منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   137- لعبة بين يديه - مارغريت واي - روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t147270.html)

dalia cool 18-08-10 08:29 PM

137- لعبة بين يديه - مارغريت واي - روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://www.liilas.com/upp/uploads/im...9b4926175d.jpg




رح انزل رواية لعبة بين يديه للامانة الرواية منقولة


اسم الرواية:لعبة بين يدية(عبير القديمة)المؤلفة:مارغريت واي
الاسم الاصلي:Red Cliffs of Malpara
1976


الغلاف الاصلي

http://www.liilas.com/upp/uploads/im...ff7b48b004.jpg




الملخص

جميلة إلى حد الفتنة , قلقة لا تعرف من تختار , والجميع يتهافت عليها لأنها أمنية كل رجل فى هذه المنطقة الصحراوية الشاسعة من برارى استراليا , حيث الظمأ حقيقة يومية والسراب دائم الحضور. سارى الشابة ذات الجاذبية الساحرة , بشعرها الأحمر وعينيها الواعدتين , تلوح كالسراب وتختفى. منتديات ليلاس
ولكنها صعبة المنال حتى على بليك , ملك الماشية الذى لا يعرف معنى لكلمة لا. انها لعبة مليئة بالأخطار.
وهل هناك لعبة أخطر من الحب؟

dalia cool 18-08-10 08:44 PM

1-كنوز في البراري

وصل الى حافة الصحراء وأخذ يتأمل مساحاتها القاحلة , كانت رياحها الدوارة قد أعادت تشكيل التلال الرملية فظهرت كأعمدة مرتفعة لمعابد تاريخية ,وسارت أمواجها بشكل متواز الى ما بعد حدود بصره.
كانت الصحراء بلا نهاية .... ستة وخمسون ألف ميلا مربعا من الرمال الحمراء , الداكنة , المحرقة , كان يعرف هذه الصحراء جيدا .... يعرفها ويحترمها بقلبه وعقله , هنا , بين كثبانها لم يكن شبح الموت يطارده , لأن الصحراء جزء من حياته ومن وطنه.
كانت الحرارة شديدة , وبعد يوم شاق شعر بأنه على وشك الأنهيار , لكن الصحراء برمالها الذهبية بقيت تشده اليها بشكل مغناطيسي , لقد سافر في أنحاء العالم سائحا لكن لم يجذبه مكان مثل مالبارا , أرضه التي ملأته مع كل أفراد عائلة ميريديث بالكبرياء وحب التملك.
كان أجداده قد أتوا من كوخ بعيد في البراري , حيث الوحدة مأساة والمرض أنياب تفتك بالحيوان والأنسان , وحين أستقروا في مالبارا وجدوا بأنتظارهم سنوات طويلة من القحط وسماء حمراء الغبار , لكنهم عملوا بجد حتى تغلبوا على العوامل الطبيعية وحصدوا في النهاية ما زرعته أيديهم .
كانت ملبارا أسطورة خارقة القوة , وعندما تكلمه بلغتها , لغة الأرض , لم يكن يظهر على وجهه الداكن أي أثر للعواطف , لكنها بقيت في مخيلته بعيدة المنال جليلة.
منتديات ليلاس
على مقربة منه أمتطت فتاة حصانها , وكان الحصان وراكبته متطابقين : ألوان زاهية , دم أصيل, وحساسية مفرطة , كانت ساري فتاة تشتعل بروح العداء والتنافر وكانت تحاول جاهدة السيطرة على هذه الروح , لكن عجرفة بليك هي التي جعلتها فريسة لهذه الحمى التي لا يمكن أن تخمد.
أشرف بليك على مسيرة حياتها منذ كانت في الثانية عشرة من عمرها , بعد أن هربت أمها تاركة أياها وحيدة , أما والدها راؤول الذي كان قريبا لبليك بالنسب فقد قتل منذ سنوات قليلة , كان أحد أفراد عائلة ميريديث , ولكن أبعد قليلا عن جذورها القوية الأصيلة.
كان بليك دقيقا ذا تأثير بعيد المدى , تبنى ساري بقوة القانون رغم معارضتها المريرة لذلك منذ اليوم الأول الذي طار فيه ألف ميل للمطالبة بها , أستطاع بليك بعد ذلك كسب ولائها بشكل محدود , رغم كونه ملكا من ملوك دنيا الماشية , أما مالبارا , أرض بليك , فقد أحبتها لأنها تتأجج بالسحر والحياة , لكنها فضلت أخفاء حبها هذا عن بليك ناسية أن وجهها ما هو ألا مرآة تعكس مشاعرها.
على كل حال كان بليك قد نسي ساري تماما وجعل يتأمل الصحراء المحيطة به , كان مظهره ينم عما هو عليه في الحقيقة:
" الرجل الذي لا يقهر , رمز البطولة في تلك المساحات الشاسعة القاسية , ولكن ذلك يتناسب مع وساومته ورجولته التي لا تقبل الجدل , كان صبورا رغم أن مظهره لا يوحي بذلك , كما أنه ذو طبيعة قيادية جعلت أغلب الناس يمتثلون لأوامره , ألا ساري التي قاومت سلطته بضراوة رغم أنه كان يحاول جاهدا أسرها في دنيا من الأنضباط والنظام , كل هذا أشعل بينهما حربا لا هوادة فيها , أما اليوم فقد كانت ساري تحاول التعاون معه وأظهار جانب اللباقة فيها , لأنها كانت تتوق الى رحلة أدليد لما فيها من متعة وخبرة ,وبقي تأثير بليك قويا على ساري حتى عندما كان مشيحا برأسه عنها وبشكل جعلها تتساءل:
ما الخطأ في تمضية أسبوع مع عائلة شلتون؟ أنها عائلة معروفة أجتماعيا , ليا أعز صديقاتها وشقيقها بيتر شخصية لامعة , أثيرت المشكلة عندما علم بليك من مجهول أن بيتر مغرم بها , وهذا طبعا غير صحيح , لكن مهما كانت الحقيقة فأنها شخصيا مفتونة ببيتر , ولن تدع بليك يودي أول علاقة عاطفية لها الى مهاوي الفشل.
أثارت هذه الأفكار أضطراب ساري وتطلعت نحو بليك بنظرة ملؤها الغضب , لم يبد على بليك أي أهتمام فزاد أمتعاضها .( أنه يستحق أن أهرب مع بيتر ونتزوج) لكن فكرة الزواج بحد ذاتها أخافتها وأعادت ذكرى النقاشات الحادة بين أمها وأبيها حية تملأ مخيلتها أذا كان هذا هو الزواج فهي ستصرف النظر عن الفكرة نهائيا , لكن الحب يختلف حتما , أن للحب قوة تفتح كل أبواب الحياة المغلقة على مصراعيها ,لكن لماذا لا تكون جستين شقيقة بليك الكبرى هي التي كلمته؟ كانت جستين تعيش في أدوليد وهي متزوجة من رجل أعمال مشهور تحول مع مرور الزمن الى سياسي كبير , كانت شقيقته هذه تراقبها بدقة في عطلة نهاية الأسبوع ,حين كانت تترك المدرسة الداخلية التي أختارها لها بليك , وخلال الأجازات الطويلة التي كانت تقضيها في مالبارا.

dalia cool 18-08-10 08:45 PM

أحست ساري أنها ستنفجر كبركان غاضب في وجه بليك بكل عجرفته وتسلطه لأنها تشعر معه بكونها عنيدة ومزعجة:
" حسنا".
قالها وهو يدير رأسه بأتجاهها بكل ثقة , أربكها ذلك , لمعت عيناه فأضاءتا وجها تركت أشعة الشمس آثارها واضحة عليه , بدا رائعا , فتنها بحق , لكنها كانت مصممة على الأستمرار في لعبتها حتى النهاية.
" بليك أرجوك, ألا يمكنني؟".
وذابت زرقة عينيها في لون شعرها الأرجواني حتى خيل لبليك أنه أمام زهرة نادرة , لكنه أجاب بسرعة ودون أن يتأثر بجمالها وتضرعها:
" كلا........".
تخلت عن لباقتها وأندفعت تسأله:
" قل لي لماذا؟".
ألتقت نظراتهما قبل أن يجيب:
" أنني لم أبعث بدعوة مفتوحة الى السيد شلتون هذا , أما أذا كان يعتقد أنه سيتزوج من عائلة ميريديث فهو مخطىء , وعليه أن يحذر الغد الآتي".
" أجل.... آل ميريدث ! القبيلة المتكاملة!".
" أنت جزء منها!".
" ماذا؟ نعم أنا القريبة الفقيرة!".
" لكنك لا تتصرفين كواحدة!".
وأضاء عينيه نور غريب قبل أن يقول:
" هيا يا ساري هيا , أفعلي ما تشائين , أنا أعرف أنك تكرهين السلطة , والتمرد من طباعك منذ كنت في الثانية عشرة من عمرك , أنا لا زلت أذكر كيف أخرجتك من منزل تلك المرأة ... ماذا كان أسمها؟".
" أنك تدعي عدم المعرفة! وأنا متأكدة من كونك تعرف كل شيء ! أنها الخالة راي".
" نعم..... الخالة راي , يا ألهي".
" لا تتكلم عنها بهذا الشكل".
قالت سالي محذرة:
" الخالة راي كانت صديقة مخلصة من صديقات مارا".
" تعنين والدتك !".
صحح بليك :
" بل مارا!".
أجابت ساري بعناد , بأمكاني مناداتها بأسمها لأنني لن أراها بعد اليوم ".
" لا نستطيع الجزم بذلك أبدا".
قال بليك بجدية:
"أنا لن أكون مثلها أبدا!".
قالت ساري دون أن تلاحظ علائم الجدية الظاهرة على بليك:
" فلماذا لا تدعني أذهب؟".
" قلت لا".
سرت رعشة مفاجئة في جسم ساري وعلت ضربات قلبها ( لا فائدة من التقرب من بليك عندما يكون عصبي المزاج , ومع ذلك يستمر في مراقبتي بأهتمام).
" أعتقد أنني معك لا أستطيع الوصول الى أي شيء: لا بالتذرع ولا بالأأسترضاء ولا حتى بالتملق".
قالت ساري بصوت خافت حزين:
" وهل تعتقدين أن ذلك سيء؟".
قال بليك بقسوة:
" تأكدي يا ساري أنه لا يمكنك الوصول دائما الى ما تريدين وبالطريقة التي تريدينها , خاصة وأنك متقلبة , منحرفة ويائسة".
حاولت أن تكبح جماح دموعا قبل أن تقول:
" أنت كريه!".
أحتفظي برأيك لنفسك".
قالت بعصبية:
" كم أتوق الى ضربك بالسوط".
" قد تفعلين , لكنني سأجد طريقة لرد أهانتك!".
في تلك اللحظة أدخل الهواء خصلة شعر حريري أحمر في عينيها , فأزالتها بقسوة قبل أن تقول:
"أنا في التاسعة عشرة من عمري يا بليك".
" ليس هناك ضرورة لتذكيري لأنني أعد الأيام التي ستصبحين بعدها في سن الرشد ومالكة لزمام أمرك".
آلمها كلامه وأمتعضت للفكرة قبل أن تقول بمرارة:
" أذهب الى الجحيم....".
" لم يحن الوقت بعد, يجب علي تدريبك أولا على أشياء كثيرة قبل أن تسيري على درب الزواج , علما بأن زوج المستقبل سيكون محظوظا لأنك جميلة , أذ صرفنا النظر عن الأشياء الأخرى".
" شكرا لك".
وفجأة أحست بنفسها طفلة تفصلها عنه فجوة سببها قلة خبرتها , كان بليك الأعلم دائما في كافة المجالات , هذا أذا أستثنينا تيار القوة الذي يحيط به.


http://www.liilas.com/upp//uploads/i...12f15dca49.gif

dalia cool 18-08-10 09:15 PM

وعندما غمرت أشعة الشمس وجهه ذا الملامح الواضحة الموحية بالصلابة , أصبح النظر اليه كافيا لأن يسعدها ويدخل البهجة الى قلبها , لكن ساري كثيرا ما أعتبرت مظهره هذا تحديا سافرا لها , كانت , والحق يقال , تخافه رغم أنها ترفض الأعتراف بذلك , لكن غيابه عن حياتها سيتركها حتما للوحدة , تلك الثمرة المريرة لعلاقتها غير المستقرة هذه , أن بليك لا يمكن أن يتغير وهي ستبقى أسيرة سلطته دون شك لأنه رجل بمعنى الكلمة , وتنفيذ رغباتها معه هو بحكم المستحيل , خاصة وأنه على معفة بأعمق مشاعرها , وأدق أحاسيسها , وحتى نقاط الضعف فيها.
كانت ساري تشعر أن معارضتها لبليك- حتى عندما يكون في أسوأ حالاته- فيها خبرة كافية لها , أسعدها ذلك فظهرت معالم الفرح على وجهها الذي ليس ألا مرآة تعكس مشاعرها المتضاربة بصدق.
كانت تحس وهي معه أنها دمية لأنه الوحيد الذي يعرف كل خطوة يمكن أن تقوم بها , مما يضعفها أمامه , ألا أنها كانت تقتنع أحيانا بأفكاره تمام الأقتناع , وأحيانا أخرى تحاول تبرير تصرفاته وجبروته بعد أن تتأكد من عدم جدوى رفضها لهذه التصرفات.
" لنذهب الى البيت".
منتديات ليلاس
قال بصبر نافذ:
" وجودي مع تلميذات المدارس الصغيرات يسليني حينا لكن يتركني للملل أحيانا".
تحدته:
" لكنك وجدت ليا جذابة!".
أجابها ساخرا:
" ما أغباك.... لقد أستطعت أبعاد صديقتك , وأذا كان شقيقها يشبهها بتصرفاته فأن لي كل الحق أن أبقك في المنزل".
أنفجرت قائلة:
" يا لها من بصيرة نافذة ! يا لها من ملاحظات ثمينة ! ومن أنت حتى تفرض علي من يمكن أن يكون من أصدقائي؟".
" أنا الرجل المحظوظ يا سيلين , أنا الوصي القانوني عليك!".
" لا تنادني سيلين .... أن ذلك يزعجني".
أبتسم بليك مجيبا:
" سيلين هي شبيهة القمر , وأنت فعلا لا تستحقين مثل هذا اللقب , لأنك لست سوى ساري الحمقاء المتحاملة ".
" وأنت لا تخرج عن كونك ناقدا سيئا يكرهني ولديه فكرة سيئة عن طباعي , ويهدف دائما الى تحقيري".
" بودي أسكاتك ".
أجابها ببطىء:
" صحيح أن لديك القدرة على التعبير لكنك متقلبة ومشاكسة في أغلب الأحيان , ثم أن عندك ما يكفي من الجاذبية التي تملؤك بالحيوية حينا وترميك في أحضان الصمت حينا آخر , فأذا أستطعت الخلاص من كل هذه النقائص اللاذعة قد تصبحين أمرأة !".
" لا أصدق أنك تعني ما تقول".
قالتها وهي ترميه بنظرات ملؤها التحدي , أذا كان بأقواله يريد تحطيمها معنويا فلن تمكنه من ذلك , لأنها من النوع الذي يصعب أخضاعه , لكنه أبتسم قبل أن يقول:
"لا ترميني بمثل هذه النظرات يا ساري , أنا أعرفك جيدا ولن يدهشني ما قد تفعلين".
" هذا وضع يمكنني تحمله لو أنك تظهر المرونة في بعض الأحيان , ثم أنني لا أرى أي ضرر في رحلتنا الى أدوليد".
أجابها بلا مبالاة:
" بأستطاعتك دعوتهم أذا شئت , المهم في الأمر يا ساري أن تبقي تحت أشرافي".
أرتعش صوتها:
" هذا مدعاة للسخرية ... أنت مقدود من حجر!".
" لكنني أعتقد أن سليل عائلة شلتون ليس كذلك , أنا لست غبيا يا ساري , تأكدي أنك في نظر أهل البلدة جميعا هبة أرسلها الله لذلك الشاب الذي له شقيقة عركتها الحياة , وأشبعتها من معين تجاربها بشكل سيبقيك دائما طفلة في نظرها , وأنا في الحقيقة أستغرب أستطاعتك الأنسجام معها ".
منتديات ليلاس
تهدجت نبراتها:
" حسنا , أنني لا أنكر معرفتك الأعمق بطبائع الناس ونواياهم , أتعرف.... في بعض الأحيان يخيل ألي أنني لن أتحرر من قيدك أبدا, وهذا شعور ينذرني بالخطر , أنت أنسان شديد الذكاء".
" في الحقيقة يهمني كل ما يتعلق بك يا ساري , أقول ذلك وأنا واثق من أنك لن تصدقينني , لكن أمورك تهمني رغم أن طريق الوصول الى تفاهم معك وعر وصعب".
" أنت لا تعرف للحياء معنى".
" لكنك معجبة بي وهذا الأعجاب يسري في دمك ,لكن من الطبيعي أن تنكري ذلك".
كانت ساري تحاول الظهور بمظهر هادىء يشبه هدوء بليك , ومع ذلك لم تستطع النظر الى عينيه اللتين كان لهما أكبر الأثر عليها , كان بليك لغزا وعبقريته تمنعها من خوض غمار أي نقاش معه ,أرادت أن تصرخ مثل أي طالبة مشاغبة كما كان يحلو له أن يسميها , ولطالما آلمها ذلك , لا شك أنه كان مؤمنا بأن فيها الكثير من طباع أمها , لكنه نسي تأثير آل ميريديث الذي كان يجري في عروقها أيضا , صممت ساري أن تقف لبليك بالمرصاد هذه المرة مستخدمة كافة أنواع الخدع , حتى الأنثوية منها.
" لكن السيدة شلتون أصرت على قدومي".
قالت ذلك بصوت ناعم قبل أن تكمل:
" كما أنه ستقام بعض الحفلات والنزهات هذا عدا الجولات في الأسواق......".
قاطعها بليك بضحكة قاسية قائلا:
" جولات في الأسواق ! أسمعي يا عزيزتي , أنا أعرفك , أعرف أنك أنثى بكل معنى الكلمة ومغرورة , لكنني سأضطر آسفا الى تحطيم غرورك , وشلتون هذا يحبك , أليس كذلك؟ عاطفة نبيلة دون شك , لكن مع الأسف لا نفع فيها وهذا ما سيدفعني الى أبقائك في مالبارا على سبيل الأحتياط , وعليك أن تكوني شاكرة ممتنة ".
" أنت لا تنصفني , مع أنني ربيبة الفضيلة بفضل جهودك , وأذا لم أستطع أن أصون نفسي في سن التاسعة عشرة فلن أستطيع ذلك أبدا".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...12f15dca49.gif

dalia cool 18-08-10 09:20 PM

نظر اليها بليك بتعال قبل أن يقول:
" أخيرا..... أعترفت!".
فأرتبكت ساري:
" أنا لا أفهمك..... أنني لا أفهم شيئا".
" لكن هذا الأمر وما يترتب عليه من نتائج واضح تماما , يستطيع بيتر شلون أغواءك دون عناء , لذلك أدعوك الى البقاء في مالبارا لأنها الأمان بالنسبة لك , علاقة الصداقة هذه التي تتكلمين عنها بينك وبين شلتون قطعت أشواطا بعيدة , ولا أعتقد أنك جادة حقا بشأنها , لأنك لو كنت كذلك لأصبحت معاملتي لك أرق , لقد بدأت تشعرين بقوتك وتحاولين الرفرفة بأجنحتك كالفراشة , وهناك شيء آخر , أنت لا زلت في التاسعة عشرة , طرية العود , أما هو ففي السادسة والعشرين أو ربما أكثر , والأختلاف بينكما جذري , فتاة جميلة مثلك مع مهر محترم يمكنها ترجيح الكفة لصالح الزواج".
" مهر! هذا مضحك حقا".
منتديات ليلاس
سألها بليك:
" وهل تعتقدين حقا أنني لن أعطيك مهرا؟".
" نعم , أنني أعتقد ذلك ".
ورمت يدها في أرتباك ليم***ا بليك قائلا:
" توقفي يا ساري .... توقي الآن ما دمت تملكين زمام المبادرة , كان نهاري طويلا وشاقا , وأنت تزعجينني بثرثرتك , أنا لا أحاول أفساد سعادتك , صدقيني , لكن بصراحة , لم تعجبني صديقتك أو عائلتها".
" أحسست بذلك ".
قالت ساري بذعر :
" أنها جستين التي من المفروض أن تكون صديقتي , لكن لا يمكنها أبدا معارضة أخيها , لقد دربت عائلتك تدريبا مدهشا يا بليك وهم يعتمدون عليك في كل شيء".
أجابها وقد أخذ التعب منه كل مأخذ:
" هذا ما تفعلينه أنت أيضا عندما يحلو لك ذلك , هيا بنا نعود ".
سألته بمرارة:
" نعود الى أين؟".
" نعود الى البيت".
أختفت عيناه تحت ظل قبعته وبدا مثالا للرجولة والقسوة , تنهدت ساري دون وعي منها:
" وأذا وافقت على البقاء مع جستين ؟ أرجوك يا بليك أسمعني ".
تردد قليلا ثم رفع رأسه ونظر اليها نظرة ملؤها التساؤل , مرت لحظات درس خلالها الموضوع قبل أن يقول:
" لا.... لأن المسؤولية حينئذ ستقع بكاملها على عاتق جستين , علما بأن جستين لا تتهرب من المسؤولية , سنترك سعير هذه المغامرة العاطفية الوليدة ينطفىء , مع أنني أعلم أن شلتون يذيع الخبر على القاصي والداني".
أستغربت ساري:
"لا يمكن أن يكون ما تقوله صحيحا , لكنك تقول أي شيء لتؤلمني".\
أجابها بغضب:
" يا للجحيم........".
وغاضت أصابعه في لحمها قبل أن يقول:
" توقفي عن تصوري بشكل وحشيء!".
" لكنك تعمل جاهدا على تثبيت مثل هذه الصورة في ذهني ".
شدها بأتجاهه بعنف , فأقترب الجواد الأسود الأصيل من الفرس الكستنائية الرقيقة قبل أن يقول بصوت خافت حاول أن يبعد نبرات العداء منه:
" ساري..... لا تقولي هذا , دعينا نتدارك الوضع المتفاقم بيننا , لقد فهمت الأمر بوضوح , ولم يعجبني ما توصلت اليه , لقد بدأ الناس يتكلمون وهذا طبيعي ,وقد وصل بعض ما يتهامسون به الي , منذ أتيت الى هنا , أي قبل سنة تقريبا , وصورك في الكثير من المجلات اللامعة , وهذا بأعتقادي شيء مزعج جدا , وهناك أشياء كثيرة لا يمكنك فهمها , أن عندي ما يقلقني ويشغلني بسببك ,ولكنني أراك لا تفكرين ألا بكيفية قضاء وقت ممتع مثل أي طفلة صغيرة".
منتديات ليلاس
" أيها الطاغية التعس , أنت تعرف أن هذا ليس بصحيح".
أشتدت قبضته على لحمها قبل أن يقول:
" رددي ما سبق وتفوهت به وسترين بعدها كيف سأقوّم أعوجاجك".
أغرورقت عيناها بالدموع قبل أن تقول:
" حقا! أتعرف ماذا تشبه؟ أنت تشبه طاغية شرسا لا قلب له ".
أستغرب:
" صحيح؟".
وبقيت عيناه في الظل بينما أستراحت أشعة الشمس على ذقنه .
" دعينا من هذا , الحقيقة يا سيلين أنني أعتني بك بشكل ممتاز , لكنك أضعف من أن تقدري ذلك حق قدره , أذا نسي شلتون الموضوع قليلا فسيبدأ حتما بالبحث عن فتاة أخرى يستطيع أن يقضي معها وقتا ممتعا , أنت لست من هذا الصنف حتما".
لفت دموع ساري المنظر الممتد أمامها بضباب رقيق:
" تقرير جستين كان علامة سوداء بحقه".
" بل بحقهم جميعا , أرجوك دعي جستين وشأنها , لأنها تحبك ".
" ربما كان الأمر كذلك ".
تمتمت بفظاظة وهي تعلم في قرارة نفسها أنه يقول الحقيقة:
" ولكنها قد تكون مخطئة بحق بيتر , أتتصوره مجرما؟".
أجابها بسرعة :
" هو ليس مجرما لكنني وضعته على قائمة ( غير المرغوب فيهم) أتفهمين ما أعني؟".
" نعم , لقد فهمتك تماما ".
كانت زرقة عينيها تشع بالحياة :
"أنت قدري يا بليك , وتزداد كل يوم سوءا".


http://www.liilas.com/upp/uploads/im...12f15dca49.gif


الساعة الآن 12:12 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية