منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   70_ دليلة _ جين كوري _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t144287.html)

اماريج 15-07-10 06:04 AM

وافق السيد هامتون وقال:
" لم أفكر بذلك من قبل , أهلا وسهلا بك متى أردت المجيء الى هنا , بولا ستفرح لرؤيتك".
شعرت تامي بالأرتياح , وقالت:
" هل تقبل بأن تحدث السيد هاتون بذلك؟".

طمأنها قائلا بسعادة:
" أعتبري الأمر منتهيا , أعتقد أنني سأقوم بجولة , هل تحبين مرافقتي؟".

رفضت, لأنها كانت قد صممت مشاريع أخرى للنهار, وبعد ذهابه , عادت تامي الى غرفتها وراحت توضبها , ثم تناولت قبعتها , لكنها رمتها جانبا وأرتعدت لدى سماعها صوت محرك سيارة في الممر , أمام الباب , فأسرعت الى النافذة , لا يمكن أن يكون الآتي ريك نفسه , فالساعة هي العاشرة فقط , لكن عندما رأت الشاحنة , أطلقت زفرة أرتياح , الآن يجب عليها أن تغادر في الحال , ربما جاء باكرا , فلا تنوي رؤيته طيلة النهار , فخرجت من المنزل مصممة على أن تقوم باكرا بالنزهة التي حرمت نفسها اياها أمس.

وفي الهواء الطلق كان الطقس منعشا , رفعت عينيها وأذا السماء زرقاء , خالية من الغيوم , النسيم الخفيف يحرك أوراق الشجر , فندمت لأنها لم تأخذ معها شيئا تأكله , لأنها قررت أن تبقى خارج البيت حتى يهبط الليل.

وبعد أن أبتعدت عن المزرعة , نظرت حولها , أين تذهب؟ ومن بعيد شاهدت أزهارا حمراء وبيضاء , لا شك أنها المروج , أنه رائع أن تتنزه بين الأشجار والأزهار , لم تفكر في أن سحابة الحر في الجو تعطيها فكرة سيئة عن المسافة التي تبعدها عن المرج.
منتدى ليلاس
أجتازت غابة فيها أشجار صنوبر ذكّرتها بريك وبكلماته الجارحة التي تفوه بها مساء أمس , ولو لم يكن جوناثان موجودا على هذه الأرض لأعتبرت نفسها المرأة الوحيدة التي لا يحبها أحد , ووقفت فترة تتأمل أشعة الشمس تخترق كثافة الشجر , وتتنشق عطر الصنوبر وتفكر بحزن أن الحياة في أستراليا رائعة لولا وجود هذا الرجل الذي لا يطاق , وما أن خرجت من الغابة حتى أغمضت عينيها غير قادرة على تحمل نور الشمس الساطعة , وكانت على وشك أن تدخل الى أرض مسيّجة عندما سمعت صوت رجل يغني , فأختارت الممر الذي يؤدي الى بناء صغير مبني من حجارة القرميد , ولما شاهدت الأبواب العريضة والسميكة , عرفت بفرح أن البناء ليس سوى كنيسة , فدخلتها وشعرت بجو منعش , المقاعد الخشبية المنحوتة خالية ,جلست في المقعد الأخير وتطلعت حولها.

تأثرت تامي من هذا الجو الهادىء , وأطلقت زفرة وهي ترى أشعة الشمس تدخل من الشباك الوحيد , وما لبثت أن أنتفضت أذ سمعت صوتا يهمس من ورائها قائلا:
" صباح الخير , هل يمكنني مساعدتك؟".

أستدارت وأذا بها ترى وجه رجل يبتسم لها بعينيه الزرقاوين , لا شك أنه القسيس , لكن لا شيء يدل على ذلك , أذ كان يرتدي قميصا قديمة بهت لونها , وسروالا قديما وينتعل حذاء كالذي ينتعله البستاني.

قال الرجل:
" لا أحتفال اليوم".
فأبتسمت وقالت:
" صباح الخير , أخشى أن أقول أنني لجأت الى هنا كي أحتمي من الحرارة ومن أشعة الشمس اللاهبة , نسيت قبعتي في المنزل ".

لمعت عينا الرجل الزرقاوان وسألها:
" هل أنت هنا منذ وقت طويل؟".
أخبرته أنها جاءت الى أستراليا للعمل وهي تعمل منذ شهرين تقريبا.

فقال لها وهو يمسح يده بأعتناء قبل أن يصافحها :
" آه , أنت الفتاة الأنكليزية , سكرتيرة ريك هاتون , أليس كذلك؟ أذن ! فلست بحاجة الى أن أسألك أذا كنت مسرورة هنا , ريك هاتون رجل طيب , لقد فعل الكثير من أجل البلدة".

وفكرت تامي في أنها الوحيدة التي لا ترى ذلك , وتساءلت ( هل يا ترى أنا من لا يتحلى بالصفات الحسنة؟).
كادت أن تطلب من القس أن يعيرها قبعة عندما لمحت ظلا واقفا على عتبة الباب , فأستدارت , أنه هنا شخصيا.
قال:
" صباح الخير , يا مارتن".



اماريج 15-07-10 06:05 AM

ولما لمحت نظراته المحدقة بها , فكرت أن تطلب من القس حق اللجوء اليه , أخفضت عينيها بسرعة ورأت أن ريك هاتون يحمل شيئا في يده , أنها قبعتها , وهذا المنظر الغريب لرجل حاملا قبعتها أثّر فيها وشعرت بأنفعال يخالجها مما أضطرها الى أغماض عينيها للحظة.
" صباح الخير يا ريك, أنا سعيد جدا لرؤيتك , لقد تحدثت الآن مع الآنسة دانتون , هل تريد أن تشاركني في فنجان شاي مع الآنسة؟".

أشار له ريك بالنفي وأضاف:
" ضاع من وقتي ما فيه الكفاية , شكرا , في كل حال , يا مارتن".
رمق تامي من جديد بنظرة حادة وسألها بقسوة:
" هل أنت مستعدة؟".

هزت رأسها بالأيجاب وهي مرهقة الأعصاب , لا جدوى من الرفض؟ فلن تتغلب عليه أبدا , نهضت ببطء وتوجهت نحو الباب , رافقها القسيس حتى السيارة ودعا تامي للعودة متى شاءت ذلك .
جلست قرب ريك الذي كان وجهه متصلبا كالتمثال , وأنتظرت هجومه , رمى بقبعتها على حضنها وأمرها:
" ضعي القبعة على رأسك!".

ظل صامتا لبرهة , كانت تأمل بألا يفتح الحديث , لكنه ما لبث أن تكلم في صوت ناعم , وهذا ما كانت تخشاه , لأنها تفضل أن تسمع صراخه بدل من أن يتصنع اللطف.
" هل تعرفين يا دليلة , أن الناس تعتبرني خبيرا في فن ترويض الخيول المفترسة؟ سوف أخضعك يا تامي , حتى ولو كان ذلك آخر ما أفعله , على هذه الأرض".

أجابته في صوت خفيض:
" تريد أن تقول أنك سوف تحطمني".
هز كتفيه وقال:
" ستدركين يوما من هو صاحب الأمر هنا , وأذا قمت بمثل هذه الحيل الخبيثة مرة ثانية , فسألقنك درسا لن تنسيه في حياتك".

تمتمت قائلة:
" يعني أنك ستصفعني في مكان لا يمكن للآخرين أن يروه طبعا".
ضحك وقال:
" هذا يتعلق بك, هناك طرق عديدة لمعاقبتك , أليس كذلك؟".

أغمض عينيها وقالت بغضب:
"أفضّل التأديب الجسماني".
ضحك من جديد وقال:
" هل تعتقدين أنني أجها ذلك؟".

" حسنا , سأعطيك خمسة أيام في الأسبوع , وخمسة أيام فقط ,هذا مدوّن في العقد , ألم تقرأه؟ قال لي السيد هامتون أنه في أمكاني أن أمضي عطلة نهاية الأسبوع في مزرعته ... وسوف أفعل ذلك".

رمقها بنظرة ثاقبة وقال:
" أما زلت تحنين الى جيري؟ أنني آسف فلن أسمح لك بذلك, أما بالنسبة الى عطلات نهاية الأسبوع , فسنرى الأمر مرة أخرى , هذا يتعلق بوظيفتك ... كسكرتيرة خاصة".
منتدى ليلاس
أنتفضت ونظرت اليه بأمعان , فضحك وقال:
" ألم تكوني على علم بذلك , أعتقدت أن السيد سلبي قال لك ذلك , ألم يحدثك عن رفع المعاش؟".

لم ترد وظلت تنظر أمامها , وصلت السيارة الى مزرعة ( الصخرة) , وتوقفت أمام باب المسكن , أرادت الخروج , لكنه أمسكها من معصمها وقال في صوت عذب:
" كما قلت , أنت الآن سكرتيرتي الخاصة , يعني ذلك أنك تحت تصرفي في كل وقت ليلا ونهارا ,وتعويضا عن ذلك أنك تنالين معاشا محترما لم يعط لأية سكرتيرة أخرى ,وكما تعرفين, أنني لا أريدأن أبذّر أموالي وأضيعها سدى , سوف يكون لديك بعض العمل خلال عطلات نهاية الأسبوع , وسوف أكون حريصا على ذلك".

خطرت في ذهنها فكرة جنونية , فصرخت بلهجة متوسلة:
" آه , لا! ... لا دروس في ركوب الخيل , أليس كذلك؟".
سألها فجأة:
" هل صحيح أنك تخافين الخيل؟ ماذا جرى لك؟".

ظلت تحدق في المنظر أمامها , هكذا أذن أنه يريدها أن تركب الخيل , بالنسبة اليه أنها طريقة جديدة ليعاقبها , لماذا لم تفكر بذلك قبل المجيء الى هنا , أذ أن جميع سكان المزارع يركبون الخيل , أنه لن يفهم أبدا أنها لا تحب ركوب الخيل وحتى لو عرف سبب خوفها من الأحصنة , فلن يغير رأيه في الموضوع , أنه لا يشعر نحوها بأية شفقة , أغمضت عينيها , أن جوناثان على حق , لقد كان يقول لها أنها لن تستطيع البقاء في أستراليا الا ستة أشهر , وهي الآن أمضت شهرين هنا ولم يعد في وسعها الا العودة الى أنكلترا بأسرع ما يمكن.

صرخ فيها قائلا:
" أخرجي من هنا".
أنتفضت, ونزلت وظلت واقفة بقربه مترددة , وقالت:
" والآن؟".
أجابها بأقتضاب:
" الغداء! ثم نقوم بجولة في المزرعة".



اماريج 15-07-10 06:07 AM

تفحصت محتوى البراد , في داخل ما يكفي لأطعام جيش بكامله , ماذا يفضّل يا ترى؟ اللحم , السمك , البيض؟ هزت كتفيها ووضعت في طبق بعض السلطة , ثم مختلف أنواع اللحوم في طبق آخر , ثم دخلت الى غرفة الطعام , الطاولة الفخمة المصنوعة من خشب الجوز تتسع لعشرين شخصا , لا شك أنه يستقبل العديد من الناس , والغريب في الأمر أن يعيش رجل عازب في مثل هذا المنزل الواسع الضخم.

وضعت الملاعق والسكاكين والشوك الفضية وتساءلت متى توفي والده , كما فكرت بزوجة والده الثانية التي تخلت عن كل هذا , وبعدما أنتهت من تحضير المائدة ألقت نظرة أخيرة الى الغرفة , الأثاث الغامق يلمع , والسجاد السميك يتناسق لونه مع البرادي المصنوعة من القماش المشجر , وخزانة زجاجية تزين جهة واحدة من الغرفة , ويعرض في داخلها الأشياء النحاسية والعاجية ذات القيمة الفاخرة , وعلى الخزانة الصغيرة من الجهة المقابلة مجموعة رائعة من الفضيات , أطلقت تامي زفرة أمام هذا الديكور وأنتفضت لدى سماعها صوت ريك الساخر يقول:
" هل تفكرين بهذا عندما تتمنين الزواج من مزارع غني؟".
منتدى ليلاس
يا ألهي كم من الوقت مضى وهو يراقبها من دون أن تعرف ؟ فشعرت بالأحمرار يحتل وجهها.
أجابت في هدوء:
" كلا , كنت أفكر بأن هذه الغرفة ذات جمال جذاب...".
ثم أضافت وهي تحدق فيه من دون أن يرف لها جفن:
" وخاصة بالنسبة الى سكرتيرة تافهة , أنني أشعر هنا بالضياع النهائي".

مرت أمامه , فأخذها من ذراعها ونظر الى الطاولة:
" لم تضعي الا صحنا واحدا؟".
" نعم , سأتناول الغداء في المطبخ".
" لا , سوف تتناولينه معي".

أجابت وهي تزم شفتيها :
" لن أكون مرتاحة , شكرا في كل حال".
كان ما يزال يتمسك بذراعها .
" سبق أن وعدت بأن تكوني مطيعة , أتريدين أن أعلمك كيف تتناولينه معي؟".

تقلّصت , أن قربها من ريك يوترها , أنها تشعر بقلبها يخفق بسرعة , وعندما أطلق سراحها هرعت الى المطبخ.
لم تشعر بأنزعاج في حياتها مثلما شعرت وهي تتناول طعام الغداء معه , كانت جالسة في مواجهته , وكلما رفعت عينيها كانت ترى نظراته الساخرة تحدق فيها, وما أن جلست حتى أشار اليها بأنها نسيت أحضار الخبز , فهمت بالنهوض عندما أضاف في لامبالاة :
" لا داعي لذلك, الا أذا كنت تريدين خبزا لك ؟ أنا نادرا ما أتناول الخبز".

كانت ترغب في أن ترمي بوجهه شيئا ما , فهمس:
"عيناك المعبرتان تخونانك , أنهما رائعتان , أنت تعرفين ذلك من دون شك , يمكنهما أن تسحرا الرجل الطائش".
نظرت في طبقها وبدأت تأكل وتقول لنفسها ( أنه يحاول فقط أن يغضبني , فلن أرد عليه).

فسألها فجأة:
" حسنا , هل لديك أي أنتقاد فيما يتعلق بهذه الغرفة بالذات؟".
أنتفضت, فهو لا يدعها تتمتع ببعض الوقت لتستعيد وعيها وتفكيرها , ظلت تحدق في صحنها وهي ترد عليه ببطء:
" لا شيء , لا شيء , الناس البسطاء والفقراء مثلي يتأثروت قليلا بمثل هذا الغنى الفاحش".

أجتاحتها نوبة حزن لدى تذكرها منزلها القديم والأثاث الملون ببقع الوحل والشعر , غالبا ما كانوا يبعدون الحيوانات الكبيرة الى غرفة الأستقبال حتى لا يقع الشجار بينها وبين الحيوانات الصغيرة داخل غرفة الأنتظار.
سألها فجأة:
"كيف كان منزل جوناثان؟ أو أنك لم تزوريه في منزله؟".

لمعت عينا تامي مم جعله يقول:
" أنك تعرفين جيدا أعلان الحرب بنظرة , أذن , ما هو جوابك على سؤالي؟".
شدّت على شفتيها وقالت:
" في الواقع , أن جوناثان يملك العديد من المنازل , واحدا في المدينة , وآخر قرب شاطىء البحر , وفيلى في الريفييرا الفرنسية , ما عدا منزله الريفي".

هزّ حاجبيه وقال:
" ورفضت أن تتزوجيه؟ لا يمكنني أن أصدق أنك تجاهلت كل ذلك,هل هو طاعن في السن؟".
لم تشأ أن تقع في الفخ , فسألته بتهذيب:
" أتريد أحتساء القهوة الآن؟".

لم يعجبه تغيير الموضوع , فقطب حاجبيه لكنه عدل عن متابعة الحديث حول جوناثان وسألها:
" هل تجيدين تحضير القهوة؟".
أجابت وهي مغتاظة:
" طبعا".

" أذن , لدي بعض الأعمال يجب أنهاؤها , سأتناول قهوتي في المكتب".
وبعدما أحتسى ريك القهوة , أعترف لتامي بأنها حقا لذيذة الطعم.
كانت تامي قد أرتدت قبل الغداء فستانا من القطن الأزرق , لذلك فوجئت عندما أمرها بأرتداء سروال , ففتحت عينيها الواسعتين تريد معرفة السبب , فشرح لها قائلا:
"سوف نقم بجولة حول المزرعة".
وبمضض توجهت الى غرفتها وخلعت فستانها وأرتدت سروالا وتعطرت ثم عادت الى المكتب , بحثت عنه داخل المنزل من دون جدوى.

أتجهت الى السياج وأتكأت على الحاجز لتشاهد المساحة الواسعة الخضراء أمامها , وبعد دقائق سمعت صوتا أوقف شعر رأسها , كان صوت خطوات حصان يتوجه نحوها.

كان عليها أن تستجمع كل ما لديها من شجاعة للألتفات وشاهدت ريك ممتطيا حصانا أسود لم تر بضخامته من قبل.
" أقدم لك ( منتصف الليل) , أنه مهذب ولن يؤذيك , داعبي وجهه".
أطلقت تامي صرخة حادة , خيّل اليها أنها تعيش كابوسا , وبمعصميها المشدودتين راحت تشد بالسياج.
منتدى ليلاس
لكنها وصلت أن تقول:
" لا .... لا ... أرجوك, أبعده عني".
" أرجوك أن تثقي بي يا دليلة , ولو مرة واحدة ,هيا, داعبي وجهه".
راحت تامي ترتجف وتشد بالسياج , فأخذها من خصرها ومن دون أن تعرف ماذا يجري , وجدت نفسها جالسة على ظهر الحصان , أمامه.
فهمس في أذنها:
"الأنسان قادر على أن يقهر خوفه , حاولي أن تتبعي خطوات الحصان".

كانت تامي تتخبط بعنف , وللحظة أفلتت من يده وكادت أن تقع أرضا , لكن سرعان ما تمسك بها قبل أن تلمس الأرض.
" لا ... لا ... أرجوك, أتوسل اليك".
لكنه لم يكن يريد التراجع عن قراره وكان رده الوحيد:
" بل ستحاولين أمتطاء الحصان".
فتمسكت بذراعيه ووضعت رأسها على صدره وبكل قواها كانت تردد وتصرخ قائلة:
" لا أستطيع ! ألا ترى أنني لا أستطيع؟".

لكنه تخلص من تمسكها به وقال:
"أذا كان ما تفعلينه حيلة أخرى , فأنك تضيعين وقتك , على الرجل أن يمهد للأمر , أذن, كفي عن هذه المسرحية".
لم ترد, فقد غابت عن الوعي.

**********نهاية الفصل العاشر**********



اماريج 15-07-10 06:29 AM


11-الثوب الممزق
*******************
بعد ساعات أستيقظت تامي, نظرت حولها , وجدت نفسها ممددة على سرير غرفتها , حاولت أن تتذكر ما حدث لها , وعادت اليها الذاكرة تدريجيا , وآخر ما تتذكره هو أنها كانت تتأرجح في ذراع رجل يطلب منها أن تشرب.

كان الشراب مرا , لكنها أضطرت الى تناوله , قطبت حاجبيها , أعتقدت أن جوناثان هنا , أذ همست بأسمه , نهضت ببطء , لم يكن جوناثان بقربها , ووقع نظرها على ذراعيها ,ولاحظت أنها ترتدي قميص النوم , أحمر خداها , لم يكن جوناثان ... بل ... ريك هاتون...
أنفتح الباب ودخلت السيدة موريس:
" كيف تشعرين , حان لك أن تستيقظي".
" كم الساعة الآن؟".

" السادسة والنصف , أعتقد أنك في حاجة الى فنجاي شاي , سأعود بعد دقيقة".
سألتها تامي بسرعة قبل أن تغادر السيدة موريس غرفتها:
" متى عدت من أجازتك؟".

" لقد جئت في الباص , أبكر من عادتي , وعندما وصلت شاهدت السيد هاتون يعطيك حبة من دواء مسكن , كنت ترتجفين كالورقة , وقال لي ريك أنك تعرضت لصدمة بسبب خطأ أرتكبه هو في حقك , ولم يذهب الا بعدما عاينك الطبيب , وحسب رأيي لا شك أنه تناول هو أيضا مسكنا , أذ لم أره من قبل في مثل هذا التوتر".

خرجت السيدة موريس من الغرفة تاركة تامي وحدها مع أفكارها , وبعد أقل من خمس دقائق , سمعت تامي طرقة على الباب , فرفعت الغطاء حتى رقبتها:
" أدخل".
دخل ريك ووقف ينظر اليها , لم تره من قبل على هذا النحو , كأنه عاصفة على وشك الأنفجار :
" لماذا لم تخبريني بالأمر؟ هل تعتقدين أن ذلك يفرحني , أن أذكرك بما حدث لك في الماضي؟ لا شك أنك أمضيت أسابيع عديدة في المستشفى , لأن الندبات في جسمك تدل على ذلك".
منتدى ليلاس
أحمرت خجلا , هل شاهد ندباتها ؟ وتساءلت في نفسها عما أذا كان هو الذي على خلع ملابسها وأرتداء قميص النوم , لاحظ أحمرارها فقال بصوت ساخر:
" الطبيب هو الذي تولى الأمر".

جلس قربها على السرير وأضاف:
"ما هو الحادث الذي وقع لك في الماضي ؟ قال لي الطبيب أنك ربما سقطت تحت حصان داس عليك".

أطلقت زفرة وحولت نظرها عنه وقالت:
" شب حريق في أسطبل الخيول القريب من بيتنا , وبما أن والدي طبيب بيطري , فقد أستدعوه الى مكان الحادث لمعالجة المصابين من الخيول , وكنت أرافقه , ساعدته على أخراج الخيول من داخل الأسطبل , وتحمس جواد صغير وأهتاج , لم تكن الغلطة غلطته , أذ أن الأسطبل كان جحيما حقيقيا , ما كان ينبغي أن أسحبه لأساعده على الخروج".



اماريج 15-07-10 06:31 AM


11_ الثوب الممزق
********************
بعد ساعات أستيقظت تامي, نظرت حولها , وجدت نفسها ممددة على سرير غرفتها , حاولت أن تتذكر ما حدث لها , وعادت اليها الذاكرة تدريجيا , وآخر ما تتذكره هو أنها كانت تتأرجح في ذراع رجل يطلب منها أن تشرب.

كان الشراب مرا , لكنها أضطرت الى تناوله , قطبت حاجبيها , أعتقدت أن جوناثان هنا , أذ همست بأسمه , نهضت ببطء , لم يكن جوناثان بقربها , ووقع نظرها على ذراعيها ,ولاحظت أنها ترتدي قميص النوم , أحمر خداها , لم يكن جوناثان ... بل ... ريك هاتون...
أنفتح الباب ودخلت السيدة موريس:
" كيف تشعرين , حان لك أن تستيقظي".
" كم الساعة الآن؟".

" السادسة والنصف , أعتقد أنك في حاجة الى فنجاي شاي , سأعود بعد دقيقة".
سألتها تامي بسرعة قبل أن تغادر السيدة موريس غرفتها:
" متى عدت من أجازتك؟".

" لقد جئت في الباص , أبكر من عادتي , وعندما وصلت شاهدت السيد هاتون يعطيك حبة من دواء مسكن , كنت ترتجفين كالورقة , وقال لي ريك أنك تعرضت لصدمة بسبب خطأ أرتكبه هو في حقك , ولم يذهب الا بعدما عاينك الطبيب , وحسب رأيي لا شك أنه تناول هو أيضا مسكنا , أذ لم أره من قبل في مثل هذا التوتر".

خرجت السيدة موريس من الغرفة تاركة تامي وحدها مع أفكارها , وبعد أقل من خمس دقائق , سمعت تامي طرقة على الباب , فرفعت الغطاء حتى رقبتها:
" أدخل".

دخل ريك ووقف ينظر اليها , لم تره من قبل على هذا النحو , كأنه عاصفة على وشك الأنفجار :
" لماذا لم تخبريني بالأمر؟ هل تعتقدين أن ذلك يفرحني , أن أذكرك بما حدث لك في الماضي؟ لا شك أنك أمضيت أسابيع عديدة في المستشفى , لأن الندبات في جسمك تدل على ذلك".

أحمرت خجلا , هل شاهد ندباتها ؟ وتساءلت في نفسها عما أذا كان هو الذي على خلع ملابسها وأرتداء قميص النوم , لاحظ أحمرارها فقال بصوت ساخر:
" الطبيب هو الذي تولى الأمر".
جلس قربها على السرير وأضاف:
"ما هو الحادث الذي وقع لك في الماضي ؟ قال لي الطبيب أنك ربما سقطت تحت حصان داس عليك".
منتدى ليلاس
أطلقت زفرة وحولت نظرها عنه وقالت:
" شب حريق في أسطبل الخيول القريب من بيتنا , وبما أن والدي طبيب بيطري , فقد أستدعوه الى مكان الحادث لمعالجة المصابين من الخيول , وكنت أرافقه , ساعدته على أخراج الخيول من داخل الأسطبل , وتحمس جواد صغير وأهتاج , لم تكن الغلطة غلطته , أذ أن الأسطبل كان جحيما حقيقيا , ما كان ينبغي أن أسحبه لأساعده على الخروج".

وبعد صمت قصير سألها:
" متى ستثقين بي يا دليلة؟".
ونظر بعيدا ثم أضاف:
" أو ربما أنا الذي لا أثق فيك".

وفجأة أنتصب واقفا عندما دخلت السيدة موريس حاملة الشاي , وقبل أن يخرج قال لتامي:
" سأعيدك الى مزرعة ( الحجر) فقد شفي محاسبي تماما وسيبدأ عمله صباح غد".

شعرت تامي وكأن أفكارها مشوشة, فهي تدرك ما يقصد من ذلك , وبينما كانت تتناول الشاي وتحاول أن تأكل الخبز مع الزبدة , شعرت بأنها بدأت تتبدل في صورة كاملة , كان عليها أن تصرخ فرحا بالعودة الى السيد هامتون , خصوصا وأن ريك هو الذي ترك لها حرية تحقيق ذلك , هل سئم هذه المسرحية؟ هل أن السحر الجديد فقد مفعوله ؟ وأمتلأت عيناها بالدموع.




الساعة الآن 07:09 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية