منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   42 - الغيمة أصلها ماء - آن ميثر - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t148050.html)

نيو فراولة 10-09-10 12:42 PM

وتنهدت جولي , فلم تكن تريد أن يعرف فيليب عنوان أقامتها , لأنه أذا عرف أنها تقيم مع أسرة بارلو , فأن مانويل سوف يعلم بوجودها في نهاية الأمر .
وأبتسمت الأخت موران وقالت:
" مهلا يا فيليب ,فالفتاة غير معتادة على أسلوبك اللاتيني".
وزرّر فيليب سترته الرمادية الأنيقة فبدا بدون المعطف الأبيض أكثر شبا لمانويل ببشرته السمراء وعينيه السوداوين وأسنانه السوية البيضاء وقال وهو يضحك :
" هّيا بنا".
وهزّت جولي كتفيها وقالت:
" حسنا".
وتقدّمته ألى خارج المبنى وفي موقف السيارات وجد فيليب السيارة الكاديلاك البيضاء, أسترخت جولي على المقعد المكسو بالجلد ولم تعد تحس بالآلآم في جسمها , وأسعدها أن تستلقي على المقعد وأن تترك شخصا آخر يتحمل المسؤولية.
وقال فيليب:
" هل تناولت الغداء؟".
وهزت جولي رأسها وقالت:
" كلا! هل تناولت الغداء أنت؟".
" كلا , هل نتناوله معا؟".
وأبتسمت وقالت :
" هل من اللائق أن أفعل ذلك ؟ فلم أعرفك ألا منذ فترة وجيزة".
وقال وقد انعطف بالسيارة بعيدا عن الشارع الرئيسي:
" يمكنك أن تطمئني أليّ".
وتناولا الغداء في مطعم يشرف من أرتفاع كبير على الميناء , وبعد لحظات قال فيليب لجولي:
" والآن حدثيني عن نفسك , ما الذي جاء بك ألى الولايات المتحدة والساحل الغربي بالذات؟".
أظطربت جولي ولم تعرف كيف ترد , فقالت:
" بالواقع أنا أعمل مربية لطفل , غير أن أمه تجد متعة في العناية به لذلك لا أقوم بعمل فعلي في الوقت الحاضر".
وعقد فيليب حاجبيه وقال :
" رجل أنكليزي وزوجته ؟".
" نعم".
منتديات ليلاس
وأومأ فيليب برأسه وقال:
" كثيرة الأسرة الأنكليزية التي تقيم في سانتا مارتا".
وتنهدت جولي وقد أحسّت بالراحة , فقد حالفها الحظ في هذه المرة , ترى هل هذا كل ما سوف يسأل عنه؟ ولكن فيليب سألها عن بن أو بالأصح عن مخدومها ووظيفته.
وقرّرت أن تكذب عليه فقالت أنه كاتب , وبدا أن فيليب أقتنع بما تقوله بعد أن أجابت بسؤاله عن نوع ما يكتبه بقولها أنه يؤلف كتبا عن الأسفار فأكتفى بذلك وأخذ يتحدث عن المستشفى.
وسألته جولي عن الفتاة التي رأتها في العنبر الجانبي فقالت:
" من هي؟ أعني أنه شيء غريب أن أرى فتاة صغيرة في مستشفى للرجال ".
" أسمها تيريزا , وهي من أصل أيطالي , ومن سوء الحظ أن أبويها لا يهتمان بها , فهي تعاني من العرج نتيجة لتشوه في مفصل الفخذ يمكن تحسينه بالجراحة , أن والديها لا يملكان الموارد المالية لدفع تكاليف مثل هذه العملية حتى أذا أرادا ذلك وهو شيء غير مؤكد وقد شاهد رجل أعرفه تيريزا ونظرا لأنها تذكّره بالفقر المدقع الذي كان قاسى منه في يوم ما , فقد وافق على تحمل نفقات العملية الجراحية".
" هائل! والآن ماذا يحدث؟".
" أنها في أنتظار أجراء العملية لها , وقد أجرينا التحاليل والأشعة فالأمر يقتضي تنمية العظام في الفخذ الأيسر , ونحن نأمل أن تتحسن طريقة مشها تحسنا ملحوظا نتيجة للعملية , فأذا حالفها الحظ فلن يكون عرجها ملحوظا".
وقالت جولي وهي تكرر ما قالته من قبل:
" هائل!".
وأبتسم فيليب برقة وقال :
" حسنا , أستمتعت بغدائنا ؟".
وأومأت برأسها بحماس وبدا السرور على وجهه وقال :
" يجب أن نكرر ذلك قريبا ".
" أتمنى هذا".
ونسيت لثانية من هو غير أنها سرعان ما تذكّرت فقالت :
" يجب أن أذهب الآن ".
" نعم سوف أصطحبك ألى منزلك".
" كلا , أعني .... أفضّل ألا تفعل ذلك , شكرا....... فسوف أشتري بعض ما أحتاج أليه , ويمكنني أن أجد سيارة أجرة بسهولة , شكرا لك".
وتردّد فيليب قليلا , ولكنه وافق في نهاية الأمر على تركها , وأحست جولي بالراحة.

نيو فراولة 10-09-10 01:07 PM


وهال سامنتا ما سمعته من جولي عن الأحداث التي مرت بها , وقالت غاضبة:
" ماذا تقولين ؟فيا لها من حماقة دفعتك للعودة ألى المستشفى ؟ يا ألهي يا جولي , هل فقدت رشدك حتى توافقين على القيام بمثل هذا العمل !".
وضحكت جولي قليلا وقالت:
" سام! صدقيني عندما أقول أنني كنت أود المساعدة , أشعر بسعادة امرة عندما أقوم بعمل مفيد".
" يمكنك أن تقومي بعمل مفيد هنا".
" أعرف ولكنك لست في حاجة أليّ يا سامنتا , بينما هم يحتاجوم أليّ"
" حسنا , فقد أنتهت العملية الآن على الأقل".
وأرتبكت جولي وقالت بسرعة :
" قلت لهم أنني سأعود أعني في أي وقت فراغ , لأن هذا ينسيني ... الأشياء التي....... على فكرة , الطبيب أسمه فيليب كورتيز".
وحملقت سامنتا في وجهها وقالت:
" شقيق مانويل؟".
" لا أعرف , غير أنه يشبهه تماما , فأذا لم يكن قريبا له يحمل نفس الأسم , فهو شقيقه بالفعل".
وقالت سامنتا بشيء من السخرية :
" أن هذا هو السبب الحقيقي أذا , هل يشبه فيليب مانويل تماما؟".
" أن سلوكهما مختلف ولكن يوجد تشابه بينهما أيضا , أما في الشكل فهو أقصر قامة وأقل نحافة لكنه يشبهه بحيث يبدو من بعيد وكأنه مانويل نفسه ".
" جولي!".
وقالت جولي بأنفعال :
" كلا , أن الأمر لا صلة له بفيليب , فأنا أحب عملي , وأنا صادقة في قولي في كل حال أن عملي هنا كما تقولين , وقد لا أعود ألى المستشفى أبدا".
وقالت سامنتا معارضة:
" بل ستعودين ألى المستشفى يا عزيزتي , فنحن نريد سعادتك فقط , أنت تعلمين ذلك؟ ولكن أليس من الحماقة أن تعملي مع رجل تعترفين أنت نفسك بأنه يشبه مانويل ألى حد كبير؟".
" ربما ولكنه لا يعرف من أنا , ولن أذكر مانويل أبدا , أذا ما الضرر من ذهابي ألى المستشفى؟".
وهزت سامنتا كتفيها وقالت:
"أفعلي ما يروق لك يا حبيبتي , هيا بنا نعد الطعام , فبن يعود بعد قليل ألى المنزل , على فكرة من الأفضل ألا تذكري أسم فيليب لبن , فأنت تعرفين مدى أنفعاله وقد يبوح بالسر أذا علم لأنه لا يستطيع أن يكتم سرا , وأرجو ألا يربط بين المستشفى الذي تذهبين أليه وفيليب حيث أنه يعرفه الآن".
منتديات ليلاس
وعندما عاد بن كان منفعلا بعد قضاء كل اليوم في سايبروس ليك , ولم يهتم بالأستماع ألى الأحداث التي مرت بها جولي , وأخذ يصف المنزل لهم والبركة التي سمي المنزل بأسمها , فقال:
" المكان رائع , بيت من الطراز الأسباني , غرففه ضخمة وبه كل وسائل الراحة ,والأساس ليس من الطراز الحديث , وكثير منه من خشب الورد , وهو رائع , ومن الواضح أنه ثمين , توجد مقاعد كبيرة تتسع لثلاثة أشخاص ولوحات زيتية للرسامين غويا ورينوار , وهي بالطبع الرسومات الأصلية و فمانويل لا يمتلك سوى الأصل , والديكور رائع , ومانويل....... لقد طلب أليّ أن أناديه بأسمه , أنه جذاب جدا , وهو يعرف الكثير عن فن الرسم , ويبدو أنه رجل محترم , وهو بكل تأكيد يحسن أختيار القطع الفنية".
وقال وهو يصف بيلار :
" يا لها من فتاة جميلة!".
وأضاف بشيء من السخرية :
" سامنتا! ليتك كنت سمراء لعوبا!".
ورمته سامنتا بوساة وقالت :
" لماذا ! هل هي فتاة لعوب؟".
" يا ألهي , لا , فهي صغيرة جدا , ألى جانب أأن عدد أصدقائها من الذكور يفوق عدد صديقاتها , ولكنها ترتدي هذه الثياب القصيرة التي تناسبها , وهي جميلة بحيث لا بد وأن تسحر من يراها".
وضحك ثم قال:
"لقد ذهبت للسباحة بينما كنا في الشرفة نحتسي المشروبات بعد الغداء وكانت ترتدي زي بحر من قطعتين , غير أن مانويل تجاهلها , لعله يشعر أنها تحتاج ألى بعض الحرية أذ يقال أنها قاست الأمرين وهي تعيش مع أمها".
وقالت جولي وهي تتحدث للمرة الأولى:
" هل قال لك ذلك مانويل ؟".
" كلا..... في الواقع أن دولوريس أريفيرا هي التي قالته , ويبدو أنها تعمل مع مانويل وهي تقضي بضعة أيام عنده ".
وقالت جولي وقد هالها ما سمعته:
" أوه!".
وأستأنف بن حديثه بسرعة بشيء من الأرتباك:
" أن دولوريس أريفيرا تبدو جذابة .........جدا .......لست سوى رجل....... غير أنه يبدو لي أن علاقتهما ليست علاقة عاشقين".
وأرتعدت جولي وقالت وهي تكاد تختنق:
" الأمر لا يعنيني يا بن........".
وتساءلت لماذا, برغم أنها تدرك أنه ليس بالرجل الجدير بالحب والثقة فيما يتعلق بعلاقاته بالنساء , لماذا يرفض قلبها أن يعترف بهذا الواقع ببساطة؟

نيو فراولة 10-09-10 02:16 PM

9- طقس الحب الغائم

صادقت جولي الفتاة الأيطالية الصغيرة في المستشفى , لم تكن تريزا تحسن اللغة الأنكليزية , ألا أن جولي أستطاعت التفاهم معها , وأعتادت تناول طعام الغداء مع تريزا , وقد أكتسبت ثقة الفتاة فحدّثتها عن بيتها وأشقائها وشقيقاتها الذين يصغرونها سنا , وأحضرت جولي لها الصحف والفاكهة كما حرصت على زيارتها دائما فلولاها لما كانت لتريزا أية صلة بالعالم الخارجي.
وأصبحت جولي معروفة في العنبر الذي تحدثت فيه ألى فولنسكي , عندما حضرت ألى المستشفى لأول مرة و وعرفت أسماء بعض المرضى , كما عرفت أصاباتهم , وكانت تغض النظر عندما تراهم يلعبون الوراء من وراء ظهر الراهبات , وتقبل شكواهم وتخدمهم بروح طيبة.
وفي أحد الأيام وصلت جولي ألى المستشفى في وقت متأخر , لأنها تأخرت في النوم وأحست بصداع , بالأضافة ألى أن الأمور كانت تسير على نحو سيء في هذا اليوم , فقد أنقلب السطل في الممر , وأغلق باب الصيدلية على أصابعها , وبحلول وقت الغداء أحست بالأعياء , ورغبت في العودة ألى المنزل لتأوي ألى فراشها وتستريح.
وذهبت ألى المطبخ كما تفعل عادة بعد تقديم الغداء للعنبر لتأخذ الصينية لها ولتريزا وبدا شعرها مبللا بالعرق , فأزاحته خلف أذنيها , ووضعت يدها على جبينها .قال الطاهي وهو ينظر أليها بقلق :
" عودي ألى منزلك بعد تناول الغداء , فأنت مرهقة , ولو مرضت فلن تستطيعي تقديم المساعدة لأي أحد".
وأبتسمت جولي أبتسامة صغيرة وقالت:
" أنا بخير , ولكي سوف أعود بعد قليل ألى المنزل , أشعر بصداع فظيع".
منتديات ليلاس
تابع الطاهي بصوت رقيق:
" أذهبي ولا تعودي غدا أذا لم تشعري بتحسن , فليس هناك ما يضطر فتاة جميلة مثلك ألى أرهاق نفسها من أجل هؤلاء الوحوش الذين لا يحسون بأي أمتنان ".
وحملت جولي الصينية التي وضع عليها الطاهي طبقين من حساء اللحم وطبقين من فطيرة التفاح , وبدا الممر طويلا , وأحست بثقل قدميها , وتنفست الصعداء , عند وصولها ألى غرفة تريزا , ودفعت الباب بقدمها ودخلت الغرفة بخطى بطيئة .
ورأت رجلا واقفا ألى جوار سرير تريزا وقد مال نحوها وهو يتحدث أليها , وسمعت جولي تريزا تضحك كما لم تسمعها من قبل.
قالت جولي:
" فيليب.....".
وتمنت لو أتسع وقتها لتمشيط شعرها قبل الدخول , ثم سقطت الصينية من يديها فتبللت قدماها برذاذ الحشاء وقالت وهي لا تكاد تصدق ما تراه .
" مانويل !".
" جولي!".
وحدّق مانويل في وجهها لحظة , ثم جلس القرفصاء بجوارها وهو يمسح السائل من على قدميها اللتيت كانتا ضعيفتين بحيث لا تشعر بالألم .
وقال مانويل ساخطا :
" لماذا يسخرك فيليب لهذا العمل القاسي؟".
وركل الصينية بقدمه , وأمسك بكتفيها وأخذ يهزها بعنف وقال :
" هل أنت بخير ؟ هل أحترقت ؟".
تخلصت من قبضته ومالت ألى الأرض , وأخذت تجمع الأطباق الكسورة بأصابع ترتجف , غير أن مانويل أرغمها على الوقوف وقال بغضب وبلهجة آمرة:
" أتركيه!".
ثم هز رأسه وقال :
" لم أصدق عندما أخبرني فيليب أن فتاة تدعى جولي كيندي تعمل في المستشفى , لم أصدق أنها أنت".
" حسنا .......حسنا , أرجو ألا يساورك وهم كاذب بأنني أتعقبك".
وأحنى مانويل كتفيه وقال:
" لم أقل ذلك أطلاقا.....".
" ولكن كلامك عنى ذلك".
وأدار وجهه وأدرك أن تريزا تنظر أليهما بأهتمام وقال:
" لم أقل شيئا يفهم من هذا , يا ألهي لماذا جئت ألى هنا؟ لا أقصد الساحل الغربي بل هنا في مستشفى فيليب , أنك لا تتقاضين أجرا أليس كذلك؟".
" كلا , ولكنني أجد لذة في عملي".
" غير معقول! في كل حال ,فلنذهب ألى أخير حتى يعطيك شيئا لأنك تبدين منهكة القوى".
وألتفت ألى تيريزا وقال وقد تغير صوته تغييرا ملحوظا :
" سوف أزورك مرة أخرى أيتها الصغيرة".
وقالت جولي وهي لا تدري كيف تصرف:
" وهذه الأشياء التي سقطت على الأرض؟".
" سوف ينظف البلاط شخص أخر , أما أنت فلن تفعلي ذلك".
كانت جولي متعبة فلم ناقشه , بل سارت خلفه بخطى بطيئة , بينما سار هو بخطوات واسعة في الممر , وأتجه ألى مكتب الأخت موران وبدا واضحا أنه يعرف المكان , وتساءلت ترى هل يزور تيريزا كثيرا ؟ وهل هو الرجل الذي أشار أليه فيليب؟ كلا ! هذا لا يتفق وفكرتها عن مانويل كورتيز , فسلوكه معها في العنبر عندما أرغمها على الوقوف هو ما ألفته منه وعلامة العنف التي تختفي وتظهر هي من سماته.

نيو فراولة 10-09-10 07:24 PM

ونظر مانويل ألى الخلف عند أقترابهما من المكتب وقال:
" هيا يا جولي , أرجو أن يكون عند فيليبل ما يساعدك على أستعادة نشاطك , فأنك في حاجة أليه , تبدين منهكة".
وكادت جولي تقول له أن وجهها شحب من هول مفاجأة رؤيته , فقد أثار كل أحاسيسها القديمة , كما أنها لم تنسى أن دولوريس أريفيرا تقيم معه , ومن المحتمل أن يكون قد أصطحبها ألى المستشفى , وتمنت ألا يكون الأمر كذلك .
ودهش فيليب عندما رأى أخاه , كما أدهشه أكثر أن يسمعه ينادي جولي بأسمها , ولم تحاول جولي توضيح الأمر له , لشعورها بأعياء شديد , وتفهمت الأخت موران الموقف تماما عندما قص عليها مانويل ما حدث , فخرجت على الفور لتشرف على تنظيف الأرض , وتقديم وجبة غداء أخرى لتريزا , وتركت جولي في صحبة الرجلين.
وقدّم فيليب كأسا كبيرة من العصير شربت جولي جزءا منها ثم دخنت سيكارة قدمها أليها مانويل , وبدأت تحس أنها في حالة طبيعية.
نظر فيليب ألى أخيه وهو يفكر ثم قال :
" أرى أنك تعرف جولي , لم تقل لي هذا عندما ذكرت أسمها بالأمس".
منتديات ليلاس
ردّ مانويل وهو يذرع الغرفة جيئة وذهابا :
" لم أكن أعرف أنها جولي التي أعرفها , هل يهم هذا؟".
وهز فيليب كتفيه وقال:
" هذا يتوقف على جولي , هل كنت تعرفين أن مانويل شقيقي عندما بدأت العمل هنا؟".
قالت جولي الصدق بشيء من الضيق:
" كلا! لم أكن أعرف حتى بوجودك أنت أليس كذلك؟".
وأبتسم فيليب وقال :
" بالطبع لا".
وواصلت كلامها بحزم :
" ثم أنني لا أكاد أعرف مانويل , فلم نتقابل سوى مرتين في لندن , وأستطيع القول أن معرفتي بك أكبر من معرفتي بأخيك".
أومأ فيليب برأسه وقال:
" فهمت".
غير أن مانويل توقف عن السير فجأة وحملق فيها وقال:
" هل أنتهيت من هذا؟".
وأشار برأسه ألى الكأس التي أمسكت بها بيديها :
" شربت كل ما أريد أن أشربه , لماذا؟".
نظر مانويل ألى ساعة يده وقال:
" الساعة الثانية عشرة والنصف هيا فسوف تغادرين المكان معي".
ردّت جولي بشيء من التردد:
" لا أعتقد ذلك!".
" بل أنني على يقين من ذلك".
نظر مانويل ألى فيليب وكأنه يتحداه وقال:
" أن هذا لا يزعجك يا فيليب أليس كذلك؟ أعتقد أنها متعبة".
ونظر ألى ساعة يده من جديد وقال:
"سوف أوصلها ألى منزلها".
وبدا التردد على فيليب , ونظرت أليه جولي بتوسل وقالت:
" فيليب! أنا بخير لا تطلب مني أن أنصرف!".
وقال فيليب وهو يفكر فيما يقوله:
" فيما يتعلق باليوم , أعتقد أنه من الأفضل أن تنصرفي , فأنك مرهقة , ويبدو أنك قد أنفعلت كثيرا نتيجة لسقوط الصينية من يديك".
أرادت جولي أن تقول له أن سقوط الصينية من يديها لا صلة له بهذا الأضطراب العاطفي , بل أنها لا تكاد تحس بالأحتراق من السائل الساخن ولكنها فضّلت الصمت.
وألتوى فم مانويل بشراسة وقال:
" هيا بنا لنذهب".
ونظر أليها برهة قبل أن يدير المحرك , فأحست أن ثيابها غير مناسبة , فقد أرتدت بنطلونا أزرق وقميصا أبيض بدون أكمام وسترة وضعتها على كتفيها , أما شعرها الذي أزاحته ألى الخلف فقد تساقطت خصلات منه على وجهها.
قاد السيارة على طريق مرتفع ألى خارج المدينة ثم ألى الجنوب في أتجاه منزل بن وسار في منطقة لم ترها جولي من قبل , ونظرا لأضطرابها لم تستمتع بالمناظر الخلابة , كما أنها لم تستمع ألى خرير الماء وهو يسقط من الشلالات أسفل الطريق.
وأوقف مانويل السيارة أمام مطعم وألتفت ألى جولي وقال :
"سوف نتناول الغداء هنا , هل أنت جائعة؟".
ردّت جولي بصوت جاف بدون أن تلتفت ألى مانويل.
" لا أتذكر أنك سألتني أذا كنت أرغب في تناول الغداء معك؟".
وقال مانويل بغضب:
" لا تثيريني , أخرجي من السيارة.........".

نيو فراولة 10-09-10 07:32 PM


وعلى الغداء قدم أليها مانويل سيكارة وقال :
" تناولنا الغداء معا ولم يكن ذلك فظيعا , أليس كذلك؟".
أبتسمت جولي وأجابت:
" أرجو ألا يتعرف عليك أحد فأن شكلي فظيع , وأشعر أنني أكلت حصانا ".
" يروق لي رؤية الناس يستمتعوم بالأكل , أن هذا أمر هام".
وأخذ نفسا من سيكارته وتابع:
" حسنا , ما رأيك في هذه البلاد؟".
" أنها رائعة , أشعر أنني في بلدي , الناس ودودون جدا".
وقال مانويل بجمود:
" لا سيما فيليب!".
وهزّت جولي كتفيها وقالت وهي تدافع عن نفسها:
" فيليب يعجبني , وأعتقد أنني أنا أيضا أعجبه".
وقال مانويل ببرود:
" أنا واثق من ذلك ! هل ترغبين في مزيد من القهوة , هيا بنا أذا؟".
ودخلت ألى السيارة التي بدت مقاعدها مريحة وكأنها سرير من الريش وأسترخت وهي ناعسة ,وأحست بالراحة ولم تهتم بالمكان الذي يذهبان أليه , وتوقعت أن يسألها مانويل عن عنوان مسكنها , غير أنه لم يفعل , بل أدار السيارة وأتجه بها ألى الساحل من جديد.
أخذها ألى شاطىء هادىء لم يكن به سوى رجل وأمرأته مع عدد من الأطفال يلعبون على حافة البحر , وكان الجو في ظهر هذا اليوم بديعا , فأخرج بعض المناشف من حقيبة السيارة قبل أن يقول :
" هل ترغبين في قضاء بعض الوقت على الشاطىء؟".
منتديات ليلاس
ونظرت أليه جولي وقالت:
" هل ترغب أنت في ذلك؟".
أومأ مانويل برأسه وقال :
" نعم , المكان هاديء هيا".
وأفترشا المناشف على الرمال , وخلع مانويل سترته ثم قميصه بدون حرج فكشف عن بشرته السمراء وأخرج نظارات شمس من جيب سترته ورقد بكسل على الأرض وقال وقد أحس بتوتر أعصابها :
" أسترخي".


الساعة الآن 04:44 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية