منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   89_ جرح الغزالة _ آن هامبسون _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t146009.html)

اماريج 27-07-10 09:40 PM

التي لاحظت غير مرة نظرات آندرو الغريبة اليها , وتجلّى ذلك ذات يوم بعد تناول الشاي , فقد جلست غايل في البهو الصغير تقرأ قصة للأولاد الذين أفترشوا البساط عند قدميها , وأقترب روبي كثيرا منها
وألقى رأسه الأسود الجعد على ركبتها , ورفعت نظرها من ثم لترى آندرو منتصبا في الباب وهو يركز نظره عليها , فتوقفت عن القراءة محرجة بسبب مراقبته الصامتة لها , فأبتسم روبي لها راجيا:
"أرجوك تابعي القراءة يا خالة غايل , فالقصة ممتعة".

بادلت غايل روبي الأبتسام وهي تستغرب أن يكون قد تقرّب منها في هذه المدة القصيرة .
" هل أعجبتك القصة؟".
" أنها قصة رائعة , لا أحد يقرأ لنا في البيت".
منتدى ليلاس
وجدّدت النظر الى الرجل الطويل الواقف في الباب , وكادت تغلق كتابها برهة لو لم يسرع الى القول:
" لن أقاطعك يا آنسة كرسلي , لأن الأولاد منسجمون كما يبدو".
ثم تراجع وأغلق الباب بهدوء.

وقفت غايل على الشرفة في مساء اليوم التالي تتمتع بالسكينة بضع دقائق قبل أن تأوي الى فراشها بعد أن تمنت ليلة سعيدة , وودعت آندرو الذي سيسافر في الغد , ولف الجو الدفء والهدوء بينما أندفع القمر بين الغيوم وهبت نسيمات لطيفة
ألا أن غايل أضطربت نتيجة وداعها الأخير لروبي وشنا اللذين , على الأرجح , لن تلتقيهما ثانية , فقد حلّ روبي محلا رفيعا في قلبها بكل تأكيد , ففكرت أنها لو كانت ترزق بولد لما تمنت أن ترزق ألا بولد يشبهه.

وأستدارت فجأة وقد لفها الأضطراب لأنها رأت آندرو يقف في باب الغرفة وراءها يراقبها , وأستدارت ثانية وهي تتوقع أن يتراجع الى الداخل , غير أنه أندفع الى الشرفة ووقف بجانبها بقامته المديدة المنتصبة وشخصيته المهيبة , فتكلمت على الفور لرغبتها في قطع حبل الصمت قبل أن يطغى عليهما:
" الجو رائع الليلة , لذلك خرجت لتنشق الهواء الطلق قبل أن آوي الى الفراش".

لم يعلق آندرو بشيء , فتابعت حديثها بالسرعة نفسها :
" يبدو أن رحلتك غدا ستكون ممتعة".
" غاية في المتعة".
" أخبرتني هيذر أنك أودعت سيارتك هنا".
" أجل , لقد أودعتها".

لماذا قصد أن يراها هنا؟
فهو لغاية الآن لم يبد سوى أهتمام بسيط بها وذلك أثناء وجودها مع الأولاد فقط , ولم يتكرم عليها حتى بنظرة طوال الوقت الباقي , لماذا جاء؟
سألت نفسها هذا السؤال مرة ثانية , ومع أنّ قلبها أخذ يخفق بسرعة فائقة , فأنها لم تتهيأ مطلقا لكلمات آندرو التالية:
" أعترف يا آنسة كرسلي أنني راقبتك فيما كنت مع أولادي , وكما تعرفين , فقد كنت أبحث عمن يعتني بهم".
منتدى ليلاس
قالت وهي تتنفس بصعوبة لشدة فرحها:
" أعرف أنك تبحث عن مربية".
تلا ذلك صمت قصير , وتوارى القمر خلف الغيوم , فغاب وجهه في الظلمة :
" أريد شخصا يعتني بأولادي".

أنتظرت وهي تعرف ماذا سيقول , أو أحست أنها تعرف , وبان القمر ثانية , فبدا وجهه صلبا وجامدا فيما حافظت غايل على صمتها وحزنها , ثم قالت:
" أ .... ألم تجد مربية مناسبة ل.......لهم؟".


اماريج 27-07-10 09:41 PM

بم ستجيبه أن هو طرح السؤال آخر الأمر؟ أنها تتمنى أن تعيش مع الأولاد وتعتني بهم وتحبهم وكأنهم أولادها , وقد أحبّت روبي وأحبها , أما شنا.....
"لم أكن أبحث عن مربية ".
" لم....؟ لقد قالت لي هيذر أنك أعلنت عن حاجتك الى واحدة , ولذلك قصدت لندن".

ما كادت غايل تنطق بهذه الكلمات حتى تذكرت جوابه المراوغ قبل بضع ليال.
" صحيح أنني أعلنت عن حاجتي الى مربية".
سكت طويلا , ثم أضاف:
"لكن أحدا من المرشحات لم تتوافر فيها شروطي".
" لا أفهمك, فأنك قد قلت قبل قليل أنك كنت تبحث عن مربية".
منتدى ليلاس
" أنني أبحث عن زوجة , لكن , من الطبيعي ألا أعلن عن ذلك , وكم تمنيت أن تلائمني أحدى المرشحات ,غير أن أمنيتي لم تتحقق".
" زوجة يا سيد مكنيل؟".
" أن أولادي محرومون منذ ولادتهم من حنان الأم , والمربية لا تقدم حلا حتى لو طالت أقامتها , لذا أريد أما لأولادي".

أنتابتها خيبة الأمل أذ فكرت لماذا يقول لي ذلك؟ الآن فقط عرفت أنها كانت ستعبّر عن قبولها لمنصب مربية بشغف ومن دون تردد , فرفعت عينيها وقد بانت فيهما آمالها المهشمة , قالت بتردد:
" فهمت .... لقد ظننت لحظة.... للحظة .... أنك تعرض عليّ وظيفة مربية".
" هل كنت ستوافقين؟".
أطرقت تعسة:
" أجل يا سيد مكنيل , كنت سأقبل".

تراجع , وأسند ظهره على الدعامة الحجرية , وقال:
" وماذا لو طلبت اليك أن تعتني بهم وكأنك أمهم؟".
بالطبع , كان يجب أن تعرف , ورغم ذلك نظرت اليه وهي مدهوشة , ثم تسارع نبضها , لقد تمنت أن تكون زوجة وأما قبل حصول الحادث , وكان ذلك قدرها المحتوم.
" لا أقدر.... أعني...".
صمتت وقد أرتبكت وأحتارت.

" هذا مستحيل يا سيد مكنيل , فنحن لا نكاد نعرف بعضنا".
" لا ريب أنك رغبت في قبول وظيفة المربية....".
" أجل , سأقبل ذلك بفرح".
" لا يختلف المنصب الذي أعرضه عليك ألا قليلا , فهو ترتيب أداري , لكنه ملزم غاية الألزام يا آنسة كرسلي , فعلي أن أتزوج من أجل أولادي".

توقف وهو ينتظر جوابها , لكنها لم ترد , فتابع حديثه:
" لعلك لا تعرفين شيئا عن أبنتي الكبرى , لقد حرمت من حنان الأم , وكانت نتائج هذا الحرمان مريعة , فهي الآن في حال لا يمكن أصلاحها معه , وأنا لا أريد أن يسير صغيراي سيرتها".
" لا يمكن أصلاحها؟ كيف يمكنك أن تقول ذلك؟".
منتدى ليلاس
" ينبغي علي التصريح بالحقيقة , ولست أدري ماذا سيحل بها , فقد جربت مساعدتها , ألا أن تأثير الرجل وحده لا يكفي , لقد أضعتها ولكنني لا زلت أحتفظ بروبي وشنا حتى الآن على الأقل".
" أنك لن تخسرهما لأنهما يحبانك , أؤكد لك أنهما يحبانك حبا جما".

" صحيح أن روبي يحبني , لكنني لست واثقا من حب شنا التي تحولت الى طفلة عنيدة يصعب التعامل معها".
هنا أنقطع عن الكلام , لكنه عندما عاد الى الحديث تهدج صوته من شدة المشاعر التي أختلج بها صدره.
" لا يجب أن تنهج شنا نهج أختها".

فكرت غايل بما قالته هيذر عن أن موراغ ليست أبنة آندرو , ولما نظرت الى وجهه ورأت ملامح شخصيته المعذبة , تحققت من صحة ذلك أذ لا يمكن أن تصل الى حال لا يمكن أصلاحها معه , يا له من تصريح خطير يقال في حق أبنة خمس عشرة سنة
ثم تساءلت غايل:( هل يسعها مساعدة موراغ؟ هل تستطيع أعادتها الى الصراط المستقيم؟).
أنقضت ساعة قبل أن يدخل آندرو وغايل الى البيت.

******نهاية الفصل الاول*******


زهورحسين 28-07-10 12:25 AM

الروايه روعه وموعجيبه لان اختياراتك دومامميزه000بانتظار التكمله ونطلب منك رواية اللمسات الحالمه000يافله000:55::55:

dalia cool 28-07-10 02:08 AM

الرواية رووووعة اماريج نحن بالانتظار

Rehana 28-07-10 10:42 AM

حبيبتي الملخص حلووووو كثيررر..ومشوووقة

بالتوفيق حبيبتي في تنزيل


الساعة الآن 12:18 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية