تمتم نيفيل : لقد سمعت ما جئت لاسمعه 0 ثم استدار عائدا الى سيارته باسما .... وكانت الابتسامة موجهة ، فى الواقع ، الى فارنى 0 ابتعدت فارنى عن البوابة من دون ان تعلم هل تركض هاربة الى البيت ام تتمشى فقط . لكنها قالت بصوت مخنوق : تلك القهوة .... لعلها بردت 0 لم تجرؤ على النظر الى الرجل الذى بجانبها ، لكنها كانت تعلم انه يحدق فيها مع انه لم ينطق بكلمة 0 هل هذا نذير شؤم ؟ رباه ! وتمتمت مخاطبة المنزل الذى امامها : اصبح الجو باردا 0 لم تسمع سوى الصمت المشؤوم 0 -اظننى .... سادخل الى البيت 0 واسرعت بسيرها .... فتركها تذهب . لم تصدق ذلك .... وخطر لها انها فى مشكلة كبرى 0منتدى ليلاس وتذكرت ثورته عندما اخبرته انها قالت لانثوينا كينغ انهما يعيشان معا . حينذاك اتهمها بانها تتآمر عليه .... وتسعى خلف مصلحتها الخاصة . وقد اعلنت انهما عاشقان لتحقق اهدافها .... رباه ، عونك .... انها فى مشكلة صعبة للغاية ! دخلت البيت ومن ثم الى المطبخ . ولم يتبعها هو . فسكبت له بسرعة كوب قهوة ، ثم هربت الى غرفتها ، سواء كان ذلك جبنا ام لا 0 وادركت انه جن وثارت ثائرته . وتمنت لو ان السبب هو تجرؤ كينغ على ان يدخل الى حرمه وعلى البحث عنه . وفجاة ، تبدل شعورها من البرودة الى الحرارة .... شعرت بحرارة شاملة فخلعت سترتها السميكة وقميصها المقفل وسروالها . وتخللت شعرها باصابعها 0 ربما اذا لم تر ليون لساعات ، فسيمنحه هذا وقتا ليهدا قليلا 0 كانت قد انتهت لتوها من ارتداء قميصها المقفل ، عندما سمعت صوت وقع اقدام على السلم ، فتملكها الذعر . يا الله ! لم ينتظر لينهى قهوته ! وقفت جامدة تصغى . لعل الخطوات ستتجاوز بابها 0 |
لكن هذا لم يحصل اذ توقفت امام بابها . اخذت تراقب بهلع قبضة الباب وهى تدور . وابتلعت ريقها بصعوبة ، لقد اقترب العقاب 0 لكنه كان ينوى ضرب ذلك الرجل 0 ونيفيل كينغ تالم بما يكفى . واذا حان دورها الان فلن تقف مكتوفة اليدين لتتقبل عقابه بخنوع 0 عليها ان تعترف بانها شعرت وكانها تقف على ارض غير ثابتة عندما فتح الباب ودخل ليون بومونت الذى بدا لها عدائيا للغاية 0 قالت له بحدة : الا تطرق الباب ؟ -ماذا ؟ اطرق باب خطيبتى ! كما توقعت ، لم ياخذ كلامها على ماخذ حسن . ربما اذا شرحت له سبب تصرفها ذاك ، ولما قالت ما قالته 0 لكنه راح يقترب منها من دون ان يمنحها اى فرصة لتفسير تصرفها وقال : انا لست من النوع الذى يصلح للزواج 0 -حسنا ، بالطبع . انا ..... -وهل من الممكن ان افقد عقلى الى حد افكر فيه فى سلوك مثل هذا الدرب ؟ صدقينى يا انسة ساتون ، اذا حدث ذلك ، فستكونين اخر عروس اختارها 0 ردت عليه بحدة وسخط : وكاننى ساقبل بك عريسا 0 لكنها عادت وتذكرت انها مخطئة هنا ، فتراجعت قليلا : اسمع لاحاجة لك لاخذ الامر على محمل شخصى . لقد فعلت ما فعلته فقط لكى ..... سالها بخشونة وهو يزداد اقترابا منها : الا تظنين ان ادعاءك بانك السيدة ليون بومونت المستقبلية يحمل طابعا شخصيا ؟ ولم يعجبها اقترابه فتراجعت خطوات عدة وهى تقول بسرعة : كنت ستضربه 0 فسالها بغطرسة : وما علاقتك بذلك ؟ -لانه بدا مهزوما مسبقا . هذا مرسوم فى عينيه .... وبالتالى لم يكن بحاجة الى عنف جسدى ايضا 0 فقال بحدة : انت لاتعرفين ما تتحدثين عنه 0 |
قالت بعناد رافضة ان تتراجع : اعرف انك كنت ستضربه ، وانه كان سيضربك 0 -اشك فى ذلك 0 ان ضربه ليون والقاه ارضا ، فلن يكون لدى نيفيل كينغ من الطاقة ما يكفى ليقف ويضربه 0 -هذا ليس عدلا ! -ما هو الذى ليس عدلا ؟ -هذا تحيز اكثر مما ينبغى 0 -تحيز ؟ يا لجهنم ! حاولت ان اتعامل معه بلباقة ، وحاولت ان اجعله يرى ان امرأته لاتهمنى مقدار ذرة .... الله يعلم كم من الحكايات الملفقة تخبره بها . لقد لاحقنى بمضايقاته ، فهل من عجب ان يفرغ صبرى الاسبوع الماضى ما جعلنى اهرب ؟ -انت ضربته فالقيته ارضا 0 -لان صبرى فرغ ولمعلوماتك ، لقد ضربنى هو اولا 0 لم يلتقط الصحفى هذه الصورة . وعادت الى الدفاع : حسنا .... كان نيفيل كينغ يحاول انقاذ زواجه 0 -ليس لديه زواج 0 -ليس لديه ؟منتدى ليلاس -عليك ان تفتحى عينيك انت ايضا . لقد انتهى زواجه ، لكنه لا يستطيع ان يرى ذلك 0 -انتهى بسببك ؟ نظر اليها بفروغ صبر : ليس بسببى ! لو لم اكن انا من اختارته ، لوضعت زوجته عينها على اى شخص اخر سئ الحظ 0 حدقت فيه فارنى وهو يقف قريبا من النافذة ، وعيناه الرماديتان تتاملان مظهرها الحذر 0 وادركت حينذاك ان عليها ان تهاجم ! -انثوينا كينغ ليست الوحيدة المتزوجة التى لديك .... لديك علاقة بها 0 نظر اليها بثبات لحظات عدة : اذن ، فانت تعتبرين انك اذا اخبرتها باننا نعيش معا كعاشقين ، واننى مجنون بحبك .... تعتبرين ..... |
فقاطعته : انت تعلم لما قلت هذا 0 وابتعدت عنه مرة اخرى عندما عاد يقترب منها وهو يقول : وللسبب نفسه ، اخبرت زوجها لتوك باننا مخطوبان 0 يا الهى .... انه قريب منها اكثر مما ينبغى ولم تستطع ان تهرب من غرفتها ، كما ان كبرياءها منعها من ذلك . ولم يعد بامكانها ان تتراجع 0 وقالت : لا .... انت تعلم لما قلت لانثوينا كينغ ما قلته ! -ذكرينى . هذا كان لكى ..... -تذكر انى كنت اقدم لك خدمة 0 سالها هازئا وهو يحدق فى عينيها الخضراوين اللتين اصبحتا متمردتين فجاة : خدمة 0 فانفجرت تقول : نعم . خدمة ! اردت ان تتخلص منها .... فجعلتها تعتقد اننى .... وانت .... حسنا ، انت تعلم 0 -وللسبب نفسه ، لكى اتخلص من زوجها .... اخبرته اننا مخطوبان ؟ -لا ، لقد كان يتالم ، يتالم فعلا . اراد ان يطمئن الى انك وزوجته .... لستما على علاقة . هذا هو سبب حضوره بالسيارة من لندن اليوم . لانه كان بحاجة .... اراد اثباتا على ان ما قالته زوجته الليلة الماضية صحيح 0منتدى ليلاس فقال ساخرا : يا لا حساسك المرهف 0 تذكرت فارنى الالم الذى راته فى عينى نيفيل كينغ : من الطبيعى ان اشعر بالشفقة على ..... ابتدات تدافع عن نفسها ، لكنه قاطعها فجاة بقوله : وماذا عن احاسيسى انا المرهفة 0 -ماذا تعنى ؟ -انت تعلمين جيدا شعورى نحو النساء . تعلمين لاننى اخبرتك . اخبرتك فى اليوم الاول لك هنا 0 -اعلم . اعلم 0 -ومع ذلك تعمدت ان تقولى اننا على علاقة 0 فاحمر وجهها : انت تعرف السبب 0 |
-وتعمدت ان تختلقى مشاعر يفترض اننى اشعر بها نحوك بينما هى مجرد اوهام 0 -ستلاحظ اننى لم اكذب بالنسبة الى مشاعرى نحوك ! فانا لم اقل اننى مغرمة بك 0 رات ان ما من حاجة لان يعلم بانها اخبرت انثوينا كينغ انهما مغرمان ببعضهما البعض . وتابعت تقول : لان مخيلتى ليست جيدة الى هذا الحد ؟ رد عليها غاضبا وهو يمسك بذراعيها : عليك اذن ان تدعى انها كذلك 0 لك تكن لتهرب . وبينما اعترفت بانها ليست مسرورة للغاية بوقوفهما قريبين من بعضهما البعض الى هذا الحد ، لم تهتم لذلك كثيرا . ما لم يرفع يديه عنها ، فلن تستطيع ان تهرب .... لكنها لم تكن خائفة . كل ما فعلته هو انها بالغت نوعا ما حين قالت انهما مخطوبان 0منتدى ليلاس قالت : لا اظن ان الاعتذار يكفى لمحو هذا الامر 0 -هذا صحيح ! فقد تسنى الوقت لانثوينا كينغ كى تفكر منذ يوم الثلاثاء ، لتعرف ما اذا كانت تريد ان يعرف مكتبى ومديرى اعمالى اننى مختبئ فى عش غرام صغير جنوب " ويلز " . وحقيقة انها اخبرت زوجها الليلة الماضية ، دليل على انها اخبرت الاخرين ايضا 0 -هذا غير صحيح بكل تاكيد ! لم افكر فى ذلك حين ..... -كان عليك ان تفكرى فيه كما كان عليك ان تفكرى فى النتائج قبل ان تثرثرى بقولك لزوجها اننا خطيبان . هذا الخبر سينتشر بين المدراء يوم الاثنين القادم ، اذا لم اكن مخطئا 0 شهقت وقالت بسرعة : كلا ! يمكنك ان تنكر ذلك . لا احد سيصدقها اكثر مما يصدقك 0 -لو كنت اعتقد ذلك ، لانكرته حين انطلق من فمك هذا القول السخيف 0 -ولم لم تفعل ذلك حينذاك ؟ -لاننى ام استطع ان اصدق سمعى . ولم اصدق انك ، انت فارنى ساتون ، لديك الوقاحة والاعصاب لكى تتصرفى بهذا الشكل ! لكن بما اننى لم انكر اننى طلبت الزواج من امرأة سارتبط بها طوال الحياة ..... وابتسم ابتسامة عابسة لا بهجة فيها : .... لا افهم لما لا اغتنم الفرصة التى قدمتها الى 0 |
الساعة الآن 10:01 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية