منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   69 – يدان ترتجفان - كاي ثورب – روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t147998.html)

نيو فراولة 01-09-10 11:30 PM

10- الوقت يشفي الجراح:

" صباح اليوم التالي غادر جيرارد القصر باكرا من دون أن يتناول طعام الفطور , بانيت , الذي رآه يخرج لم يعرف موعد عودته ,غيابه خيم صمتا على الفطور الذي شارك فيه برانت ونورا وفانيسا .
بعد الفطور قالت نورا لفانيسا على أنفراد:
" أنا أعتذر لما قلته لك الليلة الماضية , كان يجب أن أعلم أنك لست من النوع الذي يدخل طرفا في عمل صبياني , أرجو أن تنسي ما حدث".
فانيسا تجاوبت طبعا , لم يكن في طبعها حمل أي ضغينة , أبتسمت للمرأة وبلباقة غيرت الموضوع وقالت:
" السيدة ويلاسي حجزتني لأجتماع الجمعية النسائية الثلاثاءالمقبل ,أرجو أن لا أظهر في مظهر الجاهلة".
" أنت شاطرة جدا يا فانيسا وأنا واثقة من قدرتك على التصرف".
وأفترقت المرأتان , ذهبت نورا الى غرفة المكتبة , وفانيسا الى غرفة المكتب , نقرت على الباب بتردد , تعلم أن برانت في الداخل , كان صامتا خلال الفطور وتساءلت أن كان ما يزال غاضبا منها , مجرد الفكرة أن يكون رآها وجيرارد يقبلها جعلها تشعر بالذنب على رغم براءتها.
" أدخلي".
منتديات ليلاس
قال لها , فشعرت بأنقباض في قلبها , كان جالسا الى المكتب يقرأ بعض الرسائل التي وضعتها له على مكتبه في اليوم الفائت.
سألته:
" هل تريد أن نعمل معا هذا الصباح؟".
فكر قليلا من دون كثير أهتمام وقال:
" نستطيع أن نصنّف المتحف الطويل في الطبقة الثانية , أقترح أن أغير الترتيب قليلا".
أذن لن يذكر ما حصل بالأمس , فكرت بأرتياح وأقفلت الباب وجلست الى مكتبها .
قالت:
" سأحضر بعض الأوراق ولائحة اللوحات".
تعجب برانت وقال:
"لم أكن أعلم أن ثمة لائحة باللوحات ".
" أعددت واحدة الأسبوع الماضي , أذ أنك قلت مرة أنك تفكر بأجراء بعض التعديلات".
" ألا يغيب عن بالك شيء؟".
ثم أضاف بنبرة جديدة:
"هل تفهرسين الناس حسب أصنافهم ومن ثم تنظرين اليهم على أساس هذه الفهرسة؟".
أجابت ببطء:
" لا أظن أنني أفهم".
" كيف لا تفهمين؟".
وأضاف ساخرا:
" خذي مثلا ليلة أمس , في لحظة كنت تلعبين دور المهرج مع جيرارد , وفي لحظة ثانية كنت تنظرين الى ديفيد وكأنه الرجل الفريد في العالم وتجعلينه يصدق ذلك , أخبريني ,هل يرضي غرورك أن يكون الرجال تحت أقدامك؟".
لم تصدق ما تسمع , فقالت بنبرة منخفضة :
" أنت تقول كلاما غير واقعي , ديفيد كان يخبرني عن رحلته الى أميركا".
" كل ذلك الوقت؟".
" لم أجد أحدا يتحدث اليه".
شعرت بأبتسامته الساخرة فقالت منزعجة:
" ماذا كنت تريدني أن أفعل , أن أـركه جالسا وحده؟".
" كان ذلك أفضل من أن أسمع ملاحظة من أمرأة مثل براندا رامسدان تعلق بأن عندي سكرتيرة تطمح للمستقبل ".
" آه , فهمت الآن , أذن لا يفيد أن نكرت بأنني ما كنت أبحث عن عريس غني".
" أذا كنت كذلك , فأظنك تضيعين وقتك مع ديفيد , فهو يحتاج الى بعض الوقت قبل أن يتمكن من أعتبار نفسه قادرا على الأستقرار , الأشخاص الذين مثل ديفيد يبدأون حياتهم من أسفل السلم ويحتاجون الى وقت طويل قبل أن يصلوا الى ما يصبون اليه في كل حال أنا لا أظن أنك كنت مهتمة بديفيد بل كنت تستعملينه لتثيري جيرارد , أم أنك تنكرين ذلك أيضا؟".
وضعت فانيسا الأوراق جانبا , وفوجئت أن يديها لا ترتجفان , شعرت أنها غريبة عن الكلام الذي يقوله برانت وكأن الموضوع يتناول أمرأة غيرها , وأذ به يقول لها :
" نعم , ماذا تقولين في ذلك؟".
أجابت ببرود:
" هل ينفع نكران ؟ يبدو أنك جعلت كل الأشياء مفهرسة سلفا وجاهزة للقطع".
" أذن أستطيع القول أن جيرارد أضاف جمجمة جديدة وعلقها على خاصرته , هذا هو كل ما تعني له العلاقة مع أمرأة , أنه ليس مغرما بك مستقبلا".

نيو فراولة 01-09-10 11:31 PM

وفكرت فانيسا كم هو بعيد عن الحقيقة وكم هو مخدوع بالظواهر ,ووجدت نفسها تقول:
" حسنا , أنا أعرف ذلك , ألست أنت الذي قلت مرة أن الحب يمكن أن يسبب ألما بقدر ما يسبب سعادة؟".
وغادرت الغرفة بهدوء وصمت.
مر قبل الظهر , وجاء الغداء مزعجا لفانيسا , برانت كان صامتا طيلة الوقت , ونورا أختارت أن تجاهل الأجواء المتوترة , وفضّلت أن تتحدث في مواضيع جانبية .
بعد الظهر تنزهت فانيسا في الحديقة مع الكلب توبر وعادت في موعد الشاي ,وجدت نورا وحدها في غرفة المكتبة ,بادرتها:
"برانت ذهب الى المدينة , يبدو أننا سنمضي الأمسية وحدنا".
صباح الأحد , تناول برانت فطوره باكرا وأنزوى في غرفة المكتب , لم تسأل فانيسا أن كان يريدها للعمل , فكرت أنه أذا كان يريدها يستطيع أن يأتي اليها ويخبرها , أمضت الصباح مع نورا في المكتبة تساعدها في لف خيطان الصوف.
بعد الغداء أرتدت ثياب ركوب الخيل وتوجهت نحو الأسطبل . جورج حياها قائلا:
أعتقدت أنك هجرتنا , نهاية أسبوعين مرا ولم تأتي في جولتك الصباحية".
أعد لها الحصان وقال:
" لا أظن أنك كنت تتجنبين المعلم في جولة على الحصان , أليس كذلك؟".
أجابت :
" فكرت أنه يفضل أن يتجول وحده".
" الأراضي هنا واسعة جدا , وأنت تعرفين ذلك".
وصعدت فانيسا بلباقة على دايس , وقبل أن تستعد للأنطلاق دخل برانت بثياب الفروسية.
قال :
" لا بأس يا جورج , أنا سأعد حصاني , لست مستعجلا ".
تجولت فانيسا وحدها في الحقول , تاركة دايس تختار طريقها وترعى الأعشاب بهدوء , فكرت أن الحياة في رالينغز أصبحت كابوسا , وهي لا تستطيع أن تمضي خمسة أشهر أخرى تحاول تحاول خلالها عبثا أن تخفي حبا قويا نحو برانت , وكذلك لا تستطيع أحتمال فكرة أن برانت يظن خطأ أنها مغرمة بجيرارد , يجب أن ترحل , وفي أقرب وقت ممكن , صحيح أن هناك عقدا بالعمل , ولكنها باتت تعرف برانت جيدا فهو لن يجبرها على تنفيذ القانون أن حسمت له رغبتها في الرحيل , وقررت أن تخبره قرارها خلال الأسبوع الجاري.
عاد سيد رالينغز الى البيت في السادسة والنصف وصعد فورا الى الطبقة الثانية.
وبعد نصف ساعة تقريبا رأته فانيسا , من شق باب المكتبة حيث كانت تقرأ كتابا , ينزل السلالم في ثياب السهرة , راقبته يقف قليلا ويشعل سيكارة ويظهر وجهه الأسمر منيرا , يعيد الولاعة الى جيبه وينظر مباشرة نحو فانيسا , أمتلكها شعور أن الرجل كان يعرف بوجودها هناك وبمراقبتها له , تحرك برانت من الخارج نحو باب المكتبة وسألها:
" هل رأيت عمتي؟".
" لم أرها بعد موعد الشاي , أليست في غرفتها؟".
" لو كانت في غرفتها ما كنت سألت , لا بأس , أرجو أن تخبريها أنني ذهبت عند عائلة ماكستد".
وأضاف بسرعة :
" ليلة سعيدة".
وخرج.
نحو الثامنة , عندما دق ناقوس موعد العشاء , لم تظهر نورا في غرفة المكتبة ولا في غرفة الجلوس ولا في غرفة الطعام , جلست فانيسا وحدها الى طاولة الطعام وهي تستغرب تخلف نورا , أنها دقيقة جدا في مواعيدها ولا تتخلف من دون أعلام مسبق.
سألها باكستر أن كانت ترغب في تناول العشاء , أجابت:
" ننتظر السيدة ترنر".
وبعد عشر دقائق نظرت الى باكستر , فوجدته يشاركها قلقها , قال:
"هل تظنين أنه من المناسب أن يذهب أحد منا الى غرفتها ويرى أن كان شيئا سيئا حصل؟ ليس من عادات السيدة ترنر التأخر".
قامت فانيسا قائلة:
"سأذهب بنفسي اليها , ربما تكون مريضة".
ولكن نورا لم تكن في غرفتها , عادت فانيسا أدراجها وهي قلقة من ما يمكن أن يكون حصل , أن نورا يمكن أن تخرج في زيارة طبعا وتتناول العشاء مع أصدقاء , ولكنها تخبر عن تحركاها , على الأقل تتصل هاتفيا , أنها من النوع الذي الذي يتشدد جدا في هذه المسائل وتطلب من كل أفراد الأسرة الألتزام بهذه العادة , ولكنها اليوم لم تقل شيئا , تذكرت فانيسا أن نورا ذكرت شيئا عن كونها متعبة وتحتاج الى راحة , ولكن السرير في غرفتها لم يكن مستعملا منذ الصباح.

نيو فراولة 01-09-10 11:32 PM

تناولت فانيسا العشاء وحدها و قال باكستر بقلق:
" لا أستطيع أن أفهم , ليس من عاداتها الخروج من دون أن تخبر أحدا , أذكر أنها مرة علقت بالثلج في سيارتها ولم تستطع أن تعود ,مشت ثلاثة أميال لتجد كشك هاتف وتتصل بنا وتخبرنا عن سبب تأخرها ,لا بد أن شيئا سيئا حصل , أنا متأكد من ذلك".
هبت فانيسا من مقعدها قائلة:
" سوف أتصل السيد مالوري".
وجدت رقم عائلة ماكستد في الدليل , أتصلت به , وجاء الجواب :
" السيد مالوري ما يزال يتناول طعام العشاء , هل أستطيع أن أنقل اليه رسالة شفهية ؟".
ترددت فانيسا قليلا , ثم قالت:
"بل أريد التحدث معه شخصيا".
" من نقول له؟".
" فانيسا , سكرتيرته".
مر بعض الوقت قبل أن تسمع صوت برانت على الهاتف:
"فانيسا , ماذا هنالك؟".
شعرت بأهتمامه , ربما يكون فكر أن أمرا معقدا حصل , ماذا تقول له ؟ أن عمته , الأمرأة الناضجة الذكية , لم تعد الى البيت بعد , والساعة لا تتجاوز التاسعة؟".
لاحظ صمتها فقال :
" فانيسا , هل أنت بخير؟".
" نعم ".
وعرضت له الوضع كما هو , وبعد صمت قليل قال:
" هل ذهبت الى المرآب لتتفقدي سيارتها ؟".
شعرت فانيسا أنها بلهاء لأنها لم تفعل ذلك , أعترفت:
" كلا ,لم أفكر بالأمر , طبعا ذلك العمل منطقي وكان يجب أن أقوم به أولا".
وسألها:
" ماذا عن الخدم ؟ هل كلهم لا يعرفون أين هي؟".
منتديات ليلاس
مرة ثانية شعرت فانيسا أنها تسرعت بالأتصال به من قبل أن تسأل كل الخدم والعاملين في القصر , ولكنها قالت:
" لم أستجوبهم بعد , باكستر قال أن أحدا لم يبلغه أن السيدة ترنر لن تكون على العشاء , وأنا توقعت أن تخبره أيمي لو كانت تعلم بالأمر".
توقفت قليلا ثم أضافت:
" برانت , أنا أعتذر أن كنت جعلتك تقلق من دون مبرر , كان يجب أن أقوم أولا بكل الأشياء التي قلت عنها؟".
وفوجئت به يقول:
" أنا مسرور لأنك أتصلت بي يا فانيسا و أن تصرف نورا ليس طبيعيا , سأكون في البيت خلال خمس عشرة دقيقة".
ألتقته فانيسا على الباب لتخبره أن سيارة نورا ليست في المرآب وأن أحدا من الخدم لم يرها بعد تناول الشاي , وأن فانيسا كانت صعدت الى الطبقة الثانية بعد موعد الشاي ولم تر نورا منذ ذلك الوقت.
لم يضيع برانت وقته في مراجعة ما قامت به فانيسا , بل أخذها من يدها الى غرفة المكتبة وأصر أن تجلس , قائلا بهدوء:
" الآن , أخبريني , قلت أنك آخر من رآها في موعد الشاي , فكري جيدا , هل قالت أي شيء يمكن أن ينيرنا ؟".
" فكرت بالموضوع كثيرا , كلا يا برانت ,لا أتذكر أي شيء يفيد عن وجودها , قالت أنها متعبة وأنها تحتاج الى راحة , ولكن هذا كل شيء , أنا تقريبا متأكدة من ذلك".
" ماذا تقصدين بكلمة تقريبا؟".
" في الحقيقة أنا لم أكن أنصت اليها , كنت مشتتة الفكر , تعرف كيف أحيانا يتحدث شخص وأنت تستمع اليه وأحيانا تتجاوب معه , ولكن في وقت لاحق لا تستطيع أن تضع صورة حقيقية للمناقشة التي دارت".
قالت ذلك من دون أن ترفع رأسها نحوه , أجاب :
" نعم , أعرف ماذا يعني ذلك".
وأضاف:
" عندما قالت أنها تحتاج الى أن ترتاح هل أضافت شيئا ؟".
" هل يمكن أن يكون مكانا للراحة غير غرفتها؟".
بدا برانت يفكر ثم يقول:
" يمكن أن تكون ذهبت الى.........كلا , لا أظن أنها ستذهب الى هناك , أنها لم تذهب الى البيت الزجاجي منذ وقت طويل".

نيو فراولة 01-09-10 11:33 PM

البيت الزجاجي ؟ أنه بيت صغير من زجاج يطل على مناظر خلابة , تذكرت فانيسا أن نورا تمتمت شيئا عن الجانب الآخر من البحيرة , قالت:
" أنها كانت تقول أن منظرا جميلا للقصر في الجهة الأخرى من البحيرة في مثل هذا الوقت من السنة؟".
ووجدت فانيسا نفسها تقفز وتقول بأصرار:
" أنها هناك , بالطبع أنها هناك".
لم يعارضها برانت , بل قال :
" أن المشي الى هناك بعيد سنذهب في السيارة ونستعمل الممر الفرعي الذي ينتهي في الغابة حيث البيت الزجاجي ".
فرحت فانيسا لأنه لم يستثن ذهابها معه , وخلال لحظات كانا في السيارة ,في الممر الفرعي المليء بالحجارة الصغيرة , بدا أن برانت لا يكترث بالأضرار التي يمكن أن تحدث للسيارة .
بعد نحو ست دقائق أوقف برانت السيارة بين أشجار كثيفة , ونزل من السيارة قائلا :
" أبقي هنا , أن الليلة باردة جدا , وأنت لم تحضري معطفا ".
ومع أن لهجته كانت آمرة ألا أنها تجاهلت لأول مرة أوامره ونزلت من السيارة قائلة:
" سآتي معك , الثوب الذي أرتديه يرد البرد كفاية".
وأشعل برانت بطارية ضوء وسارا معا في الغابة , سمعا صوت أستغاثة :
" أنها نورا".
قال برانت بتأكيد وأرتياح :
" أسرعي , المكان ليس بعيدا ".
البيت الزجاجي من جهة التلة الكثيفة بالأشجار , يطل على القصر من خلف البحيرة , وظهرت نورا على أحدى سلالم البيت ترتجف من البرد والألم.
منتديات ليلاس
" شكرا لله! ظننت أنني سأمضي الليلة هنا ,وقعت عن السلالم ,أظن أنني كسرت عظمة الرسغ".
خلع برانت سترته وأحاط بها عمته , وتفحص رجلها .
تمتمت نورا :
" أذن تذكرت ما قلت يا فانيسا , كان ذلك أملي الوحيد الذي أنتظرته , أن يخطر ببالك أنني قد أكون في البيت الزجاجي ".
أبتسمت فانيسا وقالت بأرتياح :
" ما كنت سأعرف ذلك لو لم يذكر الموضوع برانت أولا".
وضع برانت ربطة عنقه حول الرسغ وقال :
" الآن أرجو أن يساعدك ذلك حتى الوصول الى البيت , أنا لا أعتقد أن الرسغ مكسور , ربما ألتواء بسيط".
فقالت نورا متألمة:
" بسيط؟ لو كنت مكاني لما تجرأت على أستعمال هذه الكلمة ".
في البيت ألتقتهم أيمي على الباب بوجه قلق :
" شكرا لله , وجدتماها!".
وفيما برانت يحمل عمته على السلالم راحت أيمي تقول:
" آه يا سيدة ترنر , قلقنا جدا عليك , أنت مصابة بأذى أيضا؟".
ردت نورا :
" توقفي عن ذلك يا أيمي , وأعدي لنا الشاي".
وأضافت ناظرة صوب فانيسا التي توقفت في القاعة .
" تعالي معنا الى الغرفة يا فانيسا ".
وأخيرا في غرفتها الدافئة أستراحت نورا في السرير , وأتصل برانت بالطبيب ثم قال :
" سيكون هنا بعد قليل".
ونظر الى فانيسا مبتسما بدفء جعل قلبها يخفق في شدة , ثم قال لعمته:
" هل تشعرين بتحسن الآن؟".
" سأشعر بتحسن عندما يصبح الشاي في داخلي , أنا في الحقيقة جائعة جدا ".
فقال برانت :
" أيمي تحضر كل شيء بلا شك".
وأضاف:
" فانيسا فهمت منك أنك متعبة , ما الذي جعلك تسيرين كل هذه المسافة؟".
" هل قلت أنني متعبة؟ ربما كنت أترجم أفكاري عليا ".
وأعادت ظهرها الى الوراء مستندة الى الأرائك وقالت:
" لم يكن تعبا جسديا , فقط شعرت أنه كفاني ما عانيت من مرارة الماضي , هل تفهم يا برانت؟".
" نعم , أفهم".
قال ببساطة وحنان.
وبعد طرق على الباب دخلت أيمي بطبق مليء بالطعام والشاي ,وبعد قليل وصل الطبيب ووجد في الرسغ ألتواء قاسيا , ونصحها أن لا تتحرك م سريرها لبضعة أيام.
دعا برانت الطبيب لتناول الشاي في غرفة الجلوس , وغادرت فانيسا غرفة نورا تاركة أيمي تساعد معلمتها في تغيير ثيابها .
بعد قليل نزلت فانيسا الى تحت ,وألتقت ببرانت يودع الطبيب على الباب , ثم يستدير نحوها ويقول:
" أهلا بك , ظننت أنك ستذهبين فورا الى سريرك , كانت ليلة متعبة أليس كذلك؟".
قالت:
"نزلت آخذ حقيبة يدي , نسيتها في غرفة المكتبة".

نيو فراولة 01-09-10 11:34 PM

قال :
" خذيها فيما بعد, تعالي الآن , أنني أحب أن أتحدث معك في غرفة المكتب ".
توبر كان في وضعه المفضل أمام المدفأة , جلست فانيسا على المقعد الكبير وأنحنت تداعب أذني الكلب.
" هل تعلم أننا نسينا شيئا مهما خلال بحثنا عن حل لمشكلة أيجاد عمتك ؟كان يمكن لتوبر أن يقتفي أثرها ".
" أشك في ذلك , أن توبر كلب حراسة عادي , عندما يصبح الأمر أقتفاء آثار , أعتقد أنت وأنا نقوم بعمل أفضل".
ناولها فنجان شاي من أبريق قريب وتناول واحدا هو كذلك .
ثم قال:
" أظن أنك تتساءلين كيفأتتني فكرة البيت الزجاجي مع أن نورا لم تذهب الى هناك منذ زمن بعيد".
فانيسا كانت تساءلت في ذاتها عن سر البيت الزجاجي وكلام نورا عن مرارة الماضي ولم تفهم , قالت:
" ربما تكون شعرت برغبة شديدة في رؤية المناظر الطبيعية".
" كلا , الأمر أكثر من ذلك , في البيت الزجاجي ألتقت أول مرة بغراهام ترنر , وهناك كانت تلتقيه في أستمرار بعدما أمرها والدها أن تمتنع عن رؤيته , أحبت المكان منذ كانت طفلة , وهي عندما عادت الى القصر وسكنت هنا منذ ست سنوات , لم تذهب الى البيت الزجاجي مخافة أن تستعيد آلامها".
كان يقول هذا الكلا م وهو يتوقع سلفا أن فانيسا تعرف كل قصة نورا وزواجها الفاشل , مشلا قليلا في الغرفة صامتا ثم توقف أمام المدفأة محدقا في صورة والدته , ثم قال:
" المرارة تدمر الذات ولا يمكن أن يتعايش معها الأنسان , أنا سعيد لأنها أخيرا تغلبت على هذا الشعور".
لماذا يخبرها ذلك؟ تساءلت فانيسا من دون أن تقدر على نزع عينيها من الوجه الذي ستذكر خطوطه ما حييت .
" الوقت يشفي كل الجراح ".
قالت وهي تفكر بجرحها وأضافت:
" ولكن البعض يحتاج الى وقت أطول من غيرهم , هذا كل شيء ".
أدار وجهه نحوها , شعرت في عينيه تلك الميزة على أختراق الأفكار من دون أن يقدر أحد على أختراق أفكاره ,بدأ يتكلم :
" فانيسا , أود أن ........".
منتديات ليلاس
ولكن توقف عند ضجيج باب يقفل في الخارج , ووقع أقدام وصفير :
قالت فانيسا:
" أنه جيرارد".
هز رأسه , هو أيضا أدرك أنه جيرارد , أنهى فنجان الشاي بين يديه ثم قال :
" شكرا لك يا فانيسا على كل شيء فعلته الليلة , لو ترددت وتأخرت في الأتصال بي لكانت نورا تعاني أكثر من األألم ".
نظر الى ساعته وتابع:
" لن أبقيك أكثر , أن الساعة تجاوزت الحادية عشرة".
على الباب توقفت فانيسا وألتفتت الى الرجل الواقف أمام المدفأة وتوبر على قدميه , قالت:
" ليلة سعيدة ".
لاحظت الأرتياح على وجهه عندما أجاب:
" ليلة سعيدة لك أيضا".
وهي تسير الى غرفتها لم تلاحظ جيرارد في أي مكان , فكرت أنه ربما توجه مباشرة الى سريره , لم تتوقع أن يرجع الى البيت بعد الكلمات النابية التي توقعت أن يكون تبادلها مع برانت.
بلغت فانيسا غرفتها وفتحت الباب وأذ بجيرارد في الداخل يستقبلها واقفا:
" وماذا تفعل هنا؟".قالت بأنفعال.
أبتسم جيرارد :
" هل بدأ رأي أهلي يؤثر فيك ؟ فكرت أنك الشخص الوحيد الذي أستطيع أن أعتمد عليه ,ولا يخشى من سمعتي".
قالت:
" أنها سمعتي التي كنت أفكر فيها".
وأضافت:
" كل ما آمله أن لا يكون رآك أحد تدخل غرفتي في مثل هذا الوقت من الليل".
" أعتذر أن أزعجتك يا عزيزتي , لم أفكر في ذلك , أردت فقط أن أتكلم معك في موضوع".
" ألم تستطع ألأنتظار حتى الصباح ".
" ليس من وقت في الصباح للتحدث معك على أنفراد , فأنت دائما مأخوذة".
رأت في وجهه جدية وكآبة , صمتت , فقال:
" هل تريدين مني أن أذهب ؟".
كانت تفضل لو لم يأت , ولكن لم تستطع أن تقول له ذلك , أبتسمت بتردد وقالت:
" الآن بما أنك هنا تستطيع أن تقول ما في داخلك".


الساعة الآن 08:07 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية