منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   42 - الغيمة أصلها ماء - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148050.html)

نيو فراولة 11-09-10 12:55 PM

11- أحبك...... أحبك...... أحبك

لم تستطع جولي رفض الدعوة ألى سايبرس ليك منذ رغب فيليب في حضورها الحفل , وكان عليها أن تحضره وألا أثارت شكوكه بشأن مشاعرها أتجاه مانويل , وسامنتا أيضا تحمست للفكرة وحثت جولي على أصطحابها , قائلة أن السيدة سيراكس ستبقى مع توني , وهذا الحفل هو الأول الذي يحضرونه منذ وصولهم ألى الولايات المتحدة.
وكانت الرحلة ألى سايبرس ليك تستغرق ساعة لذلك لبست الفتاتان البنطلونات والقمصان على أن ترتديا ملابس السهرة عند وصولهما , وركبوا جميعا بسيارة فيليب وجلست جولي وسامنتا في المقعد الخلفي.
ومروا بمنطقة وعرة غير أنها رائعة الجمال وجلست جولي على طرف مقعدها طوال الطريق تستمع بأهتمام بالغ لما يقوله فيليب.
وكانت سايبرس ليك تقع وسط عدة أفدنة في جزر مونتري , وقد سلطت الأنوار الكشافة عليها فلمعت البحيرة في الضوء الخافت ببريق معدني , وكانت غرف الجلوس خلت من معظم الأثاث , بينما أمتدت موائد الطعام بطول الشرفة وبطول الفناء المؤدي ألى البركة.
وأوقف فيليب سيارته بين مجموعة كبيرة من السيارات ولكنه قاد الفتاتين ألى سلم جانبي وصعدوا ألى الطابق الثاني , حيث فتح فيليب بابا أدّى ألى غرفة نوم تليها حمام , وقال بهدوء:
" لا تسرعا فالوقت لا يزال مبكرا".
" شكرا يا فيليب".
منتديات ليلاس
قالتها جولي وهي تبتسم ثم تبعت سامنتا ألى الداخل.
وأفرغتا الحقائب وأغتسلتا ثم أرتدا ملابسهما وزينتا وجهيهما بمستحضرات التجميل.
" أليست الغرفة جميلة؟".
قالتها سامنتا بصوت خافت وهي تنظر حولها ثم أضافت:
" أفادتنا معرفة فيليب ,يا ألهي! يا له من سرير رائع!".
وكان السرير من الأسرة ذات الأعمدة الأربعة والسقف , وقد أنسجم في ضخامته مع الخزانة الكبيرة والسجاد الأحمر والستائر التي كانت بلون الكهرمان.
وأومأت جولي برأسها وقالت:
" هل أنتهيت؟ هل ننزل ألى الحفل؟".
وفي الطابق الأسفل وجدتا بن وفيليب ينتظرانهما , بينما وقف ألى جوارهما مانويل الذي كان يرتدي حلة السهرة البيضاء التي أبرزت لونه الأسمر , ورمق مانويل جولي بنظرة أعجاب وشعرت بالسعادة لأنها أشترت الثوب الجديد , فقد كان واضحا بلا شك أنه يلائمها وكانت عينا مانويل داكنتين غامضتين وهما تستقران عليها.
وتحدّث بلطف ألى سامنتا فأثار أحترامها , وقال لفيليب:
" أصطحب جولي وأصدقاءها ألى الشرفة حيث ألحق بهم في وقت لاحق".
ورقصت سامنتا وبن على أنغام شرائط التسجيل , وأنتقل الخدم الذين لبسوا السترات البيضاء بين المدعوين يقدمون لهم كؤوس الشراب , وقدّم فيليب جولي ألى بقية أسرة مانويل.
ونسيت جولي أسماءهم على الفور , غير أنهم رحبوا بها وكادت أن تنسى بيلار لولا وقوفها بينها وبين فيليب وقالت بيلار :
"أهلا بالعم فيليب , هل يعجبك ثوبي؟".
ورمقت جولي بنظرة فاحصة وأضافت:
" أنني أعرفك , أليس كذلك؟ فأنت جولي كيندي , لقد حضرت ألى الشقة في لندن لتقابلب أبي".
وأحمر وجه جولي , فقد تعمّدت بيلار أن تتحدث بصوت مرتفع , فهي تقصد الحديث بصوت عال عن المقابلات التي تبدو سرية.
وقال فيليب بهدوء:
" بيلار , أبحثي عن تينا وزوجها , فهما من سنك , أما جولي فسوف أبقى أنا معها".
وتحّدث فيليب بصوت رقيق وحازم , فرمقت بيلار جولي بنظرة وقحة ثم أنسحبت .
وبدت جولي مرتبكة ولكن فيليب قال لها:
" أسترخي يا جولي , فأنا أعرف بيلار جيدا , أن ما قالته يفسّر شيئا لي".
" ماذا تعني؟".
" أعني علاقتك بمانويل , هو الذي تهربين منه ؟ أليس كذلك؟".
وأدارت جولي وجهها وهمست:
" فيليب ! أرجوك!".
" مانويل لا يتزوج نساءه ,أليس كذلك؟".
قالها فيليب بصراحة بدون أن يتعمد القسوة.
وقالت جولي بصوت مكتوم:
"لست من نساء مانويل !".
وأومأ فيليب برأسه وقال:
" أعرف ذلك , وهذا يوضح سبب خوف بيلار منك".
" بيلار تخافني , يا للهراء".
" أنها تخاف منك , فعندما تتعمد بيلار الوقاحة يعني هذا أنها خائفة , قهي لم تعش كل حياتها مع مانويل , ولا تنسى ما عانته من أمها , وهي تغار على أبيها , وتريد الأستئثار به , وتدرك أنه طالما ينال مانويل غرضه من المرأة التي يرغبها فهو لن يتزوجها ".
وتذكرت جولي عدم مبالاة بيلار بدولوريس أريفيرا.
وواصل فيليب حديثه فقال:
" ربما ظننت أن الواقع يختلف بالنسبة لك , غير أنني أحذّرك يا جولي ألا تنخدعي , فأنا أحب مانويل ولكنني أجهل أخطاءه".
" وأنا أيضا لا أجهلها".
وأفرغت كأس الشراب وقالت :
" هل تحضر لي كأسا أخرى ؟".
وأومأ فيليب برأسه وأمسك بالكأس وتوجّه ألى غرفة أخرى , ونظرت جولي حولها بقلق , وتمنت ألا يشاهدها مانويل حتى لا يثيرها بتعليقاته اللاذعة وأهاناته المستترة.

نيو فراولة 11-09-10 01:22 PM

وأحست بأصابع تمسك بذراعها , وبأظافر حادة تلمسها , وأنتفضت لأنها كانت مستغرقة في خيالها.
وألتفتت وراءها فرأت دولوريس أريفيرا , وقد لمعت عيناها بالحقد وقالت ساخرة:
" حسنا , حسنا , يا آنسة , من توقعت , مانويل؟".
وهزّت جولي رأسها , ولكنها لم تستطع أن تشيح بوجهها بعيدا عن عيني دولوريس , شعرت أنها أشبه بأرنب خدّرته أفعى.
وأبتسمت دولوريس أبتسامة با هتة وقالت:
" مسكينة أنت يا آنسة كيندي , فلا يمكنك أخفاء شعورط , فأنت كتاب مفتوح بالنسبة لي , هل تعرفين أنني أدرك ما بقلبك وأنك تتشوقين ألى مانويل , أليس كذلك؟".
وأمتقع وجه جولي وقالت بصوت خافت حتى لا تلفت الأنظار أليهما :
" أتركي ذراعي من فضلك".
" لم أتركه ؟ لو فعلت ستسرعين ألى السيد فيليب الرجل الشهم , وتطلبين منه أن يصطحبك ألى المنزل لشعورط بالتعب , أليس هذا صحيحا؟".
منتديات ليلاس
وحاولت جولي التخلص من قبضة دولوريس , غير أن الأصابع التي أمسكت بذراعها كانت صلبة كالفولاذ.
ومرّت دولوريس بطرف لسانها على شفتيها ونظرت حولها حتى تتأكد من أن أحدا لا ينصت وقالت:
" لندخل في الموضوع أذا يا آنسة , دعيني أقدم لك نصيحة لمصلحتك , هل تفهمينني؟".
وأشتد غضب جولي وتمنت أن يعود فيليب لينقذها لأنها أحست أن غضبها شيء عاطفي ,وقد يسيطر عليها , وهي بالطبع لا تستطيع أن ترى أحدا يسخر منها ولن تسمح بذلك , وتوسلت قائلة:
" أرجوك , ليس هناك كلام بيننا , ولا أريد أن أسمع شيئا عن العلاقة بينك وبين مانويل , فأنا أعرف كل شيء ".
وضحكت دولوريس وقالت:
" أعرف أنك تتوقين ألى تحسين علاقتك بمانويل برغم نشأتك البرجوازية الحقيرة ,وهذا واضح لبيلار ولي ولمانويل , تعقبته من لندن أملا في أن يغير رأيه , أخبرني في لندن أن العلاقة بينكما قد أنتهت , ولكنك تواصلين مطاردته , أليس عندك كبرياء يا آنسة؟".
وشحب وجه جولي وأتسعت عيناها ولمعتا بالدموع وقالت:
" هل قال لكذلك؟".
" بالطبع يا عزيزتي , فهو يبوح لي بكل شيء ,كل شيء".
وأستطاعت جولي أخيرا التخلص من دولوريس أريفيرا , ووضعت يدها على عنقها أذ شعرت بالغثيان , وعجبت لحماقتها حين تصورت أن مانويل رجل محترم.
وكانت قد تمالكت أعصابها عندما عاد فيليب , ورفضت أن تؤكد أتهامات دولوريس أريفيرا فيما لو طلبت منه أبعادها عن الحفل , فأخذت الكأس وحاولت أن تبدو طبيعية.
وبدا السرور على وجه فيليب وقالت له جولي:
" لم طال غيابك؟ أين كنت؟".
وأبتسم فيليب أبتسامة عريضة وقال:
" كنت أتحدث مع مانويل".
ولم يلحظ وجه جولي الشاحب وأستطرد قائلا:
" لم أره منذ يومين , وقد أخبرني الآن أن تيريزا ستعود غدا ألى المستشفى ".
ونسيت جولي مشكلاتها وصاحت:
" رائع! شيء رائع!".
" نعم , أليس كذلك؟".
" ولكن كيف حدث ذلك؟ ....... أعني ........هل نشر والد تيريزا القصة في الصحف؟".
وضحك فيليب وقال:
" كلا , لم يفعل شيئا من هذا القبيل , فقد عومل والد تيريزا كما يعامل هو الآخرين".
" ماذا حدث بالضبط؟".
" كلّف مانويل مخبرا خاصا بالتحري عن جويليو رينالدي ,وهذا أسم والد تيريزا , ولم تكن مثل هذه الفكرة لتخطر على بالي , وكشفت المعلومات التي تم الحصول عليها عن علاقة رينالدي بشخص مشبوه أبعد عن البلاد وتراجع رينالدي عند مواجهته بهذه الوقائع , أذ أنه لا يرغب في أبعاده هو أيضا , وهكذا تم التوصل ألى أتفاق عن طريق أبتزاز معنوي صغير".
" هل رأيت تيريزا؟".
" لا, ولكن مانويل قابلها ويقول أنها في صحة جيدة , وأعتقد أننا نستطيع أجراء العملية في غضون أيام".
ولم تنسى جولي كلمات المرأة الأسبانية دولوريس أريفيرا , ولا مضمونها فيبدو أن لمانويل شخصيتين , شخصية الرجل السخي الذي يراعي الآخرين , وشخصية الرجل القاسي الذي أحبّه ودمّر حياتها.
ولم تلمس جولي الأكل , فقط تمنت أن تنتهي السهرة حتى تعود ألى المنزل وتنسى ما حدث , وبعد العشاء طلب المدعوون من مانويل الغناء , فعزف على الغيتار بينما صاحبه على الفلوت والطلبة أثنان من المدعوين , كما عزف قطعة من موسيقى الفلامنكو ,وأخيرا غنى أغنية جديدة بروعة.
وحملقت جولي في وجهه وهو يغني ويقول:
" أبقي معي
فأنني أتوق ألى لمسك.
وأنا أحبك كثيرا.
ولا يوجد شيء لن أعطيه أذا قلت أنك ستعيشين معي.
أبقي معي.
يا حبيبتي ,فأنت وحدك تخلقين كل أمل لي في الحياة , وأذ ا أفترقنا
فلن أكسب أبدا , أعطني الحب وقولي مرة ثانية أنك سوف تبقين معي دائما ".
وألتقت عينا مانويل بعيني جولي عبر الغرفة فوق رؤوس المدعوين الذين أخذوا يصفقوا له بحماس.
وأدارت جولي وجهها , وتعثرت قدماها وهي تتجه عبر المؤدي ألى البحيرة , حيث وجدت طريقا ضيقا للمارة , فسلكته فأنتهى بها ألى كشك لمعت قبته التي كانت على هيئة مئذنة , في نور القمر .ونظرت ألى دال الكشك فرأت الأرائك التي أمتدت بطول الغرفة كما شاهدت أيضا طاولة منخفضة وضعت فوقها مجلدات الموسيقى , وجلست جولي على الأريكة وتصفّحت بعض الأوراق , ثم مالت ألى الخلف أذ أحسّت بالأعياء وساد الغرفة جو هادىء , فأسترخت وغلبها النعاس ثم سمعت وقع أقدام بالخارج , وفوجئت ببيلار تقول:
" أنت هنا أذن , أنني أبحث عنك".
" تبحثين عني ؟ لماذا؟".
" أريد أن أتحدث أليك".
" حسنا ؟ ماذا تريدين ؟".

نيو فراولة 11-09-10 03:39 PM

وترددت بيلار لحظة ثم قالت:
" أنت مغرمة بأبي , أليس كذلك؟ لا تحاولي الكذب , أنني أعرف العلامات الآن ولدي تجارب كثيرة".
وبلعت جولي ريقها وقالت:
" أن الأمر لا يعنيك".
وقالت بيلار بغضب:
" الأمر يعنيني أذا تعلق بأبي , فأنت تطاردينه , وقد تبعته من لندن".
وهبّت جولي واقفة وقالت:
" أرجوك , لقد أنتهت العلاقة بيني وبين أبيك".
ورمقتها بيلار بأحتقار وقالت:
"لا تحولي خداعي .... أفهم ما يدور بخلدك ".
وقالت جولي بتخاذل:
" ماذا أقول حتى تصدقيني ؟ أنا لست.... ليس هناك أية علاقة بيني وبين أبيك".
" لا تقولي ذلك , لماذا كانت دولوريس في هذه الحالة العصبية أذا؟ ولماذا لا يهتم بها أبي؟".
" هراء ما تقولينه. مانويل ودولوريس منسجمان , وأعتقد أنه لن يمر وقت طويل قبل أن يدركا هذه الحقيقة ويقررا الزواج".
وبدا التوتر على وجه بيلار , وكأن الأمور لا تسير على النحو الذي أرادته وقالت:
" لا أصدقك , فذلك من تأليفك , أبي لن يتزوج دولوريس أريفيرا".
منتديات ليلاس
وحاولت جولي أن تخرج من الغرفة غير أن بيلار أعترضت طريقها وقالت:
" قولي لي , كيف توصّلت ألى هذه المعلومات ؟".
" أرتركيني أخرج , فكفاني ما سمعته منك ومن دولورس ومن أبيك".
وأزاحت بيلار , وجرت عبر الممر وهي لا تفكر ألا في الفرار , ألا أنها أصطدمت برجل أحتضنها وأمسك بها , فتخلصت من قبضته وكادت تبكي وهي تقول:
" أتركني , أتركني , فلا أريد أن أراك طوال حياتي".
وأمسك مانويل بذراعها وصاح:
" ماذا حدث؟ جولي أوضحي لي الأمر؟".
وحملقت فيه بغضب وهي تمسح دموعها بظهر يدها وقالت:
" أوضح الأمر لك؟ عليك أن تسأل أبنتك فهي تعرف كل الأجوبة , أن لها خبرة واسعة بهذه الأمور".
وضاقت عيناه وقال :
" بيلار؟ ماذا قالت لك؟".
" قالت الكثير ,ويكفيني ما سمعته من بيلار ومن دولورس أريفيرا , أتركني أذهب".
وجرت بعيدا عنه وتسلطت فكرة الهروب عليها , وتمنت العودة ألى أبيها أخطأت عندما جاءت ألى كاليفورنيا وكانت تعرف في قرارة نفسها أنها سوف تقابل مانويل.
ورأت الشرفة من خلال الأشجار , وأرادت أن تتجنب الأنضمام ألى المدعوين , فألتفتت حولها وخرجت ألى حيث وقفت السيارات ,وبدا سهلا أن تركب سيارة , فهي تريد أن تعود ألى المنزل , كان في أستطاعتها أن تطلب سيارة أجرة لو عثرت على كشك تلفون , فالساعة الحادية عشرة ولم ينتهي الحفل ألا بعد ساعات طويلة تكون قد تحدثت خلالها ألى سامنتا بالتلفون من المنزل.
وسمعت صوت البحر بعد أن تركت الممر المؤدي ألى المنزل , ولم تعد المناظر الخلاّبة تهدىء الآلآم التي يثيرها التفكير في مانويل , ورفضت التفكير ببيلار كورتيز , وما أشارت أليه بصوتها الساخر الذي لا يزال رنينه في أذنيها , وقررت العودة ألى أنكلترا فور أنتهاء أجراءات السفر , وفكّرت في فيليب وعملها بالمستشفى وكيف أن الأرهاق الجسماني نفسه لا يكون كافيا في بعض الأحيان للنسيان.
وأختبأ القمر وراء الغيوم فبدا الطريق مظلما مليئا بالظلال , وخفتت الأصوات المنبعثة من الحفل بأبتعادها عن المنزل , ولم تقطع مسافة طويلة عندما شعرت بضوء سيارة خلفها وأبتعدت عن الطريق وأتجهت بسرعة ألى الأشجار , فأزعجت حيوانا وقف في الظلام بعينيه الحمراوين من ضوء الكشاف فصرخت جولي بينما تملك الحيوان المذعور أثر الأقتحام المفاجىء لعزلته فوثب ألى الطريق , وسمعت جولي صوت الفرامل وصفير توقف الأطارات على الطريق ثم سمعت صوت أنزلاق معدني أذ أنحرفت السيارة عن خط سيرها متجهة نحو الشجر , ورأت وهي تضغط على وجنتيها بيديها السيارة وهي ترتطم بجذع شجرة ثم تميل ألى جانبها وتتوقف , وتسمرت في مكانها لحظة ثم جرت ألى الأمام , وحاولت بدون نجاح أن تفتح باب السيارة , فلم تستطع , وسمعت نفسها تجهش بالبكاء وهي تشد بقوة في يأس محاولة أن ترى ما أذا كان الرجل بداخل السيارة ميتا أم حيا.
وتوقف قلبها فقد كانت سيارة مانويل وكان الرجل الراقدعلى عجلة القيادة هو نفسه والدم يسيل على خده.
وهالها ما رأته , ألا أنها تمالكت نفسها بقوة لم تكن تعرف أنها تملكها , فلا فائدة من الهلع , وأي تأخير يقلل من فرص نجاته , ولا فائدة من البكاء هنا , لقد عجزت عن القيام بشيء وحدها , فعليها أن تطلب المساعدة وعليها أن تترك مانويل يرقد في دمه وتذهب لتأتي بمن يساعدها , وأخذت تتضرع لله:
" ....يا رب ...... نجه .... يا رب ...... أنني أحبه...... أحبه ".
وجرت عائدة ألى منزل مانويل وقد أطلقا العنان لأحاسيسها المكبوتة.

سفيرة الاحزان 11-09-10 03:47 PM

كمليها بليزززز تجنن

نيو فراولة 11-09-10 03:58 PM


12- نداء القلب للقلب


وطوال الأسبوعين التاليين للحادث عاشت جولي في قلق , ونقل مانويل ألى مستشفى ستافورد بسان فرانسيسكو , حيث عولج من شرخ في الجمجمة وجروح عديدة وكدمات , وعرفت من فيليب أن أصاباته غير خطيرة , ألا أنها أعتبرت نفسها مسؤولة عما حدث.
فهي التي تركت الحفل وخرج مانويل باحثا عنها , وهي التي صرخت عندما رأت الغزال , فوثب ألى الطريق ليصطدم بسيارة مانويل.
ولم تستطع الأفضاء بما في قلبها لسامنتا التي تعمّدت العناية بتوني , حتى تستطيع جولي الخروج على النحو الذي تبتغيه , وهكذا قضت جولي معظم وقتها مع فيليب بمستشفى البحارة.
وبحلول نهاية الأسبوع لم يبق من مدة زيارة سامنتا وبن ألى كاليفورنيا سوى عشرة أيام , وكانا يتوقعان للعودة ألى أنكلترا.
ولم تهتم جولي سوى بأن تبقى حيث يكون مانويل فماذا تفعل أذا عادت ألى أنكلترا؟ هل تعود ألى المتجر وتستأنف علاقتها ببول؟
وتاق بن وسامنتا ألى قراءة الصحف البريطانية ,وألى شرب الشاي الأنكليزي , بينما لم يدرك حقيقة وضع جولي سوى فيليب الذي كان يتحدث عن مانويل كلما رغبت في ذلك.
كان فيليب يتردد على مانويل ليتحقق من حالته , وسألته جولي همّا أذا كانت الزيارات متاحة , فأخبرها بأنه بأستثناء دولوريس لم يسمح ألا بزيارة أفراد الأسرة , وأنقبض قلبها مدركة أن دولورس أحتلت من جديد مكانتها لدى مانويل.
منتديات ليلاس
وقال لها فيليب في يوم من الأيام بطريقة عرضية.
" سأل مانويل عنك , وخشي أن يكون قد صدمك بالسيارة لأنك كنت تقفين بين الأشجار , أليس كذلك؟".
" أنت تعرف ذلك ؟ فأنا السبب في الحادث".
" أنعطف مانويل بالسيارة ليتفادى الغزال , وأنت لا ذنب لك في هذا".
" بل أنا التي أفزعت الغزال".
وأكثر ما ضايق جولي هو أحتمال سفرها , بدون أن ترى مانويل , ولم تسألها سامنتا عن أسباب مغادرتها الحفل فجأة , فأفترضت أن فيليب قد أوضح لها السبب .
وأخبرها فيليب أن بيلار تعتقد أنها قد تسببت في الحادث وقال :
" أنها تلوم نفسها كما تفعلين ربما يكون من الأفضل أن تلتقيا".
وقالت جولي وهي ترتجف :
" لا أعتقد أن هذه ستكون فكرة طيبة".
" لماذا؟ أعتقد أن كلا منكما قد تفيد من الأخرى".
وبحلول نهاية الأسبوع دعاها فيليب ألى تناول العشاء بمنزله ليلة السبت وقال :
" لا يوجد مدعوون غيرك , أنت وأحدى سيدات الأسرة , أتصورك لا ترغبين العشاء في مطعم في الوقت الحالي".
وأقرت جولي رأيه ولم تسأل عمن تكون تلك السيدة أذ أرتاحت ألى قضاء الأمسية في صحبته , كانت شقة مانويل مليئة بالأثاث , لأنه كان من هواة جمعه.
وكادت أن تعبر عن أحتجاجها لفيليب عندما فوجئت بأن السيدة الثانية هي بيلار كورتيز التي بدت وديعة وصغيرة في ثوب الحرير الأخضر , ووقفت عند دخول جولي ألى الغرفة وحيّتها بهدوء وقالت:
" العم فيليب يرى ضرورة تعارفنا ".
أرتبكت جولي وقالت لفيليب :
" لم لم يخبرني؟".
" تعمّدت ألا أخبرك حتى تحضري , بيلار قدّمي مشروبا لجولي فأنني ذاهب ألى المطبخ".
وقدّمت بيلار كأسا من الشراب لجولي وقالت لها:
" أجلسي أرجوك أنني لن أعضك!".
وأمعنت بيلار النظر في جولي ثم قالت:
" أعتقد أنه يجب أن أعتذر أليك".
" لا أهمية لذلك".
" بل أنه أمر هام ....... أبي....".
" كيف حال أبيك؟".
" يتماثل ألى الشفاء وسوف يعود ألى البيت في غضون أيام".
ووقفت بيلار وقالت:
" أنا السبب , العم فيليب يقول أنك تلومين نفسك , ولكن لولا حديثي معك لما كنت......".
وقالت جولي بصوت خافت:
"بيلار , من المؤكد أنها لم تكن غلطتك , فلم يكن هناك ما يدعو ألى أن أخرج , في كل حال مانويل يتماثل ألى الشفاء".
" أبي لن يغفر لي ما فعلته؟".
" مانويل؟ لماذا؟".
" أنه يتظاهر بأن الأمر لا يهمه غير أنني أعرف أنه مهتم".


الساعة الآن 05:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية