منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   القصص المكتمله (https://www.liilas.com/vb3/f717/)
-   -   زينة هي الموت و المنعوت و النجوى للكاتبه black widow (https://www.liilas.com/vb3/t145707.html)

shomoukhi 21-09-10 08:45 AM

وييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييين الباااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارت
حرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام

نوف بنت نايف 21-09-10 12:33 PM

البارت التاسع

*** جزى البارحه جفني عن النوم ... جزى من غرابيل الزماني ***



احبـــــــــك !!
تجمــــــــــــدت ..
توسعت عيــنها بصدمه , وبعدهــــا بدت تضيــع نظراتهـا ..تركــز على أي شي إلا اهو .
قلبـــــــــها قاعد يضــرب بجنون .
خافت أنه يشــوف شي من الجنــون اللي ياها , من وين اخطرت لها هالكلمه..
الظاهر الضغوط النفسيــــه جننتها , وأفقدتها جزء من عقلها .
أرفعـت إيدها برجفـــــــه , وبعدت شعرها عن ويهها .
مو مصدقه أنه هالكلمه اطلعت بعقلها وبهالطريقه ..
وتذكـــرت الأسباب اللي خلتها تكــرهه , ومع هذا مهي قادره ترجع المشاعر السلبيه بقــوتها مثـل قبـــل خاصه لما عرفت اهو شنو عمل لأبوها .
أما اهو فبطأ خطواته , شنو يبي يقـــول لها !!
يستجبوها ..بس عن أي شي !! ..عن أفكارها !! واهو منو بالنسبه لها عشان يستجوبها ..
لازم يتمـــــــالك نفســـــــــه , مو معقـــــــــول صابـــر سنين ما يقدر يصبـــر لحظات .
ويهه اغمرته السخريه والبرود ..هذي ..هذي
شاف بنيتها الجسمانيه الصغيره بالنسبه له , ولما يفكـر بفارق العمر بينهم ..
يقــول معقوله أنه هذي تقدر توصله لهالمرحله من فقد الأعصاب !!
وقف عند طاولتها ولاحظ أنها ألحيـــن فاتحه الكتاب , وكأنها تقـرى ..ورد يتساءل بمنو كانت تفكر !
دخــل إيده بمخباته ..طيارته بقى لها شوي ..ما يمديــه يتكلــم معاها بهالفتره !
حست فيه واقف عند راسها ..وبعد الكلمه الغبيه اللي نطق فيها عقلها (أحبـك ) حست بتوتر من وجوده .
ليش واقف وساكت !
شنو يبي منها ؟
صايره كلما أجتمعت معاه لازم يتفجر شي داخلها ..
لازم يختلفون ..
ما عاد فيها على الخلافات .
بس أرفعت راسها بكبرياء , إن كان يبي يتهاوش فإهي أكثـر من مستعده حقــه ..على الرغم من تعبها الكبير .
قال بأقتضاب " ويـــن منـيـره ؟ "
أرتاحــــت أنه السؤال آمـــن , وما كو مجال للخلافات فيـــه .
قالت ببرود " حايشها صداع نصفي , فمنسدحـــه فوق "
كان متنــــــرفز , مع أنه قاعد يسمعها ..إلا أنه واقع وجود أحد خاطبها قاعد يتردد بعقله .
راح تقبليـــــــن فيـــه ؟ راح توافقيــــن عليه ؟
حس بنفســـــه أنه بيفقــــــــــد أعصابه .
وخــر عيــنه عنها .
وده لو يقدر يفاتحها بس مو ضامن روحه أنه يفاتحها ويواجهها من غيــر لا يتكلم بصيغة الأمر ..وبغضب .
بهاللحظه بالذات أشتهى لو يقــدر يسحبها ..ويحبســـها بمكان ( هالأمنيــه الغبيه اللي تكررت وايد بعقله بالفتره الأخيــره )
بحث بمخباته بتلقائيه على سيجاره ..وتذكـــــر أنه وقف التدخيـن ..تنهــد بنــرفزه , هالمره تخليـــــه عن السيجاره أصعـــب ..كل دقيقه يدور عليها ..وبعدين يستوعب أنه تركهـــا .
لما طول بوقـفته ..عدلـــت قعدتهـــــا , الشي الوحيد اللي سوته واللي دل على توترها .
شنو يبي لما ألحيـــن واقف .
حس بنظراتها , ضغط على نفســـه , ورد نظرته لها , وقال بأقتضـاب " أنا مســافر , تأمرين على شي "
أرتــــاحت ...بيســـــــافر ..
ما راح تشـــوفه , بتستقــــــــــــــــر ..
أفكارها الغبيـــــــه , اللي قاعده تصطدمها يوم عن يوم راح تقدر تسيطر عليها .
ما غاب عن عينه فرحـها لهالخبـــــــــــر .
وحس بالعــرق اللي عنده رقبته ينبـــض بقـــوه دليل عصبيــــــــــــــته .
ردت بأبتسامه " ما يامــر عليك عدو "
ظهـــره بدى ينقـــزه .
الأكيـزما بدت ترد مثــل قبــل ..كل يوم عن يوم يقتنع بكلام الدكتــــور اللي يقول أنه سبب وجودها نفسي .
شــلون بتصيـــر له ..وتقبــــل فيــــه إذا كانت تفـــرح بغيبـــــــــته .
ود لو يهـــــــزها ويقـــــــــــول حسيّ ..حسيّ .
ألتقت عيونهم .
وشافت في عيــونه شي ما فهمتـــــــه , لكن مسح الأبتسامه عن شفايفها .
شي وخــــر الحاجز اللي قاعده تنخش وراه .
غمرت عيـــنها عدم الثقـــه , وعدم الفهـــــــــم , والتـــــــــوتر اللي يصيب كل شخص أمواج مشاعره تتقاذفه يميـــن ويســــــــار .
صقــر كان قاعد يشــوف عيــنها , شلون وصـــلوا لهالمرحــــله .
وين كانوا وشـــــــــلون صــاروا .
لو أي أحد قاله قبل سنين , أنها بتكـــــــون سبب عذابه , كان بيضحـــــــــك .
بيقــوله أنت ما تعرفها ..
لو أي أحد قال له قبل سنين أنها بتفــرح أن غاب بيرد عليــــــه ويقـــول كـــــــذاب .
ما كان يستاهــل منها اللي ســــــــــوته فيــــه .
أثنيــــــــــنهم ما كانوا يدروووون كم الفتـــــــــره اللي ظلوا فيها يتأملون بعض .
يحـاولون يقــرون فيها عيــون بعض .
لما أهو بالنهايــــــــه تحرك وتــــــــوجه للبيت الرئيسي عشان يودع أمه .

منيــره :


كانت المخدات ورى ظهرها , متسنده عليها بالفراش ..قعدتها بهالطريقه مريحه ..خاصه إنه الصداع اللي كان ماسك راسها من أمس خف عليها ألحين ..
قاعده تنتظر الشوربه اللي المفروض ألحيـن تجي من الخادمه .
الظلام , والهدوء ساعدوا كثير .
بس ما تبي تغامر وتفتح البرده أو تسمح للنور بالدخــول .
امس مواجهتها مع صقر أصدمتها .
هل كانت مهمله لزينه وصقر وهالشي طور الوضع للحاله اللي اهو عليه ألحين ؟
هل اهي مسؤوله ؟
شلون ظنت انه مشاعرهم بتكون مثل مشاعر الأخوان ؟
هل عشان جذي خالد طلب منها أنه تخلي صقر يعيش بالملحق ؟؟
هذي الأسئله قاعده تذبحها .
تحس كأنه حولها شبكه كبيره من الأسرار اللي اهي مو فاهمتها .
( الله يخليــــك منيــره لا تسمعنا ..لا تسمعك )
( خليها تســــــــمع , خليهم يعـــــــرفون إنتي شنــو )
(منيــره راح تنصـــدم , عشانها ..مو عشاني نــزل صوتك )
(فواز الله يرحمه كان زوجـي , وما راح أتكــلم عنه معاك )
(رفيجـــي يا زيـــن !..رفيجي من بد هالناس كلها ! ..رفيجي ! )
هذا مو كلام يصير بين أخوان !
هذا عتاب عشاق !
غمضت عيونها بغضب من نفسها .
ما شافت الأشارات ..ما فسرتهم ..
لكن ألحين لما ترد بذاكرتها تقدر تشوف كل الأشارات ..بس بعد شنوووو !
بعد شنو ؟؟
بعد ما طاح الفاس على الراس .
انزين ليش زينه تزوجت فواز أدامها تحب صقر ؟؟
يمكن أنها ما تحبه .
لأ لأ لأ ..كل تصرفات زينه بالماضي تدل على الحب ..
السر اهو بالسبب اللي خلاها تتخلى عن هالحب ..وتتزوج .
تذكرت الصـــوره اللي كانت بالألبوم الخاص بالعرس , ألحين اعرفت الســر ..زينه ما كانت سعيده , زينه بذيج الصوره مثال ضايعه .
شلون ما قدرت تفسر هالشي من قبل ..شلوووووون ؟
سمعت صوت طقه على الباب ..
وبصــوت ضعيف قالت " أدخــل "
صقــر فتح الباب , ودخـــل بخطوة الواثق .
كانت قاعده تشــوف طوله وجسـمه ورجولته , وقلبها معورها أنه يبي ياخذ زيــنه .
مو عيب بزيــنه لكن ..لكن ولدها يستاهل وحده ما عرفت قبله احد .
إبتسمت له بضعف .
اهو قعد على طرف الفراش بعد ما باس راسها , وعلى شفايفه إبتسامه حنــونه " سلامات يا الغالي سلامات "
باس إيدها وكمـــل " أشلون راسج ؟ "
حطت إيدها على شعــــره , وقالت " بخيــــر , الحمدلله "
ورد باس إيدها , واهي قالت " متى طيارتك ؟ "
عدل قعــدته وتأكد من الساعه , وقال " بعد شــوي , تامريــن على شي من لندن "
ما جاوبت على السؤال وقالت " صقـر بخصوص نقاشنا أمس "
حست بجسمه يبتعــد عنها , وحســت بالأبتسامه يختفي منها الحنان وحســـت بالجدار يرتفع بينهم .
قال ببرود " منيــــره .."
رفعت إيدها وقالت " لأ صقـــر ..لازم أفهـــــم " تنهــــــدت وقالت " شبينك وبينها ؟ "
تدافعت الذكريات بعقـــله ..
غيمــــــــــت عيـــنه ولا ذكرى من هالذكريات تعني لها شي ..
ولا شي .
شبينه وبينها ..؟ ما بينه وبينها غير كذب ونفاق ..وتمثيــــــــــل طال لمدة سنين .
رد بجمود " ولا شي "
حاولت منيــره مره ثانيه وقالت " صقـــــــر ! "
رد بصــرامه أكبـــر " ولا شي ..ما بيني وبينها شي "
خذت منيـــره نفـــس وقالت " عيـــل ليش تقــولي أمس أنك تحبـــــــها و ..."
مالت شفايفه بسخــــريه وقفت منيـــره عن إكمال كلامها ...
" هه " وكمــــــل بسخــريه واهو رافع حاجب " من قال إني أحبهــــــــا !! "
عقــدت منيره حواجبها بعدم فهـــم " أنت قلت أنك تبيها من زمان "
ترك إيد أمـــه وقال بجمود " بالضبط ..أبيها من زمان ! ما قلت أحبها ..في فرق بالمعنى يا منيــــره "
وعدل قعدته بحيـث صارت منيره تشوف بروفايله , بعد ما تسند بكوعه على ركبته وشبك إيدينه ببعض قباله .
و واضح على وجهه العناد .
قالت منيــره بغضب بسيط بدى يبين من صوتها " إنت قلتي إنك تخاف تتزوج غيرها وتظلم اللي راح تتزوجها "
قال بصرامه " أي بالضبط لأني أبي الزيــن وما أبي غيــرها , فأكيد اللي راح أتزوجــها بتتأذى إن كانت ببالي زين"
قالت منيــره بأصرار " ما كو فرق بين انك تحبها وبين أنك تبيها بهالأصرار ! "
إبتسم بسخريه , وقام من الفراش وقال " هذا بالنسبه لج لأنج مره ما تقدرين تفرقين بين الأثنين , بس أنا غيــر , أنا ريال واقدر أفرق , أنا أبيها وبس . "
لأنها ما تستاهل حبي .
لأنه قلبي لما كان لها رمـــته رميــة الكلب .
لأنها علقتني مثل الغبي فيها وتركتني معلق لما قدرت أفلت .
بس ألحيـــن أبيها ..أي أبيها وبس .
أبي أتأكد أنها ما تكون لغيري .
عناد ..جنون ..اللي اهو ..ويكون اللي يكون بس مو حب لأنه ما راح يسمح لقلبه بهالشي مره ثانيه .
وكمــل " وأدامج يبتي الموضوع , أنا تراجعت عن قراري , أبيج أنتي تكلمينها عن خطبتي لها بعد ما ترفض عبدالرحمن , وقولي لها مهرها بيكون قطعة أرض , وبتنبني خلال فتره زواجنا لبيت بيكون بأسمها , وشبكتها بتكون بالسعــر اللي تبي , وبالشكل اللي تبي ومن المكان اللي تبي "
اهو عارف أنه زيــن تبي يكون لها بيت مستقــل .
يدري أنه لو تقدم لخطبتها من غير شي بيده يدفعها للقبول أنها ما راح تقبل فيـــه ..
البيــــــت بيصير الشي اللي راح يخليها توافق .
اهي لما توفى فواز واضطرت تجي لبيته هالشي كان مضايقها ..وبالتالي أن عرض عليها البيت وصار بينهم أي شي من طلاق أو وفاة أو غيره بتحتفظ بأستقلاليتها .
أهو عارف أنه ما أحد من خطابها بيعرض عليها نفس العرض .
بس يتمنى أنه الأرض بتكون مغريه بما فيه الكفايه , ولدرجة أنها تقبــل تكون زوجتــه .
مستعد بعرض عليها للي تبي ..اهو يدري أنها تحب الفلوس مو اهي خذت فواز ..علشان فلوسه .
قالت منيــره ببرود " قاعد ترشيها يا صقــر ؟ "
اكرهت أنه ولدها قاعد يعــرض هالأشياء على زيــنه ..
كأنه مو واثق بنفســه , ومو واثق أنه ألف وحده تتمناه .
رد صقــر " كل واحد لازم يسوي اللي يقدر عليه عشان يوصل لهدفه "
هذا الحرص الكبير انه زينه تكون له , مخوفهــــــا .
خايفه أن تزوج البنت يحسها مو مثــل ما اهو متصـورها ..ويفقد اهتمامه .
ويمكن مو جذي اللي مخوفها أنه حرصه على الزواج من زيـنه مو دافعه الحــب !
مو دافعه الرغبه بالأستقرار , دافعه شي ثاني أهي مو عارفه شنــو ..
قالت منيــره بهدوء " لا تظلمها يا صقـــر "
واهي كان مسموح لها أنها تظلمني .!
عادي أنها تقهــرني .
تنومني على نار وتصحيني على نار .
تثير غيرتي من رفيجي لدرجـة أني قمت أكرهه .
كلما يتذكر أنها كانت متزوجــه من غيــــره ..يتمنى لو كان ذابحها بأيده ..
مقطعها مليون قطعه قبل ما تكون لفواز .
بس راح يحاول قد ما يقدر أنه ما يظلمها ..يتمنى أنه ما يظلمها ..راح يسوي كل شي ممكن عشان ما يقولون عنه أنه ظالم ..
حب راس أمه وقال " أنتي تعرفيني احسن من جذي يا منيـــره "
بهاللحظه منيـــــــــــره تمنــــــــــت لو تصـــرخ وتقـــول قــول يمــــــــــه ..أنا مو منيــــــــــره أنا أمــك .
أبتســمت بضعــف .
كان متــوجه للبــاب , ولف على أمه قبل لا يسكــر الباب , وقال " حاولي تبيـــنين لها مساؤى خطبتها من عبدالرحمــــن , أنه كبيــر وايد عليها , وأنه عنده عيـــال " وكمـــل " أبيــــــــها ترفضه من نفســــها "
منيــره أول ما قال هالكلمه , تعجــبت ..يبيها ترفضه من نفســـــها !!! شيقصــــد ..
وكمـــل صقــر " أول ما ترفضه , طرشيلي مسج , وفاتحيها بموضوعي "
قالت منيـره بأستغــراب " أنت متأكد أنها بترفضه "
رد بهــدوء " إن شاء الله بترفضه ...إن شاء الله خاصه بمساعدتج " وكمـــــل " لا تشجعينها عليـــــــــه يامنيـــــــره "
طلع وسكـــــــر الباب .
كان مســـتغرب أشلون ما رقع الباب بقـــــــــوه .
يحـــــــس من الأعصاب ظهــره ذابحه , وحاس بالغثيان بشكـــــــــــل فظيـــــــــع .
بس فكــــــــــرة أنها تتزوج قاعده تقطعه من الداخل تقطيــــــــــع .
بعض المرات اهو نفســــــــه يستغـــــــــــرب أشلون ماسك أعصـــــــابه وهالمشاعر كلها داخله تذبحه , تحرقه , تقتله .
يا رب ترفض من نفســـــــــها ..علشان ما يفـــــــرض قراره غصبـاً عنها , وغصــب عن اللي خاطبها .
منيـــــــره شافته يسكــــــر الباب , تسندت على المخده أكثــر وغرقت فيــها .
يبيــــــــــها !!..ما يحبها ..! يبيـــــــــها .
مو فاهمه شلون عقــل ولدها قاعد يشتغــــــــــل ..
بس ما راح تسوي اللي اهي تبيــــــــه وتخلي ولدها يتزوج غير زينه , راح تحاول اللي تقدر عليه عشان تخلي زينه تقبـل بصقر وتتزوجه .
مو عشان شي ..عشان تعوض عليه اهمالها السنين اللي فاتت كلها ..واللي خلت حقيقه واضحه تغيب عن عينها ..
يا رب سترك من الأيام اليايه .

بدريـــــه :

متــوتره من أول ما انفجــــــر أبوها بأبراهيم .
خاصه أنه أبوها عقــب حلف عليها ما تكلم طليقها علشان البنات ولا علشان غيره , وانه اهو سمح بهالوضع لأنه ظن أنه أحسن , بس أكتشف ألحيــــن أنه الوضع مو معقول يستمـــر , وأنه أن شافها تكلمه بالتليفون أو سمع خبـر بهالشي فراح يكون حسابها عسيــــــر معاه
أبوها مو قاعد يكلمــها , وقاعد بالدوانيــــــه , المكان اللي ما تقدر تدخل له وتكلــمه لأنه أحتمال بأي وقت يدخل عليه ريال يبي يكلمه .
الوضع بالأسره سيء من غير هذا الخلاف الكبير .
يت لها وحده من بناتها وقالت لها " ماما أنا يوعانه "
قالت حق بنتها بضيق " يووووووه يا داليا مو أنا قلت لج تبين تتغديــن قلتي لأ "
أرجفت شفايف بنتها بتهديد بالبكــاء .
بدريه ما كان لها خلق تراعي خاطر البنات .
صرخت " سومـــا ..سوما "
اهي عادةً ما تشرف على أكل وشرب بناتها , يا أنها توكلهم يا انها تقعد معاهم .
بس اليوم ما تقدر تقعد مع داليا .
لما جت الخادمه على النداء ..قالت لها بصيغة الأمر " حطي غدا حق داليا بالمطبخ , و وكليها ."
ولفت على بنتها , قالت " يلا روحي مع سوما "
تعلقت بنتها بدراعتها , ببكي " ما ابي ...أبيج أنتي "
قالت بلهجة فيها لطف " داليا ماما روحي مع سوما , أنا ألحيـــن مشغوله "
قابلت داليا هالكلام ببكــاء , دفع بدريه أنها تترفز لأقصى درجه .
ولفت على سوما وقالت لها " أخذيها معاج "
بناتها من أمس صايرين أدعل , على كل كلمه يبجـــون أو يتنهوصون .
لفت على أمها اللي قاعده تشوف مسلسل بالتلفزيون , وتقشـر حب ..وقالت واهي تتحلطم " ما أدري شفيــــهم البنات على كل شي يبجــون "
أمها قالت لها واهي تشوف التليــفزيون وتقشر الحب " اليهال حساسيــن , شايفيـــن أمهم صايره نزره ومو مستحمله كلمه , أكيد بيتوترون , ويخافون "
ولما بدت الدعايه لفت أمها عليها " ولا تنسين أنتي توج غايبه عنهم فتــره , فأكيد بيتدللون عليـــج "
حست بعيونها تغورق من الدموع وقالت " يا ليتني ما سافــــرت , أشكان راح ينقص مني لو عطيت أبراهيم خبــــر "
أم بدريه كانت تشــوف بنتها اللي الواضح عليها الهم والضيقه .
قالت بهدوء " (لو) تفتح عمــــل الشيطان "
ما كانت بدريه قادره تقعــد على الكرسي .
كانت تروح وترد بالغــرفه " شسوي ألحيــــن ..؟ شسوي ؟ أبوي متهاوش مع أبو بناتي ؟ كله مني ..كله مني ..يا ربي ليش أنا مو عاقله ؟ , ليش مو رزيــنه ؟ , ليش ما أفكــر بالشي قبـــل ما أسويــــه ؟ " وقفت بمكانها والدموع بدت تنــزل على خدها " لو كنت ساكته ومو معلمه أبوي عن اللي سواه إبراهيم بالمصافط ..جان وفرت القثا والهم على أبوي , وجان ما صارت هالمشاكل كلها "
بدت الحلقه , وام بدريه ما اهتمت ولا انتبهـــت لهالشي .
وقالت بصرامه لبنتها " لأ يا بدريه ..إلا هالشي ..ما تخشيــن عني وعن أبوج هالسوالف , إحنا أهلج ..وإبراهيم لازم يوقف عند حده إذا تمادى "
قالت بدريه بضيق " ما أدري شسوي يمــــــــه , بعض المرات أقول يستـــاهل اللي ياله من أبوي , ومـــرات أقول إهانتـــه من إهانة بنـــاتي "
الأم أهني أنتبهـــت أنه حلقتها بدت ردت أهتمامها على المسلسل , وقالت " أنتي اللي يبــتيه لنفســـج , وطلبــتي الطلاق , وكاهم بنــاتج حايسيـــن بينج وبين أبوهم , وأنتي مضطره تتعامليــن معاه ما كأنه كان بينكـــم عشــرة "
شــافت أمها بنظرات متألمه وبعديـــــــن قالت " يعني شنو كنتي تبيـــني , أظل على ذمته , وأنا أدري أنه بقلبـــه وعقــله وحده غيــــري , كل ما طلعت معاه أشوف عيــنه تروح للمكان اللي تشتغــل فيــه , كل أغنيــه أسمعها معاه الشكوك تذبحني وأظن أنه يفكــر فيها "
أمها كانت قاعده تسمعهــــــا وقلبها يتألم لألم بنتــــــــها .
بس ما تقــدر تبيــن التعاطف ..أهي ضد الطـــلاق , ضده كليـــاً .
وضد العلاقه الطبيــعيه اللي بنتها تحاول تخلقها مع طليــقها عشان حفيداتها .
مو هذا اللي تعودت عليــه , ولا هذا اللي تربت عليــه , مو قادره تقــبل بهالتصـرف من بنتها .
كمــلت بدريـــه " كنتي تبيـــني أجــــن يمـــه من الأفكـــــــــار ..." أسكتت بلعـــــت ريقها , عل وعسى تبــلع الغصــه اللي في بلاعيمها ..وقالت " كنت بين خيارين يا اني اظل معاه واموت كل يوم مليون مره , او أتطلق و ألقى فــرصه ثانيــه مع غيـــره , مع ريال يحبني لنفــسي , مو ريال أحس بيني وبين صــورة حرمه ثانيــه ."
وقفت أم بدريه التظاهر بأنها تتابع المسلسل , وشــافت بنتهـــــا بألم " ويـــن الريال الثاني يا بدريه ؟؟؟؟؟ .......قولي لي ويـــــــــنه ؟؟ "
خــــــذت بدريه نفـــس عميق وقالت " راح أيي يمــــه , راح أيي الريال الثاني اللي يحبني عشان نفــسي "
بنــرفزه ردت عليــــــها أمها " متى تصــــــــــحيـــــن من أحلامج يا بدريـــه ؟ أي ريال ثاني !! أي ريال بهالزمـــــــــن يبي ياخذ مطلــــقه ...ولااااااا مو أي مطلقـــه ..مطلقه وعندها بنتيـــــــــن ؟ انتي تهقيـــــــن في ريال يبي يتحمــــــل هذا النــــــوع من المســؤوليــــــــه "
شــافت بدريـــــــه امها ..والدموع بدت تغرق خدودها الطريه .
أفتحـــــت حلجها مره , ومرتيــن عشان ترد بس ما تقــــدر .
وكمـــلت أمها " أنتي مو ريال يا بدريه تقدريــــــن تتزوجيـــــن اللي تبيــنه عقب الطلاق , أنت مرأه "
ما كانت تبي بنتها تنصطدم بالواقع بقســـــــوه , كانت تبيها تسمع وقائع الحياة منها.
ردت عيــون الأم المنكــسره على حال بنتها للمسلسل ..اللي حالياً أنتهى ومحطوط على الأغنيـــه التابعه للنهايــه .
خذت أمها الريموت كنترول وقالت " أنا راح أكلم أبوج عن أبراهيم بس مو ألحيــن لما يطخ أشوي عن السالفه "
سكــرت التلفــزيون وطلعـــت من الغــرفه تاركه بدريه ..

أبراهيـــــــم :

قاعد قبال التليفزيون ..وكتفـــــه ذابحــــه ..وأفكاره مع عمه اللي معصب عليه .
ومع بناته وتأثرهم من هالخلاف .
قالت له أمه " أبراهيم عطني أكلينكس "
شاف الكلينكس قربه .
حــــاول يحــرك أيده ..بس ما قـــدر , رد يحـــاول وبصدمـــــــه وعجــــــز .
والألم زاااااد .
أمه لفت عليه تستعجـــله لكن شافت ويهه ..قامت وقــفت واقعدت قربه .
وقالت بهدوء " أشفيــــــك ..كتفك صح ؟! ..كتفـــــك "
هــز راسه بالموافقه , جبينه ينضح بالعرق ..
" أشقالك الدكتور ؟ "
رد من بين أسنانه " عضله "
أول ما قال هالكلمه , حست أمه أنه التشخيص غلط , مو معقــول هالألم اللي بعض المرات ما يخليه ينام بالليل من عضله .
قالت له بخــوف " أنسدح "
لما أنسدح بصعـــوبه حط راسه بحضـنها , وبدت تقرى على كتفــــــــه ..
وسبحــان الله خف الألم ..
لما أسترخـــت كتفه , وجسمـــه كله , وغمض عيـــونه .
قالت له أمه " أبراهيم ما أظن اللي فيك عضله "
فتح عيــنه شاف أمــــــه ..بتساؤل !
وقال " الدكــتور قال ..."
قاطعته " مالك علاقه بكلام الدكتور ..هذا اللي فيــك مو معقول يكــون بس من عضله , أبيـــك تروح وتطــلب منهم يسوون لك أشعــــه , لاحظ إيدك بدت تعيــــــب ما قمت تقدر تمـــــدها , هذا الشي مو من عضله , تلاحق على عمــرك وشوف شنو هذا "
رد غمض عيــــنه , اهو بعد بدا يحس بهالشي .
العضله ألمها غيــر , وتأثيرها على الأيد غيـــر مو جذي .
ما يبي يروح للطبيب , خايف ..
خايف يقـــــوله شي جايد .
كملت أمه تقـــرى والخوف والقلق على حالة ولدها قاعده تـزيد .

أبوصقــــر :

" ما كو حفله اليوم بعـــد , الشباب كلهم معتمديـــن عليــــــــك , ليش جذي أتسوي فيـــــهم "
رد ناصـــر بجفاف " ما كو حفله يا أسامه "
كان ناصر فاتح شق الباب , ويطل من وراه على أسامه اللي واقف بالشارع .
حاول أسامه يدخـــل , بس أيد ناصر القويه أمنعت حركة الباب .
فقال أسامه " شالسالفه , خلني أدخــــل !! "
رد ناصـــر ببرود " ما أبيــــــــك تدخــــــــــل , جاوبتك على سؤالك وخلصنا "
ضحك أسامه وقال " ما تعرف شي كلش عن حسن الضيافه العربيــه " وكمــل " ما سولفت لي عن رحلتك للمخفـــر "
ناصر كانت ردة فعله أنه سكر الباب بوجه أسامه .
وراح للداخـــل .
قعد بالطاوله اللي عليها شطرنج .
وبدى ينافس روحه .
شيلبا طلت على الصاله , وشافت زوجها مستغرق باللعبه اللي قباله , بدت تتأمله ما توقعت ردة فعله على منظر خدها ...أول ما شاف وجهها , شحب وجهه ..وبدى يتجنبها ويقابل لوحة الشطرنج .
اهي تدري أنه زوجها فيه شي مو طبيعي .
عنده ذكريات سيــئه من الماضي ..يمكــن !
اهي تخاف منه , من أنفجار غضبه المفاجئ , من تعامله معاها , وخاصه عقب ما ضربها ذاك اليوم .
لكن في جانب منها ودها يكسبه ويخلي هالزواج ينجح , عشانها وعشان اللي في بطنها وعشان أهلها في الهند
دخـــلت بتردد للصاله , ومشـــت لي عنده ..
لازم تدوس على كرامتها , ما ينفع ترجع للهند وفي بطنها ياهل بعد ..
ما أنتبــه لوجودها ..فقالت بصوت متردد " ناسر "
وقفت إيده عن تحريك أحدى القطع .
وبعدين أستأنف الحركه ..
اهي خذت هالأشاره على أنه سماح لها بالجلوس .
فقعدت على حافة الكرسي .
رفع راسه بتجهـــم وقال بجلافه " شنـــو تبيــــــن ؟ "
ما كان ناصر قادر يتقبــلها خاصه بعد الحمــــــــل , يحس أفكاره وشكـه فيـــــها أكبــر من أنه يتعامل معاها بطبيعـــيه .
بس خايف يطقهـــا مره ثانيــــه ..تأنيب الضمير اللي جاه بعد اللي عمله بغى يقتله , ويهها الحلو تشوه بصوره قبيحه .
ويلاحظ الخــوف بعيــونها , والأنكسار , اللي ما كان موجود أول ما تزوجها .
نفس الخوف اللي كان بعيــون الخاينه .
عصب أنه فكر بتجربته الأولى بالزواج , وحــاول يركز على اللعبه .
ردت بتردد بعد ما شافت لوحة الشطرنج " أنا يبي يلعب هدا "
شافها بطنازه وأشر على اللوحه وعليها وقال " يعني انتي تعرفين تلعبين شطرنج !"
ردت عليه بشقاوه طلت عليه من عيونها ومن كلامه " شوف "
أستغرب !
طول فتره زواجهم ما هقى أنها تعرف تلعب شطرنج .
رتب اللوحه وقال " يلاااا "
من زمان ما حس بهالنوع من الأثاره والحماس .

صقــــــر :

بالطياره , أول ما أقلعت ..قاله اللي جالس بقــربه " أدعِ ربك , يقولون أنه الله يستجيـــــــب الدعاء "
صار له سنين يدعي هالدعاء , ويتمنى أنه الأستجابه قربت ..
ودعا وأخلص الدعاء من كل قلبــــه ( يا رب أكتبــــها لي , خلــها حلالي , حقق لي حلمــــي بأنها تكــون لي , وخليني خيــره لها وخلها خيـــــــره لي )
يا رب .
يا رب .
صار لي سنين أبيها , برد قلبي , وأشفي غيــظي , وخلني ما أظلمها .
خلها ترفضـــــــــه , خلها تشــوف النقاط السلبيـــــه .
يا رب أنت شايف حالتي شلون كانت , وشلون صارت , وشلون بتكــون .
يا رب اكتبها لي .
تنهـــــــــــد
يا رب .
يا رب .
شكر بقلبه اللي قاعد بقـــربه لأنه فطنـــــه للدعاء اللي كان ناسيــــــه .
اهو قاعد يحاتي , عقله وقلبـــــــــه مشغـــول .
خايف يتكرر اللي صار من قبــل , يســـافر وتاخذ غيــره .
أول ما عطاها ظهــره تركته وخذت رفيجه من بد كل هالناس .
ما راح يصير شي .
هالمره وصى أمه , ما راح تتزوج ..واهو غايب ..وان كان موجود راح يمنع هالزواج , بينت القسوه بعيـــونه .
أصــلاً ما راح توافق , اهو متأكد ..
قلبه بدى ينبض بغضب .
بس عشان يضمن روحـه ويتأكد أنه ما يصير شي ما يتوقعه , مثلها أنها تتزوج ..
أستغفـــر الله .
أفكاره على كثر مشاغله تحـــــــــول حولها .
يدري أنه ما راح يهدى إلا أن كانت له .
حاول يركز على سالفة وجود أخ أو أخت له بالطريج , أو بالأصح أبن أو أبنه .
المشكله أنه لازم يقـول لأمـــه , بس مو عارف أشلون يفتح السالفه , أحسن شي أنه يفاتحها بطريقه عاديه , كأنها سالفه كأي سالفه .
أمه اللي انحرمت من الأطفال لأنه زوجها الله يرحمه ما يبيهم .
تكتشف أنه طليقها اللي ما يحب اليهال بيصير عنده طفل جديد .
متى يوصل لندن ؟ ومتى يخلص شغله ..متى ؟
أول ما يوصل للفندق بأذن الله , بيشــوف ظهــره , مو طبيعي الألم اللي فيـــه .

حل الليــــل :
زيـــنه :

الراحه اللي ظنت أنها راح تغمرها بغيبته ..كان راحه مؤقته , لأنها قامت تفكــر فيــــه أكثــر من قبـــل .
تتساءل إذا وصــل ولا لأ ..
ألحيــن أهو وين بالفندق , ولا بالتاكسي .
قرأت لها كلمتيــــــن بس مو قادره تستوعب , فتركت الدراسه , وبسخريه فكرت أنه درجاتها بهالكورس بتكون من أسوأ ما يمكــن , بس ما تقدر تسيطر على أفكارها .
بوفواز تقدر تتعامل معاه بروحــها وبسهوله , ما يقدر يجبرها على الزواج من ولده , بس تنطــره يفتح الموضوع عشان تتكـلم .
لكن الدكتور شي ثاني أفقدها ثقتها بنفســــــها ..
غطت ويهها بكفوف إيدها ..بس مو هذا اللي شاغلها ..اللي شاغلها انها مو لاقيه الغضب , مو لاقيه الحقد والكره .
قاعد ينسحب منها ثانيه بعد ثانيه .
ألحيــن أعرفت ليش أبوها أصر أنه يزوجهــا فوراً عقب اللي صار , وبعد سفـر صقـر , لأنه قلبها ..
توترت من هالفكـــــــــره .
لأ ..
لما قالت هالكلمه الغبيه , كلمة أحبك لما شــافته , أعرفت أنه فيها شي مو طبيعي .
غبيــــــــــــه .
راح يتزوج قريب ..راح تخطب له منيــره قريب .
حطت إيدها على صدرها , المفروض ما تحس بالطعنه اللي ضربت صدرها .
يا الغبيه , لازم تكونين حاقده , كارهه له .
شفيـــــــــج !
بس إذا تزوج ..
" ماما زيـنه "
إذا تزوج شبتسوي ..
ما راح تسوي شي , راح تفـــــرح ..
لأنه أهو جرحها , ذلها , وفشلها .
جدام اللي يحبونها واللي يكرهونها .
راح تفــرح .
" ماما زيــنه "
راح تفـــرح , إن تزوج
حست بقطرة مطــر على كف إيدها .
نــزلت عيــونها على مكان القطــره .
هذا مو مطـــر لأنها بغرفتها , هذا ..
أرفعت إيدها بتردد لخدها , هذا مطر عيــــنها .
تساقطت القطرات بصوره أسرع ..
وتساءلت بهاللحظه بالذات , أدام بتكون فرحانه ليش روحها قاعده تمطر جذي .
" مامــــــا زيـــــــــــــــنه "
وصل لها هالصوت المزعج بضبابيه .
أرفعت راسها من غير ما تستديــــر .
وقالت بصوت غريب " نعم "
قالت الخادمه بأنزعاج " ماما منيره يبي أنتي , هيا قرفه "
منيــره شنو تبي منها !!
معقــوله تبي تتكلم عن الموضوع اللي تكلموا فيه بالمكتبه ..
تبي تسمع منها اعتذار , لازم تحضر الكلمات اللي تبي تقـولها عشان تمتص غضب منيره اللي أثارته بكلامها الغير مسؤول .
" أوكي "
واعرفت انه عليها واجب تعدل شكلها , وتسنعه , عشان ما أحد يشوف تعاستها .
يا ترى أهو وصل بالسـ....
يا رب العالمـــــــــــــــــــــين
أشفيني !!
شافت عيونها التعيســــــــــه بالمنظـــــــــــــره .
ورجعـــــــــــت بذاكرتها لكل تصرف أحبطها , وذلها ونزل من قيمتها فيــــــــــــــه .
وبدت تعيدهم , وتعيدهم , كانت كمن يعيـــــــد شحن بطاريه .
بطاريه الكره والحقــــــــــــــد .

منيـــــره :

قاعده بغرفتها وطول الوقت الأفكار تحاصرها ..
تنتظــــــر قدوم ربيبتها ..
بنت خالد .
اللي ولدها يبيهـــــــــــا , ما تقدر تعترض , اهي عندها من الخبره اللي تعلمتها من الدنيا إنها أن عارضت وادفعت ولدها للزواج من غيرها ولدها واللي بتكون مرته وتحمل أسمه أهم اللي بيتعذبون .
أن كان يبيهــــــــا على قولته , فهي تتمنى أنه ما يظلمها .
بينهم أسرار من الواضح أنه الطرفيــــــن ما يبون أحد يدري عنها أو يشاركها .
لما أدخـــــــلت زيــنه الغرفه .
تأملتها منيـــــــره .
ما شاء الله تبارك الرحمــــــــــــــن .
البنـــــــت جميــله , كل شي فيها حلوه , شعرها , حبة خالتها , فمها , خشمها عيــونها , بشرتها ..
لأنها تعودت عليها , وعلى شوفتها , قام يغيب عن بالها جمالها , وقام تاخذه على أنه واقع , لا خلاف عليه .
حتى واهي لابسه ترينج سوت , ورافعه شعرها بأهمال , واضحه رقتها وجمالها .
هذا واهي المرأه وتقــول جذي , عيل شلون الرياييل .
ما تستغرب أنه ولدها يقـــــول يبيها , ومن زمان على قــولته .
عزة النفس اهي اللي مخليتها مبتسمه , تبي تبيـــن أنها بخيــر وأنه ما فيـها شي .
قعدت بالكرسي اللي قرب فراش منيـره , وقالت بهدوء " شلون الصداع النصفي ؟ "
زينه كانت تشــوف الضعف بوجهه منيــره , اللي يشوفها ألحيــن بينسى أنه منيــره أنسانه قويه , وبيشوف بس الأنسانه الرقيقه اللي اعتنت بزينه بصغرتها .
ردت منيـــره بأبتسامه " راح الصداع , بقى التعــــب اللي يجي وراه "
عدلــــت زيــنه قعدتها , كانت تبي تييب طاري اللي صار بالمكتبــه بأسلوب حـلو , فقالت بهدوء " منيــره بخصوص كلامي عن البــيت ..وعن أبـ.."
حركت منيــره إيدها بصرف نظر عن الموضوع , وقالت " هذا مو مهــــم "
تفــاجأت زيــنه من هالحركــــه , ولاحظت أنه منيـــره تبي شي منها ..
وبدت تخاف وتحاتــــي , شنو تبي منها منيــــــره .
و واضح أنها قاعده تتحضر عشان تقوله .
ولفت منيـــره وكأنها قررت شنو الكلمات اللي تبيــــــها ..
وقال بصوت لطيف " دقت علي أم عبدالرحمـن الـ (..) , تعرفينها ؟ "
أهي اسمعت هالأسم من قبل , حاولت تبحــث بذاكرتها عن وجهه لهذا الأسم ..
لكن ما انجحت ..
وقالت " ما أدري أحس سامعه بالأسم , بس مو ذاكره الشكـــل "
وبصبر أنتظرت... هـزت منيــره راسها بعدم اهتمام فعلي بالأجابه ..
وقالت " دقـــت علي أمس "
وصارت عينها بعيــن زيــنه وكمـــلت " وأطلبت إيدج للزواج "
الدم أندفع بقـــــــــــوه لوجهها ..
وبخجـــــل كبيـــــــــــر غضــت بصرها .
من بيـــن كل المواضيع ما هقت هذا اهو الموضوع اللي بتكلمها فيه منيـــره .
وبعدها أرفعت عيـــنها , وحــاولت تقــول شي " آ...آ " بس ما طلع معاها أي شي .
إبتســـمت منــيره وقالت " اطلبتج لولدها عبدالرحمــن "
وفجأه طلع بخــيالها .
صــورة ملامح قاسيــه , مو مبتســـمه , رجــوليـــــــه ..ملامح تعرفها مثــل ما تعرف نفســــها .
صقـر .
بلعــــــــت ريجهــا بصعوبه ..
حســت بالخجل والفرح يغيــب عنها .
وجالها أحساس ما أبي أتزوج .
أغصبت روحها على التركـيز على كلام منيــره .
منيـــره ما أنتبهـــــت للنظره اللي بعيــون زيـــنه , وكمـــلت " أهو أرمـــل "
أرمــل مثلـــها !
يالله هذي ميــــزه .
" عمره 37 , وعنده ثلاث يهال , ولديــن وبنت "
إذا كانت منيره تتوقع منها أي ردة فعل , فهي ما راح تحصل ألحيــن على شي .
بس الظاهر منيره ما كانت متوقعه شي لأنها كمـــلت " صقـر يقــول أنه خوش ريال والنعــــم فيــــه "
هالجملــه الوحيــده اللي أجذبت انتباه زيــنه .
حســــــــت بضيق , وكتمه بصدرها ..
خلت ويهها يغمـــــره البرود .
وقالت بصـوت حاولت يكون هادي " صقـر يدري ؟ "
دققت منيــره بملامح زيـنه عشان تعرف شنو ورى هالسؤال ..
وبعدها أفقدت الأمل بمعرفة قصد زيـنه .
لكن الواضح أنه زيـنه مهتمه بمعرفة وضع صقـر بهالموضوع .
قالت بهدوء " أي , يدري "
زيـنه حست بالدموع بطرف عيـونها .
ما تدري سببها , لكن الضيق قاعد يـزيد وايد
والضيق خلاها تحس ببرود شديد , وقالت بصوت بارد " واهو موافق ؟ "
زينه حست بالخنقه تضايقها ..والبرود بيجمدها .
أعرفت منيـره أنها تقدر بهاللحظه تبعد زيـنه عن صقـر للأبد .
بس جاوبت بهدوء " لأ "
كل الغضب والضيق والعصبيه والبرود , انسحبـــــوا من زينه بســرعه .
رددت كلمة منيــره الأخيــره بهمس " لأ "
يعني ما يحسها حمــل ثقيــل , يعني ما يبي يرميــها على أول واحد يتقدم لها .
بهاللحظه ودهـــا تبتســـم .
اهو مو موافق .
منيـــره , أستغـــربت من التغيير اللي صار بشكل زيـــنه .
ما راح تكشــف لزيــنه عن السبب ألحيــن .
تبي تعرف ردها عن الخطبه , وبعديــن تقرر متى راح تقـول لها عن صقـر وخطبته لها .
قالت " ما عليــنا من صقـــر , أنتي أشرايج ؟ "
صــدت بويهها بعد ما ردت للواقع .
واقعها ما يسمح لها غيــر أنها تفكـــر بجديـــــه بالموضوع .
ردة فعل صقــر عن الموضوع مو مهمـــه , اهي شعليـــــــها اهو شنو يفكــر فيــه .
أفكارها هذي بعد دافع أنها تتزوج , وتخلص من جنونها .
اهي ما تقدر تعيش عاله على منيــره وعلى صقــر .
وما تقدر تستمر أرمله , بعد موقف الدكتور !
لازم تفكر بالموضوع بتعمق .
وبدت تكرر مع نفســها .
الزواج ..أنا راح أتزوج ..أنا لازم أتزوج .
بعد ما كررت كلام الأقناع الذاتي هذا .
قالت لمنيــره بجديــه " أنتي أشرايــج ؟ "
تنفســــت منيــره .
وكان في جانب منها يبي يقـولها البنت ما راح تلقى فرصه أحسن من جذي .
وأن الشخص لازم ينتهــز الفرصه .
لكن ولـدها وصــاها .
ما تدري أن كانت اللي راح تسويه صح ولا غلـط بس راح تسويه عشان ولدها .
قالت " أنا أشوف أنه أكبــر منج بوايد , انتي 23 أو 22 , واهو 37 , فوق العشر سنين "
اهي بعد لاحظت هالشي .
الفرق كبيـــر , بس هل اهي لها حق أنه تتنقى خاصه أنها أرمله .
بضيق كبيـــر حست بالظلم ..أهي لها حق تتزوج واحد صغير , وما قط تزوج ..
بس الناس لها الظاهر .
لازم دايماً تتذكر هالشي , الظاهر لهم أنها أرمله .
واستطردت منيــره كلامها " وعنده عيـــال ...مو واحد " وكمـــلت واهي تهــز راسها بعدم رضا " ثلاثــــه , وكلهم كبــار , يحتاجون مجـابل وتدريس ومراعاة للنفسيـــه خاصه بعد وفاة أمهم "
منيــره فكــرت أنها مو معقــوله تخوف زيــنه من الزواج بعبدالرحمن أكثــر من جذي .
اهي بس قالت سلبيات هالزواج ..
ما أضافت شي من عندها .
كمـــلت منيــره " بس بالنهايه القرار لج , أكيـد "
لما منيــره تحط هالوقائع قبالها وبهالطريقه , ما يصير عندها مجال إلا الرفض .
بس شلون ترفض واهي اهني ضيفه أو بالأصح عاله .
جا في بالها كلام البنت اللي بالجامعه , الزواج بيحمـــيج , بيسوي الشي اللي ما يقدر يسويه الأب والأخ .
قامت من مكــانها بتردد وقالت " بأفكــر بالموضوع "
إبتســمت منيـره لها بتصلب وقالت " أي حبيبتي , اخذي راحتج "
زيـنه أطلعت من الغرفه .

طلع صبح اليوم الثاني :

بعد ما قدمـــــــت الأمتحان , وكان تقديــمها مثــل الزفــــت .
وعقــلها مو معاها أبد .
تحس حيــاتها مجموعه من المشاكـل اللي تكودت عليها مره وحده .
واهي محتاره , تحس أنه الريال اللي متقدم لها وايد كبير عليها , وراح تتزوج ويكون عندها أسره على طول .
أطفال تجابلهم .
والمشكله ما تقدر تقول أنها ما تبيهم معاها , اهي مو قاسيه لهالدرجه , أنها تحرم أبو من أعياله , وأطفال من أبوهم اللي ما لهم غيــره .
فكــرت بكل المشاكل أمس .
بس كلما فكرت بعيــوب هالزواج , كلما جا في بالها عيــوب وضعها الحالي .
وتقــول في نفسـها , قبلــــي و واجهي .
بس اهي ما قط صار عندها أطفال , وما قط تعاملت معاهم بشكل يومي !
شلون تقــــــــبل .
مرت على مكاتب الدكاتره , وتشوف إذا طلعوا الدرجات ..
لما شافـــــت الدكــتور !
حســـــت بخجـــــــــل , وكــــــــره لنفســـــــــــها .
حســــت روحـها ضعيفــــــــه .
حاولت تشد ظهـــرها تبيـــــــــــن أنها قـوية شخصيه , وانه ما أكو شي راح يغلبـــــــها .
لكن لما شافت أنه الدكـتور شافها من فوق لي تحت ..الظاهر أنه هروبه بذاك اليوم كان لحظة ضعف ومرت .
حســـــــت بالدم ينطلق لوجهها .
كانت تبي تهـــــــرب , حســـــت فيه مثـل الحيــوان اللي شم ريحة الخوف بجسم طريدته .
لأنه بدى يقــــــرب منها شوي شوي .
حست بالعــرق يتفصد من جبينها .
نقــلت نظرها بسرعه بين النــاس , ما تبي تسوي مشهد دراما في الجامعـــــــه .
لما زول البنت اللي أمس (شيماء ) طلع لها
هذي اهي شيماء ولا لأ ..
قررت أنها تجــرب حظها ..
وقــف بأرضها عطتــه نظره حاولت تكــون قاسيــه ثم مشت بخطوات حاولت ما تبيـن أنها هــرب .
وصــلت للبنـــــت قبل ما يوصل لها الدكتور وقالت " شيماء "
لما ما ألتفتت عليها البنت .
ردت كررت " شيمــاء "
حســت بالدكــتور يغيير طريجـــــــــه .
تابعــته بعيــونها .
ما تصــــــــدق أنها انحاشت منه بهالطريقه المذله .
بس إن صار شي بينهم تدري أنه راح ينلام بالمسأله ..اهي .
واللي راح يتضرر أكيـــد أهي
ألتفتت البنــــت , وقالت بترحيـــب حار " أهـــــــلاًاااااااا "
تجاهليـــــــــه ..
أنتي أقوى .
ردت عليـــها زيــنه " هـــلا فيــج " وبتردد كمــلت " أمممم "
كانت زيــنه قاعده تهــرب من هالدكتور فلما يت حق البنت ما كان عندها كلام فعلي .
وأصلاً مخها كان مغلق !
حســت شيماء أنه فيــه شي فقالت اهي تحثها على الكلام " أشفيـج يا زيــنه ؟ "
مهما كانت شيماء مرت بهالمواقف من قبل أستحت تقولها ألحيــن .
خافت شيماء تقـول في قلبها (يمكن سوت شي عشان تجذب أنتباهه )
طرت على بالهــــا شي واحد ليش ما تفاتحهـــا بسالفة الخطبــه , تسمع رايها ؟
وتعرف شلون تخطت هالمرحله .
بس ما تحس أنها تقــدر !
خاصه أن مشاكلها مؤخراً دايماً تكون سر بقلبها , ما احد يدري عنها .
أستجمعت شجاعتها , وقالت " بأكلمج بموضوع "
يمكن شيماء أستغربت , بس ما بينت هالشي , وقالت بصوت حرصت أنه يكون منخفض " الدكتور ضايقج مره ثانيــه "
قلبــها بدى ينبض ..ما راح تفاتحها بهالسالفه .
ما تبي مستحيه ..
كانوا قاعديــن يمشــون لأحدى الكراسي الفاضيه , ولما أقعــدوا قالت " لا الموضوع مو عن الدكتور " , وكمــلت واهي تتساءل " عسى مو مشغوله ؟! "
ما كانت عارفه شلون تبتدي , خاصه واهي ما قط شكت أو قالت أسرارها لأحد .
فأنها تفتح قلبها ..ومو لأي شخص ..لأنسانه غريبه كان شي جديد عليها .
بس الشي المميز بشيماء أنها مريحه , ومرت بنفس التجربه اللي اهي مرت فيها .
تبي تعرف رايها بالموضوع ..شنو ردة فعلها .
إبتسمت شيماء , وبان هالشي بصوتها " لا أبداً , قــولي شنو الموضوع "
أستصعبت زيــنه تقـول عن سالفة خطبتها .
بس اليأس دفعـها .
وقالت بتعـــــب " تقدم لي واحـــــــــد "
شيماء كان مستغربه أنه زيــنه قالت لها هالخبــر , واهم مو علاقتهم ذيك القوه .
بس يمكــن من أمس , حست بتشابه أوضاعهم , فقررت أنها تقولها هالشي .
كان على طرف لسانها تقــول مبروك ..والحمدلله ..
بس نبرة زينه ما كانت طبيعيه , فقالت " ليش ما أحسج فرحانه ؟! "
تنهــــــــــــدت من الضيق اللي في قلبهــا .
وقالت وبعيــونها حيـــره " أنا ..أنا من أمس قاعده أفكــر " وحطت خصله طاحت على وجهها ورى أذونها , وكمــلت " ما أدري ..ما أدري شسوي , ما أدري شقرر , أنتي شرايج ؟ "
قالت شيماء " ما أدري حسستيني أنج ما تبيـــن توافقيـن "
بان اليأس بعيــون زيـنه وقالت " خلاص أنا أسفــه , ما أدري ليش سألتج ! "
ردت شيماء بهدوء " أبد حبيبتي , شاللي مضايقج , قولي الموضوع كله "
تنفســــــــــت بعمق ..
وفكـــرت شنو بتقـــول !
وبعديــن قالت بأختصار " تقدم لي واحد , أكبـر مني بوايــد , وعنده عيــــال " وكمـــلت بيأس " ما أدري أقـبل ولا لأ ؟ خايفه أرفضه أندم , وخايفه أوافق أندم , شي يحيــــر , أنتي لو كنتي مكاني شنو كنتي بتسوين ؟"
فكــرت شيماء بالموضوع , تحس زيــنه ما تبي تتزوج هالريال ..
بس تحتاج أحد يقــول لها هالشي .
بس قالت شيماء " انتي بتقبليــــن فيــه عشان موقفج مع الدكتور ؟! "
صار ويه زيــنه أحمــر من الذنب , لأنه فعلاً أكبــر سبب اهو هالشي , خايفـــــه من المستقبــــل , ما تبي تتعرض لهالمواقف مره ثانيـه .
لما شافت شيماء جذي قالت " ما راح اقولج تزوجيـه ولا لأ , بس راح اقولج أنه الزواج عشرة عمر , وإنتي على كلامج عنده عيـال , فمو بس انتي واهو , بعد في يهال لازم تهتميـن فيـهم , لا تقبليــــن بواحد مني والطريج بس عشان واحد ضعيف نفس " وكمــلت " أنا عندي تستخيرين ..ما خاب من أستخار "
الأستخاره , صح !
شلووووون نســــــــت الأستخاره .
إبتســـــــمت بلطف حق شيماء وقالت " صــاجـه , صــــــح "
المشكله أنها خايفه إن تزوجــت تتكرر نفس تجربتها مع فواز .
مع أنه فـواز خوش ريال ويحبها ..بس ..
حطت شيماء إيدها على كتف زيــنه وقالت " لا تعقديــن السوالف , ولا تخافيــن , الله ما يضيــع أحد " كمــلت " أنا تقدم لي قبل زوجـي هذا واحد , وكنــت بأقبله , عشان كلام الناس وأفتك من حنة أهلي , لكن بالأخيـر قلت بنفسي أنا اللي بعيـش معاه مو أهم , ورفضته , طبـعاً شاشوا علي وعصبـوا لكن أبوي الله يطول بعمره وقف معاي وهذا المهم "
ودهـــا ترمي راسها على كــتف شيماء .
وتبجـــي حيرتهـــــــــا .
ومشكــلة أنه بخيــالها مو راضيه تغادرها صــورته .
واهي اللي هقــت أنها بترتاح بغيبـــته .
بقرارة نفســها عارفه أنها ما تبي تتزوج عبدالرحمــن بس خايفه إنها تنــدم .
لازم تصلي ...تصلي .
وإن شاء الله خيــر .
بس إن تزوجــت ما راح ينكشــف سر زواجها الأول , ما راح ينفضح أنه زواجها الأول كان أقرب إلى التمثيليه من الحقيقه .
شافت شيمــاء , سبحان الله أشلون أرتاحت لهالبنــــــت , وشكــــــت لها الحال .
ما قالت حق منال عن هالخطبه وما راح تقــول .

أبراهيــــــم :

راح للمستوصف ..ولما دخــل على الدكتــور قال بقـوه " أبي أسوي أشعـــه حق إيدي "
قال الدكــتور " ليش عسى ما شر , أشفيها أيدك ؟ "
إيد أبراهيم كانت قربه , وصل لمرحله فيها أنه مو قادر يحـــركها ذابحـته .
وصار متأكد أنها فيها شي جايد .
قال بنرفزه " شـــوف الكمبيوتر راح تعــرف , أظن كل شي بملفي مسجـــل فيــــــه "
شاف الدكــتور ..وبعديــن قال " الدكاتره يظنون أنه الموضوع عضله الكتف فيها مشكله ! "
مو قادر يستحمل أيده وما له مزاج يجامل , ويقــول ويرد .
فقال بغضب " الدكاتره غلــط , صار لي فتــره أراجع وماكو فايده , أبي أشعه "
قام الدكـتور من مكانه ,وقال " خلني أشوف كتفـــــك ؟ "
قال أبراهيم بعصبيه وصــوته بدى يعلا " لا تشــوفها ولا تشـوفك , أبي أشعه , وما أظن أنك بتدفع من جيــب أبوك عشان تتعذر "
بس لما جا الدكــتور عشان يفحص , ما سوى شي أبراهيم , إلا أنه كتم غيـظه
بس اول ما حــاول الدكــتور يحــركها ..ما قدر أبراهيم غيــر أنه يصــــــــرخ من الألم .
وحــس أنه بيغمى عليـــــــه من شدة العــوار .
مع أنه الدكتور ما سوا شي غيـر المحاوله .
وكتب الدكـــتور ورقه للأشعه .





يتبـــــــــــع ..

نوف بنت نايف 21-09-10 12:36 PM

التــــــــــــــــــابع ..





صقـــر :


كان للتو طالع من كريس وجو بأستراحه صغيره من اجتماعات مطوله , بعد ما تأكد من صحة الألوان والطلبيــه , وبعد الأستراحه بيورونه على أخر الألوان اللي عندهم , الخاصه بالطلاء
طلع تليفونه , وأتصــل على الكويـــت , بعد السلام , والكلام مع أمه .
سأل بأقتضاب " قلتي لها عن الخاطب ؟ "
ونـطر الرد واهو حابس أنفاسه .
قالت منيــره " اي يا صقــر قلت لها "
طلع نفســــــه بهــدوء , وقلبــه يرقع بســرعه .
تكلم بأقتضـاب " أشقالت ؟! "
قــلبت منيــره عيــونها بتعـــب .
و ردت على ولدها بهدوء " قالت بتفكـــــر "
فقد أعصابه للحظه وقال " شتفكـــــــــر فيــه !!!!! " وكمـــل " السالفه ما يبيلها تفكيــر , ما يناسبها هالشخــــــــص , أنا أعرفه ما يناسبها "
اهو لما أنفجـر هالأنفجار , ندم ..
وعد نفســـــــه أنه يسكـــت واهو زام شفايفه .
رفع راسه للسما , واهو ينزل راسه ..شاف كريس يأشـر له ..أجـابه بهزه من راسه بالموافقه .
حس بأمه بتتكـــلم , لكن أهو سبقهـــا وقال بلهجه سريعه " أنا مضطــر أسكــر التليفــون "
ما قالت منيــره اللي كانت تبي تقــوله .
بس قالت لولدها " خلاص مع السلامه ..يا ولدي "
على الرغم من أستغرابه من هالكلمه , قال لها " مع السلامه منيـره "
لما أنهـــــــوا هالأتصـال .
قاعده تحاول تفتـــح له الطريج عشان يقـول لها يمــه , صار لها فتــره .
بس ما تتوقع أنه بيقـولها هالكلمه قريب .
أو أبدا ً ..
نزلت دمعه من عينها بألم ..
تظــن إنه طلبها منه أنه ما يقول يمــه , اهي القشه اللي قصمت ظهر البعيــر ..
ورجعـــــــــت بذاكرتها للماضي .

الماضـــــــي :

أمها كانت زعلانه عليها وما تكلمها بعد زواجهــا من ناصر , لكن وصل زعلها عليها أنها ما تقعد بالمكان اللي تقعد فيــه بعد طلاقها .
زعلت عليها زعــــل الكل حس فيـــه .
ما تقعد بغرفه اهي فيها , ما يطب لسانها على لسان بنتها , حتى عيونها ما تشوف بنتها .
وصقر كانت تعامله بجفاف غير عن أحفادها الباجي .
وهالشي كان يكسرها لأنها كانت تشوف الحزن بعيون ولدها .
لكن يـــت لها بيوم واهي قاعده مع صقــــر , تتكلم معاه بعد مدرسته ..
ودخــلت الغرفه ..
وقالت بأختصار " صقــر روح بأكلم أمك "
صقـر اللي كان ماخذ دور الريال اللي يحمي أمه .
نقل نظره لأمه اللي كانت تشوف أمها بشوق ..وبعدين قالت حق ولدها " روح حبيبي ..ألعب وبعدين تعال "
لما طلع قامت منيره من مكانها , وقالت بلهفه " هلا يمــــــــــه ..هلااااا , تفضلي , نورت غرفتي "
قالت امها بجفاف " انا مو يايه أقعد , أنا يايه أقولج كلمتيـــــن , في واحد متقدم لج , وأن كنتي تبين رضاي لازم توافقين , وإذا رفضتي لا انتي بنتي ولا اعرفج ليوم الدين "
منيــــــــره كانت بشدة الشوق لأمها , الجفــــــــا أرهق روحها .
ما عاد فيها تستحمل تشوف أمها تكلم غيرها وتتجاهلها ..
وخايفه أنه أمها ما ترضى عليها طول العمــر , أو تموت واهي غاضبه عليها .
فلما عرضت أمها غصن الزيتون هذا , تعلقت فيـــــــه مثل الغريق
قالت بلهفة المراضاة " موافقه "
ما عرفت شي عن هالريال ما عاد يهمها .
وجودها في بيت أهلها بعد الطلاق كان أشبه بالجحيم .
عليها وعلى ولدها , وإذا بتطلع من هالبيت , راح تاخذ أغلى الناس على قلبها ورضى امها .
وكمـــــلت " بس على شرط أنه ..أنه يقبل في ولدي "
تحركت أمها للباب واهي تقول " اهو يدري عنه وموافق انه يعيش معاكم , اهو غني وعنده خير , ويبيج تربين بنته من زوجته الأولى الله يرحمها "
لما طلعــــت أمها , أقعدت على الفراش بألم .
وخشــــــــت ويهها بين كفوفها ..
دخــــــــل صقــر على طول , رفعت ويهها .
وكان بعيونه نظــره غريبه .
وبعديـــــــــن ركض وقعد على ركبـــته , وحط إيده على فخوذ أمه " لا تتزوجيــــــــــن يمــــــــــه "
شافت الألم بعيــون ولدها , شافت الضيق بوجه المراهق اللي تعب وايد بطفولته .
حاوطت ويهه بكفوفها الناعمــه وقالت " حبيبي .."
وخـــــــر ويــهه عن كفوف أمه .
وقال بأصرار " لا تتزوجيـــــــــنه يمـــــــــه , أنا راح اشتغــــــــل , أنا راح اعطيـــج فــــــــلوس , وأشتــري لج بيـــــــــت , بيت حقنا بروحنا , ما فيــه يدتي ولا أحد , بس أنا وأنتـــــــــــــي "
صقـــــــــر ما كان يتكلم معاها عن اللي يضايقه كلش , عن ولا شي .
دايماً ساكت مهما صار .
بس اليوم قاعد يترجاها ويستعطفهـــــــــا .
واهي مو قادره تنفذ له طلـــبه .
فقالت بنــبره لطيفــــــه " حبيبي احنا بنكـــون مع بعض .."
شد على ملابسها بقبضـــته وقال " يمـــــــــه الله يخليـــــــج , أي شي يضايقــج أنا راح اوخـــره , يدتي إذا ضايقتج راح اطقهـــا , كلهم ..راح أعطيــج كل شي تبيـــنه ..كل شي ..كل شي .."
الأستعطــــــاف من ولدها .
والقهـــــــــر اللي كانت تشــوفه بعيـــــــــونه , أنغرز بقلبــــــــها .
بس ما كانت تقدر تعصي كلام أمها .
ضمـــــــت راسه , وقالت " أسفـــــــــه حبيبي ."
وخـــــــر ويهه عنها بغضــــــــب , وقام واهو معصــب وركض لخارج الغرفه .
بعد أسبوعيـــن , يوم الملجه بالتحديد ..
بعد ما صارت زوجة خالد .
هالمره كان كل شي غير عن زواجها الأول .
أمها اهني قامت بكل شي .
ساعدتها بكل شي .
بدت تبتسم لها , وتعاملها كأنسانه .
لكن ولدها قام يبتعد شوي ..شوي عنها .
امها كانت قاعده تبخــرها لأنها بتروح اليوم لبيت زوجها ..
ألتقــــت عيــــــونهم .
هالمره بعيــونها اهي دمعه , لأنه أمها راضيه عنها , ولأنه كل شي بيصير بينهم بخيــــــــــر .
لكن أمها قالت لها بهاللحظه " ديري بالج على ريلج "
إبتســـــــمت منيــره وقالت " أن شاء الله "
بصرامه قالت أمها " وديري بالج لا تتطلقيـــــن مره ثانيــــه "
كانت النغزه شديده القوه , مؤلمه , لدرجه فزت كأنها وخزتها بأبره .
وبصــوت مخنوق " أن شاء الله "
أمها كانت قمــــــه بالقــــــــــوه .
قــوتها بأحيان كثيــره قد تتحول لقســـوه ..
وجملتها التاليه أكدت هالشي " أن تطلقتي , لا تعبين روحج وتيين لهالبيت , ماراح يكون لج مكان فيـــــــــه "
شحـــــــــــب وجه منيــــــــــره .
أمها أبتســــــمت وقالت " مبـــروك حبيبتي "
وباست خدودها الثنتيـــن وراحت .
خذت نفس عميق , لأنها حست بأنها راح يغمي عليها .
اهي بروحها خايفه من إعادة التجربه .
بروحها تحاتي أنه زوجها الجديد بيكون مثل ناصــــر .
أه ه ه ه
وامها ألحيـــــن قاعده تقتلها , قاعده تزيد عليها الضغط بهذا الكلام .
بحثــــــت بعيــونها عن ولدها بهاللحظه ..لأنه بعد لحظات بيجي خالد وبيروحون لبيته .
" صقـــــــــــر "
ما لقتــــــــــه ..
نزلـــــــــت ..
"صقــــــــــر "
" صقــــــــــر "
دورتـــــــه بكــــــــــل مكان ما لقـــــــــته .
ولفتــره طويله الخمس دقايق صارت ربع ساعه , والربع ساعه صارت نص , والنص صارت ساعه .
خافت ..بدت تحاتي .
سألت عنه الجميــــــــــع ..ما احد كان يدري عنه .
وقفت اليهال ..
وسألتهم واحد , واحد .
ولما ما أحد عرف الجواب صـارت متوتره .
دورته بكل زوايه بالبيـــــت ما لقـــــته .
"صقـــــر "
مو وقــته يختفي .
ويخبص قلـــبها ..
شافت الساعه , ما تصــدق وين راح ولدها !!
ردت للخـــــدم ..
وكانت قاعده تصــــــــــــرخ على وحده من الخــــــــــدم بجــــنون لما أنفـــــــــتح ودخـــــــل ولدهـــــــــــــا .
لما شافته وقفــــــــــــت مكانها ترجــــــــــــف من الخــــوف .
ما انتبهــــــــــت أنه الكل كان يحاتي بعــد ويبحــــــــث ..وأنه الكل تجمد ينتظر ردة فعلها .
كان خايفه أنه سوا شي بعمــره كأعتراض على زواجها .
كانت خايفه أنه أنحــاش وما راح تدري وين مكانه طول عمرها .
كان شكله رث , مملي بالتــــــــــراب ..
قال بصــوت منخفض , مكســـــــــور " راح أروح معاج "
اهي ما كانت عارفه أنه في خطه ثانيـــه غير انه يروح معاها .
بس من الواضح أنه اهو كانت له خطه ثانيه .
ما كانت بهاللحظه تبي تعرفها .
ما تحس عمرها تقدر .
قالت بصــوت هامس " أوكي "
أرجفت أيدها وكلــــــــها بدى يرجـــف لكن أقدرت تقـــول " روح تسبح و بدل "
اخوانها ما كانوا موجوديــــن , ما كان موجود إلا الحريم .
لما غاب عن الأنظار , قالت لها وحده من حريم إخوانها " منيـره , شنو ردة الفعل هذي , كان المفروض تعاقبيـــنه "
لفت عليــــــــها منيــــــــــره , واهي مذبوحه من شكل ولدها المليــــــــــان يأس وألم .
وقالت بصرامه " أنا و ولدي ننياز "
تفاجأت مرأه اخوها من رد منيــره .
خاصه أنه منيــــــــره كانت تتجنب المواجهات كثر ما تقدر , عشان ما أحد يحس فيـــــــها .
عشان ما تصير هم على امها .
عشان ما يصير لأحد عذر أنه يأذيها .
كانت بعض المرات تنزعج من كلامهم عنها وعن ولدها .
زفهــــــم لولدها , خناقهم له , عقابهم له .
لكن كانت تسكـــــت وتصبر وتسكت وتبلعها .
لكن اليوم اللي تسكــــــت فيه ولى .
ما تقدر تسكت أكثر من جذي .
ردت مرأه اخوها " كلنا كنا نحاتيــــــه وخايفين عليــــه , أظن أنه .."
قالت لها منيــــــره بقـــــــوه " ما قط تدخــــلت بمعاملتج لعيالج , فلا تتدخليــــــن بمعاملتي لولدي "
وراحت أصعدت لغرفتها وغرفة ولدها ..الحمدلله أنه خالد ما وصـل بعده .
أقعدت على الفراش , وأنتظرته يطلع من الشاور ..
لما طلع من الحمام , كان شكله مكســـور , خايب الأمل .
كتوفه متهدليـــــــن , وراسه يشوف فيه الأرض .
رفعه شوي لما قالت له بصــوت حاولت أنه يكون صارم " ويـــن كنت يا صقــر ؟ "
طلع أهدوم من جنطته المسكــره , وقال " كنت عند أبوي "
فــــز قلبــــــــــها بألم .
تعرف أنه ناصر معقــول يكون جارح , وعدم مراعي لمشاعر اللي جدامه .
خافت على ولدها لما أعرفت أنه كان عند ناصر اكثر مما كانت لما أعرفت أنه مو موجود .
أشقــال ناصر وخلا ولدها بهالشكــــــــل .!
كانت بهاللحظه ودها لو تروح وتذبج ناصـــــر ..
قالت " ليش رحت له ؟ "
رد بأختصار " كنت أبي أنام عنده , ما ابي أروح معاج , بس اهو قالي روح لأمك "
شكله المنكســــــــر ذبحــها ..
وراحت له وضمــــــــته لصدرها , حاول يفـــلت , بس اهي شدت من ضمتها عليه .
وقالت " أنا ابيـــــــك يا صقــر عندي , أحبــــــك وايد , لا تخليني مره ثانيــــــــه يا بعد أهلي , وطوايفي كلهم "
سكــــــن شوي لحضنها .
بعديــن " لا تخليـــني بروحي مره ثانيـــه , طلبتـــــــــك "
باست راسه اللي بحضنها وقالت بحماس " بيكـــون عندنا بيت , وبيكون عندك غرفه , لك بروحــك , مثـل اعيال خوالك "
بعدت راسه عن صدرها .
رفعة قذلته الرطبه عن ويهه " صقـــــــر أنا ما أقدر أعيش من غيــرك , أنا وياك أسره وحده , مالنا إلا بعض , إذا أنت رحت عني منو يبقالي "
لمعـت عينه بغضـــب " زوجــج "
ما أعرفت شتقــــول بس قالت شي واحد " زوجي غير وانت غيــــر "
وكمـــلت " وخالد عنده بنــــت , صغيــــــــــره "
بان بويهه الأهتمام ..
بس بسرعه اختفى هالأهتمام , وبانت تعابير المراهق " شنو بنت !! , أنا ما احب البنات !! "
إبتســــــمت بويه ولدها ..الريال الصغير .
وقالت " اهي بنت صغيـــره , عمرها أربع سنين "
كان قاعد ياخذ المعلومات بشغف .
وقالت بأبتسامه حزيــنه " يتيمه ما عندها أم , توفت أمها لما كانت بيبي , ما تعرف أحد , ولا أكو أحد يلعب معاها , أهي تحتاجنا , وتبينا ندير بالنا عليها "
كانت تظن أنه صقـر أحتمال راح يغار من البنت الصغيره , اللي بتكون معاهم ..
وبيطيح الكره اللي يحمله لخالد ..
لأنه خالد شخص مسؤول ويعتمد عليـــه , وراح ينظر لصقر بالنهايه كأب .
لكن للأسف أخطأت الظن ..
علاقة صقــر بزيـنه كانت ممتازه , أحسن من كل احلامها , و أهي ظنت أنها علاقه طبيعيــه بين أخو واختـــه .
أما العلاقه بين خالد وصقر كانت سيئه وتـزيد سوء يوم عن يوم ..
لما صار اليوم اللي أفقدت فيه كلمة (يمه) من قاموس حياتها .

مرت عدة أيام :
بجــوف الليــــل :

(اللَّهُمَّ إنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ , وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ , وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ الْعَظِيمِ فَإِنَّكَ تَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ , وَتَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ , وَأَنْتَ عَلامُ الْغُيُوبِ , اللَّهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (زواجي من عبدالرحمن ) خَيْرٌ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي , فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي ثُمَّ بَارِكْ لِي فِيهِ , اللَّهُمَّ وَإِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ هَذَا الأَمْرَ (زواجي من عبدالرحمن ) شَرٌّ لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي , فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَاصْرِفْنِي عَنْهُ وَاقْدُرْ لِي الْخَيْرَ حَيْثُ كَانَ ثُمَّ ارْضِنِي بِهِ .)
صلت صلاة الأستخاره كل يوم من أول ما ذكرتها شيماء فيها ..
قعدت على السجاده , واهي مسترخيـــه .
تحس قاعده توكل أمرها كله لله , والله ما راح يضيعها .
ما ضاع من أستخـــار .
وسبحان الله تعمقت علاقتها مع شيماء خاصه لما تكلمت معاها ذاك اليوم وأرتاحت , لما أقعدت معاها لفتره طويله بس يتكلمون .
قامت شيماء تتصل عليها , واهي ترد تتصل على البنت .
من زمان ما حست بهالراحه من الكلام عن مشاكلها لأحد .
كذا يوم مروا وتحس بنظرات منيــره فيها ترقب , كأنها بكل لحظه تتوقع أنه زيـنه ألحين بتقول لها الرد , لكن مع هذا , منيــره ما أضغطت عليـــها بالكلام ولا سألتها , ولا قــالت لها شي ..بس قاعده تنتظـــر .
ما تلقت من عمها عبدالعزيز أي أتصال , وهذا شي ريحــها جزئياً ما راح تضطر تتعامل مع الموضوع ألحيــن .
قامت عن السجاده , وافصخت ثوب الصلاة .
انسدحت على فراشـــها .
أ ه ه ه ه ه خلصت من أمتحاناتها , هذا هم وأنزاح ..بس الله يعينها على الدرجات .
لفت على جنبها ..
باجــر بيروحون الشــاليـــه على كلام منيــــره .
من زمان ما اختلطت بعايله منيـره اجتماعياً وبهالطريقه ..
تحاتي أنهم ما يتقبلونهــــا .
أول كانت وحده منهم بس عقب السالفه..
تجنبتهم لأنها أقعدت تتصــور أنه الكل عرف بسالفتــها مع صقـر !
بدت تغمض عيــنها من كثر ما اهي دايخه وتحتاج للنوم , وتفتحــها بتعــــب ..لازم تزهـــب جنطتــها
غمضت عيونها ..خايفه من با..جـر !
قبــل لا يغلفهـــــــــا النــوم بصـوره كامله , طلعت صــورة القاسي بخيالها ..
مشتاقه لك .
عقلها الباطن اللي تكلم وماكانت واعيه لهالفكره

اليوم الثاني :
أبراهيم :

كان قاعد بمستشفى مبارك بأنتظار خروج الأشعــــه .
طلب الذهاب حق الأشعه عدة أيام ..كان يحتاجها عشان يستجمع شجاعتـــــــه .
وألحيــن قاعد على أعصـابه .
لما نادت الموظفه أسمه , قالت له بأختصـار " أخ أبراهيم "
قام من مكــانه بســرعه , وراح يستلم الأشعه ..
لكنها قالت له بأختصار " أشعتك خذاها الدكـتور "
وكمــلت " تفضـل "
أشرت على مكان الدكـــتور .
أدرك بهاللحظه أنه كل خوفه , ومحاتاة أمه كانت بمحـــلها .
أنه في شي مو طبيعــي .
والثواني اللي خذته الي غرفة الدكتــور حسها تاخذ من عمــره .
لما دخـــل قال الدكتـور " تفضـل يا أبراهيم "
قعــد على الكرسي .
وطلع الأشعــه ,وحطها على مكان الأضاءه اللي تطلع الأشعه بصـورة أحسن .
وبعديـن لف على أبراهيم " أخ أبراهيم أنا عندي أنك تتوجه على طول لمستشفى الرازي من غيــر أي تأخيــر وبأسرع وقت ممكن "
كتب شي بورقه ..
أبراهيم ما كان يبي يســـأل ليش !
كان يشــوف الدكــتور يكتــب بسرعه .
ويعطيـــه الورقه , كان بمخــه العديد من الأسئله بس مو قادر يتفوه بأي واحد فيــها .
الرازي ما في شي جايد..الحمدلله .
ولا لأ !!
لما طلع من مبــارك , كانت أفكاره تاخذه وتوديــه .
فكــر أنه مايروح , وعوض عن هذا يروح لبنــاته , خاصه أنه مشتاق لهم , مرت عدة أيام من أخر مره شافهم فيــها .
ماله ويه يتصل على بدريه أو على عمه أو على عيال عمـــه .
لكن من غيــر شعــور قادته السيــاره للرزاي .
قعـــد بالمصافط لفتــــره , ما يدري شفيــــه , قاعد يحاتي بشكــــــــل خيــالي .
أن كان فيه شي ما راح يصير جايد صح!!؟ .
بس شي بسيط بعظامه .
هذا اختصاص مستشفى الرازي .
ألحيــن يحس أنه ندمان لأنه ما قال حق واحد من ربعــه يجي معاه .
على الأقل راح يهونوون عليــــه هالخـــرعه .
نــزل وبخطوات متثاقله راح للمستشفى ..خذى رقم , وقعد بالأنتظار , وصارت فتــــــــره طويله على ما صار دوره ..
لما دخــل على الدكـــتور وشاف الأشعه .
سكـــــــــت لفتـــره طويله وقال " لازم تدخــل المستشفى "
شافه أبراهيم لفتــره طويله وبعديـــن قال بتوتر " أدخـــــل المستشفى !! ليــــــــش ؟ "
قال الدكتــور بأختصار واهي يكـــتب ورقه " بكتفـــــــــك ورمـــه كبيـــره يا أخ أبراهيم , بنســوي التحاليل اللازمه , ونعــرف شنو أهي ؟ "
وسعــــــــــت عينه بتفاجأ !!
ورمــــه !
قال بصــوت مخنـوق " يعني هالورمه معقـول شنو تكون ؟ "
طبعاً أبراهيم سأل السؤال واهو عارف الجواب ..
لكن حب يسمعه من الدكتور ..
حط الدكــتور الصوره على الأضاءه , وأشـــر على مكان في الأشعه وقال بهدوء " هذي اهي الورمــــــــه , ما أقدر أقولك شنو اهي قبل التحاليـل , لازم إنتأكد يمكـــــن تكون ورمــه حميــده ويمكن خبيثه "
أبراهيم كان حاس بألم بكتفــــــه مو طبيعي ..
تمنى أنه يكون الوضع بس ورمه حميــــده ..
لكن هالألم ..
تعوذ من أبليس ..
الدكتور قال " أخ أبراهيم , أحد جاي معاك ؟؟ "
هــز راســه بالنفي .
الدكتور شاف شكل أبراهيم , وحس أنه من الأفضل أحد يقعد معاه شوي ويطمنه ..
لأنه وضعه النفسي مو طبيعي .
خاصه أنه اهو كدكتور ما يملك أنه يطمنــه واهو ما عنده الأشعه الكافيه .
فقال الدكتــور " ليش ما تتصل على أحد يقعد معاك على ما نحضر لك غرفه .."
قال إبراهيم بإختصار " أنا إشوي بقعد بروحي "
وطلع .
قعد بالإنتظـــــــــــار لفتـــــــــره طويله بس يفكر.
بس يشــــــوف الفراغ واللي يروح ويرد .
ورم !
طلع صوت بعقله يقــــــوله (تفاءلو بالخــــــير تجدوه )
(أحســـــــن الظن بالله )
لما قدر يستجمع قــــواه النفسيــــــــه .
طلع موبايله ..
وفكــــــــر بمنـو يتصــل , صقـر برا البـلد ..
أتصــل على علي ..وقال بأختصـار " علي ممكن تيي تقعد عندي بمستشفى الرازي "
كان بصـوت علي القلق " عسى ما شـــــــر ؟! "
قال أبراهيم بأختصـار " أبد ما شــر , بس ابي أحد عندي"
علي حس بشي مو طبيعي من طريقة كلام إبراهيم ..
فقال " خلاص مسافة الطريج "

منيــــره :


كانوا بالسيــاره متوجهــين للشاليــــــه .
واهي تحس بالتوتر النابع من زيـــنه , ومو عارفه سبــــبه .
زيــنه كانت تشوف طريج الشاليـــه واهي تفكـــر ..ليش وافقت على الجيـــه ..أنا غلطانه .
من زمان عنهم وألحيــن أفرض روحي عليــهم
ما تبي تخرب على منيـــره , كان واضح عليها متحمسـه لروحة الشاليه !
واكيد منيره ما كانت بتخليها بروحها في البيت مع الخدم .
المهــــــــم منال بتكون موجوده , أهي إتصلت عليها الصبــح , عشان تتأكد من وجودها ولما أعرفت إنها موجوده , إرتاحت ..على الأقل يقدرون يقعدون مع بعض .
مع كل توترها إلا إنها حاسه بالسعاده .
تحب البــــــــحر , وتحب صـوت الموج , تحب الرمال .
بدى قلبــها يرقع لما أدخــلوا بمدخل شاليهات عايلة منيــــره .
كانت لابسه جينز أزرق غامق , وبلوزه صفـرا وسيــعه أنزل من أردافها بشوي , وبقربها كان شال إذا زاد البرد بالليل .
وماسكه شعرها عند رقبتها بكبه بسيطه بطريقه مبيــنه كثافـــته الحلــوه , ولمعانه .
دخــل السواق داخل السور اللي محاوط الشاليهات , وكم وحده من خوات واخوان منيــره أرفعوا إيدهم بالتحيــه لما مرت السياره بقربهــم .
وقفت السياره عند باب شاليه منيـره وصقــر .
لما أمســكت زيــنه إيد منيــره قبل لا تنـــزل .
وقالت بطريقــه مفاجئــه ..
" ما أبي أتزوج عبدالرحمـــن "
زينه ما كانت تبي تقــول حق منيره بهالطريقه وبهالمكان .
هذا القرار توصلت له اليوم الصبــح , جالها أحساس قــوي أنها ما تقدر تتزوج من عبدالرحمــــــــن وأنه هالشي صعب عليها .
منيــره شافتهــــــــــا ..
وحست أنها لأول مره من أيام تقدر تتنفس براحــــــه .
كانت على أعصابها وخايفه من المشاكل اللي معقوله تصير أن وافقت زينه على عبدالرحمن .
هالمشاكل اللي بيكون مصدرها صقـــر .
بس ما توقعت أنه زيــنه بتقـول لها الرد بهالمكان بالذات ..
ردت إستقرت بمكانها , وسكرت الباب وراها وقالت بجديه " أنت متأكده من قرارج ؟ "
زيــنه لما شافت أنه منيـره استمرت بالكلام عن الموضوع وما مانعت المكان !
فكـرت بالسؤال ..
اي متأكده من القرار .
طول الأيام اللي فاتت هذا كان السؤال الوحيد اللي يتردد بعقلها .
واي متأكده .
قالت بثقــــه " أي متأكده "
قالت منيــره للمره الثانيه , عشان تكون مأديه دورها الكامل وعشان ما تحس أنها قصـرت " ما تحتاجيـن لوقت أطول ؟ , ترى أمه راح تتصـل بعد جم يوم , يعني عندج وقت "
هــزت زيــنه راسها وقالت " ما أحتاج لأي وقت , أنا متأكده من قراري "
شافت منيــره وحده من البنات , تيي لدريشتهم , فأبتسمت لها ..وقالت حق زيــنه " يلا نطــلع , قاعديـن ينطرونه "
خذت زيــنه نفس عميـق , ومن غير شعـور أكتسى ويهها بالبرود , والجمود .
لكن اللي كانت خايفه منه ما كان بمحــله , لأنه الكل رحـــــــــب فيها وبدفأ , أسرة منيــره أسره مستقبله ..ودافيــــه .
أما أم منيـره فتجاهلتها , وهذا الشي اهي متعوده عليه , لأنه علاقتها فيها مو بذيج القــوه .

صقــر (لندن) :

ليش ما عطت منيــره قرارها لما ألحيــــــــن ؟!
قاعده تفكــر توافق .!!
معقــــــوله ..
انزين يمكن اهي عطت الرد حق منيــره , بس منيــره مو راضـيه تقــول شي ..
لأنها وافقت .
بعد عدة أيام من سفــرته ..
شغله أهني قاعد ياخذ أكثـر مما كان متوقع ..
وكلما طال الوقت كلما نفـــــــــــذ صبــــــــــره .
اليوم كلهم بالشاليه ..على كلام منيــره
حتى اهي ..
مستحيـــــــــــل اللي قاعد يصير فيــــــــه , ثلاث سنين قدر فيهم أنه يطردها من عقله .
بس ألحيـــــن مو قادر , دايماً تطري على باله .
لا بارك الله في أبليـــــــــــس .
شرب البيبسي اللي جدامه , كان قاعد مع كريس وجو وصديقاتهم , على الغدا ..
قاعد بالعزيــمه وعقله كلش مو معاه .
هم يسولفون ويضحكــون واهو قاعد يفكـــــــر .
أن ضحكوا ضحك ..
وإن أبتسموا إبتسم .
لكن ولا سالفه أقدرت تخترق عقله ..
بقى له يوميــــــــن اهني , يوميــــــــن ويسافـــــــــر ويشــوف شنو الوضع بالكويت .

أبراهيــــــــــم :

كان بغرفته بالبيــــــــت , ما عمــل أي تحاليــــــــل .
علي لما عـــــــرف باللي صاير أختــــرع ..وبان هالشي بويهه .
لكن سكــت وما علق
ابراهيم كان مصر أنه يطــــــلع على مسئوليته..يبي يهيء الوضع لأمه
ويبي يروح حق بناته , يقعــــــــد معاهم شويــــــه .
كان خايــــــــف ولكنه وعد الدكتور انه يرد بأسرع وقت ممكن.
بس كان عنده عــــــزم أنه ما يدخـــــــل المستشفى ويعرف نتايج الفحوصات إلا بعد ما يقضي الوقت مع اهله .
لأنه أن دخــل المستشفى فحســب ظنه ما راح يطلع منها قريب .
لكن علي ما كان موافق على هالشـــي وكان معصــب حيــل..وحاول يثنيـــــــه عن قراره .
على كلامه أنه كلما عرفوا أسرع كلما صار أحســـــــن .
بس إبراهيم بقناعه داخليه قال لعلي إنها أيام قليله ما راح تأثر عليـــــه .
اهو قال هالشي لأنه عارف ألم كتفـــــــه معاه من فتـــره طويله .
يروح ويــرد عليـــــه .
من أشهـر , لكن زاد الألم وبدى يذبحه مؤخراً !
من سفـرة بدريه .
يتمنى أن علي يحافظ على وعده أنه ما يعلم أحد إلا لم يتأكدون من اللي فيـــــــه .
ما يبي أحد يدري ويحاتيـــــــه واخر شي يطلع ولا شي !
ما يبي ..

ناصر (أبوصقـر ):

كان قاعد يطل على شيلبا من الدريشـه , كانت قاعده بالحوش ..
قاعد يراقبها صار له أيام .
عشان يتأكد أنها مو قاعده تخــونه ,يا انه يقعد بالبيـــت من غير لا يطلع , أو يطلع , ويقعد قبـــال البيت عشان يتأكد أنها ما راح تطلع أو أحد يجي لها .
لكن حتى الآن ما بان شي ..
عقـــــد حواجبــه , غلبته ذاك اليوم بالشطرنج .!
شلون ما يدري !
رد يتابع تحركاتها , ما في احد كامل ..
اكيـــــد اهي فيها شي ..فيها عيـــــــــب .
خاينتـــــــه ..
ما يصدق انها تحــبه , ما يصدق أنه حب أصـلاً ..
خاصه أنه كانت له تجربه مع الحب .
وندم على هالشي قد شعر راسه ..
تحسف أنه ما سمع كلام اهله !
راح عقله للماضي .

الماضي القديــــم :

كان قاعد مع أخوانه الشباب ..
لما جمعـــــــــهم واقعدو كلهم , قال بهدوء " أنا جامعكم اليوم عشان أقولكم أني ناوي أتزوج "
صخـــــــوا اخوانـــــه .
وما تكلموا !
عقبها قال " ابي اخذ منيــره .."
اهو بس قال هالكلمه , صالح أصغــــــر اخوانه تكلم بعنــــــــف " ما تاخذهــــــــا "
رفع راسه بعصبيه وقال لصالح " صالح ما في داعي تتكلم جذي "
صالح قال بعنف " انت تكلمها , أشدراك أنها ما تكـــــــــــلم غيـــــــرك !! مرأه مو حاشمه روحــها ولا أهلها وخانت ..."
قال له نـاصر بعد ما حس بروحـــــــه يغلي " أحشــــــــم روحــــــــك يا صالح , أنا باخذها .."
قام صالح واهو يقـــــــول " شلوووووون تاخذها ؟ تخلي البنات اللي ما قط خانوا اهلهم عشان تاخذها "
قام له ناصـــــــــر " احترمني على الأقل "
أخوانه الباجيــن كانوا ساكتيــن كأنهم ما يبون يتدخلون .
رد صالح بأستهزاء " إذا بتاخذ وحده ما تدري اهي إذا بتخونك ولا لأ , ولا تعرف واحد غيرك , ما تستحـــق الأحترام "
مد إيده وضرب أخوه كف ..
أخوانه كلهم قاموا , وقالوا " أستهدوا بالله يا جماعه "
قال ناصــر " بعد عندكـــم أنتوا كلام "
أنقـــــــلو نظراتهم بين بعض , وما أحد تكـــلم .
بس صالح شافه بنظرة حقــــــد وقال " بتخـــونك وبتشــــــــــوف "

رد الحاضـر :

صالح ..
ما بان بعيـــونه كل عنايته فيهم .
وبهاللحظه ما صدق هالكلام , لكن بعدها ..
عرف أنه الحب كذب بكذب !
وخانتــــه مع منو ؟
مع صالح .

بالليـــــــــل :
إبراهيم :

كان بالدوانيـــه ينطــر عمــه يبي ياخذ بناته معاه ..
يبي يقعــــد معاهم بهالعطله .
شغله كشرطي مهـــــــم وايد بالدوله بعطلة العيد الوطني والتحرير.
لكن هالسنــه بس يبي ياخذ بناته حق المسيـرات .
يبي يضحك معاهم , خاصه أنه خايف .
بس قبـل هذا لازم يكلم بدريه ..ويفهمها الوضع ..
لما دخــل عمــه , قام وقــف , وباس راس عمــــه ..
" أنا اســـــــــف "
ما كان في أي ردة فعل من عمه لكن تفاءل لأنه عمه ما أبتعد عنه لما حاول يبوس راسه .
أو صـرخ عليــه .
قال عمه بصـوت قوي " ليش ياي يا إبراهيم ؟ "
قال إبراهيم بصـوت جدي " ياي أعتذر يا عمي , ما هان علي إنك تكون ماخذ على خاطرك مني "
كتفه ذابحه بس دايس على نفســــه وضاغط عليــها عشان يراضي عمه .
عمه قال بهدوء " لو هامك خاطري يا إبراهيم جان ما طلقت بنتي وغلطت عليها "
نــزل عيــونه وراسه وقال " الزواج قسمه ونصيــب " وكمــــــــل بإقتناع " إن شاء الله تحصل اللي احسن مني "
كان عمه قمه بالجفاف ..
بدريه كانت تدري إنه إبراهيم ياي .
أمها كلمت أبوها كذا مره , لكن أبوها ما عطاهم كلام ..
كانت خايفه من إنه يستقــبلونه اهلها إستقبال سيء عقب اللي صار .
واللي راح يخسر اهم بناتها .
اوعدت نفســها إذا اليوم خلصت هالمشكـــــله على خيــر .
راح تحرص إنها ماتسبب مشاكل .
مهما قالت أمها ..عشان بناتها إهي مستعده تسكت عن كل شي .
تتمنى إنه إبراهيم ياي عشان ياخذ البنات , يمشيــهم .
عشان يخف توترها وتوتر البنــات
يت أمها لها بهاللحظه من الترقب , وقالت لها " بدريه لبسي عباتج , أبوج يقــول نزلي الصاله تحت , ولد عمج وده يكلمــج "
بدريــه ألتفتت على أمها بأستغراب ..
وقالت " يبي يكلمني ؟!! "
ردت أمها بأختصار " أي حبيبتي , يالله شهـــــلي "
قامـــــت من كرسيها ..وحطت عباتها على كتفهــا ولفـــت الشيله .
ونــزلت , واهي تفكر بألف سبب وسبب .
طقــت باب الصاله , ثم إدخــــلت .
إبراهيم لما قال حق عمه يبي يكلم أم بناته بموضوع مهــــــم , عارض بالأول .
لما حلف له إبراهيم بأغلظ الأيمان إنه ما راح يضايقها , وانه الموضوع فعلاً مهم , وبيكون كل شي بحضور عمه .
سكــت عمه للحظات , وبعديــن قال له " تفضــل للصاله "
واهو قاعد ينطــرها ..فكــــــر شلون صارت اهي راح تسمع بالخبـر قبل لا يبلغ أمه مع إنها طليقــته .
بس المشكله أنه مستصعب أنه يكلم أمه عن الموضوع خايف من ردة فعلها .
لما دخــلت بدريه ..وقالت بأسلوبها المحترم " السلام عليكم "
ردوا السلام , وقال لها أبوها " قعدي يبا , ولد عمج يبي يكلـــمج "
قعدت وعيــونها على ابراهيم بتساءل ..
لاحظت أنه شكله تعبــــــــان ..وبويهه خطوط الأرهاق ..
قال لها واهو غاض بصره " شلونج يا بنت عمي ؟ "
ردت بترقب " الحمدلله "
اهو يبي يقــولها هالشي عشان تصير على بيـــنه , عشان بناته ..
وعشان تقدر تتواصل معاهم بهالموضوع , وتعرف سبب غيابه أن أضطر للغياب .
يدري أنه قاعد يستبق الأحداث , بس يحس يبي يضمن كل شي قبل لا يطيح الفاس بالراس .
قال بصوت هادي " يا أم دلال , أنا صار لي فتـــره أشكي من ألم بكتفي "
تصلبت بمكـــــــانها ..
مهي عارفه شعلاقتها بالموضوع .
أما اهو فكمـــل كلامه " سويت لي أشعه بهالمنطقه , وأكتشــفوا وجود ورمــه فيــها "
شهـــــــــــــقت شهقــــــــــه كأن روحــــــــــــها بتطلع .
رفع عيـــــــــــونه لها بحـــــــــزن .
قال عمه بنـــــــزره " بدريــــــــــــه " .
كان أبوها يفكـــــــر أنه بروحه اللي فيه كافيـــــــــه من غير هالشهقات اللي ما لها أي معنى ..اللي تخــوف الواحد .
بدريه كانت خايفــــــــــه , ومن حقــــــــها تخاف , أبو بناتها مريض !!
مو بس أبوها بناتها ولد عمها .
ما قدرت تسيطر على ردة فعلها .
عم إبراهيم وجه كلامه لإبراهيم " ما سوو لك تحاليل عشان تعرف شالورمه هذي , ما قالوا لك شي !! "
خذى أبراهيم نفس وقال " أنا رفضت أسوي التحاليــــــــل بالوقت الحالي , لأني راح اتنوم بالمستشفى وابي أهيء أمي , وأبي أنظم كل شي , وبعديــن أدخـــل , أن صار ما صار إلا ما يكون جدامي إلا العلاج "
اهني بدريه أفقدت أعصابها " أنت مينــــــــــــــون يا إبراهيم .."
أبوها رد تدخــــل " بدريــــــه .."
لكن ردة فعل ابراهيم أنه إبتســــــــــم , طليقته دايماً مصرقعه ..
وتقــول بالويــــــــه .
لفت بدريه على ابـــــــوها وقالت " لأ يبـــــــــــه , هذا أبو بنــــــــاتي , ان صار فيـــــــه شي بسبب تهـــــــوره وعناده , بناتي اهم اللي بيتضرروووون "
أنقلـــــــــت أنظارها لإبراهيم " لازم تدخــــــــــــل المستشفى , تسمــــــــع يا إبراهيم , وتشــــــوف شنو هالورمـــــــــــه , هالمرض ما يغشمـــــر "
قال بهدوء " أنا وراي شغـ..."
قالت بعصبيـــــــه " الشغــــــــــل مو مهـــــــــم من صحتــــــــك واعيـــــــالك , وإذا على خالتي عادي إحنا عندها , لازم تقـولها بأقرب وقت ممكن , أنا ما أبي بناتي يتيتموووووون "
شحـــــــــــب ويهه بعد هالكلمه
اهي ما كانت مهتمـــــــــه بردة فعله , اهي خايفـــــــــه .
وايـــــــد خايفه .
كمـــــــــلت تقــــــــول " أنا أعتقد إنه هالورمــه حميــده , بس إحنا نحتاج حق تقرير طبي "
رد اللون لويهه , وإبتســـــــــم متأكد أنه بدريه متأنب ضميرها على الكلمه اللي قالتها مساعه .
شاف الدموع بعيــــــــونها واضحه لمعتها .
غريبـــــــــه ما هقى أبد إنها راح تبجي عليــــــه خاصه عقب اللي سواه فيها بالزواج .
بس اهي على طولة لسانها إلا إنها رقيقه من الداخل , وحســـــــاسه .
قال لها " إن شاء الله عقــــــــب عطلة العيد الوطني والتحرير "
وكمــــــل " أنا قلت لج عشان إن صار ما صار إلا إنتي عارفه , ومتحضره اشلون تتصرفيــــــــن " إبتســـــم " أزهــب الدوا قبـــل الفلعــــــــــــه "
عم إبراهيم كان ســــــــاكت , ما علق ولا قال شي ...ما كو مجال للكلام إلا بعد التأكد من التحاليل , لكن يحس إنه إبراهيم معاه حق بأنه يبــلغ بدريــه .
لكن غير جذي من القرارات.. هذا شي خاص فيـــــــه .
قالت بدريه بألم " عمــــــــرك ما راح تسوي شي أنا قلت عليـــــه ..عمــــــرك "
وإطلعت برا الغـــــــــرفه ..
إبراهيــم إبتســـــــــم بألم على كلمــــــتها ..
ما راح يسامح نفســـــــــه على اللي سواه فيــــــها .
قام وقال " يلا عمي أنا أترخص , بروح أرتاح بالبيـــــــــت " وكمـــــــل " مشكـــــــــور "
عمـــه رافقه للبــاب وقال " لا تحاتي إن شاء الله ما عليك إلا العافيـــــــه , دير بالك على روحـــــــــــك "

بعد يوميــــــــــن , قبل العيــد الوطني :
زينه :

كان سعيــــــــده , وقمـــــــه بالسعاده , حســـــــت كأنها ردت صغيــــــــره.
طول اليوم تقضيه أما على البحـــــــر مع البنات يتسبحون أو حول النار اللي يشبونها بقعدتهم ..
أو على البقيــــــــــــات ..
من زمان ما صـــارت فرحــانه لهالدرجـــــــه ..
بس تضحـــــــك , ودايماً مبتسمــــــــه ..
على الرغم من أنه رزان كانت دايماً تجي لهم , وتقعد مع البنات , وترمي نقزات بايخــــه إلا انها تجاهلتها كليــاً ..
وتجنبت فجــر بعد ! لأنها تذكرها بموقف تتمنى تنســــــــاه .
ومع قعداتها مع البنات وضحكها , إلا أنها ما تسولف ولا تتكلم إلا مع منال !
بهالليـــــــله , كانوا جيــــــــران اهل منيــــــــره بالشاليهات متجمعيـــــن عندهم , وكان الجـــــــو العجيـــــــب , حاطيـــــــن دي جي , والأكل على شكل بوفيــــــــه , والبنات يرقصــون , والحريم يصفقـــــــــون .
ما كان راح يكون الجــو أحلى من جذي .
الأجواء حميــــميه , الرياييل متيمعيــــــــن بدوانيــــــتهم , ومبتعديـــــــن عن الشاليه الرئيسي ..
حطوا أغنيـــــــة سامري ..
(..جزى البارحه جفني عن النوم ..)

أول ما سمعتـــــــها زيــــــنه قالت " الله عجيــــــــــــــــبه "
كانت قاعده يمـــــــها منــــــــال , أثنيــــــنهم كانوا قاعديـــن بإسترخاء يم بعض ..وقالـت لها منــــال " رقصي عليـــــــها "
الكـــــــــــــــل يدري أنه زيـــــــــنه فتنـــــــــه بالرقص السامري .
اتعرف أدق حركاته , وتتحـــــــــرك بجمال وإغراء عجيــــــــــــب ..
منال كانت مستانســه بطلعة الشاليه هذي , تحسها بطريقه معيــنه ردت لها زيــنه , صديقـــــتها , وأعرفت أنه زيـنه متغيــره , شخصيتها ردت مثــل قبــل ..الجليد ذاب تقريباً ما بقى منه إلا القليــــــــل .
لما أسمعت كلمة منــال , إبتســــــمت وردت تركز على كلمات الأغنيـــــــه ..
من زمان ما أرقصــــــت , ومن زمان ما حست برغبة بالرقص .
بس اليوم ودهـــــــــــا ...
ردت تركــــــز على الأغنيــــــه :
(..جزى البارحه جفني عن النوم ..
جزى من غرابيل الزماني... )
إبتســــــــمت منال وقالت لها " شكلج حده يبيــــله تصــوير , حدج مكيـــــــفه على الأغنيــــــه , قومي عليـــــها "
زيــــــنه ودهـــــا , بس مستحيـه ترقص جدام الناس خاصه أنه لها فتــــــره ما رقـــصت ..
وقالت " ما أدري .."
قامت منــــــال وقالت " يـــــــلا عن الدلــــــع , من زمان ما شفتج ترقصـــــــين "
(صبرت أمس مع قبل أمس و اليوم
و اشوف العشر تصفي ثماني )
مدت إيدها وأسحبـــــــت زيـــــنه عن كرسيــها , وخــذت لفتـــها , وعطتها إياها , وقالت " هالرقصــه حقي "
زيــنه بس كانت تحتاج حق هالدفعــــــــه عشان تتشجــــــع .
فلت زيــنه شعرها , فطاح على كتفـــها وظهرها , فحطت اللفــــــــــه على شعـــــــــرها ..
ومسكـــــت طرفها ..
(جزى البارحه جفني عن النوم ..)
وبدت ترقـــــــص .
أستغرقـــــــــت بالرقص ..اللي كانوا بالساحه من النساء كبــار الســن بدوا شوي شوي يقعــدون عشان يشــوفون هالبـــــنت ..اللي قاعده ترقص سامري .
والبنات الصغــار , اللي ما هقــوا بيــوم أنه السامري معقـول يكون مغــري .
حسـوا فيــه هالمـــــــــره .
زيـــــنه كانت تسمع كلامات الأغنيــــــه ..
وتحس كأنها تخاطبــــــها ..
(جزى من غرابيل الزماني )
راحـــــــت لمنـــــــال , وبدت تميـــــــــل براسهـــــــا .
وتنـــــــــزل بجمال فظيــع .
(شريف ٍ على التكيات محزوم
ولاهو من الطرز الجباني )
وقامت بتمكــــــــــــن , وجمــــــــــــال , واهي تميــــــل براسها يميــــن ويســار .
( جزى البارحه جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني )
وراحت لوسط الصاله , واهي منتبــهه أنه كل نظرات الحريم عليها .
وأنه منـــال قاعده تسمي عليــــــها , وتقرى خايفه على رفيــجتها ..
(سجيع الهوى مايسمع اللوم
حنين الجفا صحا الأذاني )
بعدهـــــــــا إبتعدت وغمضـــت عينها المخفيـــــه تحت اللفـــــه ..
وتشكــــــــــلت صورته في خيالها ..
(جزى البارحه جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني)
وبــــــــدت ترقص له ..
اهو بالذات ..
(..عذاب ٍ على العشاق مقسوم ..
تولعت يوم الله بلاني.. )
وتخيـــــــــلته يشــــــوفها ..
من غيـــــــر احســــــاس ..
تخيـــــــلته قبالهــــــــا ..
بدت ترقص , بأندمـــــاج أكبــــــــر , تحاول تنقــــــــل له مشاعـــــــــرها ..
واهي مو حاســــــه بروحــها وبشــنو قاعده تفكـــــــــر .
جا ببالها بطريقه تلقائيـــــــــه ..وبدت ترقص له بطريقه تلقائيــــــه .
(..جزى البارحه جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني )
تحس بعيـــــــونه تتابعــــــها ..
حاولت تفهــــــــمه بحركات جسمها مشاعـــــــرها ..
مع كلمــــــــات الأغنيــــــــه .
(..يلزم عليّ الشوق تلزوم
وانا يوم لزمّته عصاني ..)
كانت قاعده ترجـــــع للخلف , ثم تقبــــــــــل له جدام ..
وبدت تميــــــــل براسها وشعرها الظاهر مع اللفه يميــــــل معاها .
(جزى البارحه جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني)
شــافت السخريه والرفض بعيـــــــونه ..
حــــــاولت تفهـــــــــمه شعــــــــورها بأخر مقطع من الأغنيــــــه ..
(عذاب ٍ على العشاق مقسوم
تولعت يوم الله بلاني )
لكن وجهه لازال ساخـــــــــر .
عطتــــــه ظهـــــــــرها , كمـــــــــلت ترقص بألم ..
(جزى البارحه جفني عن النوم
جزى من غرابيل الزماني)
مع اللحـــــــن التالي طلعــــت كل ألمهـــــــا ..
ولما وقفــــــــت الأغنيـــــــه .
وقفـــــــــت اهي ..
سمعت الهدوء ..
وبعدهـــــــــا أفتحـــــــــــت عيــــــــنها ..
شافت نظرات الحريم المبهـــــــــوره فيــــــها وفي رقصـــــــها ..
حست بدمعـــــــه بطرف عيـــــــنها ..
اهو مو موجــود يا زيــــــنه ..
أنتي لازلتي بالشاليــــــــه , حـــــــولج الحريم ..
مو موجــــــــود بس أنتي تبيـــــنه يكون موجود ..
لأنج تحبيـــــــــــنه , وما قط وقفتي عن حبـــــــه ..
لما أعتــرفت لنفســـــــها بهالشي حســـــــــت بالغثيـــــان .
كان ودهـــــــا تنحــــــاش , تراجع نفســــــــها .
تفهــــم روحهـــــا أكثــــــر .
بس ما تقدر تطلــــــع ألحيـــــــن , لازم تقعديــــن خمس دقايق على الأقل عشان ما أحد يلاحظ خروجج .
راحـــــــت لمنـــــال وأقعدت يمــها بعد ما أفصخـــــت اللفــــــــــه ..
وأسمعــــــــــت منــــــــال تثني على الرقص ..وتقــول " أبيــــــــــــــه زيــون رقصــــــــــج خيـــــــــــال , ما شاء الله عليـــــــــــج , تبارك الرحمـــــــــن "
إبتسمت لها بضعـــــــف ..
وبدت تشــــــــرب العصيــــــــــــر ..
أنا أحبـــــــــه بس هذا مو معناته أني مسامحتـــــــــه .
ما أقدر أسامحـــــــــه على اللي سواه فيني .

منيــــــره :

دخـــــــــــلت لشاليهـــهــــــــا بعد إتصــــال ولدها فيـــــــــها ..
رد من لنــــــــــدن ..
مشتــــــاقه له حيـــــــــل .
لما شــافته قاعد على القنفــــــــــه , إبتســــــمت بحـــــــــب .
كان على وشــــــــك إنها تركض لولدها من الشوق ..
لما حس اهو بوجودها وقــــــــف , وراح لها يبوس راسها ..
قالت له بحــب " الحمدلله على الســـــــلامه نـــورت الكــــــــويت "
قعدوا على القنفــــه قال بهدوء " منــــــــوره بأهلـــــــها "
كان توه ياي من المطار للشاليـــــه فحاس عمـــــــره مرهــق ..وده ينــــــام
بس يبي يعــــــرف شصار على الموضوع ..
أن كان في رد ولا ما في رد .
لما دخــــــل حدود شاليهاتهم بسيارته بغى يــزر عقله من الخرعــــــه لما شاف سيارات وايد ..
وصـوت الأغاني واصــل للدوانيـــــه .
حس بإيده ترجف .
وعلى طول راح في باله إنه هذي أكيـــــــد حفلة الحريم ..بمناسبة ملجــتها .
وتصــــــور إنه الماضي تكرر .
الزمــــــن يعيــــــد نفســـــــــــه ..
لما نــــــزل واستقبــلوه عيال خواله وخالاته ..
قال لهم بصـوت مخنوق " شهالأغاني ؟! "
رد عليــــــه جراح " الحريم مسوين حفله بمناسبة العيد الوطني والتحرير وعازميــــــن الجيران "
بغى بلحظتــــــــها يسجـــــــد شكر لله .
كانت إيده لما ألحيـن ترجف ..
وكره نفســــــه إنه وصــل لهالمرحله ..
قعــــــد لحظات معاهم , ما بين عتب وتشـــــــــره إنه ما ينشـــــــاف ..
وبعدهــــا إستأذن ..وإتصل على أمه وتوجـه لشاليهم بعد ما حذروه الشباب إنه الحفله بالشاليه الرئيسي .
وألحيـــــن اهو قــبال أمــه اللي قاعده تسـأله " بشـــــر شلون سفــرتك عسى إستانســـت ؟ "
إهو ويــن والوناسه ويـــــــــن !
رد عليها بإبتسامه " السفـره كانت عشان سفــر يا منيـره , ما فيـها مجال للوناسه "
ردت أمه وقالت " إنــزين اشلون السفره عسى كانت ناجحه "
رد بأختصار " الحمدلله "

بالحفــــــــــله :

توهــــــا كانت بتطــلع , لما وحده من خوات منيــره وقفتها , وقالت " زيــونه أدامج طالعه , شوفي منيـــره ؟ وينـــــــها خلتنا وطلعـــــت , قولي لها الحريم يسألون عنها "
قالت زيــنه بأختصار " حــاضر "
وطــلعت لبرى الشاليـــه أرجفـــــــت من برودة الجـــو خاصه بعد دفى الشاليه , شدت على شالها وضمت روحهـــا ..بعد ما حست بالدفا الجزئي ..تنفـــــــــست بعمق هوا الليــــــــــل الحلو النقي .
ريحــــــة البحـــــــــر قــــــويه ..وحــــــــلوه ..تغري الواحد أنه يقعد على اليال .
كانت بتروح تسمع صوت البحـــــــر وتفكــــــر بإعترافهـــــــا الأخيــــــر لنفســــــها ..
تحبـــــــــه ..
حبــــــــه يساوي بمصطلحها العذاب والإذلال .
بس أول لازم تروح حق منيــره ..
كان شعــرها لازال مفلول , ولابســـــه فستان طويل أكمامه طويله , لون واحد أسود , بسيـــــط وعملي يصلح للشاليــــه , وحاطه فوقه شالها الأسود المطرز بالأحمر والأخضر والأصفر والفوشي والأزرق والبنفسجي على شكل ورود .. عشان يدفيها أكثر..
أسرعت بخطواتها عشان تنهي مهمتها ..وتروح للخلوه اللي تبيها .

صقــــــــر :

كان قاعد يتحيــــــــن الفرصـــــــه عشان يســأل السؤال اللي شاغله .
ولما خلصت أمه أسألتهـــــــا قال لها بأسلوب مقتضب " ردت عليــــــج عن الموضوع "
إبتســــمت منيــره إبتسامه سريه ..لأنها عارفه أنه ولدها متحرمص عشان يعــــــرف أصـلاً أهي مستغـــــــــربه شلون كان ساكت طول هالفتــره .
اهي ما قالت له عن قرار زيـنه عشان كانت خايفه إنه زيـنه تتراجع عن قرارها .
لكن زيـنه ظلت ثابته على القرار ..
كان ولدها متسند على ركبه بكوعه وشابك إيدينه الثنتيــــــــن .
لما قالت " إي ردت علي "
شدته على إيده كان الدليـــــــــل الوحيــــــد على إستماعه لها ..
إلا إنه لما شـاف أمه ساكـته قال بأختصــار " و ..؟"
ردت عليــــــــه بهـــــدوء " إرفضته "
فك إيدينه عن بعض وغطى ويــهه بعدها مرر كفوفه على شعـــــــــــره .
وإبتســــــــــــــم ..
إرفضـــــــــــت ..
إرفضت أخيــــــــــــراً , ما سأل منيره ليش ما قالتله , ما سأل عن شي بس يبي يفرح بواقع انها ارفضته
اختفت الإبتسامه عن ويهه بسرعه , لأنه عارف إنه هذا مو نهاية المطاف معاها ..بس ألحيـــــــن يقدر يرمي راسه على المخده وينـــــــــام براحـــــــــــه .
وبعدين بيفكــر بمشكله إن كانت راح توافق عليه ولا لأ ..
بس ألحيـــــــــــن إرفضت ذاك ..هذا المهم .
يحـــــــس إنه الرضـــــا ببيتفجـــــر من كل جانب من جسمـــــه ..
بيغمـــــــر هالدنيـــــــا كلها .
الحمــــــــــدلله
الحمدلله ..
لف راسه على الباب
بدخلـــــــت الحــــــــوريه ..
اللي كانت داخله مستعجله ..
خدهــــا احمــر وخشمهــــا أحمر من برودة الجـو الخارجي ..
وضامه روحـــــها بقــوه بالشال ..
أول ما شــافته وقفـــــــت مكانهـــــا وما كمــلت مشي .
و ويهها تعمقـــــــــت حمـــــــــرته .
للحظــــه كانت عيــــــونهم ملتقيــــــــه ..
لما شافته اعرفـــــــــت اشكثـــر اهي ولهانــــــــه عليــــه .
شكثــر ويهه عزيز عليها .
ما حســـــوا بمنيـــــــره اللي كانت قاعده وتشــــــوفهم ..
صقـــــــر من كثــــــر ما كان حاس بالرضـــا ..
إبتســـــــــم لهـــــا ..لأنه راضي عنـــــــها ..
إبتســـــــم لها بدفأ من غير وجود أي أثر للسخريه أو الإحتقار .
إبتسامه ما قام يوجهها لها من زمـــــــــــــان .
إفقدت هالإبتسامه , لما شافتها ألحيــن اعرفت إنها فاقدتها لدرجــة الجــنون .
بعد إكتشافها إنها لازالت تحبــه .
كانت ضعيفــه , أصلاً من أول ما أنتقلت لبيــته واهي ضعيفــه .
بس ألحيـن اهي أضعــف .
لان وجهها بإبتسامه ..لكن أمســكت روحـها قبل لا تبتســـــم له .
اهو ذلنـــــــــي وانا ما أحتاجـــه .
لفت على منيـــره وقالت لها بتصــلب " منيـــره يبــونج داخــل الخيــمه "
ردت نظرتها على صقــر بعد ما صار ويهها جامد وقالت " الحمدلله على السلامـه "
تحــولت أبتسامته للسخريه وقال " الله يسلمــــــــــج "
قامــــــت منيــره , وقالت بإبتسامه مغتصبه عقب اللي إشهدته " يــلا أنا كاني يايه "
وكمــلت تقـول لولدها " إرتاح صقــر , شكلك تعبـان " وكمـــلت " ويـن بتنام ؟ "
زيـــن إطلعـــــــت ما حبت تقــعد بنفس المكان معاه .
بس تبي تكــون بروحها , خاصه إنها قالت لمنيــره الرساله .
راحت للشاطئ , الهــــــوا قمه بالبروده ..
طار شعـــــــرها ولفت الشـال عليــها بقــوه .
بعد ما مشــت شـويه .
قعدت على اليال تشــوف البحــر .
لما أطلعت منيــره من الشاليــــــــه , تحـــــرك للدريشـــــــــه , شافــها ..
ومثــل كل مـــره لما يشــوفها يحــس برغبــه إنه يروح لها ..
كان بيطلع من الشاليه ويروح لشاليه واحد من خواله وينام.
بس فتح البرنده ..وحط إيده بمخبــاته من الهوا البارد ..
ومشى بخطــوات واثقه , لمكانها ..
لما صــار وراها ..سمع روحــه يقــول " ليش مو قاعده مع الحريم ؟ "
تصـــلب جسمها .
وشدت على الشال أكثــــر .
ما تبي وجوده ألحين ..
قالت بصــوت مخنــوق وبرجاااااء واضح " بليــز صقــر مو ألحيـــن "
قال بسخريه " لا يكون ندمـــــانه لأنج رفضتي الخطيــــــــب "
خــــــــــــــلاص ..
ما تقدر تستحمـــــــــل تصرفاته .
سخريـــــــته , إستفزازه لها لا يطاق .
تعبــــــــــــت .
بروحهــــــــــا توها مكتشفه إنها ليلحين تحبه..
فجأه إنهارت ..وبــــــدت تبجي من حرتها وقهـــــــــرها .
وبصــــــــوت مرتفــــــــــع .
اهو إنصــــــــدم ..
قال بتــوتر الريال اللي مو عارف شلون يتصـرف مع دموع الحريم .." إشفيــــــــــج ؟! ليش قاعده تبجيــــــــــــن ؟ "
زاااااد بكاهااااا .
" آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ "
ما راح يفهــــــــــــم , قالت " تعبــــــانه ..تعبــــــــــانه "
عقـــــد حــواجبـــه بضيــــــــق .
من شنــو تعبــــانه !!
بس المفروض ما يكون مهــــــتم إنها قاعده تبجي بطريقه تقطع القــلب .
عدل وقفـــته وقال " أوكي ..أوكي ..خلاص ما في داعي تبجيــــــن "
ولما استمرت بالبجي ما قدر يتــركها وبنرفزه تحرك راح قعــــد على ركبته قبالها واهي مغطيــه ويهها بإيدها ..
قال لها بصــرامه غاضـــبه (لأنه مو عارف يتصــرف) لا يقدر يضمها , ولا يشليها ولا عارف شيقول " خلاص قلت لج لا تبجيـــــــــــن "
وخــرت إيدهـــــــا عن ويهها بغضــــــــب , والدموع على ويهها .
" أنت إشتبي منـــــــــــــي ..كيــــــفي ..ابي أبجــــــي , إشتبي ...ارحمنــــــــــــي "
قال بهدوء غريب " أبي أتزوجـــــــــج "





أتمنى ينال البارت على اعجابكم

الكاتبه

bwidow

لا تحرموني من التعليقات الحلوه , وأسفه على التأخير

طيوبه 21-09-10 03:22 PM

واي واي قفلة حلوة وانت يا صقر شوي شوي خل يصير عندك ذرة رومانسيه اشدعوة عاد منتا خسران اذا كلمتها بهدوء ورحابة صدر:( كله بس معصب وتصرخ:(
وانتي يالزين احس جدامج درب على ما تسمعين كلمة احبج:) الله يصبرج ويصبرنا على البارت الجاي:)

الغرنوق 21-09-10 03:50 PM

البارت عجييييييييييييييب والاحلى القفله اعتقد ان هالموقف بيهد كل الحصون اللي بنتها محاوله منها انها تحميها من حب هالصقر اللي قلب كيانها اما هو فشعوره ناحيته وقناع اللامبالاه اللي مركبه قدامها بدى ينزاح من وجهه شوي شوي لان وحده مثلها حركت قلب قوي مثله من مكانه بهالصوره العذبه لايمكن مايكون غير وقناع القسوه الخارجي لابد ويطيح قدامها

نوف كملي بنقل هالبارتات الرائعه كلنا لهفه مثل لهفة صقر لمعرفة ردت فعل الزين


الساعة الآن 12:57 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية