راقبها وهى تغادر الغرفة من دون أن تنظر خلفها . كان فى صوتها غصة حين قالت له ( أنت بهجة حياتى ) وتكهن بأن دموعا فى عينيها منعتها من أن تنظر خلفها وهى تغادر الغرفة . إنها سريعة التأثر ، لكنها لطالما كبتت مشاعرها لأن المشاعر الواضحة كانت تربك أباه . تحدث فى إحدى المرات إلى جينى عن علاقة والديهما الجنسية وما عساها تكون ، فقالت جينى إنها لا يمكن أن تكون مرضية لأمهما ، وقد وافقها على ذلك حينها . ولكن بالرغم من أنه يتحدث مع جينى فى أى موضوع ، إلا أن لديه سر لم يكشفه لها قط . . . عبء ثقيل لا يمكنه أن يطلع عليه أحدا . أبعد ذهنه وعاد يفتح الكتاب الذى كان يقرأه قبل دخول أمه . كان عن سيرة حياة رجل أمضى عمره فى تزييف اللوحات الفنية المرسومة بريشة كبار الفنانيين ثم بيعها بمبالغ طائلة . كان ماهرا فى عمله بحيث لم يكتشف أمره أحد وتمنى غراى أن يساعده الكتاب فى فهم عقلية المراة التى تقيم فى الغرفة التى تعلو غرفته * * * سمعت لوسيا همهمة اصوات خافتة وهى مستلقية فى سريرها تقرأ فى الكتاب الذى اشتراه لها غراى . كفت عن القراءة وأخذت تتساءل عما إذا كان بإمكانها إعتبار تصرفه اللطيف معها دليلا على أن موقفه تجاهها بدأ يلين . لم تعد تستطيع الإدعاء بأنها لا تبالى بموقفه منها ، وأخذت تدرك رغما عنها ، أن رأيه فيها يهمها للغاية . * * * استلقت روزمارى فى غرفتها تقرأ كتابها المفضل عن فن الطهو ، لكن ذلك لم يطرد أفكارها القلقة بشأن ابنها . كانت تعلم أن غراى ليس سعيدا والسبب الوحيد لذلك برأيها هو فشله فى العثور على امرأة تناسبه . كان يمتلك ، باستثناء الزوجة والأولاد ، كل ما يتمناه الرجل ، فهو فى القمة فى دنيا الأعمال ، ويتبع نمط حياة يحسد عليه . ورغم أن عليه الاجتهاد فى عمله ، إلا أن بإمكانه أن يقضى ما يشاء من الأجازات فى أجمل بقاع الدنيا . منتديات ليلاس ربما لم يلاحظ أحد من أصدقائه الكثر بأن ذلك كله لا يرضيه . لكنها أمه ، وهى تعلم انه يفتقد شيئا ما . وعندما تطرقت إلى الموضوع مع ابنتها جينى ذات مرة ردت عليها : " أنت تتخيلين ذلك يا ماما ، غراى لا ينقصه شئ ، ولعل علاقاته أكثر وأفضل من الزواج العادى . إن جيله حذر جدا فى مسألة الزواج . . . إذا كان عليه أن يقسم ما يملك عند الطلاق ، فستكون غنيمة طليقته عظيمة . ثم لماذا يريد أولادا ولديه أولادنا يتسلى بهم . . . ثم يعيدهم إلينا عندما يشعر بالضجر ؟ " - ولكن كل شخص يحتاج إلى أن يكون محبوبا ، يا جينى . إنها سنة الكون . - النساء هن اللواتى يحتجن إلى الحب أما الرجال فيفضلون السلطة والمال وامرأة جديدة كلما تملكهم الضجر من المرأة التى بين أيديهم . لكل قاعدة استثناء لكننى أظنه يشمل غراى . إنه واقعى وليس شاعريا . كان هذا رأى ابنتها ، وهذا ما سبب الكآبة لها والألم . فهى لا توافق أن ابنها الحبيب يملك كل شئ ما عدا القلب . حضوره إلى أسبانيا جعلها تتساءل فى البداية عما إذا كان يهتم بلوسيا . لكن حديثها القصير معه هذه الليلة بدد من ذهنها هذه الفكرة المقلقة . فروزمارى تحب الفتاة كثيرا ، وسرتها قدرتها على مساعدتها لكن أن يهتم غراى شخصيا بلوسيا فهذه كارثة حقيقية . |
الفتاة لا تملك من الصفات ما يؤهلها لأن تكون زوجة المستقبل ، فهى من بيئة مختلفة إضافة إلى سقوطها فى ذلك الإثم . ورغم أنه قابل للصفح ، لكن لا يمكن نسيانه . وإلى آخر حياتها ، سيكون هناك من يبحث فى ماضيها ويحيك الأقاويل عنها قد لا يكون ذلك مهما لدى رجل من عامة الناس ، لكنه سيكون محرجا لأى رجل كابنها ، الذى تجذب تحركاته انتباه الصحافة . * * * كانت لوسيا تقود السيارة المستأجرة نحو أقرب مدينة لتشترى سمكا للعشاء ، حين مر شئ أمامهما ، ولم تستطع الضغط على المكابح لأن سيارة رياضية حمراء كانت خلفها مباشرة . شعرت بالصدمة عندما ضربت العجلة الأمامية ذلك المخلوق فجفلت وأضاءت مصباح السيارة ، ثم ضغطت على المكابح بشدة . كان الطريق مستقيما فاستطاع سائق السيارة الرياضية أن يتجاوزها بسلام ،لكنها لم تكترث بل صبت معظم انتباهها على الحادث ، وسرعان ما قفزت من السيارة إلى الخلف لترى ما إذا كان الحيوان قد قتل أوأصيب بشكل بالغ . كانت قطة رمادية صغيرة .ظنتها فى البداية ميتة ، ثم فتحت عينيها وأطلقت مواء وهى تحرك مخالبها الأمامية فى محاولة فاشلة للنهوض على قائمتيها المصابتين . جمدت لوسيا برعب لحظة ، لم تكن تعرف ماذا تفعل ، فقد تخمشها القطة إن حاولت رفعها . ولم يكن ثمة بيوت فى هذه الأنحاء ، فأين ستجد طبيبا بيطريا ؟ سمعت وقع أقدام تركض نحوها فألقت نظرة من وراء كتفها . كان سائق السيارة الرياضية قادما وشعرت بارتياح لم يدم طويلا إذ حل محله رعب شديد وهى تراه يحمل أداة زراعية ثقيلة . تحدث إليها بإسبانية سريعة ، لم تفهم منها سوى كلمة واحدة . . سنيوريتا . منتديات ليلاس ركزت وهى تستعيد جملة حفظتها عن ظهر قلب كى تدارى ضعفها فى اللغة ويبدو أنه تكهن بجنسيتها من لهجتها ، فقال : " لا بأس . أنا أتكلم الإنكليزية ، عودى إلى سيارتك يا سنيوريتا وسأعتنى بهذا الحيوان " - لكنك ستقتلها . ربما إذا أخذناها إلى بيطرى يمكنه إنقاذها . بدا الشك على الرجل وقال : " قد لا تكون قطة منزلية هناك قطط كثيرة يلقى بها الناس فى الطرق الريفية ، فإما أن تموت جوعا أو تتعلم إعالة نفسها . وإذا أصيبت ، فلا يعود بإمكانها الصيد . لقد رأيتها تجرى أمام سيارتك ، وربما كانت تلاحق فأرة " قالت وهى تعجب للغتة الانكليزية السليمة تقريبا : " وماذا لو كانت تخص أحدا ؟ أظن علينا أن ننقذها " . - حسنا ، إذا كنت تصرين . إنتظرى هنا حتى أحضر قفازات سميكة ، فلن أجازف بتعريض يدى لضربات مخالب هذه القطيطة حتى ولو لأبعث الابتسامة فى هاتين العينين الرائعتى الجمال . وعلى الفور بدت فى عينيه السوداوين نظرة عابثة ، ثم عاد راكضا إلى سيارته ، تاركا إياها تشكر الحظ الذى أحضره إلى هذه الطريق فى الوقت المناسب . ******نهاية الفصل الثامن****** |
سلام الروايه اكثر من رائعه ارجوا اكمالها
|
روايه مشوقه ياليت تكمليها بسرعه وتسلمين على الاختيار الرائع للروايه |
اقتباس:
الاروع مرورك وتواجدك فيها ياعسل دمتي بخير |
الساعة الآن 12:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية