منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   الارشيف (https://www.liilas.com/vb3/f183/)
-   -   لا يرُى النور ..♥ (https://www.liilas.com/vb3/t146303.html)

زجاجة عطر 03-08-10 07:47 AM

لا يرُى النور ..♥
 
لا يرُى النور ..

إلى النور الذي لطالما حلمت به ..
إلى النور الذي رافقتني خيالاته ..
إلى النور الغارق في ظلمة الأفكار ..
إلى النور الذي كان وما زال لي أشبه بطوق نجاة ..
إليه أهدي هذه البسيطة ..



http://www.liilas.com/vb3/t146303-6.html

زجاجة عطر 03-08-10 07:50 AM


أكبر الأخطاء تلك التي نرتكبها عندما نكون بكامل وعينا
إذ أنه لا يمكن أن نجد أي مبرر لها كأننا مسيرين مثلا
,أن الرياح عاكستنا أو الظروف هي من أجبرتنا ..

وتبقى تلك الأخطاء ترافقنا دون رغبة منا أو إرداة
ذلك أنها تحاول أن تدعونا للعودة إلى ما تركنا
بسببها إلى أحلامنا والأمنيات ..

هناك تظل قيم ومبادئ رسمناها لأنفسنا ,
تلك التي تتخاذل أمامها كل الرغبات والنزوات ..


المشكلة ليست أن نرتكب نحن الخطأ ,
بل المشكلة في أن يسيطر الخطأ علينا .

زجاجة عطر 03-08-10 07:56 AM

لا يرُى النور

عتمـة الديجـور
1-1


أغلقت الباب خلفها بحرص شديد خشية أن يُسمع صوت إغلاقها له
ويكتشَف أمرها ,أخذت تسير بخطوات ترتجف باتجاه المجهول ...
شعور مرعب اقتحم قلبها وهز كيانها ليبعثرها إلى أشتات ويعيد تشكيلها من جديد ...
صُدمت من نفسها فهي لم تتصور يوماً ولو للحظة أن مثل هذا الفعل قد يصدر منها
إلا إن حياتها معهم باتت جحيم أسود يحرقها بلا رأفة أو رحمة لرقتها
بل إنه يهشمها إلى أن يمحها من هذا الوجود ...
أخذت تسير وتسير بلا هدف ولا أمل فكل الأهداف سحقتها سيطرتهم
و أسمى الآمال مسختها أنانيتهم ...
بدا طريقها مجهول كثيرا فهي حذرة جدا في تعاملها مع الآخرين
لذا هي تعيش في عزلة وسط أحلامها ولعل حذرها لم ينتج لها
سوى الكثير من القلق والشك وعدم الإحساس بالأمان أو الاستقرار النفسي
ولم تكون أية صداقات نتيجة طبيعية لكل هذا ...
وقفت على جادة الطريق وفكرت لدقائق إلى من قد تلجئ
ومن ذا الذي سيستضيفها عنده فلم تلقى لذلك إجابة ...
إلا أنها نست أن هنالك باب لم تطرقه قريب منها إلى حد لا يُصدق ,
ليس قريب منها هي فقط بل إنه قريب من الجميع ...
صوت ما أعادها للواقع المر أنها مجرد فتاة وحيدة في شارع ضيق خالي تماما من الناس
: يا حلو ما تبى توصيلة
وصلتها سخرية الآخر بصوته الغليظ : لا شكلو ثقيل لا تخافي يا حلوة ترى حتكوني في الحفظ
والصون
لتجتاح جسدها قشعريرة وتسري في أطرافها رعشة
أكمل بالصوت ذاته : طيب أدينا نظرة على الأقل أجبر بخاطرنا ياهو
لم يحركها خوف ولم يظهر انفعالها لو أن الظروف اختلفت
لكانت تصرخ الآن أو قد تتهور بضربهم أي انفعال يبين غضبها / خوفها
إلا أن كل شيء اختلف وما عادت تعرف نفسها...
أصابها شيء كالجمود وعدم الإحساس بالواقع
ربما تمتمت بعدة عبارات منها مادمت قادرة لن أسمح لأحد بأن يتمكن مني ...
لم يستمروا بملاحقتها طويلاً بل اختفوا دون سابق إنذار ...
الأمر الذي أثار دهشتها و لم تشعر بالفرح عكس ما توقعت
ربما لأنه من غير المنطقي انسحابهم
هكذا فجأة حاولت تجاهل الأمر ...
ومشت مشت طويلا آلمها ثقل الحقيبة على ظهرها
لكن ألم قلبها أعظم , توقفت لتلتقط نفسها ركنت إلى جدار مبنى ضخم ,
وهي تحاول أن تخفف من قوة ضربات قلبها وضعت الحقيبة في حضنها
وشدت عليها بكلتا يديها كأنما تحمل طفلا رضيعا تخاف من فقده ,
تحتضنها بطلب الأمان والطمأنينة لروحها التي ما بقي بها جلد لاحتمال المزيد
لتترجم آلامها الدموع التي خطت طريقها على خديها النديين بكت كثيرا حتى جفت الدموع ...
اتجهت إلى مكان يمكنها الذهاب له دون أية عوائق أو ربما كان منجم لها ...
وأخيرا وصلت إلى إليه
المستشفى ...
أوقفها صوت أحدهم يقول : لو سمحتِ انتهى وقت الزيارة
أجابته ببرود :طيب أدري وبعدين ما عرفت أنا مين ؟
نظر لها بسخرية واستهزاء : مين أنت لا يكون بس بنت المدير
ملت منه فهو يعيقها عن صنع ما تريد : يعرب ابعد بلاش هبل
يعرب بدهشة : أنتِ كيف عرفتي اسمي صمت لثواني بعدها أجاب بصدمة أمل
أمل : ايوا فابعد أحسن لك عن طريقي
يعرب وكأنما لم يسمع ما قالته وأخذ يتأملها : تغيرتِ كثير
بينما هي لم تعره أدنى اهتمام ...
أكملت طريقها نحو قسم تنويم النساء فهي تحتاج إلى الراحة قليلا لتكمل مشوارها الطويل ...
ركبت المصعد اختارت قسم انتظرت قليلا إلى أن انفتح الباب
ودخل أحدهم أطرقت برأسها خشية أن يتعرف عليها فهي لم تهرب لتعود...
حاولت تذكر رقم الغرفة الذي حفظته عن ظهر قلب وبعد دقائق من التفكير تذكرته
اتجهت ناحية الغرفة وهي تدعي أن لا تصادف أحدا ..
للأسف لم تلحظ تلك العينين التي تلاحقنها منذ البداية ...
دخلت الغرفة بخطوات ثقيلة ابتسمت لتلك النائمة بسكينة وطمأنينة
ذات الوجه النير وسط الأجهزة المؤلمة اتخذت لها مكانا قريب من الباب
فهي ضعيفة جدا أمامها تعلم يقينا إن هذه استيقظت ستعود لعذابها وللمنزل ..
تابعت تأملها بصمت حزين علت وجهها ابتسامة منكسرة
وهي ترى الشعرات البيض التي غزت شعرها شديد السواد ..
بعد ثواني خيل لها كأنما رأت يد سوداء تمتد نحوها وتخنقها
صرخت لكن صرخة مكتومة حسبية لتلك الأهواء لم تلقى مصيرا
إلا بين أجساد الذئاب الممتدة على أرصفة ذاك الطريق...

زجاجة عطر 03-08-10 07:57 AM

ما تزال البداية لذا أتمنى أن تفيدوني بآرائكم / انتقاداتكم:)

HOPE LIGHT 03-08-10 09:36 AM

في البداية أهلا بكي أختي في ليلاس ...
وألف مبروك على تنورك لنا بأول قصة :)

البداية تبشر بقصة قوية .. سوف تجرفنا بشتى المشاعر والأحااسيس .. خاص بوجود قلم ينزف بكلمات تدخل لعقل القارء فتصور له الأحداث كأنه في موقع الحدث ...

ننتظر التتمة بشوق جارف...

دمتي بود ...

الروح الطاهرة 03-08-10 01:15 PM


البدايــة فيهـا غموض وأحداث تشد
أسلوب مشوق ورائع وغموض واضح
أنتظر البارت بكل شوق

عشقي امي 04-08-10 12:37 AM

بدايه رائعه ومشوقه يسيطير عليها الغموض
فلتكملي رائعتك وانا لكي انتظر بشوق

زجاجة عطر 06-08-10 02:18 PM

شكرا لكل من رد هنا

زجاجة عطر 06-08-10 02:21 PM

لا يرى النور..

عتمة الديجور

1-2

دخلت إلى البيت وهي تشعر أخيرا بالراحة
يشوبها الحزن فقد كان يومها طويل جدا
قضته في تأدية أعمالها ولم ترتح ولو للحظات ليس لشيء
إنما هذه عادتها فعندما يطلب منها عمل لا ترتاح ولا يهدأ لها بال
إلا عند إنجازه في أسرع وقت وبإتقان...
دخلت إلى غرفتها لترتاح وتنام فهي تطمع بالراحة
بعد يوم عمل مرهق وشاق عانت منه الكثير من الأمور
أولاها التأخير وانتهى بخصم للمرتب ...
لم يهمها خصم مرتبها لكن ما جعلها تتضايق وتحزن
هو التهمة التي لفقت لها وورطت فيها
ولأن علاقاتها ليست واسعة لم تفلت منها برغم من براءتها
هذا هو الشيء الوحيد الذي يضايقها الظلم...
ما إن همت لتخلع عبأتها حتى فتح الباب بقوة دون استئذان
ودخل هو كأسد ثائر يستعد لبدء معركة...
زفرت بإنهاك والتعب بادي على صفحات وجهها بوضوح
:نعم ايش عندك ؟
أما هو فقد ثار بوجهها باتهام : ايش عندي ما تدري يا ست سلام وين الخاتم
سلام بصدق : أي خاتم
اقترب منها وهز ذراعها بقبضته: لا والله ما تدري
أفلتت نفسها من قبضته بصعوبة
:آه وسام ابعد عني أي خاتم تقصد تعرفني ما البس خواتم
وسام رد عليها بعصبية
:وأنا ايش أبى في خواتمك أنا أبى الخاتم طلعيه أحسن لك
سلام ببرود :وأنا أقولك ما عندي خاتم ولو سمحت أطلع برى
ليطلق أفا صغيرة ويخرج من الغرفة و لا يبالي بارتطام الباب وراءه
أما هي فأخذت تفكر فيما أصابه
فمنذ عاد من سفره الأخير وقد ازدادت أخلاقه سوءا
دخل لغرفته ليرى الآخر مضطجع فراشه
يقرأ كتاب رفع عينيه و نظر بلا مبالاته المؤلفة...
وسام بارتباك وحيرة: تقول مو عندها وأنت تقول مو عندك
وأصلا هالهبلا شكلها ما تردي عن شيء
الآخر تأمله للحظات ثم أجابه بهدوء
: مشكلتك صراحة وأنا مني فاضي لك
وسام بحيرة أكبر من قبل
: طيب ايش أسوي محد غيرك وسلام ساكن هنا
الآخر بنبرة تشكيك : متأكد
وسام بتساؤل: ربيع ايش قصدك ؟ وضح
ربيع ببرود : معليش قلتلك من قبل هذي مشكلتك
حلها بنفسك ويلا برا أبى ارتاح
وسام بتوسل : هذي أخر مرة
ربيع ببرود قاتل : ما عندي وقت اطلع برا من غير مطرود
خرج وهو يحمل أذيال الخيبة والغبن سيقتله عما قريب
ما الذي سيفعله الآن
وماذا يقصد ذاك بكلامه؟
رن هاتفه المحمول ينبئه بوصول رسالة
رص على زر الفتح وصدم ارتجف كلا فكاه وألجمته الصدمة
نص الرسالة
خلال عشرة أيام
إذا ما سلمت الخاتم
حنرسلك للمنفى
ق. ألين
المنفى أخذت هذه الكلمة تدور في عقله كثيرا
وتكرر بشكل مزعج بدا أكثر إيلاماً وصل لمرحلة أللاستيعاب
كيف له أن يجد هذا الخاتم أل... في مجرد عشرة
أيام أمسك رأسه بدأ الصداع يؤلمه و هو أخر ما ينقصه
جلس وأسند ظهره لباب الشقة وهو يشعر أن رأسه سينفجر
وأن حرارته بدأت بالارتفاع شيئا فشيئا ولن تنطفئ أبدا
منفى يا لوقع هذه الكلمة على نفسه
لم يستطع ابتلاع صدمت الكلمة فكيف إذا حدث في الواقع
أصبح رأسه ثقيل من شدة الألم وارتفاع الحرارة
قرب ركبتيه من بعضهما ووضع رأسه عليها
بدا شكله مخيف ومحزن في الوقت ذاته ...
أخذت تنظر إليه بشفقة لما آل إليه حاله
كانت تريد أن تذهب للمطبخ لتأكل شيئا
لكن منظره الجالس على عتبة الباب
مسند ظهره للجدار وضام رجليه إلى صدره
أوقفها لم تحتمل منظره بهذا اليأس ...
وتعلم ردة فعله لو حاولت أن تخفف عنه
تكره أن تراه يتألم فلا تستطيع مساعدته وإنقاذه مما هو فيه
لم تنتبه للوقت إلا حينما خرج ربيع من غرفته يريد الذهاب لعمله
ويأمره بأن يقوم عن الباب
كم بدا قاسيا بهذا الطلب
ربما تأثرها بالمشهد وأنها لأول مرة تراه بهذا الضعف
جعلها ترى تصرف هذا الطبيعي قاسيا...
ربيع: ابعد عن طريقي بسرعة
وسام قام بانقياد لأوامر ربيع نظر للواقفة
ولنظرة الشفقة التي اعتلت ملامحها
نظرة غضب:هي أنت يا هبله شموقفك هنا روحي لغرفتك
ابتسمت بأسى وأكملت طريقها للمطبخ
وهي تقول بصوت متهجد :استغفر الله العظيم ...

♫ معزوفة حنين ♫ 06-08-10 08:21 PM





على ما آظن آن أمل هربت من بيتهـآ ..
بس مين هذآ يعرب ؟ والحرمة اللي زآرتهـآ مين ؟!
آممممم ممكن تكون آمهـآ آو آختهـآ ..!
آممم برضو ممكن يكون وآحد من الشبـآب اللي وقفوهـآ هو اللي كآن يرآقبهـآ ، لآنو آنسحآإبهم بسرعة كذآ غريب مرة ..!!
~> مجرد تخمينآت لآ تآخذين فيهـآ ^_^ ..

طيب سلآم و وســآإم و ربيع ..
مين هم ، و وش علآقتهم بـ بعض ..؟!


/


لسة الغموض يلف حروفك ..!
بس كـ بدآيـة الروآإيـة حلللللوة ، وآسلوبك يجذب مرة ..
متشوقـة للتكملة عزيزتي =) ..
كل عــآإم وآنتي بخيـر :flowers2: ..
ويعطيك العآإفيـة ..




زجاجة عطر 07-08-10 11:45 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♫ معزوفة حنين ♫ (المشاركة 2406817)




على ما آظن آن أمل هربت من بيتهـآ ..
بس مين هذآ يعرب ؟ والحرمة اللي زآرتهـآ مين ؟!
آممممم ممكن تكون آمهـآ آو آختهـآ ..!
آممم برضو ممكن يكون وآحد من الشبـآب اللي وقفوهـآ هو اللي كآن يرآقبهـآ ، لآنو آنسحآإبهم بسرعة كذآ غريب مرة ..!!
~> مجرد تخمينآت لآ تآخذين فيهـآ ^_^ ..

طيب سلآم و وســآإم و ربيع ..
مين هم ، و وش علآقتهم بـ بعض ..؟!


/


لسة الغموض يلف حروفك ..!
بس كـ بدآيـة الروآإيـة حلللللوة ، وآسلوبك يجذب مرة ..
متشوقـة للتكملة عزيزتي =) ..
كل عــآإم وآنتي بخيـر :flowers2: ..
ويعطيك العآإفيـة ..




وأنت بألف خير عزيزتي
شكرا لوجودك ولأنها أعجبتك
كوني بالقرب وترقبي القادم

زجاجة عطر 07-08-10 11:46 AM

لا يرُى النور

عتمة الديجور

1-3

انتبهت من النوم على صوت طرقات خفيفة على باب غرفتها
تحركت بضجر وقليل من الانزعاج فهي
لم تنم سوى للحظات على أكثر حد لتوقعاتها ...
وببطء شديد تحركت نحو الباب بخطوات ثقيلة
وبينما كان عقلها يحث قدميها في السير قدما
اعترتها رغبة في التراجع والعودة لأحضان فراشها الدافئ
وككل مرة عقلها ينتصر ..
فهاهو يمنيها أنها إن أطاعته فقد تحظى بقيلولة
على أي أريكة شاغرة في الأسفل
و بكذا فهي ستهرب من التوبيخ و غيره مما ستلاقيه
إن استسلمت لأهوائها وستحظى بالنوم أيضا ..
وهكذا تطايرت ذرات النعاس في الجو بعيدا عنها دابة فيها
نشاط غريب على من لم ينم أكثر من نصف ساعة
ولم يأخذ هذا التفكير سوى جزء من الثانية...
أخيرا فتحت الباب ونظرت إلى الطارق ثم أجابت
:خلاص قمت
وبعد أن أنهت جملتها ابتسمت على غباء الجملة
فلم يكن هناك حاجة لقولها إلا أنها تذكرت
أنه يوجد من قد يفتح باب منزله وهو نائم
فلا بأس ببعض الغباء هنا..
نظرت لها الأخرى وقد تبدلت ملاحمها من الدهشة إلى السخرية
: أكيد اليوم بينكتب في التاريخ
لم تستفزها تلك النبرة الساخرة
فطالما كانت هذه ساخرة منها ومن تصرفاتها
وتعد كل ما تقوله مجرد فلسفة لا هدف يرجى من وراءها..
لذا أقفلت الباب بهدوء في وجه أنامل
و فجأة شعرت برغبة عارمة في الضحك بقوة
ربما هذه هي المرة الأولى التي تلتفت
إلى أن اسم تلك كان أنامل اسم يشعرك أن حامله
يتسم برقة خالصة وعذوبة متناهية
إلا أن هذه لو سميت ب(شعشبونا) لكان أفضل بكثير..
نفضت الأفكار من رأسها ليس لديها وقت لتفكر بأنامل و اسمها..
الأولى أن تعجل في ارتداء ملابسها و أخذ تلك القيلولة ..
وبسعادة فتحت دولابها ولأنها لا تزال طالبة في المدرسة
فلم يكن لديها عدد من الخيارات في اللبس أخذت زيها المدرسي..
واتجهت للذهاب إلى الحمام وما إن انتهت من ارتداء لباسها
خرجت من الحمام ومن الغرفة بأكملها
لم تهتم في كونها لم تسرح شعرها فقد اكتفت بربطه
لم تكن ممن يهتم بمظهره ..
ولو إنها تمنت في وقت ما أن تكون كأولئك
لكنها في النهاية تقنع نفسها أن هذه هي
وستبقى هكذا للأبد وأن أي تغيير سيكون تغيير لحظي ...
نزلت بسرعة وفي طريقها رأت والدتها
تعد الفطور أرادت الذهاب قبل أن تراها والدتها
حتى لا تجبر على تناول الفطور..
إلا أنها صدمت بصوت أنامل تناديها وكأنما قرأت أفكارها
:وسن ما بتجي تأكلي ولا بتهربي من الفطور اليوم كمان
شعرت بالغضب وتحركت باتجاه الكرسي مرغمة
وكالعادة بدون أن تتفوه بحرف جلست ..
بعد دقائق كانت مستلقية على تلك الأريكة الحمراء
المحببة لها كثيرا ولحسن حظها اليوم لم يكن والدها
قد استيقظ مبكرا لذا فإنه سيتأخر قليلا
مما يتيح لها فرصة في أخذ تلك القيلولة
الذي يمنيها عقلها بها منذ الصباح ...
بعد نصف ساعة سمعت صوت والدها يأمرها
بأن تسبقه في الذهاب إلى السيارة
فأجبرت نفسها على القيام والذهاب إلى السيارة وتشغيلها
كانت هذه بمثابة عادة يومية تقوم بها كل صباح
تشغل السيارة وتنتظر والدها وبعد دقائق يأتي
ويوصلها إلى مدرستها ثم يعود إلى المنزل فهو متقاعد الآن ...
أما أنامل فهي تذهب مع أختها بالرضاعة
سلام إلى العمل ويوصلهم سائق خاص
كم تمنت أن يكون لديها سائق خاص حتى تتأخر
متى شاءت وتذهب متى أرادت ذلك
فتحت حقيبتها لتتأكد من وجود جميع الكتب
فهي لم ترتبها البارحة وتخشى أن تكون قد نسيت كتاب
ولكن ما أن فتحت الحقيبة تذكرت أنها لم تذاكر لاختبار الرياضيات
حمدت الله أنه مجرد اختبار رياضيات أمسكت الكتاب
وأخذت تتصفحه بهدوء لأن الرياضيات كانت المادة الأسهل لديها
من بين كل تلك المواد والوحيدة برأيها التي لا تحتاج إلى مذاكرة
فقط مراجعة بعض القاعدات تفي بالغرض ...

زجاجة عطر 07-08-10 11:47 AM

هذا أخر جزء من عتمة الديجور انتظروا الجزء القادم من نزف قلب

ساحرة البشر 07-08-10 12:07 PM

شكراا على القصة بتجنن وانا بستنى بوحدة جديدة

♫ معزوفة حنين ♫ 07-08-10 02:15 PM





آممم آنآمل آسم غريب ..!
للحين اللي وضح لي آنو آنآمل آخت سلآم بالرضآعـة ..
و وسن آخت آعتقد آخت آنـآمل ، صح ..؟

/

يعطيك العآإفيــة ..
ربمـآ لآنك لآ زلتي في طور التعريف بالشخصيآت ..
لم تتضح لنـآ الصورة بعد ..
بـ آنتظـآإر القآإدم عزيزتي زجآجـة عطر =) ..




زجاجة عطر 11-08-10 03:19 AM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♫ معزوفة حنين ♫ (المشاركة 2407527)




آممم آنآمل آسم غريب ..!
للحين اللي وضح لي آنو آنآمل آخت سلآم بالرضآعـة ..
و وسن آخت آعتقد آخت آنـآمل ، صح ..؟

/

يعطيك العآإفيــة ..
ربمـآ لآنك لآ زلتي في طور التعريف بالشخصيآت ..
لم تتضح لنـآ الصورة بعد ..
بـ آنتظـآإر القآإدم عزيزتي زجآجـة عطر =) ..




كلها غريبة مو بس أنامل ولا
صح أختها
إن شاء الله تتضح الصورة لك في القادم
كوني بالقرب يا عذبة

زجاجة عطر 11-08-10 03:22 AM

لا يرُى النور

نزف قلب

1-1

اعتاد الجلوس أمام منزله عصرية كل يوم ؛
ليرتشف فنجان قهوته المرة كمرارة سكنت أعماق روحه
وطبعها الزمن على تقاسيم وجهه بكل قسوة ..
يستمتع بمنظر المارة باختلاف أشكالهم وأعمارهم ,
ليعاوده الإحساس بالحياة الذي هجره منذ سنين خلت ..
كل يوم يتكرر المشهد ذاته ,يجلس على كرسيه
وأمامه فنجانين ؛ للقهوة وللشاي
يبتسم لهذا ويتجاذب أطراف الحديث مع ذاك ,
يقرأ جريدة كتاب أو حتى مجلة ..
محاولا بذلك تسلية روحه الممزقة
حزنا على اسم ارتبط به وكنى به منذ مولده
ولم يحظى برؤية حاملا له حتى الآن ..
تنهد بحزن وهمس وكأنما يذكر نفسه
: لكنك وعدتها يا جاسم ووعد الحر دين والرجّال ما يخلف وعوده..
عندما يصل تفكيره إلى هذه المرحلة يجبره
قسرا بالعودة إلى الحاضر فما مضى قد مضى
ولن يستطيع الإفلات منه
من هذا المصير الذي رسمه لنفسه
بكامل قواه العقلية بعيدا عن أي ضغط
وحتى لو كانت هي من أصرت في البداية
فقد كان بإمكانه أن لا يوافقها على ما تريد
ولكنه وعدها ولم يكتف بذلك أبدا ..
نفض كل الأفكار من رأسه فبعد هذه السنين
لم يعد يستطيع التحمل ويخشى بأنه سينكسر
إذا ما فتح المجال لذاكرته بالرجوع
لتنبش جروح آن لها أن تلتئم و نزف آن له أن يتوقف ..
فهو يثق أنه وإن عاد الزمان إلى الوراء لن يفعل
أقل مما فعله في السابق لذا الندم لا محل له في قاموسه أبدا ...
علت وجهه نظرة استغراب ودهشة
لرؤية يعرب يخرج من المستشفى لتوه
و توجس مما قد يكون أخره في الداخل
فيفترض به أن يكون قد عاد لمنزله منذ الصباح
ولأنه يعلم من هو يعرب وكم هو حريص جدا
على عدم تضييع ولو ثانية من
إجازته داخل حدود المستشفى..
لذا كانت رويته في مثل هذا الوقت
ليست بالشيء الطبيعي فلو افترض
أن هنالك عمل ما فلا يتصور بأنه يمكن
أن يجعل يعرب يتأخر لدقائق
فهو لا يضحي بهذه الإجازة مطلقا..
لذا تأكد أنه لابد من أن أمر بالغ الأهمية
قد طرأ ودعا يعرب إلى التخلي
عن ساعات من إجازته الأسبوعية
ارتجل ليذهب لسؤاله فهذا اليعرب
استحل مساحة ما في إحدى حجرات قلبه العجوز
ولفقده الإحساس بالأبوة صب جل اهتمامه
في العانية بيعرب وغيره من الشبان ..
جاسم : السلام عليكم
أجاب يعرب بنبرة واثقة وهدوء
: وعليكم السلام كيف حالك يا عمي ؟
همس: الحمد لله
ثم تابع بصوت أعلى أشوفك يا عمي مضيع خميسك
ضحك بتوتر فهو يعلم أن العذر الذي سيقوله قد لا يقنع جاسم
ذلك الأب الحنون العطوف
كم تمنى أن يكون ابنا لهذا الرجل العظيم
الذي بالرغم من غناه وشدة ثراءه
إلا أنه متواضع و لين في تعامله
يذكر أنه حينما كان يمشي قبل سنوات
بجانب منزل جاسم حينها كان يائسا من حياته
فجاءه جاسم بدنوه منه
فهو آنذاك لم يكن يظن أن أحدا سيحادثه ببساطة
ودون أية حدود خصوصا عندما يكون
كجاسم غني ويملك كل ما يريد
أعاده جاسم إلى حاضره
:يعرب
: ايوا يا عمي معاك , ضيعت خمسي عشان
كان عندي شغل ما يتحمل التأخير
نظر له جاسم باستنكار ولم يرد عليه
فهو ليس بالطفل ليصدق كذبة كهذه
ولم يرد أن يحرجه بإلحاحه في السؤال
ابتسم يعرب وأخذ يقبل رأسه
ويديه باحترام وتوقير كبيرين وعميقين
ثم قال بمرح يشوبه التوتر
: يلا يا عمي مع السلامة خليني ألحق على باقي
خميسيالي ما بقي منه شيء أساسا
ابتسم حينها جاسم وهو يقول
: بحفظ الله
و من بعدها عاد للجلوس على مقعده الأثير
يتابع خطوات الآخر الذي لم يكن يبعد بيته
عن المستشفى سوى مسافة قصيرة جدا
وحينما ابتعد عن محيط عينيه أعاد نظره
إلى باب المستشفى وتساؤل جديد
قد استولى على تفكيره وتوتر ذاك كان ملهمه
حول أن الشغل الذي لم يكن يحتمل التأجيل
لم يكن اعتيادي أبدا ..
أسند ظهره إلى كرسيه وهو يفكر ..
في الأعلى كانت نظراتها تلتهمان وجهه بدقة وألم
تزيح طرف الستارة قليلا وتراقبه
اعتادت فعل ذلك مثلما اعتاد هو الجلوس
أمام المنزل هربا منها أو ربما يريد أن يرى الحياة
التي فقدت بأجمل معانيها من هذا المنزل الغارق في الحزن والبؤس ..
منذ وفاة والدته لم يغادر الحزن قلبه و لا أركان هذا المنزل ..
مخلص هو في حمل الألم والحزن
وكأنما كتب لروحه عدم التحليق بكسر جناحيه
لينطفئ فيها هي كل أمل من أن يتغير الحال
و من أنه قد ينثني عن قراره يوما ما ..
وعندما لم يعد قادر على العمل
استقالت هي لتقابله وتشاركه آلامه
بصمت صحيح أن آلامه لم تكن جسدية
وهو والحمد لله يتمتع بصحة جيدة
نظرا لمن في مثل سنه إلا أن آلام روحه أكبر من أي آلام ...
أسدلت طرف الستار الذي كانت ممسكة به
بسرعة وأخذت تركض نحو الأسفل فما رأته غريب غريب جدا
لأول مرة تراه منذ زواجهما يحادث فتاة
وما إن وصلت إلى الباب تنبهت لنقطة قد غفلت عنها
ما هو السبب الذي قد يجعلها تنزل
فلا تريد أن يظن جاسم أنها تغار بل تريده
أن يعرف أنها نزلت لإشباع فضولها
تابعت سيرها نحوه بعد ارتداء حجابها
لم يدعها تسأله فما إن رآها حتى التفت وهو يقول
جاسم بقلق
: شوفي هذي البنت تتكلم مدري
ايش تقول سألتها بفهم بس ما سمعت شيء
نوره وقد انتقل القلق ذاته إليها
: طيب أنا بسألها ويا رب تجاوب
ما أن انتهت جملتها حتى تحركت صوب تلك
سمعتها تمتم بكلمات وكجاسم لم تفقه شيء مما تقول
سألتها عن اسمها لم تجب حينها أدركت أن هذه
تعيش حالة هذيان ولا تعلم ما تقول
فعادت لجاسم
نوره: البنت مو في وعيها
جاسم : أصلا واضح
نوره : طيب ايش راح نسوي
جاسم بثبات : أكيد بنخليها عندنا
نوره بتفكير : طيب نحنا ما نعرف أهلها
ولاشيء ايش راح نسوي
جاسم : يعني نرتكها في الشارع
نوره : لا بس كمان ما ينفع تجلس عندنا
جاسم : مؤقتا نوره فكري بعقلك هذي بنت صغيرة
لو تكرتناها في الشارع ما بنضمن ايش ممكن يصير لها
نوره : طيب خلاص أمري لله ..
اقتربت منها استحثتها على المشي و مرافقتها
لبيتها وكما توقعت قبلت دون أدنى اعتراض


زجاجة عطر 13-08-10 09:40 PM


أكره هذا الدور
أني أزعل ما أحد رد ولا أقول ردوا ما أحب أكون كذا
بس يعني زعلت برضو غصبا عني والله
إذا القصة مو حلوة قولوا ما بكمل
بس ما ينفع كذا ولا رد:(

qwer 14-08-10 03:29 AM

يسلمو علي البارت
نصدقي اني رجعت الي البارت السابق اتا كد من القصه
جزاء قصير

عشقي امي 14-08-10 04:47 AM

يعطيك العافيه
بارت رائع
ولكنه قصيرو لم يشبع فضولي في فك رموز الروايه
لا تيأسي فانتي مازلتي في البدايه وفي البدايه نواجه الصعوبات
ونجاح الروايه ليس بكثره الردود
اكملي رائعتك بكل ثقه وحاربي الفشل

لكي مني ازكا التحايا
]

زجاجة عطر 14-08-10 12:08 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة qwer (المشاركة 2412975)
يسلمو علي البارت
نصدقي اني رجعت الي البارت السابق اتا كد من القصه
جزاء قصير

إن شاء الله الأجزاء الجاية أطول
كن بالقرب

زجاجة عطر 14-08-10 12:11 PM

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشقي امي (المشاركة 2413021)
يعطيك العافيه
بارت رائع
ولكنه قصيرو لم يشبع فضولي في فك رموز الروايه
لا تيأسي فانتي مازلتي في البدايه وفي البدايه نواجه الصعوبات
ونجاح الروايه ليس بكثره الردود
اكملي رائعتك بكل ثقه وحاربي الفشل

لكي مني ازكا التحايا
]

إذا كانت المشكلة في طول وقصر البارت عادي أطوله
أنا ما يأست بس حلو لما الواحد يلاقي الناس متفاعلة مع الشيء الي يطرحه
إذا كنت معي سأكلمها بالتأكيد
كوني بالقرب

زجاجة عطر 19-08-10 02:29 AM

لا يرُى النور

نزف قلب

1-2

جالسة على كرسيها الهزاز المصنوع
من الخيزران ويغلفه قماش حريري ناعم
تحركه إلى الأمام ليرتد إلى الخلف
في حركة رتيبة اعتيادية ,
تحيط بوجهها الكثير من الهالات
السوداء جراء السهر ..
منذ البارحة والتفكير يلازمها
ما سر هذا الخاتم الذي جعل أخيها
غير قادر على مزاولة الحياة
بطبيعية كما يفعل دائما ...
أرسلت الخادمة لاطمئنان عليه
لتفجعها الأخرى بقول أنه لم ينم
في المنزل ليلة أمس
وأنه خرج بعد خروج ربيع يجر رجليه
ويمسك رأسه والألم بادي على وجهه..
تتمنى لو أنها تشرك أنامل في الموضوع
وتخبرها بما حصل لكنها تعلم مسبقا
أنها سترهقها دون فائدة فهي تفكر بقلبها,
فكرت أيضا بتلك الصغيرة وسن
لكنها تخاف أن تتهور بهذه الخطوة
فمن الممكن أن تذهب وسن لسؤال
وسام بنفسها وتخرب كل شيء..
تعبت من كثرة التفكير
حتى أنها تغيبت اليوم عن العمل
وأرسلت السائق وحده لأنامل
بالرغم من أن تلك لا تركب معه وحدها أبدا ..
لا تستطيع أن تفتش غرفة وسام
فغير مصرح لها بدخول غرفته
فهي مجرد ضيفة ثقيلة في نظره
وليست أخت له وتحمد الله أنه لم يعتبرها عدو ..
اعتدلت جالسة على كرسيها
بعدما سمعت طرقات خفيفة على باب غرفتها
تلاها دخول شاب في نهاية العشرين
أشعث الشعر يرتدي ملابس بالية
تعلو شفتيه ابتسامة حزينة ...
اقترب منها وعينيه تشع بحب أخوي صادق
:سمعت أن سومه ضربك
أسدلت وشاحها على يدها
لكي لا يرى أثر الضربة
لتتحدث بمرح
: هو يستجري يمد يده علي أصلا ,
بعدين لا تقول سومه تحسسني أنه ياي دلوع الماما..
لو أنها لم تقل الماما ربما ضحك
لتذكره خشونة وسام وبعده الكلي عن معنى النعومة
لكن جرح هذه السنين لم يندمل بعد
وقولها ذكره بما لم ينسى أبدا بأبشع ذكرياته ..
أدركت سلام خطأها وهي ترى شدة مرارة وقع الكلمة
على صفحات وجهه الذي لم يخفي عبوسه
والذكريات تهطل عليه كقطرات المطر ..
الألم ينهش صدرها والذكرى تقتحم عقلها ,
بأي حق تجعل منهم بقايا حطام
كيف سولت لها نفسها فعل ذلك بهم
أي أمومة هذه التي قد تبرر
فعلها أي جحيم رمتهم إليه ,
رددت في نفسها لم يتبقى مني سوى
نصف إنسانة قهرتني وقهرتهم
لم تخلف ورائها إلا صخور متحجرة
لم نستطيع نسيانها بالرغم من نسيها لنا
نراها في كل مكان تحضر لنا
كلعنة أزلية يصعب الفرار منها
وكلما أبعدتها تزداد التصاقا ...
طرق الباب للمرة الثانية
ودخل هذه المرة أخر من تتوقع
وجوده في غرفتها
لتشهق بصدمة حقيقية بالغة
: ربيع
حك شعره بخجل لصدمتها الغير متوقعة
– بالنسبة له على الأقل - ثم قال
: أطلع يعني
لينتقل الخجل ذاته إليها وهي تجيب
: لا ,لا ما أقصد تفضل أجلس
ضحك رامي لرؤية هذا المشهد
الذي بعاد عنه ذكراها المؤلمة
و قال بعدها بغيرة مصطنعة
: أنا من أول واقف ولا فكرتي تقول لي أجلس والأستاذ ربيع
أول ما جاء على طول أجلس
ثم زم شفتيه بضيق مفتعل
رفعت حاجبيها بدهشة
ثم ضربته على كتفه بخفة
: ما بقي إلا رمرم يزعل
صرخ بانفعال مضحك
: ليه تضربيني اعتذري ولا تقولي رمرم لو سمحتي
ضحك ربيع بهدوء ثم قال
: كيف تقارن نفسك بيا أنا الكبير لا تنسى
ايوا سلام كنت بأسالك
نظرت نحوه باهتمام : أسال ؟
ربيع وهو يركز نظره نحو رامي
: كم عمر أخوك ؟
سلام بمزح
: يمكن حوالي ستين واحد وسبعين
كذا يعني في هالحدود
رامي بالرغم من أنه فهم المغزى
من سؤال ربيع إلا أنه تجاهله وهو يقلد صوتها :
ستين واحد وسبعين مالت عليك بس
ثم أردف بجدية
: يلا أنا طالع تبي شي
سلام بالجدية ذاتها
: سلامتك لا تنسى تجي بكرة تنام عندنا
رامي : بحاول بس ما أوعدك
وخرج بعدها من الغرفة ..
نظر ربيع لرامي كل ما حدث في الماضي
يتجسد أمامه في صورته إلى الآن لم يبتلع الصدمة ,
لا يكذب اللامبالاة التي غرق فيها بسبب ما حدث
وسام أيضا أصبح قاسي القلب متحجر للسبب ذاته
يكرهها فهي من حطمتهم وكسرت كل جميل فيهم
حتى ضحكاتهم مكسورة مبتورة
فذكراها يهيج الأحزان
ارتاحت هي بينما تعبوا
التفت لسلام وهو يسأل
ليزيح الذكرى المؤلمة
: متى أخر مرة زارتك أنامل ؟
بالرغم من غرابة السؤال
إلا أنها أجابت بنبرة واثقة
: من أكثر من شهر تقريبا
أردف بنبرة حذرة
: ووسن ؟
أجابت هذه المرة باستغراب
: قبل أمس
تكلم بتساؤل ذا مغزى
: مو غريبة تجي لوحدها يعني دايما ما تجي إلا مع أنامل
سلام التي لم تلتفت لمغزى كلامه
: حتى أنا استغربت بس تقول تبى تذوق مكرونتي الي تحبها
ربيع بذات النبرة الهادئة
: أها ومع مين جات
سلام باستغراب أكبر
: هذا الشيء الي مستغربته
ربيع وما زال يكمل تحقيقه
: مع وسام صح
هزت رأسها موافقة
: ايوا بس ايش جمع الشامي عالمغربي مدري
أنا أدري قالها بصوت خافت
وهو يمشي في طريقه إلى خارج الغرفة
ليتركها خلفه وهالة من التساؤلات تحاوطها



زجاجة عطر 19-08-10 02:52 AM

لا يرُى النور

نزف قلب

1-3

أخذ ينظر إلى سيارته الفراري
زرقاء اللون التي تتمتع بتصميم
أمامي منخفض نسبيا ,
تطغى عليه الكفاءة الهوائية
فمنها المآخذ الهوائية
التي تبرز في الجهة الأمامية
و من الجوانب أيضاً ، بخطوط بارزة.
إذا لم يجد الخاتم فإنه بالتأكيد سيفقدها
هي وكل الأشياء التي يملكها بيته
حريته لن يتبقى له شيء سوى
حياة الأموات الموجودة داخل ذلك المنفى .
يريد معرفة ما قصده ربيع حين قال متأكد ,
هو بالفعل متأكد أن لا أحدا يسكن معهم
سوى سلام فرامي اعتزل
هذا البيت منذ زمن وزياراته
تكاد لا تتجاوز الدقائق .
انتشله من التفكير صوت صديقه اللبناني جمال
:شو بدك تساوي هلأ
وسام بقلة حيلة
: ما بعرف
جمال بغضب
: يخيي ئوم تحرك لا تئعد هيك ألين ما راح تسكت
وسام بألم
: المشكلة أني بعرف إنها ما بتسكت
جمال
:بتعرف لكن لايش ئاعد تتطلع على سيارتك كأنو ما بإيدك اشي
صمت وسام فهو لم يخبره عن الرسالة
لم يجرؤ على أن يطلع أحدا على الأمر ,
فهو ما يزال تحت تأثير الصدمة .
كيف لذلك الخاتم ال... أن يختفي
فجأة لم يترك أنش من البيت إ
لا وبحث فيه حتى غرفة الخادمة
فتشها وغرفة سلام فتشها
عندما كانت في العمل
ويعلم أنها لم تدري بوجوده أصلا ..
سيقبل قدم من يأتي له بالخاتم
قبل انقضاء التسعة أيام المتبقية وسيدفع له بكل ما يملك ...
ودع صديقه وركب السيارة
وانطلق بسرعة يسابق بها الريح ..
تذكر عندما كان صغيرا
لم يكن يستطيع أن يتكلم لأن الجميع
سيضحك عليه وعلى لكنته الغريبة ,
بعدها أتقن لكنتهم..
ذكرى من الماضي
جالس في أخر الفصل
وحيد لا أحد يصادقه أو يقترب منه
يبكي بكل ضعف وذل
اقترب منه أرذل الأطفال
آنذاك يزيد ومعه عصابته الشقية
:وسامو قول ثلاثة
وسام بلكتنه الغريبة عليهم
: تلاتة
يزيد بعد مدة ليست قليلة من الضحك
: لا يا غبي ثلاثة مو تلاتة
وابتعد بعدها لكن مضايقاته لم تبتعد ...
فكر حتى أخوته ربيع ورامي
وسلام والصغيرة التي يجهل أسمها الآن
هل غيرته أم ما زال كما هو
كانوا مثله تماما وعانوا مثله أيضا ..
أسمائهم كانت محل سخرية
دائما خصوصا ربيع وسلام..
وكل هذا بسببها هي أمه وأمهم ...
في وقت كهذا بدل أن يفكر في حل
لمصيبته تأتي هي كما تفعل دائما
تخرق كل قواعد الأدب
التي اعتاد العالم عليها
وتنتهك حرمة تفكيره دون حياء..
لم هي دائما تطرأ على باله
في أي مشكلة أو مصيبة ...
من يدخل بيتهم دون رقيب ؟
فكر والجواب واحد دائما ثلاثة فقط
الذين يزورنهم أنامل ووسن ويعرب
لكن من منهم تجرأ على دخول غرفته
والعبث بأشيائه ثم كيف علم بوجود الخاتم
سيستبعد أنامل فهي تخاف منه وتهابه
ويعرب أيضا لا يفعلها لأنه يحترم خصوصياته
حتى ولو تحدث أمامه عن الخاتم
لن يفكر فيه فضلا عن أخذه
بقيت وسن لا يستطيع التنبؤ بما يجول في خلدها
هي أخر من زارهم وهو بنفسه
أوصلها إلى بيتهم قبل أن يضيع الخاتم ..
حاول أن يتذكر هل تحدث أمامها عنه
شد شعره بعصبية نعم تحدث
عن القوة الكامنة التي يختزنها الخاتم
تحدث عن تحضير الأرواح
بالتأكيد أنها هي لا أحد غيرها
تلك المتهورة لن يدعها تنجو بفعلتها
لم يتوقع أن تكون سببا في هلاكه
لكن قبل عقابها سيستعيد
الخاتم ويرده إلى ألين
فالأخيرة قد تقصر المدة
وتأخذه في أي لحظة ..
لم يكمل تفكيره إلا واعترضت
طريقه خمس سيارات سوداء ,
علم أن الأفكار تجذب الأفعال
وهو بأفكاره جذب ألين إليه ..



زجاجة عطر 08-10-10 02:33 PM


لا يُرى النور

وتناثرت الذكرى

1-1

لم يبقى أحد ينتظر أحد سواها
أكثرهم صبرا على الانتظار كانت وما زالت وستظل
لذلك ينتعها ب هبله أدركت متأخرا السبب ..
تقف على ذكراهم حاملة بيدها شيئا من بقاياهم
ظنا بأنهم سيحتاجونها يوما ويعودون فتراهم
مسكينة وبلهاء لن يعودوا من يذهب في تلك الناحية لا يعود ,
لما تتشبث بوهم خيالاتهم ..

شيء ما داخلها يصرخ بأن توقفي كفى أقسي
قوي ذلك المختبئ بين أضلعك لا تنتظري أحدهم ,
لا تبالي به اعتادت الانتظار هذا ما ترسب
بعد السنوات الأولى للانتظار الأول المؤلم حينها .

أي خبر يتصدق أحدهم ببعثه إليها ستقبله
ستصدق أي كلمة عنهم فقط
تريد كلمة واحدة لتطمئن روحها .

بهدوء طُرق باب غرفتها
وبمحاولة يائسة لوقف دموعها مدت يدها
عكرت عينيها فازداد احمرارها كجمرة مشتعلة
دخل مرة أخرى -ربيع -
نظرت نحوه بتساؤل
لماذا عدت سريعا
هذه المرة لم يخجل أو يحك شعره
بل نظرة أموات عُلقت عليه كتلك تماما
الذي قابلها بها في صبيحة
ذلك اليوم الذي تُركوا فيه وحدهم ..

خارت قواها وذهب ما تبقى من صبرها القانط وتفكيرها يذهب إلى وسام
أسرعت نحوه وهزته بعنف
:أشبك قول وسام سار فيه شيء وبصرخة انطق
الألم ينخر روحها الخاوية من الفرح وأي معنى للسعادة
:جيداء
لم يزد حرفا واحدا لخوفه من وقع هذا الاسم عليها
نظرت غضب وحقد رُسمت على ملامحها الشرقية
بعيونها السوداء الواسعة وأنفها الحاد
رفعت صوتها بتوتر
: ما أبى أسمع عنها شيء اعتبرتها ميتة من زمان
أراحه كلامها إلى حد ما
:ماتت جيداء ماتت اليوم الصبح

انهار جبل الجمود المبني حولها لتشهق من مر الفجيعة
تمسكت به قبل أن تسقط على الأرض الخشبية
احتضنها بخوف وصدمة
لتتناثر ذكرى محملة بعبق الخيبات القديمة

,

كانت مشغولة بقراءة ملف إحدى
الحالات التي طلبها الطبيب منها
اقترب منها يعرب ودون مقدمات فاجئها بطلبه
: سلام سامحيها
فتحت عينيها بدهشة ونظرت له بصدمة
: أسامحها لو ما كنت حاضر يومها يمكن أعذرك أنت نسيت ايش عملت
بنبرة توسل تابع كلامه
: سامحيها هي بين الحياة والموت الكلام ما بينفع الحين
: آسفة أنا ما أقدر أنت تطلب مني شيء فوق طاقتي واحتمالي
:مو عشانها عشانك أنت لأن من داخلك طيب لا يعمي الحقد قلبك
:الي سوته مو سهل محد منا قدر يتجاوزه
أنا للآن مصدومةكيف طاوعها قلبها
: بس مع كل الي سوته تظل أمك
: يعرب أنت ما تعرف شيء كم مرة احتجت
أحد يمسح على رأسك يحضنك ويحسسك بالأمان
وما تلقى إلا سراب أم وصدى ضحكات
فتح فمه ليحتج لم تسمح له وهي تتابع
:أنا ما لقيتها جنبي يوم أني احتجتها كيف تلاقيني جنبها
وهي أصلا ما تحتاجني عندها الي يكفيها من الأستاذ نبيل

,
عودة للحاضر وللخيبات الجديدة بالرغم من ادعاءاتها المستمرة
والتي تصرح فيها دائما بأنها لا تريد مسامحتها
أو مجرد سماع أي شيء عنها إلا أنها كذابة بارعة
فهي تستميت لأن تنام بين أحضانها
وتجعلها تلعب بشعراتها السوداء القصيرة ...
حملها ربيع بخوف وضعها على السرير
وأخذ يضرب وجهها لتستفيق بعد لحظات
أفاقت ودمعة يتيمة معلقة على طرف عينها
تأبى السقوط لئلا ينهمر سيل بعدها
تنهد براحة أمسك بكفها
: إن شاء الله أحسن
هزت رأسها وتمتمت ب
: الحمد لله
خرج من الغرفة وكأنما يهرب منها
أو من مشاعر الألم الذي باتت تغزوه ..
/
الساعة الواحدة بعد منتصف الليل
منزوي في أحد أركان الصالة
ويرتشف نفسا من سيجارته الحبيبة
جلست محاذية له , سحبت سيجارة من جيبه العلوي
متجاهلة نظرته المستهجنة لفعلتها
أشعلتها وهي تقول بنبرة أقرب للحزم منها للترجي
: ليوم واحد أنسى أني أختك وأني بنت خليني أجربها بهدوء
شتت نظره عنها و عينيه تشع بوجع عميق
: ما تخيلتها تموت حتى لما كنت أدعي إنها تموت
ما كنت أقصد تموت حقيقة كذا يعني أفرغ غضبي بهالطريقة
حركت رأسها في تأييد
: حتى أنا كنت أقول أني أكره ينذكر اسمها قدامي
وأنا نفسي أرتمي على صدرها وتضمني لها آه لو يرجع الزمن لورى ..
خرج صوته هذه المرة محتقنا وهو يحاول
السيطرة على دموعه من أن تسقط أمامها
: يعرب حاول فيني كذا مرة قالي احتمال تموت
وبتندم لكني عاندته بس في الحقيقة أنا عاندت نفسي ومع الأسف ندمت ..
تجمعت الدموع في محجر عينها
: أنا كنت أبغاها تندم تعتذر لنا وقتها كنت مستعدة أسامحها
ويعرب كلمني كمان بس ما سمعت كلامه
لدرجة أني ما أمر من جنب غرفتها
كنت خايفة أضعف وأروح أجري لها ..
استمرا هكذا حتى الساعة الثالثة وذهبا ليصلوا ويدعوا لها ..




*سلام فيصل آل... 26 سنة
*ربيع فيصل آل... 30 سنة


زجاجة عطر 08-10-10 02:34 PM


لا يُرى النور

وتناثرت الذكرى
1-2

بينما كانت الساعة تشير إلى الواحدة ظهرا
أخذت تجري في طريقها إلى غرفتها بسرعة تسبق البرق
طوال فترة جلوسها في المدرسة لم تكن قادرة على التركيز ,
حتى الامتحان أنهته بسرعة وقدمت الورقة على عجل ..

وهي تتذكر ما نسته تماما ذلك الشيء الغريب
الذي وجدته في غرفة وسام
بالرغم من أن الكل حذرها من الاقتراب منه -وسام -
إلا أنها لم تستمع لهم فهي لديها قناعة كافية
بأنه لن يؤذيها على الأقل في هذه الفترة..

ما يربطها بوسام تشابه ماضي ما تزال تذكر
أول محادثة بينهما في عيد ميلادها الثالث عشر ,
بالتحديد بعدما عرفت الحقيقة
التي زفتها إليها أنامل في ساعة غضب...
,

في ذلك اليوم جرت إلى خارج البيت
حتى تورمت قدماها وابتعدت عن الحي بأكمله
دموعها تسيل على وجنتيها المحمرتان
وخصلة من شعرها تمردت من تحت حجابها
المحكم على رأسها
لم تستطع أن تبتلع الصدمة كيف لذلك أن يحدث
أن تعيش طوال عمرك في أحضان أم
لينتزعك أحدهم منها ويزعم بأنها ليست أمك
أي ألم سيجتاحك وقتها بل أي حديث سيخفف عنك ويهدئك

جلست على صخرة قاسية تنتحب بصوتها الحزين الرقيق
لتفاجأ بيده الخشنة تمتد إلى رأسها
وتدخل تلك الخصلة المتمردة بلطف
رفعت رأسها ببراءة
لترى تلك الابتسامة الاستثنائية مرسومة على ثغره
وعينيه الرمادية تلمع بشدة فقليلا ما يبتسم
جلس بجانبها وهو يقول
: الحين أنتِ ليش زعلانه
بصوت متحشرج تكلمت
: أنامل تقول أن ماما ماتت وهذي أمها هي بس
اغرورقت عيناها بالدموع لم تستطيع أن تكمل وغصة مرة تنتاباها
وهي تفكر في يتمها ومصيرها الجديد
نظر لها وما زالت الابتسامة عالقة على شفتيه
: طيب هذا شيء يزعل ويخليك تسيبي البيت
استنكرت قوله أي قلب يملك حتى يبتسم
ويتحدث هكذا بلامبالاة
وهو يراها تنتحب من هول الفاجعة
ليخرج صوتها مندفعا مستنكرا
: أكيد يعني ما أزعل
حينها نظر نحو الأفق وقد غرب نصف قرص الشمس
: طيب أنا كمان أمي ميتة ومو زعلان
حزن مرير غزاها ودموعها أخذت طريقها الجديد على خدها
: لا أمك حية بس أنت الي تقول ميتة
كلمتها حركت شيء في داخله
ليفصح لها بكل صدق وعينيه تلمع بشدة
:بالنسبة لي ميتة

,

نفضت الذكريات من رأسها خلعت عبأتها بسرعة
ورمتها بإهمال على الأرضية الخشبية ,
عادت إلى الباب لتقفله بإحكام
فلا تريد أن يرى ذلك الشيء أحد أيا كان من سيراه ..

فتحت خزانتها مدت يدها تفتش عنه
بين أكوام من الملابس المرمية بفوضوية
فوضوية لازماتها منذ طفولتها فهي تكره التنظيم ..

أمسكت به قبضت عليه بكفها بقوة وقربته من قلبها
الذي كان ينبض بسرعة قد سكنه خوف من القادم
ماذا سيحمل لها هذا الخاتم هل سيكشف الحقيقة الضائعة
أم سيدخلها في دوامة من الأفكار / الأسئلة
وماذا إن عرف وسام بفعلتها أتراه سيغفر لها
سيستمع إلى تبريرها البريء
أم سيظنها تتكالب عليه مع الزمن ..

سكنت روحها فباعدت ذلك الشيء وأخذت تفتح أصابعها
واحدا تلو الأخر ببطء شديد وضربات قلبها
تتناغم كطرقات الطبول أخذ صدرها بالارتفاع والانخفاض
محاذيا لفتحها أصابعها شع نور غريب في الغرفة ,
بقدر غرابة ذاك الشيء وغرابتها وغرابة وسام
شعاع ساطع جدا يؤذي العين إذا ما ركزت فيه
لم تستطع أن تركز فيه فعادت وخبأته في مكان أكثر أمانا ..

تتذكر ما سمعته من وسام بأن هذا الخاتم
قد يستعمل لتحضير الأرواح حينها ظنت بأنه يمزح
لكنها في الوقت ذاته أضمرت بأن تتأكد من ذلك بنفسها
ولحاجة في نفس يعقوب استعارته
دون إذن من وسام حتى فهل تسمى استعارةفي هذا الحال
أم أنه واحد من سلسلة التبريرات التي تخلقها لنفسها دائما ..

أبدلت ملابسها بسرعة ورتبت المكان أو ربما جعلته
أكثر فوضى من ذي قبل حيث أنها رفعت عبأتها
من على الأرض إلى سطح المكتب ووضعت حقيبتها فوق السرير
لتجعل الأرض عارية من أي نوع من الأقمشة والمفارش
وتمدد على خشبها ( الباركية ) الأملس هذه الوضعية
تجعلها تفكر بشكل أفضل وتطرد الانفعالات التي تغمرها .

أخذت ترش على وجهها قطرات عذبة من الماء لينعشها ويهدئها
كل همها ردة فعل وسام غيره لا يهمها أبداً لا أمها أو بالأصح زوجة أبيها
ولا غيرها وسام هو المهم وغيره
لا هو من جعلها تقف على قدميها
وتصبح أقوى و أقدر على مواجهة
هذه الحياة المليئة بالظلم ..
لم يدم الهدوء الذي يحاوطها طويلا
وصوت طرقات على الباب
يتكرر بشكل مزعج مستفز معكراً صفو ذهنها مشتتاً لتركيزها

خرجت للطارق بعدما رسمت تعابير الضجر والانزعاج على وجهها
وهي تعتقد بأنها قد تكون أنامل لتجده
:يعرب
نظر لها مطولا قبل أن يدخل ..
جال ببصره في أطراف الغرفة
بينما عضت على طرف شفتها خجلا منه
لأنه يعرب نظراته تكفي لتشعرها بخطئها
رفعت ملابسها من على الكرسي ليجلس عليه
وجلست هي على الأرض أمامه ..
:خالتي جيداء
مرارة خنقتها و هي تتذكر هذه الخالة التي تسببت لهم
بالكثير من الحزن والألم وأكثرهم ألما أبنائها
أكمل بنبرة حزينة
: قبل شوي أتصل علي الأستاذ نبيل و بلغني إنها توفت ..
بلعت غصتها وهي تسأله عن ما يهمها
: طيب سلام والعيال عرفوا
هز رأسه مؤكدا
: ايوا بس وسام ما أدري إذا عرف أو لا مختفي من أمس محد شافه
لم يطمئنها قوله ولون وجهها يتغير من الصدمة
تغير لونها أثار تساؤله
: أنتِ تعرفي هو فين تعرفي شيء ما أعرفه
حركت رأسها ب لا
حينها قبل رأسها يعرب وقال
: أنا بروح لرامي أنتِ وأنامل بكرة روحوا لسلام ربيع اليوم موجود
ثم خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه

لتغرق هي في عالمها الخاص
والتفكير في غياب وسام الغير جديد يشغلها تخشى بأن يكون قد لاحظ اختفاء الخاتم
وأنه اكتشف أنها هي من أخذته
أخذت تضرب نفسها وهي تقول
:غبية طول عمري بجلس غبية أكيد كشفني ثم ترجع لتقول
:لا مستحيل يعرف لو عرف كان كلمني أو يمكن طربق الدنيا عليا ..

جلست على هذا الحال لأكثر من ساعة إلى أن داهمها النوم وغلبها النعاس


*وسن مالك آل... 17سنة
*يعرب مالك آل... 32سنة






إلى لقاء قريب
وعذرا على التأخير
والأخطاء


زجاجة عطر 27-10-10 04:45 PM



لا يُرى النور

وتناثرت الذكرى
1-3

تغرق في حزن مرير ومشاعر مختلطة من وجع وألم تغزو قلبها بعنف ,
منذ أن أفاقت ووجدت نفسها في بيت جاسم ونوره أدركت أنه لم يعد حلم .
تشتاق إلى غرفتها الصغيرة المجاورة لغرفة زينة الخادمة
وإلى كرسيها وطاولتها اللذان كانا بمثابة ملجئ لها
تقضي معظم وقتها في القراءة والتحاور مع الأقلام والدفاتر .
كانت وحيدة وسط أولئك لم تشعر يوما بأنهم أهل لها أو بأي رابطة تجمعهم
ولولا أمها لما تحملتهم كل ذلك الوقت ولأتخذت هذه الخطوة منذ زمن .
تمر على بالها خيالات لأشخاص مجموعة من الأطفال
وراشدين بالتحديد ثلاثة أولاد وبنت وأم وأب صورة جميلة جدا
تحملها في قلبها كلما أحست بالضيق تتذكرها .
,

فتاة متعلقة في أطراف ثوب والدها الذي عاد من مكان ما
حاملا صندوق كبير تريد منه أن يحملها ووالدتها تخرج من الغرفة
مرحبة بقدوم زوجها يتبعها ابنها الصغير وولدين قطعا لعبهم
لرؤية ما يحمله والدهم هي كانت تشاهدهم من سريرها -المتوسط للصالة-
صغيرة جدا عمرها تسعة أشهر أو أقل
الأم بحنية
: أهلا وسهلا بيك تشكل آسي
الابن الأكبر بفضول
: بابا شو هيدا الي جايبوا معك
الأب بتعب وانهاك شديدين
: شوي شوي عليا خلوني أخذ نفسي بعدين أقولكم
الأم بعطف
: تعئ أجلس حدي ابن عمي وهي تشير إلى الكرسي
جلس الأب وأبناءه حوله بعدها كشف لهم عن تلفاز وجهاز لتشغيل الفيديو

,
تتذكر جزء من الصورة أما البقية لا تستطيع تذكره جيدا إلى اليوم
وهي تحاول أن تتذكر تفاصيل أخرى
لكنها لا تجد سوى ذكريات أخرى أشد قسوة تجعلها تعتصر بألم ..
طُرق الباب بخفة ثم فُتح قليلا ليكشف عن جسد نحيل
ووجهه يبعث على الطمأنينة والإحساس بالأمان
بصوت هادئ مطمئن قالت
: يا بنتِ قومي صلي أذن من زمان
صورتها هكذا ذكرتها بالمرمية هناك بين ردهات ذاك المستشفى
والفرق بينهما جلي فهذه بالتأكيد أصغر سنا ووجهها مشرق
رغم لمحة الحزن التي تسكن عينيها ..
خرجت بذات الهدوء بعد ما أعلمتها
أنهم ينتظرونها لتتناول معهم طعام الغداء
توضأت وصلت بخشوع ودموعها أغرقت ملابسها دعت الله بأن يحفظها
ويشفي والدتها لها ثم أحكمت وضع حجابها وخرجت ..
لثواني وقفت متحيرة تتساءل أين الطريق المؤدي إلى غرفة الطعام
عقبها قررت النزول إلى الأسفل ذاك أن غرف الطعام عادة ما تكون في الدور السفلي ..
خطت الدرجات إلى أن وصلت لأخر ثلاث درجات حينها توقفت ,
لتسمع صوتها العذب (نوره) وهي تحادث جاسم أرهفت السمع رغما عنها
وهي تسمعهم يتحدثون عنها
نوره : أنا ما بضغط عليها لو بتتكلم من نفسها
جاسم : عجيب أمرك أمس تقولي ما نعرف عنها شيء والحين لما صارت بوعيها قلبتي
نوره : قلبي عورني عليها مكسورة من داخل بعدين هي ما بتثقل علينا
جاسم : أنتِ عارفة أن المادة أخر همي بس ما ينفع نخليها أهلها أكيد يدورن عليها
نوره : ايش عرفك يمكن ما عندها أهل
آلمها و زاد حزنها حزن ووهنها وهن حقيقة فُضحت من بين كلامات نوره
ألا تستطيع أن تجعله مستحيل بدلا من أكيد تمنت أمورا كثيرة في حياتها
لكن هذا الأمر بالذات تتمناه بشدة تريد أبا وإخوة وأخت كبرى ...
ملت من الوحدة التي تنسفها , تحليها رماداً ناعماً
ومن كآبة تصيرها لأشلاء تداس بنعل نظراتهم المشفقة عليها ..
لم تعد قادرة على السير بخطى متزنة وبهدوء ,
وألم ينخر روحها الهشة وكل قوة استندت لها حين وهن
تخذلها لتجلس على تلك الدرجة وهي تكابد عناءها ..
اتفقا أخيرا على أن يحفظاها عندهم لحين أن تسألها نوره عن أهلها وبيتها ..
بينما ظلت هي تصارع انكساراتها وتعدد الخيبات القديمة ,
أمها تلك النائمة بسلام على سرير ذاك المستشفى تعاني من الآلام
التي حلت بها وهي تنهي عقدها الرابع لا ليست بالكبيرة
ولا حتى منظرها يوحي بذلك إنها قوية وروحها شابة
كان مرضها مصيبة نزلت عليهم أليس في الداء نعمة التطهير
لم يفكر أحدهم مثلها الكل بحث لها عن علاج إلا هي تحبها
لذا جرحها التي كانت سببا فيه ظل غائرا ..
نعتوها بألفاظ لم تتخيل في حياتها بأنها ستسمع مثلها أبدا ,
ووصفوها ب اللامبالية كيف وهي لم تزرها سوى البارحة وهم لم يعلموا ,
هي تعرف بأن أمها ارتكبت جرم كبير في حق أحدهم
تذكر سماعها صوت أمها وهي تردد اسم شخص ما وترجو مسامحته إياها ,
لكنها لا تعرف ما تفعل لتجعلها تتوب
و تساعدها على الحصول على رضاه وأن يسامحها ..
ولكي لا تتأخر ويلحظوا ذلك عادت للغرفة
وغسلت وجهها محاولة إزالة آثار الدموع , نزلت الدرجات بسرعة
ودخلت غرفة الطعام لترى نوره تجلس وحدها ..
يبدو بأنني سببت إحراجا لهم لكن ما يفعل من ليس لديه أهل ولا بيت ,
جلست بهدوء بعد إلقائها للسلام بمحاذاة نوره ,
سكبت لها من الغداء وتناولته بشهية مفتوحة منذ زمن
لم تتذوق مثل هذا الطعام بقايا الأكل وفتات الخبز كان يكفيها برأيهم ..
نظرت لها نوره بحنان وهي تقول
: تبي أغرف لك كمان ..
أحست بالإحراج وتمتمت بلا


* أمل ... 15 سنة
* نوره عبد العزيز آل ... 36سنة
* جاسم خالد آل ...47سنة




إلى لقاء قريب

زجاجة عطر 16-01-11 02:08 PM

لا يُرى النور
بقايا فتات
1-1
اجتماع عائلي مفاجأ هل هذا هو العنوان مناسب
امم لا ربما صورة عائلية أفضل ,
طريقتها في التفكير في حل مشكلة تبدأ من العنوان
و قد يكون هذا صحيح لا يهم ...
على كل حال المشكلة في أصلها لا تحتاج إلى تفكير في أسبابها
كما يفعل الآخرون أخوتها رائد معاذ لمى (كان هذا ما يدور داخل عقلها )
فالأمر واضح جدا فلتت منها ضحكة
وهي ترى دموع لمى تتساقط بانهمار وغزارة
نظرت لها الأخرى بشيء من السخط والملامة ,
فلم تحرك داخلها ولا قدر أنملة ...
هي ليست مثلهم ربما لأنها تكره الكذب والرياء عكسهم
فلا تجد داعي للبكاء أو اصطناع الفجيعة ,
حتى صدمة هرب تلك أجادوا حبكها فلولا معرفتها
بطباعهم لصدقت ذلك ببساطة ,
في مرات كثيرة تخاف من أن يستغفلونها
في شيء وإن كانت أختهم فهم لا يؤمنون ,
أباها أيضا ممثل بارع امم نعم قد يكون أورثهم ذلك علم الوراثة
الجينات لها دور كبير في تحديد كثير من صفاتنا ...
حز ذلك في صدرها , يشغلون أنفسهم بالتفكير بالأسباب
ولا يبحثون فأي قلق أو حب يدعون تحسد أمل كثيرا
لأن انتمائها بهذه العائلة انتهى فور وفاة والدتها
والتي حقيقة لا تعلم إذا علمت بها أم لا ,
أما ارتباطها بهم فهو ارتباط أزلي حتم منذ زمن ليس بقصير ,
تحسدها لأن لديها أخوة آخرين وإن لم تكن تعلم بوجودهم
فبالنهاية هذه حقيقة لابد أن تكشف وإن طال الزمان أو قصر...
معاذ بالذات كان يتلذذ بتعذيب أمل كانت تراه دائما
وهو يطرحها أرضا لكثرة الضرب وجروحها تنزف ,
لا أحد في ذلك الوقت كان يتدخل أو يساعدها أمها لم تكن تفعل شيئا أيضا ,
لم تكن تشتكي ولا تبكي وهذا ما يستفز معاذ أكثر فيزيد في ضربها
والآن جن جنونه عندما علم بهربها فلم يعد هناك يستعرض قوته عليه
ولن يستطيع إفراغ غضبه الدائم في أحدهم يمثل أيضا خوفه عليها .. على من ستنطلي كذبته .
فكرت الاتصال بيعرب هو الحل , سأخبر أبي ..
القهر بادي على وجه معاذ وهو يمثل الخوف مضحك جدا شكله هكذا
يبحث عن شيء يحطمه أو يركله ..
سحبت نفسا عميقا نهضت من وسطهم
طرقت باب مكتب والدها ثم دخلت ...
تزين الجدران مكتبة كبيرة رفوفها ممتلئة بالكتب فلسفة أدب
علوم طبية / طبيعية , تفتقد مكتبته عنصر مهم الدين ,
نظرت في المكتب المصنوع من الخشب الفاخر
والكرسي المغطى بالجلد الطبيعي , ابتلعت ريقها سمت بالله وألقت التحية ..
ريم بصوت رقيق قلق : اتصلت بيعرب
نظر لها مطولا , تنهدت هكذا يحدث معها دائما
ترمي بفكرتها كما لو أنها قالتها من قبل
حاولت أن توضح الفكرة له : أقصد عشان أمل يعني توقعت أنه يمكن يعرف عن مكانها .
هز رأسه بتفهم : صح ممكن جاء على بالي نفس الشيء كمان .
ريم بنبرة استغراب : طيب على كذا كلمته .
تنهد وهو يتذكر ما حدث فهو أتبع رجاله خلف أمل لمراقبتها ,
أخبروه بما لن يكشفه لأحد أبدا ربما تكفير عن ذنب قديم هو ما يمنعه ..
قال بنبرة جافة : راحت لإخوانها .
أرادت أن تنفجر به لماذا لم تقل لنا أليس لنا حق في معرفة ذلك
لكنها بدلا من ذلك توجهت إلى الباب
وهي لا ترى أمامها شيء سوى صورة قديمة لأمل وهي تشارك الخادمة أكلها ,
لم تحبها منذ اليوم الأول الذي جاءت فيه مع والدتها
بالرغم من أنها لم ترتكب ذنبا حقيقا ربما كرهوها لأن أمها جيداء
التي طالما تمنوا أن تكون أماً حقيقة لهم
وهذه الجيداء أهملت ابنتها في سبيل الاعتناء بهم
تذكر المرات القليلة التي مرضت فيها أمل ,
لم تكن تعتني بها وهي تهتم بتنظيم حفلة لمى أو حل واجبات معاذ
لم يكن لها مكان وسط جدول جيداء المزدحم ...
لديها الأسباب الكافية لتكره جميع من البيت
ما عدا زينة الخادمة التي تشاطرها الأكل والشرب ..
رتبت أغراضها في حقيبة صغيرة اليوم لديها مناوبة في المستشفى ,
ذات المستشفى التي تعمل بها سلام , تراها كثيرا ودائما تترصد لها الأخطاء
تعلم جيدا أن سلام متفانية ومخلصة في عملها لذا تشعر بالغيرة منها ,
لم أمها جيداء ولم تملك كل تلك القوة , لم لم تكسر
ألا يفترض بمن تركته أمه وهو في ذلك السن أن ينكسر ,
أن لا ترافقه سوى الخيالات لم هي ناجحة في كسب قلوب مرضاها ..
دخلت عليها لمى وهي تحمل بين يديها صندوق مجوهرات جيداء
استغربت ماذا تريد أن تصنع به هذه المجنونة إنه يخص ميتة الآن
بينما اقتربت منها لمى ووضعت الصندوق فوق السرير ث
م قالت بصوت هادي مشوب بنبرة حزن : لازم نوديها لعيالها هم الورثة يعني ..
ألم تقل عنها مجنونة منذ قليل بالفعل هي مجنونة أولاد من الذين تتحدث عنهم ,
هي تخاف من المشي بجانب أحدهم
وهذه تريد أن توصل لهم صندوق مجوهرات من لم يعتبرونها أماً .
ردات فعلنا الأولية تظل راكزة وإن مر الزمان عليها ...
تذكر عدد المرات القليلة التي أتوا فيها إلى هذا البيت
و المقدار الكبير من المشاكل التي افتعلوها إلى أن طردتهم أمهم جيداء ..
هه وهذه الآن تريد أن تذهب لهم برجليها غبية ...
نظرت لها : إذا بتروحي روحي أنا مالي دخل فيك ..
نطقت الأخرى بصوتها الهادي برجاء : ما بقدر أروح لوحدي أمشي معاي ..
أجابتها بحدة : أنا مو مستعدة أعرض نفسي لمشاكل آل ...
أتوقع تتذكري ولدها المشكلجي وسام ..
هزت الأخرى رأسها وهي تقول :
لكن هذا ما يمنع أن نوصل الحق لأصحابه هذي فلوس أمهم حرام نحتفظ بها ...
ريم بملل : خذي واحد من أخوانك ولا على ايش أخوان ديكور ..
لمى باستعطاف : لو نحن رحنا ما بيسوون لنا شيء بس لو أخوانك أكيد ما يسكتون لهم ..
ريم بحزم : ما بروح لو تنطبق السماء عالأرض ولا تسوي لي فيها شريفة مكة وخايفة تأكلي حرام ..
علمت لمى بأنه من غير المجدي الحديث مع ريم
وأنها لن تلين لذا خرجت من الغرفة وهي تفكر في خطة للذهاب ..
أما ريم فدخل غرفتها معاذ وهو يسألها إذا ما علمت
بمكان أمل أم لا لتفاجئه بأنها ذهبت لأخوتها
عاد إلى غرفته تذكر شكل أمل ما يغضبه ويجعله يزداد في ضربها
هي تلك النظرة في عينيها نظرة التحدي والصمود لم يرى فتاة مثلها من قبل .
.يكره الفتيات اللاتي يمشين وراء عواطفهن فلماذا بالرغم من أنها عاقلة
تستفزه لا تبكي على أتفه الأسباب كما يكره
لا تفعل شيء يكرهه فلماذا كان يضربها ..
لا يعلم سوى أنها تغضبه وأن رؤيتها تتألم تسعده ..
* نبيل عبد العزيز آل...
* رائد نبيل آل ... 30سنة
* ريم نبيل آل ... 27 سنة
* لمى نبيل آل ... 21 سنة
* معاذ نبيل آل ... 19 سنة



لا يُرى النور
بقايا فتات

1-2

اعترضت طريقه خمس سيارات سوداء ,علم أن الأفكار تجذب الأفعال
وهو بأفكاره جذب ألين إليه ..
هذا ما توقعه لكن ما أن نزلوا من السيارات عرفهم ,
عصابة جاد أكانت جيداء من تتزامن مع المصائب ,
يوجد من هو ينافسها على هذا التزامن أنه جاد ,
توقيته والمصائب سواء ولم يخطئ التوقيت يوما ..
اقترب منه أحدهم : بدك تجي بالطيب أما لا ..
هو باللامبالاة ظهرت بصوته : ما بتفرء بس شو بدو جاد ..
بالصوت الغليظ ذاته قال
: هلأ بتعرف اركب معنا و لا تخاف سيارتك بنوئفها بالمكان الي بدك ياه ..
حرك رأسه برضا وركب دون أن يصدر أي مقاومة
فبالنهاية هم أكثر منه وشجاعة كهذه تعد تهور ثم أنه يعلم يقينا
أنهم يريدونه حيا لذا لن يؤذوه حسنا أكثر ما يقدرون فعله
هو وضع عصابة على عينيه وأخذ هاتفه المحمول
عموما يعرف جاد ليس نذلا حتى مع أعداءه ..
لم يتعب نفسه ويرهف السمع لعله يعرف المكان
الذي سيؤخذ له لأنها ليست المرة الأولى..
بعد مدة ساعة تقريبا وصلوا إلى المكان الذي كان عبارة
عن قاعة تحت الأرض بحوالي طابقين قدرها تقديرا ربما كانت أكثر أو أقل ..
عندما وصلوا أجلسوه على كرسي وأزالوا الغطاء بدا الضوء مؤلما ..
أغمض عينيه بشدة وخيوط من ضوء تسلل لعينيه ..
سمع صوت خطواته المميز التي تشعرك
بمدى بسالة هذا الشخص وقوته ..
جلس أمامه على كرسي صغير يناسب بنيته نظر لوسام بابتسامة
: شو عامل لألين
انطبعت على ملامح وسام نظرة غضب
وهو يفكر لو لم أثق بوسن لما كان هذا مقامي
تابع جاد بذات الابتسامة
:يخي أنا مستعد ساعدك وبخلصك منا ..
إذا في الأمر مصلحة بالطبع لا شيء يفعل لوجه الله في هذه الأيام
نظر لجاد بابتسامة : دخليك شو المئابل ؟
شبك أصابعه وصوت فرقعته لها يتردد في أذن وسام
جاد بضحكة
: بتعرف أكتر شي بيعجبني بيك زكائك
بدي منك الخاتم بعرف أنو معك ..
حينها ضحك وسام مطولا إلى أن لكزه أحد الرجال المحاطين به
تكلم بصوت جدي : ما بتعرف كمان أني مضيعو ..
جاد بنبرة خبث : مضيعو لو حدا سرئو منك..
انتفض وسام لا إراديا وقلقه يتعاظم على وسن
فهذه الفتاة حشرت نفسها في ما لا تطيقه لا هي ولا أي من أهلها
وها هي تجبره على حمايتها و تحمل همها ..
تابع جاد بسخرية
: شو باك انتفضت لا تخاف ما ئلت لألين شي
بس بدي منك تسلم لي الخاتم وأنا بفكك من كل هالمهزلة ...
نظر له وسام بثبات
: وإذا ما عطيتك الخاتم ..
جاد بلامبالاة
: وئتا بتشوف ألين شغلا معك أنت و الحلوة ..
قبض يديه بقوة حتى لا يضربه فإن فعل سيضر نفسه
ووسن أيضا أشعل جاد سيجارة وناولها لوسام الذي رفضها
: ما بتعرف أني ما بشرب ..
ضحك جاد ببساطة
: أنت بتحير كتير بتعمل أشياء أكبر من هي السيجارة
ولما بيجي وئتا ما تتجرء تمسكا
حرك رأسه بإيجاب يكره السيجارة لأن رؤيتها تهيج أحزانه
وتذكره بالذي لن يستطيع نسيانه
أجاب على جاد باختصار
: تئدر تئول أسباب خاصة ..
جاد قام من على كرسيه وهو يأمر رجاله بأن يعيدوا
وسام غدا إلى بيته فما كان من وسام إلا أن يرضخ لأمره
باستسلام تام وهو يخطط في الذهاب إلى بيت خالته أم يعرب
التي تعده ابنا لها أو هكذا تبين لا يهمه أصلا لأنها من رائحة جيداء
وحتى لو أشعلت أصابعها له لن يراه شيئا
وحدها وسن لم تكن تقرب جيداء حقيقة
فأمها أخرى ماتت فور والدتها وربتها خالته
لذا هو لا يكرهها بل يعتبرها مثله
ويتمنى لها حياة أفضل مما عاش حاول جاهدا أن يبعدها عنه
ولكنها كانت تفعل العكس إلى أن أدخلته ونفسها في هذه المصيبة
التي لم تخطر على باله سب نفسه كثيرا على غباءه
وهو يعلم لهفتها لمعرفة أمها والذي كان يمعنها من سؤال أبيها
أنه لم يقل لها أن أمها ليست هي أم يعرب وأنامل
وحتى يعرب لا يعلم بأنها اكتشفت الحقيقة منذ زمن
وحده هو وأنامل من يعرف خرج جميع من في الغرفة
ليتركوه وحيدا يصارع أفكاره ويتخبط أكثر من تخبطه هذا ...
مرارة تطبق على روحه وصورة وسن البريئة تطل عليه
يفكر لو أنها أخرى كان سيقتلها لفعلتها هذه
أما هي لا لأنه يرى نفسه هو المخطأ
فهي بفضولها الذي لا ينكره عرضة لتجريب كل شيء
وبتهورها الذي لا يخفى عليه أرض خصبة لخوض المغامرات
لهذا السبب يعد نفسه الجاني عليها ...
غط في نوم عميق لكثرة إجهاده لنفسه طوال الأيام الماضية ...
أصوات لأناس كم من أطفال ونساء ورجال يدوي في رأسه
كلما نام هلوسة وأنين يرافقان راحته الناقصة
يصرخ باسم أحدهم ولا يعلم بذلك يغيب كليا عن هذه الحياة ...
بعد سويعات أتى فرج من الله وأطلقوه أعادوه إلى بيته
دفعوا له بأغراضه الشخصية و هويته
انتهى كل شيء على خير ...
صعد إلى غرفته بسرعة لكن منظر إخوته صدمه
اقترب منهم بهيئته الرثة وعلائم التعب بادية على وجهه
لأول مرة في حياته كلها يرى ربيع بهذا الضعف
وهو محتضن سلام ورامي وكلاهما يبكيان ما هي المصيبة
التي حلت عليهم ليبكوا بهذا الشكل الجنائزي
من مات أهي وسن هل حدث لها شيء
كل هذا بسببي وبفضل غبائي المتعاظم
ربما وصلت لها أيادي ألين فتلك قادرة على أن تمحي اسم وسن
من كل السجلات الرسمية في ظرف ساعة ...
انتبه له رامي فاقترب منه واحتضنه بقوة شعر
حينها وسام كما لو أنه سيكسر وتبلد ما أصابه
حيث أن فاقد الشيء لا يعطيه وهو يفتقد كل معاني العطف والحنان ...
ابتعد عنه قليلا ثم قال
: ما عرفت
حرك رأسه نافيا ابتلع الثلاثة ريقهم وأخذوا ينظرون إلى بعضهم بتوتر فضيع
أكثرهم تماسك في هذا الموقف فقط سلام اجتذبت الكلمة بصعوبة
: ماتت
كما لو أن أحدهم صب ماء مغلي عليه
فجع وسن الصغيرة ماتت هذا ما دار في رأسه
قبل أن تكمل بصعوبة اكبر وهي تقول
جيداء
حينها هتف بالحمد لله
لتنتقل الصدمة من وجهه لأوجههم فمهما حدث
لم يتوقعوا أن يصل كرهه لها لهذه الدرجة ,
عندما رأى صدمتهم حك رأسه
: ما أقصد بس فكرت إنها وسن
دون أن يحرج منهم قال وسن
بينما الثلاثة فكر كلا منهم بطريقته رامي احتمل أنه يحبها
سلام تعرف أنها الشخص الوحيد الذي يهمه
ربيع يعلم أن الخاتم معها وإن ماتت مشكلة ...
جلسوا في الصالة والتوتر يحوطهم سأل : متى ماتت ومين قال لكم ؟
ربيع بصوت مجهد من البكاء : أمس يعرب اتصل عليه ال.. نبيل وقاله وهو بلغني أنا ورامي ..
اقترب من سلام واحتضن كتفها ارتعشت بخفة ألم قوي نخر روحه
وهو يعلم أنها تخافه :لا تروحي المستشفى اليوم
نظرت له باستغراب
قال : لا تخافي أنا أعرف المسؤول عنك بأكلمه وبخصوص الراتب الي بيخصمه كذاب ما يقدر
اقتربت وقبلت رأسه بامتنان لينير وجهه بابتسامة متعبة
ضربه على كتفه الأيمن رامي وهو يهتف بمزح
:ها ما تعرف تضبط أخوك الكبير
رما ربيع رامي بمخدة : أنا الكبير لا تغلط ...
ضحك براحة مشوبة بكثير من الخوف من القادم
وقال بجدية بالغة : ولا يهمك أنت وياه غيبوا أسبوع لو تبون ولا أحد بيسألكم حتى .
.شعر رامي بعدم ارتياح لذا سأله : أنت ايش تتشغل على كذا
قال بمزح :لا تخاف شغلة حلال ..
سعادة شفافة اقتحمت قلوبهم وراحة عميقة غزتهم ...

* رامي فيصل آل ... 28 سنة
* وسام فيصل آل ... 21 سنة



لا يُرى النور
بقايا فتات

1-3

يومان مرت على وفاة والدتها ولم تعلم
أي ألم سيجتاحها إذا ما عملت ,
يصعب عليه إخبارها وهو يعرف يقينا أنها ستنهار
لشدة تعلقها بها مع كل ما تسببت به من ألم لها تبقى وتضل أمها
فربيع ورامي وسلام انهاروا عندما علموا
ووسام بدا عليه الحزن فكيف بهذه الطفلة أمل
بالتأكيد ستفشل خطته ولن يجد لها بيتا أخر لإيوائها ,
يريد وقتا ليمهد الموضوع لإخوتها
وإن رفضوا إيوائها حينها سيقدم على فعل ذلك الأمر
الأشد إيلاما له ولها فخوفه عليها أكبر بكثير من مشاعره وعواطفه ,
لم يجلبها لبيته خشية أن تضايقها إحدى أختيه
أو أمه مع أنها ك سلام إلا أنهم يربطونها بجيداء
ويقولون أنها تربيتها فماذا بثت فيها من أفكار مسمومة وآراء فاسدة ,
اليوم سيأخذ أخواته لزيارة سلام ومن ثم سيزور جاسم
فربما يلمحها صدفة ويطمئن قلبه عليها ,
قبل قليل اتصل بأبناء خالته أخوتها
ليمهد لهم بأنها موجودة لأنهم ظنوا بأنها ماتت
كما أخبرتهم جيداء ذات مرة لذا سيصعب عليه إخبارهم
وهم بالتالي سيوصلوا ذلك لسلام ..
واعدهم على مقهى حتى يضبطوا انفعالاتهم ولا يهاجموه
أوقف سيارته ال bmw بمهارة فكر قبل سنوات
عندما كان يائسا من حياته في الوقت الذي قابل جاسم
لأول مرة كان لا يملك حق رغيف خبز جاسم غير نظرته للحياة
وها هو الآن ينعم بحياة لم يكن يتصورها أبدا
سيارة وراتب ضخم وكل هذا بفضل الله الذي هيئ الأسباب
وجعل جاسم في طريقه ذاك المساء ,
خلع معطفه وضعه على الطاولة وجلس يرتب كلامه
دخلوا مع بعضهم أشكالهم تلفت الانتباه
أسمر وعينه عسلية هذا ربيع أبيض وعينه رمادية هذا رامي
شعره بني وعينه خضراء هذا وسام ,
ربيع يوحي لناظر إليه بأنه غامض ولا مبالي
رامي هادي ومتواضع أما وسام متهور وشرس ,
أخذ كلا منهم مقعده ابتدأ ربيع بالكلام
: ايش الموضوع المهم الي جايبنا عشانه
رامي بضحكة
: غبنا عن أشغالنا عشانك غرد يا قلبي ..
وسام بمزح :
شرارة قول شصاير أعرفك غراب من يومك الله يعين بنت الناس عليك .
.صرخ بتمثيل
: يمه منك أنت وياه ما أخذت نفسي إلا أكلتوني
ثم نظر في وسام وقال
: لو سمحت لا تتكلم عن محارمنا .
رامي بعصبية كاذبة
: شوف الي ما يستحي هذا وهي ما جات يهاوشنا عشانها ..
يعرب بابتسامه
: هي توافق وأنا من بكرة أخطبها
ضربه ربيع على رأسه
: قليل أدب لا تخرب أخواني .
.ضحك يعرب
: الي يشوفك يقول واحد في المتوسط والثاني ابتدائي ما كنهم
رجال بشنبات ولو أن وسام شنبه ما ينتسمى شنب لكن يعني عنده خخ..
وسام لديه لحية صغيرة وقصيرة ولديه شنب أيضا وشكله مرتب بهما
أما رامي لديه شنب ولحية أخف من لحية وسام وشكلها مناسب له
ربيع كوسام ويعرب أيضا ..
تحدث يعرب بجدية
: أختكم الصغيرة
هتف ربيع بحزن
: الله يرحمها
تابع يعرب بحذر
:حية
التفت له وسام كما لو لدغ
: ايش مين قالك ؟
يعرب بهدوء
: أنا شفتها زمان وقبل ما تموت أمكم بيوم شفتها في المستشفى عندها ..
وسام بغضب
: ال.. كذبت علينا ..
تمتم ربيع بسبه أيضا بينما استغفر رامي
يعرب أكمل
: الحين أمكم ماتت المهم هي
وسام بسرعة
: الحين بأروح أجيبها من عند ال... نبيل والله ما تنام في بيته الليلة لو على موتي ...
صدمة حلوة أصابت يعرب لكنه سأل بحذر
: ايش بتسوي لها
وسام ببساطة
: ولا شيء أختي ذي وما بتجلس عنده ال... وعياله
زفر يعرب بارتياح
: خلاص أنا بجيبها بدون مشاكل بس قولوا لسلام أول ..
ربيع بعصبية
: أنت مجنون مستحيل ترفض هذي أختنا زيها زينا ما ندري
شالي قالته لها جيداء عنا بس مع ذلك هي أختنا من لحمنا ودمنا ونحنا
لو شكينا أنها حية ما كان تركناها عند ال...
يعرب كما لو أنه خرج من معركة منتصر
: أجل اتركوها علي
نظر ناحية وسام
:الليلة إن شاء الله ...
بعدها استأذنهم وأما هم ذهب كلا منهم إلى عمل يقضيه ,
اتصل بأمل وبعد دقائق ردت عليه
:هلا يعرب ..
يعرب بفرح
: اليوم بأجي أخذك من عند البقالة الي قدام بيت جاسم عرفتيها
أمل بفرح أعظم
: لقيت أهلي ..
قال لها
: أخوانك دوبي شفتهم بغوا يطربقون الدنيا على رأس نبيل عشانك..
سعادة عميقة أصابتها وهي تسمع بأن أخوتها يحبونها
أخيرا استجاب الله دعائها بل أخيرا دعته بإخلاص ويقين في الإجابة ..
أغلق الهاتف معها بينما هي استعدت للخروج
بقي عليها شيء واحد هو أن تخبرهم
بأنها ستعود إلى أهلها فيومان في بيتهم جعلتها
تتعرف على معاني الحب والعطف
فلم تشعر بأنها غريبة للحظة ..
أحكمت من وضع حجابها على رأسها ..
نزلت إلى مكان جلوس نوره المكان الذي تؤدي فيه
عباداتها وصلاتها أنه محرابها
يلفت نظرها دائما الكمية الكبيرة من الكتب الدينية والثقافية
الجزء المقروء أكبر بكثير من الجزء الغير مقروء
حقيقة كله يعد مقروء لكن الغير مقروء قُرأ لمرة واحدة فقط ,
ابتسامة حلوة اعتلت ملامح نوره
همست ب تفضلي
جلست أمل بأدب ثم قالت
: أم هادي أنتِ وأبو هادي ما قصرتوا علي بشيء وأنا لله الحمد لقيت أهلي أخيرا ..
صدمة مرة اكتسحت وجه نوره
وهي تسمع ما تقوله أمل
حاولت أن تتماسك فسألتها
: كيف ؟
أمل بفرحة
: اتصل علي ولد خالتي وقالي أن أخواني فرحوا بي
حينها هتفت نوره بقلق
: أنتِ متأكدة من كلامه ..
أمل بحزن
: والله أنا أحبكم وأدري إنك خايفة علي بس أنا أبى يكون عندي أهل أخوان ..
نوره بحكمة
: أجل نحنا نروح معاك لهم وإذا تأكد أبو هادي بنترك عندهم بس مو تنسينا
أمل بابتسامة : لا بنط عندكم كل يومين مرة :) ..
هزت نوره رأسها واتصلت بجاسم وأخبرته عن ذلك فأيد رأيها وأكد على أهميته..
بعد ساعة كان يعرب يقف أمام البقالة
عندما رآه جاسم دعاه إلى منزله فقبل
حكا له قصة الفتاة التي وجدها ليفاجئه
يعرب بقول : هذي بنت خالتي وأخوانها الحين ينتظرونها في البيت
جاسم شعر بسعادة لأجلها فهو يحب يعرب جدا
وإذا كان يعرب قريبها فهذا يعني أنها لن تضام وستزورهم حتما
جاسم بفرح
: الحين أقولها تجي بس تكفى يا ولدي أنك تخليها تزور الأهل لأنهم تعودوا عليها ..
همس يعرب ب إن شاء الله ..
وخرج لسيارته بعد ثواني كانت تجلس بجواره
وجواله لم يتوقف عن الرنين منذ أن غادر أبناء خالته ...


بياض الصبح 30-04-12 05:43 AM

تنقل للأرشيف

لتوقف الكاتبة

..
..
..


الساعة الآن 02:29 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية