منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   الوصية التي قلبت حياتي / للكاتبة : شغوف .. (https://www.liilas.com/vb3/t147273.html)

♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 09:50 PM

الوصية التي قلبت حياتي / للكاتبة : شغوف ..
 



الســـلآإم عليكم ورحمـة الله وبركـآإته ..

كيفكم آل ليلآس ..؟

كل عــآإم وآنتم بخير ~> نفس الفيس اللي بيظل يهني لين العيد :friends: ..


جبت لكم روآإيـة بالفصحى آتمنـى تعجبكم ..

ما آطووول آترككم مع البدآإيــة ^_^ ..


----------------------- ( :flowers2: ) ---


♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 09:53 PM


(( بداية ))




قُرعَ جرس الباب قرعة متتابعة أصابتني بفزع وأنبأتني عن خبرٍ قريب سأعرفه ..هذا ما شعرت ُ به في لحظة طرق الباب المتواصل ,,,,


ركضت نحو الباب وشياطين رأسي تحوم حولي مع شعوري بخوف خفيف ..


( يا لقلة الذوق أهكذا يُطرق الباب ) ؟!!!!!


فتحتُ الباب فتحةَ مغضب خلت أنها أفزعت الطارق وكل غضبي قد طار وبرد حينما رأيت هيئة الطارق !!!



(( همسه ))






هذهـ أول تجربة لي في كتابة القصص الطويله فأتمنى أن تنال على إستحسانكم ورضاكم


وأرحب بنقدكم وآرائكم البناءة

♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 09:54 PM



( 1 )







دارت بي الأفكار وتاهت بي السبل


بعد مجئ الضيف المجهول يا آلهي هل أنا في حُلم أم في حقيقة وددتُ لو أني لم أفتح الباب


وتركته يطرق حتى يمل !


أخذت أتقلب في سريري وأنا في حزن عميق وأصرخ بلا صوت


لماذا لماذا ؟؟


كم يعتصرني الألم والقهر حينما أتذكر مادار اليوم الذي لا يًنسى في حياتي






************************************************** ******


(امرأة عجوز يبدو عليها الوقار وملبسها يدل على انها خادمة لأسرة غنيه)


- نعم ؟



- هل تسمحين سيدتي بوقت قصير أحادثكِ فيه ؟


- ومن أنت ؟ حتى تريدين التحدث إلى ؟


- أنا أحمل رسالة وصيه من أحد أقاربك ؟



- ماذا أحد أقاربي !!!


- إذن تفضلي بالدخوووول




( ابتسمت ابتسامة مصطنعه ومرتبكة الله أعلم ماتحمله هذه المرأة من أمر !)




جلست ضيفتي على المقعد الذي يحمل البساطة والأناقة شيئا كثيرا



أخذت تجول بنظرها في أنحاء منزلي الصغير وكأنها تتفحصه قطعة قطعه مما أثار استغرابي !!


دلفت إلى المطبخ كي أعد لها قهوة بعجلة وثمة تساؤلات تدور في ذهني من هو قريبي ؟ وماهي


الوصية المحملة إلي ؟!



- تفضلي
- أدام الله فضلك ..


رشفت من فنجان القهوة رشفة سريعه وكأنها قد قرأت أفكاري ..


- أنا يا سيدتي .... موكلة عمكِ يوسف رحمه الله ...


- ماذا ؟!!!


- أخذت أكفكف دمعي وأنا حزينة ..نعم رحمه الله


- ثم تابعت ضيفتي بعد صمتٍ امتدَ لبرهة من الزمن


- وقد ترك عمك وصية لك بحكم أن ابنه خالد يدرس في منطقة بعيدة عن مدينة والده ...


- هل علم ابنه بخبر والده ؟..


- لا لم يعلم فوالده أوصاني بأن لا أخبره حتى لا يؤثر ذلك على دراسته وهو لم يبق له القليل وينتهي ....


- وهذي ورقة الوصية سيدتي



(فتحتها بيدٍ مرتعشة وقلب يخفق وجلاً )


ما إن تجاوزتُ سطورها الأولى حتى صرخت من هول الدهشة ( لا لا لا لالالالالا)




قلبُ جُرح بسهام


قاتله


وتجربة عصفت به


فاشله


ليت بيدنا لحظة


أن ننهي حالنا


ونبدل كدرنا


فرحاً


صفواً


هناءاً


أم آولئكـ


تدخلوا في حياتنا


وأورثوها شقاءاً


وتعاسه !




تُرى ماذا يدور في ورقة الوصية؟!!



♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 09:56 PM



( 2 )






على صوتِ هطولِ المطر واندفاعه نحو نافذتي صحوتُ من نومٍ عميق وقفزت فرحة (ياااااااااااه بالروعة المطر وبهاء منظره )

تخيلوا معي السماء ملبدة بالغيوم والأرض أصبحت سوداء من شدة المطر والأطفال

يتراكضون منتشين لمقدم المطر ..

أغمضتُ عينيَ المجهدتين وأخذتُ أتنفسُ بعمق وهدوء حتى ُأريح أعصابي المتعبة وأنا أفكر ليت

المطر يغسل قلبي من كدره ويجليه الى الأبد !!

وتذكرت قول القائل

ومانيل المطالب بالتمني

ولكن تؤخذ الدنيا غلابا


نعم تؤخذ الدنيا غلاباً





أووووه تذكرت لم أصلي العصر بعد يبدو أن وقتها قد شارف على الإنتهاء أستغفر الله العظيم يارب عفوكـ ورضاك ..


أعلم أنكم الآن شغوفين لتعرفوا من أنا وكل شئ عني ؟!

أنا اسمي رباب عمري 23 سنه هادئة نوعاً ما طيبة القلب لكن لا أسكت عن حقي مهما حدث ..

أحب الحياة ومساعدة الآخرين

تخرجتُ من دراستي العام المنصرم بتقدير جيد أعلم أنه لايرضيني ولكن ظروفي العام الماضي

كانت سبباً في تدني مستواي ..


ستعلمون في ثنايا قصتنا عن تللك الظروف السيئة التي عشتها وأَثرت على مستواي !!


إني الآن في غاية الوجل والهم فبعد أن انفكت عقدة مشكلتي الأولى واسترحتُ منها أتت إلي

هذه المشكله التي ستقصم ظهري حقاً

رحمك الله يا عمي كيف سمحتَ لنفسكَ بأن تؤذي مشاعري وترجو مني ما كنت على حد قولك

أمنيتك في حياتك ؟!



ابنتي العزيزة


( أعلم أني قد قصرتُ بحقك وخذلتكِ في حياتي وأنا الآن نادمُ أشد الندم على ما فعلته وأتمنى أن

تسامحيني ولذا لي عندكِ وصية سئلتكِ الله إلا حققتها ..أن تعيشي في منزلي وتتزوجي ولدي

خالد فلستُ أرتاح إلا لك واني أخاف عليه من غدر الزمان لكني على ثقة شديدة بكِ أنكِ خير معينُ
له
رجائي مرة أخرى أن لا ترفضي طلبي وأنا في قبري )




آآآآآآآآآآه سالت دموعي لستُ أدري هل هو حزنُ على عمي أم شفقة على حالي فكم هو مؤلم

أن تأتيك وصيةُ من شخص ميت ليس به روح حياة !!

كيف يطلب مني أن أعيش في منزله ولستُ بمحرمٍ لولده !

آهٍ يا ولده أشفق عليك حقاً فستفاجأ بأمور مريرة حين تعود وأنت مبتهجاً بنجاحك فقدانك والدك

وتلك الوصية القاسية !



- ياه يا رباب لماذا لم تخبريني ذاك اليوم عما حدث لك أنني عاتبة ُ عليكِ حقاً!

- أعذريني يا هند فأنا كنت في موقفً لا أحُسد عليه كدتُ أن أفقدُ عقلي مما بي .

- ولكني على أية حال صديقتك يا رباب أم نسيتِ ذلك ؟!

- لا بالطبع لم أنسى لكن أحياناً الأحداث العصيبة تنُسينا أحب الناس إلينا.



هند في مثل سني فتاةُ لستُ أدري كيف أصفها إنها رائعةٌ حقاً

لولا الله ثم وجودها في حياتي لما أحببتُ الحياة !

تتصفُ بجمالٍ بارع وخلقٍ رائع ..

تعرفنا على بعضنا أيام الدراسة الإعدادية ولا زلنا معاً ..

نتشارك الأفراح ونتقاسم الأوجاع كأننا روحُ في جسدٍ







اتخذت قراراً لا رجعة فيه بعد أن استخرتُ الله واستشرت أمي وهند

وها أنذا أحزمُ حقائبي كي أذهب إلى منزل عمي رحمه الله

وأفكرَ في أمري وأمر ابنه خالد ...رثما يعود من سفرهـ

أعلمُ أنه ضرب من الجنون ومغامرة جريئة لكن هي وصية عمي فيجب أن أكرمه بتنفيذها فربما

في ذلك خيراً لي !!








ماتوقعاتكم في الحياة الجديدة التي ستعيشها رباب وهل ستفكر بحلٍ حقاً لمشكلتها ؟



♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 09:59 PM




( 3 )



قد تتساءلون أين والدتي الحبيبة ؟!!

والدتي بعد ما أنجبتني توفي والدي وتزوجت بعده برجلٍ آخر عشت طفولتي معهم ثم انتقلت

لمدينة تبعد عن منزل والدتي كثيراً بحكم دراستي وبقيتُ في هذا المنزل الذي أقطن فيه فلقد

حصلت على عمل بدخلٍ جيد فلم أشأ أن أتركه لذا آثرت البقاء في منزلي ..


الطريق إلى بيت عمي شاقٍ وممل فهو يبعد عن منطقتي مئات الكيلو مترات مما يتطلبُ صبراً

وبال طويل ..

أشغلتُ نفسي بمجلة مفضله لدي أقرأها تارة وأخرى أغفو من التعب

دارت في حياتي ذكريات كثيرة مرت علي ..

بداءً بطفولتي الرائعة التي انصرمت بسرعة

تذكرتُ هند وابتسمت من قلبي لقد كنا مشاغبتين حقاً رغم تفوقنا مما أثار انزعاج معلمتنا

هههههههههه
توارد إلي موقف لن أنساااااه مع معلمة الأحياء

حيث كانت ممله وتطيلُ في شرحها كثيراً مما جعلت نصف بنات الفصل ينمن دون شعور وبقينا أنا

وهند نتمايل نعاساً

- أوه يا رباب لا استطيع التحمل أكاد أنام ومن ثم استمتعي بصوتِ تغريدي الجميل ؟

- هههههههه وأنا مثلك لكن اصبري ريثما تنتهي الحصة

- لاااااا ستنتهي وتأتي بعدها معلمة العربي وسأنام حقا حينها

- ما رأيك لدي فكرة ؟

- هاتي يا أم الأفكار البناءة ..

- سوف أتظاهر بالمرض والتعب وتكونين أنتي رفيقتي ونذهب إلى حجرة الاستراحة
وننام .
- حسناً أنت مريضة وما دخلني أنا ؟

- أنتي مرافقتي طبعا

- ههههههههههه وماذا تظنين هل ستحسبين نفسك في مستشفى

ثم انتبهنا لصراخ معلمة الأحياء علينا التي أفاقت كل من في الفصل من غمرة نعاسهم وتنشطن بعدها ..
همستُ لا داعي للنزول إلى حجرة الاستراحة أشعر أني استفت ههههههه
لكزتني برجلها آآآآآه يا مجنونة آلمتنِي كثيرا
- أردتك عوناً فصرتي فرعوناً ..


توقف السائق يبدو أننا وصلنا وأنا سابحةفي

ذكرياتي ..

ترجلت من السيارة ووقفت أنظر إلى الفيلا أوووه يبدو أنها في غاية الفخامة والجمال ...

فُتح لي الباب الذهبي المنقوش بنقوش هادئة ودلفت إلى الداخل

استقبلتني موكلة عمي التي زارتني في منزلي بكل ترحيب

- أهلا بكِ يا رباب فالبيت قد أضاء بنورك

- ابتسمت لها فقط مجامله ..

- فالرهبة تجتاحني والخوف من هذا المصير الغريب

ياااااه أكان هنا عمي يعيش رحمه الله نظرت إلى صورة معلقة في صالة الفيلا يااااااااااه يبدو انه

عمي

لم أمنع دموعي من السقوط فلقد اجتاحتني نوبة بكاااااء شديدة


يبدو متغيرًا كثيرًا في هذه الصورة فالمرض

العضال قد هشم شبابه وأعجله إلى الشيخوخة المبكرة وقد وخطه الشيبُ وخطاً ... هالات سوداء

تحيط به وابتسامة كأنما اغتصبها غصباً ياااااه عيناه تشع منهما الحنان والعطف !! يبدو شبيها ً

بوالدي كثيرا غير أن ملامح والدي تبدو عليها اللين بينما ملامح عمي تبدو عليها الصرامة والجد ..

لم أذكره بهذه الصورة فقد كان قوياً لا أثر للمرض عليه ..

أخذت أمشي وأنظر إلى الفيلا التي بُهرت حقاً بجمالها

تصميم عربي مع تداخل بعضاً من التصميم الغربي مما أحالها إلى تحفة فنيه فريدة ....

جاءت بي موكلة عمي يوسف ( لطيفه ) بكوب من العصير معه وجبة ساخنة وصلت رائحتها إلى أنفي

آآآآه يبدو أني أشعر بالجوع حقاً ... تذكرتُ أني لم أتناول شيئاَ منذ الصباح والآن الوقت المغرب يعني مضى وقت طويل ...فشهيتي مسدودة للطعام !

- كيف حالكِ بعد ذاك اليوم يا عزيزتي ؟

- بخير الحمدالله ...

- لقد كان السيد يوسف يُجلكِ فكثيراً ما يردد بأنك ستكونين لولده ..

كح كح غصصتُ بالأكل تذكرت الوصية وكل شئ كيف غابت عن ذهني .. يبدو أني أصبت
باالامبالاة ..
- لا عليك يا بنتي أنا هنا في هذا البيت منذ عشرون سنه ولقد ربيت خالدا بنفسي فقد

توفيت والدته إثناء ولادته ولم يشأ السيد يوسف أن يتزوج بدلاً عنها وكنت له الأم الحنون ..

- شعرت في نفسي بحزن عليه فقد حُرم من والدته مبكراً ..

- رحمها الله وأسكنها جنانه ..

- انتهيت من الطعام وبدأتُ أشعر بنعاس يتسلل إلى أجفاني ..

- دعتني لطيفة إلى النهوض للطابق الأعلى في حجرتي التي أعدتها لي مسبقاً ..


صعدتُ وأنا أتمايل من النعاس

أخذت أتأمل المكان فإذا هي حجرُ مرصوفة بجانب بعضها وأدخلتني إلى الحجرة في جهة اليمين

فتحت عينيُ بدهشة أووووووووه ماهذا الجمال ؟!

ابتسمت لطيفة قالت أنها من ذوق عمكِ رحمه الله

كان مصراً أن تأتي إلى هنا لذا قبيل موته اختار لك الألوان بنفسه

- رحمك الله ياعمي ألهذه الدرجة كنت تحبني ؟!

- وأكثر مما تظنين سيدتي !

- كانت الألوان مزيج بين اللون الوردي والبحري أعطى للحجرة تناغماً ناعماً ومريحاً في

نفس الوقت ...

- استلقيتُ على السير متعبة وشعور بالراحة والجميل يعتريني .....


- لكن ليس يعلم ما تحمله الأيام القادمة إلا الله واستغرقتُ ف نومي وهذا العبارة تدور في رأسي ..

ماهي توقعاتكم القادمة ؟



♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:01 PM



( 4 )


هذه أول ليلةٍ أمكث بها في منزل عمي ( رحمه الله) لا أعرف ماهو شعوري بالضبط ولكنه قد يكون


شعوراً بالراحة مع بعضِ رهبه لأنني نفذتُ الأمر الأول من وصية عمي وهو العيش في منزله !


تناولنا إفطارنا أنا والسيدة لطيفة استمعتُ معها حقاً فحديثها لا يُمل أخذت تسوقُ لي قصة حياتها


ومجيئها إلى منزل عمي قبل عشرون سنه


...
كم أحببتها هذه المراءة إنها إنسانة رائعة تُشعِرك بالراحة والإطمئنان يبدو أنها في أواسط
الخمسين من العمر هكذا خمنت وتراءى لي


أخذت أتململ فلم أعتد أن أجلس هكذا بلا عمل فلقد اعتدت على القيام بأمور المنزلَ بنفسي


إضافة إلى العمل الذي كان يشغلني في حياتي


لم أخبركم أني أعمل ممرضة في مستوصفٍ حكومي ... هذا العمل أحبه كثيراً أستمتع بأدائه


والقيام به على أكمل وجه ... لكن ما يُكدرَ علي هو المدير المتعجرف الذي يُلقى بأوامر فوق طاقتنا


ولا يسمحَ لنا بأخذ إجازة .. والأمر الآخر هو الألسنة التي تلوكني بحكم إني ممرضة وفي مكانٍ
مختلط !


لكن فليقولوا ما شاءوا طالما إنني أعرف قدر نفسي ومتمسكة بحجابي ولستُ ممن تغرهم هذه


الأمور فقاعدتي عملي وكفى ....


وقد طلبتُ إجازة لمدة شهر أنُسقُ فيها


أموري وحمدتُ الله كثيراً أنني منذ زمن طويل لم أطلب إجازة من عملي وإلا فلن يسمح لي المدير


بذلك ....


أشغلتُ نفسي بعمل التصاميم فأنا هوايتي التصاميم ... لبقائي وحدي السبب في إبداعي بهذا


الجانب لأنني جلُ وقت فراغي أسلي نفسي بعمل التصاميم والحمد الله أثبتُ قدرة في هذا


المجال !



- كيف أنتِ والدتي ؟


- بخير الحمد الله على أتم حال ؟


- كيف هي الأمور في منزل عمك ؟


- على أفضل حال لولا وجود السيدة لطيفة لكان الملل تسرب إلي ..


- ومتى ستأتين لزيارتنا فنحن وإخوتك في شوق كبير لك ؟


- قريب بمشيئة الله يومان أو ثلاثة على الأغلب


- رافقتك السلامة ..


- سلمك الله من كل شر ..



أمي متشوقة لي كثيراً كم أفتقدها في حياتي صعبُ أن تتشتت أنت وذاك القلب الرحيم كل في


جهة


ولكنها الظروف على أية حال !!


ويكفى تواصل القلوب والدعوات الصادقة ..


وسأزورها خلال اليومين القادمين فهي لا تبعد كثيراً عن هذه المنطقة قرابة نصف ساعة فقط ..


في نفسي فضول شديد أن أتجول في الفيلا ولم أقاوم فضولي فنهضت


قابلتُ في طريقي السيدة لطيفة ....



- إلى أين يارباب ؟


- أريد أن أقوم برحلة تجول في هذه الفيلا


- ههههههه حسناً سأكونَ الدليل المرافق لك


- ههههههههه حسناً هيا ...


حقيقة أعجبني الطابق الأول فهو ينم عن ذوقٍ رفيع


صالة كبيرة أعدت لمشاهدة التلفاز والجزء المقابل كان صالة الطعام


وصالة أخرى فخمة للضيوف وملحق خارجي للضيوف ..


ولم تقصر السيدة لطيفة تشرح لي كل شئ هههههههه وجدته في طريقي ...






- والآن هل تودين الصعود إلى الطابق الثاني ومشاهدته ؟


وجمت وتغير لوني


- لا مرة أخرى يا خالتي فلستُ على استعداد لأرى حجرة عمي رحمه الله ..


- غمزت لي السيدة حجرة عمكِ أو حجرة ابنه ..


- أصدقكِ القول كلاهما !!


- شدت بيدي إذن تعالي إلى حجرة خالد وانطلقت بي دونما استئذان






تُرى كيف سيكون انطباعي عن خالد إذا رأيت حجرته قد تفيدني كثيراً في الحكم على شخصه ؟!



وكيف ستكون زيارتي لوالدتي وماالذي سيواجهني هناك ؟!



♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:11 PM



( 5 )

الفصل الأول








سكون يخترقُ المكان


ورهبة تجتاح الكيان


ودقات قلب تتسارع


تخفق وجلا ً ... تضطرب شوقاً


شعور بأني اقتحم عالم مجهول ينحصر في ( حجرة ) !


كيف اقتحم عالمه بلا استئذان ؟!!


فيكفي أنه فُرض علي وفُرضت عليه عنوة ...






أُشفق عليكِ حقا يا رباب تبدو اللهفة والحيرة في عينيك جليتان سأتركك كي تأخذي راحتك بعيداً عني ....








- رباب حبيبتي إني ذاهبة الآن ؟


- إلى أين ؟


- لدي ثمة أمور يجب أن أقضيها ..


- حسناً في أمان الله ...












وهنا تجمدت أطرافي رغماً عني


صورة معلقة لخالد تواجه الباب


رباه هممت بالتراجع من حيث أتيت


خُيل إلي أنه ينظر إلي


وقفت عندها برهُة من الزمن



وسمحت لنفسي حينها أن أتأمله فقد دب الأمان إلي أنه ليس بموجود !!


يبدو شاباً طموحاً نظرة عينيه تحكي ذلك ..


تقاسيم وجهه شبيهة بوالده كثيراً لم يكن في غاية الوسامة


غير أنه ينفرد عنه بجاذبية خاصة


همستُ لنفسي أهذا هو من فُرض عليكِ ؟!!!


ابتسمتُ ابتسامة غيظ !


وسمحت لدموعي أن تنساب بنعومة


تُرى كيف سيكون ردة فعلك حينما تواجه المصير !!!





رائحة زكية تسللت إلى أنفي


شعرتُ بالراحة والسكينة حين شممتها


ربما تكون مثل صاحبها !





شعرت بالراحة كثيراً حينما رأيت صورته هو ليس


بذاك الشخص القاسي لكنه شخص في غاية الحنان والصرامة معاً


لا تستغربوا من تحليلي فأنا أجُيد لغة العيون والحكم على الملامح جيدا وبدقة !



همست قد يكون شخصاً ممتازا في نظر الكل بينما ليس بالضرورة أن يكون ممتازاً في نظري لا


أدري الأيام ستكشف حُجبها ....






جناحُ فسيح


ترى مدى الترتيب والنظام فيه


مقسمه إلى ثلاثة أجزاء


جزء غرفة نومه


والجزء الثاني مكتبة عامرة بالكتب التي صُففت بعناية


والآخر يبدو أنه للملابس !




سارت خطاي نحو المكتبة فأنا أعشق الكتب كثيراً



أممم أغلب كتبه سياسيه و روايات عالميه لا أدري كيف اجتمعا !!



صرختُ بفرحة أوووووه ماجدولين روايتي المفضله ومددت يدي بلا شعور وأخذتها حسناً



سأقرأها ...


تابعت سيري فأخذت أتأمل الحجرة ألوان جريئة توحي بجراءته وقوة شخصيته ..
..
استوقف نظري ركن كله ميداليات تكريم له من نادي الفروسيه وصور له وهو يمتطي الخيل


ابتسمت وهمست يبدو فارساً جواداً



لم أسمح لنفسي أكثر من هذا التأمل .... احترمت غياب صاحب المكان



مع إنني رأيت دفتراً لخواطره وألبوماً لصوره لكن لم أشأ أن أفتش أكثر مازال غريبا عني حتى ولو



كان ابن عمي !



حينما أردت الخروج من الحجرة نظرت إلى الصورة مرة أخرى وكأني أريد بها أن تطبع في ذاكرتي


حتى أهيئ نفسي لوجوده !












- انتبهي لنفسكِ يا عزيزتي رباب ولا تتأخري كثيرا فنحن اعتدنا عليك


- حسناً يا خالتي لطيفة أعدكِ لن أتأخر كثيرا وأنا أيضا اعتدت على وجودكم ...


- رعاك الله وحماكِ من كل مكروه


وأوصلي سلامي لوالدتك وأبلغيها عن شوقي إليها كثيراً


حسناً حسناً








ها أنا في الطريق لوالدتي وكم أتمنى أن يطُوى لي الطريق حتى أصل بسرعة فشوقي


يسبقني ....


طلبت من سائقي أن يقف عند محل للهدايا فتوقف و اشتريت لأخوتي الصغار الألعاب التي


يعشقونها


ولم أنسى والدتي فقد أخذت لها جلابية فخمة وكذا خالاتي الثلاث


وكل من يحتلون قلبي ......










وهيج لقاكم مدمعي


وأيقظ شعلة في القلب


لم تخمدِ






أماه



بأي هتافات الشوق أهتف لك



وبأي حبرٍ أصوغ مافي القلب



شوق يعتصرني


يمزقني إرباً أربا


كل همي وكدري عند رؤياكِ


يتلاشى


يتضاءل


كقطرة في بحر !!






كان اللقاء حاراً حاراً بحرارة الشوق الملتهب


في الحنايا وكانت الدموع المنسكبه كأنها مطر يهطل على نار ولم يزدها إلا اشتعالاً !!




آآه يا رباب يا قطعة من قلبي غذيتكِ صغيرة ورعيتكِ كبيرة


كنتِ طفلة حُلوة تجوبين المنزل وتملئينه ضحكاً وسعادة


والآن كبرتِ وفرقت بيننا الدروب وها أنتي تعودين إلي مرة أخرى !!


لم أنسى والدكِ حينما كان يلاعبكِ وكثيراً ما يقول متى تكبرين؟!!!!





والدتي سعاد عمرها 38 سنه إنسانه رقيقة القلب مرهفة الحس ... لا تحتمل الصدمات العنيفة


وكانت أقوى صدمة في حياتها وفاة والدي رحمه الله بعد صراعٍ مع المرض ......



اما اخوتي فهم اربعة



محمد 16 سنه


وزهور 12 سنه


وعماد 10 سنوات


وسارة 5 سنوات





محمد : ماهذا يا رباب أكل هذا غياب ؟؟!


هههههههههههه وها أنا عدت إليكم ...


زهور : ولكنك ستمكثين كثيراً عندنا ...


نعم يا حبيبتي سأمكث ولكن ليس كثيراً


محمد : ولم !! ها أنت أخذتي إجازة طويلة اقضي ماتبقى منها عندنا وبينا


ليتني أستطيع يا أخي ؟؟


زهور : ولم ليتكِ تستطيعين ؟!!


محمد : ماالذي يمنعك ؟؟؟


هههههههههههه


يبدو انكم متلهفين كثيرا لي



كثيرا كثيرا


ولكن ليس بأكثر مني


والدتي وهي( تدخل الغرفة وبيدها العشاء) في هذا مخطئه ....... أليس لو اجتمع شوقي


وشوق إخوتك لغلب على شوقكِ ؟!


ههههههههه في هذا غلبتيني يا أمي



جزاك الله خيرا


لم أتعبتِ نفسكِ ياوالدتي العزيزة ...


ويحك أتتعب نفسي من هذا ؟!أن لم أتعب نفسي لربابي افا أتعب لمن إذن !!


اها يا والدتي يبدو أن رباباً سوف تستأثر بقلبك الآن ( قالها محمد مازحاً )


كلكم في قلبي يا أبنائي


قلت هامسة ( وأنتم أيضا في قلبي )


لكن رباب منزلتها ليست مثلكم ...


وتعالت صيحات الإستنكار من أخوتي ههههههههههه


تعالي ياسارة انتِ و عماد أنظرا ماذا أحضرت لكما ؟!!


اووووووووووه قفزا عليَ الصغيرين بكل فرح وحبور...


شكرا... شكرا ... انها حقا لعبتين رائعتين مثلك ِ


ههههههههه ويحكما من أين أتيتما بهذا الكلام ؟!!!



وتناولنا طعاماً شهياً من يد والدتي التي عرفت بطهيها المتميز ...


كانت جلسة عائليه رائعة فقدتها فترة طويلة تبادلنا فيها الأحاديث والذكريات ..


رجعنا بها إلى أيام مضت وبقيت في القلب ...


وبعد أن انفردنا إنا والدتي بادرتني قائله ؟!




- كيف هو الوضع الآن في منزل عمكِ رحمه الله ؟


- الوضع جميل يا أمي غير أني خائفة من القادم ..


- كان يوسف رحمه الله أنسانا قوياً وطيباً وكان قريباً مقربا إلى والدكِ


- رحمهما الله ..


- لكن يا أمي أليس من الظلم أن يوصي عمي هذه الوصية التي عصفت بي ؟!!


- صدقيني يا رباب لو كان غير عمكِ لما رضيت لك هذا الأمر


- ولكنه يوسف ... يوسف .. يا ابتني لا يخطو خطاً الا وهو مُدركُ لها تماما ً ولكن أليس..


- من الظلم أن يجبرني وابنه على هذا الأمر ؟


- قد يكون ظلم لكما في عينيكما ولكني لست آراه ظلماً بقدر ماهو حرص عليكما كلاكما
يكمل الآخر ,,,,


استوقفتني كلمتها وسرحت فيها بعيداً ......



- لكن ياوالدتي إني أخشى من رفضه وعدم تقبله لي ؟


- لن يستطيع يا رباب


- - لم ؟!
- لأنها وصيه والده ..وأنت لم تعرفي خالد بعد إنه لو طلب منه والده أمر يكلف عليه حياته


لما رفض !
- إذن هو إجبار ؟!!


- قد يكون في البداية إجبار لكنه مع الأيام لن يندم فأنتِ يا عزيزتي سوف تملكين قلبه


وتأسرينه وأنا أثق بذلك ,,,,


- أشكرك يا أمي على جميل ثقتك بي


- ولم لا أثق وأنا من ربيتكِ بيدينِ هاتين ؟


- ونعمَ أنتِ حبيبتي ..


قبلتُ رأسها وضممتها وسط دموعي وأنا أردد حفظك الله ياوالدتي من كل شر ...
وأنت أيضا يا رباب ...


- أتعلمين أن زواجك من خالد كان حلما بالنسبة لي ؟


- ولماذا يا أمي ؟


- لأني أضمن مستقبلك فأنا أعلم جيداً أنه لن يحميك ويسعدك غير ابن عمكِ ؟


- ماااااااااااذا ؟!


- أو لست ِ تعلمين أن وصية عمك قبل مماته كنتُ على علم بها ؟


- ماذا ؟ كيف ؟


- عمك رحمه الله استشارني وأيدته على ذلك إنه لم يشأ أن يغصبكِ أو أن يفعل شيئا
فوق إرادتنا ورغما عنا ...


- ابتسمت متعجبه ومن خلفنا يا والدتي ؟


- لم يكن غير ذلك الحل !









وقبل أن أخلد الى النوم هتفت والدتي فلتستعدي غداً يارباب سوف يحضر إخوتي





( تصبحين على خير )


( وانتِ من أهله )




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:13 PM



( 5 )

الفصل الثاني


في الغد كان هناك اجتماعاً عائليا فقد امتلأ بيتنا بأخوة والدتي ...
دعوني أعرفكم عليهم ..

خالي فيصل يبلغ من العمر 30 سنه غير متزوج يريد أن يعيش حياته على قوله لطيف لكنه أحيانا يبدو متعصباً لرأيه في غاية الوسامة
لديه معجبات كثير ولكنه لا يتلفت إليهن ... كم يكره كثيراً المعاكسات وطريقها المظلم .... عاد العام الماضي من الخارج بعد دراسة امتدت لخمس سنين ..

خالتي نورة تبلغ من العمر 45 سنه قوية الشخصية ...... حنونة وحازمة ... تحب أبنائها كثيراً وتدافع عنهم بقوة ...

أبنائها خمسه
إياد 25 سنه متخرج من جامعة ...... قسم لغات .... يتصف كثيراً بالغرور بار بوالديه كثيراً .... متزوج من ابنة عمه واسمها أحلام ولديهم طفله اسمها رغد ...

مؤيد 24 سنه يدرس في كلية الطب وقريباً يتخرج ... إنسان رائع بكل المقاييس .. الكل يحبه لأخلاقه العالية ...

سمر 20 سنه تدرس في الجامعة قسم فيزياء مرحة كثيراً ... هي أقرب أبناء خالتي لقلبي ... الكل يحترمها ويحبها ...

معاذ 15 سنه يدرس في المتوسط يبدو لي انطوائيا لا يحب الاختلاط كثيرا وهو صديق محمد الروح بالروح

لبنى 5 سنوات هذه الطفلة برغم صغر سنها إلا أنها لديها لسان حاد



خالتي عائشة 32 طيبة القلب حنونة .. كثيرا ما تبادر بنفسها لمساعدة الآخرين متزوجة من عشر سنوات ولم ترزق بأطفال ..



خالتي حنين 28 سنة تلفت النظر لجمالها بيضاء البشرة شعرها اسود إلى منتصف ظهرها وجسمها متناسق وملامحها ناعمة رقيقة ... كانت قبيل زواجها إنسانة في غاية المرح تحب المقالب لكن بعدما تزوجت وتوفي زوجها قبل سنتين بحادث سيارة تحولت لإنسانة أخرى هادئة اغلب وقتها حزينة ...
كانت حاملا في شهورها الأولى وحين تلقت خبر زوجها سقط جنينها من الصدمة ....

كنت واقفة أمام المراءه أكمل اللمسات الأخيرة ... ارتديت تنوره قصيرة إلى تحت الركبة بقليل لونها أبيض وبدي ناعم ليموني ...تركت شعري الناعم ينسدل على أكتافي ورسمت كحلاً ثقيلاً حول عيني يبرز جمالها .. وقلوس وردي هادئ .... طبعا الصندل الليموني ناعما جدا ..
هكذا أنا احب البساطة كثيرا وأكره التكلف في كل شئ ...
ُفتح الباب بقوة طيرت قلبي اووووووووووووه سمر قفزت عليها معانقة ياحبيبتي كم اشتقت لك كثيراً ..
وأنا أيضا كثيرا كثيراً ... ما هذا الجمال يا فتاة ... تسلبين النظر والقلب ...
ههههههههه ألهذه الدرجة؟
وبدون مبالغة ولو رآاك بعض ناس لأغمى عليهم ...
- بعض ناس من تقصدين ..
- ولا شئ هيا تعالي أمي مشتاقة لكِ كثيرا
كانت جلسة رائعة ومفعمة بالحب يتخللها المرح
طبعا بيتنا امتلآ بالحضور خالتي وجاراتنا
أمي من شدة فرحتها عزمت الكل ....

سعاد

أم إبراهيم : تبدو ابنتك في غاية الجمال ؟
- نعم حماها الله ..
- اممم أريد أن أخطبها لابني عمار ؟
- للأسف ابنتي مخطوبة ...
- ومن خطبها ؟
- ابن عمها
- بالتوفيق لها ومبارك عليكم ...


في الحجرة الأخرى
رباب وحنين وسمر

رباب : خالتي حنين لم تبدين هكذا حزينة ؟!
حنين : الستِ تعلمين مابي يا رباب ؟؟
رباب : بلى اعلم ولكن لا ينبغى أن تسيطر علينا أحزاننا هكذا ..مامضى فات ..
حنين : صدقيني يارباب لم استطع أن أنساه هو حبيبي وروحي وكل شئ ذاكره لم تفارقني بعد...
رباب : جمعك الله معه في جنات النعيم ... ولكن يجب أن تعيشي حياتك هو لن يرضى عليك أبداً وأنت عاكفة على الحزن .....
سمر : قولي لها رباب كل ما تقدم خاطباً رفضته وهذا الأسبوع تقدم لها شخص بمواصفات لن تحلم بها ورفضته أيضا .. تعبنا معها ....
حنين وهي تنظر بشرر إلى سمر : حنين كفي عن هذا الكلام فهمتِ لو أعدتِ كلامك هذا لن يحصل خيراً لك ....
رباب : كفا عن هذا الكلام ودعونا نغير الموضوع .....
سمر : تعالي يا رباب ماالذي سمعته قبل قليل ؟!!!!!
رباب : وماذا سمعتِ ؟
أمي وخالتي سعاد يتحدثن عن أمر غريب عن وصية وخالد ؟!!
رباب : نعم هذا موضوع جديد طرأ علي ...
وحكيت رباب لهما كل الحكاية ..

ثم صفرت سمر ماااااااااااااهذا دنيا عجيبة قصة ولا في الخيال ؟
هكذا بلا مقدمات تأتيك وصية وتتزوجين ابن عمك هههههههههه
حنين : وما رأي ابن عمك هذا ؟
لست أدري الله أعلم ....
نتركهم الآن في حوارهم الذي لن ينتهي ونذهب إلى سعاد ونورة
سعاد : وهذه الحكاية وأريدك أن تساعديني على فيصل ؟!!
نورة : والآن يا نورة تقولين لي هذا الكلام أني عاتبه عليك جداً
سعاد : صدقيني يا أختي كنت أود أن أقول لك لكن أحببت أن اكتمه ريثما أتأكد ...
نورة : ولو أنا أختك وأقرب الناس اليك ...لكن أنه أمر غريبا جدا وأنه لايقبله عقل ولا يرضاه أحد ؟
إن قلنا ان رباب اقتنعت ماالذي يضمن لنا رضى خالد ...

أنا متأكدة أنه مع الأيام سيرضى ويرضخ للأمر الواقع !


نورة : عجيب أمركم حقاً !! على كل حال الموضوع خرج من أيدينا
وسنخبر الليلة فيصل بعد أن يخلو البيت من الضيوف .....

****************************

مـــــــــــــــؤيــــــــــــــــــد

لا أصدق يارب حبيبتي رباب هنا ... أكاد أجُن ياآلهي أني مشتاق لها كثيرا كثيراً ... كيف سأصل لها ؟
نعم وجدتها سمر ... سمر من تكون حلقة وصل بيني وبينها ......

*************************************

مؤيد : الو .... مرحبا سمر
سمر : مرحبا مؤيد
مؤيد : أريد منك عمل إنساني تنقذين به قلبي الذي على وشك الموت
سمر : هههههههههه تقصد ربابا ها ؟
مؤيد : ماهذا الذكاء أني أحسد نفسي على أخت مثلك ؟
سمر : هههههههه حسنا ولكن الموضوع في غاية الصعوبة ...
مؤيد : لم صعب .. انه أمر طبيعي .... أو لا تعلمين أني سأخطبها قريباً ...
سمر : حسناً سأحادثك لاحقا ً ...

مؤيد : وطلبي ؟!!!!
سمر : سأحاول سأحاول ياالعاشق الولهان ....
مؤيد : رجوتك أنقذيني ....
سمر : حسنا هههههههه....

.................................................. ...............


رباب: من ذا العاشق الولهان الذي يكلمك يا حنين ؟

سمر : أولا تعلمين مؤيد ؟
رباب وقد تغير وجهها مؤيد
سمر : نعم مسكيناً مازال متعلقا بك حتى هذه اللحظة أني أرفق بحاله كثيراً ..
رباب : ولم يتعلق بي فقد تفرقنا ؟!
سمر : أنسيتِ حب الطفولة والمراهقة .... أنسيتِ تلك الرسائل التي كنتما تتبادلانها ....
رباب : كانت أيام مراهقة وكفى ....
سمر : أمعقول تكوني نسيتيه يا رباب ..
رباب : نعم نسيته وقريباً سأصبح لرجل آخر ؟؟
سمر بضحكة سخرية .. هههههههه ترى هل هذا الرجل يعلم بك ...أن تأخذي شخصاً يحبكِ خير من أن تأخذي شخصاً لا يعلم بك ..
رباب : صدقيني يارباب لو كانت الأقدار غير ذلك لكنت لمؤيداً ولكنها أمر لا مفر منه !!


في الساعة 12 ليلاً بعد أن خلا البيت إلا من خالات رباب ..
فيصل : لما لا تنقلين هنا في مدينة أمك وبيننا ؟
رباب: الأمر صعب جداً يا خالي العزيز
فيصل : ولم ؟ ...
هتفت سعاد أريد أن أكلمك في موضوع هام ؟؟
فيصل : وماهو ؟
وحكت له سعاد الحكاية كلها ....

قام فيضل وهو مستشاط غضباً ماهذا الكلام التافه الذي اسمعه ... بكل سهولة هكذا ودون أن تخبروني ... ألهذه الدرجة أنا أحمق بينكم ...
نورة : الأمر خرج الآن من يدنا ويجب على رباب أن تنفذ الوصية ؟؟
فيصل : ماهذا الكلام .؟.. أنه أمر عجيب بكل بساطة تنفذ الوصية ...
سعاد : أهدأ يا فيصل صلى على النبي ما هكذا تعالج الأمور ؟
اسمعي يا رباب ذهاب إلى بيت عمك مرفوض وسأنقلك إلى هنا وتعيشين هنا .... أسمعتِ
رباب : اسمع يا خالي أنت خالي على العين والرأس وأنا ارفض طلبك مع احترامي لك ..هذه وصية عمي ولن أتخاذل عنها ...
ماذا ... الم تفكري في نفسك في كلام الناس عنكِ تعيشين في بيت ابن عمك هكذا ؟...
وما المانع في ذلك ؟؟
أنه بيت عمي ...
اسكتي يا حمقاء أنسيتِ انك مط ل ق ه وكف حامِ منه ُيسقطها على الأرض ....
سعاد ونورة نهضا بسرعة باتجاه هذا الجسد التي تنتفخ غضبا...
رباب : نهضت بكل قوة اسمع يا خالي قرارك لن يغير في أمري شئ ..منذ متى وأنت تهتم لي ... سنه أعيشها ونيران الوحدة والخوف تعصف بي ... تزوجت رجلا وآذاقني الويل والعلقم وعمي طلقني منه وآراحني منه والان تأتي وتقول ... لااااااااااااااا
ثم خرجت ونيران الغضب تتأجج منها ...
سعاد : ماهذا يا فيصل لم تضربها لقد أهنتها .. حرام عليك ... لم أصدق أنها تأتي والآن تفعل بها هذا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فيصل خرج غاضبا ومسرعا من البيت وهو يتوعد ويزمجر

************************************************** **



لماذا يا خالي فعلت بي هكذا إن كلمتك تؤلمني .. تغرس في قلب يسهاماً سامة لهي عندي أشد من الكف الحامي ...
لم تذكرني بماضِ نسيته .... هذا الماضي الذي مازالت بقاياه تنهش بي رجعت بذاكراتي قبل سنه من الآن حين خطبني ابن جارنا ووافقت سمعت من الكل انه شخص جيد ... تزوجته وماتت فرحتي في مهدها حين اكتشفت انه سكيراً عربيدا آذاقني الويل والألم ...كان عمي رغم انقطاعه طول السنين الماضية ... لجأت لله والدتي بحكم سلطته فكان خير منقذٍ لي طلقني منه بسهولة فهو يمتلك من سلطة كبيرة ..
ولم يكتفي بذلك عرض علي أن أسكن في منزله لكنني رفضت ... أهداني منزلا جميلاً في منطقتي التي أدرس فيها ... بعث لي بسائق لمشاويري
أنا ممتنة له كثيراً ....فقد آزاح عني هماً مثل الجبل ......
.....
ولكن لن أنفذ طلبك مستحيل مستحيل ... ولو على موتي ..


ما توقعاتكم القادمة ؟
هل فعلا سيقف فيصل في وجه رباب ؟؟
وخالد ماهو موقفه فقد قرب جداً ظهوره ؟!!




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:14 PM



( 6 )



ضاقت علي دنياي وتحولت لسوادٍ في سواد بت أشعر بالضياع بالحيرة


يالله ما ذنبي أني مطلقة حتى يرميني بها وهل المطلقة يلقى عليها بقيد يطوق حول عنقها إنني


بشر مثلهم ولي أحاسيس مرهفة ربما تفوقهم !!


ياالله مالي إلاكـ ملجأ ومعين توجهت لسجادتي ودموعي تفر من عيني


يارب اشعر بالحيرة ... يارب ألهمني الطريق الصحيح فأنا ليس لي غيرك منقذ ومعين .....


صليتُ ركعتان وقلبي في شدة حزنه وهمه لم أعقل ماذا قرأت مما بي ..رفعت يداي إلى الله


ضارعة


وهتفت ودمعي يجري






( اللهم إني أشكو إليك


ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس ، أنت رب المستضعفين وأنت ربي لا اله إلا أنت ،


إلى من تكلني ؟ إلى قريب يتجهمني ، أم إلى عدو ملكته أمري ، إن لم يكن بك سخط علي فلا


أبالي غير إن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الكريم ، الذي أضاءت له السموات والأرض


وأشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل علي غضبك أو ينزل علي


سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة لنا إلا بك )






وكأن لسان حالي يقول






طرقت باب الرجى و الناس قد رقدوا



و قمــت أشكــو إلى مولاى ما أجــد


*****
و قلــت يــا أملـــى فـى كــل نائبـــه



و مــن عليـه لكشــف الضــر أعتمـد


*****
أشكــو إليــك أمــوراً أنــت تعلمـهـــا



مـا لــى عليـهــا صبــــر و لا جــلـــد


*****
و قـد مـددت يـدى بالــذل صـاغرة



إليــك يا خيــر مــن مدت إليـه يـد


*****
فــــلا تـردنـهـــا يــا رب خــــائـبــــة



فبحـــر جــودك يــروى كـل مـن يــرد







شعرت براحة نفسية عجيبة بعد أن ختمت


صلاتي وكأن ماءً ثالجاً قد صُب في صدري حمدت الله وشكرته على حدث لي وأسلمت قيادي


إليه ..


فمن ذا الذي لجأ إليه فخاب ؟؟!!


دخلت عليَ والدتي في الحجرة وهي تربتُ على كتفي وفي عينيها حزن الأم ولهفتها على فلذة


كبدها ابتسمت براحة








- لا عليكِ يارباب أرجو أن ما حدث لا يؤلمكِ ؟!


- لا تحملي هما ياوالدتي ليس في قلبي شئ من هذا الجانب أريحي نفسكِ


- اعتذر إليك من تصرف خالك الطائش


- لا تعتذري يا والدتي فقد عذرته يبدو أني تجاوزتُ حدودي معه ..


- لا لم تتجاوزي حدودك معه بل ما فعلته هو الصحيح بل على العكس أعجبني تصرفك


كثيراً هكذا فلتكوني لا تسكتي عن حقكِ مطلقاً ودافعي عنه بكل قوة وخذيها قاعدة يا حبيبتي


( ان في هذا الزمن من يسكتُ عن حقه يتمادى الناس عليه ))


- صدقتِ يا والدتي على كل ٍهو ليس بغريب بل خالي واني سامحته على تصرفه ...


- لا اعتقد انكِ سامحته أنا أعرفك جيداً يا رباب أنتي لاتريدين أن أحمل هماً وحزناً عليك


ولذا تظاهرتِ بمسامحته ...


حقيقة صدقت والدتي أني لم أظهر لها الصحيح فأنا لا أريدها أن تتكدر من أجلي وتسوء صحتها لكن


ربما في قلبي شئ من خالي لكن ليس بذاك الشئ الكبير..لأنني حينما توجهت إلى الله قد خف


كثيراً مابي وهان علي ما جرى ...









بقى الآن على صلاة الفجر ساعة يبدو أنني


لن أنام أخشى إن تفوتني الصلاة وتذكرتُ كتاب ( استمتع بحياتك) الذي أهدتني إياه خالتي نورة


وشدني لأول وهلة وأبحرت في صفحات الكتاب ..........













هناك على شاطئ البحر وصوت الموج يخترقهما كانا يجلسان وأحدهما قد يبدو مغضباً والآخر


يتساءل عن سبب غضبه ؟!!



- ما بك يا خالي فيصل أراك مغضباً ..لي ساعة أحادثك وأنت ساكت لا تكلم ؟


( فيصل مرتبك لا يعلم كيف يخبر مؤيد بسبب غضبه فهو يخشى عليه من الانهيار لأنه يعلم تماماً


شدة تعلق مؤيد برباب ولذا لا نستغرب من غضبه الشديد حيال ذالك الموقف الذي صدر منه فهو


يرجو أن يتزوجا مؤيد ورباب )


شعر بنسيم البحر يعبث بشعره ويُشعره ببعض من السكون النفسي فتشجع قائلاً ...


- أخبرني يا مؤيد لمَا لم تزوج حتى الآن ؟


- أهذا ما أغضبك ياخالي ؟!!


- اجبني على سؤالي يا مؤيد ....


- أنت تعرف تماماً السبب الذي جعلني لم أتزوج ( رباب )


- اسمع يا مؤيد ؟؟


- رباب أنساها وأخرجها من قاموس حياتك ...


- ولم يا خالي ؟!!


- أنا أعزم على خطبتها قريباً ؟


- رباب لا تصلح لك أبداً ...


- ماذا؟!! ( وابتسامة مستغرب تلوح بين ثناياه )


وأخبر فيصل مؤيد بالقصة كلها ......









صدح الآن آذان الفجر مجلجلاً في الآفاق نهضت رباب كي تصلي ونشاطاً قد دب في نفسها حينما


قرأت الكتاب الشيق ...


دار في خاطرها ( كم نحن نغفل كثيراً عن فنون التعامل مع الآخرين ؟


انه فن سهل يحتاج إلى مهارة وإدراك وقبل ذلك احتساب للأجر ...


استغرقت في صلاتها بينما هناك من يتمزق حزناً وصدمة وعذاباً ...






- ماذا يا خالي ؟


- ولم ضربتها يا خالي الموقف لا يستحق ذلك ؟!!


- عجيب يا مؤيد أنت تقول هذا الكلام ؟!!


- نعم أنا دامت هي رغبتها ورغبة والدتها فهما حرتان فيما تفعلان ..وأعتب عليك يا خالي


على ضربها .. أين تلك الرحمة والشفقة التي فؤادك ... الم تنسى أنها فتاة يتيمة ... آلمتها الأحداث


والمصائب ثم تأتي أنت وتضربها .... بأي حق يا خالي بأي حق .....


وذهب مسرعاً مغضباً تاركاً خاله في حيرة من تصرفه الذي صدر منه !!!!!









بعد سنين الأمل وأيام الصبر التي لطالما


انتظرها مؤيداً وهو يرسم أحلامه مع رباب بالرغم من أنها تزوجت وتطلقت إلا أن هذا لم ينزل من


مقدار مكانتها في قلبه .....


شعور بالضياع بالحزن بالقهر لا يعلم كيف يصف مابه أخذ يجول بسيارته في الشوارع كالتائه ...


المتخبط ... ودموعه تنزف ...


ودموع الرجل أصدق الدموع ,,,,



لم يا رباب لم ؟


خذلتيني مرتين ... وطعنتِ قلبي بسكينك الحادة التي خرجت منها ممزقاً وليس يجمع شتاتي


شئ أبداً ...


أهذا جزاء الحب الصادق الذي أحببتكِ إياه ؟؟؟؟!!


تناهى على مسمعه صوت صلاة الفجر تقوم فهب لكي يصلى صلاة الفجر ......







اقشعر بدنه حينما تلا الإمام في الركعة الأولى
(وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُون ))









ظلت هذه الآية الكريمه
تتردد في صدره سبحان الله ... كيف أنا لم أنتبه لهذه الآية ... ربما أن الظروف التي حالت بيني وبين رباب هي خيراً لي ... ومن يدري ؟!!
كان وقع هذه الآيه عليه كالبسلم فقد هدأت ثورته كثيراً وأزاحت بعض حزنه .... فهتف الحمد الله على كل حال .



بعد ثلاث أيام من مرور هذا اليوم كانت


هناك حفلة إقامتها نورة ودعت فيها أخواتها فقط .....






- كيف حالك الآن بعد ذاك اليوم ؟


- اوووه يا سمر لم تذكريني يكفى إني نسيته ... عموماً الحمد الله تجاوزت الموقف ولم


يعد يؤثر علي ...


- حسناً فعلتِ تأكدي أن مهما حدث هذا خالكِ فهو حريص على مصلحتكِ كثيرا.. لكن ما


يؤلمني بحق مؤيداً ...


- ماذا به ياسمر ؟


- لقد عرف بخبرك وأنا مستغربة من ردة فعله ... أرى الأمر عنده طبيعي وأشعر أنه


يتصنع البرود وفي داخله بركاناً يكاد ينفجر ..


- كفى يا سمر رجوتك لا تكدري خاطري يكفى ما حدث لي....









كانت رباب في هذه الحفلة جميلة رغم بساطتها وعدم تكلفها ...


بعد أن تناولوا العشاء اللذيذ في الحفلة قامت تأخذ بعضاً من الأطباق إلى المطبخ ذهبت وقبل أن


تدخل المطبخ سمعت سمر ومؤيد يتحدثان بهمس ...



مؤيد : لا تنسي أن تبلغي الرباب سلامي ..


سمر : يا أخي يا حبيبي لم تنسها بعد؟ ...



- صدقيني حتى وإن حاولت نسيانها فمكانها في قلبي لا يزول ...


ارتبكت رباب وتصمنت في مكانها ليسقط طبقاً من الأطباق من يدها


والتفتا لمصدر الصوت فركض مؤيدا خارج المطبخ فرآها واقفة ودموعها تتساقط فهاله المنظر ...عاد


إلى المطبخ والإحراج يكسوه بينما ركضت رباب نحو إحدى الغرف تمسح دموعها ...






سامحني يا مؤيد لم أكن أعرف أنك تحبني هذا الحب كله ... أنا لا أستحقك ... أبداً لا استحقك .....




بينما مؤيدا هناك وقد شعر بحزن وشوق


كبير حينما رآها يااااااااااه يا رباب كذبتُ على نفسي أن قلت نسيتك ... لم تزل بجمالها بسحرها ..


بنظراتها الحنونة ... رباه اربط على قلبي فأنا على وشكـ الجنون ...


وشعر بقلاع الصبر تتهاوى في قلبه !!! وخرج من منزله الى مكان لاتتواجد فيه رباب !!




تساءل الكل عن سبب تغير رباب المفاجئ بعد أن كانت توزع بسماتها وتعليقاتها المرحة في كل


مكان .. ولكن بالطبع لم يعلم بالسبب غير سمر التي شهدت الموقف وكانت تشعر بالشتات فهي


لا تعلم تواسي من ؟ أخيها أو الرباب !








بعد أسبوع أخذت رباب تحزم أمتعتها لكي


تذهب إلى منزل عمها فهي لم تعد تطيق الجلوس أكثر من ذلك تشعر بالتمزق من ناحية مؤيد ..


ونظرات خالها المغتاظة التي تحكي عن تهديد خفي
ينتظرها ...


- إما زلت يا رباب مصرة على الذهاب ؟


- نم يا أمي أشعر أني قد أطلت كثيراً عن بيت عمي وهو أمانة في يدى ..


- بارك الله فيكِ يا ابنتي ...لم يخطئ عمك حين أوكل الأمر إليك ...


- دعواتك ِ ياوالدتي لي بالتوفيق وتيسير أمري ..


- لا عليك ستصحبكِ دعواتي في كل وقت وحين ..


( وقطع حديثهما صوت سمر )



- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..


- أهلاً بكِ يا سمر وعليكم السلام ورحمة الله ...


- أراك قد أحزمت حقائبك ؟!


- نعم سأذهب ..


- آآآآآه يا رباب ستتركين فراغاً قد احتليتيه منذ اسبوعين ...وفقك الله ياحبيبتي


- اللهم آمين .. إني قلقة كثيراً ...


- توكلي على الله ..


ومن سيوصلك الى منزل عمك ؟


- طبعاً سائقي عثمان ...




- رباب لي ولمؤيد رجاء عندك أرجو أن لا ترفضيه ..


- وماهو ؟؟!!


- نريد أن نوصلك الى منزل عمك ..


- لا لا داعي لأن تتعبا أنفسكما فالطريق طويل ..


- رباب حتى في هذا ترفضين طلب مؤيد .. ليتكِ رأيتيه حينما علم أنكِ ستذهبين لوحدك


مع السائق لقد ثار وغضب ورجاني إن يوصلكِ بنفسه ..


- امم جزاكما الله خيرا .. لابأس بذلك لن ارفض طلبكما ...





وافقت على طلبهما مع انه في غاية الصعوبة بالنسبة لي إذ كيف اركب مع مؤيد بعد ذاك


الموقف الذي حصل لي .. لكن لم تهن علي سمر رأيت في عينيها نظرة رجاء وتوسل فلم أحب أن


أخذلها ...



ألقيت على أمي سلام الوداع وكان حارا أجهشنا بالبكاء أنه لأمر صعب أن تفارق أمك ... روحك التي


تشرق في سمائك فتضئ حياتك لكن لا مفر من ذلك ...




حفظكِ المولى يا رباب ويسر أمرك أي طريق تسلكينه أنتِ ؟


أعانك المولى ...وسدد خطاك ..


اللهم أني استودعتها إياك فاحفظها من كل شر ...









**********************************************






عاد المسافر بكل اللهفة والشوق والحنين


لهفة إلى والده الحبيب وشوق له وحنين لوطنه


عاد وهو يتخيل منظر والده المبتهج بشهادة ابنه الذي حق حلمه الذي سعى له وبذل طاقته ...


دخل بيتهم فوجده قد أقفر من الأحباب وخلا منهم .. وعلا نحيبه واشتد كربه ..... أسبوع هو طريح


الفراش ألجمته المصيبة وأخرسته الحقيقة وتمنى لو أنه ماعاد .. تمنى لو أنه ظل يرسم حلمه


بلقاء والده حتى لا يٌصطدم بالواقع المر ..


موتُ غيَب حبيبه وورقة هشمت فؤاده ...


آآآآآآآآآآآه يا والدي رحمك الله وطيب ثراك ... قالها وهو يتأمل صورته وهم مثل ثقل الجبال ينوء


صدره بحمله ...


وظل يتذكر كلمات الوصيه التي حفظها عن ظهر قلب



♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:17 PM




( 7 )



ركبت في السيارة وأنا في قمة الإحراج والتوتر

... وخفقات قلبي تتزايد والعرق يتصبب مني ..


قد يبدو الأمر هينا ... بسيطا لكنه بالنسبة لي في غاية الصعوبة



ومما يزيد الأمر عندي سوءا هو تذكر ذلك الموقف الذي صدر مني قبل أسبوع في بيت خالتي نورة...


رباه اعني وألهمني الصبر ... اشعر بالاختناق والرهبة ..


أتأمل ضحكات مؤيد وسمر وتعليقاتهم المرحة فابتسم

بصمت إنهما لا يكفان عن السخرية من بعضهما

من يراهما هكذا يعلم بحجم تلك المحبة والترابط بينهما


... زفرت ليتني املك أخاً مثلك يا مؤيد

همست في داخلي أنت شخص رائع يا ابن خالتي ويا سعد من تظفر بك



إلا فا جعل الله من أمرنا خيرًا ...


سبحتُ في ذكرياتي إلى حد الاستغراق ..




تذكرت حينما كنت في سنين طفولتي ... تلك الطفولة


المغلفة بالبراءة جل ما يشغلنا هو اللعب كيفما كان .. لا هم في صدورنا نحمله ولا خوف من مستقبل آتٍ .....


تذكرت استغاثتي دوما بمؤيد حينما كان أحدهم يضربني أو يتلقف ما بيدي وخاصة من أبناء جيراننا .. وكيف كان مؤيد ينتقم لي منهم شر انتقام ... كان يبدو لي بطلا قويا رغم ضآلة جسده الصغير ...



بيوتنا المتقاربة نحن وخالتي نورة زادت علاقتي بسمر ومؤيد قوة وثباتا .... كل يوم حين أعود من المدرسة كنت نلعب معا في ساحة منزلنا أو منزلهم ... هههههههه كنت اشعر بالغيرة من مؤيد حينما يحضر لأخته الحلوى ولا يذكرني .. لكنه نادرا ماكان ينساني ..


وحين بلغت الثانية عشر من عمري أمرتني والدتي أن التزم الحجاب فقد كبرنا نحن وأبناء خالاتي فلم يعد يصلح أن نتقابل بدون حجاب


كنت أشعر بالسعادة والفرح ها أنا كبرت وغدوت امرأة مثل أمي


وضحكت حينما نتعارك إنا وسمر ايتنا أطول واكبر والغلبة طبعا تكون لي ..بحكم إني اكبر سنا ...



أيقظني من سباتي صوت سمر وهي تصرخ بشدة منادية لي


رباااااااااااااب مابك .... أين سرحتي ؟ ..


أجبت دون شعور ها مابك ونسيت للحظة إنني في السيارة ..


هههههههه اخلف الله عليك بعقل ياابنة خالتي


صمتت مغتاظة لم يعجبني حديثها إمام أخيها انها دوماً تتعمد إحراجي ...واضمر في نفسي إن لا أدع الموضوع يمر هباء ..


هل تريدين شيئا معينا من السوبر ماركت ؟ ...


همست بصوت خفيض لا شكرًا ..


..ولا حتى جالكسي وشيبس ...


ضحكت بخفة حسبي الله عليك من فتاة ..


تبادلا هي وأخيها نظرة لم افهمها ليذهب بعدها إلى السوبر ماركت..


توجهت اليها وقرصتها قرصه دوى صراخها في السيارة


ااااااااااااااااااه يا مجنونة ماذا تفعلين ؟



لم تقولين اخلف الله علي بعقل لقد اغظتيني


هههههههههه ولم اقل غير الصحيح ..


لكن ما كان يجب أن تتكلمي عند مؤيد لقد شعرت بالإحراج الشديد ..

ما علمت إن مؤيدا يهمكِ لهذه الدرجة ...

زفرت بضيق اوووف يا سمر تبدين أحيانا ثقيلة الدم ...


وصمتت على مضض أنها ما تزال تذكرني بما بيني وبين مؤيد ودقائق واذا باب السيار ة يفتح حيث عاد مؤيد بكيس كبير لم أتبين محتواااااااه




.................................................. ..


إنني لا اصدق رباب تركب معنا يا لسعادتي رغم إني لن استفد شيئا غير مزيدا من الحسرة والألم ..


لم يهن علي أن تذهب مع سائق مشوار لمدة نصف ساعة وهي بمفردهاااا


شعرت بالقهر وحمم تتقاذف في صدري إذ كيف يمكن لها إن تركب مع السائق بمفردها ..


حتى ولو كان ذا ثقة وشيخا كبيراً أعوزته الحاجة لكن الدنيا لم تعد آمنه ..

لذا حرصت وعزمت على إن أوصلها هذه المرة وليكن مايكن ..


آآآآآآآآه ليتني لو استطع انتشالك من هذه الحياة التي تعيشينها غربة ووحدة


ينازعني في نفسي أمر إن المحها ولو لمحة قصيرة حتى أملئ عيني منها ربما هي المرة الأخيرة التي أراها فيها لكن أتذكر أنها لا تحل لي فأغض طرفي بقهر ...





************************************************** *******






وهناك في منطقة لا تبعد كثيرا عنهم يجلس خالد وصاحبيه سامي وهشام في احد المقاهي ...



سامي : يا خالد اعلم إن ما تمر بها أمرا في غاية الصعوبة لكن هي على كل حال وصية والدك ؟


خالد : وهذا ما يؤلمني .. ما يمزقني ... إنني اشعر بأن والدي قد طوقني وأرضخني لأمر لا أطيقه ....


سامي : يا فتــــى هدئ من روعك ربما في هذا خير لكما ..


خالد : أي خير يا سامي ما ذنب ابنة عمي التي لم أرها منذ كانت طفله ..اخشي إن اظلمها معاي ...



هشام : ولم تظلمها هي ستكون زوجتك أولا وأخيرا ....



خالد : ارجووووووووك اسكت أي زوجه يا أخي بل قل مفروضة علي


( ونهض خالد والملل يدب إليه من حالته النفسية المتعبة )




هو تفاجـأ كثيرا من الوصية شلت كيانه ..



إن والده يوصيه بالزواج منها في اقرب وقت فهي ابنة أخيه ووحيدة ويراهما أن يكونا سندا لبعضهما ,,وحتى يحافظ على الإرث الذي تركه والده له ...لأن رباب قطعة منه وستجعله بنظر عمها يهنأ في حياته !!




ظناً ظنه ومستقبلا رسمه لهما وقضي الأمر !!






وصل إلى منزله وهو لا يكاد يرى الطريق من تفكيره المشوش ....




ووجد في استقباله السيدة لطيفة ..



السلام عليكم يا خالتي وقبل رأسها ..



وعليكم السلام ورحمة الله .. نهضت له تتلمسه خيرا يا ولدي ماهذا الوجوم الذي أراه في محياك ؟!...






أطلق آهة مكتومة مع زفراتٍ حرى ...




ليتكِ تعلمين مابي ,, اشعر إني في هم شديد ... فراق والدي وسندي ... وتلك الرباب التي فرضت علي ...






خالد يا بني والدك رحمه الله قد أفضى إلى اجله .. إما الرباب .. فلم أنت مستاء منها ... صدقني حين تراها ستجدها مثل النسمة اللطيفة ..ستسعد حياتك وتملأ بيتك أطفالا ,, فقط فكر جيدا ولا تدع الغضب والطيش يسيطر عليك ..



وقف بقامته الشامخة ... لم فكرة زواجه منها لم يتقبلها فكيف بفكرة أن أطفاله منها سيملؤن البيت !!



خالتي ليتني استطيع ,, الأمر أصعب من ذلك كثيراً ...




..................................................







نذهب الآن عند شخصية لم يرد ذكرها كثيراً هنا .. بالطبع عرفتموها




هند




اليوم لا تسعها الدنيا من الفرح والبهجة فاليوم عقد قرانها على ابن صديق والدها واسم خاطبها هيثم ..





كانت حفلة عائليه بين أهليهما ..



هيثم عمره 27 عام صحفي يعمل في صحيفة مشهورة ...




يحب هند كثيرا وكانت أمله المنتظر .. أحبها لحب أهله لها ..وثناءهم عليها .. وقد زاد بها شغفاً حين رآها في النظرة الشرعية ...






فبشرتها تتوسط بين البياض والسمار ذات عينان كحيلتان وشعر أسود فاحم وملامح جذابة ...




كانت تتمنى إن تكون رباب معها غير أنها تعلم تماماً ظروف رباب الصعبة ..





حان الآن دخول هند على هيثم وهي تنتفض حياءً ورهبة ..






هيثم حينما رآها لم يتمالك نفسه أن قال ما شاء الله تبارك الرحمن ونهض واقفاً لها ...




نترك العروسين في فرحهما وسعادتهما لنذهب إلى رباب ...




الحمد الله لم يتبقى كثيرا عن الوقت لقد خطونا قرابة نصف الطريق ..





عم السكوت والهدوء في السيارة ليصدح صوت غناء لمطرب ..



ااف اف تضايقت كثيرا رباب واستغفرت الله في نفسها هتفت ..




سمر سمر




أهلاً ...



أرجوك قولي لآخاك أن يغلق شريط الغناء فأنا لا أحب سماعها ...




حسنا ... ياشيختنا ...




تضايقت رباب في نفسها كثيرا وتساءلت مستغربة في نفسها ( ماهذا التفكير العقيم كون أنني لا أحب سماع الغناء غدوت شيخه !!




سبحان الله .. أمر غريب ..ومفاهيم غريبه تكسو عقول أغلب الناس ..




هي مستغربة من نفسها كيف أصبحت لا تحب الأغاني بعد عشقها الشديد لها .. كانت تصبح وتمسي وهي تدندن لكنها منذ شهور سلكت طريقا آخر ... طريق الهدى وأعلنتها توبة إلى مولاها من كل الماضي ..





لموقف رأته في المستشفى ولم تنساه حينما شهدت حالة احتضار وقد لقنت المرأة الشهادة فكررتها حتى النزاع الأخير ....





فأخذ هذا الموقف يرن في قلبها دهراً .. ياالهى لو كنت مكانها ترى هل أضمن هذه الخاتمة الحسنه ... هل أضمن أن أنطق الشهادة ؟!!



كيف وصفحاتنا قد غدت سوداء من الآُثام ...



ومن بعدها تغيرت تدريجياً ...



طبعا مؤيد قد اقفل شريط الغناء احتراما لها وبدله بشريط للقران بصوت مشاري العفاسي .. ذاك القارئ الذي يهز القلوب بترنمه العذب ..وانتشرت السكينه في تملأ أجواء السيارة لتحلق القلوب في سماء القرآن الكريم ...












.................................................. ............................









خالد




أجول الآن بين ممرات المستشفى ورائحة المعقمات تخترق الأنوف وزحمة المراجعين وصخبهم يملأ المكان ... تذكرت للتو أن اليوم لدي موعد في عيادة الطبيب وذلك لأني صدمت بسيارة قبل شهرين مما تعرضت إثرها لكسور ألزمتني الفراش وتعافيت الحمد الله بسهولة




واليوم لدي موعد روتيني للاطمئنان على صحتي ...





فجأة بدر إلى مسمعي صوت ركض الممرضات يبدو أن هناك حالة حادث ثلاث أشخاص يبدون مكسرين إلا إن هناك شخص منهم حالته يبدو عليها خطرة ... يارب أرفق بهم ...




كنت واقفا بالقرب من قسم الطوارئ ولفت انتباهي تلك الفتاة التي يبدو أنها تنزف كثيرا يا للهول شعرت بحزن عليها وشفقه !!




سمعت الطبيب يصرخ ويقول بسرعة نحتاج متبرع لا يوجد أحد في لديه مثل فصيلتها .... شعرت بأني من الواجب علي مساعدتها تقدمت للطبيب أخبرته بأني مستعد للتبرع لها .. شكرني الطبيب ونظر إلى ملفي الطبي لتتطابق فصيلتنا إنا والفتاة !



وعلى الفور قاموا بسحب الدم مني ..




أما المريضة فقد أدخلت إلى حجرة العمليات وتمكن الأطباء بالسيطرة على حالتها بعد غضون ساعتين خرجت الفتاة من غرفة العمليات إلى إلى العناية .. وهي في حالة إغماء أخبرنا الطبيب أنه مؤقت قد لا يتجاوز أسبوع ..وكنت هناك لم أذهب أتابع حالتها .. أحسستُ أن واجبي الإنساني يفرض على الوقوف بجانبها ...يبدو أنها ليس لها أحد في هذه المدينة ...




أما المصابان الآخران يبدو إن حالتهم بسيطة مجرد كسور ورضوض




وأخبرني الطبيب إن الفتاة كانت الضربة عليها أكثر وأقوى ...!






دخلتُ عليها خلسة أخذت أتأملها ... أعلم انه أمر صعب جدا ... لكنني لم استطع مقاومة شعوري الداخلي وكأن هناك شئ يشدني لها !!





نظرت إليها والأجهزة تحيط بها من كل جانب .... وهي كالملاك النائم .... تماسكت خشيت على دموعي التساقط لقد آثرت بي حالتها فهي تبدو صغيرة في السن ... رباه اشفها ..





أخذت انظر إلى ذلك اللوح الورقي الملصق على سريريها ,,





وأخذت أقرأ اسمها,,, فشعرت بدوار كبير وفغرت فاي مندهشاً






ماذا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!




رب ا ب م ح م د عمرها 23 سنه




اقتربت منها أكثر أمعقول هي ابنة عمي ذاتها ا؟!!




لا لستُ أصدق ... أكاد أجن وأفقد عقلي ..




ما الذي جاء بي إلى هنااااااااااااااااااا ؟!!!!!!!!!!!




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:18 PM




( 8 )



الشروق ..
ماذا يمثلُ لكم ؟


لابد انه يوم قادم محمل بالتفاؤل والتباشير ..
شمسُ تبزغ وأمل يشرق ..


لكنه بالنسبة لي غير ذلك تماماً ..
انهـ مصير مجهول ومستقبل غامض لا أدري ماالذي سيحل بي في الساعات والدقائق القادمة ..
أنني على عجبِ من أمري ومن تغيري
لم أكن كذلكـ كنت
أمل تدب الروح في كل يائس .. أبث العزم والأنس في قلوب بئيسه ..
أحداثُ سنةِ من الزمان صيرتني شخصاَ آخر ,, غير الأول ..
ينظر للمستقبل بنظرة ملؤها الحذر ... باختصار شخص نضج قبل آوانهـ ......


أراقب الشروق من نافذة حجرتي التي تسلل إليها الشعاع من خلالها وصوت طنينـ الأجهزة الكريه يخترق أذناي يشُعرني بالوجل والرهبة ..
غارقة في البياض الذي أبُصره سواد .!!
أزفر بملل متى يُوذن لي بالخروج من هنا .. فأعود لنسيم الحرية بدلا من القيود المفروضة هنا ..


لابد أنكم تتحرقون شوقاً لمعرفة تفاصيل لقائي بخالد ...
حقيقة فوجئت وبقوة حينما أخبرتني والدتي بالزائر الغريب ..
الدهشة ألجمت لساني .. كيف ذلك يعني انه عاد من دراسته وستبدأ الأحداث بيننا ياالهى ....
أومأت برأسي إيجابا أن دعيه يدخل .,.,.,.,
ورأسي تملؤه الأفكار والمخاوف ..
لم أكن أرغب بأن يراني وأنا على هذا الحال ..
طريحة الفراش .. خائرة القوى ..
قولوا لي بربكم كيف يحدث ذلك ؟!!



لم تكتمل تساؤلاتي وحيرتي إلا وبه يدخل ..حاملاً معه باقة جميلة من الجوري وعلبة فاخرة من الشيكولاتة ..



- السلام عليكم ورحمة الله ..
- وعليكم السلام ...
- كيف أنتِ اليوم يارباب ؟
- بخير كما ترى ..
- الحمد الله على سلامتك ..
- سلمك المولى من كل شر ..
- لقد أخبرني الطبيب للتو ..أنكِ عن قريب ستخرجين من هنا ...
- صحيح ؟
- نعم ..
- كيف هي خالتي لطيفة ؟
- أنها بخير وتلقي بالسلام عليكِ ودت لو زارتكِ اليوم ولكن ضيوف أتوها الليلة ..
- جزاها الله عني خيراً لقد تعبت معي في الفترة الماضية لا أدري كيف أشكرها ..
- لا داعي للشكر ياابنة عمي فنحن أسرة واحده ...
-
- ......................... ( لا أعلم بما أجيب فكلمته هذه قد صبغت وجهي باللون الأحمر )


هل تأمرونني بأمر ما ؟
سعاد – جزاك الله خيرا لم تقصر معنا بشي يا ولدي .... بارك الله فيك...
وأنتِ يارباب ؟
لا شئ شكرا لك ياخـ ـ الـ د ...



خالتي سعاد ....أود أن أحدثك في الخارج ..
حسناً يا خالد .. سألحق بك الآن ...
- خالتي سعاد ... يسرني أن تمكثوا عندي بعد خروج رباب كي ترتاح من عناء السفر .. فالطبيب أخبرني أنها لا ينبغى أن تسير طويلاً في الطريق ..
- بارك الله بك يا بني أعتقد أن الأمر في غاية الصعوبة فهناك أطفال ينتظروني وبيت وزوج ..
- إذن ترعاها خالتي لطيفه ...
- لااااااااااا يا بني بمفردكما انه أمر صعب جدا ..لا أرضاه عليكما ..
- خالتي لن نكون بمفردنا لأنني سأبيت في الملحق الخارجي ولن أتواجد إلا وقت النوم .. ولن أجبرك على شئ .. ما قلت ذلك غير حرصا ً على صحة ابنتك ..
- أصيل يا خالد مثل والدك رحمه الله ..
- رباب ستعود معي حيث اعتني بها ..
- حسناً أنتِ وما تريدين .................................................. .. ...............................
أصابتني جرأة غريبة فلم يصيبني ذاك الحياء السابق .. لأني تأقلمت مع الوضع تماما ً ...امممم سبحان الله لقد ذكرني بعمي رحمه الله
كأني أراه أمامي ..
أخبرتني والدتي بما جرى بينهما ليلة أمس حقيقة سعدت وأكبرته بعد موقفه وان كنت لازلت أخشاه ..
لكن استغربت لماذا هذا الحرص منه ..
إنني استبعد وبقوة أ ن يكون حبا ً ربما هو شفقة وتأدية واجب لا أقل ولا أكثر ..- مرحبا
- مرحبا حبيبتي سحر
- اشتقت إليك كثيراً
- وأنا أكثر منك ..
- أشك في ذلك يا خالد ..
-
- ولم تشكين عزيزتي ؟.
- لأنك تبدو انك نسيتني حينما رأيت اهلك أليس كذلك ؟
- أي أهل يا سحر .. انكِ واهمة .. هي مجرد ظروف أشغلتني هذه الأيام لكنها لن تبعدني عنك مهما جرى ...
- لا اصدق ذلك أتجعل الظروف تقاطعني وأنا ثم ( أجهشت بالبكاء ) حبيبتك ...
- أرجوك إلا دموعك فأنأ لا احتمل ذلكـ ...لا تدعيني أغامر وآتيك الآن فوراً ..
- لا داعي لأن تغامر لأنك لو اشتقت إلي حقا سوف تأتي ..رغما عنك
- سحر يبدو انك لا تعلمين أي الم يسبب لي كلامك أنكِ لا تثقين بي مطلقا ...
- اسأل نفسك أولا ..
- أعدكِ إذا ما تحسنت ظروفي سوف أعيد النظر في مااتفقنا عليه ...
- والآن أنا مضطر لإنهاء المكالمة ...

.................................................. ...........


واهاً يا سحر ليتك تعلمين حجم محبتك في قلبي ,, إني أعشقك كثيرا ..
و لقد وقعت في كارثة لا أدري ما نهايتها .. اجزم لو عرفتِ لأقمتِ الدنيا ولم تقعديها !
لكن لن أفرط فيك ولو اضطررت للجمع بينكما أنتِ وابنة عمي !!




سحر
هي زميلتي في الدراسة أحببنا بعضا حباً جارفاً لم تهزه الأعاصير.. في البداية أسرتني بجمالها الطاغي ... أنها حقا تخلب اللب وتأخذ بمجامع القلب ومع الأيام بدأت انجذب لمرحها وكوني كنت هناك مكبلا بالغربة فقد وجدت فيها ما أفتقده ... ثلاث سنوات من العلاقة القوية توجت بعقد القران ..وبدون علم والدي طبعا .. فقد حدثته مراراً وتكرارا ولكنه كان يرفض وبقوة .. لكنني في الأخير خشيت أن تطير من يدي .. فعقدت قراني وعقدت معه العزم أن أقنع والدي في الأمر حين عودتي ..
واقتنعت بفكرة أن والدي سوف يقتنع مع الأيام فمن المؤكد انه تهمه سعادتي ... ولكنــ
كل ما بنيته ذهب أدراج الرياح .. وسعادتي الآن على شفا حفرة ..حفرها لي أبي (رحمه الله ) ..
ولن أخذلك يا والدي سوف أحقق وصيتك ولو على أنقاض سعادتي ..
أما أنتِ يا رباب .. مجرد وصية علي تقبلها ولا أحمل لكِ في القلب أي شعور ,, سوى شعور قريب لقريبته ...
.................................................. ............................

لم أخبركم أن شخصاً مهماً قد زارني في المستشفى ..
تتوقعون من ؟

انه خالي فيصلـ

فوجئت به وهو يدخل علي ..
فلم يكن موجودا وقت الحادث بل كان في رحله بريه مع أصحابه ..

رأيتُ في عينيه نظراتِ عتاب .. ندم .. وغيظ ...

احتضنني بحنان وقبل بين جبيني ..


_ حمدا لله على سلامتك يا الغاليه ..
_ سلمك المولى يا خالي ..


لا أصدق انكِ بخير .. كدتِ تدفعين حياتكِ وحياة أبناء أختي ثمناً لطريق مسدود ..
لكن الطريق المسدود يا خالي هو من أنقذ حياتي أليس كذلك ( رمقته بنظرة ثاقبه )
حدق فيٌ وعلائم غضب تلوح على محياه وهو يجاهد على كتمانها ..
شئ مفروض أن يفعل ذلك لابد أنه كان يشعر بالذنب تجاهك ..


أي ذنب يا خالي هو أصلا من البدء لم يكن يعلم أني ابنة عمه ..


المهم يارباب .. لا تدعي موضوعاً كهذا يفسد ما بيننا هذا الموضوع لن يتم فهمت ؟!..


أو مازلتَ مصرا على رأيك ؟! ..


حتى الموت ..


أشحتُ بوجهي عنه .. لم يا خالي تفعل بي ذلك .. لم ..
وصوت اصطكاك أسناني من شدة انفعالي قد بلغه ..


إلا تعلمين أن هناك من يتحرق شوقاَ ويذوب عشقاً لكِ منذ سنين وأنتِ لا تولينه أي أهميه .. بينما ذاك المغرور لايملك لك أي شعور ... انك ستدفعين حياتك ثمنا لهذا الهراء ..
خالي أفرغتَ من حديثك ؟
نعم ..فرغت ..
أرجوك لا تعاود الحديث في هذا الموضوع مرة أخرى ... أرجوكـ يا خالي ...
وأغمضتُ عيني ... فقد كرهتُ ساعتها أن أنظر إليه ...



,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,


وهناك في مدينة أخرى حيث تسكن هند ...بلغها خبر صديقتها متأخراَ للتو فكانت ردة فعلها قويه ..


الهي كييف غفلت عن صديقتي وتوأم روحي .. الآن أعلم عنها ...
وهي في حالة من البكاء والتوتر .. وقد طلبت من أخاها أيمن أن يوصلها لصديقتها في المستشفى ..


وفي االطريق تدعو الله أن يشفى رباب فهي لا تطيق الحياة بدونها ....


لا يفتأ شعور بالذنب بروادها بأنها لهت بحياتها الجديدة لدرجة نسيانها رفيقة عمرها ..وهناك حيث يركب في السيارة نورة وابنيها سمر ورباب وأختها حنين ذاهبين إلى حيث تقبع رباب ..
مروا في طريقهم على سعاد لأخذها معهم فهي سترافقهم طبعا
وكانت في الأيام الماضية يتناوبن على المبيت عند رباب هي وحنين والخالة لطيفه ..
وكان المقرر بينهم أن تبيت اليوم حنين عندها
.................................................. .. ..........................................
خالد استأنف عمل والده وبدأ يدير ملكه الذي كان عبارة عن محلات تجاريه في أماكن متفرقة في منطقته ..
بالرغم من انه ليس بتخصصه الذي حلم به لكنه ينوي أن يجمع بينهما ..
عمله في تجارة والده بالإضافة إلى المحاماة ... هو شاب طموح وليس في قائمة حياته أمر مستحيل ..

بل انه ما وضع شيئاً في رأسه إلا وحققه .....

هو ليس بذاك الشاب المدلل الذي تعود على العز والنعيم بل قد رباه والده وأنشأه على حياة المسئولية منذ صغره إذ كان يعهد إليه بالنيابة عنه دوما في تجارته ... حتى تعود على ذلك ....بل كان يرسله أحيانا لمناطق تبعد عن بلدته لعقود تجارة فلقد كان يثق بابنه كثيرا .. وحقا لقد اثبت براعته في هذا المجال .. إلا إن رغبة ابنه خالد بتحقيق حلمه وهو أن يكون محاميا في بلده جعلت والده يرضخ لولده ويرسله إلى أفضل الجامعات في هذا المجال ..


وفي أثناء عودته مساء من عمله هاتفته خالته أن يحضرها من المستشفى .. فاتجه إلى طريق المستشفى .....




وحينما طرق باب حجرة رباب .. وأصوات الضحك ُتسمع من الخارج دخل ووجد عندها ..


أمها وخالاتها ومؤيد ... تبادلا الاثنان نظرات حارقة تنبئ بالاشتعال ...


.................................................. ........................
السلام عليكم ..
اكتفى بمصافحة مؤيد وبود مؤيد هذه اللحظة أن يسحقه من غيظه ..


كيف حالك خالتي سعاد .؟
بخير الحمد الله يا ولدي ..
وكيف أنت يا رباب ؟ ..
بخير حال ..
رد عليها وهو ينظر إلى مؤيد يقصد إغاظته ... ستعودين لنا بأفضل حال يارباب اليس كذلك ؟..
إذن أنا استأذن وخرج منتظرا في الخارج خالته لطيفه ..
وفور خروجه صرخت سمر ... أوه يا رباب ما هذا يكاد الاثنان يتقاتلان من أجلك أي حظ هذا ...
نظرة مشتعلة من مؤيد .. أخرست لسانها وابتعلت الأحرف التي كانت ستنطق بها ..
لحظتها تحدث بينه وبين نفسه لن أكون مؤيدا لو تركتها لك ,,
لم يكن في حالة نفسية جيده فقد كان التعب والقلق قد أنهكه ولم يشأ أن يدخل في خلافات مع مؤيد .. فانصرف خارجا .. لو انه لو بقى ربما لم يمرا بسلام ..



وفي ممرات المستشفى .. سألت لطيفة خالد بقلق عليه ..
ما بالك ياولدي لم أنت هكذا ؟؟
لا شئ يا خالتي مجرد تعب وإرهاق بسيط ..
إنني اشك في ذلك يا ولدي ...
ثم صمتا ... وحين دخولهما السيارة ..


خالتي .. لم مؤيد يدخل على رباب هكذا ؟؟
انه ابن خالتها يا بني ... ثم إنهما تربيا مع بعضهما .. ولا تنسى أن وجهها مغطى ..
نعم اعلم .. ولكن لا يحق له ذلك مهما يكن ..
أو نسيت نفسك حينما كنت تدخل عليها وحدك ؟!
أنا حالة خاصة
ربما ... ولكن مهما كانت حالتك خاصة تبقى غريب عنها ..مالم يجمع بينكما رباط شرعي ..



وبعد صمت قصير
أهناك أمراً ما بينك وبين مؤيد ؟
لا أبدا ..
بل قلبي يقول العكس فقد خشيت من نظراتكما لبعضكما اليوم ..
وحدث خالد خالته بما جرى مع مؤيد ذلك اليوم ..
.................................................. ......................

وفجأة طرق باب حجرة رباب ..ودخلت بلا استئذان
وتبادلوا نظرات الدهشة من هذه الزائرة التي تركض ؟!!
فصاحت ربااااااااااااااب ..
وعلى الفور عرفتها إنها صديقتها الحبيبة ..
ماذا هند ؟!!!!
حمدا للمولى على سلامتك .. ولم يتمالكا نفسيهما أن بكت الصديقتان بينما مؤيد خرج عند أخا هند ..

رباب حبيبتي سامحيني لم اعلم سوى اليوم ... وأخذت تتحسسها هل أنت بخير ..
هههههههههههههه نعم بخير الحمد الله .

وانقلب جو الغرفة إلى جو مرح وقدمن لها القهوة العربية مع التمر ...
وقد استمتعوا معها كثيرا خاصة سمر وحنين ...


ولم تسلم من تعليقات رباب المحرجة وهي تسألها عن خطيبها ..بينما البقية يضحكون على تعليقاتهما لبعضهما ..

ثم استأذنت منصرفه وهي مرتاحة البال فقد اطمأنت على صديقتها الغالية ..
ثم بادرت سمر قائله يااااااااااه يارباب عندك صديقه مثل هذه إنها لا تعوض ليتنا كنا عرفنها من قبل لكنا خطبناها لخالي فيصل أو لمؤيد ...
( وأعين تراقب ردة فعلها بترقب )
ثم بادرت نورة .. مؤيد هي واحدة لا يريد سواها وهي لا تريده ..
ونظرت سعاد نظرة إلى أختها بمعنى اصمتي ..
ثم أجابت رباب وبكل ثقة .. صدقوني لولا أنها مخطوبة لكنت خطبتها لمؤيد هي تناسبه كثيراً .. ولكن قدر الله أن تتزوج شخصا آخر ,,


وتبخر أي أمل في قلوب البعض ..

اطمأننت على صديقتك وهدأت العاصفة الهوجاء وارتاح قلبك على صديقتك ..
_ نعم الحمدالله لقد ارتحت كثيرا .. جزاك الله خيرا ياأخي الحبيب ..
وأهلها أناس طيبون جدا لقد أكرموني حق الإكرام .. وضحكت بخبث ..
رأيت عندها ابنة خالتها وخالتها إنها مثل القمر يا أيمن ...وكتمت ضحكتها (فهي تعرف نقطة ضعفه )


ماذا مثل القمر ...وضحك أتقصدين بأن الأخرى شمس أم ماذا ؟
قالت لا .. كلاهما قمران .. أتحب أن نخطب لك أحداهما ...
هههههههههههه لا شكرا دعيني أجد الوظيفة أولا ثم أفكر بالزواج ثانياً ..


ياأخي .. اخطب الآن وسوف يرزقك الله بوظيفة مناسبة..
لاااا مستحيل أن اخطب دون وظيفة ..
ثم ابتسم ساخرا .. حسنا أخطب ويسألوني ما وظيفتك فـأقول بكل ثقة سأتوظف قريبا ..
ههههههههههه يالك من فتاه ...
اوووووووووه دوما تعقد الأمووور ياأخي ..


إن توظفت فسأتيك بنفسي فأقول لك اخطبي لي إحدى هاتين القمرين اتفقنا ..
حسنا ...... ههههههههه سنرى ..


_ والان ماذا سنتعشى أنسيت انكِ عزمتني على مطعم ..


لا بالطبع لم أنسى ...
.................................................. ....................................

انصرف الكل من عند رباب ماعدا حنين ..
أخذتا تتجاذبان الحديث وتستعرضان الذكريات ..
وقد سعدت رباب بحنين لأنها قد أخرجتها قليلاً من عزلتها الطويله حتى ولو كانت في المستشفى ..
.................................................
وبعد خمس أيام كتب الطبيب لرباب بالخروج .. وكانت فرحتها والدنيا لا تسعها ...


هاتفت والدتها فرحة مخبرة إياها قرار الطبيب ..


وهناك في منزل سعاد كان الجو السعيد يخيم على المنزل فبهجة إخوتها لا توصف ..اخذوا يساعدون والدتهم بكل نشاط في تجهيز مكان ملائم لرباب ..


إلا شخص واحد بدا متذمرا ومستاء لم أحدثكم عنه ..
انه زوج سعاد ...
الم أخبركم قبل بأن هناك ظروف أجبرت رباب على العيش بمفردها بعيداً عن والدتها كان هو ذلك ..الظرف بعينه ..


انه يكرهها ولا يطيقها في بيته .


. فقد ذاقت رباب على يديه في طفولتها العناء منه ..
كثيرا ما كان يجحف يحقها ويتطاول عليها ..بالكلام وبالضرب .. لكن سعاد كانت له بالمرصاد ..
..................................
وصرخ مزمجرا ..
هــــــــيــــه سعاد ..
ما هذا الذي اسمعه ..رباب ستأتي هنا ؟
نعم ستأتي هنا ..في بيت والدتها ..
ولم تأتي هنا .. الم تكن ذاهبة إلى منزل عمها فلتقيم فيه إذن .. ولنرتاح منها ..
يا رجل ماذا دهاك .. إن لم يسعها منزل والدتها فمن سيسعها ..من قلي من .؟!!
اسمعي يا امرأة .. لن تمكث كثيرا هنا .. أفهمتِ ,, وإلا سأقوم أنا بجرها ورميها إلى الخارج في الشارع في العراء المهم أن لا تطيل عندنا ...


حسبي الله عليك .. حسبي الله عليك .. لاتملك في قلبك أي ذرة رحمه وشفقه ..
ثم رمى عليها بالشتائم والسباب .. وولى خارجا ..أما هي فقد تبدلت فرحتها حزنا وأمنها خوفا ,, مجنون مجنون يفعلها وماالذي سيمنعه لا أخلاق ولا دين ... رباه سترك وعونك .. لولا هؤلاء الصغار لكنت ارتحت منك ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
وهناك على الجانب الآخر في المستشفى حيث يجلس فيصل ورباب والخالة لطيفه ...
حيث أنها كانت عندها .,,
فأخبرت خالد بخبر خروجها حتى يزورها للمرة الأخيرة قبل أن تغادر ....


..اقبل خالد وهو يحمل معه مشروب مثلجا يبرد العروق التي لسعها نار الصيف ....


رباب ... أود أن أحادثك بموضوعنا قبل أن تذهبي ونضع النقاط على الحروف ..


تورد خداها خجلاً .. فصارت مثل تلك الباقة من الورد التي بجانبها ..
وهمست ...خيراً ..


تحدث بكل ثقة .. وانسيابية ..
ما رأيك بوصية والدي .. وما موقفك منها ؟
تصبب العرق من جسدها من رهبة الموقف .. وأطرقت صامتة تفكر ..


بينما الخالة لطيفة .. مكتفية بالسمع فالقرار لهما وحدهما ..



تحدثت بصوت مخنوق .. أنت ما رأيك ؟
أجاب مبتسماً .. أليس قبل أن أعرف رأيك أولاً ؟



الست ترى أن موقفي من وصية عمي هو الذي قد جلبني إلى هنا ..


افهم من هذا انك مستاءة للأمر الذي صار لك ؟


أجابت ..لا ااا ولكنه قدر مقدر ..لولا معزة عمي في قلبي لما خاطرت وعانيت في سبيل تنفيذ وصيته ..
أي مخاطرة تعنين ؟


لا داعي لذكر هذه الأمور الآن .. وبجرأة قالت .. أريد أن أعرف رأيك أنت ؟
هتف .. ليس لدي مشكله أبدا .. السنا أنا وأنت ضحية لتخطيط مسبق من والدي ووالدتك ..
أتعني انك رافض لهذا الأمر ..


لا .. أبدا .. ولكن الطريقة والأسلوب كان قاسيا .. كأننا في العصر الحجري لقد حكما أمرا دون أن يعرفا رأينا وتطلعاتنا ..


بدا الضيق ينتابها وسألت باستنكار .. تطلعات ؟!


أعني أن هناك أمورا قد رسمناها في المستقبل ولم تكن تناسب فعلهما . ..


على كل أنا ليس لدي مشكله في ذلك .. ماخذلت طلب والدي في حياته أأخذله ميتا واستدرك بدون شعور ( ولو كان على حساب نفسي )



ماذا .....يبدو انك مستاء كثيراً يا ابن عمي .. لكن ليكن لديك علم .. انه القرار فاجأني أيضا .. واحتد صوتها وكنت أنا أيضا لي تطلعات وآمال ..


نظر إليها بحنق .. آمال وتطلعات وابتسم ساخرا .. اتعنين ذاك الفتى الطائش ؟


أي فتى .. يا خالد ..؟
ومن غيره .. مؤيد ..
اسمع هو ليس بطائش ورجاء لا تذكره بسوء .. و اعلم إنني... ليس في قلبي أحد فقد فرغت قلبي من كل الرجال .. بعد ماجرى لي ..


اسمعي يارباب .,, ونطق بصوت اهدأ من قبل وتجاهل ماقالته ..
وصية والدي ستنفذ وان كان أمرا رغما عنا .. ثم نرى بعدها إن كنا نتفق أم لا ..
ماذا !!....هل أنا لعبة في يديك ... نتفق ثم ترميني وأصبح للمرة الأخرى ..ثم سكتت ..
ماذا للمرة الأخرى ماذا تكلمي ؟


يبدو انك لا تعلم ياابن عمي أني مطلقه .. نعم مطلقه .... ثم أغمضت عينيها بألم وكبرياء مجروح ..
ثم نطق ..
اعلم انك مطلقه .. واعلم أن والدي رحمه الله هو من طلقك من ذاك الشخص ..


اسمعي يا رباب ..ونهض واقفا ... صدقيني إنني لست بذلك الشخص القاسي ولا المتعجرف .. أنت ِ ابنة عمي .. وأثيرة والدي .. وان تزوجتك ستكونين معي بخير حال .. ثقي أنني لن أظلمك أو أسئ إليك .. وحالما تعود إليك صحتك سنتزوج ...أريد من أبي أن ينام مرتاحا في قبره ... وإن كنتِ مطلقة أرجو أن لا يهز ثقتك في نفسك فكثيرا ما يكون الطلاق لأسباب خارجة عن إرادتنا ولا يعني ذلك بالضرورة أن الخطأ منا .. هو قرار مثل أي قرار في حياتنا ..



ومضى منصرفاً تاركاً لكلماته في قلبها دوي ..


ابتسمت في نفسها بامتنان وشعرت بالراحة بالرغم من إن كلامه كان غريبا ... ولكن هي في أشد الحاجة إلى رجل يحميها من صعوبة الحياة ..
وصية عمها ربما وان تضايقت منها إلا أنها كأنها نزلت عليها من السماء ..
فهي في حال صعب ..
إن ذهبت إلى والدتها أهانها زوجها .. وان عاشت في بيتها المنفرد تقتلها الغربة وتجرعها المرارة .. إذن الحل الوحيد هو
لابد إنكم عرفتموه ..





بعد خروج خالد والخالة لطيفه بخمس دقائق دخل على رباب فيصل وسمر وحملا إغراضها وفوجئت حينما رأت أن مؤيد معهما ..


وحمدت الله كثيرا في نفسها إنهما لم يصادفا خالد وإلا لكانت كارثة ومصيبة ستحدث ..


في الطريق ..كانوا عائدين إلى منطقتهم ... و السيارة تعج بأصواتهم جميعاً سمر وفيصل ومؤيد .. بينما رباب في واد آخر .. إنها تفكر في ما دار بينها اليوم وخالد ....




فيصل ... أتعلم يا مؤيد ماالذي احلم به ؟
ماذا يا خالي ؟
أن أرى أبنائكما أنت ورباب يتقافزون حولي ..


صمت مؤيد ولم يجب بل كان كلام خاله طعنة تسدد إليه ..لأنه يدرك إنها أمنية فاشلة ..غير متحققة


أما سمر ... فضحكت وعلقت يبدو يا خالي انك عجوزا طاعنا .. لم لا تتزوج أنت أولا .. ثم سيلحقك مؤيد تباعا ..


واقبل البقية يضحكون بينما رباب ..


شعرت بالقهر والغيظ يمزقها ... وشدت على فمها تمنع كلمة قاسية تخرج منها فتخطئ على خالها ...
ثم ابتدر قائلا ...


ما قولك يا رباب في أمنيتي هل ستتحقق ؟!!










وهناك في جهة أخرى بالتحديد عند خالد
..
يحزم حقائبه استعداداً للسفر إلى من اختارها قلبه لكي يُسوى الأمور بينهما ويُطلعها على حقيقة الوضع الجديد
وموعد إقلاع الطائرة في الغد السابعة صباحاً ..




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:22 PM



( 10 )


طرقتُ الباب وأنا متردد
أقدمُ يدي وأوخرها
أخشى أن أندم بمجيئ إلى هنااااا
لكني ضغظت على أعصابي ..
وتظاهرت بالبرود ...
وأنا داخلي ناراً تضطرم
وعرقي يتصبب ,,,,,,,
فتحت لي خالتي الباب ..
وبعد الترحيب والسلام ,,,
أدخلتني إلى مجلس الضيوف ,,,,,
أطلقت تنهيدة حارة
آآآآآآآه يا رباب ...
أنتِ هنا في هذا البيت ...
لايفصل بيننا سوى جدار ...
أشعر بوجودها يملأ البيت كله
فاشعر تبعاً لهذا الشعور ,,,,,,
بالشوق والألم
أيقظني من سرحاني رائحة القهوة التي تسللت إلى انفي
فوجدت خالتي تناولني فنجالا وهي مبتسمة بحنان وكأنها شعر ت بي
وقرأت أفكاري ..

بعد دقائق سألتها :

خالتي كيف هي رباب ؟
- هي بخير الحمد الله لقد تحسنت كثيرا واسترجعت صحتها ..
- ومتى ستعود لعملها ؟
- لقد منحها مديرها إجازة لمدة شهر وقد مضى نصفها ....
- هل هل بإمكاني الآن الاطمئنان عليها ؟
وجمت خالتي لدقائق ثم أجابت
- حسنا .. يا ولدي .. سأراها ...












ماهو شعورك ياحبيبتي وقد قرب حفل الزفاف ؟
- شعوري ياخالد أنت تعرفه جيدا ولا حاجة لأن اصف لك .. البس كذلك ؟؟
- ههههه نعم لا حاجة لأن تصفي شعورك اجزم انك لا تنامين من الفرحه ..
- هههههههه ليس لهذه الدرجة ..
- امممم نعم لم تخبرني متى سأذهب معك إلى بلدك لنعيش العمر سويا ..
( تلعثم وبدا الارتباك عليه لكنه سيطر على ذلك سريعا ))
- هناك تنتظرني أمورا يجب إن انهيها











كنت في المطبخ احتسي كوب الشاي وأنا افكر في الزيارة الغريبة لمؤيد
وتساءلت تُرى ما السبب الذي يجعله يزورنا فجأة ؟!!
غليت الماء كي أعُد القهوة ولم انتبه للماء حينما فار لسرحاني
إلا حينما انطفئ الغاز بسبب انسكاب الماء المغلي عليه ’’’
وبعد غضون دقائق كنت قد انتهيت من إعداد القهوة
أكملتُ احتساء كوب الشاي لأكمل تبعا لذلك سرحاني ,,,,,






انتهينا إنا وخالد من تأثيث الشقة التي سنسكن فيها
هي نفسها الشقة التي كان يعيش فيها أيام دراسته
ثلاث حجرات بالإضافة إلى صالة داخليه
صغيرة نوعا ما لكنها قد تكفي لاثنان ...
أعدنا صباغتها وتجديدها وأجرينا عليها بعض التعديلات اللازمة
حتى أصبحت بشكل مرضي وجميل
اشتركنا معاً في انتقاء الأثاث
وكنا في غاية الاستمتاع
على الرغم من اختلاف أذواقنا
اختلافا كبيرا
فأنا ذوقي من الصعوبة بمكان بحيث انه لا يعجبني شئ بسهولة ,,,,,
إلا بعد سير حثيث
حتى أنني أحيانا أرى زفرات من خالد
دلالة على ضجره ,,

اممم هاهو خالد يهاتفني
إنني انتظره لأننا سنكمل جولتنا لتأثيث المنزل الذي بقيت أشياء بسيطة ويكتمل كل شئ ,,,,
لكن شيئا يضايقني .. ويجلب القلق لي ..
فأنا اشعر بأن خالد لا ينوي اصطحابي معه إلى بلده
في هذه الفترة ,,
بحجة أن لديه إشغال ومهام تتطلب منه وقتا طويلا
وهو لا يريد أن يتركني بمفردي ,,
لكنني اشعر بالغيظ
فأنا أريد أن اشعر بأني أهله وكل مالديه !!!
لا أن يُوثر أشغاله علي ...










- أمي حبيبتي لا داعي لأن يطمئن علي اشعر بالحرج كثيراً ...
- يا رباب ليس في الأمر شئ انما هو ابن خالتك ولا تنسي وقفاته معك ..ثم انه ليس بمفرده بل سأظل معكما ,,,,
- امممم لا بأس يا أمي دعيه يدخل ,,,,,




كنت في غاية الحرج والتوتر فمعرفتي بما يحمله لي في فؤاده تربكني
لأنني اشعر بالذنب وإحساس يلازمني بأني تخليت عنه !

.
.

.
واخترق صوته الجهوري المكان
السلام عليكم
- وعليكم السلام
- كيف أنت يا مريضتنا المد لـله
قهقهت بيني وبين نفسي ثم أجبت بصوت خافت
الحمد الله بنعمة من الله وفضل
ثم أخذا مؤيد وأمي يتجاذبان إطراف الحديث
كيف هي دراستك يابني ؟
على خير ما يرام لم يبق شئ على التخرج
وتصبح دكتور العائله
هههههههه وهل في ذلك شك ؟
_ أتمنى من الله أن يوفقني واجتاز المرحلة الأخيرة بسهوله ,,,,,
_ ستجتازها يا بني فلقد عهدتك متفوقا وذكيا
_ ههههه هذا من حسن ظنكِ بي يا خالتي ,,,,,,




أف اشعر بحرارة في جسمي
واضطراب
فكل ما رأيت ضحكاته وبشاشته
تألمت في داخلي
وألقيت باللوم على نفسي
(هل يستحق مني الجفاء )
يبدو نحيلا قد فقد الكثير من وزنه .. تحيط بعينيه هالات سوداء ,,,
قرأت في عينيه الكثير من الحزن والغموض وربما الشوق ,,,
شعرتً أنه يود أن يُفصح عن أمر ٍ ما ,,,
لكن ربما وجود أمي كان عائقاً له ,,,,
قلت لكم من قبل أني أجيد لغة العيون ...
تساءلت تُرى هل سأجد مثل هذا الحب ولو نصفه عند ابن عمي ؟!!!!!!!
فتذكرت تلك المقولة التي سمعتها [ تزوجي من يحبكِ لا من تحبينه ! ]
فسخرت في نفسي ... ( الأمر قد قًضي بتاتاً )








***************
أتيتُ سائراً ... ثائراً .. كالإعصار يدمر كل ما يجده إمامه ..
وحينما وقعت خطواتي العجلى منزل ( مالكة قلبي وعقلي )
هدأت تلك الثورة وانخمدت و أعقبها هدوء وسكينه
لأن إحساسي بأنها هي ذاتها هنا ..
ضحكاتها .. بسماتها ... حديثها ...
كفيل بإخماد كل لهب .. وإحالته إلى سرور وبهجة مصحوبين بـ خيبة ورجاء !! سؤاله صداه يتردد في
.. وددتَ لو أني حظيتً بإجابة , تطفئ لواعجي ..
ولم استطع .. نعم لم استطع .. وجود خالتي كان عائقاً كبيراً
ستقول حتماً انه أصيب في عقله !
لكم تتخيلوا شعوري وهي معي في نفس الحجرة
انه شعور مؤلم .. مؤلم ...
أود أن أصرخ الآن بأعلى صوتي ( ارحمــــــــــــــــــيني )


ولكن هل ينفع الصوت ؟!!!

.

.

ً






بعد هذه الجلسة نهض مؤيداً مستأذناً وخيبة رسمت ملامحه ..
لكنه عزم على أن يحادثها بالجوال ....

واصطحبته دعوات خالته له بالتوفيق
ونظرة مودعة من رباب
تعلن فيها كل معاني الأسف
والاعتذار ..








وهناك يأنس العاشقين حيث سحر الطبيعة وسحر مشاعرهما المندفعة
التي تغمر قلبيهما..
يجلسان في احد المقاهي التي تعج برائحة البن الأصيل وقد تسللت إليهما أشعة الغروب مع النسيم الذي يداعبهما ليزيدهما فوق سعادتهما سعادة وحبور ’’

خالد: آآآآآآآآه لا أااااااااصدق .. لا أصدق أنها ماهي إلا ايام ونطفئ أشواقنا .. ونعيش بسعادة وصفاء ..
سحر : (ههههههه على رسلك ياخالد يكاد الكل يسمعنا إن صوتك مرتفع جداً ...
خالد: وان شئتِ لسوف أصرخ بأعلى صوتي ياااااااااااا
سحر وهي تضع يدها على فمه لا أرجوك .. أرجوك ,, أنني اشعر بالحياء ,,,
خالد: ههههههههه وهل يعني انك لا تشعرين بالسعادة والفرحة مثلي ,,,,
سحر : بل أشعر مثلك أو أكثر ولكنني أعقل منك يا فتى .... هههههههههه
خالد: الحمد الله تبقى لنا القليل من التجهيزات وبعد غد سوف ننهيها ,,,,
سحر : نعم .. أبدو سعيدة لذلك يا عزيزي ..
خالد : وعيناه تغوص في عينا سحر بتأمل وإعجاب وقد ضغط بيديه على يديها ,,
أحقا سعيدة يا سحر ؟!! وكم تهمني سعادتكِ ورضاك لو تعلمين ,,,
سحر : وسأكون أكثر سعادة لو حققت لي طلبي خالد ...
خالد: لو طلبتي عيناي فسأفديك بهما
سحر : سلمت عيونك ياأغلى البشر ....
أنت تعلم حالتنا المادية كيف أصبحت وإن أكرم يمر بضائقة مالية ووو أريد منك أن تساعده ..
خالد : فقط هذا ما تريدين ؟!!
سحر : بلى هذا فقط .
حسنا سأفكر في الأمر دعينا ننهض فلدي مهام يجب أن أنجزها
(سأرى يا سحر ما آخر هذا الاستغلال ... لقد عكرتِ علي اليوم )

أكرمـ .. 27 سنه ... خاطب من ابنة جيرانهم .. متخرج من كلية الهندسه ,,,







الآن في منزل رباب حالة استنفار لأنهم سيخرجون إلى رحلة بحريه هي وأخوات أمها وقد بدت سعيدة جدا ً .. هي بأشد الحاجة إلى هذه الرحلة منذ زمن بعيد لم تخرج مثلها ....

سعاد : هيا يا محمد خذ واحمل الأغراض إلى السيارة وأنتِ يا زهور ساعدي أخاك في حمل البقية ....
وقفزت رباب على والدتها وأنا ماذا سأفعل ؟
_ بسم الله الرحمن لقد أفزعتني ...
هههههههههه لم أعهدكِ ياوالدتي تخافين لهذه الدرجة .. كنتِ مثلي الأعلى في الشجاعه ..
_ هههههههههه الشجاعة تفر في هذه المواقف
وقطع حديثهما محمد وهو يقول هيا خالي فيصل بانتظارنا ,,,




عبست ملامح وجهي وزفرتً بضيق طوال تلك الفترة كنت اتحاشا اللقاء به .. حتى لا يخوض في الموضوع مرة أخرى ...
همستً ( كوني شجاعة يا رباب وانزعي عنك الخوف فلن يضرك بشئ )
وإذا بمحمد يصرخ
: ويحكِ يبدو أن مس من الجنون أصابك.. اخلف الله على أختي ...
ركضت خلفه أريد أن أضربه فتعثرت فسقطت وفر من أمامي ههههههههههه حسناً حسناً ...







وهناك أمام البحر تجمعت العوائل المترابطة وصدى الأصوات ُيسمع من بعيد
فالأطفال والنساء والفتيات..والشباب ... كل مع فئته
النساء منشغلات بالشواء وأحاديثهن التي لا تنتهي ...
عن فلانة وعلانة ..
وأما الشباب فهم يلعبون الكرة ..
فيصل ومؤيد ووالده وإياد وخطيب سمر ومحمد ....
والأطفال يبنون بيوتا من الطين بكل فرح .. وهم يتنافسون أيهم أجمل بيتاً ..




والفتيات
كل واحدة تحكي مااستجد معها من أحاديث جديدة ...
رباب : أرى خطيبك الولهان هنا الهذه الدرجة لا يصبر عنك ؟!
سمر : آآآآآآه أنه لا يمكن أبدا أن يتخيل حياتي بدونه ... لهفي عليه حبيبي .......
صرخ الكل باستنكار
: يا قليلة الحياء هذا وأنتِ بعد لم يًعقد قرانك ولم تتزوجي .. ماذا ستفعلين أذن وقتها
سمر : آآآآآه متى ... وقرصة من رباب على ذراعها جعلتها تصرخ والتفت الكل لها ثم توعدتها بعضه وأقبلت الفتاتان تركضان
سمر تلحق رباب وكان موقفاً مضحكاً جداً .. نسين ان هناك رجال ...هههههههه
حتى صرخ عليهما فيصل مزمجراً .....
رباب : وافضيحتاه ... اخجلاه .. كله منك ياسيدياسم سمر ...
سمر : ههههههههههههههههه هذا أفضل والبادئ أظلم ,,
واقتربت منها وعضتها من ذراعها ..
حسناً حسنا يا سمر سأردها لك في يوم زواجكـ ..
هههههههههه حسنا أنتظرها في يوم زفافي بشوووق






نورة : رباه ما الذي جرى لفتيات هذا الزمن .. وهن بطولهن يتراكضن كالصغار .. ومن في سنهما أمهات !!!
التفتوا على صرخة مؤيد سمر...رباب .. ماهذا أتركضان كالأطفال على مرأى من الرجال ..
سمر : ياأخي كنا نمزح .. أيضرك بشئ ..؟
يا تافهة المزح له حدود لاتنسيان إنكما في مكان عام .. ثم رماها بنضرة شرزة ..
إما رباب : فقد التزمت الصمت .. شعرت بالخجل من نفسها .. وممن حولها أيهزأ بها أمام الكل .. تباً لك ياابن خالتي تبا ...
حقدت عليه في نفسها مهما يكن ليس معه حق في أن يتدخل
خالها .. لم يفعل فعله ..!!!





بعد ذلك قررت الفتيات السباحة .. فسارت خطواتهن لأبعد مكان عن الرجال حتى لا يتعرضن للسخرية مرة أخرى ..




كلهن ( سمر ورباب وحنين )
ماهرات في السباحة إلا إن سمر تغلبهن في ذلك بحكم عشقها للسباحة وسباحتها المستمرة ....
وتقافزن بمرح
الصراخ يعلو المكان وكأن الزمن عاد بهن إلى الوراء سنين عديدة ...







( آسف يا حبيبي إن كان طلبي قد تسبب في إزعاجك .. وأعدك لن أكررها إذا ضايقك )

أخيرا أحسستِ أن طلبكِ قد ضايقني .. ..
فأرسل
( كم يحتاج أخاك من المبلغ )
قد تستغربون منه فهذا الذي يبدو أن طلبها أغضبه يريد المساعدة
لا نلمه فإن حبها تغلغل في فؤاده .. ولا يريد أن يجرح مشاعرها .. وقد عزم أن يُوقفها عند حدها إذا ما استمرت وتساءل إن كانت هذه طلباتها وهي لم تتزوج بعد فكيف إن تزوجته ... ترى ماذا ستطلب ؟!!!





أين ذهبت الفتيات ؟
- إنهن هناك يسبحن ..
- الحمد الله في هذا الظلاااااام .. أشك في عقولهن ..
وسار إليهن وضحك في نفسه حينما سمع صرخاتهن .. ووقف ينظر اليهن وهن يلعبن بالماء ..
ههههههههه من يراهن يقول في المرحلة الأبتدائيه ...
أخذ يصورهن بكاميرا جواله وهن لايرينه وهو يتوعدهن هههههههه ...
ثم قفل عائداً .. لم يرد أن يتسبب لهن بالإحراج فاكتفى بنظرة كي يطمئن عليهن .. وعاد إلى الشباب ...




وعند حلول خيوط الفجر
وبعد سهرة لاتُنسى ..
قفلوا راجعين إلى بيوتهم ...
وفي السيارة
كيف كانت السباحة يا رباب ؟
ممتعه
وكتم ضحكة يجاهد أن لاتخرج
_ من يراكن وأنتن تسبحن أشفق عليكن هههههههههه
_ ليس علينا لوم منذ زمن ونحن لم نخرج في مثل هذه النزهة ثم شهقت وما أدراك عنا يا خالي ؟!!!!
هههههههههههههههههههههههههههه .... كنت أراقبكن طوال الوقت ..
مااااااااااااااااذا تراقبنا واحمر وجهها ..وتبادلتا هي وحنين النظر ( يا ويلتي ماذا لو رأى الملابس الملتصقة بأجسادنا ... ياللهول )



ثم أردف تبدو حنين أعقلكن جداً ..
وابتسمت حنين : طبعا لم لا اكون عاقلة وأنا أخت العاقل فيصل ...
فضج الجميع بالضحك ...لأنهم يعلموا أنها تستهزئ به
خالي كيف سمحت لنفسك أن تراقبنا .. انه أمر لا أصدقه ..
ههههههه حسناُ .. لدي إثبات يجعلك تصدقينه ...
افتحي بلوتوث الجوال ...

فتحته وصعقت هي وحنين ,,,

ثم هدأت أنفساهما

رباب : ههههههههههههه حسبي الله عليك ماهذا ...
أريتِ كيف .. كأنكن حوريات البحر تلمعن في الظلام ,,,,,
ههههههههههههههههههه ..

ثم رن هاتفي بـ رنين رساله ففتحتها

( رباب أعتذر لك عن صراخي بالأمس فقد شعرت بالغيرة حينما رأيت النظرات تصوب لكما .. فاقبلي عذري ... وهناك موضوع اريد أن أحادثك فيه لايحتمل التأجيل )






في الغد ...


اتفق العريسان أن ينزلا إلى السوق لشراء آخر ما تبقى لهما من حاجيات لمنزل المستقبل ,,,,, وعش الزوجية
وبعد سير طويل كالعادة ,,,, جلست سحر على احد كراسي الاستراحة المعدة في السوق وذهب خالد لكي يُحضر مشروباً باردا ً لهما ,,,,
وحينما عاد لم تصدق عيناه ما رأى
صُعق وذهُل وتجمعت الشياطين في رأسه .. وركض ,,,
باتجاه سمر ...
وحدق فيها غاضباً وفي الشخص الذي بجوارها ....

وصرررررررررررخ من هذاااااااااااااااااااااااااااااااا؟
هذا أخو أعز صديقاتي ...
وبأي حق يا أحمق تصافحها ,,,, وصفعة على خده ,,,بادله الفتى الصفعة وتجمهر الناسحولهم وانتزعوا ( فؤاد من بين أيدي خالد بالقوة )
أخذت سحر تنظر إلى خالد بذهول ..!!


لم أتوقع انك متوحش إلى هذه الدرجة !!!
وصرخ فيها ..
وأنتِ حسابك معي عسير ..عسير ..

رماها بنظرة حارقة ,, شعرت بحرارتها على جسدها ,,,,, وركضت والدموع تتساقط على وجنتيها ... تاركته خلفها
واقف يزفر في مكانه وينتفخ غيضاَ وناراَ تشتعل في صدره ,,,

( الشئ الذي لم نعرفه عن خالد انه يغار وبشدة .. وإذا ثارت غيرته يفقد صوابه !! )



- أف لماذا لم يأتني النوم ... أمعقول من تأثير الرساله ؟!!!
- ساعتان أتقلب على الفراش وقد تجاوزت الوقت الثامنة صباحاً ....




آآآآه أشعر بقلبي مقبوض .. سأذهب إلى محمد ربما انه لم ينم كعادته ...
يبدو أنه مستيقظ فالأنوار مضاءة .. ضحكت بخبث
فتحت الباب بقوة كي أفزعه .. وهب واقفا مفزوعاً ... أما أنا فقد هالني مارأيت
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تسمرت في مكاني وتجمعت دموعي في محجرِ عيناي واقتربت منه فصفعته على خده صفعة آلمت يدي ...
وصرخت : ماااااااااااااااااااااااااهذااااااااااااا ؟؟




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:23 PM



( 11 )


ذهبتُ إلى شقتي وأنا في ثورة غضبي وانفعالي ..
يتكرر علي ما رأيته عشرات المرات أمامي ... ويزيدني غيضاً فوق غيضي ..
تصافح شاباً ويبتسم لها بطريقة آآآآآآآآآه لا أعرف كيف أصفها .. غير أنه يرمقها بنظرات إعجاب متفحصة .. بل وتبادله الابتسامة وكأن شيئاً لم يكن ..
كأنها لا تعلم أنني كم من المرات حذرتها من مصافحة الرجال ..
وأظنها لا تغفل عن هذا الأمر بل تتغافل !!!!
تغاضيت عن كثير من الأمور التي كانت تفور غضبي .. إكراما لها وحباً ..
سمحت لها بأن تكشف وجهها مع أنني اشتعل ناراً كلما رأيت أحدهم ينظر اليها ..لكنني أقول في نفسي يا فتى لا تعقد الأمور وتكرهها فيكـ ..
لكن أن تصافح رجل غريب عنه والأدهى أنه يكن لها مشاعر خاصة .. وقد نما إلي انه يحبها وقد سبق وخطبها .. فهذا هو الشر بعينه
إن أقسى ما يمر علي أن أمر بموقف كهذا ..فنادراً ما أتجاوزه بسهوله .
.. لكنني حقاً يا سحر لن أدع الموقف يمر بسهوله وسألقنك درساً لن تنسينه ....
حجزت على أول طائرة وقررت أن أذهب لبلدي واطمئن على الأوضاع ريثما تهدأ أعصابي وقد تبقى ثلاث ليال على حفل الزفاف ,,,,,,,,





"سحر ابنتي ماذا بك أجيبي ... هل جرى لخالد شئ أم هل صار بينكما شئ ؟!
لم تفلح محاولات أمي في تهدئة وامتصاص غضبي ,,,,
قلت لها وأنا أبكي ..:
تخيلي يا والدتي ماذا فعل بي أمام أخ صديقتي لقد أحرجني على الملأ في السوق لقد صفعه .. نعم صفعه ... ليس لي وجه بعد الآن أن أقابلهما ..
أنه متعجرف ... لا يملك غير الضرب ,,,,,, لقد ذبتُ خجلا من الموجودين ,,,
_ وما هو الأمر الذي ضرب خالد لأجله أخو صاحبتك ؟
_ لأني صافحته .. تخيلي تصرف غير حضاري مطلقاً ...

ألهذا لأنكِ صافحته ,,, يا ويلتي على حال ابنتي ,, ألم أقل لك ِ من قبل أني لست مقتنعة بهذا الزواج أنت في غرب وهو في شرق ,,, لكنكِ دوما عنيده ..
_ أمي لكني مازلت أحبه !!
_ أي حب هذا وأي حديث فارغ تتشدقين به,,,,,
_ أمي ألستِ أنتِ من أخبرتني بأنه فتى جيد حين سألتكِ عن رأيكـ ,,,
_ كونه فتى جيد .. لا يعني بالضرورة أن ترضي به ,, هو تربى على عادات وتقاليد غير عاداتك ... وحدث هذا وأنتِ بعد لم تتزوجيه ..
والآن ماذا علي أن أفعل ,, لن أسكت على ما فعله بي ... لن أسكت ,,,,
_ وماذا ستفعلين .. زفافكم لم يبق عليه إلا ثلاثة أيام ...
_ آآآآه يا أمي أشعر أني متوترة إلى حد كبير ...
( أخذتها في حضنها وقالت لا عليكِ سينصلح حالكم ... لكن لن تدعي الأمر يمر بسهوله أليس كذلك يا سحر وابتسمت لها بخبث ... سنجدد غرفة الضيوف ونصبغ بيتنا بثمن ترضيتكِ أفهمتِ!!!!
_ نعم .. لن يمر بسهوله وسأدفعه الثمن غالياً حتى لا يكرره مرة أخرى ,, ولكن أمي لا أريد أن يقول عني طماعة لهذه الدرجة ,,,
_ ههههههههه لن يقول لأنه مؤكد أنه في اشد الشوق إليك .. وتجدينه يعض على أصابعه من الندم على أنه أغضب سحورته ,,, أليس كذلك يا بنتي ؟!!
_ نعم لا أشكـ بذلك .. أمي سوف يأتي الآن وأخبريه أني أتيت متعبة وباكيه وقد أقفلت حجرتي علي ....
يا لكِ من بارعه يا سحر ,,,,
حتى يعلم من هي أنا .





عقدت الدهشة لساني وتسمرت في مكاني ,,,
ومازلت قابضة على يدي التي صفعت بها أخي محمد ,,,
ابتلعت غصة ومرارة في حلقي ,,
كنت أريد أن أفرغ غضبي في جسده ,,,
وصرخت باستنكار :
لم يا محمد؟!!!
كنت صامتة أحدق فيه بشدة بينما هو مطأطئ رأسه خجلاً ...
سمعتُ همهمات غريبة التفت فإذا هو والد أخي !
تقدم إلي .. بنظراتٍ حانقة .. دبت الرعب إلى قلبي ...
( يبدو أنه قد شهد الموقف )
ونطق بفكٍ مرتجف ... أنت تأتين وتضربين ولدي .. ولدي ُيضرب أمامي ومن رباب المطلقة .. بأي حق ضربتيه ..,,
كنت أشعر بالخوف يهزني ..لكنني تماسكت وبدوت قويه ..
وأجبت :
أخت رأت من أخيها سوءا أفلا تربيه ,,
قهقه ساخرا ... من رباب تربيه ؟!!!! هذا ما تبقى ..
لم أعد أحس بشئ .. كـأنما فقدت الشعور..
غير حرارة على خدي كأنما تحمل شحنات متراكمة ..
ثم قال فرحاَ : وهذه الضربة رددناها ...
تجمدت في مكاني .. وقد بقى أخي حائلا بيني وبين والدهـ
_ اسمعي يا أنت إن عدتُ فوجدتك هنا فلن يحصل خير لأمك...
_ ومن قال لك أني سأجلس هنا ... لأن اجلس أبدا في مكان أهٌنت فيه .. واسأل الله أن يقتص منك على ما فعلت بي...
ركضت إلى غرفتي وقد تساقطت دموعي وأخذت أبكي ...
رباه ارحمنني ....
أتشعرون بما أشعر ؟؟!!
أحسستُ بالضعف .. بالانكسار ...
لو أنكَ يا والدي كانت تحيا لما تعرضت لمثل هذه المواقف ..
آآآآآآه رحمك الله يا سندي .. رحمك الله ..

بقيت واجمة أفكر ... وأيقظني طرق الباب .. علمت أنه محمد .. ولم افتح له ...لم أريد أن يراني بهذه الحالة من الانهيار ... وكنت غاضبة عليه ..
حمدت الله أن والدتي كانت نائمة وإلا لكبر الموقف وستنهار حقا ..
هاتفت مكتب الحجوزات وحجزت أول طائرة إلى مدينتي ...وكان موعد الإقلاع.
الخامسة مساءً ..





- سامحيني يا رباب أنا المتسبب لك بهذا كله ..
فقدت ثقتها في وصفعها والدي ...
لو لم تكن والدي لرددت الصفعة لك ولـ أشبعتك ضربا ..
لكنك للأسف والـــــــــــــــــدي ...
تبا للشيطان فقد أغراني وأغواني .. ..
.
.





صوت المكبر ينادى أن الإقلاع قد حان ...
أخذ ينظر خلفه بـحزن ...
إلى الناس الذين يودعون أقاربهم ..
[تمنيت لو أنكِ كنت تودعينني ]

أخذ يتأمل ما يدور حوله
منهم من يبكي ومنهم من يحضن المسافر ومنهم من يشد على يديه ..
آلمه المنظر .. وبعثر شجونه ..
سار باتجاه البوابة وهو يجر خطاهــ ..

.
.




هناك في مكان آخر ..
الجو جميل .. والسماء قد غادرتها الشمس وقد بقيت بثوب الغمام الساحر ..
حيث يجلس والدا هند وهما يشربان القهوة بفناء منزلها ويجتذبان الحديث عن الأولاد ومشاكلهم وتطلعاتهما المستقبلية
أقبلت وهي تتمايل فرحاً ..
- يا لسعادتي .. يا لفرحي ... يا أمي ....ويا أبي
_ هههههههه أدام الله سعادتك يا بٌنيتي.. ولم أنتِ سعيدة لهذه الدرجة هل لأن زفافك قد اقترب ..
علق والدها قائلاً ..
- يبدو أنها سعيدة لذلك .
_ ( تغير وجهها وابتسمت هند في حياء ) لا يا أمي ليس الأمر كما تظنان أنتِ ووالدي .. بل لأن رباب ستأتي اليووووم وقد حادثتني لكي استقبلها في المطار ..
_ آهاااااااا قولي ياابنتي الأمر فيه رباب .. اشك انك تحبينها أكثر من هيثم ..
- والـــــــــــداي لا تحرجني ..
ثم علقت :
رباب مكانتها في قلبي كبيرة فهي صديقتي الوفية ..
قال والدها وهو يغمز لها .. ما رأيكـ أن تكون خالتك وصديقتك في نفس الوقت ؟!! ..
شهقت والدة هند ,, وأخذت تنظر نظرات مستنكرة
وأقبلت إليها هند وهي تحضنها ..وتقبلها ..
أبي أتترك هذه الدرة .. لا أصد ق .. لا أرضى عليها ..
- نعم هي درة .. ولو بحثت عنها في الكون كله فلن أجد مثلها .. أبقاك الله لي يا أم أيمن ..
ورفعت يديها وقالت : يارب يكون هيثم معي مثلك يا والدي مع أمي


أبو أيمن : وهل أخبرتِ أيمن يا هند ربما يكون مشغولا كعادته
... لا لم أخبره .. سأذهب لأخبره ..
أم أيمن : يا هند اتركي عنكِ العجلة دعيه حين يستيقظ أخبريه ..
_ ولكن أخشى أن يرتبط بموعدٍ ما ثم يلومني لماذا لم تخبريني من قبل ..
على كل ِ سأنتظر حتى يستيقظ .. أتمنى أن يستيقظ قبل السادسة
..لأن رباب ستكون هنا السادسة ..
ثم خطرت لها فكرة رااائعة ..






بعدما انتهت رباب من جمع إغراضها وترتيبها ذهبت إلى حجرة أخوتها لتلقي عليهم نظرة مودعه ..
كانت تشعر بسكاكين تمزق فؤادها حينما تراهم .. تتمنى في هذه اللحظة أن تضمهم حتى ترتوي .. لكنها لا تستطيع لأنهم نائمون ..

ثم جلست أمام التلفزيون وهي لا تعقل ما فيه ... تفكر في ما حدث لها .. وخطوتها القادمة وخشيتها على مشاعر أمها ..
تشعر أنها في دوامة لا تستطيع الخلاص منها ..
بدأت تتمايل نعاسا ..فهي لم تنم منذ الأمس والساعة الآن الثانية ظهراً ,,
قررت أن تصنع لها كوبا من القهوة ربما تبعث لها النشاط ..
وحين ما دخلت المطبخ ,, وجدت محمد واقف يصب له كوب من الماء..

صنعت لها كوب القهوة وهي غير مبالية با أخاها الذي واقف ينظر إليها .. وكأنها يملآ أعينه منها ..

ثم اقترب منها ..
رباب ..
وبعد صمت دقائق :
- نعم
- لماذا تعامليني هكذا وكأنني اقترفتُ جرماً شنيعاً ..
- عجبي وماذا تسمى ما فعلت ؟!!!!
- أنها تجربة .. هي المرة الأولى والأخيرة .. أعدكِ يا رباب ..
نظرت له بحنان ممزوج بعتاب
مشكلتي أنني حنونة زيادة عن الحد الطبيعي
صدقني يا محمد أنه من حرصي عليك فعلت ذلك .. أنا لا أطيق أنا أرى أخي الذي أعقد عليه الآمال مدخنا .. ماذا لو تعلم عنك والدتي ماذا سيكون ردة فعلها .. أفكرت في ذلك ؟!
- لا لم أفكر .. ولكنك رأيت ردة فعل والدي .. انه لا مشكله عنده أن أدخن ..
زفرت بقوة :
يا محمد أن أباك مخطئا ويوما ما سيعلم نتيجة خطئه .. هذه السموم يا أخي إن أدمنت عليها ستعيش في جسدك ثم لا تتركها بسهولة .. أنت فتى ذكي وأمامك مستقبل ينتظرك فلم تضيع حياتك هدراً ؟؟
نكس محمد رأسه ولم يحر جواباً ..
- صدقيني أنهم رفاقي الذين شجعوني على ذلك قالوا لي ستصبح حياتك أفضل وستشعر بالسعادة والنشوة ..
_ كذبوا والله يا محمد .. أنها سموم تفقدك حياتك بالتدريج..اليوم مدخن وغدا ماذا وأنت في هذا السن الصغير .. يا أخي أعلم أنك تشعر بحماسة الفتيان أن تجرب كل شئ .. نافع أم ضار ..لكن تأكد انك ستندم ورب الكعبة إن سرت في هذا الطريق ..

- أرجو أن تكوني لستِ غاضبة مني يا رباب لقد تسببت لك بمشكلة مع والدي ..
_لا عليك يا أخي ( وابتسمت بمرارة ) ومنذ متى كنا أنا ووالدك في صفاء ..

ربتت على كتفه في حنان :
محمد .. عدني إني سأراك رجلا قويا يهتم لنجاح حياته لا أن يسير في طريق متخبط ..أتفهم ..
أعدكٍ يا رباب .. أعدك وعداُ قاطعا ..
اسمع إنا اليوم سأسافر إلى شقتي ولكن إياك أن تخبر والدتي بما جرى .. أنت تعلم بـ أن صحتها لا تحتمل ..
حسنا .. ولكن يا رباب .. أبي لم يقصد ذلك الكلام ..صدقيني ..
قصد أم لم يقصد .. قد فُرغ من الأمر ..
رباب أنا آآآآآآآآآسف واحتضنها وهو يبكي ...


بعد قليل دخلت سعاد المطبخ ..
وقالت : ما بكم لم وجهكما هكذا ... كأن على رؤوسكم الطير ؟!!
ابتسمت رباب بألم : هذا محمد حزين لأني سأترككم وأسأفر ..
مااااااااااااااذا ..
- نعم يا أمي سأسافر لأن مديري هاتفني بأني يجب أن أحضر للعمل وإلا سوف يفصلني ..
- بهذه السرعة يا رباب ,, أليس هو من أخبرك بأن إجازتك شهرا ماالذي حدث ؟!
- لا اعلم يا والدتي قال أن هناك عملا ينتظرني وعلي الحضور .. لا تقلقي يا أمي إنا بخير ولله الحمد كما إني اشعر بشوق شديد للعمل ..
- شوق للعمل أم مللت من أهلك ؟ ..
- أماه .. أو أمل من أهلي ,, مستحيل !!

واخترق الصمت بكاء سعاد ..
ثم تحدثت بصوت متقطع : إنني في هذه الفترة التي مكثت فيها عندنا اشعر براحة كبيرة وسعادة تغمرني لوجودك عندنا يا ابنتي ..
ثم شاركت رباب والدتها البكاء
( وتحدثت بينها وبين نفسها ,, سامحني يا أمي آآآآآآآآه لو تعلمين يا أمي انه فوق استطاعتي ماذا ستفعلين ؟!! )
.

,

.



- أمتأكد أنت مم تقول ؟!
- نعم .. هو بنفسه أتاني وأخبرني .. بأنه مسافر .. وسحر والزفاف ..
- قال انه سيعود ليلة الزفاف .. أمعقول هذا .. وهل بقي وقت على الزفاف حتى يسافر .. غريب أمره ..!!
- لكن يبدو عليه الضيق أهناك ما حدث بينه وبين سحر ؟!!
- أمور بسيطة قد تحدث بين أي زوجين ..
- لا أظن فلقد قرأت في وجهه ان هناك أمر ضايقه .. ونغص عليه .
- لا عليك منه ..سينسى ما حدث .
اقترب العجوز ذو التقاسيم الطيبة ..بطوله الفارع الذي اعترته انحناءة بسيطة ..
من زوجه ( جميله ) ليهزها مع أكتافها بشدة ,,
هل لك يد في ما جرى بينهما .. أجيبي ..؟!!
- لا ليس لي دخل أبدا ,,, لقد تشاجرا في السوق لأنها صافحت اخو صاحبتها وبالتالي رآها ولم يحتمل المنظر ..
رمقها بشك : أأنت متأكدة ؟!
- وماذا ستظنني أذن أم أنا أريد أن أخرب بيت ابنتك أليس كذلك أهذا ما يدور في بالك ؟!!!
استيقظت سحر على صوت والدتها المرتفع ..وأخذت تنصت لحديث والديها فقد شعرت انه يخصها ,,
لم اقل كذلك يا امرأة .. لكن راودني شك .. دعينا من هذا .. لم سحر تصافح الرجل وهي تعلم أن زوجها يكره هذه الأمور .. أنها تسببت بمشكله لسوء تصرفها ؟
_ وهل هذا الأمر عذر له أن يسافر ويتركها ولم يتبقى على الزفاف شئ ..

شهقت : سااااااااااااااافر ...
ثم سارت خطواتها الى المكان الذي يجلسان فيه ..
أبي .. خالد سافر حقا!!!!!!!!!
_ نعم لسوء تصرفك سافر ...
_ لماااااااااااااااااااذا..
قال انه سيعود ليلة الزفاف
_ لكن كيف يتركني ويسااااااااافر كيف ؟!!!!

يا سحر .. لم خالفتي أمره .. لم صافحت الشاب .. ألا تعلمين انه يغضبه ..يا ابنتي أي رجل تخالفه زوجه وتعصي أمره ولو كان بسيطا إلا انه سيستحيل مع الأيام إلى بغض وقد يقل قدرها عنده خذيها نصيحة من أبيك كرجل اعرف نفسيات الرجال ....
أبي : صدقني إني لم أكن متعمدة .. كل مافي الأمر إنني قابلت اخو صاحبتي في السوق وتقدم إلي مصافحا فلم أشأ أن أخذله ..
_ لم تريدين أن تخذليه وهذه النتيجه !..
_ يا أبي أنها مجرد مصافحة .. أتضر ؟!!!
_ نعم تضر ... زوجك شاب أصيل يغار على حرمه وان كان قد تحرر مؤخراً إلا أنه يحتفظ بعاداته .. وقيمه ثم أنها قبل ذلك شرعاً لا يجوز ,,,
_ أووووووووه يا أبي يكفني هما وألما ..
نعم .. يا حسن .. يكفي ابنتك مابها وتأتي تزيدها ..
_أنتِ لا تتدخلي .. أفهمتِ ... لم يفسدها غير نصائحكِ الثمينة ...
_ أبي .. أمي ... كفى ... لا تتشاجرا بسببي .. سأصلح الموضوع ..بنفسي ..لا تهتما لشأني ,,,


حين ننرحلـ عن من نحب قسراً ..

نتركه وقد تركنا فؤادنا معه..

تتكالب علينا الآلام والأسى

يكسونا بالـ سواد ..



في الساعة 6 مساء .. هبطت الطائرة التي تحمل رباباً ..

وهاهي قد رحلت عن الأرض التي يتواجد فيها أحب الناس إليها ..

والدتها .. إخوتها.. وكل الأحبة ..

رحلت عنهم وقد تركت بعضهم دون وداع !



من بين الزحام وضجيج البشر استطاعت أن تميز هند ..

أكملتا سيرهما بعد طول احتضان وكلاهما تحمل في قلبها الشوق والمزيد من الأخبار التي تود أن ترويها لصاحبتها ..

لم تكفا عن السكوت طوال سيرهما في المطار ..

كانت هند قد قررت بعد إذن والديها أن تبيت عند رباب الأيام الأولى حتى لاتشعر بالوحشة وكي تأنسان ببعضهما ...




حينما ركبت السيارة مع هند وأيمن .. وساد الصمت المكان ..



تبعثرت الخلجات في قلب بعض أناس ..

آآآآآآآه كم أنا مشتاقة لهذا المكان .. لكل شئ فيه .. للشوراع والطرقات وللعمل .. بل حتى لضجيج السيارت المزعجة .. ههههههههه .. رباه كم أشعر بالراحة والسعادة .. الحمدالله على ذلكـ ..





سعاد لم يغادرها الحزن على سفر ابنتها رغم أنها تعودت على ذلك .. لكنه أمر صعب أن قطعة منها .. تختفي من عينها هكذا .

تشعر بالخوف عليها والألم لحالها ..

انتبهت لصوت الباب وإذا به زوجها يدخل ..

_ خيراً إن شاء الله .. لماذا هذا الحزن .. أهناك أحد مات ؟!!

أف .. كفانا الله شرك .. الناس تبدأ بالسلام وأنت تسأل إن كان أحد مات ..

اها عرفت .. لابد أن ابنتك المطلقة قد غادرت ..

نعم غادرت .. هي ارقص من الفرحة ..

حقاً .. جميل .. يبدو أن الصفعة وتهديدي لها .. قد أتيا بفائدة ..

ماااااااااااااااااااذا ؟!!!!!!!!!!!!!!!



_ الحمد الله قد وصلنا اسمعي ياربي لدي عدة مشاوير ..أقضيها ثم آتي عندك ..

_ أووووووووه يا هند ولم تأتي المشاوير إلا بعدي .. أجليها يوم آخر ..

لا المعذرة .. أنا مضطرة جدا .. لكن لن أتأخر ساعة .. ساعتان بالكثير .. ريثما ترتاحين وتربين أمورك أكون قد أتيت ...

حسناً .. أشكركما كثيراً لقد أتعبتكما معي .. حقيقة لا أعرف كيف أرد جميلكما ..



جدا .. جدا .. أتعبتنا .. هيا اصعدي للشقة لقد أطلنا الوقوف ..

ههههههههه حسنا ً .. إياك أن تتأخري ..صحبتكِ السلامة ..





في ذات المطار نفسه التي كانت قبل ساعه ونصف تتواجد فيه رباب .. هاهو خالد .. قادم ..

بعد سفرٍ طويل ...





ما إن فتح جواله حتى تفاجأ من كم الرسائل التي تنبئه عن المتصلين أثناء إغلاق جواله ..

امممم عشرون رسالة من رقم سحر ..

وثلاث رسائل من جوال ... والدة رباب .. غريب ماذا تريد ؟!!

ضغط بالمؤشر على رقمها :

وظل يرن حتى أجابت ..

_ آآآلو السلام عليكم ..

_ وعليكم السلام ورحمة الله ...

_ معكِ خالد .. كيف حالك خالتي ؟

_ الحمد الله ..

_ كيف أنت ؟

- بخير ..

أعذرني أن كنت قد أشغلتك يا بني .. لكن أود منك طلبا .. وسأكون مدينة لك ..

رباب ,, قد غادرت إلى شقتها اليوم وقبل ساعة ونصف وصلت ..أرجوك أذهب إليها طمأنني عليها .. لأنها ذهبت وهي مغضبه ..ربما تحتاج شئ .. صدقني يابني ليس غيرك أثق به واطمئن ناحيته ..

خالتي لكٍ ما طلبتِ وسبحان الله مصادفة عجيبة أنني في نفس المدينة .. وسأذهب إليها .. وأتفقد حالها .. لا تقلقي ..

_ جزاك الله خيرا يا ولدي ورحم أباك ..سأكون ممتنة لك كثيرا ..




لكم تتخيلوا شعور سعاد حينما اعترف زوجها وبجراءة انه صفع ابنتها ..

لقد تعبت وقتها وتحسبت عليه .. ولم تسعفها الدموع ..

والحزن ..



لذا خطر لها أن تخبر خالد وأن توصيه عليها .. فهي لم ترد أن تخبر فيصل .. لأنه ربما يسبب لها مشاكل مع ابنتها بحكم انه غير راضٍِ عن عملها هناك ..

ولم تجد غير خالد ..



[ لا تعجبوا من تفكيرها إن النساء وخاصة الأمهات حين تغلبهن العاطفة .. لا يحكمن عقولهن ]



كم تفاجأت حين دخلت شقتها .. رائحة فواحة .. زكيه وصلت إلى أنفها ..

وااااااااااااو .. ماهذا ؟!!

لقد وجدت شقتها تبرق من النظافة ..

وقد تغير ترتيبها عم كان عليه قليلاً ..

ابتسمت بعجب ..

لمااااااااااذا يا هند تحرجينني .. حفظك الله لي ..

كانت تعلم إن هند هي من فعلت ذلك .. لأنها تملك مفتاح آخر للشقة ..



شعرت بانتعاش .. وراحة نفسية ..

وتوجهت فورا إلى الحمام ... كي تأخذ لها حماماً باردا ..

ثم لبست بنطالا من الجنز مع بدي أحمر .. ثم تعطرت ووضعت ميك أب خفيف ..

وتركت شعرها الناعم الذي يصل لآخر ظهرها .. بكل حرية ..




لم أصدق إني وصلت للبلد .. فقد كنت متعباً ... ومنهكاً .. حتى فوجئت بطلب والدة رباب .. لقد كان صوتها يحمل حزناً شديداَ .. ربما حزينة على فراق ابنتها .. لكن غريب لماذا هي مغضبه ؟ّّ!!

في الأمر سر !!

زفر بقوة مازلتِ رباب تقتحمين حياتي دوماً بلا استئذان !!

لا أعلم ما شعوركٍ لو علمت بما أنا مقدم عليه ؟!!

سأمر للاطمئنان عليها ثم أسير لمنزلي ..

أعانني الله ..

..

_ ما هذا ياهند لقد مللت كثيرا لماذا تأخرتِ إلى هذا الوقت ....

ههههههههه رباب تحدثي بصوت منخفض لقد جلبت لي الصداع .. أنا قريبة من المنزل .. عشر دقائق وسأكون عندك .. هل ارتحتِ ..

حسناً ,,, لا تتأخري ,,



وبعد دقيقين إذا بالباب يطرق ..

_ ضحكت رباب وقالت بالهند أنها لاتكف عن حركاتها تقول عشر دقائق وهي بالأسفل ..

ثم ركضت باتجاه الباب وفتحته بسرعةتطايرت مع بعض خصلات شعرها الأسود وهي تقول :

هند أنت لا تتركين حر ك.......... ثم توقفت

تخيلوا إذا بالطارق ..خالد وليست هند !!

لقد صعقت وعقدتها المفاجأة .. دفعت الباب بسرعة و أغلقته ..

وهي تخفق بقوة والحرج يعلوها ..

رباه ,, انه خاااااااااااالد .. ماالذي أتى به في هذه الساعة .. يا فضيحتي كيف رأني ,, يالغباااااااااائي ..وأخذت تلوم نفسها


أما هو ظل واقفاً في ذهول يحاول أن يستوعب الموقف ..

أهذه رباب .. أم ملاك ....لا أصـــــــدق !!!!!!




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:24 PM




( 12 )



على عتبة الانتظار
تقاذفت بي خليط من المشاعر
ذهولـ
غليان
إعجاب
إرهاق
كل من مشاعري هذه
تزاحم أختها ,,
لتصل إلى قريب ما يسمى بالانفجار !!



مكثت دقائق انتظر رباباً .. تفسح لي الطريق
وكأنها سنين ..لطولها ..
بين وقفتي المنتظرة والماضي الحاضر ..
سبحت ..
وتساءلتـ
من أنتِ يا ربابـ ؟!
أحقاً أنتِ ابنة عمي الذي ما عرفتكِ إلا بعد رحيل والدي ,,
أحقا أنتِ من أوصى والدي بالزواج بكـِ ؟!!
أهي أنتِ من تنافس سحر دون أن تشعري ؟!!

أجيبي بربكِ قبل أن أفقد صوابي ؟!!!!!!










بعدما ارتديت عباءتي وأسدلت الغطاء على وجهي أذنت له بالدخول وتركت الباب مفتوحاَ ..
كنت خجله .. لا استطيع السير من رجفتي .. كلما تذكرت انه رآني بلا حجاب ..
أتفطر وألوم نفسي
وأنعتها بكلـ لفظ السبابـ
موقف لا يحسد عليه ....



أرسلتُ لهند أثناء ذلك بالجوال ..
( هند حبيبتي ادخلي البيت بهدوء وانتبهي فلقد فوجئت بابن عمي زائرا .. وان كان في الأمر حرج لك فانتظريني وأنني أفضل أن تأتي حتى لا تكون خلوة )
امم غريبة ما الذي أتى به في هذا الوقت أتمنى أن يكون خيراً ,, لكن كيف سأدخل عندها ولديها ابن عمها انه أمر في غاية الإحراج إن تركتها وحدها اعتبرت خلوة ,,
قطعت ترددي بـ هذه مثل أختي ولن أتركها,,






رباب : تفضل يا خالد أدخل ,,,,
خالد : أخيراً كدت أنام واقفاً
ابتسمت في حرج
( المعذرة فزيارتكـ مفاجئة ومحرجة في نفس الوقت )

خالد : أعلم بذلك ولكن الضرورات أحيانا تقتضي ذلك وثم إن أمكِ أوصتني عليكِ ,,
رباب : من .. أمي !! ... كيف ؟!!
خالد : غريب ليس لديكِ علم بذلك ؟!!
رباب : لا ليس لدي علم بذلك ,,
خالد : يا لحنو الأمهات لقد حادثتني وكانت في أشد القلق عليكِ ,وطلبت مني أن أطمئن عليكِ ,,,
رباب : وبدون شعور ( يا حبيبتي يا أمي حفظكِ الله لي )
خالد: كيف حالكِ يا رباب ؟
رباب : بخير الحمد الله ,,, لا أشكو بأسا ,,,
خالد : بل على العكس أشعر أن هناك بأس وأمور أخرى تعترض حياتكِ ..
رباب : ( بعد طول غيبة وقلة سؤال يأتي ويقول أشعر أن هناك أمور في حياتك يا لبروده )
لا الحمد الله أعيش بخير وطمأنينة ,,
( انتبهت لهند التي دخلت بهدوء إلى الحجرة الأخرى )

خالد : أتمنى ذلك ..

رباب : اعتذر بشدة على الموقف الغبي الذي تعرضتَ له ,,, كنت انتظر صديقتي وقبلها بدقائق أخبرتني أنها قادمة فظننتك هي
خالد: حقا موقفكِ كان غبيا لآخر درجة ..ماذا لو كان رجل غريب وفتحتِ له الباب ,, سيظن بكِ السوء ,,,
لكن بصــــــــراحـــــــة { وابتسامة آسرة بدت على محياه }
لم أكن أعلم أن زوجتي وأم أبنائي في المستقبل تملك هذه النعومة والجاذبية ..
رباب : [ كساها الحرج والحياء واحمرت خدودها }
أولا .. الحمد الله أنه لم يكن الرجل إلا أنت ,,, فأنا قد تلقنتً درساً قاسياً .. وثانياً,, كيف خمنت أني سأصبح زوجتك وأم أولادكـ ؟
خالد : ماذا تعنين يا رباب ,,, هل غيرتِ رأيكِ في ,, أم ماذا ؟
رباب : الآن بعد المدة التي مضت ,, لم تكلف نفسكـ السؤال عني أو حتى الاتصال ,, وتأتي وبكل أريحية تقول زوجتي وأم أبنائي ,,حقيقة أخشى على نفسى من تجاهلك مستقبلا ..
خالد : { وبنظرة حادة } وأنتِ أيضا لم تحادثيني وتطمئنين علي ,, حسنا تجاهلتك ,, لم أطمئن عليك ,, ألم يساوركِ القلق بشأني ,,,,

رباب : كيف تطلب مني أن أحادثك وأنت بالأصل لم تفكرفي ذلك
خالد: اسمعي يا رباب ,, أنت الآن في مرحلة من الغضب والتعب النفسي وكما أنني اشعر أن هناك ثمة أمر ما تعانين منه ,, لكن لن آخذ على كلامكِ يا ابنة عمي ,, سأترككِ حتى تهدئي ,,, ثم نتفاهم بشكل جدي ..

رباب :
لا أنا أعني ما أقولـ يا ابن عمي ,,

............... التزمت الصمت وشعرت أنه محق بحديثه ,, أغمضت عينها ودمعات تفر من عيونها ,,

ثم نهضا واقفاً
خالد : رباب هل ينقصكِ شئ أو أمر ٍ ما ,, ؟
رباب : شكراً .. لا ينقصني شئ ,,
خالد : رباب وضعكِ هذا لن يطول أسمعتِ ,,
رباب : أرجوك لا تكلف نفسك فوق عناءك ولا تحمل همي ,, فأنا بأفضل حال وأنعم عيش .. ولستً في حاجة إلى أحد ..
خالد: وإن كنتُ أنا ؟!!
رباب : وبثقة قالت نعمـ ..

خالد : { مبتسماً بغيظ } سنرى يا رباب ,,,

ثم نهض واقفا وسار باتجاه الباب ,,,ثم ظلت رباب واقفة في مكانها ,,

والتفت قبل أن يخرج وقال :
رباب ,, انتبهي لنفسك هذا الموقف لا يتكرر مرة أخرى ... لأنني حقاً أن رآك غيري سأفقأ عينيه ,,, ولوح يده مودعاً ..






.

.








أما أنا فلقد أصبت بالذهول وقفت لبرهة مشدوهة أنظر للباب ,,
وأقول .. ما هذا الذي يدعى خالد ؟!!!!
بارد .. واثق من نفسه لدرجة الغرور .. يأمرني وكأنني من أملاكه الخاصة ...
ثم فزعت لصرخة هند ,,,
ماااااااااااااهذا .. أوقعتِ في هواه! .. لم تخبريني أن لديك ابن عم وسيم كهذا ها ... أجيبي ..
رباب : هند أوووه نسيتك ,, سامحيني ,,,
هند : يحق لك أن تنسيني وتنسي اسمي أيضا ..
لكزتها رباب مع كتفها ... هنـــــــــــــــــــــــد
ماهذا ألا تعلمي أني حييه ,,,,
هند : (بابتسامة ماكرة) حــــــقا ..
رباب : هـنـــــــدلم أخبرك أرايتي غبائي وحمقي الى أين وصل .. ؟
هند : مـــــــــــاذااااااااااا فعلتِ ؟!!!!

.................................................. ...





خالد




بعد ذلك انطلق خالد بسيارته لـ أقرب فندق يستريح فيه لأنه فعلاً يشعر بالتعب والإرهاق ولا يستطيع مواصلة سيره نحو منزله ,,,,,


آه ... ماذا فعلت بي يا رباب .. نظرة خاطفة قلبت موازيني وشتتني ..
أشعر أن قلبي يخفق كثيراً .. يتخبط ..
لم أكن أعلمـ وأتخيلها هكذا ,,,

واسترجع صورتها في مخيلته ...

وأكثر ما أسره عيناها الساحرتان .. حينما تكحلها تبدو ساحرتان جميله .. وابتسامتها الآسرة
لستِ بذاك الحسن يا رباب ربما سحر تفوقكـ كثيراً .. لكنك تملكين روحاً جذابة .. وملامح لإنثى طاغية ,, في قمة النعومة ,,,

وانتبه من سرحانه ليجد نفسه واقف أمام الإشارة وقد تحولت للون الأخضر وأبواق السيارات تعج من خلفه
وضرب بكلتا يديه على مقود السيارة وهو منفعلاً ..
ماذا فعلتِ بي يارباااااااااب !!!!!!









وهناك حيث كانت سعاد تكفكف دمعها وهي تحادث أختها نورة
نورة : هداكِ الله يا سعاد ولم لمـ تخبري فيصل بذلك ؟
سعاد : لا إلا فيصل لأريده أن يعلم أنه متهور وممكن يؤذيها ويكفى ما وجدته من الظالم !!
نورة : ولم تجدي غير خالد .. لو علمـ فيصل لقلب الدنيا رأساً على عقب .. انه أمر في غاية الصعوبة تطلبين منه أن يذهب إليها وهي وحدها هناك ..أما فكرتِ بالأمر يا سعاد .. انكِ تسرعتِ ..
سعاد : بالعكس لم أتسرع .. انه الحل الوحيد .. بالله أخبريني من كان سيقف معي وقتها ؟!!
خالد ,, لا أخشى عليها منه فهو ابن يوسف يا نورة .. ثم أنه سيكون زوجها .. مستقبلا .. ولن أثق إلا به .. فهو متفهم جداً بعكس فيصل أعاننا الله عليه ..
نورة : لو كنت وقتها موجودة عندك لما سمحتُ لكِ بأن تحادثيه ثم سئلتِ نفسك هل فكر فيها هو ؟؟؟؟؟!!
نورة : { وقد شعرت أنها تمادت وكسرت خاطر أختها }
لكن لا عليكِ يا سعاد طالما انكِ مطمئنة لما فعلته فـ لابأس أذن .....
سعاد : لكن اجعلي الأمر سراً بيننا لا يصل الخبر لـ فيصل بأني أوصيت خالداً عليها ...

.
.
وبعد انتهاء المحادثة ..
سأل مؤيد والدته الذي كان للتو مستيقظا من نومه مالأمر (التقط آخر الكلام )
مابها خالتي سعاد ؟
( وداخله يرتجف يخشى أن يسمع خبر يؤلمه فوق ألمه )

نورة : مسكينة سعاد .. مبتلاه ... رباب سافرت فستستأنف عملها ..
مؤيد : أهكذا بكل بساطة تسافر الم تكن إجازتها شهرا؟!
نورة : بلى ولكن تشاجرت مع أبو محمد ,, ففضلت أن تسافر ,,
مؤيد : الأحمق .. السافل .. مازال هو لم يتغير طباعه ...
نورة : ولن تتغير طباعه ..
مؤيد : أمي الم أقل لكم أن الحل بيدي .. أتزوجها وأريح الجميع من همها .. أرجوك ساعديني .. أتوسل إليك ..
نورة : ( بنظرة حنونة وهي تمسك بكف مؤيد )
ولدي .. الم أخبرك من قبل أن هذا الأمر منتهٍ تماماً .. امحه من قاموسكـ ,,, صدقني لو كان لك نصيب بها لتزوجتها ,,
مؤيد : أمـــــــي .. أرجوكـ لم أعد أقوى على النسيان .. لماذا تيئسينني منها وهي بعد لم ترتبط برباط مع أحد .. لمـ يا أمي ؟!
ألم تعلمي أني أعاني إلى حد الوجع من الشوق لها .. أبيت ليلي وأنا ساهمـ فيها وكيف الوصول اليها .. تعبت .. تعبت .. ياأمي ..
نورة : أنا أعرف باالذي تعانيه أنني أم ..أتعلم ماذا يعني أم .. بنظرة منك أعلم بماذا تفكر .. أعرف إن كنت سعيدا .. مهموما .. صدقني ولكن .. أنها لابن عمها أتفهم ..,,
مؤيد : لااااااا لن يأخذها ولن يتزوجها أحد غيري .. هذا حبي وسأدافع عنه بقوة ..
نورة : { بضحكة سخرية } تقول كلامك وكأنك ستخوض معركة حربية .. أين عقلك .. ماذا دهاك .. ؟!!!
مؤيد : نعمـ يا أمي أنا سأخوض معركة .. فيها نصر وخسارة ,, آآآآه لمـ يعد فيً عقل ولا بصيرة ..
نورة : ( وفي نفسها كيف لو علمت أن خالد زارها ماذا ستفعل ..كفانا الله الشر )
مؤيد : أنا ذاهب ياأمي ,, مع السلامة ..
نورة : إلى أين يا ولدي .. لا تذهب وأنت في هذه الحالة ..
مؤيد : دعيني يا أمي .. إنني أشعر بالاختناق .. عساي أن أموت وأرتاح ..مع السلامه ,,
نورة : أعوذ بالله من الشيطان الرجيمـ .. حفظك الله من كل سوء .. وأبعد عنا ذكر الموت !
( ليتنا ما عرفناك يا رباب )




يا هوى أَحِرق جوفي ..
احرق كلي ..
روحي
جسدي

وامنحني القرب من سيدة قلبي
ارحمـ أيام الشوق
وسنين الانتظار
ولهفة المشتاق
وصد الحبيب
.
.

{من الآن سوف أحزمـ الأمر وأنهي فصول عشقي }

نظر في ساعته فوجدها .. التاسعة .. يبدو أن الوقت غير مناسب ..

( وإن غد لناظره لقريب )








هند والرباب لم تكفا عن ثرثرتهما طوال الوقت .. كأنهما يريدان أن يُفرغا مابـ جعبتهما من أفكار وحديث بل حتى وخواطر ...

هند : اممم حقيقة موقفكـ يا رباب ,, كان محرجاً.. ثم ( غمزت بعينها ) ومن يدري ربما الأخ خالد .. يتحركـ ويعجل بعد هذه النظر ة لا أظن أنه سيصبر بعد اليومـ ..
رباب : تقولين ذلك وكأنني فاتنة الكون وجميلة الجميلات ,, ثمـ ما هذا أعان الله هيثمـ عليك فأنتِ جريئة ...
هند : ههههههههههه صدقيني يا حبيبتي أنني عند هيثمـ أبدو هكذا ,,
{وأخذت تمثل على أنها في شدة الحياء }
رباب : ههههههههههههههههههههههههههههههه آآآآآآه يابطني أشعر بالألمـ ... حقيقة أشك في مدى صدق حديثك ..
هند : رباااااااااب ... ياغيظي منكِ ..
رباب : آه ياهند لو تعلمين أي عذاب .. وأي وجع أحُسٍِ به ..
هند: ولهي عليك يا حبيبتي .. وما الذي يكدرك ..؟
رباب : كل شن.... بداء من مصيري بخالد .. ثم ابني خالتي الهائم بي .. وبأخي اكتشفت أنه يدخن !

هند : لا عليك .. صدقيني كل منا فيه من الهموم .. مايكفي .. لكن بالصبر نتصبر ريثما يفرجها الله لنا ..
رباب : ما رأيك بخالد ؟!
هند : امم أشعر من كلامه أنه رجل .. متفهم .. حنون لا أدري لماذا .. في نبرة صوته حنان جاذب ..
رباب: لكن لماذا تجاهلني في تلك الفترة الماضية أنني يؤسفني هذا ..
هند : ربما هناك أمور أو أشغال .. شغلته ..
رباب : ( بسخرية ربما )
.
.
.



قضيا وقتهما بسعادة فقد تناولتا العشاء الذي جلبته هند معها ومن المطعم الذي تفضله رباب .. حيث شهرته بطهو الشطائر اللذيذة ..
















رغمـ التعب والإنهاك لمـ يأخذ راحته في نومه .. أخذ يتقلب على السرير يمنة ويسرة وهواجس سحر والزفاف ورباب تشوش عليه .. حتى أصابه صداع .. فنهض بعد خمس ساعات من النوم غير المريح ..

سار نحو الشرفة بتململ .. تأمل البدر ..المتوسط كبد السماء .. تراءت له صورة سحر شعر بشوق وحنين جارف ..
لكن سرعان ماخبا هذا الشوق حين تذكر .. ما فعلته ,,,
وكأنه شريط يمر من أمامه
( طمعها – استغلالها – عصيانها لأمره .. عنادها )
فزفر مغتاظاً ,,,
وهمس
حقاَ إن الزفاف بعد غد .. أنني حقا متسرع صدقت يا والدي حينما قلت ذلك .. تباً للعجلة ما أقبحها ..
ففكر طويلاً فوجد أن هناك أمرا أهم من الزفاف يتحتمـ عليه المسارعة بتنفيذه ,.

فكرة أن رباب تعيش لوحدها تؤرق مضجعه .. فهو يشعر في قرارة نفسه أنه مسئول عنها .. مايمسها يمسه ..
فهي عرضه وشرفه ,,,,,
وقبل ذلك كله هي
{ وصية والده الحبيب }
اهتز جواله اثر صوت رسالة كان متأكدا أنها من عند سحر ,,,

( خالد .. ما الذي فعلته كيف تسافر قبل الزفاف .. ألهذا الحد أنا رخيصة عندك)


( ليس يعني أني أحبك أن تلقى بمشاعري عرض الحائط ... الزفاف سيتأجل ,,, هناك أمورا مهمة تلزم مني التفرغ لها في هذه الفترة .. ودعي اخو صاحبتك ينفعك )

دقائق وإذا بجهازه يرن تقدم إليه بكل برود وأغلقه ,,,





















وهناك في تلك الشقة الصغيرة ..
هند : المـ تخبريني عن سمر كيف هي .. لقد أحببتها جدا هذه الفتاة ..
ثمـ ضحكت لمنظر رباب ( تغط في نومـٍ عميق وهي جالسه ... وشعرها متناثر حول وجهها )

رباب .. استيقظي نامي في سريركـ هههههههههه ..
ثم انتبهت رباب ,,
ها .. هل نمت أنا ؟!
هند : نعمـ وأزعجني شخيرك المتواصل ,,
رباب : ماذا .. أوه آسفة يبدو أن التعب قد بلغ مني مبلغه ..
هند : هيا نامي .. ولا .تكري بشاني .. سأغسل الأطباق ثم
أفتح منتداي المفضل ,,, ثمـ أنام ..
رباب : ( غمزت لها ) تعنين منتدى هيثم أليس كذلك ؟

هند :هههههه وهل في ذلك شكـ ..هيا نامي ..
رباب : حسناً (وتثاءبت ) تصبحين على خير..






كان رغمـا عن إرادتي أن تمر صورته في بالي
رأيت طيفه وهو يبتسمـ
وهو يلوح بيده إشارة الوداع .. وابتسمت
ثم استغرقت في نومٍ عميقـ




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:25 PM



الساعة الخامسة مساء من الغد
طًرق منزل خالد ..
الطارق : هل خالد موجود ؟
الحارس : لا .. ليس بموجود ..
الطارق : متى يكون موجودا ؟

الحارس : لا أعلمـ هو منذ فترة مسافر ..
الطارق : اها .. شكرا .. إذن ..

ابعد أن تكبدت مشوار نصف ساعة أجده غير موجود !
لا بأس سأعود مرة أخرى ... لأجلكِ يا فؤادي سأسعى ..













وفي الغد هاتف خالد سعاد ..
وبعد إلقاء التحية والسلامـ
خالد: خالتي سعاد .. حقيقة أن حال رباب ومكوثها وحدها أمر لا يعجبني .. الحياة لمـ تعد آمنه ..
سعاد : نعمـ يا يا ولدي بربك هل تظن أنني مطمئنة لهذا الأمر أنني في أشد قلقي عليها .. ولن أرتاح إلا حينما تكون في بيت زوجها .{ اللبيبُ بالإشارةِ يفهمـ }
خالد : صدقتِ ولذا فإنني اطلب أن نعقد القران ونتزوج .. في أسرع وقت ..

سعاد : منذ زمن وأنا انتظرك أن تبادر فا ابن خالتها كان يلح علي بالزواج بها ,, ثـم أني سأرى رأيها .. وأوفيكـ بالـرد القريب ,,
خالد : حسنا وآمل أن لا تتأخري يا خالتي ,,,
سعاد : لن أتأخر بإذن الله ..






.................................................. .......













يارب لك الحمد والشكر ها قد تحقق أملي بأن تتزوج ابنتي وتستقر ومع من أثق به ...
يارب أتم هذا الأمر على خير ...

رباب : ولكن يا أمي لماذا هذا التسرع لمـ أكد أذهب إلى عملي حتى يفاجئني بهذا الموضوع لمـ لا يؤجله لفترة .. أنا غير مستعدة إطلاقاً ..

سعاد : رباب .. لا تغضبيني .. لو تعلمين قدر فرحي وسروري لأحجمتِ عن هذا الحديث .. رجائي يا ابنتي أن ترضي أريد أن أطمئن عليك ..
رباب : يا أمي .. يا عزيزتي .. صدقيني .. أنني راضيه لكن ليش في هذا الوقت ..
سعاد : رباب .. أنا لا أحب أن أكُرِهك على أمر لا ترغبين به ..
لكن هذا الأمر اسمحي لي .. سترضين به .. إن كنت أعني لك شيئا فلا ترفضي ,,,
رباب : حسنا يا أمي لا جلك فقط ... رضيت ..
سعاد : وبفرحة عارمة .. بارك الله فيك .. بارك الله فيك ..

...............................










رباه .. قدمـ لي الخير ويسره لي .. انك تعلمـ إنني ساءني ماهي عليه رغمـ أن قلبي في واد آخر ,,

لا يعلمـ أيشعر بالفرحة أم بالحزن ..
كان في داخله فرح لأنه اتخذ خطوة صائبة في تحقيق وصية والده ..
وفي نفس الوقت حزين على أنه أجل زفافه من سحر ,,,,
التي ما أن علمت بـ خبر التأجيل حتى انهارت وتعبت نفسيا .. لكن ذلك لمـ يشفع لها عند خالد.. لأنه قرر ولن يثنيه عن قراره وجعها أو أي أمر آخر ..








...................................



الآن رباب حزينة ومتجهمة وبجانبها هند تواسيها ,, وتهدئ من روعها ..
هند بابتسامة فرحه ) لا أصدق أن حبيبتي رباب ستتزوج .. من ذاك الوسيمـ ..إنني سعيدة لأجلك ..
رباب : أشعر بالغيظ يا هند .. الأمر مفاجئا لي ..ثمـ إني أعتب عليه تجاهلي في تلك الفترة الأمر الذي يشعرني بالخوف على مستقبلي معه ... بعد أن كنت راضية تماما ,,
هند : رباب لا تجعلي الأفكار السوداء تعشعش في بالك انفضيها ..كل ما تتحدثين عنه وهم .. وما يدريك أنه تجاهلك .. التمسي له عذرا .
رباب : .........................









عادت رباب لعملها وتناست كثيراً من همومها ..وقد كانت فرحة صديقات المهنة كبيرة ..
حيث عملن لها احتفالاَ جميلاَ بمناسبة سلامتها وعودتها ..
حتى مديرها الذي لمـ تره سوى متجهماً .. يبدو متغيراَ في خُلقه
وقد مضى لعودتها لعملها أسبوعان .. مرت كسرعة البرق ..

حتى فوجئت ذات يومـ وهي منهمكة في عملها بصديقتها سناء تخبرها أن هناك شخصاً ما يسأل عنها !!!
















حسنا يا سناء سآتيه الآن فقط أنتهي مما في يدي
وبعد دقائق ذهبت إلى صالة الانتظار ..
مؤيد؟!!!!
نعم .. مؤيد .. يا رباب .. كيف أنتِ ؟
( كان في أسلوبه معي لهفة واضحة وعتب ولوم )
الحمد الله .. ولكن ما الذي أتى بكَ في هذه الساعة أهناك أمر جرى .. هل أمي بخير؟؟؟
نعمـ هي بخير .. اطمئني .. لا تقلقي .. أتيت لأطمئن عليك ..
وبشك أكـــــــــــيد ؟
نعمـ وأقُسمـ بذلك ..
هل المكان آمن .. فلدي حديث .. قصير ..

امم .. المكان آمن لكن عذرا لن أسلمـ من الأقاويل والافتراءات ..
تفضل .. اجلس ..
رباب .. أحقا ما سمعته انك ستتزوجين بـ خالد ؟
نعمـ يا مؤيد ..
ولمـ يا رباب ..لماذا خنتينني ..
مـــــــــؤيد ..كيف أخونك ..هل هناك أمر بيننا حتى أخونك ؟ّ!!
نعمـ أمر قديمـ ... قديمـ جدا .. أنسيتِ ؟!
كان ذلك .. عبث مراهقة ..
أتًسمين حبنا .. ذكرياتنا معاَ ...عبث مراهقة .. فسري ..حبي لك حتى هذه اللحظة ماذا يعني .. عبث مراهقة ؟!!
أرجوك .. يا مؤيد .. لا تزد الجراح .. وتذكر أننا في مكان عام وهذا ما أهمكِ ؟!!
مؤيد .. إنني احترمك وأكن لك معزة خاصة عن الغير..ولم أنسى أيام الطفولة التي جمعتنا معا .. لكن .. إرادة الله تحيل بيني وبينك ..
رباب .. مازال الأمر في يدكِ .. بإمكانكِ رفضه ..
لا .. ليس بإمكاني .. إنها وصية عمي رحمه الله ,, ويؤسفني أن أخذله .. ولذلك عهدت على نفسي أن لا أخذله .. لأنه ذا يدٍ علي وفضل ,,
أهذا آخر كلام عندك ؟!
( أشحت رأسي إلى الجهة الأخرى )
نعمـ آخر كلام عندي ...سامحني .. وتأكد أنه ليس بيدي .. ولو كان بيدي لما اخترت غيرك ..لأنني اعلمـ أنه لن يُكرمني أحد غيرك ..
منذ وقت طويل وأنا أكابد أشواقي لك وحينما تزوجتِ ضاقت بي الدنيا واسودت في وجهي ,, وحينما تطلقتِ انقشع ذاك السواد وحل محله الأمل ,, والفرح .. كان هناك في خاطري حديث كثير أود أن أقوله لك .. ولمـ تحن الفرصة .. لكن صدمتي بقبولك بخالد حتما ستقتلني ,,

نطقت { وأنا أجاهد دموعي أن لا تخرج }
مؤيد .. أرجوك الحياة فرص وستجد ابنة الحلال التي تُسعدك فقط أمنح نفسك فرصه ..

مستحيل .. اعتبري كأنني ما جئت إلى هنا ,, واعتبريها المرة الأخيرة التي أراك فيها ,,
ثمـ { نظر طويلا وأخذ يتأملني وكأنه يملأ عينه مني .. وفي عينيه حديث ظاهر للعيان }

التزمت الصمت ثمـ نطق
رباب ,, اعتبرينا إخوة وإن احتجتِ إلي فلا تتواني عن استدعائي ستظلين بقلبي للأبد ,, من قلبي أتمنى لكِ التوفيق ,,

شكراً ,, يا مؤيد .. شكراَ ,,
وتركته وأنا لا أرى ما أمامي من دموعي فلقد أثر بي جدا ’’
خذلته ,, خذلته وأحرقت قلبه ,,,
طلبت أن أستئذن من دوامي وسط الأعين المستغربة التي تحدق بي
كنت أقول في نفسي خسرتِ من كان يحبك وظفرت بمن لا يحبك ولمـ يكن لكِ أية مشاعر تُذكر ,,,





هاتفت هنداً وأخبرتها بما جرى ,, فحزنت هي الأخرى ,, وكانت إجابتها مطمئنة لي ,,مهدئة للعاصفة التي اجتاحتني ,, هي خيرة من الله وهو النصيب ولو أراد الله لكِ اجتماعاً به لجمعكما

ثمـ أنهيت المحادثة وكأن هما مثل الجبل انزاح عن كاهلي
.

.








مرت الايام رتيبة مملة .. مابين انشغالي بعملي وأحيانا اذهب مع هند للسوق لكي تتبضع فزفافها على وشك .
أو أنهمك في عالم النت وأبحر فيه ..
وقد سجلت في منتدى راقي باسمـ (الحمامة التائهة )
انقطعت عني أخبار خالد الفترة الماضية ولم أجرؤ على السؤال عنه ..

حتى كلمني بالأمس ..
خالد : ما رأيكـ أن يكون الزفاف في مستهل الشهر القادمـ ؟
رباب : بهذه السرعه ؟!!
خالد : هههههه وما بك خائفة ..يا عروستي
( ارتبكت وتلعثمت )
لا لست خائفة أبدا .. لكن عملي لا أستغني عنه وتعلقت به,,
خالد: امم عملك لا مشكلة .. سأنقلكِ بالقرب من منزلنا مستقبلا مع إنني أود أن تتركيه لكن أنت ورغبتك ..
رباب : اممم مستحيل أترك عملي يا خالد أرجو أن تتفهمـ هذا الوضع ..
خالد : حسنا .. لا بأس ..وما رأيك أن نعقد قراننا هذه ال
يومين ؟
رباب :.. ليس هناك حاجة لعقد القران والزفاف قريب ..
خالد : أنا راغب جدا بأن نعقد القران هناك أمور أود إخبارك بها ولا يتحقق ذلك إلا من خلال عقد القران حيث لا مشكله ..ولا حرج

رباب : وهذه الأمور لا تستطيع إخباري بها الآن أو بعد الزواج ...
خالد : لا أبدا يلزم لها جلسة ...
رباب : سأفكر بالأمر ..
خالد : حسنا ...
انتظر ردك .. ولا تتأخري ,,














في رجوعي لبلادي خيرا لي .. فقد استقررت نفسيا وفكرت بهدوء بعيدا عن العاطفة والقلب .. على رغمـ أشواقي التي تداهمني فجأة لكنني أتجاهلها .. حتى لا أفسد كل شئ
عاودت إلى الإشراف على تجارة والدي التي صارت لي .. وبحثت عن وظيفة فوجدت وظيفة مرموقة في شركة كبيرة تناسب تخصصي .. فكان هذا الأمر سعادة لي واستبشارا برباب ..
وقد قمنا أنا وخالتي لطيفة التي سررتُ أيما سرور .. بخبر زواجي من رباب ..
بـ أعادة ترتيب حجرتي لكي تلائمـ عروسين اخترت في تأثيثها باللون البنفسجي الغامق الذي مزجته بـ بالألوان الفاتحة الذي أخبرتني خالتي أن رباب تعشق هذا اللون بجنون ..
وكم كنت أتألمـ في داخلي أنها ليست العروس سحر من بنيتُ أحلامي معها ..من رسمنا أمنياتنا معاَ .. أحلامنا .. تطلعاتنا ..بل حتى وأسماء أبنائنا ..
شهدت معها عنفوان الحب وأوجه .. شهدت معها همسات الغرام واللحظات العذبة ...
والآن رباب من دخلت حياتي فجأة ستدخل حياة سحر فجأة ,,












انتهت سعاد من صلاة العشاء وأخذت تسبح وتستغفر وتذكر الله وتبتهل بأن يحفظ أبنائها وخاصة رباب .. وأن يحل عليها توفيقه وبركته ...ثمـ خطر لها أن تكلمـ فيصل بشأن ابنتها فطلبت من الحضور عندها ,,
,
شعرت هند بتململ فقررت أن تزور رباباً ,, نصف ساعة وهي عندها ,,,

وبعد السلام والترحيب والأخبار السريعة ,,

رباب : أما علمتِ أن زواجي في مطلع الشهر القادم ,,
هند : حــــــــقـــــا .. مبرووووووووك يا عزيزتي يبدو أنكِ ستسبقينني للقفص الأسود لا اقصد الذهبي ,,
رباب : ههههههههههههه ولم هذا التشاؤم يا فتاه ,,
هند : ابنة عمي تطلقت بعد صراع مرير مع زوجها والأخرى تعاني من زوجها وتسلطه عليها ... وابنة جيراننا
رباب : هــــــــــــنـــــد صه كفي ما هذا .. لا تجعلينني أغير رأيي ..
هند : لا إنها تجارب فقط ..وأسأل الله أن لاتعمـ علينا
رباب : لقد عمت علي وطمت من قبل ..
هند : ولكنك خرجت منها ولله الحمد سليمة وسينسيك خالد ذاك السافل وما ذقتيه
رباب : إن شاء الله .. لمـ أخبركِ أنه طلب مني عقد القران هذه الأيام ..لكنني طلبت منه أن أفكر في الأمر
هند : ياغبيه تفكري في ماذا لا تدعي الفرصة تفوتكـ إنها حقا أجمل الأيام لا تعوض .. صدقيني .. تتعرفان على بعضكما .. ويحدث بينكما الانسجام والتقارب ..
رباب : لكن
هند : لا لكن ولا غيره .. اخبريه انكِ موافقة .. على ضمانتي ..
رباب : ههههههههههه هل هي تجارة أو بضاعة حتى تكون على ضمانتك ..
هند: بل عقد زواج سعيد ...
رباب : حسنا .. سأخبره الآن .. كي تفرح أمي أيضاً ..أشكرك يا صديقتي كنتُ في حيرة وتردد لكنك شجعتِني ..




وتقرر عقد القران يوم الخميس أي بعد ثلاثة أيام ..
(13)
بعد القرار المفاجئ لعقد القران .. أصبحتُ لا أهنأُ بنوم ولا أتلذذ بعيش فجل وقتي متوترة .. ووجلة .. كأنما هي ساعات .. وتُزهق روحي ..حاولت أن أتأقلم مع الوضع إلا إنني فشلت ... فصورة خالد تمر من أمامي طيلة الوقت .. وكاد يصيبني بالجنون التساؤل الًملح ..ترى هل نتوافق معا أم لا ؟
وكيف ستسير حياتنا مستقبلا ..؟
لم يخفى علي فرحة والدتي الكبيرة بـ الخبر الذي على حد قولها سعيدا ..كانت متحمسة بينما أنا أمامها أبدو بلا حماس .. فهي تخطط كيف يكون لباسي وماذا افعل وماهي الترتيبات اللازمة .. كأنما هي المرة الأولى التي أتزوج فيها .. وقد آلمني ذلك حقا .. أنه يشعرني بالنقص والضعف .. كيف يمكن لفتى .. أعزب .. مرغوب ومطمح لآمال الفتيات مثل خالد أن يقترن بقتاه مثلي ؟!
لازالت ذكريات الماضي تحاصرني وتعيش جزأً كبيرا في قلبي .. تلك الذكرى رغم قصرها إلا أنها تركت في داخلي .. أثرا لا يمحى وشرخا في فؤادي ..






لكم تتخيلوا مشاعر عروس كانت تعقد الآمال لحياة سعيدة تحفها طيوف الهناء والبركات ..وإذا بها تفاجئا بعكس ذلك تماما .
- أتريدين كأسا من هذا ؟
- وماهذا لا لا تقل لي شراب تفاح فأنا لا أستسيغه ..
- ههههههههههههههههههههههه يالبراءتك أي تفاح يارباب ..انه أتريدين أن تعرفي ذوقى ..
- ههههه وماذا يكون إذن ,,
- تذوقي وستعرفين ..
- حسنا لقد شوقتني لأن أذوقه..
قربت الزجاجة من فمها وقد تذوقت طرفا من العصير ..
ر
ماهذااااااااا الطعم الغريب .. وركضت الى الحمام لكي تخرج ما بتلعته ..
بينما ماهر يقهقه بأعلى صوته وبدو مستمتعا بما حدث ...
_ ماهذا الشراب المرير المذاق كيف تستسيغ شرابه لقد أصابني بالغثيان ..
_ هههههههههه يا مغفله انه ...................
_ ماذا ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بأي لغات العالمـ حينها نصف شعورها ... نصف الهلع الذي اعتراها ..
أأنا أذوق أم الكبائر بيدي هاتين ..؟!
لااااااااااااااااااااااا
مازالت عروس خضابها لمـ يمح .. وفرحتها لمـ تنطفئ ..

ثمـ تكتشف أن زوجها مدمن خمر !!!!!
وهذه أولى المصائب التي توالت علي من المدعو ( زوجها ) ..

والأدهى أنه لا يصلي بتاتا ..
ثمـ تفاجأ بكم العلاقات بينه وبين فتيات الحرام ..
وهي لمـ يمضي عليها شهران فقط على زواجها ..

( تتمزق بمرارة وتتعذب بصمت ما الذي ينقصني حتى تكون له علاقة بتلك الفتيات ..
لم يدر بخلدها إن هذا مثل الداء إذا استشرى بصاحبه فأن لن ينجو منه بسهولة ..
كنت وقتها أتشبثُ بخيط ضعيف .. وأمل ضئيل أن يُقلع عما هو فيه لكن الأمر ازداد سوءاُ بأنه وصل إلى مرحله لم أحتمل السكوت عليها ,,
رعب .. هلع ... إحساس بعدمـ الآمان .. وأنني مع نصف رجل !!
.
.


قدم إليها فيصل بعدما دعته لتناول القهوة معها وهي تدعو الله أن يلين قلبه ويهديه ..
(أخذت تتأمل أخيها الشاب .. الموفور الحيوية والشباب .. والذي زادت وسامته في الفترة الأخيرة )
ولم تخفى عليه لمعة الإعجاب في عيني أخته ..

_ فيصل يا أخي ماهي مكانتي في فؤادك ؟
_ أو تسألين عن مكانتك عندي وهل هذا يحتاج لسؤال ؟!
_ أعلمـ ولكن أريد أن أطمئن ..
( وتساؤلات تدور في رأسه ماوراء هذا السؤال .. ( إن كيدكن عظيمـ )
أنت أختي العزيزة ومكانتك في أقصى القلب ويعلم الله أن لكِ مكانة من بين أخواتي يا سعاد ..
_ بارك الله بك يا فيصل هذا ما عهدته منك ..أنت الآن تتساءل ماالذي يدور خلف هذا السؤال وهذه الدعوة التي دعوتكَ إياها ..
_ تماما ..
- رباب
- مابها ؟
- يؤلمني حالها ويقلقني أمرها .. أنت تعلمـ ما عانته قبلا وما تعانيه الآن ..
- نعمـ أعلمـ أعانها الله ,, ولكن ما دخل رباب بهذا ..
- رباب .. خطبها ابن عمها خالد وقد أبدت موافقتها ورضاها .. وأنا لا مانع عندي من هذا الموضوع بل على العكس أنني أتوق لذاك اليوم الذي تزف فيه إليه..
- وللمرة الأخرى لم تعلماني بشئ ,, لست أدري ما قيمتي عندكما إذ تقرران أموركما ..كيف شئتما ..!
- لا يا فيصل ومن قال لك ذلك .. لم نقرر بشأننا بل أنت لك الرأي يا أخي ولكن كما تعلمـ هي وصيه وستنفذها ..
- هي ليست مجبرة بتنفيذها ..
- بل يا أخي الواجب يحتم عليها فعل ذلك كما تعلم أن لعمها معها وقفات ولقد رجاها أن تتزوج ابنه ,,
أرجوك يا فيصل كن لنا معينا .. لقد أهمني أمرها حتى كدت ما أشعر ليلي من نهاري .. يجب أن تقف معنا ..
- ومؤيد ؟؟
- مابه ..
- كيف سمح لك قلبك أن تزوجيها من غيره بينما هو يهيم بها ..
- يا أخي هو النصيب ..
- حسنا وماذا تريدين مني بعد أن قررت وحزمت أمرك ؟
- أريدك أن تقف معنا أريدها أن تشعر بأن هناك رجلا تحتمي خلفه ..وأن تبدى موافقتك ..
- حسنا ياسعاد سأفعل ما تريدين رغم إنني لست مقتنع بهذا الأمر لكن دامت هي رغبتكما فلا مانع عندي ...
- جزاك الله خير ا يا أخي لقد أسعدتني جدا .. انزاح عني نصف الهمـ
- اووووه ألهذه الدرجة ؟
- وأكثر لو تعلمـ ..
ثم استغرقا في الأحاديث عن عقد القران والزفاف ..
على الرغمـ البرود الذي ساد الجو من جهة فيصل ,,




لا اعلمـ في هذه الأيام أأسر أم أحزن ؟! .. أطير فرحاً أمـ أموت كمداً ؟!.. وما يبعث لي بعض الطمأنينة أنني خطوت خطوة إلى الأمام في تحقيق وصية والدي ,, أجزمـ لو كنت في غير هذا الموقف لكنت أسعد البشر لكن كونها أمر جُبرتً عليه يُشعرني بالخذلان ..
هاهي ورقة الوصية بيدي أعيد قراءتها كلما شعرت بالفتور والحنق حتى تخلق فيً روح الحماس والرغبة والمبادرة بتحقيق الوصية في أقرب وقت ممكن ,,
( ولدي خالد أرجو منك أن لا ترد وصيتي التي هي آخر رجاء أرجوه منك ..تزوج رباب ابنة عمك فأنتما مكملان لبعضكما كلاكما يعاني الوحدة والفرقة .. واني أراها تناسبك جدا ..فأوصيك بها خيرا ..
يابني ربما قد تغضب من هذه الوصية وربما يصيبك النفور لكن ضع مشاعرك جانبا ونفذها على ثقة بأن تسعد بحياتك ..
أوصيك برباب خيرا )

سالت من عينه اليمنى دمعة يتيمة .. كم يشعر بالشوق لأبيه .. مازالت ذاكره وطيوفه ترفرف في مخيلته ولأنه رجل فقد غشى هذه المشاعر با التجلد بينما في داخله يكاد يصرخ من شوقه .. من إحساس الفقد المؤلم .. من الوجع الذي يغلفه .. ولو شاء لبكى مدادا وأنهرا لكنه الصبر ..

ولأنه رجل عيب عليه في قاموس الرجال أن يذرف دمعة واحدة وكأنهمـ متبلدون بلا مشاعر ..

{ جمعني الله بكما يا والدي في جنان الخلد }




هند ورباب ذاهبتان إلى السوق كي تقتني رباب فستاناَ لحفلة عقد القران وهند متحمسة جدا كأن الحفلة لها ..

- رباب انظري إلى هذا الفستان الأسود انه جدا يبهر مار أيك فيه ؟
- اممم ولكنه يبدو عاريا .. وقصيرا ..
- أي عري يافتاة أنت ستقابلين زوجك .. وغمزت لها يجب أن تبهريه من أول وهلة ..
- ههههه لا لن اقتنيه أنا أخجل من ألبس بهذا الشكل ..
- أوووووووف رباب لا تكوني عنيدة ..صدقيني انه جدا جميل ..
- لا اااا ..دعينا ننظر غيره ..
- أمرنا لله لقد كلت قدمااااااااي ..
.

.

وبعد ساعة
- أرأيت لمـ نجد أجمل من ذاك الفستان الأسود دعينا نعود إليه ..
- وهذه فكرتي أيضا لقد تعبت من المسيـــــــر ..
- الآن تقولين دعينا نذهب إليه .. الم يكن من البدااااااية ؟

وبعد أن انتهيا من شراء توابع الفستان عادتا إلى منزل رباب ..

وحينما ارتدته صفرت هند بإعجاب .. ويلاه ماهذا تبدين كإحدى نجمات السينما .. ياالهي ارحمـ حال ذاك المسكين أجزم انه سيقدم موعد الزفاف إلى الأسبوع القادم
_ ههههههههههه هنــــــــــــــــــــــد ماذا تقولين أنت؟
- أقول الصدق يا فاتنة ..
- اف ولكنه قصير وعاري . لا أستطيع لبسه هكذا ..
- ربااااااااااااه سأجن منك ..وماالضير في ذلك .. انه زوجك ياحمقاااااااااااء ..
- وحتى إن كان زوجي امن أول لقاء يكون فستاني هكذا ماذا سيقول عني؟
- رباااااااااااب .. وليقل ما شاء .. لا تنسي أن خالد قد أمضى سنين عديدة في الخارج وقد رأى من الفتيات الحسان .. اللاتي يرتدين الملابس العارية والفاتنة .. وسيبدو منظرك أمامه معتاد عليه ..
- في هذه صدقتِ هو متفتح ومعتاد على مثل هذه المناظر .. اممم ساأرتديه ليست أولئك أفضل مني .....
- اووووه الحمدالله أخيرا هداك الله واقتنعتي .. اقسم انك متعبه ..أعان الله ذاك الخالد عليك ..
- هند حرام عليك .. بل قولي يالهنائه بي وسعادته أن ظفر برباب ..
- نعم نعم ..صدقت

- ثم احتضنتها لا أصدق أني سأتزوج ويكون بالي مرتاح عليك ..كثيرا ما كنت أدعو الله أن لا أتزوج حتى اطمئن عليك ..

دمعت عينا رباب تأثرا بالموقف ونطقت .. أنت أعز عندي من أختي ..






وهناك في البلدة البعيدة .. وبالتحديد في حجرة سحر ..
جالسة على كرسيها الوردي وهي تسرح شعرهاا بقوة تنم عن انفعالها ..
وأمها على الجانب المقابل لها واقفة تنظر لابنتها
سحر : لا أريــــــــده يا أمي لقد عافته نفسي سأطلب الطلاق .
جميلة : ماهذا الهراء .. أجننت أم أصابك مس في عقلك .. كيف تطلبين منه الطلاق .. هكذا بكل بساطة أين ذاك الحب الجارف وأين وأين ....
سحر : أمـــــــــــــــــــــــي انه يقتلني بتجاهله يشككني في أنوثتي لو كان يعشقني حقا لما أجل زفافي وتجاهلني تلك الفترة ..أمن خطأ بسيط مثل هذا تكون ردة فعله بهذه القوة .. حقيقة أني لا أضمن حياتي معه مستقبلا .. لقد قتل أحلامي ووئد حبي الوليد ..
جميلة : أنسيت يا حمقاء انه بقرة حلوب ..
سحر : فليذهب هو وما يملك للجحيم .. أنا من يتمنى مني الشباب بنظرة فقط يتجاهلني ذاك المغرور يا لقهري .
جميله : وهي تصرخ غاضبة .. انفصال لا تفكري فيه وعلى نفسها جنت براقش
سحر : سأطلب الطلاق سأطلبه لن احتمل ,,رغمـ عنكم هذه .حياتي ولن يتدخل فيها احد.

جميلة : حمــــــــــــــــــــــــــقاء .

اليوم الأربعاء الساعة التاسعة مساء ..

رباه .. أي حياة أعيشها هذه .. غربة وبعد عن والدتي حبيبتي ..كم اشتقت لك ياالغاليه ..
سجلت دخول بمنتداها الذي أصبح جزأ منها ..ولقد اشتهرت فيه .. لروعة كتاباتها ولباقة أسلوبها ...
ظهر لها مربع الرسائل الخاصة ..
فتحتها فوجدتها من ( قتيل الهوى )
تأففت بملل ..
وماذا يريد هذا أيضا ..

( السلام عليكم .. كيف صحتك أختي الحمامة .. امم لا أخفي عنك أنني معجب بك وبمواضيعك .. وأتشرف أن أكون صديق لك ,, فهلا أضفتيني ..
الايميل هو @@@@@

في لحظة ضعف وإغواء من الشيطان .. همت بـ إضافته فكمـ تشعر وقتها بخواء عاطفي ..
تشعر بأنها كالوردة الذابلة تحتاج إلى من يسقيها لتعود إلى حيويتها ..
كان الفراغ والشيطان يسولان لها أن تضيفه ..
خاطبها شيطانها ..
أنت الآن تشعرين بالوحدة وبالفراغ وغدا ستتزوجين ولن تستطيعي محادثته مرة أخرى .. جربي أضيفيه وسلي عن نفسك فما هو إلا كلام وحديث عابر ..

وكادت غوايته أن تشق طريقها لولا أن نداء الإيمان والفطرة استيقظ في قلبها فوجدت نفسها تردد
( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )
فهتفت ( استغفر الله العظيم يارب عفوك ورضاك ) وعلى الفور أغلقت جهازها ..وانشغلت في أمور منزلها ..
في أثناء انهماكها بعمل المنزل استوقفها رنين هاتفها المحمول ..
اممم رقم لا أعرفه لكنه ليس بغريب علي ..
- السلام عليكم ..
- وعليكم السلام
- - كيف أنت يا عروستنا ..
- ههههه أهلا خالتي لطيفه المعذرة لمـ أعرفك ..
- هههههه يبدو أن خالد أنساك اسمي ,,
- ( وفي نفسها أي خالد يرحمك الله ) ههههههه ربما
- ما أخبارك هل أتممت تجهيزاتك ؟
- نعمـ ..
- لو تعلمين كم أنا فرحة لأجلك ولأجل خالد ..أخيرا سيتزوج ذاك العنيد ..
- ههههههه خالتي وبمزح لا اسمح لك بالتحدث عنه هكذا
- ههههههههه يبدو انك غارقة إلى حد الثمالة ..
- ههههههههههههه لا ليس بعد ,,
- المهمـ أريدك أن تكوني عروس فاتنة أريدك أن تسلبيه لبه .. فلا ينشغل بغيرك ..
- هههههههه حسنا على أمرك ياأستاذه لطيفه ,,
- أتعلمين أنها خطوة جميلة إنكم اخترتوا أن تكون الحفلة في منزلنا فهي حل عادل لجميع الجهات
- نعم صدقت يا خالتي ..ثم زفرت كتب الله لنا الخير ..
- آمين سأنتظرك غدا يابنتي .. بمشيئة الله ..



شعرت رباب ببعض من الراحة والسعادة لاتصال السيدة لطيفة بها فلقد أشعرها بأهميتها وأن هناك أناس ينتظرونها ..
ولقد اختارت أن يكون الحفل في منزل خالد .. لأنها لم ترغب أن يكون في منزل والدتها بعد ذاك اليوم فتسبب مشاكل لأمها .. فكانت فكرتها أن تكون في منزل خالد الذي لاقت استحسانه الفكرة ..
وبعد بدقائق رن محمول رباب مرة أخرى .. وابتسمت معلقة يبدو أن رنين هاتفي لن يكف هذه الأيامـ ,,


- رباااااااااااااااااااااااب يا خائنة ..
سمــــــــــــــــــــــــــــــــــر ..
- لماذا لم تخبريني عن عقد قرانك انه غدا ..أنسيت مابيننا أم ماااااااااااااذا ؟
- سمر كفي عتبا ولوما .. لا أحب هذا الأسلوب ..بدلا من أن تباركي لي تصرخين في وجهي ..
- مبااااااااااااااااااااااااااارك يا حبيبتي ولكنني بحق أعتب عليك ..
- سمــــــــر أرجوك تفهمي وضعي .. لم أشأ أن يعلم مؤيد بالخبر يكفي ماهو فيه ,
- عجيب امرك تجرحينه ثم تريدين أن تضمدي جراحه ..
- سمر أرجوك لا داعي للخوض مرة أخرى في هذا الحديث لا تزيدني إيلاما فوق إيلامي ..
- اممم وما أخبار استعدادتك غدا ..
- امم عادي جدا لا اشعر بشعور العروس السعيدة ..
- لست بملومة ورب الكعبة ..
- لكنك ستحضرين بالطبع ..
- لا المعذرة ..
- ولم إنني بحاجة لك مؤكد أن خالتي ستحضر فلتحضري معها ..
- لا اعذريني .. لدي امتحان صعب يجب أن أتفرغ له ..
- حسنا كان الله في عونك
- سأكون معك في زفافك
- وهل في ذلك شك ؟!

ثمـ تابعتا حديثهما كالعاده
.

.




بعد أن أنهت محادثتها مع رباب كان مؤيد .. قد ضجر من كثرة ما يعاود الاتصال ويجده مشغولا .. وحينما أجابته ..
- أنتن يا الفتيات لا تتركن ثرثرتكن .. أكل هذا حديث ؟
- اووووووه عذرا( وبدون استدراك ) كنت اكلم رباب ثم صمتت بعد أن استوعبت زلة لسانها ..
- ( بنبرة دافئة .. حزينة )
ما أخبارها ؟
- بخير يا مؤيد ..
- إنها تستعد غدا لعقد قرانها ..
- - مااااااااذا .. غدا .. وبصوت عال من خالد ؟
- نعمـ ..
- أجابها بكل الألم والانكسار ..
وفقها الله وبارك لها فيما اختااااااااااارت ثمـ اغلق اخط..
- اوووووووووه لم يخبرني سبب اتصاله . أعانك الله يا أخي ..كان يجب أن أخبرك حتى تستيقظ من سباتك وأحلامك .

خيبة .. وانكسار ..
المـ ُقتل وأحلام كتب لها التلاشي قبل أن تتحقق
هاهو الشاب النحيل ذو البشرة السمراء جالس
والدنيا سوداء أمامه لا يسمع سوى هدير أمواج بحر ..
كل. شئ طاوعه .. حبه .. حلمه بل وحتى دموعه .. جفت وقد بكى قبلها قلبه ..
وجد نفسه يرسل بلا تفكير ولا شعور ..
{ سأظل أذكر حبكمـ .. دهرا بلا نسيان
وأردد في الجوانح أنكمـ أغلى من جنانِ
مبارك لك يا رباب .. تمنياتي لك بحياة سعيدة مع من اختر تيه طوعا,,

ابتسمت والأسى يغلبها ..

{ انك أعظم رجل رأيته في حياتي .. عوضك الله بزوجة تستحقك }

ثمـ أغلقت محمولها تمنع أن تأتيها رسائل أخرى منه فتفتح للشيطان بابا موصدا ,,



♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:27 PM



( 13 )


أهازيج الفرح تصدح بالمكان .. وعبير المسك والأطياب تفوح فتهز الوجدان .. وضحكات السعادة ... تتناهى إلى الأسماع ..

وفي إحدى الحجرات في منزل خالد .. كانت المزينة (الفلبينية ) تزين رباب ..وهي تعاتبها على أنها كل ما وضعت لها الكحل تدمع عيناها .. وأصابها الفتووور وهي تمسح الكحل المتمازج مع دمعتها حتى تحاملت رباب على نفسها وصلح أخيرااااااا ..

وبجوارها يقفن والدتها وحنين ,,

أما نورة فهي تشرف على الحفل مع السيدة لطيفة ..

وطبعا لم يكن الحضور كثير اقتصرت الحفلة على اهل رباب وجيران خالد المقربين .

هاهي الوصية قد نفذت ,, والله اعلمـ كيف ستسير حياتنا هل سنتقبل بعضنا أم يسود علاقتنا الجفاء .. أحس بأن مشاعري ليست مشاعر عروس بل مشاعر يغلب عليها طابع الخوف من القادم .. من المجهول .. من المصير .. كل شئ اليومـ يسير على مايرام .. الحفلة بدت تجهيزاتها رائعة .. غير أن قلبي يخفق وينبض بسرعة ..

تمنيت في هذه اللحظة أن تتواجد معي هند فهي تخفف عني دوما .. إذا ما رأتني اكتسيت بالحزن ..وعلاني بالكدر





نظرتْ إلى نفسها في المرآة فابتسمت بعجب .. وزهو..

أوووووه أبدو حقا فاتنة ..يا للمزينة الماهرة ..

أخذت تتأمل مكياجها المتدرج باللونين البنفسجي والوردي وشعرها المنسدل الغجري .. مما أعطاها طابع أنثوي ساحر. . بفستانها الذي يبدو ضيقا ومخصرا من جهة الصدر حتى الوسط ثم يبدأ بالاتساع ليصل إلى ما تحت الركبة بقليل ..







أما هناك عند الرجال ..

فقد كانوا أكثر عددا من النساء ..

أصحاب خالد وجيرانه وأصحاب والده ومعارفهم ..

كان المكان يسوده الضجيج فأقوام يتحدثون وآخرون يقهقهون .. أما هو جالس في وسط المجلس وبجانبه أصحابه الأعزاء ...



هو مشتت الذهن غير قادر على التركيز .. يتظاهر بالفرح والابتسام وتسيطر عليه مشاعر متضاربة ..



تقدمـ اليه فيصل بوجه جامد .. واجمـ



بارك له ثمـ شد على يديه ..



- رباب يا خالد أنها أمانه فا حفظها ..

- لست في حاجة إلى أن توصيني فهي ابنة عمي وزوجتي ..

- تعلم أني كنت لست راغب بأن تتزوج منك لكن حينما رأيت إصرارهم رضيت بدون اقتناع ..

- أجابه خالد بابتسامة ذات مغزى

لا يهم أن كنت راضيا أو غاضبا هاهي صارت لي ..زوجة على سنة الله ورسوله

- حدق فيه بحنق .. ثمـ نطق لو أن رباب اشتكت منك لن تنال خيرا يا خالد ..

حاول خالد التظاهر بالبرود خشية أن يلاحظه الحضور ...

- أما زلت على حقدك القديمـ .. لم أكن اعلم انك حاقد علي لهذه الدرجة ..

- وفوق ما تتصور ..

- نظر فيه بصمت .. وتجاهل كلامه .. ووزع نظراته بين الحضور

- ثم انصرف فيصل بعدما شعر بالانتصار ..





بعد أن تناول الحضور العشاء وانصرفوا ..

كان خالد قد استأذن للدخول إلى خطيبته ..التي رفضت فكرة أن يزف أمام النساء .. فهي لا تقتنع في هذا الأمر بتاتا وتعده من السخف ..

وحانت لحظة اللقاء ..

بين الكائنين

رباب وخالد ..

كان الكل حولها ..

ولم تخفى ارتباكها ..

سعاد : رباب حبيبتي تماسكي يجب أن تبدين أمامه قوية وهذه اسعد اللحظات صدقيني ..

نورة : نعم .. ههههه من يراك يقول أنها أول تجربة لك ..

التفت لها رباب باستغراب .. ثم طأطأت رأسها ..

لطيفة : هيا خالد منذ وقت وهو واقف في الخارج .. أفسحن له الطريق ..

تنحنح ثم دلف إلى الداخل ..

كان يمشي بخطوات واثقة .. تنبئ عن شخصيته ..

تقدم منهن صافح سعاد والخالة لطيفة وسط زغاريد الفرح وأصوات الأهازيج ..

ثم تقدم من رباب .. وصافحها وبقي مستمرا .. مندهشا لدقائق ..وهي لم ترفع رأسها .. واستفاق على ضحكات الخالة لطيفة و سعاد .. حيث لم يتركن الموقف ينقضي دون تعليق ..

( ياالله معقول .. هذه ابنة عمي وزوجتي رباب .. إن جمالها زاد عن ذاك اليوم الذي رأيتها فيه .. أذهلتني وربي )

تلا قت أعينهما لثوان ثم ابتسم وافترت هي عن شبه ابتسامه ..

سعاد : هيا يا خالد خذ راحتك مع عروسك سنترككما الآن ..

لطيفه : هههههههههه ولكن لا تتجاوز الحدود ثم غمزت له ..

خالد : ههههههههه.. لاعليمكا الزفاف قريبا ونظر إلى رباب بنظرة متفحصة

( رباه ماذا يهذون هؤلاء إني في اشد الحرج من حديثهم الجرئ ونظرت إلى أمها بتوسل أي اجلسي معنا .. لكن أمها ردت لها نظرة بأن لا )

انصرفن من الحجرة الواسعة .. وأغلقتا الباب خلفهما ..

خالد : تبدين غاية الجمال اليومـ بفستانك الأسود .. أريدك أن تكثري من هذا اللون يا عروستي ..

رباب :

(تورد وجهها بخجل ) والتزمت الصمت ..

خالد : كيف أنت اليوم ؟

رباب : بخير ..

خالد : امم ماهو شعورك في هذه اللحظة ؟

رباب : لا اعلم .. مشاعر غريبه ..

خالد : اها .. لكني اشعر بالسعادة لأنك زوجتي ..

رباب( ورفعت رأسها إليه ) حقا ؟

خالد : وهل في ذلك شك ..

رباب : ربما ..

خالد : تعلمين رباب إنني حين رأيتك ذاك اليوم .. بهرت بك ولم اصدق انك بهذا الجمال أخذت بعدها ساعات وأنا مبهوت مما رأيت ..

رباب : شكرا ..

نظر إلى شعرها الأسود وشعر برغبة قوية أن يلمسه .. اخذ يعبث فيه ..

رباب : كادت أن تذوب من الخجل .. احتبست أنفاسها ..

خالد: كم يستهويني شعرك ؟

رباب : حقا .. سأقصه ..

خالد : إن فعلتيها فسأقص يدك وراءه ..

رباب : ههههه لا نسينا القص إذن ..

خالد: ما رأيك لو جعلنا الزفاف الليله ..

رباب : شهقت بقوة وحدقت فيه باندهاش ..

خالد : هههههه لم هذا الخوف كله .. لا بأس سنجعله على موعده .. اخشي أن تصعد روحك من قوة من شهقة الخووووووف ..

رباب : هههههه راودتها رغبة شديدة بأن تضحك وتضحك لكن كبتت رغبتها لوقت قصير ثم استغرقت في ضحك طويل ..هههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه ههههههه

خالد : ههههههههههههههههه وشاركها الضحك وهو لا يعلم مابها لكنه خمن انه من الحياء والفرحة ..

وبعد أن هدأت سألها ..

لماذا ضحكتِ ؟

ابتسمت .. ما لا تعرفه عني أنني هذه المواقف التي أكون فيها محرجة تجدني استغرق بالضحك وهذا للأسف طبع في ..

خالد : ههههههههه حقا انه طبع غريب فعلا ..

رباب : .....................

ثم ساد الصمت عليهما ..

وقطعه رنين جوال رباب ..

( انه غير مناسب تماما )

أطرقت .. حولته على الوضع الصامت ..

ثمـ ابتسمـ خالد لم لم تجيبي المتصل ؟

أحادثها مرة أخرى ..

ههههههه وضغط بإصبعه على انفها :

أهذا كله خجل ..ستتعودين علي حتى تنسين الخجل ..

ههههههه مستحيل ..

دقائق ثم نهض واقفا .. ونهضت معه ..

حسنا .. استأذن أنا .. إلى لقاء آخر يا عروستي ..

نظرت إليه وعيناها متسائلة .. أهناك لقاء آخر .. عجيب أمرك ؟

أجاب وكأنه يجيب على تساؤلها ..في اللقاء القادمـ سأخبرك بكل ما أود قوله لك ..

ثمـ طبع قبلة سريعة على خدها شعرت بحرارتها وكأنها صفعة تلقتها من شدة ما توهج خدها .

ههههههههههه ستعتادين علي وعلى حركاتي يا الخجولة !

خرج من الحجرة وظلت واقفة .. مبهورة ..

{ يا لجراءته .. } !!!





ثمـ دخلن عليها أمها وخالاتها وهي بوضعها هذا ..

سعاد : هههههههههههه مابك يا رباب لم واقفة ؟

نورة : يبدو أنها وقفة ذهول

لطيفة : ههههههههه بل وقفة حياء

ثمـ ابتسمت ..

لطيفة: اخبريني ماذا فعل انه جرئ هذا الفتى ..

رباب :اممم ارتبكت لم يفعل شيئا ..

نورة : أكيد ؟

حنين : ارحموها .. ترفقوا بها الفتاة تكاد تذوب من الخجل ...

ههههههههه







سعاد : هيا فيصل ينتظرنا بالخارج ..

نورة : أليس يريد أن يسلم على رباب

سعاد : لا أظن ذلك ..

نورة : ولم ..

سعاد : لا أعلم .. هذا أفضل ..

حز في نفس رباب أن خالها لن يدخل ويبارك لها مما اقتنعت انه غير راضٍ بهذا الأمر ..

فليفعل ما يريد وما شأني به ؟!!



هيا يا رباب .. انهضي والبسي عباءتك ..

حسنا خالتي نورة أود اليوم المجئ عندكم ..

نورة : حياك الله يا ابنتي ..سمر ستسعد جدا ..

سعاد: ولم لا تأتين عندي؟

رباب : أرجوك يا أمي أود الجلوس مع سمر اشتقت لها كثيرا ..( وهي في نفسها تتألمـ وتقول سامحيني أمي )

نورة: دعيها يا سعاد ..

وبعد محاولات كثيرة رضخت لهما

سعاد : كما شئت يا ابنتي ..

كانت رباب قد أخبرت خالتها بما جرى ذلك اليوم من زوج والدتها حتى تتفهم وضعها .. وتكون معها وفي صفها إذا رفضت سعاد..

وقبل الخروج صاحت لطيفة ستنيرين بيتنا بعد شهر يا رباب ..



وبعدما ركبن السيارة ..

رباب : السلام عليكم ..

فيصل : وعليكم السلام ... كيف أنتِ يا رباب ..

رباب : بخير الحمد الله .

فيصل : مبارك لك ..

رباب : بارك المولى فيك ..

نورة : لما لم تدخل وتبارك لرباب ..

فيصل : لم يكن لي رغبة بالدخول ..

نورة : حتى ولو أن تبارك لرباب ..

فيصل : وها أنا باركت لها أهناك مشكله ؟

نورة : لا بالطبع ليس هناك مشاكل ..

(حنن بصوت هامس )

- يبدو مزاجه متعكرا اليوم !

فيصل يشعر بالغيظ من موقف رباب ووالدتها ومن تسرعهما .. وخاصة بعد الموقف الذي حصل بينه وبين خالد .. مما شعر بالكره لدخول منزله ..











وبعد ساعه دخل خالد منزله فقد انشغل مع اصحابه .. الذين أصروا أن يسهر معهـ

فكانت في استقباله ...

لطيفة ...

كيف حالك يا العريس ؟

على أحسن حال ..

ها أعجبتك العروس ..

جدا ..لم أكن اعتقد أنها تملك هذا السحر وهذه الجاذبية ..

نعم صدقت .. هي جذابة وملفته ..

متى انصرفوا ؟

قبيل ساعة .

اها إذن اليوم ستبيت عند أمها

لا أظن .. نما إلى حديثهم ومحاولات نورة لاقناع سعاد أن تجعل رباب تبيت عندها اليوم ؟

وهل وافقت :

نعم بعد محاولة ..

خالتي : أليست نورة هي أم مؤيد ؟

بلى هي ..

غضب .. تبا وسحقا .. وكيف تبيت عند خالتها وابنها ..........هناك

خالد تعوذ بالله من الشيطان الرجيم وما الضير في ذلك أنها خالتها ..

ولكن ذاك الأحمق موجود .

مستحيل أن تجلس عندهم مستحيل ..

تخيلها وهي بفستانها الأسود وجمالها الآسر ودار في ذهنه تساؤل كيف لو أن مؤيد رآآآآآآآآآآآها ..

شعر بحمم تغلي في صدره لم يحتمل التخيل ضرب رأسه بيده كأنما يبعد هذا التصور من باله ..

فتح جواله أراد أن يحادث رباب .. فيفاجأ برسالة

( لو سمحت يا سيد خالد ... اطلب منك الانفصال) ..!!!!!!




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:28 PM



( 14 )


أحاسيس جديدة تغزو قلبي الظامئ
تُدغدغه ُتشِعره بالعذوبة والجمال
بأن الكون جميل والحياة مشرقة
أبتسم بنشوى .. وسعادهـ
لأول مرة في حياتي أشعر بهذه المشاعر .. الجديدة .
هييييه يا عروس أين ذهبتِ؟
ها ماذا كنت تقولين ؟
ههههههه لقد وقعت شرك الهوى ..
سمر .. أنك تهذين ..في شرك الهوى مرة واحدة ليس بعد ..
وماذا تصفين ما أنت به أذن ؟

آآآه لا أدري يا سمر .. لا أعلم كيف أحدد مشاعري .. أتعلمين ( واعتدلت في جلستها والحماس بادِ عليها ) بأني أشعر أمامه بأني أنثى .. فاتنة .. حيث أراه يكاد يلتهمني بنظراته التي تبرق بإعجاب واضح وبذهول مفتضح .. أشعر أمامه بالحياء يكسوني .. وداخلي يعجب بقوة شخصيته وهيبته التي تفرض علي أن أحترمه وأقدره ..
مما يشعرني بأن من أمامي رجل .. مكتمل الرجولة .. عكس ما كنت أشعر به مع ماهر بأنني مع نصف رجل ..
واااااااااااااه يا رباب ماهذا الكلام انه خطير .. انه اعتراف صريح منك بالإعجاب والذي سيعقبه وبلا شك حب جارف ..
نعم لا أنكر ذلك ولكنني أخشى من مشاعري المنجرفة يا سمر أخشى أن أندمـ .. وددتُ لو أملك السيطرة عليها وكبح جماحها ..
لا تقلقي لقد صرفتِ مشاعرك للشخص الأمثل فهو زوجكـ ..



في أثناء ذلك كان مؤيدا للتو عائدا من الخارج وكان متجها لغرفة سمر يريد أن يسألها بشأن شبكة رباب فاستوقفه الصوت الذي يميزه من بين مئات الأصوات .. سمع الحديث الذي دار بينهما وتفاجأ أن رباب عندهم .. شعر بغصة ممزوجة بغيرة وابتسم متألما ( أتمنى لك السعادة من كل قلبي )
وسار إلى غرفته فلم يكن هناك داعي لأن يسأل سمر فقد سمع إجابة سؤاله صدفة ..ومن رباب نفسها
وفي باله يتردد صدى كلمات رباب ( ولكنني أخشى من مشاعري المنجرفة يا سمر أخشى أن أندمـ .. وددت لو أملك السيطرة عليها وكبح جماحها ) معقول أحبتيه بهذه السرعة بينما أنا تذللت لك بما الكفاية فلم أجد منك شيئا شعر بغليان يصعد إلى دماغه وقد قرر قرار لا رجعه فيه ..





حقيقة ما أقرأه أم وهمـ ؟؟
سحر تطلب الانفصال ..
ضحك ساخرا .. أو تملكين كل هذه الجرأة ؟؟
حسنا يا سحر سنرى .. إن لم أحرق قلبك مثل ما أحرقت قلبي ..

على رغم الشوق الذي يعتريني نحوها إلا أنني كلما تذكرت ما فعلته معي .. يستحيل هذا الشوق إلى برود .. بل إلى جليد .. تستغلني ..
تعصي أمري .. تصافح غيري .. وقبل ذلك كله .. اكتشفت انها تحادث أحدهمـ ... وسأتحقق من الأمر وان كان حقا فلن تبقى بعصمتي ..

أمسكت ُبهاتفي المحمول .. وضغطت برقم رباب ..

- الو ..
- نعم
- كيف أنت يا رباب ؟
- بخير
- نطقت وأنا أحاول ضبط أعصابي تجهزي سآتيك بعد ساعة لكي آخذك أشعر برغبة ملحه أن نتنزه اليوم .. وان أخبرك بما أريد قوله لك ..
- ماذا .. الان .. في هذا الوقت المتأخر أنها الساعة الواحدة ..
- ( ارتفع صوته قليلا ) وما المشكلة في ذلك ..
- ( شعرت بفضول لمعرفة ما وراء هذا الشخص )امم مع أني لست بمقتنعة لكن لا مشكلة لدي ..
- مسافة الطريق وسأكون عندك ..
- صحبتك السلامة ..

سمر : ما الذي يريده منك ؟
يريد أن يأخذني الآن ..
سمر : ولم .. بهذه السهولة ..
لكي نتنزه ..
سمر : هههههههههه يا لزوجك الغريب الأطوار .. الآن في هذه الساعة .. حسنا وموقف والدتك وأمي إن علموا ؟
لا اعتقد في الأمر مشكله هو زوجي ..
سمر : لكنك بذا تخرجين عن العادات ..

لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه ... انه أمر طبيعي .. ويحدث بين أغلب العرسان
هههههه حسنا أنعم الله عليكما بالعقل ..المفقود ..


أخبرت والدتي برغبة خالد فلم تمانع أبدا .. بل تركت مطلق الحرية لي .. على الرغم من التنبيهات الخفية إلا إنني فهمتها .. وطمأنت والدتي مكتفية با التلميح ..
نهضت مسرعه وتوضأت لصلاة الوتر وبعد انتهائي دعوت الله أن ييسر الأمور ويسعدنا معا ..
كنت في ساعة الانتظار اشعر بالتوتر والقلق ..ترى ماهذا الأمر الذي يريد أن يكلمني بشأنه عساه أن يكون خيرا ياالله ..


بالرغم من إنني تضايقت من الموقف وشعرت بالقهر حيث ذهاب رباب إلى خالتها إلا إنني تمالكت نفسي حينما حادثتها .. لمـ أكن أرغب بالمشاكل والخلافات بيننا من البداية ..
إضافة إلى ذلك هذه الفتاة .. لا أعلم لماذا إن حادثتها وكنت غاضبا يتبخر غضبي .. هل لأنها وصية والدي وحبيبي أم هناك سر أخر أجهله .. ربما
لكنني مستغرب من هذا السحر الذي أنا واقع تحت تأثيره أجزم إنني ما شعرت به مع احد سواها حتى لو كانت سحر ذاتها ؟؟؟




- أمي لم رباب لم تأت عندنا اليوم ؟
- لا اعلم يا ابني فقد أرادت أن تذهب لكي تجلس عند سمر
- اها .. يا للأسف .. إنني مشتاق لها جدا ..
( هداك الله يا والدي لا بد أنها رفضت أن تأتي بعد ذاك اليوم )



بعد مرور ساعة وربع من الزمان صدح رنين هاتفي المحمول المكان وقفز بذلك قلبي ..
- مرحبا ..إنا في الخارج
- حسنا دقائق وأنا عندك ..


ارتديت عباءتي وتوجهت نحو الباب الخارجي وخرجت ثم قابلت في طريقي مؤيد توقفت دقيقة ثم أكملت سيري دون أن أسلم عليه .. فأنا زوجة رجل آخر بالطبع لا يرضيه أن أحادث غيره ..ولو سلاما عابرا ..



ماذا جرى للدنيا .. للناس .. عجيب أمرك يا دنيا رباب تمر بجانبي ولا حتى تفكر بالسلام ولم تعطيني فرصة أن أسلم عليها ..أمعقول أنه خلاص وجدت بيننا الحواجز .. يا للقهر .. يا لغيظي .. أنا من طال أيام حبي .. شوقي لها .. يأتي هذا الغريب .. فيأخذها مني وينتزعها انتزاعا ..




توجه غاضبا نحو سمر
- سمــر سمـــر
- خيرا يا مؤيد .. ماذا دهاك ؟
- بأي حق تذهب رباب مع هذا هاه قولي ؟
- بحق إنها زوجها ..
- هكذا بكل بساطة .. كيف تسمح لنفسها أن تركب معه في هذا الوقت المتأخر ثم أتناست العادات من اول يوم !!!!
- يا أخي استعذ بالله من الشيطان الرجيم .. انه زوجها أتفهم وقد استأذنت من والدتها .. ثم انه هو الذي طلب منها أن تخرج ..
- نساء ليس ورائهن رجل لو كان هناك رجل عاقل لما رضي بهذه المهزلة ..
- يا أخي هذه حياتها دعها وشأنها .. إلى متى ستظل تفكر فيها .
- اصمتي أنتِ ..




( وسار إلى غرفته وهو مجروح ..كالطير المذبوح .. )





كنت في السيارة ساهية .. اشعر بالحياء والسعادة معا .. معقول هذا هو زوجي .. تمنيت لو أن أتأمله وأتفحص ملامحه .. لكن الحياء يمنعني ..بينما التزم هو الصمت المطبق حتى مللت وتساءلت أي حاله هذه .. يبدو أنه غارق إلى حد كبير في التفكير ..ترى أيفكر بموضوعه الذي سيخبرني إياه ...ام بماذا يفكر ..يبدو انه ليس بذاك المزاج الذي كان اليوم بل انقلب كثيرا .. رباه رحمتك اشعر بالخوف وانه موضوع ليس بـسهل ..
وأخيرا ..كسر حاجز الصمت ..


- أتريدين أن أجلب لك شيئا معي ؟
- لا .. شكرا
ثمـ ترجل من السيارة وسار باتجاه السوبر ماركت .. ليعود بعدها بدقائق ..
في هذه اللحظة حينما كان سائرا إلى السيارة ذرفت دموعي .. وشعرت بألم في قلبي .. فقد ذكرتني طريقته في المشي بوالدي رحمه الله أشعر دوما بأنه يشبهه .. وكثيرا ما وجدت بينهما أوجه شبه تسعدني ..
.
.





بعد قرابة ربع ساعة كانا يجلسان أمام البحر الذي كانت أمواجه تتراقص أمامهما مختالا بانعكاس ضوء البدر على صفحته ..
انشغلت رباب بتأمل هذا الجو الشاعري ... الساحر .. كمـ هي مغرمة بـهذه المناظر الآسرة .. أخذت تراقب المنظر وشعرت بمشاعر تتدفق من أضلعها .. من حناياها .. ودت لو أنها أحضرت معها ورقة وقلم لكي تسطر هذه الخلجات التي لا تتكرر كل مرة .. إنما هي وليدة اللحظة ..
يا بدرا زهى متوسطا كبد السماء ..
أراك وأنت واقف وحدك .. شامخ .. مغترا بـ ببياضك الآسر .. وحسنك الزاهر ..
أغبطك فأنت في العلياء لا يرقى أحد إلى مكانك ولا يصعد ..
تنير لنا في عتمة الليل .. فتحيل الظلام نوراَ وسنا
.. كم سهر العشاق على ضوئك وترنم المحبون تحت نورك ..
وتراقصت الأطيار على ظلك ..
ووهبت من مثلي بعضاً من سعادة ونشوى !!




انتبهت من سرحانها وعمق تأملها ..يده التي تهزها يدها برفق ..
- معذرة يبدو أني نسيت نفسي وسط هذا الجو ..
- نسيتِ نفسك ومن حولك .. كنت غارقة حد الانهماك ..
- هذا الجو لا أقاومـ أمامه .. أجد كل مشاعري تستنفر ... انه يجعل من اللا شاعر .. شاعرا بارعا ..
- أوووه أوووه يبدو ان رباب شاعرة .. ماهذا شئ جديد اكتشفه ..
- هههههه .. صدقني لست بشاعرة ولا من الذين يسطرون نظم القوافي ولكنني عند هذه المناظر تهيج إحساسي ..
- وهل الشعراء تهيج أحاسيسهم في غير هذه المواطن ؟
- ربما .. أنهم قادرون على معايشة جميع المواقف والأحداث وصوغها بأقلامهم الممتزجة مع أحاسيسهم ..المنسابة
- الله الله لك خبرة في هذه الفئة ..
- ربما .. فأعز صديقاتي من هذه الفئة .. وقد رأيت منها كثيرا من ذلك .
- جميل بحق .. ولكني أتساءل في ما كنت تفكرين ..
- امم لا شئ كنت فقط أتأمل هذه المناظر ..
- لكن حقيقة من يراك وأنت بهذه الحالة يقسم أنك عاشقة ولهى ..
- ههههه لا ليس لهذه الدرجة أبدا .. لم اصل لها بعد ..
- ( بنظرة شك ) حقا ..
- بلى ..
بعد صمتٍ قصير .. نطق


- سؤال حيرني يدور في بالي ؟
- وماهو ؟
- لماذا حين رأيت مؤيدا وأنت خارجة وقفت ثم أكملتِ السير ..هل قلتِ له شيئا ؟
- ( أهذا ما أشغلك انك حقا عجيب )
- لا أخفي عليك كونه ابن خالتي فقد اعتدت طيلة حياتي إذا مر أحدنا بالأخر أن أسلم عليه أو العكس .. أما اليوم لمـ يحدث ذلك ..
- ولمـ؟
- كنت أريد أن ألقي بالسلام عليه لكنني تذكرت بأنني الآن لرجل آخر ربما لا يرضى لي بهذا الأمر فأكملت سيري ..
- حقا ؟!! ( دار في باله موقف سحر في السوق مع اخو صاحبتها وقد أحس بالفرق فعلا في هذه اللحظة )
اكتفت بهز رأسها ..
- لاح ثغره عن ابتسامة آسرة .. أشكرك على موقفك هذا فأنا حقا لا أرضى ولن أرضى أبدا ..
- أتعلمين لم أنا أتيت إليك اليوم ..
- لم ؟
- حقيقة لقد اغتظت جدا فكيف لك أن تذهبي إلى بيت خالتك وأنت تعلمين حقا بموقف ابنة خالتك منك ..
- لكنها خالتي وماذا علي منه ؟
- وجودك في بيتهم هو بحد ذاته صعب ..
- ماذا أتعني انك ستحرمني من خالتي وابنتها ؟
- لا لن أحرمك فما ذاك من شيم الرجال ..
- لكن في هذا الوقت بالذات ..


التزمت الصمت لبرهة وفي داخلها (أعانني الله عليك منذ البداية هكذا .. كيف سأتحمل العيش معك ) ..
ثم اخترق الصمت ... وهدوء المكان رنين محمول خالد ..
تجاهله ببرود .. وحوله على الوضع الصامت ..
أخذا يتحدثان عن ذكريات الطفولة وعن آبائهما قد انغمسا في هذه الذكريات كأن كل واحد منهما يشاطر الآخر .. ذكرياته ..
وكأنهما انفصلا في هذا العالم عن عالم آخر..






- رباب .. خذي واقرئي ..
- ماهذا ؟
- ستعرفين ..
تناولت محموله باستغراب .. وهي تنظر في عينيه كأنها تستشف منها إجابة واضحه ..
قالت بصوت مرتفع ..
( يا سيد خالد .. أطلب الانفصال)

- ماهذا إنني لا افهم شيئا ..ثمـ سكتت معقول .. في حياته امرأة أخرى ..
- هذا هو الموضوع الذي أود إخبارك عنه...






نهضت سحر من سريرها بعدما أرقها التفكير .. وحينما وصلت إلى غرفة الجلوس كانت قد بدأت تشعر بدوار ... فتمايلت ثم تشبثت بالكرسي فجلست وهي تشعر بالتعب والإرهاق ..
- ما بالك تبدين متعبة يا ابنتي ؟
لا ادري يا والدي صداع وإرهاق ..منذ فترة يلازمني لا أعلم لم ..
- الم تفكري بالذهاب إلى المستشفى ..
- بلى أفكر وسأذهب اليوم أو غدا ..
( آه ماهذا الذي أشعر به يبدو أنه سوء في التغذية بسببك يا خالد يامن اهملتني وجرحت قلبي إلى متى .. ستستمر بتجاهلي إلى متى )
انتبهت الى أنها تهز قدمها بشدة ..
- رويدك يا ابنتي .. مابك ..هل أنتِ بخير ؟
- كيف سأكون بخير يا والدي وهذا من يدعى خالدا يتجاهلني ..
- لابأس سأحادثه قريبا ولكن لا تنسي أنك من جنيت على نفسك ..
- أبتي أنا لا أريده إن حادثته اخبره أني أريد الطلاق بأسرع وقت ..
- ماااااااهذا يا بنت ماذا تقولين أمازلت مصرة ؟
- نعم يا أبي يكفى لا أريده فقد كرهته محال أن أعود إليه .. إننا لا نصلح لبعضنا بتاتا ..
- الآن تقولين وكم من مرة قلت لك ولكنك لا تفهمين ..حسنا وأنا أفضل ذلك .. سأحادثه بذلك ..

.................................



- لم لا تخبرني من قبل يا خالد لم خدعتني لم ؟
- أنا لم أخدعك ... كنت أريد أن يكون فرصة لنا في اللقاء حتى اتقاهم معك أكثر .. وفرضا علمت قبلا هل ستجرؤين وترفضيني وها أنا ذا أخبرتك من أول يوم لنا لأنني أريد أن نبدأ حياتنا بصراحة ووضوح ..
- (نطقت بغصة) ومازلت تحبها ...
- أكذب عليك إن قلت لك إنني اكرهها ولكن تصرفاتها تغيظني .. تنفرني منها .. منذ عودتي لم أحادثها .. اشعر بشئ يمنعني من ذلك ..
- لكنني ارفض أن أعيش مع ضرة تشاطرني زوجي .. أنا لا احتمل أبدا ..
- ولكنك ألا ترين أنها معادلة متساوية بيننا .. أنت كنت متزوجة من قبل .. وأنا متزوج الآن ..ألا يجعلك ذلك .. تتغاضين ..انا أيضا مع نصف امرأة ..
- ( شعرت بالجرح و الاهانه ..) بل هي معادلة غير متكافئة بتاتا .. مالم تعلمه عني أنني مازلت ثم سكتت ..
- ثم ماذااااا أكملي ؟
- نكست رأسها بالأسفل مازلت .. عذراء ..
- حدق فيها متعجبا . غير مصدق ..
ماذا تقولين أنت ؟!!
كيف يكون ذلك وأنتِ متزوجة من قبل ؟
هذه الحقيقة وأحتفظ بالأسباب لنفسي ..
لا أصدق أن أنثى مثلك يقاوم زوجها أمامها ألا أن يكون غير طبيعي !!!
- أشاح ببصره إلى الأفق البعيد ..
- أما هي جعلت تذرف دموعها ..كلمته هزتها ..
دموع الأنثى المجروحة .. التي وأدت أحلامها في مهدها ..دموع من استفزتها الذكريات المرة التي احتفظت بها في صندوق أسرار ها .. تبكي الألمين ألم علمها بأن في حياته امرأة أخرى وأمر السر الذي كشفته وعهدت على نفسها أن لا يعلمه أحد
- هيا انهضي .. سنسير ..
توقف ولمح دموع تتساقط على وجنتاها .. فألمه ذلك .. استثار مشاعره .. بالرغم من جديته إلا انه يملك حنانا ..فياضاً وتخونه قوته أمام دموع الجنس الناعمـ ..
رباب ... مابك .. لم هذه الدموع .. إن دموعك عزيزة علي ..
- لم تجبه بل التزمت الصمت ..



احتضنها بقوة ... كأنما هو يعبر عن أسفه بذلك ..
أما هي فزاد بكاءها وأخذت تنتحب .. وقد تركها حتى تفرغ مابها من شجن ..

( منذ متى وأنا افتقد هذا الحضن الدافئ .. والملاذ الآمن .. لن أتخلى عنك يا خالد.. لن أجعل غريبة تسرقك مني بعد ما صرت إلي .. سأحارب لأجل الحفاظ عليك )

حينما شعرت أنها هدأت ابتعدت قليلا وقد شعرت بالحياء يلفها ..
أما هو ابتسمـ هل أفرغت مخزونك من دموع ؟
- ابتسمت لا .. بقي الكثير ..
- إذن خزنيها في وقت آخر ربما تحتاجين إليها ..
- آمل أن لا أحتاج إليها في وجودك ..
- لن تحتاجي إليها حتما
- والآن هيا لنركب السيارة..




كانت خيوط الفجر بدأت تتسلل إلى السماء .. حينما انطلقا بسيارتهما ..

- متى موعد طائرتك ؟

- في السابعة صباحا ..

- اممم حسنا ..وكيف كنت تريدين أن تذهبي ؟

- كالعادة لوحدي .. وتستقبلني هند في المطار ..

- أريد أن تعلمي انك الآن لن تحتاجي لأحد طالما أنا على قيد الحياة .. أفهمت ؟

( تماسكت فدموعها ستنسكب مرة أخرى ) وبصوت متهدج قالت :

أبقاك الله لي يا خالد ..

- لف برأسه الى جهتها وتبسم ..لم تخبريني .. ما رأيك في ماقلته لك ؟



- مازلت على رأيي لا احتمل وجود ضرة في حياتي .. أنت لم تخبرني ماذا ستفعل ؟ هاهي الفرصة واتتك فلقد طلبت منك الطلاق؟

- أيهون عليك أن أطلقها .. لو كنتِ في مكانها هل رضيت بذلك ؟

- لكنها هي من طلبت ذلك

- اشعر بأنك متناقض ..الم أفهمك حقيقة .. تقول لي انك تحبها ونافرا منها كيف يجتمعان ذلك ؟

- بل يجتمعان يا رباب .. حينما يكون المرء في صراع مع قلبه وعقله .. يكون ذلك ..

- لكن أرجو أن تحل الموضوع قبل الزفاف ؟

- بالتأكيد ..




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:32 PM





مشاعري مازالت مجروحة .. كان هذا الخبر بمثابة صاعقة لي حاولت أن أبدو متماسكة أمامه لكنني فشلت .. اشد ما يؤلمـ أن أنصدم مثل هذه الصدمة ..امرأة أخرى في حياته ..بل ويحبها ..

أنا لا ألومه هو مثلي كان ضحية لهذه الوصية ..لكنني حقا لا استطيع أن أتخيل أن أعيش مع امراة أخرى تقاسمني إياه ..يبادلها نفس المشاعر والاهتمام الذي يبادلني اياه .. رباه اشعر بالغيرة تحرقني مجرد تخيلاتي هذه تستفزني كيف لو صارت حقيقة ..وحدثا واقعا ..

بدأ النعاس يداعب أجفاني .. اف أمامنا طريق طويل .. ليتني قبلت باقتراحه أن تأجل الرحلة إلى العصر كي يكون هناك متسع من الوقت للنوم .. لكنني رفضت لإحراجي أن نكون في بيت واحد ..

......................







بعد مضي ساعة أيقظني خالد من نومي الذي لم اشعر به لتعبي وإرهاقي فوجدت أننا أمام منزله ..

- هيا يا رباب انهضي كي تصلي الفجر هناك رحلة تنتظرنا.. لم يبق شئ عليها ..

- حسنــــا ...

( شعرت بالحزن عليه حينما رأيت وجهه الذي يبدو التعب والإنهاك واضحا عليه )

- امم خالد ما رأيك لو نأجل الرحلة إلى العصر كي نأخذ قسطا من الراحة ..

- حقا .. رأي سديد .. فأنا لا أرى ما أمامي من شدة نعاسي ..

- تبسمت حسنا .. نوما سعيدا ..

- غمز لي حجرتي تسعك فان كنت ترغبين في النوم معي ... فمرحبا ..

- احمرت خدودي خجلا ...

- بينما هو اخذ يقهقه بشدة .. كأنما يستمتع بإحراجي









توجهت إلى الداخل .. فكان البيت يوحي بالهدوء .. يبدو أن الكل نيام .. كنت اشعر بأني لا أقوى على السير لتعبي ..

( لا اعرف أين أنام أحسست بالغربة وأنا في منزلي .... كنت محرجة من الصعود إلى الأعلى لكنني عزمت وصعدت )

توضأت لصلاة الفجر .. وبعد أن انتهيت من الصلاة .. استلقيت على السرير أغمضت عيني استسلاما للنوم ..

بعدما أخذ له حمام دافئ واستعد للنوم جال برأسه ما دار بينه وبين رباب .. وابتسمـ حينما تذكر دموعها .. هو بنفسه مستغرب لا يعلم لماذا هذه الدموع ؟

حقا إن دموعهن سهله ..









مازال إلى الآن متخبط في مشاعره يشعر بالحيرة ,, رباب من منظوره ابنه عم وزوجة عزيزة وغالية ..

أما سحر فهي الحبيبة والعشيقة .. التي صدها بتجاهله ..

شعر برغبة قوية أن يحادث سحر .. ضغط على اسمها في محموله ( ملهمتي )

اتصل مرة فلم تجيب وأتبعها بأخرى وأيضا لم ترد ..

( غريبة لا أظنها الآن نائمة لماذا لا ترد علي يبدو حقا أنها غاضبه )

فلتغضب ولترضى غدا ..

ولم يستطع أن يقاوم النووووم ..











( لوت فمها بسخرية أخيرا تكرم الأستاذ واتصل علي .. سأذيقك مثل ما أذقتني طيلة هذا الشهر )

شعرت بالغثيان والدوار يعود إليها فاضطجعت على سريرها وهي تئن .. وبعد أن خف مابها نهضت إلى مراءاتها وتفاجأت من شكلها ..

وجهها مصفرا وهالات سوداء تحيط بعينيها والتعب واضح فيها .. ويلاه ... سأذهب اليوم إلى الطبيب .. فحالتي زادت سواء ..











استيقظت على صوت آذان الظهر ..

ترى هل هذا آذان الظهر أو العصر ؟!

نظرت في ساعة محمولها وتنهدت بارتياح ...



(الحمدالله آذان الظهر يبدو أني لم آخذ كفايتي من النوووم ... عبست ملامحها اليوم الساعة الحادية عشر مساء لدي دوااااام .. )





بعد أن أنهت صلاتها توجهت للأسفل وصلت إلى انفها رائحة الغداء وشعرت بالجوع

(امممم رائحة شهيه)

دلفت إلى المطبخ لتجد الخالة لطيفه تباشر الغداء ..

_ أهلا بعروستنا ...

- كيف حالك خالتي ؟

- بخير .. يا ابنتي

- - امممممم أشم رائحة شهية ..

- نعم هذا الغذاء ستأكلون اليوم من طبخي ..

- شكرا يا خالتي أبقاك الله لنا ..

طلبت من الخادمة أن تعد لها كوبا من القهوة ..

فاتجهت إلى غرفة الجلوس وفتحت التلفاز .. أخذت تقلب في القنوات بملل .. وزفر .. كانت تشعر بالغليان والقهر كلما تتذكر موضوعه الذي أخبرها به .. لكن مايطمأنها انه لم يتزوج بها زواجاً فعلياَ

وثوان إذا بالخادمة .. تحضر كوب القهوة .. مع شطيرة من الجبن ..



- ما بال الجميلة تتململ ؟

فزعت من صوته ..

- خالد .. متى استيقظت ..

- للتو ..



- يبدو انكِ مثلي لم تأخذ قسطك من النوم ..

- ليس تماما ...



نظر إلى كوب القهوة .. المتبقي نصفه ,, فأخذه وقضى عليه ..



خجلت وابتسمت بالعافية ..

- عافاك الله ..

- الا تعلمين إنني لأول مرة أذوق مثل هذه القهوة في لذتها .. ثم غمز لها .. لأنك بالتأكيد شربتها قبلي ..



- .............







احم احم .. هههههه خالد .. ارحم الفتاة لقد غدت مثل الطماطم .. ترفق بها .. قليلا ..



- أنا يا خالتي حرام عليك .. لم أفعل شيئا .. هي ناولتني كوبها وقالت لي اشربه يسعدني ذلك ..

- ( فتحت عيناها على وسعها ) أنااااااااا ..

- ههههههههه لا عليكِ أعرف حركاته .. لقد خبزته وعجنته ..















في منزل نورة كانوا الأسرة مجتمعه يشربون الشاي الأخضر بعد وجبة الغداء المعتادة ..

نوة : ما شاء الله تبارك الله ُرزق احمد ابن جارتنا الليلة بـمولود ..

سمر : ما شاء الله هو في سن مؤيد تقريبا ..

مؤيد: سبحان الله الأيام تركض من يصدق أن أحمد يصبح أبا ..

نورة : العقبى لك يا ولدي ..

مؤيد : إن شاء الله سأدع الأمر لك ,,

سمر: حقا مؤيد تريد أن تتزوج ؟

مؤيد : نعم وما المشكلة ؟

نورة : بارك الله بك ..منذ زمن وأنا أنتظرك بابني ..

مؤيد : من كنت ارقبها تزوجت ومضت في شأن آخر وأنا أيضا سأذهب في شأن آخر ..

سمر : هنااااء بنت عمي أنها جميلة جدا وخلوقة ما رأيك ؟

نورة : نعم هناء منذ زمن أتمناها لك ..

مؤيد : أنا لا اذكرها كثيرا .. لكن من تعجبكم نخطبها ..

سمر : ( انطلقت تزغرد بفرحة ) أخيرا سيصبح لدينا عرس ..

مؤيد : ههههههههههه نسيتِ أنك ستتزوجين قبلي ..

سمر : أووووووه دعني أفرح يا أخي ...















- هل ألغيتَ الحجز وحجزت آخرا ؟

- لا ..

- لم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

- لأننا سنذهب بالسيارة ..

- حقا لكن المسافة بعيدة ..

- والمانع ..

- اشعر برغبة قوية .. لأن نسافر بالسيارة ..

- حسنا .. ما يريحك افعله .. لكن لا تنسى إنني في الحادية عشر يبدأ دوامي ..

- لا لم أنسى .. سنسير بعد صلاة العصر مباشرة وفي الثامنة إن شاء الله نكون قد وصلنا ..

- جيد ..







والآن هيا سأريك حجرتنا .. وتعطيني رأيك فيها ؟

- حسنا ...

( كنت خجله منه ..لكنني أخفيت حرجي وجعلت الأمر طبيعي ..حتى لا يقول هذه مريضة بالخجل ههههه)

- رااااااائع تبدو مذهلة يا خالد .. سلمت على حسن الاختيار.. وهو نفسه اللون المفضل عندي ..

- ابتسمـ أكيد ستكون مذهله طالما أن من اختارها أنا ..

- ههههه واثق لدرجة كبيرة

- الا يحق لي زوجك أن يثق بنفسه ؟

- بلى يحق وبجدارة ..حسنا .. سأذهب لأنام القيلولة .. فلم يتبقى سوى ساعة على الآذان .. وأنت أيضا نام حتى تتمكن من التركيز أثناء الطريق ..

- ههههه حسنا يا سيدة رباب ..أي أوامر أخرى ..

- لا..

وانصرفت بسرعة .. أعرفه جرئ وتخشى أن يتمادى معها ..ههههههه ..









( انك رائعة يا رباب .. إلى حد كبير ... يعجبني حياءكِ وعفويتك.. حينما أكون معك اشعر بـ شئ يشدني لك .. يجذبني إليك لست أعرف ماهو ربما هذا الانجذاب لا أجده حتى مع سحر .. يبدو أنه تآلف الأرواح .. كما كان والدي يردد .. الحديث النبوي ( الأرواح جنود مجندة ..... )

أمسكت بهاتفي وهاهي مرة أخرى لا تجيب ماذا يعني .. هل تأخذ الأمر عناداً ..

بعد إغفاءة نصف ساعة نهضت فوجدت أن العصر قد قارب .. نزلت بالأسفل ... وصنعت ثلاجة من القهوة وأخرى من الشاي .. وفطائر خفيفة .. جهزت الأغراض .. وأمرت الخادمة أن تضعها في السيارة .وإذا بالعصر يأذن ... توضأت وصليت ..وجمعت حاجياتي .. نزلت بالأسفل .. سألت عن خالد .. لم أجده ..علمت انه مازال نائما ..







صعدت إلى الأعلى طرقت الباب لم يجب .. فتحته ودخلت فإذا هو يغط في نوم عميق .. هتفت :

- خالد .. خالد ..

- همممم نعم يا سحر ..

- سحر ..اها يبدو أنها تلك ..اغتظت ..

هيا انهض فقد أذن العصر .. وأنا رباب وليست بسحر ..

ثم خرجت من الغرفة .. وبودي لو أن اسحقهما هذين ..





استوى جالسا على السرير وأخذ يفرك عينيه ..









ما بالها هذه .. ماذا تقول..اها ..يبدو أني نطقت باسم سحر وأنا نااااائم ... هههههه أعانني الله عليها .. لابد أنها غاضبة الآن ..لا أريد دموعا مثل الأمس ..



أخذ يتمتم بينه وبين نفسه ... بـ استغفر الله العظيمـ ..











بعد أن أنهى وضوؤه نزل بالأسفل وهو يحمل أغراضه وجدها جالسة ..وعلم أنها قد غضبت حينما لم تلتفت إليه ..

هيا يا رباب .. هل أنت مستعدة ..

بصوت خفيض : نعم كما ترى ...

- هيا إذن ..

- ودعوا الخالة لطيفة .. ثم انصرفا .. مصحوبين بدعواتها لهما أن يحفظهما الله من كل شر ...













أما سحر فكانت مذهولة إلى حد كبير .. وسط نظرات والدتها المتعجبة .. وابتسامة الطبيبة ومباركتها ..



كيف .. كيف .. يا أمي ..أنا أحمل جنينا في أحشائي لا أصـــدق !!



وذرفت دموعها بصمت ..

شكرت جميلة الطبيبة وأخذت بيد ابنتها ... وهي تشد عليها بقوة ..

وفي السيارة ..

لماذا تخبريني عن تطور علاقتكم إلى هذا الحد ها .. أرأيت ماقد جنيتيه .. ستكون فضيحتنا على الملا أن لم يبااااااادر زوجك بالزواج مبكرا ..

أما هي فكانت صامته .. الصدمة ألجمتها وأخرستها ...

عصرت بيديها على بطنها

( أنا الآن أحمل ابن خالد في أحشائي .. شعرت بشعور غريب يغزوها ربما الحنين إليه وفرحتها بالأمومة )




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:33 PM



( 15 )



سرنا وأنا أتحرق في داخلي من موقف خالد لا أدري لم شعرت بالغيرة تعتصر قلبي وبالحقد على هذه { } التي سرقته مني فهو يبدو لي أنه يكن لها من المشاعر الكثير .. كنت أبتلع غصة حسرة في أعماقي وخيبة تجترع ذاتي .. فـ لستُ أنا من استحوذتُ على تفكيره .. وسلبت عقله ..ترى ما الذي ينقصني عنها .. لا أشك أن خالدا ينظر لي بنظرة عابرة بل أراهن أنني قد احتليتُ جانبا من تفكيره وإلا فما سر تلك النظرات التي يرمقني بها والحنان الذي يحوطني به .. أيعقل أن يكون هذا كله مشاعر عادية لا أظن .. بل لابد أنها مشاعر إعجاب وستتحول يوما إلى حب جارف فما الذي يمنعني من ذلك .. لا شئ .. أبدا سأعمل على ذلك ولو كلفني الكثير .. فستظل تلك الغريبة وأنا القريبة ..
في نفسي فضول شديد لأن أعرف ما الذي جذبه لها .. وماهي مواصفاتها ..
هل تكون أفضل مني في عينه ؟
أبعدت هذه الفكرة عن رأسي .. ورحت أفكر في تجهيزات الزفاف وترتيباته ..

أنتبه لها وهي تشد على يديها وتمسك مقبض الباب بقوة دلاله على انفعالها . فابتسم بينه وبينه نفسه .. ( يا الهي مجرد ذكري لأسمها سهوا أغضبها كيف وان أتممتُ زفافي بـ سحر وجلبتها إلى هنا ماذا ستفعل هذه ؟!!!!!!


خالد : يبدو أنكـ مشغولة ذهنيا إلى حد كبير ؟
رباب : ليس كثيرا ..
خالد : هل هناك خطب ما ؟
رباب : لا أبدا .. ولكنني أفكر في عملي الليلة ..
خالد : ( أحس أنها تصرفه ) اها .. يبدو انك نسيتِ أن تذوقيني قهوتك أليس كذلك ؟
رباب : أوووه آسفة ..
فاحت رائحة القهوة العربية الممتزجة بالبن والهيل في السيارة وانتشرت .. مما يصيب عاشقوها بالمتعة والانتعاش ..
رباب : هل أنتَ من عشاق القهوة ؟
خالد : ليس إلى ذلك الحد الكبير لكنها إن وجدت عندي لا أقاومها ,
رباب : ههههه حسنا مشروعي القادمـ أن أعمل على تدمن معي القهوة .. وتصبح مثلي ..حتى تصل إلى مرحلة أن تشعر بالصداع إن مر عليك يوم ولمـ تشربها ..
خالد : لاااا ههههه الرفق بي لا تكوني حاقدة إلى هذه الدرجة ..
رباب: هههه ليس بحقد يا رجل ولكن كي نشترك في شئ نعشقه معا ...
خالد : هههه وبدأت شاعريتك تتحدث ..
رباب : أو مازلت مصرا على أني شاعرة .. أنا أين والشعر أين ..كلانا في مفترق الطريق ..
وبعد دقائق .. من الزمن ..
خالد : رباب .. بصراحة هل انزعجت اليوم حينما ذكرتُ اسم سحر ؟
رباب : ( في نفسها تضايقت لقد كرهت هذه ) حقيقة نعم انزعجت جدا .. والمني ذلك .. وبابتسامة جانبيه لكنني تذكرت أن النائم مرفوع عنه القلم ..
خالد : يجب أن توطني نفسك على هذا الأمر وتعتادي عليه .. فهي زوجتي مثلكِ تماما .. يلزمها ما يلزمك ..
رباب : ( وقد شعرت بالضيق .. لماذا يعكر صفوي الآن في هذا الوقت ,, رباه ) اعلم ذلك لكنني أسلفت لا يمكنني أن أعيش مع ضرة تشاطرني زوجي ..
خالد : حسنا وما ذنبها هي ..
رباب : قل لي ما ذنبي أنا إن كنت لا أعرف عن أمر زواجك هذا من البداية ..
خالد : وهل لو علمت سترفضينني ؟
رباب : ربما .. فأنا جدا غير مقتنعة با الأمر ..
خالد : يجب أن تعلمي أنها زوجتي ولي معها ذكريات وأيام جميله وليس بالسهولة أن اتركها ,, كنت وبصراحة في السنين الماضية أبني أحلامي معها .. نخطط ونرسم لكل شئ .. بل حتى أسماء أبنائنا اتفقنا عليه ,,
رباب : ( وهي تصرخ في داخلها كفى كفى لا تزدني عذابا فوق عذابي .. ارحمني .. شعرت باالشفقه عليه كم هو ضحية مثلها ...)
خالد .. ارجوووك ..كف عن ذكر علاقتك أنت وهذه لا أريد أن اسمع المزيد .. ولا تحرق قلبي ..
خال: هل معنى ذلك انك من شدة حبك لي تغارين علي ؟
رباب : ذهلت لكلامه وتساءلت أمعقول حتى هو لا حظ ذلك .. وأنها فعلا تحبه بشدة .
ما لا تعلمه عن الأنثى وبكل صراحة أنها { أن شعرت بشئ يقوض أركان مملكتها ويسرق منها أسدها تتحول إلى أنثى شرسة تهاجمـ كل ما يعترض طريقها وينذر حياتها بالخطر ..
فهذه مثلي تماما ً ..
خالد: ( مبتسماَ ) أعجبني حديثكِ هذا لكأنما صورت بذلك نفسك بكل دقة ..
رباب : ليس المهم أن يعجبك لكن المهم أن يؤثر فيك وتعيه جيدا ..وتدرك مغزاه ..
خالد : يجب أن تتقبلي سحر في حياتك ولا تنسي أنها زوجتي ..
رباب : المشكلة يا خالد أنني أتمزق من داخلي فما توقعت يوما أن يكون فارس أحلامي وزجي تشاطرني إياه امرأة ..
خالد : ولم أكن أتوقع يوما إنني سأتزوج بك بهذه الطريقة الغريبة ..
رباب : ( وقد حز في نفسها كلامه )
أتعني انك جبرت علي ؟
خالد : ( رمقها بحدة ) لست أنا من يجبر على أمر يا رباب .. فأنا رجل وبإمكاني قول لا في وجه من استطيع لكنه إكراما لأبي ولك رضيت ..
رباب : بعد تفكير صحبه صمت امتد لنصف ساعة ,,
اسمع يا خالد لست أنا من تكون أنانية .. ولست أنا من تفسد حياة حبيبين .. لكن إن كان ولا بد فلا تجمعنا معا في منزل واحد ولا بلدة واحدة ..
خالد : ماذا تقصدين بذلك ؟ هل تملين أوامرك وشروطك علي ..
رباب : لا أنا لا أملي شروطي على أحد فأعتقد أنه من حقي أن أطلب ذلك فان كان لي عندك معزة فلا اعتقد انك سترفضها ..
خالد : لا بالطبع فأنت المعززة المكرمة ..
استمعت رباب إلى صوت عقلها حينما أعطته فرصة ومهله .. كان عقلها يقول لها : انك إن عارضت وأصررتِ على موقفك فستجلبين المشاكل وستخسرينه بالطبع .. لكنك ستكسبينه وستظفرين بقلبه إن أحسنت التصرف .. وما يدريكِ أنها تلك ستستمر معه أن عرفت فلابد أنها سترفض وبا الطبع لن يستمر زواجهما !
وما دفعها إلى هذا التصرف إلا أنها فهمت من تلميحاته أن هناك تصرفات لا تعرفها هي لا تعجبه في سحر ..
وتمتمت بينها وبين نفسها بالطبع أنها إن استمرت على حالها فلن يحتملها .. فخالد من النوع الذي يصبر ثم يصبر حتى ينفجر ..
( رباب بدت برأيي في هذه النقطة ذكية وعرفت كيف تكسب الموقف )
وأثناء ذلك رن محمولها ونظرت في شاشته ( آآآآه أين أنتِ يا سمر كأنك شعرتِ بي )
وبعد ما تبادلتا السلام والترحيب
رباب : حقا .. مبارك .. مبارك أنني سعيدة جدا لأجله ..
سمر : بارك المولى بك .. لو تعلمين كم هو منزلنا مرتج من الفرحة والسعادة .. كأن البسمة ما عرفت طريقه دهورا أنهم حتى لخطبتي لم يفرحوا هذه الفرحة !
رباب : ( بألم ) مؤيد إنسان محبوب ويستحق كل خير وأتمنى أن يجد الفتاة التي تسعده وثمـ أردفت ( وكأنها توجه الحديث إلى خالد ) ويخصها بمشاعره وحدها ... .

وبعد الانتهاء من المحادثة ..

خالد وقد بدا الامتعاض على وجهه ..وبنظرة سخرية نطق
حقا هو إنسان محبوب ويستحق كل خير ؟!!
رباب : نعم ..
خالد: ولماذا لم تتزوجيه طالما هذه نظرتك له هاه .. وبدأ صوته يعلى .. لم ينقص إلا أن تتغزلي به ؟!!
رباب : ( شعرت بالسعادة في داخلها وقد قصدت هذه الحركة .. ( إن كيدكن عظيم )
على رسلك يا خالد هدئ من روعك أتغضب ما قلت غير الحق ؟
خالد : في هذه الأمور لا اعرف حقا ولا باطل ..
رباب : وماالذي يغضبك الآن هاه ؟ أنت لا تعلم قدر فرحي بهذا الخبر ..
أني أراه وكأنه أخي .. صدقني لو كنت أريده لكنت وافقت عليه ولتمسكت به .. لكنني أردتك أنت .. وافقت على الزواج بك أنت .. ثمـ كان نصيبي انك متزوج ..( ثم اندفعت في حديثها واحتد صوتها )وكأنها تفرغ بذا شحنتها وغضبها بالله قل لي .. أفكرتَ ماهو شعوري
.. أسئلت نفسك ماهي ردة فعلي .. انك للأسف أخبرتني في اليوم الذي يفترض أن أكون فيه في قمة السعادة لكنك كدرت صفوي وأحلته إلى شقاء وهم ..إنني احسد سحر هذه أنها لم تتكدر مثلي في يوم شكبتها بل عاشت الفرحة كاملة مع إنسان يغدق عليها بالحب .. وغرقت في بكاء ونشيج برغمِ عنها
دموع القهر .. لجراح أنثى نازفه ..
ربما يبدو الموقف غبيا .. سخيفا .. أن تبكي لموقف هكذا لكن مالا ندركه انه تراكمات في فؤادها تتأجج في صدرها ففجرها هذا الموقف البسيط ..
أما خالد فقد ألجمه حديثها .. أخرسه انفعالها .. سار إلى جانب الطريق ثم أوقف سيارته .. أخذ ينظر لها بتعجب ودهشة ..

أكل هذا تحملينه في صدرك يا رباب .. أكل هذا تكابدينه ..ياالله كم أنا أناني ..لم ارع شعورها ولم اقدر موقفها واتهمتها با الانانيه ..

خالد: (بدا متوترا .. لمس كفيها بيديه .. )رباب ...انه ليؤسفني انك تجدين كل هذا في قلبك .. لا اعلم ماذا أقول لك غير انك ضحية مثلي لـ هذا الأمر أرجوك أن لا توتري نفسك .. إنني لا احتمل الدموع .. صدقيني حتى لو كنت متزوجا .. ولها مكانه في قلبي ..فأنت لها المكانة العليا في فؤادي .. أنت أثيرة والدي .. وأم أبنائي التي أشيد بها ..
رباب : ................
خالد : أجيبي لا تنظري لي هكذا .. يجب أن تتقبلي هذا الموضوع لا تكوني بهذه الحساسية .. خير لك أن تصمدي بدلا من الضعف .. لا تعجبني المرأة الضعيفة .. لم أعهدك كذلك من قبل ..
رباب : ومنذ متى عرفتني حتى تعهدني قويه ؟
خالد : حرك سيارته وتابع سيره .. شعر بأن لا فائدة من الحديث الآن فهي لن تقبل منه أدنى كلمه ..ففضل أن يدعها وشأنها .. وزفر هذا جزائي أنني أريد أن أراضيها ..

كان الصمت يعم المكان إلا من صوت محرك السيارة المزعج .. وصوت قارئ القران الذي يتلو فينشر السكينة على السامعين ..
توقفوا بعدها في إحدى المساجد التي على الطريق لتأدية صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا ...
بعد أن أنهت صلاتها جعلت تسبح وتستغفر وتقرأ اذكرا الصلاة .. كانت بجانبها امرأة يبدو عليها أنها في أواسط الثلاثينات أخذت تتأمل رباباُ ثمـ سألتها يبدو انك عروس أليس كذلك ؟
رباب : نعم يا أختي ..
المرأة : وفقك الله وحفظ لك زوجك فلقد أعجبني حينما رأيته يتبعك بنظره حتى دخلت المسجد علمت انه يريد أن يطمئن عليك ..
رباب: بابتسامة باردة .. يبدو انك دقيقة الملاحظة ..
المرأة : لا .. لكنني كنت انتظر ابني يخرج من دورات المياه فلفتني موقف زوجك ..
رباب : اها . ..
المرأة : لي نصيحه لك واعتبريها من أختك الكبيرة وأرجو أن تقبليها ...
رباب : تفضلي..
المرأة : يعلم الله أنني ارتحت لك واطمأننت لك لذلك أردتُ أن أذكرك أن تحرصي على زوجك وتضعينه في عينيك .. صدقيني أن قدر الله لو فقدتيه ستعرفين قيمته ومكانته ,,
رباب : جزاك الله خيراً .. وحفظ لك زوجكِ ..
المرأة : (بمرارة وحزن) أي زوج يا أختي .. لقد أخذته مني امرأة أخرى لسوء تصرفي فلم أكن في بداية الأمر على حرص عليه شديد.. بل خسرته بغيرتي الزائدة وشكوكي المملة لم أحتويه .. وتركت لها أن تحظى بزوجي والآن لقد نسيني تماما بعد ما أنجبت له الأبناء !
رباب : أعانك الله وأعاده لك إن شاء الله ..شكراً لنصيحتك فقد أتت في وقتها .. في أمان الله ..

شعرت الآن بتحسن كبير في نفسيتها بعد كلام المرأة فلقد أعطتها دافع قوي أن تتمسك به الآن أكثر ..من ذي قبل ... وكأن الله أرسلها لها كي تخفف عنها ,,
.
.
سحر بدت أكثر تعبا من السابق فالوهن والضعف الذي أصابها مؤخراً كفيل بأن يزيدها تعباً فوق تعبها ونصبا إلى نصبها ..
عمت في بيتهم حاله من التوتر الشديد والضيق الناشئ من علمهم بخبر حملها ..
مما أغضب والدها كثيرا .. { عليها وعلى خالد } ..
فأمسك بسماعة الهاتف ويداه ترتجف من هول ما أصابه ..

بعد ما أدى خالد الصلاتين ذهب إلى سيارته ينتظر رباب .. ففوجئ بجواله يرن ويرن بلا توقف فاستغرب حينما رأى أنه عمه والد سحر ..هو المتصل طالباً منه الحضور على وجه السرعة فهناك أمر يخصهما سوياً خالد وسحر ..
شعر بخوف يدب في قلبه وقلق أن يكون سحر قد أصابها مكروه .. أو هي جادة في طلب الانفصال !


مللت رباب من صمته والتوتر الواضح عليه ..
رباب : خيرا خالد أراك على غير العادة ماذا جرى لك ؟
خالد : من أنا ؟ . بل على العكس أبدو طبيعيا جداً ..
رباب : لا أظن ذلك ..ثم صمتت يبدو عليه سيحادث أحدا ما ..
خالد : السلام عليكم ..
الطرف الآخر : وعليكم السلام .
خالد: معك خالد يوسف ....
الطرف الآخر : أهلا بك ومرحبا بالأستاذ خالد ..
خالد: أبقاك الله .أريد أن تحجز لي في أقرب طائرة إلى ..........
الطرف الآخر : لك ما طلبت يا أستاذ خالد ( دقائق إذا به يرد عليه أن تم الحجز له في الساعة الخامسة فجرا )
رباب: ( وهو تغلي .. علمت لماذا بدا متوترا لابد انه اشتاق إلى الحبيبة )
لم تسأله لماذا ومتى ستذهب فهي لا تريد أن تسمع المزيد ...

خالد : حادثني عمتي قبل قليل وطلب مني الحضور فورا ..( وزفر ) يبدو أن هناك خطب ما ..
رباب : ( ويلاه .. أخشى أن يطلبوا منه أن يتمم الزفاف حالا .. رباه أعني ..
رباب: وهل ستمكث عندهم طويلا ..
خالد : لا يومان بالكثير ..( والتقت عيناهما .. فهزته نظرتها أشعرته بمدى الألم والإحساس بالضياع لكأنما تنشد الأمان ..أحس برغبة يهدئ من قلقها واضطرابها .. فاكتفى .. بنظرة تحوي الكثير وشد على يديها دلالة الأمان
)
لاتقلقي .. يارباب .. أنت زوجتي .. مهما يكن !
رباب : آآآآآآمل ذلك .. ربما أنها عادت تلك تستحوذ على حياتنا وتفرض نفسها ..
خالد : ليس من احد له أن يفرض علينا أمرا حتى لو كانت هي ..
رباب: لا اشعر بالأمان لهذا الموضوع .. إنني جد قلقه ..
خالد : لم القلق ألا يمكنك أن تثقي بي ..وسبق أن قلت لك تقبلي وجودها في حياتك ..
رباب: ليتني استطيع ... ولن أتقبلها أبدا فستبقى ضرتي .. أفهمت؟ ..........
خالد لا فائدة ترجى من نقاشنا ..أبدا ..

وصلنا ولله الحمد إلى مدينتي ومن ثم منزلي .. برغم المخاوف التي في قلبي إلا إنني كنت كلما مررنا بطريق لي ذكرى معه أخبرته ..فهذا طريق عملي .. وهذاك طريق منزل صديقتي هند .. ..لكنه لم يبدو متحمسا معي علمت أن الموضوع مازال يأخذ حيزا كبيرا في داخله حقدت في نفسي على سحر وودت لو أنني استطيع أن اقتلها بيدي .. حتى اللحظات بيننا تسرقها هي ووالدها ..

ترى ماذا تريد مني يا عماه .. في صوتك الجد ونبرة غاضبه .. غريب شئ لم أعهده منك .. أنا لم لا أحادث سحر وأعلم منها الخبر .
للحظه هم بأن يحادثها فعلا لكن تذكر انه حاول قبلها أن يكلمها فلم تجبه .. فتوصل إلى أن يصبر حتى يعلم الخبر من أبيها .. أفضل ..
نزلا من السيارة إلى حيث شقة رباب ..وكانت الساعة تشير بعقاربها إلى الثامنة والنصف ..
لم يفتأ شعور بالسعادة المختلطة بالمرارة ينتابها وهي ترى خالداا معها .. الرجل الذي كم حلمت أن ترزق بمثل صفاته .. فكان لها الحلم وتحققت الأمنية لكنها منغصه وناقصة ..
دلفا إلى الداخل حييته ورحبت به بابتسامة جميله تلك الابتسامة التي تشعره بمدى أنوثتها .. وحنانها .. توجهت إلى حجرتها ..
أما هو فقد استلقى على المقعد الجلدي الذي في وسط البيت ( الصالة )
( آآه .. كم أنا متعب .. ومنهك .. لم أخذ قسطا مريحا من النوم .. )
بعدما أن اغتسلت وصلت العشاء أحضرت لخالد كوبا من عصير الليمون ..
فوجدته قد غفا ..ابتسمت وأحضرت له ملاءة .. فغطته .. ثم انطلقت لحجرتها ونامت هي أيضا ..

نامت عينها وهناك شخصا مازالت تعيش في وجدانه .. وتمر ذكرياتها وطيوفها في مخيلته .. رغم انه قد قل نسبيا من التفكير بها ..لكن أنى لرياح الشوق المحملة بطيوفها ونسيمها .. أن يمحوها من باله ...
فرح لفرح أهله له لكنه فرحاَ يتيماَ .. ليس كفرح أي عريس بل هو بالنسبة له ..أمر عادي لا ُيذكر .. لعل وعسى أن تنسيه عروسه القادمة حبيبته ونبضه .
إن قراره بالزفاف لكأنما هو زاد على الجرح نزفا وألما في ظنه هو أنه بذلك يلتئم .. فمن مثله يتعلق بأبسط شئ ولو بـ بقشة .
أيقظ منبه رباب المزعج من نومها .. نهضت تثاءبت بكسل ليس هناك وقت الساعة العاشرة والنصف ..
تذكرت أن خالدا أيضا نائما هنا ..نهضت بسرعة سرحت شعرها وتعطرت ووضعت ميك اب خفيف ..ثم سارت إلى الصالة فوجدت مكانه خاليا .. استغربت ... أين ذهب ؟
سمعت في المطبخ ضجة خفيفة .. ذهبت إلى المطبخ وجدته .. يعصر له فواكه ليصنع عصير .. ضحكت على منظر المطبخ وقد بدا في حالة فوضى وهو منهمك في عمله ..
ألقت السلام ثمـ نطقت بصوت ناعم :

متى استيقظت يا خالد ؟
( تفاجأ خالد وأعجبه منظرها وهي مستيقظة من النوم .. حيث كانت تتفجر نشاطاَ وحيوية )
قبل ربع ساعة
رباب : اها ...
هل ستذهبين إلى عملك ؟
رباب : بالطبع .. لم يتبقى غير أقل من نصف ساعة ..
خالد : حسنا تجهزي سأوصلكِ بنفسي ..
رباب : حسنا .. سأتجهز الآن ..لا حرمني الله منك
انهمكت معه في صنع العصير ثم أزالت بقايا الفاكهة ورتبت المكان ..

بعد نصف ساعة كانا قد توجها لعملها .. لم يخف على رباب فرحتها باهتمام خالد لشأنها .. وفي نفس الوقت كانت تشعر بالغيرة عليه من نظرات زميلاتها في العمل .. ( فهي تعلم اهتمامهم الزائد بكل شاب وسيم .. وحديثهم عنه وتفصيلهم له )
كانا يسيران جنبا إلى جنب ..
رباب بـ مشيتها الهادئة .. الناعمة ..
وخالد .. بمشيته الثابتة ..والوقورة ..
كان قد أضمر شيئا في نفسه ..
توجه إلى مدير القسم طلب لها ورقة استئذان .. فأذنوا لها ..
وبعد أن ودعته تفاجأت به عائداُ مرة أخرى ..!!
خالد : هي يا رباب سنسير ؟
رباب : أنا ..كيف ؟
خالد : لقد استئذنت لك .. أنني ارغب بأن ادعوك الليلة في مطعم .
رباب : مبتسمة راااااااااائع ما أسعدني ..
دقائق واجلب أغراضي .. وانطلقت بسرعة الريح ..
كانت سهرتما رائعة .. فقد ذوبت بعضا من الجليد بينهما فكلاهما يشعر بأنه جزء من الآخر ومكمل له .
اقتنع خالد نوعا ما في خيرة وصية والده وحمد الله في نفسه وماكان يكدر عليه هناءه معها إلا سحر فهو يشعر بالقلق من القادم ومازالت فكرة رغبتها بالانفصال تسيطر عليه ..
لكنه وبحق يشعر أن كلتاهما جزاءن منه ..
برغم اختلاف شخصياتهما وطباعهما عن بعضهما .. لكنهما على كلٍ زوجتاه ...

في الغد كان قد توجه الى منزل سحر .. استقبله والدها .. استقبال بارد .. وبعد سلسلة اللوم والعتاب على تركه لها .. أصبح يلومه على تطور العلاقة بينهما .. ثمـ أخبره بـ حمل سحر !
ثم قدمت سحر وتركهما والدها .. وكان لقاءهما بارداً .. بدأته بنظرة تحمل كل العتب واللوم ..



مستحيل لا اصدق هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
خالد:..(بدا .. متخبطا .. تائها )
رباه لم أتوقع ذلك .. ماهذه المصائب التي تتدافع علي ؟!!
للحظة امتدت إلى دقائقِ عشر ظل مذهولاً .. يربط الأمور ببعضها كيف يعني حامل ؟!

أفسد عليه هذا الخبر فرحته برؤية سحر التي حينما رآها شعر حقا أنه مشتاق إليها ..
سحر : ( وبعد عتب على ما جرى منه من الهجران ) سألت مستنكرة ..
ماذا بك ما الذي أصابك .. هل كدرك الخبر إلى هذه الدرجة ؟
خالد : نعم كدرني .. أخبريني كيف حدث هذا الأمر .. لا أصدق ذلك ..
سحر : ببساطة كما يحدث بين أي زوجين حدث هذا وللأسف .. لم أكن أتوقع ..
خالد : لكنه في الوقت الخطأ .. إن هذا جزاء تهورنا وعاطفتنا التي غلبتنا ..
سحر : ما الحل إذن ؟..
خالد : أن نتمم الزفاف بأقرب وقت .
سحر : لكنني اطلب الطلاق .. أنا لا أريدك ..بتاتا .. لقد عرفتُ قدري عندك ومكانتي فأرجوك .. طلقني ..
خالد: اقترب منها بنظرة محدقة بها كل اللوم والحب وهو يضمها إلى صدره ضمة مشتاق طال فراق حبيبه عنه ...سحر ماذا أصابكِ هل بهذه السهولة هنت عليكِ أنسيتِ أيام الهوى والليالي التي جمعتنا ..
سحر : وهي تشهق وتنتفض وأنت السبب في ذلك لم هجرتني لم أشعرتني أني ولا شئ في حياتك ,, تتركني وقد كان زفافنا على الأبواب لقد آلمتني وجرحتني في الصميم ,,
خالد : وهل نسيت لم .. الم تفكري في ما فعلته.. الم تخجلي من نفسك ..وهبتكِ حبي ومشاعري ومالي أيضا عن طيب خاطر وصفاء نفس .. لكنك .. تمردتِ علي ,, ولم ترعي مكانتكِ في قلبي ..ثمـ تأتين وتلومينني .. ثم ارتفع صوته وأبتعد عنها ثم ماهذا الرسائل التي كانت في جوالك .. انكِ تكلمين أحداً غيري .. أليس كذلك اعترفي ؟

سحر : ودهشة اعترتها وقد تلون وجهها بلون الخوف .. أتشكُ في يا خالد ..
سحر : ما كنت لاشك فيك لولا هذه الرسائل .. التي نفرتني منك .
سحر : (ووجدتها فرصة أن تُغيضه وتقهره حتى يطلقها ) نعمـ اعترف لك أني كنت على علاقة مع ابن جارنا .. وكنت اكلمه منذ فترة طويلة لأن لديه مشكله وعرض علي أن أساعده في حلها !!!
خالد : وشقت صرخته المكان .. كفـــــــــــــــــــى ...وتعترفين أيضا ..
ثم صفعها على خدها صفعة تجمع فيها الغيظ المحتبس
سحقاُ لكِ يا فاسقة .. سحقاُ الحمد الله إذ أبدلني بابنة عمي وزوجتي خيراً منكِ وأشرف ولا أظن أن هذا الذي في بطنك هو مني بعد ما سمعتهِ .. أنتِ طاااااااااااااااااااالق ..
سحر : لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا الآن عرفت سر انصرافك عني متزوج من ابنة عمك ثم بكت بقهر .. أتتهمني في شرفي يا خالد ما كنت أظنه منك .. أنا حقا كنت احادث ابن جارنا لكن قسما لم أجرؤ على حرام أبدا ... ثم انخرطت في بكاء عميق .. اخرج من هنا لا أريد أن أراك واهنأ مع ابنة عمك ..
خالد : ومن قال لك أني سأمكث أصلا .. يا خسارة تلك الأيام والسنين يا خسارة قلبي الذي وهبته لك ..وخرج من بيتهم بعدما صفق الباب وراءه واسودت به دنياه .. لم يكن يدري إلى أين يتوجه لقد شعر بالألم والوجع .. تمنى وقتها لو انه ما عرف سحر ولا عرفته ..
قادته خطواته إلى بيته كان حقاُ يشعر بالضعف وقتها ..
كل شئ يذكره بها .. وبذكرياتهما معا .. ضحكاتهما .. سعادتهما .. حزنهما وحديثهما ..
( آآآآآآآآآآآآآآآه لماذا يا سحر جرحتيني لقد قتلتيني .. ليتني ما عرفتكِ يوماَ ولا رأيتكِ )

مرت الأيام بسرعة وانشغلت رباب في تجهيزات عُرسها هي وهند وقد تكفلت والدتها بالذهب وهاهي تعيش الفرح وليالي السعادة بكل دقائقها .. ولم لا فقد أُزيحت سحر عن طريقها وبقيت هي المتفردة على عرش حبيبها .. وقد وبقى على العرس يومان .. وتزف إليه عروساً ..
خطب مؤيدا ابنة عمه هناء وتمت الموافقة ,, وثم عقد قرانه عليها ..
فهي هادئة الملامح .. جميلة الخلق لا يزيد عمرها عن 19 سنها..

لم يشعر بالفرح كثيراُ كان مستغرق في تخيلاته لو أن هذه رباب .. أحس بتفكيره أنه يظلم عروسه فانصرف بعد جلوس نصف ساعة معها .. لم يحتمل الجلوس .. على الرغم أنها أعجبته لكنه كان يحدث نفسه بالطبع ليست أجمل من رباب !!
وانصرف تاركاَ عروسه متسائلة ما سر وجومه وسرعة انصرافه ؟!!


خالد كان يتعذب في اليوم ألف مرة فحسرته على ماصار تمزقه .. كيف تخونه وتستغفله بهذه البساطة .. كان جسداً بلا روح .. فقد تمزقت روحه في تلك البلاد !

عزمت سحر أن ترجع خالد إليها واستنفدت كل حيل الأنثى ومكرها .. فقد وُلدت روح الانتقام فيها من تلك التي فضلها خالد عليها !
فسترجعه إليها بزعمِ أن الطلاق لا يقع لأنها كانت حبلى .. وأقسمت لن تدعهما يهنئان خالد وعروسه .. ستنتزعه من أيديها .. ولم لا فقد خلى لها الجو بعد أن سقط حملها نتيجة للمؤثرات النفسية عليها .. وبدأت هي والشيطان يخططان كيف ترجعه لها ؟!!




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:34 PM



( 16 )


وارتدى الكون رداء الفرح
وأشرق قلبي بالسعادة
فهاهي أيام الوحدة والحزن
وليالي الوجع
ستنقضي ويحل محلها ..
الأمل .. والأنس
والحبور ..
أخيرا رست سفن مشاعري
بعد التشتت والتيه ..
في مرســاه..
كيف أصف سعادتي لكم ..
بأي المعاني أصوغها .. وأنقلها إليكم ..
ففرحتي أكبر من تكتب ..
أن أردتُ تسطيرها تتوه مني الحروف
وتتبعثر الكلمات
وقبلها الخلجات ..
يكفى أنكم معي ..شاركتموني ترحي وها أنتم ستشاركونني فرحي ..
في بيت سعاد ( والدة رباب ) كانت التجهيزات على قدم وساق فالفرحة لا تسعهم والسعادة تغمرهم .. هاهو أولى همومها ينجلي .. فسُتزف رباب لمن ُيسِعدها بالطبع !!
سعاد : رباه لك الحمد أنعمتّ علي بالاطمئنان على ابنتي الغااليه ..يارب أسعدها ووفقها
( وبحدس الأمومة ) يارب ابعد عنها الشر وأهله ..
..
تم اختيار القاعة في المدينة التي يسكن فيها خالد فهي تقع في الوسط بين المدينتين ..وقد تكفل بأمور الزفاف سعاد والخالة لطيفه ..نظرا لا انشغال العروسين بأمورهما ...
..ورباب تعيش هذه اللحظات وهي تشعر بالتعب والوهن فالوقت كان قصيراً جدا للحد الذي لم تستطع فيه شراء لوازمها كاملة فقد فضلت أن تؤجل الكماليات إلى بعد الزواج ...
لمـ يفارقها أبدا منذ اللحظة التي ُخطِبت حتى الآن ذكرى زواجها السابق فهاهي تعيد الكرة نفسها والمواقف نفسها باختلاف الشخص فقط ..
الشخص الذي كان وللأسف قلبه ملك لأخرى !
شعور بخوف خفيف وقلق يعتريها من خالد .. لا ننكر سعادتها بـ طلاق خالد لسحر وصدمتها في نفس الوقت من حملها منه وهتفت بقهر
( هذا يعني أن العلاقة بينهما وصلت لحد كبير .. وتجاوز لـ للحدود رغما أنهما زوجان)
لكن ما يهم هو الحاضر فقط ! فالماضي صفحة وطُويت .. وسأنسيكَ سحر واسمها !

في اليومين قبل الزفاف سافرت إلى والدتها ومما أراحها هو سفر زوج والدتها كعادته .
....
هند كانت تعيش أجواء جميلة مع هيثم ف كلا منهما يبادل الآخر الحب والاحترام ..
على الرغم أنهما لم يحظيا بلقاء بعضهما غير ليلة عقد القران ,, إلا إنهما متواصلين أغلب الأوقات روحيا كأي خاطبين عاشقين ..
زواجها بعد زواج رباب بشهر .. وقد أتمت تجهيزاتها كلها ماعدا أمور بسيطة لا تُذكر ..
في الصباح الباكر كانت مستلقية على سريرها وهي مرتدية بيجاما وردية و قد رفعت شعرها وتناثرت خصلاته على وجهها بإهمال و تتابع رنين محمولها وهي مستغرقة في قراءة مجلة ..
ضغطت على الزر الأحمر بلهفة ..
هند : أهلا ومرحبا بـ نوور عيوني
هيثم : هههه سلمت عيناك الجميلتان يا فؤادي ..آآآآآآآآآآه اشتـــــــقت لك لا أستطيع أن أصبر لحين الزفاف ..
هند: { ابتسمت في حياء } اصبر فالزفاف بعد شهر .. والأيام ستنقضي بسرعة ...
هيثم : ليتني جعلته هذه الأيام ..
هند : لااااااااا بالطبع لن أرضى فصديقتي اليوم زفافها .
هيثم : حقا .. مبارك لها ..
هند : بارك الله بك .. ؟
هيثم : وهل ستحضرين الزفاف ؟
هند : بالطبع هذه صديقتي مثل أختي ..
هيثم : أعانكم الله إذن على مشوار الطريق ..
هند: هههه ساعة ونحن عندها ..
هيثم : هذا يعني أنكم بالطائرة ستسافرون ؟
هند : نعم ... بالتأكيد .. الساعة السابعة مساء
هيثم: صحبتكم السلامة قلبي ..ولا تنسي أن تهاتفينني بعد وصولكم فورا ..
هند : بالطبع .. سأهاتفك .
بعد انتهاء المحادثة ضمت جوالها الى قلبها ( آآآآآآه فدتك نفسي يا حبيبي .. أبقاك الله لي )
ثم تااابعت قراءة المجلة .







وأما في منزل نورة فلا يقل حماسهم واستعداداتهم عن سعاد .. فكلهم يعيشون الفرحة ذاتها ..
فنورة كانت مرافقة أختها في تجهيز بعض الأمور لرباب مثل الذهب فلنورة ذوقا رفيعا وخبرة فيه وذلك لعشقها للذهب ..



أما ذلك القابع في حجرته .. المنزوي لوحده وقد زاد به الضيق والوجع .. كلما حان اقتراب موعد الزفاف كان يشعر بحبلٍ يطوق على رقبته ليضيق أنفاسه ..
آآآآآآه مولاي ارحم قلبي الموجوع ... رباه اربط على قلبي فهاهي من أحببتها ورجيت وصالها ستزف اليوم إلى غيري وقد انقطع آخر أمل لي بها !
لمـ يفكر بعروسه ومشاعرها إذ كان متجاهلها وقد لا حظ الكل عدم مبالاته بها مما أثار ضيقهم عليه .. وأسفهم على حاله ..
كان يرى الفرحة في وجه أمه وسمر والحماس البادِ عليهم فيزيد ألما ( ليتني مثلهم أفرح مثلهم وليت هذا اليوم كان لي وسرح بتخيلاته بعيداً حيث رباب بفستانها الأبيض وهو واقف بجانبها يتبادلان الابتسامة ونظرات الحب والأنُس )
بالمقابل { هناء } تفكر وتحدث نفسها لم مؤيد هكذا يتجاهلني أنه حتى لمـ يفكر بالاتصال بي بعد الملكة لمـ يشعرني مثل صديقتي رغد فخطيبها يكلمها في اليوم أكثر من مرة أنه يغدق عليها بالهدايا يشعرها بقيمتها لديه .. بعكسي أنا .. ماهذا الحظ الردئ ؟!!وسقطت دمعة حارة على وجنتيها .. ( لكن لم لا أكلمه و أكون أفضل منه ربما هو يخجل من ذلك .. نظرت لشاشة جوالها وأخذت تنظر إلى رقمه الذي حفظته من كثرة ما تتأمله وترجو اتصاله !
( وهو لاهٍ عنها .. في خبر كان .. )
ترددت في البداية ثم تشجعت و دقائق ..وإذا محموله يرن ...
انتبه من تخيلاته لاهتزاز الجوال على الكوميدنو وهو غارق في تخيلاته .. نظر إلى الرقم أنه لا يعرفه .. ثم أجاب المتصل ... بنفس متضايقة ..
هناء : آآآآالو ..
مؤيد : ( لفته الصوت الرقيق المشوب ببحة جاذبه )
نعم ..
هناء : ( وهي تقاوم اهتزاز الجوال في يدها وارتعاشه ) السلام عليكم ..
مؤيد : وعليكم السلام .. من معي ؟
هناء : ( بسؤال استنكاري ) الم تعرفني هناء .. خطيبتك .. ما أسرع ما نسيتني )
مؤيد : أوووه أهلا هناء المعذرة لم أعرفكِ ..
هناء : يحق لك ألا تعرفني !! وهل عرفتني أصلا ؟!!
مؤيد : نعم ماذا تريدين .. الرجاء إن كان اتصالك لكي تلومينني فأنا لستُ مستعد أطلاقا لا أن أسمعك .. فما بي يكفيني ..
هناء : ( وفمها يهتز دلاله على غيضها وقرب بكاءها .. أنا أصلاُ أخطأ ت حينما هاتفتك .. كنت أريد أن أكون أفضل منك لكنك لا تستحق أبدا . .)
ثم أغلقت الخط في وجهه ..
شعر بالغليان والغضب أهذه تقفل الخط في وجهي ؟!!!
ثمـ عاود الاتصال بها ولم تجبه في المرة الأولى وأجابت في المرة الثانية وكان قد استشاط غضباً
مؤيد : وبصوت عاالٍ يصم الآذان ..
أنتِ تأتين وتقفلين الخط في وجهي ثم قال ساخراً يبدو أنكِ على مستوى عالٍ من الأدب والاحترام ..
هناء : نعم وهل في ذلك شك يا دكتور مؤيد !!!
وبعد سيل من الكلمات الغاضبة ... أغلق الخط في وجهها كأنه بذلك يريد أن يرد لها ما فعلته ولكي تحس بنفس شعوره..
صدُمت هند بفعلته وأخذت تبكي حظها العاثر .. كنت أظن أنه سيرضيني ويعُلن أسفه لكنه بلا احســــــــــاس ..
هي لمـ تستطع أن تمنع المشاعر الوليدة في قلبها ولا أن تضع لها حداً فقد انبثق حبها له من ذاك اليوم الذي عُقد فيه القران .. شعرت بميلٍ نحوه وإعجاب تحول إلى حب لكنه من طرفٍ واحد !
بينما هو يشعر تجاهها بلا شعور .. ولا ميل .. صحيح أعُجب بها وقتها لكن سرعان هذا الإعجاب ما تبخر أمام حبه لرباب ...
كان بين الفينة والفينة يلوم نفسه على تقصيره معها وتفريطه في حقها ..لكنه يشعر بأن فهو يشعر بأنه لا إرادياً يفعل ذلك ... شئ أقوى منه ,, يدفعه لذلك { قلبه }
في الثامنة مساءً كانت هند وأمها وأخوها أيمن قد وصلوا إلى مطار المدينة التي ستسكنُ فيها رباب ,,
وقد استقبلهم فيصل ورحب بهم وبالغ في الحفاوة .. وأوصلهم إلى القاعة ..
وهند طوال الطريق قلبها يخفق بشدة من شدة فرحتها برباب وكانت تدعو الله لها أن يوفقها في حياتها الجديدة ..وأن يبعد عنها كيد سحر .. الذي بالطبع أخبرتها بخبر خالد وسحر وكانت ردة فعلها قوية إذ لامتها وعاتبتها على تقبلها الأمر بكل بساطة ..وعادت بذاكرتها إلى الحوار الذي دار بينهما ..
هند : ماهذا يا رباب كيف رضيتِ بذلك أنكِ حمقاء .. سكوتكِ على ذلك يعني أنك فتحتِ الباب على مصراعيه لـ خالد ..كان يجب أن تتخذي موقفاً قوياً ولا تكوني هكذا ..
رباب : أنا أريد أن أكسبه لا أن أخسره من البداية ..
هند : أي كسب ستكسبينه بل خسرتِ أنه لن يتواني عن جلبها لبيتك وفي منزلك سيتوقع أن ردة فعلك مثل ما وقتِ ما علمتِ بالخبر ..
رباب : يا هند أنتِ لا تعرفين أي شخصية هو ستكون ردة فعله قويه علي إن اتخذت موقفا عكسياَ ولكم تتصوري تقديره لي حينما أخبرته أنه لا مانع لدي لقد رمقني بنظرة لن أنساها كانت نظرة
( شكر وتقدير ) وكانت عيناه تلمعان للحدِ الذي نطقت به كلاماً كثيراً قد وصل إلي ..
هند : لكن يجب أن توضحي له أن الأمر بات يقلقك ويؤذيك ..
رباب : لقد علم ردة فعلي وموقفي وعلى كل سأتحمل نتيجة موقفي ..
هند : وأتمنى لك التوفيق من كل قلبي .. صدقيني ما قلت ذلك غير خوفا عليك وحرصا على مصلحتك .. لا غير
رباب : أو تخبرينني بذلك لا أشك أبدا في حرصك علي ... ولكننا رغم أننا صديقتان ونتوافق في كثير من الأمور إلا هناك آراء نختلف فيها ..
هند : بالطبع ليس اثنان في الوجود يتفقان على كل شئ !!
بعد مسافة نصف ساعة كانت قد وصلت للقاعة ...
دخلن هي ووالدتها ورحبن بها سعاد وأخواتها وهناك دخلت عند المزينة التي حضرت خصيصا لأجلها ..
خالد وما أدراكم ما خالد .. رغم جرح قلبه إلا انه حاول أن يصنع الفرحة في وجهه ويتظاهر بالسعادة وهو في داخله ينزف .. لم يستطع أن ينسى ما فعلته سحر أنه يشعر بسكاكين تغرس في قلبه إذ كيف غافلتني الفترة الماضية وأنا من كنت كالهائم بل كالأبله ..
أغمض عينه وأخذ يتنفس بعمق لن أجعلكِ يا سحر تكدرين هناءي فهذا اليوم لي أنا ورباب برغمـ أنفكِ يا خائنة ...وفي نفس الوقت كان يحس بالعبرة فكم تمنى وجود والده في هذه اللحظة التي طالما رسم لها وحلم بها ... أنه يشعر بالوحدة رغم الضجيج من حوله ..

( استغفر الله العظيم .. أمن بدايتها أنا هكذا )
أرتاح نسبيا .. ورسم ابتسامة باهتة على ملامح وجهه .. يخفي بها شجونه ..
ومسح دمعة شقية تمردت على خده حتى لا يلحظها أحد .. من الحضور ...
بعد الموقف الذي جرا بين مؤيد وهناء استسلمت للبكاء ودخلت عليها والدتها وفُجعت لبكاءها وبعد ترجي من أنها أن تعلم ما الذي يبكيها ...
هناء : هذا مؤيد يا أمي أنه لا يحبني لقد أسمعني كلاماً قاسياً .. واكتشفت انه لا يريدني ويبدو أنه مغصوب علي ..
أم طارق : لا يا بنيتي هذا خلاف عارض بينكما وسيزول ولا أعتقد انه مغصوب ليس طفلاُ يغصب على شئ لا يريده بل أمه أخبرتني رغبته بالزاوج .
هناء : ولما إذن يعاملني هكذا بكل جفاء وصدود أحُسٍ أن هناك حواجز وحواجز بيننا .
أم طارق : لا تكدري نفسك يا حبيبتي لا أحب أن أرى مدللتي هناء تبكي .. سأحل الموضوع بنفسي ..
هناء : إذا استمر على حاله أخبريهم أني لا أريده ..
أم طارق : يا ابنتي حكمي عقلكِ هذا سبب تافه جدا .. بالعكس مؤيد إنسان خلوق وعاقل لكن ربما هناك أمرا ما جعله يتصرف هكذا ...
هناء : (زادت في البكاء ) وماهو الأمر يا أمي غير أنه لا يحبني أبدا..
أم طارق : ( وقامت بالمسح على شعر ابنتها بحنان ) لا تضيقي صدركِ الأمر بسيط ... ثم انصرفت عنها ..
أم طارق تتميز برجاجة عقلها وتقديرها للأمور أنجبت خمسة أربعة ذكور وهناء هي الأنثى الوحيدة بينهم مما كان والداها وبالأخص والدها يدللها كثيراً إلى حد إثارة غيرة من حولها وقد تغضب أحيانا منه زوجته ( أم طارق) من تدليله الزائد لابنته ..
.................................................. ............
حيث عبق البخور والعود الأصيل مصطحبا بـ قرع الدفوف وأهازيج الفرح والأجساد المتمايلة
التي تتراقص على كوشة القاعة ..
كانت الفتيات كلا واحدة تبدو أحلى من الأخرى في جمال الفستان وبهائها .. لكن التي طغت عليهن بالطبع هي هند لجمالها الأخاذ ..بفستانها الليلكي كانت النظرات تصوب عليها بعجب وتساءلت النسوة عنها ,, والى آخر تلك الأسئلة المعروفة ..
بدت سعاد أصغر من عمرها بسنين ففستانها ذا اللون الطحيني مع تسريحة شعرها ومكياجها الهادئ أضفى عليها كأنها أخت العروس وليست بأمها ..
وبعد العرس بساعات ........
سكون عمـ القاعة إلا من اضاءات خافتة تشع على العروس فتبرز جمالها وبهاءها فتبهر الناظرين وتخلب الألباب ..
وبدأت الأبيات تصدح في القاعة بـ أصوات الإيقاع والمؤثرات الصوتية الخالية من الـ موسيقى والمعازف التي تغضب الله وتمحق البركة من أول ليلة ..
كانت تنظر إلى الحضور وقلبها ساهي ..وذهنها سارح .. تحتبس الدمعة في محجرها فلقد عاد إليها تلقائيا ذكرى زواجها الأول فقد عاشت هذه اللحظات لحظة بلحظة ..
فتحدثت في نفسها ( لم أضيع لحظات الفرح بماضي بال وعقيم) فأقبلت البسمة تشق طريق وجهها أقوى من سابقتها ..
بعد أن زفت وصعدت ( الكوشة ) لتستقر في الكرسي المخصص للعروس تراقصن حولها أمها وخالاتها وسمر وبالطبع هند وثلة من صويحباتها القدامى ..والتففن الجميع حولها مما أشعرها بأهميتها لدى الجميع ومكانتها في قلوبها فلم تتمالك دموعها خاصة عند احتضان والدتها لها ...
كانت الخالة لطيفة أثناء ذلك رغم فرحتها وسرورها إلا أنها تشعر بألمـ يقبضها في صدرها وحاولت التغلب عليه لكنه سرعان ما يعود إليها ولم يكن بذاك الألم لكنه محتمل ...


مشاهد من العرس

فيصل ومؤيد وأيمن يجلسون في إحدى الجلسات وقد انشغلوا بالحديث ويظهر مؤيد بينهم ساهم وحزين ..وليست بخافية تلك النظرات الحارقة التي تخبئ الحقد خلفها لخالد ..

خالد جالس في الاستقبال المخصص للعريس وهو يشرب كوبا من العصير ويقهقه مع صحبه ويشاركهم الجلسة خؤولته وأبنائهم ..

حنين وسمر تقومان بالرقص المضحك أمام رباب وهما تبتسمان لها وهي غارقة في الضحك .. وبالمقابل هند بجانبها تسرها حديثا وتغمز لها ..وأمها من بعيد تلوح لها أن خففي من الضحك..

أم أيمن أعجبت بحنين جدا وأخذت تسترق النظر لها فتمنت لو أن تخطبها لولدها أيمن وحنين بالطبع لا حظت ذلك فكانت تشعر بالحياء والاستغراب معا...

وانتهى العرس بدموع فرح ودعوات صداقة بأن يوفق الله العريسين ويرزقهم الذرية الطيبة ..

أغُلق الباب عليهما في الجناح .. وفُتِحُت أولى صفحاتهما في حياتهما الزوجية ..
سعاد سارت إلى بيتها وطوال الطريق وهي تذرف دموعها بصمت ..
ولا تعرف في هذه اللحظة أتحزن أم تفرح .. لكنه بالتأكيد الفرح و السعادة هو الذي يطغى على حزنها .. فأخيراً تحقق الحلم المرجو منذ شهور ..
هند وأهلها استأجروا فندق ولم تجدي محاولات سعاد وأخواتها في ن يبيتوا عندهم ..
في الفندق .. أم أيمن وهي تكلم ابنها وتغمز لسمر ( وجدت لك عروس يالحسنها لقد بهتت حينما رأيتها .. جمال وأخلاق وأدب .. ما رأيك أن أخطبها لك )
أيمن : أمي كيف أتزوج وأنا قبل فترة قصيرة توظفت ..لا يمكنني أن أنهي أمور العرس بهذه السهولة ..
أم أيمن : أو نسيت والدك سيساعدك بالطبع وهذه فرصة منذ زمن ونحن ننتظرها ..
هند : ( وهي تزيل مكياجها بالمزيل )
نعم يا أيمن أتذكر تلك الفتاة التي أخبرتك عنها حينما كنت عائدة من عند رباب حينما زرتها في المستشفى بوم أن أخبرتك أني وجدت قمران إحداهما خطبت وبقيت الأخرى وهاهي الفرصة قد سنحت لك ..
أيمن : وهو يتثاؤب ومن هذه ؟؟
هند : إنها حنين .. اآآآآآآآه لو رأيتها لجننت بها .. ( وبمكر ) أكملت لا أظنها بعد اليوم ستجلس بل ستخطب فالكثير سألن عنها ...
ام أيمن : ومن قال لك أنها ستجلس.. لأجل هذا كلمتك يا بني وودت لو على الأقل نعطيهم خبرا بأننا راغبون بها ..
أيمن : ( وهو يهز رأسه دلالة على الاقتناع )
اممممم إذن أخطبوها لي على بركة الله .. وإذا لم تكن في وصفكم ولم تعجبني لن أتزوجها !!!





♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:40 PM



( 17 )

الفصل الأول ..




كنت طوال الطريق واضعه يدي على قلبي لأنني أخشى حقا من أي يجري لخالتي لطيفه أمر ما فأنا أعلم جيدا هي ماذا تمثل لخالد إنها بمثابة أمه بل وأبيه .. وان حدث لها مكروها أجزم أن الأمر سيؤثر عليه تماما .. وصلنا إلى البيت بوقت قياسي جدا .. أخذ خالد يركض كالمجنون إلى
الداخل .. وأنا أتبعه وقلبي يخفق .. رباه أستر ..
حادث خالد الإسعاف فور علمه بالخبر وأعطاهم وصفا لمكان المنزل ..

دخلنا إلى الصالة الداخلية وجدناها ممدة على المقعد ( الكنب ) وكانت غائبة عن الوعي .. ووجهها متغير لونه مما دعب الرعب في قلوبنا ..
في ذات الوقت نفسه سمعنا سيارة الإسعاف تقدموا الرجال وحملوها بينما خالد ينظر لهم بذهول .. وأصررت على خالد أن أذهب معه ركبنا معها في سيارة الإسعاف ..
كنت أقرأ عليها آيات القران الكريم وبعضا مما استحضر في ذهني من أدعية الشفاء المختلطة بدموعي ونحيبي ..
اسـأل الله رب العرش العظيم أن يشفيك أخذت أرددها ربما أكثر من سبع مرات ..
وبعد انتظار وترقب ودعوات متوسلات أخبرنا الطبيب ..
أنها جلطة والحمد الله تجاوزت مرحلة الخطر ولو تأخرنا عنها قليلا لربما كانت هناك مضاعفات خطيرة .
وهناك خالد يحادث الطبيب وقد استحال وجهه إلى اللون الأسود بفعل فزعه ...
كنت جالسة على مقربة منهما .. خالد والطبيب .. استرق السمع لما يدور بينهما ..
الطبيب : هي عدت المرحلة الخطرة لكن يجب أن تحرصوا عليها في المرات القادمة .. هل أنت ابنها ؟؟
خالد : نعم أنا ابنها .. دكتور هل بإمكاني أن أراها الآن ؟؟
الطبيب : لا بالطبع .. لا يمكنك .. هي محتاجة للراحة يبدو أنها بذلت مجهودا كبيرا .. مما تسبب في ذلك ..
خالد : ( وقد أحس باللوم والتأنيب ) ربما يا دكتور ..
لمـ تجد محاولات خالد مع الدكتور أن يمكث أحدنا عند خالتي لطيفه ,, فانصرفنا إلى منزلنا وكل منا يحمل ثقلا في قلبه ..
دخلت إلى بيتي ومملكتي وقد شعرت بالوحشة والضيق أخذت أتأمله بكل مافيه أركانه وجدرانه لم أكن كعروس فرحة بمملكتها الجديدة ..
تمنيت من كل قلبي أن ترجع لنا سالمة من كل شر فتعود بهجة هذا البيت ... فلا أتخيله من دونها فخالد بالطبع يكن لها محبة كثيرة ...
بعد ما وصلنا إلى البيت ذهب خالد ولم أدري إلى أين فقد كان الضيق يبدو واضحا عليه .. فلم اسأله ...
حقيقة تمنيت انه الآن كان موجودا كي أخفف عنه وأشاركه همه لكنه يبدو أنه آثر أن ينفرد وحده فاحترمت هذه الرغبة التي شعرت بها من ملامحه ..




.
.




السماء ساكنه هادئة إلا من هواء لطيف يميل إلى البرودة .. وأصوات الدبابات من حوله تملأ المكان بالضجيج وصراخ الأطفال ولعبهم يجعله يلتفت إليهم بلا شعور ..
أخذ يستعرض ذكرياته وبدا له الشريط يمر بسرعة كسرعة الريح ..بداء بطفولته التي كانت له ( لطيفة ) مثل أمه تهتم بأمره وترعى شئونه وقد أغدقت عليه بفيض حنانها بلا حساب ..ثم مرحلة انتقاله من الطفولة إلى المراهقة وكانت تلك المرحلة ذات أثر واضح عليه فكم آذاها بشغبه وعناده إذ كان يريد أن يثبت أنه رجل ليس لأحد كلمة عليه وتذكر تسترها عليه حينما يكون خالدا في الخارج فيسألها والده عنه فتجيب بأنه نائمـ ,,
كانت تحبه بصدق ربما لأنها حُرمت نعمة الإنجاب فقد أثبت الطب أنها عقيمـ استحالة أن تنجب فطلقها زوجها إثر ذلك فأعوزتها الحاجة إلى أن تكون حاضنة لخالد .. وقد أدت دور الأمومة عليه كاملا غير أنها لم تلده .. فكانت عليه أحنى من الأمهات ..
ثم تذكر دموعها حينما أخبرها برغبته في السفر والدراسة في الخارج رغم فرحتها له إلا أن دموعها غالبتها فلم تكن تتخيل خالد الطفل الذي لطالما احتضنته بين ذراعيها قد غدا شابا يافعا مستقلا بنفسه عنها ..
وخفق وجدانه وسرى إليه حنين خفيف فمنظر سحر حينما تعرف إليها لأول مرة لايفا رقه ..
وتتابعت كثير من الصور بعد ذلك في باله حتى أتى ذلك اليوم حينما أخبرته عن والده وهو لم يفرح بعد بشهادته وتخرجه ..
تذكر انه لذهوله قد صرخ عليها كثيرا في تلك اللحظة أنكر ذلك ثم لا مها على كتمانها الخبر عنها واهتزاز جسدها النحيل من البكاء ..
لم يهن عليها موقف خالد فقد كان مؤلما مؤلما .. صدمته لا تعادلها صدمه فقد كان وقتها مثل الطفل في بكاءه وفزعه ..
وزفر عند هذا الموقف وسالت دمعه حارة ثم أعقبتها دمعات .. فقد آن له أن يفرغ مخزون الدموع المتجمعة والأحزان المتراكمة في قلبه ..
آن له أن يخرجها فقد ناء صدره بحملها ..
أيام وليالي وهو يتظاهر بالقوة وفي داخله براكين متأججة ..من بعد موت والده وحين فقد سحر والآن حين سقوط لطيفه ..
تذكر رباب وعذوبتها وتراءت له صورتها وهي قلقة فزعه فشعر بالحنين إليها والشوق الملح فسارت خطواته طريق بيته بعد أن شعر أنه هدأ تماما وبعث الأمل في نفسه من جديد
الأمل الذي أشرق فجأة في قلبه فلمعت عيناه بوميض خاطف ثمـ اتبعها بابتسامة مشرقه
يجدد بها أمله وعزمه الذي عهد على نفسه أن يحيي الأمل في قلبه كلما ادلهمت به الخطوب .
فكر أن يأخذ في طريقه عشاء من الذي تحبه رباب ففكر في الأنواع التي تحبها وبشدة من أصناف الطعام فتذكر أنها تحب المأكولات الشامية وعلى رأسها ورق العنب فأحضرها لها ..





سار مؤيد إلى هناء وهو مغتاظ في داخله من هذا الموقف الذي وضع فيه فكأنما يسير إلى حتفه هتف بينه وبين نفسه بحنق ( وما الذي جعلني أفكر أصلا بالزواج )
احتار ماذا يحضر لها ففكر وفكر ولم يأتي بنتيجة ثم تذكر مقطع رآآآه في التلفاز في مسلسل ما

ذاك الذي أحضر لخطيبته جوري أحمر وامتعضت ملامحه على ماطرأ في باله أجلب لها جوري ههههه في الأحلام ...
ثم كلم والدته مستفسرا ماذا يجلب لهناء ؟؟
ضحكت والدته عليه ..في نفسها وأشارت عليه أن يحضر طقما ناعما من السلسال والقرط وحبذا لو كان معه عطرا فهذا أفضل .
انتقى لها طقما غاية في الذوق والروعة من السلسال مع عطر فواح وخلاب ..
طرق باب منزلهم ففتح له عمه الباب .. فاستضافه ورحب به ( وشعر بالحرج في داخله كيف يوضح لعمه أنه يريد أن يرى هناء شعر بمأزق كبير .. مازال جديدا على هذه المواقف التي تتابعت عليه .
وقد أخرجه عمه من مأزقه حينما سأله أتريد أن ترى هناء ؟؟
مؤيد : نعم ياعمي أتمنى ذلك فأنا أريدها في حديث قصير ..
عمه أبو طارق : حسنا ولكن لا تطيل المكوث ..
مؤيد : قال ساخرا في نفسه ( ومن حبى لابنتك المصونة حتى أطيل المكث ) بالتأكيد ياعماه فأنا أصلا مشغول بعد نصف ساعة ..
بعد قليل قدمت هناء التي لم تكن تريد أن تأتي إلا بعدما أصرت عليها والدتها فقد اتفقتا هي ونورة أن تكون بينهما جلسة حتى يتصافيا ولولا أن أم طارق كلمت أبو طارق وأقنعته بعد جهد جهيد أن يسمح له برؤيتها والجلوس معها وإلا لما كان وافق من البداية فأبو طارق شأنه شأن أغلب الآباء في ( المجتمعات الخليجية على الأخص )الذين تربوا واعتادوا على أن لا رؤية للفتاة والجلوس معها من خاطبها العاقد عليها إلا بعد إعلان الزواج..
قدمت عليه وفي داخلها مشاعر متضاربة حياء وغضب وقليل من فرح أنه فكر أن يأتيها ويزورها هذا يعني أنها قد تعني له شيئا ..
كان جالس مطرق رأسه إلى الأرض مستغرق في دوامات أفكاره
وقفت هناء عند مدخل المجلس بكل حرج حينما رأته وتتابعت نبضاتها تخفق بشدة وأحست بحزن طفيف عليه يبدو أن هناك أمور أخرى تشغله ( رباه لم ينتبه لي )
طرقت باب الحجرة طرقتين خفيفتين عل الرغم من انه مفتوح وذلك لكي يلتفت لها ..
ابتسمت ابتسامة مشوبة بغضب خفيف .. بصوتها المبحوح
- السلام عليكم ..
مؤيد : (اكتفى بمصافحتها ) وعليكم السلام ...
كانت الدهشة تعلوه أهذه ابنة عمه التي خطبها فهو لم يلحظها مثل اليوم فقد كانت تبدو في عينيه ملامحها بريئة وطفوليه ورقيقة ..
بعد أن اتخذت وضعها في الجلوس .. أخذت تعبث بخاتمها فتارة تنزعه وأخرى ترتديه ..
مؤيد : كيف أنتِ ياهناء ؟؟
هناء : بخير
مؤيد : امممم شعر بأنه لا يعلم ماذا سيقول وكيف يبدأ في الحديث ..امممم أنا آسف على مابدر مني لقد كنت مغضب وقتها وأنت زدتيني غضبا ..
هناء : بابتسامة باهته بعد أن تلاقت أبصارهما لدقائق .. مافائدة أن تتأسف وتعتذر وقد جرحت قلبي ..
مؤيد : أي جرح تقصدين ياهناء ؟؟؟
هناء : مؤسف انك لا تعرف ما الذي بالضبط جرحني ..
مؤيد : وقد بدا محتارا فعلا بشكل يشفق ..
وما الذي جرحك بالضبط ؟؟
هناء : ( لا تدري لم شعرت بأنه صادق في كلامه ويبدو عليه الحيرة )
للأسف توقعاتي فيك خابت وآمالي هوت كنت أراك غير عن كل الشباب لكنك مثلهم لست تبعد عنهم ..

مؤيد : مهما يكن فأنت استفززتنني بالكلام أنا لست بالسوء الذي تتصورين لكنني ماأمر به قاس إلى درجة أني أفقد أعصابي في أغلب الأوقات ..
هناء : وحتى على خطيبتك ..وابنة عمك ..تفقد أعصابك .. سؤال لطالما تبادر إلى ذهني ماذا أعني لك ؟؟
مؤيد : ( فكر في نفسه حقا ماذا تعني لي .. للأسف ولا شئ .. لاشئ مطلقا )
نظر إليها بنظرة متفحصة ثمـ ابتسمـ أنت خطيبتي وزوجتي القادمة ..
هناء : أرخت عينيها في حياء .. وشعرت بالحرج يجري في دمها .. لا تدري لما..
أنا أعي جيدا أني خطيبتك وزوجتك وهذا لا تعليق عليه لكن قصدت ماذا اعني لك بمشاعرك نحوي ؟؟
مؤيد : ( شعر با الشفقة عليها أحس أنها تحبه بوله وقد اتضح من عيناها )
ابتسمـ بصدق هذه المرة تعنين لي الكثير ..ثمـ ابتسم بخبث وأنا ماذا أعني لك ؟؟
هناء : ( نظرت فيه نظرة خاطفه ثم أجابت بذكاء ) بقدر ماتكن لي أكن لك ..
مؤيد : قهقه بشدة .. لا يدري لم .. ربما هو انه شعر أنها أحست بمشاعره نحوها أو بتفاجأه من ردها .. لا يدري ما الضبط .....
تظاهر بالانشغال بما جلبه معه من هدية لها .. ثم هتف ..
على كل أعتذر لك عما بدر مني في ذلك اليوم وهذه هدية بسيطة أقدمها لك .. أرجو أن تنال إعجابك ..
هناء : شكرا .. يا دكتور مؤيد لقد كلفت على نفسك جدا.. صدقني أنا لا تهمني هذه الأشياء بقدر ماتهمني المشاعر أن أشعر بأنك من كل قلبك تهواني .. لا أن تأتي بهذه .. لكن سأقبلها منك لأنها منك أنت ..
مؤيد : وقد شعر بالتعجب من جرائتها وقوة ثقتها بنفسها فقد أعجبه ذلك حقا ..
نظر فيها برجاء
هناء أتمنى أن تساعديني وأن تصبري علي فأنا محتاج لوقوفك معي ..
هناء : هزتها كلماته شعرت أنه حقا يعاني { ولو كانت تعلم أن سبب عناءه حب أخرى هل ياتُرى ستسامحه }
وأنت أرجو أن تتقبل وجودي في حياتك ثم بعدها أستطيع مساعدتك ....
كانت كلماتها تلك كالسهام اخترقته إذا لم يجب عليها بل استأذن منصرفاً ..
فهو يشعر فعلاً انه لم يتقبلها فكيف ستساعده .. ( ما ذنب هذه المسكينة حتى تجد الجفاء والصدود مني )
سأحاول مرة واثنان وثلاث حتى أشعر بميل إليها ...
فهي حاضري وغدي ..



هناء بعد انصراف مؤيد اتجهت إلى حجرتها مسرعه وقبلها متألم مثقل .. شعرت أن هناك أمراً ما لا تعلمه .. أنه يعاني مشكله حقيقية .. لا بأس سأستفسر من سمر .. فحاله لم يعجبني ... ثم أخذت ترى الهدية ..
هناااااااء : واااااااااو إنها رائعة
أقبلت والدتها إليها
وماهي الرائعة يا ابنتي ؟
هناء : انظري لهذا لقد جلبه لي مؤيد ..
ام طارق : الله الله يبدو انه لديه ذوق في الانتقاء .. وهذا العطر .. جميل رائحته ..
هناااااء : هههه أتصدقين يا أمي أن هذا العطر كنت قد اشتهيت أن أقتني مثله ذات مرة فلقد شممته عند أحدى صويحباتي .. ثم نسيته والآن قد أتاني .. سبحان الله ...
أم طارق : عجيب حقا ذلك .. هاه أخبريني كيف سارت بينكما الأمور ,أجزم أنكما تصافيتما أليس كذلك ؟؟
هناء : امممم نعم تصافينا ولكن أشعر أن هناك شرخ في العلاقة لا أعلم سببه ..
أم طارق : كيف يعني ماذا تقصدين ؟؟
هناء : يعني أن هناك أمر كبير يشغل بال مؤيد .. وأنه يعاني أمرا ما ..
أم طارق : ( وقد شعرت بالقلق ) هل أخبرك بشئ ما ؟
هناء : لا لم يخبرني ولكني خمنت ذلك ..
أم طارق : لا لا هذه وساوس شيطانية أصابتك .. اطمئني من هذه الناحية جدا .
هناء : بودي لو استطيع ذلك ..







رباب كانت تشعر بالملل فهي لم تعتد على هذا المنزل .. أخذت تنظم أغراضها وتهذبها .. ثم خطر لها أن تصنع عصيرا لخالد لأنه ربما على وشك الو صول .. على الرغم من شعورها بالجوع إلا أنها كانت تشعر بانسداد الشهية .. كانت كل ما تذكرت لطيفة شعرت بالكدر .. لكن ما يواسيها أنها قد تجاوزت المرحلة بأعجوبة ..
بعد أن طلب خالد العشاء وجلبه معه إلى منزله وهو يشعر بتحسن كبير توجه إلى بيته ..
دخلت رباب المطبخ كي تعد عصيرا من الفواكه ولم تشعر أثناء انهماكها بخالد الذي دخل المطبخ فأفزعها كعادته المحببة إليه ...
رباب بهلع : بسم الله الرحمن الرحيم ..متى دخلت ..
خالد : للتو .. ماهذا ماذا تصنعين ؟؟
اصنع عصيرك المفضل ..
خالد : أها شكرا يا حبيبتي .. وانظري ماذا جلبت معي ؟
رباب : ماذا ؟؟
( أووووووه شكرا خالد شكرا ... أنني حقا جائعة )
خالد : ههههه حقا هيا انتظرك .. أعدي العشاء ..



استغربت رباب من تغيره المفاجئ وفرحت في داخلها فكم تكره أن تراه متجهما أمامها
بعد أن تناولا العشاء .. قررا أن يزورا لطيفه .. لأنهما يأملان أن تكون قد تحسنت للأفضل ..
أثناء ذلك رن محمول رباب .. فكانت المتصلة والدتها ..
سعاد : الو .. السلام عليكم ..
رباب : وعليكم السلام ياأمي ..
سعاد : هل صحيح ماسمعته عن لطيفة ؟؟
رباب : وماذا سمعتي يأمي ؟؟
سعاد : أنها في المستشفى في حالة خطره ..
رباب : هي نعم في المستشفى لكنها ولله الحمد قد تجاوزت الأزمة ..
سعاد : سنكون غدا متواجدون بإذن الله .. شفاها الله
رباب : أماه لا ادعي لأن تتعبوا أنفسكم أنها حقا بخير ..
سعاد : لا الواجب يحتم علينا ذلك ...في أي مستشفى هي ؟؟
رباب : في مستشفى .................












هناك في المستشفى أخبرهما الطبيب أن الحالة مستقرة وقد أفاقت من الغيبوبة لكن يلزم لها راحة في المستشفى وقد تمكثُ أياماً ..
.
.
تحسنت حالت لطيفة وخرجت من المستشفى سالمة من كل شر فرح بذلك خالد وضعوها في أعينهم قاموا على توفير سبل الراحة لها التي أوصاهم الطبيب بفعلها ..
بعد أيام من خروج لطيفة من المستشفى ... كانا خالد ورباب في حجرتهما يريدان أن يخلدا إلى النووم ..
خالد : رباب .. آنا آسف بشأن السفر لم تهنئي وأنت عروووس لكن ..
قاطعته رباب : ماهذا الحديث يا خالد انك هكذا تغضبني أعرف انك لن تقصر معي وأعرف أنك بودك أن نسافر كما يقال لشهر العسل لكن صدقني أنا أشعر بالراحة هكذا فصحة خالتي لطيفة تهمنا كثيرا .. وأعلم انك ستعوضني حينما تتماثل للشفاء التام أليس كذلك ؟؟
خالد : ( زفر براحة ) أشكرك على تفهمك .. ما ندمت يوما على أني تزوجتك .. بل أني نادم على أني فضلت أخرى عليك ..



مؤيد بدأ يتقبل وجود هناء في حياته فهو يحادثها تقريبا كل يوم .. يحكي لها عن كل شئ مشاكله في الدراسة ,, آماله المهنية .. وعن بعضا من ماضيه ( طبعا من دون سيرة رباب )
وكانت هي باالمقابل تسمع له وتحسن الاستماع بدأ يفرض وجوده في حياتها .. زاد تعلقها به .. اكتشفت انه إنسان رقيق القلب لين الخلق مما أسعدها كثيرا ..
لكنها مازالت تشعر أن هناك طرفا في حياته لم يرد ذكرها على لسانه فهي تترقب أن يعلمها هذا السر الخفي ..

.
.





♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:40 PM



بعد زواج رباب بأيام قليله هاتفت هند رباب وأخذن يثرثرن كالعادة في مااستجد من أمور ..
وسألتها عن حنين بطريقة طبيعيه ثم أخبرتها باالتلميح أنهم أعجبتهم حنين جدا .. فكان إجابة رباب كالصاعقة التي هوت على رأس هند ..
أنها أرملة قد فقدت زوجها وتعذبت من بعده ومازالت تعيش على ذكراه وأنهم ينتظرون أن تخرج من قوقعتها بفارغ الصبر ..
رمت هند باالقنبله على أمها وأيمن .. فعارضت أمها بشدة .. وسط دهشتها .. أن حنين أرمله فهيئتها لا تبدو على أنها قد تزوجت من قبل ..
وكان رأي والدتها أنها لن تزوج ابنها لأرمله فالفتيات غيرها كثير ..
أما أيمن فهو لم يعارض بل عاتب والدتها إذ ماذنبها أن تكون أرمله وهو على استعداد أن يتزوجها ..
وهند بالطبع كانت معارضة تماما لرأي والدتها بل ازدادت تمسكا بحنين ورغبة فيها لكن محاولاتها فشلت بالطبع أمام إصرار والدتها ..
كانت مغتاظة من داخلها على موقف أمها وتتساءل بحرقة ما ذنبها إن كانت حنين أرملة ماهذه الأفكار العقيمة في أوساط مجتمعنا ... لم دائما المطلقة والأرملة يشن هجوما عليهما وكأنها هي من تسببت بذلك ومن قررت أن مصيرها .. مثل حنين حرام أن ينُظر لها بهذه النظرة الخرساء فهي خير من بنات جنسها جمال وأخلاق وأدب ..
تتحدث بينها وبين نفسها بصوت مسموع ..
( آآآه كيف أقنعك ياأمي ؟؟ )
وجدتها نعم .. عن طريق أيمن .. إن رأت اصراره عليها سترضخ بالطبع لا بد أن أكلمه بأسرع وقت )
وابتسمت بخبث .. وأخذت ترقص وحدها ( أووووه أنني أم الأفكار البناءة كما قالت رباب ) وطرأت عليها رباب فهي منذ زمن لم تحادثها أحست بالشوق تجاهها .. أمسكت بمحمولها وضغطت على رقم رباب .. وبعد ثوان إذا بها تجيب عليها ..




كان زفاف مؤيد قد تحدد مبكرا لكن لظروف دراسته التي تتطلب منه تفرغا تاما كان قد أجله إلى اجل غير مسمى ..
وأرى أن هذا التأجيل في صالحه كي تزداد قوة علاقته مع هناء ويصبح التفاهم والانسجام بينهما أكبر مما لو تم الزفاف مبكرا ..








تحدد عقد قران سمر على خطيبها .. وهاهي تستعد له وقد بدت متحمسة جدا .. فهي تنتظر هذه الفرصة منذ زمان لأنها كغيرها من الفتيات يرين في ذلك استقرارا وتحقيقا لحلم الصبا ..
طبعا شاركتها رباب ببعض التجهيزات فقد كانت تختلس من وقتها لأجل أن تذهب معها فسمر كما نعرف بالنسبة لرباب أختا وابنة خاله .. فخالد بالطبع لم يمانع وبدا متفهما كعادته من أن تذهب رباب مع سمر بل رحب بالفكرة على شرط أن لا تذهب رباب لبيت خالتها ..درء لكل ما يتوقع حدوثه .
انتقت لها فستانا أنيقا يناسب تفاصيل جسدها الممتلئ نوعا ما ..وقد عمدت إلى صبغ شعرها بألوان الدارجة ..











أقبل فصل الشتاء والأرض غدت قاحلة تشكو الجدب كقلبي الذي جفت تلك الينابيع التي كانت تفيض عليه ..
نعمت بالحب زمنا وفترة قصيرة كنت حينها من أسعد الناس واهنأهم وماذا تريد الأنثى أكثر من ذلك ؟؟
حياة طيبة وزوج محب ودود لكن دوام الحال من المحال كما يقال ....
عاد كلا منا لحياته الطبيعية .. خالد لدوامه الذي يستقطع نفائس وقته فهو يستغرق به صباحا ومساء إضافة إلى تجارته التي يشرف عليها بين الحين والآخر .....
وأنا التي ضعت بينهما... من يراني لا يصدق انه لم يمضي على زفافنا من الشهور سوى ثلاثة
فاالملل دب إلي فجأة وبقوة . لذا انهمكت في عملي الذي بالطبع قد نقلت فيه الى مدينتنا وارتحت فيه جدا فالزميلات لا بأس بهن من الخلق الطيب ..لكن ماينغص علي هو الدكتور فارس أشعر أني اكرهه وامقته مقتا .. انه لا يكف عن ملاحقتي والسؤال عني دوما .. منذ المرة الأولى .. لم اطمئن إليه وعندما تتالت تلك اللقاءات الضرورية بحكم عملي شعرت فيها بخبث نظراته وتملقه إلي .. قلت له وبكل جراءة .. أنا إنسانه متزوجة وابتعد عن طريقي .. لكنه لم يبالي ... لذلك صرت كثيرا ما أتحاشى أن اجتمع معه في نفس المكان بالرغم أني أرى الزميلات تفرح إحداهن إذا حظيت منه كلمة أو التفاته .. يا لحمقهن .. لا أنكر انه وسيم لدرجة ساحرة ويمتلك مهارة في جذب الآخرين له لكنني رغم ذلك لا أراه شيئا يذكر .. بل هو عديم الأخلاق والضمير ...ومافائدة الجمال إذا لم يكن في جوهره المبادئ والقيم ؟!!
ذات مرة كنت أسير بعجل لأن دوامي انتهى وسائقي ينتظرني ففتحت باب الحجرة التي بمقابل حجرتي أنا وزميلتي ففوجئت بوجود الدكتور مع أحداهن وهما في خلوة مريبة مستغرقان في الضحك .. تسمرت مكاني وأرسلت نظرات احتقار لهما ثم أخذت ما أريد وخرجت وأنا كلي استنكار للموقف ..
كثيرا ماكنت أشعر بالحاجة إلى من يرويني بحنانه واهتمامه التي فقدته مؤخرا ..
وأن أنتزع ذلك الجفاء الذي بدأ ينخر في علاقتنا .... كنت أشعر أنه هناك شئ ما يخبئه عني .. لكن لا أعلم .. ماهو بالضبط ..فنظرات عينيه أرى فيها حيرة وغموضا ...
ولعل ما يخفف عني هو وجود الخالة لطيفة معنا فهي قد تشغلني أحيانا .. عن بعض همي وقد زادت علاقتنا قوة وودا ..










كانت تنظر إلى خالد الذي خرج من البيت وعيناها ترقبه .. وروحها تكاد تخرج من بين أضلعها .. قهرا وحزنا ..
لطيفه : رباب يا ابنتي اشعر أن علاقتكما على غير العادة ما الذي حل بها بصراحة ؟؟
رباب : لا أدري ما الذي حل بها أنا مثلك متفاجئة لكنها يبدو ضغوطات الحياة ومشاغلها قلبت حياتنا هكذا ,,
لطيفة : لا حتى ولو مازلتما عريسان بعد .. وكان من المفترض أن تطول فترة شهر العسل كما يقاال فهذه لحظات وأيام لا تعوض .. اعذريني ياابنتي لم أكن أريد التدخل لكن ما أ لمسه واراه يدفعني لذلك ..
رباب : وماذا افعل يا خالتي لقد تعبت ؟ انه لم يعد يشعر بي .. كما ترين في الصباح نستيقظ كلانا وونذهب الى العمل واعود قبل ان ينتهي من عمله بوقت قصير .. فكلانا منهك ومتعب .. وفي المساء يذهب لعمله المسائي يعود منهكا وهكذا لا وقت لديه لكي يجلس معي ويشاركني أموري .. لا ادري لم أصبح جافا وصامتا ومحيرا ... كأنني قد قتلت له أحدا ..
لطيفه : أقسم أني اشعر بك ياحبيبتي لكنه هو زوجك لا تيأسي اضغطي على نفسك حاولي التقرب منه فهو يحبك لكنه كغيره من الرجال يبدون هكذا . لا يعلمون كيف يعبرون عن مشاعرهم .. يارباب .. أنا ادعوك وبشدة على أن تحرصي عليه فكما تعلمين هو شاب .. طموح ولديه ثروة يمتلكها إذن في هذه الحالة هو مطمع لأهل السوء ... لا تدعي لأحد فرصة أن يقتحم حياته ويسرقه منك ..
رباب : ( في هذه اللحظة طرأ على بالها سحر .. خفق قلبها بشدة أمعقول يكون قد عاد إليها ؟؟؟ )
جزاك الله خيرا يا خالتي .. نصيحتك من ذهب .. اجزم أن الكلام سهل والفعل صعب صعب ..
في المساء حينما عاد خالد من العمل كانت رباب في رأسها تتزاحم كثيرا من الكلمات التي تود أن تقولها له .. الحديث الذي دار بينها وبين لطيفة بث لديها العزم والأمل .. من جديد ..
دخل خالد بيته وهو يشعر بالتعب والجوع والبرد معا ... استقبلته رباب .. بابتسامتها المعهودة ..
- اهلا ومرحبا .. وبصوت خفيف .. اشتقت لك يا روحي ..
خالد : ابتسامة خفيفة ارتسمت على ملامحه .. ثم نظر إليها وقال ببرود : هيا أني جاااااائع ..
رباب : شعرت بخيبة من ردة فعله .. لكنها قالت في نفسها ربما هو لأنه متعب وجائع ...

بعدما تناولا عشاءهما اخذ يقلب في قنوات التلفاز بين قناة وقناة .. ثم استقر على قناة إخبارية .. وهي جالسة إمامه كالتمثال تحترق غيضا لماذا يتجاهلني انه لا يجرؤ أن يضع عينه في عيني ..
رباب : امممم خالد ..
خالد ..
خلاد..
نعم ناديتني ؟؟

يمكن أن تتفرغ لي بعضا من الوقت ؟؟
خالد : الآن ؟؟
رباب : نعم أريد أن أحادثك بموضوع شغل بالي منذ فترة ..
خالد ..( وهو يتثاءب ) حسنا ما لديك أرجو أن تختصري فأنا نعسان ....
رباب : وقد ثارت كالبركان المتأجج : لاشئ نم قريرا .. ثم انطلقت بسرعة الريح الى حجرتها ...








في خلال الشهور التي انقضت قويت علاقة مؤيد بهناء جدا وقد بدأ يتخلص من هاجس رباب باالتدريج .. وكان لهناء دورا كبيرا فقد دخلت قلبه ببساطه ..
في احد المرات .. رن محمولها ...
وكان مؤيدا المتصل ...
أهلا هنااء .. كيف حالك ؟؟
هناء : بخير وكيف أنت ؟
أنا أيضا بخير هههه مارأيك لو دعوتك الى مطعم يليق بزوجتي هناء ...
حقا .. والآن ؟؟؟
هههههه نعم الان هل يوجد لديك مشكلة ما ؟؟
اممم لا بالطبع .. متى ستأتي ؟؟
أنا بالقرب من منزلكم ..
أوووووووووه لا وقت لدي للتجهيز ..حسنا حسنا .. أراك على خير ...
ههههههههه ضحك من قلبه على حماسها الواضح .. طبعا والدتها كانت مؤيدة لها أن تذهب بشرط أن لاتتأخر فتقع في مسائلات والدها ..
وفي المطعم ....
كانا جالسين في ركن راقي في غاية الروعة والجمال .. في أجواء تثير الإحساس بالرومانسية والحالميه ..
مؤيد بدا محتارا مشتتا لا يدري ماذا يقول أو انه يعلم لكن كيف يخبرها بذلك اخذ يتأمل ملامحها جيدا التي لم يبصرها من قبل .. فوجدها .. ملامح رقيقة وبريئة فعيناها المدورتان وفمها الصغير مع انف صغير يحيط بهم وجه مستدير كاستدارة القمر ...
جعله يصرح بمشاعره لها ..
هناء حقيقة لا ادري كيف أصف لك شعوري حقيقة ... أتذكرين تلك المرة التي جئتك فيها وقلت لك ساعديني .. أنت فعلا ساعدتني ووقفت بجانبي في وقت كنت فيه كاالغريق .. ومشاعري اليوم لقد تبدلت تبدلا واضحا بحيث انك قد ملكت جانبا من تفكيري .. باختصار ... احبك من كل قلبي
هناء : وقد تورد خداها كما الجوري بفعل الحياء والسعادة التي تشعر بها ..
حقا ... وأنا سعيدة لتبدلك وتغيرك جدا ...
مؤيد : اقتنعت بفكرة أن هناك أ أمور جميله في حياتنا قد لا نرى جمالها إلا بعد أن تنقشع تلك الحجب والهالات من أمام أعيننا ..
هناء : ( لم تفهم ماذا يقصد بالضبط بدا لها ك لغزيطرحه أمامها ) لكن جميل انك استشعرت ذلك ..
مؤيد : يبدو أنك لم تفهمي تصورك ؟
هناء : بل على العكس فهمت تصورك لكنني احترت أين أكون أنا هل الأمور الجميلة أم من تلك السحب والهالات ؟

مؤيد : ( سره لماحتها وبديهتها ) فأردف ..: ستفهمك الأيام يا عزيزتي ..

مؤيد كان متعجب من تغيره المفاجئ كيف استطاعت هناء أن تملك لبه وهو الذي تعلق سنينا برباب ... لكنه ربما هو اليأس نعم يأس من رباب ومن الحب القديم انه لا يمثل له إلا ذكرى طويت .. لقد شعر بنقمة على رباب وعلى كل تلك اللحظات الحلوة التي كان يسرق من وقته ليذهب في أحلام يقظة لا حصر لها مع رباب .. استفاق من هوة حبه فوجد انه يمضي عمره على أمل كاذب ومحال أن يتم وشقاء يورثه على أناس لا يستحقون أبدا العناء ..
وحين مزق صفحاتها من قلبه وترك للصفحات الجديدة أن تخترق قلبه كان لقلبه أن يجد مكانا وافرا لهناء ..
هو لم يحبها بمعنى الحب ولم يعشقها بمعنى العشق لكنه يكن لها كثيرا من الاحترام والتبجيل اللذان هما بواباتا الحب ...
لذا عقد عزما مضنيا أن يقتلع كل رواسب الماضي وأن يقذف بها بعيدا بعيدا حيث لا يمكنها الرجوع مرة أخرى ...








هند كان عرسها رائعا .. أثيريا .. كروعتها وجمالها هي .. فهيثم سعيد بها وهي تبادله السعادة ..
وكملت سعادتها با الطبع بحضور رباب .. وخالد ..
وعاشت فرحتها بفوق الوصف .. كأي عروووووس ..
بعد زفافهما سافرا ليقضيا أيامهما بكل حب وصفاء ..










بعد الموقف الذي جرا بين خالد والرباب ..اخذ يحك شعر رأسه ....
ما بالها هذه لم اقل لها ما يغضبها ؟؟؟
فتح باب حجرته فوجدها تذرف دموعها بهدوء .. ألمه ذلك .. لكنه حقا يشعر بالاستغراب ..
اقترب منها أما هي فقد وجهت رأسها إلى الجهة الأخرى كأنها لا تريد أن تراه ..
أعاد وجهها إليه ..
فهز رأسه مابالك تبكين ؟؟
قولي ماعندك فسوف أسمعك
تخللت أصابعه إلى خصلات شعرها ..( شعرت أنها افتقدت لمساته الساحرة )
رباب : الآن تسمعني ؟؟؟؟الم يكفك ماعانيته منك قبلا ...
لقد تعبت .. تعبت ..
خالد: بدهشة تعبتِ مني أنا ؟؟
ماذا فعلت ؟؟؟؟
سكتت وثبت بصرها على تلك اللوحة المعلقة في الجدار ..
تجاهلك في الفترة الماضية ,, جفاءك وكثرة انشغالك ماذا تبرره ؟؟
خالد : امسك بوجهها نحوه حينما تتحدثين .. فلا تصرفي بصرك عني ...
إذن كل هذا بسبب ذلك ... صمت لوهلة ثم اخذ هو الآخر يتأمل في اللوحة ...
أهذا بدلا من أن تقدري تعبي لكم لأنني أريد أن أحافظ على مستوانا ..
رباب : لو كان الأمر يقتصر بعملك وحده صدقني لعذرت ولكن الأمر يتعلق بجفائك المريب نحوي ..
ثم ألقت عليه القنبلة ..وهي تركز ببصرها عليه .. كأنما تريد أن ترقب الموقف ..
هل هناك احد في حياتك ؟؟
ضحك باستهزاء ... نعم أنت
رباب : اعلم إني في حياتك ولست اشغل حياتك صحيح ؟؟
خالد : إلى ماذا تريدين أن تصلي بالضبط ؟؟
رباب : إلى النهاية .. اجبني .. من هناك غيري تشغل حياتك ؟؟
خالد: اممم لقد يسرتِ لي عناء إخباري لك
رباب : شعرت بالخوف وأنها ستجن ( ياالهي ) بلعت ريقها ..ماذا هناك ؟
خالد : اخذ خالد يدخل ييديه في جيبه من التوتر .. ورمى عليه كلمته كالسهام .. أنا عدت لسحر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
رباب : مـــــــــاذا بهذه السهولة ... تعود إليها ... وأنا ثم سكتت .. لتطرق برأسها وتجعل الدمع سيد الموقف ..
خالد: أنتِ تعلمين أنها مازالت زوجتي وأن طلاقي لها يعتبر طلقة واحدة ..
رباب: بحرقة وقهر .... أين كلامك السابق أين ذهب كله .. أكنت تخدعني يا أخ خالد .. ( وبصوت عالي ) أتعبث بمشاعري وحبي لك ... كنت أتساءل ماسر تغيرك علي هذه الأيام .. أتراها هي !!!!!!
خالد: لست في حاجة لسماع المزيد من الحديث .. الشرع أحل لي أربعا لا أظنكِ تجهلين ذلك وسابقا أبديت موافقتك لي .. لا تجعليني أغير نظرتي لك التي كنت أراك فيها مثلا للعقل والرزانة ..

رباب : ( باستنكار ) وهل أبقيت لعقلي شيئا .. لو أخبرتني منذ بداية رجوعك لها لتفهمت لكنك كنت تستغفلني .. لكن ... ( بابتسامة كبرياء ونظرة ثقة ) مبارك لك عودتك لها ....




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:41 PM



( 17 )

الفصـــل الثاني ..



رباب : ( باستنكار ) وهل أبقيت لعقلي شيئا .. لو أخبرتني منذ بداية رجوعك لها لتفهمت لكنك كنت تستغفلني .. لكن ... ( بابتسامة كبرياء ونظرة ثقة ) مبارك لك عودتك لها ....
خرجت من الحجرة بقلب مكسور وان كانت قد أظهرت له عكس ذلك .. كان خالد يتألم في داخله .. فهي عزيزة عليه .. لكن حبه لسحر عاد إليه بأقوى من ذي قبل !!!
بداءً من تلك الليلة التي حادثته فيها .. رغم محاولاته لصدها ألا انه خضع للحديث معها .. استعطفته .. أخبرته أن الجنين سقط لنفسيتها واستطاعت بدهائها أن تؤثر عليه .. حتى أصبح يحدثها في كل يوم وقد عادت لتملأ حياته ..
آآآآلو .. مرحبا خالد .. اشتقت إليك جدا ...
ماذا تريدين بعد أن طلقتك .. أخبريني .. إنني أعيش بسعادة مع زوجتي بعيدا عنكِ .
أهان عليكَ أن تتركني بعد ذاك الحب .. وتلك المشاعر .. أتدري ما حل بي بعد ذلك .. لقد سقط الجنين الذي هو وأقسم لك أنه ابنك .. سقط فنفسيتي كانت متأثرة بفراقك .. ثم أجهشت بالبكاء ,,
خالد الذي شعر بالحنين والشوق لها يجرفه إليها فما زالت تستوطن فؤاده رغما عنه ..
وماذا عن ذاك الذي كنت تحادثينه بما ستبررين الآن ؟!!!
اقسم أنني ما حادثته إلا بسبب مشكلة طرأت عليه فساعدته فيها وانتهى الأمر بسلام !
أتعلم انك عاقبتني أشد من العقوبة ذاتها ..أمعقول ذلك الحب الذي كان مضرب الأمثال وحسد قريناتي يغدو..سراب ؟!!!
انتهى الأمر عندك لكنه لم ينته عندي .. ثم لا تنسي انك أنت من أوصلت بنا إلى هذه المرحلة..
وان كنت .. لقد أخطأت فندمت ولست بمستعدة أن أخسرك ثانية .. فأنت كل حياتي يا خالد ..
لست بقادر على أن أنسى ما رأيته منك سابقا .. أسلمتك قياد قلبي وهويتك بكل صدق ثم نقضت مابيننا من أفعال فجرت مشاعر غضبي ..
اسمع .. إنا اعترف بكل ماجرى وللأسف كنت خاسرة جدا .. وآخر كلام لي .. فأرجو أن تتحمله وتسمعه .
هاتي ؟!
لننسى الماضى ولنفتح صفحة بيضاء نقيه ولنعود إلى ذاك الحب ولنتوج حبنا با العرس وان شئت أتيتك فنعيش بسعادة وهناء .. أو لننفصل انفصالا نهائيا وأتزوج بأحد الخطاب الذين يطرقون بابنا ..
أهذا ما لديك ؟؟؟
نعم ..
هذا الموضوع بالذات يسلتزم مني تفكيرا .. طويلا لأحدد ماهي مشاعري والى أين يتوصل قراري ..
حسنا .. سأكون في انتظارك .. وأرجو أن لا تطيل ..

من بعد هذه المحادثة وخالد في صراع مرير أيعود لها بعد تلك الخلافات .. كان متعجب من عودتها بعد إصرارها على الطلاق ..
كان هو قبلها يشعر بالشوق لها لا يدري لم تفجرت براكين حبه الذي البسه قناع الكره والصدود .. وفي نفس الوقت هو يحب رباب فعلا وكان سعيد بها وبزواجه لكن الحب القديم ثار ..

بعد تفكير طويل أخذ منه جهده قرر أن يعود إليها .. ويفتح صفحة جديدة .. فلم يكن يتخيل مجرد تخيل أن يطلقها وتصبح لرجل آخر وتذكر ذاك الذي يرغب بها .. ف شعر بالغيظ وكان رجوعهما لبعضهما أمر مؤثرا بالطبع على علاقته رباب فهي كانت تستحوذ على تفكيره وبشدة .. للحد الذي يشعر انه غارق في عالم سحر ولولا مشاغله لكان هو عندها الآن ..وكم كان يشعر بالخجل من أن يرى رباب أمامه يحس انه يظلمها ويستغفلها .. وهي التي منحت له كل ما تملك .. لكن تبقى فكرته (هذا من أبسط حقوقي )ىتسيطر عليه

منذ الغد دوامت رباب في عملها وهي مجروحة وحزن الكون يسيطر عليها .. كانت تمشي وتتحرك وكأنها آلة فذهولها أكبر من أن تتحمله .
ياآلهي .. أحقا خالد سيرجع لها وأبقى أنا فقط زوجته وهي حبيبته وعشيقته , رباه لا أحتمل كيف لم انتبه لهذا الأمر وكيف فاتني .. يالي من حمقاء ساذجة .. أهكذا جازيتني ياخالد جازيت حبي رفضت لأجلك مؤيدا وأحرقت قلبه وأظن أن هذا هو ذنبه !!
اممم لا اعلم إن كنت سأبقى معه أم أتركه ؟؟
لا كيف أتركه وأجعل هذه تستأثر بكل شئ ولن أجعل خالي فيصل يتشمت بي وكل من ألقوا بااللوم علي , خالد سيرجع لي حتما مهما جرى إنها نزوة وسيعود إلي بعد أن يعرفها على حقيقتها .... آآآآآآه ربي إني محتارة متخبطة ...
كانت تجلس على مكتبها والهم باد عليها وقد وضعت يدها على خدها في سرحان عميق ..
- مال القمر ساهما ؟؟
استيقظت من سرحانها لتجد الدكتور فارس أمامها ارتبكت وتأكدت من حجابها ..
طبعا لم تجبه اكتفت بتطنيشه والتظاهر بالانشغال .. بالأوراق التي على سطح مكتبها
- من سمح لك بأن تدخل مكتبي دون استئذان ؟
- هههه نحن لسنا في المنزل حتى يكون هناك استئذان بل نحن في مكان عام ..
- من فضلك اخرج من هنا فلست في استعداد لأن أضيع وقتي مع أمثالك ..
- اها أتطردينني وأنا ( وأشار إلى نفسه بتيه ) الدكتور فارس وإذا قلت لك أنني لن أخرج من هنا ثم وضع ساقه على الاخرى وأنا على استعداد تام لأن أساعدك في أي مشكله
- حقير ... سافل
وانطلقت بساقيها وغضبا يشتعل في صدرها متوجهة إلى مدير المستشفى وأخبرته عما لاقاته من الدكتور فارس فوعدها أن ينظر للأمر ... وأنه سيكف عن ملاحقتها .
كانت تشعر بالتخبط والحيرة يغوص في أعماقها لذا قررت أن تمنح نفسها إجازة لمدة أيام قليلة بحيث تستطيع فعلا ترتيب أفكارها المبعثرة .


مرت عليها أيامها رتيبة مملة كانت تتحاشى النظر إلى خالد أو محادثته فما زال جرحها ينزف ..حتى ضاق هو بذلك ..
وبينما هما يتناولان الغداء ..
- رباب هذا الحال لا يعجبني لم أعد أشعر إني متزوج .. لقد ضجرت من هذه الحالة ..
(نظراتها ترتكز على صحنها الممتلئ )وماذا تريدني أن أفعل لك ؟
- عودي كما كنت رباب الوردة الفواحة التي يضحك أركان البيت معها .
- للأسف ياخالد .. تجرحني وتدمي قلبي وبكل بساطة تريدني أن أنسلخ من مشاعري ؟؟
- كنت أظن ان سعادتي من سعادتك ...
- حينما تتوحد سعادتنا معا يكون ذلك سعادتي .. أما شئ يخصك وحدك وتؤثره علي فلست اعتقد أنه يهمني أن أسعدك فيه ..
- الحمد الله .. ونهض من على السفرة حانقا ..
بينما رباب .. أغمضت عينيها بألم ( مازلت أحبك أحبك جدا ) لكن رغم عني إن أعاملك هكذا يجب أن تعرف مرارة الأمر علي ..
.
.

مازلت تتظاهرين بالعناد والصمود لكن داخلك مكسور أنا أعلم ذلك جيدا لكن يجب أن تتقبلين ذلك .. لكن افتقدتك حقا آآآه رباه اشعر بشوق لها ,,
خطرت على باله فكرة ثم راقت له .. نعم يجب أن نسافر ذلك هو الحل لجفاء مشاعرنا

ولهي عليك.. يا حزني عليك .. أنا السبب .. أنا السبب ..
بهذه الكلمات كانت تتمتم سعاد بينها وبين نفسها فقد أخبرتها رباب بكل ماجرى ..
ولأنها أم فقد أغضبها الخبر .. أيتزوج على ابنتي ويؤثر عليها تلك الغريبة ... انه ضرب من الجنون ..


- اخبريني ياأمي ماذا أفعل أشعر أني منهارة جدا .. لا احتمل أن أراه يأتي بها .. سأجن .. سأجن حقا ..
- هدئي من روعك ياابنتي إنها نزوة وستنقضي صدقيني هم الرجال هكذا .. لكن اثبتي وحافظي على بيتك سيعود إليك أقوى من ذي قبل .. أسألي مجرب ..
- آآآآآه ياأمي منذ أخبرني وأنا لم أذق للراحة طعما ولا للنوم لذه ..
- ماعهدتك هكذا ضعيفة كوني كما ربيتك قوية لا تزلزلها الظروف .
- الآن استأذنك ياأ مي اشعر بأني غير قادرة على التركيز .
أعدت طعام الغداء وجهزته بدون أن تشعر ذلك فقد شغلت بابنتها ..

تنهدت ودمعت عيناها وهي تتذكر كلام ابنتها المنهارة ...
( سبحان الله إنها غيرة طبيعيه خلقها الله في المرأة و قوة تحافظ بها على كيانها )

جالسة على المقعد في الصالة أمام التلفاز تفكر وتضرب أخماس بأسداس ثم ابتسمت بسخرية ..
أين كلامي لخالد قبل أين وأين كله تبدل .. لكن بالتأكيد موقف الأمس غير موقف اليوم ..
بالأمس لم يكن يمثل في قلبي غير شيئا يسيرا لذا شعرت أني تقبلت الموضوع أما الآن فهو زوجي وحبيبي وكل ما أملك فصعب علي أن أرضخ .. بهذه السهولة .. لكن ماذا بيدي لن استطيع أن امنعه ... أف فليذهبا للجحيم .

هناك على أحدى الجزر الساحرة وبالتحديد في أحد الفنادق

كانا هنا خالد والرباب ..
فقد أتيا منذ سويعات وهاهما الآن يستعدان للنزول إلى إحدى المطاعم لتناول العشاء ..
رباب في نفسها كانت مسرورة على رغم من أنها تعلم أن هذا ما قبل العاصفة التي ستحل بها ..(أريد أن أنسى همي وأعيش يومي )
وخالد لم يكن بأحسن حالا منها فقد آلمه حالها وسعد حينما رأى السعادة بادية عليها (ليتني أمنحك إياها دوما والى الأبد )
كان الهدوء يعم المكان إلا من صوت الملاعق التي تضرب في الصحون مكونة سيمفونية رائعة ... يعشقها الجياع
وكم انزعجت رباب من الاتصالات التي تتوالى على محمول خالد وهو لا يجيبها لأنها علمت أنها سحر .. شعرت بالغيرة تحرقها حتى هنا تلاحقنا ..
تظاهرت بعدم الاهتمام .. ثم استأذن منها خالد لدقائق .. فاستشط بها الغضب .. انه لا يصبر عنها أبدا .. تبا .
انزوى هناك في احد الأركان بعيدا عن رباب .. وضغط برقم سحر ..
- الو .. السلام عليكم ..
- وعليكم السلام .. أخيرا تنازلت وأجبت على اتصالاتي ؟
- سحر كم من مرة أخبرك إذا رأيتني لم اجب على اتصالاتك لمرتين فهذا يعني أنني لا استطيع محادثتك ..
- اها ولماذا لاتستطيع ألهذه الدرجة تخشى ابنة عمك ؟
- المهم أنا الآن مشغول ..أكلمك لاحقا ..
- لحظة لكنني أريدك أن نتفاهم في موضوعنا ..
- ليس الآن فأنا في رحلة استجمام مع زوجتي وأرجو أن لا تحادثيني متى ماوجدت وقتا حادثتك ..
- نعم نعم .. في رحله ..حسنا اذهب له الان قبل أن تغضب ...

ضربت الأرض برجلها بقوة ..

سحقا .. لك كنت أظن أني استحوذت على تفكيرك لكن هي تبدو تنال جانبا منه ... حسنا .. حسنا سآخذه منك رغما عنك وأحرق قلبك وسترين .. اهنئي الآن فيه فهذه آخر الأيام تستمعين فيها مع خالد .


عاد إليها فوجدها تكتم انفعالها فابتسم ..
- مرحبا ..
- اهلا
- هيا لنخرج من هنا الى مكان جميل ...
( انفرجت شفتاها عن ابتسامة باهته )
- هيا

كانا يسيران على الرمال والهواء اللطيف يداعبهما وأشعة القمر تنير لهما الوجود
ويبدوان أكثر سعادة من قبل ..
رباب .. شعرت بان هذه الرحلة هي هبة من الله لها لكي تهدأ أعصابها الثائرة كانت ممسكة بيد خالد بقوة كأنما تنشد الأمان وكأنما تستشعر حقا أنه لم يعد لها وحدها بل ستشاركه أخرى وتقاسمها فيه ..
انتبهت عليه وهو يقهقه ..
بهدوء ياعزيزتي يدي لن تطير ..
( ضحكت بحياء )
دعني التمس فيها الدفء اتستخسره علي ؟؟
هههههه ان شئت أعطيتك الأخرى أيضا ..
- أتعلم ياخالد أنني سعيدة جدا الآن ؟
- لم ؟ هل لأنك أتيت الى هنا ؟
- لأنك عدت خالدا الذي اعرفه الذي نبض قلبي بحبه .. الذي احتواني ثم تغير علي فجأة ..
- أحقا ياربا ب شعرت بتغيري ؟
- نعم وآلمني ؟
- أنا اعترف كانت أياما قاسية كنت اهرب منك .. من نظراتك اشعر بها تخترقني ..لكنني سأظل خالد للأبد ..
- رباب وفي نفسها تقول ( بل حبك الذي أنساك إياي وليتني اصدق هذا )
أتمنى ذلك يا خالد ..
(تعبا من المسير )
فجلسا في إحدى الكراسى المعدة للآستراحه ..
ظلت صامته لاتجرؤ على الحديث فلقد استعادت مامضى رغم عنها ... وقد أشاحت بوجهها إلى الجهة الأخرى .

.
.





♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:43 PM



.
.

هكذا اللحظات الجميلة تنقضي بسرعة من دون أن نشعر تماما كان هو حال رباب وخالد ..
لقد أعادت لهما هذه الرحلة حيويتهما والعلاقة الجميلة بينهما ..

واقفة أمام المرآة تتأمل التغيرات الجديدة التي أضفتها على مظهرها من صبغ لشعرها باللون الأحمر النحاسي وبتلك القصة الجديدة في شعرها وقد بدت حقا كاالقمر هي بلا شئ جميله فكيف بهذه التغيرات ..ابتسمت بمكر


- يااااااه كم أنا جميلة أليس كذلك يا أمي ؟؟
- ههه بالطبع أنت تسبين العقل واللب ..
- جميل أن يغير المرء من نفسه .. أشعر بالسعادة والابتهاج ..
- حينما يراك خالد حتما سيجن بهذه الملاك البشري التي أمامه
- آآآآآآه حقا أشعر بالشوق له ومعرفة ردة فعله حينما يراني لا بد أنه سينسى زوجته ويتركها (وبضحكة شيطانيه )هههههههههههههههههه
- هل أتممتِ استعدادتكِ للسفر ؟
- نعم انتهيت من حزم حقائبي ..
- مازلت غير مقتنعة بفكرة سفرك المفاجئة هذه .. وأشعر أن قلبي ينغزني ثم كيف تسافرين وخالد لا يعلم عن قدومك ؟؟
- مفاجأة ياأمي .. سأقتحم بيته وأحرق قلب زوجته بالتأكيد حينما تراني ستموت حسرة ..امم أمر جيد أنني اعلم عنوانه وإلا لما استطعت السفر إليه ..
- قد قلت لك أن جاراتنا مستعدة أن تعمل عملا تفرقين به بين خالد وزوجته ويصفو الأمر لك ..
- بابتسامة غرور لا عليك ياأمي أنا أريد أن يتفرقا بمجهودي انا بتعبي أنا فأنا واثقة على قدرتي على كسبه هذه المرة ولقد عاد خالد المتيم المجنون ههههههههه لكن إن الم تفلح مخططاتي فسألجأ لهذا الحل وأنت بالتأكيد ستكونين في نجدتي ؟؟
- ههه طبعا طبعا لكن أوسعي يدك ..
- ( غمزت لها ) يدي دائما واسعة ..
- والآن أريد أن أضع اللمسات الأخيرة فالطائرة قرب موعد إقلاعها ساعتين باالضبط ..


صباح الخير يارباب ..
صباح الورد ياحبيبي ..
لماذا استيقظت باكرا اليوم ؟
تعلمين لقد اعتدت على النهوض باكرا في عملي ..
- صحيح ..
- هل أفطرت ؟
- لا انتظرك ..
- حسنا هيا ..
في أثناء تناولهما الفطور طرأ على بال رباب الدكتور فارس ..
- خالد ؟؟
- نعم ..
- أريد أن أحادثك اليوم بشأن عملي
- خيرا ماالأمر ؟
- دعنا نفطر أولا ثم أخبرك ..
- حسنا .. على رأيك ..
انتبه خالد على صدح محموله بنغمة مسج فتحه ( اليوم ياحبيبي ستنتظرك مفاجأة تغير من مسار حياتك )
( غريب أمرك ياسحر على ماذا نويت )
ضغط برقمها لأكثر من مرة فوجد أن الهاتف يعلن عن أنه مقفل \ فاحتار أكثر ,, دارت في باله كل التوقعات ماعدا مجيئها إليه ..
نهض من السفرة وسط استغراب رباب من تحوله المفاجئ وسرحانه العميق .. ثم انتبه لها وأخرج نفسه قائلا :
نعم .. قلتي أن هناك موضوعا ستحدثينني فيه ؟
- أخشى أن الوقت غير مناسب ...
- لا تحدثي بل هو مناسب ..
أخبرته باختصار أنها تود أن ينقلها من المستشفى إلى غيره لأنها غير مرتاحة فيه
ماذا يعني هذا الكلام .. من أي ناحية أنت متضايقة ؟
- تخوفت من فكرة أن تخبره فهي تعرف ردة فعله أنها لن يرحمها وسيثور .. فليست بحاجة إلى المزيد من المشاكل التي هي في غنى عنها ..
بصراحة أنا لم ارتح لهذا المستشفى فسمعته سيئة وأنا لا أود أن أبقى فيه ..
- أو تظنين أن النقل سهل أنه يحتاج لوقت طويل .
- وماالمشكله سأنتظر االمهم أن لاأبقى فيه ..
- حسنا سأنظر في الأمر ...( شعر انه مشوش وغير قادر على التركيز
يمر الوقت على سحر ثقيلا ثقيلا فهاهي وأخاها في الطائرة وقلبها في الأرض حيث يقبع خالد ..كانت تشعر بفرحة عارمة تجتاحها ,, إنها تحسب الدقائق والثواني لكي تصل بسرعة ..
ويعود لها خالد وتقهر قلب تلك ... أخذت شيئا كما تزعم سحر ليس من أملاكها بل هو يخصها وحدها .
ضحكت بقوة وتمتمت { أي جنون فعلته , لكن لا يهم في سبيلك ياخالد }

خلد إلى النوم خالد على غير كعادته يبدون أن هناك شيئا ما يدور في رأسه .
جلست متململة .. { لم لا أكلم هندا فقد اشتقت لها }
- مرحبا هند السلام عليكم ..
- وعليكم السلام يارباب ...
- سبحان الله للتو كنت احدث هيثم بشأنك
- هههه وماذا كنت تحدثيه عني ؟؟؟
- عن صداقتنا وقوتها وبعض من المواقف المضحكة
- ههههه جميل جميل صديقتي مازالت لم تنساني حتى وهي عند زوجها
- ههه بالطبع أو أنساك أنا ؟؟
- هل من أخبار جيدة ؟؟
- امممم ربما هناك مفاجأة مذهله ..
- حقا ماهي ..
- ربما أكون حامل ..
- ماااااااااااذا حقا ..مبرووووووووك هههههههههه
- لست متأكدة بعد لكن حالما اتاكد أخبرك ..
- حقا إنها مفاجأة جميله وان شاء الله يكون صدقا هذا الكلام ..
ياااااااه ما أسرع ماانقضت الأيام ياهند ها أنت على وشك أن تصبحي أما .. سبحان الله ..
أتم الله لك يا عزيزتي .

صعدت لحجرة خالتي لطيفة ..
طرق الباب بخفه ,, فآذنت لي ..دلفت إلى الداخل فرأيت المسبحة في يديها وذاك الردايو الذي يصدح بالقران الكريم ..
شعرت بأجواء روحانيه في حجرتها ..
اقتربت منها ..
استقبلتني بابتسامة صافيه ..
- لم تنزلي اليوم ليس من عادتك ياخالتي ؟؟
- كنت اشعر ببعض الكسل فأحببت أن أمكث هنا ..
- لكنك تبقين وحدك
- ومافيها ياابنتي لو أدركت مافي الخلوة من سعادة ولذه لتمنيت أن تكون أوقاتك كلها خلوات ..
- اممم لم أفهم ياخالتي ..
- حينما تخلين بالله سبحانه فتذكرينه وتسبحينه ويمضي وقتك مابين انشغال بذكر أو دعاء والله هي السعادة ..
- نعم نعم .. صدقتي بارك الله في أوقاتك ..
- والآن دعيني أتركك في خلوتك كي أنظر في أمور البيت ..
- ههههه حسنا ياابنتي .. أعطاك الله كل عافية وقوة
خرجت من الحجرة وأغلقت الباب قلت في نفسي ( ليتني بعمق إيمانك القوي )
نظرت إلى الساعة فوجدتها العاشرة صباحا توضأت وصيت ركعتي الضحى
دعوت الله من كل قلبي أن يصرف عني شر تلك ( سحر )
وأن يقدر الخير لنا
أحسست براحة تسري إلي وخدر لذيذ يدب في
توجهت لحجرتي كي أنام قليلا .. فتحت الباب بهدوء سرت إلي رائحة الغرفة ..الله ماأجملها .. انها رائحة عطر خالد ..
نظرت إلى خالد وجدته مستغرقا في نومه .. ابتسمت ( احبك رغم كل شئ )

اف ماهذا الاتصال المزعج .. ابعد أن دخلت في نوم عميق استيقظ من إزعاجه ..
أرخيت سمعي لخالد ومكالمته الغريبة ..
المتصل : السلام عليكم .
خالد : وعليكم السلام ..
المتصل : هل أنت خالد يوسف ....
خالد : نعم أنا هو ذاته خير أن شاء الله ..
المتصل : يحدثك مستشفى .... نرجو حضورك الآن وعلى وجه السرعة ..
خالد : خيرا مالأ مر
إن حضرت ستفهم كل شئ ولا تقلق نفسك ..
خالد : حسنا .. وقت قصير وأكون عندكم .
التفتُ له بفزع خيرا من وماذا يريدون ؟؟؟
خالد بقلق واضح : لا ادري .. لا ادري لم يخبروني بشئ سأذهب وأرى ..
هنا قلبي زادت نبضاته واقشعر جسدي .. ويلي ربما أمي أو أحد من أهلي به أذى ..
لا اعتقد ذلك ...
ذهب خالد وأخذت بلا وعي أبحث عن جوالي فوجدته هاتفت والدتي ويدي تنتفض ..
اطمأننت على سلامتها وأنهم كلهم بخير ..
ارتحت نسبيا ومازال بعض القلق يعتريني ..

سار خالد بسرعة قصوى وهو يفكر لم يريدونني ؟؟؟
اللهم اجعله خيرا .. أشعر بانقباض في قلبي .. لا اله إلا الله
وصلت إلى المستشفى .. وهناك ..
خالد يوسف أليس كذلك ..
نعم باالضبط ..
لا بد انك مؤمن بالقضاء والقدر ..
- بالتأكيد ولكن ماالداعي لقول هذا الكلام ؟؟

هناك مريضة أصيبت بحادث وهي في حالة حرجة بين الموت والحياة .. ولا تنادي غير خالد خالد ..
خالد : مريضة ولا تنادي غير اسمي من هي يادكتور اجبني فلم اعد قادرا على الاحتمال ..
الطبيب : سحر حسين ....
خالد : ( ذهول وصدمة ) ماذا سحر ؟؟؟!!!!!!
اخذ يركض في المستشفى كالمجنون ولا يدري إلى أين يذهب باالضبط سأل الممرضات فأخبروه أنها في العناية ...
دخل وهاله مارأى ... الأطباء مجتمعون حولها والأجهزة تحيط بها وأنين ضعيف يصدر منها ..
ااقترب منها .. شهق مما رآآآآآآآه ..
لا هذه ليست سحر .. (وجهها به كدمات وحروق بليغه )
سحــــــــــر ؟؟؟؟؟
نظرت إليه اقترب منها أكثر رغم رفض الأطباء ..
أخذت دموعه تسيل يا ألهي ماالذي جرا لها ... ولم تحول شكلها هكذا ؟؟
شد على يدها بقوة .. التفتت إليه بوهن ,, فرت دمعة من عينيها ابتسمت
خالد ... الحمدالله أني رأيتك قبل أن أموت
خالد : صه لن تموتي ستعيشين باذن الله
سحر : أرجوك سامحني أريت ماقد جرى لي هذه نيتي السيئة كنت نويت بك وبزوجك شرا .. لكن يبدو أنها لن تتم .. عدني أن تسامحني وأن لا تنسى سحر ..
عدني أرجوك ..
خالد : لم يا سحر لم أتيت لقد سرت إلى حتفك لا محاااااااااااله ..
سحر بابتسامة واهنة .. انه قدري ياااااخالد.. قدري أن احبك وأعشقك وأسير بنفسي إلى موتى ,, آآآآآآه وزاد صوت الجهاز ثم توقف ,,,
سحررررررررررررررررررررر لا تذهبي وتتركيني لقد وعدتني أن لاتتخلي عني وتفجرت الدموع من عينيه كاالنهر ..
لا ترحلي
لاترحلي

.
.
.
.
.

وأسدل الستار على الراوية ..




♫ معزوفة حنين ♫ 18-08-10 10:45 PM



تمت بـ حمد الله ^_^ ..
قرآإءه ممتعـة للجميـــــع ..

لـ كل من مر من هنـآ ~> :flowers2: ..

----------------------- ( :friends: ) ---


جوودي1 22-08-10 06:33 PM

يعطيك العافيه على الروايه الحلوووه

وعلى نقلهاا

جــ,ــ,ــودي

سنديان 30-08-10 06:52 AM

:55::55::55:

♫ معزوفة حنين ♫ 26-01-11 07:26 AM




تسسسسسسسسسسسللللمون عالمرور ..
نووو^_^ووورتوآ ..



ندى ندى 01-04-16 04:07 AM

رد: الوصية التي قلبت حياتي / للكاتبة : شغوف ..
 
تسلم ايدك حبيبتي رواية

راااااااااااااااااائعه جدا

اميرة شوقى 01-04-16 08:32 AM

رد: الوصية التي قلبت حياتي / للكاتبة : شغوف ..
 
:55::55::55::55:
رووووووووووووووووووووعة

همساتنا 11-11-17 05:41 PM

رد: الوصية التي قلبت حياتي / للكاتبة : شغوف ..
 
ياربي أكره الروايات ذات النهاية المبتورة


الساعة الآن 08:40 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية