منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t146997.html)

اماريج 15-08-10 11:54 PM

سألته بجفاء وهي ترفع الغطاء الى عنقها:
" ماذا تفعل هنا؟".
" لقد حان وقت الأستيقاظ".
أعترضت قائلة:
" أنني متعبة , وما زال الوقت مبكرا".

قال دون الأنتباه الى أعتراضها:
" أنها الساعة السادسة تقريبا , وهذا وقت ذهابك للعمل ".
أثار جوابه البارد غضبها
فصرخت آمرة:
" هيا أخرج من هنا".

لكنه لم يتزحزح من مكانه , وأمام عناده الصلب
رأت كيلي أن تغير لهجتها فقالت متوسلة:
" أنني متعبة, لقد كان الأمس يوما طويلا شاقا".
أجابها بصوت لا يحمل أية مشاعر:
" واليوم سيكون أطول, هيا أشربي القهوة يا كيلي ,وبعد ذلك ستشعرين بالأنتعاش".

ومع أنها كانت بأمس الحاجة الى فنجان قهوة , ألا أنها لم تشأ أن تقبل عرضه كي لا يعتبر ذلك أنتصارا أضافيا له , فقالت:
" لا, لن آخذ فنجانك , وأنا مصممة على النوم لساعة أخرى على الأقل ,والآن هلا تكرمت وخرجت من هذه الغرفة؟".

رسم نيكولاس أبتسامة خبيثة ساخرة على طرف شفتيه وهو ينظر اليها بعينين عمليتين ثاقبتين , وقال بعد تردد:
" هكذا أذن, أنت تفضلين أستعمال الأساليب القاسية , أنني أتساءل ما أذا كان السيد غاري سلون يعرف هذه الميزة في شخصيتك".
منتديات ليلاس
وعلى حين غرة , سحب الغطاء بقوة , وجذبها من ذراعها...بحيث صارت على الأرض , وبمزيج من الفزع والألم صاحت:
" دعني أيها المتوحش".
رد بعنف:
" هل تعتقدين أنني أفكر بأشياء أخرى؟ لا يا كيلي , فهناك عمل كثير ينتظرنا ".

ثم قادها أمامه ناحية الحمام وأضاف:
" هيا أغتسلي وأستعدي".
أجابته بمرارة:
" أنت تشعر بالسرور عندما تعاملني بهذا الشكل , أليس كذلك؟".
قال بلا مبالاة:
" أهكذا ترين الأمور ؟ ربما هي المرة الأولى في حياتك التي تعاملين فيها مثل بقية البشر العاديين".


اماريج 15-08-10 11:58 PM

لا شك أنها المرة الأولى التي تتعرف فيها الى شخص مكابر ومغرور مثل نيكولاس ,و من أعماقها جاء صوت خافت ليهمس , أنها المرة الأولى أيضا التي تواجه رجلا قادرا على الوقوف أمامها ندا لند

كل الذين قابلتهم من قبل كانوا يحلمون بالزواج من أبنة المليونير الكبير , فهم يريدون تحقيق طموحاتهم في الحياة دون تعب , بل عن طريق المصاهرة من ثروة جاهزة

أما نيكولاس فهو مختلف , ولعله حقق ما يريد من خلال مزرعته التي يبدو أن أعمالها ناجحة
وحاولت كيلي أن تقنع نفسها أن غاري , مثل نيكولاس , غير مهتم بثروتها الطائلة ألم يؤكد لها هذا الأمر مرارا من قبل؟ ألم يتصرف معها على ذلك الأساس ؟
لكن الشيء الذي يختلفان فيه هو أنها لم تشعر أبدا بالأحترام لغاري ... في حين أن نيكولاس فرض عليها أحترامه بالقوة.

وتحت المياه الدافئة المنعشة راحت كيلي تفكر: هل أحب نيكولاس أمرأة ما في حياته؟ هل وجدت المرأة التي أستطاعت أن تخترق جدار مشاعره القاسية ؟
ربما هي سيرينا دي باغر ؟ أنها جميلة فعلا ,بالرغم من بعض البرود في طبعها.

وعندما تتزوج سيرينا نيكولاس , هل ستتعرض على يديه للقسوة التي عرفتها من خلال اليومين الماضيين ؟أم أنه سيحبها ويقدرها ويكون الصدر الرحب الذي ترتاح اليه أذا ما تعرضت للمصاعب؟
منتديات ليلاس
أن نيكولاس قوي وجذاب , هذه حقيقة لم تستطع كيلي التهرب منها رغم كرهها له , وأية أمرأة تفوز به, ستعيش في نعيم من الحب والحنان والأمان
ويبدو حتى الآن أن سيرينا هي تلك المرأة , لكن, لماذا تتكرر هذه الطعنة في صدر كيلي كلما تذكرت سيرينا ؟ هل هي الغيرة؟
من المستحيل أن تغار منها ... وهي لا تحب نيكولاس!

أسرعت كيلي تنهي حمامها , وتنشف جسمها بقسوة وكأنها تردد في نفسها أن الأمر غير معقول, فهي لا تحب نيكولاس ولن تحبه أبدا .

وقبل أن تغادر الحمام تعمدت أن تلقي نظرة أخيرة على نفسها في المرآة , وتضع بعض الظلال الخفيفة من الماكياج , ثم شدت الحزام على خصرها ... مطمئنة الى أنها ,هي أيضا , جميلة وفاتنة وتفيض أنوثة.

كان نيكولاس ينتظرها في الحديقة , وعندما خرجت من الباب شاهدته قرب جدول الماء , مديرا ظهره الى الكوخ بحيث لم يشعر بوجودها
ظلت واقفة هناك للحظات تطيل التحديق في القامة الممشوقة أمامها , لكن نيكولاس أستدار بسرعة , وسار نحوها وهو يتفحص بدقة كل تفاصيل ملابسها ووجهها وجمالها
وعندما وصل اليها , سألته بدلال:
" هل أجتزت فحصك الدقيق؟".

اماريج 16-08-10 12:03 AM

ضحك بهدوء قائلا:
"طبعا فأنت أمرأة جذابة جدا".
وأفلت منها الكلام دون أرادة:
" هل تعتقد ذلك حقا؟".
" أذا أردت أثباتا لذلك , فسأفعل فيما بعد".

ثم قال بلطف غير معهود:
" خذي معك كنزة يا كيلي , فالصباح بارد في هذه المناطق".
سارا معا الى الفندق , وكيلي لم ترفع عينيها عن الأرض , ترى لماذا شعرت بأرتفاع في معنوياتها للملاحظة اللطيفة التي أبداها قبل قليل, أنها غير معنية بالجواب, المهم الآن أنها مرتاحة ومسرورة ...
وخائفة في الوقت نفسه , أذ من الغريب أن تستطيع كلمات قليلة من نيكولاس أن تقلب مزاجها رأسا على عقب , وأهم من كل هذا أن لا يعرف هذا الرجل القاسي حقيقة ما تشعر به وهو معها!

كانت الحياة قد بدأت تدب في الفندق عندما وصلا اليه ,خاصة في المطبخ حيث تجري الأستعدادات لتقديم طعام الأفطار , وعلى المدخل ألتقيا بخادم يحمل عدة فناجين من القهوة بأتجاه الأكواخ تلبية لطلبات الضيوف.
منتديات ليلاس
فتح نيكولاس باب المكتب وأضاء النور في داخله , ثم أبلغ كيلي أن موظف الأستقبال سيداوم عند الساعة التاسعة , وعليها هي أن تتولى المهمة حتى موعد مجيئه
خاصة أن بعض الزبائن يمكن أن يغادروا الفندق في أية لحظة الآن , وبعد أن شرح لها كافة التفاصيل الأخرى , تركها هناك وغادر الى أعماله.

وما هي الا لحظات حتى دفق الشغل عليها , ودون أن تدري وجدت نفسها تفكر ماري ,فمما لا شك فيه أن تلك المرأة الرقيقة كانت تعمل فوق طاقة البشر
خاصة أنها في الأشهر الأخيرة من الحمل ,ومن هنا يمكن فهم المشاكل الكثيرة التي سببها غياب جورج عن الفندق, وهذا التفكير نفسه , أعطى كيلي نوعا من الأرتياح...
فهي تقدم لماري مساعدة لا يمكن لأي مبلغ مالي أن يفيها حقها .

عند الساعة التاسعة جاء موظف الأستقبال برفقة نيكولاس , الذي أخبرها أن بأستطاعتها ترك المكتب والأنضمام اليه لتناول طعام الأفطار
وكانت على وشك مغادرة المكتب عندما رن جرس الهاتف
فرد موظف الأستقبال ثم قال:
" الخط لك يا آنسة ستانويك".

اماريج 16-08-10 12:07 AM

ولعلع صوت عاليا صاخبا:
" كيلي, ماذا يجري هناك بحق السماء ؟ لقد قلقت عليك!".
شعرت كيلي بالندم وهي تقول:
" غاري , أنا آسفة ... كان يجب أن أتصل بك".
" ولماذا ما زلت في الفندق؟".

" أنها قصة طويلة ".
وترددت وهي تنظر الى نيكولاس الذي أستند الى الباب ينتظرها , ثم أضافت:
" أنني أساعدهم في الفندق!".
صرخ بنفاذ صبر:
" ماذا؟ لقد فهمت أنك ستعطين العائلة بعض المال وتعودين؟".

" حسنا , هذا صحيح.... لكن ماري أندرسون يجب أن تكون الى جانب جورج الذي سيجري عملية جراحية اليوم".
" وما هي علاقة ذلك ببقائك هناك؟".
" أنني أقوم بأعمالها في الفندق!".

وأزداد صراخ غاري بحيث سمعه كل من في المكتب:
" أسمعي جيدا يا كيلي.... أنك تجعلين من نفسك ضحية ".
بدأت أعصاب كيلي تتوتر , وظهر هذا واضحا من قبضة يدها التي تعصر السماعة , وقالت:
"نحن مسؤولون عما حدث يا غاري ,ولولا وجودنا هنا , لما تعرض جورج لذلك الحادث المؤسف".
منتديات ليلاس
" كان سيحدث في وقت آخر , أنه مدير الفندق وصاحبه , أليس كذلك؟ ما كان يجدر بك العودة من الأساس يا كيلي ... وأنني أستغرب كيف يجرؤ هؤلاء الأشخاص على تشغيلك بمثل هذه السهولة".
وجاهدت كيلي كي تبقي صوتها منخفضا وهادئا ... وحازما في الوقت نفسه:
" هم لم يطلبوا ذلك ,ومهما يكن , فأن قراري صحيح مئة في المئة".

خيم الصمت للحظات , ثم قال:
" ومتى ستعود ماري؟".
" اليوم مساء على ما أعتقد".
" وعندها ستعودين فورا الى دوربان؟".
وأستغربت كيلي كيف أن أجابتها جاءت باردة وغير متحمسة :
" طبعا.... طبعا".

وفجأة تغيرت لهجة غاري الغاضبة لتحل محلها تلك النبرة المراهقة التي أعتادتها منه:
" أنني مشتاق اليك يا حبيبتي".
وعضت كيلي شفتها وهي وهي تشعر بالأحراج أمام نيكولاس :
" وأنا أيضا يا عزيزي".

اماريج 16-08-10 12:09 AM

" أذن عجلي في العودة , فهناك حفلة كبيرة ستقام يوم السبت , ولا يمكنك تفويتها أبدا".
"سأكون هناك ... وداعا يا غاري".

وضعت سماعة الهاتف بيد مرتجفة , ثم أدارت وجهها ناحية النافذة بعيدا عن نيكولاس الذي لم يبعد نظره عنها طيلة المكالمة
وبعد أن أستردت هدوءها قالت:
" هيا بنا الآن".

وعندما أصبحا في الخارج , أستدارت الى نيكولاس وقالت بعنف:
" هل فكرت لحظة أنني أرغب في الأنفراد خلال حديثي الهاتفي؟".
أجابها بلا مبالاة:
" طبعا فكرت!".
منتديات ليلاس
" أذن لماذا لم تفعل الشيء الصواب , وتركتني وحدي؟".
" وجدت الحوار مهما جدا ... فبقيت".
ولم تستغرب كيلي رده , فكل ما قاله وفعله حتى الآن كان المقصود منه أهانتها وأذلالها
لذلك قالت بمرارة:
" لا شك أنك أستمتعت به جيدا؟".

علق بأبتسامة ساخرة:
" الى أبعد الحدود ... فقد كان حوارا كاشفا لأشياء كثيرة".
أي أنسان آخر غير نيكولاس كان سيعتذر عما حدث , لكن هذا الشخص لا يشعر بأي ندم , ولذلك لا فائدة من متابعة الحديث مع صخر أصم لا يتأثر بشيء.

وعندما وصلا الى طاولة الطعام , توقفت قائلة:
" لا أظن أنني راغبة في تناول الأفطار".
قال نيكولاس وكأنه يستمتع بالموقف كله:
" أظن أنك ستأكلين".
" لا , سأراك في المكتب بعد الأكل".
" حقا؟".


الساعة الآن 02:20 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية