منتديات ليلاس

منتديات ليلاس (https://www.liilas.com/vb3/)
-   روايات احلام المكتوبة (https://www.liilas.com/vb3/f457/)
-   -   184 - الوهم الأسير ـ جسيكا ستيل ( كاملة ) (https://www.liilas.com/vb3/t143981.html)

شاذن 18-07-10 07:31 AM

قالت جولي :
- ما أروع أن نلتقي هكذا !
بدا لها ڤيك مسرور وقد دعاها لتنضم إليهما للعشاء .
حاولت زاندرا دس بعض الدفء في صوتها وهي تحدث جولي ، وظنت أنها تمكنت من هذا مع أن جولي لم تكن مهتمة كثيراً إذ كانت تدير أطراف الحديث وتسيطر على ڤيك . . وكلمة " أتتذكر". تخرج منها كل خمس دقائق ، وهذا أشعر زاندرا بأنها ضيف غير مرغوب فيه على هذه المائدة .
أطلقت جولي مرة أخرى كلمة " أتتذكر" بحيث ظنت زاندرا أن أحداً منهما لم يلحظ تثاؤبها . . لكنها سمعت ڤيك يقول :
- هل أنت متعبة حبيبتي ؟
منتدى ليلاس
أدركت أنه يكلمها .
فاعترفت :" متعبة قليلاً . . كان الوقت متأخراً حين نمت ليلة أمس".
طغي لون القرمزي على كل جزء من بشرتها ، وأحست أنها تكاد تحترق لأنها أدركت المعاني من وراء كلماتها . . فليلة أمس كانت الليلة الأولي في شهر عسلها .
كانت محرجة بشدة بحيث لم تجرؤ على النظر إلي ڤيك ثم رأت جولي تبتسم . . ثم نظرت إليه ، فرأت نصف ابتسامته شاذن قد انقلبت إلي ضحكة .
قال وهو ينظر إلي قهوته التي لم تنته بعد :
- إذن اصعدي إلي الغرفة زاندرا . . لن أتأخر كثيراً .
وجدت نفسها واقفة و ڤيك إلي جانبها . . وتمتمت :" ليلة سعيدة . . "

شاذن 18-07-10 07:33 AM

وسارعت إلي الخروج .
عندما وصلت إلي غرفتها ، لم تشعر أنها أفضل حالاً . . لكنها هدأت قليلاً وراحت تستعد للنوم ، وأحست بنعومة غلالة نومها الفضفاضة الشفافة حول جسدها ، صحيح أنه ثوب نوم قد لا يصلح لشهر عسل ، ولكنه ليس زواجاًُ عادياً . . ولم تستطع سوى أن تتساءل لماذا لم يتزوج جولي التي تبدو أكثر رغبة لملء هذا الدور . نبهتها
منتدى ليلاسحركة في الغرفة المجاورة إلي أن ڤيك وصل . . فجأة تلاشي كل شعور بالكآبة من نفسها وحل محله شعور بالفرح . . فڤيك لم يبق مع جولي وقتاً أطول مما يجب . . انفتح الباب وهي تقف تراقبه . . ووقف ڤيك هناك ، دون أن يبدو على وجهه أثر للفظاظة أو الخشونة كما حدث في آخر مرة فتح فيها الباب . سـألها بلطف :" ألم تنامي بعد ؟ خلتك متعبة بسبب تأخرك في النوم ليلة أمس".
طغي اللون الأحمر على وجهها . . فقال :
- أجل . . بإمكانك الاحمرار خجلاً .
وكادت تقسم أنها رأت بريقاً ممازحاً في عينيه وهو يقول هذا !
قالت :" ڤيك . . بشأن ما جري هذا الصباح. . أر. . أر جوك أصغ إليّ ڤيك . . حين أيقظتني هذا الصباح . . كنت نصف نائمة . . ولأنه لم يسبق أن أيقظني رجل ، لم يستطع عقلي الغارق بالنعاس أن يعرف وجهك . . كنت في سرير غريب وفي غرفة غريبة ، و. . وكان هناك ذلك الرجل الذي ينحني فوقي . . ألا. . ألا تري ڤيك . . لم أكن أعرف أنه أنت ".

شاذن 18-07-10 07:34 AM

ما إن أنهت جملتها حتى أحست بأنها بلهاء . . فقد كانت مقتنعة أنه لم يكن مهتماً بما شعرت به ذلك الوقت .
ترك مكانه قرب الباب . . وتقدم ليضع يديه بخفة على كتفيها . . وعندئذٍ أدركت أنها لم تجعل نفسها بلهاء البتة . . فقد قال :
- أشكرك لأنك أوضحت لي هذا كله زاندرا . . أعترف أن رؤيتي الرعب في عينيك هذا الصباح ، أثارني . . ظننت أننا كنا متفقين كلياً ليلة أمس . . وحسبتك بتّ تثقين بي . . انكماشك مني هذا الصباح وكأنني حيوان مفترس يحاول اغتصابك أصابني بالغثيان. .
رفعت بصرها إليه ، وأدركت أنه شخص حساس للغاية . .
أردف يبتسم لها :" بما أننا صادقان سأعترف لك أن من السابق لأوانه أن أحصل عليك بالقوة".
احترق وجهها خجلاً :
- ما كنت لتجرؤ !
- ما كنت لأجرؤ ؟ ومن كان سيمنعني ؟
عرفت أن قوتها لا تقارن أبداً بقوته . . وشحب لونها عندما فكرت في ما قد يحدث . . إنها تحب هذا الرجل الذي تزوجته . . وتريد من كل قلبها أن تكون زوجته . . لكن إن أخذها في ثورة غضب ، فسيكون ذلك نهاية لزواجهما قبل أن يبدأ .
قال بهدوء :
- لا تقلقي . . لأن ذلك لن يحدث . . أليس كذلك ؟
ترك كتفيها وارتد على عقبيه . . وكانت زاندرا مسرورة من نفسها لأنها وجدت الشجاعة لتوضع له ردة فعلها وهذا ما خفف من حدة

شاذن 18-07-10 07:36 AM

التوتر بينما . . غادرا زوريخ دون أن يريا جولي مرة أخرى ، ثم وصلا إلي " داڤوس" ومن هناك توجها بالتاكسي غلي الفندق الذي حجز فيه ڤيك جناحاً كاملاً فيه غرفتا نوم وغرفة جلوس . . بعدما اختارت غرفتها بدأ كلاهما بإفراغ حقائبه . . إفراغ حقائبها لم شاذن يستغرق طويلاً ، لذا استغلت الوقت لتغيير ثياب التي ترتديها واستبدلتها ببزة خضراء وما لبثت أن انضمّت إلي ڤيك في غرفة الجلوس . رأت عيناه تطوفان بها ، وأملت أن يكون قد رآها جميلة المظهر كما قال لها انعكاسها في المرآة . . منتدى ليلاس
قال :" فكرت أن نزور أبي بعد ظهر اليوم . . لقد كلمته في الهاتف بالأمس ، وهو يتوق شوقاً لمقابلتك".
انطلقت زاندرا مع ڤيك بعد الظهر وهي لا تتوقع شيئاً . . ولكن السير مدة ربع ساعة حتى المستشفي أنعشها كثيراً . . وما إن وصلا حتى اكتشفت أن المكان لا يشبه المستشفي أبداً . كان منزلاً كبيراً ، يقع سفح جبل كثير الأشجار . .
لم يطغ على هذا المكان الجو الطبي المعتاد بل جو شبيه بالجو في البيت . . دلتهما إلي غرفة ليلاس الاستقبال خادمة تتكلم نوعاً من اللغة السويسرية الألمانية ، فهمها ڤيك بسهولة أكثر مكن زاندرا وقالت لهما إن السيد سبنسر سينضم إليهما بعد وقت قصير .
سألت زاندرا :
- ألا يلازم والدك الفراش ؟

شاذن 18-07-10 07:38 AM

- كان يلازمه في البداية . . مع أنه لم يعد مضطراً لملازمته . . هو بحاجة إلي فترات من الراحة . . الهواء هنا نقي . . ينعش الجسم والتنفس .
وصمت يصغي . . فسمعت زاندرا الصوت كذلك . . وصوت حركة في الردهة ، فاتجهت عيناها إلي ڤيك وهي تدرك أنهما سرعان ما سيصبحان وجهاً لوجه مع دايڤيد سبنسر .
منتدى ليلاس
امتدت ذراع ڤيك لها ، وتقدمت إليه بشكل لا إرادي وسرعان ما أحست بذراعه تشدها إليه ، وكم شعرت بالراحة لهذا التواصل ! حين فتح دايڤيد سبنسر الباب ، رأي ابنه وكنته الجديدة واقفين معاً ، وابنه يحتضن عروسه . ساد صمت بدا وكأنه سيمتد إلي ما لا نهاية ، كان الأب خلاله ينقل بصره من أحدهما إلي الآخر . . لكن زاندرا كانت تعي أن هذا لم يستمر أكثر من ثانيتين . ثم تقدم ڤيك مقتاداً إياها إلي والده وابتعدت ذراعه عنها عندما راح الرجلان يحييان بعضهما بعضاً.
قال ڤيك : مرحباً أبي . . أريد منك أن تلتقي بزاندرا .
أرادت زاندرا أن تتكلم لكنها لم تجد صوتها . . أرادت أن تمد ذراعيها إلي العجوز لتقول له : صدقني . . لا داعي أن تقلق !. . ڤيك لا يحب سوزى كما تظن . . لكنها لم تستطع قول أوشاذن فعل شيء عدا النظر إلي الرجل الطويل الذي يشبه ابنه إلي حدً كبير . . بالمقابل ، كانت تعي أن دايڤد سبنسر يتأملها . . وأدركت أنه لا يريد منها أن تقول شيئاً . . ثم ، تركزت عيونهما ورأت زاندرا أجمل ابتسامة شاهدتها على وجه رجل فقد أضاءت هذه الابتسامة وجه دايڤد سبنسر بشكل غريب :
- إذن . . أنت من ثبّت له المرساة أخيراً .


الساعة الآن 11:42 PM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية