منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات عبير المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f449/)
-   -   70_ دليلة _ جين كوري _ روايات عبير القديمة ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t144287.html)

اماريج 15-07-10 10:55 PM

ثم دخل الجميع الى غرفة الجلوس , فجلس جوناثان قرب تامي , وأذا بريك يجلس قربها أيضا في الجهة الثانية , بينما راح السيد ديلي يحضر الكؤوس والشراب.
عم الصمت لحظة ثم فتح جوناثان الحديث قائلا لريك:
" قال لي السيد بالتن أنك تملك معظم المزارع هنا وأن لك نفوذا كبيرا في المنطقة".

فأجابه ريك وهو يرمق تامي بنظرة قاسية:
" آه , كذا أذن , أن السيد بالتن هو الذي أعلمك بالأمر".
أدركت تامي بماذا يفكر ريك الذي قال:
" ستعودين غدا الى العمل , يا آنسة دانتون , أليس كذلك؟".

حدّق فيه جوناثان , وقالت تامي لنفسها:
" شرط ألا يبوح بالسر".
سأله جوناثان في لهجة بريئة:
" أرجو ألا تمانع في أن أستعيرها منك , يوما أو يومين؟".
" لا بأس أذا كان ذلك لمدة يوم أو يومين, فقط , أن لدي أعمالا ملحة ولا يمكنني الأستغناء عنها أكثر".

لم تكن تامي قادرة على أن تنظر اليهما , فحدقت بيديها المتقلصتين الموضوعتين على ركبتيها.
عاد السيد ديلي مع الكؤوس والشراب , فسكبت تامي للجميع , وكانت آخر من شرب رغم عطشها القوي.
منتدى ليلاس
وبعدما أنتهت تامي من شرابها الذي جرعته دفعة واحدة , قدم جوناثان لها كأسه وقال:
" خذي وأشربي من كأسي يا حبيبتي, وأشفي غليلك".

قطب ريك حاجبيه وهو يسمع هذه الكلمات الحنونة من فم جوناثان, فشربت من الكأس ونظرت الى جوناثان وقالت:
" شكرا يا حبيبي".

ثم جذبها جوناثان نحوه وطبع قبلة سريعة على خدها , فرمقها ريك بنظرة قاسية وقال لجوناثان:
" ألا تريد أن توقع العقد مع السيد ديلي؟".
وقف السيد ديلي وطلب من جوناثان:
" أتحب أن تدخل معي الى المكتب؟".

وقف جوناثان, ومد يده الى تامي , لكن ريك تدخل قائلا:
" سأسلي الآنسة دانتون في غيابك".

كان واضحا أن ذلك لم يعجب جوناثان , لكن لم يكن في وسعه أن يفعل شيئا , ثم نظر الى تامي وقال:
" أنتظري هنا , لا تتحركي من هنا!".
ثم تبع السيد ديلي الذي عبر الحديقة متجها الى المكتب.

كان قلب تامي ينبض بسرعة جنونية , ظلت عيناها تحدقان بالكأس في يدها , فأخذ ريك الكأس من يدها ووضعها على الطاولة وقال:
" هكذا أذن, وصلت الى هنا؟".
" لا أعرف عما تتكلم؟".

" آه , نعم , أنظري اليّ!".
وبالرغم منها حدقت فيه , فتابع:
" كيف تريدين أن يكون زوجك ؟ هل تريدينه كلبا يركع على قدميك ؟"
" ليس جوناثان كلبا!".

" معك , نعم , أنه واقع في غرامك الى
درجة أنه فقد السيطرة على عقله".
" شيء رائع بالنسبة الى المعاملة التي تلقيتها هنا".
صرخ قائلا:
" حسنا! لكن ماذا بوسعي أن أفعل؟ أن أزحف على قدمي؟ أنت تعرفين أنني لن أفعل ذلك أبدا , وأذا أردت أن تعرفي الحقيقة , فليس هو الوحيد الذي فقد عقله من أجلك , أنا أيضا, لقد جننت منذ اليوم الأول الذي رأيتك فيه".

لم تكن تصدق مايقوله , أنه يريد أن يقول أنه يحبها! هلعت وهزت رأسها قائلة:
" ليس هذا صحيحا ... لا أقدر ... أنك تخبرني ذلك حتى أقع في الفخ , حسنا , أنك تضيع وقتك , أنني لا أصدق هذه القصة الخرافية ".

ضغط على يدها بقسوة وقال:
"من الأفضل أن تصدقي ذلك , أنني أبدي أعجابي بك وأغازلك , ربما ما أقوله أصبح باليا في يومنا هذا , لكنني أنوي الذهاب معك الى النهاية , هل تفهميني؟".
منتدى ليلاس
أغمضت عينيها , أنها تتمنى أن تصدقه , شدت يدها على يده بقوة , تريد أن ترفعها الى خدها وتصرخ له بأنها تحبه الى درجة عالية , وشعرت بالدموع تتصاعد الى عينيها , لماذا عاد من سيدني بهذه السرعة؟ لماذا عليها أن تقاسي هذا العذاب؟".
تقلّصت وهزت رأسها ببطء وهمست في صوت خفيض :
" أنني آسفة , لا حاجة لأن أفهم شيئا ".

" لن أتخلى عنك . لن أتركك يا دليلة , أنت ملكي كما أنا ملكك ,وأنت تعرفين ذلك جيدا".
توقف لحظة ثم أضاف:
" حتى ولو أضطررت أن أكرس حياتي من أجلك , فسأتوصل يوما لأؤكد لك عاطفتي ".

الأصوات التي تقترب أعادت الى تامي وعيها , فسحبت يدها ونهضت لتذهب لملاقاة جوناثان ,يجب أن تبتعد عن ريك, لتشعر بالأمان , أذا أخذها بين ذراعيه , فأنها حتما ستفقد وعيها.

*******نهاية فصل 13******


اماريج 15-07-10 10:57 PM


14_تفسير الحب
والاخير
*******************
سألها جوناثان وهما في السيارة بعدما ودعا السيد هاتون:
" هل من مكان تحبين الذهاب اليه, يا حبيبتي؟".
" لا ".

أنها تحب أن تذهب الى أي مكان شرط أن يكون بعيدا عن ريك , لم تنظر وراءها عندما أبتعدت السيارة عن المزرعة , كانت تعرف أن عينين رماديتين تتبعان السيارة.
فسألها جوناثان:
" من هو ريك هاتون؟".
منتدى ليلاس
أجابت وهي نصف واعية:
"أنه صاحب نفوذ والجميع ينفذون أوامره".
" أتعرفين أن هذه المزرعة هي أيضا ملكه".
" صحيح؟".

فهز جوناثان رأسه وقال:
" أشتراها من السيد ديلي , والعقد الذي وقعته كان يذكر أسمه بالتفصيل".
أليس هناك حديث آخر يمكن لجوناثان أن يفتحه, لا تريد أن تسمع عنه شيئا بعد الآن!

أخيرا قررا تناول العشاء , ثم القيام بنزهة حول المراعي الخضراء والعودة الى الفندق في المساء لتناول العشاء , لا تريد تامي أن تفكر بشيء آخر, أنه يومها الأخير في أستراليا.

كان الوقت متأخرا عندما أوصلها جوناثان الى مزرعة ( الحجر) , حاولت أن تبدو مرحة , لكنها لم تستطع أن تطرد ريك هاتون من أفكارها , وببطء وهدوء عبرت البهو , وعيناها مليئتان بالدمع , وأذا بها تسمع صوتا خلفها , فتقلصت وتوقفت:
" هل أمضيت سهرة حلوة , يا دليلة؟".

قالت بدون أن تلتفتت:
" نعم , شكرا".
لم تعد تتساءل كيف يفعل ريك ليكون في كل مكان في وقت واحد.
" تعالي الى المكتب, أريد أن أكلمك".
" الوقت متأخر, ألا يمكنك أن تنتظر حتى الغد؟".



اماريج 15-07-10 10:58 PM

تذكرت تامي أنه لن يسمعها , وأنها المرة الأخيرة التي سيستعمل فيها سيطرته , ومن الأفضل أطاعته.

أغلق باب المكتب وظل واقفا يحدق فيها , ثم راح يتأمل وجهها بهدوء وهي تحدق فيه وتقول لنفسها:
" أحفرها في ذاكرتك يا سيد هاتون , أنها المرة الأخيرة التي ستراني فيها".

فجأة سألها بلطف:
" هل تكرهينني أو تحبينني؟".

أنتفض قلبها وحذرت نفسها وأجابت بهدوء:
" عليك أن تعرف الجواب , فأنت خبير في هذا المجال , أليس كذلك؟".
منتدى ليلاس
" أنني أحاول أن أبقى هادئا , لكنك لا تسهلين مهمتي"
لم تعد قادرة على التحديق فيه , فأدارت ظهرها ثم توجهت نحو الكرسي , بقرب المكتب وظلت واقفة متكئة على ظهر الكرسي بيديها المتقلصتين.

فقال بصوت قاس:
" لا تريدين أن تتنازلي عن كبريائك ولو لفترة صغيرة , أليس كذلك؟ أنت تظنين بأنني كنت أعذبك , لكن ما رأيك فيما عانيت أنا بالذات؟ لماذا , حسب رأيك أعدتك الى مزرعة (الحجر) , لحمايتك , فقط لا غير , لم أكن متأكدا من نفسي , ومعظم الوقت كنت أريد أن أخنقك لأنك كنت تعذبينني , ونادرا ما كنت أريد أن أسيطر عليك بعناق كاليوم, وأنت تعرفين أنني أكاد أفوز بذلك".

لم تقدر تامي على الخضوع, فهي غير متأكدة , لا من نفسهاولا منه.
سألته في لهجة مريرة:
" ما الذي جرى؟ وماذا قررت لمصلحتي؟ ألا تتحمل أن تفقد كبش المحرقة , أي ضحيتك؟ هل تصبح الحياة بالنسبة اليك روتينية؟".

ظل ساكنا لحظة , ثم أجاب بصوت غير ثابت:
" لن تصبح فقط روتينية , أنما لن يكون لها معنى بعد الآن , أنت الأنسانة الوحيدة التي أطلب منها أن تسامحني , لقد قلت لي مرة أنني أعاقبك لحادث في الماضي , لقد كنت أعاقب نفسي أيضا".



اماريج 15-07-10 10:59 PM

توقف لحظة ثم أضاف:
" لقد ضعت عندما رأيت عينيك الزرقاوين , كنت أعي ذلك , لكنني كنت أقاومه في الوقت نفسه ,لم أكن أريد أن يحصل لي ما حصل لوالدي في الماضي".

أقترب من تامي التي ظلت جامدة لا تجرؤ على التحرك:
" عندما يعذب المرء المرأة التي يحب , يا دليلة, يكون قد عذب نفسه أضعافا , كنت أريد أن أقنع نفسي بأنك أنسانة تحب المغامرات الطموحة , وأنك خفيفة وسطحية , وبحثت عن كل شيء حتى تكوني مذنبة أمام عيني".

جذبها نحوه وهمس في أذنها:
" ليلة الحفلة الراقصة , عرفت أن أحدا سوف يوصلك , فأنتظرت عودتك , وعندما شاهدت في أية حالة كنت , كنت على وشك أن أخنقك ,كنت أملك الدليل الذي كنت أبحث عنه طيلة الوقت , كان عليّ أن أصرخ فرحا , لأني أصبحت حرا , وأن كل شيء قد أنتهى".

توقف لحظة وكانت تامي تحبس أنفاسها ثم عاد يقول:
" مشيت طوال الليل , قررت أن أتركك تعودين الى بلادك , ثم تبين لي أنني لا أملك القوة لأقوم بذلك , كنت أريدك لي , وطلبت من دانييل ليفرسلي بعض التفسيرات , كنت أغار لدرجة أنني أريد معرفة كل شيء في الحال , فقال لي أنه حاول فقط أن يقبلك وأنت رفضت ذلك , لو حاول أكثر لكنت أرتكبت جريمة وقتلته".

شعرت أنها تستسلم له , لكنها نجحت في القول:
" غير أنك ذهبت الى سيدني مع ديانا للتعرف الى عائلتها".

" نعم , ذهبت , وألتقيت أحد أعمامها الذي يهتم ببيع الأراضي , لكن لماذا؟ ... آه , أنني أفهم الآن , لقد حيكت الأقاويل حول هذه السفرة , أليس كذلك؟".

شد على يدها وأضاف:
" أتريدين معرفة سبب ذهابي الى سيدني , هناك مزرعة منعزلة على حدود المراعي التي أملكها , أنها مهجورة منذ عدة سنوات , لكن هناك مجال لبث الحياة فيها من جديد".
منتدى ليلاس
أغمضت تامي عينيها , وفكرت بجوناثان وفي نيتها العودة الى أنكلترا , ففتح ريك الموضوع مكانها وسألها بهدوء:
" أما زلت تنوين الرحيل صباح الغد؟".
أنتفضت, لا شك أن أحدا سمع جوناثان يحجز مكانين في الطائرة.
فأجابته بصوت يرتجف:
" لا أعرف".

لو يبتعد عنها فقط حتى تفكر في الأمر, لكنه عكس ذلك كان يضغط عليها بقوة حتى أنها شعرت بأن ظهرها سيتحطم , وفجأة سحب يده وقال بصوت هادىء:
" لم أعطك الوقت الكافي للتفكير في الأمر؟ أليس كذلك؟ أنني أعرف بأن عليك أن تغادري في الصباح الباكر , أذا قررت أختيار جوناثان فليكن ما شئت , أعتقد أنني تأخرت في أن أعرض عليك الزواج مني".



اماريج 15-07-10 11:01 PM


كان صوته ناعما ويرن مثل صوت رجل ربح المعركة, نعم ريك هاتون أنتصر!
" أذهبي الى النوم , يا دليلة , ربما وجدت الجواب في الحلم".

أمتلأت عيناها بالدمع وهرعت الى غرفتها, نامت من كثرة الأرهاق , غير قادرة أن تعرف حقيقة ما جرى , أن صوت ريك الهادىء الذي يعلن لها عن حبه , يمحو كل الباقي , غدا ستحل مشكلة جوناثان....

وفي صباح اليوم التالي, وعندما فتحت عينيها , أحتلها فرح كبير , قال لها ريك أنه يحبها , وأنه أحبها منذ البداية , غادرت السرير تريد أن تصرخ أمام الجميع معلنة عن سعادتها الكبرى , لكنها فجأة تذكرت جوناثان, جلست على طرف السرير ونظرت الى ساعة يدها , سيأتي جوناثان بعد أقل من ساعة , هل في أمكانها أن تتصل به هاتفيا , أنه حل جبان , يجب أن تقول له الحقيقة وجها لوجه , وماذا لو قرر البقاء , وكيف يمكنها أن تمنع الرجلين من العراك , ريك أتخذ قراره النهائي , ولن يذهب بعيدا ليفرض رأيه.
منتدى ليلاس
أبتسمت , فهي تحبه هكذا , ولم تكن تريد أن يكون مختلفا عما هو...
دخلت الحمام وأخذت حماما سريعا ثم أرتدت ملابسها , وراحت تسرح شعرها وتفكر بتفسير يقنع جوناثان , لكن كيف في أمكانها أن تفسر له حبها لريك؟ الحب لا يفسر!

وجاءت ميري تنبهها بأن جوناثان سيأتي بعد ربع ساعة , فتناولت فنجان شاي , وشيئا فشيئا بدأت تفقد ثقتها , كانت تنظر الى ساعتها كل خمس ثوان , وقبل خمس دقائق من الساعة الثامنة , نهضت تامي وتنفست بعمق وخرجت من الغرفة.

سمعت محرك سيارة أمام المنزل , فتوجهت للقاء جوناثان , فتحت الباب ووقع نظرها على ريك هاتون الذي قال لها في هدوء:
" لن يأتي".

حدقت فيه وقد أذهلتها المفاجأة :
"سوف يسافر في الطائرة ذاتها , يمكنك أن تذهبي وتودعيه , لكن أفضّل ألا تفعلي ذلك".

وفكرت للحال بأن جوناثان لن يكون مسرورا لرؤيتها , فأسرع ريك هاتون يقول:
" أنه على ما يرام, لقد .... لقد حدثته عن الموضوع الآن"
." ولماذا من الأفضل ألا أودعه؟".




الساعة الآن 09:42 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية