أستدارت نحوه قائلة:
"هل فعلت ذلك حقا؟". " كنت تصرحين بذلك بأستمرار أيتها الطفلة المشاكسة". " كلامك مؤلم". " ربما...... لكنني محق فيما أقول لأنه في بعض الأحيان تبرز لك مخالب قطة , لقد تحملتك كثيرا طوال سنين مضت أذ لا يستطيع أحد في الدنيا أن يتحمل هروبك المتواصل". أستغربت: " كيف فعلت هذا؟". " كم من الصعب التعامل مع صاحبة شعر أحمر....... طرية العود مثلك , على كل حال أنت لم تنالي كفايتك من الحب كطفلة وقد أخذت هذا بعين الأعتبار".منتديات ليلاس " لا تتكلم عن طفولتي يا بليك". " أليس ما أقوله صحيحا؟". " نعم.... لكن لا أريد البحث في هذا الموضوع , أكيد أن مارا لم تكن تريدني , أبي مات , وأنت توليت تربيتي مراعاة له , أغريت مارا بالمال لأنني من العائلة لكن أعترف يا بليك أنني لن أكون من العائلة أبدا". " لا تكوني سخيفة, أنت مزاجية وعاطفية وبحاجة الى من يرعاك". " هذا قول صحيح , الشمس حامية , أليس كذلك؟". وضع بليك السيارة في الظل وأوقفها قائلا: " والآن؟". " أنت بارع في زعزعتي". " هل تشفقين على نفسك؟". " لا......ليس ذلك من طباعي". " بأستطاعتك أن تكوني رقيقة معطاءة بنفس القوة التي تقاومينني بها , لكنني أرى أن الوقت والقدرة اللذين تضيعينهما ما هما ألا خدعة معروفة". " آسفة يا بليك, أعرف أنك كنت ممتازا معي". " أنسي ذلك........ لقد علمتك ركوب الخيل وزرت معك هذه البلاد مالئا رأسك الصغير بأصواتها وصورها , لكن حان الوقت لخروجك من بحر أحزانك وحدك والتخلص من المقاومة الرافضة التي تزعجك , أرجوك أفتحي عينيك عندما أكلمك". " آسفة ". " كفاك أسفا وكلميني". تطلعت اليه: " أنا لا أريد أن أضيع شخصيتي يا بليك". " أعرف أن ذلك له أهمية بالنسبة لك , لكن كيف تريدين الحفاظ عليها؟". قالت بخوف: " أنت قوي جدا". " هذا ما تقولينه دائما". " قد نتفق بمرور الوقت ". " سأفعل شيئا من أجل هذا في القريب العاجل". " قل لي متى". " وبماذا سينفعك ذلك؟". " قد أهرب!". " هذا ما تصورته لذلك أخفي عنك بعض الأشياء". " هذا ما تفعله دائما , وطلب أي زيادة منك قد يصبح خطرا ". " أنت على حق , والآن أجلسي بصمت وهدوء لأن أعصابي قريبة من درجة الغليان". " قد أستطيع التخفيف عنك ,لكنني لا أستطيع". حذرها: " ذلك أفضل يا سيلين". " حسنا يا سيدي". قالتها بخجل وكأنها أحدى فتيات المنزل الباحثات عن رضى بليك وأبتسامته: " لن تتعلمي أبدا , أليس كذلك يا عزيزتي؟". " لقد تعلمت الكثير في فترة قصيرة , خذا اليوم مثلا". " من الذي كان يتصور؟".منتديات ليلاس فكرت ساري : ( أنا) , وتأملت المساحات الممتدة أمامها رمزا للقوة والعنف , ( لقد رسكمها الفنان ناماتجيرا في لوحاته بشكل رائع بكل ألوانها , صخورها , ورمالها , وقد تعلمت يوما أن هذا هو عالمي الذي أحبه وسيقتلني بعدي عنه , وتعلمت أيضا أنك تدخل يا بليك في السراء والضراء ضمن ممتلكاتي الخاصة , رغم أنني أبقيك دائما بعيدا عن قلبي , لكنني في الحقيقة كنت أتصرف كأي مخلوق صحراوي محاولة التغلب على الصياد, ولكن عبثا , والله وحده يعلم ما الذي يمكن أن يجره هذا الأستسلام). http://www.liilas.com/upp/uploads/im...bcc2e0bb35.gif |
وغطى خيال بحيرة تلجيري السهل أمامهما كما هو الحال دائما , وكأنه يحرس الممر ويحنو على مساحات واسعة من الأزهار البرية القديمة قدم الأنسان.
وعلى مسافة ميلين من المكان ظهر ستار البحيرة الواقي , ذلك المكان المقفر الذي لا تجرؤ حتى الكلاب البرية الأقتراب منه , محاطا بهالة من الغموض حتى في وضح النهار مما دفع ساري الى القول : " أعتقد أننا أخطأنا المكان". وجه بليك سيارته الى النتوء الجبلي مشيرا الى بقعة ما على الأرض : " لا أعتقد ذلك , الآثار تبقى في الصحراء زمنا طويلا". لم تفهم ساري ما يعنيه بليك ألا عند رؤيتها لأحد سكان البلاد الأصليين الذي أقترب منهما قائلا: " صباح الخير يا سيدي".منتديات ليلاس " صباح الخير يا جيمي , هل العم هادو معك؟". أجابه بعد أن رفع قبعته لتحية ساري: " بالتأكيد , صباح الخير آنستي". " أهلا جيمي , بحثنا عنكما طويلا ". " هل كل شيء على ما يرام؟". أجاب بليك بهدوء: " العم هادو مطلوب في المنزل لأن السيدة ميريديث تشعر بتوعك". " آسف لسماع هذا , سأحضر السيد حالا". " أين هو؟". " في الجانب الآخر يستكشف علامات علامات جديدة ". سأله بليك : " وهل تعني العلامات شيئا؟". " لا أستطيع القول ". همس بليك بأذن ساري : " أعتقد أنه لا يريد القول". سمعه جيمي فقال: " هناك بعض الأشياء التي لا تقال يا سيدي لأن الزنوج منتشرون في المنطقة". ساور القلق ساري: " الوضع أقرب للخيال". كانت لا تزال تحملق في الصخور والرمال الحمراء المنتشرة في المكان حين أتى بليك وحملها خارج السيارة قائلا: " هيا بنا يا ساري ,لن نقضي الليلة هنا , أنها فرصة لأستكشاف المكان نهارا فلا تكثري من التأمل". " أشعر أنه مكان مشؤوم ". " أذا بقيت على هذه الحال فسيهرب جيمي , لأنه يتظاهر بالشجاعة لكنه لا يحب المكان". " وأنا أيضا ,أسبقني وسألحق بك". وعلى الجانب الآخر نادى الجميع العم هادو الذي لم يسمعهم بسبب خفة سمعه , وكان بقي سليما حتى بلوغه السبعين , أنه اليوم في الرابعة والثمانين ومع ذلك كان يحاول جاهدا رفع حجر ثقيل , مخاطبا نفسه بالقول: " حجر ثقيل ولا شك". تقدم بليك لمساعدته قائلا بأعلى صوته: " أترك هذا يا عمي , دعني أساعدك". وأنتصب عود العم هادو الذي أرهقته السنون وهو يقول: " يا لك من شهم , تأتي دائما في الوقت المناسب , جيمي أين كنت؟". " كنت أستكشف المنطقة". عندما رأى العم هادو ساري أستغرب وتساءل : " لماذا أتيت أيضا يا ساري؟". شرح بليك وجودها قائلا: "نزهة في السيارة لن تؤذيها , نحن هنا لأن العمة ألثيا متوعكة ومن الأفضل أن تأتي معنا". " سآتي حالا , هل أنت متأكد من أنها بخير؟". " لا داع للقلق , أستدعيت الطبيب وسيأتي لأجراء فحوصات طيبة لكما معا". " وبذلك نصطاد عصفورين بحجر واحد". غير بليك الموضوع : " الحمد لله أنك لم تقتل نفسك بهذه الصخرة , ما كنت ستفعل بها؟". " ما يهمني هو ما تحتها يا بني". " هل ما تحتها من صنع أنسان قبائل الكولاس أو الهوراس؟". صرخ جيمي خائفا: " أتركهم يا سيدي".منتديات ليلاس أجابه العم هادو: " لن أتركهم أبدا ,أيها الغبي". قال جيمي منذرا : " سيدي من الأفضل أن نرحل". غضب العم : " أياك يا جيمي". لم يناقش جيمي العم العجوز لأنه كان تحت تأثير رهبة المكان التي أحست بها ساري أيضا . فأخذت تسأل جيمي : " ماذا هناك يا جيمي؟ هل هي أرواح الأجداد؟". رجاها بليك: "كفاكم نقاشا بحق , العمة ألثيا بأنتظارنا". أتخذ العم هادو طريقه الى السيارة وتبعه جيمي الذي كان مستعدا للهروب عند سماع أي صوت. http://www.liilas.com/upp/uploads/im...bcc2e0bb35.gif |
قال بليك وقد تراقصت في مخيلته بعض ذكريات الطفولة .
" الخرافات هي السبب فهي تشل قدرة الأنسان على التفكير والتحكم بأعصابه , جيمي متأثر لأن الخوف من المكان مزروع في داخله , وأنا أرى أن لا فائدة من الأستمرار في........". وصرخ: " ساري أبتعدي عن المكان". بعد أن لاحظ أن ساري تحاول أزاحة الصخرة , أخافها صوته فتطلعت اليه قائلة: " ماذا هناك؟". " ربما كان المكان ملعونا بحق". " لم يخطر لي هذا على بال". " أنت تدوسين على آلاف السنين من التاريخ القبلي , وأنا لا أريد أزعاج الباقي من أفراد القبيلة , هذه أشياء مهمة بالنسبة لهم وخوفهم من الصخرة لن يموت أبدا , وأذا كان الأعتقاد أن هذا المكان ملعون فالأفضل عدم معارضتهم وألا تصوروا أن لعنة ما ستنزل على من بقي منهم".منتديات ليلاس " أذن لماذا ترك جيمي العم هادو يستكشف المنطقة؟". " يظهر أنها المرة الأولى التي يرى فيها جيمي العلامات بنفسه , ثم من يستطيع الوقوف في وجه هادو ؟ أنه القانون هنا , جيمي مثقف لكنه يبقى من أهل البلاد الأصليين , وربما كلفه المجيء الى هنا الكثير لكنه يحب أسعاد العم العزيز , وأذا كان هناك وجود لآثار أنسانية فمن الأفضل عدم الكشف عنها لأن ذلك قد يميت جيمي خوفا , وبما أنني المسؤول عن حمايتهم أرى أن يبحث العم في منطقة أخرى , سأغطي المكان لأنني لا أريد مشاكل , يكفيني ما أحمل من مسؤوليات". أطاعته ساري وتركت المكان خائفة وكأنها على وشك أن تحضر أحتفالا محرما على النساء , كانت السماء زرقاء والشمس حادة , تأملت جسم بليك المنحني فلاحظت أنه يحملق في شق صخري خفي: " يوجد هنا حجر الشورينغا التاريخي". رجته ساري: " أتركه". " سأفعل لأنه لا يهمنا". أعتدل بليك في وقفته وأستعد لوضع الصخرة في مكانها من جديد , بينما كانت ساري تتجه نحوه بدافع الفضول: " أريد أن أرى الحجر التاريخي". " لا تحاولي التأثير فيّ بشجاعتك , سيبقى الحجر في مكانه". " أثّر الأمر فينا مثل جيمي". " لكن جيمي يبقى أفضل مقتف للآثار وعالم بالأدغال , وأذكرك بأنه رفيق مخلص للعم العجوز". " أنني أثق به وأحترم رغباته". " لا داع للغضب , أنا لا أنوي الأساءة لأرواح الأجداد". وما أن قالت ذلك حتى مرّت من فوقهما دوامة هوائية أرعبت ساري ودفعتها الى ذراعي بليك القويتين طالبة الحماية , وسمعته يقول: "أخفي رأسك في صدري". ألتصقت به بينما كان يغير وقفته لتلقي الدوامة عنها , لامستهما الدوامة برياحها الحارة ورمالها الحمراء لدقائق , ثم أبتعدت وعاد كل شيء الى هدوئه , عندها رفعت ساري رأسها اليه متسائلة: " ما الذي حدث؟". " لا شيء , عاصفة بسيطة , لا بد من الأعتراف أنه لا وجود للملل في هذه المناطق , وبما أنها أرض قبائل قديمة فلا بد من أن الدوامة كانت روحا تائهة".منتديات ليلاس " لا تقل ذلك ........ أرجوك". كانت ساري لا تزال ملتصقة به وهو يحاول تهدئتها , شعرت بشعور غريب فخفق قلبها , فقال لها: " لا أتصور أنك الآن تريدين النوم وقد كنت قبل دقائق على وشك الركض". " معك أشعر بالحماية الكاملة". " الأعتراف بالحق فضيلة". " كنت في الماضي تقوى على من هم أضعف منك لهذا لم أستطع الأعتراف". " وهل أنا الآن مهدىء؟". " لا ......... لست مهدئا , من الأفضل أن يترك العم هادو المكان على حاله". " هو وحده من يقرر". " ترى هل مرت الدوامة بالقرب منهما؟". " لا أتمنى ذلك لأنها سنخيف جيمي لمدة أسبوع على الأقل , والآن يا صغيرتي هل عرفت من هو الأقوى؟ دعينا نذهب الى السيارة وتذكري أنني لا زلت مرشدك المسؤول عنك". http://www.liilas.com/upp/uploads/im...bcc2e0bb35.gif |
فكرت ساري : ( أن لك سحرك الخاص أيضا) , كانت تحاول السيطرة على خفقات قلبها وفيض المشاعر الذي أستولى عليها : ( بليك هو حياتي.... هو القوة , هو.....) .
تعثرت ساري بصخرة فقال لها: " أي نوع من فتيات الغابات أنت؟". " أصابتني صدمة؟". قالها وهو يحملها تاركا أياها تحاول مقاومته بقبضتيها بينما الأحاسيس تضطرم في داخلها. صرخت: " أنزلني". " أمرك سيدتي". كان ينزلها ببطء جعل مشاعر الحب والعداء تتشابك في أعماقها قبل أن تقول: " أرجوك.....".منتديات ليلاس " حسنا ما دام لم يعد هناك مجال للغش بيننا". شعرت ساري بضعفها : ( لم أعد أحتمل , كان بليك دائما الطاغية في حياتي , لكن حبه راسخ في أعماقي , ربما لأنه ذكي كريم يهتم بمن حوله ومن جهة أخرى يتحمل أخطائي) رفعت رأسها اليه: " أنا غبية , أليس كذلك؟". " أنت عصبية فقط". هربت من نظراته الحلوة راكضة بأتجاه السيارة : ( لا يزال بليك لغزا بالنسبة لي , ورغم ذلك فأن فكرة زواجه من أية فتاة أخرى تدفعني الى الجنون , وأذا حصل هذا فسأترك مالبارا أذ أن لا حياة لي فيها بزواجه , أنا أريد هذا الرجل). كان العم هادو وجيمي في السيارة عندما وصلت اليها , أستغرب العم هادو : " ليس الوقت مناسبا للتمرينات الرياضية". " هذا صحيح , لكن لا ضرورة للركض المجنون , أنه شاق في الحر , أنت تحتاجين للراحة". صعدت الى السيارة وسألت العجوز : " هل حدث شيء هنا قبل دقائق؟". " لا , لم يحدث أي شيء , هنا قد فعلتها ثانية يا جيمي؟". " وكيف ذلك؟". " يا له من جواب". حاولت ساري بوقتها أنقاذ الموقف: " لا أعتقد أن بليك نفسه يريد العودة الى المنطقة". أكد العم العجوز : " سأقبل الأمر منه فقط". قالت ساري بحذر : " سيصل الطبيب أيرنشو الى البيت بعد قليل". " ليكن ما يكون , أنا لست بحاجة الى طبيب , وأنما الى الخروج لفعل شيء ما". " هو آت لأجل العمة ألثيا". أستجوبها: " أصحيح أنها نوبة بسيطة؟". " نعم , وقد تنفع الراحة". " سنناقش االأمر عندما يذهب يا جيمي". " تذكر أحاديثنا الماضية ". " أيجاد الآثتر الأنسانية سهل جدا , أليس كذلك يا جيمي؟". " نعم يا سيدي". سأل العجوز بليك: " أتريد أن تثبط عزيمتي؟". قال بليك: " هناك أشياء كثيرة غامضة في هذا المكان , ألا تعترف بذلك ". " أنت على حق يا بني , لذلك أريدك أن تطلع على آخر أوراقي المكتوبة لتبدي رأيك". قال بليك وهو يقود السيارة بأتجاه المنزل: " لا أجد سببا لعدم نشر كتاباتك". " أتراك صادقا فيما تقول؟".منتديات ليلاس وفجأة قبل العجوز خد ساري قائلا: " أشكرك على طباعتك ما كتبت , قد يعود ذلك عليك بالخير يوما". قال بليك : " هذا ما نتمناه فعلا". وراح يصوب الى ساري نظرات ثابتة عبر المرآة جعلتها تعترف سرا أنها لا تريد رجلا غيره. http://www.liilas.com/upp/uploads/im...7b7cc7c309.gif نهاية الفصل الثالث..................... |
انا اريد هذا الرجل ايضا هههههههههههههههههههههههه بجد علقتينى ببليك جدا وعايزه اعرف الباقى ياريت بسرعه وطبعا تسلمى على النقل الجميل
|
الساعة الآن 09:07 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية