منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   77 - السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t147790.html)

نيو فراولة 28-08-10 12:07 AM

77 - السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
77- السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة

الملخص


أحيانا يكون الجمال لعنة على صاحبته ....... وأحيانا الثروة أيضا تكون لعنة!
سامنتا ولدت وفي فمها ملعقة من ذهب , لكنها نزعتها وملأت فمها كلاما جميلا , حاولت أن تخيطه على ورق , فدرست وعملت في الصحافة وغيّرت أسم عائلتها بموافقة والدها , مع أنها وحيدته .......
منتديات ليلاس
كانت ثروتها لعنة أدت بها الى مشاكل حياتية وضعت علامات سوداء في أفق المستقبل , ولكن أي مستقبل والرجل الذي أحبّته كان خاطفها وسجّانها في جزيرة صغيرة , أراد حمايتها من الأشرار...... فهل أستطاع حماية مشاعرها وقلبها؟ أم أن المخطوفة صارت خاطفة؟

dalia cool 28-08-10 12:37 AM

مرسي على الرواية باين عليها حلوة كتير

نيو فراولة 28-08-10 01:02 PM

البداية

كانت أنامل سامنتا تضرب مفاتيح الآلة الكاتبة بعنف, وهي عابسة مقطبة الجبين , لأنها لم تكن قادرة على تحقيق السرعة المطلوبة , مهما بذلت من جهد , فهي لا تملك المهارة الكافية لذلك, ناهيك بأن الآلة كانت عادية لا تسيرها الكهرباء .
ولما نفذ صبرها ألتفتت الى جارتها بيث وقالت لها:
" المهارة تشفي جميع العلل , فلماذا لا تعيريني بعض ما عندك منها يا بيث؟".
وكان هذا الكلام ينطوي على شيء من الغيرة , وما ذلك ألا لأن بيث كانت تستطيع بمهارة فائقة , تشغيل أي نوع من أنواع الآلات الكاتبة .
فضحكت بيث وأجابت:
" لماذا لا تجربين الضرب على الآلة الكاتبة بأصبع واحدة؟ فهذه طريقة لا بأس بها , والسيد ليندسي أستعملها عدة سنوات".
وكان السيد ليندسي هذا صاحب الصحيفة التي تعملان بها ورئيس تحريرها.
منتديات ليلاس
فقالت لها سامنتا :
" كلا , سأكون الصحفية الوحيدة التي تطبع بسرعة فائقة ,حتى ولو سبب لي ذلك أنهيارا عصبيا".
وعادت اليها روحها المرحة , فأبتسمت وتابعت كلامها قائلة:
" ما العمل الذي بين يديك الآن؟".
فتجاهلت بث سؤالها , وقالت لها:
" لا شيء , أتريدين أن أساعدك؟".
فهزت سامنتا رأسها , وكان سعرها الأسود الكثيف يتدلى على كتفيها , وأجابت بيث:
" لا, شكرا , ما أطبعه الآن هو عمود( أخبار المجتمع) , وهو من البلادة بحيث يبعث الضجر .....ليت السيد ليندسي يسمح لي أن أعيد كتابته بألوب شيق".
فقالت لها بيث:
" كيف يمكنك أن تفعلي ذلك؟ وأي أسلوب شيق تستعملينه في خبر كهذا: السيد فلان وعقيلته أقاما حفل عشاء في منزلهما دعي اليها...... وغير ذلك من الأخبار التي يحتويهل عمود أخبار المجتمع".
منتديات ليلاس
فأصرت سامنتا على أن ذلك ممكن ,وقالت:
" خذيمثلا هذا اخبر عن فرانك هوارد محامي شركتنا هذه وخريج جامعة بيل , فالخبر يقول أنه أستضاف في عطلة نهاية الأسبوع زميلا سابقا له في الجامعة , وصادف أن هذا الزميل قدم طلبا للحصول على وظيفة في المدرسة الرسمية التي يرئس فرانك هوارد مجلس أدارتها ......... أفلا يشتم من هذه رائحة المناورة السياسية والتواطؤ؟".
فحملقت بيت وصاحت:
" أهذا صحيح؟ ولكن الوظيفة لم تسند الى أحد بعد".
فقالت لها سامنتا:
" أعرف ذلك ,ولكنني أشك في أن تكون من نصيب أحد غير زميل رئيس مجلس أدارة المدرسة!".
فسألتها بيث:
" هل يعلم السيد ليندسي بالأمر؟".
فأجابتها سامنتا وهي تضع ورقة بيضاء في الآلة:
" نعم , وأخبرني أنه لا ينشر هذا النوع من الأخبار".
والواقع أن ليندسي قال لها أكثر من ذلك ,حين حدثها خلال عشرين دقيقة عن السياسة التي يجب أتباعها عند أصدار صحيفة في مدينة صغيرة , فأي خبر بريء في عمود ( أخبار المجتمع ) يمكن تأويله وجعله شائعة تلوكها الألسن , وهذا واقع كانت سامنتا تدركه كل الأدراك.
منتديات ليلاس
وأشار اليها ليندسي في حديثه أيضا أن أولك الذين يحبون أن يقرأوا أسماءهم في عمود ( أخبار المجتمع) هم على العموم رجال أعمال ويعتمد عليهم في الحصول على الأعلانات لصحيفته حتى تتمكن من الأستمرار , ثم أن المحرر الفهيم لا يسيء الى زبائن صحيفته طمعا بالمزيد من الأنتشار , ما لم يكن لديه المبرر الكافي , ولا مانع من أن يكون هناك شي من المسايرة السياسية , على أن لا تتناول أعمال الخداع والغش والنوايا الأجرامية.
ولم يكن بأمكان سامنتا أن ترمي هذا الكلام بحجارة لأن بيتها من زجاج , ذلك أن والدها كان يستعمل أسلوب المسايرة والمحاباة , فنفوذه الواسع العريض هو الذي فرضها على هاري ليندسي كموظفة خلال الصيف , فهي تدرس الصحافة ,ومن المفيد أذن أن تتمرس بها عن طريق العمل في صحيفة محلية , حتى أذا ما تخرجت في نهاية العام الدراسي المقبل , كان لها من المؤهلات ما يتيح لها الحصول على وظيفة في أحدى الصحف الكبرى.
ومن ناحية أخرى , لم يخف على سامنتا أن في كلام ليندسي حكمة عملية , ولذلك رأت أن تقمع في نفسها غريزة الغوص تحت سطح حدث من الأحداث , فمثل هذه الرغبة في الأستطلاع يمكن أن تؤجل الى ما بعد تحقيق ا تطمح اليه.
ولم تكن سامنتا تتحدث كثيرا عن هذا الطموح , لأن قلة من الذين تعرفهم يفهمون رغباتها , بل معظم زميلاتها في الدراسة , ناهيك برفيقاتها في العمل ,وفي طليعتهن بيث مثلا , يعتبرون الوظيفة شيئا ثانويا في الحياة , ولذلك كان الزواج غايتهن القصوى.
كانت سامنتا في الثانية والعشرين من العمر ,ولم تكن تجهل تصرفات الرجال , فهي لم تكن تكرههم ,ولكنها توصلت الى الأعتقاد أنه من غير الممكن أن تكتفي بحب رجل واحد في حياتها.
منتديات ليلاس
لم يكن ذلك لأنها قبيحة المنظر , بل على العكس ,فملامحها الغضة الناصعة كانت بهجة للعين , وكان في أنحناءة شفتيها ما يوحي بالشهوة , وفي بريق عينيها العسليتين ما ينم عن حيوية وشغف بالحياة , وكانت في كثير من أوصافها مثال المرأة التي يتمنى الرجل صحبتها لا الوقوع في غرامها , أو هكذا ساد الأعتقاد , ولعل ذلك مرده الى أنها لم تجد الرجل الذي يمكنه السيطرة عليها.
وتبين لها ذلك جليا واضحا في ذلك الصيف الذي كانت تقضيه في مدينة صغيرة , فكونها وجها أنثويا جديدا جذب أليها أنظار بعض الرجال , ولكنهم سرعان ما تركوها , الواحد تلو الآخر , مخافة أن يتهموا بأنهم يعاشرون فتاة مسترجلة , أما الآخرون , فما أن يعرفوا أنها أبنة روبن غنتري حتى يبتعدوا عنها , لئلا يخيم عليهم ظل نفوذ والدها وثروته وجاهه العريض.

iraq flower 28-08-10 02:03 PM

مرسي منتظرين التكملة على نار :flowers2::flowers2::flowers2:

أحاااسيس مجنووونة 28-08-10 07:48 PM

تسلم الايادي باين انها حلوة كتيييييييير واحداثها مشوقة بالانتظار على نار

نيو فراولة 28-08-10 10:39 PM

وتوخت سامنتا , في باديء الأمر , أن تجد لها رجلا ثريا ووجيها كوالدها , وبذلك لا تعود تعاني مشكلة كونها أبنة روبن غنتري , وبالفعل ,فأنها خطبت رجلا كهذا وهي في الثامنة عشرة من عمرها , ولكن خطبتها لم تدم أكثر من شهر واحد , وذلك لسببين : الأول هو أنها أكتشفت أن امال يطلب مزيدا من المال , فكان خطيبها يعتبر علاقته بها علاقة تجارية بوالدها , والسبب الثاني هو أنها لم تكن تحبه.منتديات ليلاس
ومكان من تأثير فسخ خطبتها تلك أنها وصعت حدا لأي خطة ترمي الى أيجاد رجل في حياتها , حتى أنها أخذت تقنع نفسها بمحاسن حياة ( العزوبية) في عصر لم تعد فيه حياة من هذا النوع فضيحة وعارا.
وكان روبن غنتري يعي العبء الثقيل الذي تحمله سامنتا لكونها أبنته ,ولكنه لم يذكر ذلك سوى مرة واحدة , حين فسخت خطبتها وشرحت له السبب , فأقترح عليها آنذاك أن تختار رجلا مغمورا , كما أنه ألمح الى كونه لا يمانع أذا هي غيرت أسمها.
على أن سامنتا رفضت في الحال وقالت لأبيها:
" أنا لا أخجل أن أكون أبنتك".
وأذا كانت في ذلك الصيف لم تعلن عن هويتها , فلأنها أرادت أن تعمل في جزيرة صغيرة من دون أن تلحقها الشهرة كالمعتاد.
وفيما هي غارقة في مثل هذه الأفكار , أخذت تبتسم حين تذكرت أن أهم خبر يمكن أن يحتويه عمود ( أخبار المجتمع) الذي تطبعه هو أنها لم تكن سامنتا جونز كما أعلنت , بل سامنا غنتري دون سواها.
ولاحظت بيث أبتسامتها فأرادت أن تعرف لماذا كانت تبتسم , فأجابتها:
" لأنني أتخيل ردة فعل القراء أذا أنا نشرت الحقيقة!".
قالت هذا الكلام من دون أن تشرح ما تعنيه بالضبط .
منتديات ليلاس
ولكن بيث لم تستوضحها , وأنما تابعت تقلبات صفحات المجلة التي على الطاولة أمامها , ألى أن وقع نظرها على مقال أسترعى أهتمامها , فقالت لسامنتا:
" أسمعي , سأقرأ ما جاء في برجي لهذا الشهر: سيكون شهر حزيران ( يونيو ) هادئا ومليئا بالدفء والضحك , ستقضين العطلات الأسبوعية في رحلات ممتعة , ولكن غير بعيدة , أصدقاؤك المخلصون سيكونون مصدر فرح لك".
وتأوهت بيث لأنه لم يرد شيء عن الزواج , ثم سألت سامنتا أذا كانت تريد أن تقرأ لها برجها و فأجابتها بأنها لا تبالي بالأبراج ,ولا تأخذها بعين الأعتبار والجد .
غير أن بيث قرأته , وهذا ما ورد فيه:
" حزيران سيكون شهرا محيرا , حذار من غرباء يدخلون حياتك , قد لا يكونون كما يظهرون , تحققي من الوقائع قبل أن تثقي بحدسك ,السفر غير محمود العاقبة".
فضحكت سامنتا وقالت:
" سأخبر صاحب العمل بالأمر ..... أقنعته بعد جهد جهيدأن يسمح لي بكتابة مقال عن تلك السيدة في المدينة المجاورة لمناسبة ذكرى ميلادها المئة , والآن يجب أن أعلمه أنني لن أكتبه لأن برجي يقول أن السفر غير محمود العاقبة!".
فقالت بيث :
" هذا يغضبه غضبا شديدا".
فصاحت بها سامنتا:
" لا أظنك تصدقين كلام الأبراج , فهو هذر بهذر!".
فلم يرق لبيث هذا الرأي الجازم فقالت:
" هذه التنبؤات صحيحة كل الصحة!".
منتديات ليلاس
فتعجبت سامنتا لهذا الأصرار على تصديق مثل تلك الخزعبلات , ولكنها لم تكن مستعدة للدخول في نقاش حول هذا الموضوع , فما كان منها ألا أن ألتفتت الى الورقة الموضوعة في الآلة الكاتبة , وراحت تضرب المفاتيح بعزم وعناد.
وحين أنتهت من طبع عمود ( أخبار المجتمع) , أخذت تدقق في سلامته من الأخطاء المطبعية , وفيما هي تفعل ذلك , فتح الباب الخارجي ودخل رجل طويل القامة, قاتم شعر الرأس , فلما رأته سامنتا أسترعى أنتباهها وأهتمامها جدا.
وعلى الرغم من أنها لم تقض في تلك المدينة أكثر من شهر , ألا أنها عرفت بالحدس أن ذلك الرجل كان غريبا.
ومشى الرجل بخطوات ثابتة الى حيث تجلس بيث وراء طاولة كانت , الى جانب كونها طاولة أستقبال , مخصصة لقسم الأعلان , وخيل لسامنتا أن وراء ثبات خطواته عافية جسدية رائعة.
وتوقف الرجل أمام الطاولة وقال لبيث:
" أنا أبحث عن سامنتا...".
فقاطعته سامنتا قائلة:
" أنا سامنتا جونز ".
فأستدار الرجل بسرعة نحوها عند سماع صوتها , وكانت غريزته قد دلته على أنها كانت تراقبه منذ اللحظة التي دخل فيها الى الغرفة.
منتديات ليلاس
ونهضت سامنتا من وراء طاولتها , فأبتسم لها الرجل وسار في أتجاهها وهو يقول:
" صورتك التي على طاولة والدك لا تعطيك حقك , يا آنسة جونز".
وأدركت سامنتا من نبرة صوته أنه جاء لمقابلتها بصفتها أبنة روبن غنتري لا بصفتها محررة في الصحيفة , كما أدركت أنه لا بد أن يكون من معارف والدها.

نيو فراولة 29-08-10 01:45 PM

وأما بيث , فحين سمعت كلام الرجل ألتفتت الى سامنتا وقالت لها:
" والدك؟ أما قلت لي أن والدك توفي منذ سنتين؟".
فأجابتها سامنتا مصرة على هذه الكذبة البيضاء :
" نعم , توفي منذ سنتين , ويبدو أن هذا الرجل كان يعرفه".
وقال الرجل مؤيدا كلام سامنتا:
" هذا صحيح".
وكان من الواضح أن الرجل يحمل الى سامنتا رسالة شفهية من والدها , ولكنه لم يكن قادرا على أبلاغها بحضور بيث, فما كان من سامنتا ألا أن تناولت حقيبتها التي كانت بجانب كرسيها وقالت لبيث:
" نحن ذاهبان الى الغرفة الخلفية لتناول بعض القهوة".
وخرجت مع الرجل , تاركة بيث في حيرة من الأمر .
وفي الغرفة الخلفية , حيث كان هناك طاولة وبضع كراسي , قالت سامنتا للرجل وهي تسكب القهوة في الفنجان:
" لم أتشرف بمعرفتك , ولكنني أظن أن روبن أوفدك أليّ".
فأجابها الرجل:
" أنا أوبن برادلي , والدك........".
منتديات ليلاس
فقاطعته سامنتا قائلة:
"أأنت أوين برادلي؟".
وخرجت من بين شفتيها ضحكة سارعت الى كبتها وقالت معتذرة:
" عفوا , لم أتعمد الضحك....... لست على الأطلاق مثلما تصورتك في مخياتي كرفيق لوالدي".
قالت هذا الكلام وأخذت تتأمل الرجل بأمعان , أهذا هو أوين برادلي , أمين سر والدها والمدير العام لكل شيء؟ كانت تتخيله رجلا نحيلا , قصير القامة , سريع الحركة , شأن مدراء الأعمال , فأذا به خلاف ذلك تماما , كان رجلا قوي البنية , صلب الملامح , يفيض حيوية وعافية , لم يكن وسيما , ولكن سامنتا أحست أن فيه قوة خفية تأخذ بمجامع القلوب.
ثم أستدارت نحة موضع أبريق القهوة وسألت الرجل كيف يريد القهوة , فأجاب:
" مرّة , من فضلك".
فملأت الفنجان ولاحظت وهي تناوله أياه أن يديه كانتا كبيرتين خشنتين , مما يدل على أن صاحبهما يقوم بعمل يدوي شاق , وأشارت عليه بالجلوس , فقرب كرسيا وجلس عليه وظهره الى الحائط , وأخذ يجيل نظره في أرجاء الغرفة بقليل من الأهتمام , ثم قال:
"علمت أنك غيرت أسمك يا آنسة جونز , ولكنني لم أعلم أنك أشعت أن والدك توفي منذ سنتين!".
فتجاهلت سامنتا العبارة الأخيرة وأجابت:
" غيرت أسمي لمدة الصيف فقط...... وجدت هذا أسهل علي من أن أختلق المعلومات عن روبن وعني , والآن , لماذا أسلك روبن الي عوض أن يخبرني ماذا يريد بواسطة هاري ليندسي كما جرت العادة؟".
فأجاب :
" حاول أن يفعل , ولكن هاري غادر المدينة أمس , فأرسلني والدك من نيويورك".
منتديات ليلاس
فتذكرت سامنتا أن هاري غادر المكتب أمس فجأة , على أن يعود في أية لحظة , ولم يدهشها أن والدها لم يتصل بها مباشرة , بل تعجبت لماذا وجد من الضرورة أن يرسل اليها أوين برادلي , فقالت له:
" هل هنالك أمر ملح؟".
فأجابها :
" عزم والدك على قضاء عطلة أسبوعين , وهو يريد أن تكوني بصحبته , وربما لآخر مرة قبل أن تبسطي جناحيك وتطيري من العش , على حد تعبيره!".
وترددت سامنتا قبل أن تجيب , لأن برادلي تابع كلامه قائلا:
" يمكنني ترتيب غياب أسبوعين عن عملك هنا,خصوصا أن هاري ليندسي لا يحتاج الى محرر أضافي يعمل طوال ساعات النهار".

نيو فراولة 29-08-10 01:54 PM


لم يعجبها هذا الكلام , فقد أوحى اليها بأن ليندسي لم يكن بحاجة اليها , وأنه وظّفها عنده أكراما لوالدها , ولكنها كتمت غيظها وقالت لبرادلي:
" بأمكاني أن أقضي معه أسبوعا واحدا ........ هل تعرف أين سيذهب ؟ برمودا؟ أم سانت كروا؟ أم هاواي؟".
فأجابها برادلي :
" هذه المرة سيذهب الى أحدى الجزر الصغيرة في أعلى ولاية نيويورك , حيث أستأجر منزلا".
وكان ذلك المكان يعرف بملعب أصحاب الملايين , ولذلك لم يكن روبن غنتري يحب أن يقضي عطلته فيه , بل كان يؤثر عليه مكانا تجمعه مع الآخرين صفته كأنسان لا كصاحب ملايين , أما الآن وقد أصبح ذلك المكان كسواه من الأمكنة السياحية , فأنه رأى أن يقضي عطلته هناك .
ولاحظ أوي برادلي أن سامنتا تفكر في أمر ما , فقال لها:
" هل هناك ما يزعجك؟".
فأجابت سامنتا:
" تعني بخصوص أختياره ذلك المكان ؟كلا , وأنما فوجئت به , على الرغم من أنني يجب أن أكون أعتدت على مثل هذا من روبن.....متى أترك هنا لألتقيه؟".
منتديات ليلاس
فأجابها برادلي:
" اليوم".
وبعد أن أبتسم أبتسامة باهتة , أضاف قائلا:
" أنهى روبن الترتيبات اللازمة , بعد أن أرجأ بعض الأجتماعات الى حين , ويقتضي أن أعود بك اليوم".
فتنهدت سامنتا , فمن عادة والدها أنه ماأن يتخذ قرارا حتى يسارع الى تنفيذه , وبينما هي تفكر في ما يتطلبه أستعدادها للرحيل من وقت , قال لها برادلي:
" لا لزوم لحزم أمتعتك ..... والدك أشترى لك الثياب التي ينبغي أرتداؤها هناك , أما ما تحتاجين اليه من متاع خصوصي , فتشتريه من هناك".
فقالت سامنتا:
" هو يفكر في كل شيء , ولا أظن ألا أنه الآن هناك بأنتظارنا".
فقال برادلي :
" سيلاقينا هناك بعد غد, أي السبت".
ولاحظت سامنتا صيغة الجمع في كلامه فقالت:
"هذه الرحلة , على ما يبدو , ستكون للراحة وللعمل معا.......".
فأجاب برادلي موافقا:
" نعم , هكذا ستكون!".
ولم تتمالك سامنتا من أظهار أمتعاضها , ولكن برادلي لم يتفوه بكلمة تعليقا على ذلك , بل نهض عن كرسيه وهو يقول:
"أذا تركنا الآن , فأننا نصل الى كلايتون بعد ست ساعات , أي قبل أن يخيم الظلام".
منتديات ليلاس
فقالت سامنتا:
" ألا ننتظر الى أن يعود هاري؟ أود أن أشرح له الأمر......".
فقاطعها برادلي قائلا:
" معي رسالة اليه ......... وسأتركها في مكتبه , بينما تتأهبين للسفر".
ولم يبق لسامنتا أي أعتراض آخر على هذا التدبير , فما كان منها ألا أن نهضت وسارت في الرواق الى جانب برادلي , فدلته على مكتب هاري ليندسي وتابعت طريقها الى مكتبها , فقالت لها بيث:
" من هو هذا الرجل؟".
فأجابت سامنتا:
" صديق العائلة".
قالت هذا الكلام , فيما أخذت تغطي الآلة الطابعة وترتيب أوراقها التي على الطاولة .
فسألتها بيث:
" هل تعرفينه من قبل؟".
فأجابت سامنتا:
"كلا , لا أعرفه وأنما أعرف عنه".
وناولت بيث عمود ( أخبار المجتمع) الذي فرغت من طبعه لكي تعطيه للسيد ليندسي عندما يعود , ثم قالت:
" حدث للعائلة ما يستدعي ذهابي".
فصاحت بها بيث :
" أذاهبة أنت مع هذا الرجل؟ يبدو لي أنه خطر!".
منتديات ليلاس
فأبتسمت سامنتا وأجابت:
" هو رجل بكل معنى الكلمة!".
فقالت بيث:
" هل أنت متأكدة من هويته؟ تذكري ماذا قرأت لك عن طالعك هذا الشهر : حذار من الغرباء !".
فضحكت سامنتا ساخرة من تصديق بيث لمثل هذه الخرافات , وقالت لها:
"فليكن , هذا كل شيء".
وتطلعت فرأت برادلي واقفا بأنتظارها في الباب المؤدي الى الرواق , فقال لها مبتسما:
" مستعدة؟".
فأجابت بهز الرأس :
" نعم".
وأزداد خفقان قلبها لأبتسامته , وشعرت بالحسرة لأن الرجل موظف عند والدها , مما قد يحول دون قيام أي علاقة بينهما.

dalia cool 29-08-10 05:36 PM

مرسي كتير الرواية روعة:flowers2:

نيو فراولة 30-08-10 05:19 PM

2- له أسم آخر !

كان برادلي يسوق السيارة بسرعة فائقة على طريق ثانوي , بحيث دب الخوف في قلب سامنتا فصاحت به :
" لماذا هذه السرعة؟ هل من أحد يطاردنا؟ أو أنك تعودت على أن تسوق بمثل هذه السرعة؟".
فأعتذر برادلي وخفّف من سرعته , وحين سألت سامنتا لماذا لم يسر على الأوتوستراد , أجاب:
" صحيح أن الأستوستراد خال من المنعطفات , ولكن الللطريق الثانوي مشاهد ومناظر أجمل بكثير".
فوافقت سامنتا على هذا الكلام , وأخذت تعدل جلستها , فقال لها برادلي :
"هل تعبت؟".
فأجابت سامنتا بأبتسامة:
" تعبت من الجلوس أربع ساعات على هذه الطريق".
فقال لها برادلي :
" في المدينة التي سنصل اليها بعد قليل مطعم مشهور , سنقف هناك ونتناول الطعام".
منتديات ليلاس
وكان الحديث بينهما يدور حول العموميات , بحيث لم تحصل منه على معلومات عنه أكثر مما علمته من أبيها , ومع أن تلك المعلومات كانت وفيرة , ألا أن الرجل بقي لغزا بالنسبة اليها.
وكان كل شيء يدا على أن أهتماماته كانت جسدية وفكرية في آن معا , وألا فكيف كان في وأن يقضي الساعات الطوال في المكاتب وغرف الأجتماعات , كما كانت تتطلب وظيفته مع أبيها , كان في نحو الخامسة والثلاثين من العمر , ولم يكن متزوجا كما فهمت من أبيها , لأن أباها أراد أن يكون أمين سره طليقا من كل قيد أجتماعي , لكي يكون في متناول يده كل لحظة .
وسألت سامنتا نفسها : أتراه لم يتزوج من قبل ؟ فرجولته الظاهرة لا بد أنها جذبت الكثيرات من النساء أليه , فأذا كان قد تزوج من قبل , فهل هو الآن أرمل أم مطلق؟ ووعدت سامنتا بالحصول على الجواب في حينه , وبالتحديد عندما ترى والدها يوم السبت.
وبعد نحو ثلاثة أرباع الساعة , كانا جالسي في المطعم وقد فرغا من تناول الطعام وأخذا يرشفان القهوة , وكان برادلي قد سألها بعض الأسئلة عن عملها في الصحيفة , فأجابته عليها , وحين تطلعت ألى وجهه رأت أنه لم يكن ينظر اليها , بل كان يراقب الناس الذين في المطعم ,فالطاولة التي كانا جالسين عليها أتاحت له أن يرى كل ما كان يجري هناك.
وأزعج سامنتا أن برادلي لم يكن ينظر أليها ألا قليلا , لأنه كان مهتما بمراقبة الآخرين , وكانت ترى أن من واجبه , وهي أبنة سيده , أن يعرها كثيرا من الأهتمام ولو على سبيل المجاملة , فقالت له وهي تميل برأسها :
" هل أبعث فيك الضجر ؟".
فحدق اليها قليلا , ثم قال بصوت منخفض :
" كلا!".
ولم تكتف سامنتا بهذا الجواب , بل تابعت كلامها قائلة:
" لم أكن متأكد أنك كنت تصغي بأنتباه ألى ما أقول".
فأجابها برادلي:
" هذا غير صحيح , كنت تخبريني عن مقال حاولت أن تكتبيه عن سيدة عجوز أسمها جاين بيتس , وهي في هذه الأيام تحتفل بعيد ميلادها المئة , طلبت الها أن تحدثك عن التغيير الذي طرأ على مواقفها في غضون تلك السنوات,وماذا كان أثرها في حياتها ".
منتديات ليلاس
فقالت له سامنتا :
" عفوا ,كنت مخطئة , ولك أن توبخني , ظننت أنك كنت تفكر في شيء آخر".
فرمقها بنظرة سعيدة وقال :
" وكيف لي أن أنسى أنك جالسة بقربي!؟".
وحارت سامنتا كيف تفهم كلامه هذا , فرأت أن تسأله:
" هل لك أخت؟".
فأجابها :

" كلا , ولكن لو كان لي أخت , لكانت على الأرجح تشبهني ولا تشبهك".

نيو فراولة 30-08-10 05:31 PM

قال هذا اكلام ونهض عن كرسيه قائلا:
" الشمس آذنت بالغروب , فالأفضل أن نستأنف سيرنا".
وحين جلسا في السيارة , قالت له سامنتا:
" لماذا قلت لي ذلك الكرم؟".
فأجابها برادلي :
" أي كلام؟".
فقالت له سامنتا:
"كلامك على أن أختك , لو كان لك أخت , قد لا تشبهني !".
فأجابها برادلي:
" هذا صحيح , ولكن هذا لم يكن ما أردت أن تعرفيه ...... ما من أحد رافق روبن وتقرب اليه ألا سمع ما يقال عنه وعن أبنته!".
فقالت له:
" أذن , سمعت ما يقال عن أنني فتاة جذابة ولكن بطريقة تجعل مني أختا لا حبيبة".
منتديات ليلاس
فأجابها برادلي:
" عرفت رجالا كثيرين , ولم أجد لأحد منهم أختا تشبهك!".
فضحكت سامنتا بهدوء وشعرت بالدفء يسري في مفاصلها , ولم تشأ أن تواصل الحديث , وأنما آثرت , أن تنظر من نافذة السيارة ألى النجوم المتلألئة في ذلك الفضاء الواسع.
وحين وصلا ألى كلايتون وأجتازا شوارعها , توقف برادلي عند ميناء على شاطىء النهر , ولم يكن هناك أي مركب , ولكن برادلي نزل من السيارة وحمل حقيبته ووقف هناك , ففعلت سامنتا مثله.
وبعد قليل أخترق جدار الصمت صوت غريب يقول:
" المركب مقبل بعد حين!".
وأستدارت سامنتا نحو مصدر الصوت , فأذا بها تشاهد رجلا بطول قامة برادلي واقفا بجانبه.
فقال له برادلي:
" شكرا يا برت".
ثم ناوله شيئا ما , كان في الواقع مفتاح السيارة , أخذه الرجل وفتح باب السيارة وجلس وراء مقودها وسار بها في الطريق التي سلكها برادلي وسامنتا.
وأخذ برادلي بيد سامنتا وسار بها ألى رصيف يقع في ظل أحدى البنايات , وأمرها بأن تنتظر هناك , ثم تابع طريقه ألى شاطىء النهر.
وأقبل مركب مطوي الشراع , فلما وصل ألى الشاطىء ألقى البحار حبلا , فأمسكه برادلي بمهارة وربطه بوند على الشاطىء , ثم أستعان هو وسامنتا برجل على المركب , حين صعدا أليه , وأشار أوين على سامنتا أن تنزل ألى الطبقة السفلى , فيما يتأهل المركب للأبحار.
وكان الهواء باردا فوق مياه البحر و ولو كان مع سامنتا قميص صوف تلبسه , لآثرت البقاء على ظهر المركب .
وهدر محرك المركب وهو يبتعد عن الشاطىء , ثم بدأت أضواء المدينة تلوح باهتة من بعيد , وخطر ببال سامنتا أن روبن غنتري وحده قادر على تنظيم رحلة كهذه , لا تشكو من أي عيب.
وبعد حين , أطل أوين برادلي من فوق , من ظهر المركب , ألى حيث كانت سامنتا جالسة تفكر , وقال لها:
" هل أنت مرتاحة؟".
فأجابت سامنتا :
" نعم ,ولكن كنت أتمنى أن يكون معي قميص صوف!".
فقال لها برادلي :
" أظن أن هناك , على المركب , قميصا يقي من الهواء , وبأمكانك أن تلبسيه أذا شئت".
وغاب قليلا ثم عاد حاملا القميص , وكان فضفاضا عليها , فأعتذر لأنه لا يوجد قياس أصغر منه.
وسألته سامنتا:
" متى نصل الى الجزيرة ؟".
منتديات ليلاس
فأجابها برادلي :
" بعد حوالي ساعة..... في الأبريق الحافظ للحرارة هناك على الطاولة بعض القهوة تدبري أمرك".
فأبتسمت سامنتا شاكرة , فيما توارى برادلي في ظلمة الليل , ووجدت سامنتا القهوة لذيذة , فأخذت ترتشفها وهي تتسمع لصوت هدير المحرك وتفكر ببرادلي , كيف أنه يجمع بين القوة البدنية والذكاء العقلي , لا لأن هذا الجمع مستحيل , بل لأنها وجدته في رجل واحد هو أمين سر والدها , وتساءلت في نفسها كيف يتصرف هذا الرجل مع النساء.

نيو فراولة 30-08-10 08:09 PM

وشعرت سامنتا ببعض التعب , فعقدت ذراعيها ولوت عنقها وأخذت تغالب النعاس , ثم لم تلبث أن سمعت وقع خطوات على السلم المؤدي ألى الغرفة , تبعه صوت أوين برادلي يقول:
" وصلنا ألى الجزيرة الآن!".
فصاحت قائلة:
" أنا صاعدة ألى ظهر المركب في الحال".
وألتقطت أشياءها وسارت نحو درجات السلم , وفيما هي تصعدها لاحظت أن المركب يدخل المكان المخصص له على شاطىء الجزيرة , ثم توقف المحرك وأخذ الرجلان اللذان على ظهره يلقيان مرساته ويربطانه بوتد على الشاطىء.
وقال لها أوين:
" هل أنت مستعدة للنزول ؟".
منتديات ليلاس
فأجابته سامنتا :
" نعم".
فطوّق أوين خصرها بذراعيه وساعدها للوصول ألى الشاطىء , وفيما هو يحملها أستسلمت أليه بلذة , ثم لاحظت أنه كان يحمل حقيبة يد مكتوبا عليها حرفان لم يكونا يرمزان ألى أسمه وأسم عائلته و فقالت له:
" كيف تحمل حقيبة يد ما هي لبك , وأنت أمين سر روبن غنتري؟".
فأجابها :
" هذه الحقيبة لي , والحرفان يرمزان ألى أسمي وأسم عائلتي , وهما كريس أندروز".
فقالت له متعجبة:
" أولست أنا أوين برادلي؟".
فأجابها بهدوء:
" كلا , أنا كريس أندروز".
وكانت تسمع بهذا الرجل بدون أن ترى له وجها , وهو لم يكن منافسا لوالدها تماما , ألا أن مصالحهما كانت تتضارب في كثير من الأحيان , وكان والدها معجبا بمهارته التجارية والمالية كل الأعجاب , ثم أنه كان كوالدها يمقت الدعاية لنفسه وحب الظهور.
وقالت له سامنتا :
" هل يعلم روبن أنك جئت بي ألى هنا؟".
فأجابها كريس أندروز:
"بكل تأكيد , أما قلت لك أنه سيحضر ألى هنا يوم السبت؟".
فقالت له سامنتا:
" لماذا؟".
فأجابها:
" لأنني وجهت أليه الدعوة".
فسألته سامنتا:
" هل تسكن هنا؟ وهل هذا مركبك؟".
منتديات ليلاس
فأجابها:
"نعم".
فقالت له:
" ولماذا أنا هنا؟ ولماذا سيحضر روبن؟".
وأستيقظت غريزتها الصحفية في محاولة لمعرفة الأسباب , حين وقفت أمامه بعناد وأصرار , فقال لها:
" روبن يملك بعض الأسهم في بعض الشركات وأنا أريد أن أشتريها ولكنه يرفض أن يبيع ,والأتفاق بيننا حبي , ودعوته ألى هنا لمدة أسبوعين , على أمل أن نتوصل ألى تسوية , فقبل الدعوة ولكنني لا أقدر أن أعرف لماذا".
فردت سامنتا على كلامه هذا بالقول:
" ما تقوله لا يجيب على سؤالي , لماذا أنا هنا؟".
فأجابها:
" أنت هنا للسبب نفسه الذي ذكرته لك في مكتب الصحيفة , روبن يود أن يصرف بعض الوقت بصحبتك , قبل أن تطيري من العش كالعصفور ,وسألني أذا كنت أوافق على مجيئك , فوافقت".
فقالت له سامنتا:
" لماذا وافقت؟ ألا تعتقد أن وجودي قد يعيق بلوغ الهدف من أجتماعكما؟".
فأجابها قائلا:
"هذا ممكن , ولكنني آثرت المجازفة , ومن ناحية أخرى , قد يكون وجودك مع والدك عاملا في تحسين مزاجه,بحيث تنجح المفاوضات!".
منتديات ليلاس
فقالت له سامنتا:
" هل تقصد أن وجودي قد يخفف من عناده , بحيث يقتنع بوجهة نظرك؟".
فقال لها كريس:
" هذا فضلا عن أنني آمل أن نقضي أسبوعا ممتعا بصحبة والدك".

نيو فراولة 30-08-10 08:23 PM

ومالت سامنتا ألى تصديق حسن نيته , ولكنها أرادت أن يوضح لها لماذا جاء بها ألى الجزيرة قبل أن يحضر والدها يوم السبت , فأجابها:
" لم نتعارف شخصيا , ولذلك رأيت أنه من الحكمة أن أتعرف أليك بعض الشيء , بغياب والدك , لأرى كيف ستجري الرياح!".
فقالت له سامنتا:
" تريد أن تقول أنك قد تجدني عقبة في طريق بلوغ هدفك ......... فأعلم أيها السيد أندروز أنني لن أحاول أن تؤثر على والدي بأي شكل من الأشكال في أموره التجارية".
فأبتسم أندروز وقال لها:
"أذن , سنقضي عطلة ممتعة , خصوصا أذا ناديتني بأسمي الأول كريس , والآن هل ندخل ألى المنزل؟".
منتديات ليلاس
وفيما هي تسير أمامه نحو المنزل خطر لها أن تسأله لماذا لم يفصح لها عن أسمه الحقيقي منذ البداية ؟ لماذا أحاطه بمثل هذه السرية ؟ فأجابها:
" لو أخبرتك بأسمي الحقيقي في مكتب الصحيفة , من كان يضمن لي أنك توافقين على المجيء معي؟ أما الآن , وقد وصلت ألى هنا , فبأمكانك البقاء أو العودة".
فقالت له سامنتا:
" وأذا قلت لك أريد العودة , فهل تقبل؟".
فأجابها :
" في مثل هذه الساعة ؟ هذا صعب جدا ".
ولم تكن سامنتا تنتظر منه أن يجيب على سؤالها غير هذا الجواب , فقالت له:
" وفي هذه الحالة , يبقى عليك أن تدلني أين سأنام الليلة".
فقادها كريس في الطريق ألى المنزل , وكان مظلما بعض الشيء وتحيط به الأشجار الكثيفة , على أن ضوء القمر المتلألىء بين النجوم الساطعة في الفضاء كان ينير معالم الطريق , ولم تتمالك سامنتا من أرسال ضحكة عالية , فسألها كريس:
" ما هذا الذي يضحكك ؟".
فأجابته سامنتا:
"الفتاة بيث التي تعمل معي في الصحيفة قرأت لي برجي لشهر حزيران( يونيو).....".
فقاطعها كريس قائلا:
" هل تؤمنين بالأبراج؟".
فأجابته سامنتا :
" لم أكن أؤمن به, ولكن ما حدث لي اليوم يجعلني أعيد النظر في الأمر".
فقال لها:
" ماذا حدث لك اليوم؟".
منتديات ليلاس
فأجابت:
" برجي يحذرني من الغرباء , فهم يظهرون غير ما يضمرون , وهذا بالفعل ما حدث لي اليوم , فأنت قلت لي أنك أوين برادلي , فتبين أنك كريس أندروز..........".
فقال لها كريس:
" فهمت ما تقصدين قوله!".
ودخلا المنزل , فأذا هو من طبقة واحدة , وقد بني بحجارة محلية على نحو ريفي مريح".
وكان أبريق القهوة بأنتظارهما , وبعد أن فرغا من الشرب , نادى كريس الخادمة ماغي , فلما حضرت أشار أليها أن ترافق سامنتا ألى غرفتها , وكانت ماغي في نحو الخامسة والثلاثين ,وعلى وجهها مسحة من الجمال , وكان الذكاء يشع من عينيها الزرقاوين.
ولاحظت سامنتا أن العلاقة بين ماغي وكريس لم تكن علاقة خادمة بسيدها ,بل كان هنالك ما يوحي بعلاقة تشبه علاقة سامنتا بهاري ليندسي , صاحب الصحيفة الذي كان صديقا لوالدها , والذي تعرفت أليه قبل أن تتوظف عنده في ذلك الصيف.

نيو فراولة 30-08-10 09:07 PM

3- دعوة ألى الكآبة

أستيقظت سامنتا من نومها نحو منتصف النهار , فأسرعت ألى أرتداء ملابسها , وكانت الخزانة ملأى بالثياب الرياضية , فأختارت منها ما حلا في عينيها , ثم هرعت من غرفتها ألى الرواق وأتجهت نحو غرفة الأستقبال ,تاركة غريزتها تقودها ألى حيث توجد غرفة الطعام , وكانت الأصوات تتعالى من هناك , فتوقفت تتسمع.
كان كريس أندروز واقفا أمام النافذة , وهو يلبس سترة زرقاء فوق قميص باهت الزرقة , وأثار أهتمام سامنتا قوله للمرأة الشقراء التي كانت أمامه:
" لن يجري أي بحث في الموضوع , هذه رغبتي أكثر مما هي رغبتك".
منتديات ليلاس
وكانت المرأة الشقراء هي ماغي كارلتون.
وأنتبه كريس لوجود سامنتا , وكذلك ماغي , فبادرها كريس بالقول:
" أراك عدت ألى عالم الأحياء , صباح الخير!".
وكان في كلامه هذا شيء من السخرية و وفكرت سامنتا أن تعتذر لأنها تأخرت بالنوم , ولكنها آثرت أن تتجاهل الأمر كأن شيئا لم يكن , فقالت:
" صباح الخير , لا أتذكر أنني تأخرت من قبل بالنوم ألى هذا الحد , الهواء هنا , على ما يظهر , يغري بالنوم!".
فقال كريس موافقا:
" لا شك في ذلك".
وألتفتت ماغي كارلتون ألى سامنتا وهي تبتسم , ثم قالت لها:
" سأحضر بعض القهوة , يا آنستي ,ومع القهوة , أي طعام تفضلين للفطور؟".
فأجابتها سامنتا:
" لا أتناول طعام الفطور الآن , يكفيني فنجان من القهوة , فالغداء أقترب موعده جدا".
فخرجت ماغي من الغرفة , بعد أن تبادلت النظرات مع كريس , وبدا لسامنتا أن تلك النظرات لم تكن عادية , لأنها كانت تشير ألى أن كل شيء على ما يرام.
وحدقت سامنتا , عبر النافذة و ألى الطبيعة في الخارج , فوجدتها ساحرة ألى حد بعيد , وقال لها كريس , وقد وقف ألى جانبها:
" يا له من منظر جميل! ألا تعتقدين ذلك؟".
فأجابته سامنتا :
" أنه فوق ما كنت أتصور.... أصحيح أن في هذه الأنحاء ألفي جزيرة , كما يشير ألى ذلك أسمها؟".
فأجابها كريس:
" هنا في سانت لورنس ألو وسبع مئة جزيرة , على وجه التحديد , وهي في معظمها من الممتلكات".
منتديات ليلاس
فتعجبت سامنتا من هذا الكلام , فتابع كريس وصفه لهذه الجزر قائلا:
" أكبر جزيرة مساحتها تزيد عن مئة ميل مربع , وأصغر جزيرة لا تحتوي ألا على صخرة وشجرتين أو ثلاث , فالجزيرة , بحسب التعريف الحكومي , هي متسع من الأرض محاطا بالمياه , على أن يكون فيه على الأقل شجرة واحدة......".
وتطلع كريس ألى سامنتا وسألها مبتسما:
"هل تظنين الآن أنك ستقضين وقتا ممتعا هنا؟".
فقالت له سامنتا:
"نعم , بل يكون بأمكاني أن أكتب مقالا عن هذا المكان وأنشره في الصحيفة عندما أعود........".
فسألها كريس:
" هل تجيدين السباحة؟".
فأجابته:
" نعم , لماذا تسألني هذا السؤال ؟ هل تريد أن تقول لي أنني أذا عزمت على مغادرة هذه الجزيرة قبل أن يجيء والدي فعليّ أن أغادرها سباحة في الماء؟".
فقال لها كريس:
" كنت أفكر في شيء آخر عندما سألتك هذا السؤال........".
فنظرت أليه سامنتا وقالت:
" ما هو هذا الشيء الآخر؟".
فقال لها:
" الطقس دافىء اليوم , وكان بودي أن أدعوك ألى السباحة".
فأجابته سامنتا:
" هذه دعوة أقبلها بكل سرور".
منتديات ليلاس
وبالفعل , كان سرور سامنتا عظيما حين وضعت خدها على كفها , وهي مستلقية على صدرها فوق عوامة خشبية وحرارة الشمس تدغدغ بشرتها التائقة ألى الدفء.

نيو فراولة 30-08-10 10:31 PM


وحانت منها ألتفاتة ألى كريس , فرأته مستلقيا على الطرف الآخر من العوامة , وهو يحدق في البعيد وعلى وجهه دلائل الراحة والأطمئنان , وشعر بأنها تنظر أليه , فقال لها:
" هل أنت مستعدة للسباحة مرة أخرى؟".
فأجابته :
" كلا , ولكنني أذا لم أغطس في الماء أو أستلقي في الظل , فأنني سأحترق !".
فنهض كريس بخفة وأقترب أليها ليساعدها على الوقوف , وعندما أمسك يدها أحست بغرائزها الأنثوية تضج في أعماقها , ولم يبرد غليلها سوى مياه البحر التي قفزت أليها مع كريس , ثم راحت تعوم فيها تارة وتغطس أخرى.
وبعد حين سبحت ألى الشاطىء مع كريس , حيث كانت المناشف بأنتظارهما , فساعدها كريس على تجفيف كتفيها وظهرها , وفيما كان يفعل ذلك أحست بقوة أصابعه على جسدها وتمنت لو أنه يأخذها بين ذراعيه.
قال لها كريس:
" تعالي نصعد ألى البيت , حيث تلبسين ثيابا تقيك البرد القارس.......".
وفي الطريق فكرت سامنتا كيف أنه لم يراودها عن نفسها حتى الآن , فلما قالت له ذلك , جذبها أليه بذراعين قويتين فلم تحاول الأفلات منه.
منتديات ليلاس
وقال لها:
" هذا ما تريدينه , أليس كذلك؟".
فأجابت :
" كلا , ليس هذا ما أريده".
وأفلتت منه , فلم يمنعها عن ذلك , وقال لها:
" نعم , هذا ما كنت تريدينه......".
وألتفت سامنتا بالمنشفة ومالت أليه قائلة:
" ألا تخاف من أن أخبر روبن غنتري بما فعلت بي الآن ؟ فهو أذا غضب عليك , فلن يقبل بيعك الأسهم التي تريد شراءها منه..........".
فصاح بها كريس:
" تعالي أذخلي ألى البيت , فلا أريد أن يرانا أحد".
وأمسكها بذراعها وقادها ألى الأمام بشيء من العنف ,وتساءلت سامنتا في نفسها لماذا لا يريد أن يراهما أحد؟ أيكون غير خائف من والدها , بل من الآنسة ماغيي كارلتون ؟ أتكون ماغي هذه حبيبته؟ ولماذا لا؟"
وشق على سامنتا أن تقع دائما بين يدي رجل له مصلحة مع والدها .بحيث يشوه ذلك أية علاقة قد تكون بريئة ومخلصة , والآن , أيكون كريس هذا الرجل ؟ هل جاء بها ألى الجزيرة قبل وصول والدها ليستخدمها في سبيل بلوغ مأربه من والدها؟
وعندما أوت ألى فراشها تلك الليلة , كانت هذه الأفكار تجول في خاطرها وتقض عليها مضجعها.
وفي صباح اليةم التالي و حين نزلت ألى غرفة الأستقبال , في طريقها ألى غرفة الطعام لتناول الفطور , وجدت كريس جالسا وراء طاولة جعل منها مكتبه , ممسكا بسماعة الهاتف ويقول:
" هذه هي , أتريد أن تتحدث أليها بنفسك؟".
ثم نظر ألى سامنتا وقال لها:
" هذا والدك على الهاتف , وهو يقول أنه لا يقدر أن يحضر ألى هنا قبل أوائل الأسبوع , ويسألني أذا كنت بخير وتريدين أن تنتظريه , فقلت له أنك لا تمانعين , ولكنني أظن أنه يريد أن يسمع ذلك منك!".
قال كريس هذا الكلام بشيء من التهكم والأعتداد بالنفس , فلم يرق لها ذلك ,ولكنها مشت ألى جهاز الهاتف وقالت:
" مرحبا , روبن !".
فأجابها:
" كيف حالك يا سامنتا ؟ هل أنت بخير؟".
فقالت له:
" أنا بخير , ولكنني منزعجة من تأخرك في المجيء ".
فأجابها روبن:
" وأنا كذلك.......".
منتديات ليلاس
وحين حاول أن يشرح لها الأمر , قاطعته قائلة:
" لا لزوم للأعتذار وشرح الأسباب ...لا تقلق علي...... أنا معجبة بهذا المكان وواثقة بأن كريس سيعتني بي جيدا ألى حين مجيئك".
فصاح روبن:
" كريس؟ نعم , كريس , لا بأس , أفعلي ما يشيؤ به عليك".
وظهرت أبتسامة على شفتي سامنتا عند سماعها هذا الكلام , فقالت له:
" كن مرتاح البال من جهتي , فأنا أعرف كيف أتدبر أمري , هل تريد أن تتحدث ألى كريس مرة ثانية؟".
فأجابها روبن :
" لا لزوم لذلك , أعتن بنفسك يا أبنتي!".
فقالت له سامنتا:
" سأفعل , وألى اللقاء القريب ".
وكانا قد تعاهدا منذ وقت بعيد أن لا يقول الواحد للآخر : ( وداعا ), وأنما ألى اللقاء , لأنه كان دائما يعود اليها.

نيو فراولة 30-08-10 10:38 PM


وسألها كريس بعد أن وضعت سماعة الهاتف في مكانها:
" أكل شيء على ما يرام؟".
فأجابته سامنتا , من دون أن تنظر أليه , وهي في طريقها ألى غرفة الطعام:
" يظهر أن أمرا ما طرأ فجأة , ففرض عليه التأخر في المجيء ألى هنا ".
منتديات ليلاس
وبادرها كريس قائلا:
" يبدو لي أن العلاقة بينك وبين روبن حميمة جدا".
فأجابته سامنتا:
" منذ أستفقت على الدنيا ونحن معا , وأنا أشعر بالهناء والسعادة حين أكون برفقته , ومن المؤسف أنني في المدة الأخيرة أنشغلت عنه بالدراسة والعمل".
فقال لها كريس , وهو يجلس على كرسي خلف الطاولة:
" أنت معجبة كثيرا على ما أعتقد".
فأجابته سامنتا:
" طبعا أنا معجبة به , لماذا تسألني هذا السؤال ؟".
فقال لها:
" لأنني كنت أفكر أنه من الصعب على أي رجل أن ينافس والدك عليك!".
منتديات ليلاس
وكان على الطاولة أبريق مليء بعصير البرتقال , فسكبت منه كأسا لها وآخر لكريس وقالت:
" نعم , من الصعب جدا , فأنداد روبن غنتري قليلون!".
فظهرت علامات الكآبة على وجه كريس , فيما شعرت سامنتا بشيء من الرضى عما أنتهى أليه هذا الحديث.

نيو فراولة 30-08-10 10:57 PM

4- نزهة مليئة بالرفض

وأضطجعت سامنتا وحاولت عبثا أن تستسلم للنوم , فما كان منها ألا أن أضاءت القنديل الكهربائي قرب سريرها حيث وضعت ساعة يدها التي أشارت ألى أن الوقت قارب منتصف الليل , فنهضت من فراشها وسارت نحو خزانة الثياب حيث كانت كانت قد وضعت كتابا , فتناولته وحاولت أن تقرأ , ولكن من دون جدوى , كانت قلقة حائرة لا تقوى على تركيز أفكارها.
وهكذا رأت أن من الخير لها أن تخرج لتتمشى , فأرتدت ثيابها , وسارت بهدوء في الرواق , عبر غرفة الأستقبال , بأتجاه غرفة الطعام , ثم فتحت الباب المؤدي ألى الشرفة وأخذت تستنشق الهواء البارد العليل وتتمتع بمشهد الطبيعة الساحرة تحت ضوء القمر الفضي , وبعد قليل سارت في الممر العامر , بالأشجار الباسقة على الجانبين , ولم تجد سامنتا صعوبة في تتبّع معالم الطريق , لأنها كانت قد تجولت في ذلك الصباح وأكتشفت أن هناك في آخرها شرفة ذات شبابيك , رأت الآن أن تذهب للجلوس فيها.
منتديات ليلاس
ولما وصلت سامنتا ألى هناك جلست على مقعد خشبي ومدّت ساقيها على المقعد المقابل , وكانت قد تركت ساعة يدها قرب السرير فلم تعرف كم من الوقت بقيت جالسة هناك , تفكر في أمور كثيرة لا أهمية خصوصية لها.
وكان في وسعها أن تصرف الليل كله , غير أن الهواء الذي كان يهب من البحر لم يكن منعشا بقدر ما كان قارسا , وحين لم تعد تتحمله وقفت على قدميها وتثاءبت , ثم شرعت في العودة من حيث أتت وهي متأكدة أنها ستنام ملء جفنيها حالما تصل ألى فراشها.
وحرصت سامنتا أن تدخل البيت بهدوء حتى لا تزعج أحدا , ففتحت باب الشرفة المؤدي ألى غرفة الطعام , فأذا بها تسمع وراءها صوتا يقول:
" لن أقوم بأية حركة لو كنت مكانك!".
ثم ملأ النور الغرفة , فأرتعبت وغطت عينيها بيدها من شدة النور , فأذا بكريس يصيح بها :
" كيف خطر لك أن تتجولي في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟".
فأجابته سامنتا:
" لم أقدر أن أنام".
وكان في يد كريس بندقية حين نادى مساعده توم من باب الشرفة التي كانت لا تزال مفتوحة وقال له:
" ما عليك....... وجدنا الآنسة غنتري".
فتضاحكت سامنتا وقالت:
" أقسم أنني لم أسرق شيئا ! كل ما في الأمر أنني شعرت بحاجة ألى التنزه قليلا".
فقال لها كريس:
" في كل حال , لا تلومينا أذا حرصنا كل هذا الحرص على حراسة المكان , فهو كما ترين موحش ........ وأرجو أن لا نكون أرعبناك!".
فأجابت سامنتا:
" نعم , أرعبتماني , ولكن لبضع ثوان فقط".
فقال لها كريس:
" آسف لذلك , وأنما....".
فقاطعته ماغي كارلتون من بعيد وهي تقول:
" لم أجدها في.......غرفتها".
منتديات ليلاس
وفي هذه الأثناء كانت وصلت ألى باب غرفة الطعام فرأت سامنتا , فيما قال لها كريس:
" لم تقدر أن تنام فخرجت ألى النزهة!".
فتقدمت ماغي ألى داخل الغرفة ووقفت في مواجهة سامنتا وقالت لها:
" سببت لنا بعض الذعر يا آنسة غنتري".
فردت سامنتا قائلة:
" وأنتم أيضا!".
فقال كريس:
" بعد هذا الذي حدث , لا أظن أن أحدا منا يميل ألى النوم في الحال , فما رأيك ببعض القهوة يا ماغي؟".
فأجابت ماغي:
" فكرة حسنة".
وأتجهت نحو المطبخ , فسألتها سامنتا:
" أتحتاجين ألى مساعدتي ؟".
فأجابت ماغي :
" لا , شكرا".
وخلعت سامنتا سترتها وجلست ألى الطاولة , فأقتدى بها كريس ,وقال لها:
" ألى أين ذهبت؟".
فأخبرته ما جرى لها , ثم عادت ماغي مع القهوة ,فما أن شربتها مع الحليب الساخن حتى شعرت بالنعاس يدب في أجفانها , فقالت:
"طابت ليلتكم".
وخرجت ألى غرفة الأستقبال وهي تسمع كريس يقول لماغي:
" أريد أن أعرف كيف خرجت من البيت من دون أن ينتبه أحد!".
وتابعت سيرها ألى غرفة النوم , حيث أوت ألى فراشها.

dalia cool 30-08-10 11:39 PM

thank you:flowers2:

نيو فراولة 31-08-10 02:25 PM

وفي الصباح أيقظها صوت طرق على الباب فصاحت:
" من هذا؟".
فأجابها كريس:
" أنهضي وتمتعي بالطقس المشمس الرائع!".
فقالت له:
" كم الساعة الآن؟".
فأجابها كريس:
" العاشرة صباحا".
ثماني ساعات كانت كافية , هكذا فكرت سامنتا وهي تلبس ثيابها أستعدادا لمواجهة النهار.
ثم قالت لكريس:
" ماذا تنوي أن تفعل اليوم؟".
فأجابها :
" أرى أن نستقل المركب ونتجول في المنطقة حتى تتعرفي أليها , فهل توافقين؟".
فأجابت بالأيجاب وطلبت مهلة قصيرة لتكون على أتم الأستعداد للقيام بهذه الرحلة الممتعة.
منتديات ليلاس
وخرج كريس نت الغرفة وهو يقول:
"بعد نصف ساعة تجدين طعام الفطور جاهزا , وماغي ستهيء لنا بعض الزاد للرحلة , فألى اللقاء".
وما أن أنقضت ثلاثة أرباع الساعة حتى كان المركب قد نشر شراعه وأتجه ألى عرض البحر , وكان توم كارلتون أحد بحلرته , وهو أمر ضروري لأن الأبحار بين تلك الجزر الصغيرة كان في غاية الخطورة.
وتأملت سامنتا كريس أندروز وهوو يدير مقود المركب , فرأت فيه جاذبية الرجل المليء بالرجولة حقا , ولكن هذا الشعور خالطه شيء من خيبة الأمل , أذ أن أية علاقة مع هذا الرجل كانت محفوفة بالمخاطر , نظرا لصلته الراهنة بوالدها.
وكان كريس يلمحها بنظراته بين الحين والآخر , فتحسّ كأن تيارا كهربائيا يسري في عروقها.
وقال لها:
" هل أنت مستيقظة الآن؟".
فأجابت قائلة:
" كيف لا , وهذه المشاهد رائعة جدا".
وراح كريس يصف لها جغرافية هذه المشاهد التي ينتمي بعضها ألى الأرض الكندية , والبعض الآخر ألى الولايات المتحدة الأميركية , وكانت سامنتا تظهر أعجابها العميق كلما ألقت نظرة فاحصة ألى هنا أو هناك في تلك المناطق الشاسعة التي تأخذ بمجامع القلوب.
وقال لها كريس:
" هذه الجزر كان يسميها الهنود الحمر ( جزر الروح الكبرى), ثم جاء الفرنسيون وأطلقوا عليها أسم ( الألف جزيرة) , وكان نهر سانت لورنس طريقا يسلكه الهنود الحمر يسمونه ( النهر الذي لا نهاية له) , والآن , وبفضل جهود الحكومتين الكندية والأميركية , أصبح طريقا بحريا تعبره السفن من جميع أنحاء العالم , ويبلغ طول هذا النهر ألفين وثلاث مئة ميل".
وفيما المركب يعبر مياه النهر قال كريس:
" هذه المدينة على ذلك الشاطىء أسمها غانانوك وهي في الأرض الكندية".
منتديات ليلاس
فقالت له سامنتا:
" وهل سنتوقف هنا قليلا, فالمنظر جميل جدا".
فأجابها كريس:
" كلا , فلا وقت لدينا لذلك , ولكنني سأقترب منها قدر المستطاع حتى تتمتعي بجمالها الأخاذ".
ثم قال لها بعد حين:
" لماذا لا تنزلين ألى الطبقة السفلى وتأتين بالطعام الذي أعدته لنا ماغي , فأنا أشعر بجوع شديد".
فنزلت سامنتا لتعود بعد حين حاملة بعض السندويش والشراب البارد , فأخذ توم نصيبه وجلس وحده في مقدّم المركب , فقد كان يفضل أن يحتفظ بموقعه كوظف , لا أكثر ولا أقل.
وكانت سامنتا كلّما مرّت بمكان رائع الجمال تطلب من كريس أن يتوقف قليلا للتمتع به, وكان كريس يرفض بحجة أن الوقت لا يسمح بالتوقف , كانت الساعة تشير ألى الثانية بعد الظهر , وعليهم أن يعودوا قبل أن يخيم الظلام , ولكن هذا العذر لم يقنع سامنتا , فأخذت تفكر طوال طريق العودة لماذا كان يرفض طلبها بأصرار وعناد.

نيو فراولة 31-08-10 03:26 PM

5- من يلعب بالنار يحترق

عندما عاد المركب من التجوال حول الجزر الألف , كان المساء أقبل , فبّدل كريس وسامنتا ثيابهما أستعدادا لتناول طعام العشاء.
وكانت سامنتا لا تزال منشغلة البال وتتساءل لماذا لم يقبل كريس بتلبية طلبها أن يتوقف المركب ولو لوقت قصير.
وكان كريس جالسا أمامها ألى الطاولة , فراحت تتأمله لعلها تجد الجواب ,ولاحظ كريس أنها تتأمله , فأخذ هو أيضا يتأملها , وبعد فترة من الصمت قال لها:
" الهدوء رائع هنا".
منتديات ليلاس
فأجابت في الحال:
" نعم , هو رائع حقا!".
ومع أن كريس كان واسع الغنى ألا أنه كان يرتدي ثيابا بسيطة لا تبرز قامته الممشوقة و وخصوصا كتفيه , غير أن تلك الثياب كانت ,مع ذلك, جذابة.
وتأوهت سامنتا وهي تنهض عن كرسيها , فقال لها كريس وقد نهض هو الآخر عن كرسيه:
" أما زلت قلقة كليلة أمس".
فأعترفت له بذلك , فقال لها:
" أذا كان الأمر كذلك فأنا أقترح أن نتمشى بعض الوقت قبل منتصف الليل , لئلا يحدث لك كما حدث الليلة الماضية".
فأجابته سامنتا :
" فكرة حسنة".
ولما خرجا ألى الشرفة , تطلّع كريس حوله وقال لها:
" أتفضلين أن تسيري فقط , أم أن هنالك مكانا تريدين أن نذهب أليه؟".
وترددت سامنتا قليلا في الجواب ثم قالت:
" دعنا نذهب ألى الشرفة ذات الشبابيك".
منتديات ليلاس
فوضع كريس يده برفق حول خصرها وقادها في اممر الذي سارت فيه ليلة البارحة , فلم تحاول أن تبتعد عنه لأنها شعرت بدفء يده يسري في عمود ظهرها.
وحين وصلا ألى الشرفة أختارت سامنتا المكان الأقرب ألى حافة النهر , كانت مياه النهر رائعة وهي تستعد لأستقبال الظلام , فأخذت تتأملها بصمت وشرود ذهن.
ولاحظ كريس شيئا من الكآبة على وجهها , فقال لها:
" هل هناك ما يزعجك يا سامنتا؟".
فأجابته :
" لماذا تسألني هذا السؤال؟".
فقال لها بجدّ وأهتمام:
" يبدو لي كأن شيئا ما يشغل بالك".
فهزت سامنتا كتفيها كمن يستخف بأهمية الموضوع , وقالت:
" هل هناك أحد في العالم خالي البال؟".
ووجدت سامنتا أن من الصعب عليها أن تفكر تفكيرا سليما وهو ألى قربها , وأصبح هذا الأمر أكثر عوبة حين قوّم ظهره كمن يريد أن يلقي نظرة تشمل جميع تفاصيل وجهها .
وتظاهرت سامنتا بعدم المبالاة , فمالت برأسها ألى الوراء وأخذت تحدق ألى السماء عبر ظلام الليل , وكانت النجوم بدأت تسطع حول القمر البهي , فبعث هذا المشهد في نفسها توقا ألى المناجاة , فتأوهت عن غير أرادة منها , فقال لها كريس:
" هل قضيت وقتا ممتعا اليوم؟".
فأجابته بحماسة مفتعلة :
" نعم , كيف لا وهذه الجزر جميلة للغاية".
وهبّ من النهر نسيم داعب شعرها وأسقط منه خصلات فوق خديها , فرفعت يدها لتزيحها , ولكن أصابع كريس كانت قد سبقتها وبدأ تزيح تلك الخصلات ألى ما وراء أذنيها وفوق عنقها, وأستسلمت أليه سامنتا بادىء الأمر , ولكنها خافت أن يكون في سرعة أستسلامها ما يحمله على الظن بخفتها وطيشها , فقالت له:
" عندما قبلت بالمجيء معك ألى هنا لم أكن أريد أكثر من التنزه والتمتع بسحر الليل والهواء المنعش".
فأجابها كريس:
" ما فعلته لم يكن نزوة عابرة".
منتديات ليلاس
وأطبق مرة أخرى يطوقها بذراعيه القويتين وهو يقول:
" يجب أن نعود ألى البيت , قبل أن...........".
فلم تدعه سامنتا يكمل كلامه , بل أفلتت منه بلطف .
وفي طريق عودتهما ألى البيت , أحست سامنتا وهو يلقي ذراعه فوق كتفيها أن شيئا ما صلب تحت سترته , ولكنها تذكرت أنها رأته في الليلة الفائتة يخبىء مسدسا هناك, فتساءلت في نفسها عنا يحمله على عدم مفارقة هذا السلاح , أيكون لحماية البيت من اللصوص ؟ كلا, فهيلم تجد أن خطر اللصوص مداهما ألى هذا الحد , أذن , لماذا ؟
وأقتربا من البيت وكان مضيئا , ولكن سامنتا تعثرت وسقطت عند المدخل فأمسك كريس بها ورفعها وهي تطلق آهة ألم , ثم أتجها نحو غرفة الأستقبال حيث وقفت سامنتا أمام المدفأة وظهرها ألى كريس , ومع أنه كان بعيدا عنها ألا أن حضوره في تلك الغرفة لم يكن أقل وطأة على عواطفها مما كان عليه حين طوّقها بذراعيه.

نيو فراولة 31-08-10 03:39 PM


وقال لها كريس :
" سأطلب من ماغي أن تهيىء لنا بعض القهوة!".
ولم يخف على سامنتا ما كان صوته من أنزعاج , فأستدارت نحوه وقالت:
" كلا , لا أريد أية قهوة , أريد أن أنام باكرا لأعوض عن الليلة الماضية!".
قالت هذا وأتجهت نحو الرواق المؤدي ألى غرفة نومها , فلحق بها كريس مناديا:
" سامنتا!".
فتوقفت سامنتا في الرواق , وقلبها يخفق خفقانا شديدا , وحين أنتصب أمامها يحدق أليها بعينيه الرماديتين , شعرت أن قدميها تخونانها فأستندت ألى الحائط مخافة السقوط.
ومدّ كريس يده لملامسة خدها , فأرتعشت سامنتا تحت وطأة مداعبته وسرت الحرارة في جسدها كله , وعلى الرغم من شوقها ألى الوقوع بين ذراعيه , أستجمعت قواها وقالت له متضرعة:
"أرجوك............ أنا متعبة جدا".
فأرسل كريس أصابعه ألى عنقها ورفع وجهها عاليا وقال لها:
" سامنتا....... أنا.......".
منتديات ليلاس
وقاطعه وقع خطوات تقترب ألى غرفة الأستقبال , فأرخى يده وأستعدّ لملاقاة صاحب تلك الخطوات , فأعتنمت سامنتا هذه الفرصة وتابعت طريقها ألى غرفة النوم , وفي دقائق كانت قد أستلقت على فراشها وأطفأت الضوء.
لم تنم سامنتا تلك الليلة نوما هادئا مريحا , فأستفاقت نحو الثانية صباحا , وكان كريس يتناول طعام الفطور حين دخلت سامنتا غرفة الطعام , فحياها بتحفظ لم تكن تتوقعه , وجارته سامنتا بهذا التحفظ , خصوصا بعدما لاحظت وجود المسدس تحت سترته.
وفيما هي تتناول الطعام , قال لها كريس:
" هل تريدين شيئا من المدينة؟".
ففوجئت سامنتا بهذا السؤال , وخيل أليها أنه يدعوها ألى القيام بجولة في أسواق المدينة , فقالت له كاذبة:
" أريد بعض الأشياء".
فأجابها كريس :
" أكتبيها على ورقة وأعطها ألى ماغي , فهي مسؤولة عن توفير كل ما تحتاجين أليه".
ولاحظت سامنتا من كلامه أنه لا يرغب في ذهابها ألى المدينة ,ولكنها أرادت أن تتأكد من الأمر , فقالت له:
" لا لزوم لذلك..... سأذهب أنا وأياها ألى المدينة........ فالتجول في أسواق المدينة يسعدني جدا".
فقال لها كريس ببرودة أعصاب:
" ماغي غير ذاهبة ألى المدينة".
فضحكت سامنتا في قلبها وقالت له:
" لا أفهم ما تقول.....".
فقال لها:
" ماغي ستطلب بالهاتف كل ما تحتاج أليه , فيحمله الزورق ألى هنا بعد الظهر".
وأذ فرغت من تناول طعامها ولم يعد لديها ما تقوله , نهضت عن كرسيها وتركت الغرفة.
وكانت ساعات ذلك الصباح تنقضي ببطء , وحرص كريس أن لا يقترب من سامنتا أو يلمسها , مما جعل الجو يتوتر ويؤذن بالأنفجار.
وحدّقت سامنتا في كريس وهو جالس على مقعد على الشرفة , وكأنه غير مبال بالأفكار والهواجس التي تقلقها وتعذبها ,بل أن صدره الذي كان يعلو ويهبط أوحى لسامنتا أنه قد يكون نائما.
وكانا قد خرجا للجلوس على الشرفة بعد الغداء , فصوت هدير محركات الزوارق البخارية المارة من هناك بعد الحين والآخر , كان مهدئا بعض الشيء لأعصابها المتوترة.
منتديات ليلاس
وفي آخر الأمر وصل الزورق الذي كان يحمل الحاجيات التي طلبتها ماغي من سوق المدينة بالهاتف , فقامت سامنتا وأتجهت لأستقباله , فسمعت كريس يقول لها:
" هل أنت ذاهبة في نزهة؟".
فأجابته في الحال:
" هذا ما شعرت بأن أفعله الآن!".

نيو فراولة 31-08-10 04:33 PM

فقال لها كريس:
" هل تتجهين ألى مكان معين؟ أم فقط مجرد نزهة؟".
فتردّدت في الجواب وحارت ماذا تقول , أتقول الصدق أم لا , ذلك أنها لم تكن واثقة من موقفه أزاءها.
وأخيرا قالت له:
" أنا متجهة ألى ميناء حيث سيتوقف الزورق الذي يحمل المؤن".
فأجابها بتهكم:
" يا له من حدث عظيم!".
فقالت له:
" أعرف ذلك , ولكنني ذاهبة ألى هناك في أية حال , هل لديك أعتراض؟".
فأجابها:
" كلا , ولكن لي أقتراح آخر , وهو أن تلبسي ثوب السباحة الآن , فنسبح هناك بعض الوقت".
منتديات ليلاس
وأدركت سامنتا أنه يحاول كسب الوقت , حتى لا تكون في الميناء عندما يصل الزورق , فرأت أن تشاركه في هذه اللعبة ألى النهاية.
فقالت له:
" ما أن أبدل ثيابي حتى يكون الزورق قد غادر الميناء".
فأجابها:
" وهل هذا مهم؟".
فقالت له:
" بما أنني كنت ذاهبة ألى الميناء لملاقاة الزورق , فهذا مهم حقا , ولكن يبدو لي أنك لا تريدني أن ألاقي الزورق ,وما تقترحه هو وسيلة للحؤول بيني وبين ذلك , فلماذا؟".
فأبتسم كريس وقال لها:
" هذا جنون منك , أحقا تعتقدينم أن هناك سببا معقولا يدفعني ألى عمل كهذا؟".
وتابعت سامنتا سيرها في الممر , وهي غاضبة لأنها أنهزمت في هذه المعركة الجدلية , فبرهن على أنه داهية ولا يعرف الرأفة , ولكن الخطوات الثابتة التي سمعتها قادمة وراءها أزالت غضبها , لأنها توقعت أن يستبدل الكلام بالفعل , وهذا ما كانت تتوق أليه بكل جوارحها.
وأخذت سامنتا تسرع في سيرها وهو يتبعها , وعزمت على أن تصل ألى الميناء قبل أن يتمكن من اللحاق بها.
منتديات ليلاس
ولكن ذلك كان مستحيلا , أذ لم يلبث كريس أن قبض على ذراعها بين الشجيرات وجذبها أليه بعنف , فسقطت ألى الأرض وأسقطته معها على كومة صغيرة من أوراق الصنوبر الرفيعة , وفي الحال أخذت تحاول جهدها الوقوف على قدميها , ولكن عبثا , كانت بين ذراعيه كالدمية التي لا حول لها ولا قوة , لكنها أستمرت تغالبه بكل قواها ألى أن خارت وأستسلمت لدفء جسده الغامر.
وفجأة سمعا وقع أقدام مقبلة نحوهما , فوضع كريس يده على فمها لئلا تخرج أي صوت يخبر عن مكان وجودهما.

نيو فراولة 31-08-10 04:54 PM

6- مجابهة من رماد!

وأقترب وقع الأقدام نحوهما , ألا أنه لم يلبث أن أخذ يخفت شيئا فشيئا , ورفع كريس يده عن فم سامنتا ونهض ملتفتا صوب البيت , فأقتدت سامنتا به وهي مضطربة أشد الأضطراب , وعاد أليها وعيها فأنبت نفسها كيف كادت تستسلم ألى رجل جعل منها شبه سجينة في تلك الجزيرة النائية.
وفيما هي واقفة تزرر قميصها , أقترب منها كريس وحاول أن يحتضنها فصدته عنها بعناد وقالت:
" أردت أن لا أصل ألى الميناء للقاء الزورق..... والآن قد نلت مبتغاك , فأرجوك أن تتركني وشأني".
وأدارت له ظهرها وأتجهت في سيرها نحو مجموعة الشجيرات الصغيرة على جانب الممر , فناداها كريس قائلا:
" ألى أين أنت ذاهبة؟".
منتديات ليلاس
فأجابته بصوت حازم:
" ألى البيت , هل من أعتراض؟".
فقال لها ببرودة أعصاب:
" كلا".
وتابعت سامنتا طريقها , فلم تتوقف ألا بعدما دخلت غرفة نومها وأغلقت الباب وراءها , ثم أستندت ألى الحائط ونظرت ألى هندامها في المرآة فرأت ثيابها مليئة بأوراق الصنوبر الرفيعة ,وبعدما ألتقطت أنفاسها قليلا , راحت تخلع ثيابها وهي متجهة صوب الحمام , وهناك وقفت تحت رشاش الماء تبرد الغليل الذي كان لا يزال يسري في عروقها , ولكن عبثا.
وفي آخر الأمر , أوقفت مجرى الماء وقفزت من حوض الحمام ولفت نفسها بمنشفة كبيرة , ثم سارت نحو غرفة النوم وراحت تلبس ثيابها , وفيما هي تختار الثياب في وصولها ألى الجزيرة , فهالها أن يذكرها ذلك بجسمه الذي كان منذ فترة وجيزة يعذبها ويشقيها , ولكنها تأملت في السترة فلاحظت أن عليها حرفين (ك) و (س) , أي كريس ستيفن , ولكن أين الحرف الأول(أ) من أسمه الثالث وهو أندروز؟".
وخامرها الشك في هوية الرجل , فخبأت السترة تحت الفراش ولبست ثيابها بسرعة ونزلت ألى غرفة الأستقبال , فسرها أنها كانت خالية , وأقتربت من الطاولة التي في الزاوية , حيث كان يجلس كريس للعمل , فوجدت حقيبة يده , فركعت بجانبها وتناولتها بيدين مرتجفتين , أي (ك) و (س) فقط , فأعادت الحقيبة ألى مكانها وهمت بالنهوض على قدميها.
ألا أن صوتا صرخ بها قائلا:
" ماذا تفعلين الآن؟".
فألتفتت , فأذا كريس واقف وراءها , ولكنه لم يكن كريس أندروز , كما أنه لم يكن أوين برادلي ولكنها قررت أن لا تجابهه بالحقيقة قبل أن تفكر في الأمر مليا .
وأعملت فكرها بجهد لتختلق سببا لما تفعله هناك , فلم تجد ألا أستخدام الحيلة والدهاء فقالت له:
" ما أفعله هنا لا شأن لك به".
ثم أتجهت رافعة الرأس ألى الرواق , ولكن خطواته الواسعة لحقت بها , فأمسكها بذراعها وأوقفها أمامه وجها لوجه وهو يقول:
" سألتك سؤالا وأريد الجواب عليه!".
منتديات ليلاس
وأحست بالألم في ذراعها , ولكنها أستجمعت قواها وصاحت به:
" أتركني وشأني ! أنا حرة في أن لا أجيبك على سؤالك , وأذا كسرت ذراعي , فعليك أن تأخذني من هذه الجزيرة ألى حيث يعتني بي!".
فما كان من كريس ألا أن أفلتها بدفعة غاضبة , فخرجت من غرفة الأستقبال بخطى مضطربة وأتجهت ألى غرفة نومها ,حيث لزمتها طوال البقية الباقية من ذلك النهار.
وأخذت الهواجس تتلاعب بمخيلتها ,هل هي سجينة في هذه الجزيرة ؟ ولماذا؟ ولولا أنها تحدثت ألى روبن غنتري بالهاتف لأيقنت أنها مخطوفة ألى تلك الجزيرة.

نيو فراولة 31-08-10 05:03 PM

وعند الغروب طرق باب غرفتها فصاحت:
" من الطارق؟".
فجاءها الجواب:
" كريس!".
فقالت :
" ماذا تريد؟".
فأجاب:
" طعام العشاء جاهز!".
فقالت له بأصرار:
"أرسل ألي بعض الخبز والماء , وهذا يكفي".
فكان رده صلبا كالفولاذ:
" كلا , ستأتين ألى غرفة الطعام , ولو كان علي أن أجرك أليها جرا!".
منتديات ليلاس
وأمام أصراره هذا , ولهجته الصارمة , لم يسعها ألا أن تنصاع وتنزل ألى غرفة الطعام , حيث تناولت بعض الطعام الذي لم تحس بنكهته في حلقها , وفي هذه الأثناء كان توم وماغي يراقبانها بصمت.
وما أن فرغت من تناول طعامها حتى أستأذنت وأتجهت نحو غرفة نومها , وتوقعت من كريس أن يطلب منها أن توافيه ألى غرفة الأستقبال , غير أنه لم يفعل.
وفي صباح اليوم التالي شق عليها أن تصرف النهار كله في غرفتها , لأن ذلك يحول بينها وبين الحصول على المزيد من المعلومات عن ذلك الرجل الذي يدّعي أن أسمه كريس أندروز , ثم أنها أذا كانت بالفعل سجينة , فيجب أن تكون سجينة بأرادتها.
وحين خرجت من غرفتها كانت قد تبلورت في ذهنها مجابهة الرجل بأتهامه أنه لم يكن كريس أندروز , فلعل في ذلك ما يحمله على أعطائها المزيد من المعلومات عن هويته وغايته.
وسمعت الرجل وهي تدخل غرفة الأستقبال يتكلم في غضب بالهاتف ويقول:
" ما لي ولك يا روبن غنتري! أياك أن تقول أنني لم أنذرك , وستندم كثيرا يوما ما...... سأتصل بك فيما بعد".
ووضع السماعة في مكانها غاضبا , فقالت له سامنتا :
" هل كنت تخاطب والدي؟".
فأجابها :
" نعم!".
وحاولت سامنتا أخفاء شكها في أمره وهي تسير في الغرفة , وكانتيداها ترتجفان فوضعت أصابعها في زنار سروالها , ثم سألت المدعو كريس:
" متى قال لك أنه سيحضر ألى هنا؟".
فأجابها :
" قال أنه سيتأخر يومين آخرين".
منتديات ليلاس
وكان على سامنتا أن تعلق على جوابه بكلمة ما , فقالت له وهي تتجه نحو غرفة الطعام:
" يبدو أنني سأعود ألى عملي قبل أن يتاح لروبن أن يجيء ألى هنا".
ولم تزد على ذلك , لأنها رأت أن لا تفاتحه بأمر هويته بعد أن سمعت الحديث الهاتفي.

نيو فراولة 31-08-10 08:59 PM


ولم تزد على ذلك , لأنها رأت أن لا تفاتحه بأمر هويته بعد أن سمعت الحديث الهاتفي.
وكان قد بدأ يخامرها الشك في أنها كانت مخطوفة , ولم يكن لديها دليل مباشر على أن روبن يعرف مكان وجودها.
وحين أستعادت في ذاكرتها الحديث الهاتفي التي أجرته مع والدها بعد وصولها ألى الجزيرة , وكيف تردد في معرفته لكريس هذا , ثم نصحها أن تأتمر بأمره , ألم يكن ممكنا أنه أسدى أليها هذه النصيحة حفاظا على حياتها؟ وهل السماح لها بالتحدث ألى روبن لم يكن ألا لجعله يتأكد أنها مخطوفة حقا؟
وأدركت سامنتا كيف أنها سهلت للخاطفين تنفيذ مأربهم بتصديقها أن الخاطف جاء بأمر من والدها , وكان عليها أن تتحقق الأمر قبل تصديقه , مع أن بيث , زميلتها في العمل , حذرتها من الغرباء!
منتديات ليلاس
وخيّل ألى سامنتا أن الرسالة التي تركها الخاطف لهاري ليندسي صاحب الصحيفة لم تكن سوى أنذار بدفع الفدية , وتذكرت كيف أن الخاطف لم يسمح لها بحزم أمتعتها مؤكدا أن أباها أشترى لها كل ما تحتاج أليه في تلك الرحلة , وما كان ذلك التصرف من جانبه ألا للأسراع في الرحيل وللحؤول دون أن يراها أحد برفقته , وتذكرت أيضا كيف كان الخاطف يسرع في الطريق , وكيف كان يراقب الناس في المطعم.
نعم , أسترجعت سامنتا كل التفاصيل فأيقنت أنها مخطوفة وما في ذلك ريب , وها هي الآن في جزيرة مثالية للأختفاء عن عيون جميع الناس , فلا جيران هناك للأختفاء عن عيون جميع الناس , فلا جيران هناك يبصرونها , وما النزهة البحرية التي دعيت أليها سوى من قبيل ذر الرماد في عينيها لتعمى عن الحقيقة , وأدركت سامنتا الآن لماذا كان الخاطف يرفض التوقف هنا أو هناك في أثناء النزهة البحرية بحجة أن الوقت لم يكن يسمح بذلك , والحقيقة قد تكون أن صورتها ربما نشرت في الصحف.
ثم أن الجزيرة كانت على مرمى حجر من الحدود الكندية , وهكذا يسهل على الخاطفين الهرب خارج الولايات المتحدة بعد أن تدفع لهم الفدية .
وتحت وطأة هذه الهواجس أستولى الخوف على سامنتا , فهل يعقل أن يكون روبن قد رفض دفع الفدية , ولماذا لا؟ فقد سمعته مرة يقول: ( لولا دفع الفدية لما بقي خاطفون ) , أم تراه الآن يناور الخاطفين ليربح الوقت , على أمل أن تتمكن السلطات من العثور على مكان وجودها ؟
وأقلق سامنتا قول المدعو كريس بالهاتف : ( سأتصل بك فيما بعد!) , فربما كان يعني بذلك أنه سيتصل به بشأن الفدية , أو سيرسل له رسالة عبر جثتها الهامدة , فالخاطفون لا يمكن أن يخلوا سبيلها وهي على قيد الحياة أذا هي عرفت هويتهم.
وكانت يدا سامنتا ترتجفان وهي تصب القهوة ,ولاحظت أن الرجل يراقبها بأمعان , فهل أدرك يا ترى أنها أصبحت تملك تملك معلومات عنه يجب أن لا تعلمها.
وقال لها :
" هل أنت بخير ؟ يبدو عليك بعض الأضطراب!".
فأجابته بأبتسامة باهتة:
"رأسي يؤلمني , أرجو أن تعذرني أذا ذهبت ألى غرفتي وأسترحت بعض الوقت".
فقال لها:
" هل يمكنني أن أساعدك في أي شيء؟".
منتديات ليلاس
فأجابته وهي تسرع ألى الخروج من الغرفة حتى لا يتابع الحديث:
" لا , أشكرك.....".
وصعدت ألى غرفتها وراحت تتمشى فيها ذهابا وأيابا نحو ساعة من الزمن , وهي تفكر في الأمر بعقلانية لا يشوبها هاجس أو خوف ,فرأت أنه من الخير أن تستغل الحرية المحدودة التي يضطر الخاطفون منحها لها , لأنهم يعتقدون أنها لا تزال في نظرها ضيفة لا مخطوفة.
فماذا في وسعها أن تعمل غير الأنتظار ؟ وحتى لو دفعت الفدية , فهل هي متأكدة من أخلاء سبيلها؟
ثم أن الهرب مستحيل , وأذن فلا سبيل ألا بوصول نجدة لأنقاذها , ولكن كيف يكون ذلك ولا أحد يعرف مكانها غير الخاطفين ؟ ولكن , على الرغم من ذلك فلا بد من أن يكون هنالك سبيل ألى الخروج من هذا المأزق بتهريب رسالة ألى خارج الجزيرة , ولكن كيف , ولا أحد يمر من هناك؟ أيكون بالطريقة التقليدية المألوفة وهي وضع رسالة في زجاجة وتحميلها للأمواج المتلاطمة , غير أن هذه الطريقة لم تكن مضمونة النتيجة .
وقطبت سامنتا جبينها ووقفت بجانب النافذة تحدق ألى ظلال الأشجار الخضراء وتفكر في كيفية أيصال رسالة ألى خارج الجزيرة , ربما بالهاتف! أو ربما أستطاعت وهي تتحدث ألى روبن أن تلمح أليه عن مكان وجودها , ولكن هل يعقل أن لا ينتبه ألى مثل ذلك رجل داهية كالمدعو كريس؟ ومن ناحية أخرى , كيف يمكنها أن تتكلم بالهاتف من دون أن يستمع أليها أحد ؟ فأذا كانت مخطوفة , فلا شك أنهم يراقبون حركاتها وسكناتها , والدليل على ذلك تلك النزهة التي قامت بها في منتصف الليل.
وراحت سامنتا تفكر وتفكر ألى أن أنتهت ألى وجوب القيام بمحاولة لأستعمال الهاتف في النهار , لا في الليل , حين يكون خاطفوها الثلاثة منهمكين في أمر ما.
منتديات ليلاس
سمعت وقع أقدام في الرواق خارج غرفتها , فخيل أليها أن أحدا جاء لمراقبة ما تقوم به, وفي الحال أرتمت على فراشها وتظاهرت بالنوم ,وتسارع خفقان قلبها حين سمعت الباب يفتح , ومن دون أن تفتح عينيها علمت من هو الداخل ,وحين وقف فوقها يتفحصها بنظراته شعرت بالدم يجري حارا في عروقها.

نيو فراولة 31-08-10 10:22 PM


وحين ظنت أنها لم تعد قادرة على التظاهر بالنوم سمعت الباب يغلق , فلم تتحرك ألا بعدما تأكدت , من وقع الخطوات خارجا , أن الرجل أخذ يبتعد , ثم بدأت تفكر في أفضل طريقة يمكنها أن تغتنمها لأستعمال الهاتف.
وعند الظهر كانت ماغي هي التي طرقت باب غرفتها , فسألتها ببرودة أذا كانت تريد أن تتناول طعام الغداء , فأجابتها سامنتا بأن رأسها لا يزال يؤلمها ولذلك فهي لم تكن تشعر بشهية للطعام , ولما تبرعت ماغي أن تجلب لها بعض الحساء , قبلت سامنتا شاكرة لمضيفتها هذه العناية.
وبعدما عادت ماغي بالحساء , ثم خرجت من الغرفة , لم تقفل الباب جيدا , فأنفتح بضعة سنتمترات , مما أتاح لها أن تسمع صوت الرجل يقول:
" أعرف أن الشك يخامرها , ونحن لم نكن نأمل أن نخفي عليها الأمر تماما , فهي حادة الذكاء".
منتديات ليلاس
فأجابه توم:
" وماذا يمكننا أن نعمل الآن؟".
فقال له المدعو كريس:
" نبقيها في الجزيرة ألى.......".
ولم تسمع سامنتا بقية الجملة , لأنهما على ما يظهر أنتقلا ألى غرفة أخرى.
وسر سامنتا أن لا يكون عند خاطفيها خطة جاهزة بعد للخلاص منها ,مما يعطيها الوقت الضروري لأيجاد الفرصة الملائمة لأنقاذ نفسها.
وجاءت تلك الفرصة بأسرع ما كانت سامنتا تنتظر , فلم تمض ساعة حتى سمعت صوت توم والمدعو كريس في الخارج , وكانت سامنتا تعرف أن ماغي يجب أن تكون الآن في المطبخ كعادتها , وأذن , فهذه كانت فرصتها الذهبية.
وفي الحال خرجت من الغرفة على رؤوس أصابعها ونزلت ألى الرواق ومنه ألى غرفة الأستقبال , ولما سمعت صوت ماغي في المطبخ أرتاح بالها , فأمسكت سماعة الهاتف وأدارت رقم مكتب والدها وقالت للمرأة التي ردت عليها :
" أعطني روبن غنتري ...... أنا أبنته ".
فأجابتها المرأة :
" آسفة..... أكاد لا أسمع صوتك , فهل لك أن ترفعيه؟".
فقالت لها سامنتا وهي تطبق أسنانها:
" لا أقدر!".
وحاولت أن ترفع صوتها قليلا وهي تقول :
" أنا سامنتا غنتري , ويجب أن أتكلم مع أبي".
فقالت لها المرأة :
" هل قلت أنك تريدين أن تتكلمي مع السيد غنتري ؟ أنا آسفة .......فهو غير موجود هنا الآن .........".
فتصبب العرق من جبين سامنتا وهي تقول للمرأة بحزم :
" أذن دعيني أتكلم مع رجال الأمن ".
وهنا بدأ الباب يفتح قليلا , ولما دخل منه المدعو كريس قررت سامنتا أن تقول كلمتها مهما كلف الأمر , فصاحت بالمرأة على الطرف الآخر من الخط:
"قولي لأبي أنني في.......".
ولم تقدر أن تكمل جملتها لأن يد كريس الغليظة كانت قد أطبقت على جهاز الهاتف , وقال لها:
" يؤسفني أنه لا يمكنني أن أدعك تفعلين هذا......".
فصاحت به سامنتا:
" لا يجوز لك أن تمنعني ........ هذا حديث خاص , نويت هذا الصباح أن أتحدث ألى والدي ولكنني لم أجده في المكتب , فأردت أن أخبره أين أنا لكي يتصل بي عندما يعود".
وأستولى عليها الخوف ,ولكنها تمالكت نفسها وحاولت أن ترفع السماعة , فما كان من المدعو كريس ألا أن قال لها بهدوء:
" سامنتا ......... أنا لا أمزح في مثل هذه الأمور!".
منتديات ليلاس
فتطلعت أليه سامنتا بتحد وأباء وتمرد وقالت له:
" كنت تمزح منذ اللحظة التي دخلت فيها مكتب الصحيفة , فأخبرتني أولا أنك أوين برادلي , ثم.......".
وعضت سامنتا على شفتيها حين تنبهت ألى أنها يجب أن لا تخبرهبمعرفتها أن أسمه لم يكن كريس أندروز , ولكن الرجل أدرك ماذا كانت ستقول , وظهر ذلك جليا في عينيه الرماديتين , فرأت سامنتا , عندئذ , أن لا بد من المواجهة مهما كلف الأمر , فقالت له:
" لا أعرف من أنت........ وقد تكون أي شيء ألا كريس أندروز ..... فأنت كذبت عليّ".
فأجابها ببساطة:
" قليلا أو كثيرا".

نيو فراولة 31-08-10 10:33 PM


فأبتعدت سامنتا عنه وقالت:
" لا أظن أن معرفة أسمك الحقيقي يقدم أو يؤخر في الموضوع".
فتردد بعض الشيء ثم قال:
" أسمي جوناس".
فضحكت سامنتا كمن لم يصدق وقالت:
" جوناس؟ لا لزوم لذكر أسم عائلتك , لأن جوناس لا يمكن أيضا أن يكون أسمك!".
فتأملها مليا , ثم هز رأسه بغير مبالاة وقال:
" الأسماء غير مهمة ألى هذا الحد!".
فوافقته سامنتا على ذلك قائلة:
" نعم , لأن كرم الأخلاق أو عدمه لا علاقة له بالأسم , فجوناس أسم كغيره من الأسماء , لا يفضلها ولا هي تفضله في شيء ....المهم أنني لم أصادف ألا سوء الطالع منذ أن ألتقيتك!".
فقال لها متهكما:
"أذن , أنت تعتقدين أنني أفتقر ألى كرم الأخلاق!".
منتديات ليلاس
فأجابته من غير تردد:
" أما برهنت أنت على ذلك؟ أم تظن أنني من الغباء بحيث أصدق كل أكاذيبك ؟ أنت سجنتني في هذه الجزيرة ومنعتني أن أرى أحدا سواك وسوى توم وماغي , وما هي أسوأ من ذلك كله أنك لا تسمح لي بأن أتصل هاتفيا بأبي , فأي تفسير يمكنك أن تقدمه لمثل هذا التصرف؟".
فتصلبت ملامح وجهه وقال:
" لماذا التفسير ؟ فأنت لا تصدقين أي كلام أقوله لك".
فأجابته سامنتا ::
" أنت لا تنتظر مني أن أصدقك بعد كل ما حدث ...... والآن لماذا لا تدعني أترك خبرا لروبن بأنني موجودة هنا ؟".
فألقى يده على كتفها , وهو يحدق أليها بأمعان , وقال لها بحنان :
" لا أقدر أن أفعل ذلك يا سامنتا؟".
وكادت جاذبيته ورجولته الطاغية تلقي بسامنتا بين ذراعيه , ولكنها تمالكت نفسها وأفلتت من قبضته غاضبة على قلبها الذي لا يسمع لصوت عقلها , ثم قالت له:
" أنت تقدر ولكنك لا تريد".
فأجابها:
" ظني ما تشائين!".
وكانت سامنتا واقفة أمامه والدموع تنهمر من عينيها .ولم يكن ذلك ما أرادت أن تجابهه به, كانت تريد أن تستنطقه وتدينه ألى البراهين التي لديها .
منتديات ليلاس
وقال لها الرجل:
"يجب أن تعديني يا سامنتا بأن لا تحاولي أستخدام الهاتف بعد الآن ..... فأذا لم تعديني ألى قطع الخط.........".
فقالت له سامنتا :
" أما يكون من الأفضل أن تحبسني في غرفتي ؟".
فأجابها :
" أرجو أن لا يصل الأمر ألى هذا الحد , وهذا يتوقف عليك!".
فلم تجد سامنتا بدا من الأنصياع , فتركته وسارت بخطى وثيدة ألى غرفتها.

نيو فراولة 31-08-10 10:35 PM

قراءة ممتعة للجميع

نيو فراولة 31-08-10 11:50 PM

7- ألى أين المفر؟

كانت تلك المياه التي توجد فيها الجزيرة مشهورة بسمكها ,وكانت قوارب الصيادين لا تبعد كثيرا عن شواطىء الجزيرة , بحيث يمكن السباحة أليها.
هذا ما خطر لسامنتا وهي على الطوافة قرب الميناء تتأمل أحد تلك القوارب , ولكن كيف السبيل ألى ذلك وجوناس يراقبها في كل لحظة؟ يل ها هو الآن يتطلع أليها وهي تتأمل ذلك القارب الذي يكاد يلامس شاطىء الجزيرة , فجوناس لا شك كان يقرأ أفكارها.
فمنذ البارحة مساء لم يتحدثا معا سوى بضع كلمات ضرورية , كان عدوها , ولذلك لم تسمح لعواطفها أن تتحكم بتصرفاتها.
وتوقف محرك القارب عند الميناء , فأمر جوناس توم أن يذهب ويقول للصياد أن يبتعد من هناك.
وفي هذه الأثناء ,وبينما توم في طريقه ألى القارب , وقف الصياد ولوّح بيده , فتجاهل جوناس تلويحه.
وكانت سامنتا تراقب بأهتمام حين رأت توم يصل ألى القارب ويتحدث ألى الصياد بأختصار ,ثم يجذف عائدا ألى الجزيرة , ولما أقترب من جوناس قال له:
" نف1 معه الوقود!".
منتديات ليلاس
وحمل بعض الوقود من المستودع وعاد ألى حيث القارب , وحاولت سامنتا أن تغتنم فرصة وجود الصياد لتقوم بحركة تسترعي أنتباهه , ولكن جوناس أنتبه أليها وقال لها بحزم:
" لا تتصرفي بحماقة يا سامنتا!".
ولكن سامنتا لم ترد أن تفوت عليها تلك الفرصة , فأندفعت بالطوافة نحو القارب , غير أن جوناس أسرع وقبض على كتفيها وصاح بها:
" لا تفعلي , أياك أن تظهري أية أشارة!".
فقالت له سامنتا:
" لا تنتظر مني أن أطيعك , فأنت تعلم أن عليّ أن أحاول المستحيل في سبيل التحرر من الأسر".
وحين أطلقت سامنتا صرخة أطبقت يد جوناس على فمها لأسكاتها , وحاولت التملص منه ,ولكن عبثا , فجسمه النحاسي الثقيل كان يغطي كل جسمها ويكاد يسحق عظامها , وفي هذه الأثناء كان القارب قد تزوّد بالوقود وأخذ يبتعد عن الجزيرة , فأفلتها جوناس ووقف على قدميه , والشرر يتطاير من عينيه , وصاح بها:
" هيا لنعود ألى البيت!".
فقالت له:
" هل جاء الوقت لتحبسني في غرفتي؟".
فأجابها:
" لا تكرري هذا القول لئلا يصبح فعلا".
فصمتت سامنتا خوفا من أن يحقق تهديده , ثم قفزت ألى الشاطىء يتبعها جوناس.
وحين جلست في غرفتها وحيدة أخذت تسترجع ما جرى لها ذلك النهار , أيكون الهرب من تلك الجزيرة مستحيلا؟ فوسيل الخروج منها تقتصر على ركوب الموج, وهذا لم يكن في متناول يدها , ألا أذا تسنى لها أن تغافل خاطفيها وتركب القارب الصغير الذي أستعمله توم عندما حمل الوقود ألى الصياد , ولكن كيف السبيل ألى ذلك؟
أيمكن لها أن تفعل ذلك من دون أن يراها أحد؟ ومتى ؟ في النهار لم يكن ذلك ممكنا , فهل يكون ممكنا في ظلام الليل البهيم!
ومشت سامنتا ألى نافذة غرفتها حيث كانت الأشجار في تلك الجهة من البيت أقرب أليها , فلم يكن أمامها ألا أن تجتاز فسحة قصيرة , قبل أن تصل ألى الممر الذي تحجبه أغصان الشجر الكثيفة , والذي يؤدي ألى مكان رسو القارب.
لم يكن ذلك سهلا , فقد تضيّع طريقها في الظلام أو قد تتجرح ساقاها من الشجيرات التي تملأ جوانب الطريق.
ثم كان عليها أن تشق طريقها عبر نافذة الغرفة , وللنافذة شبكة من حديد , فكان عليها أن تزيلها من أداة حادة ؟ وحين فكرت قليلا في الأمر خطرت لها أداة تقليم الأظافر , فجاءت بها وفتحت ثغرة تكفي للخروج منها , ثم بدلت ثيابها ونزلت ألى غرفة الطعام.
وفي أثناء تناولها الطعام لم تتكلم ألا قليلا , تاركة توم وماغي وجوناس يقومون بمهمة الكلام , غير أن محاولة الهرب تلك الليلة أستولت على كل أهتمامها.
منتديات ليلاس
وبعدما فرغوا من تناول الطعام أنصرفت ماغي ألى شؤونها المطبخية , بينما خرج توم في جولة تفتيشية ,أما سامنتا فتمنت أن تعود ألى غرفتها , ولكن الوقت كان مبكرا , فأتجهت ألى غرفة الأستقبال يتبعها جوناس .
وقالت له:
" لا لزوم لمجالستي , فما من صياد هنا في هذه الغرفة!".
فتجاهل جوناس ملاحظتها وجلس على كرسي مريح قبالتها , وحاولت سامنتا أخفاء توتر أعصابها , فتناولت مجلة وراحت تتفحصها.

نيو فراولة 01-09-10 12:02 AM

فقال لها جوناس:
" كنت شديدة الهدوء هذه الليلة".
فأغلقتسامنتا المجلة بعصبية ظاهرة وألقت بها جانبا , بينما تابع جوناس كلامه قائلا:
" هل من خطة تجول في خاطرك؟".
فقالت له مندهشة:
" الخطة الوحيدة التي تجول في خاطري الآن هي كيف أهرب من سجنك هذا , وأذا عجزت عن تحقيق ذلك , فسأحاول أيجاد طريقة أخبر بها عن وجودي هنا !".
منتديات ليلاس
فقال لها جوناس بلهجة الواثق من أستحالة بلوغ هذا الهدف:
" هل توصلت ألى نتيجة؟".
فأجابته سامنتا:
" نعم , توصلت ألى فكرة واحدة , وهي أن أجعل هذا البيت طعما للنيران فيهرع أليه جميع الذين حول هذه الجزيرة".
فقال لها جوناس:
"ولكن يبقى لي ولتوم الوقت الكافي , قبل أن يصل أحد ألى الجزيرة , لحملك في زورق ألى مكان آخر...... ولذلك لا ينفعك أبدا أن تلعبي بالنار!".
فتأوهت سامنتا قائلة:
" أتعلم ذلك".
فقال لها جوناس:
" لا بد أن تكوني توصلت ألى أفكار أخرى!".
فأجابت :
" الفكرة الأخرى التي توصلت أليها هو أن أحصل على مصباح كهربائي وأرسل أشارة ضوئية لأي زورق أو قارب يمر بالقرب من الجزيرة!".
فقال لها:
" وماذا حال بينك وبين تحقيق ذلك؟".
فأجابت :
" لا أعرف الشيفرة لأرسل بها أشارة ضوئية!".
فقهقه جوناس ضاحكا وقال :
" سامنتا.........".
فقاطعته قائلة:
" قلت لك مرارا أن لا تلفظ أسمي بهذه الطريقة الحميمة....... وكل ما أطلبه هو أن أغادر هذه الجزيرة".
فأجابها جوناس:
" هذا غير ممكن... الآن".
فقالت له:
"متى أذن؟".
فتردد قليلا في الجواب , ثم قال:
" أرجو أن لا يطول الوقت!".
منتديات ليلاس
فصاحت به:
"هل تحدثت ألى روبن؟".
فأجابها :
" نعم , بعد ظهر هذا اليوم ".
فسألته بأهتمام بالغ:
" وماذا قال لك؟".
وهنا سادت لحظة من الصمت , لأن جوناس كان يبحث عن جواب غامض , ثم قال :
" أنني أكتفي بالقول أن وقت الخلاص لن يطول......".
فقالت له سامنتا :
" أظن أنه حان لي أن أعود ألى غرفتي......".
وفيما هي تخرج ألى الرواق تمنى لها جوناس ليلة سعيدة , فردّت له التحية بمثلها.
وعندما وصلت ألى غرفتها بدلت ثيابها , فلبست ما يناسب المغامرة التي عزمت على القيام بها , ثم أستلقت على سريرها بأنتظار أن يخيّم الصمت والسكوت على البيت .
وكانت متأكدة أن النعاس لن يغلبها , ففي رأسها أفكار شتى , أهمها أنها ستفارق جوناس.

نيو فراولة 01-09-10 12:19 AM


وأشارت الساعة التي بجانب سريرها ألى أن الوقت قارب الواحدة بعد نصف الليل , ففكرت أن توم لا بد أن يكون الآن في الخارج يقوم بحراسة المكان , لأنها لم تلاحظ رجوعه ألى البيت , ولكنها أملت أن لا يكون توم قرب الميناء.
وبعد أن موّهت الفراش بحيث يظن الناظر أليه أنها نائمة فيه , مشت على رؤوس أصابعها ألى النافذة و كان قلبها يخفق ألى حد أنها خافت أن يخرج من بين ضلوعها , خصوصا عندما سمعت وقع أقدام خفيفة في الرواق خارج غرفتها ,فرأت أن خير طريقة هي أن تختبىء وراء الستارة ففعلت , ولم تمض دقائق حتى دخل جوناس الغرفة , فتفحصها لوهلة ثم خرج وأغلق الباب وراءه.
وأنتظرت سامنا نحو ربع ساعة وراء الستارة , قبل أن تخرج ألى متابعة مهمتها , فقفزت من النافذة وأخذت تحبو بين الأوحال ألى الميناء , كان لسكوت سائدا , فلا حركة ولا صوت ولا ضوء وتنفست الصعداء حين وصلت ألى الميناء ولم تجد ما يوحي بوجود أي أنسان , ولكن أرتياحها لم يكن كاملا , لأنها لم تصل ألى القارب الصغير بعد, فقد يكون توم هناك.
منتديات ليلاس
وبعد جهد عظيم دخلت ألى مرآب القوارب في الميناء فلم تجد سوى الظلام الدامس الذي لم يمكنها من رؤية القارب , فلم يكن أمامها سوى خيار واحد , وهو أن تضيء المكان ولو عرضت مغامرتها للخطر , ولما فعلت وجدت قاربا كبيرا تكاد تصل ساريته ألى سقف المرآب , ولكنها لما فتشت قليلا وجدت القارب الصغير الذي كانت تطلبه.
وراودها الأمل بنجاح مهمتها فأشتدت عزيمتها , غير أن هذا الأمل خاب حين فتح الباب وأطل منه جوناس وهو يقول بصوت خافت:
" لن تنجحي في هذا أيضا!".
فأضطربت حين سمعت الصوت , وآلمها أنها فشلت وهي على قيد شعرة من النجاح.
وأمسكها جوناس بذراعها وأنزلها , فصاحت به :
" أتركني , أرجوك".
فأجابها مبتسما :
" لا فائدة من كل هذا , تعالي معي!".
وأرادت أن تعرف كيف أكتشف محاولتها الهرب , فقال لها:
" تبعتك عندما خرجت من الغرفة".
فقالت مندهشة:
" تبعتني؟".
فأجابها بهدوء :
" نعم , تبعتك , فأنا متمرس بالصيد".
وبعد أن سرد لها كيف عرف بأستعدادها للهرب , منذاللحظة الأولى , سألته قائلة:
" والآن , ماذا تنوي أن تفعل بي؟".
منتديات ليلاس
فأجابها:
" لا شيء , سآخذك ألى غرفتك وأضعك في الفراش".
فقالت له:
" وماذا بعد؟".
فأجاب بشيء من السخرية:
" سأنتظر أي مخطط سخيف ستحاولين تنفيذه".
فقالت له سامنتا:
" هذا من حقي........ هذا من حق كل سجين مثلي ...... أريد أن أترك هذه الجزيرة مهما كان الثمن".

dalia cool 01-09-10 01:02 AM

مرسيي ننتظرك:flowers2:

نيو فراولة 01-09-10 12:45 PM

8- لن أبكي.........

تأوه جوناس وقال لسامنتا:
" عليك أن تقبلي البقاء هنا , في هذه الجزيرة , لأنك تكونين في مأمن من الخطر!".
فتعجبت سامنتا من كلامه هذا وقالت بتهكم:
" في مأمن؟ وكيف أكون كذلك وأنا أسيرة؟ أتنتظر مني أن أصدقك؟".
فقال لها جوناس:
" لا أحد سيصيبك بأي أذى.......".
منتديات ليلاس

فهزت سامنتا رأسها وقالت:
" كيف يكون ذلك , وكل واحد منكم مدجج بالسلاح ...... وماذا يعني الأحتفاظ بي في هذه الجزيرة النائية ... أجبني ما معنى هذا كله؟".
فقال لها جوناس:
" لا سبب لخوف....... وعليك يا سامنتا أن تصدقيني".
فصاحت به سامنتا:
" أصدقك؟ كيف أصدقك وقد كذبت علي مرار ؟ ثم كيف لي أن أصدق أحدا لا أعرف من هو؟".
فقبض على كتفيها بيديه القويتين وهزها بعنف قائلا:
" كفاك , لماذا تثيرين أعصابك لغير سبب ؟".
فصاحت به:
" لغير سبب؟".
فأجابها جوناس:
" نعم , لغير سبب ........ وأنت تجعلين الحالة أسوأ مما هي عليه في الحقيقة..........".
ونظرت سامنتا ألى وجهه غير مصدقة كلامه وقالت:
" هل تعني ما تقول؟ ليتك تقنعني !".
وحدق أليها جوناس وهو يحاول كبت غضبه , ثم ضمها بين ذراعيه وقال لها هامسا:
"أرجوك يا سامنتا أن تثقي بي ....... أقسم لك بأنني لن أدع أحدا يمسك بأذى".
فأجابته سامنتا:
"لا أقدر أن أثق بك.........".
ودفعته عنها , غير أنه بقي محتفظا بها بين ذراعيه , ثم قال لها:
" وأنا لا أقدر أن أدعك تتركين الجزيرة!".
فصاحت به سامنتا:
" لن أبقى هنا , ولو كان علي أن أترك الجزيرة سباحة!".
منتديات ليلاس

فقال لها جوناس:
" تأكدي بأنني لن أدع أحدا يمسك بأذى , عليك أن تثقي بي يا حبيبتي.........".
فأستسلمت عندما قال لها ( يا حبيبتي) وهمست في أذنه:
" جوناس ........ ليس هذا أسمك الحقيقي.......! أصحيح أم لا ؟".
فأجابها قائلا:
"كلا , ولكن هذا غير مهم!".
فقالت له:
" بلى , مهم !".
وراحت يداه تداعبان عنقها وشعرها المنسدل المتكىء على كتفيها , ثم قال لها:
" هذا هو المهم ....... المهم هو أنني أحبك؟".
فأجابته سامنتا:
" آه , كم أتمنى أن أثق بك......".
فقال لها جوناس:
" وهذا خير لك ......... ولن تندمي أذا وثقت بي........ لن يصيبك أي سوء .......صدقيني ".
وأدركت سامنتا أنها وقعت , بالفعل , في غرام رجل غريب خطفها ولا يمكن أن تتراجع بعد الآن عن هذا الغرام القاتل , فما كان منها ألا أنها تركته يدغدغها كما يشاء.
وبعد حين تركها جوناس , فقالت له:
" حاولت جهدي أن لا أحبك ........ ولكن عبثل ذهبت محاولتي!".
فقال لها جوناس:
" وماذا أقول أنا؟ كل مرة أقترب منك كان الدم يغلي في عروقي وأرغب بضمك أليّ هكذا الى الأبد!".
فقالت له سامنتا :
" ما أسعدني الآن وقد سمعت كلامك هذا!".
وضحكت بحنان ووضعت رأسها على صدره وهي تشعر بلذة تفوق الوصف , وأغمضت عينيها لتزرع تلك اللحظة , في ذاكرتها فلا تنساها مدى الحياة , ولم يعد يهمها , أنه لم يصرح لها حتى الآن بأنه يحبها , يكفي أنه يريدها مثلما تريده.
فقالت له:
"دعنا نرحل من هنا يا جوناس , دعنا نركب في الزورق ونبحر ألى مكان ما!".
فتصلبت عضلات ساعديه عند سماعه هذا الكلام , وأحست سامنتا بذلك , فنظرت ألى عينيه فلمحت تلك الصلابة التي عهدتها فيه عندما يعزم على أبقاء شيء من البعد بينه وبينها , ولكنها رغم ذلك تابعت كلامها قائلة:
" لا أحد يجب , بالضرورة , أن يعرف أنك كنت تحتجزني في هذه الجزيرة....... أرجوك , دعنا نذهب معا ألى مكان ما".
ومدت سامنتا يدها لتلمس الخط القوي الذي أرتسم على خده , ولكنه أمسكها قبل أن تبلغ غايتها , وشد على أناملها بعزم , فصرخت وقالت:
" أوجعتني !".
فأفلت يدها وقال لها ببرودة وهو يبتعد عنها:
" سنبقى في هذه الجزيرة يا سامنتا , فلا نغادرها!".
منتديات ليلا
ففتحت سامنتا فاها بدون أن يكون عندها ما تقوله , وتعجبت كيف يحتفظ بها كسجينة أذا كان يهمه أمرها كما يدّعي ؟ لكن........ هل كان أمرها بالفعل يهمه؟
فقالت له:
" أنت تتحايل عليّ كعادتك منذ البداية!".
فأجابها جوناس:
" لم أكن أتحايل أبدا".
فصاحت به:
" لا أصدقك ,كنت طوال الوقت تحاول جميع الوسائل لأبقائي بمطلق أرادتي في هذه الجزيرة , وكنت تنجح أكثر مما نجحت لو لم تراقبني كل لحظة ,وفي أية حال , فأن ألاعيبك باءت بالفشل!".

نيو فراولة 01-09-10 02:12 PM

وبذلت سامنتا جهدها لأيقاف أنهمار الدموع من عينيها , فقال لها جوناس:
" ألاعيبك أنت أيضا باءت بالفشل!".
فقالت له سامنتا:
" ألاعيبي أنا؟".
فأجابها جوناس:
" نعم , ألاعيبك أنت , وهذه النظرات البريئة التي تشع من عينيك لا تقنعني ...... فما من جهد ألا بذلته للخروج من هذه الجزيرة ......... فهل ظننت أنك سيطرت علي ألى حد أصبحت عنده طوع ما تأمرين!".
منتديات ليلاس

وأدركت سامنتا أنه يعتقد أنها تدعي حبها له في سبيل أنقاذ نفسها من الجزيرة ,ولكنها لم تشأ أن تنكر ما كان يعتقده خطأ , فآثرت أن تتمسك بالكبرياء ,فقالت له:
" الظروف اليائسة تلد حلولا يائسة!".
فهنأها جوناس على سرعة خاطرها ومد يده وأمسك ذراعها قائلا:
"تعالي لنعود ألى البيت!".
وفجأة فتح الباب ودخل توم قائلا:
" ألا تزال تحاول الهرب؟".
فقال جوناس:
" سآخذها ألى البيت الآن ....... فأقفل باب المرآب , ثم أذهب وأصلح نافذة غرفة النوم!".
فأجابه توم :
" سأفعل ذلك في الحال".
وقادها جوناس نحو البيت بصمت , فأستقبلتهما ماغي عند غرفة الطعام , ولكن جوناس لم يخبرها بما حدث وكيف وجد سامنتا في المرآب عند الميناء , بل سار بها ألى غرفة النوم ودفعها ألى الداخل قائلا:
" لم نصلح شبكة النافذة بعد..... ولكنني واثق أنك لن تهربي من النافذة مرة ثانية , وأعلمي أنني لك بالمرصاد!".
فصاحت به سامنتا:
" أذهب ألى جهنم , كائنا من كنت!".
فأجابها جوناس:
" على الأرجح سأذهب ألى جهنم , وذلك بفضل والدك!".
وتساقط الدمع من عيني سامنتا وهي تتجه نحو سريرها , فأستلقت على الفراش ودفنت وجهها في المخدة وهي تجهش بالبكاء.
وفيما هي كذلك سمعت توم يصلح النافذة , فلما أنتهى من أصلاحها وأبتعد وقع خطواته , شعرت بحاجة ألى النوم كما لم تشعر منذ طفولتها.
في الصباح أستفاقت على أشعة الشمس تدخل غرفتها , فلما نظرت حولها رأت جوناس جالسا على كرسي ورجلاه ممدودتان على طرف سريرها , ففوجئت بذلك , خصوصا عندما أدركت أنها في الليلة الماضية لم تلبس قميص نومها , بل أكتفت بخلع ثوبها الخارجي ,وها هي الآن في حضرة رجل غريب قرب فراشها , فقالت له:
" منذ متى وأنت هنا؟".
منتديات ليلاس
فأجابها جوناس:
" طوال الليل".
فقالت له بجفاف:
" هذا لم يكن ضروريا".
فأجابها :
" ظننته ضروريا......".
فقالت له :
" لم أحاول أن أهرب هذه المرة.......".
فأعتدل جوناس في جلسته وتمطى قليلا وهو يقول:
" كلا , ولن تجدي فرصة للهرب بعد اليوم........".
فقالت له:
" ماذا تعني؟".
فأجابها:
" أعني أن واحدا سيكون معك طوال الوقت , بحيث لن تكوني وحدك ألا في الحمام , وأقترح عليك أن تذهبي الآن ألى هناك وتلبسي ثيابك حتى أسلمك ألى ماغي , بينما آخذ قسطا من النوم ".
ففعلت سامنتا كما قال لها, ثم أدركت ذلك النهار أن جوناس كان صادقا في ما عناه , أذ أخذ الثلاثة يتعاقبون على حراستها , ففي الصباح وبعد الظهر كان يحرسها توم وماغي , فيما كان جوناس نائما , وكانت ماغي تعاملها برفق , وأما توم فكان يظهر لها عطفا شديدا وتفهما لسوء حالتها.
منتديات ليلاس
وأتاحت لها فرصة مرافقتها لماغي وتوم أن تتعرف أليهما عن كثب , على الرغم من أنهما لم يتقربا منها ألا بمقدار , وأدركت أنها لن تنجح في الأستعانة بهما على الهرب , لأنهما كانا مصممين كجوناس على أبقائها في الجزيرة.

نيو فراولة 01-09-10 02:29 PM


وفي الساعة الحادية عشرة من تلك الليلة أعلن جوناس أن الوقت حان لها لتذهب ألى فراشها , وأرادت سامنتا أن تحتج , ولكنها أمتنعت عن ذلك لمعرفتها أن ما يأمر به جوناس لا بد أن تنفذه ولو بالقوة , ولم تخف أمتعاضها حين رافقها ألى غرفة نومها.
وترددت , وهي داخل الغرفة , في أستبدال ثيابها بقميص النوم , ثم كيف تدخل ألى فراشها وهو هناك يراقبها ؟فلو لم تكن تحبه لهان الأمر عليها الأمر , أما وهي تحبه فهناك خطر الأستسلام أليه.
وشعر جوناس بترددها , فقال لها:
"عليك أن تلبسي قميص النوم وتدخلي فراشك , وألا جاءت ماغي لترغمك على ذلك , كما فعلت في الليلة الفائتة ...... فأنصحك أن تتولي الأمر بنفسك هذه الليلة!".
منتديات ليلاس
فسارعت سامنتا ألى الحمام , وقميص النوم القصير على ذراعها ,فلبسته وعادت لتجد جوناس يتطلع من النافذة , وقبل أن تدخل ألى فراشها ألتفت ونظر اليها , وما أن غطت جسدها جيدا , حتى شعرت به يبتعد عن النافذة ويطفىء النور , ثم يعود ألى قرب النافذة , فأزداد خفقان قلبها حين غرقت الغرفة في الظلام.
ولوقت طويل خشيت أن تتحرك , ولكنها في آخر الأمر أضطرت ألى ذلك , فأخذت تتقلب في الفراش لتجد وضعا مريحا تستسلم فيه ألى النوم , فقال لها جوناس:
" أرجو أن تنامي نوما هادئال هذه المرة , فأنا غير مستعد أن أغطيك من حين ألى آخر طوال الليل".
فقالت بشيء من الغيظ:
" أشكرك على هذه الملاحظة التي لن تساعدني ألا على بلوغ نقيض ما أنت تتوخاه".
فصاح بها بلهجة فظة:
" أقول لك نامي".
فأجابته سامنتا:
" سأحاول, ولكن كيف لي أن أنام بسهولة وأنت هنا في الغرفة؟".
فقال لها على الفور:
" أتفضلين , أذن , أن أكون معك في الفراش؟".
فصاحت به وقد أستولى عليها الخوف:
" كلا!".
فأجابها بحزم :
" لا تخافي , لن أفعل , وثقي يا سامنتا بأنني لن أزعجك , طابت ليلتك!".
منتديات ليلاس
وساد الصمت بينهما ,مع أن سامنتا لم تستسلم ألى النوم ألا بعد طلوع الفجر ,وحين أستفاقت عند الظهر وجدت ماغي معها في الغرفة وقالت ماغي لسامنتا أن جوناس ذهب ألى غرفته عند الفجر ليأخذ قسطه من النوم.
وكان ذلك النهار تكرارا للنهار الذي سبقه , والتغير اوحيد الذي طرأ هو مجيء جوناس لينوب عن توم في حراسة سامنتا , فسألته قائلة:
" هل لنا أن نخرج في نزهة؟".
فوافق جوناس على طلبها قائلا:
" نعم , ولكن لمدة وجيزة".
ولما خرجا من البيت , قادتها خطاها , عن غير وعي , ألى مرآب القوارب عند الميناء , فتبعها جوناس على مهل , من دون أن يحاول اللحاق بها , فلعله في ذلك أراد أن يعلمها أن المرآب مقفل أشد الأقفال.
منتديات ليلاس
وتابعت سامنتا سيرها , على غير هدى , نحو الميناء ,وقبل أن تصل ألى هناك توقفت عند مرتفع يغص بالشجيرات والركام وحدقت ألى السماء الزرقاء الموشاة بغيمات بيضاء عابرة , وفيما هي تنزل من هناك شاهدت زورقا يقترب من الشاطىء , ففرحت لا لأنها كانت تتوقع منه أن ينقذها وجوناس هناك , بل لأنها رأت شيئا ما يتحرك في ذلك السكون الرهيب.

نيو فراولة 01-09-10 02:44 PM


وتابعت سامنتا سيرها نحو الشاطىء , وحدقت في القارب الذي كان راسيا هناك , ولكن ذلك لم يمنعها في شيء ألا في أيقاظ الذكريات الأليمة المتعلقة بالقارب , ثم أنها لم تكن بحاجة ألى الألتفات لترى أن جوناس كان يراقبها من بعيد.......
ورفعت سامنتا رأسها وتطلعت ألى المياه مرة أخرى , فرأت أن الزورق أخذ يقترب من الشاطىء , حتى ليكاد يلامسه , ولكنها لم تحاول أن تخرج يديها من جيبي سروالها لتلوح أليه , ذلك أن عملا مثل هذا يجذب أنتباه جوناس ويبوء , لا محالة , بالفشل الذريع.
ولاحظت سامنتا أن الزورق أتجه نحو الميناء عوض أن يدزور حول الجزيرة , وفيما هو يدخل الميناء , خفق قلب سامنتا حتى كاد يخرج من صدرها , وتعجبت كيف أن جوناس لم يأت بأي حركة لأخفائها عن أنظار ركاب ذلك الزورق.
ودخل الزورق الميناء , ولكن جوناس ظل واقفا يتطلع .
فسألت سامنتا نفسها :( هل هذه حيلة من حيله؟ أيكون هذا الزورق لأحد زملائه ؟ وألا لماذا تركه يرسو في الميناء؟).
وحين توقف الزورق في الميناء , تقدم رجل حسن الهندام , يتبعه رجلان آخران , نحو الشاطىء للنزول أليه , فحدقت سامنتا ألى أحدهما فلم تصدق ما شاهدته عيناها .......... كان ذلك الرجل والدها روبن غنتري!
منتديات ليلاس

فملأ الفرح قلب سامنتا ,ولكنها كبحت جماحه حين فكرت في ما قد يعنيه مجيء والدها , فأذا كان قد جاء لأنقاذها ,فيعني هذا أن جوناس سيلقى القبض عليه , وألتفتت ألى حيث كان جوناس واقفا بمنأى عن أنظار ركاب الزورق القادمين , فألتقت نظراتهما , وكانت نظرات سامنتا كأنما تقول : ( أهرب قبل فوات الأوان!).
ونادى روبن غنتري أبنته بصوت قوي عال , فأمالت سامنتا نظرها عن جوناس وحدقت ألى والدها بأبتسامة مفتعلة , ثم هرعت أليه وأرتمت بين ذراعيه وهي تصيح والدموع تنهمر من عينيها:
" روبن!".
فأجابها روبن وهو يطوقها بذراعيه:
"هل أنت بخير يا سامنتا؟".
فقالت له:
" نعم , أنا بخير يا أبي".
وضمها روبن أليه لحظات أخرى , وعيناه تشعان بالحب والحنان .......... والدموع أيضا ثم أفلتها وقال:
" لم أحظ بلقاء مثل هذا منذ كنت في السادسة من عمرك".
ونظر روبن ألى الوراء وتساءل:
" أين الآخرون؟".
وتقدم مرافقاه ووقفا بجانبه وهما مسلحان , وبحثت سامنتا بنظراتها عن جوناس فلم تجد له أثرا , ففكرت في قلبها قائلة: ( لا يمكن أن يكون قد تمكن من الفرارا) .
وأعاد روبن سؤاله عن الآخرين , فأجابته سامنتا:
" أنهم في البيت , على الأرجح".
وسار روبن نحو البيت يتقدمه الرجلان المسلحان ,ولكنه توقف ونظر ألى سامنتا وقال لها :
" هل تأتين معنا؟".
فأجابته سامنتا:
" كلا , أفضل أن أبقى هناك.......على الزورق".
ومسحت سامنتا الدموع عن خديها وهي تنظر ألى روبن يبتعد نحو البيت , ثم قالت في نفسها أنها لن تبكي بعد اليوم.

rosi 01-09-10 04:35 PM

مرسي لالك على الرواية الجميلة ننتظر التكلمة ويعطيك العافية على كتابتها:55::55: وهذه رواية بحبها كتير وانا بحب الروايات المكتوبة وبالاخص عبير القديمة جزاك الله خير وبارك الله فيك:dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::dancingmonkeyff8::fl owers2::flowers2::flowers2:
:8_4_134:

نيو فراولة 01-09-10 04:37 PM

9- بريق عينيه

وصعدت سامنتا ألى الزورق , فأستقبلها البحار , وما أن جلست حتى قدم لها فنجانا من القهوة , فراحت ترشفه وهي تتمنى لو كان في وسعها أن تستسلم ألى ذلك البحر المحيط بها , والذي لا قرار له.
ومرت عشرون دقيقة على ذهاب والدها ألى البيت , فلم تسمع أي صوت غير صوت الأمواج المتلاطمة على الشاطىء , وشعرت بأن أعصابها لم تعد تتحمل أنتظار ما سيجري , وعمدت ألى أسدال الستائر في غرفة الزورق حتى لا ترى جوناس يقاد مكبلا بالحديد , كما كانت تتصور.
وفجأة تناهى أليها وقع أقدام على متن الزورق , فخفق قلبها خفقانا شديدا وأخذت تتبع الصوت وهو يقترب من الغرفة , ثم أنفتح الباب , وكانت سامنتا تظن أن الداخل هو والدها , فلم تشأ أن تنظر اليه , بل قالت:
" هل سلموا أنفسهم؟".
فجاءها الجواب:
" لم يفعلوا ذلك بعد!".
وبهتت سامنتا حين عرفت أن الصوت صوت جوناس , فصاحت به :
" ماذا فعلت بروبن؟".
منتديات ليلاس
فأجابها جوناس:
" هو في البيت .....هل تريدين أن تذهبي أليه؟".
فضحكت سامنتا بمرارة وقالت بتهكم:
" أذهب أليه؟ هل أسرته هو أيضا؟ آه , يا جوناس , لن تنجو من العقاب على ما تفعل , أنت لا تعرف روبن غنتري!".
فقال لها جوناس:
" أسمي كيد سكوت".
فصاحت سامنتا قائلة:
" كيد سكوت؟".
فقال لها:
" نعم ,وأنا مستخدم عند روبن , ومهمتي أدارة جهازه الأمني".
ففوجئت سامنتا بهذه المعلومات التي لم تكن تتوقعها , فقالت على الفور:
" جهازه الأمني؟".
فأجابها بهدوء:
" أعرف أنك أسرعت ألى الأستنتاج بأنك مخطوفة , ولكن لم يكن في يدي حيلة ....... فأنا كنت أعمل بأوامر روبن".
فصاحت سامنتا قائلة:
" أوامر روبن ؟ ولكن لماذا أراد والدي أن يسجنني في هذه الجزيرة ؟ هذا ما لا أقدر أن أفهمه".
فقال لها كيد:
" فعل ذلك لحمايتك!".
فأجابت سامنتا:
" ولماذا كنت بحاجة ألى حماية؟".
فصمت كيد قليلا , ثم أخذ يقول:
" منذ بضعة أشهر كان والدك يتلقى رسائل تهديد ومكالمات هاتفية , فلم يكن يبالي بها , ألى أن أطلق أحدهم عليه النار منذ نحو أسبوعين فأخطأه , ولكن الرجل أثبت أنه لم يكن كاذبا في تهديداته , وأنه كان ينوي أن يفعل ما يقول".
فقاطعته سامنتا قائلة:
"وما علاقتي أنا بمحاولة أغتيال والدي؟".
فأجابها كيد:
" في اليوم الذي جئت فيه ألى مكتب الصحيفة , كان والدك عند الصباح قد تلقّى مكالمة هاتفية من الرجل الذي يهدده ,وفي تلك المكالمة قال له الرجل أنه قرر أن يبقى روبن على قيد الحياة , فقتله أمر سهل جدا , ولكنه سينتقم من روبن بالأساءة أليك أنت , وكان الرجل يعلم كل شيء عنك ,فهالنا الأمر جدا , وهكذا سارعت ألى المجيء بك من مكان عملك قبل أن ينفذ الرجل تهديده".
فقالت سامنتا:
" أذن , هذا هو السبب الذي من أجله أنا هنا......".
فأوضح لها كيد ذلك بقوله :
" هذه الجزيرة منعزلة وسهلة الحراسة , فالداخلون أليها ترصدهم العيون في الحال".
منتديات ليلاس
فغرزت سامنتا أناملها في شعرها الأسود الكثيف وقالت له:
" ولماذا لم تخبرني بالأمر منذ البداية ؟ لماذا أخفيته عني كأنه سر عظيم من الأسرار ؟".
فأجابها كيد:
" ذلك ما أمر به روبن , فهو لم يشأ أن يثير فيك الرعب , مما جعلني لا أخبرك بأسمي الحقيقي , فروبن كان واثقا من أنك ستتصلين بجهاز الأمن عنده وتصبحين عرضة للشكوك ......... وأنا أظن أن روبن تصرف هذا التصرف لأنه لم يدرك أنك لم تعودي فتاة صغيرة تخاف من الظلام!".
فقالت له سامنتا:
" ولذلك أنتحلت كل هذه الأسماء........ أفلا تظن أن ذلك كان من شأنه أن يثير فيّ الشكوك ؟ هذا فضلا عن رفضك السماح لي بمغادرة الجزيرة أو التحدث ألى أي أنسان....... وأريد أن أسألك لماذا لم تدعني أتحدث ألى روبن؟".
فأجابها كيد:
" لأننا لم نكن نعلم كيف كان الرجل المنتقم يحصل على معلوماته عنك , فقد يكون يحصل عليها من أحد المستخدمين عند روبن ,ولذلك لم يكن من الحكمة أن أدعك تتركين لأبيك رسالة تخبر بمكان وجودك , فمن يدري؟ فلعلها تقع في يد غير أمينة".

نيو فراولة 01-09-10 04:59 PM


فأشتد غضب سامنتا عند سماعها هذا الكلام ,فقالت بلهجة الأتهام:
" كان في وسعك أن تفهمني , على نحو ما , حقيقة الأمر عوض أن تجعلني أعتقد أنني سجينة هنا عندك وعند توم وماغي , وهما على ما أظن يعملون في جهاز أمن والدي ......... أليس هذا صحيحا؟".
فأجابها كيد:
" نعم ,هذا صحيح........ ولم يكن في مقدوري أن أفعل غير ما فعلت , لأن.......".
فقاطعته سامنتا قائلة:
" لأن تلك هي أوامر روبن ...... ولكن لماذا لم تحاول أقناعه بضرورة أطلاعي على الحقيقة , فلا أقضي أيامي هنا بالذعر والرعب؟".
منتديات ليلاس
فقال لها كيد:
" وحاولت ذلك مرارا , ولكن من دون جدوى , فهو كما تعرفين عنيد كالثور ولا يقاوم......... وأظن أنك سمعت مرة قسما من مكالمة أجريتها معه , وأنت أسأت فهمها!".
فقالت سامنتا:
" نعم........... ظننت أن روبن كان يرفض الفدية ".
وتطلع كيد ألى دخان سيكارته مليا , ثم قال:
" كان يجب ألغاء الخطة الأصلية حين لم يتمكن روبن من اللحاق بنا في الحال ...... فهو كان يعتقد أنه من الأفضل أن يكون هنا معنا , أذ لربما غير الرجل المنتقم رأيه وقام بمحاولة ثانية لأغتياله , ولكن السلطات الحكومية أقنعته بالبقاء في نيويورك , حيث يتاح للرجل أن يتصل به........".
فقالت سامنتا:
" ولماذا هو الآن هنا؟".
فأجابها كيد:
" لأن السلطات ألقت القبض على الرجل في الليل الفائت , فزال الخطر".
وأرادت سامنتا أن تستوضحه الأمر , فقالت:
" ومتى عرفت أنت كل ذلك؟".
فأجابها :
" منذ الخامسة صباحا!".
فتذكرت أن كيد في ذلك الوقت ترك حراستها وذهب ألى النوم ....... ولكن هذا لم يكن السبب الذي من أجله ثار غضبها , فصاحت به قائلة:
" وأنت....... مع ذلك تركت يوما آخر يمضي علي وأنا أعتقد أنني كنت مخطوفة ....... فلماذا لم تخبرني بالحقيقة قبل أن يصل روبن ألى هنا؟".
فوافق كيد على كلامها وقال:
" نعم , كان بأمكاني أن أفعل ذلك , ولكنني لم أكن أعتقد أنك تصدقينني ..... بعد كل تلك الأكاذيب التي كنت أختلقها لك....... وكنت أعلم أن روبن في طريقه ألى هنا , ولذلك آثرت أن أنتظر مجيئه حتى يكون برهانا على صدق روايتي ........ هذه هي حقيقة الأمر يا سامنتا!".
وكانت سامنتا تعلم من هو كيد سكوت , لأن روبن كان دائما يمتدحه كرجل قدير يقوم بواجبه خير قيام , غير أن سامنتا لم تقابله وجها لوجه قبل أن جاء بها ألى تلك الجزيرة.
وقالت له سامنتا:
" آه , يا ليتني علمت من أنت, منذ البداية!".
فأجابها كيد :
" أردت أن أعلمك ..... بل أنني حاولت عدة مرات ففشلت".
وأخذت سامنتا تظهر أسفها الشديد لأنها لم تعلم الحقيقة , وألا لكانت تجنبت الشعور بذنب الوقوع في غرام رجل غريب كان فوق ذلك خاطفها , ولما لامت كيد على تقيده بأوامر روبن في هذا الشأن , قال لها بحزم:
" أنا آخذ الأوامر من روبن , فهو رب العمل".
ورأت سامنتا في هذا الكلام مسمارا يدق في نعش علاقتهما الغرامية , ألم يكن كيد مستخدما عند والدها ؟ أذن, فهي غنيمة ثمينة ينالها رجل طموح يسعى وراء ما يريده مهما كانت الوسيلة.
وأبتسمت سامنتا وهي تقول لكيد:
" سأخبر والدي بالمهارة الفائقة التي أظهرتها لحمايتي.......... ولا أنكر أنك بذلت جهدا بالغا للترفيه عني , ولو لجأت في ذلك أحيانا ألى أجراءات عنيفة ولكنها فعالة....... ولم أعتقد – خطأ – ألا في اليومين الأخيرين أنني كنت مخطوفة , واللوم في ذلك لا يقع عليك ......... وأنا واثقة من أن روبن سيكون فخورا بك".
فضاقت عينا كيد وهو يقول لها:
" ما كل ما فعلته كان للترفيه عنك يا سامنتا......".
منتديات ليلاس
فأجابته سامنتا:
"طبعا لا , ولكن كل شيء , على وجه العموم , كان ممتعا لكلينا".
فقال لها كيد بكبرياء وتعال:
" أكان ذلك كل شيء؟".
فشعرت سامنتا من عبارته هذه أن وراءها تساؤلا , فقالت :
" نعم , كان ذلك كل شيء , ولا شيء آخر".
فتقدم كيد خطوة نحوها , فأستدارت لمواجهته وهي حذرة من الوقوع تحت جاذبيته الطاغية , فنظر اليها نظرة جعل الدم يجري حارا في عروقها , وقال لها:
" أنت تكذبين يا سامنتا , لم يكن ما جرى بيننا مجرد تسلية لك ولي".

نيو فراولة 01-09-10 11:58 PM

فتراجعت سامنتا ألى الوراء وهي تقول:
" أرجوك يا جوناس........".
ثم صححت خطأها وهي تقهقه ضاحكة:
" كلا , يا كيد , أما قلت أنك كيد ؟ لم أعد أعرف ماذا أدعوك....... يقتضيني بعض الوقت لأفكر في الأمر........ أرجوك يا كيد أن تتركني الآن وحدي ...... أرجوك".
فتردد كيد قبل أن يقول:
" لك ما تريدين , سأخبر روبن بأنك تنتظرينه على الزورق".
وذهب كيد قبل أن تتمكن سامنتا من أستيعاب العبارة الأخيرة التي نطق بها , ولبضع دقائق أصغت ألى وقع خطواته وهو يبتعد عن الزورق.
وعندما عاد روبن ألى الزورق , كانت سامنتا قد مسحت الدموع عن خديها وأستعادت بعض مرحها , ومن حسن الحظ أن والدها لم يرغب في البقاء في الجزيرة ولو لليلة واحدة.
وشعرت سامنتا بالغبطة لمغادرة الجزيرة مع والدها , لأنها خشيت أن هي بقيت هناك أن ترتكب حماقة تندم عليها فيما بعد.
فهي , وقد بلغت الثانية والعشرين من عمرها , تعلمت ألا تستسلم لغريزتها.
ولم يرجع كيد معهما , بل بقي في الجزيرة ألى اليوم التالي لتدبير بعض الشؤون , وتساءلت سامنتا هل فعل ذلك ليفسح لها المجال للتفكير في الأمر كما طلبت منه؟
ولم ينتظر منها روبن أن تذهب في الحال ألى الجريدة ,فقد كانت بحاجة ألى بضعة أيام من الراحة وأعادة النظر في علاقتها مع كيد , ولم يكن يخامرها أي شك في أنها تحبه , ولكن المسألة هي ماذا تعمل بذلك الحب.
وبعد رجوعها بأربعة أيام , رن جرس الهاتف , فتأكدت سامنتا أنه كيد , فترددت في رفع السماعة , ولكنها تغلبت في آخر الأمر على ترددها , ورفعتها , فأذا بكيد يقول:
" سامنتا ....... أنا كيد".
فأجابت ببرودة أعصاب:
" نعم , يا كيد , كيف حالك؟".
فسمعته يقول لها على الطرف الآخر من الخط :
" أنا بخير ......... ما دام روبن خارج المدينة , فهل لديك الوقت لتناول طعام العشاء معي هذا المساء؟".
فتنفست سامنتا نفسا عميقا قبل أن تجيب قائلة :
" في الواقع..........".
وتوقفت عن الكلام في محاولة لأختلاق كذبة مقنعة ......... ولكن كيد أدرك معنى ترددها فقال لها:
" سامنتا ,......... أريد أن أراك".
وخارت ركبتا سامنتا فأمسكت بطرف الطاولة في محاولة لمقاومة شوقها الشديد ألى ملاقاة كيد ....... فأذا كان صوته يفعل فيها هذا الفعل , فكم بالحري حضوره بجانبها؟ وفكرت سامنتا قليلا , ثم فضلت أن تواجهه الآن على أن تواجهه فيما بعد حين قد تكون أقل أستعدادا لذلك , فقالت:
" في اواقع.......... لا شيء عندي أعمله هذه الليلة!".
فقال لها كيد:
" سآتي وأصطحبك الساعة السابعة مساء".
فأجابت :
"نعم".
وبعد تبادل التحيات , وضعت سامنتا السماعة في مكانها ويداها ترتجفان ,ثم أغمضت عينيها وعزمت على أن تضبط عواطفها جيدا قبل أن يحين موعد لقائها مع كيد تلك الليلة .

اسماء88 02-09-10 12:11 AM

يعطيك الف عافية و بالتوفيق في تكملتها

نيو فراولة 02-09-10 12:15 AM


وفي المساء رن جرس الباب الخارجي , فقفزت سامنتا على قدميها وأسرعت ألى غرفة الأستقبال , فتح كال الخادم الباب الخارجي ودخل كيد متقدما نحو سامنتا وقال لها:
" هل أنت مستعدة؟".
وكانت ملامح وجهه قاسية أكثر مما مضى , فشعرت سامنتا بما يشبه الدوار , وقالت:
" نعم , أنا مستعدة".
فقال لها كيد:
" السيارة بأنتظارنا في الخارج".
منتديات ليلاس
وسارت سامنتا نحو الباب , وألتفتت ألى كارل وقالت له:
" المفتاح معي , فلا لزوم لأنتظار عودتي".
وفيما هما خارجان قالت سامنتا لكيد:
" مضى على كارل في خدمة روبن سنوات كثيرة ......... ومنذ أن بدأت أخرج للسهرة كان ينتظرني حتى أعود سالمة , يا له من رجل لطيف , ولا أدري ماذا كان روبن يفعل لولا وجوده".
فأجابها كيد:
" أذن , روبن محظوظ بوجود كارل ....... فلا حاجة بك ألى القلق على روبن حين لا تكونين هنا "".
فقالت له سامنتا:
ط أنت تعني بذلك حين أنشر جناحي وأطير من العش لأمارس عملي كصحافية........".
فقاطعها كيد قائلا:
" أو لتتزوجي , أو للأمرين معا!".
وأنفتح باب المصعد , فوضع كيد يده حول خصرها ليقودها ألى الداخل , فشعرت كأن سلكا كهربائيا سرى في مفاصلها , ولم يكن كيد ينتظر جوابا منها , فلما أنغلق باب المصعد , كبس على زر الطبقة السفلى وألتفت أليها قائلا:
" لم أقل لك بعد كم أنت جميلة هذه الليلة!".
فشكرته سامنتا وبادلته المجاملة فقالت:
" وكم أنت وسيم أيضا , خصوصا بعدم وجود مسدس تحت سترتك".
فقال لها كيد:
" أظنك بدأت تشكّين فيّ حين لاحظت المسدس تحت سترتي".
وتوقف المصعد عند الطبقة السفلى , فأنفتح الباب وخرجا يسرعان الخطى نحو الشارع حيث كان سائق السيارة بأنتظارهما.
ولم يدر الحديث على ما جرى في الجزيرة طوال الوقت الذي كانا فيه يتناولان طعام العشاء في أحد المطاعم الشهيرة في نيويورك , حيث أقيم أستعراض راقص لم يترك لهما مجالا للتحدث معا في أي شيء , ولكن سامنتا كانت تحاول جهدها أن تدافع عن نفسها ضد نظراته الطاغية التي كانت تتأمل كل عضو في جسمها المتعطش ألى الحب.
منتديات ليلاس
ولما أنتهى الأستعراض بدأ الرقص , فأدركت سامنتا أنه لم يكن بوسعها أن تتحمل الشعور بذراعيه حول خصرها , فأظهرت له رغبتها في العودة ألى البيت , فلم يمانع , وفي طريق العودة بالسيارة لم يحاول أن يجلس قريبا منها , بل أكتفى بمبادلتها الكلام عما جرى في الساعات التي قضياها معا.
وحين وصلا ألى البيت لم يطلب كيد من السائق أن ينتظره , فلما أنطلقت السيارة أدركت سامنتا أن ساعة الحساب دنت , فقررت أن تواجهها بشجاعة , وفيما هما يدخلان الباب الخارجي ويتجهان بالمصعد نحو شقة والدها لم يتفوه أحدهما بكلمة , وعند باب الشقة حاولت سامنتا أن تصرفه شاكرة , ولكنه رفض الأنصراف ومد يده وأنتزع منها المفتاح وأداره في قفل الباب حتى فتحه, ثم قاد سامنتا ألى غرفة الأستقبال وقال لها بهدوء:
"أنت تعرفين يا سامنتا أنه علينا أن نتحدث قليلا".
ثم أتجه بها نحو أحدى زوايا الغرفة , فأدركت من تصرفاته أنه لا شك كان يجتمع بأبيها في هذه الغرفة.
وقالت له:
" لا أعلم عماّ سنتحدث الآن يا كيد".
فنظر أليهاكيد نظرة فاحصة وقال:
" عني وعنك , ألا ترين أن هذا ضروري ؟".
وخفق قلب سامنتا خفقانا شديدا حين أمالت نظرها عن بريق عينيه الرماديتين.

نيو فراولة 02-09-10 12:31 AM

النهاية

لم تفهم سامنتا لماذا كان من الضروري أن يدور الحديث هذه الليلة عنها وعن كيد , فلما أظهرت حيرتها قال لها كيد:
" قبل هذه الليلة كانت لي شكوكي!".
فأجابت سامنتا وهي تحاول أن لا تبدي أهتمامها كثيرا:
" شكوكك؟".
منتديات ليلاس
فقال لها كيد:
" شكوكي لا في ما أشعر أنا , بل في ما تشعرين أنت!".
فأبدت سامنتا جهلها بما يعنيه, فقال لها:
"لم أكن متأكدا أن العواطف التي كنت تبدينها نحوي صادرة عن قلب صادق , أم رغبة في أغرائي لأخراجك من الجزيرة...........".
فكادت سامنتا تشهق اهذا الكلام , وحين تقدم كيد نحوها شعرت أنها لا تقوى على الحراك ,فقال لها وهو يداعب خصلات شعرها المسترسلة على كتفيها :
" هل تخافين مني يا سامنتا ؟".
فأجابته على الفور:
" نعم".
فقال لها :
" هل تخافين مني للشعور الذي أثيره فيك؟".
وبلغ بها الوقوع تحت سحر نظراته ولمساته حد الأجابة بالأيجاب , فما كان منه ألا أن وضع كأس الشراب وقال لها:
" وجدتك جذابة وجميلة جدا حالما وقعت عيناي عليك في مكتب الصحيفة , فأعجبت بك في الحال ......... وأول ما يجب أن يتعلمه من يوكل أليه حماية أحد أن ينتبه كل الأنتباه ألى ما يجري حوله , ولكنني في الجزيرة وجدتني مضطرا لمراقبتك ,وهذه خطيئة مميتة في مهنتي".
وتوقف كيد عن الكلام , ثم تابعه قائلا:
" كان النظر أليك لا يكفي , ففي كل مرة وقفت بقربك كنت أحس بشوق شديد ألى ضمك بين ذراعي........ والذي كان يمنعني هو خوفي من أن تستغلي حبي لك للخروج من الجزيرة ..... وعندما أقترحت عليّ أن نخرج معا ونذهب ألى مكان آخر , ظننت أنك أنما أقترحت ذلك , لا حبا بي ,بل طمعا في الخلاص مما كنت تحسبينه سجنا".
منتديات ليلاس
فتمتمت سامنتا قائلة:
" أرجوك يا كيد..........".
فقاطعها كيد قائلا:
" ولكنني أدركت أنك كنت مخلصة في حبك لي عندما وصل أبوك ألى شاطىء الجزيرة ولم تركضي أليه مستغيثة , بل تمهلت ونظرت أليّ نظرة أنذار حتى أركن ألى الفرار على الرغم من أنك كنت تعتقدين آنذاك أنني خطفتك ......... كنت تأملين أن أنجو بنفسي , أماهذا صحيح يا سامنتا؟".
فلم تشأ سامنتا أن تصرح بالحقيقة فقالت بهدوء:
" لم أعرف ما كنت أريد أو ما كنت آمل".
فصاح بها كيد مداعبا:
" يا لك من فتاة عنيدة ! أنت تحبينني ولكنك لا تريدين أن تعترفي بذلك".
فقالت له سامنتا:
" لا أقدر أن أعترف!".
منتديات ليلاس
وبهذه العبارة أعترفت سامنتا , بالفعل , أنها تحبه , فما كان منه ألا أن أخذها بين يديه وراح يتمتم في أذنها كلام الحب وهي مستسلمة أليه.

نيو فراولة 02-09-10 12:51 AM


على أن شيئا ما في داخلها كان يحول بينها وبين الأستمتاع بتلك اللحظة التي يتوق أليها العشاق . هل يمكن أن يكون الدافع ألى أعلان حبه لها كونها أبنة روبن غنتري الثري الكبير؟
وبدأت سامنتا تنسحب على مهل من بين ذراعيه, فحاول أن يمنعها في بادىء الأمر , ولكنه أرخى ذراعيه وهو يفرك ذقنه على جبينها ويقول:
" أرخيتك الآن لأعطيك وقتا للتفكير في الأمر............ والآن يا سامنتا , يا حبيبتي , هل تتزوجينني ؟".
فأجابت بعد تردد :
" لا أقدر!".
فأبعد كيد ذقنه عن جبينها بدهشة , فأغتنمت هذه الفرصة لتفلت تماما من بين ذراعيه , فقال لها كيد:
" ماذا تعنين بقولك : لا أقدر؟ أنا كنت واضحا في كلامي؟".
فأجابت على الفور:
" كنت واضحا جدا , ولكنني لا أريد ولا أقدر أن أتزوجك !".
وضبط كيد أعصابه وقال لها:
"لماذا؟ فأنا لي الحق أن أعرف السبب ........ أنت تحبينني فكيف لا تتزوجينني ؟ هذا فوق مستوى فهمي".

فأبتدت سامنتا قليلا وأدارت وجهها والدموع تنهمر من عينيها , ثم نظرت أليه وهي تقول:
" لا تتعمد البلادة يا كيد....... أرجوك ......... فأنا لا أنسى من هو أبي , وأنك موظف عنده!".
منتديات ليلاس

فثار ثائره وصاح بها:
" أذن أنا غير صالح للزواج بك......... أنا لا أستحقك ......... أهذا ما تريدين أن تقوليه ؟ فسامحيني يا سامنتا غنتري لأنني أهنتك بطلبي الزواج بك".
قال كيد هذا الكلام وهرع ألى الباب ففتحه وخرج غاضبا , ووقفت سامنتا في الغرفة وحدها , والأسوأ من ذلك أنها لم تشعر في حياتها بمثل تلك الوحدة.
قال روبن لأبنته بعد رجوعه ,و وكانا يتناولان معا طعام العشاء:
" كارل أخبرني خرجت مع كيد لتناول طعام العشاء في غيابي".
فأجابته سامنتا:
" نعم , هذا صحيح".
فقال لها روبن:
" أنه رجل طيب يا سامنتا , وأمثاله قليلون بين الرجال , وأنا أثق به كل الثقة........ حتى أنني لا أضع حياتي بين يديه فقط , بل حياة أبنتي أيضا , وقد برهنت على ذلك".
فأجابته سامنتا:
" نعم , برهنت عن ذلك كل البرهان ".
وهنا أقترب منها كارل وسألها أذا كانت تريد طعامل آخر , ذلك لأنه رأى صحنها ملأنا ,فأجابته:
ط أريد فنجانا من القهوة بعد قليل".
وعاد روبن ألى الكرم عن كيد , وكانت سامنتا تأمل أن لا يعود أليه , فقال:
" أظنك تعرفت ألى كيد جيدا مدة أقامتكما معا في جزيرته".
فأجابته سامنتا:
" نعم , تعرفت عليه معرفة كافية".
ثم فجأة تذكرت عبارة ( جزيرته) التي نطق بها روبن , فسألته:
" قلت جزيرته؟".
فأجابها روبن:
" نعم , فهيملك عائلته من سنوات عديدة , جدّه خسر كل ثروة العائلة في الضائقة المالية التي نزلت بأميركا , ولم يبق في حوزتها ألا تلك الجزيرة , وقد أحترق البيت الأصلي , فبنى كيد البيت الحالي بنفسه".
منتديات ليلاس
فتمتمت سامنتا قائلة:
"لم أكن أعرف ذلك".
فقال روبن:
" أما وهو يشتغل عندي , فلا يقدر أن يقضي ما يتمنى أن يقضيه من الوقت هناك".
وبعد أن صمت قليلا تابع كلامه قائلا:
" ما رأيك في تلك الجزيرة يا سامنتا؟".
فأجابته سامنتا:
" جميلة جدا".
فقال لها أبوها:
" هل ستجتمعين بكيد مرة أخرى؟".
فأجابته على الفور:
" كلا , أيسيئك أن لا نتحدث في هذا الموضوع يا روبن؟".
فقال لها روبن:
" كما تريدين يا سامنتا".

نيو فراولة 02-09-10 01:05 AM



ثم تابع كلامه بعدما ساد الصمت قليلا :
" هاري ليندسي أتصل هاتفيا بي اليوم وسألني متى ستعودين للعمل في صحيفته".
فأجابته بعصبية:
" لا أعلم!".
فسألها روبن بهدوء:
" وهل تريرين أن تعودي؟".
وتأوهت سامنتا وقالت:
"كلا".
قالت ذلك لأنها لم تعد ترى لذة في أي عمل بعيدة عن الرجل الذي تحبه .
فتنحنح روبن وقال لها:
" هل تحبين كيد يا سامنتا؟".
وهنا أمسكت طرف الطاولة بعصبية ظاهرة ونهضت على قدميها قائلة:
" قلت لك لا أريد أن أتحدث عنه!".
ثم خرجت من الغرفة والدموع تنهمر من عينيها , وفي غرفة الأستقبال وقفت تعض شفتها من األألم , فلحق بها روبن ووضع يديه على كتفيها بحنان فقالت له:
" دعوني وشأني".
فقال لها مبتسما:
" ليس لك غيري ,فأذا كنت لا تعتمدين عليّ , فعلى من تعتمدين؟".
فأجابته بغير تردد :
" أنا أبنة بلغت سن الرشد".
فقال لها روبن:
" أعلم ذلك , ولكن بلوغك سن الرشد لا يجنبك الأذى ! بل الأذى يزداد أيلاما كلما كبر الأنسان في السن , ويبدو لي أنك وقعت في غرام كيد سكوت".
فشعرت سامنتا بوخزة ألم في حلقها وهي تقول:
" وما الفائدة من ذلك؟".
فقال لها روبن:
"هل تعنين أنه لا يحبك؟".
ولم يكن بأمكان سامنتا أن تخبره بالحقيقة , أذ كيف تبرر رفضها طلبه الزواج بها , معتقدة أن طلبه هذا لم يكن ألا خطوة سهلة في طريق صعوده سلم النجاح؟
فأجابت سامنتا والدها بالقول:
" لا فائدة من ذلك يا روبن , فهو يكرهني !".
فصاح روبن :
" يكرهك ؟ أنا لا أصدق ذلك".
فقالت سامنتا:
" هو يكرهني لأنني أبنتك.......".
فلم يقتنع روبن بصدق كلامها فقال لها:
" أذا كان يكرهك , فلماذا دعاك ألى العشاء معه؟".
فكذبت سامنتا على أبيها حين أجابت :
" أنا دعوته".
فقال روبن بعد تفكير :
" فليكن ".
فطمأنته سامنتا بقولها:
" سأتغلب على ذلك , فلا تقلق".
فقال لها روبن:
"نعم , فمنذ أربع سنوات تغلبت على فسخ خطوبتك ......... ولكنك لم تكوني مغرمة بخطيبك".
فأرتمت سامنتا على صدر والدها وقالت:
"لا , لم أكن مغرمة به".
ثم تابعت كلامها قائلة:
" لم تفرغ من تناول عشائك ".
فقال لها روبن:
" كأنك كارل حين تقولين ذلك.......... تعالي أشربي القهوة بينما أنا أفرغ من تناول طعامي".
ووضعت ذراعها حول ذراع والدها , وهما عائدان ألى غرفة الطعام .

نيو فراولة 02-09-10 01:17 AM


ومر على ذلك أسبوع ,فكانت سامنتا تنهض من نومها متأخرة وتقضي بعض الظهر في النزهة سيرا على الأقدام , مما كان يسهل لها العودة ألى النوم , بعد قضاء السهرة مع والدها عندما يكون في المدينة , وكان روبن يتجنب السفر لأنه كان يعلم حاجة أبنته أليه في تلك الأزمة التي تعانيها .
وفي خلال الأسبوع , أستضاف روبن بعض أصدقائه ثلاث ليتل على العشاء , فكانت سامنتا تأخذ دور المضيفة.
وفي أحد الأيام , قال لها روبن:
" ليتك تتناولين طعام الغداء معي غدا".
فأجابته سامنتا:
"يسرني ذلك يا روبن".
منتديات ليلاس

فقال لها روبن:
" أتريدينني أن أكلم كيد؟".
فأجابت على الفور:
" كلا , أرجوك يا روبن!".
فنظر أليهامليا وقال :
" ولكنني كلمته يا سامنتا".
فصاحت به:
" لا, لا وماذا حدث؟".
فقال لها روبن:
" لم أشأ أن أظهر كوالد الذي يتدخل بما لا يعنيه , فدعوت كيد ألى مكتبي وبحثت معه بعض الأمور , وقبل أن أوجه الحديث بأتجاه علاقتك به , بادرني كيد برأيه في ما يجدر بي عمله بخصوص بعض المشاريع وأبنتي أيضا".
فقالت له سامنتا:
" أية مشاريع؟".
فأجابها :
" الجهاز الأمني يتوسع نشاطه ألى حد لم أجد بدّا من جعله مؤسسة مستقلة , ورأيت أن أوكل أدارتها ألى كيد , وأن أعرض عليه شراء أسهم فيها".
فتأوهت سامنتا قائلة:
" لا , لا".
فقال روبن:
" كانت ردة فعله أقوى من ردة فعلك هذه , لأنه ظن أنني بما عرضته عليه أنما أشتري زوجا لك, ثم قال لي شيئا آخر!".
فصاحت به سامنتا:
" ماذا كان هذا الشيء الآخر؟".
فقال لها روبن:
" كان كلامه تافها مفاده أنه أذا كان غير مستحق أن يتزوجك قبل أن أعينه رئيس شركة , فهو يبقى غير مستحق بعد تعيينه".
فسألته سامنتا:
" وماذا كان ردك على كلامه؟".
منتديات ليلاس

فأجابها روبن:
" قلت له أن التكبر لم يكن في جملة نقائصك , وأن الشيء الوحيد الذي لن أعمله في حياتي هو أن أشتري لك زوجا".
فقالت له سامنتا:
" وماذاكان ردّه على هذا الكلام؟".
فأجابها روبن:
" نظر أليّ نظرة باردة وخرج من الغرفة".
ونظر روبن ألى ساعة يده وقال:
" يجب أن أذهب ألى المكتب , وسنتابع الحديث حينما أعود لتناول الغداء في الثانية عشرة والنصف".
فودّعته سامنتا , ثم نهضت من فراشها , وبدأت تلبس ثيابها وهي تسأل نفسها هل أساءت الحكم على كيد؟
وبدا أن روبن لم يقنع كيد أن سامنتا لم تكن متكبرة عليه حين رفضت طلبه بالزواج بها.

نيو فراولة 02-09-10 02:02 PM

وأخذت سامنتا تجول في الشقة , وقد أستولت عليها الحيرة , هل كانت ضحية هاجس كونها أبنة روبن غنتري , فرفضت الرجل الذي يحبها حقا؟
ورنّ جرس الباب , فتركت كارل يرد عليه , وكم كانت دهشتها شديدة حين رأت كيد يدخل ويتجه نحو غرفة الأستقبال , فما أن أقترب منها حتى صاحت:
" كيد".
وهمت بملاقاته والأرتماء بين ذراعيه لو لم يبادرها بقوله:
" قدّم لي روبن عرضا البارحة , وكاد يقنعني بأن لا علاقة لك بهذا العرض , ومهما يكن , فلا فرق عندي بعد الآن , لأنني قررت ألا أقبله وأقبلك أنت أيضا كجزء مه".
فحدقت سامنتا أليه , وقد زال الفرح من قلبها لأعتقادها بأن عرضا يصبح به رئيسا لشركة مستقلة كان من الأغراء بحيثلم يستطع أن يقاومه , فقالت له:
" أخشى أن تكون جئت بعد فوات الأوان, لأن العرض الذي قدمه أليك روبن قد ألغي".
منتديات ليلاس
فأجابها كيد بهدوء:
" سننظر في هذا الأمر".
ثم هرع نحوها وحملها بين ذراعيه وهي تصيح:
" دعني........... أرجوك أن تدعني وشأني".
وأستنجدت بكارل ,ولكن كارل أفهمها أنه لا يقوى على شيء , وحين أنفتح باب المصعد أدخلها كيد وهي تصرخ بصوت عال:
ط لا أريد أن أتزوجك , لا أريد , لا أريد!".
وتوقف المصعد عند الطبقة الثالثة , فدخلته أمرأة في منتصف العمر , وساد سكون عميق أستولت الحيرة في غضونه على سامنتا , ثم أخذت تصيح قائلة:
" دعني وشأني".
ثم توقف المصعد عند الطبقة السفلى , فخرج كيد وهو يحمل سامنتا على كتفه , وهي تقول له:
" كيف قلت لتلك المرأة أننا متزوجان؟".
فأجابها كيد:
" المسألة مسألة وقت".
وعندما وصلا ألى الشارع , كانت السيارة بأنتظارهما , فألقى كيد بسامنتا في داخلها وقال لسائق:
" سر ألى المطار ".
فصلحت سامنتا:
"لا , لا , هذا الرجل يخطفني , أطلب منك أن تأخذني ألى أقرب مركز للشرطة".
" أنا طوع أمرك يا سيدتي!".
ورمق السائق كيد بنظرة ضاحكة .
منتديات ليلاس
وقالت سامنتا لكيد :
" كيف تتجرأ أن تفعل هذا بي؟".
فأجابها كيد:
" نحن ذاهبان ألى لاس فيغاس لنتزوج ثم نعود ألى الجزيرة لقضاء يومين نأتي بعدهما ألى هنا".
فصاحت به سامنتا:
" لا أريد أن أتزوجك".

نيو فراولة 02-09-10 02:11 PM


فأمسكها كيد بذراعها وجذبها أليه بقوة وقال:
" أسمعي , أنا قبلت بما وهبني أياه والدك , وأنت ستقبلين بالجزء الذي يعنيك من هذه الهبة , وهو أن تتزوجيني".
فقالت له سامنتا:
" لم تكن هبة , فوالدي يعرف أن آخر ما أريد أن يفعله لأجلي هو أن يشتري لي زوجا".
فقال لها كيد:
" أصحيح هذا؟".
منتديات ليلاس

فأجابت سامنتا:
"نعم , صحيح كل الصحة ,ثم أنه لم يكن يعلم أنك طلبت الزواج بل العكس , جعلته يعتقد أنك تكرهني , وأذا كان عرض عليك أن تكون رئيس شركة مستقلة , فلأنه يؤمن بكفاءتك كل الأيمان , فلا شأن لي في الأمر على الأطلاق ....... والآن يا كيد , لماذا تريد أن تتزوجني؟".
فقال لها كيد:
" بل قولي أنت لماذا رفضت الزواج بي؟".
فترددت سامنتا في الجواب ثم قالت:
" كل من أظهر حبا لي كان يطمع بكوني أبنة روبن غنتري , وكنت أعلم أنك شغوف بي , ولكنني أعتقدت أنك طلبت الزواج بي لأنني أبنة رئيسك ....... والآن , يا كيد , ثق أنني أحبك ولكن أعتقادي ذاك جعلني أرفض طلبك....... فهل أنت تحبني حقا ولا غاية لك من وراء الزواج بي؟".
منتديات ليلاس

فأجابها كيد:
" في البدء ظننت أن والدك رفع وظيفتي ليجعلني في وضع محترم في نظرك ,ولكنني أحبك ألى حد لم أعد أهتم بالغاية التي من أجلها فعل ذلك , أريدك زوجة لي بأي وسيلة كانت.......".
فقالت له سامنتا:
" أحبك كما أنت يا كيد".
فأجابها كيد :
" وأنا أحبك ولا يهمني من يكون أبوك!".
وضمّها بين ذراعيه طويلا وهو يقول:
"بعد بضع ساعات نكون في لاس فيغاس ......... زوجين سعيدين".




تمت

dalia cool 02-09-10 09:16 PM

يعطيكي العافية الرواية كتير حلوة واللة مافي احلا من عبير القديمة:flowers2::flowers2:

وردة الزيزفون 03-09-10 05:45 AM

رواية في غاية الروعة تسلمي ياعسل على المجهود الرائع

Rehana 04-09-10 02:44 AM

تسلمى اناملك حلووة ..:flowers2:

زهورحسين 07-09-10 02:47 PM

:va124XN:شكرررررررررررررآ الك:va124XN:

بنوتهـ عسل 26-09-10 06:01 PM

الرواية حلووووة كثيييير ،،

الله يعطيك العافية ياعسل ،،

:flowers2:

قماري طيبة 28-12-10 05:21 PM

رواية جميلة جدا سلمت يداك عليها

طيف السما 11-01-11 01:59 AM

مشكوررررررررررررررررررره على الروايه وشكرا على مجهودك:55::liilas:

سومه كاتمة الاسرار 11-01-11 03:11 AM

الروايه جميله وانت اجمل تقبلى تحياتى
:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:
:liilase:

arwa21 15-02-11 11:45 AM

thank you for uploading it

زهرة منسية 15-02-11 04:27 PM

حلوه كتير كتير كتييييييييييييييييييييييييييييييييييييير يسلموا ايدكى وخصوصآ النهايه عجبتنى كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير

نونا المجنونه 25-02-11 02:12 PM

تسلم ايديك

الجبل الاخضر 26-02-11 02:46 AM

برافو برافو تسلمين روعععععععععععععععععععععه وشكر لمجهود وننتظر جديك

الجبل الاخضر 26-02-11 02:52 AM

ب:55::55::55:برافو:55::55::55::55::55: برافو :55::55::55::55::Welcome Pills4:تسلمين روعععععععععععععععععععععه :8_4_134:وشكر لمجهود :dancingmonkeyff8:وننتظر :mo2:جديك:7_5_129::55::55::55::55::55::55::55:

hamesha 03-10-11 12:41 AM

مشكورة كتتتتتتتتتير

ندى ندى 05-10-11 06:35 PM

كتير كتير حلوه

777نور777 07-10-11 01:01 AM

شكررا على المجهود يالغالية

عربجيه ناعمه 11-10-11 04:35 PM

:party0033::party0033::party0033::toot::toot::toot:

ساحرات 02-04-12 02:00 AM

شكرا لكى على مجهودك فى كتابتها

ابتهال محمد 05-04-12 01:22 AM

تسلمى ياقمر:55:

one star 20-03-13 05:01 PM

رد: 77- السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة(كاملة)
 
رووووواية روووووعة تسلم ايدك يا عسسسل

غنجة بيا 12-09-13 01:38 AM

رد: 77- السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة(كاملة)
 
يعطيكي الف عافية جدا رائعة الرواية :55: سوف ننتظر جديدك ومشكورة

الجبل الاخضر 26-09-14 06:15 PM

رد: 77 - السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
تسلمي عيوني :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:برافو :55:تسلم الانامل :hR604426:على المجهودك الرائع والاختيار الممتاز:55::peace: ونشكرك على تعبكي:lol: ياعسل :wookie:وننتظر جديدك:dancingmonkeyff8:

زهرة قمر 19-11-14 08:40 PM

رد: 77 - السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
الروايــــــــــــــــتتة كتييييييييييييييييييييير حلوووووووووووووووووووووة
عاشــــــــــــــــــت ايدك يا وردة
:55:
:8_4_134:

ميرين 12-07-15 02:22 AM

رد: 77 - السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
من اجمل الروايات

شكرا يسلموا

الله يحفظك

رىرى عزو 19-07-15 11:12 PM

شكرا على الرواية وكل عام وانتم بخير

كبرياء شجن 20-11-15 05:16 PM

رد: 77 - السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
اجمل مافي الحب الحقيقي انه مجرد خيال ....وهل هناك اروع من الخيال؟!
يسلموووو مليون عالروايه ..

الاميره ناديه 24-11-15 05:50 AM

رد: 77 - السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
مشكوره سلمت يداك

خلوددة 16-12-20 04:53 PM

رد: 77 - السجينة - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
منتظرين التكملة على احر من الجمر


الساعة الآن 06:29 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية