" ليس أكثر من العادة , كان علي أن أرحل , والحقيقة أن وجودي هو الذي يجعله غاضبا". " يا له من رجل أبله! لقد كنت أعتقد أنه سيغير تصرفه". ظلت تامي صامتة , كان بأمكانها أن تقول للسيد هامتون أن ريك لن يتغير أبدا , لكنها تذكرت الحفلة في الهواء الطلق التي ستقام ظهر اليوم. " يا سيد هامتون , لن أذهب اليوم الى الحفلة التي ستقام في الهواء الطلق". تنفس الصعداء ثم قال: " أعتقد أن ريك يتوقع أن يحصل ذلك , فقد قال أنه سيغفر لك عدم حضورك". خفضت عينيها بسرعة ونظرت الى فنجانها , هذا يناسبها تماما , ربما يكونان قد توصلا أخيرا الى نوع من الهدنة , وأذا أستمرت الأمور على حالها فستعود الى بلادها . وخلال الغداء , سببت بولا بثرثرتها المتواصلة أنزعاج الجميع , وكانت تتحدث بمزاح عن نجاحها الباهر في مباراة كرة المضرب, وأشارت الى حفلة الهواء الطلق وأرادت معرفة سبب رفض الذهاب , فأنتبهت الى والدها يشير اليها بعينيه أن تبدل الحديث , فأطاعته وفكرت تامي بأن بولا ستكون الزوجة المثالية لرجل دبلوماسي. وغيرت بولا الموضوع وقالت: " صباح اليوم كان ينقصنا لاعب واحد , الفريق يجب أن يتألف من ثمانية , لكن دانييل ايفرسلي أضطر الى الذهاب في مهمة عاجلة , غادر صباح اليوم , ومساء أمس لم يذكر هذا التغير أبدا". حدقت تامي في صحنها , لم يضيع ريك وقته , لا يمكن أن يكون قد حدث ذلك التغيير بالصدفة , كيف عرف؟ لقد سماه( الرجل المسكين) , كان يشفق عليه , أذن لماذا يعاقبه الآن ؟ هذا يتعدى تخيلاتها. وعندما حان موعد الذهاب الى حفلة الهواء الطلق , أقترحت بولا على تامي أن تبقى معها حتى لا تتركها وحيدة , لكن تامي لم تكن تريد أن تحرمها هذه الحفلة التي تحب المشاركة فيها. " أنني متأخرة في رسائلي , كوني لطيفة ودعيني أكملها". منتدى ليلاس كتبت تامي رسالتين فقط الى رفيقتين تعرفهما من أيام المدرسة , وشعرت بالندم وهي تفكر بجوناثان ,كانت تحب أن تبعث اليه بعنوانها ,لكنها تعرف تماما أنه سيحاول المجيء للقائها , يكفيها ما تعانيه من مشاكل ومجيء جوناثان سيعقد الأمور أكثر , ومع الوقت لن يعود ريك يبالي بها. كانت قد أخلدت الى النوم عندما عاد السيد هامتون وبولا , دخلت بولا الى غرفة تامي وأيقظتها صارخة وهي تجلس في المقعد بجانبها: " لقد جنّ جنونه ! لو رأيت ديانا سكوت كيف كانت تتبختر أمامه , أذا تزوجها ريك , فلن أتكلم معه بعد الآن!". حزنت تامي وحاولت ضبط النفس وسألتها بلامبالاة متصنعة: " ماذا حدث؟". " ريك سيذهب مع ديانا الى سيدني ليقابل ذويها". بدأ قلب تامي ينبض بسرعة جنونية: " وماذا بعد! هل هذا شيء غريب؟". تنهدت بولا وقالت: " أنني أنسى دائما أنك أنكليزية , في هذه البلاد , يعني أنه يخطبها , طبعا أذا لم يعجب ريك بعائلتها , فلن يطلب منهم يدها , فأذا كان الجميع في غرورها وأدعائها , فلن تتم الخطبة , أن ريك ليس مولعا بالمظاهر". |
" وهل يريد أن يتزوج العائلة كلها أم ديانا سكوت فقط". قطبت بولا حاجبيها : " في الحقيقة ,لم أسمع ريك يتكلم عن هذه الرحلة , ربما ديانا هي صاحبة الأقتراح , أنها مغرمة به حتى الجنون... أضافة الى ثروته الضخمة". نهضت بولا للحال وقالت: " من الأفضل أن أدعك تنامين". لكن تامي لم تنم ما فيه الكفاية , وسبب ذلك ما أخبرتها بولا اياه , كان من المفروض أن تشعر بأرتياح لهذا الخبر , وأذا عقد ريك هاتون خطوبته على ديانا فسيكف عن ملاحقتها , وسيكون لديانا سكوت كلمتها في هذا الأمر , تذكرت تامي نظرتها العدائية. في الغد ذهبت بولا الى الجامعة , وبدأت تامي الحزينة الكئيبة تحاول أستعادة الروتين اليومي , قريبا ستتعود على فكرة زواج ريك , لا مفر لها من ذلك , أغرورقت عيناها بالدموع , لماذا لا تتوصل الى ضبط أنفعالاتها؟ كانت تأمل ألا تسمع كلاما حول حياة ريك هاتون العاطفية متى ذهبت بولا , لكن في المساء وبينما كانت تجلس في الشرفة عاد السيد هامتون يطرح الموضوع من جديد , وكان يشعر بأنزعاج كبير مثل بولا. منتدى ليلاس " سبق أن قلت لك أن ريك هاتون تبدّل في الأيام الأخيرة , لم يتصرف هكذا من قبل , هذا يدل على أن الزواج وارد , لقد ذهب صباح اليوم". لم تعد تامي قادرة على تحمل أكثر من هذا. " هل يزعجك أن أقوم بنزهة صغيرة حول الحديقة؟أن المساء جميل". وافق ضاحكا وقال: " لو كنت أصغر بعشرين سنة , لكنت رافقتك". شعرت تامي بثقل في قلبها , وهي تتنزه في الحديقة وتستنشق أريج الزهر , جمال المنظر يبدو مختلفا , كل شيء له طعم ناعم ومر , ربما مع الوقت, تصبح هذه القصة الحزينة حلما ما كانت ترغب في أن يحدث , وبرغم منها كانت تفكر بريك وديانا ,هل ستكون مجبرة على حضور حفلة زواجهما؟ لا . لن تتحمل ذلك , عليها الرحيل في الحال , أن ريك في سيدني الآن , أي أنه بعيد جدا عن أدلايبد, ولن يتاح لها فرصة كهذه للرحيل. كانت غارقة في أفكارها عندما سمعت صوتا آمرا يناديها. فرفعت عينيها وحدقت بالرجل الواقف أمامها: " حوناثان؟". وبعد لحظة وجدت نفسها بين ذراعيه يعانقها ويقول بصوت قاس: " أنت تستحقين صفعة , لماذا لم ترسلي عنوانك؟". ولما أستعادت تنفسها , أرادت التخلص منه , لكنه ظل يشد على خصرها. فأجابت: " لم أرسل لك عنواني لأنك خدعتني , لقد شاهدت تود في الطائرة". ضحك وقال: " كنت قلقا جدا عليك , لقد وبخته لأنه لم يعد يعرف لك أثرا". أبعدها عنه وراح يتفحصها بأنتباه: " لقد لوحتك الشمس , وهذا يناسبك". " وماذا تفعل هنا في مزرعة (الحجر)؟". فقال مازحا: " لم أكن أريد أن تنسي وجودي". جذبها نحوه وأضاف بلطف: " لقد أشتقت اليك جدا , يا حبيبتي". " آه , جوناثان!". " هل أشتقت الي؟". " نعم". |
كان ذلك صحيحا , لقد حرمت لطفه وكرمه وعنايته وأهتمامه . " أذن , في هذه الحال , سوف نتزوج". فصرخت متوسلة: " آ!, آه! جوناثان, لا أعرف, أريد فقط أن أعود الى أنكلترا, غدا أو بعد غد, في أسرع وقت ممكن". أجهشت بالبكاء , تركها تبكي ثم مسح دموعها بمنديله وقال: " هل يمكنك أن تنتظري حتى يوم الأربعاء ؟ أخذت موعدا لزيارة أحدى المزارع التي تربي المواشي , فقد قال لي السيد بالتن أن الأجبان والألبان لذيذة الطعم وذات شهرة عالمية". منتدى ليلاس هزت رأسها: " شرط أن أذهب هذا الأسبوع بالذات , لا أهمية لليوم , هل ذكرت اسم السيد بالتن؟". " نعم , لقد وبخته هو أيضا ! لم يذكر أنه ألتقة بك , منذ مدة طويلة". " هل تعرفت الى السيد هامتون؟". مد ذراعه حول خصرها وأعادها الى المنزل. " نعم , وأرسلني الى الحديقة العامة , قال لي أنني سوف أحل مكانه , أو ما يشبه ذلك". ضحكت رغم الدموع. " قال لي أنه لو كان أصغر بعشرين عاما لكان رافقني الى الحديقة العامة". " صحيح؟ أذن يجب علي مراقبة السيد هامتون". وفكرت تامي , ليس هو الذي من المفروض مراقبته , لكنها أدركت أنه من الأفضل السكوت , أن جوناثان رجل هادىء , لكن أذا عرف كيف كان ريك هاتون يعاملها , لمزق له وجهه. شكرا يا ألهي , فقد وصل جوناثان بينما كان ريك هاتون على بعد أميال عديدة من هنا. راودتها فكرة أخرى , أذا أخبرت السيد هامتون عن نيتها في العودة الى أنكلترا , سوف تضعه في وضع حرج وصعب للغاية , أذن لن تقول له شيئا , سوف تكتب له كلمة لتشكره للطفه ومحبته , وسيفهم تماما سبب رحيلها ويمكنه بذلك أن يثبت لريك أنه لم يكن على علم مسبق بذهابها. " جوناثان , لا تقل للسيد هامتون أنني عائدة الى أنكلترا , ليس هو السيد هنا , وربما أراد أن يحصل على أذن ليسمح لي بمغادرة المكان , وربما أخذت تلك الأجراءات أسابيع عدة ولا أريد أن أنتظر طويلا". منتدى ليلاس لم يطرح عليها أسئلة , فقد أدرك أن هناك شيئا آخر يقلقها, وأحس بأن تامي غير سعيدة وتريد العودة بسرعة , وهذا ما يريده. " أتفقنا , يا حبيبتي". وقبل أن تدخل الى المنزل , ألتفتت اليه وسألته: " أين تسكن الآن؟". " في فندق ( الملكة) أنه جيد بالنسبة الى بلد صغير , في كل حال , لن أبقى طويلا , وقد حصلت الآن على ما كنت أبحث عنه". ظهر السيد هامتون من عتمة الشرفة وتأكدت تامي أنه سمع ما قاله جوناثان أخيرا , كانت تأمل منه ألا يفكر كثيرا بالأمر. وبعد القهوة غادر جوناثان المكان , وأتفق مع تامي على أن يأتي صباح الغد ويصطحبها معه الى مزرعة الماشية , فقد وافق السيد هامتون على أن تذهب معه , أذ شعر أن الوقت قد حان للحصول على بعض التسلية , لكن قبل أن تتوجه الى فراشها قال لها وهو يرمقها بنظرة ساخرة: " أنه رجل حسن المظهر , يا تامي , لم يبعد نظره عنك , يخيّل اليّ أنه رجل حازم تزن ويعرف ما يريد". وبينما كانت في السرير , راحت تفكر بكلمات السيد هامتون , فقد حكم على جوناثان جيدا في البداية , أنها وحدها تعرف الى أي درجة يمكن أن يصل عناده. وفي تلك الليلة حلمت أن رجلا يمتطي حصانا أبيض يلاحقها , وصوت حوافر الحصان تقترب شيئا فشيئا الى أن لاحظت بالضبط أن الرجل لم يكن سوى ريك هاتون بالذات , كان يلوح لها بورقة بيضاء , وهي كانت تركض بسرعة الى أن أستيقظت مذعورة. ******نهاية الفصل 12******* |
13-افهميني ....وصدقيني ************************** في صباح اليوم التالي أيقظت الشمس تامي, التي ظلت ممددة في السرير لفترة تراقب أشعة الشمس المترجرجة في سقف الغرفة , وتساءلت كيف هو الطقس الآن في أنكلترا , وأرتعشت لدى تذكرها الهواء البارد والليالي المليئة بالضباب , فأنتفضت للحال وغادرت السرير , بقي أمامها يوم واحد تقضيه في أستراليا , وغدا تكون في طريق العودة. غدا... تناولت حقيبة الزينة ومنشفة وتوجهت الى الحمام لتأخذ حماما كالعادة , فهي لا تريد أن تفكر بالمستقبل , أذ لديها كل الوقت للتفكير فيه خلال الأيام الطويلة الحزينة التي تنتظرها. وكانت قد أنتهت من تناول فطور الصباح عندما وصل جوناثان , وهو يرتدي بذلة فاتحة اللون , شعره الأسود المشعث يلمع تحت وهج النهار , وقبل أن يتسنى لتامي أن تفعل أي شيء , كان قد أخذها بين ذراعيه , فأبتسم السيد هامتون أبتسامة متسامحة. " هل أنت حاضرة , يا حبيبتي؟". هزت رأسها وأخذت سترتها وحقيبة يدها وألتفتت صوب السيد هامتون : " الى المساء , وشكرا للسماح لي بأخذ يوم عطلة". " تمتعي بوقتك يا صغيرة, أتمنى لك كل السعادة". توجهت الى السيارة متأبطة ذراع جوناثان , وبعد قليل, لاحظ جوناثان أن تامي مسترسلة في أفكارها , فسألها: " ما بك يا حبيبتي؟ تبدين حزينة؟". أبتسمت وقالت: " لن أرتاح قبل أن أصبح في أنكلترا". منتدى ليلاس قطب حاجبيه وسألها: " هل تتعذبين الى هذا الحد؟". " طبعا لا! لقد عشت تجربة رائعة , لكنني أشعر بحنين الى الوطن , أعتقد أنني أنكليزية متعصبة". ضحك وضغط على يدها وقال: " غدا ,في مثل هذا الوقت , نكون في طريق العودة". تطلعت تامي الى المنظر الذي يمر أمام عينيها , حقول القمح تشبه البساط المذهب , والنسيم الخفيف يحني قليلا سنابل القمح . ولما وصلا الى مزرعة الماشية كانت الشمس في أوج أشراقها , وضعت تامي قبعتها القش وكذلك جوناثان الذي ساعد تامي على النزول من السيارة وتأبط ذراعها في الطريق المؤدي الى المزرعة. أنفتح باب المستودع وجاء رجل لأستقبالهما , وراح يصافحهما مادا يده وقائلا: " صباخ الخير يا سيد جوناثان درو , أنني أدعى جيم ديلي , صباح الخير يا آنسة , أتفضلان أحتساء الشاي أو ألقاء نظرة الى الماشية أولا؟". سأل جوناثان تامي: " هل تشعرين بعطش يا حبيبتي؟". " كلا , شكرا". فقال جوناثان: "سوف نشرب شيئا باردا بعد جولتنا , أليس كذلك؟ يا سيد ديلي؟". " حسنا , من هنا آنسة...". |
فأكمل جوناثان : " دانتون , دلنا الى الطريق ونحن نتبعك". المزرعة كناية عن أسطبل واسع في داخله مختلف أنواع الحيوانات الصغيرة والكبيرة , أنها تشبه حديقة حيوانات , هناك أسطبل للبقر والعجول والخراف , وهناك الأرانب والدجاج والبط والوز , ألوف أطنان الحليب تتحول يوميا الى أجبان من مختلف الأنواع تصدر الى جميع أقطار المعمورة , لم يتسنى لجوناثان وتامي أن يزورا المزرعة بكاملها أذ أن مساحتها تفوق ملايين الهكتارات , وأعلن جوناثان أنه راض تماما عما شاهد , وأنه أذا ضمن المزرعة سوف يدخل اليها آليات ضخمة حديثة تعطي أنتاجا أكبر وأسرع , كما ينوي تأسيس مشروع اللحوم المعلبة , كان الحر يزداد مع قدوم الظهيرة , وبدت تامي مرهقة من شدة الرطوبة فأقترحت على جوناثان العودة لأحتساء بعض الشراب , فوافق على ذلك. وبينما هما عائدان الى منزل السيد ديلي , ألتقت عينا تامي فجأة بعينين رماديتين باردتين , أنه ريك هاتون , مستحيل ... أنه في سيدني! فقال السيد ديلي: " صباح الخير يا ريك, أعتقدت أنك في سيدني". " صباح الخير يا جيم , لقد عدت صباح اليوم". منتدى ليلاس كان يوجه كلامه الى السيد ديلي , لكن عينيه تحدقان بذراع جوناثان الضاغطة على خصر تامي , وكانت تامي تشعر بسعادة كونها بقرب من يحميها , فأقتربت من جوناثان أكثر فأكثر , ورأت عيني ريك تضيقان. " صباح الخير يا آنسة دانتون, ألا تعملين اليوم؟". أنتفضت ثم أستعادت وعيها , حكم الخوف ولى , أن جوناثان هو معها الآن. أجابت بهدوء: " لقد سمح لي السيد هامتون بأخذ نهار عطلة". ثم ألتفتت الى جوناثان وأضافت: " جوناثان , هذا رب عملي , السيد ريك هاتون , سيد هاتون أقدم لك السيد درو , صديقي العزيز". ضحك جوناثان وأضاف: " صديق عزيز جدا". ثم مد يده مصافحا ريك وقال: " تشرفنا بمعرفتك , يا سيد هاتون". وللحظة أراد ريك أن يجهل يد جوناثان الممدودة نحوه , لكنه سرعان ما مد يده وضغط على يد جوناثان , وفكرت تامي في أن جوناثان سيفهم موقف ريك منها . قال السيد ديلي موجها كلامه الى ريك: " سوف آتي بكؤوس الشراب". قال ريك: "هل تهتم بالألبان والأجبان يا سيد درو؟". ابتسم جوناثان وأسرع ديلي يوضح لريك قائلا: " أنه السيد جوناثان درو , مدير شركة أستيراد الألبان والأجبان وتصديرها". ريك حاجبيه ورمق تامي بنظرة حالمة وهمس: " جيد , جيد". منتدى ليلاس كانت تامي تعرف بماذا يفكر ريك الآن , كان يشك في أن جوناثان موجود فعلا , كما أنه يشك أن يكون غنيا كما قالت له تامي ذات يوم , وتعجبت كيف يمكن لريك أن لا يكون قد سمع عن هذه الشركة التي مركزها الأساسي لندن! كانت تامي تتمنى أن يرحل ريك , لكنه ظل جالسا غير مبال , ثم أخذه جوناثان جانبا وراح يحدثه عن صناعة اللحوم المعلبة . |
الساعة الآن 03:26 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية