منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   89_ جرح الغزالة _ آن هامبسون _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t146009.html)

اماريج 28-07-10 11:35 PM

2- الزواج المر
********************
ذرعت هيذر غرفة شقيقتها ذهابا وأيابا وقد أمتقع وجهها.
" لا ريب أنك جننت يا غايل , وقد أثّر هوسك بالأولاد على تفكيرك".
" سوف أصبح زوجة وأما , ومن المؤكد أنك لاتنكرين عليّ هذا الحق".

" لن تنعمي بشيء من ذلك , أنما أنت تخدعين نفسك , فهو قد أكد بنفسه أن الأمر لن يعدو أن يكون ترتيبا أداريا , فكيف يمكن أن تكوني زوجة؟".
" ليست المعاشرة محور الحياة الزوجية..........".
" أنك طبيعية , وسوف تلتقين الرجل الذي يحبك وينشىء معك علاقة عادية ناجحة , أن أحدا لم يفلح في أنشاء شراكة غير طبيعية كالتي تطمحين اليها".

ووقفت هيذر بجانب الكرسي الذي جلست عليه غايل , ونظرت اليها متوسلة:
" تريثي , بحق السماء تريثي".
" لقد وعدته , ولن أخل بوعدي".
" هل تتوقين الى الأخلال؟".
" أريد أن أتزوجه".

" ألم تري أي صنف من الرجال هو؟ أنه فظ قاس".
" قاس!".
" أوليست لك عينان؟ ألم تري وجهه وتعرفي أنه لا يحب النساء؟ في أي حال , توافرت لك شواهد كثيرة على ما أقول في الأيام القليلة الماضية , فهو قد ضاق ذرعا حتى بنا أنا وأنت".
" لا يهمني كرهه للنساء , فأنا سأعنى بالأطفال , ولا أتصور أنني سأحتك به كثيرا".
" ألا تحتكين بزوجك؟ ما هذه الحياة؟".
منتدى ليلاس
" أنت تعرفين الوضع تماما لأنني شرحته لك بالتفصيل , فنحن سنتزوج , ألا أننا لن نضع قيودا على بعضنا وهذا هو الفارق الوحيد".
" هل سترضين بمثل هذا الوضع؟".
" لقد قررت بملء أرادتي أن أخطو هذه الخطوة , وأنا أعرف ماذا ينتظرني بالضبط".
" لا بد أن تؤثر عليك حقيقة كراهيته للنساء سواء كان ذلك ضمن ترتيب أداري أم لا".

" من المعروف أنه يكره النساء ".
" أنني أقر بهزيمتي , ولا أستغرب أن تقدمي التبريرات المختلفة لتصرفاته بعد شهر من الآن".

" شهر! أن ذلك لمدة قصيرة".
" سوف تظهر لك حقيقته فور أن يقبض عليك بمخالبه".
" أرجوك ألا تكوني عاطفية وتتصوري الأمور بسذاجة".


اماريج 28-07-10 11:36 PM

" كيف تقبل فتاة عاقلة ومتزنة أن تعلق بالفخ من دون أن تفكر للحظة ؟ لن تفعلي ذلك يا غايل".
" ماذا يمكنك أن تفعلي حتى تمنعيني ؟ أنه رجل صادق وشريف , وأنا أثق بكلامه , وهو لا يريد أكثر من أم لأولاده , ولذلك من الطبيعي أن يظهر المودة في معاملته لي , وقد قبلت العرض لأنه كان واضحا وصريحا , وفي أي حال نحن غريبان عن بعضنا , وهذا ربما أفضل".

عادت هيذر تسير ذهابا وأيابا , ثم قالت:
" أن أفكارك غريبة للغاية , ولكن , أرجو ألا تأتي الي عندما تكتشفين أنك حولت حياتك جحيما , وأؤكد لك أن بيث لن تصدق كل ما حدث".

" أن سني تسمح لي بالتحكم بمصيري كما أشاء , وبوسعي أن أحب الصغيرين , ومن الأفضل أن أساعد موراغ أذا أستطعت , وهكذا لن تذهب حياتي هدرا يا هيذر كما هي الحال الآن , ربما صعب عليك أن تفهميني لأنك تتمتعين بوجود روجر وولديك , لكن , ستطغى الوحدة والوحشة على مستقبلي أذا لم أتزوج آندرو , وأنا لا أستطيع التنبؤ بما قد يغير حياتي سوى هذا القرار الذي أعتبره حكيما , ولا تساورني بشأنه أية مخاوف".

تطلعت هيذر الى غايل وهي تهز رأسها:
" هل تظنين فعلا أنك تستطيعين مساعدة هذه الفتاة علما بأن والدها أعلن أن حالها لا يقبل الأصلاح؟ وهل يقر رجل مثل آندرو بالهزيمة أذا لم يقتنع تمام الأقتناع بهزيمته؟".
" أعترف أن آندرو لن يقر بهزيمته بسهولة , ومع ذلك فسأحاول".

" لماذا تحاولين ؟ أنها أبنة أمها , وقد أخبرتك أن ماري قالت أن الفتاة لا تستحق أن تعيش".
" هذا تصريح خطير يا هيذر , لا يمكن أن يكون أحد على هذا القدر من الشر".
" لا يجوز أن يكون الجميع مخطئين , هل تقصدين أن أباها يبالغ في أقواله؟".

تحولت غايل عن شقيقتها وقد أبيّض وجهها وبرق الدمع في عينيها , وأخيرا أكدت بأصرار:
" سأحاول".
" ستخفقين".
" ربما , ولكن , يبقى الولدان الآخران , سأنشئهما نشأة صالحة يفخر بها آندرو , وهذا سيعوض عن موراغ بعض الشيء".
" هذه بطولة خارقة".
منتدى ليلاس
نظرت غايل الى هيذر الهائجة والتي تفوهت بأقوال لم تكن لتتلفظ بها في ظروف عادية , ألا أنها كانت قلقة على غايل وخافت عليها أكثر من نفسها , بل الحقيقة أن غايل لم تعرف الخوف أبدا , فلقد عرفت بالغريزة أنها أختارت الطريق القويم ووضعت ثقتها الكاملة بغريزتها لتلك.
" لست بطلة , لقد أخبرت بيث بذلك منذ بعض الوقت , فأنا بشر , وهذه الخطوة هي لمصلحتي ومصلحة الأولاد , وهذه هي الطريقة الوحيدة التي أصبح بها أما , لقد واتتني الفرصة مرة واحدة في حياتي , ومن السخف والجنون ألا أنتهزها".

" لو أستطيع أن أعيد دورة الزمان الى الوراء , لما كنت قابلت آندرو ".
لاحظت غايل وقد أغتاظت:
" كلنا نتمنى أن نعيد دورة الزمان الى الوراء , أنما ليس بوسع أحدنا أن يفعل ذلك , لقد قابلت آندرو , وأنا عازمة على الزواج به مهما قلتم".
" أحذرك من أن بيث وهارفي سيقولان أشياء كثيرة".


اماريج 28-07-10 11:37 PM

والحقيقة أنهما فعلا , فعاشت غايل الجدال والمشادات ثانية في اليوم التالي عندما ذهبت لحزم أمتعتها , وقد وصلت الى البيت برفقة روجر , وهو الوحيد من أقاربها الذي لم يفه بكلمة أقناع واحدة , أما بيث فقالت:
" عليك أن تصبري حتى تجدي الرجل الذي يحبك".

وأستطردت أن بوسع غايل أن تعيش حياة طبيعية وأن تتبنى مع زوجها الأولاد , وعلى رغم أن الجدال لم يتوقف لحظة أثناء حزم غايل لأمتعتها
فأنها ظلت على أصرارها وحزمها , علما أنها أستغربت أحيانا رباطة جأشها , ولم تتصور أية مشكلة أو صعوبة لأن الولدان سيكونان تحت أمرتها , وآندرو لن يتدخل أذا لم تحد عن الخط القويم
فهو لا يطمع بأكثر من الحياة الهادئة , وهي لا تتمنى سوى ذلك , ومن المؤكد أنها ستدبر شؤون منزله كأي زوجة عادية ,ومن البديهي أن يتوقع منها ذلك , أذن فغايل لا ترى أية ثغرة في تلك الترتيبات , وهكذا , على رغم أشمئزاز وأعتراض جميع أقاربها بأستثناء روجر , أقترنت غايل بآندرو يوم الثلاثاء التالي , وغادرا في اليوم نفسه الى عزبته في برتشاير.

ولم يتكلم آندرو كثيرا في الطريق , وكذلك فعلت شنا ,التي أخفقت محاولات غايل العديدة لأزالة تحفظها , أما روبي , فأبتهج كثيرا , ولم يجد صعوبة في مناداة غايل ( ماما) تحقيقا لرغبة والده , في حين بدت شنا مصممة كل التصميم على ألا تحذو حذوه , لكن غايل لم تنزعج من تصرفها هذا لشدة تفاؤلها وثقتها بأنها ستقضي على عناد الطفلة في المستقبل القريب.

ولما وصلوا الى أدمبرة , عاصمة أسكوتلندا
سأل آندرو غايل :
" هل زرت أدمبره من قبل؟".
" أذكر أننا قضينا بضعة أيام في أسكوتلندا عندما كنت صغيرة".
وصدمت غايل أذ فطنت أنها لا تعرف مكان سكن زوجها , فسألت:
" هل يبعد بيتك كثيرا عن هنا؟".

فأعلمها روبي على الفور:
" نحن نقيم في منطقة المرتفعات الهايلاند , لكننا نملك بيتا آخر يبعد كثيرا , أليس كذلك يا بابا؟".
أجاب آندرو:
" أجل يا روبي , أنه مقر للصيد".
فعلق روبي:
" لكنه كبير".
" أجل أنه كبير".
منتدى ليلاس
وأجتازوا المدينة , فبرزت أمامهم القلعة الشهيرة التي ولدت فيها الملكة ماري , وهنا سألت غايل :
" ماذا تصطادون؟".
" الغزلان".
أنحنى روبي فوق المسند الخلفي لمقعد والده:
" عندما أكبر سوف أصطاد الغزلان , لقد أعتدت ألا تصطحبنا معك عندما تذهب الى الصيد , ولكن , هل يمكننا أن نرافقك الآن وقد أصبح لنا أم؟".

" ربما , سوف أفكر في الأمر لاحقا".
" هل ستصيدين يا ماما؟".
" كلا يا روبي , لن أفعل".
" لا يسعها أن تكون صيادة ماهرة".
" يبدو أصطياد الغزلان وسيلة لتغيير الأجواء".
" هذا جزء من حياتنا لا شك أنك ستألفينه".

وأدار آندرو رأسه لحظة , فلاحظ دهشتها وأضاف:
" أن القضاء على الغزلان الضعيفة ضرورة لقطيع الغزلان نفسه , فلو بقيت جميع الغزلان على قيد الحياة وتضاعف عددها , لحلت بها الجاعة , ولعلك تتعزين أذا علمت أنني لا أسمح بالصيد داخل أراضيّ الا للرماة البارعين".
قالت غايل بعبوس:
" ولكن , يمكن للرامي ألا يصيب".
رد آندرو مقطبا جبينه:
" من الخير ألا يفعل".

" هل تقصد أن الحيوان يقتل على الفور دائما؟".
" أذا لم يقتل الغزال , فعلى الصياد المسؤول عن الفريسة أن يلحق بها ويقتلها مهما كلفه ذلك من وقت , على أنني لا أسمح ألا للرماة الماهرين بالصيد داخل أراضي , ونحن لا نطلق النار ألا أذا تيقنا من الأصابة المباشرة والموت السريع".


اماريج 28-07-10 11:38 PM

أقفلت غايل الحديث , وظلت على أقتناعها بخطأ أصطياد الغزلان مع قول آندرو أن العملية مفيدة للقطيع نفسه.
وعبروا جسر فورث المخيف شمالا نحو الهايلاند مجتازين منطقة أوكيلز.

وبعد توقفهم في نزل برث لتناول المرطبات , فاجأ آندرو غايل بألتفافه حول المدينة , فتمكنت أن تتفرج عليها من قمة كينول وهي أحد مرتفعات سلسلة سيدلو, وهنا تكلمت شنا , التي صمتت طويلا فيما أدخلت يدها في يد والدها.

" ألم نزر هذا المكان من قبل؟ أليس بأستطاعتنا أن نرى من هنا على مسافة بعيدة؟".
لقد أرتفعت خلف وادي تاي الأبيض والأخضر تلال أوكيلز التي أجتازوها قبل قليل , في حين أمتدت الى الغرب جبال بنز وجبال غراميبانت.
" أنه منظر رائع".
نطقت غايل بهذه الكلمات وهي تشعر بالحماسة والتأثر في بداية حياتها الجديدة.

وأخيرا تحول آندرو عن الطريق العام ليتسلق منحدرا شديدا يؤدي الى قوس بوابة عال مصنوع من الحديد المصبوب ومحاط ببرجين حجريين ضخمين على الجانبين يقع عند أسفلهما المسكن , وجرى على جانب الممر المؤدي الى المنزل والذي يمتد مسافة ميل جدول صاخب , كما أحاطت به أشجار الصنوبر الأرزية ونباتات زهر الربيع , وتجمعت أفراس سمراء محمرة حول أصطبلاتها , بينما رعت أغنام ذات وجوه سوداء فوق أحد السفوح , وأحتجبت أبقار الهايلاند في الظلال على مسافة بعيدة.

وأحاطت رياض غناء بالبيت الذي علت بابه لوحة من حجر رملي نفش عليها أصل عشيرة مكنيل.
ودفع آندرو السيارة الى ساحة البيت الأمامية حيث وقف وكيل أعماله الذي خرج من الظل , وقال:
" هل أستمتعت بالرحلة يا سيدي؟".
" كثيرا يا سينكلاير".

ترجل آندرو من السيارة , بينما فتح سينكلاير الباب من جهة غايل , وقد ظهرت الدهشة على وجهه ذي القسمات العميقة والجلد القاسي , وأنطلق الولدان صوب الباب الأمامي في الوقت الذي قال آندرو ببساطة
وكأنه يتحدث عن حالة الجو:
" أقدم لك يا مدير العزبة زوجتي غايل"
"زو..............؟".
منتدى ليلاس
ولكن سرعان ما تنبه سينكلاير للأمر , فمد يده ليصافح غايل فيما ألقى عليها نظرة باردة :
"يسعدني أن ألقاك يا سيدة مكنيل , لقد أحضرت معك طقسا جميلا ".
ضحكت غايل وقد سرها قوله:
" شكرا ,أنه للطف عظيم منك أن تقول ذلك , لكنني أفترض أنكم لم تشهدوا شتاء على هذه الدرجة من الغرابة والأعتدال لسنوات عديدة".

" صحيح يا سيدتي , فقد كان عندنا السنة خريف وربيع وحسب".
عقب آندرو:
" من الأفضل أن تقول حتى الآن , فمن الجائز أن فصل الشتاء قد تأخر لذلك لا تتوق الى التفاؤل".
وما أن دخل آندرو وغايل البهو الكبير , الذي صمم بشكل قرن وعل , حتى قابلت غايل عددا آخر من الخدم , وبالتالي جرى مزيد من التعارف وتبادل عبارات الترحيب المصحوبة بنظرات باردة
وعلق آندرو:
" ستتحدث عنا الأخبار بعد ساعة من الآن , أرجوك يا ماري أن ترافقي السيدة مكنيل الى حجرتها".


اماريج 28-07-10 11:40 PM

جاورت غرفتها غرفة آندرو , وتساءلت غايل أذا كان أحد قد نام فيها بعد وفاة زوجة آندرو , فمالت الى نبذ الفكرة , ولم ترغب بالتالي أن تنام هي فيها , ألا أنها لم تقدر أن تطلع زوجها على الأمر , وخمنت أن كل ما ستعرفه لن يعدو كونه سطحيا لأن زوجها أغلب الظن لن يثق فيها يوما , وقالت ماري , وهي سيدة سمراء في مقتبل العمر ذات أبتسامة دائمة وصوت لطيف:
" آمل أن تعجبك المناظر من هنا يا سيدتي".

" أنها فتانة , والآن , أرجو أن تتركي أمتعتي قليلا لأنني أرغب ببعض الوحدة".
" حاضر يا سيدتي".
وتطلعت غايل الى الجبال والمروج ,وقد أنتشرت فوقها الظلال وأستحمت بأشعة الشمس المتلاشية ولونها القرمزي , ورأت غديرا متاوجا وبحيرة علاوة على مجموعة من أشجار الصنوبر المغروسة بمحاذاة جنينة معلقة , وبركة سباحة الى يمين المنزل.
منتدى ليلاس
ثم أستدارت لتتأمل الغرفة الواسعة والمدفأة عل نحو مريح بواسطة نظام تدفئة مركزي شأنها شأن سائر أجزاء المنزل , وفيما وقفت هناك تتأمل ما حولها , أدركت للمرة الأولى الأثر البالغ لعملها المتسرع , هل كان كل هذا البذخ من أجلها؟
هل يمكن أن يكون ذلك حلما؟ أو هل تزوجت حقا؟ وأنتقلت عيناها الى الباب الكبير المصنوع من خشب السنديان ونهضت لتجربه , أنه موصد , وأنحنت , فلم تر مفتاحا في الجانب الآخر , من الطبيعي أن يتناقل الخدم الحديث , وقد تبلغ الحقيقة مسامع أصدقاء آندرو , وأسرعت الى الباب الخارجي فور سماعها قرعا خفيفا عليه , ففتحته لتعلمها خادمة شابة وهي تبتسم:
" سيكون العشاء جاهزا بعد ساعة يا سيدتي".

" أشكرك".
أبتسمت الشابة مجددا قبل أن تبتعد.
تساءلت غايل عما يجب أن تفعله , فواجبها هو الأعتناء بالصغيرين اللذين تواريا بعد دخولهما الى البيت بسرعة , ولكن , متى يأويان الى الفراش؟ وهل يريدان أن يتناولا العشاء , أو هل أهتمت أحدى الخادمات بهذا الأمر؟
هل يجب أن تنزل لتتلقى تعليماتها من آندرو ؟ هذا هو الحل الوحيد , ولكن , ما أن فتحت الباب , حتى سمعت لآندرو يتحرك في الغرفة المجاورة.

وترددت قبل أن تقرع الباب , وتسمعه يجيب بحدة وعصبية , أو هكذا خيل لها:
" من هناك؟".
" أردت أن أعرف ماذا يجب أن أفعل؟ هل أساعد الصغيرين حتى يدخلا الفراش؟".
لم تفلح محاولته لفتح الباب.
" هل لديك مفتاح؟".
" كلا".
" أذن , تعالي من الباب الآخر".

فعلت ما أمرها به , ووجدت بابه مشرعا , فقرعته , ودخلت , وقالت وهي تحس بأضطراب للمرة الأولى منذ قرارها المتسرع بالزواج منه.
" أحسبني مكلفة بالأعتناء بالصغيرين".
تفحصها آندرو:
" عليك في الأوقات العادية أن تقدمي لهما الشاي في ساعة أبكر من هذه طبعا , وأن تضعيهما في السرير , ألا أن أحدى االفتيات ستقوم بالمهمة الليلية لأن المربية تركتنا منذ أسابيع عديدة , أخبريني , هل أعجبتك الغرفة؟".
منتدى ليلاس
أستغربت غايل الطريقة التي نظر بها اليها , هل كانت متعبة أو.... ووضعت يدها على رأسها للحال مع أن الجرح لم يبرز للعيان , وأجابت:
" أنها جيدة , شكرا".
وطمأنها كأنما عرف ما دار في خلدها.


" لم تستعمل هذه الغرفة منذ أيام جدتي , وقد رممت هذا الجناح وجددته وأنتقلت اليه في السنة الماضية , وأرجو أن تشعري بالراحة والطمأنينة يا غايل , وأذا أحتجت شيئا , فما عليك ألا أن تطلبيه مني".
" سأفعل , أشكرك".

ونهض ليغلق الباب في أشارة لها بالأنصراف , فتراجعت الى غرفتها التي بدت أجمل وأحلى , وأبتسمت لظنها أن من الطبيعي ألا تريد أستعمال الغرفة التي شغلتها زوجة آندرو المتوفاة.

ولما كانت موراغ تزور أصدقاءها , لم تجد غايل سوى آندرو لمسامرتها , وبعد أن جلسا للعشاء في قاعة واسعة لا توحي بالراحة , تملكها تدريجيا شعور بعدم تصديق ما هي عليه.

أجهدت الوجبة غايل لفرط ما أستغرقته من وقت , أما آندرو , فلم يفه ألا بكلمات قليلة عندما فرغا آخر الأمر من طعامهما:
" سنتناول القهوة في البهو".
وتصفح آندرو مجلة بينما جلست غايل بلا حراك وهي تشعر بالوحدة والضياع.
وفور أنتهائها من رشف قهوتها , أستأذنت:
" أفضل أن أصعد الى غرفتي".

نظر آندرو الى ساعته وقال:
" الوقت مبكر , لكنني أعتقد أن الرحلة أنهكتك".
" قليلا".
ثم نهضت بأرتباك ,وتمنت له ليلة سعيدة.



الساعة الآن 04:09 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية