حدقت فارنى فيه بحيرة ، ثم قالت : ثمة امر غاب عنى هنا . ما الذى تقوله بالضبط ؟ وكادت تسقط على الارض عندما قال : انت ادعيت اننا عاشقان ، لكننى لا استطيع ان اتذكر اننى ظفرت بهذه المتعة 0 وسكت ليشمل مظهرها بنظره . وابتدات اجراس الانذار تقرع فى راسها فحاولت التملص منه بعنف ، لكنه تمسك بها بقوة . نظر فى عينيها ، وبدا انه استمتع بنظرة الحذر التى بدت فيهما 0 قال وهو يقريها منه بعنف : اظن ان على ان احصل على عينة الان 0 همست وهى لا تصدق ما يحدث : كلا ! قال ساخرا ويداه تتنقلان الى كتفيها : آه ، بل نعم 0 ابتدا الذعر يتملكها ، واسرعت تذكره : اخبرتك باننى لا اطيق الرجال حاليا 0 -وهل نفعنى كثيرا قولى لك اننى مبتعد عن النساء ؟ هتفت حين اخذها بين ذراعيه : انت لا تعنى .... لا تكن سخيفا .... آه ..... ومضت لحظة صعقتها فلم تستجب لعناقه ، لكن جسدها ما لبث ان تصلب فاخذت تدفعه عنها بكل قوتها وهى تصيح : اياك . لا تفعل هذا !منتدى ليلاس فقال ساخرا : لكن ، لم لا ؟ انت ادعيت اننا عاشقان .... واكره ان اعتبرك كاذبة ..... -تبا لك .... كان هذا كل ما قالته قبل ان يجذبها اليه مرة اخرى 0 ومرة اخرى صرخت به بعنف : اياك ! -لم لا ؟ انا احب لمس بشرتك الجميلة الناعمة 0 -يجب الا ..... حاولت ان تتكلم .... فقاطعها بلهجة مطاطة : آه .... بل يجب . كم اتذكر جسدك الرائع الجمال 0 احمر وجهها لذكر لقائهما الاول .... لم تنس الموقف المحرج 0 -بعد كل الوقت الذى امضيناه معا ، لن تنكرى على الحق فى ان المس ما رايته 0 حدقت فيه وعيناها الخضراوان بالغتا الاتساع فى وجهها ثم همست : لا 0 ابتسم ابتسامته التى لاتصدق وتمتم باخلاص : حبيبتى 0 لم تشا ان يعانقها واخذت تتلوى بعنف ، محاولة ان تتخلص من قبضته 0 |
وظنت للحظة انها تحررت منه ، لكنها لم تفعل . ارادت ان تهرب من الغرفة ، لكنها ادركت انه ليس لديه اى نية فى السماح لها بالهرب 0 -الى اين تريدين ان تهربى ؟ نحن لم ننته بعد 0 وشدها اليه بشدة ، وكادت تموت عندما تنهد بنعومة فى اذنها : نحن لم نكد نبدا ، يا حبيبتى 0 اخذت ترتجف وتتلوى لتتخلص من قبضته وهى تتوسل اليه : لا تفعل هذا ! ارجوك . لاتفعل 0 راحت تصرخ فتجاهلها وشدد من احتضانها ، فصرخت به غاضبة : اياك ! قال ساخرا : هذا احسن ، كنت ساكرهك لو تصرفت باستسلام 0 عاد الذعر يتملكها حين تحركت يداه على ظهرها فى محاولة استكشاف وصرخت مستنجدة : كلا ! كلا ! وراح جسدها يرتجف بشكل واضح 0 وادركت على الفور ان ارتجافها اثر فى ليون لان يديه جمدتا ثم ابعدهما ليعود ويرفع وجهها لتواجهه 0 لم تر اثر للسخرية على ملامحه عندما اخذت عيناه تتفحصان وجهها ، وكانه يريد ان يتاكد من انها لم تكن تعبث 0 واخبره وجهها الشاحب بانها لا تفعل . اخذ يحدق فيها وكانه يبحث عن كلمات . ومرت ثوان من الصمت وهو يتابع التحديق فى وجهها الشاحب ثم اخذ نفسا عميقا وقال اخيرا : لقد افزعتك ! كانت كلماته متوترة وكانه لا يصدق ان ما فعله بدافع الغضب افزعها وعاد يقول بسرعة : لا باس . انت بخير ! لن اؤذيك . اعدك بالا اخيفك ثانية 0منتدى ليلاس لكن مشاعر فارنى كانت مرهقة ما جعلها ترغب فى ان تبقى وحدها 0 ابتعدت عته وقالت بصوت يكاد لا يسمع : اذهب 0 -انت ترتجفين .... انت .... فكررت : اريدك ان تذهب . اريدك ان تذهب 0 باد ممزقا بين ان يتركها فى حالتها هذه او ان يطيعها . وسالها وعيناه على عينيها الكبيرتين المجروحتين : هل ستكونين بخير بمفردك ؟ فقالت باصرار : اريد ان اكون لوحدى 0 سقطت يداه الى جانبيه ، رغم انها شعرت للحظة بانه يريد ان يحضنها فى لمسة اعتذار . فى الواقع ، اقترب منها قليلا لكنه عاد وتذكر كيف افزعها منذ دقائق قليلة ، فتراجع ، ثم سار بخطوات واسعة سريعة خارجا من الغرفة وكانه يريد ان يريها انها امنة تماما واغلق الباب خلفه 0 ما ان خرج حتى انهارت فارنى على الكرسى ، وادركت ان ما عليها ان تفعله هو ان تحزم امتعتها وتخرج من هنا . من المؤكد انه لا يتوقع منها ان تبقى بعد هذا ! لكن شيئا ما لم تدركه شدها الى الخلف ومنعها من ان تقوم بذلك . والاغرب من هذا ، انها شعرت بانها لا تريد ان ترحل ! انتهى الفصل الرابع قراءة ممتعة للجميع 0 |
5- دعوة ومصالحة 0 ************************* اما كم من الوقت بقيت فى الغرفة جالسة على الكرسى ، فهذا ما ليس لديها فكرة عنه . وعندما شفيت من صدمة قصاص ليون اخذت تشك فى فكرة انه كان ليعتدى عليها .... ما كان الامر ليصل الى ذلك الحد . لكنه يعتقد انها امرأة صاحبة تجارب . الم تجبه بالايجاب عندما سالها ان كانت على علاقة بجونى ميتكالف وتعمدت ان تخفى عنه انهما اخوان ؟ على اى حال ما زال ليون يظنها امرأة ذات تجارب . ومع ذلك ، حالما شعر بارتجافها من الصدمة ، توقف فى الحال 0 وعلمت فارنى انها اذا لم تتسلل من البيت مع حقيبة امتعتها من دون ان يراها ليون ، فسيكون عليها ان تواجهه مرة اخرى . لكنها قررت تاجيل ذلك ، ودخلت الى الحمام فاستحمت وغيرت سروالها وقميصها . غيرت ملابسها واستعدت فى غضون عشر دقائق ما اتاح لها فرصة ان تتمالك اعصابها لتغادر غرفتها 0 توقعت ان تجد ليون فى غرفة المكتبة لكنه لم يكن هناك ، وكانه توقع ان يكون المطبخ اول محطة لها فجلس ينتظرها هناك 0 وعندما دخلت وجدته ينظر من النافذة باكتئاب لكنه التفت عندما سمعها تهتف بدهشة : آه !منتدى ليلاس قال بصوت اجش وكانه اعتقد ان صرختها تلك كانت من الفزع وليس من الدهشة : لا تقلقى ! لن افعل ذلك مرة اخرى 0 شعرت بالاحمرار يصعد الى وجهها لكنها تمالكت نفسها وقالت بنزق : هل يمكننى الحصول على تعهد خطى ؟ بعدئذ ، شعرت بصدمة مفاجئة لمجرد وجودها معه فى غرفة واحدة فتابعت بلهجة متوترة : انا ذاهبة لا تنزه 0 فسالها بحدة : الست راحلة ؟ -ماذا .... واحرم نفسى من رفقتك الرائعة ؟ ابتسم .... ابتسم فى الواقع للهجتها اللاذعة : ظننت انى صدمتك الى حد عقد لسانك ، واذا بك مازلت لاذعة كما ارى 0 |
نظرت اليه باشمئزاز ثم خرجت عبر الردهة حيث تناولت سترتها من على المشجب ثم خرجت من المنزل 0 زفرت وهى تسير بتثاقل . كل ما حدث اخذ يغلى فى صدرها . ارادت ان تكرهه لما الحقه بها من فزع . ومع ذلك ، كيف يمكنها ان تكرهه ؟ فهو لم يكن ينوى ابدا ان يتمادى بل اراد ان يثار منها 0 وبشكل ما .... واثناء تلك النزهة التى افترضت انها ستدوم ساعتين او نحو ذلك ، ادركت فارنى انها ، ونتيجة الاكاذيب التى اختلقتها ، سمحت لليون بان يعتقد انها امرأة ذات خبرة 0 وجدت نفسها تقر بانه لا يحدث له كل يوم ان تدعى امرأة انه خطيبها ومن دون تشجيع منه 0منتدى ليلاس وهكذا ، اسالى نفسك فارنى ساتون ، هل ظننت انه سيجلس بوداعة دون ان يقول شيئا ؟ هل توقعت ان تنجى بفعلتك من دون تعنيف او قصاص ؟ هذا صحيح ، ومع ذلك لا يجعل ما جرى صوابا . لكن عندما عادت الى البيت ودخلت من البوابة الحديدية شعرت بان استياءها من ليون زال ليحل مكانه فكرة انه ربما مظلوم اكثر من ظالم 0 لكن هذه الطريقة فى التفكير لن تنفع ابدا . هل نسيت ابتزازه لها لكى تبقى ؟ ولكن .... هل هذا ما جرى حقا ؟ وتذكرت كيف انها لم ترغب فى الرحيل .... ولم يكن لهذا علاقة باخيها 0 وتذكرت ايضا كيف سالها عندما قالت انها تريد ان تخرج للنزهة ان كانت سترحل ، وكانه يريدها ان ترحل 0 حسنا ! انه ، طبعا ، لا يريدها ان ترحل . ومن غيرها سينظف ويطهو له اذا ما رحلت ؟ معدته وحدها تهمه 0 لكن عندما دخلت المنزل ، تذكرت على الفور انها لم تجهز له ما ياكله فى حين كان عليها ان تفعل ذلك من ساعة ! دخلت الى المطبخ وهى تقلب الامر فى ذهنها ، تتساءل ما اذا سامحته بما يكفى لتعد له شطيرة ، فاذا بها تكتشف ان لا حاجة الى ذلك ، فقد حضر لها واحدة ! |
شعرت بشئ من الذهول لانه اعد لها شطيرة اثناء تحضيره واحدة لنفسه . وتملكها شعور بالغ بالحنان نحوه اذ لم يكن عليه ان يفعل ذلك لكنه فعل ما يدل على احساس ومراعاة لشعور الاخرين . هذا التصرف اراها جانبا اخر من الرجل الذى تحاول جاهدة ان تكرهه فلا تستطيع 0 واخيرا قررت ان الفته معها هى التى جعلت عالمها يتزعزع وقررت ان تتجنب مواجهته ابتداء من هذه اللحظة ابتداء من هذه اللحظة حتى يستقيم عالمها مرة اخرى 0 وتبين ان تجنب مواجهته امر سهل . فذاك المساء جاء اليها مبكرا واخبرها بهدوء انه يريد عشاءه فى غرفة المكتبة 0 اومات ايجابا . ان اراد ان يعمل طوال الليل ، فهذا شانه . وقالت بشكل عفوى : شكرا على الشطيرة 0 ذهبت الى سريرها تلك الليلة شاعرة بالملل وعدم الانسجام مع عالمها . لم تستطع ان تتخلص من فكرة انه يريد ان يبتعد عنها بقدر ما تريد ان تبيعد عنه . وهذا ما حصل ، فهى تكاد لا تراه الان ! وعندما حملت اليه صينيه طعامه ثم عادت لاحضار الاطباق المتسخة ، بالكاد تبادلا كلمتين . وفى الصباح التالى ، استيقظت مبكرة وقد استحوذت على ذهنها فكرة ان ليون قد يرحل فى اى وقت الان . الغريب ان هذه الفكرة التى تفترض بها ان تجعلها تقفز ابتهاجا ، لم تتمكن من ان تمحو اكتئابها 0منتدى ليلاس اغتسلت ولبست ثيابها ثم نزلت الى المطبخ وقد تملكها مزيج من المشاعر المختلفة . لقد اخافها ليون امس .... لكنها لا تظن ان سلوكه مسؤول عن مشاعرها هذه 0 لاول مرة ، سبقته الى المطبخ . ولم تحاول ان تنظر الى ليون عندما دخل لياخذ قهوته ولم تحيه تحية الصباح . لكن لم يبد عليه انه لاحظ ذلك 0 نظرت اليه فوجدت انه متعب ، واكتشفت انها قلقه عليه ، بينما كانت واثقة من ان امره لا يهمها فهو يعمل طيلة اجازته هذه 0 انه رجل ناضج واذا اراد ان يمضى اجازته فى العمل ، فهذا شانه . لم يقلقها ذلك ؟ لكنه يقلقها فعلا والى حد انها قررت الا تدعه يتناول فطوره فى غرفة المكتبة ايضا ، فذهبت اليه واخبرته ان الفطور جاهز . جاء لتناول طعامه فى المطبخ ، فوجدت نفسها تندفع لتقول ومن دون تفكير : عليك ان تخرج من البيت اكثر مما تفعل ! |
الساعة الآن 07:24 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية