا تغضبي يا عزيزتي , لقد فعلت ذلك لصالحك , ويبدو أن خطتي نجحت , سمعت ما قالته بيلار , ولم تقله ألا بعد لأن مانويل غاضب عليها لأنك ترفضين رؤيته , وهو يعرف أنك على وشك مغادرة البلاد ويعلم أن لديه ألتزامات وأنه لن يستطيع الذهاب أليك في أنكلترا قبل مضي عدة أشهر , ويخشى أن يحدث شيء أثناء هذه المدة ". وحملقت بيلار في فيليب وقالت: " هل يعني ذلك أن جولي لم ترفض رؤية أبي ؟". وقال فيليب وهو يضحك: " هذا صحيح فلا داعي أذا لقلقك يا بيلار , ألا ترين أن جولي غاضبة مني؟". وقالت جولي : " لم فعلت ذلك يا فيليب؟". " الخطة عادت بالفائدة على أخي المتعجرف الذي رقد بالمستشفى وهو يعرف أن الفتاة التي يرغبها لا ترغبه". " ومتى أستطيع أن أراه؟". " في أي وقت تستطيعين أن تذهبي أليه أذا شئت ". " هل تعني ما تقوله؟". " بالطبع ولكن يجب أن نتناول العشاء أولا". وأعترفت جولي بصراحة : " لا أستطيع أن أتناول شيئا ". ونظرت ألى بيلار وسألتها: " بيلار , هل ستأتين معي؟". وهزّت بيلار رأسها وقالت: " كلا , لن أزوره في هذه الليلة , وأعتقد أنه من الأفضل أن تذهبي أليه وحدك". وقال فيليب: " حسنا , هيا نذهب ألى مانويل وتستطيع بيلار ألنتظار دقائق قليلة حتى أعود". |
كانت مستشفى ستافورد تختلف عن مستشفى البحارة , كانت كبيرة وحديثة , وأصطحب فيليب جولي ألى غرفة مانويل الخاصة في الطابق الثالث , كانت الساعة قد تجاوزت الثامنة , وأخبرها فيليب أن مانويل يشاهد التلفزيون في هذه الساعة.
وترك جولي خارج الغرفة ودخل ألى مانويل وسمعت أصواتهما , وخرج فيليب وقال : " لم أخبره أنك هنا , قلت له أن أحد أفراد الأسرة جاء لزيارته". وقالت جولي: " لم قلت له ذلك؟ أنني مضطربة!". " أدخلي , وأركبي سيارة أجرة في العودة لتخبرينا بما حدث". وأستجمعت جولي شجاعتها ودخلت ألى الغرفة فرأته راقدا على السرير وهو يشاهد التلفزيون , وعندما نظر أليها صاح بدهشة: " جولي ! لقد جئت!". وقالت بأرتباك : " مانويل , كيف حالك؟". " أنا بخير وأنت كيف حالك ؟ تعالي.......". وقالت وهي تقترب منه : " أنا بخير , جئت لأعتذر لك , فلم يكن هناك ما يدعو ألى الصراخ , وأنا آسفة لما حدث". وهزّ مانويل رأسه وقال : " أنا بخير , جولي , متى تسافرين؟". " بعد أسبوع". منتديات ليلاس ومال بالسرير أتجاهها وقال: " تعالي , أجلسي , أريد أن أحدّثك , لا تخافي يا جولي , أنا أعرف أنك لم ترغبي في زيارتي ,غير أنني أريد أن أحدثك عن شيء". وخطت جولي ألى الأمام , وجلست على حافة السرير وأمسك مانويل بأحدى يديها ورفعها ألى شفتيه وقبّلها ثم قال: " جولي لا أستطيع التفكير وأنت قريبة مني , وقد يرجع ذلك ألى كثرة الأدوية التي أخذتها". وعضّت جولي شفتيها حتى لا تتكلم غير أنها قالت: " مانويل , كدت أن تموت". وحملق فيها وقال: " هل يهمك ذلك". " بالطبع , يهمني ..... يهم أي شخص". " وأنا لا أهتم بأي شخص غيرك". قالها وهو يتمتم بعنف ثم قال: " جولي كدت أجن ...... تعالي ألى هنا". وشدّها ألى جواره وأخذ يحملق في وجهها ثم وضع فمه على شعرها وضمّها بعنف , ولم تقاومه ووضعت ذراعيها حول عنقه وضمته أليها فقال : " جولي لن أستطيع أن أكون رقيقا معك لو تصرّفت على هذا النحو". ونظر ألى شفتيها المتوردتين وشعرها المتساقط حول وجهها وقال: " يجب أن تتصرف بشيء من العقل , الممرضة سوف تدخل ألى الغرفة في أية لحظة ". " بدأت تهتم فجأة بالمظاهر". قالتها بصوت خافت وهي تتلمس خديه بيديها. |
وأومأ مانويل برأسه وقال:
" نعم أنني أهتم بالعرف والتقاليد عندما أريد, جولي لم رفضت زيارتي من قبل؟". وأمسك بأحدى يديها وقبّلها وقال: " رقدت هنا لمدة ثلاثة أسابيع أكرهك تارة وأحبك تارة أخرى". وأتسعت عينا جولي وقالت بحنان وتوسل : "تحبني!". أجابها ببساطة ورقة: " نعم أحبك يا جولي , وأريد أن أتزوجك". ثم وضع أصابعه على فمها وتابع هامسا: " أسكتي ولا تقولي شيئا الآن , فلم أتصور أبدا أن أعرض على أمرأة الزواج بعد كنسويلا , غير أنني أحبك ألى حد الجنون , وأعتقد من الأفضل أن أتزوجك قبل أن تقضي على حياتي , أنك ترفعين حرارتي عندما أصاب بالحمى , وقد تسببين لي نكسة". " مانويل!". منتديات ليلاس " نعم , وكذلك تهينيني على نحو لا يصدق أثناء عاصفة ثلجية , وتتركينني في شاطىء كوفورد بدون وسيلة للعودة , ثم أنك كدت تقتلينني في حادث سيارة , يتعين عليك أذا أن تتزوجيني , أليس كذلك؟". وكان صوته خافتا وحانيا , وأجابت جولي: " مانويل , رغبت في رؤيتك من قبل". ثم تنهّدت وقالت : " لا أستطيع أن أكذب عليك , منعني فيليب من الحضور أليك , أراد أن يخيب أملك ولو مرة , فلم يخبرني أبدا برغبتك في رؤيتي , وتصورت أن دولورس وأنت......". وحملق مانويل فيها وقال: " فيليب منعك! سوف أقول له رأيي فيه عندما أراه". غير أنه كان يضحك وأدركت جولي أنه أرتاح لمعرفة الحقيقة , ثم قال : " لقد ذهبت دولورس بغير عودة ". " أعرف ذلك , أخبرتني بيلار". ثم قالت بشيء من التردد: "لم طردتها ؟". " سألتها عندما زارتني عما قالته لك , فأخبرتني بيلار أنها شاهدتها تحدثك , وحيث أنني أعرف دولورس , توقعت أن تسيء التصرف". وقالت وهي لا تكاد تصدق ما سمعته: " وهل قالت لك ما حدث؟". " لم تقل شيئا في أول الأمر , ولكن عندما صارحتها بأنني لا أفكر في الزواج منها أطلاقا , غضبت وقالت لي كل شيء , نها حادة المزاج ولكنها غير مؤذية". وجذبته أليها وقالت: " ضمني يا مانويل , فليس لدينا وقت كثير , وأنا أحبك كثيرا......". وضمها مانويل أليه , ألا أنه سرعان ما دفعها برفق بعيدا عنه وقال : " أستطيع الأنتظار ,ولكن ليس طويلا , فسوف نتزوج في أقرب وقت , ويستطيع والداك أن يأتيا ليحضرا حفل الزةاج , ولكنك لن تغادي البلاد , فلن أتركك تذهبين ألى لندن حتى لا تغيّري رأيك". وقالت جولي وهي تحلم : " لن أفعل ذلك". ثم سوت شعرها وقالت : " وبيلار , أرجو ألا تكون غاضبا منها , فهي تعسة للغاية وهي صغيرة , ولم يكن لها أن تتورط في هذه العملية , ماذا قلت لها؟". وتنهد مانويل وقال: " كنت تعسا أنا أيضا". منتديات ليلاس ثم تمتم قائلا : " أنت أهم شيء في حياتي , أما بيلار فقد تصورت أنني أكرهها أذ أعتقدت أنها قد دمرت العلاقة التي تربطني بك , غير أنني كرهت نفسي أيضا , لا سيما أذ عرفت أن علاقتي بدولورس هي التي أغضبتك ,وأنت يا جولي هل يمكنك أن تقبلي بيلار رغم ما فعلته؟". " نعم بيلار تحتاج ألى أمرأة ألى جوارها , أعتقد أنني أستطيع أن أساعدها ومن المؤكد أنها ستستطيع مساعدتي". وقال مانويل بشيء من الفضول : " كيف؟". " حسنا أنها تعرفك أفضل مني وعندما تكون مسافرا سنظل أنا وهي معا يجمعنا جبنا لك.....". قال مانويل وهو يمسك بيدها ثانية : " عندما أسافر ستكونين معي , ولكنني أفكر أن أقلل من عروضي وأن أركز على التأليف ما رأيك؟". ومالت جولي برأسها وقبّلت يده وقالت: " طالما أننا معا ... لا شيء يهمني , مانويل قل لي لم تصرفت هكذا في لندن؟". وتنهّد مانويل وقال: " كنت أحس بتأثيرك عليّ وكنت أقاومك بشدة ". " والآن؟". وضحك برقة وقال : " أنني كالمريض الذي يتعاطى المهدىء , لم أعد أستطيع المقاومة وأريد أن أستسلم , أنني أريدك كما لم أرد أحدا من قبل..........". وأبتسم وقال: " هل قلت لك أنني أحبك؟". وهمست : " قلها مرة ثانية ". ولكن الممرضة دخلت في تلك اللحظة ,فوعدها مانويل قائلا : " في وقت لاحق ......". وعرفت جولي أن المستقبل كله لهما وحدهما...... تمت |
حمااااس..:1HQ05157:
|
|
الساعة الآن 03:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية