منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   69 – يدان ترتجفان - كاي ثورب – روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t147998.html)

نيو فراولة 01-09-10 07:15 PM

69 – يدان ترتجفان - كاي ثورب – روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
69 – يدان ترتجفان- كاي ثورب – روايات عبير القديمة

الملخص
الحب لا يهتم بالوقت أو المكان .....يحضر عندما لا نتوقعه , والحب لا يمكن أن يسبب ألما بقدر ما يسبب سعادة........ هناك من يفقد صوابه ...... وهناك من يحلق في الأحلام , ويطير على أجنحة الحب , وينسلخ عن الماديات , وهناك من يتشتت ذهنه , فهل نستطيع أن نطلق كلمة ( طيش) على الحب؟
فانيسا أختارت الماضي , وحلقت في عالم التحف القديمة , ونسيت الحاضر وجماله ومتعه ........لكن فجأة بدأ ذهنها يتشتت , ويداها ترتجفان ......... ولم تدرك مشاعرها الا حين مزق قلبها بخفقاته الضلوع , لكن , هناك مويا الجميلة المدللة , والتي تستطيع أن تجعل برانت القاسي يضحك من أعماق قلبه , فأين فانيسا من عالم برانت , وهو رب العمل الذي ربطها بعقد غير قابل للفسخ........
منتديات ليلاس
وكيف تستطيع دفن مشاعرها بين التحف واللوحات والقصر البارد الكبير!
هل تخبر برانت بخداع مويا وبأنها تحب شابا آخر وتخرج معه........ أم تهرب وليحصل لهم ما يحصل!

نيو فراولة 01-09-10 07:22 PM

1- خطوة في المجهول
" السيد مالوري مشغول هذه اللحظة , وسيتصل بنا حالما يكون جاهزا , بأنتظار ذلك أرجو يا آنستي أن تتفضلي بالجلوس".
هذا ما قاله موظف الأستقبال.
شكرته فانيسا وسارت ببطء في القاعة المفروشة بالسجاد نحو المقعد حيث أشار الموظف , شعرت بتوتر وتمنت أن لا تنتظر طويلا , التأخير يضرها ويعطيها وقتا للتفكير في عدم كفاءتها للوظيفة التي تمنتها كثيرا , ويؤكد من أحتمال كونها تسعى الى المستحيل.
فتحتحقيبة يدها وسحبت منها قصاصة جريدة , قرأت , ربما للمرة العشرين , الخبر المنشور , لم تكن تحتاج الى التذكر , بل الى أشغال نفسها في أي شيء أثناء الأنتظار.
" مطلوب للعمل سكرتير خاص لمدة ستة أشهر على الأقل , الوظيفة مع الأقامة في رالينغز هول , في بلدة دربشايد , على مقدم الطلب , أضافة الى مؤهلات السكرتيريا , أن يكون ذا أطلاع واسع في شؤون التحف الأثرية القديمة , الراتب يتفق عليه , والسيد ب . مالوري سيجري المقابلات يوم الأثنين 12 أيلول ( سبتمبر ) من الثانية حتى الرابعة بعد الظهر في فندق بارك".
وفكرت فانيسا أن الخبر دقيق جدا , وأن الكاتب ليس شخصا يهدر الكلمات التي لا معنى لها , تنهدت وأعادت القصاصة الى حقيبتها , تمنت أن تكون الوحيدة , بالطبع آخرون سيجدون العرض مغريا للعمل والعيش مع أشياء تاريخية تعود الى أكثر من أربعمئة سنة , ومع أحد أهم جامعي التحف في أوروبا , فرصة لا تسنح ألا مرة واحدة في العمر لشخص مثلها يهوى التحف.
فكرت أن عمرها يكون عاملا في غير مصلحتها , فهي لم تتجاوز الثانية والعشرين , وهذه السنوات ليست كافية لتحمل مسؤولية من النوع الذي تطمح اليه , أخرجت مرآة صغيرة من حقيبتها وحدقت فيها بعين ناقدة , مسحت طرف أنفها من غبار عالق , وتمنت لو أنها أرتدت فستانا داكن اللون غير الفستان الزهري الذي لبسته , أنه أفضل ما لديها , ألا أن أنعكاسه مع بريق شعرها البرونزي ,,قد يعطي أنطباعا بأنها مستهترة وهو عكس ما ترغب في أظهاره تماما.
منتديات ليلاس
نادى موظف الأستقبال مقتربا منها:
"آنسة بيدج , السيد مالوري متفرغ الآن ويستطيع أن يراك , رقم غرفته خمسة في الطابق الأول.
في المصعد شعرت فانيسا أنها ذاهبة في مهمة صعبة , وفكرت , لو أستمرت تشعر بالفشل سلفا قبل أن تتم المقابلة فأنها ستفشل حتما ....... جدها كان دائما يقول : فكري في ترفع ولا تستخفي أبدا بمؤهلاتك , وججدت نفسها تجهد من أجل تطبيق هذه النصيحة.
كانت الغرفة رقم خمسة في منتصف الممر الطويل المفروش بالموكيت , قرعت فانيسا الباب وسمعت صوت رجل خشن يدعوها للدخول , سحبت نفسا طويلا ودخلت لتجد نفسها في غرفة جلوس ومكتب , الغرفة حلوة الأثاث , تسبح في دفء شمس الظهيرة المتسرب من النافذة الواسعة , والرجل الواقف الى جانب النافذة لم يدر وجهه نحوها بل تابع النظر الى الطريق , وجدته طويلا , عريض المنكبين , أسود الشعر , ويلبس بزة رمادية أنيقة , قال من دون أن يلتفت الى الوراء:
"أنظر الى الأناء الأثري الموجود على المكتب , من فضلك ,وأخبرني عنه".
تحركت فانيسا الى الأمام ووضعت حقيبة يدها جانبا , وتناولت الأناء عن المكتب , وجدته قطعة بسيطة من البورسلين الرقيق تزينها أزهار زرقاء على الأطراف , قطعة جميلة في حالة ممتازة , الأهتمام أزال توترها , ودفء الأناء النسبي والملمس المخملي جعلاها تعتقد أن البورسلين من الطين الناعم , قلبت الأناء لتدقق في علامة المصنع المميزة , وجدتها تكاد تمحى ولكن قراءتها ممكنة : رسم للشمس وأحرف ( أس. تي . سي) وفي الأسفل حرف ( تي ) كل ذلك لم يكن كافيا لأثبات القيمة الأثرية للأناء , فالقطع المزورة دائما تحمل أختاما , دققت في الأناء من دون أن تلغي أحتمال وجود خدعة , أذا كان الأناء مزورا فأن صانعه ممتاز أذ جعله يطابق المواصفات القديمة .والوقت المتوفر للأجابة قصير كما أن كشف التزوير يحتاج الى وقت أطول , ومع ذلك لم تظن أن الأناء مزور , فحدسها أبلغها أن القطعة أصيلة.
" الأناء من فرنسا".
قالت وتوقفت عن المتابعة عندما أستدار الرجل نحوها بسرعة ونظر اليها بحدة ,وفي لحظة الصمت هذه وجدت في عينيه الزرقاوين ووجهه الأسمر أن الرجل من النوع الذي لا يقبل المساومة , لم تفهم سبب أنزعاجه المفاجىء.

نيو فراولة 01-09-10 07:24 PM

" أعتذر".
قال أخيرا وأضاف:
"يبدو أن ثمة سوء تفاهم , كنت أتوقع شخصا أسمه السيد بيدج يطلب المقابلة ".
" آه لكن موظف الأستقبال كان واضحا جدا عندما أنبأك بوجودي".
" ربما , ولكن أعتذر لأن سوء التفاهم جعلك تنتظرين من دون فائدة , الوظيفة هي لسكرتير رجل وليست لفتاة".
" آه , ولكن الأعلان في الجريدة لا يقول ذلك صراحة".
" ربما غير أنني أعتبرت أن رجلا فقط يمكن أن يتقدم الى وظيفة تتضمن أقامة داخل بيت".
" نعم , ولكن لا أظن أن فكرة الأقامة تردع أمرأة من أن تطلب الوظيفة".
" آسف , فالموضوع غير قابل للنقاش ..... آسف ثانية لأنني أضعت وقتك".
شعرت فانيسا بغضب الخيبة ووجدت نفسها تقول له:
" هل أنت عدو للمرأة بشكل عام أم في هذا المجال فقط ؟ أذا كان الأمر الأخير فأظن أن اللياقة تقضي بأن تحكم علي من خلال مؤهلاتي وليس من خلال كوني أمرأة ".
رفع حاجبيه متعجبا من جرأتها , ملاحظا جبهتها العريضة وعينيها الخضراوين وذقنها المشدود , وقال بقوة:
" ألا ترين معي أن الأستمرار في الحوار يهدر وقتك ووقتي؟."
" لم أر أحدا غيري ينتظر".
" أنت فتاة لجوجة , أذا كان يهمك أن نرى مؤهلاتك , لا بأس في ذلك , أرجو أن تجلسي وتخبريني عن الأناء , هل أنه فرنسي الصنع؟".
" نعم".
قالت بأصرار وتابعت بصوت واثق:
" الأناء من صنع سانت كلاود , تاريخه يعود الى أواسط القرن الثامن عشر وبالطبع لا يتجاوز كثيرا العام 1770".
" لماذا ؟".
منتديات ليلاس
سأل بلا مبالاة :
" لأن حرف ( تي) أضيف عندما أصبح هنري ترو رئيسا للمصنع في العام 1722 , والمصنع أحترق في العام 1773 ولم يرمم بعدها أبدا".
وجدته صامتا وبعينيه الزرقاوين ينظر اليها في خط مستقيم , شعرت بأرتباك والأحمرار يملأ وجنتيها.
قال من دون أن يزيل نظره عن وجهها :
" صحيح وأعجبتني الطريقة التي عرضت بها أفكارك , أن الدقة والأيجاز ينذر أن يلتقيا خصوصا عند أمرأة ".
شعرت فانيسا أنه يغيظها , وقررت تجاهل ما قاله , فالحواجز ربما تضاءلت بينهما أذا تمكنت من التأثير عليه , ولكن قناعتها بمؤهلاتها لم تؤكد لها موافقة الشخص الآخر , فالرجل أمامها لا يبدو من النوع الذي يغير رأيه بسرعة ربما في موافقته على أجراء المقابلة قصد المسايرة أو التسلية من دون أدنى فكرة جدية نحو توظيفها.
تحرك من جانب النافذة حيث كان يتكىء وجلس على الكرسي خلف المكتب وسحب من داخل حقيبة عمل رزمة صور ووضعها أمامها قائلا:
" أخبريني عن مواضيع هذه الصور , الطراز , الفترة التاريخية , وأعطني وصفا مختصرا لكل موضوع".
خلال ربع ساعة شعرت فانيسا وكأنها وضعت داخل مفرمة , أنه لم يقل شيئا ولكن أبتسامته الساخرة , أن أخطأت , جعلتها تتهيب الموقف ,ركزت ذهنها على الصور أمامها وأفرغت كل ما تملكه من معلومات حتى كادت تقارب حد الأعياء , وأخيرا قال :
" حسنا , يجب أن أهنئك على كمية المعلومات لديك , عندك عين ثاقبة للتفاصيل . أين تعلمت كل هذا؟".
أفرحتها ملاحظته فقالت:
" جدي رباني منذ كان عمري عشر سنوات , كان يملك دكان تحف في تشلسي ويسمح لي بمساعدته في التنظيف والتلميع ,هكذا بدأ أهتمامي الأول بالتحف , ثم صار جدي يأخذني الى حفلات المزاد العلني والمتاحف حيث علمني كيف أنظر الى التحف المهمة , وأنا محظوظة لأنني أملك ذاكرة جيدة وأظنها مفيدة في هذا المجال".
" نعم هي كذلك , ولكن أظن أنك توافقين معي أن القدرة على حفظ الأشياء ليست بديلة للخبرة العملية في مسك التحف وفحصها , أنت محظوظة للفرصة التي وفرها لك جدك أذ كان حاضرا وراغبا في تمرير معلوماته اليك , هل جدك هو جوزيف بيدج؟".
" نعم , هل كنت تعرفه؟".
" معرفة سطحية , أشتريت مرة من عنده مسدسي مبارزة أثرين , ربما قبل ثلاث سنوات ".
وجدته يتحدث وعلى وجهه أبتسامة جذابة جعلته يبدو أصغر سنا , قدّرت عمره بين ثلاث وثلاثين سنة وأربع وثلاثين سنة .

نيو فراولة 01-09-10 07:26 PM

" جدك شخص أستثنائي , أذكر أنني تعذبت كثيرا معه قبل أن يحدد لي السعر , كان أهتمامه ينصب على نيتي من وراء شراء القطعتين الأثريتين ".
" نعم , هكذا جدي ,كان يجب أن يتأكد من أن الشاري سيأخذ التحف من عنده الى بيت لائق , ويقول أن كل قطعة يجب أن تؤخذ مثل طفل للتبني ".
" للأسف هذه العناية لم تعد موجودة في أيامنا الحاضرة , في كل حال أنا أفهم مشاعر جدك ".
حدّق فيها قليلا ثم أضاف:
" لا أذكر أنني رأيتك في الدكان".
" ربما كنت في أحد أماكن شراء التحف المخفضة , في السنتين الأخيرتين كنت أتولى الشراء".
" أنت تستعملين كثيرا صيغة الماضي , هل أفهم من كلامك أن جدك تخلى عن مهنته؟".
" بل مات قبل ثلاثة أشهر ".
شعرت أنها حزينة , ولكن الشخص الآخر لم يرد كلمات تعزية غالبا ما تكون فارغة , بل تساءل:
" وأنت لم تشعري أنك قادرة على أدارة الدكّان وحدك؟".
" ليت ذلك كان صحيحا".
قالت ذلك وهي تنظر عبر النافذة مسترجعة الأسابيع التي تبعت وفاة جدها , والصدمة التي عانت منها , فقالت وكأنها تحدث نفسها :
" لم يكن تاجرا , كان يقبل أن يبيع مع خسارة أذا علم أن الشاري مثله مغرم بالأشياء القديمة , حتى ولو لم يكن قادرا على دفع القيمة الحقيقية للقطعة المختارة ,كنت أعلم أنه واقع تحت عجز مالي ويستمر في أدارة الدكان , ولكن ماذا يمكنني أن أقول؟ كان يفضل الهواية على الأحتراف وكان سعيدا".
" أذن لجأتم الى تصفية الدكان ,وماذا فعلتم منذ ذلك الوقت؟".
" لا شيء , أنتهى البيع قبل أسبوعين والمالك الجديد طلب مني أن أبقى في الشقة مقابل مساعدته في الدكان".
منتديات ليلاس
بعد صمت قصير سألها:
" ماذا عن خبرتك في شؤون السكريتاريا؟".
" ليست جيدة , درست فترة قصيرة في مدرسة ليلية للطباعة على الآلة الكاتبة والقليل من مسك الدفاتر".
" بأختصار , أنت لا تملكين خبرة كافية".
قال ذلك وهو يقف ويسير نحو النافذة وينظر عبرها الى الطريق المزدحمة , وضع يديه في جيبه من دون أن تظهر عليه أشارات سلبية أو أيجابية , فانيسا راقبته ولم تتجرأ على التمني , هل يفكر في طريقة مهذبة يبرر لها رفضه توظيفها؟ كانت شبه واثقة أنها تمكنت من أقناعه بقدراتها لولا التفاصيل عن شؤون السكريتريا , فكرت أن رجلا مثله لن يجد صعوبة في لفظ كلمة رافضة خصوصا أنه سبق أن قال أنها تهدر وقتها ووقته , أذن بماذا يفكر؟.

نيو فراولة 01-09-10 07:27 PM

ألتفت اليها بسرعة وكأنه شعر بتحديقها , بدا أنه أتخذ قرارا بشأنها , فقال أخيرا:
" آنسة بيدج , أنا لن أدور حول الموضوع , سأقول رأيي بصراحة , رأيي في النساء أنهن لا يصلحن للعمل , دائما مشتتات الذهن , يعتمدن عل الحدس أكثر من المنطق , ويرفضن أي نوع من الوصاية ".
شعرت فانيسا أنها مطعونة , وقفت بعصبية ظاهرة وقالت وهي تشعر أن الشرر يقدح في عينيها:
" أذن ليس هناك ما أضيفه , آسفة لأنني أضعت وقتك".
وهمت بالخروج وأذا به يقول بلهجة آمرة:
" أجلسي ".
لم يرفع صوته ولكن شعرت أن عليها أطاعته .
" النساء حساسات أكثر من اللازم".
قال ذلك محاولا المزاح وأضاف:
" أنا لا أحتاج الى موظفين يتمزقون عند أول كلمة نقد".
منتديات ليلاس
" ما قلته لم يكن كلمة نقد , كان هجوما صارخا , أنا لم أحضر هنا لأسمع محاضرة عن نواقص بنات حواء , جئت من أجل وظيفة تبدو أنها بعيدة جدا عني , هل يمكن أن أذهب الآن؟".
" من قال أن الوظيفة بعيدة عنك , أنا أردت فقط أن أبدأ بقول أشياء أراها أساسية كي لا نقع في سوء تفاهم في المستقبل , هذا كل شيء , وأكرر ما قلته سابقا وأضيف أنني لم أكن أتوقع أمرأة للوظيفة ولكن يبدو أنك الوحيدة من الذين تقدموا بطلبات التوظيف تلائم عرضي , أن نواقص مؤهلاتك في السكرتيريا لا تقلقني فأنت ستعتمدين على مواهبك الأخرى وستكتسبين المنطق مع الوقت , أنا أفضل دائما تدوين ما أرغب في أملائه".
" هل قبلت بي موظفة عندك؟".
" أليس هذا ما جئت من أجله؟ أم أنك غيرت رأيك؟".
هزت رأسها بالنفي فقال:
" ثمة ملاحظة أريد أن تكون واضحة قبل الأتفاق على أي شيء آخر , أن الوظيفة لن تكون كعادة الوظائف في الدوام من التاسعة صباحا وحتى الخامسة بعد الظهر , أن رالينغز هول مفتوح للجمهور خلال الربيع والصيف , وقبل أن يبدأ الموسم المقبل أريد أنهاء الفهرسة في التحف الموجودة بالمواضيع المختلفة , أتوق منك العمل في كل الأوقات غير العادية وذلك حسبما أكون متفرغا , فانا أدير مقلعا للحجارة يأخذ معظم وقتي خلال الأسبوع , وأظن أن أكثر العمل يمكنك القيام به وحدك , ولكن أنبهك أن العمل قد يكون متعبا وقاسيا ويأخذ الكثير من وقتك , أذا كنت تخافين من ضغط العمل أنصحك برفض الوظيفة التي أعرضها عليك , هل ما زلت راغبة؟".
تجاهلت فانيسا الشكوك التي طرحها وأكدت:
" طبعا ما زلت راغبة غي العمل".
" حسنا لننتقل الى صلب الموضوع , الراتب............".
وطرح مبلغا أعتبرته فانيسا أكثر مما كانت تتوقع ولم ترد بغير هز الرأس موافقة , فسألها:
" متى يمكنك أن تبدأي العمل؟".
" في أقرب وقت , لا شيء ممكن أن يبقيني في لندن".
" حسنا , الأفضل أن نسرع في العمل ".
جمع أوراقه والصور وأشياءه الأخرى عن المكتب وقال:
" أقترح أن تنتقلي الى الشمال يوم الأربعاء , هل يناسبك الموعد؟".
فكرت أن ذلك يعني بعد غد , وشعرت أن المجهول قريب جدا ومع ذلك أجابت:
" نعم يناسبني".
" حسنا , هذا كل شيء الآن".
نظر الى ساعته ثم أضاف:
" هل ستعودين الى المحل؟".
ردت بالأيجاب , رفع سماعة الهاتف وقال لموظف الأستقبال:
" الآنسة بيدح تغادر الآن , أرجو أن تطلب لها سيارة تاكسي وتدخل الكلفة في حسابي".
نظر اليها مبتسما وقال:
" لا أريدك أن تعلقي في زحمة الركاب ".
ثم وقف مادا يده نحوها:
" الى اللقاء يوم الأربعاء أذن , آنسة بيدج , سأجد لك موعدا مناسبا في القطار وأرسل لك تذكرة مع رسالة تؤكد الأتفاق بيننا , ستجدين من ينتظرك في محطة مدينة شيفيلد طبعا".
وعندما همت بالخروج قال :
" هناك شيء نسيت أن أذكره , وهو أنني سأطلب منك توقيع أتفاق عمل مع أقامة في رالينغز ستة أشهر كاملة , مقبول؟".
" أذا كنت تجد الأمر مناسبا".
خرجت من الغرفة وهي واثقة أنه يتابع خطواتها بنظراته , وما أن أصبحت في الممر الخارجي حتى تنفست الصعداء , يا له من رجل متعجرف يثير الحنق!


الساعة الآن 01:45 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية