ابــــو رغــال يأتـي من الشمـال ...
 

--------------------------------------------------------------------------------

صرح قبل ايام رئيس اركان الجيش العراقي المدعو ابا بكر زيباري وهو كردي طبعا ان الجيش العراقي لن يكون قادرا على ضمان امن البلاد قبل عام 2020 وانه يجب ان تبقي الولايات المتحدة الامريكية قوات في العراق حتى ذلك الحين ..
هذا التصريح الخطير الذي يخفي بين طياته مفهوما واحدا لاريب فيه ان هذا الشخص الذي تفوه بهذه الكلام هو شخص بعيد كل البعد عن المهنية والوطنية فلا يوجد انسان سوي على وجه الارض يقبل باستمرار احتلال بلده عقود اخرى الا اذا كان هذا الشخص عميلا حتى النخاع وموغلا في العمالة وهم على شاكلته كثر في العراق الجديد ..
هذا( الفتاح فال ) الذي استبطن غيب عشر سنوات اخرى , ابو رغال الجديد الذي يدعو الامريكان الى البقاء في العراق وعدم الرحيل وهو يعلم جيدا ان سبع سنوات فقط من الاحتلال تركت العراق عينا بعد اثر وانه اي العراق تعرض لاكبر عملية سطو ونهب لم يتعرض لها بلد على مدى التاريخ وعلى طول الخط ..
فكيف اذا بقي الامريكان سنوات اخرى وهل اذا جاء عام 2020 بعد عمر مديد للزيباري المحنك لا يضمن لنا انه يدعوهم ويطلب منهم مرة اخرى ان يبقوا في العراق حتى عام 2040 والحبل على الجرار.
ان هذا التصريح اللامسؤول يعبر عن مدى الاستهانة بمشاعر الملايين من البشر الذين يتابعون الاحداث في العراق .. وهم من حقهم ان يسألوا اين المليارات التي انفقت على الجيش العراقي لغرض اعداده وتهيئته وجعله قادرا على ضمان امن البلاد وهل عديد الجيش العراق البالغ اكثر من 660 الف عنصر حسب تصريح اللفتنانت جنرال ( روبرت كون) وهو احد قادة الجيش الامريكي في الاسبوع الماضي .. ايمكن لهذا العدد الغفير ان يكون غير قادر على حفظ الامن ام ان وراء الاكمة ما ورائها ..بالتاكيد ان انسحاب القوات المحتلة يعني للزيباري والحزبين الكرديين الحاكمين موت وفناء الحلم الكردي بانفصالهم عن العراق وتحقيق دولة كردستان في الشمال كذلك ضياع المزايا والارباح والمكاسب التي جنوها من وراء الاحتلال ..
وكذلك الساسة الموجودين الان على سدة الحكم في العراق يؤيدون بدواخل انفسهم كلام زيباري ولو لم يصرحوا بذلك لان انسحاب القوات المحتلة يعني لهم نهايتهم او على الاقل بداية النهاية .. فهم الان يكافحون لاجل بقاء القوات واستمرار الشعب العراقي اسيرا ورهينة لهذا الاحتلال الغاشم ..والمرجعية المتمثلة بالسيستاني ظلت صامته كعادتها ازاء هذا التصريح الخطير وكان الاجدر بها ان تستنكر وتشجب هذا التصريح من قبل زيباري لانها وببساطة هي السبب الرئيس في وصول هؤلاء السياسيين الى حكم العراق بسبب فتاواه ومباركته لهم ولقوائمهم منذ اول انتخابات حصلت في العراق والى الان , ان السيستاني في حقيقة الامر هو جزء من المشكلة في العراق ان لم يكن المشكلة والمحنة كلها فصمته المطبق امام كل ما يحدث في العراق لايعفيه من مسؤوليته والصمت يعني الرضا بما يقوله ويفعله هؤلاء .. ومقتضى الحال لو ان زيباري بدلا من ان يطلب بقاء القوات الامريكية في العراق يصرح ويطلب احتلال او ضرب ايران هل سيصمت السيستاني بالتاكيد لا , بل انه سيدافع بكل ما اوتي من قوة لصالح بلده الام ايران ..وحينئذ سيكون زيباري ومن ورائه في خبر كان ..
وتلاقف الامريكيون هذا النداء الزيباري ليعلنوا عن استعدادهم للبقاء شريطة تعديل الاتفاقية الامنية سيئة الصيت ولاندري باي قانون يوقع على اتفاقية من قبل بلد محتل ضعيف لايستطيع جيشه قبل الاتفاقية ولا بعدها بعشرين سنة ان يضمن الامن والنظام .. ان يوقعها مع المحتل ثم يراد منه تعديل هذه الاتفاقية وحسب ما يرتئيه هذا المحتل ..
انا هنا لا اتعجب مما سيحدث من امور وتعديلات على الاتفاقية والتسهيلات والتنازلات الخرافية التي سوف يمنحها الديمقراطيون الجدد الذين جاءوا بالاحتلال الى هذا البلد ولكن جل عجبي من الخلل في النظام العالمي برمته الواقع الان وكأننا نعيش في قانون الغاب والوحشية والظلم والجور الذي صاحب وجود هذا النظام اللاانساني الذي يدعي الديمقراطية والتحرر بينما هو في الحقيقة قد بني على اساس الظلم والطغيان والاستعباد ..