منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   44 - القرار الصعب - جانيت ديلي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t147593.html)

نيو فراولة 28-08-10 09:17 PM

وقالت دينا لتؤخر أنصرافه:
" قبل أن تذهب يوجد شيء آخر كنت أريد بحثه معك آخذ رأيك ".
وجلس شت وقال:
" ما هو؟".
وقالت موضحة:
" يجب أن ننفذ الديكور الجديد في قاعات الأكل , حتى يظل كل فندق مختلفا عن غيره بشخصيته ".
وقطّب جبينه وقال :
" ولكن هذا هو ما نفعله و سيكون تغيير الديكور في قاعات الأكل وقاعات الشراب أيضا , لقد راجعنا هنا لتونا ".
" كلا , لقد فكرت في أن نمد الفكرة الى الطعام".
" هل تقصدين تغيير قائمة الطعام؟".
منتديات ليلاس
"ليس تماما , يجب أن نحتفظ بالأنواع مثل اللحوم وغيره ولكنني أريد أن أضيف أطباقا محلية أيضا , أننا نفعل هذا بتقديم الأطعمة البحرية على طول الساحل".
وأومأ شت برأسه وقال:
" فهمت ما تقولينه , في فندق البوكونوس مثلا يمكن أن نضيف أطعمة هولندية بنسلفانية ,ويمكن أن نضيف لمسات صغيرة فنقدم مثلا خبزا حقيقيا من الذرة مصنوعا من الذرة البيضاء مع شطائر العشاء هنا في نيوبورت".
وأومأت دينا قائلة:
" تماما".
وأقترح قائلا:
" سوف أتصل بكل مديري المطاعم لكل الفنادق , وأطلب منهم أن يرسلوا الينا قائمة تضم صنفين أو ثلاثة أصناف من الأطعمة المحلية يمكن أضافتها الى قائمة طعامهم".
" نعم , أتصل بهم , يمكن أن نبدأ في هذا التغيير فورا بمجرد أضافة صنف في قائمة الطعام , حتى نستطيع طبع قوائم الطعام الجديدة".
" أعتبري التنفيذ قد تم يا دينا".
وبدأ ينهض ثم توقف وقال:
" هل هذا هو كل شيء؟".
وضحكت وقالت:
" في الوقت الحاضر على كل حال".
" سوف أتصل بك وسوف أطلب من سكرتيرتي أن ترسل لك نسخة من هذه المذكرات".
منتديات ليلاس
هكذا وعد , ثم جمع أكوام المذكرات والصور بين يديه.
وعندما غادر شت المكتب تركت الأبتسامة وجه دينا وحل محلها تقطيبة حذرة , وحملقت في مدخل الباب المفتوح وشعرت بتلك الشكوك المزعجة تطل عليها برؤوسها القبيحة , وبهزة حاسمة من رأسها أبعدتها وعادت الى الأوراق التي كانت تتصحفها.

نيو فراولة 28-08-10 11:38 PM

8- غريبان في الجزيرة

أنحنت دينا فوق مكتبها وركزت أهتمامها على عروض وكالات الأعلان المختارة , وأدخلت طرف قلمها في شعرها شاردة ,ولم تسمع وقع أقدام في الردهة أو تلحظ الجسم الطويل الذي أظلم مدخل باب غرفتها المفتوح.
" هل تعتزمين العمل الى ساعة متأخرة ؟".
ورفعت رأسها عندما سمعت صوت بليك ,كان واقفا هناك قويا جذابا , ولونه الأسمر الداكن قد بهت قليلا وتحول الى لون برونزي أبرزه بياض قميصه ,ونظر اليها بعينين نصف مغمضتين فأعطى أنطباع أهتمام كسول ودود , ومع ذلك بدا وجهه مقنعا , وزادت سرعة نبضها كالعادة عندما يفاجئها بوجوده , وشعرت بأنقباض غريب في حلقها ,وحبست أنفاسها , وللحظة بدت الغرفة تدور بجنون .
منتديات ليلاس
وفي مثل هذه اللحظات ودّت دينا أن تترك الجاذبية القوية التي تشعر بها تجتاحها , ولكن هذا كان أمرا سهلا جدا وخطرا جدا , ولن يحل الخلافات التي كانت قد نشأت في السنوات التي أبتعدا فيها عن بعضهما.
وعندما أستوعبت سؤاله أخيرا أستطاعت أن تنزع نظرتها من عينيه المراقبتين دائما لتلقي نظرة على ساعتها , ودهشت عندما رأت أنها كادت تصل الى السادسة , ثم لحظت السكون في بقية المبنى فلم تكن هناك أصوات تترامى اليها من الردهة , ولا صوت الآلآت الكاتبة , كان كل موظف تقريبا قد غادر المبنى ألا هي وبليك.
وردت على سؤاله بقولها:
" لم ألحظ أن الوقت متأخر , سوف أرتب هذه الأشياء ثم ننصرف".
وبينما كانت تضع العروض فوق بعضها أخذ بليك يتجول في الغرفة :
" كيف تسير الحملة؟".
ونظر الى الأوراق في يدها.
وكان لا بد أن تبحث دينا عن العداء البارد حتى تبعده عنها فقالت:
" ألم يخبرك شت؟".
" كلا....... هل من المفروض أن يخبرني؟".
" ظننت أنه سيفعل".
ثم فتحت أحد أدراج المكتب لتضع ملفا.
وقال بليك وهو يضع ساقا على المكتب ليجلس على حافته:
" أذا لم تطلبي منه أن يخبرن فأنه لن يفعل , أنه يفعل فقط ما يطلب منه".
وصفقت درج المكتب وهي تقفله وقالت دينا في غضب:
" هل لك أن تكف عن ذلك؟".
ورد بليك وهو يتظاهر بالجهل :
" أكف عن ماذا؟".
" عن أبداء مثل هذه الملاحظات عن شت".
كان العداء موجودا ولم تعد في حاجة الى أن تبحث عنه .
وهزّ بليك كتفيه بدون أهتمام وقال:
" كما تشائين".
منتديات ليلاس
ووضعت بقية الأوراق والأقلام في درج مكتبها ونهضت من مكانها , كانت سترتها موضوعة على ظهر الكرسي الذي وقف بليك قريبا منه , وقالت بنبرة من الأدب البارد.
" ناولني السترة من فضلك".
وألتفت بليك حوله وناولها أياها وهي تسير حول المكتب , وسألها:
" كيف تعملان أنت وشت؟".
" نعمل على نحو رائع كما كنا دائما , هل كنت تتوقع أن يكون الوضع مختلفا؟".
قالت ذلك بتحدّ وبشيء من التعالي , ثم أضافت في تهكم:
" كنت تتوقع أن يختلف الوضع ,أليس كذلك؟".
" لا أعرف ماذا تقصدين؟".
" لماذا طلبت من شت أن يساعدني ؟ أعتقدت أنك لم تتصور أنني أستطيع القيام بالعمل , ولكن لم يكن هذا كل شيء ,أليس كذلك؟".
كان غضبها يزداد مع كل فكرة ترد على ذهنها.
وقال بليك في هدوء تام :
" أخبريني أنت".
" لقد غرست كل الشكوك عن شت في ذهني ثم جعلتني أعمل معه على أمل أن تتسمّم فكرتيضده , أليس كذلك؟".
كانت دينا غاضبة من الطريقة التي حاول بليك أن يؤثر بها عل تفكيرها.
" أنني أعترف أنه بعد حديثنا القصير عن شت كنت آمل أن تنقشع الغمامة من عينيك وتعرفيه على حقيقته".
ولم يكن هناك أثر للندم في وجهه أو صوته بعد أن كشف عن غرضه.
وقالت :
" هذا أحط وأقذر شيء سمعته .
منتديات ليلاس
كانت ترتجف في غضب , ولم تشعر بيدها وهي تمتد لتضربه ألا بعد أن قبض عليها قبل أن تصل الى هدفها , وشهقت متألمة وهو يلوي ذراعها ليقربها منه , كان قد أستقام ليقف أمامها وقال لها:
" عندما صفعتني في المرة السابقة تغاضيت عن تصرفك لأنني ربما كنت أستحق ذلك , ولكن ليس هذه المرة أنني الآن أقول الصدق".
" ولكنه ليس الصدق , ولا كلمة واحدة قلتها عن شت صادقة كلها أكاذيب , ولا كلمة منها صادقة".

نيو فراولة 29-08-10 02:47 PM

وعادت تلك النظرة القاتمة النفّاذة الى عينيه وهما تتفحصان وجهها الغاضب وقال بصوت خفيض مقتنع:
" أنك تعرفين أنه صدق أليس كذلك . لقد بدأت ترينه بنفسك وهذا هو السبب في أنك غاضبة".
ونفت قائلة:
" كلا.....ليس صحيحا أنني لم أره".
وأصر بليك بصبر متجهم وقال:
" بل رأيته , لماذا لا تعترفين ؟".
وأستمرت دينا في أنكارها , وحاولت جاهدة أن تتخلص من قبضته وقالت:
" كلا ولن أبقى هنا وأستمع اليك وأنت تمزق شت".
وزاد من ضغط قبضته وقال:
" أنني لا أحاول أن أجعله يبدو أقل من رجل , ولكنني أحاول أن أجعلك ترينه على صورته الحقيقية وليس بالطريقة التي تصورته بها , لماذا لا تستطيعين أن تفهمي أن كلامي ليس هجوما شخصيا عليه؟".
وفجأة وبدون توقع فهمته وصدقته , ونزع الأكتشاف الحرارة من غضبها وتوقفت دينا عن الشجار ووقفت هادئة , وأعترفت قائلة:
" وهو كذلك".
" وهو كذلك ماذا؟".
منتديات ليلاس
وأحنى بليك نظرته الى فمها ,وراقب شفتيها وهما تكوّنان كلمات الرد وأعترفت قائلة:
" لقد لحظت عدة أشياء".
" مثل ماذا؟".
" أنه يأخذ أقتراحا ويضيف اليه حتى يقنعك تقريبا بأن الفكرة كانت فكرته أصلا".
" هل فعل ذلك؟".
" نعم اليوم , عندما ذكرت فكرة بالنسبة لأضافة عدة أصناف محلية الى قائمة الطعام".
وتمنت لو أن بليك توقف عن مراقبتها وهي تتكلم , فقد كان ذلك يربكها ويثير حواسها وأضافت:
" أنه يتصل بمديري المطاعن ليبدأوا في تنفيذها".
وقال بليك موافقا:
" أن شت ماهر جدا في تنظيم أي أقتراح , وماذا أيضا ؟".
" لا أعرف, أشياء صغيرة كثيرة".
وتشجعت دينا بالأطرا الذي كان بليك قد وجهه الى شت فذكرت محادثة أخرى أزعجتها وقالت:
"عندما لم أتخذ قرارا اليوم بشأن أختيار شركة ديكور محلية أو كبرى لوضع الديكور للفنادق لم يتخذ شت قرارا هو أيضا , وأقترح أن نعقد مقارنة بين أسعار الشركتين ,وتجنّب الأدلاء برأي قاطع , في الأسبوعين الماضيين لا أستطيع أن أتذكر أن شت أتخذ قرارا أو قدّم فكرة من عنده".
وعندما تذكرت الماضي أدركت أ عرضه الزواج منها كان أمتدادا لحديث بينهما حول ما أذا كانت ستتزوج ثانية أم لا , وعندما قبلت فكرة أحتمال فكرة أحتمال الزواج سألها شت أذا كانت ستختار شخصا مثل بليك , وكانت أجابتها بالنفي هي التي دفعت شت الى أن يقدم نفسه بعد أن جس النبض أولا.
ولم تكن تلك علامة الرجل القوي الذي يمكن الأعتماد عليه كما تصورته , كان الأعتماد عليه يقتصر على الأوقات التي يحدد له فيها شخص آخر ما يفعله.
وشردت دينا بأفكارها ولم تنتبه الى الصمت الذي كان قد خيّم عليهما الى أن تكلم بليك وقال :
" أن لديّ سببا أنانيا آخر لأختيار شت للعمل معك في هذا المشروع".
كانت أصابعه نربت برقة على معصمها , وأحست بالدفء يسري في ذراعها وقالت:
" ما هو؟".
ونظرت في عينيه , وكاد يتغلب عليها أحساس بأنها مستعدة لأن تغرق في البركتين القاتمتين .
" كنت أعرف أن هذا المشروع سيحتاج في النهاية الى عدّة أسفار وأردت أن أتأكد من أن زوجتي لن تقوم بتلك الرحلات".
"فهمت".
منتديات ليلاس
ولم تستطع أن تفكر في شيء آخر تقوله ,وقال بليك:
" يجب أن تعرفي هذا أيضا يا دينا , أنت وأنا لن ننفصل أبدا لأي سبب".
وأرتجفت من النبرة المصممة القاسية الكامنة في قراره.
وبشيء من عدم الرغبة أنسحبت من لمسته وأستدارت الى المكتب لتأخذ حقيبة يدها , وقالت وهي تشعر بالتيارات المغناطيسية المتعارضة بينهما تجذب وتبعد :
" هيا ننصرف الآن".
ولم يبد بليك حركة للأنصراف , وظل واقفا هناك ينظر اليها مما جعلها تشعر بعدم الأرتياح وعدم التأكد من رغباتها وأحتياجاتها و وقال لها:
" عليك أن تتخذي قرارا عاجلا أم آجلا".
ورددت كلماته بنعومة :
" أعرف , عاجلا أم آجلا".
وسألها :
" لماذا تنتظرين , ما الذي يمنعك ؟ لم يعد شت هو المانع , ماذا بقي؟".
" لا أعرف ".

نيو فراولة 29-08-10 03:09 PM

وهزت دينا رأسها وهي غير متأكدة وسارت نحوالباب , وسار بليك خلفها بذلك الصمت الحيواني الذي بدأت تربطه به , ووضع يديه فوق كتفيها , وتوقفت من مجرد لمسته , وأمرها بليك متمتما بصوت منخفض:
" أتخذي قرارا الآن".
كان شعرها الطويل الذهبي معقوصا خلف رأسها , وأحست بأنفاسه الدافئة المثيرة تلفح عنقها الحساس , وضغط عليها , وسرت رجفة في جسمها , وأحست دينا بأنه يستطيع أن يصوغها كما يريد , وحاولت أن تتخلص من الأنفعالات التي كانت تعتمل بداخلها فقالت محتجة :
" لا أستطيع يا بليك".
منتديات ليلاس
وأنتقل فمه الى أذنها وقال:
" أنك تريدين....... وتعرفين ذلك....".
قالت وهي تلهث:
" لا أعرف أي شيء".
وقال بليك :
" أذا أشعري".
كانت هذه المشكلة , كانت تشعر أكثر من اللازم , وكانت مشاعرها تعوق أفكارها , ولم تكن تريد أن تتخذ قرارا في حرارة عناقه , وبالتأكيد ليس في ذلك الجحيم الذي كان يحرقها الآن".
وأزاحت يديه من حول خصرها وقالت:
" لا يا بليك".
وأبتعدت خطوة عن عناقه المغري , ووقفت وهي ترتجف وقد أحنت رأسها وشعرت بنظرته تنفذ داخل كتفيها .
وقلّد كلماتها ساخرا بلهجة لاذعة :
" لا يا بليك , هذا هو ردك دائما , الى متى ستظلين ترددين نفس العبارة ؟".
وأجابت دينا :
" الى أن أتأكد من أنني أعرف ما أفعل".
وحاول بليك أن يسيطر على أعصابه وقال لها:
" وكم سيستغرق ذلك؟".
قالت وهي تتنهد:
" لا أعرف , أنني أعرف فقط أنه من السهل الأستسلام لعاطفة متأججة الآن وليس من السهل مواجهتها غدا".
" أذن فأنت أقوى مني بكثير يا دينا , لأنني لا أفكر أطلاقا في الغد".
ووضع أحدى يديه تحت مرفقها وتصورت أنه سيتجاهل ما قالته ويعانقها حتى تستسلم , ولم يكن هذا أمرا صعبا , ولكن يده دفعتها الى الأمام وتمتم قائلا:
" هيا نذهب!".
كانت خطواته الطويلة التي تطوي الأرض تجعل من المستحيل على دينا أن تلحق به بدون أن تجري تقريبا , ولم يبطىء في سيره حتى وصل الى مكان وقوف السيارات ,وبدون أن ينظر اليها مباشرة فتح بليك باب السيارة لها ثم صفقه بشدة عندما دخلت وجلست , وسار حول السيارة وفتح بابه وجلس خلف عجلة القيادة ,ووضع المفتاح في المحرك ولكنه لم يدره , وشعرت دينا بتوتر من الصمت وأخيرا ألتفت اليها وقال:
" في اليوم الأول لعودتي زعمت أننا نحتاج الى وقت لنعرف بعضنا , وأن علينا أن نتكيّف مع بعضنا ثانية , وشعرت أننا في حاجة الى أن نتكلم".
قالت :
" يدهشني أنك تتذكر".
وكادت تعض لسانها لأنها قالت هذه الكلمات اللاذعة .
" صدقيني , أنني أتذكر كل شيء قلته".
منتديات ليلاس
هكذا رد بجمود جاف , وعاد بنظرته الى زجاج السيارة أمامه ,وتحركت دينا بقلق في مقعدها ولكنها ظلت صامتة:
" المشكلة يا دينا هي أننا لا نحاول أن نعرف بعضنا ثانية , أننا لا نتكلم ,وغرفة النوم هي المكان الوحيد الذي نقضي فيه وقتا بمفردنا , وكلانا نعرف أنه لا يتم أي أتصال هناك".
" أذا ماذا تقترح؟".
كانت لهجة دينا جامدة وقد أسرع نبضها.
وقال بلهجة ساخرة:
" لا...... أنا لا أقترح , برغم أنني أعرف أنك مقتنعة بأن رغباتي أصبحت بدائية بحتة".
وأحمر خدّاها قليلا وقالت:
" أذا ماذا تقترح؟".
" أن نقضي وقتا أكثر مع بعضنا كما كنت تريدين".
" أن هذا صعب لأن كلا منا يعمل".
وذكرّها بليك قائلا:
" ولكننا لا نعمل في نهاية الأسبوع".
" أنك تنسى أننا نقيم في منزل أمك".
والواقع أن الأم شاندلر لم تكن قد تغلّبت بعد على فرحتها بعودة أبنها , وكانت لا تزال تحوم حوله كلما أستطاعت.
ورد بليك بهدوء:
" لا .......لا أنسى ذلك , المهم أن نكون وحدنا بدون أصدقاء ولا أقارب أنا وأنت فقط , وأعتقد أن هذا لا يمكن أن يتحقق في منزل أمي , ولهذا قررت أن نقضي نهاية الأسبوع في بلوك أيلاند حتى نكون وحدنا كل الوقت الذي تزعمين أننا نحتاجه".
" بلوك أيلاند؟".
منتديات ليلاس
هكذا كررت دينا أسم الجزيرة التي كانت تقع على مسافة 14 ميلا من رود أيلاند.
" هذا ما قلته , هل لديك مانع؟".
وألتفت اليها وقد بدا بريق من التحدي في عينيه الداكنتين .
" لا مانع!".
كيف يكون هناك مانع بعد أن حاصرها بنفس كلماتها؟

نيو فراولة 29-08-10 04:27 PM

" يوجد شيء آخر يا دينا ".
وأستمر بليك يتفحصها وهو يشعر بأن موافقتها كانت على مضض , ولكن دينا لم يكن تكن تعرف لماذا وافقت على مضض".
" ما هو؟".
" أريد أن تفهمي هذا بوضوح قبل ذهابنا , أذا لم تتخذي قرارا بشأننا مساء يوم الأحد فأنني لن أنتظر أكثر من ذلك".
وعندما رأى وجهها يشحب أبتسم بدون مرح وأضاف :
" لا يهمني سواء أعتبرت هذا تهديدا أم وعدا".
وقالت محتجة :
" لا تستطيع أن تحدد وقتا معينا هكذا".
منتديات ليلاس
" ألا أستطيع؟".
وكان بليك قد ألتفت بعيدا ليحرّك السيارة , وتجاهلها بعد أن أوضح نواياه .
وردّت دينا:
" أن كل ما تفعله هو أنك تحوّل نهاية الأسبوع هذه الى مهزلة".
وقال بليك بدون أهتمام :
" كما تشائين , تذكري فقط أن تعدّي حقيبة ملابسي وتحضريها معك الى المكتب يوم الجمعة صباحا , سوف نأخذ الزورق الى بلوك أيلاند بعد العمل".
وبينما غادر الزورق مياه خليج تارا غانت أتجه الى مياه الأطنلطي في طريقه الى الجزيرة , نظرت دينا الى برج برنتون ريف , لم تكن هي وبليك قد تبادلا أكثر من خمس كلمات منذ أن غادرا المكتب ,وبدأ الصمت يزداد كثافة , كانت تعرف سبب صمتها , أنذار بليك قد جعلها تشعر وكأنه يوجه مدفعا الى رأسها , فكيف تتطلع الى عطلة نهاية الأسبوع أمامها ؟ وقد حدد النتيجة مقدما .
كان يجب أن ترفض الحضور ,لماذا لم تفعل ؟ الحبوب التي أخذتها لعلاج دوار البحر قد شوّشت أفكارها , لكن على الأقل أنقذتها من حرج القيء برغم أنها خدّرتها قليلا , وتنهدت ونظرت الى بليك الذي كان واقفا على بعد ياردات قليلة يتكلم مع أحد المسافرين.
كان واضحا أن الرجلين يتحدثان عن الطقس لأن دينا سمعت الرجل يقول:
" أرجو أن يكون الجو مشمسا صافيا في الجزيرة كما تقول , أجهل كل شيء عن تيارات المحيط وكيف تؤثر على الطقس , كل ما أعرفه أنني أريد قضاء نهاية الأسبوع في الصيد".
وثبت أن تنبؤ بليك بصحو الجو في بلوك أيلاند كان صحيحا , وعندما رسا الزورق في الميناء القديم لم يكن في السماء ألالا سحب قليلة , ولكن الصمت بين دينا وبليك لم يقطع , وبرغم ذلك شعرت بروحها المعنوية ترتفع وهما يغادران الزورق ويسيران في الجزيرة التي سميت بأسم أدريان بلوك , وهو أول أوروبي أكتشفها , كان جو الجزيرة منعشا وفهمت دينا لماذا كانت مكانا صحيا راقيا.
منتديات ليلاس
وأستغرقت في مشاهدة المناظر بينما كان بليك يقود السيارة عبر الجزيرة الى القرية الجميلة الممتدة على ضفاف غريت سولت بوند.
وعاد اليها قدر كير من التوتر السابق , عندما أوقف بليك السيارة أمام فندق ,وشعرت أن مشاركتها له في غرفة نوم واحدة منذ أن عاد بليك وأحست بالحرج وهي تسير بجانبه الى غرفة الأنتظار , نظر اليها بليك متفحصا القلق الذي بدا على وجهها وسألها:
" كيف تشعرين؟".
وأجابت دينا بسرعة:
" أنني بخير".
" هل تشعرين بالغثيان من رحلة الزورق؟".
" لا , الواقع أنني لم أشعر أبدا بالغثيان , أنني بخير فيما عدا صداع خفيف , أما أن الحبوب كانت قوية , وأما أنني لم أعد أشعر بدوار البحر".
" حسنا".
كانت أبتسامته متجهمة بعض الشيء وأضاف:
"عن أذنك , أريد أن أذهب وأتأكد من حجزنا".
وبينما سار نحو مكتب الحجز , وقفت قريبا من مائدة عليها بطاقات بريدية , وتظاهرت بأنها تهتم بتلك الصور الملونة , وشعرت بتقلّص في معدتها عندما رأت الحمال يأخذ الحقائب , وسار بليك نحوها وألتقطت بسرعة بطاقة بريدية متظاهرة بأنها تدرسها عن قرب.
" هل تنوين أرسال بطاقة بريدية الى أحد؟".
ولم ينسها السؤال الساخر تقلّص معدتها , وأعادت البطاقة الى مكانها بسرعة وقالت:
" كلا..... كنت فقط أنظر الى الصورة".
" غدا سوف نلقي نظرة على الفنار الحقيقي".
وأضطرت دينا أن تنظر الى البطاقة , كانت متنبهة جدا الى وجود بليك لدرجة أنها لم تلحظ موضوع الصورة في البطاقة , والآن أكتشفت أنه فنار!
منتديات ليلاس
وقالت لمجرد أن تقول شيئا :
" أنه يبدو شيقا".
" نعم


الساعة الآن 08:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية