منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t146997.html)

اماريج 14-08-10 01:37 AM

167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
http://www.liillas.com/up3//uploads/...5fd64fe8dc.gif



http://www.iraqnaa.com/ico/image2/f/n/ros084.gif

صباكم ومساءكم معطر بالورد
اليوم راح انزل رواية حلوة كتير من روايات عبيرالقديمة ويارب تنال رضاكم ياحلوين :flowers2:

للامانة الرواية منقولة وكل الشكر والتقدير لكاتبة الرواية

اسم الرواية :دون ان تدري
الكاتبة:روزميري كارتر

:liilas:
قراءة ممتعة للجميع

اماريج 14-08-10 01:39 AM

دون ان تدري
الملخص
***************
البعض يقول :الغايه تبررالوسيلة ... كانت غايه كيلي ستانويك ابنه المليونير ان يربح خطيبهآ غاري رهانه ,ولكن الوسيلة التي عرضتها ادت الى عاقبه وخيمه اصيب من جرائها جورج صاحب الفندق بكسور اضطرته لاجراء عمليه جراحيه .
نيكولاس المغرور المتعجرف له رأي آخر في أبنة المليونير التافهه وسيعاقبها وسيجعلها تدفع ثمن رشوتها لجورج .
كيلي التي لاقت الامرين باتت تشك في غايتها ووسيلتها وتكشفت لها رعونه غاري وضاعت في متاهات جديده ...
منتديات ليلاس
كان الجميع يرغبها لما تملكه من السحر والثراء, ولكن كل ذلك لا شيء امام نيكولاس وهي لا يهمها امره اطلاقا ..ام يهمها دون ان تدري؟
**********************
http://www.iraqnaa.com/ico/image2/f/n/ros084.gif

اماريج 14-08-10 01:39 AM


1_ الخطيب الأرعن
********************
" للمرة الأخيرة يا جورج , هل ستأخذنا غدا الى بيرغ؟".
" كلا يا سيد سلون , لقد قلت لك أن الأمر غير مأمون , فالطريق ما زال خطرا بعد الأمطار التي هطلت مؤخرا".

خيم الصمت للحظات قصيرة , وراحت كيلي تقلّب نظرها بين الأوجه دون أن تدري أنها ستتذكر هذا المشهد طويلا في المستقبل القريب , كان خطيبها غاري سلون ذو الوجه المشرق يقف بتحد صارخ , بينما جورج أندرسون مسمرا في مكانه يشعر بعدم الأرتياح لوجود ضيوف غير مرغوب فيهم , وكان هناك أيضا شيلا وألكسندر الراغبان في متابعة الطريق لكن دون حماس واضح.

وعلى مقربة من المجموعة كان هناك رجل طويل القامة , على محياه علامات التهكم والهدوء , لم تعرف كيلي عنه شيئا سوى أن أسمه نيكولاس.
" أذن سأذهب وحدي!".

قطع غاري الصمت المطبق بصوت أرتفع تدريجيا , في حين كانت عيناه تلتمعان بالغضب المكتوم.
" كلا يا غاري,( سحبت كيلي نفسا طويلا وهي تضع يدها على ذراع خطيبها ثم أضافت)
"أنت لا تستطيع ذلك".
منتديات ليلاس
أبعد غاري يدها عن ذراعه بقسوة وصرخ:
" حاولي أن تمنعيني!".

وللحظات أحست كيلي وكأنها في معية طفل صغير يلعب لعبته المفضلة ,لكن غاري تابع قائلا:
" يجب أن ألتقط صورة من فوق الصخرة الشاهقة تلك , أنت تعرفين أنني راهنت على القيام بهذه المهمة".
وبات من الواضح لكيلي أن غاري راهن بأكثر مما يستطيع , وأنه مصمم رغم كل شيء على عدم التراجع.

كثيرا ما كانت كيلي تتساءل بينها وبين نفسها عن مدى معرفتها بخطيبها , فقد كانت علاقتهما عاصفة الى حد أنهما لم يجدا الوقت الكافي لمعرفة شخصية كل واحد منهما على حقيقتها

ومع ذلك فهي تعرف هذا الجانب الجريء والمغامر في شخصيته , وتعرف أرادته الحاسمة ,وعندما يقرر شيئا , فأنه سينفذه بدون تردد ومهما كانت التضحيات , وبقدر ما كانت تعجب بهذه الميزة , أذ أنها لم تعرف له شبيها طيلة حياتها , بقدر ما كانت تشعر بالخوف منها في الوقت نفسه.

اماريج 14-08-10 01:41 AM

أرخت كيلي أصابعها عن ذراعه , فليفعل ما يراه مناسبا , لن يستطيع أحد الوقوف في سبيله , لقد راهن على أنه قادر على ألتقاط صورة من على قمة الصخرة الشاهقة , وهو مصمم على ربح الرهان غير عابىء بالمخاطر
وكما هو واضح , هناك خطر داهم في المضي قدما دون دليل ... وهذا ما يعرفه غاري تماما , وفي مثل هذه الظروف رأت كيلي أن هناك سبيلا واحدا للخروج من المأزق , ألا وهو أقناع جورج أندرسون بأن يكون دليل الرحلة.

" ألا يمكن أن تغير رأيك يا سيد أندرسون؟".
وجهت كيلي كلامها الى جورج أندرسون وهي تبتسم بعذوبة مما أظهر سحر عينيها الخضراوين خلف رموش سوداء مسبلة
ولم تكن تعرف أنها عندما تبتسم ترقص عيناها فرحا , وتظهر غمازتاها الفاتنتان , وتبدو أصغر من الثلاثة وعشرين ربيعا التي هي كل عمرها ,وأن كانت تستطيع أن تؤثر على الكثيرين , ألا أن صاحب الفندق جورج ظل ثابتا على موقفه.

قال جورج بتجهم:
" لا أستطيع أن أرافقكم".
ألتفتت كيلي الى غاري مرة أخرى , كان ما يزال في وقفته المتحدية ويداه غارقتان في جيبي سرواله , وقد أزداد أصرارا وعنادا , ولا يبدو عليه أنه مستعد للتنازل..........
منتديات ليلاس
سحبت كيلي نفسا عميقا مرة أخرى , أنها تكره أستعمال مالها للحصول على ما تريد , لكن يبدو أن هذه المرة ستكون أستثناء , فهناك أولا سلامة غاري ,وبالمقابل يبدو على جورج أندرسون أنه واقعي وعملي في التعامل مع الناس , فأذا لم يكن قادرا على تقبل الموقف , فهو بلا شك مستعد للتأقلم معه
لذلك قالت:
" أننا سنجزيك العطاء أذا رافقتنا!".

بدا أهتمام على وجه جورج , في حين تركزت كل الأنظار نحو كيلي التي وجدت لشدة أستغرابها تركز على نيكولاس , الذي كان يجلس الى طاولة مجاورة ويحدق فيها بعينين ثاقبتين.

رفعت رأسها مجددا وألتفتت الى جورج, ثم أخذت تشرح له بالتفصيل قيمة المبلغ الذي ستدفعه له أذا ما رافق المجموعة الى الجبل.
رد جورج في خطوة أولى نحو الأذعان:
" يجب ان أفكر يا آنسة ستانويك......".

وفجأة قال نيكولاس متدخلا بصوت قاس:
" لا تكن غبيا يا جورج...".
أجاب جورج وهو في حيرة من أمره:
" يجب أن أفكر أولا يا نيكولاس ... على كل معظم الطريق آمن!".


اماريج 14-08-10 01:43 AM

" ليس بالقرب من الصخرة , أنه خطير جدا هناك".
" هذا صحيح, لكنني أعرف الطريق كما أعرف باطن كفي هذه".
حول نيكولاس نظراته الغاضبة أتجاه كيلي قائلا:
" أذا كنت تفعل ذلك من أجل المال, فالأمر لا يستحق عناء المخاطرة!".

رد جورج بصوت خجول :
" أنت تعرف صعوبة الأوضاع هنا في هذه الفترة يا نيكولاس".

أدركت كيلي أن صاحب الفندق غير متشجع , وأنه أنما قبل من أجل المال , وهذا ما جعلها تشعر بالخجل من نفسها , وزاد من توتر أعصابها , ومع ذلك لم تسحب عرضها المغري لأنها تعرف الخطر المحدق بغاري في حالة ذهابه منفردا الى الجبل .

قال جورج متابعا:
" ماري تنتظر طفلنا بعد ثلاثة أشهر , وأوضاعنا المالية ....توقف عن الكلمات لحظات ثم رفع رأسه وقد حسم أمره) سوف أرافقكم ".

توقعت كيلي أن يعمد نيكولاس الى مناقشة جورج في قراره , أو على الأقل محاولة ثنيه عن عزمه , لكنها أخطأت في تقديراتها لهذا الرجل
فلقد أكتفى بأن حدجها بنظرة ثاقبة أشعرتها بالخوف , ثم نهض واقفا بجسمه الطويل المتين البنية وقال:
" الأمر يعود لك ... أراك قريبا أذن".

وبعد أن غادر نيكولاس القاعة , قال غاري متسائلا:
" أذن سترافقنا فعلا الى القمة؟".
" نعم".
" هذا رائع, سنبدأ مسيرتنا في وقت مبكر من صباح الغد".

" من الأفضل أن ننتظر يوما أو أثنين كي تكون الأرض قد جفت".
" لا, سنغادر هذه المنطقة بعد غد يا جورج, ولذلك سنصعد غدا صباحا".

وفي وقت لاحق , عندما أصبحت كيلي وغاري على أنفراد
قال لها هامسا:
" أشكرك يا حبيبتي , أنني أعتمد على أموال خطيبتي للخروج من المآزق!".
منتديات ليلاس
أبعدت كيلي عينيها عنه وهي تقول:
" أني لا أحب هذه التصرفات يا غاري".
أبتسم ساخرا:
" غدا عندما نتزوج , ستتعلمين عدم التردد بهذا الشكل".
أعترضت بحدة:
" أنني أرفض رشوة الناس!".

أجاب وقد توترت أعصابه رغم الأبتسامة التي أحتفظ بها عل شفتيه:
" أرجوك يا كيلي , لقد أديت خدمة لجورج , أنه يحتاج الى المال , وهذا ما قاله علنا , وفي الوقت نفسه سأحقق رهاني , لا شك أن جو سيجن عندما يرى الصور التي سألتقطها .... وسيدفع قيمة الرهان "

نظر اليها للحظات متباهيا ثم أضاف:
"ماذا سنفعل بذلك المبلغ؟ هل نذهب الى مطعم فخم للأحتفال بالمناسبة؟".

ردت بصوت مضطرب:
" هل تعتقد أن المال وجد فقط من أجل المتعة؟".
قال بنفاذ صبر:
"طبعا لا, لكن لا يوجد أي قانون يمنعنا من أستعمال جزء من المال للتمتع بالحياة ... وأنت تملكين منه الكثير يا حبيبتي".

غصّت كيلي لدى سماعها العبارة الأخيرة ,لربما أنطلقت من فمه بفعل الحماس الزائد عن الحد , فقد أكد لها غاري منذ البداية أن كونها أبنة أحد أغنى الصناعيين في البلاد لا يعني له شيئا ... وهي تصدقه ,ومع ذلك فقد هزتها كلماته هذه وجعلتها مشتتة الأفكار , ثم قطعت الحديث قائلة:
" دعنا نجد شيلا وألكسندر".

اماريج 14-08-10 01:44 AM

كان من الواضح أن غاري أحس بغضبها الصامت , لذلك حاول أبقاءها معه لمدة أطول ... لكنه تراجع بعد لحظات وهو يقول:
" هيا بنا, فعلينا أن نضع الخطط لرحلة الغد".

مع مطلع الفجر في اليوم التالي
كانت المجموعة في طريقها الى الجبل , أرتدى الجميع ملابس جلدية سميكة لمواجهة البرد في مثل هذا الوقت في منطقة دراكسنبرغ , وعلى طول الطريق كانت قطرات الندى المجلدة ترتطم بملابسهم وأحذيتهم معطية حفيفا خشنا
كانت معنويات الفريق عالية, وحتى كيلي أستطاعت أن تتخلص من التوتر الذي سيطر عليها بعد مناقشة ليلة البارحة , ولعل ذلك حدث بتأثير هواء الجبل الممزوج بروائح عطرية تنبعث من الأزهار والنباتات البرية.

وبدا على جورج أنه تناسى تحفظاته الأولى في المجيء , أو لربما أخفى ذلك حرصا على مزاج المجموعة , وسرعان ما أحتل الطليعة الى جانب غاري وألكسندر
وكان غاري في هذه الأثناء يحدث دليله عن الرهان الذي عقده مع أصدقائه , ويشير الى الكاميرا المعلقة على رقبته مؤكدا أصراره على ألتقاط الصور من أعلى الجبل.

لم تكن كيلي قادرة على تمييز كل عبارات غاري , بأستثناء ذلك الحماس المراهق الذي ينبعث من معظم كلماته وتصرفاته , هذا هو غاري الذي وقعت في حبه , متحمس وحيوي وطيب المعاشرة ......
وذلك على نقيض الجو البارد المخيم في منزلها حيث تعيش مع والدين عجوزين لا يستقبلان الا الذين هم من عمرهما أو اللذين لهم معهما علاقات تجارية , وكثيرا ما كانت تتساءل في مثل تلك الأجتماعات عما أذا كان هؤلاء الناس يعرفون شيئا عن الحياة سوى المال والأرباح التجارية.
منتديات ليلاس
لقد أبدى والداها عدم أرتياحهما لعلاقتها مع غاري , فهما يريدان لها زوجا ذا تأثير واضح وحضور مميز في المجتمع ...
لكن كيلي أصرت على أختياره , وما كان منهما ألا الرضوخ لمشيئتها , وهكذا تقرر أن يتم عقد القران بعد ثلاثة أشهر , وعلى هذا الأساس تجري الأستعدادات اللازمة.

عندما أبلغت كيلي والديها أنها ستذهب برفقة غاري وصديقيها شيلا وألكسندر لقضاء عدة أيام في منطقة دراكسبنبرغ الجبلية , لاحظت أنهما لم يبديا أرتياحا ....
لكنهما لم يعترضا ,فهما يعرفان أن كيلي ناضجة وتستطيع أن تتصرف بحياتها كما تريد .... لقد بلغت الثالثة والعشرين , وهذا يعني النضج الكافي.

لقد تعمدت كيلي أن يرافقها ألكسندر وشيلا , صحيح أنها تحب غاري وترتاح اليه , لكنها في بعض الأحيان تخاف منه بسبب بعض القسوة غير المفهومة التي يظهرها في التعامل مع الناس , ربما لم تكن تخافه , بل لعله أحساس بالشك لم تستطع أن تخفيه , المهم بالنسبة اليها أنها تحبه , وأن مشاعر عدم الأرتياح لا تدوم ألا لحظات.


قالت كيلي لنفسها أنها محظوظة بالعثور على رجل مثل غاري يستطيع أن يكون مختلفا عن معظم الرجال , وهو يعاملها بكبرياء لم تعهدها في كل الرجال الذين كانوا يخشونها كونها أبنة رجل الأعمال الثري ووريثته الوحيدة
وفي الوقت نفسه كانت هناك لحظات – كما جرى بالأمس- حيث تظهر طفوليته وعناده بأجلى مظاهرهما.

ودون سبب معقول , أسترجعت كيلي ذكرى ذلك الرجل القاسي المدعو نيكولاس , فهو لم يحاول أن يخفي أشمئزازه من كل ما جرى في الفندق , وأكثر ما أثر فيها نظرته القوية الغاضبة عندما عرضت المال على جورج , أن مجرد التفكير فيه يجعل أعصابها تتوتر ...
لكن ما لها تترك هذا الرجل الذي تكرهه يعكر عليها جمال هذه الرحلة الصباحية ؟ غير أن التفكير به لم يبرح ذهنها رغم كل محاولاتها.


اماريج 14-08-10 01:45 AM

مع أشعة الفجر الأولى , بدت الجبال المترامية رمادية اللون ذات منحنيات خضراء داكنة, وكانت الشمس تشق طريقها بهدوء لتغير صورة الريف الى لوحة ساحرة أخاذة , وتظهر في طريقها معالم الجبال والوديان والغابات الكثيفة

وسرعان ماسطعت الشمس لتطرد بقايا ضباب ليلة الأمس , مدخلة الدفء الى الأجسام الباردة , وما هي ألا لحظات حتى دعا جورج المجموعة الى تناول طعام الأفطار تمهيدا للمرحلة الثانية من المسيرة.

كان جورج قد جهز زادا خفيفا للرحلة , وبعد تناول بعض السندويشات وأحتساء القهوة السوداء القوية
عاودت المجموعة السير بنشاط متجدد , في هذه الأثناء , كانت الشمس قد أحتلت مكانها عاليا وأظهرت كل ما تحتويه الطبيعة من أبداع فنان , فالجبال تتلاحق وكأنها حلقات في سلسلة لا تنتهي ....
ولهذا أطلق عليها أسم جبال التنين لضخامتها ولا نهايتها , والملفت للنظر أن المطر الذي أنهمر بالأمس لم يحجب روعة الأزهار البرية التي تفتحت بألف لون ولون , متماوجة مع زقزقة أنواع عديدة من الطيور التي كان تتطاير في كل حدب وصوب لدى أقتراب المجموعة من أعشاشها
والى جانب كل ذلك هناك خرير المياه والينابيع والأنهار العديدة , وقد أخبر جورج كيلي أن هذه الجداول تصب كلها في نهر عظيم يشق الوادي بأتجاه السهول... وأخيرا الى البحر.

بعد ساعة بدأت الطريق تتجه صعودا وأكتشف الجميع أن السير لم يعد سهلا , فالطريق شديدة الأنزلاق بعد أمطار الأمس , تماما كما حذرهم جورج , ففي أماكن كثيرة كان الممر يضيق ويشرف بشكل خطير على الهاوية
ومما زاد الطين بلة أن العشب الكثيف كان يغطي الطريق بحيث تضيع معالمه الى مسافة طويلة , ومرة أخرى شعرت كيلي بالأرتياح الشديد لأنهم لم يأتوا وحيدين الى هذه المنطقة .
منتديات ليلاس
مرت نصف ساعة قبل أن يدخوا في منعطف حاد , وحدست كيلي على الفور من خلال تصرفات جورج , أن الصخرة المقصودة على قاب قوسين أو أدنى , لقد بدت الجبال في تلك المنطقة شامخة سوداء ومتقاربة الى بعضها وعندما ألتفتت كيلي الى الوراء
شهقت بصوت خافت لدهشتها الكبيرة أزاء المسافة التي قطعوها الى قمة الجبل... فهناك في الأعماق كان النهر العظيم يتلوى وكأنه خيط رفيع من الفضة على صفحة خضراء داكنة.

كان الظهر قد حل عندما وصلوا أخيرا الى الصخرة ,فعلا أنه منظر يسحر الألباب لروعته وعظمته
لقد كانت الصحراء ناتئة وملساء وتطل من فوق المنحدر على الهاوية السحيقة , وعندما أقتربت كيلي من الصخرة شعرت بدوخة خفيفة مفاجئة ,وما عادت قدماها قادرتين على حملها وشحب لون وجهها بشكل ملحوظ ولم يلحظ غاري في خضم سروره بالوصول الى الصخرة ما حل بخطيبته من ضرر ...
لكن جورج لم يغفل عن ذلك , أذ أسرع بوضع ذراعه حول خاصرتها , ثم عاد بها الى مكان واسع حيث أسندها الى صخرة مريحة.

ومع ذلك واصل غاري وألكسندر تقدمهما دون أعارة أي أنتباه لكيلي التي أرادت أن تحذرهما وتطلب منهما البقاء بعيدا عن الصخرة...
لكن صوتها لم يسعفها , أنها تعرف خطيبها تمام المعرفة , فهو لم يصل الى هذه المسافة كي يتراجع في آخر لحظة
وكم كان أرتياحها كبيرا عندما أنضم جورج اليهما فوق الصخرة , فهذا الرجل الناضج قادر على منع الشابين من أرتكاب أية مغامرات أو حماقات .


اماريج 14-08-10 01:46 AM

تناول غاري الكاميرا من حول عنقه وبدأ في ألتقاط الصور , أعاد هذا المنظر الهدوء الى كيلي المضطربة , فحتى لو لم يكن جورج الى جانبه فأن خطيبها يبدو ثابت الخطوات واثقا من نفسه , وهم في أي حال قطعوا كل المسافة دون أي حادث
وبعد لحظات سينتهي غاري من مهمته ويعود الجميع أدراجهم وكأن شيئا لم يكن , وغدا سيغادرون دراكسنبرغ ,وفي حقيبة غاري سيكون الفيلم الذي جاء كل هذه الرحلة من أجله.

عاد الرجال الثلاثة من الصخرة الى الممر الترابي وهم يتضاحكون بحبور , وقد علت وجه غاري علامات الأنتصار والأثارة.
قالت كيلي وهي تبتسم لخطيبها:
" هل أنت سعيد بعودتك يا غاري؟".

ألتمعت عيناه بالأثارة والحماس قائلا:
" أن المنظر من هناك رائع , كان يجب أن تحضري أنت وشيلا , يا لها من تجربة مذهلة!".

ضحكت كيلي وهي تهز رأسها بهدوء:
" لا أملك شجاعتك , لكنني مسرورة لأنك حصلت على صورك!".
" كلها... بأستثناء واحدة".

ودون أن ينتظر جواب أحد , ولا حتى جورج الذي كان منشغلا بحديث جانبي مع ألكسندر , أتجه نحو حافة الممر في محاولة لألتقاط صورة للصخرة من زاوية صعبة.

لكن كيلي صرخت بصوت معترض:
" لا تفعل يا غاري!".
أستدار جورج بسرعة وقد أرعبته حدة صوتها , وعندما لمح غاري صرخ آمرا:
" عد الى هنا على الفور".
" لا ضرورة لكل هذا التوتر( جاء صوت غاري ساخرا) صورة واحدة فقط وثم...".
منتديات ليلاس
لكن صرخة رعب هائلة قطعت عبارة غاري الأخيرة , أعقبتها أصوات أرتطام شيء بالأرض.

فغرت كيلي فاها دون أن تجد القدرة على الصراخ, لم تستطع حتى أن تفتح عينيها لرؤية ما حدث , فقد كانت ترتجف بشدة والرعب الهائل يغمر كل جوارحها لمجرد التفكير بأن جسد خطيبها الغض مرمي على الأرض محطما.

سمعت صوت جورج وكأنه قادم من واد سحيق:
" كيلي , أن غاري بخير( ثم ألتفت الى شيلا قائلا) أنتبهي لها يا شيلا , يبدو أنها ستغيب عن الوعي ... وأنا لا أريد مصيبة أخرى بين يدي , سأذهب الآن لأنقاذ غاري".
فتحت كيلي عينيها وهي ما تزال ترتجف:
" هل تقصد... هل غاري ما زال.....".

أجابها ألكسندر والخوف يملأ نبراته:
" لقد سقط الى جانب الممر ولم يستطع العودة , وها هو جورج ذاهب لمساعدته".

كان صمت ثقيل يخيم على حافة الهاوية , وقد وقف الثلاثة هناك يراقبون ما يجري دون أن ينبس أي منهم بحرف , للحظات شعرت كيلي أن كل شيء تغير , الشمس أصبحت حارة جدا , والجبال متلاصقة وكأنها جاثمة على صدرها , وبعيدا عن عيونهم , كانت تتصاعد من خلف الهاوية أصوات تجاهد في مرحلة ما بين الحياة والموت على مسافة لا تتعدى مساحتها المتر الواحد.

اماريج 14-08-10 01:48 AM

وأتضح بعد لحظات أن غاري بدأ يفقد أعصابه , وأن جورج يحاول جاهدا مساعدته على الصمود لرفعه الى الممر, وعلى حين غرة ظهر أعلى رأس بشري , ثم أرتفع ليبدو غاري وهو يحاول تسلق آخر خطوات قبل الوصول الى بر الأمان , وعندها أسرع ألكسندر نحوه , وسحبه من ذراعه الى الممر حيث تهاوى بأعياء شديد.

كانت كيلي على وشك الركوع الى جانب غاري عندما وقع المحظور , أذ يظهر أن حركة خطيبها الأخيرة حركت صخرة من مكانها , فسقطت على جورج الذي كان يصعد آخر خطواته , ومع أن الصخرة لم تصب رأسه , ألا أنها وقعت على ساقه ...
وأضطرته الى الأنحدار مجددا الى حافة جانبية عند الهاوية وهو يتلوى ألما.

الساعات التي تبعت هذه الحادثة كانت كابوسا حقيقيا بالنسبة لكيلي , فقد أضطرت هي وصديقتها شيلا للبقاء قرب جورج , في حين توارى غاري وألكسندر الى الفندق طلبا للنجدة ذلك أنهما لقلة خبرتهما في شؤون التسلق خشيا أن يقوما بخطوة خاطئة تودي الى مأساة تودي بجورج الى الهاوية السحيقة , أذ ربما لم تعد حافة الهاوية تتحمل أكثر , وليس من فائدة في وقوفهما هناك دون أي عمل.

جلست الفتاتان بصمت بعد أن تيقنتا أن جورج غاب عن الوعي بسبب الأصابة في ساقه , لم تكونا قادرتين على تجاذب الحديث , ليس فقط بسبب المشكلة التي هما فيها , بل لأن العلاقة بينهما لم تكن على ما يرام
فشيلا وألكسندر هما صديقا غاري ومنذ البداية أحست كيلي أن هذه الشابة تحسدها على ثرائها ,وحتى عندما أفضت بأحاسيسها الى خطيبها , وجدته يسفه كلامها ويتهمها بتخيل أمور لا وجود لها على الأطلاق
ومع أنها لم توافقه الرأي , ألا أنها لم تعد الى أثارة الموضوع أبدا , وقد حاولت كثيرا أن تعمق صلاتها بهذه الفتاة طالما أنها وصديقها ألكسندر في صحبة غاري منذ مدة بعيدة.
منتديات ليلاس
أما الآن , وقد وصلت الأمور الى ما وصلت اليه , فلم تكن كيلي قادرة على أن تصنع الصداقة , بل لعل الوضع المأساوي الحالي أظهر عقم الأبتسامات المصطنعة والأحاديث التافهة التي كانت تدور قبلا .
ففي مثل هذه الحالة تكون الصراحة ضرورية.. خاصة أن أنسانا ما هو في صراع بين الموت والحياة.

وهكذا وجدت كيلي نفسها تراجع في ذهنها تفاصيل ما حدث , وبالتحديد تصرفات خطيبها الذي كشف عن نفسه الكثير خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ,واضطرت الى الأعتراف بأن الشجاعة والأعتداد بالذات, وهما الصفتان اللتان قربتا غاري الى قلبها , ليستا الا قناعا يخفي الأنانية المطلقة في شخصيته.

لقد لاحظت بأمعان وجه غاري عندما عاد الى الممر الآمن , فللحظات ظل متوترا وخائفا وضائعا , وغير مصدق أنه أفلت من الموت...

بل وشاهدت في عينيه تلك النظرة التي شاهدت المنية , ثم خرجت سالمة , لكن هذه النظرة لم تدم طويلا , فبمجرد أن أنطلق هو وألكسندر عائدين الى الفندق طلبا للمساعدة
حتى عاد الى طبيعته ,جريئا , لا مباليا ,وعبثا حاولت كيلي أن تجد في تعابير وجهه ملامح الندم لما سببه من أذى للآخرين.

اماريج 14-08-10 01:50 AM

وتساءلت كيلي في سرها , هل هذا هو غاري الحقيقي؟ هل يعقل أن تكون كل المزايا الأيجابية التي وجدتها جذابة في فترة ما , مجرد قناع يخفي خلفه شراك رجل لا يهتم بشيء أو بأحد ... ألا ما يتعلق به شخصيا؟

ولاشعوريا راحت تعبث بخاتم الخطبة في أصبعها , هل دفعها حادث اليوم التي التفكير الموضوعي , بحيث شعرت أنها مخطوبة لرجل لا تعرف عنه أي شيء؟

ولكنها أحبت غاري , وحب شخص ما يعني قبول حسناته وسيئاته على حد سواء , أنها أيضا غير كاملة , وكيف ستشعر أذا ما توقف غاري عن حبها لمجرد أن بعض تصرفاتها لا تعجبه؟ ويضاف الى ذلك أنها تعهدت بالزواج منه ... وهي ليست من النوع الذي يتراجع في كلامه.
منتديات ليلاس
مضى بعد الظهر بطيئا ثقيلا , وبدأت ظلال الأشجار الطويلة ,والجبال تغطي الممر , وبين الحين والآخر كانت كيلي تسير الى نقطة تكشف مساحة أطول من الطريق الآتي من القرية ...

لكن لم يظهر أحد , وقد شكرت كيلي ربها أن جورج ما زال غائبا عن الوعي , ذلك أن أية حركة منه ممكن أن تؤدي الى أنهيار الحافة ...

وبالتالي الى الهاوية , غير أن حالته هذه لها مخاطرها أيضا , فمع بدء غياب الشمس أخذ الطقس يبرد ,وقد يصاب جورج بالبرد أذا لم يجدوا وسيلة لأخراجه بسرعة .... أو حتى لتدفئته
نظرت كيلي الى شيلا مطولا وقالت:
" أتمنى أن يكون غاري وألكسندر وصلا الى الفندق".

" سوف يرى ألكسندر ما لا يعجبه أذا ضيّعا وقتهما في اللهو!".
" هل تعتقدين ...( وترددت في أكمال العبارة , ثم أضافت) هل تعتقدين أن فرقة الأنقاذ ستجد طريقها الينا وسط الظلام؟".
رجت شيلا بصوت قاس:
" يجب أن يجدونا........ فأنا لا أنوي قضاء الليل في هذه المنطقة الضائعة".

ولم تستطع كيلي أن تكبح جماح تساؤلاتها الغاضبة:
" أنت غير مهتمة بمصير جورج أبدا , أليس كذلك؟ أنه معرض للموت أيضا!".
ردت شيلا بسخرية لم تكن خافية على كيلي:
" لقد كان يعرف المخاطر عندما قبل عرضك المالي ( وواصلت قبل أن تتمكن كيلي من الرد) ولا ضرورة للتظاهر بالحزن ,فقد كنت تعرفين ماذا تفعلين عندما قدمت الرشوة له".

كظمت كيلي غيظها وسكتت , ليس هناك فائدة من المناقشة , ولذلك حولت نظرها الى الطريق وجلست تنتظر.

كان الظلام قد خيم حالكا عندما وصلت فرقة الأنقاذ , وبحركة لاشعورية هبت كيلي واقفة فور رؤيتها أضواء المشاعل المطلة عند المنعطف , ولكنها أصيبت بالدهشة عندما وجدت مع غاري وألكسندر الرجل الذي لم ترتح له أبدا ... نيكولاس
وقد أكتفى الرجل بطرح عدة أسئلة على الفتاتين حول وضع جورج , ثم أنهمك في أدارة عملية الأنقاذ الدقيقة.
منتديات ليلاس
وأبرز ما لفت أنتباه كيلي في عملية الأنقاذ سيطرته على الأمور وقيادته للدفة بعناية كاملة , ومع أنها لم تكن تعرف أيا من الرجال المشاركين في الحملة ,ألا أنهم جميعا كانوا ينظرون اليه على أنه قائدهم.

وعلى الرغم من المخاطر المحفة بعملية الأنقاذ , ألا أن الرجال عملوا بهدوء وهم واثقون من أن قائدهم قادر على أتخاذ القرارات الحكيمة في ظل هذه الظروف , ومع الوقت, بدأت كيلي تشعر نفس شعور الرجال ..... دون أن تستطيع تفسير هذا التغيير في موقفها.

نيكولاس كان أكثر من مجرد قائد يعطي الأوامر , فقد نزل شخصيا الى الحافة حيث يوجد جورج وأعدّ العدة لرفعه الى أعلى , وطيلة هذا الوقت , كانت كيلي تحبس أنفاسها قلقا وترقبا
وحتى عندما وصل جورج الى أيدي الرجال المنتظرين , لم يخف قلقها, فقط رؤية نيكولاس يخرج من الحافة جعلتها تطلق زفير الأرتياح والفرح .

وضع جورج على حمالة خاصة وغطي بالبطانيات الصوفية , دون أن يعود اليه وعيه , ولعله من الأفضل أن يظل على هذه الحالة ريثما يصل الجميع الى الفندق.

وقبل أن تبدأ رحلة العودة , وجه نيكولاس نظرة قاسية مليئة بالأشمئزاز الى كيلي , ومع أن تبادل النظرات لم يستغرق أكثر من لحظات معدودة ,ألا أن كيلي أحست بتعب النهار كله يتجمع في موجة غضب عارمة أختنقت في صدرها!

*******نهاية الفصل الاول********

أحاااسيس مجنووونة 14-08-10 04:51 AM

تسلم ايديك يا حلوة ويعطيك الف عافية

:flowers2::flowers2::flowers2:

زهورحسين 14-08-10 12:56 PM

رمضان كريم عليك يافلة ليلاس:flowers2:
الرواية مرة حلوة:flowers2:
تسلم ايديك :flowers2:

اماريج 15-08-10 12:10 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2413025)
تسلم ايديك يا حلوة ويعطيك الف عافية

:flowers2::flowers2::flowers2:

الله يسلمك يالغلا
وشاكرة لك مرورك العطر حبيبتي
وشكرا على الزهرات
دمتي بود
:flowers2:

اماريج 15-08-10 12:13 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهورحسين (المشاركة 2413216)
رمضان كريم عليك يافلة ليلاس:flowers2:
الرواية مرة حلوة:flowers2:
تسلم ايديك :flowers2:

تسلمي يالغلا كلك ذوق
الاحلى كان تواجدك فيها ياحلوة
والله يسلمك حبيبتي
دمتي بود
:flowers2:

اماريج 15-08-10 12:14 AM

2_ البادرة الطيبة
******************
أرتدت كيلي ملابسها بسرعة في صبيحة اليوم التالي وأسرعت الى المكتب
وهناك علمت أن جورج نقل الى المستشفى حيث أنضمت اليه زوجته الحامل ماري , لم يحدد الأطباء بعد حالته الصحية , بأستثناء قولهم أن ساقه قد أنكسرت , لذلك وجدت أنها لا تستطع فعل أي شيء الآن , سوى الطلب من أحد موظفي الفندق أرسال بطاقة الشفاء العاجل له
لقد كانت تود أن تبقى في الفندق بضعة أيام ريثما تنجلي الأوضاع أكثر... لكن غاري كان مصرا على المغادرة بأسرع وقت ممكن , ووافقه ألكسندر وشيلا على رأيه دون تردد.

في قاعة الطعام لم يكن هناك أي أثر لنيكولاس , وهذا ما أشعر كيلي بالأرتياح ,لأن تأثير نظراته ما زال فاعلا في نفسها منذ ليلة البارحة .

أزدرد الأربعة طعام الأفطار بصمت ثقيل , ولاحظت كيلي أن غاري وألكسندر وشيلا يستعجلون الأنتهاء وكأنهم يريدون مغادرة الفندق بأسرع وقت ممكن
وفي غضون نصف ساعة كان الرجلان قد حزما الحقائب ووضعاها في السيارة , ثم دفعا الحساب ... وأنطلقا عائدين الى المدينة دون أن يوجها نظرة وداع الى الفندق الريفي المتواضع.
منتديات ليلاس
قالت كيلي بعد مدة غير قصيرة:
" يجب أن نعود الى الفندق!".
رد غاري بنفاذ صبر:
" هذه هي المرة الرابعة التي تقولين فيها هذه العبارة... فلا ضرورة للأزعاج أكثر".

لم يقل ألكسندر وشيلا شيئا , وأن كانا من رأي غاري بأن جورج أندرسون كان يعرف طبيعة المخاطرة عندما وافق على مرافقتهم , لقد كان حادثا مؤسفا , وهم ليسول مسؤولين عنه... وبالنسبة لهم فقد أنتهى الأمر الآن.

" لم يكن جورج يعرف أنك ستقترب من المنحدر( وعضت شفتها السفلى ندما لعبارتها هذه , لكنها تابعت) لقد حاول أن يثنيك عن عزمك!".

تقلصت عضلات وجه غاري وهو يلتفت اليها صارخا بغضب:
" أرجوك يا كيلي....... لم أقصد أن أنزلق , وعل كل , نحن معرضون للخطأ بأستمرار ( ثم أضاف ساخرا وهو يرمقها بطرف عينه) أو لعل ثروتك الباهظة تجعلك تعتقدين بأنك كاملة؟".

طغى صمت ثقيل على السيارة , أذ راحت كيلي تتمعن في وجه غاري وكأنها تراه لأول مرة , كانت تريد أن تقول أشياء كثيرة , لكن أحساسا داخليا دفعها لعدم الرد , وترك الحديث عن الحادث لوقت لاحق ريثما تكون العواطف قد هدأت
فقد كانت هذه أول مشكلة في علاقتها مع غاري , ولا شك أن غيرها الكثير سيحدث ,وما لم تتعلم كيف تواجه الأزمات فأن زواجهما ستحول الى جحيم أبدي , لكنها قررت عدم السكوت مهما كلف الأمر

وبصوت هادىء قالت:
" عندما نصل الى أستكورت أريدك أن تنزلني قرب المحطة....".

اماريج 15-08-10 12:15 AM

وفجأة تغيرت ملامح غاري , وظهرت على وجهه نظرة تمنت كيلي لو أنها لم ترها أبدا ,كانت هناك مشاعر التذلل والأستعطاف , وكأنه يلمح ثروة طائلة تفلت من بين يديه وهو لا يدري ماذا يفعل للحفاظ عليها , وجاء صوته هادئا متوترا:
" حبيبتي .... ربما كنت قاسيا معك الى حد ما , لكن...".

قاطعته وقد أزعجها تصرفه الى أبعد الحدود:
" دعنا من هذا الآن , سأعود الى الفندق بالقطار كي أتأكد من أن جورج على خير ما يرام".
" يمكننا أن نعود كلنا........".

هزت رأسها بحزم , وقالت وهي تشعر بالرغبة في أن تكون وحدها:
" لا ......... سألتقيك فيما بعد في دوربان , أرجوك يا غاري , لا أريد أن أسمع المزيد , لقد صممت على العودة بمفردي".

لم يبد موظف الأستقبال في الفندق أستغرابا لرؤيتها مجددا ,وردا على أستفسارها قال لها أن السيدة أندرسون عادت لترتاح قليلا بعد أن أمضت معظم الليل الى جانب زوجها في المستشفى .
أستدارت كيلي وسارت في القاعة ببطء , دون أن تدري ماذا تفعل الآن.

لقد عادت أساسا كي تكون الى جانب ماري أندرسون , لكن السيدة الحامل ترتاح بعد عناء الليل ,ولم تشأ أن تحجز غرفة لقضاء الليلة في الفندق لأنها خططت لرؤية ماري , ثم العودة الى أيسكورت ومنها الى دوربان.

سارت على غير هدى من القاعة الى الشرفة المطلة على السهول الفسيحة, عليها أن تنتظر لبعض الوقت , فلا بد أن تخرج ماري من غرفتها عاجلا أم آجلا وعندها ستتحدث اليها , أما في الوقت الراهن فليس أمامها الا القيام بنزهة في هذه الحدائق الغناء.

" حسنا.. حسنا .... أليست هذه الآنسة ستانويك؟".
أستدارت كيلي فجأة وقد أفزعها هذا الصوت الذي أخترق عليها أفكارها العميقة دون أستئذان

كان نيكولاس يحدق فيها ويداه في جيبي سروال رمادي أنيق , لقد عرفت أسمه الكامل بالأمس , نيكولاس فان ميجدين , يستطيع أن يكون واثقا وحاضر كما لا يستطيع أي رجل آخر عرفته في حياتها.
منتديات ليلاس
أخفت أضطرابها وقالت:
" أهلا يا سيد فان ميجدين".
" لقد سمعت أنك وأصحابك غادرتم الفندق هذا الصباح!".
" بالفعل غادرنا .... لكنني قررت العودة بمفردي".
" لماذا؟".

أستغربت كيلي جرأة نيكولاس الموظف في الفندق على توجيه مثل هذه الأسئلة المباشرة الى الضيف ,وللحظات أرادت أن تدير له ظهرها وتقطع الحديث معه
لكن نظرة الأحتقار التي أطلقها نحوها ليلة أمس لم تمت بعد , ولهذا فهي تريد أن تعيد أظهار صورتها الحقيقية أمامه , والغريب أنها لم تسأل نفسها عن أهمية رأيه فيها وهو الأنسان الذي لم ترتح له أبدا!.

قالت ببساطة:
" أنني أريد أن أعرض مساعدتي".
رد دون أن يرفع عينيه عن وجهها :
" هذا شيء مهم!".
كان بأستطاعة كيلي أن تترك الأمور عند هذا الحد , فهي قد عادت لرؤية ماري وليس أي أنسان آخر , لكن نظرات نيكولاس الحادة والمتفحصة أشعرتها بالحاجة للحديث ... من أجل أزالة التوتر الذي بدأ يتراكم في داخلها , قالت:
" سوف أقابل السيدة أندرسون وأتحدث اليها".

أجاب:
"كاري ترتاح الآن , وأنا أريد أن أسمع عرضك بنفسي..... يمكننا أن نتحدث في غرفة الأستقبال".
صرخت كيلي بلا وعي:
" لا......".

لم تكن راغبة في الذهاب الى غرفة الأستقبال وحيدة مع هذا الرجل , فهي لا تريد أن تتعرف اليه أكثر , وتدخله في شأن خاص يتعلق بها وبالسيدة أندرسون .

لكن قبضته القوية على ذراعها ألغت كل مقاومتها وكأنه يجبرها على مرافقته الى غرفة الأستقبال.

هزت يدها بعنف قائلة:
" حسنا....... مع أن الأمر لا يعنيك أبدا".
سألها فجأة بعد أن أستقر بهما المقام:
" أين السيد سلون؟".


اماريج 15-08-10 12:17 AM

رفعت كيلي وجهها بتحد وقالت:
" كان عليه أن يعود الى دوربان".

علق بسخرية واضحة:
" تاركا خطيبته لتصحيح الأخطاء التي أرتكبها ؟ لا داعي للدفاع عنه.... ما يهمني الآن هو العرض الذي ستقدمينه".

فكرت للحظات في الألتزام بالصمت , لكن شيئا ما في هذا الرجل الذي يمتلك سيطرة آسرة جعلها تواصل الكلام:
" أنني أرغب في تقديم بعض المال للسيدة أندرسون "
أجابها دون أن يبدو عليه أي أستغراب:
" حقا.... لقد عدت للقيام بدور الأميرة الكريمة؟".

أنتفضت بغضب حقيقي قائلة:
" ليس من الضروري أن تواجهني بهذا الشكل , فأنا أعتقد أن ذلك يمكن أن يخفف عنها بعض الشيء".

قال بصوت هادىء:
" وذلك لأنك سمعت جورج يقول أن بعض المال يمكن أن يفيده في هذه الظروف؟".

" حسنا........ نعم......".
"قولي لي يا آنسة ستانويك , هل تقومين دائما بشراء الحلول للمآزق التي تقعين فيها؟".
فاجأتها الأهانة المتضمنة في كلامه
فهتفت صارخة:
" كيف تجرؤ على هذا؟".
منتديات ليلاس
ضحك بسخرية لاذعة:
" أنك لا تحبين سماع الحقيقة ؟"
تردد قليلا قبل أن يتابع:
" أم أنك من صنف الناس الذين يحبون سماع ما يرغبون فقط؟".
أزدادت حدة الغضب في نفسها , لكنها تمالكت وقالت:
" لا يهمني ما تقول يا سيد فان ميجدين".

أمعن نيكولاس النظر في تعابير وجهها المضطربة وأجاب بالسخرية نفسها:
" حقا ؟ ربما كنت الوحيدة التي هي أبنة صناعي مليونير ولم تجد من ينتقد أعمالها علنا؟".

فوجئت مرة أخرى بعباراته , فلا شك أنه يعرف عنها الكثير ,ومع ذلك فحافظت على هدوئها قائلة:
"لا أعتقد أن أسم أبي وصل الى هذه المناطق أيضا؟".

رد دون أن يتخلى عن أبتسامته المتهكمة:
" نحن أيضا نطالع الصحف في النواحي النائية ؟ وحتى بدون الصحف....... كانت هناك الأقاويل التي أحاطت بأصدقائك!".

نظرت اليه مطولا وقد أمتلأت نفسها بالأشمئزاز , أذ مهما كانت الأخطاء التي أرتكبها خطيبها في هذا المكان , فمن غير المعقول أن يكون قد ناقش أمام الغرباء وضع أبيها المالي؟
وخيل لكيلي أن نيكولاس أستطاع قراءة أفكارها , بحيث خفف نظراته القاسية نحوها دون أن يغير من لهجته الساخرة:
" لو أنك سمعت كلامهم , لأكتشفت أشياء كثيرة جدا!".

اماريج 15-08-10 12:19 AM

وردت كيلي بصعوبة:
" أنني لا أصدق كلامك , فغاري..........خطيبي لا يمكن أن يلجأ الى الأقاويل والشائعات".

هز الرجل القاسي كتفيه بلا مبالاة وقال:
"أنني غير مهتم بما تصدقين أو لا تصدقين , والآن لنعد الى موضوعنا الأساسي , أنك تعتقدين بأن المال هو الحل لجميع المشاكل التي تقعين فيها , أليس كذلك؟".

بذلت كيلي جهدا كبيرا لمواجهة نظراته الحادة , لكنها عجزت في النهاية وأرسلت عينيها لتتأمل الأنف الدقيق فوق الشفتين اللتين زادهما الفك العريض والبارز قسوة , لقد كان نيكولاس جذابا بشكل خاص , أضافة الى كبريائه الواضح وشخصيته المسيطرة.

وأخيرا , عادت الى صلب الموضوع قائلة:
" أنت تقصد المبلغ الذي عرضته على جورج ليلة البارحة؟".

ضحك بصوت مرتفع:
" العرض المالي؟ ما هذا التحايل يا آنسة ستانويك ؟ أن الرشوة هي الرشوة مهما حاولت أعطاءها من صفات".
منتديات ليلاس
أحست كيلي بالدم يكاد يتفجر في عروقها , وشعرت كأن أنفاسها تنقطع من جراء الضغط الذي تتعرض اليه , المشكلة أن هذا الرجل ينطق بالحقيقة , وأن بشكل جزئي الى حد ما ,لقد عرضت على جورج المال كنوع من الأغراء , دون أن تقصد الرشوة , كانت تحاول تجنب وقوع حادث لخطيبها , ولم يخطر على بالها أن حادثا من نوع آخر سيحدث نتيجة لذلك , قالت بأضطراب:
" لا أظن أنك ستفهمني "

توقفت فجأة وكأنها تدرك عجز الكلمات عن نقل ما تود قوله دون أن تؤذي غاري بشكل من الأشكال ........ ثم تابعت:
" لقد كانت الصورة تعني الشيء الكثير
لخطيبي!".

علق بصوت أجش:
" من الأهمية بحيث أن كل النصاح الأمنية تسقط أمام رغباته , طبعا, لا أستطيع أن أفهم ذلك".

كان المنطق الذي يتكلم به صحيحا , لكن هناك نقطة لا يستطيع أن يهرب منها
لذلك قالت:
" لنفترض أنها رشوة , وهذا ما لا أوافقك الرأي فيه , فلماذا قبل جورج؟ كان بأستطاعته البقاء مصرا على رفضه المبدئي".

اماريج 15-08-10 12:20 AM

تضاربت المشاعر في نفس نيكولاس الذي رد بقسوة أشد:
"لقد سمعت جورج يقول أن المال سيكون ذا فائدة , والحقيقة أن العائلة مرت بظروف صعبة , خاصة وأن موعد ولادة ماري أصبح قريبا , وأنت أستغليت نقطة الضعف عنده يا آنسة ستانويك".

أبقت كيلي على مظهر اللامبالاة , في حين أن أعماقها تخفق بمشاعر الخجل وقالت:
" هكذا أذن... وطالما أن المسألة على هذا الشكل, فلماذا تمانع يا سيد فان ميجدين في رغبتي تقديم يد المساعدة؟".
رفع حاجبيه دهشة
وتساءل:
" هل قلت أنني أعترض؟".

فغرت كيلي فاها وقد أخذتها الحيرة مع هذا الرجل , ثم ثالت:
" أذن لماذا كل هذه الحملة الساخرة التي واجهتني بها؟".

ضحك بصوت مجلجل وقد أنفرجت ملامح وجهه القاسي:
" لقد أسأت فهمي , فأنا لا أعترض على المساعدة التي ترغبين في تقديمها , لكنني أرفض أعتقادك أن المال هو الطريق الوحيد للمساعدة".

سألته بدهشة:
" وهل هناك وسائل أخرى غير المال؟".
أجاب بهدوء:
"الشيء الوحيد الذي يفيد , هو تلك المساعدة التي تقدمينها بيديك ... ومن وقتك".
منتديات ليلاس
تساءلت بسرها عما أذا كان نيكولاس في كامل عقله عندما أطلق هذه العبارة؟ لقد لاحظت أنه يتمعن فيها وكأنه يدرس ردود فعلها , لذلك ردت قائلة:
" أنت لا تتوقع مني أن أحل محل جورج؟ فأنا لا أستطيع القيام بأعمال رجل!".

رد بنعومة واضحة:
" لكنك تستطيعين القيام بعمل أمرأة... يمكنك أن تحلي مكان ماري!".

قفزت كيلي من مكانها غاضبة , وصاحت:
" دعني أذهب الآن".
لكن الرجل الضخم كان يقف في طريقها بصلابة , وقال:
" ليس قبل أن توافقي على عرضي".

واجهته بتحد وهي تقول:
" لم أسمع في حياتي مثل هذا الكلام السخيف".

تساءل نيكولاس وهو مسمر في مكانه:
" كلام سخيف؟".
" أجل ,فأنا لا أعرف شيئا عن أدارة الفنادق".

اماريج 15-08-10 12:22 AM

حدق فيها بصلابة قائلا:
" يمكنك تعلم ذلك بسهولة".
وأدركت كيلي أنه يقصد كل كلمة , ولا يحاول اللعب على أعصابها
ومع ذلك صرخت بحدة:
" أظنني أستطيع , لكن ليس هناك ضرورة أبدا".

" بلى.... فجورج سيخضع لعملية جراحية غدا , وأذا ما حللت مكان ماري , فأنها تستطيع البقاء الى جانبه أثناء الجراحة".

لو أن أي أي أنسان آخر غير نيكولاس هو الذي يطرح هذا الأقتراح , لكانت كيلي على أستعداد للتفكير فيه... وحتى قبوله
لكن قبولها الآن يعني أستسلامها لهذا المارد المتعجرف, ولذلك قالت:
" ماري لن تطلب مني البقاء ... حتى أنها لا تعرف بوجودي في الفندق".

هز نيكولاس رأسه موافقا وقال مبتسما:
" هذا أخر شيء تتوقعه من كيلي ستانويك الثرية "
ثم أضاف بعد تردد:
" أما أنا فقد توقعت ذلك".

ثارت كيلي مجددا لعناده القاسي , وصاحت:
" لا يمكنك أن تجبرني على البقاء".
علق بلهجة هادئة مشحونة بالتحذير:
" تعتقدين ذلك لأن أحدا لم يجبرك على فعل شيء طيلة حياتك!".
منتديات ليلاس
وردت بقسوة:
" وأنت لن تستطيع أيضا".
" هل تريدينني أن أثبت ذلك لك؟".

أحست كيلي أن عبارته الأخيرة كانت تحذيرا , وليس تساؤلا , وفجأة حملها بين ذراعيه كطفل صغير , وقبل أن ترتفع يدها لتصفع وجهه القاسي ...
فتح الباب فجأة ودخلت ماري أندرسون عليهما , وبلمح البصر أفلت نيكولاس كيلي من بين ذراعيه وألتفت الى ماري التي قالت بدهشة:
" آنسة ستانويك...... لم أعرف أنك عدت الى الفندق!".

ردت كيلي وهي تتجنب النظر الى الرجل الواقف الى جانبها:
"كيف حالة زوجك الآن يا سيدة أندرسون؟".

قالت ماري والدموع تترقرق في عينيها:
" نحمد الله أنه نائم الآن بعد نوبة من الألم الشديد , لقد قرروا أجراء الجراحة غدا .... وهم يجرون الآن بعض التحاليل".

لمست دموع ماري قلب كيلي , فأسرعت تمسك يديها قائلة:
" أنني آسفة جدا لما حدث".
لم يكن في تصرفات ماري ما يشير الى أنها تحمل كيلي وخطيبها مسؤولية الحادث

ثم قالت وهي تلتفت الى نيكولاس:
"كان مجرد حادث , وأخشى أنني سأضطر الى طلب المزيد من المساعدة .... لقد أعطانا السيد فان ميجدين عدة ساعات من وقته للبقاء هنا في الفندق".

اماريج 15-08-10 12:24 AM

وقبل أن تجد كيلي العبارات اللازمة للرد , تقدم نيكولاس قائلا:
" والآن سيكون هناك شخص آخر لتقديم يد العون يا ماري".
" أنني لا أفهم........".

قاطعها وهو يوجه نظرات ذات مغزى الى كيلي :
" الآنسة ستانويك عادت خصيصا لهذا الهدف , وسيمكنك تمضية وقت أطول الى جانب جورج في المستشفى".
قلبت ماري وجهها بين كيلي ونيكولاس وهي غير مصدقة لما يحدث:
" هل تقصد......".

قاطعها دون تردد:
"الأنسة ستانويك ستقوم بمسؤوليتك في الفندق( وألتفت الى كيلي متسائلا) أليس كذلك يا آنسة ستانويك؟".
يبدو أن هذا الرجل لا يعرف المجاملات أبدا ,وكم كان بود كيلي أن تأخذ عبارته وترميها في وجهه رافضة بعنف.

ولكنها لم تفعل , فمهما كانت مشاعرها أتجاه نيكولاس فان ميجدين , فهي ستظهرها حكما في يوم من الأيام , ألا أن هناك أمورا أهم الآن ...

خاصة وأن ماري تقف أمامها بمشاعر هي مزيج من القلق والأمل , صحيح أن كيلي لا تدين بشيء لذلك الرجل القاسي , لكنها مسؤولة بشكل أو بآخر أمام ماري , وفي أعماقها , كانت كيلي راغبة في مد يد العون الى هذه المرأة الرقيقة.

قالت كيلي بعد لحظات من التفكير , دون أن تنظر الى نيكولاس:
" أجل... أنني أنوي المساعدة فعلا".
عندها فقط رمقت كيلي نيكولاس بطرف عينيها , فلمحت على وجهه أبتسامة غريبة ... أبتسامة لم تر مثلها من قبل , ولم تستطع أن تفهم لها معنى.
منتديات ليلاس
أغرورقت عينا ماري بالدموع ولم تستطع السيطرة على نفسها وهي تقول:
" هذا........ أنني.... لست قادرة على التعبير عن مشاعري , بالأمس أعتقدت أنك... لكنني كنت مخطئة , نيكولاس , أنني لا أعرف ماذا أقول".

علق نيكولاس بعطف لم تكن كيلي تتوقعه:
" أعتقد أن الآنسة ستانويك تقدر مشاعرك , وربما, قبل أن أنقلك الى المدينة , تستطيعين أن ترشديها الى الأشياء التي يجب أن تعملها .

دعتها ماري قائلة:
" تعالي معي الى الكوخ ,يمكننا أن نتحدث قليلا في الوقت الذي أجهز فيه حقيبة أغراض جورج لأخذها الى المستشفى".

كان الفندق مؤلفا من المبنى الرئيسي الذي يضم المكتب وغرفة الأستقبال وصالة الطعام والمطبخ , وعلى جانبيه من الخلف توزعت أكواخ النزلاء .

أما كوخ العائلة فقد كان أبعد قليلا لأعطائهم نوعا من الخصوصية .... وأكبر من بقية الأكواخ.
أنتظرت كيلي في غرفة الأستقبال ريثما أنهت ماري تغيير ملابسها في غرفة النوم , كان الصالون صغيرا , لكنه جميل ومرتب ومزين بأشغال يدوية رائعة , ومن الواضح فيه لمسة ماري المحببة التي يبدو عليها الأهتمام بكافة التفاصيل الصغيرة , وعلى الرغم من أن فيللا أهل كيلي يمكن أن تستوعب عشرة أشخاص دفعة واحدة , ألا أنها شعرت بالغيرة من هذا العش الزوجي الهادىء.

وبينما كانت كيلي تسرح نظرها عبر النافذة , جاءها صوت ماري فجأة:
" أنني لا أمل من النظر الى هذه المناظر الطبيعية".
أستدارت نحوها وقالت:
" ولا أظنني أستطيع أنا أيضا".

ثم قالت بعد لحظات:
" أرجو ألا تقلقي عل الأوضاع هنا".
أبتسمت ماري عربونا للشكر قائلة:
" شكرا لك , لن أغيب أكثر من يومين أو ثلاثة , لكن وجودك ووجود نيكولاس سيجعلنا نطمئن كثيرا".

قالت كيلي وهي تقدر ثقة المرأة بها:
" سأبذل قصارى جهدي ,هل تخبرينني الآن ماذا علي أن أفعل؟".
دخلتا غرفة النوم لأعداد حقيبة جورج , في حين أخذت ماري تشرح بالتفصيل المهمة المطلوبة في الفندق وطرق تنفيذها .

وبعد الأنتهاء علقت كيلي وقد أستغربت عدم وجود موظفين في الفندق:
" لم أكن أعرف أنكما تقومان يمعظم الأعمال في الفندق؟".

قالت ماري وهي منهمكة بحزم الحقيبة :
" كان هناك موظفون من قبل , لكننا أصبنا بأزمة مالية السنة الماضية ,وكي نحتفظ بهذا الفندق كان علينا أن نخفض النفقات ... وهكذا رحل الموظفون وتحملنا أنا وجورج معظم المسؤوليات".

ردت كيلي بهدوء:
" والآن يبدو أن الفندق يعمل بشكل جيد , أذ أن هناك العديد من الضيوف؟".


اماريج 15-08-10 12:24 AM

قاطعتها ماري قائلة:
" لقد بدأت الأمور في التحسن , فخلال الشهرين الماضيين كان الفندق محجوزا بكامله ,ومع ذلك , فأن الوضع المالي ما زال صعبا ,وأضافة الى ذلك فأنني غير قادرة على العمل لفترة أطول بسبب الحمل والولادة .... ثم هناك مصاريف الطفل "

وتوقفت ماري للحظات ثم تابعت:
" أخشى أن يكون حديثي مملا!".
" لا أبدا"
وللمرة الأولى تدرك كيلي حقيقة ما حدث , والدوافع التي جعلت نيكولاس يتصرف معها بتلك الفظاظة ,فهي قد عرضت المال على شخص بأمس الحاجة اليه ليشتري الضروريات لطفله القادم , ولكنها بهذا وضعت حياته في موضع خطر للغاية

وأنطلاقا من أحساسها هذا ,قالت:
" أنني آسفة جدا لكل الذي حدث".
ردت ماري بسرعة وكأنها فهمت خلفيات عبارة كيلي:
" لا داعي لذلك أبدا, كان بأستطاعة جورج رفض المال , لكوننا قادرين على تدبير الأمور , لكنه أعتبرها فرصة لتحسين ظروفنا وظروف المولود الجديد ".

ثم أبتسمت بحنان قائلة:
" أنني لست غاضبة ... بل أنا شاكرة لك لأنك جئت لمساعدتي".
" وما هي علاقة السيد فان ميجدين بك يا ماري؟".

" نيكولاس صديقنا منذ سنوات طويلة , وهو يملك مزرعة تقع على بعد أميال من هنا ... أنه واحد من أفضل الرجال الذين نعرفهم".
لكن كيلي علقت بلا مبالاة:
" أنني أراه جلفا الى حد ما؟".

رمقتها ماري بنظرة عتاب قائلة:
" معظم النساء هنا معجبات به, بحيث لا يجدن فيه أي عيب!".

ولم تعرف كيلي لماذا طرحت هذا السؤال:
" هل هو متزوج؟".
"لا... ولكن الأمر لن يطول أذا عرفت سيرينا دي ياغر كيف تكسب وده , أنها واحدة من أبرز النساء اللواتي يطاردنه".

ثم عضت شفتها السفلى كأنها تذكرت شيئا مهما:
" نسيت أن أقول لك أنك ستنمين هنا".
نظرت اليها كيلي بدهشة , دون أن تستطيع طرد اسم سيرينا من ذهنها وقالت:
"" هنا؟".
منتديات ليلاس
أجابت ماري بلهجة الأعتذار:
" هل عندك مانع؟ هناك مؤتمر صحفي في الفندق غدا , ولا توجد غير غرفة واحدة شاغرة .... وهي التي سيستعملها نيكولاس".

نظرت كيلي الى السرير المزدوج وقد أحرجها أن تنام فيه بينما الزوجان في المستشفى ,وقالت:
" طبعا , لا أمانع , لكنها غرفة نومكما!".

نهضت ماري قائلة:
" سيصبح لهذه الغرفة معنى عندما يشفى جورج ويعود الى البيت ,كل شيء سيكون على ما يرام يا كيلي , لكن أذا ما تعرضت لمشاكل أو واجهت أية مصاعب فيمكنك الأعتماد على نيكولاس".
وفجأة علا صوت محرك سيارة في الخرج , فقالت:
" ها هو قد أتى".

ودعتها كيلي الى الباب قائلة:
" بلغي تحياتي الى جورج...... ونتمنى له شفاء عاجلا".
ردت ماري وقد أنحدرت الدموع على وجنتيها:
" أنني على ثقة من ذلك , أشكرك جدا يا كيلي على بادرتك الطبيبة".
******نهاية الفصل الثاني******

اماريج 15-08-10 12:26 AM

3_شيء يشبه الغيرة!
********************
حمل نيكولاس حقيبة ماري وتقدمها الى السيارة , ثم فتح لها الباب وأنتظر حتى أستقرت مكانها , وأستغربت كيلي الواقفة عند الباب كيف يستطيع هذا الرجل القاسي أن يكون لطيفا الى هذا الحد عندما يريد , ولعل هذه الميزة هي التي تجعله أفضل رجال القرية.

فكرت كيلي وهي تراقب السيارة تبتعد , ما أذا كان اللطف الذي يبديه نيكولاس مخصصا لبعض الناس فقط........ ماري زوجة أفضل أصدقائه

وسيرينا التي يخطط للزواج منها , لربما هو على علاقة حب معها... والحب يجعل تصرفات المرء حانية رقيقة؟
ولشدة أستغرابها شعرت كيلي بشيء يشبه الغيرة أتجاه نيكولاس ... وهو ما لا تتوقعه أبدا , لقد تعرفت اليه قبل يومين فقط
وكان من الواضح أنه يحتقر تصرفاتها ومواقفها , فهو يعتبرها مجرد دمية ثرية تملك المال الكثير وأوقات الفراغ التي لا تعرف كيف تشغلها بما يفيد , وحتى قرارها بالحلول محل ماري لن يغير من رأيه شيئا ...
منتديات ليلاس
فلا شك أنه يعتقد بأنه وضعها في موقف حرج لم تجد مخرجا منه الا بالقبول , ولن تستطيع أقناعه أبدا بأنها كانت راغبة فعلا بمساعدة ماري ... بل هي لن تحاول مهما كانت الظروف.

أسرعت كيلي ناحية الفندق وهي تفكر باليومين اللذين ستقضيهما هنا , من المتوقع أن تحتك مع نيكولاس كثيرا في شؤون العمل ,ولهذا عليها أبقاء علاقتهما في هذا الأطار فقط , ومع ذلك لم تكن قادرة على نزع صورته من أفكارها , أن كرامتها ترفض أسلوبه القاسي في التصرفا معها ........
ولذلك فهي ستعمد الى وضع الأمور في نصابها وأيقافها عند حده أذا ما حاول التعرض لها مرة أخرى ,لكن صوتا ما في أعماقها ألح عليها بالقول أنها لم تتعرف طيلة حياتها على رجل مميز مثل نيكولاس , يجمع في شخصيته القوة والحنان معا.

دخلت كيلي الى المكتب وهي أكثر أصرارا على البقاء بعيدة عن سحر ذلك الرجل , ومهما كان الأمر , فستكون مشغولة بأعباء ماري بحيث لن تجد الوقت الكافي لأي شيء آخر , وهكذا سيمضي اليومان بسرعة ... وعندما تترك الفندق تكون هذه القصة قد أصبحت جزءا من الماضي.


اماريج 15-08-10 12:27 AM

لم يبد موظف الأستقبال أي أستغراب لوجودها , أذ أن نيكولاس أبلغه مسبقا بحلولها مكان ماري و على الفور سلّمها دفتر الحجوزات , فوجدت أن عددا من المهندسين قد وصل تمهيدا للمؤتمر الذي سيعقد في الغد
كانت الحجوزات قد سجلت قبل أسبوعين , لكن ماري طلبت منها أن تتأكد من حصول كل ضيف على غرفته ... خاص وأن الفندق سيكون مزدحما في غضون الأيام القليلة المقبلة.

أعادت كيلي الدفتر الى موظف الأستقبال , وهي مصممة على أنجاح المؤتمر فخبرتها مع أبيها علمتها أن الفندق الناجح في خدماته سيجذب اليه الزبائن مرة أخرى , والمؤتمرات مصدر أساسي في أزدهار العمل ,وبالتحديد خارج مواسم السياحة والأصطياف , ومما لا شك فيه أن جورج وماري بحاجة ماسة الى هذا النجاح.

بدأت كيلي تنفذ المهمات الملقاة على عاتقها واحدة بعدأخرى حسب تعليمات ماري ,ولم تشعر ألا والنهار قد أنقضى بمعظمه دون أن يظهر نيكولاس في الفندق , هل عاد من المدينة؟

ولماذا لم يحضر بعد؟ أنها ليست بحاجة اليه , فالأمور تسير بشكل طبيعي , وما أستعصى عليها فهمه ساعدتها فيه موظفة الأستقبال .

الأمورتسير بشكل طبيعي , وما أستعصى عليها فهمه ساعدتها فيه موظفة تعمل في المطبخ... لكن الأسئلة ظلت ملحة.
في وقت متأخر من بعد الظهر , جلست كيلي في الشرفة تتناول فنجانا من الشاي مع بعض البسكويت المصنوع محليا , كان الجو مريحا بوجود ضيوف عديدين
منهم عائلات تمضي أجازتها في المنطقة , ومنهم جاءوا لقضاء شهر العسل بعيدا عن ضوضاء المدينة وصخبها , لكن القطاع الأكبر من الضيوف كان من الذين قدموا لحضور المؤتمر
وقد راقبتهم كيلي وهم يتناولون الشاي بأرتياح , مسرورين لأبتعادهم عن أجواء المكاتب ... حتى من أجل حضور مؤتمر عمل مثل هذا.
منتديات ليلاس
كانت كيلي تشرف على توزيع الفناجين عندما سألها أحدهم:
أبتسمت كيلي بلطف , وهي تجيب الرجل الذي يبدو عليه أنه أحد الزبائن الدائمين .
" السيدة أندرسون ستغيب لعدة أيام".

وتمهلت تفكر أذا كان من الضروري أبلاغهم عن الحادث , ثم قالت:
" لقد تعرض السيد أندرسون لحادث مؤسف , وهو في المستشفى الآن".
ظهر القلق على وجه الرجل , وقال:
" يؤسفني أن أسمع ذلك , هل الأصابة خطيرة؟".

" أتمنى .... أتمنى ألا تكون كذلك".
أثر أهتمام كيلي على الرجل المتسائل , فقال:
" أنني وحدي هنا ,ما رأيك لو تنضمن أليّ بعد أن تنتهي من توزيع الشاي .... يمكننا أن نتحدث أكثر؟".

كانت هذه أول كلمات لطيفة تسمعها منذ مجيئها الى الفندق , ومع أنها تشعر بالتعب وتتلهف لوقت الراحة
ألا أنها أجابت:
" هذا مما يسعدني".

اماريج 15-08-10 12:28 AM

عرفت أن أسمه أندرو لانغ , وهو في الثلاثين من العمر , تماما مثل نيكولاس , لكن التشابه يقف عند هذا الحد فقط , فعلى النقيض من قسوة نيكولاس وحدة طباعه كان أندرو لطيفا وحانيا , وسرعان ما أكتشفت أنه قادر على الفهم والتعاطف مع ما حدث ليلة البارحة , فهي لم تكن راغبة في أخبار أحد بالتفاصيل , لكنها وجدت لدى أندرو ما يشجعها على ذلك ,وبعد أن أنتهت من سرد القصة قالت معترفة:
" أنني خجولة لما قمت به!".

رد بهدوء ولطف:
" خجولة؟ لست أرى سببا لذلك , كلنا نرتكب أخطاء وأنت كنت تفكرين بخطيبك.".
وأحست كيلي من نبرة صوته أنه يضع اللوم على غاري , وقبل أن تحاول الدفاع عنه
تابع أندرو قائلا:
" المهم أنك تحاولين أصلاح ما أنكسر ... وهذه خطوة رائعة جدا".

قالت كيلي وهي تشعر بالأرتياح:
" حقا؟ كم أتمنى لو أن السيد فان ميجدين يرى ذلك!".
" هل يعرف هويتك الكاملة؟".

فوجئت كيلي بهذا السوال , أذ من الواضح أن أندرو لانغ لديه فكرة عن وضعها العائلي ,والغريب أن أسم أبيها يؤثر على معظم الناس بأستثناء نيكولاس
قالت وهي تبتسم :
" هذا الأمر لا يزيده ألا أحتقارا لنا".

علق أندرو بنبرة غاضبة:
" لا شك أن السيد فان ميجدين ظالم جدا ".
وفجأة جاءهما صوت من الخلف:
" هكذا أذن يا آنسة ستانويك , أنت تشتكين من سوء معاملتي أمام الضيوف؟".
منتديات ليلاس
أستدارت كيلي بسرعة وقد شحب وجهها لوقع المفاجأة , وعلى بعد خطوات كان نيكولاس يقف بتحد وغرور , وأبتسامة ساخرة تملأ شفتيه.

أنتفض أندرو واقفا وهو يقول:
" كيف تجرؤ على هذا , لا شك أنك تعرف من تكون هذه الآنسة!".

رد نيكولاس ضاحكا:
" وهل يخفى القمر؟ ".
ثم خاطب كيلي قائلا:
" هيا بنا يا آنسة ستانويك فلدينا أعمال كثيرة".
لو أن الظروف غير هذه الظروف لعرفت كيلي كيف تجيب ....
لكنها وافقت على مساعدة ماري ,وهذا يعني تحمل وجود هذا الرجل وأزعاجاته المستمرة , ولقد جاهدت كي تكبت في صدرها الغضب الذي كاد يتحول الى عبارات نارية ...
أن لم يكن بسبب ماري , فعلى الأقل من أجل الضيوف المنتشرين على الشرفة.

مد أندرو يده الى ذراعها وقال:
" هل تتناولي معي العشاء هذه الليلة؟".
رد نيكولاس بقسوة:
" هذا مستحيل , فالآنسة ستانويك ستكون مشغولة بالمطبخ الليلة".

اماريج 15-08-10 12:29 AM

نقلت كيلي نظرها بين الرجلين المتواجهين , كان الأنفعال قد بدأ يظهر على ملامح أندرو , في حين ظل نيكولاس على هدوئه الذي يخفي قوة أرادته الصلبة
وخشيت كيلي أن يقدم أي منهما على خطوة غير مدروسة تؤدي الى ما لا تحمد عقباه , لذلك أسرعت تقول محاولة أزالة التوتر:
" ربما في وقت متأخر من هذه الليلة!".

وأنتظرت كيلي ريثما دخلا الى القاعة الرئيسية , لتلتفت الى نيكولاس قائلة بغضب:
"لقد تعمدت الأساءة الى أندرو , هل تجد متعة في أن تكون قاسيا الى هذا الحد؟".
تجاهل سؤالها , وقال:
" أذن أنه أندرو؟ لا شك أنك نشيطة جدا يا آنسة ستانويك ".
منتديات ليلاس
ردت ببرود:
" أنه مجرد حديث ودي حول فنجان من الشاي , وأؤكد لك أن غاري يثق بي تماما".
وجاءها الجواب الساخر:
"يا له من رجل مخدوع".

قررت كيلي عدم الخوض في نقاش غير مجد معه , فهذا الرجل متحجر العواطف ,وعليها أن تتحمل هذين اليومين , وعندها ينتهي كل شيء , ولذلك غيرت الحديث قائلة:
" هل هناك أخبار جديدة من جورج؟".

أجابها بصوت هادىء:
" كنت أتساءل متى ستسألين ,التحاليل لم تنته بعد , لكن العملية الجراحية ستجرى غدا ".
وأحست كيلي بشيء مقلق في خفايا صوته الهادىء , فألتفتت اليه وقد أمتلأت نفسها بالخوف:
" أذن, ليست في ساقه فقط؟".

" هناك أحتمال أن يكون ظهره مصابا أيضا".
"لا.... غير معقول!".
كانت الصدمة أقوى من أن تحتملها كيلي المرهقة , فأسرعت تستند الى ذراع نيكولاس كي تتجنب السقوط الى الأرض , وقالت:
" غير معقول يا نيكولاس......... غير معقول!".

ولم تنتبه أنها نادته بأسمه مجردا لأول مرة منذ تعارفهما , كما وأنها لم تعر كثير أهتمام الى يدها المستندة الى ذراعه القوية , أما هو فقد وقف يحدق فيها بعينين فقدتا الكثير من لمعانهما الغاضب , وقال:
" كانت سقطة قوية وخطيرة".

عضت كيلي شفتها السفلى وهي تغالب الدموع المنهمرة:
"أجل , لقد كان مستلقيا بشكل غريب , كان علي أن أنتبه لذلك... لكن أهتمامي الأساسي كان في عدم سقوطه الى الهاوية , ولذلك لم أهتم بظهره ".
سكتت لبرهة كي تمسح دموعها ثم سألت:
" هل سيكون على ما يرام يا سيد ميجدين؟".
" أتمنى ذلك".

ثم مد يده الى ذقنها ورفع وجهها بأتجاهه متابعا:
" ناديتني قبل قليل بأسمي نيكولاس".
ردت بضعف:
" أجل......".
" أذن دعينا من الرسميات يا كيلي , فالأمور تجري على طبيعتها في هذه المناطق".

سارت كيلي الى جانب نيكولاس الذي أخذ يشرح لها طبيعة عملها في المطبخ ,بعض الأشياء التي ذكرها كانت ترددا لما حدثتها به ماري, والبعض الآخر كان جديدا عليها .....
لكن الشيء الأساسي الذي ملأ عليها تفكيرها هو وجوده المؤثر الى جانبها , كان طويلا , ممشوق القوام , حاضر البديهة , بحيث يطغى وجوده على كل ما عداه.
منتديات ليلاس
كانت كيلي تخشى هذا الرجل , فاللمسة الخفيفة التي تركها على ذقنها ,ومناداتها بأسمها الأول... تركا تأثيرا كبيرا عليها , وبقدر ما كانت تشعر بالكره أتجاهه , كانت تجد نفسها غارقة بالتفكير فيه أكثر فأكثر , ولهذا شعرت بالأرتياح عندما وصلا أخيرا الى المطبخ.

أنها تجربة جديدة تماما , فكيلي التي أعتادت طوال حياتها على الخدم يقدمون لها الطعام سواء في المنزل أو في المطاعم
دخلت الى المطبخ بأحاسيس التجربة الأولى , ومع أن ساعتين تفصلهما عن موعد العشاء , ألا أن النشاط كان على قدم وساق في المطبخ النظيف والمرتب.

كان هناك طباخ للحم وآخر للخضار , وبما أن الأمور معدة منذ حوالي شهر تقريبا ,فأن كل واحد منهما يعرف واجباته تماما , وهذا لا يغني أيضا عن ضرورة وجود من يشرف على العمل , خاصة في وجود هذا العدد الكبير من الضيوف , وكان من عادة ماري أن تراقب كل شيء... وهذا ما يجب على كيلي أن تفعله الآن.

اماريج 15-08-10 12:30 AM

أحست كيلي بالضياع في هذا المكان , كل واحد من الموجودين يعرف تماما ما يفعله , أما هي فقد كانت غريبة , لكن نظرة منها الى نيكولاس الواقف عند الباب جعلتها تتشجع كي لا تفشل أمامه .

وكأنه أدرك ما تحس به ,فسألها قائلا:
" هل أنت قادرة على هذه المهمة؟".
نظرت اليه شذرا وردت بهدوء:
" طبعا أستطيع".
" حسنا جدا".

ثم أستدار خارجا من حيث أتى , وهكذا أنهمكت كيلي في ساعتين كاملتين من العمل المتواصل , صحيح أن الطباخين والخدم كانوا يعرفون ماذا يفعلون , لكنهم ظلوا يلجأون اليها في كل شاردة وواردة تماما كما عودتهم ماري... على الرغم من معرفتهم بأنها ليست ماري ولا تملك خبرتها أيضا.

ولم يعد نيكولاس الى المطبخ الا بعد أن شارف العشاء على الأنتهاء , ليدعوها الى طاولة صغيرة في أحدى زوايا المطعم , وعندما وضعت الصحون أمامهما , أدركت كيلي كم هي جائعة فعلا, وأقبلت على الطعام الذي لم تذق له مثيلا في حياتها.

ظلا صامتين لفترة , ثم قال نيكولاس:
"لقد قمت بعمل طيب".
نظرت كيلي اليه والدهشة تعلو وجهها ,هذه أول عبارة مديح تسمعها من هذا الرجل , لذلك لم تجد أكثر من كلمة شكر ترد بها عليه.
وفجأة سألها:
" هل أنت متعبة؟".

رمقته بنظرة تحفز وهي تتوقع منه عودة الى الكلام اللاذع وقالت:
" لا...... أبدا".
ولم تكن تكذب في هذه العبارة بل لعلها لم تعرف جوا أليفا كهذا الجو منذ زمن بعيد , وأزدادت أبتسامتها أتساع , وأضفت حمرة خديها فتنة خاصة على وجهها الأبيض البض
لكنه قال فجأة:
" هذا ممتاز .... فهناك عمل كثير يجب أنجازه في الغد".
منتديات ليلاس
هكذا,وبكل بساطة, حوّل نيكولاس الجو الجميل الى توتر خانق , وأختفت الأبتسامة عن محياها , وهي تفكر في هذا الرجل الذي لا يستقر له حال , لا شك أن المعاملة اللطيفة التي يظهرها مع ماري...
هي لزوجة صديقه فقط , وعليها ألا تتوقع منه أي شيء غير ما هو عليه الآن
وعلى حين غرة لعلع صوت نسائي :
" حبيبي نيكولاس......".

ورفعت كيلي وجهها لتجد أمرأة شابة جميلة تقف خلف نيكولاس ,واضعة أحدى يديها على كتفه بحنان ومحبة ... وهي تقول:
" هل نسيت موعدنا يا حبيبي؟".
رد بصوت حازم:
" سنجلس سويا بعد العشاء , لقد كان يوما حافلا يا سيرينا".

قالت الشابة وهي لا ترفع عينيها عن كيلي:
" أنا أعرف ذلك يا حبيبي , ألا يكفيك عملك المتعب في المزرعة , حتى تضطر الى رعاية الفندق بعد الحادث المؤسف الذي وقع لجورج؟".

اماريج 15-08-10 12:32 AM

أجابها وقد بدت على وجهه ملامح نفاذ الصبر:
" كان جورج سيفعل الشيء نفسه لو كان مكاني , هيا أجلسي يا سيرينا فنحن على وشك تناول الحلويات".

سحبت سيرينا الكرسي المجاور لنيكولاس وجلست بهدوء,كان شعرها الأسود المرفوع الى الأعلى يظهر تقاطيع وجهها الفاتن, خاصة سواد عينيا الواسعتين فوق شفتين قرمزيتين ممتلئتين

وعندما تأملت كيلي قوام سيرينا الممشوق , أدركت لماذا أكدت لها ماري أن هذه المرأة هي المفضلة على جميع النساء اللواتي يسعين للفتا أنتباه نيكولاس , ومع ذلك رأت كيلي أن سيرينا غير فاتنة بشكل عام ...
أم أن هذا الرأي جاء بسبب العلاقة الخاصة التي تربطها مع الرجل الجالس الى جانبها , بحيث أن زواجهما أصبح مسألة وقت فقط؟

قالت سيرينا وهي لا ترفع عينيها عن كيلي:
" لا أريد هذا النوع من الحلويات..أرجوك حدثني عن جورج".
" ليس هناك الكثير حوله , سوى أن العملية الجراحية ستجرى غدا".

" أتمنى أن يشفى بسرعة , فأنت لا تستطيع أن تهتم بالمزرعة والفندق في الوقت نفسه".
وتوقعت كيلي أن يرد نيكولاس على سيرينا بالأسلوب نفسه الذي تعودته منه...
منتديات ليلاس
لكن تلك الفتاة تابعت تقول:
" في هذه الحالة لا ضرورة لكل الأشكالات , فقد كانت المشكلة أساسا في أقناع جورج بالذهاب الى الجبل , أليس كذلك؟".

هكذا أذن , لقد تحدث الأثنان في مسؤولية كيلي عن الحادث! وما كان بأمكان سيرينا أن تقول أكثر مما قالت لتشير الى دور كيلي في الأصابة التي لحقت بجورج , وأحست هذه الأخيرة بالألم , ليس لملاحظات سيرينا فقط, بل لأن ما تقوله حقيقة ... وهي مسؤولة عن المشكلة من أساسها.
كانت كيلي ترغب في الأنسحاب عن الطاولة لتؤكد لنيكولاس وفتاته أنها غير عابئة بكل آرائهما , ولكن ذلك قد يشعر سيرينا بالتشفي والأنتصار , وما عليها في الحالة هذه الا التحلي بالصبر وأستعمال ما تعلمته من الحفلات الكثيرة التي أقامها والدها كي تضع الأمور في نصابها.

وجهت كيلي أبتسامة عريضة الى سيرينا , وقالت بخفة قصدت منها أحباط هجمات غريمتها:
" هذه الحلوى لذيذة جدا , وعليك أن تتذوقيها لتعرفي قيمتها".


اماريج 15-08-10 12:33 AM

أصيبت سيرينا بالدهشة , وأنفرجت شفتاها عن أسنان بيضاء ناصعة , لقد وضعتها كيلي في مكانها بتجاهلها لما قالت حول حادثة جورج , لكن ذلك لم يشف غللها , وأنتظرت حتى أنتهت من تناول الحلويات
لتهب واقفة وهي تقول:
" أرجو المعذرة .... لدي موعد يجب أن ألبيه"

كان أندرو لانغ يجلس وحيدا في الشرفة وعندما رآها أنتصب واقفا
وقال بأبتسامة عريضة:
" كنت أنتظر مجيئك بشوق".
سحب أندرو كرسيا لكيلي وأجلسها عليه , ثم جلس الى جانبها وأشار الى الخادم كي يحضر لهما فنجانين من القهوة مع الحليب.
منتديات ليلاس
وبعد أن أحضر الخادم القهوة , سألها أندرو ببساطة:
" ألا يعارض خطيبك في بقائك هنا وحيدة؟".
حدقت كيلي في خاتم الخطوبة وقد أدهشها أنها لم تفكر في خطيبها طيلة هذه المدة , ثم قالت:
" لا أعتقد أنه يوافق على ذلك".
" ولكنه لا يمانع أيضا؟".

وشعرت بأن هناك شيئا مبهما يدور في ذهن أندرو , لذلك فضلت عدم الأجابة المباشرة على سؤاله
وأكتفت بالقول:
" الحقيقة أنه لم يكن له خيار أبدا , لقد قررت العودة الى الفندق.... وأنتهى الأمر عند هذا الحد".
" يا لك من أمرأة قوية الأرادة".

كانت أبتسامة أندرو التي رافقت عبارته الأخيرة صادقة ودافئة , فهو ليس من النوع الذي يلح في أسئلته , لكن كيلي قررت الأيضاح أكثر , فقالت:
" لم يكن غاري قادرا على العودة معي , فهو مرتبط بموعد في دوربان اليوم ".

غير أنها لم تقتنع شخصيا بهذا العذر لهذا أضافت مغيرة الحديث:
" والآن حدثني عن نفسك وعن هذا المؤتمر".

أخبرها أنه مهندس مدني يعمل في بناء الطرقات والجسور , وقال لها أن المؤتمر يتناول آخر أستجد في تقنية هندسة الطرقات والمشاريع المماثلة , وأشار الى أن مسؤولياته العملية تستغرق كل وقته , وهو مضطر للسفر كثيرا ...

ولذلك لم يتزوج حتى الآن , أما في الرحلة الحالية فهو يعمل مستشارا في مكتب هندسة , وقد بدأ يشعر بضرورة الأستقرار العائلي.

كان يتكلم ببساطة وأرتياح , غير أن الرسالة التي أراد أيصالها الى كيلي كانت واضحة , أنه أعزب , وأذا ما كانت هي غير مرتاحة لخطيبها... فهو مستعد لبدء علاقة جدية.

لكن كيلي لم تستجب لحديثه , ومع ذلك رأت نفسها تقارن بين الرجال الثلاثة. غاري يحيطها دائما
بالأثارة والمغامرات والمرح , ونيكولاس يشعرها بالتوتر سواء تحدث اليها أو لمسها ...... أما مع أندرو فهناك الهدوء والحديث الرصين الممتع.

ووجدت كيلي نفسها تحدق مرة أخرى في خاتم الخطوبة وتتساءل: لو أنها حرة الآن فكيف تتصرف مع أندرو ؟
هل تتقدم نحوه كما تقدم نحوها ؟ هل تشعره أنها مهتمة أيضا؟
لقد كانت تؤمن دائما بالحب الرومنطيقي طريقا الى الزواج , وهذا الحب هو الذي دفعها نحو غاري , أما الآن, وهي تنظر الى وجه المهندس الشاب , فقد أدركت أن الحب مع رجل مثل أندرو يمكن أن ينمو بعد قيام العلاقة.

ومن بين أمواج الأفكار المتلاحقة في ذهنها , طفا على السطح وجه ساخر قاس , وللحظات طغى هذا الخيال على المهندس الشاب الذي يجلس الى جانبها ويتكلم دون أن تعي شيئا مما يقول , وجاهدت كيلي كي تركز أنتباهها على أندرو طاردة من ذهنها خيالات نيكولاس المشاكس.

وفجأة, لعلعت ضحكة عالية جعلت كيلي تتسمر في مكانها , فقد كانت سيرينا تستمتع بوقتها الى أبعد الحدود , بعد أن خرجت مع نيكولاس من صالة الطعام الى الشرفة..... وجلسا في مكان قريب من أندرو وكيلي.

ومن غير أن تدري تغير مزاج كيلي رأسا على عقب , فبعد أن كانت مرتاحة هي وأندرو في هذا الليل المنعش , باتت تشعر بثقل غريب يربض على صدرها فيجعل أنفاسها صعبة وقاسية.....

وأخذت تتساءل عما أذا كان نيكولاس قد رآها على الشرفة , وماذا يهم لو رآها ؟ فهو يبدو منشغلا عن الدنيا كلها بتلك المرأة التي أسمها........ سيرينا.
منتديات ليلاس
ومرة أخرى جاهدت كيلي لتركز أنتباهها على أندرو , وراحت تتحدث اليه في مواضيع مختلفة كالموسيقى والكتب والرسم , لتكتشف أن هناك أشياء كثيرة مشتركة بينهما , وكان من الممكن أن تنتهي السهرة جميلة هادئة كما بدأت ,لولا وجود نيكولاس وسيرينا المفاجىء على الشرفة.

وشيئا فشيئا بدأت الشرفة تودع روادها , وأخذ الضيوف ينسحبون الى غرفهم طلبا للنوم , وأستعدادا لمهمات اليوم التالي , البعض سيقضيه في مناقشات وحوارات تتعلق بالأعمال , وآخرون سيذهبون في نزهات ريفية ساحرة , وما أن أعلنت كيلي عن رغبتها بالنوم , حتى هب أندرو واقفا معربا عن أستعداده لمرافقتها الى كوخها ... لكنها صدته بلطف ودلال.

سارا معا حتى نهاية الممر خلف الفندق, وعندما وقفا لألقاء تحية المساء , أنحنى أندرو على جبينها , وقبله قائلا:
" نامي جيدا يا كيلي".

*****نهاية الفصل الثالث******


dalia cool 15-08-10 12:51 AM

شكرا يعطيكي العافية:flowers2:

أحاااسيس مجنووونة 15-08-10 04:48 AM

حلوة كتييييير وحياتي انت لا طولي علينا بستناك على احر من الجمر

اماريج 15-08-10 11:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dalia cool (المشاركة 2413641)
شكرا يعطيكي العافية:flowers2:

الله يعافيك يارب
وشاكرة لك مرورك العطر حبيبتي
دمتي بخير

اماريج 15-08-10 11:45 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2413853)
حلوة كتييييير وحياتي انت لا طولي علينا بستناك على احر من الجمر

الاحلى هو تواجدك فيها ياعسل
وشاكرة لك تواجدك ومتابعتك للرواية منورة
دمتي بخير

اماريج 15-08-10 11:46 PM

4_ مناورات ليلية
*****************
لم تعد كيلي الى الكوخ فورا , فهي لا تشعر بالرغبة في النوم , بالرغم من أنها هي التي أقترحت أنهاء السهرة مع أندرو على الشرفة , ولذلك أتجهت نحو الحدائق الصامتة المحيطة بالفندق من كل النواحي , في محاولة للأنفراد بنفسها والتفكير بأحداث اليوم العاصفة.

صحيح أنها كانت مرتاحة مع أندرو الذي عرف كيف يخفف التوتر عنها ويعيد الأبتسامة الى وجهها المتعب ,لكن الأمر في النهاية أصبح أصطناعيا ومزعجا , خاصة بعد مجيء نيكولاس وسيرينا , المهم الآن أنها وحيدة , وتستطيع أن ترخي أعصابها المشدودة وتفكر بهدوء.

كان الطقس باردا الى حد ما , ون أن يؤثر ذلك عليها, كم تختلف هذه الليلة عن الليلة السابقة , فبالأمس كانت السماء مشحونة بالغيوم , والجبال تبدو كالأشباح تراقب الحادث غير المتوقع الذي ذهب ضحيته جورج المسكين.

أربع وعشرون ساعة مضت على بدء رحلة العودة من الجبل , كيلي وغاري وألكسندر وشيلا في مجموعة ,ونيكولاس ورجاله يحملون جورج الجريح في مجموعة أخرى , وبالنسبة الى كيلي تبدو هذه الساعات وكأنها أيام طويلة لما شهدته من تطورات متعاقبة .

عثرت كيلي في سرها على مقعد جانبي تظلله أغصان شجرة متدلية , فجلست عليه , المشهد من هنا رائع في النهار فهو يطل على الوديان والينابيع التي لا تعد ولا تحصى , لكنها لم تأت الآن لتأمل الطبيعة , بل هي لا ترغب حتى في الذهاب الى الكوخ المخصص لنومها...
منتديات ليلاس
وبالتحديد الى غرفة نوم جورج وماري , فهناك ستشعر أكثر بغربتها , وستعود اليها مشاعر الذنب والحزن.

قادها تفكيرها الى جورج نفسه, وكيفية وقوع الحادث , طيلة السنوات الماضية كان مال أبيها هو العامل الرئيسي في حياتها , وهو متوفر دائما بدون أن تفكر فيه أو تسعى اليه, وما يعنيه لها أنه قدرة شرائية لا تحد, وفي الوقت نفسه يملك تأثيرا سحريا في فتح الأبواب الموصدة

ومع أنها لم تفكر كثيرا في الشؤون المالية من قبل , ألا أنها تدرك الآن أن مال أبيها كان الكلمة السحرية ( أفتح يا سمسم) التي لا يعصى عليها شيء... حتى الناس.... فدائما كانت تجد من يغدق عليها الأهتمام ويسعى الى صداقتها تحقيقا لمصالح ذاتية معينة.

اماريج 15-08-10 11:47 PM

الحادث الذي وقع بالأمس هزها من الأعماق , ولأول مرة في حياتها تستنتج أن المال الذي لا يستعمل في مكانه المناسب يمكن أن يعطي نتائج عكسية , فعندما عرضت على جورج مبلغا أعلى بكثير مما هو متعارف عليه , أنما كانت تعزف على الوتر الحساس في مثل وضعه المالي المتدهور بحيث لم يستطع الرفض رغم المخاطر المحدقة بالرحلة
ولن يعفيها من المسؤولية كونها فعلت ذلك من أجل غاري , بل أن ذلك يزيد الأمر سؤءا , فهي تدرك الآن أنها عرّضت حياة رجل للخطر لمجرد أن خطيبها أراد الفوز برهان ما!

ربما لن تعود الى هذه المنطقة مرة أخرى ,لكن ما حدث خلال هذين اليومين سيترك بصماته واضحة في حياتها لمدة طويلة جدا , لقد تغيّرت بشكل أو آخر وهي مضطرة للأعتراف بأن مشاعرها نحو غاري, رغم حبها له , لن تظل كما كانت عليه من قبل
ستحاول ألا تثير مأساة الفندق أمامه كي لا تثير غضبه , غير أن هذا لن يمنعها من رؤية الجوانب السيئة في شخصيته بالأضافة الى المزايا الحسنة جذبتها اليه, ومن الأشياء التي ستلاحظها تهوره الزائد عن اللزوم...

تساءلت كيلي بأستغراب : هل لعب هذا اليوم دور المحرض على التفكير وأستعراض المشاعر؟ فكرت كثيرا بأندرو , أنه ناضج, حساس وذو حديث ممتع, قد لا يكون جذابا ومرحا مثل غاري, غير أنه جذاب بشكل أو بآخر .... أضافة الى أنه صاحب شخصية مستقلة يمكن أن تسعد أية أمرأة ستشاركه حاته في المستقبل .

هناك أيضا نيكولاس , ومهما حاولت وجربت , فأنها لن تستطيع أبعاده عن ذهنها.
منتديات ليلاس
أن شخصيته المسيطرة قادرة على أقتحام أفكارها حتى في أحرج الأوقات , وهو يجمع في ذاته كل الصفات التي تكرهها: مكابر, مخادع ومسيطر, ولعله كسب هذا المزايا من حياته المستقلة القائمة بذاتها , ووجدت كيلي نفسها تتساءل عما أذا كان نيكولاس فان ميجدين قد مر بمرحلة المراهقة؟
فرجل في مثل صلابته وجديته لا يعقل أن يكون عرف حياة المرح التي تتميز بها سنوات المراهقة , من المؤكد أن نيكولاس يحب المخاطرة , لكنها المخاطرة التي يقرر هو قبولها بعد أن يكون قد درس كافة تفاصيلها ... وهي لن تكون أبدا على حساب أنسان آخر.

أما كيف تعرف كيلي كل هذه التفاصيل عن الرجل الذي تكره , فهذا ما لم تستطيع الأجابة عليه, الشيء الوحيد الذي بات مؤكدا هو أنها تجري مقارنة بين غاري من جهة وأندرو ونيكولاس من جهة أخرى , ولشد ما آلمها أن يحتل خطيبها في الحالتين المرتبة الدنيا.

اماريج 15-08-10 11:48 PM

أحست كيلي بشيء يتحرك قرب قدمها , وفجأة قفز جسم لزج على ساقها , فأطلقت صرخة رعب خفيفة , ومن حيث لا تدري جاء صوت ساخر أعتادت عليه مؤخرا:
" أنها ضفدعة".

أستدارت بعنف والخوف يملأ كيانها ,وهي تجاهد لكبت صرخة حشرجة في صدرها , وأخيرا وجدت الكلمات لتقول:
" كيف عرفت؟".
" أنني مزارع كما تعرفين!".

خطت خطوة عاجلة الى الوراء وقالت:
"وأين الآنسة دي ياغر؟".
" لقد ذهبت الى البيت".
" وهل تعيش قريبا من هنا؟".
" مزرعتهم مجاورة لمزرعتي".

أنهم جيران أذن , وهذا يعني أن سيرينا زائرة دائمة لمزرعة نيكولاس , أن الأمر واضح جدا من خلال طريقة أقترابها منه هذا المساء , ولكن لماذا يزعجها ذلك؟.
" لقد قالت أنكما على موعد؟".
رد بصوت كسول:
" مجرد فيلم سينمائي في القرية".

تابعت كيلي الحديث وكأنها تستدرجه للأعتراف:
" أنت لم تذهب لأن الوقت متأخر , ولا شك أنها أنزعجت من ذلك؟".
أجاب بهدوء:
" سيرينالا تنزعج؟ أبدا, فهي تفهم وضعي , على كل ليس هذا موعدنا الأول... ولن يكون الأخير".

ورغما عنها , أحست كيلي بطعنة في صدرها عندما سمعت الكلمات الأخيرة , لم يكن هناك سبب لذلك , فهي لم تغيّر نظرتها الأولى لنيكولاس , وكل ما فعله وقاله منذ تعرفت عليه أمس , يجعلها تزداد كرها له وأبتعادا عنه ,ويضاف الى ذلك أنها مخطوبة لرجل آخر وستتزوج قريبا.
منتديات ليلاس
وأنقذها صوته من حيرتها وتساؤلاتها عندما قال:
" وأنت كيف كان موعدك؟".
وللحظات أحست كيلي بالحيرة:
" موعدي؟ آه... تقصد السهرة مع أندرو لانغ؟ أنها لم تكن موعدا أبدا".

أجابها متسئائلا:
" حقا؟ خيّل أليّ أنكما أتفقتما على موعد بعد العشاء, وحيث أن الرجل لم ينضم الى زملائه في سهرتهم , فقد كان ينتظرك ولا شك! ".
ووجدتها فرصة للهجوم عليه:
" وماذا يعنيك في الأمر؟".

رد بلا مبالاة :
" لا يعنيني أبدا , لكنني أتساءل عن موقف خطيبك من ذلك؟".
علقت بهدوء:
" غاري يثق بي تماما ... وقد أكدت لك ذلك من قبل".
قال ساخرا:
" هذا ما قلته بالفعل".

حبست كيلي أنفاسها وهي تقول:
" لماذا تكرهنا الى هذا الحد؟".
رد نيكولاس بأندهاش:
" أكرهكم ؟ أنا لا أكرهك يا كيلي , ولا أكره غاري أيضا ".
" لكنك تحتقرنا!".

اماريج 15-08-10 11:49 PM

ظلت نبرة صوته قاسية وهو يقول:
" لنقل أنني لا أحترم الناس الذين يعيشون عالة على الأخرين ".
سألته والغضب يغلي في دمها:
" هكذا ترانا أذن؟".

" ماذا تسمين الرجل الذي يستعمل خطيبته الثرية لشراء كل ما يريده ؟ ثم يقبل أن تستعمل المزيد من مالها حتى يريح ضميره وضميرها؟"
وأضاف بعد تردد:
"او أنك تريدين أراحة ضميرك فقط؟".
وعندما لم يسمع منها جوابا, أضاف:
" أن صمتك هو الجواب الحقيقي".

ردت بمرارة واضحة:
"لن أحاول أن أدافع عن غاري أمامك , لكن هل تعتقد أنني عالة أيضا؟".
" وماذا غير ذلك؟ هل قمت طيلة حياتك بعمل حقيقي مفيد غير ما فعلته اليوم؟".

خيم الصمت مرة أخرى
ليس هناك فائدة من أخباره عن العمل الخيري التطوعي الذي تقوم به أربعة أيام في الأسبوع , حيث تزور المستشفيات لراعاية الأطفال المرضى ومساعدتهم في دروسهم وهواياتهم , أنه لن يصدق ... حتى لو فعل, فأن ذلك لن يغير شيئا.

وفاجأها بسؤال مس جانبا حقيقيا في علاقاتها مع الآخرين :
" وهل تعرفين فعلا طبيعة الناس الذين تتخذينهم أصدقاء لك؟".
فأجابت بتردد:
" في بعض الأحيان , لكنني أعرف أن غاري يريدني لشخصي وليس لمالي".
منتديات ليلاس
توقعت أن يرد عليها بتعليق قاس ساخر , فأستعدت له , لكنه ظل صامتا ...
فأضافت تقول:
" وأنت يا نيكولاس , هل يعني لك شيئا كوني أبنة روبرت ستانويك؟".
وجاء الجواب اللامبالي:
" لا شيء على الأطلاق... هل أزعجك ردي؟".

ردت ببساطة:
" أبدا".
وأستغربت في أعماقها كيف أن أجابته أسعدتها بدل أن تغضبها , فبعد سنوات من العلاقات مع أناس كانوا يطلبون رضاها لمجرد أنها أبنة الصناعي الثري , أصبحت تفرح أذا وجدت شخصا لا يهمه من أمر ثروة عائلتها شيء على الأطلاق
ولشدة خوفها ودهشتها وجدت أنها تتمنى لو أستطاعت الأرتماء بين ذراعيه بهدوء وحنان , ولكن كيف يحدث هذا ,وهي التي تفاخر صديقاتها بعقلانيتها وسيطرتها على نفسها؟
أن هذا الرجل يملك سحرا يجعل من الصعب على أية أمرأة مقاومته.

وللخروج من هذه الأفكار والمشاعر المتضاربة , قالت وهي تجاهد لأخفاء أضطرابها:
" تصبح على خير ... أنا ذاهبة للنوم الآن".
قال وهو يقترب منها:
" طالما أننا ذاهبان الى المكان نفسه , فلا بأس من أن نترافق!".

اماريج 15-08-10 11:50 PM

جمدت كيلي في مكانها وقد علتها الدهشة والحيرة , أن الكوخ في الجهة الأخرى من الفندق , فماذا يقصد بالضبط؟
لقد كانت ماري واضحة تماما عندما أكدت لها أن نيكولاس سينام في الفندق , لذلك قالت:
" لم أفهم ما قلت".

أجابها بضحكة خفيفة ممزوجة برنة سخرية واضحة:
"حقا؟ أننا سننام في الكوخ نفسه!".
صرخت بلا شعور:
" لا".
رد دون أن يخفي ضحكته:
" بلى!".

وجدت صعوبة في أيجاد الجملة اللازمة , لكنها قالت:
" ماري, قالت.... قالت أنك ستنام في الفندق".
هز رأسه موافقا وقال:
" أنا متأكد أنها قالت ذلك".
حدقت فيه بعدم تصديق قائلة:
"لقد كذبت علي؟".

أجاب بسخرية متعمدة:
" لا داعي للتأثر والأنفعال ,كنت أنوي فعلا النوم في الفندق , لكن عروسا وعريسا جائا قبل العشاء بحيث لم يبق لي مكان".
سألته بأستغراب:
" وهل كان لديهما حجز؟".
"لا".
" كان بأمكانك رفض طلبهما".
منتديات ليلاس
رد بنعومة وهدوء:
" هذا قرار غبي , فالفندق يحتاج الى كل قرش , وخاصة الآن ( ثم وضع يده على ذراعها متابعا) هيا بنا يا كيلي , لقد تأخر الوقت".
أنتزعت ذراعها من يده دون أن تنبس ببنت شفة , أن لمسته مؤثرة بشكل لا يوصف , وهي لا تستطيع التفكير ومشاعرها مضطربة , وبعد لحظات قالت:
" أنني أرفض النوم معك".

أجابها وهو يضحك:
" أنا لم أقترح ذلك ,مع أن الفكرة لا بأس بها, فأنت امرأة جميلة... ولا شك أن أندرو لانغ أكد لك خلال السهرة!".
أنتفضت غاضبة وهي تقول:
"أن أندرو لانغ رجل مهذب ولطيف".
" لست متأكدا أنه كذلك في كل شيء!"

قالت بصوت يشبه الفحيح:
" أنك رجل كريه للغاية , ولن أسمح لك أن تنام معي يا سيد نيكولاس".
أجاب بنعومة:
" ليس معك يا عزيزتي.... بل في الكوخ نفسه".

وأضطرت كيلي الى أستعمال أسلوب آخر:
" أرجوك يا نيكولاس... أنا لا أستطيع ... فماذا سيقول غاري أذا عرف ذلك؟".
" خطيبك لم يظهر أي أهمام حتى الآن .... ولست أرى سببا يدفعه للغيرة اليوم".

وعاودت كيلي الى لهجة الهجوم قائلة:
" أنك تنتهز كل فرصة لأحتقاره , لكنه يساوي عشرة من أمثالك يا نيكولاس فان ميجدين ,على كل حال , هذه المناقشة عقيمة ولن تحل أي شيء".
وتكلم نيكولاس هذه المرة بصوت قاس وحازم:
" فيما يخصني شخصيا , لا أعتقد أن هناك شيئا يحتاج الى حل".

اماريج 15-08-10 11:52 PM

" أنت تعرف أنني لن أمضي الليلة معك في ذلك الكوخ مهما كلف الأمر!".
" وأنت تعرفين أن كل غرف الفندق مشغولة( ثم قال بعد تردد) وطالما أن فكرة مشاركتي الكوخ غير مستحبة لك , فما رأيك بسؤال أندرو لانغ ما أذا كان يرحب بك في غرفته؟".

قالت وهي تكبت غضبها:
" لا أستطيع أن أفعل ذلك".
ومرة أخرى تعود السخرية الى صوته:
" ولم لا؟ طالما أنه لطيف كما وصفته , فأنه سيحمي لك كرامك ... هذا أذا كان عندك شيء منها بعد!".
منتديات ليلاس
كانا قد وصلا الى الكوخ في هذه الأثناء , وعند عتبة الباب أستدارت كيلي بعنف وقد أثارتها حتى الصميم العبارة الأخيرة التي نطق بها , قالت:
" ماذا تقول أيها المجنون؟".
" أقول أن أدعاء الفضيلة لا يناسبك مطلقا".
" أذهب عني الآن".

لكنه أزداد أقترابا وهو يقول:
" أفتحي الباب يا كيلي".
" لا , أبدا".
" حسنا جدا".
ودون أن يعطيها مجالا للمناورة , أمسكها بأحدى يديه وأبعدها , في حين عملت اليد الأخرى على فتح الباب
وبحركة أستعراضية مفاجئة , أنحنى نيكولاس جانبا مفسحا لها مجال الدخول وهو يضحك

عندها وجدت كيلي الفرصة سانحة ,فما أن خطت الى الداخل حتى أسرعت تغلق الباب ... لكن ذلك الرجل المتوحش كان أـسرع, فوضع قدمه في الطريق مقاوما محاولات كيلي لطرده الى الخارج , ولم يستغرق الأمر أكثر من ثوان معدودة ......وكان الأثنان قد أصبحا في الداخل.

حتى طريق النجاة الى غرفة النوم أصبحت صعبة , أذ أن نيكولاس حدس ما تفكر كيلي فيه لذلك وقف بينها وبين آخر منفذ لها , وقفت كيلي هناك وهي ترتجف خوفا وأنفعالا ,وبعد لحظات أستطاعت أن تقول:
" أرجوك يا نيكولاس".
رد عليها ساخرا:
" أرجوك يا نيكولاس! تترجينني على ماذا؟".

لم تكن هناك أية علامات للتراجع على وجهه , فملامحه صلبة قاسية لا تعرف الرحمة ولا الهوادة , ويظهر أنه مصمم على أمر ما .... وليس بأستطاعة أحد أن يمنعه عن تحقيفه.

ودون أن تدري , ورغم المقاومة العنيفة التي أبدتها , حملها نيكولاس بين ذراعيه كطفلة صغيرة وسار بها الى غرفة النوم ,ولم تجد كيلي في وضعها هذا الدموع سلاحا تواجه به قسوة الرجل ولا مبالاته عندما ألقى بها على السرير وكأنه يرمي بغرض مهمل لا قيمة له.
منتديات ليلاس
وقف نيكولاس هناك وهو يرقب دموعها المنسكبة ثم قال:
"أهدئي أيتها الصغيرة... فأنا لن أتعرض لك بسوء , ( وقال بعد تردد) تصبحين على خير يا كيلي".
أستردت كيلي أنفاسها وسألته بدهشة مشوبة بالأرتياح:
" هل ستعود الى الفندق؟".

" ليس هناك غرفة كما تعلمين , وللمعلومات فقط , فأنا أفضل النوم على الأريكة في غرفة الصالون"
ثم أستدار وهو يقول:
" نامي جيدا يا كيلي ستانويك!".
ثم أغلق الباب خلفه بهدوء.

*******نهاية الفصل الرابع*******


اماريج 15-08-10 11:53 PM


5_لم تكرهني
*******************
ظلت كيلي مستلقية دون حراك لمدة طويلة , تسرح نظرها في الحديقة الممتدة عبر النافذة المفتوحة على مصراعيها , خيّل أليها أن ساعات مضت عليها , وهي تعيد التفكير في أحداث الأمسية العاصفة.

عقلها الواعي يؤنبها على سماحها لنيكولاس بأن يفرض عليها نفسه بهذا الشكل , ويدعوها لأن تترك الفندق بأسرع
وقت ممكن هربا من الرجل الذي تكرهه وتخشاه , لكن كان هناك جانب آخر من نفسها يدعوها الى العكس تماما , ففي أعماق مشاعرها , تحس كيلي لأول مرة بوجود رجل أستطاع أن يفجر فيها أحاسيس الأنوثة الكامنة , وهي تتمنى لو يظل الى جانبها طيلة الوقت.

في المجتمع الذي عاشت فيه كيلي حياتها , كانت النسوة يعشن حياتهن كما يحلو لهن , أما هي فتعتبر أن الحب شرط أساسي وأولي لأية علاقة بين رجل وأمرأة , ومن هنا مبعث الحيرة في نفسها : أذ كيف تريد هذا الرجل أن يظل الى جانبها وهي لا تحبه ... بل لا يمكن أن تحبه أبدا؟
منتديات ليلاس
ترى ماذا سيقول نيكولاس لو عرف أحاسيسها هذه؟ هل سيواجهها بالنظرات الساخرة نفسها التي أعتادت عليها منذ لقائها الأول به ؟
لكنه لن يعرف أبدا ., فبمجرد عودة ماري أندرسون من المستشفى , ستغادر كيلي الفندق ... ولن تراه بعد ذلك على الأطلاق.

وأخيرا جاء ملاك النوم , لتغرق في سبات عميق بعد نهار مليء بالأحداث والمشاغل , ولم تدر كم من الوقت مضى على نومها , لكن رائحة القهوة تنبعث من غرفة الجلوس حيث ينام نيكولاس.

وبصعوبة بالغة جلست في سريرها وهي تفرك عينيها علها تستيقظ نهائيا , وعندما نظرت حولها بعد لحظات , وجدت نيكولاس يقف الى جانبها وفي يده فنجان القهوة!

اماريج 15-08-10 11:54 PM

سألته بجفاء وهي ترفع الغطاء الى عنقها:
" ماذا تفعل هنا؟".
" لقد حان وقت الأستيقاظ".
أعترضت قائلة:
" أنني متعبة , وما زال الوقت مبكرا".

قال دون الأنتباه الى أعتراضها:
" أنها الساعة السادسة تقريبا , وهذا وقت ذهابك للعمل ".
أثار جوابه البارد غضبها
فصرخت آمرة:
" هيا أخرج من هنا".

لكنه لم يتزحزح من مكانه , وأمام عناده الصلب
رأت كيلي أن تغير لهجتها فقالت متوسلة:
" أنني متعبة, لقد كان الأمس يوما طويلا شاقا".
أجابها بصوت لا يحمل أية مشاعر:
" واليوم سيكون أطول, هيا أشربي القهوة يا كيلي ,وبعد ذلك ستشعرين بالأنتعاش".

ومع أنها كانت بأمس الحاجة الى فنجان قهوة , ألا أنها لم تشأ أن تقبل عرضه كي لا يعتبر ذلك أنتصارا أضافيا له , فقالت:
" لا, لن آخذ فنجانك , وأنا مصممة على النوم لساعة أخرى على الأقل ,والآن هلا تكرمت وخرجت من هذه الغرفة؟".

رسم نيكولاس أبتسامة خبيثة ساخرة على طرف شفتيه وهو ينظر اليها بعينين عمليتين ثاقبتين , وقال بعد تردد:
" هكذا أذن, أنت تفضلين أستعمال الأساليب القاسية , أنني أتساءل ما أذا كان السيد غاري سلون يعرف هذه الميزة في شخصيتك".
منتديات ليلاس
وعلى حين غرة , سحب الغطاء بقوة , وجذبها من ذراعها...بحيث صارت على الأرض , وبمزيج من الفزع والألم صاحت:
" دعني أيها المتوحش".
رد بعنف:
" هل تعتقدين أنني أفكر بأشياء أخرى؟ لا يا كيلي , فهناك عمل كثير ينتظرنا ".

ثم قادها أمامه ناحية الحمام وأضاف:
" هيا أغتسلي وأستعدي".
أجابته بمرارة:
" أنت تشعر بالسرور عندما تعاملني بهذا الشكل , أليس كذلك؟".
قال بلا مبالاة:
" أهكذا ترين الأمور ؟ ربما هي المرة الأولى في حياتك التي تعاملين فيها مثل بقية البشر العاديين".


اماريج 15-08-10 11:58 PM

لا شك أنها المرة الأولى التي تتعرف فيها الى شخص مكابر ومغرور مثل نيكولاس ,و من أعماقها جاء صوت خافت ليهمس , أنها المرة الأولى أيضا التي تواجه رجلا قادرا على الوقوف أمامها ندا لند

كل الذين قابلتهم من قبل كانوا يحلمون بالزواج من أبنة المليونير الكبير , فهم يريدون تحقيق طموحاتهم في الحياة دون تعب , بل عن طريق المصاهرة من ثروة جاهزة

أما نيكولاس فهو مختلف , ولعله حقق ما يريد من خلال مزرعته التي يبدو أن أعمالها ناجحة
وحاولت كيلي أن تقنع نفسها أن غاري , مثل نيكولاس , غير مهتم بثروتها الطائلة ألم يؤكد لها هذا الأمر مرارا من قبل؟ ألم يتصرف معها على ذلك الأساس ؟
لكن الشيء الذي يختلفان فيه هو أنها لم تشعر أبدا بالأحترام لغاري ... في حين أن نيكولاس فرض عليها أحترامه بالقوة.

وتحت المياه الدافئة المنعشة راحت كيلي تفكر: هل أحب نيكولاس أمرأة ما في حياته؟ هل وجدت المرأة التي أستطاعت أن تخترق جدار مشاعره القاسية ؟
ربما هي سيرينا دي باغر ؟ أنها جميلة فعلا ,بالرغم من بعض البرود في طبعها.

وعندما تتزوج سيرينا نيكولاس , هل ستتعرض على يديه للقسوة التي عرفتها من خلال اليومين الماضيين ؟أم أنه سيحبها ويقدرها ويكون الصدر الرحب الذي ترتاح اليه أذا ما تعرضت للمصاعب؟
منتديات ليلاس
أن نيكولاس قوي وجذاب , هذه حقيقة لم تستطع كيلي التهرب منها رغم كرهها له , وأية أمرأة تفوز به, ستعيش في نعيم من الحب والحنان والأمان
ويبدو حتى الآن أن سيرينا هي تلك المرأة , لكن, لماذا تتكرر هذه الطعنة في صدر كيلي كلما تذكرت سيرينا ؟ هل هي الغيرة؟
من المستحيل أن تغار منها ... وهي لا تحب نيكولاس!

أسرعت كيلي تنهي حمامها , وتنشف جسمها بقسوة وكأنها تردد في نفسها أن الأمر غير معقول, فهي لا تحب نيكولاس ولن تحبه أبدا .

وقبل أن تغادر الحمام تعمدت أن تلقي نظرة أخيرة على نفسها في المرآة , وتضع بعض الظلال الخفيفة من الماكياج , ثم شدت الحزام على خصرها ... مطمئنة الى أنها ,هي أيضا , جميلة وفاتنة وتفيض أنوثة.

كان نيكولاس ينتظرها في الحديقة , وعندما خرجت من الباب شاهدته قرب جدول الماء , مديرا ظهره الى الكوخ بحيث لم يشعر بوجودها
ظلت واقفة هناك للحظات تطيل التحديق في القامة الممشوقة أمامها , لكن نيكولاس أستدار بسرعة , وسار نحوها وهو يتفحص بدقة كل تفاصيل ملابسها ووجهها وجمالها
وعندما وصل اليها , سألته بدلال:
" هل أجتزت فحصك الدقيق؟".

اماريج 16-08-10 12:03 AM

ضحك بهدوء قائلا:
"طبعا فأنت أمرأة جذابة جدا".
وأفلت منها الكلام دون أرادة:
" هل تعتقد ذلك حقا؟".
" أذا أردت أثباتا لذلك , فسأفعل فيما بعد".

ثم قال بلطف غير معهود:
" خذي معك كنزة يا كيلي , فالصباح بارد في هذه المناطق".
سارا معا الى الفندق , وكيلي لم ترفع عينيها عن الأرض , ترى لماذا شعرت بأرتفاع في معنوياتها للملاحظة اللطيفة التي أبداها قبل قليل, أنها غير معنية بالجواب, المهم الآن أنها مرتاحة ومسرورة ...
وخائفة في الوقت نفسه , أذ من الغريب أن تستطيع كلمات قليلة من نيكولاس أن تقلب مزاجها رأسا على عقب , وأهم من كل هذا أن لا يعرف هذا الرجل القاسي حقيقة ما تشعر به وهو معها!

كانت الحياة قد بدأت تدب في الفندق عندما وصلا اليه ,خاصة في المطبخ حيث تجري الأستعدادات لتقديم طعام الأفطار , وعلى المدخل ألتقيا بخادم يحمل عدة فناجين من القهوة بأتجاه الأكواخ تلبية لطلبات الضيوف.
منتديات ليلاس
فتح نيكولاس باب المكتب وأضاء النور في داخله , ثم أبلغ كيلي أن موظف الأستقبال سيداوم عند الساعة التاسعة , وعليها هي أن تتولى المهمة حتى موعد مجيئه
خاصة أن بعض الزبائن يمكن أن يغادروا الفندق في أية لحظة الآن , وبعد أن شرح لها كافة التفاصيل الأخرى , تركها هناك وغادر الى أعماله.

وما هي الا لحظات حتى دفق الشغل عليها , ودون أن تدري وجدت نفسها تفكر ماري ,فمما لا شك فيه أن تلك المرأة الرقيقة كانت تعمل فوق طاقة البشر
خاصة أنها في الأشهر الأخيرة من الحمل ,ومن هنا يمكن فهم المشاكل الكثيرة التي سببها غياب جورج عن الفندق, وهذا التفكير نفسه , أعطى كيلي نوعا من الأرتياح...
فهي تقدم لماري مساعدة لا يمكن لأي مبلغ مالي أن يفيها حقها .

عند الساعة التاسعة جاء موظف الأستقبال برفقة نيكولاس , الذي أخبرها أن بأستطاعتها ترك المكتب والأنضمام اليه لتناول طعام الأفطار
وكانت على وشك مغادرة المكتب عندما رن جرس الهاتف
فرد موظف الأستقبال ثم قال:
" الخط لك يا آنسة ستانويك".

اماريج 16-08-10 12:07 AM

ولعلع صوت عاليا صاخبا:
" كيلي, ماذا يجري هناك بحق السماء ؟ لقد قلقت عليك!".
شعرت كيلي بالندم وهي تقول:
" غاري , أنا آسفة ... كان يجب أن أتصل بك".
" ولماذا ما زلت في الفندق؟".

" أنها قصة طويلة ".
وترددت وهي تنظر الى نيكولاس الذي أستند الى الباب ينتظرها , ثم أضافت:
" أنني أساعدهم في الفندق!".
صرخ بنفاذ صبر:
" ماذا؟ لقد فهمت أنك ستعطين العائلة بعض المال وتعودين؟".

" حسنا , هذا صحيح.... لكن ماري أندرسون يجب أن تكون الى جانب جورج الذي سيجري عملية جراحية اليوم".
" وما هي علاقة ذلك ببقائك هناك؟".
" أنني أقوم بأعمالها في الفندق!".

وأزداد صراخ غاري بحيث سمعه كل من في المكتب:
" أسمعي جيدا يا كيلي.... أنك تجعلين من نفسك ضحية ".
بدأت أعصاب كيلي تتوتر , وظهر هذا واضحا من قبضة يدها التي تعصر السماعة , وقالت:
"نحن مسؤولون عما حدث يا غاري ,ولولا وجودنا هنا , لما تعرض جورج لذلك الحادث المؤسف".
منتديات ليلاس
" كان سيحدث في وقت آخر , أنه مدير الفندق وصاحبه , أليس كذلك؟ ما كان يجدر بك العودة من الأساس يا كيلي ... وأنني أستغرب كيف يجرؤ هؤلاء الأشخاص على تشغيلك بمثل هذه السهولة".
وجاهدت كيلي كي تبقي صوتها منخفضا وهادئا ... وحازما في الوقت نفسه:
" هم لم يطلبوا ذلك ,ومهما يكن , فأن قراري صحيح مئة في المئة".

خيم الصمت للحظات , ثم قال:
" ومتى ستعود ماري؟".
" اليوم مساء على ما أعتقد".
" وعندها ستعودين فورا الى دوربان؟".
وأستغربت كيلي كيف أن أجابتها جاءت باردة وغير متحمسة :
" طبعا.... طبعا".

وفجأة تغيرت لهجة غاري الغاضبة لتحل محلها تلك النبرة المراهقة التي أعتادتها منه:
" أنني مشتاق اليك يا حبيبتي".
وعضت كيلي شفتها وهي وهي تشعر بالأحراج أمام نيكولاس :
" وأنا أيضا يا عزيزي".

اماريج 16-08-10 12:09 AM

" أذن عجلي في العودة , فهناك حفلة كبيرة ستقام يوم السبت , ولا يمكنك تفويتها أبدا".
"سأكون هناك ... وداعا يا غاري".

وضعت سماعة الهاتف بيد مرتجفة , ثم أدارت وجهها ناحية النافذة بعيدا عن نيكولاس الذي لم يبعد نظره عنها طيلة المكالمة
وبعد أن أستردت هدوءها قالت:
" هيا بنا الآن".

وعندما أصبحا في الخارج , أستدارت الى نيكولاس وقالت بعنف:
" هل فكرت لحظة أنني أرغب في الأنفراد خلال حديثي الهاتفي؟".
أجابها بلا مبالاة:
" طبعا فكرت!".
منتديات ليلاس
" أذن لماذا لم تفعل الشيء الصواب , وتركتني وحدي؟".
" وجدت الحوار مهما جدا ... فبقيت".
ولم تستغرب كيلي رده , فكل ما قاله وفعله حتى الآن كان المقصود منه أهانتها وأذلالها
لذلك قالت بمرارة:
" لا شك أنك أستمتعت به جيدا؟".

علق بأبتسامة ساخرة:
" الى أبعد الحدود ... فقد كان حوارا كاشفا لأشياء كثيرة".
أي أنسان آخر غير نيكولاس كان سيعتذر عما حدث , لكن هذا الشخص لا يشعر بأي ندم , ولذلك لا فائدة من متابعة الحديث مع صخر أصم لا يتأثر بشيء.

وعندما وصلا الى طاولة الطعام , توقفت قائلة:
" لا أظن أنني راغبة في تناول الأفطار".
قال نيكولاس وكأنه يستمتع بالموقف كله:
" أظن أنك ستأكلين".
" لا , سأراك في المكتب بعد الأكل".
" حقا؟".

اماريج 16-08-10 12:13 AM

ثم وضع يده على ذراعها بغتة , وجرها أمامه بلطف ,فألتفتت اليه هامسة:
" نيكولاس....".
قاطعها مبتسما:
" طعام الأفطار يا كيلي".

" أنني .... أنني لست جائعة فعلا".
تابع كلامه بصوت آمر لا يعرف المساومة :
" مع ذلك ستأكلين , هناك عمل كثير ,ولن تستطيعي الصمود حتى آخر النهار أذا لم تأكلي شيئا الآن".
همست بحدة:
" ألا تفهم؟ أنني أرفض أن أتناول الطعام معك!".

تصلبت عضلات وجهه وهو يقول:
"أتركي هذه الأنفعالات لخطيبك , فهي لا تؤثر بي أبدا , والآن هيا الى الطاولة فالخدم لن ينتظروا الى ما لا نهاية".
سألته بمرارة:
" هل تحصل دائما على ما تريد بهذا الأسلوب الشرس؟".

أبتسم بسخرية وقال:
" بعض الأحيان".
ولم تدر ما الذي دفعها الى طرح السؤال التالي عليه:
" وهل تستعمل أساليب رجل الكهف مع سيرينا دي ياغر؟".

أبتسم بهدوء وهو يحدق فيها :
" سيرينا! لست مضطرا لأستعمال هذا الأسلوب معها".
وأضطرت كيلي للصمت أمام هذا الرجل القاسي, لكن نيكولاس تابع مبتسما:
" أنت تغارين منها؟".
منتديات ليلاس
ردت عليه بعنف متعمد:
"أغار! يا ألهي, أنت لست الرجل الأقسى الذي قابلته في حياتي فقط ,بل الأكثرهم خداعا أيضا ".
وضحكت بصوت مرتفع قبل أن تضيف والغصة تكاد تخنقها:
" يمكن لسيرينا أن تأخذك ... فلست أرغب فيك حتى لو كنت آخر رجل في هذا الكون!".

أطال نيكولاس التحديق في عينيها مباشرة , ودون أن تغيب عن شفتيه تلك الأبتسامة الساخرة ,ثم قال:
" هل تقولين الحق؟".
ثم أضاف بقسوة:
" أتعرفين ما أنت بحاجة اليه يا كيلي؟".

ولم تستطع كيلي أن تواجه نظراته الحادة لمدة طويلة , فعمدت الى مشاغلة نفسها بالعبث بالسكين الموضوعة على الطاولة أمامها
كيف يجرؤ هذا الرجل على أنتهاز كل الفرص لأذلالها؟ كيف يجرؤ على التهجم عليها وعلى خطيبها بهذا الشكل؟

اماريج 16-08-10 12:16 AM

وأخيرا أستجمعت شجاعتها لتقول:
" طبعا أنا أعرف ماذا أريد , أريد أن أترك هذا الفندق وأنضم الى خطيبي , وأكثر من ذلك , أريد التأكد من أنني لن أراك بعد ذلك أبدا... بدا...".

ثم أضافت بصوت متهدج:
" أنني أنتظر بفارغ الصبر عودة ماري من المستشفى!".

وعلى نقيض ما توقعت , رأته يضحك بصوت مرتفع وقد أنفرجت شفتاه عن أسنان ناصعة البياض , أنها تكره هذا الرجل بشكل لا يوصف
فالمشاعر التي يثيرها فيها لا يمكن أن تكون الا الكره العظيم... أو الحب الكبير , وهي تعرف أنها لا يمكن أن تحبه.

ومرت الدقائق وهما يتناولان الطعام بصمت متوتر , كانت كيلي خلالها تفكر بأسئلتها حول سيرينا وأجوبته لها , لقد أتهمها بالغيرة من سيرينا , لكنها نفت بشدة , ومع ذلك فهي تعرف أن هناك شيئا من الصحة في أتهامه ...
آه لو يبقى تعاملها معه على أساس التعاون في الفندق فقط , لربما أستطاعت أن تمضي بقية هذا اليوم على خير ريثما تعود ماري ... وترجع هي الى دوربان لتنسى كل ما حدث لها هنا.

كانا على وشك الأنتهاء من الطعام , عندما جاء ريئيس الخدم يسألهما عن حاجة ما , كان يريد أن يعرف طريقة ترتيب الطاولات أستعدادا لحفل غداء يقيمه المؤتمر غدا ,ولم تكن كيلي لتهتم بالحديث الدائر بين الرجلين بأعتبار أنها ستكون غدا بعيدة مئات الأميال عن الفندق ومشاغله .

غير أنها لم تستطع أن تتجاهل قدرة نيكولاس على التعامل مع المسألة , فعلى الرغم من أنه مزارع في الأصل وموجود في الفندق للمساعدة في وقت الحاجة فقط, ألا أن الحلول التي قدمها تظهر كم هو قادر على التعاطي مع مختلف الظروف والسيطرة عليها.

وأنتبهت كيلي الى أنها أكتشفت الآن جانبا آخر من شخصية نيكولاس , فهو معها ساخر ,أرعن , مغرور , ومع ماري لطيف ومتفهم
أما مع كبير الخدم , فهو حازم ومدرك وذو سلطة مؤثرة , وأستغربت كيف أن هذا الأكتشاف جعلها تشعر بسعادة غامضة لم تعرف لها معنى.

وتساءلت في سرها : هل هو قاس معها فقط ؟ لقد رفضت ماري الأعتقاد بقسوته ورعونته, في حين أن سيرينا تعامله برقة ومحبة وأحترام...
ومرة أخرى أحست بتلك الطعنة التي لا تعرف الرحمة , فأزاحت طاولتها ونهضت واقفة وهي تقول:
"أنني ذاهبة لتغيير أغطية الأسرة".

ودون أن تنتظر منه جوابا سارت بأتجاه الباب غير عابئة بنظرات نيكولاس المندهشة!

*******نهاية الفصل الخامس******


أحاااسيس مجنووونة 16-08-10 04:04 AM

يا سلام عليك يا اماريج سلمت يداك نحن بالانتظار

:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

وشاح علي 16-08-10 12:35 PM

مشكور القصه تجنن وفي انتظار البقيه

اماريج 16-08-10 10:33 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2415003)
يا سلام عليك يا اماريج سلمت يداك نحن بالانتظار

:8_4_134::8_4_134::8_4_134:

الله يسلمك حبيبتي
وانا بشكرك من كل قلبي لمرورك ومتابعتك لاحداث الرواية مع تعليقاتك الشيقة نورت الرواية فيك ياعسل
لك كل الود

اماريج 16-08-10 10:35 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وشاح علي (المشاركة 2415298)
مشكور القصه تجنن وفي انتظار البقيه

العفوووو حبيبتي منورة الرواية فيك
دمتي بمحبة

اماريج 16-08-10 10:36 PM

6_مشاعر متضاربة
*******************
أمضت كيلي الساعتين التاليتين منهمكة في ترتيب الغرف وتغيير المناشف وأغطية الأسرة والوسائد , وبين الحين والحين الآخر تقديم خدمات عاجلة لبعض الضيوف
وشيئا فشيئا , أخذ تقديرها لماري يزداد , بقدر ما أزداد أنشغالها في أمور الفندق المتنوعة والكثيرة , فتلك المرأة , حتى في شهور الحمل الأخيرة , أستطاعت أن تدير الأمور بتنظيم تحسد عليه.

أحست كيلي بعد الأنتهاء من تغيير أغطية الأسرة بتعب كبير في ظهرها نظرا لكثرة أنحنائها , لذلك قررت الخروج الى الحديقة علّها ترتاح قليلا قبل أستئناف العمل
كان الهدوء مخيما في الخارج بعد أن توجه جميع النزلاء الى أعمالهم ورحلاتهم , والأهم أن نيكولاس لم يكن لينغص عليها حياتها كالمعتاد , وهذا يعني أن بأستطاعتها الأرتياح حتى الظهر , موعد الأشراف على تقديم الغداء.

لم يمض على جلوسها تحت الأشجار أكثر من عشرين دقيقة , حتى تناهت الى مسامعها أصوات رجال يتضاحكون ويتناقشون
وألتفتت لترى أن المهندسين المؤتمرين قرروا رفع مؤتمرهم لدقائق معدودة بهدف الراحة من عناد المناقشات والأبحاث العويصة.

وفجأة أقترب منها أندرو قائلا:
" كيلي , هل أستطيع الأنضمام اليك؟".
" تفضل....".
سألها وهو ينادي أحد الخدم:
" ماذا تشربين؟".
" شيء بارد جدا !".
منتديات ليلاس
نظر اليها مليا وقال:
" يظهر أنك كنت تشتغلين بنشاط؟".
" الحقيقة أنني مشغولة جدا".
" لقد بحثت عنك في غرفة الطعام حوالي السابعة والنصف ".

رفعت كيلي وجهها الى الشمس وهي تشعر بالهدوء والراحة :
" كنت في المكتب.... لقد أستيقظت في الساعة السادسة صباحا".
علق بصوت قاس:
" يبدو أن السيد فان ميجدين يحاول أن يرهقك تعويضا عن الحادث ... بل يبدو أنه مستمتع بتعبك وعنائك!".

وأستغربت كيلي كيف أسرعت تدافع عن نيكولاس بشكل غير مباشر:
" أنني فقط أقوم بالمهمات التي تقوم بها ماري عادة".

اماريج 16-08-10 10:37 PM

" ربما, لكنني أتعقد أن فان ميجدين يجد سرورا في القسوة عليك".

وأنتبهت كيلي الى أن لهجة أندرو أصبحت أكثر حدة , فأستدارت نحوه لترى شفتيه مزمومتين غضبا وعضلات وجهه متقلصة ومرة أخرى تجد نفسها تقارن بين أندرو وغاري
فهذا الرجل هادىء الطباع على نقيض المراهقة الدائمة لخطيبها التي راقت لها في مرحلة ما , لكن تلك الرحلة كانت محكومة بمرض أمها ,حيث أضطرت الى لعب دور سيدة البيت لعشرات من رجال الأعمال الذين يتوافدون على منزلهم العائلي ....
وعندها دخل غاري الى حياتها دون أن تهتم كثيرا ببعض جوانب شخصيته.

ولكن ماذا عن أندرو مقارنة بنيكولاس ؟ الرجلان يبدوان في العمر نفسه تقريبا , كما أنهما صاحبا شخصيتين قويتين , وناجحان تماما كل في حقله, غير أن أندرو يملك شيئا من رجولة نيكولاس وقوته وجاذبيته
ويضاف الى ذلك السحر الذي تشعر به كيلي مع ذلك المزارع القاسي الذي لا يوجد أبدا مع المهندس الأنيق الناجح.

لماذا هذا الأصرار على المقارنة؟ ومن أين يأتي هذا الصوت غير المعقول الذي يؤكد لها أن نيكولاس أفضل بكثير من أندرو ... رغم أنها تريدأن تقنع نفسها بالعكس؟

ولم ينقذها من تساؤلاتها وحيرتها ألا مجيء الخادم بالمرطبات التي طلباها , من الضروري ألا تترك لأفكارها أن تجرفها في متاهات خطيرة لن تؤدي ألا الى المصاعب
فحتى لو كانت فعلا منجذبة ناحية نيكولاس ,فليس هناك أمل يرجى , فهي مخطوبة لرجل آخر وتخطط للزواج منه
ومن ناحية أخرى , فأن نيكولاس لم يخف أحتقاره لها وعدم أهتمامه بها ... حتى لو كانت هي مهتمة به .
منتديات ليلاس
رشفت كيلي جرعة كبيرة من شرابها
ثم قالت:
" حدثني عن بعض الأمكنة التي زرتها خلال أعمالك!".
بدا أندرو مسرورا ,وهو يتساءل:
" هل يهمك الأمر حقا؟".
ردت بحماس حقيقي:
" طبعا.... طبعا, أنا شخصيا سافرت كثيرا , لكن مع أهلي في معظم الأحيان".

حدثها طويلا عن رحلاته وأسفاره , وأخيرا عن وسط أفريقيا حيث عمل لأطول مدة , وظلت كيلي جالسة تستمع بتمعن وأهتمام ... الى أن توقف للحظات قبل أن يتابع:
" يا له من قدر غريب... أن يلتقي الأنسان بفتاة أحلامه ليجد أنها مخطوبة أو متزوجة!".

حبست كيلي أنفاسها لوقع هذه المفاجأة , وحتى لو كان أندرو لم يقصد بكلماته ما فهمته هي, فأن عينيه فضحتا مشاعره الحقيقية
وظلت للحظات عاجزة عن الرد ,أذ ماذا يمكن أن تقول لشاب ترى فيه صفات أفضل من صفات خطيبها , وأخيرا قالت:
" القدر غريب حقا".

اماريج 16-08-10 10:38 PM


ثم عمدت الى تغيير الموضوع فسألته:
" هل المؤتمر على ما يرام؟".
تردد بدوره قبل أن يجيب:
" ممتاز جدا".
" وكم سيستغرق من الوقت؟".

" حوالي أسبوع, فهناك الكثير من التطورات في هذا الحقل ".
وسرت كيلي لأن أندرو أستطاع أن يتجاوز الأحراج الذي ولدته عبارته تلك
وتابعت تقول:
" هل تزور هذا الفندق كثيرا؟".
حول أندرو عينيه الى الجبال الشاهقة قائلا:
" أنها المرة الأولى , هذه المنطقة رائعة الجمال , أليس كذلك؟ وذلك يضفي على المؤتمر طابعا حيويا أكثر".

ثم أستدار ناحيتها فجأة وقال:
" أنا آسف لما قلت قبل قليل كيلي , فأنا أعرف أنك مخطوبة , لكن هل عندك مانع في التنزه سويا عندما يكون الوقت مناسبا؟".
ردت بصدق وهدوء:
" أنني أتمنى ذلك , غير أن ماري ستعود في وقت ما هذا اليوم , وعندها سأعود فورا الى دوربان".

وفجأة أشتدت ملامح أندرو
وقال بحدة:
" ربما ليس من حقي أن أقول ما أود قوله , لكنني لا أفهم كيف أستطاع خطيبك الموافقة على عودتك الى هنا وحيدة؟".
أجابت كيلي وهي تحاول أن تبدو طبيعية قدر الأمكان كي لا تفضحها مشاعرها المتألمة لكونها مضطرة للدفاع عنه مرة أخرى :
" القصة سهلة للغاية".
منتديات ليلاس
ولم تفت كيلي علامات الأشمئزاز التي ظهرت على ملامح أندرو وهو يقول بتهكم:
" طبعا... طبعا, كان مشغولا بأمور أهم في دوربان!".
قالت بأنزعاج :
" أرجوك يا أندرو, دعنا من هذا الموضوع الآن".

أجابها وهو يهز رأسه بأذعان:
" حسنا جدا , لا أستطيع التظاهر بأن غاري سلون يستحقك , ومع ذلك فلن أعود الى سيرته أبدا".
ووجدت كيلي نفسها تمسك يده بحركة لاشعورية قائلة:
" أنت لطيف جدا يا أندرو".

وقبل أن تدري , أمسك بيدها بحزم وهو يقول:
" لطيف؟ هذه الكلمة منك تجعلني أبدو مثل أبيك, أنني أفضل أية صفة أخرى على هذه!".
أعترضت بحرارة:
" أبدا, لم أقصد ذلك".
أشتدت قبضته على يدها وهو يقول:
" أثبتي لي صدق نيتك ورافقيني في نزهة الآن... أنا على أتم الأستعداد للغياب عن المؤتمر من أجلك".

أبتسمت بتردد :
" أنني أتمنى النزهة فعلا!".
لكن صوتا قاسيا جاء ليفسد عليهما خلوتهما:
" هل نسيت واجباتك يا آنسة ستانويك؟".
وأستدارت كيلي بعنف لتجد نيكولاس واقفا خلفها وعيناه مسلطتان عليها بغضب
لكنها تمالكت وقالت:
" لقد أنهيت واجباتي كلها".

اماريج 16-08-10 10:41 PM

أجابها بصوت بدا هادئا:
" كلا لم تنتهي منها ... وعليك أن ترافقيني فورا".
" أنني ذاهبة في نزهة مع السيد لانغ".
" أعتقد أنك لن تذهبي يا كيلي... فهيا بنا كي لا نتأخر على الفندق".

قفز أندرو من مقعده والدم يغلي في عروقه غضبا , وقال:
" هذا سخيف جدا , لقد كنت قاسيا مع الآنسة ستانويك منذ البداية".
ولم يتأثر نيكولاس بأنفعال أندرو , بل أجاب بهدوء وهو يلتفت الى كيلي:
" من المشهد الذي رأيته قبل لحظات , يخيل اليّ أنك لم تتركي وقتك يذهب سدى!".

قاطعه أندرو غاضبا:
" هذا ليس صحيحا , فهي لم تشك أطلاقا , ومع ذلك فأن الأمور واضحة ولا تحتاج لشرح .... وأعتقد أنك يجب أن تعرف مع من تتعامل في هذه المسألة!".
رد نيكولاس بصوت لا يحمل أية مشاعر:
" طبعا أعرف... وأخبرتك بذلك من قبل , أنها كيلي ستانويك أبنة الثري روبرت ستانويك".

ثم أضاف بعد تردد:
" وبالنسبة الي! يا سيد لانغ أن الثروة لا تصنع الناس ,والغنى لا يعني لي شيئا أكثر مما يعنيه لي الفقير".
قلبت كيلي نظرها بين الرجلين وهي تلاحظ حدة التوتر التي قد تفجر الموقف وتؤدي الى مواقف محرجة للغاية , فهذه ليست المرة الأولى... وربما لن يكون أي منهما قادرا على ضبط أعصابه أكثر.

لذلك قالت:
"السيد فان ميجدين على حق... هناك أشيئا كثيرة تنتظرنا في الفندق".
قال أندرو دون أن يرفع عينيه عن نيكولاس:
" هل ذلك لأن السيد فان ميجدين يحاول فرض الأمور عليك؟".
أسرعت كيلي تقول:
"أنا أريد أن أقوم بها تنفيذا لوعد قطعته أمام ماري".
منتديات ليلاس
أجابها أندرو بهدوء:
" أذا كان هذا ما تريدين ... فليكن".
أبتسمت بلطف:
" أجل... وسوف أراك قبل أن أرحل يا أندرو".
أرخى أندرو قبضتيه المشدودتين وقال وقد زالت مشاعر الغضب من نفسه:
" طبعا".
ثم ألتفت الى ناحية الفندق وأضاف:
" يجب أن أذهب , فأنا أرى الآخرين يعودون الى قاعة المؤتمر".

وبعد أن قطع عدة خطوات بأتجاه المبنى الرئيسي , ألتفت الى الوراء ملقيا نظره بين كيلي ونيكولاس
ثم قال لها:
" سأودعك في وقت لاحق.... عندما تكونين وحيدة".
همست لنيكولاس بعد أن أبتعد أندرو:
" هل يشعرك هذا التصرف العدواني الأرعن بأنك أكبر من الناس الآخرين؟".

" لست بحاجة الى صبيان كي أشعر بالتفوق عليهم يا كيلي".
وأصرت على مواصلة النقاش علّها تجد طريقها لتخترق الدرع الصخري الذي يضعه حول نفسه , فقالت:
" أنت لا تتصور أن رجلا حساسا ولطيفا يمكن أن يكون مسرورا بصحبتي , أليس كذلك؟ فهذا لا يطابق الأسلوب الذي تراه مناسبا في معاملتي".

اماريج 16-08-10 10:42 PM

علق بتهكم مقصود:
" أنت تخادعين نفسك أذا ظننت في ذاتك القدرة على قراءة أفكاري".
ثم أضاف بحدة:
" لم يطل الوقت بحيث وجدت بديلا لغاري سلون ...و سريعا".

ردت عليه بهدوء لكن بحزم:
"لقد قلت لك ان اندرو ليس بديلا عن غاري"
ضحك بصوت مجلجل وهو يقول:
" لكن طريقة تماسك الأيدي بينكما تقول العكس , غير أنني لا أستغرب هذا أيضا!".
حدجته بنظرة نارية متسائلة :
" وماذا يعني كلامك هذا؟".

" أنت من النوع الذي يجب تقريعه والتهجم عليه في كل لحظة ".
ثم أضاف وهو يمعن التحديق في عينيها:
" أنت لا تحبين هذه المعاملة , أليس كذلك؟".
أجابت :
" لأن المسألة كلها غير مناسبة ".

علق بغضب:
" كلا؟ أدعاؤك البراءة يا كيلي لا يخدعني".
عضت على شفتيها بمرارة دون أن تتكلم , كل شيء ستقوله الآن يمكن أن يستعمل ضدها , فهذا الرجل لا يردعه شيء , وأمام صمتها المطبق أضاف يقول:
"على الأقل , أنت لا تحاولين النفي الآن".

رفعت رأسها نحوه وقد أعادت السيطرة على أعصابها , ثم قالت:
" وحتى لو نفيت كل ما تقول , فأنت لن تصدقني ... أذن لماذا تعب الرأس من الأساس".
وفوجئت كيلي به يغير الحديث قائلا:
"أنني لا أستغرب ما أذا كان أندرو لانغ يفهمك أكثر من غاري سلون ... فخلف هذه البرودة الظاهرة , هناك أنثى معقدة وطابع ناري".
منتديات ليلاس
وفي محاولة للهرب من هذا الموقف المحرج , قالت:
" لقد قلت قبل قليل أننا متأخران عن الفندق , فهلا أخبرتني بما علي فعله الآن؟".
أجابها بلا مبالاة:
" أجراء جولة تفتيشية على غرف النوم ".
سألته بدهشة:
" غرف النوم؟ فهمت من ماري أن هناك وصيفات يتولين هذه المهمة".

" هذا صحيح, لكن من عادة ماري أن تتأكد بعد ذلك من أن الأمور على خير ما يرام".
وعندما وصلا الى الأكواخ الرئيسية ,قالت له:
" أستطيع الآن تدبر الأمور بمفردي ... فشكرا لك ".
أجابها مبتسما :
" لا شك عندي في ذلك , لكنني سأرافقك الى غرفة واحدة... وبعدها تتابعين الجولة على أنفراد".

ردت عليه بسخرية:
" هذا ليس ضروريا , فكوني أبنة مدللة لمليونير كبير أتاح لي فرصة زيارة عشرات الفنادق الفخمة , بحيث بت أعرف كيف يجب أن تبدو غرف النوم , وأعتقد أن أعمال جورج الكثيرة تنتظر منك الأنجاز أيضا".
ظل نيكولاس واقفا دون حراك للحظات , ثم قال:
" حسنا , لكن عليك الأنتباه جيدا, فستكونين مسؤولة أمامي مباشرة عن أية شكوى يتقدم بها النزلاء".

اماريج 16-08-10 10:43 PM

أجابته بتحد ساخر:
" لن تكون هناك أية شكاوى".
وقبل أن يستدير عائدا قال:
" كوني في المطبخ الساعة الثانية عشرة تماما".
ودون أن ينتظر منها جوابا أستدار عائدا الى المكتب تاركا كيلي لمهمتها الجديدة.

كانت كيلي ترتجف وهي تلقي نظرة متفحصة في أرجاء الغرفة الأولى , وأفزعتها على الفور رؤية وجهها في المرآة
أذ ظهرت عليها علامات التوتر والضعف من جراء هذين اليومين الطويلين , لكن أبرز ما لفت نظرها عيناها الممتلئتان أثارة وحيوية
ومهما حاولت التجاهل , فأنها تعلم تمام المعرفة ما هو الشعور الذي ولد في نفسها تلك الأحاسيس.

من غير المعقول أن تجد كيلي ستانويك , الفتاة التي يتمناها أي رجل, نفسها عالقة في شباك رجل فلاح لا يحبها ...
ولا يخفي أحتقاره لها , أنها تدرك تماما أن جاذبية نيكولاس أقوى من أن تقاوم , لكنها تقدم تنازلات كثيرة بحيث تفسح له المجال أكثر ...

مما يشكل خطرا عليها ,ومن هنا ضرورة أن تمنع ذاكرتها من العودة اليه عندما تغادر هذا المكان كي تتزوج من غاري.

نظرت الى ساعتها وهي تتنهد , ساعات قليلة وتعود ماري , وحتى ذلك الحين عليها أن تتجنبه قدر المستطاع ,وبعدها لن تفكر فيه أبدا, وعلى الرغم من أن الأمر سيكون صعبا في البداية
ألا أنها ببعض الأرادة الفورية ستتمكن من نفيه نهائيا , ويكفي أن تلتقي بغاري حتى يصبح نيكولاس والفندق وكل هذه المنطقة في خبر كان.

أستغرقت كيلي بعض الوقت في تفحص كامل الغرف , وما أن أنتهت من جولتها حتى حان موعد الذهاب الى المطبخ للأشراف على وجبة الغداء
وبينما هي منهمكة وسط العاملين , لاحت منها نظرة عابرة نحو الباب , ففوجئت بنيكولاس واقفا هناك يراقب حركاتها وغدواتها بشكل متفحص
ترى هل جاء عمدا كي يقف بنفسه على مجريات الأمور؟ مهما كان, فهي لن تدع وجوده يزعجها ... لذلك أنصرفت الى الحديث مع أحد الطباخين , وعندما ألتفتت بعد لحظات كان نيكولاس قد أختفى.
منتديات ليلاس
أستطاعت كيلي بشكل ما أن تتجنب طعام الغداء معه , فبدلا من الذهاب الى المطعم , طلبت من أحد الخدم أن يحضر لها طعامها الى الكوخ , وأكدت لنفسها بسرور وهي تأكل منفردة :
" فليفسر كما يريد!".

أنتهت وجبة الغداء , ولم يعد أمام كيلي أي شيء ملح للأنجاز ... فقط أنتظار عودة ماري كي تغادر هذه القرية الى الأبد
بعد ساعتين تقريبا عليها التوجه الى الشرفة للأشراف على تقديم الشاي, أما الآن فوقتها ملكها.... اللهم ألا أذا جاء نيكولاس يدعوها الى عمل ما غير متوقع.

كانت ترغب في الأستلقاء والنوم تعويضا عن الأستيقاظ المبكر , لكنها لم تفعل ,وبعد دقائق من التجول دون هدى في الكوخ
جاءتها فكرة أن تعمل في الحديقة لتقليع بعض الزهور والأغصان , ودون تردد توجهت الى الفندق , وعادت بقفازين وقفص وسكينة حادة
, فالزهور المنتشرة حول بركة السباحة بحاجة الى تقليم وتنسيق
وبما أن هواية أمها الأعتناء بالزهور وترتيبها ... فهي لن تجد صعوبة في أنجاز هذه المهمة , الهدوء يعم الحديقة في مثل هذا الوقت من النهار, فالشمس حادة جدا
لا يلطفها الا بعض النسيم المنعش الذي يهب بين الحين والآخر , وقد شعرت كيلي بالسكينة تهبط على نفسها لعدم وجود أحد يزعج هذه اللحظات الهادئة مع الطبيعة , فالجبال المتناثرة والسهول الممتدة حتى الأفق تجعل المرء يطلق العنان لنفسه متخلصا من كل هموم الحياة اليومية.

اماريج 16-08-10 10:44 PM

وأتجهت أفكار كيلي الى ماري وزوجها , فمما لا شك فيه أن مصاعب هذين الزوجين كبيرة للغاية ,لكن العيش مع هذه الطبيعة الساحرة لا بد أن يعطيهما راحة البال والقدرة على المواجهة والصبر.

... وطبعا نيكولاس يعيش في هذه المنطقة أيضا ففي مكان ما , غير بعيد من هنا , تقع مزرعته وبيته , وحتى الآن لم تستطع كيلي أن تعرف شيئا عنها
أذ أن التوتر الدائم بينهما جعل من الصعب قيام حوار طبيعي لتبادل المعلومات , وفكرت أنها قد تغادر الفندق دون أن تراها أبدا
والغريب أن أفكارها تعود دائما الى ذلك المزارع القاسي بالرغم من كل التعهدات التي قطعتها على نفسها بألا تتركه يحتل ذهنها على هذا الشكل.

وعندما حانت منها ألتفاتة الى ساعة يدها , أكتشفت لدهشتها أن موعد تقديم الشاي قد حان, لم تكن تدرك أنها أمضت وقتا طويلا في الحديقة غارقة في أفكارها وتأملاتها
على كل , هناك دقائق معدودة أمامها لكي تغسل يديها وتسرع الى الشرفة التي لا بد أن تكون مكتظة بالزبائن الآن.

كثيرون هم الضيوف الذي يعبرون عن شكرهم بعبارات لطيفة عندما تقدم كيلي لهم الشاي , بالأمس كانت مجرد غريبة طارئة , أما الآن فقد أعتادوا على وجودها وخدماتها
وهذا الأمر أشعرها بالفرح الغامرة , بأستثناء نيكولاس وأندرو فأن أيا من الضيوف لا يعرف هويتها الحقيقية ... وبالتالي لا يتعامل معها من خلفيات مسبقة.
منتديات ليلاس
تناول أندرو فنجانه بأبتسامة لطيفة , وعلى الرغم من توقع كيلي أن يدعوها الى الجلوس معه , ألا أنه لم يفعل , وتبين لها أن المؤتمر أنما فض أعماله لدقائق معدودة يعود بعدها الى الأبحاث والمناقشات والمشاريع.

سألها أندرو:
" ألم تعد ماري بعد؟".
نظرت كيلي الى ساعة يدها ,وتنهدت قائلة:
" كلا".
" لا أظن أنك سترحلين دون أبلاغي مسبقا؟".
" طبعا لا".

وعندما أنتهت من خدمة جميع الضيوف, سكبت كيلي فنجانا لنفسها وجلست على طاولة منزوية وهي تشعر بالضياع
لقد عاد أندرو الى المؤتمر , وليس بين كل هؤلاء الناس من تعرفه تمام المعرفة كي تنضم اليه , ولكن فجأة , جاءها صوت باتت تعرف نبرته حق المعرفة:
" ماري ستكون مسرورة لقيامك بتقليم الزهور".

اماريج 16-08-10 10:45 PM

أستدارت كيلي ببطء شديد وقالت:
" أتمنى ذلك".
" أعتقد أنك غسلت ذراعك؟".
للوهلة الأولى لم تفهم كيلي معنى سؤاله , لكنها أستنفرت قواها كي تواجه سخريته المتوقعة:
" لا تقل لي أن هناك بقعة من الوحل لم أنتبه اليها؟".

ولم يكن هناك أي أثر للسخرية في صوته عندما قال:
" لاوحل , لكنك جرحت ذراعك".
ألتفتت كيلي الى أعلى ذراعها , فشاهدت جرحا طفيفا يظهر أنه نتج عن الشوك في الأزهار التي قلمتها , أبتسمت قائلة:
" أنه غير مهم".

" لدى ماري بعض المطهرات ,والأفضل أن ترافقيني الى الكوخ ".
أستغربت كيلي أن يهتم نيكولاس الى هذا الحد بالجرح الطفيف, وفكرت أنه يخطط لأمر ما في نفسه
لذلك قالت بهدوء:
" لا داعي لكل هذا!".
منتديات ليلاس
رفع نيكولاس حاجبيه بدهشة وقال بحدة:
" لا داعي؟ أن ماري ترش زهورها بالمبيدات , أما أذا كنت تفضلين التسمم على الثقة بي .... فهذا شأنك الخاص!".

ردت كيلي دون أن تدري سببا يجعلها تطلق هذه العبارة :
" أن أهتمامك بي أمر ملفت للنظر!".

ضحك بسخرية:
" أهتمامي بك يقف عند حد التأكد من عدم أصابتك بألتهاب الذراع , بحيث أضطر الى أخذك الى المستشفى ورعاية الفندق وحيدا!".
عضت كيلي على شفتها لتكبت موجات الغضب في صدرها قائلة:
" وفر أهتمامك وعنايتك لغيري ,ماري ستعود بعد قليل , وعندها لن تظل مسؤولا عني أو عن الفندق".

وفوجئت بأنه لم يرد على ملاحظتها بشأن عودة ماري , فتساءلت بلهفة:
"ماري ستعود بعد الظهر ,أليس كذلك؟".
أجابها بحدة:
" هيا بنا يا كيلي ".

كانت كلماته بلهجة آمرة , وقد تعودت كيلي ألا تعاند متى وصلت الأمور الى هذا الحد , سارت الى جانبه وهي تفكر بماري ,هل من المعقول أن تتأخر؟ وما هي الأسباب الداعية لذلك؟".

******نهاية الفصل السادس******


اماريج 16-08-10 10:48 PM

7_القلب المعذب
*****************
في الكوخ, كان نيكولاس يعرف مكان كل شيء وكأنه أحد أفراد الأسرة, وأول ما فعل , الأتيان بالمطهرات لتنظيف الجرح قبل تضميده
يداه الخبيراتان عرفت كيف تلمس مشاعر كيلي التي أضطرت الى أغماض عينيها كي لا يقرأ فيهما أحاسيسها المتدفقة.

سألها:
" هل تؤلمك الى هذا الحد؟".
هزت رأسها دون أن تنظر الى وجهه مباشرة:
" نعم".
أنهى مهمته البسيطة , ثم نظر اليها بتمعن وقال:
" يا لك من مزيج غريب عجيب يا كيلي!".

سألته بصعوبة وأحراج:
" ماذا تقصد بذلك؟".
"مدللة ومعقدة أتجاه العالم , وطفلة غريرة في أعماق نفسك ".
أبتعدت عنه في محاولة لأخفاء أضطرابها وقالت:
" لست أدري ما معنى كلامك هذا , أذا كنت تقصد العمل في الفندق , فأنا لست ماري .... لكنني بذلت أقصى ما أستطيع".
منتديات ليلاس
أجابها بصوت هادىء:
" لست أتكلم عن ماري أو عن العمل , وأنت تعرفين ذلك تماما... ومع ذلك لا أنكر أنك قمت بواجبك على أكمل وجه ".
" ما كنت أظنك ستقول هذا الأطراء".
ثم قالت بعد صمت:
" نيكولاس.... لم تجب عن سؤالي في الفندق حول ماري , هل ستعود بعد الظهر أم لا؟".

أجابها وعيناه لا تحيدان عن وجهها:
"لا".
شحب وجه كيلي وهي تقول:
" لكننا أتفقنا على ذلك".
" لم تستطع الوفاء بوعدها , وستعود غدا صباحا".

أعترضت بحدة قائلة:
"لا , لن أبقى هنا هذه الليلة".
أجابها بلا مبالاة:
" ليس هناك أي مجال آخر".
" وهل ستنام في الكوخ الليلة أيضا؟".
أبتسم ساخرا:
" يا عزيزتي كيلي.... يا له من سؤال غير ضروري".

حملقت فيه بصمت لثوان قليلة , لا شك أنه يستمتع بهذا الموقف الحرج , لكنها يجب ألا تتركه لغروره ,قالت:
" أذا كان الفندق محجوزا بالكامل , فيمكنك أن تنام في مزرعتك".
" أنت تعرفين الأجابة عن هذا الأقتراح أيضا".

قالت وقد نفذ صبرها:
" أنت لا تفهم الوضع يا نيكولاس ... فأنا لا أريد أن أمضي ليلة أخرى في الكوخ معك".

أجابها بلامبالاة متعمدة:
" أنني لا أفهم ...فلو كنت صادقة مع نفسك يا كيلي لأعترفت بأنك تريدين البقاء معي".


اماريج 16-08-10 10:48 PM

فغرت كيلي فمها دهشة وغضبا وهي تحملق فيه بعينين واسعتين
ولم تستطع أن تطلق من صدرها العبارات المختنقة فيه , بأستثناء صرخة واحدة:
" لا....".
ثم أندفعت أمامه قاصدة الباب في محاولة للهرب منه ومن الحقيقة التي لا يمكن أن تعترف بها أبدا , لكنه أمسك بها فجأة
وضمها الى صدره في عناق قاس طويل , وعندما أستطاعت الأفلات من ذراعيه , قالت برجاء:
" أرجوك يا نيكولاس ... دعني وشأني".

أجابها بصوت متهدج:
" أنت تريدينني كما أريدك يا كيلي".
ولكنها تذكرت أنها مع عدوها , عدوها الذي يحتقرها ويذلها....
والذي يجب ألا تشعرن حوه بأي شيء , وعندما أنتفضت من ذراعيه هاربة الى الخارج لم يحاول أن يقف في سبيلها أو يمنعها ....
بل ظل في مكانه غائما في بحر من العواطف والأحاسيس.

لم يسع نيكولاس الى لقائها طيلة بعد الظهر , وبما أن لائحة ماري لا تنص على شيء محدد للعمل , فقد وجدت كيلي نفسها في ذلك الفندق الواسع , لو أن أندرو كان موجودا , لطلبت منه أن يرافقها في نزهة طويلة ...
طويلة, لكنه مشغول في المؤتمر , وهي لا تريد أن تظل وحيدة كي لا تعود أفكارها الى .... نيكولاس نفسه.
منتديات ليلاس
سواء قبلت أو رفضت , فهي مضطرة للتفكير فيه أن عاجلا أو آجلا , خاصة في المشاعر التي فجرها فيها خلال هذين اليومين
لكن يجب ألا تفعل قبل أن تغادر الفندق , فمن المؤكد أنها سترتكب خطأ فادحا لو تركت العنان لعواطفها , وهي وحيدة معه في هذا الفندق.

والسبيل الوحيد لعدم التفكير فيه هو الأنهماك في العمل ... أي عمل , ففي مثل هذا الفندق من الممكن دائما أيجاد شيء بحاجة الى ترتيب أو أعداد
ومع أن ماري وجورج جهدا للمحافظة على المظهر العام للفندق , ألا أنهما أبقيا الكثير بأنتظار توفر المال الكافي في المستقبل غير المنظور.

كانت كيلي تنهي عدد من الزهريات الفخارية , عندما نظرت الى ساعة يدها لتكتشف أن الوقت قد حان للذهاب الى المطبخ للأشراف على وجبة العشاء
والغريب أنها ظلت تأمل في عودة ماري بالرغم مما أكده لها نيكولاس قبل ساعات قليلة ... وأن كان أملا ضئيلا للغاية .

هذه المرة لم يأت نيكولاس الى المطبخ , مما أشعر كيلي بالراحة والطمأنينة , ولكن ما أن أنتهى معظم الضيوف من تناول العشاء

حتى جاءها الخادم برسالة تقول أن الآنسة دي ياغر والسيد فان ميجدين يتناولان العشاء معا ويسرهما أن تشاركهما الآنسة ستانويك السهرة , ترددت كيلي للحظات وهي تبحث عن عذر مقبول , لكنها عجزت...
ومع ذلك ردت الخادم ليعتذر عنها بالنيابة دون أبداء أية أسباب.‍


أحاااسيس مجنووونة 17-08-10 12:28 AM

حللللللللللللللللللللللللللللووووووووووووووووةةةةةةةةة كتيييييييييير ويسلموا ايديك وانا عم استنى على نار التكملة يا حبيبتي

asmaa_amr 17-08-10 03:54 PM

شكرا على الرواية ويعطيك العافية وفى انتظارك

زهورحسين 18-08-10 04:28 PM

:flowers2::flowers2:يعطيك العافية:floر::flowers2::flowers2:
:flowers2:نريد النهاية :flowers2:
:flowers2:

اماريج 18-08-10 11:56 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2415674)
حللللللللللللللللللللللللللللووووووووووووووووةةةةةةةةة كتيييييييييير ويسلموا ايديك وانا عم استنى على نار التكملة يا حبيبتي

الله يسلمك يارب
والاحلى مرورك ومتابعتك ياام مريم
دمتي بخير



اماريج 18-08-10 11:57 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asmaa_amr (المشاركة 2416202)
شكرا على الرواية ويعطيك العافية وفى انتظارك

العفوووووو
وشاكرة لك مرورك المميز منور
تحياااااتي لك

اماريج 18-08-10 11:58 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهورحسين (المشاركة 2417186)
:flowers2::flowers2:يعطيك العافية:floر::flowers2::flowers2:
:flowers2:نريد النهاية :flowers2:
:flowers2:

زهور الله يعافيك يارب
وشكرا على الوردات الحلوين كلك ذوق
دمتي بخير

اماريج 19-08-10 12:02 AM

فكرت كيلي أنهما سيكونان سعيدين لعدم حضورها وأن دعوتهما ما هي ألا مظهر أجتماعي مجرد أنها لا تستطيع أن تكون معهما , سيرينا الجميلة والحيوية تتبادل الضحكات والنظرات مع نيكولاس الذي يتصرف مع المرأة التي ستكون زوجته بلطف واضح وحنان بالغ , بينما العناد والأحتقار من نصيب المرأة التي مشكلتها أنها أبنة الثري الكبير!

لا يمكن أبدا أن تشاركهما جلستهما الحميمة تلك... ومع ذلك فأن الغيرة العمياء طعنتها مجددا في أعماق صدرها وهي تفكر بالعشاء الثنائي على ضوء الشموع.

مرة أخرى وجدت كيلي أشياء كثيرة تشغلها عن أفكارها , بعد تناول الطعام طرأت على ذهنها فكرة الخروج من الشرفة بحثا عن أندرو , لكنها أبعدتها فورا , لأن مزاجها لم يكن في وارد قضاء السهرة مع المهندس الشاب
فهي ستكون مضطرة الى التصنع في أحاديثها وحركاتها , بينما مشاعرها مرتبطة بطاولة مضاءة بالشموع داخل المطعم.

عند الساعة العاشرة ليلا , أنهت كيلي ترتيب خزانة المناشف وهي تشعر بالأرهاق الشديد , أنها المرة الأولى في حياتهاالتي تعمل فيها من السادسة صباحا وحتى ساعة متأخرة من الليل دون راحة على الأطلاق.

سارت بهدوء في ظلمة الليل متوجهة الى الكوخ الغارق في العتمة والسكينة , وعندما وصلت الى غرفة النوم ,خلعت حذاءها وأستلقت على السرير كي ترتاح للحظات قبل تغيير ملابسها أستعدادا للنوم.

فتحت كيلي عينها على صوت خفيف , ثم ملأت رائحة القهوة المنعشة أنفها , كان الضوء ساطعا في الغرفة...
فتذكرت على الفور أنها أستلقت كي ترتاح قليلا , ولا بد أنها غطت في النوم دون أطفاء الأضواء.

وفجأة أدركت أنها ليست وحدها في غرفة النوم , وألتفتت لتجد نيكولاس بالقرب منها حاملا فنجان القهوة ...
وهو ينظر اليها بتلك الابتسامة الماكرة التي تخفي الكثير من السخرية والتهكم.

لم ينبس نيكولاس ببنت شفة , لكن كيلي أسترجعت بلحظات كل ما حدث منذ ليلة البارحة , فقد أنبلج الفجر , وهذا يعني أنها نامت الليل كله , لكن من الذي أدخلهاالى الفراش, وألقى عليها الأغطية الدافئة؟
قالت بحدة :
" لم يكن من الضروري أن تقدم خدماتك غير المرغوب فيها!".

أطلق ضحكة مجلجلة دون أن يجيب
فتابعت تقول:
" هيا أخرج من هنا يا نيكولاس , فأنا أريد بعض الخصوصيية هذا الصباح".
منتديات ليلاس
وعادت ماري بعد الأفطار بقليل , كانت شاحبة ومتوترة وقلقة على الرغم من أبتسامة الصداقة التي واجهت بها الجميع
قالت لكيلي ونيكولاس وهي تنضم اليهما على الشرفة أن أصابة جورج أخطر مما كان مقدرا لها من قبل ,فقد أجريت له عملية جراحية , وتبين خلالها أنه بحاجة لعملية أخرى
لكن الأطباء قرروا أجراءها في وقت لاحق ريثما يكون قد أسترد بعضا من قوته.

قالت مخاطبة كيلي كي تغير الحديث:
" لا أستطيع التعبير عن شكري الكبير لك , ولا يمكنك تصور كم كان وجودك هنا مفيدا ومريحا.
ردت كيلي بلطف:
" أنا لا أجاريك في شيء ... لكنني حاولت قدر المستطاع".

قالت ماري مبتسمة:
" فعلت أكثر من ذلك بكثير , ونيكولاس يؤكد أنك كنت على قدر المسؤولية".
ألتفتت كيلي الى نيكولاس غير مصدقة , وقالت:
" نيكولاس قال هذا؟".

اماريج 19-08-10 12:03 AM

كان نيكولاس جالسا بصمت وعلى شفتيه ملامح أبتسامة , ولأول مرة تلاحظ كيلي أن نظرة السخرية غير موجودة , وقد حلت مكانها نظرة لم تستطع لها تفسيرا.
وأخيرا تكلم مخاطبا ماري:
" بعد أن تتناولي طعام العشاء , سأنقلك مرة أخرى الى المدينة يا ماري".

" الى المدينة...لا, فالفندق بحاجة اليّ الآن".
" وجودك في المستشفى أهم... ويجب أن تكوني الى جانب جورج".
في هذه الأثناء كانت كيلي تكتفي بالأستماع , وقد توترت أعصابها الى حد بعيد , قالت ماري بتردد:
" أريد أن أكون مع جورج! لكن هذا غير معقول".

أجابها دون أن يلتفت الى المرأة الأخرى:
" حتى الآن كانت كيلي على قدر المسؤولية , ولا يوجد سبب يمكن أن يعيق أعمالها".
أكتفت كيلي بالأستماع الى الحديث الدائر بينهما , وخفقات قلبها تزداد أتساعا , كانت عاجزة عن أبداء الرأي , مع أنها المعنية أساسا بالمناقشة.

قالت ماري بنفاذ صبر:
" أقتراحك غير معقول يا نيكولاس , أنني أقدر ما قامت به كيلي حتى الآن... لقد كانت رائعة , لكنني لا أستطيع تحميلها أكثر من ذلك".
أجابها بهدوء:
"وما المانع؟".
" السبب... حسنا , ربما كانت لديها خطط خاصة!".
منتديات ليلاس
" أبدا... كل مشاريعها يمكن أن تنتظر".
وقبل أن تجد كيلي الكلمات المناسبة للرد على هذه الوقاحة ,تابع قائلا:
" أما أذا أردت أن تقولي أن أبنة روبرت ستانويك يجب ألا تعمل , فهذا رأي سخيف".

ثم أضاف بصوت قاس:
" وبالأضافة الى ذلك , فأن كيلي تتحمل جزءا من مسؤولية المصيبة التي حلت بكما , أنت وجورج".
أجابته ماري بحزم:
"هذا صحيح جزئيا ,جورج رجل بالغ ,ويعرف تمام المعرفة ما هو مقدم عليه ... وكان بأستطاعته أن يرفض كما وأن كيلي قامت حتى الآن بأكثر مما هو متوجب عليها".

وأخيرا تحدثت كيلي مخاطبة ماري:
" أرجوك أن تنظر الى وجودي هنا كعربون صداقة معك....".
أستدارت ماري وهي لا تصدق أذنيها:
" هل تقصدين...".

" سأظل هنا طالما أنت بحاجة الي!".
سألتها ماري بأحراج:
"ألا يمانع خطيبك؟".
" غاري سيتفهم الظروف".
ثم رفعت عينيها ناحية نيكولاس , وأضافت بتحد واضح :
" مكانك الطبيعي الآن مع جورج".

اماريج 19-08-10 12:04 AM

" آه يا كيلي, لا يمكنك....".
ولم تستطع ماري أن تواصل كلامها , وتركت لدموعها المنسكبة بهدوء مهمة التعبير عما تود قوله , لكن من الواضح أنها تكاد تطير من الأرتياح والسعادة.

أحست كيلي بغصة خانقة وهي تراقب ردة فعل ماري , أن هذا يؤكد عمق الحب الذي يجمع بين هذين الزوجين الشابين
الحب العميق الذي لم تعرفه في حياتها أبدا! ذلك أن علاقتها مع غاري تسير على نمط مختلف تماما.

ورغما عنها , تحولت نظرات كيلي الى الرجل الجالس قربها والذي كان يراقبها بتمعن وقد خلت ملامح وجهه من تعابير السخرية والتهكم وعادت ماري لتقول بعد أن تمالكت نفسها:
" لست أدري ماذا أقول... سوى أن أشكركما معا لما تقومان به من أجلنا".
منتديات ليلاس
ثم ألتفتت الى نيكولاس وكأنها تذكرت شيئا:
" على فكرة , عندما مررت في المكتب عرفت أن كل الغرف محجوزة ... فهل تخليت عن غرفتك يا نيكولاس؟".

رد بهدوء:
" ليس من عادتي أن أرد الضيوف خائبين".
" لكن هذا يتطلب منك العودة ليلا الى المزرعة!".
حبست كيلي أنفاسها وهي تنتظر ما سيكون عليه رد فعل ماري لدى معرفتها بأن نيكولاس يشاركها النوم في الكوخ
لكن الصوت القاسي رد قائلا:
" لا تفكري بالأمر كثيرا , فعندك من الهموم ما يكفيك".

وألتقت نظرات كيلي ونيكولاس في لحظات خاطفة....
لحظات كشفت لها تعابير لم تفهم مغزاها , وأن أشعرتها بخفقات غريبة في ذلك القلب المعذب!

*****نهاية الفصل السابع*****


اماريج 19-08-10 12:05 AM

8_خطوبة متأرجحة
*********************
شعرت كيلي بالأرتياح عندما غادر نيكولاس وماري الفندق الى المستشفى , فرأسها يضج بالأفكار المتضاربة التي تريد أن تقلبها على الأوجه المختلفة بعيدا عن تأثيرات الآخرين.

كانت سعيدة كونها قادرة على مساعدة ماري وجورج في محنتهما الراهنة .... ولكنها أيضا سعيدة للبقاء في الفندق
وهذا الشعور بالسعادة يتناقض مع تلهفها السابق لعودة ماري كي تغادر هي الى دوربان وتبتعد نهائيا عن نيكولاس ,وأضطرت للأعتراف بينها وبين نفسها أن جزءا كبيرا من تلك السعادة يتركز حول شخصية نيكولاس.

لم تكن لتكذب على نفسها وتنكر أن البقاء في الفندق يريحها , فكل يوم تمضيه هنا يعني يوما أضافيا مع نيكولاس
وهذا يشعرها بالأنشراح بقدر ما يشعرها بالألم , وليس من الممكن التعامي عن قدرة ذلك الفلاح القاسي على أثارة عواطفها بشكل لم يستطعه رجل من قبل.

أنها تشعر بالأنجذاب الشديد نحوه , أنجذاب يجد جذوره العميقة في رجولته المتمثلة في كل ما يتعلق به , ترى هل يوجد شيء آخر غير الأنجذاب يجمعها بنيكولاس؟
رفعت كيلي رأسها عن الخزانة التي كانت ترتبها, وأجابت نفسها بهدوء:
" لا, هذا مستحيل".

والى جانب كونها خطيبة رجل آخر , فأن نيكولاس نفسه مرتبط بأمرأة أخرى تعيش قريبة منه , بل يمكن القول أنه مخطوب لسيرينا دي ياغر.
منتديات ليلاس
أن مجرد التفكير بسيرينا يجعلها تشعر بالأسى والتوتر , هل أصبحت مجنونة , بحيث تترك لأيام قليلة من المتاعب العاطفي أن تؤدي بها ألى أتخاذ قرار لم يأخذ بعين الأعتبار أرتباطات نيكولاس وأوضاعه الخاصة؟
فبقدر ما تعرف أستحالة وجود مستقبل معه , تعرف أيضا أن البقاء أكثر في الفندق يحمل في طياته أحتمال تحطم مشاعرها الصاخبة
أنها تحمل لنيكولاس عواطف لا يمكن تجاهلها أو كبتها... لكنه ليس بالحب العميق الجارف.

ومع ذلك , وبالرغم من أصرارها على تحديد علاقتها بنيكولاس في أطار الأنجذاب البحت , ألا أنها وصلت الى مرحلة مقارنة كل رجل تعرفه به , فقد فعلت هذا مع غاري وأندرو حتى الآن.....
والأثنان خسرا المنافسة , أن كيلي لا تريد تمضية بقية حياتها في أجراء مقارنات بين الرجال, بل تريد السعادة الزوجية مع غاري, والبيت الهادىء والأطفال أيضا.

لكن قرارها بالبقاء في الفندق اليوم وضع مسألة زواجها من غاري في مهب الريح , أنها كمن وقع في الفخ
لقد ذهب نيكولاس وماري منذ نصف ساعة الى المستشفى وليس بالأمكان أستدعاؤهما للتراجع عن البقاء , المشكلة أن الفخ من صنعها هي ... أذ كان بأمكانها الرفض, خاصة وأن ماري أكدت زوال الخطر عن جورج , لكنها لم تفعل.

اماريج 19-08-10 12:06 AM

سارت كيلي ناحية أحدى الطاولات وأنهمكت في ترتيب المناشف , عليها أن تتجنب نيكولاس , أو على الأقل جعل أجتماعاتهما محدودة قدر المستطاع
فأذا كانت العواطف العمياء قد أوقعتها في الفخ, فأن المنطق العاقل سوف يخفف مخاطر السقوط المريع.

كان النهار قد أنتصف عندما لمحت كيلي سيارة نيكولاس البيضاء تتوقف أمام مدخل الفندق , وفور رؤيته توترت أعصابها بشدة , لكنها عادت وسيطرت على نفسها بجهد بالغ
فلقد أتخذت قرارها وعليها الألتزام به, وهكذا أسرعت الى المطبخ للأشراف على أعداد الطعام , متعمدة عدم النظر ناحية الباب كي لا تفاجأ به واقفا هناك كعادته.

وراحت تفكر كيف يمكنها تجنب تناول الغداء معه ,ولكن الأمور كانت أسهل مما توقعت , أذ يظهر أن نيكولاس كان مشغولا بأمور تعلق بالمزرعة
وعندما أبلغته كيلي بواسطة الخادم أنها غير قادرة على مشاركته الغداء لم يعترض, بل أنهى طعامه بسرعة وغادر الفندق متوجها الى المزرعة.

كان أندرو جالسا على الشرفة عندما أنهت كيلي طعامها, وتساءلت وهي تجلس الى طاولته ما أذا كان ينتظرها عمدا , أم أن الأمر حدث صدفة؟ وقد أبدى سرورا ممزوجا بالأستغراب لقرارها بالبقاء في الفندق وقال:
" هل ضغط عليك فان ميجدين للبقاء؟".

أبتسمت كيلي وقالت:
" نيكولاس؟ لا أبدا, فجورج لم يتحسن بعد , وفي مثل هذه الظروف من الأفضل أن تبقى ماري الى جانبه".
ظل أندرو صامتا للحظات وكأنه لا يصدق ما أخبرته به كيلي
لكنه قال أخيرا:
" لست متأسفا لبقائك , بل أنا سعيد جدا , المؤتمر سينتهي غدا يا كيلي , لكنني أستحق أجازة , وربما أمضيها هنا أيضا!".
منتديات ليلاس
كانت كيلي تحدق في الجبال البعيدة , غير أن دفء عبارات أندرو جعلها تلتفت ناحيته فتابع يقول:
" ما رأيك في ذلك يا كيلي؟".
لم تستغرب هذا السؤال المليء بالعبارات والمعاني , فقد أظهر أندرو منذ البداية أعجابه بها , ومحاولة التقرب منها
ألا أنها ليست في وارد أضافة متاعب جديدة الى ما هي عليه الآن , فهناك غاري أولا والخطوبة التي بدأت تشعر بالندم للأقدام عليها

ثم يأتي نيكولاس والأنجذاب الذي فجره في نفسها ,وأخيرا جاء أندرو الرجل الذي تحترمه وتعجب به ... كصديق فقط
وكانت ترغب أن تطلب منه ألا يدمر هذه العلاقة الطيبة وهي بأمس الحاجة الى صديق.

لكنه سبقها متسائلا:
" ماذا قلت يا كيلي؟".
ردت بثبات:
" أظنها فكرة جيدة , فقد تعبت خلال المؤتمر , وليس أفضل من هذه المنطقة الساحرة للترويح عن النفس".

أزدحمت تعابير وجهه بمشاعر الأحباط وهو يستمع منها الى ذلك الجواب العام , لكنه سرعان ما سيطر على نفسه وعاد يبتسم بهدوء .... غير أن كيلي شعرت بالأسف العميق لأنها جرحته من حيث لا تعلم.



اماريج 19-08-10 12:07 AM

وعندما أنهت كيلي شرابها , ألتفتت الى ساعة يدها , ثم نهضت واقفة:
" حان وقت العودة الى العمل , شكرا على دعوتك يا أندرو".
" هذا من دواعي سروري".
وكانت كيلي على وشك أن تغيب عنه , عندما قال فجأة:
" عليك بالأحتراز من فان ميجدين".

أنقطعت أنفاس كيلي دهشة وصرخت قائلة:
" ماذا؟".
" أنه رجل صلب يا كيلي , كما وأنه على وشك أن يخطب".
أبتلعت ريقها بصعوبة , ثم قالت:
" وأنا مخطوبة أيضا".

ثم أضافت في محاولة لترطيب الجو:
" شكرا على التحذير يا أندرو , لكن لا داعي للخوف علي أبدا".
تمكنت كيلي من تجنب اللقاء بنيكولاس طيلة ما تبقى من النهار , مع أنها كانت تلمحه بين الحين والآخر بشكل خاطف
وحدث عندما كانت في المطبخ في أحدى المرات أنها شعرت بمن يراقبها ,لكنها تعمدت الأنهماك في أعمالها بحيث لم تنظر اليه أبدا... الى أن رحل.

حان موعد العشاء , وجاءت معه اللحظات الحرجة التي تتطلب منها الأتصال بغاري لأبلاغه بالتطورات الجديدة على صعيد بقائها في الفندق

فهي ما زالت تذكر ثورة غضبه عندما حدثته أول مرة , ولا شك أن ثورته الليلة ستكون أعنف عندما يعلم بأنها ستبقى لمدة غير محددة , لكن كيف أمكنها أن تتخذ قرارها دون التفكير بغاري؟ وكما توقعت تماما
كان غاري شديد الغضب وهو يقول:
" ماذا تفعلين هناك بحق السماء؟".
منتديات ليلاس
" أنني أساعدهم في الفندق..".
" لكنك قلت يومين فقط, أخبريني كافة التفاصيل يا كيلي!".
حاولت أن تحافظ على هدوئها قائلة:
" غاري.... أرجوك حاول أن تفهم".
" كلا يا كيلي لن أفهم, ولا أريد أن أفهم , أن تمثيلية الكرم والأخلاق قد أنتهت , أظن أن المدعو فان ميجدين له علاقة ما بهذا الأمر".

فوجئت بصدق توقعاته , لكنها قالت:
"لا , لست واقعة تحت تأثير نيكولاس .... السيد فان ميجدين ...".
أجابها بعنف صاخب:
" الى الجحيم به....".
جاهدت كي تحافظ على أعصابها وهي تقول:
" جورج أندرسون ما زال بحاجة الى علاج".

" لكنك قلت أنه خرج من مرحلة الخطر".
" لقد خرج من الخطر , لكن ماري يجب أن تظل الى جانبه".
أجابها بنفاذ صبر:
" لست موافقا على بقائك هناك".
ردت بلطف:
" أما كنت ترغب أن أكون الى جانبك لو أصابك شيء؟".

اماريج 19-08-10 12:07 AM


فوجئت بلهجة جديدة في صوته:
" هل أنت متأكدة من رغبتك في البقاء معي مهما كانت الظروف؟".
كان السؤال مفاجئا بحيث عجزت كيلي للحظات عن أيجاد الجواب المناسب , ولم يكن عجزها بسبب الخوف من التخلي عن غاري ,بل من النتائج التي ستنجم عن فسخ خطوبتها في هذا الوقت بالتحديد.

وتابع غاري يقول:
" حسنا يا كيلي, هل أفهم أنك راغبة في فسخ الخطوبة؟".
كان صوته ممتلئا بالمرارة , لكنها واجهته بهدوء:
" طبعا لا".
ثم أضافت بعد تردد:
" لكن يا غاري ربما من الأفضل أن نعطي أنفسنا فرصة أخرى...".
منتديات ليلاس
سمعت شهقة خفيفة على الطرف الآخر , ثم جاءها صوته مضطربا:
" أذن أنت تريدين أنهاء علاقتنا!".
أجابته بتردد:
" لست أدري.... أنها... ربما كنا قد أسرعنا في الخطوبة ... أننا.. أننا لا نعرف بعضنا البعض تمام المعرفة".

ثم أضافت بصوت قوي:
" كل ما أقصده هو أعطاء أنفسنا المزيد من الوقت كي نفكر في ما نحن مقبلان علي".
أسترد غاري أعصابه ورد بغضب مكتوم:
" قولي للمدعو نيكولاس فان ميجدين الأبتعاد عن طريقيك, وسأفك رقبته أذا لم يفعل!".

لم ترد كيلي على ملاحظته , فهي موقنة أن نيكولاس سيلقن غاري درسا لن ينساه أذا ما تجرأ وتعرض له
وتابع خطيبها الحديث قائلا:
" حسنا يا كيلي, لكن يجب أن نفكر في الموضوع سويا".
" هذا ما قصدته بالضبط".

ثم أضافت في محاولة لأنهاء المكالمة:
" سأتصل بك بعد يوم أو أثنين يا غاري".
قبل هذه المكالمة , كانت فكرة تناول اعشاء مع نيكولاس تؤرق تفكيرها , أما الآن فهي لا تستطيع أحتمال المزيد من المنغصات , فالمسألة باتت أبعد من السخرية التي يواجهها بها , بل وأبعد من التأثير العاطفي الذي يتركه فيها ... فقد أوشكت على فسخ خطوبتها وهنا يكمن الخطر الكبير.

اماريج 19-08-10 12:08 AM

كيلي تدرك تماما أن الخطوبة قد أنتهت بالفعل , وذلك نتيجة الرؤية الجديدة التي باتت تنظر من خلالها الى غاري , فبالأضافة الى أحساسها بأنهما لا يمكن أن يعيشا حياة سعيدة هانئة , برز عامل غير متوقع أسمه نيكولاس
وهناك فرق كبير بين محاولتها أقناع نفسها بكراهية ذلك الرجل وأحتقاره
وبين مشاعرها التي تتحرك بجنون عندما تجده الى جانبها
فأذا لم تكن تحب فان ميجدين فعلا , فماذا تسمي هذه الأحاسيس المتفجرة التي أطلق عقالها في نفسها وقلبها.

بات عليها الآن أن تجد طريقة ما لللتأقلم مع الظروف المستجدة , فبالرغم من مشاعر الأرتياح الخجولة التي تخفق في صدرها نتيجة ما وصلت اليه وغاري
فأن هناك عواطف التردد والشكوك والمخاوف , وهناك أيضا أحساسها بأن ما تريده أكثر من أي شيء آخر ليس في متناول يدها أبدا.

أنها لن تجلس الى طاولة العشاء مع نيكولاس مهما كانت الظروف , فهي غير قادرة على أحتمال وجودها معه في زاوية منعزلة حول طاولة تضيئها الشموع الخافتة , ولن تزعج نفسها في أختراع الأعذار الواهية لأحد ....

وهكذا , عندما أنهت أشرافها في المطبخ , أنسلت بهدوء دون أن تخبر أحدا عن مقصدها.
كانت الحديقة هادئة في ذلك الظلام الدامس , لولا أضواء خافتة تطل عليها من قاعات الفندق وغرفه
وسارت كيلي مبتعدة عن أصوات الضيوف على الشرفة , وهي تتمتع بالهواء المنعش والسكينة التي أدخلت الى نفسها الهدوء والأرتياح , لكن فجأة , أجفلها صوت جاء من مكان ما في الخلف:
" حسنا يا كيلي!".

أستدارت بخوف:
" نيكولاس... أنني... أنني لم أرك!".
أجابها بسخرية ممزوجة بشيء لم تستطع كيلي فهمه :
" كان بودك أن تلبسي طاقية الأخفاء وترحلي من هنا؟".
سألته بأستغراب:
"ماذا تقصد؟".
منتديات ليلاس
" كنت تتعمدين تجنبي طيلة النهار".
قالت بهدوء:
" الواقع أنني كنت مشغولة جدا".
علق بالأسلوب الساخر نفسه:
" لا شك في ذلك , فبالنسبة لفتاة ثرية مدللة , كنت على قدر المسؤولية وقمت بأعمال لم نكن نتوقعها منك".
أجابته بتهكم:
" ألم يكن مقصدك أن تري الفتاة الثرية المدللة كيف يكون العمل؟".

ثم عاد ليسألها بصوت خافت:
" هل تنكرين أنك تعمدت تجنبي طيلة النهار؟".
أبتلعت كيلي ريقها بصعوبة , كان من المستحيل عليها التصرف بشكل طبيعي وهو قريب منها الى هذا الحد
وقالت بعد تردد:
" كنت مشغولة يا نيكولاس , وربما لم أرك, ويؤسفني أن تعتقد أنني تعمدت التهرب من طريقك".

" معقول جدا , لكن ذلك لن يقنعني يا عزيزتي".
ثم أضاف بصوت حاد:
" أنت لا تكتفين بالكذب عليّ , بل تحاولين الكذب على نفسك أيضا".
ضحكت بتوتر قائلة:
" أكذب؟ ولماذا أكذب بحق السماء يا نيكولاس؟".

اماريج 19-08-10 12:10 AM

" أنت وأنا نعرف تماما لماذا؟".
تقدم منها خطوة , فتراجعت خطوة الى الخلف لتصطدم بجذع شجرة
ثم ألح قائلا:
" أننا نعرف لماذا , أليس كذلك؟".
وأستطاعت من أعماق توترها وخوفها أن تجيب:
" هل تعرف فعلا؟".

" لماذا لم تخبري ماري أنني أشاركك النوم في الكوخ؟".
كانت تتوقع هذا السؤال طيلة النهار , بل أن أحد أسباب تجنبها لقاءه كان خوفا من أن يسألها ذلك, ليس لأنها لا تعرف الجواب
بل لعدم جرأتها على البوح به حتى لنفسها , وها هو نيكولاس ينتزع منها الجواب أنتزاعا .

أنتفضت بغضب وهي تقول:
" لقد جعلت الوضع صعبا بحيث....".
ثم ترددت وكأنها تبحث عن الكلمات المناسبة , وتابعت تقول:
" جعلته غير محتمل , وطالما أن الأمور وصلت الى ذلك الحد , فلم يكن من المناسب أقلاق بال ماري , وكما قلت , لديها ما يكفي من المتاعب!".
منتديات ليلاس
جلجلت ضحكته في سكون الليل وهو يقترب منها أكثر:
"أن أدعاء الفروسية لا يناسبك يا كيلي".
أجابت وهي ترتجف:
" كنت أجيب على سؤالك فقط , ولست مسؤولة ما أذا كنت لا تصدق أقوالي!".

" تعجبني محاولتك الأختباء خلف أعمال الخير عندما تريدين أخفاء الحقيقة".
ردت بغضب:
" لست أحاول أخفاء أي شيء".
" حقا؟ أنك مرأة حارة العواطف يا كيلي , وربما كنت تكرهينني , لكنك لا تستطيعين تجنب أنجذابك لي ".

ثم ضمها الى ذراعيه:
" هل من الضروري أن أقول المزيد؟".
همست بصوت خافت:
" أنني أكرهك".
أجابها بلا مبالاة:
" هذا شعور أيجابي في أي حال , وهو أفضل من أحاسيسك الباردة أتجاه أندرو لانغ وخطيبك المذكور...".

دفعته عنها بقوة وهي تصرخ:
" دعني يا نيكولاس".
" لو أنك تريدين ذلك فعلا , لكنت أخبرت ماري عن بقائي في الكوخ معك".

ولم يترك مجالا للتراجع أو الكلام , بل ضمها الى صدره بقوة بحيث أسقط كل مقاومة كانت ترغب في أبدائها
وبعد لحظات خيل اليها أنها ساعات , قال بصوت متهدج:
" قوليها يا كيلي.... هيا قوليها".
أبتعدت عنه وهي تقول:
" أقول ماذا؟".
" أنك تريدينني".

لم يكن هناك مجال للأنكار , فهي تريده بقلبها وأعصابها
وقالت ببساطة:
" حسنا , أنني أريدك ... لكن هذا لا ينفي كراهيتي أتجاهك".
تقلصت قبضته على ذراعيها وهو يقول:
"يجب أن تعرفي أن خيطا رفيعا جدا يفصل بين الحب والكراهية ".

ثم أضاف بعد تردد:
" لكن هذا ليس حديثا يا كيلي , أليس كذلك؟ أننا نتكلم عن الأنجذاب والميل ".
ردت بعنف:
" يا لك من رجل منحط!".

" كي أفتح عينيك على الحقيقة يا كيلي , عليك أن تكوني صادقة مع نفسك ... وعندها ستعرفين لماذا لم تجرؤي على أبلاغ ماري بأنني أنام في الكوخ أيضا".
أنه ينطق بالحقيقة كاملة , ولا مجال للأنكار بعد الآن , فهي تعمدت عدم الأشارة الى الموضوع , كي لا تتخذ ماري ترتيبات تفرقهما عن بعضهما البعض.
منتديات ليلاس
ردت بعنف وكأنها تدافع عن ورقتها الأخيرة:
" أنك لا تجرؤ على فعل أي شيء".
" أنت لا تعرفينني تماما يا كيلي , فأنا أجرؤ على فعل كل الأشياء التي أرغب فيها ... ومن حسن حظك أنك في مأمن الليلة".
وخانتها الكلمات هذه المرة:
" أنت غير راغب بي!".

" لنقل أنني لا أحب النساء الطيعات دائما , بل أريدهن أكثر خبرة وتمنعا".
" مثل سيرينا دي ياغر على سبيل المثال؟".
أجابها بشماتة وسخرية:
" لا أحد يستطيع أن يقلل من ميزان سيرينا".

ولم تستطع كيلي أن تجيب , فالطعنة القاسية التي تشعر بها كلما ذكر أسم سيرينا , جاءت هذه المرة أقوى وقعا وأشد أيلاما
وأخيرا أخرجها صوت نيكولاس من ضياعها قائلا:
" تمتعي بنومك جيدا يا كيلي!".

*******نهاية الفصل الثامن*******

أحاااسيس مجنووونة 19-08-10 12:55 AM

تسلم ايديك يا اماريج واحنا بانتظارك يا عسل ولا تتأخري علينا



:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63:

samahss 19-08-10 03:25 AM

الروايه جميله جدا

اماريج 19-08-10 11:27 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2417624)
تسلم ايديك يا اماريج واحنا بانتظارك يا عسل ولا تتأخري علينا



:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63:



الله يسلمك حبيبتي
وشاكرة لك كثيرا متابعتك وتشجيعك ومرورك المميز
بس زعلانة مافي وردات ياحلوة
لك ودي:flowers2:

اماريج 19-08-10 11:30 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة samahss (المشاركة 2417791)
الروايه جميله جدا

الاجمل ولاحلى هو تواجدك داخل مشاركتي
نورت الروية فيك
لك ودي
:flowers2:




بتركم مع الاجزاء الاخيرة يااحلى ليلاسيات
قراءة ممتعة للجميع
:flowers2:

اماريج 19-08-10 11:32 PM

9_غصة في صدر السعادة
***********************
كان النوم حلما مستحيلا بالنسبة الى كيلي هذه الليلة , فأفكارها موزعة ومشتتة في كل أتجاه , وبين الحلم واليقظة , أستطاعت أن تسرق دقائق معدودة من النوم.

وهكذا, عندما أنبلج شعاع الفجر الأول كانت كيلي أول المستيقظين , وفي غرفة الجلوس , شاهدت نيكولاس ما زال غافيا فوقفت تتأمل وجهه الذي أخذ منه النوم قسوته , وتركه جذابا هادئا كما لم تشاهده من قبل.

هذه هي المرة الأولى التي تراه على حقيقته , دون قسوة أو سخرية أو غضب , وقد أشعرتها سكينته بالرغبة في لمس وجهه وشعره , لكنها أستدارت بعنف وعادت الى غرفة النوم للأستعداد ليوم آخر في الفندق.

وأذا ما أستغرب نيكولاس أستيقاظها المبكر وأنهماكها في العمل قبل مطلع الفجر , فعليه أن يدرك أنها لم تنم جيدا بالأمس بعد المواجهة الحامية بينهما في الحديقة...
في حين أنه نام ملء جفونه دون أن يؤرق ضميره شيء عندما ألتقيا في وقت لاحق ذلك الصباح.
منتديات ليلاس
أخبرها بهدوء ولطف أن المؤتمر على وشك الأنتهاء ,وأن المنظمين قرروا أقامة حفلة غداء خاصة تكريما للمهندسين المشتركين .... وطلب منها أن تتول بنفسها الأشراف على هذه الحفلة.
سألته بدهشة:
" أنا؟".
أجابها ببساطة:
" أجل, أنت".

" لا يا نيكولاس , لا أستطيع ذلك".
رد بلا مبالاة:
" بلى , ستتولين الأشراف بنفسك ".
نظرت اليه طويلا , ثم قالت:
" ولماذا يا نيكولاس؟".
" هذا شيء تتولاه ماري عادة ... وأنت تقومين مسؤولياتها الآن".
" لكن يا نيكولاس....".

رددت باحثة عن الكلمات المناسبة التي تخفي أضطرابها :
" أقصد أن المأدبة مهمة جدا , فماذا أذا أرتكبت خطأ ما؟".
أحست كيلي في تعابير وجهه شيئا جديدا أتجاهها , شيئا لم تعهده فيه من قبل , لكنه قال بهدوء:
" لن ترتكبي أي خطأ يا كيلي".

" لكن.....".
قاطعها بأبتسامة دافئة , وهو يحدق فيها مباشرة:
" أنت قادرة أكثر مما تتصورين ".
شعرت بخفقات غريبة في صدرها , وهي تتساءل بلهفة :
" هل تقصد ذلك حقا؟".

أجابها بالأبتسامة الدافئة نفسها:
" طبعا... سوف تنجحين يا كيلي!".
لو أن هذه الكلمات جاءت من أي أنسان آخر , لما تركت التأثير الذي تركته عبارة نيكولاس , لكن من نطق بها هو الرجل القاسي الجذاب الذي لا يشبهه أحد...
والذي لم تخف كراهيتها وأحتقارها له منذ اللحظة الأولى التي وقعت عيناها عليه.

والغريب أن هذه الكلمات غمرتها بسعادة طاغية فور رحيل نيكولاس عنها , فهو أظهر ثقته بها , خاصة وأن المأدبة تعني الكثير بالنسبة الى مستقبل الفندق
ورجل مثله لا يمكن أن يضع ثقته الا أذا كان متأكدا من أهلية الشخص الذي منحه أياها.

باتت مشاعرها خارج أطار السيطرة , أن أية كلمة طيبة من هذا الرجل تجعلها تطير من الفرحة وتحلق في سماوات لم تعرفها من قبل , لربما كان نيكولاس لا يحبها
ولربما كان يكرهها ... لكن مجرد أعرابه عن الثقة بها يعني أن هناك تحسنا ما في العلاقات , ويعني أيضا أنه يراها أنسانا ويا ذا قيمة خاصة بعيدا عن أموال الأب الثري
ومع ذلك فهي تريد أكثر من الأحترام ... خاصة وأن نظرته اليها لم تعد نظرته الى أنسان هامشي يعيش على جهد الآخرين وتعبهم , وتعهدت لنفسها بأن تنجح
مع أنها لم تواجه مثل هذه المهمة الصعبة من قبل ...

وأن كانت ضيفة الشرف في عشرات الحفلات المماثلة
فمن أجل ماري وجورج ستحاول أن تجعل المأدبة مناسبة لا تنسى كي تجذب المهندسين مرات أخرى , أما فيما يتعلق بنيكولاس فسوف تثبت له مرة والى الأبد أنه أساء الظن بها كثيرا.
منتديات ليلاس
وهكذا مر اليومان التاليان وكيلي لا تجد وقتا للراحة , كان من المفروض أن يقوم الخدم بالطهي وأعداد الموائد
لكنها أصرت على الأشراف عليها بنفسها أضافة الى تنظيم القاعة وتنسيق الزهور وأقامة نوع من الديكور الخاص
في البدء كانت الأمور صعبة نوعا ما , غير أن الشكل النهائي بدأ يأخذ طابعه الخاص مع مضي الوقت وأضافة لمسات جديدة كل لحظة.

حاول أندرو التقرب منها خلال هذه الفترة , لكنها كانت ترده بسبب أنهماكها في العمل , وحدث عندما رفضت بأدب لاحظت على وجهه تعبيرا هو مزيج من الضيق والأشمئزاز
ولم يدم هذا التعبير سوى لحظات قصيرة , عاد بعدها كما عهدته ودودا ولطيفا , ليذكرها بأنه باق في الفندق بعد أنفضاض المؤتمر ... فأكدت له أنها سترافقه في النزهة حينذاك.

اماريج 19-08-10 11:33 PM

بين الحين والآخر كان نيكولاس يطل عليها وهي غارقة في اللوائح المتعددة للمأدبة , يستمع منها بصمت الى خططها وأفكارها , مبديا بعض الملاحظات العابرة
لم تكن تلاحظ على نفسها الحماس وهي تتحدث اليه , الشيء الوحيد الذي كانت تعرفه أن نيكولاس يعاملها ولأول مرة منذ تعارفهما كأنسان سوي يحمل أفكار جديرة بالأحترام , وفي المرات القليلة التي تكلم فيها
كانت لهجة السخرية والتهكم قد ذهبت الى غير رجعة من عباراته.

كالعادة , كان وجوده يؤثر عليها بشكل لا يوصف , وتجد صعوبة في كبت خفقات قلبها التي تزداد كلما شاهدته , وكذلك في منع رغبتها بلمس يده وشعره والبقاء الى جانبه.
سألته ذات مرة:
" هل تظن أن ماري ستعود قبل المأدبة؟".

أجابها وهو يتأمل وجهها الهادىء:
" لا أعتقد ذلك!".
ردت والفضول يملأ نفسها:
"لا؟".
" سوف تندمين لو أنها أتت فعلا؟".

كان على وجهه تعبير غريب لم تجد كيلي له تفسيرا , وأن أشعرها بفرح غامر حرك أحاسيسها الساكنة
قالت وهي تبتسم بلطف ونعومة:
" في هذه المرحلة أفضل أن أنهي الأعداد على طريقتي الخاصة".

مد يده ببساطة وأبعد خصلة من شعرها تناثرت على جبيتها البض , كانت كيلي تعرف أنه تصرف طبيعي من رجل يريد أن يرى مضيفته بأجمل صورة أمام المدعوين في المأدبة , لكن الأمر بالنسبة اليها كان يعني لمسة سحرية مذهلة.
منتديات ليلاس
قال لها مبتسما:
"سوف تنجحين بالتأكيد يا كيلي".
" جرب أن تمنعني ... وسترى!".
وضحكا معا , ضحكة من الأعماق هي الأولى منذ تعارفهما ... ثم أنصرفا كل الى أعماله.

الحفلة كانت ناجحة تماما ,وقد سارت الأمور على أفضل ما يرام.الطعام يختلف عما أعتاد الطهاة أعداده, وذلك بناء على تعليمات كيلي التي نفذت على أكمل وجه...
وقد أضافت المزهريات وتنسيقات الورود جوا رومنطيقيا ساحرا على القاعة , أنتزع الأطراء من معظم المهندسين وضيوفهم
وأفضل أطراء كان تعهد رئيس المؤتمر بالعمل على عقد الدورة السنوية المقبلة في هذا الفندق بالذات.

رد نيكولاس الذي كان يقف الى جانب كيلي:
" هذه أخبار جيدة بالنسبة الى ماري وجورج".
في هذه اللحظة ظهر أندرو
وأقترب من المجموعة ليشترك مع كيلي في حديث طويل.

اماريج 19-08-10 11:35 PM

لم تجد كيلي نيكولاس في الكوخ عندما عادت في وقت متأخر من الليل , فشعرت من جهة بخيبة الأمل لأنها ستنام دون أن تراه
ومن جهة أخرى أحست بالأرتياح لخوفها من حدوث شجار بينهما يعكر صفو هذا اليوم الناجح جدا , لكن النظرة الأخيرة التي جاءت بعد أنتهاء المأدبة كانت تحمل التقدير والأحترام ...
وأشياء أخرى عديدة تسيطر على أفكارها الآن وهي مستلقية على السرير تستعيد أحداث اليوم وتطوراته.

ومن بين أجنحة النوم وأحلام اليقظة , جاءها صوت دافى لم تميزه للوهلة الأولى , ثم فتحت عينيها بدهشة قائلة:
"نيكولاس؟ هل غرقت في النوم؟".
" طبعا أستغرقت في النوم!".
" أنا آسفة ,كان يجب عليك أن توقظني".

وبدلا من اللهجة الساخرة المعتادة , أجابها بصوت حنون:
" أنت تستحقين النوم الآن يا كيلي".

وعادت الى ذهنها على الفور تفاصيل اليوم الماضي , نجاح المأدبة , أطراء الضيوف , تعهد المهندس....
والأهم من كل ذلك عبارات المديح من نيكولاس نفسه

وتذكرت أنها حاولت البقاء مستيقظة أمس في أنتظار عودته , لكنه تأخر فسرقها النوم , ماذا كان يفعل؟
هل أمضى سهرته مع المهندسين أم شغلته أمور أخرى في الفندق؟ لربما موعد مسائي مع سيرينا دي ياغر ؟ الأمر ليس مهما الآن , فها هي الشمس مشرقة دافئة والنهار جميل ونيكولاس موجود الى جانبها .
منتديات ليلاس
قالت له مشيرة الى الباب:
" دعني أرتدي ملابس , فقد تأخرت على الفندق".
" لا عمل لديك اليوم ".
وضحك بصوت مرتفع عندما لاحظ دهشتها وأضاف:
" أنت تستحقين أكثر من النوم يا كيلي ... بل نحن تستحقين يوم عطلة كاملا".

حدقت فيه وهي لا تصدق أذنيها , يوم عطلة كامل تكتشف فيه الحدائق وتذهب في نزهة الى الجبال والوديان والسواقي ؟
يوم كامل وحدها , فأندرو سيكون مشغولا في الجلسة المهائية للمؤتمر بينما سيذهب نيكولاس الى سيرينا التي طال غيابه عنها.

قالت بفرح طفولي:
" فكرة ممتازة جدا , سوف أذهب الى النهر , وربما أستلقي عند البركة طول النهار للتمتع بأشعة الشمس!".

وأنتظرت أن يعلق بسخريته المعهودة , لكنه فاجأها مرة أخرى بأبتسامة لطيفة وهو يقول:
" سوف تشعرين بالملل سريعا , سآخذك معي كي تتعرفي الى المزرعة التي أملكها!".

اماريج 19-08-10 11:36 PM

كانت الشمس ساطعة في كبد السماء الصافية الزرقاء , والجبال تلتمع بألوانها الخضراء الداكنة
وعبر نوافذ سيارة نيكولاس كانت تتناهى اليهما أصوات طيور الغابة متمازجة مع خرير السواقي والينابيع التي لا تعد ولا تحصى
وبعد فترة قصيرة أخذ الطريق الجبلي يضيق ويمتلىء بالمنحنيات التي يعرف نيكولاس كيف يتعامل معها بدقة , نتيجة المعرفة الطويلة له بهذه المنطقة.

عندما أخبرها برغبته في تمضية اليوم معا , وفي مزرعته , لم تكن قادرة على وصف سعادتها الغامرة , ومع ذلك كان عليها أن لا تدعه يشعر بأهمية وجودها معه بعيدا عن الناس والمشاغل
فهو سيسخر منها , ويذكرها بغاري خطيبها الذي لا يعرف شيئا عن تصرفاتها وهي بعيدة عنه.

خطيبها... هزت رأسها وفكرت بما قالته له في آخر أتصال بينهما , يجب أن نفكر في أوضاعنا , لا شك أنه يتساءل الآن عن مضمون قرارها , وبالتالي عليها أن تعطيه جوابا
, لقد أتضح الجواب الآن, لكنها ستحاول أن تبلغه أياه بلطف كي لا تجرح مشاعره ,لن تخبره عن قدرة نيكولاس على زحزحته من قلبها وأحتلال مكانه ...
فهذا شيء يجب أن ينسى , ويجب أن تنساه هي بالذات عندما تغادر الفندق دون رجعة.
منتديات ليلاس
جاهدت كيلي كي تعيد تركيزها على الطبيعة الساحرة التي تعبر بها , فأذا ما ظلت سائحة م أفكارها ومشاعرها , فسوف تعكر جمال هذااليوم ليس لنيكولاس وحده بل لها هي أيضا كونها تريد من أعماقها أن تستفيد من المناسبة الى أقصى حد
هذا اليوم سيظل في ذاكرتها طويلا , ذكرى مهمة جدا ستخفيها في أعماق عقلها بعيدا عن الناس كلهم.

وصلت السيارة الى طريق مواز لجدول مائي صغير, ولسبب ما أحست كيلي أن نيكولاس يراقبها , فألتفتت اليه لتجد عينيه مسمرتين عليها بنظرة متفحصة هادئة
خالية من كل القسوة التي عهدتها فيه... فوق أبتسامة ساحرة جعلتها تتساءل عن سبب أرتسامها على شفتيه, تضرجت وجنتيها بحمرة أرتباك ردا على تعابيره اللطيفة
, ثم أسبلت جفنيها هربا من مشاعرها المتفجرة.

قال لها بلهجة هي مزيج من الأمر والنصح:
" تمتعي بيومك هذا يا كيلي".
ردت وهي تدير وجهها عبر النافذة الى المناظر الطبيعية الخلابة :
" هذا ما أنوي فعله".

وأخيرا أطلا على باينفيل , المحاطة بالغابات الكثيفة من كل جانب ,كانت كيلي تظن أن هذه الأراضي ملك للعوامة , لكن نيكولاس شرح لها أن هناك العديد من المزارع الخاصة جنبا الى جنب مع أملاك الدولة ... وباينفيل مزرعة خاصة به.

اماريج 19-08-10 11:37 PM

وجلست تستمع اليه بصمت وهو يحدثها عن الأراضي والأشجار وصناعة الأخشاب والورق الموجودة في المنطقة
وكانت تسأله بين الحين والآخر ما خفي عنها
فيرد عليها بآراء شخص خبير يعرف مهنته تمام المعرفة , ولم يمض وقت حتى أستطاعت أن تدرك عظمة المسؤولية الملقاة على عاتقه ي هذا العمل الكبير والواسع.

وأهم ما أسعد كيلي في هذه الأثناء , أنها ترى نيكولاس لأول مرة يتكلم بعيدا عن القسوة والسخرية والتهكم التي واجهها بها طيلة الأيام الماضية , لقد شاهدت لطفه مع ماري , وحنانه مع سيرينا ...
وكان عليها أن تنتظر حتى الآن كي تشاهد الجانب الآخر من شخصيته ,ألا وهو الجانب العملي الناجح , هذا الجانب الذي تدعمه وتبرزه صفات القوة والصلابة والحزم أضافة الى بعد النظر وحسن الأدارة والتدبير .

أنها ترى الآن سخصية أخرى تماما , وكأنها لم تعرف نيكولاس من قبل على الأطلاق , فهو قد أسقط القناع عن وجهه, ليكشف لها عن حبه للأرض وتعلقه بالمزرعة وعلاقته الحميمة الخاصة بمسقط رأسه ومكان معيشته.

هكذا ستتذكره عندما تغادر هذا المكان , فرحلة اليوم أعطتها الفرصة لتدخل الى أعماق الرجل الذي أثّرعليها كما لم يفعل أي رجل من قبل ... هذا هو الزاد الذي سترحل به عن الرجل الذي أحبته.
منتديات ليلاس
أنها تحب نيكولاس فعلا , ولم يعد من المناسب النكران , لقد ظلت حتى ليلة أمس تحاول الكذب على نفسها , على أساس أنه حب لا مستقبل له , فنيكولاس فان ميجدين رجل لن يبادلها المشاعر
أنه يكرهها وسيظل يكرهها الى الأبد , كما وأن زواجه من سيرينا مسألة وقت فقط.

كان هناك الكثير مما يثير الأعجاب في باينفيل , وتبين لكيلي أن ما من شيء يقوم به نيكولاس , ألا وينجزه على أتم وجه
كما وأن الأبداع الموجود في المزرعة كشف لها أسباب تعامله الفوقي معها بالرغم من أنها أبنة أكبر أثرياء البلد
فهو رجل لا يعتمد على أي أنسان آخر
بل يشق طريقه في الحياة كما يريد وبناء على مخططاته الخاصة , أنه سيد نفسه وفخور بذلك , وغير متأثر بالثروة سواء كبرت أو صغرت , مع أن مظاهر مزرعته تدل على الثروة الهائلة.


اماريج 19-08-10 11:39 PM

بعد أن خرجا الى الطريق المحفوف بالغابات , وصلا الى ممر ضيق يفضي الى البيت القائم بين تلتين مشجرتين , ومثله باقي المزرعة ,كان بيتا رائع الجمال ذا نوافذ واسعة تلتمع تحت أشعة الشمس الساطعة
ولاحظت كيلي أن هندسة البيت تعمدت أن تطل مناظره الرئيسية ناحية الجبال الشاهقة , وتخيلت نيكولاس وهو يجلس كل يوم على الشرفة متأملا الجبال بعد عناء يوم العمل الطويل...
ثم أطلت صورة سيرينا , جالسة الى جانبه تستمع اليه يحدثها عن أحداث النهار , وشعرت كيلي بغصة خانقة رافقتها طعنات مألوفة في أعماق الصدر.

بعد لحظات كان نيكولاس يقودها عبر ممر طويل مغطى بسجاد فاخر , يؤدي الى سلالم توصل بدورها الى الشرفة ,كان ديكور البيت مخالفا لتصورات كيلي عما تكون عليه بيوت العازبين , فنيكولاس رجل لا يقبل الحلول الوسط
ومما لا شك فيه أنه فرش بيته بأفضل الموجود معتمدا على ذوقه المميز وطابعه الخاص.
منتديات ليلاس
أحست كيلي أن نيكولاس فخور ببيته ,وهو يحب أن يراه الناس وأن يبدوا أعجابهم به وبلمساته , والحقيقة أن كل الغرف تجعل من الصعب على المشاهد ألا يبدي دهشته للديكور المذهل الذي صممه وصنعه بنفسه
فقد كانت هناك سجادات عجمية فوق خشب البلوط المصقول , الى جانب تحف منوعة من كل حدب وصوب
وعلى نقيض ألوان الخشب الداكنة , كانت الستائر وأغطية المقاعد ذات لون فاتح , أختير خصيصا كي يعطي تناقضا محببا مع عتمة الخشب المصقول.

سألها وقد أستدارت عن النافذة المطلة على الوادي:
" ما رأيك؟".
قالت بصوت منخفض:
" كل شيء رائع الجمال".

كانت تود أن تسأله ما أذا كان أحد ما قد ساعده في أنتقاء المفروشات والديكور , ربما سيرينا؟ لكنها لم تستطع.
أجابها قائلا:
" أنا مسرور لأعجابك بالبيت".
ثم أضاف بعد تردد:
" هل تريدين رؤية الباقي؟".

لم يعد هناك غير غرفة النوم , وهي ترغب في رؤيتها قبل أي غرفة أخرى كي تعرف تماما كيف يرتب الرجل أكثر مكان حميمية للأنسان , وكانت تفكر بأن تقول لا
وهو الجواب المناسب في هذه الظروف... لكن قلبها وعواطفها تآمرت عليها لينطق لسانها بعبارة واحدة بسيطة:
" نعم!".

*****نهاية الفصل التاسع******


اماريج 19-08-10 11:40 PM

10_قبل الوداع
:dancingmonkeyff8:********والاخير********:dancingmonkeyff8:
كانت الغرفة كبيرة الحجم , مفروشة بأثاث بسيط وجميل يعكس ذوق صاحبها وشخصيته الرجولية الطاغية , ومع ذلك, فيمكن ببساطة تحويلها الى عش زوجية هانىء بمجرد أضافة لمسات نسائية خاصة.

ويبدو أن نيكولاس لاحظ تعابير وجهها وهي تفكر في طبيعة الغرفة فسألها بلطف:
" ألم تعجبك الغرفة يا كيلي؟".
" تعجبني؟".
ثم ألتفتت وكأنها فوجئت بالسؤال , وقالت:
" آه... طبعا".

في هذه الأثناء , كان نيكولاس قد أقترب منها خطوتين أو أكثر... ولم تذكر كيلي شيئا فيما بعد, ألا أنها ألتقته في منتصف الطريق, وضاعت بين ذراعيه في عناق حميم
المهم بالنسبة اليها الآن ليس المستقبل , وليس النتيجة التي ستؤدي اليها علاقتهما ... الأهم أنها مع الرجل الذي تحب أكثر من أي شيء آخر في الحياة.

وفجأة رن جرس الهاتف من غرفة مجاورة , فأبتعدا عن بعضهما وأنفاسهما تكاد تنقطع , لكن كيلي قالت بصوت متهدج:
" لا ترد.......".
منتديات ليلاس
أستمع نيكولاس لنصيحتها للحظات , لكن رنين الهاتف المستمر دفعه للقول:
" يجب أن أجيب, فلو لم تكن المسألة عاجلة لما حولوا المخابرة الى هنا!".

أنهى حديثه الهاتفي بسرعة , ثم ألتفت اليها قائلا:
" أنهم بحاجة الي يا كيلي".
أجابت بضيق:
" أنني......".
قاطعها بهدوء:
" ربما من الأفضل لنا أن نغادر البيت , فهم يريدونني في المزرعة , فهل ترغبين في مرافقتي أم تفضلين الأستراحة في الحديقة حتى موعد عودتي؟".

قالت بأبتسامة خفيفة:
" سأرافقك الى المزرعة , أليس ذلك جزءا من الرحلة الأستطلاعية؟".

وصلا معا الى مطحنة الخشب التي تصنع الورق في أحد أطراف المزرعة , وهناك أشرف نيكولاس على حل الأشكال العالق بسرعة وفعالية
ثم قادها في جولة سريعة على أرجاء المطحنة والمصنع الملحق بها, وعرفها على العمال الذين رحبوا بها بحرارة وكانوا سعداء لوجود رب عملهم معهم.

وأخيرا أنتهى النهار وعادا الى الفندق لمتابعة الأشراف على المسؤولية الملقاة على عاتقهما ,كانت كيلي سعيدة بالعودة , فالنهار لم ينته كما أشتهت ........

اماريج 19-08-10 11:41 PM

بل ملأها بالأسئلة التي لم تجد لها جوابا, هل أرتكبت خطأ في مرافقته؟ هل أساءا الى نفسها أمامه؟ أم أنها أساءت اليه بشكل أو بآخر؟ كانت تود أن تسأله , لكن لم تجد الجرأة اللازمة لذلك".

في تلك الليلة كانت سيرينا في الفندق لتناول العشاء مع نيكولاس ,ولم تدر كيلي ما أذا كان مجيئها صدفة أو تلبية لدعوة خاصة من نيكولاس , ومع ذلك
سواء بوجودها أو عدم وجودها , فأن العشاء تحول الى ساعة كاملة من العذاب والتوتر ... خاصة وأن الأهتمام كان بين اللذين على وشك الزواج قريبا.

وأخيرا أعتذرت كيلي لأضطرارها للأنسحاب بعد النهار المتعب الذي أمضته في مزرعة باينفيل , وعندما سمعت سيرينا ذكر المزرعة
أطلقت نحو نيكولاس نظرة لوم وعتاب لم تخف على كيلي , التي لم يخفف عنها هذا الأنتصار المؤقت مشاعر الغيرة القاتلة.

ظلت كيلي مستلقية لمدة طويلة على السرير المزدوج في الكوخ الغارق في الظلام , وهي تسرح بنظرها في السماء الصافية المطرزة بالنجوم , كانت تحاول جاهدة أن تخفف عن نفسها الضيق والتوتر
لكن صورة سيرينا ونيكولاس حول طاولة منفردة مضاءة بالشموع على بعد أمتار منها كانت تنغص عليها أسترخاءها , ماذا ستقول سيرينا أذا ما عرفت بتفاصيل ما حدث في المزرعة؟
هل ستعتبر الأمر مجرد نزوة , أم ستعاني من أحاسيس الغيرة التي تنخر في أعماق الصدر كما تحس كيلي الآن؟
السؤال غير مناسب أبدا , فنيكولاس لن يشير الى الموضوع لا من قريب ولا من بعيد كي لا يدمر علاقته بعروس المستقبل من أجل مغامرة عابرة لا تعني له شيئا.

لم تستطع النسمات المنعشة عبر النافذة أن تخفف من حرارة غرفة النوم, وظلت كيلي لدقائق عديدة تتقلب على الفراش سعيا وراء ملاك النوم المستعصي عليها ,
فالنوم وحده ينقذها من أفكارها ومعاناتها مع مشاعرها , ويضع حدا لتفجر أحاسيسها المتضاربة منذ أن تركت غاري وأصدقاءها وعادت الى الفندق كي تدفع ثمن غلطتها في الأساس.
منتديات ليلاس
آه... كم كانت النتائج التي حصدتها مختلفة عما خططت له في الأساس , فالمساعدة التي جاءت تعرضها على جورج وماري تحولت الى شيء آخر تماما ...
وأن أستطاعت أن تتأقلم مع الجو بعد أيام قليلة ,لكن حبها لنيكولاس لم يكن في الحسبان , وهي ترفضه حتى الآن , والمشكلة الكبرى أنها غير قادرة على التأقلم مع هذه العاطفة التي قلبت حياتها رأسا على عقب
والسؤال الذي يقلقها : هل ستستطيع النسيان في يوم من الأيام؟

هربت كيلي من أفكارها والحر الى الخارج حيث الهواء المنعش والنسيم العليل , وبأستثناء هسهسات بعض حشرات الليل , كان كل شيء ساكنا مما أشعرها بزوال بعض التوتر من نفسها , وبهدوء
أخذت تتجول دون هدى بين الأشجار المتناثرة في الحديقة وقد أستغرقتها أفكارها , وعلى حين غرة وقع نظرها على نيكولاس في الطرف الآخر من الحديقة , وللحظات نسيت كل أفكارها ...

اماريج 19-08-10 11:42 PM

فماذا يهم لو أنه تناول العشاء مع سيرينا , طالما أنها قادرة على الأنضمام اليه وقضاء الليل بصحبته؟
وكادت أن تهرع نحوه بشوق لولا أن شاهدت ما جعلها تجمد في مكانها والأسى يملأ قلبها , لقد كانت سيرينا بصحبته
والسبب في أنها لم تظهر من قبل كونها كانت تسير خلفه مما حجبها عن الأنظار.

جمدت كيلي في مكانها وهي تستمع الى همسات الأثنين في ظل الأشجار الكثيفة الأغصان لم تكن تريد أن تعرف عما يتحدثان....
فيكفيها ما رأته منهما حتى الآن , أنها تريد الهرب من هذا المكان قبل أن يرياها , ولكن قبل أن تفعل
شاهدت ذلك الرجل الممشوق ينحني بهدوء على رفيقته الحسناء ليعانقها مطولا دون أن يشعرا بوجود غيرهما في هذا العالم.

كانت ما تزال مستيقظة عندما عاد نيكولاس الى الكوخ , وظلت متحفزة في السرير حتى فتح باب غرفة النوم ودخل عليها
وعندها تظاهرت بالنوم كي لا تدخل معه في نقاش قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه , لكنه وقف طويلا الى جانبها دون أن يتكلم
ويظهر أن أنتظام أنفاسها والعتمة المخيمة أقنعاه بأنها مستغرقة في النوم فعلا , وفجأة أقترب منها ,ومد يده الى رأسها يتحسس شعرها المبعثر بحنان ولطف....
ثم أستدار خارجا وقد أحست من وقع خطواته أنه غاضب ومتوتر!

وأستطاعت بعد ذلك أن تتجنبه , لأن ذلك هو الحل الوحيد في هذه الظروف , فأذا ما كانت تريد لجرح القلب أن يندمل , فأن الأحتكاك الأقل معه هو الدواء الشافي
لقد باتت تعرف مجريات العمل في الفندق , وهي ليست بحاجة الى أية نصائح منه , كما وأنها تعرف مواعيده وأرتباطاته ,وبالتالي قادرة على عدم الألتقاء به , المهم أن تعود ماري بأسرع وقت ممكن...
وعندما دعاها أندرو الى نزهة قصيرة , قبلت بأرتياح شديد... لأنها أنتهت قبل دقائق من عمل الفندق وبات أمامها ساعات من الملل والفراغ التي لا تريد أن تشغلها بالتفكير بنيكولاس.
منتديات ليلاس
سارا معا في الممر الذي يلتف حول الفندق , ثم يؤدي الى المنحدرات الجبلية التي تغطيها الغابات الكثيفة
أنها المرة الأولى التي يكونان فيها على أنفراد مع الطبيعة الساحرة التي تولد السكينة في القلوب المتعبة
وسرعان ما وجدت كيلي نفسها تستمتع بالنزهة بعد توترات الأيام القليلة الماضية , متناسية مشاعر أندرو التي أبداها في أكثر من مناسبة , فهي لا ترى فيه الا الصديق اللطيف.

وصلا بعد دقائق الى شلال مائي صغير , حيث الماء ينحدر من تلة صغيرة في طريقه الى جدول مائي يصب بدوره في نهر واسع في مكان ما من الوادي , ذهلت كيلي لهذا المنظر البديع , فقالت بلا وعي:
" يا له من منظر جميل جدا".

" بل أنت الجميلة يا كيلي".
أستدارت كيلي بهدوء وقد فاجأتها لهجة أندرو المليئة بالعواطف الحبيسة , وقالت:
"أندرو.....".
قاطعها وهو يمسك يدها بكلتا يديه:
" كيلي... يجب أن تعرفي طبيعة مشاعري نحوك".

اماريج 19-08-10 11:43 PM

حبست دموعا مفاجئة في عينيها , خائفة مما سيؤدي اليه هذا الموقف من تعقيدات , وقالت برجاء:
"أرجوك يا أندرو ألا تفعل".
" يجب أن أخبرك".
همست:
" لا... أرجوك".
"هل ما زلت متعلقة بغاري ؟".

لم تكن قادرة على الأجابة الواضحة , كما وأنها لا تستطيع أن تكذب عليه وهي ترى فيه الصديق اللطيف , لذلك هزت رأسها بالنفي
فتابع يقول:
" أنه نيكولاس أذن... لكن لا مستقبل لك مع هذا الرجل".
" أنني أعرف...".
" أنا أحبك يا كيلي , وأستطيع أن أقدم لك الكثير".
منتديات ليلاس
أبتلعت ريقها بصعوبة وردت بحزن:
" لكنني لا أستطيع أن أقدم لك شيئا بالمقابل".
قال بعد تردد:
" يجب أن تصبحي زوجتي".
ردت بهدوء:
" لا أعتقد أنك تريدني بدون حب... فأنت تستحق كل خير يا أندرو".

لم يعمد أندرو الى الألحاح , بل أخذها بيدها وسارا معا بصمت عائدين الى الفندق , وفي هذه الأثناء كانت كيلي قد حسمت مجموعة من الأمور العالقة بنفسها.

كانت تشعر بالأسف لأنها جرحت مشاعر أندورو, ولكنه رجل ناضج ويعرف كيف يتقبل الجروح وينتصر عليها ,ولا شك أنه سينسى كيلي عندما يعود الى المدينة , ويتعرف الى أخريات , وينهمك في أعماله الناجحة.

ثم هناك غاري , وقد بات من الواضح أن كيلي لا يمكن أن تتزوجه ,وليس من المناسب أبقاؤه منتظرا دون أمل
وعليها هي أن تبادر الى أنهاء الموضوع بأسرع وقت ممكن ,ومهما كانت ردود فعله , فأنه لا يلام
لكن كيلي وجدت نفسها تتساءل ما أذا كان غاري يحبها فعلا؟ أما أذا كانت مشاعره مجرد نزوة عابرة
فهو قادر على تجاوز المحنة بما يملك من حيوية ومقدرة على أجتذاب النساء.

ويبقى نيكولاس في النهاية , وهو مشكلة تبدو صعبة الحل خاصة فيما يتعلق بكيلي نفسها , بأعتبار أنه لم يظهر مشاعره الحقيقية أتجاهها حتى الآن , فمنذ أن شاهدته مع سيرينا في الحديقة
أستطاعت أن تتجنبه كلية دون أن تزول من نفسها تلك الغيرة اللعينة ... بل على العكس ,لقد حان وقت التفكير الجدي بمستقبلها بعد أن تجد مهنة خاصة تشغلها عن قضايا القلب والحب والزواج.

عادت الى ذاكرتها الأيام الطويلة التي أمضتها في المستشفيات مع الأطفال المرضى , فشعرت ببعض الرضى عن الذات المتعبة , لكن هذا العمل التطوعي في أوقات الفراغ لم يعد يكفي ,بل هي تريد عملا دائما فيه الكثير من التحدي لقدراتها ومواهبها
لعل الأهتمام بحضانة للأطفال هو نوع العمل الذي ترغب فيه... في كل حال , عدما تعود الى دوربان سوف تقلب كل الأحتمالات المتوافرة.
منتديات ليلاس
سألها أندرو وهما يقتربان من الفندق:
" هل تشاركينني في فنجان من الشاي على الشرفة؟".
ألتفتت اليه وأجابت بلطف:
" لا أظن ذلك , شكرا في أي حال , لكن أفضل لنا أن نفترق".

أجابها بأسى حقيقي:
" لربما كنت على حق , أنت فتاة رائعة يا كيلي , وأتمنى لك كل السعادة الممكنة في المستقبل".
ثم رفع يدها الى شفتيه وطبع عليها قبلة رقيقة , وفجأة جاء صوت مألوف:
" يا له من منظر عاطفي.

أستدارت كيلي بسرعة لتجد نيكولاس واقفا على بعد خطوات منهما , وقد تقلصت عضلات وجهه غضبا , وتابع يقول:
" أذن هكذا تمضين أوقات فراغك يا كيلي؟".
أجابته بغضب مماثل دون أن ترفع عينيها عن وجهه:
" أنني أنا التي تقرر الناس الذين أتعاطى معهم والأمكنة التي أذهب اليها".

أمسك ذراعها بقسوة صارخا:
" أريد أن أراك على أنفراد يا كيلي".
صرخت وهي تشد ذراعها من قبضته القاسية:
"لا....".

اماريج 19-08-10 11:44 PM

أشتد غضبه أكثر وقال:
" كيلي....".
لكنها قاطعته بحدة:
" دعني وحدي الآن يا نيكولاس".

كانت تتوقع أن يمنعها من الرحيل , لكنه أرخى قبضته بهدوء وأفسح لها المجال كي تسرع الى الفندق تاركة الرجلين مذهولين في الحديقة الصامتة.

توجهت كيلي الى على الفور , لم تعد الأمور تحتمل التأجيل أكثر من ذلك, وخلال لحظات كانت تتكلم الى غاري الذي أستمع بصمت الى قرارها النهائي
وأحست كيلي أن خطيبها السابق لم يفاجأ , بل لربما كان مسرورا بشكل أو بآخر , ولعله أقتنع هو الآخر أن مشاعرها المترددة لا تكفي لأنجاح رحلة عمر مشتركة تمتد لسنين وسنين , وعندما قالا وداعا لبعضهما البعض لم تستطع كيلي أن تكبت غصة عصفت بصدرها , فمهما يكن من أمر ...
لقد أعجبت بغاري وأمضت معه عدة أشهر جميلة ستظل في ذاكرتها لسنوات.

بعد الأنتهاء من هذه المهمة القاسية , عادت الى الكوخ بالرغم من أنها كانت مطلوبة في المطبخ للأشراف على وجبة الغداء , لكنها لم تكن في مزاج يسمح لها بالأختلاء بأي أنسان ,حتى بالخدم والطهاة والضيوف!

سحبت خاتم الخطوبة من أصبعها عندما جلست على السرير وهي تفكر كم كانت سعيدة حينما وضعه غاري في يدها لأول مرة قبل أشهر , أما الآن , فقد أنتهت العلاقة
وها هي غارقة في حب رجل آخر , ولكنها على وشك أن تفقد الرجلين , وتخرج من تجربتها بذكريات أليمة قاسية.

وبعد لحظات من التأمل في الخاتم الذي كان يعني لها الكثير قبل فترة قصيرة , وضعته في هدوء داخل حقيبة يدها
أذ ليس من الضروري أن ترسله الى غاري الآن , وستعمد الى أعطائه أياه عندما تعود الى دوربان وتلتقيه وجها لوجه.
منتديات ليلاس
لكن الذي لفت نظرها في هذه اللحظة , هو الخط الأبيض الذي ظهر حول أصبعها مكان الخاتم المنزوع
لا شك أن نيكولاس سيلاحظ ذلك , فمهما حاولت تجنبه فأنهما سيلتقيان حتما ... وعندها سيكتشف ذهاب عنوان الخطوبة من يدها , والأكيد أنه سيطرح الكثير من الأسئلة والتعليقات
سواء أجابت أو لم تجب , فهي لا تريده أن يعرف بحقيقة فسخ الخطوبة , وعلى الأقل ليس قبل مغادرتها الفندق والأبتعاد عن العينين اللتين تستطيعان أختراق المظاهر وقراءة أعماق المشاعر.

لذلك أعادت الخاتم الى أصبعها كي لا تعطيه فرصة الملاحظة , بالرغم من أحساسها بأن هذا الخاتم أشبه ما يكون بالقيد الثقيل حول نفسها وروحها , لكن المهم ألا يعرف نيكولاس فان ميجدين بما حدث فعلا.

عاد جورج وماري الى الفندق في أواخر شهر أذار(مارس) , وكان الخريف قد بدأ يلوح في الأفق ,فالأشجار أخذت تفقد أوراقها والسماء تتلبد بالغيوم والأيام أصبحت ثقيلة ...
مما أنعكس على نفس كيلي المشبعة بالهموم بعد مضي شهر كامل على الحادث الذي أودى بجورج الى المستشفى.

كان جورج في صحة جيدة , بأستثناء عرج بسيط في ساقه عندما يسير , كما وأن ماري بدت مختلفة تماما عن آخر مرة رأت كيلي فيها , وقد عم السرور الجميع لعودتهما سالمين الى الفندق
وعندما شاهدا على الطبيعة ما قامت به كيلي خلال غيابهما , أبديا أعجابهما الشديد , وأصرت ماري على توجيه دعوة خاصة لها كي تعود الصيف المقبل لقضاء العطلة معهما
ومع أن كيلي وعدتهما خيرا , ألا أنها كانت تعرف في أعماق نفسها أن هذه هي المرة الأخيرة لها في الفندق.

اماريج 19-08-10 11:46 PM

لم يكن نيكولاس في أستقبال ماري وجورج عند وصولهما , فهو مشغول في مزرعته على أمل أن يعود في وقت لاحق قبل الغداء
وكانت كيلي تأمل أن ترحل قبل مجيئه , وبهذا تتجنب لحظات الوداع القاسية والمحرجة ,لقد أستطاعت خلال الأيام الماضية أن تجعل لقاءاتهما رسمية وباردة
لكن أن تودعه
الى غير رجعة فهذا أكثر مما تحتمل , فمجرد التفكير بأنها لن تراه بعد الآن , يجعلها تشعر بأنقباض في صدرها ... وبالدموع تطفح في عينيها.

وبعد أن أستقر المقام بصاحبي الفندق , أنسحبت كيلي الى الكوخ كي تحزم حقيبتها أستعدادا للرحيل
كان أندرو قد رحل قبلها بأيام , وهذا يعني توديع الموظفين بكلمات قليلة ثم تستقل الباص عائدة الى المحطة , ومن هناك الى دوربان حيث تنتظرها حياة جديدة مجهولة.

أستغرقتها عملية الترتيب وقتا أطول مما كانت تتوقع ,وبين الحين والآخر كانت تنظر حواليها في الكوخ الذي أعتادت عليه خلال الشهر الذي أمضته هنا
لقد عاد صاحبا غرفة النوم اليها , لكنها ستظل تذكر أقامتها فيها .... والمشاعر التي ولدت هنا.

كانت على وشك أغلاق الحقيبة عندما سمعت وقع أقدام على الباب , لعلها ماري جاءت تعرض عليها المساعدة
لكن الخطوات التي أقتربت من غرفة النوم جعلتها ترتجف بشدة , وتشعر بالدم يجمد في عروقها.
منتديات ليلاس
وقف نيكولاس بقامته الممشوقة وكتفيه العريضين وهو يقول:
" هكذا أذن!".
" نيكولاس؟ لقد .... لقد ظننت أنك في باينفيل!".
" ألهذا قررت الهرب بسرعة؟ أظن أن ماري فشلت في أقناعك بالبقاء حتى الغداء على الأقل!".

" أنا.... هناك باص سيغادر قريبا , ومن الأفضل أن أذهب و...".
قاطعها بحزم:
"وهكذا قررت مغادرة المكان دون رؤيتي".
قالت بصوت منخفض:
" كنت سأقول وداعا".

أجابها بلا مبالاة:
" لا تكذبي علي يا كيلي , كنت تنوين التسلل دون كلمة وداع وكأن شيئا لم يحدث بيننا".
واجهته بحزم:
" وهل حدث شيء فعلا؟".

أزدحمت تعابير وجهه بمشاعر متضاربة
لكنه قال بنعومة:
" أعتقد أن أشياء كثيرة حدثت , وأتذكر الآن لحظة رن جرس الهاتف ليقطع علينا خلوتنا".

اماريج 19-08-10 11:51 PM

وأفلتت منها كلمات غاضبة:
" كان هذا قبل أن أرى سيرينا بين ذراعيك".
هز رأسه مرارا , ثم قال:
" أذن رأيتنا معا... هذا يفسر الكثير من الأمور".

وعلى حين بغتة تغيرت تعابير وجهه , كانت هناك ملامح شخص أدرك للتو ما كان يعتمل في نفس وعقل أنسان آخر , وقد أنعكس هذا التغير على صوته الذي أصبح أكثر حنوا.

قال وهو يقترب منها:
" والى أين أنت ذاهبة الآن؟".
" الى دوربان...".
" الى غاري؟".
أجابت دون أن تنظر اليه:
" أجل".
مد يده الى ذقنها ورفعها الى الأعلى :
" كذبة أخرى يا كيلي؟".
ووجدت صعوبة في الكلام:
" أنا.... أنا لا أكذب".
منتديات ليلاس
قال دون أن يرفع عينيه عن وجهها:
" بلى تكذبين , أضطرابك يكشف كذبك , أنت لن تذهبي الى غاري , لأنك لن تكوني سعيدة معه... تماما كما لو كنت قبلت عروض أندرو!".
أحست كيلي بسعادة غامرة , أنها سترحل بعد قليل دون أمل بالرجل الذي تحب , لكن هذه اللحظات في ذاكرتها الى الأبد
سألته بعد لحظات:
" وكيف عرفت بعروض أندرو؟".

ضحك بملء فمه وهو يقول:
" كيف؟ لأنني أعرفك تمام المعرفة يا كيلي ستانويك , فلست أنت الفتاة الثرية المدللة التي كنت أعتقدها من قبل , وأنا أعرف أن شخصا مثل غاري أو أندرو لن يكون مناسبا لك أبدا ,والآن أسألك مرة أخرى , هل أنت ذاهبة الى غاري يا كيلي ؟ أريد جوابا واضحا.

لم تستطع أمام نظرته القوية أن تواصل الكذب فقالت بصوت خافت:
" لا , لن أعود الى غاري".
واصل كلامه الآمر قائلا:
" وما السبب ؟ السبب الحقيقي يا كيلي؟".

أنتهى الأمر , وعليها أن تتحدث بصراحة في لحظات الوداع القاسية هذه.... فهي فرصتها الأخيرة الباقية
قالت بصوت متهدج:
" لأنني أحبك!".
وفجأة أنهارت القسوة في تعابيره وكلماته ,وقال:
" كيلي.... حبيبتي, هل تقصدين ذلك فعلا؟".
ذهلت كيلي لردة فعله , هل صحيح ما تراه , أم أن خيالاتها المضطربة أوحت لها ذلك؟ ولكن ذراعيه القويتين حولها أكدتا لها صدق ما تحس وتسمع , قال:
" كنت أتساءل في أوقات كثيرة عما أذا كنت مجنونا عندما طلبت من ماري وجورج أن يذهبا في عطلة طويلة!".

سألته بأستغراب:
" عطلة؟".
" لقد خرج جورج من المستشفى قبل أسبوعين , وكان بأستطاعته العودةا لى الفندق لو شاء , لكنني طلبت من ماري الذهاب الى شاطىء البحر لتمضية فترة من النقاهة".

" ولماذا؟".
" كي أعطيك الوقت الكافي لمعرفتي ,وأيضا لتدركي أن خطوبتك لغاري خطأ كبير".
قالت وهي تنتزع الخاتم من أصبعها:
" أنا لست مخطوبة , لقد أفترقنا منذ أيام , لكن ماذا عن سيرينا يا نيكولاس؟".

" عندما رأيتني معها في الحديقة , كنت أودعها , لقد أدركت بعد رحلتنا الى المزرعة أنني أريدك معي دائما , وعندما جاءت سيرينا الى العشاء تلك الليلة أخبرتها بكل شيء".
" ألهذا السبب كنت تبدو شارد الذهن ليلتها؟".
سألها بأستغراب:
" وهل لاحظت ذلك؟".
منتديات ليلاس
" لاحظت؟ بل لم أستطع أن أفهم ما يحدث .... لقد شعرت بأن كرامتي جرحت".
أجابها بحنان:
" هذه ستكون المرة الأخيرة , لقد قلبت دنياي رأسا على عقب يا كيلي , أنت لم تكوني الفتاة التي تصورت , وأنا أحبك من صميم قلبي , كان علي أن أفكر , وأتعامل مع المشاعر الجديدة...".

قاطعته بلهفة:
" آه يا حبيبي .... لقد كنت غبية وقاسية".
" وأنا أيضا يا كيلي.. أنني أحبك وأريدك , غير أن ماري وجورج يريدان بيتهما , فمتى سنحدد موعد الزفاف؟".

اجابت ضاحكة:
"الأسبوع المقبل؟".
أجابها وهي غائبة بين ذراعيه:
" بل غدا يا حبيبتي!".

النهاية


اماريج 19-08-10 11:53 PM

تمت والحمدلله
قراءة ممتعة للجميع للاعضاء وللزائرين
بتمنى انوتكون نالت رضاكم ياحلوين:flowers2:

http://www.iraqnaa.com/ico/image2/f/n/ros084.gif


أحاااسيس مجنووونة 20-08-10 12:54 AM

سلمت اناملك يا احلى اماريج ويعطيك العافية على الرواية الي كتييييييييييييييييير حلوووووووووووووووووووووووووووة وسامحيني لاني ماحطيتلك ورد لك انت بتستاهلي ورود الدنيا كلهاااااااااا




:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

Rehana 20-08-10 08:45 AM

ربي يعطيك العافية على مجهودك المميز
ماننحرم منك ابداً ياالغلا كله
وهذا اكبر وردة روز الك


http://www.commentsyard.com/graphics/rose/rose03.gif

asmaa_amr 20-08-10 06:47 PM

رواياتك دائما وابدا رووووووووووووعة شكرا ويعطيك العافية

اماريج 21-08-10 12:09 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مريم 2010 (المشاركة 2418535)
سلمت اناملك يا احلى اماريج ويعطيك العافية على الرواية الي كتييييييييييييييييير حلوووووووووووووووووووووووووووة وسامحيني لاني ماحطيتلك ورد لك انت بتستاهلي ورود الدنيا كلهاااااااااا




:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: :flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2:

الله يسلمك ويعافيك يالغلا
والله الاحلى حبيبتي كان مرورك وتعبيرك الحلو
ويسلمواااااااا على الوردات حبيبتي كلك ذوق بمووووت في الورد
لك كل الود
:flowers2:

اماريج 21-08-10 12:17 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Rehana (المشاركة 2418828)
ربي يعطيك العافية على مجهودك المميز
ماننحرم منك ابداً ياالغلا كله
وهذا اكبر وردة روز الك


http://www.commentsyard.com/graphics/rose/rose03.gif

ياهلا وغلا بااحلى ريحانة
يلي معطرة منتدنا بااحلى عطر نورت حبيبتي
وتسلميلي على تعبيرك كلك ذوق يالغلا
وشكرا على الوردة حلوة كتير
الورد مابيقدم الا ورد
وبعد هذه مني لااحلى ريحانة وقمورة المنتدى

لك ودي وحبي
http://www.iraqnaa.com/ico/image/063.gif



اماريج 21-08-10 12:20 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة asmaa_amr (المشاركة 2419023)
رواياتك دائما وابدا رووووووووووووعة شكرا ويعطيك العافية

العفووووو حبيبتي
والله يعافيك يارب هذه شهادة اعتز فيها تسلمي ياعسولة
وربنا ماانحرم ابدا منكم ولامن تواجدكم
لك كل الود
:flowers2:

نجمة33 21-08-10 12:53 AM

شكرالك القصة جميلة جدا

حلا الكويت 21-08-10 06:36 AM

تسلمين على الروايه الحلوه والله يعطيج العافيه ...:55:

شاهد 22-08-10 09:24 PM

رووووووووووووووووووووووووعة

اماريج 22-08-10 09:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجمة33 (المشاركة 2419271)
شكرالك القصة جميلة جدا

العفووووياحياتي
الاجمل حبيبتي هو تواجدك فيها ياعسل
دمتي بود
:flowers2:

اماريج 22-08-10 09:39 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلا الكويت (المشاركة 2419706)
تسلمين على الروايه الحلوه والله يعطيج العافيه ...:55:

حلا الله يسلمك حبيبتي ويعافيك ويسعدك ربي
دمتي بود
:flowers2:

اماريج 22-08-10 09:41 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاهد (المشاركة 2421105)
رووووووووووووووووووووووووعة

الاروع هو تواجدك يالغلا
نورت الرواية فيك
:flowers2:
دمتي بحفظ الرحمن

ليلى3 23-08-10 03:37 PM

رواية ممتعةومشوقة احسنتي الاختيار حبيبتي الف شكر.

اماريج 23-08-10 07:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ليلى3 (المشاركة 2422135)
رواية ممتعةومشوقة احسنتي الاختيار حبيبتي الف شكر.



ليلى ياهلا وغلا حبيبتي نورتي
والعفوووووووو ودوما بسعدني مرورك ومشاركتك الجميلة ربي يحلي ايامك ويحفظك من كل شر
دمتي بود
:flowers2:


سومه كاتمة الاسرار 17-12-10 02:34 AM

رووووووووووعه ايمى تسلمين ياسكر

hoob 17-12-10 09:22 PM

:band1: ايه رايك جميله بجد وهذه هى الوردات علشان متزعليش:0041::party::29ps:

انسى العالم 18-12-10 07:02 AM

اماريج يعطيك الف عافيه
بجدذوقك يجنننننننن
الروايه روعه مررررررررررره
لك:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: من السعوديه الى سوريا
انسى العالم

اماريج 18-12-10 02:38 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سومه كاتمة الاسرار (المشاركة 2566585)
رووووووووووعه ايمى تسلمين ياسكر


الاروع ياعمري هو مرورك وتواجدك فيها يالغلا
والله يسلمك ياعسل منورة ياحلوة:flowers2:
:liilase::liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد سلامه (المشاركة 2567213)
:band1: ايه رايك جميله بجد وهذه هى الوردات علشان متزعليش:0041::party::29ps:



ياهلا وغلا بحبيبة القلب
وصدقا الرواية منورة فيك يالغلا
والاجمل والاحلى هو مرورك الرائع والعطرعجبتني فرقة الموسيقى والتشجيع والحماسة ياعسل:lol:
وثانكس على الوردة ياقلبي و الورد مابيقدم غير ورد ^_*
ودي لك ياغالية:flowers2:
:liilas::liilase:



اماريج 18-12-10 02:43 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انسى العالم (المشاركة 2567906)
اماريج يعطيك الف عافيه
بجدذوقك يجنننننننن
الروايه روعه مررررررررررره
لك:flowers2::flowers2::flowers2::flowers2::flowers2: من السعوديه الى سوريا
انسى العالم


ياهلا وغلا بحبية قلبي احلى انسى العالم وصدقا احلى ليلاسية:lol:
والله يعافيك يارب وسعيدة كتيرررر^_* انو الرواية عجبتك ياحلوة
والارع هو مرورك العطر فيها وثانكس ياعسولة على الوردات الحلوين بمووووت بالورد وبعشقه:flowers2:
وصراحة انا مقيمة في السعودية يعني جيران ههههههههه
منورة ياحياتي وربي ماتحرم من هالطلة الحلوة ابدااااا ياغاليتي:flowers2:
:liilase::liilas:



الجبل الاخضر 19-12-10 09:09 PM

برافو :55:برافو :55:برافو :55:وتسلمين :flowers2:جزاك الله خير :Welcome Pills4:وننتظر جديدك:7_5_129:

انكوى قلبي 19-12-10 09:45 PM

بصراحه يا اماريج ابداع في ابداع الروايه رائعه جدا
دائما بتفاجئينا باختيارك الرائع للروايات
شكرا وتقبلي مروري

اماريج 20-12-10 06:12 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الاخضر (المشاركة 2570347)
برافو :55:برافو :55:برافو :55:وتسلمين :flowers2:جزاك الله خير :Welcome Pills4:وننتظر جديدك:7_5_129:


الله يسلمك يالغلا
واسعدني مرورك فيها ياحلوة وشاكرة لك تواجدك العطر فيها ومرسي على الوردات حبيبتي
منورة ياعسل دمت بكل الحب والود يالغلا:flowers2:
:liilase::liilas:
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة انكوى قلبي (المشاركة 2570442)
بصراحه يا اماريج ابداع في ابداع الروايه رائعه جدا
دائما بتفاجئينا باختيارك الرائع للروايات
شكرا وتقبلي مروري


ياهلا وغلا فيك حبيبتي
الرواية منورة فيك ياعسل واسعدني جدااااااااا ^_*انو الرواية عجبتك ياامورة ويارب مااتحرم من هالطلة الحلوة والرائعة ابداااااااا
دمت بكل الحب والود ياحلوة:flowers2:
:liilase::liilas:

% شموخي عزتي % 22-12-10 01:50 AM

تسلمي على الروايه اللوه ياعسل روايه ولا اروع مشكوررررررررررره

ساكنه 26-01-11 11:20 PM

:dancingmonkeyff8::mo2::8_4_134:واااااااااااااااااو احداثها رؤؤؤعة حسيت كاني معاهم الف شكرمع خالص احتراااااااااااامي الك ودمتي لي في قلبي سكنة

ساكنه 28-01-11 05:06 PM

:f63::f63::f63::f63::f63::f63::f63::rdd12zp1::rdd12zp1::rdd1 2zp1::rdd12zp1::rdd12zp1::55::55::55:نهاية في غاية الروووووووووووووعة مشكوووووووووووووووورة ياقلبي ودمتي النافي قلوووووووووووبنا سكنة :flowers2:التوقيع ساااااااااااااكنة القلووووووووووووووووب

اماريج 01-02-11 05:34 PM


شاكرة لكم مروركما فيها ياحلوين
الرواية نورررررت فيكم ياعسووووووولات
دمتم بكل الود والحب :flowers2:
:liilas:

kaj 06-02-11 04:10 AM

حقيقي روايه جميله شكرا:8_4_134:

زهرة منسية 06-02-11 11:58 AM

تسلم ايدكى الروايه حلو كتير كتير يعطيكى الف الف الف عافيه:rdd15gx7::29ps:

طيف السما 06-02-11 03:46 PM

غاليتى اماريج لااستطيع ان اقرأ روايه انتى كتبتيها دون ان اقول لكى شكرا رغم الظروف التى تمر بها بلادى وحزنى والمى لقد بقيت لايام طويل اتابع ما يجرى من احداث لدرجه ان وصلت الى شعورى بالحزن والغضب والاحباط فلم اجد سوى منتداى الغالى لاتنفس بعض من الهدوء والراحه وللهروب من كل ما يحيط بنا من احداث اتمنى من كل من يمر على هذه الروايه الدعاء لمصر الحبيبه بالاستقرار وعودة الهدوء والامان مره اخرى لبلدى وان يجنب كل بلاد العرب ما نمر فيه :8_4_134:

hamesha 07-02-11 01:40 AM

wawwww raw3aaa ya amarejj chokrann lakii o5tii

شروق الدنيا 07-02-11 02:24 AM

شكررررررررررررا

شروق الدنيا 07-02-11 04:41 AM

حلوه ميرسي

ندى ندى 13-10-11 04:18 AM

روووووووووووووووووووووعه

maroandrody 05-03-12 06:48 AM

اروع قصص بقرأها تكون من كتبتها اماريج شكرااااااا علي المجهود الرائع

ملآک 29-09-13 04:32 AM

رد: 167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة)
 
روايه جميله شكرااا

مارية 29-09-13 07:12 PM

رد: 167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة)
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرواية كتير حلوة الله يعطيكي العافية

قماري طيبة 29-09-13 10:46 PM

رد: 167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة)
 
Thannnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnks:55:

جوهرة الدانة 26-11-13 04:16 PM

رد: 167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة)
 
نايسسسسسسسسسسسسسسسسسسس وشكرا:toot:

جوهرة الدانة 15-12-13 04:37 PM

رد: 167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة)
 
رائعة شكرا

didisamer 21-06-18 08:57 PM

رد: 167_دون ان تدري _ روزميري كارتر _ روايات عبير القديمة ( كاملة )
 
رائعة جداااااااااااااااااااااااااا


الساعة الآن 12:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية